الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله واصحابه ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين فان الله سبحانه وتعالى قد شرع شرائع وسن سننا وحدد احكاما وبين قدرها وميزانها من جهة التأكيد وعدمه. وامر الناس بالاتباع والاقتداء. ولهذا قد احتاط الله جل وعلا مع الامر بالحج احتاط لدينه سبحانه وتعالى من الدخيل فيه ونحن في هذا اليوم باذن الله عز وجل نتكلم على مسائل متفرقة المتعلقة بحكم الحج وعلله وبعض مقاصده كذلك نتكلم على بعض ما ظهر من احكامه الفقهية الذي ينبغي للشخص ان يقف ان يقف عندها والولوج في مسائل الحج واحكامه وكذلك الكلام على كثير من مسائله الفقهية مما يفتقر الى مجالس تالية ولكن نحن في هذه الليلة حسب عنوان هذه المحاضرة معالم معالم الحج هي امور ظاهرة في الحج تحتاج الى جملة من التفسير وبيان الحكم والعلل والوقوف عندها. وكذلك نتكلم على شيء من بعض اسرار الحج مما ينبغي ان يعلم ان الله سبحانه وتعالى قد جعل الحج ركنا من اركان الاسلام كما جاء في الصحيحين وغيرهما من حديث عبد الله ابن عمر قال عليه الصلاة بني الاسلام على خمس شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله واقام الصلاة وصوم رمضان وحج البيت من استطاع اليه سبيلا وجعل النبي عليه الصلاة والسلام ذلك ركنا من اركان الاسلام تشبيها لذلك بالبناء والبنا يكون له اركان من جهاته الاربع او اكثر من ذلك حتى فيعرف الناس حتى يعرف الناس ان الاركان هذه عليها قوام الاسلام وانه اذا اختل ركن من هذه الاركان البناء. النبي عليه الصلاة والسلام وهو من وكله الله جل وعلا ببلاغ الدين وحمله الامانة فبلغ الامانة اداها كما سمعها عليه الصلاة والسلام وبين وبلغ وقام بالامر بالامر خير قيام عليه الصلاة والسلام من اعظم هذه المعالم التي ينبغي الوقوف عندها ان الله جل وعلا لما انزل على رسوله عليه الصلاة والسلام الحج بقوله جل وعلا ولله على الناس حج في البيت من استطاع اليه سبيلا ومن كفر فان الله غني عن العالمين. امر الله جل وعلا للعباد. والاصل في ذلك في الامر ينصرف الى النبي عليه الصلاة والسلام من جهتين. الجهة الاولى من جهة التحمل والبلاغ. وهذه خاصة بالنبي عليه الصلاة والسلام اعظم واظهر وصية من غيره. الامر الاخر بالفعل ان الحج كما انه واجب على الناس واجب على على رسول الله صلى الله عليه وسلم من باب من باب اولى لانه حامل التشريع فلما كان حامل التشريع يخاطب بذلك والنص ينصرف اليه اولى من غيره وجب وجب ان يعلم ان صاحب الامر وصاحب القيادة وكذلك من يؤخذ بقوله ينبغي ان يبادر ان يبادر بالعمل ولهذا لما فتعلق قلب النبي عليه الصلاة والسلام بالامتثال كان يأتي ببعض الاوامر الشرعية وبعض المشروعات مما لم يتغير من احكام الله سبحانه وتعالى قبل ان يفرض عليه فكان النبي عليه الصلاة والسلام يصلي بمكة ولم يفرض على الناس. وكان يحج لما كان بمكة ولم يفرض على الناس. وكان النبي عليه الصلاة والسلام يصوم ولم يكن حينئذ يفرض يفرض على الناس مما دل على على خصوصية النبي عليه الصلاة والسلام في هذا الباب وانه ينبغي لمن لمن حمل الله جل وعلا اياه الامانة ان يكون من اهل العبادة في المفضول فضلا فضلا عن الفاضل. ولما كان هذه الشريعة قد طرأ عليها من التبديل والتغيير من اعمال الجاهلية فحرفوا كثيرا من دعائم الاسلام وشرائعه احتاج النبي عليه الصلاة والسلام ليحتاط لشعيرة لشعيرة في الحج فأمر النبي عليه الصلاة والسلام لما انزل عليه فريضة الحج والصواب ان الله جل وعلا فرض الحج في السنة التاسعة قبل موسم الحج ثم فبعث النبي عليه الصلاة والسلام ابا بكر وابا هريرة وجماعة من اصحابهم حتى يبلغوا حتى يبلغوا اهل مكة ان لا يحج بعد هذا العام المشرك والا يطوف بالبيت عريان وان وان يقوموا باداء هذه الشعيرة. في هذا من الوقفات او المعالم البينة وهي اول المبادرات في عمل الحج بعد فرضه. من اوائل هذه المعالم ان ينبغي للانسان في اوائل هذه مبادرة الا يريب الا من هو اقرب الناس اليه. ولهذا اقام النبي عليه الصلاة والسلام. اقام النبي عليه الصلاة والسلام ابا بكر بان يقوم بهذه الفريضة وكذلك ان يبلغ قريش لاهمية هذا الامر لتعلقه بركن من اركان الاسلام. مع ان النبي عليه الصلاة والسلام لم يقم في امر من الامور بتحميل ابي بكر الصديق شيئا من الغزوات عليه الصلاة والسلام كذلك من السرايا وانما انابه لهذا الامر لانه بحفظ الدين وبحفظ الدين ينبغي ان يولى عليه اهل الامانة والصديقية والجلالة والفضل الذين يحملون مع العلم الايمان حتى يحفظ هذا الدين من التغيير والتبديل. ولهذا النبي عليه الصلاة والسلام حاط هذا الامر بان يقوم به ابو بكر الصديق عليه رضوان الله تعالى. كذلك النبي عليه الصلاة والسلام احتاط لهذه الشعيرة من التغيير والتبديل حينما بعث عليه الصلاة والسلام ابا بكر حتى يخلو ذلك المكان وفي هذا امر ينبغي الوقوف عنده انه ينبغي للانسان اذا اراد ان يقيم عبادة او ينشيء دعوة او يقوم باحياء شعيرة ان يخلي ذلك المكان الذي فيه مما يخالف دعوته من الشر او البدع او الشرك لهذا ابو بكر الصديق عليه رضوان الله تعالى ذهب لاداء العبادة فهو يحمل مسألة عظيمة ايضا ان يخلي ذلك المكان للعمل الذي سيأتي به النبي عليه الصلاة والسلام لان ابا بكر ليس مشرعا. فامر النبي عليه الصلاة والسلام ابا بكر ان ينهى المشركين ان يأتوا بعد هذا العام في مثل هذا الموضع ان يقع في هذا الموضع شيء من الشركيات او البدع او الطواف في البيت للعريان ونحو ذلك لماذا؟ حتى لا يلتبس الحق بالباطل لهذا ينبغي للعالم الحق اذا اراد ان يقصد موضعا من المواضع ان يعلم ان هذا الموضع متجرد للحق فلا يشارك كلامه ولا دعوته دعوة من الدعوات حتى لا يلتبس الحق والباطل حينئذ يظن الذين حضروا لهذه الدعوة ولهذه الكلمة ان هذا الامر من الامور السائغة وهم لا يعلمون. ولهذا قد بدل كثيرا من مما كان عليه مما كانت عليه الحنيفية السمحة من ملة إبراهيم من اعمال مناسك الحج التي الله جل وعلا على يد ابراهيم الخليل وبقيت محكمة حتى طرأ عليها حتى طرأ عليها التبديل فأزال الله جل وعلا ما عليها من من الشركيات والبدع المحدثة بنبينا محمد صلى الله عليه وسلم. لهذا احتاط النبي عليه الصلاة والسلام لذلك الامر فلما قدم قال كلمته عليه الصلاة والسلام المعلومة لتأخذوا عني مناسككم لا تأخذوها من غيري. فجرد الامر من جهة المكان كذلك ايضا اظهر قول انه لا يقتدى بذلك مع وجود اهل الفضل لان الامر يتعلق بالوحي والوحي لا يحمله الا رسول الله صلى الله عليه وسلم. وفي هذا حكمة ووقفة عظيمة عظيمة جليلة ينبغي ان يلتفت اليها وهي ان النبي عليه الصلاة والسلام بامكانه ان يعلم الناس الحج قبل قدومه عليه الصلاة والسلام اصحابه كابي بكر وعمر وعثمان وعلي ان يعلمهم الشعيرة فيقول بلغوا الناس. ولكن النبي عليه الصلاة والسلام قطع هذا الامر استشعارا لعظيم امانة. وذلك ان النبي عليه الصلاة والسلام هو المأمور بالمبل بالتبليغ للناس. يا ايها الرسول بلغ ما انزل اليك. والخطاب هنا موجه النبي عليه الصلاة والسلام خصيصة ليس على سبيل التعميم ان يبلغ للناس قولا وفعلا ولا يشترك القول والفعل في مثل هذه الشعيرة لتعلقها بركن من اركان الاسلام الا بذات النبي عليه الصلاة والسلام فانتظر الى ان تأتي شعيرة الحج حتى يقتدي ناس به فعلا ويقتدي به ويقتدي به عملا. كذلك ايضا من اثار ذلك النبي عليه الصلاة والسلام لاستشعاره لهذا الامر منه جملة من الافعال التي التي يظهر منها انه عليه الصلاة والسلام يستشعر اهمية للناس وان الناس ربما يكون منهم من هو صاحب عذر ينبغي ان يلحق بالنبي عليه الصلاة والسلام بعد ذلك. لهذا النبي عليه الصلاة والسلام خرج من المدينة ودعا الناس الى وجوب اتباعه. ذهب النبي عليه الصلاة والسلام الى ذي الحليفة وكان قبل ذلك لقد نادى في الناس ان النبي حاج هذا العام فلحق اهل المدينة بالنبي عليه الصلاة والسلام وذهب الذين كانوا باهل من اهل من الاعراب ومن كان حول المدينة بالنبي عليه الصلاة والسلام مما يشعر بان النبي عليه الصلاة والسلام بعث اليهم من اصحابه من يبلغهم الامر. كذلك النبي عليه الصلاة والسلام بعث الى ما هو ابعد من ذلك الى اليمن. الى علي ابن ابي طالب. والى معاذ ابن جبل. والى ابي موسى ان يأتوا الى رسول الله صلى الله عليه وسلم يقتد معه في الحج لماذا؟ لانهم لانهم الرسل. وفي هذا جملة من من الوقفات اظهرها انه ينبغي لمن كان من اهل القيادة والعلم ان يأتي اليه من اراد ان يقتدي عند مجامع الناس وشهوده حتى يأخذوا ما يحملهم اياه الى الى بلدانهم من شريعة الله سبحانه وتعالى قال فيبلغوها بلا واسطة. ولهذا امكن اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ان ينتدب واحد منهم مع النبي عليه الصلاة والسلام فيبلغهم بالامر ولكن لما كان هذا الامر على سبيل التأكيد امر النبي عليه الصلاة والسلام الناس. لهذا جاء في حديث عبد الله بن عباس عليه رضوان الله تعالى. قال كان اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ممن لحق به في المدينة ومنهم من لحقه بذي الحليفة ومنهم من لحقه بالروحاء ومنهم من لحقه في الطريق ومنهم من لحق النبي عليه الصلاة والسلام بمكة ما يدل على هذا الاستنفار من اصحاب النبي عليه عليه الصلاة والسلام. ويدل ايضا على امر مهم انه ينبغي للانسان ان يبرأ وان ان يبرأ نفسه وان يأتي لله عز وجل باسرع ما يمكنه لانه لا يدري ماذا يعرض له. لان الصحابة عليهم رضوان الله تعالى يمكنهم ان يأتوا بالحج بعد ذلك ولكن ليس على الوجه الذي الذي مع النبي عليه الصلاة والسلام لانه لو طرأ عليهم شيء لسألوه جهالة سؤال قضية من القضايا اهتداء بهدي النبي عليه الصلاة والسلام. والنبي عليه الصلاة والسلام لما ذهب الى ذي الحليفة مكث فيها يوما كاملا مع ان النبي عليه الصلاة والسلام معه النسا ومعه الحوامل وقد ولدت اسماء عليها رضوان الله تعالى في ذي الحليفة مما يدل على على مبادرة اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى من كان منهن من من الصحابيات من كانت حاملا استشعرت هذا الامر فتبعت عليه الصلاة والسلام ابراء للذمة واداء واداء للواجب. ثم بقاء النبي عليه الصلاة والسلام في ذي الحليفة يوما كاملا صلى فيها ظهر والمغرب والعشاء مع ان ذي الحليفة هي على بضعة اميال من المدينة مع ان الانسان اذا خرج من بلده احب المسير لانه في حال قوته ونشاطه احب ان يسلك الطريق حتى يصل حتى يصل لانه في حال في حال عزيمة مع ذلك اقام النبي عليه الصلاة والسلام. العلة من ذلك حتى يلحق به من كان لم يعلم بهذا الامر ومن لم يبلغه ذلك ذلك النفير للنبي عليه الصلاة والسلام لهذا وصف الحج بانه بانه الجهاد الاصغر ووصف بانه جهاد لا قتال فيه للنساء بل انه الجهاد لا قتال فيه للرجال ان لم يخاطب او لم يتمكن من الغزو في سبيل الله عز وجل اذ احتسب هذا الامر. فاقام النبي عليه الصلاة والسلام في هذا الموضع مما ينبغي ان يقتدي به اهل هديه بالانتظار والترقب لمن لم يستطع الحضور سواء العالم في حال في حال تعليمه ان انتظر من لم يأتي حتى يسمع الجميع. كذلك ان يتتبع مواضع التعليم للناس والتوجيه ونحو ذلك. كذلك بالنسبة صاحب المال والنفقة ان يتتبع الناس في مواضعهم قدر امكانه ووسعه كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يبعث لاهل المدينة ولاهل الاعراب وكذلك لمن في في الاطراف من اهل الافاق من اليمن والطائف وغيرها حتى يلحقوا برسول الله صلى الله عليه وسلم انه حج حاج هذا العام. فاقام النبي عليه الصلاة الصلاة والسلام في هذا الموضع لمقصد عظيم ان هذا فيه بداية بداية المناسك وبداية التوحيد واظهاره شعيرة لله سبحانه وتعالى ان يقوم بها الناس على على اختلافهم. كذلك ايضا فيه بيان ان شريعة الله عز وجل ينبغي ان يخاطب بها الذكر والانثى والصغير والكبير ان يشركوا بهذا بهذا الامر. وذلك جاء اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم على اختلاف انواعهم حتى منهم الصبي الصغير كما جاء في الصحيح من حديث كريب عن عبد الله ابن عباس قال جاءت امرأة النبي عليه الصلاة والسلام لما لحقته بالروحان فرفع الصبيها فقالت يا رسول الله الهذا حج؟ قال نعم ولك ولك اجر. وفي قوله عليه الصلاة والسلام حينما قال نعم اي له حج ولك اجر اشارة الى ان التعب لا يضيعه الله سبحانه وتعالى. وفي هذا اشارة الى اجابة السائل الى ازيد ما سأل عنه فانها سألت عن هذا الصبي ولم تسأل عن نفسها اشارة الى دعم النفس وتقويتها بما لا تريده لانها هذا من كوامل النفس لمشقة الحج. كذلك مشقة طلب الاجر ان يجبر السائل. وكذلك الاتي بما لم يطرأ على لسانه وانما هو موجود في فطرته كذلك في قلبه. فعوض النبي عليه الصلاة والسلام ذلك النقص الذي ربما يطرأ على الانسان بقوله نعم ولك اجر. اي في هذا مع ان النبي عليه الصلاة والسلام قد دل على هذا الامر قبل ذلك كما في الصحيحين وغيره من حديث ابي هريرة من دل على هدى فله مثل اجره. مثل اجر من من عمل به لا ينقص لا ينقص من اجورهم من اجورهم شيئا. بقي النبي عليه الصلاة والسلام الى في في ذو الحليفة يوما كاملا وصلى هذه الصلوات حتى يقتدي الناس به ممن لم يدركه في المدينة ممن حولها من الاطراف ممن لحق به في ذي الحليفة يقتدي به في اداء الصلوات يقتدي فيه عليه الصلاة والسلام ايضا في ابتداء اعمال المناسك وهو الاحرام رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي هذا جملة من الشعائر والحكم الظاهرة ان النبي عليه الصلاة والسلام حينما جرد من احرامه في انه يشعر باقبال الانسان الى ربه سبحانه تعالى وان الانسان كما انه ترك وطنه وترك اهله وترك ماله وزرعه وحرثه وترك عليه الصلاة والسلام خلفه اماراته ودولته وجاء الى هذا الموضع اراد ان يلحق بذلك ايضا زي الدنيا فتجرد من ذلك كله ولبس ورداؤه عليه الصلاة والسلام وهذا اتم انواع التجرد تجرد من المال تبعه تجرد ايضا من اللباس وهو التي الذي يتظاهر به الانسان وفي هذا ايضا تظمن لتجرد الانسان من مظاهر الكبر التي تطرأ على الانسان فالانسان يتكبر في ماله وقد زال منه ويتكبر بزرعه وحرثه وامرته قد زال منه. ويتكبر ربما بولده وزوجه ونحو ذلك وقد زال منه وربما يتكبر باهله وعشيرته وقد زال منهم وبقي لديه مظهرة وملبسة فان هذا فان هذا من اعظم الامور التي يظهر فيها التواضع لله سبحانه وتعالى. كثير من الناس يكون من اهل الفقر والفاقة ولكن يتبعه الشيطان في الكبر حتى حتى في مشيته. فلما كانت هذه الدوافع حتى اللباس ويكون والخيلاء فيه ونهى النبي عليه الصلاة والسلام عن اسبال الازار واكد على ذلك في حال الخيلا ونهى عن الحرير وفيه من خيلا ونهى عليه الصلاة والسلام عن الاكل في انية الذهب والفضة لما فيه من علل من اظهرها. الخيلاء اراد النبي عليه الصلاة والسلام ان يجرد الانسان من هذه الاسباب كلها لانه يقبل على الله سبحانه وتعالى فلبس ازارا يتوحد فيه سائر سائر من اراد ان يقبل على الله سبحانه وتعالى فجرد النبي عليه الصلاة والسلام نفسه من المخيل. وجرد نفسه عليه الصلاة والسلام من دقائق الامور التي تطرأ على الانسان ربما تؤثر في نفسه حتى من الطيب عليه الصلاة والسلام منع من ذلك وجعله من محظورات من محظورات الاحرام. وكذلك في هذا ان الانسان اذا كان في حال شغل واقبال على الله سبحانه وتعالى ينبغي ان يجرد قلبه من العلائق ايضا كما انه يجرد نفسه. وهذه العلائق تتشوف الى متع الدنيا من مطعم ومشرب. فجرد النبي عليه الصلاة والسلام المحرم من الصيد ان يتتبع ان يتتبع لذائذ الصيد في طريقه وذهابه ومجيئه. فجرده من ذلك وجرده من رائحته في الطيب الذي ربما تثير غرائز الانسان او تثير الانسان الى الراحة او التنعم ونحو ذلك. وحرم عليه ان يحلق شعره او يقص ظفره او يزيل شيئا من شعره من شعر بدنه في حاله في حال احرامه. بل حرم عليه عليه الصلاة والسلام وهو جماع النسا والفسوق وقيل هو ومقدماته ان يدنو الانسان من متع الدنيا كلها لماذا؟ لانه في حال تجرد لله سبحانه وتعالى وهنا يظهر تجرد الظاهر تجرد الظاهر والحفاظ على تجرد الباطن مما ان يتعلق فيها الانسان بغير الله سبحانه وتعالى فتجرد رسول الله صلى الله عليه وسلم وامر الناس ان يأخذوا منه ذلك في قوله عليه الصلاة والسلام لتأخذوا عني مناسككم وجعل هذا وجعل هذا من المناسك عليه الصلاة والسلام تجرد عليه الصلاة والسلام من المخيط واغتسل عليه الصلاة والسلام تشبها بحال بحال الميت الذي يغسله اهله ويلبس بعد ذلك اللباس ويقبل على الله جل وعلا على حال لا يعقبها لا يعقبها تنظف الا بعد ان يبلغ الهدي محله. ولهذا قال الله سبحانه وتعالى ولا تحلقوا رؤوسكم حتى يبلغ الهدي الهدي محله. وهذا فيه اشارة الى مسألة عمر الدنيا وحال انقضائها فان الانسان يتطلب من حال الى حال ثم يرجع الى ما كان الى مكان الى ما كان عليه. تبع اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في سائر افعاله. من غير بحث عن تعليل وحكمة واستنباط ينبغي للمؤمن اذا امن بالله سبحانه وتعالى ربا وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا وبالاسلام دينا وجب عليه الانقياد والتسليم من غير ان يجد في قلبه حرج. اما من لم يؤمن الا وقد عرف العلل من كل قول وفعل فان هذا فان هذا في تصديق وايمانه ريب. لهذا فاق اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم سائر الامة الذين يأتون بعدهم ليقين وقر وقر في قلوبهم. واليقين الذي وقر في قلوبهم اثر على العمل الذي يؤدونه ولو كان ولو كان قليلا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحذر من التعدي على اصحابه عليهم رضوان الله تعالى لما؟ لان هذا فيه اثر اثر عمل الباطل وعمل الباطل لا يدركه كل احد. التابعون اتباع التابعين لديهم من العمل والعبادة وتدين لله عز وجل الظاهر بل في متأخر الامة من والعبادة الظاهرة ما لم يكن في خواص اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في الظاهر ولكن عمل القلب يتباينون فيه. لهذا قال عليه الصلاة قال عليه الصلاة والسلام لا تسبوا اصحابي فوالذي نفسي بيده لو لو انفق احدكم ملء مثل احد ذهبا ما بلغ مد احد بهم ولا نصيب. والنصيب هو ملء ملء الكف. ملء الكف من الذهب لا يبلغ. لا يبلغ الانسان لو انفق مثل احد ذهبا لماذا؟ لعمل القلب. وثمة كما روى الترمذي عليه رحمة الله في سننه عن عمر بن الخطاب عليه رضوان الله تعالى لما استنفر النبي عليه الصلاة والسلام اصحابه ان ينفقوا فقال عمر ابن الخطاب عليه رضوان الله لاسبقن ابا بكر ان سبقته يوما. يعني بهذه النفقة فجاء عمر بن الخطاب عليه رضوان الله بنصف ماله. فجاء الى النبي عليه الصلاة والسلام فدفع له ماله وقال له النبي عليه الصلاة والسلام ماذا ابقيت لاهلك؟ لم يسأله النبي عليه الصلاة والسلام كم انفقت؟ قال كم قيد لان هذا هو الذي له اثر اثر في النفس. قال النبي قال عمر بن الخطاب عليه رضوان الله تعالى يا رسول الله ابقيت لهم شطر مالي. التفت النبي عليه الصلاة والسلام الى ابي بكر فقال له كم ابقيت؟ قال ابقيت لهم الله ورسوله. قد يكون نصف عمر اكثر من كل ابي بكر. لكن ليس هذا الحساب عند الله عز وجل لان قد يكون نصف ابي بكر الف. ومال نصف مال عمر بن الخطاب عليه رضوان الله تعالى الف وكل مال ابي بكر عشرة ولكن النبي عليه الصلاة والسلام ما سأل عن هذا واثره في الامة وانما في اثر في اثره في قلب في قلب الانسان قال ماذا ابقيت؟ فقال عمر بن الخطاب ابقيت نصف مالي وسأله ماذا ابقيت؟ فقال ابقيت مالي مالي كله وايقن عمر بن الخطاب عليه رضوان الله تعالى بان ابا بكر لم يشغل قلبه شيء من الدنيا. ولم يبقي لاحد حظا لا اهلا ولا ذريا ولم يبقي لنفسه فيه شيء من الدنيا لماذا؟ لان الداعي هو النبي عليه الصلاة والسلام فبه يعلم ان اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم حينما ينفق القليل ينفقونه مع مع يقين تام وليس المراد بذلك ان له اثر ولكن كان القلب منصرف لله جل وعلا وخالي من اي شيء من من متاع الدنيا ولذائذها. لهذا من ينظر الى العمل لاثره. ومن ينظر الى العمل من جهة كمه. فانه ينظر مقياس لا ينظر له الله سبحانه وتعالى. الله عز وجل ينظر الى الى ما في القلب وهو التسليم والانقياد. لهذا كان اصحاب رسول الله صلى الله عليه فلم ينقادون مع النبي عليه الصلاة والسلام في اعمال متتابعة من اعمال الحج من غير نظر الى تعليل. قبلوا الحجر يقبلون ولهذا كان عمر بن الخطاب عليه رضوان الله تعالى لما كان يقبل الحجر كما في الصحيحين قال والله اني لاعلم انك حجر لا تضر ولا تنفع ولولا اني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم كما قبلتك لهذا كان عمر بن الخطاب عليه رضوان الله تعالى بلغ من المنزلة من الصديقية وعلو المنزلة والرتبة عند الله عز وجل ما بلغ الانقياد التام والتسليم والتسليم الذي لا نظير لا نظير له. وبه يعلم ان من اتبع من غير بحث الى بحث في تعليم اذا ثبت لديه الدليل وجب وجب عليه ان ينقاد من غير نظر الى الى مآلات وعلل دقيقة قد تظهر للانسان او لا تظهر تظهر له. ما دام ان هذا الامر ثبت في عبادة للانسان ويخرج من هذا ما يتعلق بالمصالح المرسلة او المآلات التي لا تتعلق بامور في امور عبادات ونحو ذلك فان الانسان ينبغي له ان ينظر وان يقارن في بين الحال بين الحال والمعال. تجرد رسول الله صلى الله عليه وسلم من هذه الامور. واذا نظر الانسان لما حرمه الله جل وعلا على المحرم جملة من محظورات من محظورات الاحرام وجد ان هذه المحظورات هي متعلقة بتجرد الانسان من الدنيا ينبغي ان يتجرد منها وان يقبل على الله سبحانه وتعالى سواء ما يتعلق بالمخيط او ما يتعلق بالطيب او ما يتعلق بالقرب من النساء او ما يتعلق بشهوة البطن وهو الطعام منع الله جل وعلا للانسان من من الصيد ونحو ذلك. او ما يتعلق بالتزين حينما حرم الله عز وجل على الحاج ان يغطي ان يغطي ان يغطي شعره كأنه قد اقبل على الله سبحانه وتعالى وما ستر من ذلك الا الا ما يستره الانسان من سوءته وما يستره والانسان حياء من حياء من الناس من ستر الانسان لعاتقيه. وفي هذا ايضا اشارة الى الاسراع الى الله سبحانه وتعالى كحال الذي الذي ينفر. النبي عليه الصلاة والسلام حينما لبس الازار والردا الازار والردا يلبسه الانسان وليس هو بما كحال الذي فزعه امر جر ثيابه ولبس وستر وستر عورته وستر منكبيه كأن ثم كأنه ثمة عمر خطب جسيم يريد ان يلحق ان يلحق به. ولهذا النبي عليه الصلاة والسلام لما فزع كما في البخاري في حديث عائشة جر ثوبه عليه الصلاة والسلام وركب وركب خيله. ولما النبي عليه الصلاة والسلام لما ذكر تبرا من ذهب كما في البخاري. ذهب النبي عليه الصلاة والسلام وقد وجر جر رداءه وفي هذا اشارة الى ان الانسان حينما منع من المخيط منع من التلذذ واظهار واظهار واظهار جميل ومحاسن الثياب الى امر اخر وهو ما يتعلق بالاقبال فزعا انني اتيتك على سبيل العجل مقبلا على الله سبحانه وتعالى بهذا اللباس الذي مقتضى ان الانسان وجد هذا اللباس ثم ستر به عورته حتى يقبل على الله سبحانه وتعالى. كذلك ايضا فيه اشارة الى التساوي بين في اقبالهم على الله سبحانه وتعالى. فيكون الفقير والغني وكذلك الصغير والكبير كلهم على السواء لا يفرق بينهم. لا يفرق بينهم من حال اللباس وفيه اشارة الى حكمة عظيمة جليلة ان الخلق بين يدي الله سبحانه وتعالى على هذا النحو. لا يقرب احد من جهة كان ولا من جهة السماع فهم بصوت واحد وبدرجة صوت واحد يسمعون الله جل وعلا. لهذا قد روى الامام احمد في كتابه المسلم من حديث جابر ابن عبد الله عن عبد الله ابن انيس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يحشر العباد يوم القيامة حفاة عراة غرلا فيناديهم الله جل وعلا بصوت يسمعه من بعد كما يسمعه من قرب فيقول انا الملك انا الديان. لا ينبغي لاحد من اهل النار ان يدخل النار وله عند احد من اهل الجنة حق حتى اقصه منه ولا ينبغي لاحد من اهل الجنة ان يدخل الجنة وعليه لاحد من اهل النار حق حتى يقصه منه. قالوا يا رسول الله كيف وانا نأتي الله عز وجل حفاة عراة قال عليه الصلاة والسلام بالحسنات بالحسنات والسيئات في هذا تشبيه لحال لحال الناس بين يدي الله سبحانه وتعالى والارض والعرض عليه. يتجرد الناس في هذا الموضع ويصاحب ذلك اظهار الانقياد قول وفيه اشارة الى انه كما ان الله عز وجل طهر باطن الانسان والدوافع التي تشوب قلب الانسان وطهر ظاهره من جميع ما يدفع الانسان الى الى الغلو والتكبر والمحرمات ينبغي ان ان يطهر اللسان ايضا فشرع الله عز وجل للانسان ما يسمى بالتلبية ان ينادي بما نادى به النبي عليه الصلاة والسلام فيقول لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك ان الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك. وفي هذا حكم عظيمة جليلة نظرها ان الدين كما انه في القلب والجوارح كذلك ينبغي ان يظهر على على اللسان. كذلك ايضا ان انقياد الانسان لله سبحانه وتعالى ينبغي ان يظهر على لسان الانسان اظهارا للجميل واظهارا للتوحيد واعظم الفاظ عند الله سبحانه وتعالى ما يتعلق بتوحيده. لهذا كانت الفاظ الاستجابة متعلقة باسماء الله عز وجل وصفاته والوهيته وربوهيته وكلها متضمنة لهذا الامر في قوله عليه الصلاة والسلام لبيك اللهم لبيك. لبيك لا شريك لك لبيك. ان الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك ايضا حكمة اخرى ان اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم حينما كانوا يسمعون النبي عليه الصلاة والسلام يلبون ما كان كلهم يلبي بتلبية النبي عليه الصلاة والسلام كانوا يلبون بتلبية اخرى كان يقرهم عليها عليه الصلاة والسلام. كما جاء عن عمر ابن الخطاب من حديث المسور ان عمر بن الخطاب كان يقول لبيك مرغوبا ومرهوبا اليك لبيك ذا النعماء والفضل الحسن. وكان عبد الله بن عمر عليه رضوان الله تعالى كما رواه كما كما جاء في الصحيح من حديث ما لك عن نافع عن عبد الله ابن عمر انه كان يلبي بتلبية النبي عليه الصلاة والسلام ويقول لبيك وسعديك والخير بيديك. لبيك ذا النعماء والفضل الحسن وكان انس بن مالك عليه رضوان الله تعالى يقول لبيك حقا حقا تعبدا ورقة في هذا اشارة الى ان الموحد الذي يوحد الله عز وجل اذا نطق بلسانه وفقه الله عز وجل على اي لفظ على اي لفظ كان ولهذا لما جاء الرجل الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله اني لا اعرف دندنة قال دندنة معاذ ولكني اقول كما اقول لا اله الا الله محمد رسول الله قال نحن حولها ندندن حينما اقر النبي عليه الصلاة والسلام الصحابة عليهم رضوان الله تعالى على هذه الانواع من التلبية. اشارة الى ان الانسان ينبغي ان يذكر الله عز وجل بكل المعاني السليمة الصحيحة ان وافق ولفظ النبي عليه الصلاة والسلام فهذا هو الاكمل والاحسن وان لم يتيسر له فانه يذكر الله عز وجل على ما يجري من لسانه من الالفاظ التعظيم. لهذا النبي عليه الصلاة والسلام اطلق هذا الامر في اعظم اركان الاسلام العملية فقال عليه الصلاة والسلام اما الركوع فعظموا فيه رب يعني بسائر الالفاظ الفاظ التعظيم من المعاني السليمة. واما السجود فاكثروا فيه من الدعاء في اي نوع من انواع الدعا وهذا من اعظم التيسير من اعظم التيسير للامة. وفي الحكم من اظهار التلبية حتى يشاهد الناس الحاج. حتى يشاهد الناس الحاج ويعظم مقامه لانه قاصد وزائر بيت الله فله من التعظيم ما ليس ما ليس لغيره. لهذا كان عبد الله بن مسعود عليه رضوان الله تعالى كما جاء عند ابن ابي شيبة وغيره. كان اذا رأى الحجاج بالكوبة يلبون دخل معه ما يقول لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك حتى يدخل في امر هذه الرحمة. كذلك ايضا يظهر ايضا حتى يعلم الناس الاخرين ان هؤلاء الحجاج ينبغي ان يكون لهم من التوقير والاحتراق ما ليس لغيرهم من الناس. وهذا اذا كان الله سبحانه وتعالى قد حرم ان ينفر صيد الحرم فكيف بالحاج الذي زار البيت الحرام؟ وجعل في الصيد ان جزاؤه بمثل وغلظ تحريمه على على الحاج بنفسه فكيف من لم يكن من الحجاج ان يعتدي على غيره على غيره من الحجاج؟ وكيف ممن تلبس بالاحرام ان ينفر حاجا او يوقظه من نومه وقد استغرق من غير حاجة او يراه جائعا ولا يطعمه او يراه عريانا ولا يكسوه وهذا وهذا ارى انه من اعظم من اعظم انواع عدم اطعام وعدم كساية الفقير واعانته او ازعاجه ان يزعج انسان قد اقبل على الله سبحانه وتعالى ولهذا الانسان يتحفز حينما يرى صيد الا يزعجه ينحى عنه يمنة ويسرة لا ينفره لماذا؟ لانه في الحرم واما في غير الحرم فليس له حرمة ولهذا زاد حرمة على حرمته التي حرمها الله عز وجل اينبغي ان يعظم؟ وان يحترم لانه زائر زائر بيت الله سبحانه وتعالى لما كان النبي عليه الصلاة والسلام كان يغاير بين تلبيته من موضع الى موضع فكان اذا على نشزا واذا هبط وادي اللبى واذا لقي راكبا لبى ويلبي عليه الصلاة والسلام ادبار الصلوات. وهذا جاء عن جماعة من السلف كعلقمة هو الاسود وابي الاحوس وعبدالرحمن ابن يزيد وغيرهم من الفقهاء. كانوا كانوا يلبون اذا علوا نشذا وهبطوا واديا ولقوا راكبا وادبار وادبار الصلوات وهذه التلبية في هذا التنوع في اعلام الناس لهذا قال اذا لقي راكبا اي اعلم ايها الراكب اننا من زوار البيت الحرام ولنا من الخصوصية وتسهيل الطريق ما ليس ما ليس لغيرنا لهذا خص ذلك بانه اذا لقي لقي راكبا كذلك اذا على نشزا حتى يتذكر من لم يتذكر من النوم من المرافق الحجاج. ولهذا كان سعيد بن جبير يوقن الحجاج قل لبوا فاني لبوا قوموا فلبوا وهم نوم فاني سمعت عبد الله ابن عباس علي رضوان الله يقول انها زينة زينة وكما جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في الخبر افضل الحج العج العج والثج. والمراد بالعج هو الجهر بالتلبية. ورفع الصوت رفع الصوت بها لهذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يلبي ويستمر بالتلبية. لبى عليه الصلاة والسلام عند الشجرة كما جاء عن عبد الله ابن عمر في البيداء على راحلته كما جاء عن عبد الله ابن عباس ولزم النبي عليه الصلاة والسلام تلبيته وكان اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم عليه الصلاة والسلام يلبون بين وقت واخر بتلبيتهم التي اقرهم عليها عليه الصلاة والسلام. لما قدم النبي عليه الصلاة والسلام على مشارف البيت حرام وعلى حدودي اقام عليه الصلاة والسلام وبات. وبات في ذلك يوما تعظيما وتهيئة لذلك الموضع ذلك المكان الذي يستقبل عليه الصلاة والسلام قد جاء في البخاري من حديث نافع ابن عمر قال ما جاء عبدالله ابن عمر مرة الا بات بذي طواف لا اصبح اغتسل ودخل وذكر ان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعل ذلك. وفي هذا اشارة الى مجموعة من المسائل. منها انه يشرع للانسان يشرع للانسان ان يتطهر عند دخوله الحدود حدود الحرم حدود الحرم ان يتطهر قبل دخولها. وهذا من السنن المهجورة التي غفل عنها كثير من الناس. من التطيب قبل دخول قبل دخول الحرم وفيه ايضا تعظيم المكان وتشريفه ان ينبغي الانسان ان يدخله وهو على تمام وكامل طهارته وبامكان النبي عليه الصلاة والسلام ان يتوضأ وضوءا يغنيه ويستبيح بذلك عبادة ولكنه كسل رسول الله صلى الله عليه وسلم تعظيما لهذا الموضع كذلك ايضا فيه ايضا شفقة على رعيته من المقاصد لاقامته عليه الصلاة والسلام على في هذا الموضع قبل دخول مكة حتى الحق به من يلحق. ولهذا ذكر ابو زرعة عليه رحمة الله ان الذين تبعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم مئة وعشرين الفا من اصحابه عليهم رضوان الله تعالى وهذا جمع غفير يستلزم من الراعي ومن المعلم ان يكون رفيقا بهم من من جهة التعليم ورفيقا بهم من جهة المسير فبات النبي عليه الصلاة والسلام في هذا الموضع حتى يلحق به من لم يلحق ويستريح من لم من لم يستريح حتى يقتد برسول الله صلى الله عليه وسلم بعد دخوله بعد دخوله بيت وذلك ان تلك المرحلة التي كان النبي عليه الصلاة والسلام فيها لم يذكر عن النبي عليه الصلاة والسلام انه بات يوما الا في هذا الموضع بالبطحاء اقام النبي النبي عليه الصلاة والسلام وذلك ان ذلك الموضع او تلك المسافة الطويلة من الميقات الى حدود الحرم ليس فيها جديد من من اعمال الحج الا المغايرة من التلبية من انه اذا علا نشزا وهبط واديا لهذا لم يقم النبي عليه الصلاة والسلام يوما كاملا فربما استراح عليه الصلاة والسلام لغدوة لغدوة او او استراحة ونحو ذلك شيئا يسيرا اما يوما تاما لم يذكر عنه عليه الصلاة والسلام الا في هذا الموضع حتى يلحق به من لم يلحق يجتمع معه عليه الصلاة والسلام ويدخلون البيت الحرام مرة واحدة لان النبي عليه الصلاة والسلام هو الذي قال لتأخذوا عني مناسككم وامره بذلك عليه الصلاة امر بالاخذ لا امر بالفعل لان من الافعال من لا يتأكد على امر الوجوب ولهذا يعلم ان المأخذ الذي يأخذ منه بعض الفقهاء في قول عليه الصلاة والسلام لتأخذوا عني مناسككم انه على على سبيل الوجوب ليس في موضعه لان الامر هو بالاخذ لا بالفعل وهذا يختلف عن قوله عليه الصلاة والسلام صلوا كما رأيتموني اصلي هذا امر بالصلاة. هذا امر بالاخذ لا امر بالتنسك والفعل. وهذا فيه اشارة الى ان الاقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم لا بغيري اقتدوا بي لا بغيري بماذا؟ بحسب المراتب الذي ستأتي منها ما هو على سبيل الوجوب ومنها ما هو على سبيل الاستحباب ومنها ما هو على سبيل الركنية والتغليظ ومنها ما كان من افعال التروق على سبيل على سبيل الكراهة ومنها ما كان على سبيل التحريم يحرم على الانسان ان يأتي ان يأتي به وبه يعلم شفقة النبي عليه الصلاة والسلام ورحمته بهذه الامة وبه يعلم ان رسول الله صلى الله عليه وسلم حينما استراح في هذا الموضع اشارة الى امر امر مهم وهو انه ينبغي للانسان ان يبادر بالعبادة اذا دخل موضعها ان يبادر بالعبادة اذا دخل موضعها اذا دخل مسجدا صلى ركعتين مباشرة. والا يتحدث مع فلان وفلان ونحو ذلك. والا ينشغل بشيء من الاعمال. واذا اراد ان يتحدث يتحدث خارج المسجد حتى اذا دخل فانه موضعه ولهذا بات النبي عليه الصلاة والسلام به طوى لانه اذا دخل انشغل بالمسجد حتى يبتذل بالطواف. ولهذا النبي عليه الصلاة والسلام اذا دخل البيت الحرام ابتدأ وشرع بالطواف ولم ينشغل ولم ينشغل بغيره. وفي هذا رحمة النبي عليه الصلاة والسلام حتى يقضي الناس حاجتهم من نوم ومطعم ومشرب ومأكل حتى اذا دخلوا موضع العبادة بادروا الى ذلك وهذا من رحمته عليه الصلاة والسلام بامتي فلما دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم الى اول بيت وضع وضع للناس في هذه الارض. ان اول بيت وضع للناس للذي ببكة. لا الذي ببكة هو البيت الحرام وهو بيت الله. وفيه اشارة الى معنى عظيم. الى ان اذا كان اقدم الناس اسلاما فله مزية. واذا كان له قدم في الدعوة فله مزية. واذا كان له قدم في السبق في السبق بالخير والاحسان فله مزية. لماذا؟ لان له نوع من الاقتداء الناس به. لهذا المساجد القديمة افضل من جهة الصلاة من المساجد الحديثة استنبط ذلك العلماء من السلف من جملة مواضع منها في هذا الموضع ان اول بيت وضع للناس الى الذي فقصده الله جل وعلا بالتعبد والتنسك وانه افضل المساجد على الاطلاق. وهذا خصيصة لمن سبق الى المساجد ليس ليس لغيره. كذلك ايضا قد ثبت عند ابي نعيم في كتابه الصلاة عن ابن سيري انه قال كنت مع انس ابن مالك فاذا مررنا بمسجد يسألني اهو قديم؟ قال فان قلت حديث تجاوزه الى غيره. فان قلت قديم صلى صلى به وبه يعلم ان فضل القدم له مزية. كما انه في الجماد الموضع الذي عظمه الله عز وجل. كذلك ايضا كذلك في ذوات في ذوات الخلق الذين هم اعظم عند الله عز وجل حرمة من المساجد حرمة لدينهم واعراضهم ودمائهم ولهذا حرمة المؤمن اعظم عند الله سبحانه وتعالى من حرمة المساجد ان يعتدى عليها ولكل حرمة قد قدرها الله جل وعلا. وفي هذا ايضا ان الانسان يجب عليه ان يطيع الله سبحانه وتعالى على اي وجه كان واذا كان حتى وان كانت لا تتسقوا مع ظاهر مع ظاهر الامر في التعليق. ولهذا الله جل وعلا قد جعل الانسان اعظم تحريما من المساجد وجعل للمسلم حرمة اعظم من بيت الحرام مع ذلك يطوف عليها ويقبل الحجر الذي يعلم انه لا يضر ولا ينفع امعان بالامتثال وهذا ضرب من دروب الاختبار للخلق في الامتثال لله سبحانه وتعالى لهذا امر الله جل وعلا الملائكة ان يسجدوا لادم مع ان الله سبحانه وتعالى خلق ادم من تراب ولم يكن من ذات الجنس الذي خلق الله جل وعلا منه الملائكة الملائكة لانهم لا يعصون الله ما امرهم وعصاه ابليس لدافع الكبر وبه يخرج في مثل هذه المواضع من في قلبه من في قلبه مرض. عند التماس العلل والحكم في التشريع. وما لا يتسق مع عقل الانسان يظهر من في قلبه مرض ويبتعد عن عن موافقة موافقة امر الله سبحانه وتعالى. لهذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم اول امر يبتدأ وفيه هو الطواف لانه من اعظم شعائر الحج وهو تحية تحية البيت ومع ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد اغتسل قبل دخوله حدود الحرم مع ذلك توضأ عليه الصلاة والسلام وبه يعلم ان الانسان اذا كان قد توضأ قبل ان وقت العبادة ينبغي له ان يحدث لها عند عند ادائها وضوءا. فالذي يتوضأ مثلا قبل دخول صلاة الضهر ضحى في شرع له ان يتوضأ عند دخول عند دخول وقت الظهر والذي يتوضأ بعد صلاة العصر يشرع له هو ان يتوضأ لصلاة المغرب عند دخولها وان كان لم يستبح عبادة من العبادات. لان هذا من هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم كان النبي عليه الصلاة والسلام غالب امره انه يتوضأ لكل لكل صلاة وجعل ذلك من المكفرات والمطهرات للذنوب عليه الصلاة والسلام في غير في غير ما خبر. بادر النبي عليه الصلاة والسلام بالطواف. فكان الطواف فتنة لمن في قلبه مرض من ارباب البدع امتثلوا امر الله سبحانه وتعالى وجعلوا مثل ذلك سبيلا لاحداث البدع والشركيات في تعظيم الاوثان والاصنام وجعل الله جل وعلا ذلك كما انه عبادة ورحمة للامة لمن في قلبه خير وصلاح وهداية والامتثال جعله الله جل وعلا ايضا فتنة لمن؟ لمن تكبر وعاند لهذا كان من كفار قريش من يطوف عند البيت الحرام ولكنه لا يسجد تكبرا ان يضع وجهه بالتراب. ومنهم من لا يركع لله سبحانه وتعالى. والناس في هذا الموضع اهل الايمان والتوحيد يطوفون على البيت الحرام على الكعبة امتثالا لامر الله سبحانه وتعالى في قوله جل وعلا وافوا اي يجب عليهم ان يطوفوا. لهذا جاء بغير واحد من العلماء الى ان الطواف بالبيت الحرام ويسمى بطواف القدوم انه واجب وهذا ذهب اليه الامام مالك بل ذهب الى انه ان تركه وجب عليه وجب عليه دم. وجماهير العلماء على انه من السنة وانه عن تحية المسجد في بقية المساجد. في بقية في بقية المساجد. وهذا وهذا ظاهر وهو محل اتفاق عند السلف. ولهذا الافاق اذا قدم الى البيت حرام يطوف ويجزيه عن اداء الصلاة. اما اهل مكة الذين يأتون مباشرة ان طافوا اجزاهم عن الصلاة وهذا هو السنة. وان ادوا الركعتين فان فان هذا فان هذا سنة ايظا. وكثير من الناس يقدمون الى البيت الحرام ويظنون ان اذا قدم الى البيت الحرام انه يؤدي ركعتين ويجزيه ذلك يقال لا حتى لو قدم لغير حج وعمرة السنة ان يؤدي تحية البيت وهي الطواف وهي سبعة اشواط ان يأتي بها ما اطق الى ذلك. واذا كان يتعذر عليه لمرض او كبر او لضيق وقت لا يتمكن معه فجاء الى البيت الحرام عرضا فانه يصلي في البيت ما قدر ما قدر له. طاف رسول الله صلى الله عليه وسلم تم طاف رسول الله صلى الله عليه وسلم وضاف معه معه اصحابه وابتدأوا عليه وابتدأوا عليهم الله تعالى مع النبي عليه الصلاة والسلام من الحجر من الحجر الاسود. وكان النبي عليه الصلاة والسلام قد جعل البيت على البيت على يساره يعني ابتدأ من الحجر الاسود الى الباب الى الى الحجر ثم اكمل عليه الصلاة والسلام بقية بقية الطواف. وشرع النبي عليه الصلاة والسلام جملة من الاعمال. المصاحبة لهذا لهذا العمل شرع النبي عليه الصلاة والسلام الرمل والاطباع اتبع النبي عليه الصلاة والسلام في طواف القدوم كله ورمل عليه الصلاة والسلام ثلاثة اشواط ومشى اربعا كما جاء عن النبي عليه الصلاة والسلام في حديث يعلى وجاء عنه عليه الصلاة والسلام في حديث عبد الله ابن عباس كما كما في المسند والسنن وغيرها. طاف عليه الصلاة والسلام الحكمة من ذلك وذلك ان كفار قريش قالوا يقدم النبي عليه الصلاة والسلام وقد وهنتهم حمى يثرب. يعلمون ان النبي عليه الصلاة والسلام يقذف لان ابا بكر قد اخبر لان ابا بكر قد اخبرهم قبل ذلك الا يطوف في البيت عريان لان النبي عليه الصلاة والسلام سيحج وتقدم ان الحكمة في هذا حتى لا يشرك النبي عليه الصلاة والسلام احد من اهل من اهل الجاهلية مواضع مواضع العبادة فيتأثر بعض المسلمين به اقتداء ويظن ان هذا ممن يقتدى به ويظن انه من سواد المسلمين. لان الذين تبعوا النبي عليه الصلاة والسلام فئام كثير والاف. ولا يعلمون ايهم من هو مقرب من النبي عليه الصلاة سلام. فربما طاف عريان وربما وقع احد منهم في الشركيات فاقتدوا به وظنوا انهم ممن ممن يقتدى ممن يقتدى ظهر النبي عليه الصلاة والسلام من ذلك وفي هذا حكمة يعني في الرمل والاطباع انه ينبغي للمسلمين وان كان المشركون اهل عهد وذمة او بينهم سلم يشرع لهم اغاظته. مع ذلك ومن يقول انه ولو كان بين المؤمنين والمشركين عهد وامان انه ينبغي التودد والخنوع وعدم ابداء شيء مما يرهبهم على الاطلاق. يقال هذا بعيد عن هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم. الم يعاهد النبي عليه الصلاة والسلام على المشركين بل عاهدهم وهم مشركون ومع ذلك النبي عليه الصلاة والسلام بلغه ما جاء ما جاءه ما جاءه من قول في في قوله يأتي النبي عليه الصلاة والسلام وقد وهنتهم وهنتهم حمى حمى يثرب. وفي هذا ايضا امر انه ينبغي لمن بلغه مما يقوله المشركون في المسلمين ان يبلغ المسلمين ما يدور في نوادي المشركين عنهم. ولهذا لما جاء النبي عليه الصلاة والسلام هذا الامر ان المشركين كانوا يقولون ان محمدا سيأتي وقد وهنته ثم يثرب. هذا قالوه في مجالسهم. فابلغ بذلك النبي عليه الصلاة والسلام حتى يعلموا ماذا يقال لهم في نفوسهم لهذا احدث رسول الله صلى الله عليه وسلم من ذلك امرا. ترجم البخاري عليه رحمة الله في كتابه الصحيح. فقال باب من اخبر صاحبه بما فيقال بما يقال فيه واسند فيه قصة تبوك لما قدم النبي عليه الصلاة والسلام وتكلم المنافقون فيما بينهم وكان فيهم احد اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم والخلص الصادقين فقال المنافقون لئن قدمنا المدينة ليخرجن الاعز منا منها الاذل وما رأينا مثل قرائنا هؤلاء ارغب بطونا عند اللقاء ذهب الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فاخبره بما بما قالوا. ترجم عليه البخاري قال باب من اخبر صاحبه بما يقال بما يقال فيه وبه يعلم ان نقل الكلام اذا كان لمصلحة وذاك فيه مصلحة عامة للمسلمين وبيان دسيسة دسيس دينية في دين المسلمين ينبغي للانسان ان يخبر اهل الاسلام بذلك سواء كان هذا من امور المنافقين او كان ذلك من امور الذين بانت عداوتهم. ولهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم اخذ ذلك واحدث منه فعلا. احدث في حال بلاغه ذلك من حال المشركين احدث الرمل والاطباع وفيه اغاظة اغاظة للمشركين واظهار واظهار عزة وبه يعلم ان في قول الله جل وعلا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم انه يتنوع منه ما يكون باظهار القوة البدنية ومنهما ما يكون باظهار باظهار القوة العسكرية بالسلاح وكذلك العددية ونحو ذلك. لهذا عن النبي عليه الصلاة والسلام لم يكن معه معه سلاح وجاء النبي عليه الصلاة والسلام حاج لاداء العبادة لم يخلي هذا الامر حتى في موضع العبادة ان يظهر قوة اهل الاسلام. وبه يعلم ان من الفضائل ان يظهر المسلمون على المشركين ولو كان تريكون في حال في حال عهد وسلام وكذلك فان في هذا مصلحة عظيمة ان ان المشركين ان المشركين يظهرون ما رأوا من حال قوة المسلمين الى من ورائهم. ولهذا كان النبي عليه الصلاة والسلام مما اعطاه الله عز وجل انه نصر بالرعب مسيرة شهر. معنى نصر بالرعب مسيرة شهر. ان الناس يخافونه قبل ان يأتيهم بشهر. لماذا ينقل عنه عليه الصلاة والسلام من من كلامه وقوته. ولو كان النبي عليه الصلاة والسلام خانعا خاضعا لما لما نصره الله عز وجل بذلك. ولكن الله عز وجل ايده بتمام التأييد بهذا الامر وعصمه عليه الصلاة والسلام من الذلة للمشركين فاظهر هذا الامر وبه يعلم اهمية ما يتعلق مسألة الولاء والبراء حتى ولو كان ولو كان في اعمال في اعمال الحج. طاف عليه الصلاة والسلام عند البيت الحرام امتثالا لامر الله جل وعلا. وكان عليه الصلاة والسلام يستلم ما الحجر في كل في كل مرة؟ وكما تقدم فان النبي عليه الصلاة والسلام اتبع في طواف القدوم فقط ثم ثم لم في بقية حجه عليه الصلاة والسلام ورمى ثلاثا ورمل ثلاثا ومشى اربعا وتقبيل النبي عليه الصلاة والسلام للحجر يظهر فيه منه امر وهو النبي عليه الصلاة والسلام كان يشرع عبادات ولا يبين الحكم منها ومنها تقبيل الحجر ولهذا عمر ابن الخطاب عليه رضوان الله هذا كان يقبل الحجر متى؟ بعد وفاة النبي عليه الصلاة والسلام. ما سألوه عن العلة وانما انقياد تام. ومع ذلك فعلوا ذلك في زمنه وفعلوا ذلك بعده فكان يقبل الحجر فيقول والله اني اني لاعلم انك حجر لا تضر ولا تنفع. ولكني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم كما يقبلك ولولا اني لا رأيت النبي عليه الصلاة والسلام يقبلك ما ما قبلتك وفي هذا تمام الامتثال الذي بلغ به الصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم مبلغا مبلغا عظيما عظيما جليلا. ولما اتى النبي عليه الصلاة والسلام من طواف من طواف القدوم وهذا يسمى طواف القدوم لمن كان مفردا ومن كان مقارنا ومن كان متمتعا فان هذا طواف العمرة مع تحية البيت. يؤدي يؤدي فيه طواف العمرة فبعد سعيه تحلل ويكون حينئذ قد ابدى عمرته ويهل بالحج يوم التروية كما يأتي بيانه ثم ينصرف بعد ذلك ليؤدي ليؤدي ركعتين خلف خلف مقام ابراهيم. وفي هذا ما يظهر من اقتداء رسول الله صلى الله عليه وسلم بجده ابراهيم الخليل عليه الصلاة والسلام فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ركعتين خفيفتين يقرأ الانسان بما شاء فيه منهما ولم يثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قرأ بسورة معينة وما جاء في حديث جابر ابن عبد الله فانه مدرج من الخبر في حديث جعفر ابن محمد عن ابيه عليه عليه رحمة الله الله وليس هو من فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم وصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم خلف المقام مستقبلا مستقبلا البيت وهذه الصلاة اداها رسول صلى الله عليه وسلم على سبيل الانفراد. لا على سبيل لا على سبيل الجماعة. ومن اداها جماعة فقد خالف فقد خالف السنة. ومع ان اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كانوا معه وهم كثر. واكثرهم جاهل مناسك الحج مع ذلك النبي عليه الصلاة والسلام ادى هذه الشعيرة منفردا وامر بهم ان يؤدوها ان يؤدوها منفردين الواجب في ذلك ان يستقبل الانسان القبلة في اي موضع كان. سواء خلف المقام واذا وجد زحاما يؤديها في اي موضع كان كثيرا من الناس يشدد في هذا الامر ويرى ان ركعتي الطواف لابد ان تكون خلف المقام. وهذا ليس كذلك بل انه ان تمكن ادى وهو الاكمل والافضل. وان تعذر عليه لزحامه ونحو ذلك يصليها في اي مكان وهو مأجور. عمر ابن الخطاب عليه رضوان الله تعالى لما انتهى من طوافه بعد الفجر ولم تطلع الشمس وكان وقت نهي ادى ركعتي الطواف بذي طوى بالبطحاء وهذا وهو خارج خارج المسجد الحرام. وهذا يدل على ان الامر ان الامر على السعي فيؤدي الانسان اذا وجد زحاما وهذا يجد الانسان عند المقام يتزاحم الناس ومنهم من يترقب ومعه رفقة او تصلي وسط الرجال وهذا وهذا فيه ما فيه. ومن المسائل المهمة او من المعالم الظاهرة ان امر الاخلاق والقيم والستر والحياء يحفظ حتى في مواضع العبادة. ولهذا رسول الله صلى الله عليه كان النساء معه يطوفن في موضع واحد ولا ولكنهن كن غير ملتحمات بالرجال ولهذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لام سلمة كما في البخاري طوفي وانت راكبة من وراء الرجال هي راكبة ولو طافت مع الرجال لكان فوقهم في موضع مرتفع. وما ضرها ذلك ولكن امرها النبي عليه الصلاة والسلام ان تبتعد كذلك موضع للرجال. وقد روى الفاكهي من بزائدة عن ابراهيم عن عمر بن الخطاب عليه رضوان الله تعالى انه كان اذا رأى رجلا مندسا بين النساء يطوف ظربه بالدرة. وهذا تعظيما لامر الحياء والحشمة وصونا للنساء. وهذا ما زال الامر عليه الى عهدا قريب حتى كثر الناس واصلح الناس ملايين يكونون في موضع واحد فربما كان في البيت الحرام مليونين او اتى في موضع واحد فعسر هذا على الناس وشق وشق عليهم. ولهذا قد ذكر ابن بطوطة في كتابه الرحلة لما ذكر قال اتيت الى الى البيت الحرام قال اتيت وحوله حصبا نحو من تسعة خطى يطوف فيها الرجال وبعد الحصبة يطوف قطوف النساء حتى لا يختلط الرجال حتى لا يختلط الرجال بالنساء. وهذا في البيت الحرام في موضع العبادة. وبه يعلم ان هذا اذا كان في هذا الموضع فهو في غيره في غيره من باب من باب اولى. كان عمر بن الخطاب عليه رضوان الله تعالى يدفع الناس ويعلمهم وان في مثل هذا الموضع وفيه امر واشارة الى امر مهم ومطلب ومقصد. ان الامر بالمعروف والنهي عن المنكر والاصلاح حتى وان كان في مواضع العبادة المسجد لا يأنف منه الإنسان منه قبولا ان ينصحه من حوله في قيامه بمخالفة للمسجد او في البيت الحرام ان يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ولهذا عمر بن الخطاب عليه رضوان الله تعالى كما جاء عند عبد الرزاق وغيره من حديث ابي سلامة قال كان عمر بن الخطاب عليه رضوان الله تعالى يفرق النسا لما ها هم يغتسلون من حياضه يتوضأون من حياض واحدة. ويرميهم بالدرة ويناديه يا فلان. فيأتيه فيقول لبيك وسعديك فيقول لا لبيك الم اقل لك اجعل للرجال حياضا وللنساء حياضا حتى يغتسل كل واحد منهم عن الاخر وفي هذا ان النصيحة والامر وبالمعروف والنهي عن المنكر والاحتساب في مثل هذه المواضع ايضا من الامور المهمة لما؟ لان الناس منهم من يأتي من الافاق منهم ومنهم الجهلة ومنهم من هو بعيد يقتضي ذلك توجيه الناس وارشادهم. فاذا اختلط هؤلاء وكانت الشعائر لم تبلغهم كما كانت في النبي عليه الصلاة والسلام واذا كان اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ربما امتزج الرجال في النساء في مثل هذا الموضع وهم من هم جاءوا اقتداء وتجردوا ايضا من كل شيء وقصدوا البيت الحرام عبادة لله سبحانه وتعالى مع ذلك ما منع من توجيههم وامرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر بالليل والرفق والاحسان اليهم قدرا قدر الامكان قدر الامكان والوسع. ثم جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم البيت الحرام بعض اجزائه له خصيصة ليست لغيره. لهذا النبي عليه الصلاة والسلام كان يستلم الركنين اليمانيين يستلم الحجر الاسود والركن اليماني. ولم يستلم بقية البيت. وفي هذا ان مواضع العبادة قد تتخصص في فضل ليس لاحد ان يسحبه الى غيره. لعلة قد تظهر له او لا تظهر. ولهذا شرع النبي عليه الصلاة والسلام كما في تخصيص بعض الاماكن من الكعبة كذلك بعض الاماكن من المسجد. فمقدم المسجد افضل من اخرته. واول الصفوف لو كانت متأخرة في قلب المسجد افضل من اخرتها. ولهذا يعلم ان بعض المساجد ما يفعله بعض الناس حينما يكون المسجد متسعا الناس الى نصف المسجد ويصلون جماعة وتركا لمقدم المسجد. وهذا كان اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يحرصون عليه في الجلوس في مقدمه. بالجلوس بالذكر قراءة القرآن وجاء في ذلك جملة من الاخبار عنهم عليهم عليهم رضوان الله تعالى. لهذا ينبغي للمساجد ان تكون متسعة وبعض الائمة يجعل موضع الصلاة في نصف المسجد او المؤخرة ونحو ذلك ان هذا ان هذا خلاف الاولى والاولى في ذلك ان يقصد المقدم من من المسجد كما كان اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يعتنون بذلك ويجعلون المؤخرة لاهل الصفة للفقراء للمحتاجين لطلبة العلم قراءة القرآن لمن كان مثلا لا يريد لا يريد ان يصلي ونحو ذلك او اراد ان ينام ونحو ذلك او يطعم لا حرج في ذلك لان المساجد هي لاعم من ذلك قد بنيت بذكر الله سبحانه وتعالى لكن يدخل تبعا النائم اذا احتاج الغريب الذي لا دار له ان يبيت في ذلك ومقدم هو هو للعبادة. لهذا النبي عليه الصلاة والسلام كان يعقد مواضع التعليم في مقدم المسجد كما جاء عنه عليه الصلاة والسلام ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة قال غير واحد من العلماء كابن عبد الباغور عسى ابن عبد البر وغيره قال المراد بذلك حلق الذكر التي كان يعقدها رسول الله صلى الله عليه وسلم ويعلم فيها الناس في مثل هذا في مثل هذا الموضع وهذا من السنن التي يغفل عنها كثير من الناس في امري في امر المساجد. والمراد من ذلك ان اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كانوا يقتدون بالنبي عليه الصلاة والسلام امن وتقبيلا من غير بحث في علل وهذا تمام الانقياد وكماله. ولهذا يعلم ان كثيرا من العلل التي يستنبطها من الفقهاء انها لا يطلب عليها قياس والقياس انما يكون في العلل المنصوصة والعلل عند الفقهاء على نوعين علل منصوصة وعلل مستنبطة والمنصوص وهي التي يطرأ عليها القياس والعلل المستنبطة لا يطرأ عليها القياس لان لان الاستنباط بذلك ليس على سبيل اليقين وانما هو على سبيل على سبيل الظن. ثم انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم الى الشرب من ماء من ماء زمزم والتضلع منه عليك من من السنة ولو كان الانسان مرتويا. وقد جاء في فضله جملة من اخبار عن رسول الله صلى الله عليه وسلم هي فضل بمجموعها من قوله ومن فعله عليه الصلاة والسلام من ذلك من ذلك اثبت. كذلك قد انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد شربه من ماء زمزم الى الحجر ثم قبله وفيه اشارة الى انه ينبغي للانسان ان يكون اخر عهده بالبيت الطواف وان لم يكن ان يستلم ان يستلم الحجر كما جاء ذلك عن ابن عباس وانس ابن مالك. وبعض الناس لا يستطيع ان ان يكون اخر عهد بيت الطواف ولو كان زائرا ان يطوف ويغادر. لا يقال انه طواف الوداع فان طواف الوداع للحج ولكن ان الطواف للآفاق افضل من الصلاة في المسجد الحرام. في المسجد الحرام. واذا لم يتيسر فانه يقبل يقبل حجر كما كان النبي عليه الصلاة والسلام حينما اراد ان يترك موضع الصلاة وموضع الطواف قبل البيت الحجر الاسود ثم انصرف الى المسعى وذلك ان المسعى كان في ذلك الحين بل الى عهد الى بضع سنوات لم يكن من البيت ولم يكن من المسجد كان منصرفا عنه ولهذا ينظر في كتب وبالفقد يتكلمون ان من طاف ودخل المسعى وشيئا من طوافه ثم انصرف يعلم ان ان مرادهم من ذلك ان هذا المسعى يكن من المسجد يعني انه خرج منه ثم رجع اليه. وبه يعلم ان هذه المسألة ينبغي الا تطرق فقهيا في مثل هذا في مثل هذا الوضع الحالي مع دخول المسعى في المسجد. وقد كان بين المسعى والمسجد دكاكين تبيع وتشتري الى بضع سنوات قريبة من نحو من نحو ثلاثين سنة او قريب او قريب من ذلك كما يعرفه من من زار البيت الحرام في في تلك السنوات وينصرف اقتداء بسنة الخليل ابراهيم حينما حينما طلبت زوجه الماء فكانت تأتي من الصفا الى المروة تابعة لسراب وفي هذا امر وموقف جليل ينبغي للمرء ان يقف عنده وهو ان الله عز وجل حينما خلق الخلق خلقهم لامر وهو العبادة. قال الله جل وعلا وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون. حينما خلق الانسان لاجل العبادة. والحياة سبيل لتحقيقها. وجب على الانسان ما حيا ان يطلب بقاء حياته واولى من ذلك مقصد وجوده وهو العلم الشرعي الذي يقوم يقوم امره به. فلما كانت الماء وتذهب وتتبع السراب وهو سراب تظنه ماء. وجب على الانسان ان يتتبع كما انه يتتبع مواضع القطر ان يتتبع مواضع الحق والعلم لو كان في ذلك ضرب لاكباد الابل والمشاق وبذل المال حتى يتحقق له الدين السليم والقويم. كما انه يطلب يطلب الطعام وشرابه يعلم ان الانسان اذا قصر في طلب الحق اذا علم مكانه انه ليس بمعدور. وبعض الناس يعلم ان محمدا نبي لكنه لا يتبع ذلك النبي لماذا؟ لانه يجهل ما يبلغ ويسمع بان ثمة نبي لكن لا يعلم ثمة شريعة. يقال لو كنت جائعا وشدت بك الجوع او كنت عطشانا واشتد بك العطش ورأيت سرابا الا تتبع ذلك السراب؟ تتبع ذلك السراب؟ ولو كنت جائعا واتاك خبر من شخص اعتدت منه كذبا وقال لك انه على على بعد ميل طعام الا تأتيه انقاذا لحياتك فكيف لا تنقذ حياتك ودينك؟ والتي لاجلها خلقت واوجدت. وهي العبادة ان تطلب ذلك لله. ولهذا قال الله جل وعلا وما خلقت الجن والانس الا الا ليعبدون. ثم ينصرف الانسان مارا احياء لتلك الشعيرة وقبل ذلك توجه الى البيت الحرام وهو على الصفا ويفتدي بكلام الله سبحانه وتعالى كما كان النبي عليه الصلاة والسلام يقتدي بذلك في قوله عليه الصلاة والسلام لما قصد الصلاة خلف المقام واتخذوا من مقام ابراهيم مصلى. وهذا النبي عليه الصلاة والسلام اشارة ان يربط الناس بالقرآن والا لاكتفى ان يفعل ويقتدي بها الناس. واشار الى هذا الى ان القرآن هو عهد الله وميثاقه الذي وضعه بين ايديكم. فقال هذا في هذا الموضع ثم لما انصرف الى الصفا قال ان الصفا والمروة من شعائر الله ثم عقب ذلك على سبيل التأكيد ابدأوا بما بدأ الله به اي ان حجة القرآن اخذ بها فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم لما كان خلقه القرآن كانت عبادته ايضا من القرآن فابتدأ رسول الله صلى الله عليه وسلم بالصفاء واستقبل البيت ورفع يديه كما في اي من حديث ابي هريرة وفيه اشارة انه يستحب للانسان ان يستقبل القبلة بالدعاء في اي موضع كان. ولو كان في اقاصي الدنيا فالنبي عليه الصلاة لم يكن في المسجد حتى يستقبل البيت وانما كان خارجه فاستقبل البيت بيديه ووحد الله لاهمية التوحيد في مثل هذا وانه ينبغي للانسان ان يتعلق بالتوحيد في كل مكان وموضع فقال لا اله الا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير لا اله الا الله وحده نصر عبده وانجز وعده وهزم الاحزاب وحده. وفي هذا انه ينبغي للانسان ان يتذكر مننا الله عز وجل عليه وفضله واحسانه. فاذا كان فقيرا فاغناه الله ان يذكر غنى الله له. واذا كان واذا كان عائلا فاواه الله ان يذكر نعمة الله عز وجل عليه. واذا كان قد مر به شيء من سبل الاعجاز ان تكون حاضرة بين يديه لهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر هذه الامور في مثل هذا الموضع فقال انجز وعده يعني ما وعد ما وعده الله عز وجل به. وهزم الاحزاب وحده اظهار لمنة الله سبحانه وتعالى وقوته وتغيير الحال من حال الى حال. ولهذا ينبغي الانسان ان يكون شاكرا وان يظهر نعم الله عز وجل عليه في حال عبادته وهذا متضمن لجملة من الاحسان. استحضار بفضل الله عز وجل واستحضار لقدرة الله سبحانه وتعالى اي الذي انعم عليك في هذا الموضع فهو ملازم لك ومنقذ لك في كل موضع الاخر وفي هذا ايضا ان شكر المنعم من المهمات التي يزيد الله عز وجل بها عبده عبده احسانا وفضلا فهذا كلما تعلق الانسان بنعم الله عز وجل وزادها بالشكر عبادة لله سبحانه وتعالى زاده الله عز وجل فضلا ورزقه ورزقه اليقين. واما من يفصل العبادة عن مواضع احسان الله عز وجل له فانه يؤدي العبادة كحال الاصم الابكم الذي ليقلدوا غيره او حال السفيه والطفل الذي يقتدي بذات العبادة ركوعا وفضلا. ولكن الذي يؤديها وهو يستحضر يستحضر نعمة الله عز وجل عليه وهو يعبده شكرا للمنعم على احسانه. بالصحة والعافية والسلامة والمال والامن. فان الله عز وجل يزيده من ذلك تانا وفضلا. وبعض الناس من المتعبرين يحاول ان يبعد مواضع فضل الله عز وجل عنه في حال العبادة فقال اعبدوا الله عز وجل متجردا لفظله لكمال عزته وجبروته وقوته ولا يستحضر شكرا. تلك الانعام علي يقال ان هذا من التقصير وليس من الهدي فالله عز وجل يعبد لقوته وجبروته وفضله. ويعبد ايضا لشكره على احسانه وانعامه. لهذا وان كانت العبادة الفريضة والصلاة ركن من اركان الاسلام الحج وهو ركن من اركان الاسلام يؤديه الانسان استحضارا وشكرا لسائر العبادة التي التي انعم الله عز وجل بها على عباده لهذا النبي عليه الصلاة والسلام ذكرها في هذا في هذا الموضع فقال انجز وعده ونصر عبده وهزم وهزم الاحزاب الاحزاب وحده وفي قوله عليه الصلاة والسلام هنا نصر عبده اشار الى عليه الصلاة والسلام الى منته عليه على سبيل على سبيل الخصوص. مما ينبغي للانسان ان يستحضر نعمة تتعلق به بخصوصه لانها اظهر من جهة الشكر والعمل بخلاف النعم النعم العام العامة فان الانسان يشترك فيها مع الناس ووقع عليه ووقع على نفسه اقل من وقع الامور الخاصة على نفسي ولهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم كرر هذا الامر في كل موضع وكرره في كل مرة ثلاثا فكان يعيدها ويدعو ويعيدها ويدعو مما ينبغي للانسان ان يقدم بين يدي دعائه شكر المنعم على احسانه واعترافا بفضله جل وعلا وانعامه على عبده كذلك ان يقدم يديه في بيان منزلة التوحيد عنده. وانه من الموحدين في ذلك كما قال عليه الصلاة والسلام لا اله الا الله وحده لا شريك له. الى اخر الخبر وان لا بذلك بل بل يجعل ذلك في مواضعه كلها في كل مرة على الصفاء على الصفا والمروة كذلك يسن له في مثل هذا الموضع ان يجري بين العلمين كما جرى من قبله وجرى رسول الله صلى الله عليه وسلم وجرت امته في حال الذهاب في حال الذهاب والاياب هذا من الامور التي تخفى عللها من جهة بقائها الا انها من سنة الخليل ابراهيم فبقيت تشريعا الى يومنا هذا والى ان يرث الله الارض والى ان يرث الله الارض ومن عليها. وفي مثل هذا ان يظهر الانسان نعمة الاسلام فكان عبد الله بن مسعود عليه رضوان الله تعالى في سعيه بين الصفا والمروة يقول اللهم كما هديتني للاسلام فلا تمتني الا وانا وانا مسلم. وفيه انه ينبغي للانسان ان يسأل الله عز وجل في مثل هذا الموضع ان يديم عليه نعمة نعمة الاسلام والايمان وان يميته على ذلك والا يختاره الا وهو وهو وهو وهو على هذا النحو فان فان الاعمال بالخواتيم اذا انتهى الانسان من هذه الشعيرة يكون حينئذ ان كان متمتعا قد انتهت عمرته كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعل وجب عليه ان يزيل التفث في قوله كما في قوله سبحانه وتعالى ثم ليقضوا تفثهم يعني يزيل شعرها فانه كان شعثا ويقص ظفره ويتنظف وبعظ الناس اذا كان يستقبل حجا لا يقص من شعره الا شيئا يسيرا وينبغي ان الانسان ان يزيل ولو كان الشعر يسيرا امتثالا لعبودية الله سبحانه وتعالى. كما جاء عن عبد الله ابن عمر من حديث نافع عن عبد الله ابن عمر انه سئل عن الرجل الاصلع ماذا يفعل؟ قال يمر الموس على رأسه يعني مع انه ليس عليه شعر امتثالا للعبادة ولامر الله سبحانه وتعالى قال وان الانسان اذا لم يكن امكانه ان يقتدي بالظاهر على سبيل التمام والكمال فانه يتقي الله يتقي الله ما ويستقبل الانسان بعد ذلك حجه اذا كان قاصدا للحج ويهل يوم التروية كما اهل رسول الله صلى الله عليه وسلم واما والقارن فانه يبقى على يبقى على احرامه وطوافه ذلك هو طواف القدوم تحية البيت واما سعيه بين الصفا والمروة وسعيه لحجه ويجزيه عن حجه عن عن السعي سعي الحج على السعي من اقوال من اقوال العلماء واصطاد المسألة مما مما ويبقى الانسان على احرامه اذا كان مفردا وقارن حتى يوم التروية. واما بالنسبة للمتمتع فانه يحلهما قد حرم عليه حتى يوم التروية. ويهل بعد ذلك بالحج ويبقى بمنى ويصلي فيها ويصلي فيها الى صلاة الفجر من يوم عرفة. فاذا ارتفعت الشمس فانه يدفع يدفع الى الى عرفة وهذا معه يقننه بالتلبية عند احرامه كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يلبي فيلبون ويكبرون. اظهار التلبية اعادة لامر التوحيد والاستجابة لامر الله عز وجل. اي استجابة يتبعها استجابة كذلك ايضا في قوله فيما في قولهم في التكبير كما جاء في حديث انس ابن مالك اي ان الله سبحانه وتعالى اكبر من هذه المواضع التي نعظمها معا اننا نعظمها بطواف وتقبيل الا ان امر الله عز وجل اكبر فهو المشرع وحده جل وعلا. يذهبون الى عرفة ويقفون فيها كما وقف رسول الله صلى الله عليه وسلم والسنة ان يصلي قبلها الظهر والعصر ثم بعد ذلك يدخلونها بعد زوال الشمس وبعد اداء الصلاة وينشغلون بالدعاء ورسول الله صلى الله عليه وسلم خطب الناس بعرفة خطبته المشهورة كما جاء في حديث ابي هريرة وحديث ابن عباس وكذلك حديث جابر ابن عبد الله عليه رضوان الله تعالى ويظهر من هذا ان رسول الله صلى الله عليه وسلم تكلم في امور مخصوصة تكلم في حقوق الادميين. فبين النبي عليه الصلاة والسلام حرمة الدمام. وبين النبي عليه الصلاة والسلام حرمة الاموال بتحريم الربا. وبين النبي عليه الصلاة والسلام حقوق الضعفاء من النساء. فقال عليه الصلاة والسلام استوصوا بالنساء خيرا فان خيرك فان خيركم خيركم لاهله. فامر النبي عليه الصلاة والسلام بالاستيصاء بالوصية بحقوقهن وذلك ان انهن ضعفاء اشاعه الله عز وجل في الحلية وفي الخصام لا يبن اي ان هذه المرأة ضعيفة لا تدين حقها وفي قوله جل وعلا وفي قوله جل وعلا او من ينشأ في الحلية وهو في الخصام غير مبين. قال غير واحد من المفسرين ان المراد بذلك ان المرأة لا تستطيع ان تأخذ وقع في حال الخصومة وانها ان خاصمت لا تأتي بحجة الا كانت حجتها حجة عليها. تنقض حجي حجتها تريد ان تأتي بحجة فتنقض حجتها فتشتغل فيشتغل كلام فيستغل كلامها باخذ حقها. فحذر الله جل وعلا من ذلك. لان الله جل وعلا جعل لها شخصية تختلف عن خصوصية الرجل من جهة القوة واللحن اللحن بالقول. وفي هذا تبين لاهمية اعظم لاهمية كثير مما يفسد على الانسان دينه ويذهب خيره وحسناته وهي حقوق الآدمين. لهذا قال عليه الصلاة والسلام ما تعدون المفلس في قالوا لمهل سم فينا من لا دينار له ولا متاع. قال عليه الصلاة والسلام المفلس من يأتي يوم القيامة باعمال كالجبال. ثم قال عليه الصلاة والسلام ثم يأتي وقد ضرب هذا ولطم هذا واخذ مال هذا وسفك دم هذا فيأخذ هذا من حسناته وهذا من حسناته ان لم يكن لديه حسنات اخذ من سيئاته بطولة فطرحت عليه ثم طرح في النار. من تأمل هذه الاشارات او الذنوب التي اشار اليها النبي عليه الصلاة والسلام. وجد انها كلها من حقوق الادميين. ما قال شرب الخمر وما قال فرط في الواجبات وانما ذكر حقوق الادميين ظرب هذا واخذ مال هذا وسفك دم هذا فياخذ هذا من حسناته وهذا من حسناته لان حقوق الادميين مبنية على المشاحة الانسان يحتاج حسنة واحدة لا يوجد مسامحة في الاخرة. لهذا ينبغي للانسان ان يتحلل وان يبادر باعادة الحقوق الى اهلها ما امكن. واذا لم يستطع فيقول احل لي مما مما كان لك عليه حقا في الدنيا فان لم يحله فانه لابد من الوفاء او القصاص بين يدي الله عز وجل. وفي هذا بيان ان النبي عليه الصلاة والسلام رحيم بامتي. وفيه ايضا بيان ضمن لسعة فضل الله عز وجل ان يغفر لعباده يوم القيامة من الذنوب. وما اشار بشيء من حقوق الله عز وجل فهذا الا على سبيل التظمين. اما على سبيل التصريح فكلها من حقوق الادميين المحضة اشارة الى سعة فضل الله عز وجل ورحمة والنبي عليه الصلاة والسلام ايضا حينما خطب الناس في عرفة فيه اشارة الى رحمته بهم وتعليمه لهم بالتذكير والنصيحة ولهذا فينبغي للانسان ان يستغل امثال هذه الجموع بتعليم الناس من غير اسراف بذلك ان يشغلهم عن العبادة والتذكير يستغل ايضا المواضع التي تقرأ بها القلوب. وقد جاء عن ابي وائل قال سمعت عبد الله ابن عباس عليه رضوان الله تعالى في في الحج يخطب ويقرأ سورة سورة اه سورة النور ويفسرها تفسيرا والله لو سمعت بها فارس والروم والترك لاسلموا يعني انهم القرآن تفسيرا تفسيرا عجيبا لهذا ينبغي الانسان ان يربط الناس بالقرآن تفسيرا واستنباطا للعلل كما كان النبي عليه الصلاة والسلام وكما كان كذلك في جمع الناس في هذا الموقف والحج عرفة ومن لم يتيسر له الوقوف بعرفة وتعذر له ذلك فحجه ليس ليس صحيحا ويوجب على ان يأتي بالحج بعد ذلك سواء كان متعمدا او كان جاهلا لان الحج عرفة ولا يعذر احد بشيء بشيء من ذلك. لا ينظر احد كركن من اركان من اركان الحج كحال الشخص الذي الذي يصلي العصر ثلاثا ويقول انني نسيت ومعذور قل انت معذور لكن يجب عليك ان تعيد ان تعيد الصلاة لان الصلاة على هيئة معلومة ورفع عنك الاثم بالنسيان اما الاعادة فلا بد ان عيدها لان ذلك ركن من اركان من اركان الاسلام وقف رسول الله صلى الله عليه وسلم بعرفة وانشغل بالدعاء. انشغل النبي عليه الصلاة والسلام بالدعاء صلاة النبي عليه الصلاة قبيل دخوله بعرفة مما يدل على انه ينبغي للانسان في مواضع العبادة الفاضلة ان لا يشغلها بالعبادات المفضولة ومن العبادات المفضولة ينشغل الانسان بقراءة كتاب من كتب العلم او التفقه بالمسائل او البحث عن نوادر العلم او الانشغال الناس بالاشعار او الطرائف او المسابقات حملات ونحو ذلك بل ينبغي للانسان ان يستقبل القبلة وبهذا النبي عليه الصلاة والسلام نستنبط جملة من الامور ان النبي جمع بين الظهر والعصر لماذا؟ حتى الانسان للعبادة ولا ينشغل حتى باداء الصلاة حتى باداء الصلاة في وقتها وان يغتنم الرخص التي رخصها الله عز وجل ليكثر من الدعاء في مثل هذا الموضع كذلك النبي عليه الصلاة والسلام خطب الناس قبل ذلك قبل دخوله الى قبل دخوله الى الى عرفة. فقام النبي عليه الصلاة والسلام فيهم ثم دخل عرفة عليه الصلاة والسلام ثم شغل ذلك كله بالدعاء ولم يثبت عن النبي عليه الصلاة والسلام انه دعا بدعاء معين ولا ذكر ذكرا معين وما جاء عن النبي عليه الصلاة والسلام كلام انه قال خير ما قلت انا والنبيون من قبلي لا اله الا الله وحده لا شريك له الخبر فان هذا هذا من المراسيل فيدعو الانسان بما شاء ويكثر من التوحيد والتلبية في مثل هذا الموضع فانه لا يمسك عن التلبية حتى يرمي جمرة جمرة العقبة. يكثر من الدعاء مستقبل القبلة فقد كان النبي عليه الصلاة والسلام يرفع يديه ويدعو ويلح بالدعاء واقفا وعلى راحلته عليه الصلاة والسلام. فاذا غربت الشمس انصرف عليه الصلاة والسلام الى الى مزدلفة ويكون مسرعا ولا يشق على نفسه وعلى دابته ومن كان ومن كان معه. والنبي عليه الصلاة والسلام لا يوذي لا يوذي احدا وانما ان وجد ان وجد فرجة من الناس شقا يعني براحلته والا والا فامسك عليه الصلاة والسلام واذا جاء مزدلفة صلى فيها المغرب المغرب والعشاء. في هذا مشروعية سنية سنية الجمع جمع والتقديم وجمع التأخير وكل ذلك جائز للانسان ان يفعله في حاله في حال سفره فكل هذا قد فعله رسول الله صلى الله عليه وسلم والسنة في ذلك ان يفعل الانسان ما هو ايسر ايسر له في دينه وكذلك في دنياه. والنبي عليه الصلاة والسلام صلى المغرب والعشاء في في عرفة في مزدلفة ثم بات فيها عليه الصلاة والسلام. وان قام الليل فاحسن كما كانت اسماء تفعل ذلك فكانت تقوم الليل. وكلما صلت ركعتين التفت الى مولاها فقالت اطلع القمر؟ فيقول لا ثم تأتي بركعتين ثم تسألها تطلع القمر فتقول لا ثم تصلي ركعتين فاذا طلع القمر دفعت عليها رضوان الله تعالى الى الى منى لترمي لترمي الجمرة عليها رضوان الله تعالى وما كان من الضعفاء فانه يدفع ومن هذا التيسير على ارباب الضعف والحاجة وعدم المشقة عليهم وكذلك تقدير احوال الناس وهذا من رحمة رسول الله صلى الله عليه وسلم بالامة فانه خصص لهم احوال تراهم مجالنا حتى هذه المواضع العظيمة التي يشترك فيها الناس وبه يعلم ان ناس وان كانوا يتساوون من جهة الحقوق الا انه يخفف عن الضعفاء فمن النساء وكذلك ايضا من الضعفاء ويهتم بجانب الصغار وجانب النسا النساء حتى لا يختلفن الرجال والضعفاء من الصغار حتى لا يؤذون خاصة مع وجود المراكب والمزاحمة فانه ربما دفع او وطئ فمات واهضم المعصوم وحرمته عند الله عز وجل عند الله عز وجل عظيمة. يدفع الناس بعد ذلك ليرموا الجمرة وفي هذا ان رسول الله صلى الله عليه وسلم ما تقدم الاشارة اليه انه يشرع للانسان حتى في هذه الايام ان يقوم بشعيرة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر وهذا ظهر من النبي عليه الصلاة والسلام واصحابه في مواضع منها ما تقدم الاشارة اليه في مسألة الطواف عن عمر بن الخطاب ومنها ما جاء عن علي ابن ابي طالب عليه رضوان الله تعالى لما رأى رجلين قد امسكا امسكا نفسيهما بحبل فقطعا ذلك الحبل وكذلك ايضا ما جاء عن النبي عليه الصلاة والسلام لما جاء لما كان رديفه الفضل وجاء رجل من خثعم ومعه جارية فصرف النبي عليه الصلاة والسلام وجه الفضل عنها في هذا جملة من الوقفات منها الامر بالمعروف والنهي عن المنكر ولو كان ولو كان باليد اذا كان ذلك لا يؤدي الى مفسدة بصرف الانسان او دفعه عن منكر اذا كان لا يدفع الا الا بذلك. ومن المسائل ايضا ان الانسان ينبغي له ان يستمر بالانكار فهذا النبي عليه الصلاة والسلام كان يصلب وجه الفضل فاذا انصرف الى وجه اخر دفعه النبي عليه الصلاة والسلام ان يستمع الانسان ولا ولا ييأس ولا وكان بمرات متكررة لان التكرار يفيد الانسان الذي يقع في المنكر بالتذكير او او بالردع كذلك ايضا من الوقفات في ذلك ما يتعلق به البعض في مسألة الفضل قالوا ان الفضل ينظر الى هذه الى هذه الجارية ومما يدل على انها قد كشفت وجهها ويراها الناس. اولا هذا ليس من مواضع الاشكال لمن تأمله. قد روى ابو يعلى في كتابه من حديث سعيد ابن جبير عن عبد الله ابن عباس قال جاء هذا الرجل من خثعم ومعه جاريته يعرضها على النبي عليه الصلاة والسلام كي يتزوجها ونظر الخاطب او الراغب بالزواج يختلف عن نظري عن نظر غيره. ولهذا لا حرج ان يأتي واحد منا بابنته يريد ان يعرضها على ثناء ان يتزوجه ويقول انظر انظر اليها هل ثمة حرج؟ لا يوجد في ذلك حرج ويظهر هذا انه لم يكن مع النبي عليه الصلاة والسلام الا الا الفضل والفضل هو غلام قد ناهز ناهز الاحتلام ومع ذلك صرفه النبي عليه الصلاة والسلام فيكون هذا من واضع الاشكال وليس من مواضع ليس من مواضع الاشكال الا عند من في قلبه من في قلبه مرض. وقد روى مسدد في كتابه المسند من حديث اسماعيل بن ابي خالد عن امه واخته انهما دخلا على عائشة عليها رضوان الله تعالى فقال فقلن يا ام المؤمنين ما تفعل المرأة بحجابها؟ في غطاء وجهها وقالت عليها رضوان الله تعالى هكذا فاخذت بخمارها من على صدرها فرمت به على على وجهها فقالت تصنع به هكذا واسناده عنها واسناده عنها صحيح ما ينبغي للانسان ان يفهم النصوص بكليتها والا يتعلق بالمسائل المتشابهة وان يأخذ النصوص المحكمة ويجعلها هي القاضية على مسائل على مسائل التشابه في هذا في هذا الباب كذلك شرع الله سبحانه وتعالى للحج للحاج ان يرمي الجمار وقد جاء في ذلك بعض الاخبار ان ابراهيم قد ظهر له ابليس في هذه المواضع فرماه بحجر ولا يثبت في ذلك شيء والصواب في ذلك ان الله عز وجل انما شرع الطواف بالبيت. والوقوف بعرفة ورمي الجمار لذكر الله. اي ان هذه الاقامة ذكر الله سبحانه وتعالى لهذا يشرع للانسان انه في كل رمية ان يكبر ان يكبر مع كل مع كل حصاد. وفي هذا مجموعة من العلل والحكم ان الانسان ينبغي له ان يذكر الله سبحانه وتعالى مع كل عمل ولو كان يسيرا. لهذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكبر مع كل حصاة. فيقول الله اكبر قد قطع تلبيته قبل ذلك عند اول حصاد كما جاء عن النبي عليه الصلاة والسلام من حديث عبد الله ابن عباس ان النبي عليه الصلاة والسلام لزم تلبيته حتى رمى الجمرة فلما قطع التلبية بدأ بذكر اخر اخذ يكبر مع كل مع كل مع كل حصاد وفيه اشارة الى ان الانسان اذا قام بامر يظهر منه الحاجة الى اعانة الله عز وجل وتسديده اليه كحال الرمي ان يعتمد على الله سبحانه وتعالى كذلك اذا كان الانسان في موضع يحتاج فيه الى لطف الله سبحانه وتعالى والوقوف معه ان يذكر من الاذكار ما يناسب ما يناسب المقال المقام. وقد كان النبي عليه الصلاة والسلام يرمي الجمار وهو على راحلته مما يدل على انه ينبغي للمعلم ان يكون بارزا للمعلمين كما كان النبي عليه الصلاة والسلام يبرز في مواضع التعليم فاتخذ منبرا لكي يراه الناس في الصلاة بل كان النبي عليه الصلاة والسلام اذا خرج في العيدين يؤخذ معه ذلك المنبر حتى يبرز للناس ويراه المتعلمون. وكان النبي عليه الصلاة والسلام على راحلته الجمار حتى يراه الناس كيف يرمي لان النبي عليه الصلاة والسلام قال لتأخذوا عني مناسككم ما ينبغي للمعلم اذا كان قدوة الناس ان يهيئ للناس السبيل بالوصول بالوصول اليه. لهذا نقول دائما ان العالم هو الذي يظهر نفسه للناس. اما الجاهل هو الذي ينصب كما قال عليه الصلاة والسلام ان الله لا يقبض العلم انتزاعا انتزعه من صدور العباد ولكن يقبض العلم بقبض العلماء حتى اذا لم يبقي عالما اتخذ الناس رؤوسا جهالا. الذين اتخذوا الجهال هم الناس. اما الذي وضع العالم وقبضه هو الله سبحانه وتعالى. به ولم ان العالم لا تعزل ولايته. وولايته ماضية ما بقي علمه. واما الجاهل هو الذي ينصبه فلان. ويعينه فلان وزال بحسب وضع الجهال. ومن والعالم هو الذي يسيره الجمهور. ويسيره سواد الناس. الجاهل يسيره وسواد الناس اما العالم هو الذي يصير الناس. فاذا وجد من العلماء من يسيره العوام ويتبع العوام من جهة اقوالهم وافعالهم والنظر في خواطرهم واقوالهم مع ظهور الدليل له فليعلم ان هي درب من دروب الجهل ولو كان من اهل القرآن والسنة واما العالم الذي يأطر الناس على الحق ويضربهم بالدليل غير مبالي بهم كما كان ابو هريرة عليه رضوان الله تعالى يقول والله لارمين بها بين غير مبالي وقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول كذا وكذا مما يدل على ان الانسان ينبغي ان يأتي بالدليل ما امكنه ولا يحابي ولا يحابي مع ذلك مع ذلك احدا وفيه ايضا ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يبيت بمنى ليالي التشريق وفي اول هذه الايام كان ينحر هديه وقد نحر رسول الله قال صلى الله عليه وسلم من الابل ثلاثا ثلاثا وستين بيده. في هذا من الحكم ان النبي عليه الصلاة والسلام ضحى بعدد سنين عمره مما ينبغي للانسان الا تفوته سنة من السنوات الا وقد ضحى عن نفسه عن نفسه فيها كذلك ايضا ان يضحي عن ابنائه من اول عام يشركهم في ذلك فيلتزم هذا في عمره فضح النبي عليه الصلاة والسلام بيده. وفيه ايضا من السنة ان يقوم الانسان بعمله مباشرة ولا ينيب احدا الا في الامور المفضولة المفضولة اي الزائدة على القبر. لهذا النبي عليه الصلاة والسلام لما جاء علي ابن ابي طالب بمئة من الابل نحرت ثلاثا وستين وهذا قدر الكفاية وترك لعلي ابن ابي طالب عليه رضوان الله تعالى ان ينحر ما بقي وفيه ايضا ينبغي للانسان اذا قدم لاحد طعاما ان يطعم من ذلك الطعام معهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بل من جميع ذلك الطعام رسول الله صلى الله عليه وسلم حينما نحر ثلاثا وستين سلخت هذه الثلاثة وستين وقطع منها اخذ من لحمها وجمع من ثلاث ستين ثم وضع في قدر واحد ثم طبخ ثم اكل رسول الله صلى الله عليه وسلم من ذلك فيه مشروعية الاكل من الهدي ومن الطعام ولو كان عبادة وفيه استحباب ان يأكل الانسان ما نحره سواء كان لله عز وجل او لاضيافه اظهارا منة الله عز وجل واحسانه وتنعمه على الانسان على ان هذا الفضل الذي تفضل به الله عز وجل قد وصل الي قبل الناس واحسانه وان كان عبادة فهو من فظل الله عز وجل المتعدي لذات الانسان ان يكون لغيره كذلك في حلق الانسان لشعره اظهار اظهار التيمم من بنعمة الله عز وجل الذنوب مع هذا الشعر في قوله سبحانه وتعالى ثم ليقضوا تفتهم ليفوا نزورهم يقضوا التبت يزيل الشعر والاظفار كما جاء عن عبد الله ابن عباس عليه الله تعالى عند ابن جرير الطبري. كذلك ايضا فيه فيه ان الانسان يرجع الى ما كان عليه فيلبس لباسه ويتجرد ما كان عليه اي ان حاله كانت الى ما كان وفيه اظهار التيمم التيمم بامر الله سبحانه وتعالى ان حال الانسان تغيرت من هذا الحال وان الله عز وجل يكفر عنه ذنوبه في مثل هذا في مثل هذا الموضع لان افضل الحج كما تقدم هي العج والسج اتى العدو هو التلبية والثج وهو وهو النحر فنحر هديه وكأنه قد استوجب غفران الله سبحانه وتعالى في هذا في هذا الموضع ويشرع له ان يبادر مع ذلك الى الطواف وهو طواف الاثارة هو طواف الحج وفي هذا وقفة انه ينبغي للانسان ان يبادر بالعمل لهذا امر الله عز وجل بالمسارعة فقال وسارع وامر بالمسابقة وقال وسابقوا وامر النبي عليه الصلاة والسلام بالمبادرة قال بادروا بالاعمال في احاديث كثيرة فبادر النبي عليه الصلاة والسلام باعمال الحج نحر ثلاثا وستين النبي عليه الصلاة والسلام دفع النبي عليه الصلاة والسلام صباحا من مزدلفة وجاء ورمى الجمرة ونحر بيده ثلاثا وستين ثم سلخت ثم قطع اللحم ثم طبخت ثم اكل منها ثم طاف قبل صلاة الظهر. مما يدل عليه الصلاة والسلام على انه مبادر يريد ان ينجز اعمال الحج قبل قبل زوال الشمس وهذا فيه اظهار لابراء الذمة ان يبرئ الانسان ذمته في اول الوقت وكما ان الصلاة افضل وقتها ولوقتها كذلك الحج له اوقات ينبغي للانسان ان يغتنم ان يغتنم الفاضل منها وان يقدم العبادة فيه وان اجله الى المفضول لاذن وحاجة فان الامر في ذلك فان الامر في ذلك سعى كذلك فانه يشرع في الطواف طواف الافاضة من التأكيدات ما يشرع في طواف القدوم ما تقدم الكلام عليه الا مسألة الرمل والاضطباع فانها لا تكون الا في طواف في طواف القدوم لا تكون في غيرها على الصحيح من اقوال العلماء ويبيت بمنى ليالي التشريق ما امكنه ويستحب ان يكون نحره في منى في فجاجها كما قال النبي عليه الصلاة والسلام نحرتها هنا ومنى او فجاج منى كلها ومنحر ويكون عن الشخص شاة عن السبعة في البقرة عن سبعة وكذلك البدنة. ولا يشرك الانسان في شاطئ احدا السبعة تكون عن سبعة لا تزيد. وان ضحى الانسان عن نفسه وان الزوج وما كان معه فلا حرج. واذا كان كذلك الانسان في الحل بعث بهديه الى مكة مع او اعطى رجلا مالا وقال انحر لي هديا في مكة فان هذا من السنن المهجورة. ولو دفع فان هذا يجزيه عن الاضحية ولا يمسك عما يمسك الحاج كما جاء في حديث عائشة عليها رضوان الله تعالى في الصحيح يبيت بمنى ليالي التشريق كما بات رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن كان معذورا في خدمة الحاج من رجال الامن وكذلك من الذي يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر والذين يقومون على مصالح الناس من الاطباء وغير ذلك او عمال النظافة الذين صاحبوا الناس في الحج لا حرج عليهم ان الا يبيتوا بمنى كما عذر النبي عليه الصلاة والسلام العباس عليه رضوان الله تعالى الا يبيت لانه مشغول بسقاية الحاج وفي ذلك اجر عظيم وكذلك ايضا فيه تبادل للمهام بمن يقوم بخدمة الحاج حتى يؤدوا الحجاج مناسكهم واقفين كذلك ايضا انه لا حرج على الانسان ان يقوم ببعض اعمال الوظائف من اه من من مؤازرة كذلك تجارة وهو في الحج فمن في عمل لا حرج عليه ان يقوم ببعض الاعمال. جاء عن عبدالله ابن عباس كما عند ابن ابي شيبة عليه رحمة الله ان عبد الله ابن عباس سأله رجل فقال اني اؤجر نفسي من هؤلاء قال لي ان احج؟ قال نعم اولئك لهم نصيب مما مما كسبوا. فاذا كان الانسان ازيرا او موظفا في حملة يخدم او سائقا لباس او لي مثلا او مثلا عامل نظافة او حارس امن او مثلا مسؤول اشراف او غير ذلك او منظم او طبيب فانه ذبح اعرج عليه بان يحج قدر امكانه ووسعه فان هؤلاء لهم نصيب مما مما كسبوا وكأن الانسان في مبيته ومكثه فيها والا يخرج الا الا لحاجة كانه يقول هذا مكاني فلن ازول حتى حتى فلن ابرح الارض حتى يأذن لي ويغفر لي ربي ويبقى هذه الايام وان تعجل في يومين فلا حرج عليه وان تأخر فلا حرج عليه ويرمي الجمار الثلاث ان يبتدئ بالجمرة يبتدي بجمرة ابي اه بجمرة العقبة ثم ما بعدها يرميها ثلاثا يبدأ بالصغرى في الوسطى الكفرى وهذا سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ويبتلي في كل مرة هكذا الا الا يوم النحر يرمي جمرة العقبة ولا يرمي معها ولا يرمي معها شيئا على هذا الترتيب ويجوز في ذلك النيابة للضعفاء من الصغار وكذلك آآ النسا ومن رمى الجمار منكسات فانه يلزمه في ذلك الاعادة. وان هذا مأمور الانسان فيها على الترتيب على الصحيح من اقوال من اقوال العلماء اما اعمال النحر فانه لا حرج الانسان ان يقدم هذا على هذا. والسنة في ذلك ان يفعل ما فعله رسول الله صلى الله عليه وسلم. من رمي الجمرة ثم النحر ثم ثم يحلق الانسان ثم يطوف فان هذا فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم ويرمي قبل الزوال يرمي بعد الزوال في ايام التشريق وان رمى قبله لحادث او مصلحة وضرورة وزحام وهذا في وقتنا لا حاجة اليه مع توسيع حال الجمار وكذلك الجسور فانه ينبغي للانسان ان يحتاط في ذلك قدر امكانه والا يرمي الا بعد الزوال واذا اراد ان ينصرف فانه لا ينصرف الا الا بعد الرمي من ذلك اليوم وينصرف قبل غروب الشمس فان طلعت عليه الشمس فانه ينبغي له ويتأكد في حقه ان يبيت الى اليوم الذي يليه يجب في حقه ان يكون اخر عهده بالبيت الطواف كما كان النبي عليه الصلاة والسلام وكذلك كان اصحابه. ويلاحظ ان النبي عليه والسلام كان اول امره في البيت الطواف. واخر عهده بالبيت الطواف. وهذا يدل على فضل الطواف امنيتي ومنزلتي وانه عوض للصلاة لمن قدم لمن قدم البيت. وهذا من اعظم شعائر الحج واعظمها عند الله سبحانه وتعالى. فينبغي للانسان ان يحرص على ذلك تمام تمام الحرص. لا اله الا الله نتكلم عن مسائل الكلام على مسائل الحز من ابواب الفقه. لم نتطرق لها وتكلمنا عليها مرارا في مواضع من دروس من احكام الحج وصفته ونحو ذلك هذا تكلم على شيء من معالم الحج وبعض حكمه والدروس المأخوذة من ذلك ويرجع الى كتب الحج وقد تكلمنا في ذلك في اشرطة في صفة الحج وكذلك في كتاب في صفة الحج يحصل الرجوع اليه عند التفصيل يقول هنا يسأل عن التكبير المقيد والمطلق السنة في ذلك ان يكبر الانسان من دخول العشر. كبر في السوق وفي طريقه كما جاء هذا عن ابن عمر كذلك عن ابي هريرة عليهم رضوان الله تعالى عند ابي بكر الاثرم وغيره. ويكبر في كل وقت. واما التكبير المقيد فانه يكبر بعد صلاة الفجر من يوم عرفة الى صلاة اخر ايام التشريق بعد صلاة العصر ثم ثم يمسك ويلازمه التكبير في ذهابه ومجيئه ويجهر بذلك ويكون التكبير في الصلوات بعد صلاة الفريضة بعد اذكار الصلوات يقول هل دفع تكلفة الحج لمن لا يملك مال يجوز ام لا؟ اذا دفع الانسان المال لغيره فانه ان شاء الله يؤجر عليه لكن لا يجب على المدفوع له اذا كان في ذلك من اذا كان في ذلك منة يعني هل يقال للشخص اذهب الى الجمعية الخيرية حتى تأخذ اجرة الحج حتى يجب عليك الحج لا وهل نوجب على الفقراء اذا علموا ان هناك جمعيات خيرية تعطيهم زكوات وصدقات ان يأخذوا للحج نقول يجب عليهم لا يجب عليهم حتى يكون من مال الانسان. لهذا لا يجب على الاب ان يعطي ابنه ما الذي احج حجة الاسلام؟ لا يجب عليه يعني واجب عليه النفقة. اما الحج فمخاطب بذاته بالحج وابنه مخاطب بالحج لهذا قال الله عز وجل ولله على الناس حج البيت من استطاع اليه سبيلا به الابن اذا بلغ ومخاطب بالاب. من جهة العمل اما المال فلا اما المال فلا في هذا كفاية وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد