الشرعية على المسلمين على وجه العموم ان يقوموا بامر الله سبحانه وتعالى بقدر تلك التكاليف التي امرهم الله عز وجل بالوفاء بها من نظر الى التشريع والى التكاليف الشرعية بانواعها يجد ان ثمة قدرا من التشريع ينطبق على سائر الخلق فامر الله عز وجل العباد على وجه العموم بالاتيان به ومن اظهر ذلك وابينه واجلاه. ما امر الله سبحانه وتعالى به العباد على وجه العموم من القيام بدينه وتبليغه والاصلاح حال وجود الفساد والامر بالمعروف والنهي عن المنكر ولهذا قد جعل غير واحد من العلماء الامر بالمعروف والنهي عن المنكر ركنا من اركان الاسلام كما جاء ذلك عن حذيفة ابن اليمان وغيره الامر بالمعروف والنهي عن المنكر ركيزة اساسية من ركائز هذا الدين من قام بها فقد وفى وادى ما عليه ومن قصر في ذلك فبقدر تقصيره في هذا الباب بقدر ما تكون الخيرية ناقصة فيه لهذا قال الله جل وعلا في كتابه العظيم كنتم خير امة اخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر ومن اراد خيرية هذه الامة فليعمل بشرطها وهو الامر بالمعروف والنهي عن المنكر وهو الاصلاح خاصة اذا فسد الناس وانحرفوا عن المنهج القويم والصراط المستقيم الحق والباطل في صراع دائم لا ينقطع الى ان يرث الله الارض ومن عليها. وهذا امر مسلم لهذا جعل الله سبحانه وتعالى من اعظم الحكم البالغة ان هذه الامة مختلفة الى قيام الساعة ولو شاء الله جل وعلا لجعل الناس امة واحدة ولكن قضاء الله جل وعلا جعلهم مختلفين الى قيام الساعة لهذا لا تناقض بين قدر الله جل وعلا وبين امر الله سبحانه وتعالى بدفع الشر وجلب الخير ونشر وتوسيع دائرته والتقليل من الشر ودفعه قدر المستطاع لهذا النبي عليه الصلاة والسلام وهو من انزل الله عز وجل عليه التشريع ذلك كله قام بامر الله سبحانه وتعالى مصلحا في الناس مبينا للحق داعيا اليه مبينا للشر محذرا منه وكان اصحاب عليهم رضوان الله تعالى من الخلفاء الراشدين كابي بكر وعمر وعثمان خير من قام بسنته وهديه لهذا قال الله جل وعلا امر النبي ان يبين للناس ذلك المنهج القويم بقوله قل هذه سبيلي ادعو الى الله على بصيرة انا تبعي ويتأكد هذا الامر وهذا الحق حال وجود الفساد وانتشاره وبقدر وجود الفساد وانتشاره في المجتمعات وفي الامة بقدر ما يتأكد الامر بالمعروف والنهي عن المنكر والاصلاح واذا ظعفت الامة في هذا الباب وفي هذا الجانب قالت الخيرية فيها وربما حل عليها العقاب لهذا ربط الله سبحانه وتعالى نجاة هذه الامة وخيريتها بالمصلحين الذين يقومون بامر الله جل وعلا لهذا قال الله جل وعلا في كتابه العظيم وما كان ربك ليهلك القرى بظلم واهلها مصلحون اما الصالحون فلا يمنعون من نزول العقاب والعذاب لهذا قال النبي عليه الصلاة والسلام لما سألته ام المؤمنين كما جاء في الصحيحين وغيرهما انهلك وفينا الصالحون؟ قال نعم اذا كثر الخبث بل جاء في حديث عائشة عليه رضوان الله تعالى وغيره ما يبين ان البذاءة باهل الصمت من اهل الصلاح اولى من اهل الفساد بعينهم لان جودهم باعيانهم واشخاصهم مع سكوت دليل على اقرار الباطل وصمت العامة فكم بليت الامة على مر العصور والقرون؟ باناس من الصالحين يصمتون عند وجود الباطل. وظهوره في الناس ويمسكون عن ذلك حينئذ يمسك العامة ويظنون ان ما ظهر وانتشر هو الحق بعينه وهو عين الضلال والعقاب من الله سبحانه وتعالى لا ضابط له ولا حد. فعقوبة الله عز وجل متنوعة تحل بالافراد وبالمجتمعات وبالاسر بصنوف الاذى والعقاب وما من شيء من الاذى والاوباء والادواء الا وهي جنود من جنود الله جل وعلا يسلطها على من يشاء من عباده. ويرفعها عمن يشاء ان الامة اذا انتشر فيها الشر وظهر فيها الشرك والبدع والفسوق والفجور ولم يكن في الامة من يقوم بامر الله والامر بالمعروف والنهي عن المنكر فهي امة ممحوقة البركة قليلة الايمان بل ربما كان ذلك علامة على عدم ايمانها كما جاء عن النبي عليه الصلاة والسلام في صحيح الامام مسلم من حديث ابي سعيد الخدري قال عليه الصلاة والسلام من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فان لم يستطع فبلسانه فان لم يستطع فبقلبه وما وراء ذلك من الايمان حبة خردل قال غير واحد من العلماء في قوله عليه الصلاة والسلام وما وراء ذلك من الايمان حبة خردل قال ان ذلك دليلا على كفر للانسان اذا اقر الباطل بقلبه ورظي به. فقد يكفر الانسان بقلبه وجوارحه تعمل الايمان لانه رضي بالشر المحض. المعروف انه شرا ظرورة بنصوص الكتاب والسنة وقد يكره الخير الذي انزله الله عز وجل بقلبه ويكره التشريع وينبذه وان كان يعمله مجاملة فيكون حينئذ من جملة المنافقين والعياذ بالله ان الامة كما تقدم تتقلب في الصراع مع اهل الشر واعظم ما يكون الشر خطرا حينما يكون من داخل الامة وباطنها. لان الادواء الظاهرة ترى بالعين اذا ظهرت على الاجساد. اما الادواء الباطنة التي تخفى على الانسان يصعب على الانسان معرفة وحينئذ يصعب عليه علاجها الا من وفقه الله سبحانه تعالى ممن كان بصيرا بمعرفة الداء ومعرفة الدواء الامة في هذا الزمن قد اجتمع عليها عدوان عدو من الداخل وعدو من الخارج وضع كثير ممن تمسح بمسوح الوطنية. والدعوة الى التآلف تآلف المسلمين ايديهم بايدي اعداء الله عز وجل من اليهود والنصارى دعوا الى تبديل شريعة الله بانواع وصنوف من الدعوات متنوعة فكان كثير من المصلحين اشبه بالشياطين الذين سكتوا عن بيان الحق واقامة دين الله عز وجل فضلا عن بيان الباطل بعينه ورده ورد تلك الشبهات التي يدعو ارباب الباطل والفسوق والفجور. من نظر الى هدي النبي عليه الصلاة والسلام في التعامل مع داء الله عز وجل. في انواع العداوة وجد ان هديه خير هدي وان بيانه عليه الصلاة والسلام خير بيان وانه عليه الصلاة والسلام حينما يتعامل بسياسة وحنكة وحكمة مع الاعداء بتنوع شخوصهم واحوالهم يعلم ان النبي عليه الصلاة والسلام كان على خير هدي اذ ان الله عز وجل دله وارشده وما ينطق عن الهوى ان هو الا وحي يوحى من نظر الى احوال الامة في عصرنا هذا يجد ان اعظم خطر على الامة هو العدو الداخلي. الذي تلبس بلباس النصح والتفاني بدلالة الامة الى الخير ولكن حينما يكون الانسان بصيرا بمنهج اعداء الامة الذين قد وجدوا في عصر النبي عليه الصلاة والسلام من الخلص الذين نزل فيهم القرآن وبين حالهم وبين النبي عليه الصلاة والسلام مكرهم وخديعتهم بل بل باح النبي عليه الصلاة والسلام باسمائهم لاقرب الناس اليه من الصحابة عليهم رضوان الله تعالى كحذيفة بن اليمان يجد ان الامة كلما قوي عدوها في الخارج كلما قوي عدوها في الداخل وهذا امر معلوم مشاهد بالحس. معلوم بالنظر الى النصوص من الكتاب والسنة. يعرف بالصبر بالنظر الى حال الامم والتاريخ وحال المجتمعات مهما اختلفت من جهة دعوتها ايا كانت سواء كانت باطلا او حقا ما دام لها اعداء النبي عليه الصلاة والسلام حينما كان المنافقون وكان النبي عليه الصلاة والسلام في المدينة كان المنافقون يدعون الى الباطل. ولكن يدعون بصورة ماكرة. يدعون الى الباطل صورة الخير بل برفع معالم الخير والدعوة اليه وتشييد صروح الاسلام. ولهذا المنافقون في عصر النبي عليه الصلاة والسلام شيدوا المساجد واتخذوا مسجدا ضرارا وكفرا وتفريقا بين المؤمنين يبنون المساجد ويشيدونها ويريدون بذلك الاظرار والكفر بالامة وهذا عيب العداء. اذا من اعظم واخطر على الامة وخاصة على اهل الصلاح والعلم ان يقوم المنافقون الذين هم من اعظم الادواء في جسد الامة ينادون بالاصلاح وينادون الى الخير والتفاني بمصلحة المجتمعات ومصلحة الامة بتشييد صروح الاسلام واقامة شريعة الله سبحانه وتعالى في الارض. والدعوة الى الى تكاتف المسلمين. وجمع الكلمة والتآلف والترابط بين اطراف الامة المترامي والتباكي على جراحات الامة يمنة ويسرة وهم في ذلك يدعون الى الباطل المحض. لهذا ذلك المسجد الذي قد بناه المنافقون بين الله عز وجل حاله انه ضرارا بل كفرا مخرجا من الملة وبين الله سبحانه وتعالى حاله انه تفريقا بين المؤمنين وانه وما اسس على التقوى ثم بين الله عز وجل حال المنافقين وانهم متفانين ايضا مع تفانيهم من جهة الجوارح وتشييدهم بتلك الصروح وظاهر وظاهر قولهم وفعلهم انهم ما فعلوا ذلك الا لارضاء الله سبحانه وتعالى واقامة شريعة الله في الارض. اخبر الله عز وجل عنهم قال وليحلفن ان اردن الا الحسنى. ان يقسمون ولا ولا يكتفون بمجرد الكلام. بل يقسمون بالله سبحانه وتعالى انهم ارادوا بذلك الا الاحسان والخير. والله يشهد انهم لكاذبون اعظم عداء للامة واعظم خطر حينما يتلفظ عدو الله سبحانه وتعالى من المنافقين انه اراد بذلك خدمة الامة واراد بذلك تآلف المسلمين وجمع الكلمة وتوحيد شتاتهم ودحظ العدو الخارج للامة وهو ما اراد بذلك الا تبريق المسلمين الامة انزل الله عز وجل عليها احوال اعدائها بصنوف العدا بل بصنوف اساليبهم ولكن الامة بحاجة الى تنظر الى كلام الله سبحانه وتعالى وتتأمل الى احوال المنافقين كيف كان النبي عليه الصلاة والسلام معهم الاشكال ليس في نصوص التشريع. الاشكال في ان في الامة فئام كثير ينتسبون الى العلم والصلاح. ما نظروا كلام الله سبحانه وتعالى وهديه وما نظروا الى الايات المحكمة البينة في التعامل مع عدو الامة الداخل. المنافقين الذين في الامة فسادا في بلدنا هذا وفي سائر بلدان المسلمين ثمة ما يسمون يسمون انفسهم نخب الوطنية او مثقفين يدعون الى الكفر الصريح يدعون الى الالحاد الظاهر البين عند سائر الشرائع والملح عند سائر الطوائف المبتدعة التي قد خرجت عن هدي النبي عليه الصلاة والسلام دعوا الى تبديل شريعة الله جل وعلا. وان يضعوا ايديهم مع اعداء الملة والدين من اليهود والنصارى وغيرهم دعوا الى ذلك متشبثين متذرعين تماسك الامة تشبثوا ببعض المجملات من نصوص التشريع التي دعت الى السلم في مواضع كحال المنافقين ينظرون الى المتشابه من القول من الكتاب والسنة ويدعون المحكم وهذا في كثير من الاحيان في صمت عميم من اهل الدعوة والاصلاح الا ما رحم الله من اهل الخير الذين قاموا بامر الله عز وجل خير القيام لهذا الدعوة كانت مهمة وعظيمة وجليلة على عاتق كل مسلم ان يقوم بامر الله سبحانه وتعالى ببيان اهل الباطل. لهذا كان من سياسة النبي عليه الصلاة والسلام ان يبين احوال المنافقين فعلا على العلانية ويبين اسمائهم للخاصة لكي تحذر الامة من احوالهم. فبين الله سبحانه وتعالى حال المنافقين في كتابه العظيم بلا اسماء. وبين النبي عليه الصلاة والسلام ممارساته المتنوعة في حرب الدين والملة. وحرب الاسلام تقليل من شأن والتهكم والطعن والاستهزاء برجالاته بصنوفهم بين الله سبحانه وتعالى ذلك في كتابه خير بيان لما لا يحتاج فيه الناظر الا مرور البصر على نصوص الكتاب والسنة القائمين والوساد والعارضة وفي اسناده ضعف لكن ظاهر العمل يقتضيه. نعم كرمها ما بين عين الى ثور وحرم المدينة ما بين عير الى ثور وحرموا مكة بنحو هذا القدر وهي اعلام مرسومة مبينة جلية للداخل من جميع الجهات وهذا الذي عليه جمهور اهل البلدان بالتحديد ولكن ثمة خلاف في بعض الاطراف. نعم باب دخول مكة تنمو من اعلاها يقول باب دخول مكة يسن من اعلاها اي من الثنية العليا لانه فعل النبي عليه الصلاة والسلام كما جاء في الصحيحين من حديث نافع عن عبد الله ابن عمر عليه رضوان الله تعالى النبي عليه الصلاة والسلام كان يدخل من الثنية العليا ويخرج من الثنية السفلى وكان عبد الله ابن عمر يفعل ذلك وروي كذلك عن عروة كما جاء في الصحيح وثنية العليا اسم هكذا والسفلى اسمها بني وهذا الاشهر ويضبط بعض البلدان وذلك بقولهم ادخل وافتح يعني كذا واخرج واظمم بضم الكاف نعم والمسجد والمسجد من باب بني شيبة يقول والمسجد من باب بني شيبة قد جاء عن النبي عليه الصلاة والسلام ذلك في المسند وغيره ولا يصح عنه عليه الصلاة والسلام جعله عليه الصلاة والسلام من حديث جابر ابن عبد الله وهو معلول نعم فاذا رأى البيت رفع يديه وقال ما ورد يقول فاذا رأى البيت رفع يديه قبل ذلك ينبغي الكلام على مسائل مهمة في اثناء دخول المحرم الحرم او مقاربته لذلك يشرع له ان يغتسل قبل دخوله مكة كما كان النبي عليه الصلاة والسلام يفعل ذلك كما جاء في البخاري من حديث نافع عن عبد الله ابن عمر انه كان يقيم بذي طوى يبيت فيها فاذا اصبح اغتسل ودخل وكان وكان النبي عليه الصلاة والسلام يفعل ذلك وهذا من السنن المهجورة التي يغفلها كثير من الناس الا يغتسلوا عند دخولهم مكة وهذا من السنن الثابتة بالنص الصحيح الصريح عن النبي عليه الصلاة والسلام ويقطع التلبية عند دخوله لحدود الحرم سواء كان حاجا او معتمرا وذلك لثبوته عن النبي عليه الصلاة والسلام كما جاء في البخاري من حديث كريب مولى عبد الله ابن عباس عن عبد الله ابن عباس عن الفضل انه قال حديث مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فقطعت تلبية حينما رمى جمرة العقبة بين عبدالله ابن عمر عليه رضوان الله تعالى ذلك بحكايته عن النبي عليه الصلاة والسلام كما جاء في البخاري من حديث نافع عن عبد الله ابن عمر انه كان اذا دخل حدود الحرم امسك عن التلبية قال وكان النبي عليه الصلاة والسلام يفعل ذلك اي يمسك عند دخول حدود الحرم ويستمر الى رمي جمرة العقبة اي بعد انتهائه من الرمي على الصفا والمروة يمسك وهذا اذا كان مفردا وقارنا اما اذا كان متمتعا فيمسك الى ان يحرم او تروي فاذا احرم لبى لان النبي عليه الصلاة والسلام كان كان قارنا على الصحيح والاشهر من اقوال من اقوال العلماء وجاء ذلك ايضا عن غير واحد من السلف واما اذا كان معتمرا فذهب بعض السلف الى انه يمسك عن عن التلبية اذا استلم البيت الا يمسك عن التلبية وهذا في نظر. قد جاء في خبر عن النبي عليه الصلاة والسلام ولا يصح انه كان لا يقطع التلبية الا اذا استلم الحجر ولا يصح في اسناد ابن ابي ليلى ومحمد بن عبد الرحمن واسناده على عبد الله بن عباس وقد رفعه ظعيف ولكنه ثبت عن عبد الله ابن عباس من قوله كما جاء عند الشافعي في مسنده عن عبد الله ابن عباس انه قال لبي حتى تستلم الحجر وهذا يحمل على العموم سواء كان الانسان معتمرا او غير معتمد. وهذا خاص بالافاق اما اهل مكة فانه توقف عن التلبية اذا استلم الحجر وهذا وهذا ظاهر عمل السلف والمفرد والقارن يستمر بالتلبية وينفصل عند دخول الحرم الى انتهائه من من السعي على الصفا والمروة وهذا ثابت عن غير واحد من السلف كعبد الله ابن عمر عليه رضوان الله تعالى وغيره ثم يستمع الى ان يرمي جمرة العقبة فاذا رمى جمرة العقبة يمسك عند اول حصاة الجميع سواء كان مفردا او قارن او متمتعا وهذا قول جمهور العلماء وقال الامام احمد في رواية قال ما لك الشافعي وابي حنيفة وذهب الامام احمد في رواية يقول اسحاق بن راهوي الى انه يمسك عند اخر حصاة اي انه يلبي مع كل حصاد واستدل بخبر وضعيفة خبر الفضل وفيه زيادة انه قطعت تلبية عند اخر حصاة وقد عل هذه الزيادة البيقع عليه رحمة الله تعالى في كتابه السنن وكذلك ابن خزيمة في كتابه الصحيح اذا رأى البيت رفع يديه وقال ما يقول فاذا رأى البيت رفع يديه وقال ما ورد اذا رأى البيت لا يشرع له ان يقول شيئا وانما جاء النبي عليه الصلاة والسلام من الذكر عند دخول المسجد كما جاء في صحيح الامام مسلم انه كان اذا دخل قال اللهم اني اسألك اللهم اني اللهم افتح لي ابواب رحمتك واذا خرج قال اللهم اني اسألك من فظلك واما الزيادة على ذلك بالتسمية او الصلاة على النبي عليه الصلاة والسلام فانه لا يصح عنه عليه الصلاة والسلام والنظر الى البيت لا دليل على انه عبادة فذات النظر ليس من التعبد في شيء. وذهب بعض العلماء وهو قول الامام مالك الى انه ينظر اليه حتى حال الصلاة انه لا ينظر الى موضع موضع سجوده وهذا لا دليل لا دليل عليه. واما الادعية التي اشار اليها المصنف فلا يثبت منها شيء وهي مراسيم مقاطع قد روى الشافعي في كتاب الام من حديث ابن جريج عن النبي عليه الصلاة والسلام انه كان اذا دخل البيت ورآه قال اللهم زد هذا البيت تشريفا وتعظيما وتكريما ومهابة الى اخره ولا يصح وهو معضل ولكن جاء عن عمر ابن الخطاب عليه رضوان الله تعالى انه كان اذا رأى البيت قال اللهم انت السلام ومنك السلام وحينا ربنا بالسلام قد روى البيهقي وغيره من حديث سعيد المسيب عن عمر واما النبي عليه الصلاة والسلام فلا يثبت عنه من ذلك شيء والاشارة باليدين او بالاصابع لا تصح ايضا. نعم ثم يطوف مطبعا يقول ثم يطوف مطبعا اول ما يشرع الانسان فيه عند بلوغه مكة اذا كان محرما ان يبتدي بالطواف وهذا سنة النبي عليه الصلاة والسلام فكان اول ما يبتدي به طوافه وهو طواف القدوم وطواف القدوم سنة عند جمهور العلماء خلافا لمالك فانه قال بوجوبه واوجب على من تركه دم وطواف القدوم بالنسبة للقارن والمفرد. اما بالنسبة للمتمتع فهو طواف العمرة وهو ركن في حقه ويبتدأ بالطواف من عند الحجر الاسود على قول عامة العلماء خلافا لبعض الفقهاء والمتأخرين من اهل الرأي الذين قالوا انه يستدير من اي شيء ابتلى وهذا قول منكر ليبتدئوا من عند الحجر مطبعا والاضطباع ان يرمي بطرفي ردائي على الجهة اليسرى من كتفه ويظهر كتفه الايمن وقد جاء ذلك عن النبي عليه الصلاة والسلام في حديثين عند الترمذي من حديث ابن يعلى عن ابيه وعند ابي داوود من حديث سعيد ابن جبير عن عبد الله ابن عباس والاطباع سنة عند جمهور العلماء خلافا لمالك فقال بعدم سنيته. بل وصفه بالبدعة. وفي قوله نظر بوروده عن النبي عليه الصلاة والسلام ويخرج من الاضطباع والرمل اثنان الاول المرأة فليس عليها طباع ولا رمل باتفاق العلماء اثاري المحرم من مكة فلا يتبع ولا يرى نص عليه احمد وقال وعبد الله ابن عمر عليه رضوان الله تعالى كما ثبت عنه من حديث نافع عن عبد الله ابن عمر انه قال ليس على من اهل من مكة رمل وذلك ان النبي عليه الصلاة والسلام رمل واطبع وكان قد جاء من المدينة واهل مكة لا تظهر فيهم العلة والحكمة من الرمل والاطباع لان فيه اغاظة للمشركين فلما كان اصل العلة لا يأتي عليهم لانهم ادعوا النبي عليه الصلاة والسلام قد وهنتهم حمايته اي المدينة وليسوا هم وليسوا هم من اهل المدينة بل هم من مكة فاذا اصل التعليم لا يجري عليهم واعترض ذلك بقول عبدالله بن عمر عليه رضوان الله تعالى واهل مكة يخرجون عن الافاقين باحكام منها احرامهم ومنها الرمل والطباع ومنها انه ليس عليهم عمرة على الصحيح من اقوال العلماء كما نص عليه عبد الله بن عباس وغيره نعم يبتدأ يبتدئ المعتمر بالطواف يبتدأ المعتمر بطواف العمرة والقارن والمفرد للقدوم فيحاذي الحجر وهذا كما تقدم على طواف القدوم بالنسبة للمفرد والقارن واما المتمتع فهو طواف العمرة وهو ركن في حقه. نعم ان يحاذي الحجر الاسود بكله قل يحاذي الحجر الاسود بكله يعني بجسده لا بطرف منه يمد يده او رداءه بل ينبغي ان يكونوا صوبا ومعلوم ان الانسان كلما دنى من الحجر كلما ضاقت المحاذاة ووجب عليه ان يحاذيه كلما بعد منه اتسعت المحاذاة وهذا معلوم بالنظر وعليه تسامح في البعيد ما لا يتسامح في القريب يشترط ان يكون محاذيا له يجعل البيت على يساره عند عامة العلماء وقد ذهب للرأي الى انه لا حرج عليه انه ان طاف منكسا طوافه صحيح وهو قول مردود اذا انه مخالف لفعل النبي عليه الصلاة والسلام واجماع الصحابة والتابعين وهذه خير الخلق النبي عليه الصلاة والسلام يقول خذوا عني مناسككم نعم فيستلمه ويقبله يقول ويستلمه ويقبله الاستلام وتقبيل سنة كما جاء عن النبي عليه الصلاة والسلام من حديث عمر بن الخطاب انه قبل الحجر وقال والله اني اعلم انك حجر لا تضر ولا تنفع ولولا اني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبلك ما قبلتك فالتقبيل سنة ويستلمه بيديه فان قبله لا يقبل يده ان استلم وان لم يستطع تقبيله واستلفه بيده فانه يقبل يده. واذا لم يستطع ان يمسه بيده بعصا او بردائه ثبت عند عبد الرزاق من حديث عكرمة عن عبد الله ابن عباس انه كان يمس الحجر بردائه ويقبل رداءه واسناد عدو واسناد وعدو صحيح واذا كان كذلك كان تقبيل العصا والردا واليد سواء بظاهر عمل النبي عليه الصلاة والسلام وهدي السلف ولا يشرع الزحام عدة لان فيه اذية والانسان مأمور بالاحتراز في حجه وعدم اذية الحاج قد جاء عن عبدالله ابي عمر عليه رضوان الله تعالى انه كان يزاحم كما رواه ابو نافع وسالب يزاحم على الحذر حتى رسم انفه ولكن قد جاء عن مجاهد ابن جبر انه نقل عن عبد الله ابن عمر قال ما رأيت عبد الله ابن عمر زاحم على الحجر قط غير مرة زاحم فردم انفه ولعل ما جاء في رواية نافع هي مرة واحدة فحكيت والاصل انه لا يزاحم لان في المزاحمة تضيق واذا لم يستطع الانسان الاستلام باليد او بالعصا فانه يشير بيده ويقول الله اكبر لانه ثبت عن النبي عليه الصلاة والسلام في الصحيح من حديث عبدالله ابن عمر واما زيادة بسم الله والله اكبر فزيادة بسم الله لا تثبت عن النبي عليه الصلاة والسلام وانما هي بقول عبد الله ابن عمر كما جاء في الصحيح انه كان يقول بسم الله والله اكبر واذا كان الانسان لا يستطيع الاستلام فهل يستقبل الحجر بجسده ام لا لم يثبت عن النبي عليه الصلاة والسلام من ذلك شيء وانما ثبت عن انس ابن مالك وقال به سعيد ابن جبير وطاووس وابراهيم وغيرهم ثبت عند ابن ابي شيبة من حديث عاصم عن انس ابن مالك انه كان يستقبل الحجر ويكبر ولا يثبت عن النبي عليه الصلاة والسلام في ذلك شيء. وانما جاء عند البياقي ودار قطني وابن ابي شيبة من حديث ابي يعفور عن رجل منه مع النبي عليه الصلاة والسلام وهو معلول للجهالة في اسناده بعض العلماء يجعل الاستقبال مقام الاستلام والاشارة مقام التقبيل وهذا لا دليل عليه. واذا هو من باب من باب الاستنباط والقياس والعبرة بهدي النبي عليه الصلاة والسلام ولو استقبل الانسان بجسده فهو على هدي بعض الصحابة كما جاء عن انس بن مالك عليه رضوان الله تعالى واذا استطاع تقبيل الحجر فهل يضع جبهته عليه ان يسجدوا عليه ام لا السجود على الحجر لم يثبت عن النبي عليه الصلاة والسلام وانما ثبت عن عبد الله ابن عباس عليه رضوان الله تعالى فقط كما جاء في المسند وعند البياقي وغيره من حديث محمد ابن عباد ابن جعفر قال رأيت عبد الله ابن عباس يقبل الحجر ويسجد عليه وقال رأيت عمر ابن الخطاب يقبل الحجر ويسجد عليه وقال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبل الحجر ويسجد عليه ولا يصح تفرد برفعه بن جعفر والصواب فيه الوقف على عبد الله ابن عباس رواه ابن جريج عن محمد ابن عباد ابن جعفر عن عبد الله ابن عباس موقوفا والصواب رجحه الترمذي والدار قطني وغيرهم وهو الصواب فاذا وضع جبهته على الحجر فلا حرج في ذلك ويحترز الانسان اذا كان على الحجر طيبا ان يمسه بجسده لان المحظورات الاحرام عليه نعم انشق قبل يده ويلحق في اليد الرداء والعصا والمحجن وغيرها. نعم انشق اللمس اشار اليه ويقول ما ورد ما ورد عن النبي عليه الصلاة والسلام انه يقول الله اكبر. واما البسملة فاذا جاءت عن عبد الله ابن عمر موقوفة نعم ويجعل البيت عن يساره يقول ويجعل البيت عن يساره لفعل النبي عليه الصلاة والسلام وواجب والطواف المنكس باطل لمخالفته لهدي النبي عليه الصلاة والسلام الامر الاخر ان الانسان لو احتاج الى ان يجعل البيت تلقاء ظهري او يجعل كتفه الايسر او جهته اليسرى من ظهر ناحيته لزحام او لكونه يحمل اعمى او طفل ومعلوم ان الذي يحمل من احد الناحيتين يميل للاخرى فاذا حمل بيساره مال الى اليمنى فكان البيت حينئذ تلقاء ظهره يسيرا لا حرج عليه او كان يخرج من زحام لا حرج عليه ان يستثمر اذا كان لحاجة لان النبي عليه الصلاة والسلام تعمد ان يجعل البيت على يساره ابتداء ويمشي بفطرته اما تعمد جعل البيت على اليسار وان من التفت يسيرا انه باطل اي الطواف فهذا قول فيه نظر لان النبي عليه الصلاة والسلام مشيوا جبلة وهو مخير لا يستطيع الانسان ان يمشي القهقرة فاما شرقها قرأ عد عد غير سوي الا لحاجة وضرورة والحاجات معروفة لهذا يقال الانسان يمشي اتقاء وجهه فاذا انحرف لحاجة فحكمه على الاصل. نعم ويطوف سبعا يقول يطوف سبعا وهذا لفعل النبي عليه الصلاة والسلام انه طاف عليه الصلاة والسلام سبعا وهل كل طواف يريد الانسان ان يتطوع به؟ لابد ان يكون سبعا ام لا حرج ان يكون اقل من ذلك وتفصيل ذلك ان الطواف هل هو كالصلاة اقله ركعتين لمن اراد ان يتطوع ام للانسان ان يتطوع اقل من ذلك يقال ان للانسان ان يتطوع اقل من ذلك ولكن اذا بلغ سبعا ولو تطوعا صلى ركعتين خلف المقام لهذا جاء من حديث عبد الله ابن عباس قال لكل سبع ركعتين فاذا اتى الانسان بصبعين صلى ركعتين وركعتين بعد كل سبع فاذا جاء بثلاثة صلى ركعتين وركعتين وركعتين وهكذا. واذا جاء بدور ذلك بشوط واحد او اثنين فانه لا يصلي ركعتين والرمل والطباع سنة يرمل الثلاثة الاولى ويمشي الباقية واما الاطباع فهو لطواف القدوم فقط فان انتهى بطواف القدوم غطى كتفه الايبة على قول جمهور العلماء خلافا للشافعي الذي قال وجمع من الفقهاء من الشافعية قالوا ان ذلك مضطرد حتى في السعي فاذا انتهى من السعير انتهى الاطباع والنبي عليه الصلاة والسلام انما اذ طبع في طواف القدوم ورمل فيه فلا يرمل ولا يطبع في غيره من الطواف كطواف الافاضة وطواف الوداع. نعم يرمل الافقي في هذا الطواف نعم يرمل الافقي في هذا الطواف ثلاثا ثم يقول يرمل الافقي وهذا يخرج اهل مكة لخبر عبد الله ابن عمر موقوفا ولظاهر فعل النبي عليه الصلاة والسلام فانه حث من معه وما حث غيره واعتبر ذلك بفعل عبد الله ابن عمر وهو اعلم الناس بهدي النبي عليه الصلاة والسلام بفقه المناسك هو وعبد الله ابن عباس فانه من افقه الصحابة عليهم رضوان الله تعالى في ابواب المناسك واكثرهم اثارا. نعم يرمل الافقي في هذا الطواف ثلاثة ثم يمشي اربعا يستلم الحجر يقول ثم يمشي اربعة كحال افاق يمشي اربعا ويرمل ثلاثة والثلاثة الاولى تكون هي الاولى لا تكون الاخيرة التي يرمل فيها. يرمل في الابتداء ولا يقال انه يستحب له ان يرمل ثلاثا اي ثلاث شاء لان النبي عليه الصلاة والسلام رمل اولا ثم مشى الاربعة الاخيرة يستلم الحجر في كل مرة وحكمه فيه سواء الا في الاخيرة حينما ينصرف فانه لا يستلم ولا يكبر وانما ينصرف لصلاة ركعتين اما ما جاء عند الامام احمد من حديث ابن لاهي عن ابي الزبير عن جابر ابن عبد الله قال كنا مع النبي عليه الصلاة والسلام فكنا تستلم الحجر الفاتحة والخاتمة فهو معلول حال عبدالله بن لهيعة وهو ضعيف والركن اليماني كل مرة الركن اليماني كل مرة لانه يستلم من البيت ركنان الركن اليماني والحجر الاسود وهذا السائل الذي ثبت عن النبي عليه الصلاة والسلام وهو قال جمهور العلماء وذهب بعض العلماء الى انه يستلم بقية البيت وهو قول لبعض الفقهاء من الشافعية وهو قول بعض اهل الرأي والرواية عن الامام احمد وروي عن بعض السلف انه قال ليس شيئا من البيت مهجور ومروي عن معاوية والصواب انه لا يستلم الا الركنين اليمنيين نعم من ترك شيئا من الطواف او لم ينوه طيب هذا القدر وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد