بسم الله الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن والاه. اعوذ بالله من الشيطان الرجيم. قالوا يا ابانا ما لك لا تأمنا على يوسف وانا له لناصحون ارسله معنا غدا يركع ويلعب وانا له لحافظون قال اني ليحزنني ان تذهبوا به واخاف ان يأكل الذئب وانتم عنه غافلون. قالوا لان اكله الذئب نحن عصبة به واجمعوا ان يجعلوه في غيابة الجب واوحينا. واوحى عينا اليه لتنبئنهم بامرهم هذا وهم لا رون. وجاءوا اباهم عشاء يبكون قالوا يا ابانا انا ذهبنا نستبق وتركنا يوسف عند متاعنا فاكله الذئب وما. وما انت بمؤمن اننا ولو كنا صادقين. وجاءوا على بدم كذب قال بل سولت لكم انفسكم امرا صبر جميل والله المستعان على ما تصفون بسم الله الرحمن الرحيم ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله واصحابه ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين اما بعد. لا نزال مع هذه الايات بركات من اول سورة يوسف في قصة يوسف مع اخوته وكان من اخر ما مر معنا تآمر اخوة يوسف على التخلص منه فذهب بعضهم هم او قال بعضهم اقتلوه وقال بعضهم او اشار بعضهم ان يطرحوه وفي مكان او في الجب. وانتهوا بعد ذلك الى رأي كبيرهم. وكان الذي اشار عليهم ان يلقى في الجب ولا يقتل اكبر اخوته من ابيه ويقال له روبي ويقال انه يهوذا ويقال شمعون ويقال غير ذلك. واكثر المفسرين على انه روبين وهو كان اخا ليوسف من ابيه كبقية اخوته وايضا كانت امه فيما ذكر المفسرون كانت امه اخت لام يوسف. لانه كان في شريعتهم يجوز ان يتزوج الرجل اختين ولكن حرم هذا في هذه الشريعة المباركة. ولذلك كان هو احسنهم موقفا واحسنهم حالا حتى بعد ذلك لما اخذ اخ يوسف او اخذوا اخ يوسف وذهبوا كاروا من مصر فاخذه يوسف وهم لا يشعرون قال لن ارجع حتى يأذن لي ابي او يحكم الله لي وهو خير الحاكمين. فكان من احسنهم حالا مع اخيه يوسف. ولهذا كما يقال قالوا هو احسنهم رأيا في يوسف. وهذا كما يقال يعني رأيه اخف الضررين. والا فان ان يوسف لم يصدر منه ما يستحق به ان يعاقب شيئا من هذه العقوبات لا القتل ولا ايضا القاؤه في الجب ولا التفريق بينه وبين ابيه ولكن كان هو اخف او اخف الظررين حاصل انهم استقر رأيهم على رأي اخيهم لما قال قال قائل منهم لا تقتلوا يوسف والقوه في غياب بيت الجبن. وقلنا ان غيابة الجب اي قعر الجب. وقلنا ان الجب هي البئر. لكن اذا لم تكن مطوية لان بعض الابار تطوى بالحجارة من اطرافها. وبعضها تكون بدون حجارة. فاذا كانت غير مطوية يقال لها الجب وغيابة الجب اي قعره واسفله. وقرأت غيابة بقراءتين فقرأ نافع غيابات الجب بالالف. اراد ظلم البير ونواحيها غيابات الجب على بقراءة الجمع المراد بها ظلم البئر ونواحيها لان هذه البئر كان فيها ظلمات وكان لها اطراف ولهذا لما القوه كما ذكر المفسرون في اخبار بني اسرائيل انهم لما طرحوه آآ قطعوا الحبل في منتصف البئر فسقط في الماء ثم صعد ووجد حصاة فجلس عليها وهي ما يسمى بالرعوفة. الراعوفة وهي الحصاة توضع في اسفل البئر اذا قل الماء اه يرتقي عليها اه الذي يغرف الماء ويأخذ الماء فهذه قراءة نافع غيابات الجب وقرأ الجمهور غيابة الجب بالافراد على ان المراد به قعر الجب اي قعر البئر وظلمته. آآ والقوه في غيابة الجب يلتقطه بعض السيارة. ذكرنا في الدرس الماظي ان الالتقاط الاصل فيه تناول الشيء من الارظ وقصدهم انهم يغيبونه في هذه البئر فاذا جاء سيارة وهم القوم الذين يسيرون مجموعة قافلة وكانت على طريق القوافل من جهة الشام الى مصر قالوا يلتقطه بعض السيارة يعني بعض المارة الذين يمرون القوافل التي تمر سائرة في هذا وتنتزع الماء يلتقطونه ويأخذونه. يلتقطه بعض السيارة ان كنتم فاعلين. ان كنتم الجازمين على فعلتكم وعلى ابعاده عن ابيه والتفريق بينه وبين ابيه. وهذا القائل كما قلنا هو اكبرهم قال ثم قال جل وعلا قالوا يا ابانا ما لك لا تأمنا على يوسف لما تواطؤوا على اخذه وطرحه في البئر واتفقوا على هذا الرأي بدأوا محاولة ابيهم آآ في السماح له معهم. وهذا كما قال ابن كثير قال هذه توطئة وسلف ودعوة وهم يريدون خلاف ذلك. وقولهم يا ابانا ما لك لا تأمنا على يوسف؟ قال بعض المفسرين هذا دليل على ان يعقوب عليه السلام كان يمنع يوسف من الخروج معهم. كان يمنعه كان خائفا عليه وهذا كما مر معنا في الرؤيا اني رأيت احد عشر كوكبا والشمس والقمر رأيتهم لي ساجدين قال يا بني لا تكسر رؤياك على اخوتك فيكيدوا لك كيدا. ويعقوب عليه السلام كان يعبر الرؤى. كان يعبر الرؤى. ولهذا كان يخاف عليه ولا كان يرسله معهم خوفا عليه. قال قالوا يا ابانا اي قال اخوة يوسف وهم عشرة غير اخيه منامه. يا ابانا ما لك لا تأمنا على يوسف؟ قال الشيخ السعدي رحمه الله معنى لا تمنى على يوسف لاي شيء يدخلك الخوف منا على يوسف من غير سبب ولا موجب ولا شك ان عنده سبب لان الانسان يلحظ ابناؤه ويعرف ما بينهم فهو ولهذا كان يمنعه من ان يخرج معهم لانه كان قد تعلق به تعلقا شديدا واحبه محبة عظيمة. وهذا دليل ان محبة ان محبة بعض الولد اكثر من بعض انه لا شيء في ذلك. وان الانسان لا يعاقب على هذا. ولا يأثم بذلك. المحبة شيء يلقيه الا هو جل وعلا في قلب العبد. وانما يجب عليه العدل في الهبة والعطية. كما قال النبي صلى الله عليه وسلم والد النعمان ابن بشير لما اعطاه نخلات واراد ان يشهد النبي صلى الله عليه وسلم على ذلك قال اكل ولدك اعطيتهم مثل هذا؟ قال لا. قال اذهب فاني لا اشهد على جور. اتقوا الله واعدلوا وبين ابنائكم لكن هذا العدل في الهبة. في العطية في التبرع. واما النفقة فلا يلزم العدل بينهم وانما النفقة تكون بقدر الحاجة فقد يكون بعض الابناء يحتاج الى نفقة اكثر او بعض البنات تحتاج الى نفقة اكثر وبعضهم اقل فمسألة النفقة اه ينفق عليهم ما يكفي لحاجتهم. كل ما يناسب حاله. لكن لو احتاج احد شيئا زائدا فانه يعطيه وينفق عليه ولا يلزمه ان ينفق على اخوته مثلما ينفق عليه كما لو احتاج احدهم الى المستشفى اه او مثلا اه احتاج الى اه مثلا امور تتعلق بالدراسة وما شابه ذلك فهذا لا يلزمه العدل وانما العدل انما هو في الهبة والعطية. ولهذا المحبة شيء يجبر الله عز وجل القلب عليه. ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يحب عائشة اكثر من غيرها. ولهذا قال اللهم هذا قسمي فيما املك فلا تلومني فيما تملك ولا املك ويقصد انه يحب عائشة اكثر من غيرها. ولكنه كان يعدل بين نسائه صلى الله عليه وسلم في المبيت والنفقة والكسوة مع انه لم يكن واجبا عليه. لم يكن على النبي صلى الله عليه وسلم اه القسم بين الزوجات والعدل بينهن في المبيت كما نص عليه ابن كثير وغيره من اهل العلم. ولكن لتمام تقواه صلى الله عليه واله وسلم خلقه كان يعدل بين نسائه. ولهذا لما كان في مرض وفاته صلى الله عليه واله وسلم. اه كان يقول اين انا غدا؟ اين انا غدا؟ وعلم ازواجه انه يريد يوم عائشة. ويحب ان يكون عندها فتنازل ازواجه كلهن وجعلنه يمرض في بيت عائشة. فكان عند عائشة الى ان جاءه الاجل من تقدير الله ورحمته بنبيه صلى الله عليه وسلم انه جاءه الاجل وتوفاه الله في يوم عائشة في حجر عائشة حتى اليوم الذي مات فيه مع ان نساءه تنازلن له لكن اليوم الذي مات فيه كان في بيت عائشة في عائشة رضي الله عنها وارضاها. قال جل وعلا عنهم قالوا يا ابا يا ابانا ما لك لا تأمنا ال يوسف وانا له لناصحون. اي مشفقون عليه نود له ما نود لانفسنا. فنحن ننصح له في مصلحته وهذا كما قال ابن كثير كالتوطئة ليقنعوا والدهم على الموافقة لانهم علموا انه لا يأذن له لا يأذن له وبالذهاب معهم. فقال ثم قالوا ارسله معنا غدا يرتع ويلعب. وانا له لحافظون. ارسله معنا يعني ابعثوا معنا اتركوه يذهب معنا ونحن اخوته غدا يعني في الغد وهذا لانهم كانوا يذهبون في النهار ويعودون في الليل يرتع ويلعب. هكذا اه قرأ الجمهور يرتع بالياء وقرأ ابن كثير وابو عمرو وابن عامر نرتع نرتع بالنون فعلى قراءة الجمهور آآ يرتع يعني هو يرتع ومعنى يرتع يعني يلعب وقال بعضهم يعني يرتع آآ المراد به يتنزه في في البرية وقال بعضهم آآ اشارة الى انه يعني يتنزه ويذهب ويجيء فيحتاج الى ان يأكل شيئا من الرعي الجائز الذي لا يضر الانسان وايضا في قوله نرتع قراءة اخرى قرأها ابن كثير نرتعي نرتعي او قرأ نافع وابن كثير بكسر العين. نرتعي آآ او يرتعي يرتعي اي يرعى ماشيته. كأنهم كانوا في ماشية وفي غنم فقالوا ارسلوا معنا غدا يرتعد اي يعني يقوم برعاية الغنم معنا وايضا مع ذلك يلعب يعني يتفسح ويلهو اللهو الجائزة اه ارسلوا معنا غدا يرتع ويلعب وانا له لحافظون. يعني سنحافظ عليه ونراعيه ونحرص على الا يصيبه مكروه. وهم يقولون هذا وهم مظمرون غيره. لانهم قد اتفقوا على ان يلقوه في غيابة الجب في قعر البئر قبل ان يكلموا اباهم ولكن قالوا هذا الكلام ليقنعوا اباهم وقد سبق في الدرس الماضي ان ذكرنا ان آآ اهل التفسير اختلفوا ومنهم من قال انهم انبياء. ان اخوة يوسف بني يعقوب انبياء. واستدل على ذلك اية عامة واكثر المفسرين على انهم ليسوا بانبياء. وبينا قول القول الصواب انهم ليسوا بانبياء بل قد فعلوا بعض الامور اه التي لا تصدر من الانبياء وخاصة في حق ابيهم وفي حق اخيهم. و ذكرنا ايضا جواب ابن كثير عن الاية التي استشهدوا بها آآ ثم قال جل وعلا عن يعقوب قال اني ليحزنني ان تذهبوا به واخاف ان يأكله الذئب وانتم عنه غافلون. والحزن هو الم يكون في القلب سبب فراق المحبوب. وهذا دليل على انه كان يحبه محبة عظيمة. ولهذا قال يحزنني يعني انا اتألم اذا اذا فارقني يوسف وذهب عني بدل انه يحبه محبة عظيمة اني لا يحزنني ان تذهبوا به واخاف ان يأكله الذئب. وعبر لهم عما في نفسه. لانهم ولده. انني اخاف ان تغفلوا عنه وتسهو فيأكله الذئب وانتم عنه غافلون. اي ساهون مشغولون لانكم في البرية وما فتغفلون عنه فيعتدي عليه الذئب فيأكله. ومن هنا قال بعض اهل العلم ان البلاء موكل بالمنطق. ان البلاء موكل بالمنطق. فانه قال لهم اني اخاف ان يأكله الذئب. فلما فعلوا ما فعلوا ورجعوا اليه قالوا اكله الذئب. فاخذوا من الكلمة التي قال لهم. قال جل وعلا قالوا لان اكله الذئب ونحن عصبة انا اذا لخاسرون. قال اولاد يعقوب له لان اكله الذئب ونحن عصبة اي جماعة مجتمعون وعدد كبير انا اذا لخاسرون اي عاجزون هالكون. ونحن لسنا لسنا كذلك. فهم يقولون هذا من باب طمأنة يعقوب عليه السلام كيف يأكله الذئب ونحن عصبة؟ جماعة عشرة رجال لو حصل هذا نحن خاسرون هالكون. وكل هذا يريدون ان يطمئنوه. وان يعني ان يقنعوه على ان يرسله معهم. اه ثم قال جل وعلا وجاؤوا نعم قلنا فلما ذهبوا به واجمعوا ان يجعلوه في غيابة الجب. هذا من اعجاز القرآن واختصاره. ما قال فاذن له سمح له وانما اختصر الكلام فقال فلما ذهبوا به. اذا دل على انه وافق لما راجعوه انه وافق قال ذهب يوسف معهم. قال جل وعلا فلما ذهبوا به اي ذهب اخوة يوسف بيوسف واجمعوا ان يجعلوه في غياب في الجب اجمعوا واتفقوا صار رأيهم جميعا على ان يلقوه في غيابة الجب. يعني في قعر البئر على هذا واوحينا اليه لتنبئنهم بامرهم هذا وهم لا يشعرون. اه يقول ابن كثير رحمه الله فلما ذهب به اخوته من عند ابيه بعد مراجعتهم له في ذلك واجمعوا ان يجعلوه في غيابة الجب قال هذا فيه تعظيم لما فعلوه انهم اتفقوا كلهم على القائه في اسفل ذلك الجب. وقد اخذوه من عند ابيه فيما يظهرونه له اكراما له وبسطا وشرحا لصدره وادخالا للسرور عليه فيقال ان يعقوب عليه السلام لما بعثه معهم ظمه اليه وقبله ودعا له. قال وذكر وغيره انه لم يكن بين اكرامهم له وبين اظهار الاذى له الا ان غابوا عن عين ابيه وتواروا ان ثم شرعوا يؤذونه بالقول من شتم ونحوه. والفعل نعم يؤذونه بالقول من شتم ونحوه والفعل وبالفعل من ضرب ونحوه. ثم جاءوا به الى ذلك الجب الذي اتفقوا على رميه فيه فربطوه بحبل لو هو فيه فجعل اذا لجأ الى واحد منهم لطمه وشتمه واذا تشبث بحافات البئر ظربوا على ثم قطعوا به الحبل من نصف المسافة فسقط في الماء فغمره ثم صعد الى صخرة تكون في وسط يقال لها الرؤوفة فقام فوقها. وهذا يعني ملخص ما ورد من اخبار بني اسرائيل. وكما لا فعليكم انه يجوز حكاية اخبار بني اسرائيل التي لا يتبين في شرعنا تكذيب لها ورد لها. لان هذا محتمل لان الايات يدل على انهم يعني تآمروا وانهم غضبوا من محبة ابيهم له وتقديمه ليوسف عليهم وانهم وجدوا في انفسهم فليس ببعيد. فمثل هذا يجوز حكايته. اه على سبيل الاستئناس لا على سبيل الاعتقاد لان اخبار بني اسرائيل اقسام ثلاثة كما لا يخفى. القسم الاول ما ما يجب قبوله وهو ما جاء في شرعنا اه الدلالة عليه ما دل على انه حق. فهذا يجب قبوله. والقسم الثاني ما جاء في شرعنا تكذيب له. كقول اليهود ان الله جل وعلا لما انتهى وفرغ من خلق السماوات والارض والمخلوقات تعب فاستراح يوم السبت. فكذبهم الله جل وعلا. قال وما مسنا من لغوب؟ اي ما مسنا من تعب ولا اعياء. هذا يجب ان يكذب. وهناك من اخبار بني اسرائيل ما ما لا يصدقه شرعنا ولا يكذبه. فهذا تجوز حكايته واحسن المفسرين في هذا الباب هو ابن كثير رحمه الله. حقيقة انه له عناية جدا في هذا الباب فقد رد الكثير من الاخبار الاسرائيلية وانتقى منها وبعض ما اورده وفيه مقال تعقبه في الاعم الاغلب ومع ذلك فات ما فاته لكن هو كما يقال فارس الميدان رحمه الله في هذا الباب. ومع ذلك ذكر هذا الخبر. قال جل وعلا اوحينا اليه لتنبئنهم بامرهم واوحينا اليه لتنبئنهم بامرهم هذا وهم لا يشعرون. قال ابن ستنبئهم بصنيعهم هذا في حقك وهم لا يعرفوك وهم لا يعرفونك ولا يستشعرون بك وقال مجاهد وقتادة ولا يشعرون بايحاء الله اليك. والحاصل ان الظمير هنا راجع على يوسف واوحينا اليه اي الى يوسف. قال ابن كثير يقول تعالى تذاكر اللطفه ورحمته وعائدته وازاله اليسر في حال العسر. انه اوحى الى يوسف في ذلك الحال الظيق تطييبا لقلبه وتثبيتا له. انك لا تحزن مما انت فيه فان لك من ذلك فرجا ومخرجا حسنة وسينصرك الله عليهم ويعليك ويرفع درجتك وستخبرهم بما فعلوا معك من هذا الصنيع. وهذا عليه اكثر المفسرين وبعضهم واكثر المفسرين لم يذكر غير هذا القول. هناك من قال انه راجع الى يعقوب. لكن الصواب انه راجع على يوسف وان الله عز وجل نبأه وبشره واوحى اليه انه سينبئ اخوته الذين فعلوا فيه ما فعلوا الان سينبئهم بعد ذلك وهم لا يشعرون انه يوسف. لا يشعرون. وهذا فيه بشارة له لان الله سينجيك ولن تموت ولن تهلك الان. وسيكون لك شأن. بشارات هذه طمأنة له عليه السلام آآ وهم لا يشعرون يعني لا يحسون بذلك. وهذا حصل آآ في بعد ذلك بعد ان صار هو عزيز مصر وجاءه اخوته يمتارون الطعام وسيأتي ان شاء الله الكلام على ذلك مفصلا. فانهم ما عرفوه. فعرفهم وهم له منكرون. عرفهم وهم له منكرون. ثم قال لهم بعد ذلك هل علمتم ما فعلتم بيوسف؟ واخيه اذا انتم ظالمون فقالوا ائنك لانت استفهام انت يوسف اذا هنا ما كانوا يشعرون انه يوسف وهذه بشارة قالها الله له وهو غلام وهو ملقى في الجب على خوف وعلى خطر واخوته هم الذين القوه قال الله له لانهم بامرهم هذا وهم لا يشاءون. اطمئن ابشر بالنجاة والسلامة ويكون الامر لك والعائدة لك. فصار كما اوحى الله اليه لان الله جل وعلا علام الغيوب. آآ ثم قال جل وعلا واباهم عشاء يبكون. هذا دليل انهم ما يعني ما جاءوا الا في وقت الظلمة. وهكذا رعاة الغنم او الابل فانهم يمكثون مع ماشيتهم ومع رعيتهم ولا يأتون الا بعد غروب الشمس. فجاءوا عشاء يعني في وقت العشاء يبكون وبكاؤهم هذا يظهرون به الاسف والحزن على فقد يوسف. وهذا ايضا مقدمة توطئة ليعذرهم والدهم ليعذرهم بانهم كانوا صادقين لانهم كانوا يبكون هذا دليل ان البكاء احيانا يكون من الفرح قد ذكر ابن القيم ان البكاء عشرة انواع وانه قد يكون البكاء من اجل الفرح. قالوا ان بكاء يوسف كانوا فرحا بالتخلص منه. وان كان ظاهر سياق الايات لا يدل على هذا. يدل على انهم يظهرون هذا تحزنا واسفا عليه. وقد جاء عن بعض السلف انه سئل ايكون آآ يعني البكاء من الفرح؟ قال انسيت يوسف اي اظهر البكاء عليه وهم في الحقيقة فرحون بذلك لانهم هم ارادوا ان يتخلصوا منه قال وجاءوا اباهم عشاء يبكون قالوا يا ابانا انا ذهبنا نستبق وتركنا يوسف عند متاعنا. فاكله الذئب وما انت بمؤمن لنا ولو كنا صادقين قالوا يا ابانا معتذرين عما وقع منهم فيما زعموا. قال ابن كثير رحمه الله قولوا تعالى مخبرا عن الذي اعتمده اخوة يوسف بعد ما القوه في غيابة الجب انهم رجعوا الى ابيهم في ظلمة الليل يبكون ويظهرون اسف والجزع على يوسف ويتغممون لابيهم. وقالوا معتذرين عما وقع فيما زعموا انا ذهبنا نستبق اين ترامى ونستبق قيل نستبق من المسابقة في العدو. يتسابقون يعني يجرون يعدون. وهذا يحصل كثيرا وخاصة بين يعني الشباب وبين من لم يتقدم بهم السن السن السن السن. والنبي صلى الله عليه وسلم سابق عائشة مرتين فسابقها فسابقها فسابقته ثم سابقها فسبقها. وقال هذه بتلك. وقال بعض المفسرين تبقوا اي في الرمي في النضال. كان لهم معهم سهام. يرمون بها القوس. فكثيرا ما يستبق اه الناس بمثل هذا يعني يجعل نشارة او يجعلون هدفا آآ يترامونه ايهم يصيبه وهذا يسمى استباق كانه يسابق احدهم الاخر ايهم الذي يصيب قبل الاخر؟ فقيل ان معنى نستبق اي نستبق في العدو والجري وقيل بل نستبق في اه الرمي وفي الانتظار. انا ذهبنا نستبق وتركنا يوسف عند متاعنا. متاعنا يعني انت رحلنا عند هذا كما يقال الان يعني عند اغراضنا عند العفش المكان الذي كنا فيه كان فيه متاعنا ونحن ذهبنا وجعله يبقى في المكان. فاكله الذئب. فاكله جاءه الذئب واكله. وما انت بمؤمن لنا لاحظ فاكله الديب. البلاء موكل بالمنطق. قال اخاف ان يأكله الذئب. والان قالوا اكله الذئب. ولهذا ينبغي للانسان اذا شك كم من احد لا يعطيه كل الكلام يتحفظ في الكلام لئلا يتخذ من كلامه مخرجا له بعد ذلك ليقضي الله امرا كان مفعولا قال جل وعلا عنهم وما انت بمؤمن لنا اي بمصدق ولا مقر لنا واكثر اهل العلم يستدلون على ان الايمان لغة هو التصديق. اخذا من هذه الاية. و قالوا الايمان لغة والتصديق. والصواب ان الايمان لغة التصديق عن اقرار. او التصديق مع الاقرار. كما بين كذلك شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله وحمل الاية عليه قال لان التصديق لا بد ان يكون مصدقا مقرا بذلك لكن كفار قريش كانوا مصدقين انه رسول الله صلى الله عليه وسلم لكن ما اقروا له بذلك. فما وصفهم الله بالايمان. وما انت مؤمن لنا ولو كنا صادقين. قال ابن كثير وما انت بمؤمن لنا ولو كنا صادقين. قال تلطف عظيم في تقرير ما يحاولونه يقولون ونحن نعلم انك لا تصدقنا والحالة هذه لو كنا عندك صادقين فكيف وانت تتهمنا في ذلك؟ لانك خشيت ان يأكله الذئب فاكله الذئب فانت معذور في تكذيبك لنا لغرابة ما قهوة عجيب ما اتفق لنا في امرنا هذا. يعني حبكوا العذر. وتلطفوا في الاتيان به. قال وجاؤوا على قميصه بدم كذب. اذا اقاموا بعض الادلة وعدة من الادلة التي يعني تقنع او التي ارادوا من خلالها ان يقتنع والدهم بان ابنه يوسف قد اكله الذيب حتى لا يكون عليهم لوم ولا عتب. فيريدون ان يعني يقتنع والدهم ويخلو لهم من بعد ذهاب يوسف كما مر معنا في الايات. قال جل وعلا وجاءوا على قميصه بدم كذب. يعني بكلام وايضا جاؤوا يعني تكلموا وفعلوا وايضا جاءوا بدليل حسي كما يقال. وهم اولا او اباهم عشاء يبكون البكاء حزن على يوسف. ثم بعد ذلك هذا العذر انا ذهبنا نستبق وتركناه عند متاعنا واكله الذئب وايضا تلطفوا قالوا وما انت بمؤمن لست مصدقا لنا. لاننا متهمون عندك وهذا يعني غاية في الاقناع ثم جاءوا بدليل حسي وجاؤوا على قميصه. قميصه يعني الذي كان يلبسه ثوبه بدم كذب. قال ابن كثير اي مكذوب مفترى. بدم كذب. قال مكذوب مفترى. وهذا من الافعال الة التي يؤكدون بها انهم ما تمالؤوا. وهذا من الافعال التي يؤكدون بها ما تمالؤوا عليه من المكيدة. وهو انهم عمدوا الى دخلة فيما ذكره مجاهد والسدي وغير واحد فذبحوها. ولطخوا ثوب يوسف بدمها ان هذا قميصه الذي اكله فيه الذئب. وقد اصابه من دمه ولكنهم نسوا ان يخرقوا اي يخرقوه ما خرقوا القميص ما شقوه قميص كما هو. اه فلهذا لم يرج هذا الصنيع على نبي الله يعقوب بل قال لهم معرضا عن كلامهم الى ما وقع في نفسه من تمالؤهم عليه بل سولت لكم انفسكم امرا فصبر جميل اي فسأصبر صبرا جميلا على هذا الامر الذي اتفقتم عليه حتى يفرجه الله بعونه ولطفه الله المستعان على ما تصفون. قال ابن عباس في رواية اه وجاؤوا على قميصه بدم كذب قال لو اكله السبع لخرق القميص. وقال الشعبي والحسن وكذا قال الشعبي والحسن وقت هذا هو غير واحد جاء ايضا عن الحسن ذكره ابن جرير الطبري وغيره. قال لما جاء اخوة يوسف بقميصه الى ابيهم قال جعل يقلبه فيقول ما عهدت الذيب حليما ما عهدت ما عهدت الذيب حليما يأكل ابني ويبقي على قميصه هذا ذئب حليم هذا يأكل الرجل والقميص لا يشق ولا يأتيه شيء وجاء ايضا عن السد قال ذبحوا جديا من الغنم ثم لطخوا القميص ثم اقبلوا الى ابيهم قال يعقوب ان كان هذا الذئب لرحيما ان كان هذا الذيب الذئب لرحيما كيف اكل لحمه ولم يخرق قميصه يا بني يا يوسف ما فعل بك بنو الايمان؟ يعني يندب ويعني يظهر تحسره على ولده. آآ قال بل سولت لكم انفسكم التسويل هو التزيين والتحسين. زينت لكم انفسكم وحسنت تراكم هذا الفعل وهذا دليل انه شك في قولهم كله آآ بل سوت لكم انفسكم امرا زينت وحسنت لكم امرا فدبرتم امرا ومكيدة. في شأن يوسف. فصبر جميل على المجاهد الصبر الجميل هو الذي لا جزع فيه. فاصبر صبرا جميلا الصبر قيل هو الذي لا جزع فيه ما يظهر الانسان يصبر على امره ولا يتسخط ولا يشكو لاحد ويفوض امره الى الله هذا هو الصبر الجميل. لان نبي الله يعقوب نبي من انبياء الله. قال فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون. هذا دليل على انه قد شك في وصفهم وقيلهم واعمالهم ولهذا قال والله المستعان على ما تصفون. قال الطبري والله استعين على كفاية شر ما تصنعون ما تصفون من الكذب. وقال السمعاني والله المستعان على الصبر على ما تكذبون وقال الشوكاني والله المستعان قال المطلوب منه العون المطلوب منه العون فاستعان بالله جل وعلى على ما يصفون وكلمة ما يصفونها دليل انه شاك في امرهم ولهذا كثير من الناس يستخدم هذه الكلمة اه عامة يعني في اي خبر يسمعه يتأسف له وبعضهم لا لا يستخدمه الا اذا شك في الامر انه كذب. قال الله المستعان وبعضهم يستخدم الكلمة استخداما عاما. اي امر يسمع به خبر غير سار او غير ذلك. يستدل بذلك والامر فيه سعة قال والله المستعان على ما تصفون. آآ من ايضا العلماء بعض المفسرين استنبطوا من هذه القصة او في الاية الاخيرة قالوا اعمال الامارات اذا جاءتك امارة علامة قرينة تعملها في الامور اذا عرظ لك شيء وكونك تقول انا اخشى من قوله كذا انه غير صادق او انا ارتبت في فعله كذا. فتستنبط بعض العلامات لا بأس بهذا. ولهذا يعقوب عليه سلام استنبط وعلم انهم سولت لهم انفسهم امرا وانهم غير صادقين. ثم قال وعلا وجاءت سيارة وجاءت سيارة قال يا بشرى هذا غلام. واسروه بضاعة الله عليم بما يعملون. وشروه بثمن بخس دراهم معدودة وكانوا فيه من الزاهدين. وقال الذي اشتراه من مصر لامرأته اكرمي مثواه عسى ان ينفعنا او نتخذه ولدا. وكذلك مكنا ليوسف في الارض ولنعلمه من تأويل الاحاديث. والله غالب على امره ولكن اكثر الناس لا يعلمون ولما بلغ اشده اتيناه حكما وعلما كذلك نجزي المحسنين. ثم قال جل وعلا وجاءت سيارة وجاءت سيارة كما قدمنا هم القافلة او مارة الطريق لان هذا الجب هذه هذا الجب او هذه البئر كانت في الطريق في طريق القادم ميناء من الشام الى مصر او العائدين من مصر الى الشام من مصر الى الشام. كانت في طريقهم. فمرت قافلة تسير على هذه فمرت بهذه البئر. وجاءت سيارة فارسلوا واردهم. والوارد قالوا هو الذي يتطلب لهم الماء ويرد المنهل والمنزل قبل قومه وهو الذي يسبق القوم ليهيئ لهم الشرب او يهيئ لهم المكان. فهو الوارد. يعني ورد قبلهم ذهب قبلهم فارسلوا والدهم فادلى دلوه. ادلى دلوه يعني ارسلها في البئر. دلاها وارسلها في البئر او في الجب. لاجل ان يخرج الماء. فلما اه الى الماء عند يوسف تعلق بها يوسف. وتمسك بها. فاخرجها صاحبها فلما اخرج الدلو واذا بالغلام عليها معها. وهو في غاية الجمال سنة عليه السلام حتى جاء في الحديث الذي في صحيح مسلم في حديث الاسراء قال النبي صلى الله عليه وسلم واذا انا بيوسف واذا هو قد اعطي شطر الحسن قد اعطاه الله نصف الحسن. حسن بني ادم. في غاية الجمال. عليه السلام. ولهذا لما رأى هذا الغلام مباشرة نادى يا بشرى فرح فرحا شديدا لانه كان يريد ان يخرج الماء فوجد غلاما جميلا والغلام كما يقول كثير من اهل اللغة والمفسرين يقول الغلام هو ما بين سن العاشرة الى سن العشرين. هذا يقال له غلام. من سن العاشرة لسن العشرين. قالوا وكان سن يوسف سبع عشرة سنة في ذلك الوقت. فقال يا بشرى وبشرى فيها اكثر من قراءة. فهذه اه قراءة اه عاصم وحمزة والكسائي يا بشرى بترك الاظافة والبشرى نوديت هنا مع ان البشرى في الاصل ما تنادى. لكن قالوا معنى ذلك ان الانسان اذا احتاج الى شيء اذا احتاج يعني الى شيء غائب عنه او تذكره قال يا بشرى كانه يستحضر وجوده. كانه يقول يا بشراي احظري احظري. كما قال يا حسرتا قالوا معناها يقولون يا حسرتنا احظري هذا وقتك جاء وقت والندامة فكذلك هنا يا بشرى كانه يقول يا بشرى يا بشارتي قد ان وقتها هذه بشارة لي عظيمة. فهذه على القراءة الاولى وهي قراءة عاصم وحمزة والكسائية بشرى بترك الاظافة اما انه نادى البشرى وبعضهم قال لا يا بشرايا لكنه حذف حذف ياء اضافة. وقرأ الباقون يا بشراي باثبات ياء الاظافة. وفتحها. اظاف وش رأينا نفسي؟ يا بشرى يا فرحتي يا بشراي هذا غلام اي في هذه السن ما بين العشرين ما بين العشر عمره ما بين عشر الى عشرين سنة. وذكر بعض انه كان ان عمره كان سبع عشرة سنة هذا غلام واسروه بضاعة واسروه من الاسرار وهو الاخفاء يعني اخفوا امره واخذوه على انه بضاعة. يعني الاصل في البضاعة ما هي؟ الاصل في البضاعة هي ما يتعلق بالتجارة. يعني عروض التجارة. هذا الاصل. البضاعة يراد تطلق على عروض التجارة ومتاعها. وهذا دليل ان الذي وجده اراد ان يبيعه ولهذا اسروه اخفوا امره وكان الواجب ما دام وجدوا هذا الغلام والبئر حولها من حولها في احياء حولها وفي اناس كان الواجب ان يؤرخوا به. لقيط وجدوا لقطة فيذهبون ينظرون يمينا او شمالا فيقولون نحن وجدنا غلاما لمن هذا الغلام؟ تعرفونه؟ من فقد غلاما؟ لا هم اسروه اخفوا امره. ولم يعرفوا به ابدا. واسروه بضاعة جعلوه كالبضاعة. على انه مملوك. يريدون عبدا يريدون ان يبيعوه بيعا قال واسروه بضاعة والله عليم بما يعملون جل وعلا. عليم بكل افعالهم ولكن الله جل وعلا عليم حكيم يا اخوان. يقدر الاقدار لحكم عظيمة فانظر هذا الاخذ ليوسف على انه بضاعة وبيعه ليقضي الله امرا كان مفعولا. ليصبح عزيز مصر. كلها. فالله لطيف جل وعلا في احكامه. ولهذا الواجب على العبد اذا نزل فيه قضاء الله الواجب عليه الصبر وعدم السخط وان كان هناك مرحلة اعظم مندوبة لكن ما كنا نستطيعها. وهو وهي الرضا عن الله جل وعلا. في كل ما يقدر عليك. ولو كان ظاهره انها مصيبة. يرضى عن الله. سلم بامره وارضى عنه. واعلم ان ذلك لحكمة. وان كنت لا تعلمها. وان كنت انت لا تعلمها. واسره بضاعة والله عليم بما يعملون. الله عليم باعمالهم من لاسترقاقهم له وعدم التعريف به. والاصرار في ذلك. وهذا دليل على انهم تواطؤوا وكلهم ان السيارة والقافلة تواطؤوا على ذلك. وان كان بعض المفسرين يقول يا بشرى هذا اسم رجل من القافلة. فلما جاء الوارد الذي ادلى دلوه وكان معه واحد من رفقته فلما خرج ناداه يا بشرى هذا غلام يخبر صاحبه قال واسروه بضاعة يعني اسره هذا الوارد الذي اخرج الماء وصاحبه بشرى اسروه واخفوا امره على القافلة. وقالوا هذه هذا بضاعة اسر بضاعة قالوا هذا اعطونا اياه اصحاب البئر او اصحاب هذا المكان قوم قالوا خذوه وبيعوه يسر بضاعة لهم نحن نوصلها فقط. ولكن هذا والله اعلم فيه بعد. الذي يظهر انه يا بشرى ان المراد به البشارة استبشر فرحا بما وجد في هذه البئر التي على الطريق في الصحراء في البرية ويخرج له على دلوه التي اراد يخرج بها الماء غلاما في غاية الحسن والجمال استبشر بهذا كثيرا وهذا ظاهر السياق والله اعلم آآ قال جل وعلا وشروه بثمن بخس دراهم وشروه وشروه ان الظمير يرجع على القافلة. على هذا الوارد ومن معه انهم شروا يوسف من اخوة يوسف دراهم معدودة. ويحتمل ان شروه هنا بمعنى باعوه. وان الضمير يعود على اخوة يوسف اي باعوه اي باعه اخوته. باع اخوة يوسف يوسف بدراهم معدودة قليلة جدا. اذا وشروا هنا محتمل. لان كلمة شرى باللغة العربية تأتي بمعنى الشراء اخذ الشيء وتأتي بمعنى البيع. فهي من الاضداد تستخدم لهذا ولهذا ولهذا ابن كثير رحمه الله يقول ان معنى قوله وشروه بثمن دراهم معدودة وكانوا فيه من الزاهدين ان هذا كله اخبار عن اخوة يوسف. وانهم كانوا حول الجب. فنظروا فلما رأوا ما فعل هؤلاء جاؤوا اليهم وقالوا ان هذا مملوك لنا ونحن نريد ان نبيعه فباعوه عليهم بثمن قيل عشرون درهما. قال هذا ابن مسعود. قال باعوا بعشرين درهما. هم عشرة كل واحد اخذ منهم درهمين وجاء عن مجاهد انه قال اثنين وعشرين درهما وجاء عن ابن عن عكرمة وابن اسحاق انه باعوه باربعين درهما. والله اعلم يعني لا نستطيع الجزم بشيء من ذلك لكن لا شك انهم باعوه بدراهم قليلة. ثمن بخس. لماذا؟ لانهم كانوا فيه من الزاهدين زاهدين فيه لا لا يرغبون فيه اصلا. بل كانوا يريدون التخلص منه. كانوا يريدون التخلص منه. ولهذا باعوا بهذه الدراهم القليلة وذهب بعض اهل العلم وهذا قول قوي في الحقيقة وقول جمع المفسرين الى ان اخوة يوسف اقترحوه وذهبوا. ولا يدرون عما حدث له. وانما الذين شروه بثمن بخس دراهم هؤلاء هم القافلة السيارة الذين وجدوه واخرجوهم من البئر لما وصلوا الى مصر ما كانوا يعرفون قدره ولهذا باعوه بثمن زهيد. باعوه بثمن زهيد دراهم معدودة قليلة وكانوا فيه من الزاهدين. اما لقلة معرفتهم بقدره وقيمته. او لانهم ليسوا من اهل هذا الشأن او لانهم لم يعرفوا انه يعني حر وانه مظلوم وقد ذكروا بعض الاخبار الاسرائيلية هي انه اخبرهم بخبره فلم يصدقوه. وكانوا يريدون بيعه. والاستفادة من ثمنه باعوه بهذه القيمة القليلة آآ على عزيز مصر والمراد ان عزيز مصر وهذا ليقضي الله امرا كان مفعولا. الله يقدر على العبد اقدارا ويلطف به. هذا باللطف فارسل احدا يشتري له غلاما الى السوق فوافقهم وافق مجيئهم فاشتراه منهم لعزيز مصر المسؤول عن خزائنها وتدبير شؤونها المالية. يعني كان له شأن وقد ذكر ابن جرير والله اعلم قال ان اسمه اسمه عزيز مصر قطفير قطفير ابن رحيب وقاله ابن عباس والله المسألة الاسماء الله اعلم علم ذلك عند الله ليس عندنا شيء الا من اخبار بني اسرائيل وبني اخبار بني اسرائيل كما قدمنا يجوز حكايتها اذا لا تعارض ما عندنا وليس بشرعنا ما يؤكده فانه تجوز حكايتها على سبيل الاستئناس لا على سبيل الاعتقاد. قال جل وعلا وقال الذي اشتراه من مصر الكلام فيه اختصار وهذا من اعجاز القرآن وبلاغته. ما قال انه فلما جاءوا الى الى مصر عرظوا واشتراه فلان او اشترى اعز مصر لا طوى هذا الكلام لان اخباره بقوله وقال الذي اشتراه من مصر يدل على هذا كله انه حصل ان باعوه وانه اشتراه عزيز مصر كل هذا قد حصل. وقال الذي اشتراه من مصر لامرأته هذا دليل الذي اشتراه من مصر لانهم كانوا في جهة البدو كما قال يوسف وجاء بكم من البدو فكانوا في ما بين الشام ويقال فيما بين فلسطين ومصر. قال الذي اشتراه من مصر لامرأته وقد ذكر كثير من المفسرين ان اسم امرأته زليخا. وبعضهم قال هي راعين وقالوا ان يهود يقولون بلغتهم رعيل والا اسمها زليخا والله اعلم واي ذلك صواب. اكرمي مثواه. قال الذي اشتراه عزيز مصر لامرأته لزوجته اكرميه في مثواه. والمثوى حقيقته المحل الذي يثوي فيه الانسان. الذي يقيم فيه الانسان. والموضع الذي يقيم فيه قالوا والمراد هنا كما قال ابن الطبري قال اكرمي موظع اقامته. يعني اكرمي موضع اقامته وسيقيم بيننا فاكرميه واحسني اليه. قالت جمع من المفسرين وكان لمن لا يولد له. كان عزيز مصر رجلا عقيما لا يولد له. ولهذا قال اكرمي مثواه عسى ان ينفعك انا ينفعنا يعني يكفينا بعض الامور ويخدمنا فيها وقال بعضهم ينفعنا اي نبيعه بثمن طيب ينفعنا ذلك الثمن فاكرم مثواه ومقامه حتى يعني يظهر عليه يعني حتى يشب يعني تزين حاله ولا يظهر عليه مثلا آآ اه الحزن والالم والظعف وما شابه ذلك. او نتخذه ولدا. قال بعظ المفسرين او نعتقه تبناه. ومن هنا قالوا لم يكن له ولد. والا كيف يقول نتخذه ولدا؟ اذا كان له اولاد؟ عنده واولاد لو كان له اولاد ما احتاج ان يتخذه ولدا. قالوا هذا دليل انه لم يكن يولد له. فعند ذلك قال هذه المقولة او نتخذه وكذلك مكنا ليوسف. اي مثل ما خلصناه من ايدي اخوته ومن الهلاك وانجيناه من ظلمة البئر. كذلك مكنا له في الارض. وذلك ان الله مكنه وجعله بعد ذلك عزيز مصر وجعل خزائن مصر كلها في يده. وتحت تصرفه فمثل ذلك التمكين بانجاءه وما سبق مكناه فجعلناه على خزائن الارظ. قال وكذلك كنا ليوسف في الارض ولنعلمه من تأويل الاحاديث. نعلمه ايضا من تأويل الحديث وهو تعبير الرؤيا. وهذا كما سبق الاشارة ان علم الرؤيا علم يمن الله به على بعض عباده وانه علم يتعلم يعني كثير منهم ينال بالتعلم. وان كان هناك شيء فتح من الله وتوفيق للعبد في معرفة الرؤيا وفي تفسيرها والناس يتفاوتون في هذا تفاوتا كبيرا. ولهذا العلماء ومنهم البخاري وغيره جعلوا كتابا في مؤلفاتهم فالبخاري جعل في كتاب الصحيح كتاب التعبير. اي تعبير الرؤى. اذا الله جل وعلا ايظا علمه تأويل الاحاديث علمه تعبير الرؤى وهذا سيأتي ان شاء الله ما يدل عليه لما دخل السجن ومعه فتيان فعرظوا عليه امرهما فافتاهم على ما سيأتي ان شاء الله تفصيله. اذا ايظا كون الانسان يعرف الرؤى يمن الله جل وعلا عليه بها هذا ايضا منة ومنحة من الله جل وعلا. وان كان باب الرؤى لا ينبغي ان يشغل الانسان نفسه فيه فاذا رأى رؤيا وتبين له انها رؤيا حق فانه يسأل عنها من يحب يخبر بها من يحب ويسأل عنها العلما واذا رأى ما يكره فانه لا يخبر به احدا. وقد ذكرنا الحديث ان النبي صلى الله عليه وسلم بين السنة في من رأى رؤيا انه اذا استيقظ من منامه اذا رأى شيئا يفزع ينفث عن يساره ثلاث مرات ويستعيذ بالله من شرها يغير جنبه الذي كان ينام عليه. ولا يخبر بها احدا. فانها لا تضره. وان رأى يحب فليخبر به من يحب. وايضا ذكرنا الحديث الصحيح ان النبي صلى الله عليه وسلم وفي مسلم وغيره قال الرؤيا ثلاث يا حق مبشرة ورؤيا حديث نفس ورؤيا من الشيطان محزنة فليس كل ما يراه الانسان رؤية بعض الناس كل ما رأى ايه في النوم قام يريد يعبر ما رآه. احيانا يكون حديث نفس انت كنت تفكر في موضوع ويهمك. اذا الرؤية ثلاثة ولهذا ينبغي المسلم ان لا يعبر كل رؤيا احيانا تكون حديث نفس تفكر انت في موظوع وانت قائم يهمك هذا الامر فاذا نمت حدثتك نفسك به وانت نائم هذه ما هي برؤية واحيانا تكون تلاعب من الشيطان يتلاعب الشيطان بالانسان يرى انه صار له كذا قطع رأسه ذهب رأسه يتدهده وصار يجري وراء رأسه فتأتي هناك امور ما هي بمعقولة هذا حلم ما ينبغي للانسان ان يفكر به. وهناك رؤية تكون حق مبشرة. ولكن اذا كانت رؤيا محزنة لا يخبر بها احدا. وذكرنا في الدرس الماظي اللي قبله ان ان ان بعض الصحابة يقول كنت ارى الرؤيا فتمرضني اياما. مريظ. قال فلما سألت النبي صلى الله عليه وسلم واخبر النبي وسلم بهذا قال واذا رأى ما يكره فلا يخبر بها احدا. فانها لا تضره. بعض الالفاظ لا تضره ابدا. قال زال عني مثل احد. قبل كنت اخاف. النبي قال لا تخبر بها احد لا تضرك ابدا. ماذا تريد اكثر من هذا؟ اعرض عنها ولا بها احد والحمد لله. لانه جاء في الحديث ان الرؤيا على جناح طائر اذا عبرت وقعت. قال ولنعلمه ومن تأويل الاحاديث والله غالب على امره. للعلماء في هذا قولان في معنى الاية. فالاكثر وهو الصواب فالله غالب على امره لا يمنعه منه مانع ولا يرده عنه راد. وهذا يشمل كل امر الله ولهذا يقول ابن كثير اذا اراد شيئا فلا يرد ولا يمانع ولا يخالف بل هو الغالب لما سواه جل وعلا وذهب بعض المفسرين ومنهم من جرير الطبري قال والله غالب على امره قال الله مستول على امر يوسف يسوسه ويدبره ويحوطه كيف شاء. ويجعل الضمير غالب على امره على يوسف. غالب على امر يوسف والجمهور على انه عام وهو وهو الصواب لان هذا هو الاصل حمل الفاظ القرآن على العموم. والله غالب على امره اذا اراد امرا كان ولا راد ولا مانع لما اراد جل وعلا. يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد. قال جل وعلا ولكن اكثر الناس لا يعلمون. اكثر الناس لا يعلمون. تجد كثير من الناس اذا وقع شيء يتحزم لو انني ما فعلت لو ما فعلت لو ما فعلت الله غالب على امره. ما قضاه الله وقدره لابد ان يقع. فاياك ولو فانها تفتح عمل الشيطان. ولا يقع شيء في هذا الكون الا بارادة الله جل وعلا. قال ولما بلغ اشده اتيناه حكما وعلما وكذلك نجزي المحسنين. لما بلغ اشده استكمل عقله وتم خلقه اقال ابن جرير بلغ منتهى شبابه وذلك بما بين ثمانية عشر الى ستين ما بين سن الثامنة عشر الى سن الستين وقيل الى الاربعين وقيل ثلاث وثلاثين وقيل غير ذلك. فلما لما بلغ اشده اتيناه يعني الاشد هي القوة. القوة هل هي سن الاربعين كما قال بعضهم او قبلها المهم انه بلغ القوة في عقله وفي بدنه وفي جميع اموره اتيناه حكما علما. قال ابن كثير اتيناه النبوة. مع العلم الذي اوحاه الله اليه. وقال يا ابن جرير الطبري اتيناه الفهم والعلم وكل منهما له وجه من النظر والذي يظهر والله اعلم ان المراد به النبوة امتن الله عز وجل عليه بها لان هذه التي هي التي فيها التميز اتينا حكمه وعلمه وكذلك نجزي المحسنين. ها هذي فائدة. كذلك يعني مثل هذا الجزاء الذي جزيناه جزينا يوسف به من هذا التمكين وهذا الحكم وهذا الفهم وهذا العلم نجزي من احسن فاذا اردت الرفعة من الله جل وعلا والتمكين في امرك فعليك بالاحسان المحسن هو الذي يعمل بالحق مخلصا به به لله جل وعلا متبعا فيه الشرع وهو ما يسمى عند اهل العلم شرط قبول العمل. ونكتب