الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله واصحابه ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين اما بعد فقد جعل الله جل وعلا كتابه العظيم هداية ونورا ورشادا ودلالة لمن اراد الحق والخير والهدى وطلب ذلك وجعله الله سبحانه وتعالى غواية لمن اراد الغواية والزيغ وذلك ان الله جل وعلا جعل من كتابه المحكم البين وجعل منه المتشابه فانزل الله سبحانه وتعالى الكتاب منه ايات محكمات هن ام الكتاب يعني اصله وقلبه ومجموعه واخر متشابهات فاما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله بين الله سبحانه وتعالى ان القرآن الاصل فيه انه هداية وهذا هو المقصود من تنزيله ويكون رواية لمن اراد الغواية ممن يلتمس المتشابهات لاذلال نفسه واظلال الامة وقد جعل سبحانه وتعالى افضل الاعمال هي تعلم القرآن فقد جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم كما جاء في الصحيح من حديث ابي عبد الرحمن عن عثمان بن عفان عليه رضوان الله تعالى قال رسول الله صلى الله عليه وسلم خيركم من تعلم القرآن وعلمه وجعل الله جل وعلا كلامه افضل الكلام على الاطلاق وخصه بجملة من الخصائص. ومن ذلك ان الحسنة لمن قرأ الله بعشر امثالها كما قال النبي صلى الله عليه وسلم فيما رواه عبدالله بن مسعود وغيره قال لا اقول الف لام ميم حرف ولكن الف حرف ولام حرف وميم وميم حرف. الحسنة بعشر امثالها الى سبعمائة ضعف والله يضاعف لمن يشاء وقد جعل الله سبحانه وتعالى من علم التفسير والتأويل وفقه الله الى مواضع الخير ومراتب الرحمة ويعرف المواضع التي تكون فيها الفرقة. والخلاف شر. والمواضع التي تكون فيها الخلاف رحمة وسعة والامة اذا جهلت القرآن وجهلت مواضع نزوله وقع فيها الشر والخلاف ولهذا قد روى الخطيب من حديث إبراهيم ان عمر بن الخطاب عليه رضوان الله تعالى دعا عبد الله بن عباس وسأله قال ما لهذه الامة تختلف كتابها واحد وربها واحد؟ فقال عبد الله ابن عباس ان القرآن انزل الينا ونحن نعلم فيما نزل وانه سيأتي اقوام يقرأون القرآن ولا يعلمون فيما فيما نزل فيختلفون فجبره عمر علي رظوان الله تعالى ثم قال ايه اعد يعني اعد ذلك المعنى الذي استحسنه عمر ابن الخطاب وذلك ان وجود اذا تجرد من معرفة معنى وسبب نزوله وقع الانسان في الخلاف والشر. وذلك ان الله سبحانه وتعالى قد جعل عاما. وهذا هو الاصل من التنزيل. وهذا العموم لمصلحة الامة في معرفة الحكم الخاص والمعرفة للحكم العام وكذلك معرفة ما يترخص فيه الانسان من وجوه الترخص عند الحاجة والضرورة. وهذا هذا يعرفه ويدركه اهل العلم والدراية. واما من اراد ان يأخذ ما يصوغ له من كلام الله جل وعلا فان ذلك كائن وقد وجد عبر التاريخ من شرب الخمر مستدلا بنص القرآن. ومن زاغ عن طريق الحق من الوقوع في الشرك وغير ذلك مستدلا بالقرآن ومن وقع في في خير الخلق بعد الانبياء مستدلا بالقرآن. مما يدل على ان وجود احرف القرآن بذاتها اذا تجردت من فهم اسباب النزول ومعاني الاية ان ذلك من وجوه الضلال والزيج للانسان وهذا قد قال به غير واحد غير واحد من السلف من الصحابة وغيرهم. ويكفي في ذلك ان الفتن التي وقعت في صدر هذه الامة وكذلك في اخرها كان الذين يقومون بها هم من اظهر الناس تمسكا بالقرآن وعناية به وحروفه واستدلوا بجملة من ظواهر الادلة المخالفة لما اراده الله جل وعلا واراده رسول الله صلى الله عليه وسلم لهذا كان من اعظم المهمات ان يعتني طالب العلم ان يعتني طالب العلم بمعرفة القرآن بتأويله واعظم وجوه التاويل التي يستفيد منها طالب العلم معرفة للمعاني المقصودة هو معرفة اسباب النزول وهذا ما دعا اليه السلف الصالح من الصحابة والتابعين. واذا اردنا ان نعلم ان مقتضى حكمة الله جل وعلا من جهة الاصل انه لا يفعل شيئا الا لسبب والله سبحانه وتعالى يتكلم لحكمة بالغة. وما ارسل الرسل الذين تنزل عليهم الكتب الا لحكمة وسبب ولهذا يقول النبي صلى الله عليه وسلم كما جاء في الصحيح قال كانت بنو اسرائيل تسوسهم انبيائهم كلما ذهب نبي جاء نبي اخر وان الله جعلني خاتم الانبياء خاتم الانبياء والمرسلين في هذا الخبر اشارة الى ان الله جل وعلا يبعث الرسل لحكمة سياسة الناس. وبيان الخير من الشر وهذا هو الاصل من مقصود بعث الانبياء على سبيل الاجمال. واذا اردنا ان نعلم اسباب نزول اية القرآن فيجب علينا ان نعلم سبب نزول نزول القرآن بالكلية على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وهذا اعظم واسمى واعلى سبب نزول في بتاريخ البشرية وذلك ان الله جل وعلا انما انزل كتابه على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم ذلك لدفع الضلال والشرك وكذلك ايضا اعظم شيء في ابواب اسباب النزول معرفة هو ان يعرف الانسان العام من الخاص مما نزل واعظم عموم في كلام الله جل وعلا هو عمومته الى سائر البشرية والى الجن. ولهذا قال الله سبحانه وتعالى في كتابه العظيم وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون وقال الله جل وعلا وما ارسلناك الا كافة للناس بشيرا ونذيرا قل يا ايها الناس اني رسول الله اليكم جميعا فالله جل وعلا ارسل رسوله الى الناس كافة. وقد جاء هذا في الصحيح من حديث ابي سعيد ابن ابي هريرة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من من نبي الا ارسله الله الى قومه خاصة. وان الله ارسلني الى الناس كافة. ولهذا كان خطاب القرآن عام الى سائر الناس فسبب نزوله هو اصلاح البشرية في هذه الارض كافة بل تعدى ذلك الى الجن. فهو رسالة الى الثقلين. ولهذا خاطب الله سبحانه وتعالى الجن والانس على سبيل العموم ناداهم على سبيل الخصوص فجاءت صيغ النداء بالعموم بقول الله جل وعلا يا ايها الناس وجاءت بصيغة العموم الى الثقلين يا معشر الجن والانس وجاءت ايضا على سبيل التخصيص على كل جنس. فنادى الله جل وعلا النساء ونادى الله جل وعلا الذكور ونادى الله جل وعلا الذين امنوا ونادى الله جل وعلا الذين كفروا ونادى الله جل وعلا اهل الكتاب. فكانت النداءات من الله سبحانه وتعالى اشارة الى الاهتمام وليس نزعا للعموم المتضمن لاصل الرسالة. فلما كانت الرسالة عامة الله سبحانه وتعالى الخطاب الى الناس كافة ويدخل في ذلك سائر الخلق الجليل والحقير. ولهذا يقول النبي صلى الله عليه وسلم مبينا هذا الامر عموم الخطاب كما جاء في الصحيح من حديث ابي حازم عن ابي هريرة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ان الله ان الله امر المؤمنين بما امر به المرسلين. يعني ان الله جل وعلا يخاطب المؤمنين بخطاب المرسلين. ويخاطب المرسلين بخطاب المؤمنين. ولا دليل اهل الاختصاص الا بدلالة صريحة. كأن يبين الله جل وعلا الخصوصية في لفظ من الفاظ الاية كقول الله جل خالصة لك وهذا فيه اشارة الى ان هذه الاية هي من خصائص رسول الله صلى الله عليه وسلم. فيبقى حينئذ حكمها تدينا وعبادة. والتلفظ بذلك ايضا من اعظم العبادة وهي المقصودة من ورود ذلك اللفظ في القرآن وتظمنه له الى قيام الساعة. وكذلك ما يتظمن من علل ليست بمخصوصة من قياس تلك المعاني على علل ارادها الله جل وعلا وحكم وغايات لا يدركها الانسان من تباين احكام البشر لاختلاف قدرة الله جل وعلا في تكوينهم ترقيبهم. ولهذا جعل الله سبحانه وتعالى الخلق يتباينون من جهة القدرة والقوة فللأنبياء ولنبينا قدرة. وكذلك ذلك ايضا للاجناس قدرا فللذكر والانثى قدرة مخصوصة خص الله جل وعلا كل واحد من بخصيصة تختلف عن غيره ويجب ان نعلم ان الله سبحانه وتعالى قد جعل كتابه عاما. فاذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم جعل الله لكلام لكلام جوامع الكلم كما جاء في الصحيح قال النبي صلى الله عليه وسلم انما بعثت بجوامع الكلم والمراد من ذلك ان كلام النبي صلى الله عليه وسلم للواحد ككلامه للجماعة. فاذا خاطب زيدا فانه يريد الخلق. سواء في ادنى الارض او في اقصاها. واذا الله جل وعلا الرجال فيدخل في ذلك النساء واذا كان هذا لكلام رسول الله صلى الله عليه وسلم فانه لكلام الله جل وعلا من باب من باب اولى فينبغي ان يعلم ان عموم الرسالة هذا هو الاصل ان عموم الرسالة هذا هو الاصل من تنزيل من تنزيل الكتاب على رسولنا عليه الصلاة والسلام اذا عرفنا ذلك وجب علينا ان ندرك العموم الذي اطلقه العلماء من ان العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب. وهذه قاعدة يتكلم عليها العلماء عند الاستدلال من النصوص الشرعية. ان العموم في هذه الاية هو شامل لسائر المخاطبين وان ذلك اذا كان في هذه الاية فهو من جهة الاصل شامل لسائر لسائر التشريع. فالقرآن هو دستور لسائر الخلق الذين خاطبهم الله جل وعلا بالتكليف فامرهم وانهاهم. واذا ادرك ذلك ادرك انه ما من اية من اي القرآن الا وسبب نزولها انما يورد لادراك المعنى. المعنى المتضمم وليس لسبب التخصيص وبه نعلم ان اهمية معرفة اسباب النزول تقي الانسان من الوقوع من الانحراف عن المعاني المقصودة من من مراد الشارع من كلام الله جل وعلا وكلام رسول الله صلى الله عليه وسلم. وينبغي ان يعلم ايضا ان الاسباب هي على نوعين الاسباب في نزول التشريع على نوعين كما ان التشريع على نوعين كتاب وسنة كذلك فان الاسباب على نوعين السبب الاول هي اسباب نزول الاية وهذا هو الاصل الذي نتكلم عليه هنا السبب الثاني هي اسباب ورود الحديث. الحديث على رسول الله صلى الله عليه وسلم. وسبب ورود الحديث فائدته كسبب ورود نزول الاية. وذلك اننا اذا عرفنا سبب نزول الاية فان المعنى وهذا هو الاصل. ولهذا ينبغي للانسان اول ما يبادر الى فهم الى فهم الاية وتفسيرها ان يعرف سببها فاذا جهل سبب النزول ربما اشترك اشترك مع الكلام او المعاني الصحيحة بعض المعاني الخاطئة فدخلت الى ذهنه ففهمها على غير وجهها. ومن اراد ان ان يفسر كلام الله جل وعلا الى مجرد اللغة العربية مجردة من غير بنظر الى سبب النزول وكذلك معاني الحال التي انزل الله جل وعلا عليها الخطاب فيقع في الوهم والغلط وهذا قد وجد في خير الخلق من الصحابة عليهم رضوان الله تعالى وهم خير الخلق بعد بعد الانبياء كما جاء في الصحيح من عامر عليه رحمة الله ان عديا قال لما انزل الله جل وعلا وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الابيض من الخيط الاسود من الفجر فقال عمدت الى عقالين او الى حبلين فوضعتهما تحت وسادتي فكنت انظر اليهما فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم ان ليس على هذا وانما هو سواد الليل وبياض النهار. فاذا علمنا ان علي ابن ابي طالب لم يكن من اهل المدينة في حال ورود القرآن وانما كان من الافاق. فنزل النص على غير مصطلحه وعلى غير الحال التي كان عليها فارجع تفسير ذلك اللفظ الى لغة العرب. فتفسيره من جهة الحق والتعويل صحيح. فهو عربي يرجع الى كلام العرب. ولكنه من جهة مراد التنزيل وسبب النزول فانه فانه خاطئ. ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم انه ليس ليس كذلك يعني ليس على هذا المعنى. وبه نعلم ان سبب نزول القرآن ايضا هو على معنيين سبب نزول مخصوص معين سواء كان ذلك بحالة معينة او على فرد معين. وذلك ان كثيرا من الاي يرد سبب نزوله في كلام العلماء على فرد معين كما جاء مثلا في مسألة حلق الشعر في حال كعب ابن في في حال كعب بن عجرة في لما اذاه هوام رأسه وهذا سبب نزول الاية. وهذا السبب انما هو لبيان المعنى المقصود. وكذلك فهم فقه هذه الاية. واما السبب الثاني الدقيق. الذي لا يكاد يدركه الا العلماء الخلص. هم ان يعرف الانسان الحال عند سبب عند نزول الاية. والحال في ذلك ان يعرف المصطلح الذي كانوا عليه وهذا لا يمكن ان يتحقق الا بثامن مجموع الشريعة من كلام الله جل وعلا وكلام رسول الله صلى الله عليه وسلم فيجمع الانسان الالفاظ بعض المتشابهات ويلهك بعضها مع بعض حتى يدرك المراد من سياق الاية ودلالاتها. وهذا من اسباب النزول التي لا يعبر عنها العلماء وهي من جملة المعاني المعاني التي يدركها اهل الدراية في كلام الله سبحانه وتعالى. اما النوع الاول فهو الذي قصده العلماء بالتصنيف. وصنفوا فيه المصنفات المعروفة باسباب النزول وهو على نوعين ايضا. اعني النوع الاول في نزول الاي على على افراد او احوال مخصوصة. فهذا على نوعين النوع الاول ان يرد في كلام العلماء ان هذه الاية نزلت في فلان ابن فلان. او نزلت لما كان الصحابة في بلد في بلد كذا وكذا وهذا وهذا ايضا كثير. الامر الثاني هو ان يرد في كلام جملة من المفسرين الكلام على سبب نزول فيقولون سبب نزولها كذا وكذا. وهذا اللفظ في كلام المفسرين سواء من الصحابة والتابعين. يريدون بذلك النوع الثاني من التقسيم السابق ولا يريدون بذلك ان هذا قسيما له. وذلك انهم يجعلون المعاني في مراد كلام الله جل وعلا سببا لنزولها. وذلك ان الله سبحانه وتعالى حينما يبين الاحكام للناس من رفع الحرج. من الفطر في حال السفر. فيقولون مثلا بعض المفسرين ان هذه الاية ان هذه الاية نزلت في الرجل اسافر عن اهله في شق عليه الصيام. فهذا المعنى ارادوا بذلك التفسير وما ارادوا بذلك سبب التعويل. ولهذا ندرك كثيرا ما يتكلم عليه العلماء في اسباب النزول فيقولون قد ورد في سبب نزول هذه الاية عدة معاني. فيريدون كلام العلماء المجمل في في سبب في سبب في معنى هذه الاية لا في سبب نزولها. فيكون حينئذ ثمة معاني العلماء عليها انها من اسباب النزول وليست هي من الاسباب الاصطلاحية التي يتكلم عليها العلماء وانما هي وان هي معاني عامة في بيان في بيان مقاصد الله جل وعلا من انزال من انزال الاية. ولهذا وندرك الوفرة والكثرة التي يريدها العلماء في اسباب في اسباب نزول في اسباب نزول اي الله سبحانه وتعالى ويأتي الكلام على شيء من ذلك ببيان الاسانيد التي يدور عليها تدور عليها اسباب النزول وكذلك ايضا من كان من اهل الاختصاص في ابواب في ابواب اسباب النزول من المفسرين من الصحابة والتابعين وكذلك اتباعهم ومن الامور المهمة التي تبين جلالة قدر اسباب النزول ان اسباب النزول من جهة الاصل تكون موقوفة ومقطوعة ولكنها حكم الرفع. وقد حكى اجماع العلماء على ذلك غير واحد قبل الصلاح وكذلك الخطيب البغدادي وغيرهم. وذلك ان سبب هو متضمن لبيان الحال حال نزول القرآن على محمد. فثمة منزل وثمة نازل وثمة منزل عليه فالمنزل هو الله والنازل هو القرآن والمنزل عليه هو نبينا محمد صلى الله عليه وسلم. فالذي يحكي تلك الحال هو يحكي امرا مرفوعا مرفوعا الى رسول الله صلى الله عليه وسلم ولكنه لا يبين ذلك. ولهذا اذا جاء في كلام الصحابة كعبد الله ابن عباس وكذلك عبد الله ابن مسعود ان سبب نزول هذه الاية كذا وكذا. فان هذا له حكم الرفع. وقد نص على ذلك الحاكم ايضا في كتابه المستدرك كتاب علوم الحديث قال قال ان ذلك في حكم المرفوع. وجزم بهذا غير واحد كم للصلاح وكذلك الخطيب البغدادي وغيرهم. وهذا قول وجيه. وبعض العلماء جعل تفسير الصحابة عليهم رضوان الله تعالى على سبيل العموم ان له حكم الرفع. قالوا وسبب ذلك ان كلام الله جل وعلا لا يمكن ان يفسر على غير مراد الله جل وعلا في زمن الرسول. ويسكت النبي عليه الصلاة والسلام على هذا التأويل الخاطئ. والدلالة على ذلك ان النبي صلى الله عليه وسلم بين جملة من المعاني المخالفة لمراد الله. لانها اولت على غير وجه كما جاء في حديث عدي ابن حاتم السابق ثمان تأويل القرآن من جهة الاصل هو على على نوعين نوع مبين اما بملفوظ او بمفعول بملفوظ اي بين رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك المعنى بقوله. واما بفعل اي فسر رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي انزل عليه القرآن بفعل فعله فتبعه الناس على ذلك. وهذا وهذا هو اعلى ذلك. النوع الثاني هو هو بالسكوت والاقرار. فاذا نزل القرآن والقي على الناس ففسروه على معنى وهذا هو مجموع القرآن فان هذا فان هذا اقرار على ذلك المعنى الذي فسره الصحابة ولهذا ذهب غير واحد من العلماء الى ان تفسير له له حكم الرفع على الاطلاق. نص على ذلك الحاكم عليه رحمة الله في كتابه معرفة علوم الحديث. وكذلك في كتابه في كتابه استاذ رائد قال وتفسير الصحابي الذي الذي شهد الوحي هو في حكم المسند المرفوع. وقد حكى ايضا الاجماع على ذلك. حمل بعض العلماء كلام الحاكم في هذه في هذا الموضع على انه اراد اسباب النزول على سبيل ولكن جاءت عبر الفاظ عامة انه يريد في ذلك في ذلك العموم. ولكن يقال ان كلام الحاكم في جعل الموقوف في حكم المرفوع الى رسول الله صلى الله عليه وسلم انه على نوعين ما كان في اسباب النزول فله حكم الرفع وهذا الذي نص عليه الاجماع الامر الثاني ما كان في غير سبب النزول فهذا هو الذي قد وقع فيه خلاف وهو اقرب اقرب الى الى المرفوع. وذلك ان الله جل وعلا قد جعل بيان القرآن بيان القرآن له سبحانه وتعالى ليس لاحد ثم انا علينا بيانا اي انه ليس لك وليس لاحد لاحد من الناس اما ان ينزل القرآن على حال او على فرض او في حال في حال تبين الاشكال وتحله فيكون حينئذ سبب النزول هو حل لمشكلة نازلة. فاذا كان سبب نزوله على هذه الحال كان اظهر في بيان المعنى. فحين اذ نعلم ان نزول القرآن هي مشتركة او في قلب تأويل القرآن. وذلك ان المعاني تقترن او يقترن تفسيرها تفسير الالفاظ يقترن بمعرفة بمعرفة الحال الذي ورد عليه النص. فاذا فعل الانسان فعلا فقال له قائل امر او ناهي افعل او لا تفعل فان ذلك يبين الامر اكثر من لو جاء النص افعلوا كذا او لا تفعلوا كذا. وذلك ان الامر تارة يكون على سبيل التأكيد فاذا فعل الانسان فعلا فاتى الامر مؤكدا ان هذا يكون من باب الحث والحظ. الامر الثاني انه اذا جاء نهيا عند فعل فان ذلك اكد من ان يأتي النهي عام من غير فعل وذلك انه في الحالة الاولى يكون قريبا من التحريم او كالنص بالتحريم بخلاف الثانية فانه قد يشتغل الى على على التحريم او غيره لهذا كان سبب نزول القرآن من اعظم ما يجعل الانسان من اعظم ما يجعل الانسان من اهل التأويل ومعرفة الناسخ من المنسوخ. وكذلك المحكم من المتشابه. وهذا وهذا لا يوفق اليه الا اهل العلم والدراية سواء من الصدر الاول او من جاء بعده. ولهذا كان الصحابة عليهم رضوان الله تعالى العارفون بكلامه المدركون لمقاصد القرآن قلة الذين يستوعبون اسباب النزول وسبب ذلك ان القرآن نزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم منجما. والصحابة انما تفاوت ايمانهم واسلامهم. منهم من مبكرا فشهد مجموع القرآن. ومنهم من اسلم متوسطا من جهة الزمن الرسالة. فادرك شطرا وربما ادرك زيادة على ذلك بايه؟ بالمنقول له عن غيره. وهذا وهذا محتمل. ومنهم من ادرك فضل الصحبة وشرفها وادرك النبي صلى الله عليه وسلم شيئا يسيرا ولكنه لم يدرك لم يدرك مجموع اسباب النزول ومنهم من ادرك رسول الله صلى عليه وسلم بشيء يسير ولكنه من اهل التتبع والدراهم. لهذا نعلم ان العشرة المبشرين بالجنة هم اعلى الناس في معرفة سبب النزول ويلهم بعد ذلك من خصه الله جل وعلا بجملة من الخصائص من الفقه ومعرفة التأويل كعبد الله ابن عباس عبد الله ابن مسعود وعبدالله وعبدالله ابن عمر ويأتي مزيد كلام على هذا على هذا باذن الله سبحانه وتعالى. من الامور المهمة ان يعلم ان سبب نزول الاية اذا جهله الانسان ربما دله على الخطأ والوهم والغلط. فاذا كان هذا في علية المفسرين من الصحابة والتابعين فانه فيما كان بعدهم من باب اولى. روى الامام مالك في كتابه الموطأ من حديث هشام ابن عروة عن ابيه عن عائشة عليها الله تعالى انه قال لا انه قال لها ان الله سبحانه وتعالى رفع الحرج على عباده في في في طوافهم بين والمروة فقال الله جل وعلا لا جناح. يعني ان الانسان اذا لم يطف لا حرج عليه. فقالت عائشة عليها رضوان الله تعالى انه ليس كذلك وانما كان الناس يطوفون بين الصفا والمروة وفيها منات صنم من اصنام الجاهلية. فلما دخل الاسلام واستقر في قلوبهم ذلك الامر. وتعلقوا بما تعلقوا به من امر الجاهلية وازاله الله جل وعلا وجدوا حرجا من ان يسعوا فبين الله سبحانه وتعالى ان ذلك حرج ان ذلك الحرج مرفوع وهذا وهذا بيان لحكم وليس وليس لتشريع فان التشريع قد سبق قد سبق ذلك. ولهذا بين رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك بفعله ففسر كلام الله ففسر كلام الله جل وعلا. ومما ينبغي ان اعلم ان النبي صلى الله عليه وسلم يفسر القرآن تارة لفظ من الفاظه السابقة بفعل من افعاله المقترنة مع تلاوة اية من اي القرآن ولا يكون ذلك من اسباب النزول وانما هو بتفسير القرآن على سورة مخصوصة وهذا كما جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديث جابر ابن عبد الله حينما قال لما قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم من طوافه ذهب ذهب الى المقام يعني مقام ابراهيم ثم تلى قول الله جل وعلا واتخذوا من مقام ابراهيم مصلى ثم ذهب الى الصفا فتلا قول الله جل وعلا ان الصفا والمروة من شعائر الله وهذه وهذه الاية والاية السابقة انما تلاها الله سبحانه وتعالى ليس مبينا سبب حال تلاوتها وانما اراد رسول الله صلى الله عليه وسلم ان يبين ان الاية قد نزلت قبل ذلك والمراد بها هذا المعنى من جهة الاولى. وان المعنى وان المعنى لا يخرج او ربما المعنى لا يخرج عن هذا. وهذا وهذا هو الظاهر الظاهر من الاية. وكذلك ينبغي ان يعلم ان الصحابة عليهم رضوان الله تعالى قد بينوا ان الانسان اذا قصر في ابواب وبمعرفة اسباب النزول فانه ينقص من معرفته في ابواب التأويل بحسب بحسب نقصانه في ذلك. فهم يرون تمايزه في معرفة اسباب في تمايزهم في معرفة التأويل بسبب تمايز بسبب او بقدر جهلهم لاسباب النزول. ولهذا يقول عبد الله بن مسعود عليه رضوان الله تعالى كما رواه الترمذي. من حديث مسروق قال عليه رضوان الله تعالى والله ما من اية في كلام الله جل وعلا الا وانا اعلم فيما فيما نزلت ومتى ومتى نزلت ولو كنت اعلم احدا من الناس اعلم مني في هذا تبلغه الابن لذهبت لذهبت وقد جاء معنى ذلك عن علي ابن ابي طالب عليه رضوان الله تعالى كما رواه ابن سعد في كتابه في كتابه الطبقات من حديث سليمان الاخمزي عن ابيه عن علي ابن ابي ابي طالب عليه رضوان الله رضوان الله تعالى وقد جاء عنه ايضا من غير هذا الوجه والمراد بذلك ان الصحابة حينما ذكروا سبب النزول اعلم في فيما نزلت يريدون بذلك على القسمين السابقين لما تقدم الكلام عليه من اسباب النزول. المعنى الاول انهم ارادوا ان وبينوا انهم يعرفوا سبب نزول الاية من جهة من جهة الحال التي نزلت عليها. والثاني مراد الله جل وعلا وليس المراد بذلك هو ان يكون لكل اية سبب نزول على فرد سواء كانت قضية مخصوصة او كانت لجماعة ونحو لذلك ولهذا كان الصحابة عليهم رضوان الله تعالى يدركون ان القرآن انما نزل على نبينا صلى الله عليه وسلم منجما وهذا بحسب مقتضيات الحال. وعلى هذا يمكن ان يقال ان او يمكن ان يقال ان اسباب النزول من جهة الدقة هي على النوع الاول اسباب عامة. يعني اقترن الحال اقترن الحال بسبب بسبب اوجب نزول تلك الاية. وذلك على سبيل المثال كانت كان يكون اه كان يكون قد تهيأت نفوس الناس على نزول الخمر نزول تحريم الخمر. فحينما توطنت النفوس وقوي الايمان كان ذلك سببا في نزول هذه الاية. وهذه المعاني العامة في اسباب نزول القرآن هي التي ينص عليها بعض العلماء في اسباب نزول الاي ان الاية القرآن نزل في كذا وكذا ولا يريدون بذلك التخصيص فيرد في كلام الصحابة ويرد في كلام التابعين ان سورة كذا او اي كذا نزلت في في كذا وكذا ويريدون بذلك هي الحال العام. وينبغي ان يعلم انها هذا القسم من اقسام اسباب نزول الاية مع عمومه فانه يتباين من جهة اتساعه. فثمة ايات نزلت على للعموم فتشمل بلدة واوسع منها. فيكون حينئذ هذا يتباين بحسب بحسب معرفة الحال وهذا يحتاج اليه طالب العلم يحتاج معه طالب العلم الى معرفة اقسام سور القرآن من المكي والمدني وهذا من اعظم ما يعين طالب في معرفة اسباب النزول في ما يتعلق في ابواب عموم عموم سبب ورود ورود الحديث. ورود اي القرآن قال فاذا عرف المكي من المدني استطاع ان يربط المعاني التي نزلت في التي نزلت في مكة واسباب القرآن اي القرآن التي نزلت التي نزلت في المدينة ويستطيع حينئذ ان يفهم السياقات التي تضمنتها بعض اهل القرآن فيستطيع حينئذ ان يرجح ايضا ان يعرف درجات المعاني من جهة الاصول ثمة معاني متباينة ثمة معاني في ابواب التوحيد والعقائد وثمة في اصول الاسلام الكلية الظاهرة مما دون ذلك اركان الاسلام. وثبت ايضا ما يتعلق بالمعاني واصول الكلية وهي تتبع ذلك ما يتعلق بابواب العقائد من فروع الايمان ونحو هذا من بعض جزئيات مسائل القدر والاسماء والصفات ونحو ذلك فان هذا ما زال انما نزل مجموعه متأخرا وان كان اصله وتقديره قد نزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل ذلك. فيستطيع حينئذ ان يعرف من المتأخر بفهم بفهم حال الناس. واذا كان الانسان من اهل الجهالة من اهل الجهالة التي بحال الناس في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن اهل الجهل بتقلب الزمن والحالة التي كانوا عليها من بلد الى بلد من حال الى حال ومن غنى الى فقر. فانه يجهل هذا الفقه وهو من جهة الاصل قد نجمل انه بحاجات ان الانسان لا يمكن ان هذا المعنى الا الا باحوال. الحالة مع الامر الاول هو ان يعرف البلد التي التي نزلت فيها الشورى. حتى يستطيع حينئذ ان يميز وسبب ذلك ان اي القرآن كما تقدم لها معاني معاني في ابواب العقائد معاني في ابواب معاني في فروع الاحكام ومعاني ايضا في فروع العقائد. وهذا ما ينبغي للانسان ان يفرق ان يفرق بينه. الامر في هذا الامر ان لغة او مصطلح الناس ربما يتباين وان كان شيئا يسيرا بين مكة والمدينة ولكن يتباين يتباين في حال غيره فثمة مصطلحات انزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم تؤول تؤول على كلام اهل المدينة. فاذا عرفنا المكي من استطعنا ان ان نعرف السياقات التي ارادها الله سبحانه وتعالى بفهم معاني ذلك البلد فنستطيع حينئذ بمعرفتنا بنزول الاية في بلد من البلدان ان نفهم لغة ذلك البلد فنستطيع حينئذ ان نعرف مراد الله جل وعلا وبإرجاع ذلك الى معاني معاني ذلك البلد فنرجع الى مصطلحات المدينة ويمكن ان يعرض مصطلح المدينة بالرجوع الى الصحابة من المدنيين على سبيل المثال بفقه اه اهل الاختصاص من الاوس والخزرج. فنعرف كلامهم وسياقاتهم فنخرج تلك الالفاظ التي يريدون مما تظمن في كلام الله ونعرف حينئذ المعنى الذي غسل من كلامه من كلامه جل وعلا وهذا من اعظم ما يجعل الانسان من اهل اه من اه من اهل التعويل وكذلك ايضا من اهل الادراك. الامر الثاني مما يحتاجه اه الانسان من المعنى من بعد النقطة الاولى في معرفة الانسان او ما يعين الانسان في معرفة الحال العامة ان يعرف الافراد الذين نزلت نزلت فيهم هذه هذه الاية. نزلت فيهم هذه الاية وهذا ايضا من المهمات. فثمة اين نزل في هذا الكتاب وثمة اية نزل في المشركين وثمة اعين نزل في اهل الايمان نزل في اهل الايمان وهذا يظهر في جملة من الاية فان الانسان اذا جهل الجماعة الذين نزل فيهم القرآن فانه ربما يرجع ذلك الى بعض معاني القرآن العام فيختل الفهم لديه. وهذا يظهر ايضا في حديث عبد الله ابن مسعود كما جاء في الصحيح. في الصحيحين وغيرهما انه قال لما نزل قول الله جل وعلا الذين امنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم اولئك لهم الامن وهم مهتدون. بين رسول الله صلى الله عليه وسلم معنى الظلم وان المراد بالظلم في هذه الاية هو الشرك مع ان الصحابة عن الله تعالى وجلوا لما نزلت هذه الاية قالوا اينا لم لم يقع في الظلم اي اينا لم يظلم نفسه. فقال النبي صلى الله عليه وسلم لو تسمعوا لقول العبد الصالح لابنه يا بني لا تشرك بالله ان الشرك ان الشرك ظلم عظيم. فكان الشرك الذي اراده الله سبحانه وتعالى في الاية الاولى هو الشرك والظلم في الاية الثانية فكان اية هي مفسرة مفسرة الاخرى وذلك بمعرفة مراد الله جل وعلا فيما نزلت فيمن نزلت فيهم فيهم هذه الاية. الامر الثالث معرفة التي نزلت فيها في الاية فيما يعين الانسان على معرفة العموم. العموم كما تقدم لدينا عمومات كثيرة امة عموم لشمول القرآن لسائر لسائر الثقلين. وثمة عموم في عموم الناس اهل الايمان الذين نزل عليهم القرآن فان الله جل وعلا مع عموم الرسالة اليه اذا جاءه القرآن في قوله يا ايها الذين امنوا ندرك ان هذا الخطاب ليس للكفار وانما هو للذين امنوا وانما معنى العموم هنا ان الكفار اذا دخلوا في الايمان فهم داخلون في اهل الخطاب وانما هو ليس لافراد محدودين لا يعودون مع الزمن واذا عرفنا السنة التي نزل فيها القرآن نستطيع نستطيع ان نبين المعنى من جهة من جهة مراد الله سبحانه وتعالى وذلك على على ما يلي. اذا نزلت اية في اول مقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم في اول مقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم الى المدينة كان الناس من جهة ايمانهم قليل. كان الناس من جهة ايمانهم قليل. فالاية التي تنزل على قليل تختلف من جهة المقصود وكذلك ايضا سعة شمولها في على الاية التي التي نزلت بعد ذلك وذلك قبيل وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم كذلك ايضا ندرك الافراد الذين شهدوا التنزيل وهذا من الامور المهمة التي ينبغي لطالب العلم ان يدركها. اذا عرف طالب العلم السنة التي نزلت فيها الاية يستطيع ان يرجح عند خلاف اسباب النزول. فاذا ورد اختلاف عن اثنين من الصحابة او ورد فيها بعض المراسيل فبين احدهم اه في ان الاية نزلت في كذا وكذا وان الاية نزلت في كذا وكذا استطاع ان يرجح. كذلك الصحابة منهم من ينقل بواسطة ومنهم من يكون شاهد شاهد عيان لسبب نزول الاية ومن شهدها اذا عرفنا العام التي نزلت فيه فانه اقوى واظهر واظهر حجة وكذلك ايضا فانه يقدم يقدم على غيره ولهذا يقدم اه السابقون ولهذا نقدم السابقين من المهاجرين والانصار في ابواب في ابواب نزول الاي بخلاف المتأخرين وهذا امر وهذا امر لا خلاف لا خلاف فيه في ابواب في ابواب او التعويل. الامر الثاني او النوع الثاني من انواع سبب النزول هي المخصوصة وهي التي التي تقدم الاشارة اليها. وهي التي نتكلم عليها الله عز وجل في الدروس القادمة في من اعتنى في ابواب اسباب الرسول وكذلك الكتب المصنفة في اسباب النزول وكذلك على اساليب في اسباب النزول وغير ذلك. ومن المهم ان يشار هنا الى ان طالب العلم ينبغي له ان يعرف مواضع التعويل مع ادراكه لاسباب النزول ان يعرف مواضع التعويل. ومواضع التعويل في كلام الله سبحانه وتعالى هي هي كما قال عبد الله ابن عباس فيما رواه ابن جرير الطبري في اوائل كتابه التفسير قال تفسير القرآن على اربع تفسير لا يعذر احد بجانبه. يعني يعلمه كل كل احد. وتفسير تعرفه العرب العرب في كلامها وتفسير يعلمه العلماء وتفسير لا يعلمه لا يعلمه الا الله. والمراد بذكر هذه التقاسيم الثلاثة تقاسيم الاربعة والثلاثة المدركة. واما الرابع فهذا موضع خلاف. هل ثبت شيء من تاويل القرآن لا يعلمه الا الله جل وعلا اي جعل الله سبحانه وتعالى علم التأويل من خصائصه ليس لغيره. من العلماء من نفى ذلك وقال لا يمكن ان يوجد في القرآن باعتبار ان ذلك ينافي الحكمة من انزال القرآن لان الله انزل القرآن لاجل لاجل التعبد والتدبر. والتدبر هنا هنا غير وارد باعتبار ان الاية غير غير مرادة المعنى وانما يتعبد فيها بلفظها ولكن نقول ان المعاني التي التي يدخرها الله جل وعلا علمها لنفسه ولا تكون لغيره نقول لا يلزم من ذلك ان يكون المعنى غير ظاهر من ذات الاية وانما ثمة معنى زائد لا يعلمه الا الله من هذه الاية وثمة معنى وقدر معلوم من ذلك التأويل يدركه يدركه الانسان. وهذا هو المراد ان الاية يكون لها لها معنيان المعنى الاول معنى يدركه الانسان وهو مما ما يقتضي التدبر والتأمل ومعنى زائد عن ذلك وهو ما لا يدركه الا الله سبحانه وتعالى. اما ان يكون ثمة اية لا يدركها الا الله جل وعلا على الاطلاق. وباولها وانما يتلفظ بها الانسان كما يتلفظ بالعربية ولا يملك غيرها فان هذا منتهي على قول على قول جماعة من العلماء وبهذا نستطيع ان نخرج من الخلاف في بعض الاطلاقات التي في كلام العلماء ان من كلام الله ما هو متشابه مطلق. يعني انه لا يمكن ان يدركه احد وانما خصه الله جل وعلا خصه الله جل وعلا لنفسه والعلم عند الله عند الله في ذلك. ومن العلوم المدركة في قول قول عبد الله ابن عباس من اي القرآن ما لا يعذر احد احد بجهله. والمراد بالاحدية هنا لا يعذر احد بجهله يعني ممن نزل عليه ممن نزل عليه القرآن او ممن لم ينزل عليه القرآن لانه يتبادر الى الذهن بخلاف من اراد تعنتا في في ابواب الفهم فان الله سبحانه وتعالى حينما يقول يا ايها الناس فانه معلوم ان الخطاب هنا يتوجه الى الخلق فهذا نوع من التعويل. وان الذي خاطبه هو الله جل وعلا وان الناس ويشمل الذكر والانثى هذا خطاب تأويل لا يعذر احد لا يعذر احد بجهله. ولا يمكن ان يقول الانسان ان الخطاب في هذه الاية يا ايها الناس ان الله جل وعلا يريد به مخلوقات غير هذه غير هذه المخلوقات هذا هذا معنى معنى بعيد وهو من المعنى المعاني التي قصدها عبد الله بن عباس علي رظوان الله تعالى في قوله لا يعذر احد لا يعذر احد بجهله. اه النوع الثاني في قوله هنا ما اما ما يعرفه ما تعرفه العرب في كلامه ما تعرفه العرب في كلامها. وما يعلم في اشعار العرب واعلى ذلك وافضله هو لغة لغة الحجاز ورسول الله صلى الله عليه وسلم انما انزل عليه مجموع القرآن على لغة على لغة قريش. ولهذا قال الله سبحانه وتعالى لذكر لك ولقومك. يعني القرآن قال غير واحد من المحسنين كما جاء عن عبدالله بن عباس لقومك قريش اي ان الله جل وعلا رفعك ورفع قومك بهذه اللغة التي انزل انزل عليها القرآن وهذا من الامور التي تجعل طالب العلم انه اذا اراد ان يفسر القرآن الا يرجع الى ما يسمى القواميس والمعاجم الا يرجع الى القواميس والمعاجم. وثمة خلل في ابواب التأويل عند كثير من المتأخرين. وهو انه اذا اراد ان يفهم موضعه وخاصة في ابواب الاحكام انه يرجع الى القواميس والمعاجم اللغوية. يرجع للمعاجم اللغوية هذا هذا صحيح من جهة المجموع ان تدرك شطرا من المعنى. ولكن اذا جهلت الحال التي نزل عليها ذلك المعنى ذلك المعنى في كلام الله فانك وقعت في الوهم والغلط بتأويلك كلام الله جل وعلا على وجه صحيح في كلام العرب. ولكن ما اراده الله سبحانه وتعالى كما وقع هذا بعض الصحابة وهم منهم كما تقدم في حديث علي عليه رضوان الله تعالى انه فسر الخيط بالحبل وهذا من جهة التأويل من جهة التأويل الصحيح واما موضع ذلك الذي يعين طالب العلم في معرفة في معرفة التأويل الصحيح هو ان يعرف الانسان لغة المدنيين وان يعرف الانسان لغة لغة المكيين وهذا وهذا يكون بظبط النصوص الواردة عنه بظبط الاثار بظبط الاحاديث المنقولة عنهم بظبط اشعارهم من كان من اهل الاشعار وكذلك بالعناية بمجموع بمجموع فقهه. اذا اعتنى بذلك فانه يستطيع ان يدرك المعاني التي يستطيع الانسان ان يدرك المعاني التي قصدها قصدها الله سبحانه وتعالى اراد وحينئذ يتضح له يتضح له سبب النزول بايسر بايسر حجة واسهل اسهل سبيل. وكذلك ايضا من المسائل المهمة ما تقدم الاشارة اليه. من جهة اه من جهة الفوائد في معرفة اسباب النزول وقد تقدم الالماني اليه ذكر غير واحد من العلماء ان ثبت جملة من فوائد اسباب اسباب نزوله اي القرآن من اظهر ذلك وهذا هو المقصود ان الانسان يكون من اهل المعرفة بالتعويم. يكون من اهل المعرفة بالتعويل. ومن اراد ان يكون من اهل التأويل فليكن من اهل من اهل معرفة اسباب نزول الاية. واذا جاء الى الانسان معرفة نزول الاية فانه جاهل جاهل بالتعويل ولهذا كان اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يتجاوزون عشر ايات حتى يعلمون يعلمون معانيها ويعلمون ايضا ويعلمون ايضا وفيما فيما نزل. واصل الخلاف في الاحكام وفي الامة هو بالجهل باسباب النزول. وقد جاء هذا عن عبد الله ابن عباس عليه رضوان الله تعالى وكما رواه الامام احمد في مسائله وكذلك ايضا الخطيب وابن عساكر وغيرهم ويأتي الكلام عليه باذن الله جل وعلا ذلك ان الانسان اذا جهل سبب النزول اقترن ذلك بجهل المعنى واثمر في ذلك الخلاف. واذا اثمر الخلاف اثمر في اثمر في ذلك الاقتتال ولا الفرقة في الامة وهذا ما اخبر به رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الامة افترقت على ثلاث او ستنطلق على ثلاثة وسبعين ثلاثة وسبعين اه ثلاث وسبعين فرقة. وهذا من الحكم العظيمة التي ينبغي للانسان ان ان ينظر اليها ان يرجعا الى اصلها فانه من اراد الفة وجماعة فليرجع الى معرفة التأويل على وجهه. وقد روى عكرمة عن عن الاصم ان عبد الله ابن عباس عليه رضوان الله تعالى كان جالسا عند عمر بن الخطاب عليه رضوان الله تعالى فقال له جاء رجل من عمال عمر فسأله عمر ما فعل الناس؟ فقال ذلك الرجل قد قرأ القرآن منهم كذا وكذا. فقال عبد الله ابن عباس عليه لو لم يسرقوا هذه المسارعة لكان لكان خير. اه زجر عمر بن الخطاب عبدالله بن عباس قال عبدالله بن عباس فذهبت على وجهي فدخلت داري حتى زارني اهلي من وجع فقيل لي اجب امير المؤمنين قال فخرجت فقال ما الذي قلت انفا فقال عبد الله بن عباس عليه رضوان الله تعالى والله ما اردت الا خيرا. قال انما قال انه حفظ القرآن او قرأ القرآن منهم كذا وكذا وانهم اذا اسرعوا في القرآن هذه المسارعة احتقوا. يعني اخذوا بظاهر المعنى وثمة للمعاني لمعاني القرآن ما ظاهر يتبادر الى الذهن في اول نظرة وثمة ايضا معاني لابد من الدخول فيها. وهذا امر فطري في سائر المعلومات والمدركات الانسان على سبيل المثال اذا رأى شخصا يتبادر الى ذهنه معنى معنى عنه ولكنه اذا سمع قوله ورأى فعله واحواله وتغلب احواله دخل اليه من المعاني ما يعرف فيه احواله ما هو ادق واصح منه من نظرته الاولى الاولى له. كذلك ايضا في ابواب المعاني يقول عبد الله بن عباس عليه رضوان الله تعالى انهم اذا اسرعوا في القرآن هذه المسارعة احتقوا وان احتقوا اختلفوا وان اختلفوا اختصموا وان اختصموا اقتتلوا قال عمر بن الخطاب عليه رضوان الله تعالى لله ابوك ما زلت اكتمها حتى حتى قلتها. والمراد من هذا انه ينبغي لطالب العلم ان السبل الموصلة له الى معرفة التأويل الحق ومن اعظم هذه السبل هو ان يكون الانسان من اهل المعرفة باسباب نزول الاية. ومن الخطأ ان يعرف الانسان معاني القرآن بالمصنفات المتأخرة بما يسمى بمعاني القرآن او ما يسمى ايضا بمعاني او المعاني المفردات ونحو ذلك هذا هذا لا يغني طالب العلم من الحق من الحق شيئا فينبغي للانسان اذا اراد ان يكون من التحقيق ان يرجع الالفاظ الى تأويلها من جهة الصدر الاول من الصحابة التابعين اذا وجد شيئا من اه من فهذا هو الاولى واعلى التعويل من غير المرفوع هو ما كان ما كان من اسباب النزول من اقواله من اقوال الصحابة. ولجلالة اسباب النزول كان الموقوف على الصحابة في حكم المرفوع كما تقدم كما تقدم الاشارة اليه. وعلى هذا نستطيع ان نبين ان مراتب التفسير في كلام على عدة مراتب. المرتبة الاولى المرفوع الى رسول الله صلى الله عليه وسلم. وهذا قليل. وقد ذكر غير واحد انه قريب ان المروي رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك نحو نحو اه مئة او مئتين اه حديث كما نص على ذلك غير واحد والثاني في ذلك ما كان من اسباب عن الصحابة عليهم رضوان الله تعالى وهذا وهذا كثير فما جاء من الصحابة من اسباب النزول كما جاء عن عبد الله ابي عباس وعبدالله بن مسعود وعمر وغيره وغيرهم فان هذا مما فان هذا مما له حكم مما له حكم الرفع كما تقدم الاشارة الاشارة اليه. يليه بعد ذلك مرتبة ما كان من تأويل القرآن مما هو موقوف على الصحابة. ويليه بعد ذلك مرتبة ما كان مرسلا من اقوال التابعين في تأويل القرآن اي منسوبا الى رسول الله صلى الله عليه وسلم. المرتبة الخامسة ما كان مرسلا من اسباب النزول من اقوال التابعين. والمرتبة السادسة ما كان من اقوال التابعين مرسلا عن الصحابة اي انه لم يدركوا ذلك الصحابي الذي اول القرآن وهذا في احوال كثيرة كرواية مثل عطاء الخرساني عن عبد الله ابن عباس فيها الى قوة تلك الاساليب وقد تكلمنا في محاضرة سابقة عن اساليب اسانيد التفسير يرجع اليها لادراك مراتب اسانيد اسانيد التفسير. والمرتبة السابعة في هذا ممكن ان يقال ان تأويل التابعين هو مما يلي ذلك والثامن يلي بعد ذلك اتباع التابعين وينبغي ايضا ان ندرك ان ما كان باسباب آآ النزول يمكن ان ان ان يجعل ايضا بوجوه الترجيح في معرفة اسباب النزول المرجحات من ذلك تفسير او تأويل او بيان النزول عند المدنيين او لا اولى من غيرهم. فمن جاء في بيان سبب النزول بين المدنيين فانه فانه ارجع. وذلك ان القرآن انما نزل مجموع نزل مجموعه في في المدينة نزل مجموعه في المدينة ولم ينزل ولم ينزل في غيرها الا في مكة والشيء اليسير نزل بين ذلك وبعد ذلك كان فيه وبعض ذلك كان في اطراف في اطراف البلدان وهو شيء شيء يسير. وكذلك ايضا من المرجحات ان يكون في بيان سبب نزول الاية ممن ممن يقطع انه شهد التنزيلا. ولا يكون ممن روى وامرين فهذا هو ادب كأن يكون مثلا ممن ادرك رسول الله صلى الله عليه وسلم زمن البعثة فاذا كان ممن ادركه في زمن البعثة فانه في اول البعثة فانه اه قد ادرك مجموع تلك الاحكام او اسباب النزول التي جاءت على رسول الله على رسول الله صلى الله عليه وسلم وكذلك ايضا ينبغي ان يشار الى الفائدة الثانية من اه فوائد اسباب معرفة اسباب النزول ان الانسان يعرف الناسخ من المنسوخ. فلا يمكن للانسان ان يعرف الناسخ والمنسوخ الا الا وقد اقترن ذلك بمعرفة السبب سبب نزوله على فاذا جهل الانسان سبب النزول فيتعذر عليه في الاغلب ان يعرف الناسخ من المنسوخ وذلك ان الاية اذا نزلت على سبيل المثال على فرد في علم ان ذلك الفرض مثلا قد كانت عليه ثم توفي او كان ذلك في نازلة في كذا وكذا ثم جاءت اية في واقعة كذا وكذا فاقترن عنده فاقترنت عنده الواقعتان فاستطاع ان يجعل واقع الاخرى هي لاسقة للواقعة الاولى بسبب معرفته لي بسبب معرفته لي التاريخ. كذلك من فوائد اسباب معرفة اسباب النزول. معرفة الحكم الالهية من معاني القرآن. فان ما من اية من كلام الله جل وعلى الا ولها معنى وهذا المعنى يتباين الانسان من جهة ادراكه وفهمه والاستنباط والاستنباط منه. واذا عرف الانسان سبب النزول استطاع ان يستنبط احكاما مقترنة لا بالنص وانما مقترنة بالحال. مقترنة بالحال الذي نزل فيه كأن تكون الاية نزلت رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة ويستطيع ان ان ان يستنبط من ذلك حكمة لماذا هذه الاية؟ نزلت في حكم لا يتعلق في غزوة وانما يتعلق في حال في حال حضر فنزلت في هذا الموضع يستطيع ان يستنبط من ذلك حكم عظيمة كالاستنباط مثلا في امور الدعوة وكذلك امور وكذلك امور الصبر وكذلك اه ايضا ادخال ما كان من غير مناسب الحال في غير وقته لمصلحة الراجحة الانسان ونحو ذلك فان ذلك من المعاني مما لا يخطر على بال الانسان ان يستنبط ان يستنبط من اسباب نزول نزول الحديث وهذا ما لا يستطيع الانسان ان ينضمه في ان ينضمه في سلك معين وانما هو باب واسع يتوسع فيه الانسان في ابواب الاستنباط. لهذا امتاز كثير من العلماء من من المفسرين بسبب تبننهم في في سبب تفننهم في ابواب الاستنباط لمعرفة باسباب باسباب نزول الحديث بنزول الاي على رسول الله صلى الله عليه وسلم. ومن الامور المهمة التي ينبغي لطالب العلم الدارس من اسباب ان يكون على بينة بينة منها ان اسباب نزول الحديث قد وقع فيها كما وقع في كثير من تفسير القرآن من الكذب وكذلك الاختلاط. فجاءت اسانيد كثيرة وهي وكذلك معلولة ينبغي الا يلتفت الا يلتفت وذلك لتعلق كثير من الناس بهذا الفن وربط الناس بالقرآن فاذا دخل في فضائل اي القرآن مما لا يغير معناه وانما يحث على اصله. كذلك ايضا فانه قد دخل في اسباب نزول جملة من الاحاديث الضعيفة التي لا احتجوا التي لا يحتج اه بها بل هي من عداد الواهي والمنكر. لهذا يجد الانسان يجد الانسان ان اكثر الاحاديث الوالدة في اسباب نزول الحديث في اسباب نزول الاية ضعيفة. والصحيح من ذلك هو قدر لا بأس به ولكن الكثير او الاكثر في ذلك ضعيف والعلم في ذلك متباينة ما هو في عداد الموضوع والمنكر ومنها ما هو في ابواب المنقطع ونحو ذلك ويأتي الكلام ويأتي الكلام عليه باذن الله تعالى. اه نتوقف الى هذا القدر واسأل الله جل وعلا ان يوفقني واياكم لما وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد