بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن والاه. اعوذ بالله من الشيطان الرجيم. وراودته التي هو في بيتها عن نفسه وغلقت الابواب وقالت هيت لك. قال معاذ والله انه ربي احسن مثواي انه لا يفلح الظالمون ولقد همت بها وهم بها لولا ان رأى برهان ربه كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء انه من عبادنا المخلصين. واستبق الباب وقدت قميصه من دبر والف يا سيدها لدى الباب. قالت ما من اراد باهلك سوءا الا ان يسجن او عذاب اليم قال هي راودتني عن نفسي وشهد شاهد من اهل لها ان كان قميصه قد من قبل فصدقت انا قميص قدمي قبل فصدقت وهو من الكاذبين. وان كان قميصه قد من دبر فكذبت وهو من الصادقين فلما رأى قميصه قد من دبر قال انه من كيد ان كيدكن عظيم. يوسف اعرض عن هذا واستغفري لذنبك انك كنت من الخاطئين بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. الرحمن الرحيم. وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين. اما بعد لا تزال هذه الايات المباركات تتحدث عن قصة يوسف عليه السلام وانتهى بنا المقام بالامس الى قوله جل وعلا وراودته التي هو في بيتها. فقد ذكر الله جل وعلا في الايات الماضيات قصته وقصة القاء اخوته له في الجب والتقاط السيارة له وبيعهم له في مصر. واشتراء عزيزي مصر له توصيته لزوجه بان تعتني به وتكرم مثواه لعله ينفعهم بعد ذلك او يتخذونه ولدا يتبنونه ثم ذكر الله جل وعلا بعد ذلك آآ آآ انه ان الله سبحانه وتعالى انعم عليه فبلغ اشده اي قوته هي غاية ما يكون فيها الانسان من حيث الادراك والفهم والقوة والنشاط. واتاه الله الله الحكم والعلم اتاه النبوة والعلم او اتاه الفهم والعلم قال وكذلك نجزي المحسنين. كذلك من تحسن ويتبع الشرع فيكون من اهل الاحسان فان الله سبحانه وتعالى يرفعه ويفقهه في الدين وييسر له اليسرى ويجنبه العسر. ثم قال جل وعلا وراودته التي هو في بيتها والمراودة الاصل فيها الارادة والطلب برفق ولين يراود الانسان غيره يعني يطلب منه يريد منه برفق ولين وتلطف لعله يجيب حاجته. قوله وراوى كلمة المراودة تدل على التكرار. وان هذا ليس مرة واحدة. وانما حصل مرة بعد مرة قال وراودته التي هو في بيتها. وهي امرأة العزيز. وقد مر مر معنا بالامس ان جمهور المفسرين يقولون اسمها زليخة اسمها زليخة. ولم يذكر الله جل وعلا وانما ذكر بوصف او بوصف يدل عليها كما قال اهل العلم لامور منها الستر. فانه يستر على الانسان حتى لو فعل الفاحشة يقام عليه الحد ولا يفضح وايضا ذكروا من الفوائد لبيان لبيان شدة الامر على يوسف. فان التي تراوده امرأة هو في بيتها هو مملوك عندها. وهي في بيتها. وهي امرأة العزيز. وفعلت ذلك كرة بعد كل هذا ليستشعر المسلم ما كان عليه نبي الله يوسف من التقى صلوات الله وسلامه عليه. ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل الا ظله وذكر من من بينهم رجل دعته دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال اني اخاف الله رب العالمين. فقد دعته وهي ذات منصب امرأة العزيز. بل وهو وفي بيتها يقوم بخدمتها وحاولت معه ما حاولت فعصمه الله قال جل وعلا وراودته التي هو في بيتها يعني امرأة العزيز عن نفسه اي حاولته على نفسه ودعته اليها. يعني ارادت منه اي ان يقع معها بالفاحشة فحاولت ذلك ودعته وحاولت فيه. قال جل وعلا وغلقت الابواب. لا اله الا الله غلقت الابواب غلقوا الابواب قفلها. فاغلقت ابواب البيت واقفلتها الا غلقت ولم يقل اغلقت. لبيان المبالغة. لان الفعل المظعف زيادة في المبنى تدل على زيادة في المعنى فدل على شدة قفل الابواب بحيث انه لا يخاف ان يأتي احد من الخارج فيطلع عليه ولا يستطيع ان يفر هو فيخرج من الابواب. وهذا ابتلاء ما وراءه ابتلاء ولهذا يقول ابن كثير رحمه الله يخبر تعالى عن امرأة العزيز التي كان يوسف في بيتها بمصر وقد اوصاها زوجها وقد اوصاها زوجها به خيرا به وباكرامه فراودته عن نفسه اي حاولته على نفسه ودعته اليها وذلك كانها احبته حبا شديدا لجماله وحسنه وبهائه. فحملها ذلك على ان له وغلقت الابواب ودعته الى نفسها وقالت هيت لك. فامتنع من ذلك اشد الامتناع. يعني بعد ان راودته وكررت عليه الطلب. وغلقت الابواب عليه قالت هيت لك وهيت لك فيها اربع قراءات. فقرأها الجمهور هيت بفتح الهاء واسكان الياء فتحي التاء. هيت لك. وقالوا معناها هلم. هيت لك يعني هلم واقبل هيت يعني هلم واقبل الي. يعني بعد ان راودته واغلقت الابواب دعته تلي يأتي اليها ليقع في الفاحشة. وقرأها او وقرأ هشام بكسر الهاء ثم همزة ساكنة ثم فتح التاء. هيئت لك هأت لك قالوا معنى هئت لك يعني هيئت لك. تهيأت لك. انا جاهزة لك وقرأ ابن كثير بفتح الهاء وضم التاء. هيت لك قالوا هي بمعنى هيأت نفسي لك. وقرأ نافع وابن ذكوان ان بكسر الهاء وفتح التاء. هيتا. هيت لك والمعاني كلها تدور على هلم واقبل الي وتعال الي او ان يأتوا نفسي لك واعددت وجهزت نفسي لك فانا مهيئة لك فاقبل عليه وقالوا ان نهيت هذه كلمة بالحورانية وهي لغة اهل فان نهيت عندهم بمعنى هلم واقبل. وقيل انها كما قال الحسن قال هي كلمة بالسريانية. بمعناها لم واقبل. وقال معناها وقيل وقال السدي هيت لك اي هلم. هلم لك وهي بالقبطية. يعني هيت لك تنازع العلماء هل هي قبطية او سريانية او حورانية او غير ذلك لكن هذا مما يسمى بالمعرب. او بالمعرب. قالوا هناك كلمة كانت تستخدم في لغات فاستخدمها القرآن. وهي معربة. ما اتفاقهم على ان انها ما دامت استخدمت في لغة العرب فهي عربية ما دامت استخدمت في القرآن فهي عربية وان كان اصلها غير ذلك. اذا قالت هيت لك اي هلم واقبل او تعال الي او هيئت لك او هيأت نفسي لك المعاني تدور تدور على هذين المعنيين وعلى ذلك تدور اقوال المفسرين. وقد اطال فيها ابن ابن جرير رحمه الله. وذكر ابن كثير شيئا منها قالت هيت لك هيت لك. او هيأت لك جئت لك اي هيئت لك او هيت لك. هلم واقبل. قالت وقالت لك قال معاذ الله. ومعنى معاذ الله يعني اعوذ بالله. معاذ الله يعني اعوذ بالله من ان اتي اليك وان اغشى هذه الفاحشة فالمحفوظ من حفظه الله. قال معاذ الله اي اعوذ بالله تجيروا به انه ربي. انه ربي يعني زوجها انه سيدي لانه اخذه على انه مملوك. وهو ربه سيده فقال معاذ الله انه ربي احسن مثواي. اكرم مثواي وموضعي كما مر معنا انه اوصى زوجته به خيرا فقد احسن اليه. وهذا دليل ان الاحسان الى الناس له اثر عظيم. خاصة من يكون تحت يدك. ولهذا يوسف ذكر من اسباب امتناعه ان سيده كان محسنا اليه. فالاحسان يأتي بالوفاء. في الغالب ان من يحسن اليه تحسن اليه يكون وفيا معك قال معاذ الله انه ربي احسن مثواي انه لا يفلح الظالمون. والظلم هو وضع الشيء في غير موضعه. والظالمون يعني هنا اخبر ان الظالمين لا يفلحون ابدا. ومن الظلم ان يزني الرجل بزوجة سيده الذي احسن اليه واكرم مثواه. فهذا هو الظلم. فهو من الظالمين وهنا يستنبط من الاية فوائد. انظروا الى صبر يوسف. والى تقواه والى امتناعه من الوقوع في الفاحشة. مع انها قد هيأت مع انه قد هيأت له اسبابها. وانظروا كيف كان عاقبة امره وكيف صرف الله عنه السوء والفحشاء وهذه يؤخذ منها فائدة يا اصحاب الجوالات يا من تدخلون على بعض المواقع التي فيها ما لا يرضي الله. اتقوا الله في انفسكم. واحذروا من ان تنجروا. الى ما الله عليكم فان العين تزني. واليد تزني والفرج يصدق ذلك او يكذبه ليس عندك خوف من الله؟ الا تقتدي بنبي الله؟ يوسف مع ان ما انت فيه اهون. لا يقارن بما وقع لنبي الله يوسف. وكيف كان عاقبة يوسف؟ عاقبة امره. صرف عنه الله السوء والفحشاء. فكذلك من اتقى الله ووقف عند حدوده فان الله جل وعلا يصرف عنه السوء والفحشاء. فلابد ان يبتعد الانسان عن اسباب الشر. والشيطان حريص يجر الانسان نظرة بعد نظرة بعد نظرة وربما يكون اول نظره قد يكون لامر مباح لكن الى ماذا ينتهي؟ انظر يا عبد الله هل تنجح في الاختبار ام لا؟ هذا ابتلاء اختبار. فعلى الانسان يتقي الله ويبتعد عن مما يجره الى الشر. قال جل وعلا ولقد همت به وهم بها لولا رأى برهان ربه كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء. انه من عبادنا المخلصين. ولا لقد همت به همت به همت بان تقع معه في الفاحشة راودته على ذلك. واصرت عليه. وهم بها. اختلف العلماء في معنى قوله وهم بها فاورد ابن جرير الطبري اثارا عن ابن عباس وعن ان سعيد بن جبير وعن مجاهد وعن طوائف من السلف انه هم بها يعني هم بالوقوع فيها. بالوقوع بها. وذكر ابن جرير روايات عن ابن عباس وغيره انه جلس منها مجلس الرجل من امرأته. او انه جلس منها مجلس الخاتم. واو انه جلس من وحل له وذكروا اقوالا وتفصيل هذه الاقوال اعرض عنه ابن كثير تماما وهذا والله اعلم من فقه فانه قال اختلفت اقوال الناس وعباراتهم في هذا المقام وقد روي عن ابن عباس ومجاهد وسعيد ابن جبير وطائفة. وطائفة من السلف في ذلك ما ذكر ابن جرير وغيره والله اعلم ولم يذكر ما ذكره. ولم يذكر ما ذكروه. ثم قال وقال بعضهم المراد بهمه بها هم خطرات. وحديث نفس حكاه البغوي عن بعض اهل التحقيق ثم اورد البغوي ها هنا حديث عبدالرزاق عن معمر عن همام عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم يقول الله تعالى اذا هم عبدي بحسنة فاكتبوها او حسنة فان عملها فاكتبوه فاكتبوها له بعشر امثالها وان هم بسيئة فلم يعملها فاكتبوها وحسنة فانما تركها من جراء يعني من اجل فان عملها فاكتبوها بمثلها آآ وهذا الحديث مخرج في الصحيحين. وله الفاظ كثيرة هذا منها. اذا القول الثاني انه هم بها هم خطرات. وهذا القول قولوا عنه ابن ابن القيم يقول وهذا هو القول الصواب انه هم بها هم خطرات وحديث نفس. وهذا لا يؤاخذ الانسان عليه قال الله جل وعلا في الحديث الصحيح ان الله تجاوز عن امتي ما حدثت به انفسها ما لم تقل او تعمل. لو تفكر انت في نفسك باشياء خطيرة محرمة. لكن لم يترتب على ذلك قول لسان ولا عمل ولا حركة. مجرد وساوس وخواطر ذهن لا يؤاخذك الله جل وعلا على ذلك والحمد لله على ذلك. حتى قال بعض الصحابة ان احدنا لا يفكر في الامر كما في صحيح مسلم. لو خر من السماء خير له من ان يتكلم به. يعني اشياء ايه ده؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم الحمد لله الذي رد كيده الى الوسوسة. اذا هذا ما يضر الانسان وهذا هو الذي حصل من يوسف. يعني خواطر في ذهنه المرأة تعرض عليه. تغلق الابواب فقد يعرض هذا مثل هذا الخاطر وهذا الهم. وهذا لا يسمى ذنبا. لانه ما ترتب عليه اي عمل حتى ما يسمى صغيرة ايضا ولهذا قال ابن القيم قال وهذا اصحها ونقل عن الامام احمد او ونقل ابن القيم عن الامام احمد انه قال ان الهم همان اهم خطرات وهم اصرار. فهم الخطرات لا يؤاخذ به. وهم الاصرار يؤاخذ وصدق رحمه الله كما دل على ذلك الحديث. فالحديث الذي معنا قال فمن هم بسيئة فلم يعملها فاكتبوها له حسنة. هذا هم خطرات يخطر في امر يؤذيني الشيء ثم يذكر الله وان الله حرم عليه هذا فيتركه. لكن هناك هم واصرار. ويدل عليه الحديث الذي في الصحيحين ايضا وفيه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال انما الدنيا لاربع ذكر رجلا صالحا اتاه الله مالا فهو ينفقه في سبيل الله. ويصل به رحمه. ويعرف حق الله فيه قال فهو بافضل المنازل. قال ورجل لم يؤته الله مالا. لكن قال لو كان عندي مثل ما عند فلان لفعلت مثل ما يفعل. قال فهما في الاجر سواء. هذا هم ايش؟ اصرار مصر على هذا ولا تراجع عنه. ثم ذكر قال اتاه الله مالا فهو لا يعرف حق الله فيه. وينفقه بما حرم الله عليه. فهو باقبح المنازل ورجل لم يؤته الله مالا لكن قال له عندي مال لفعلت مثل ما فعل فلان. قال فهما في الوزر سواء ما عنده مال ما اخذ مال لكن عنده هم اصرار على هذا الفعل وثابت عليه فاقصد ان مقولة الامام احمد حق والادلة تدل عليها. ولهذا هذا احسن ما يقال ان يوسف هم بها. لان الله قال جل الا وهم بها. الله قال وهم بها. لكن الهم ليس سواء. هم واصرار كهمها هي وهم خطرات وحديث نفس وهذا هم يوسف. والقول الثالث قيل هم بظربها يحتاج الى دليل وقيل هم بها يعني تمناها زوجة له. هذا اظعف من الذي قبله. وقيل هم بها لولا ان رأى برهان ربي اي فلم يهم بها. قال ابن كثير وفي هذا القول نظر من حيث العربية. هذا قول ابي عبيد القاسم بن سلام لكن رده الطبري. وضعفه قال لا يعرف في لغة العرب بهذا الاسلوب. وقال قيل غير ذلك اذا خلاصة ما يقال ايها الاخوة ان الهم هما ومن قال لا لم يهم بها ولا فكر فيها في الفاحشة ولا فعل لان الانبياء معصومين؟ نقول لا شك ان الانبياء معصومين لكن يجب المصير الى ظاهر القرآن. ما نترك ظاهر القرآن. لكن ننظر في دلالة القرآن فاذا كان يدل على اكثر من معنى فان هنا نختار ما يناسب سياق لانه سيأتي ان يوسف سأل الله ان يصرف عنه كيدهن حتى اولئك النسوة بدلا على اصراره على عدم فعل هذه الفاحشة وان ما اخبر الله به انما هو مجرد هم وخطرات فاراه الله اية فانجلى عنه الامر ولم ترتقي هذه الخطرات وهذا الحديث حديث النفس الى هم اصرار وفعل. هذا احسن ما يقال. في معنى الاية والله اعلم. قال ولقد همت به وهم بها لولا ان رأى برهان ربي رأى برهان من الله دليل حجة من الله. فاعرض عن هذا الامر بالكلية. حتى مجرد هم الخواطر وحديث النفس تركه واعرظ عنه وقد اختلفوا في هذا البرهان ما هو؟ قال ابن كثير وهو يلخص كلام ابن جرير قال واما البرهان واما البرهان الذي رآه ففيه اقوال ايضا. فعن ابن عباس ومجاهد وسعيد ابن جبير ومحمد ابن سيرين. والحسن كاد وابي صالح والضحاك ومحمد ابن اسحاق وغيرهم رأى صورة ابيه يعقوب على عليه السلام عاظا على اصبعه بفمه. رأى صورة اباه. عرضت وهو عاض الاصبع واضع اصبعه في فمه ويعظه يعني انكارا عليه. ولهذا جاء عن ابن عباس في رواية قال فظرب في صدر يوسف. وجاء في بعظ الروايات ايظا انه قال له لا تفعل فتكن كالطير ذهب ريشه. الطير اذا ذهب ريشه ما يطير ذلك المؤمن اذا وقع في الذنوب والمعاصي ابتعد عن الله وعن القرب اليه. وقال العوفي عن ابن عباس ايضا لكن رواية العوفي ضعيفة جدا عن ابن عباس من رواية الضعيفة قال رأى خيال الملك يعني سيده. ربه سيده المرأة قال رأى خيال الملك يعني سيده وكذا قال محمد ابن اسحاق فيما حكاه عن بعضهم انما هو خيال اطفيل سيده حين دنا من الباب. والقول الثالث عن محمد بن كعب القرظي ورواه عنه ابن جرير الطبري قال رفع يوسف رأسه الى سقف البيت فاذا كتاب في الحائط لا اتقربوا الزنا انه كان فاحشة وساء سبيلا. وجاء عنه ايضا عن كعب القرظي او محمد بن كعب القرظي يقول في البرهان الذي رآه يوسف ثلاث ايات من كتاب ان عليكم لحافظين وما تكونوا في شأن وقوله افمن هو قائم على كل نفس والراجح كما قال ابن جرير الطبري رحمه الله قال ابن جرير والصواب ان يقال انه رأى من ايات الله ما زجره عما كان اما به وجائز ان يكون صورة يعقوب. وجائزة ان يكون صورة الملك وجائز ان يكون ما رآه مكتوبا من الزجر عن ذلك ولا حجة قاطعة. على تعيين شيء من ذلك. فالصواب ان يطلق كما قال الله تعالى. لولا رأى برهان ربه رأى برهانا من الله منعه. وانتهت هذه الخواطر. كلام جميل من ابن جرير الطبري منهج في الترجيح لماذا؟ لانه ليس على واحد من الاقوال السابقة دليل صحيح. فالقول باحدها تحكم فقال يحتمل ان يكون هذا او هذا او هذا ما عندنا دليل لكن نقول كما قال الله رأى برهان ربه. رأى برهانا من ربه منعه من الهم الذي وقع في نفسه وهذا دليل على حفظ الله لاوليائه يا اخوان كما في الحديث قال تعرف علي في الرخاء اتعرف عليك في الشدة. ولهذا يا اخوان الذي يتمسك بدينه ويلتزم والله يرى من التوفيق والتسديد والحيل بين الشر ما لا يستطيع ان يعبر عنه عند كل احد. فاتق الله حيثما كنت وابشر. من اتقى الله وقاه. وهذي من ثمرات هذا القصص العظيم احسن القصص ليس المراد مجرد ذكر قصة يوسف وانما لننتفع بها لان شرع من قبلنا شرع لنا ما لم يرد في شرعنا خلافه. فهذه الامور التي وقعت نحن علينا ان نتعظ بها ونأخذ منها العبرة والعظة. قال جل وعلا كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء. كذلك اي مثل ما صرفنا عنه هذه المرأة وما فعلناه واحسنا به اليه مثل ذلك ايضا نصرف عنه السوء والفحشاء. فمن العلماء من قال السوء والبحشاء المراد به السوء هو الشهوة. والفحشاء هي ابيه وقيل الفحشاء هي الزنا والسوء هي خيانة صاحبه. والصواب العموم. يصرف الله عنه شاء السوء والفحشاء ومن ذلك ما ذكره المفسرين. من خيانة سيده ومن الزنا زوجتي فهذا من السوء والفحشاء. ولكن الله صرف عنه كل سوء وكل فشاء. كما سيأتي في الايات وقال ابن وقال القرطبي ان الكاف هنا في قوله كذلك قال يجوز ان تكون رفعا على انها خبر مبتدأ مرفوع. وتقدير الكلام البراهين كذلك. البراهين كذلك لنصرف عن يوسف السوء والفحشاء وقال الطبري وهو اظهر كما ارينا يوسف برهاننا على الزجر ما هم به من الفاحشة كذلك نسبب له في كل ما عرض له من هم يهم به فيما لا يرضاه الله ما يزجره ويدفعه عنه. كي نصرف عنه ركوب ما حرمنا عليه فالحاصل ان الله جل وعلا قال كذلك اي فعلنا اي مثل ما فعلنا به وانعمنا عليه. ايضا مثل كذلك نصرف عنه السوء والفحشاء. فهي نعم من الله متتالية على يوسف عليه السلام. لتقواه قال جل وعلا انه من عبادنا المخلصين. قراءة سبعية المخلصين اي اخلصهم الله واجتباهم وقرأت ايضا وهي قراءة سبعية صحيحة من المخلصين الذين اخلصوا وكلا القراءتين حق وهما متلازمتان. فان المخلصين الله الذي اخلصهم ووفقهم وهذا دليل ان الاخلاص نجاة يا اخوان. الاخلاص لله واعظمه اخلاص توحيد وعدم الشرك بالله جل وعلا. هذا هو النجاة. واذا انضم الى ذلك الاخلاص في سائر اعمال واجتناب سائر الذنوب والفواحش فهو نور على نور. وكمال الى كمال. اذا ما دام الله واخبر بذلك فكن مخلصا يصرف الله عنك السوء والفحشاء. في حياتك. وليس وليس هذا خاصا بيوسف ما هناك دليل ان هذا خاص بيوسف. فكل من اخلص لله واتقاه نجاه الله جل وعلا ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب. ثم قال جل وعلا واستبق الباب وقدت قميصه من دبر والف يا سيدها لدى الباب استبق الباب اي استبقا الى الباب عدوا. يعدوان الى الباب الذي يريد وهو الباب الخارجي الذي يريد من من اراد الخروج ان يخرج معه يوسف كما قال ابن كثير قال يوسف هارب والمرأة تطلبه تطلبه. هم يستبقان جميعا الى هذا الباب. لكن فرق بين نية كل واحد منهما فيوسف يستبق لينجو بنفسه. ويسلم من الفحشاء. وامرأة العزيز تسابقه على الباب لتدركه لتجبره وتلزمه بالفاحشة. فالسباق واحد والنية مختلفة. وانما الاعمال بالنيات ولهذا قال من قال من السلف قال استبقا عدوا هو يريد الفرار منها يريد اللحاق به والباب الباب المعهود باب المنزل واستبق الباب وقدت قميصه من دبر من دبر قدته اي قطعته من دبر اي من الخلف. قال الطاهر بن عاشور هذا دليل على ان قد القميص كان قبل السباق. قبل فراره ولحقها به بدليل ما شهد به الشاهد. وهذا دليل انه مدبر عنها فار هارب. وهي تلحق به وهي التي تراويه على الشر. ولهذا قال وقدت قميصه من دبر والف يا سيدها لدى الباب الفياء يعني وجد. سيدها يعني زوجها. الزوج سيد. لدى الباب. اي عند الباب كان وقت قدومه قالت ما جزاء من اراد باهلك سوء؟ انظروا الى كيف اذ النساء فهي تطرده وتلاحقه ليفعل بها الفاحشة فمجرد ان رأت زوجها قلم ثبت التهمة على يوسف في لحظات ولهذا كيد النساء عظيم. قال بعض اهل العلم او بعض المفسرين قال قالت ما جزاء من اراد باهلك سوء؟ قال امعانا منها في البهتان بحيث لم تتلعثم. وهي تجري فوجئت برؤية لزوجها ما تلعثمات ولا بدأ عليها الخوف والاضطراب مباشرة صرفت التهمة اليه انتبهوا من كيد النساء يا ايها الرجال قال قال ابن كثير يخبر تعالى عن حالهما حين خرجا يستبقان الى الباب يوصف هارب والمرأة تطلبه ليرجع الى البيت فلحقته فلحقته في اثناء ذلك فامسكت بقميصه من ورائه فقدته قدا فقدته قدم فظيعة. يقال انه سقط عنه واستمر يوسف هاربا ذاهبا. وهي في اثره فالقى سيدها فالف يا سيدها وهو زوجها عند الباب فعند ذلك خرجت مما هي فيه بمكرها وكيدها. وقالت لزوجها متنصلة وقاذفة يوسف بدائها ما جزاء من اراد باهلك سوءا اي فاحشة الا ان يسجن او عذاب اليم فهما خرجا يستبقان هو فار بنفسه وهي تلاحقه مراودة له على الفتنة وكانت قد شقت قميصه من دبر وهذا انه كان فارا من فوافق ذلك مجيء سيدها ومجيء زوجها عند الباب فقلبت القضية على يوسف مباشرة. فقالت فجزاء من اراد باهلك سوءا تحرضه عليه. سوءا يعني اراد ان يفعل بها الفاحشة يعني هو الذي يراودها عن هذا ويطلبها. قلبت الامور. ولكن مهما كان الخصم قويا في الحجة لابد ان يظهر الله الحق. ولابد. قال يوسف قالت ما جزاء من اراد باهلك سوء الا ان يسجن فرضت ايضا العقوبة يسجن من الحبس يحبس. او عذاب اليم او يعذب عذابا اليما. مؤلما موجعا يردعه عن عن مثل هذا الفعل قال قال يوسف هي قال هي راودتني عن نفسي هذا المقام ولو كانت سيدته المقام هنا مقام صدع ولابد ان يدافع عن نفسه وهذا دليل انه مهما كنت تحب شخصا او كنت يعني له عليك فضل انك تداري ما لم يصل الامر الى تهمتك انت. اذا وصلت التهمة اليك دافع عن نفسك. كائنا من كان. ولهذا قال هي عن نفسي هي التي راودتني ليس انا. وشهد شاهد من اهلها قولان للمفسرين في هذا الشاهد. فالقول الاول ان هذا الشاهد رجل كبير ذو لحية رجل كبير ذو لحية قيل انه ابن عمتها وقيل انه ابن عمها وقيل انه اختها وقيل غير ذلك. ولكنه من اهلها. اما انه من اهلها من حيث النسب او من اهلها لانه من حاشية زوجها. واهل بيته. قولان المفسرين القول الثاني وايضا جاء انه كان رجلا حكيما كان من حاشية الملك او من حاشية العزيز وكان يستشيره كان صاحب حكمة وعقل وفطنة. والقول الثاني انه كان طفلا صغيرا في المنزل. فتكلم. وهذا جاء فيه اثر جاء في اثر رواه الامام احمد والطبراني ابن حبان وغيرهم. عن ابن عباس قال ليس حديثا على ابن عباس انه قال تكلم اربعة وهم صغار. ابن ماشطة فرعون وشاهدوا يوسف وصاحب جوريج وعيسى ابن مريم وهذا الاثر حسنه بعض اهل العلم صححه ابن حبان وحسنه محقق مسند الامام احمد سنه الارناؤوط. وآآ بعض المحققين المعاصرين وضعفه الشيخ الالباني. في اكثر من موضع من كتبه ولكن الحقيقة ما دام انه من قول ابن عباس ابن عباس المشهور عند المفسرين انه خذ من اخبار او انه اخذ من بني اسرائيل. وان كان بعض اهل العلم ينازع في ذلك. لكن لو كان من قول النبي صلى الله عليه وسلم فانه يفصل المسألة. او كان ممن لم يأخذ من اخبار بني اسرائيل. ايضا يحمل على انه لم يقل هو اجتهادا وانما اخذه او سمعه من النبي صلى الله عليه واله وسلم وقد رجح ابن جرير الطبري انه طفل صغير واحتج بهذا الحديث. يعني كان هناك طفل صغير صبي ما يتكلم او انه لا يعقد يدرك شيئا من الكلام او ما كان اصلا يتكلم فلما جاء سيدها ودعت عليه ونفى ذلك عن نفسه شهد بالشهادة التالية. انظروا الى قميصه. من اين قد؟ او انه رجل كبير ذو لحية صاحب اشارة على على هذا العزيز وهذا هو الاظهر والله اعلم. لان الحديث في اسناده ما فيه. والامر الثاني كما قال ابن كما قال القرطبي رحمه الله. وقال وايظا الالباني في السجدة الاحاديث ظعيفة يقولون لو كان يقول لو كان الشاهد الصبي ما احتيج الى شهادة. هذي معجزة كرامة. طفل لا يتكلم. ثم وهو ما بلغ الكلام الى الان قالوا كان يكفي هذا يكفي هذا بحد ذاته دليلا وشاهدا على صدق يوسف لان هذا امر خارق للعادة. فهو والله اعلم كان رجلا انما هو شاهد وكان رجلا حكيما فطنا يعرف الامور والعلامات ويستدل بها فقال شهد بهذه الشهادة فقال ولهذا قال بعضهم شهد شاهد قال حكم حاكم. لان شهادته كالحكم هنا ان كان قميصه قد من قبل فصدقت وهو من الكاذبين. قال انظروا الى القميص الان اخبر الله انها قدت القميص وقطعته. لكن زوجها لا يدري من الذي قد القميص. وعنده خصمان وكل منهم يزعم ان الاخر هو الذي فعل هذا الامر. فكيف يحكم بينهم؟ لكن ارشده جليسه الى ان ينظر الى قميص يوسف. الذي قد شق وقطع. فان كان قطع من من قبل فصدقته وهو من الكاذبين. دليل انه كان مقبل اليها. كان يريدها فهي اللي تدفعه عن نفسها قدت قميصه. كان يريد اتيانها مقبل عليها. وان كان قميصه قد من دبر فكذبت وهو من الصادقين. دليل انه فر منها هارب. قال جل وعلا قال هي راودتني عن نفسي وشهد شاهد من اهلها ان كان قميصه قد من قبل فصدقت وهو من الكاذبين وان كان قميصه قد من دبر فكذبت وهو من الصادقين. قال الله وعلا فلما رأى اي سيدها زوجها فلما رأى قميصه قد من دبر قال فانه من كيدكن ان كيدكن عظيم. رضي بهذا القول وشهادة هذا الشاهد فطبق فهذه المسألة فنظر الى قميص يوسف. واذا هو قد شق من دبر من الخلف. فماذا قال؟ اخذ بهذه القرينة فقال انه من كيدكن. انه من مكركن لان الكيد والمكر والحيلة. قال انه كيدكن ان كيدكن عظيم قال ان كيدكن عظيم يعني ان فتنة النساء واحتيالهن على التخلص من ورطتهن عظيم جدا فكيف هذه المرأة اول ما رآها تكلمت بكلام قلبت القضية على يوسف وهي تطارده لضدها فلم تتلعثم ولم تتردد وكأنه حقيقة. فكيد النساء ان كيدكن عظيم. يقول يقول جل وعلا عنه يوسف عن هذا لما تأكد له وحكم عليها قال يوسف اعرض عن هذا وهذا على حذف النداء والتقدير يا يوسف اعرض عن هذا يعني لا تذكره. واكتمه يريد ان يستر على اهله. اعرض عن هذا الامر والذي وقع لا لا تتحدث به. ولا تشيعه واستغفري لذنبك. وانت ايتها المرأة توبي الى الله واستغفريه من هذا الذنب وهذه المعصية قال بعض المفسرين هذا فيه دليل على قلة غيرته. قال ابن كثير قال ابن كثير في تفسيره وقد كان اي زوجها. وقد كان لين العريكة سهلا او انه عذرها لانها رأت ما لا صبر له عنه. فقال لها استغفري لذنبك اي الذي وقع منك من ارادة السوء بهذا الشاب. ثم قذفه بما هو بريء منه. استغفري من هذا الذي وقع منك قال السمعاني ورواه عن بعض السلف قال قد كان قليل الغيرة. يعني الان تأكد ان امرأته تراود هذا الشاب لتزني معه وما قال الا استغفري لذنبك انك كنت من الخاطئين. وقد كون الامر الاخر الذي اشار اليه ابن كثير لكن هذا فيه بعد انه يعني عذرها لانها رأت ما لا يعني ما تعذر فيها لا فيه نظر بين والله اعلم. المهم انه قال قال لها واستغفري لذنبك انت يا يوسف تبينت برائتك ولكن اعرض عن هذا ولا تشيعه ولا تذكره. وانت ايتها استغفري لذنبك انك كنت من الخاطئين. بهذا العمل كنت من الخاطئين اي من القومين خاطئين الذين وقعوا في الخطأ والذنب والفعل المحرم. قال الله جل وعلا ولنسوة في المدينة امرأة العزيز تراود فتاها عن نفسه قد شغفها حبا انا لنراها في ضلال مبين. فلما سمعت منهن سكينا وقالت وقالت اخرج عليهن فلما اكبرنه وقطعن ايديهن وقلن حاشا لله ما هذا بشر ان هذا الا ملك كريم ان الذي لم تمنني فيه ولقد راودته عن نفسي فاستعصم ولئن لم يفعل ما امره ليسجنن ولئن لم يفعل ما امره لا يسجنن ولا يكونن من الصاغرين. قال احب الي مما يدعونني اليه والا تصرف عني كيدهن ان اصب اليهن والا تصرف عني كيدهن اصب اليه واكن من الجاهلين. فاستجاب له ربه فصرف عنه كيدهن انه هو السميع العليم. ثم قال جل وعلا وقال نسوة في المدينة امرأة العزيز تراود فتاها عن نفسه هذا دليل ان الاخبار تنتشر. مع ان يوسف لم يظهر هذا الامر وما كان يوسف يختلط بالناس. الا بسيده وبزوجته. فاعرض عن هذا اذا وقال نسوة في المدينة امرأة العزيز تراود فتاة عن نفسه شاع الخبر مع ان يوسف لم يشيعه لكن ذكر بعض المفسرين انها استأمنت هؤلاء النسوة وان هؤلاء النسوة كن نساء بعظ العاملين مع زوجها الذين كانوا يعملون معه فاخبرتهن واستأمنتهن على ذلك فاشعن الخبر عنها فسمي مكرا يعني مكرن بها وقال بعض اهل العلم انما سمي قولهن مكرا. الله جل وعلا قال وقال نسوة في المدينة امرأة العزيز تراود نفس تراود فتاة عن نفسه قد شغفها حبا انا نراها في ظن مبين. فلما سمعت من مكرهن. يعني هنا تحدثنا و قلنا يعني هذا شيء غريب. امرأة العزيز زوجة العزيز عزيز مصر في تلك المكانة والابهة والملك تراود فتاها تحاول والفتاوى الشاب وهو يعنينا يوسف تراود فتاها عن نفسه تريد ان تقع معه في الفاحشة قد شغفها حبا الشغب حبا يعني قد وصل حب وصل حبها ليوسف الى شغاف قلبها. وشغاف القلب قالوا هو الحجاب الذي يحيط بالقلب يعني انه قد دخل في قلبها وهذا يعني يعني مبالغة في ذمها. كيف يحصل منها هذا اننا نراه في ضلال مبين. نراها في فعلها هذا ومحبتها لغلامها وخيانتها لزوجها في ظلال مبين بين. ضلال بين علاقة مع ابيه فلما سمعت بمكرهن لما سمعت مكرهن اي سمعت بقولهن لكن لماذا سماه مكرا قالوا لان هؤلاء النسوة انما قلنا هذا القول مكرم منهن بامرأة العزيز حتى تمكنهن من النظر الى يوسف هذا من ماكرين لاننا سمعنا عنه وجماله وكذا وكذا فاظهرنا هذا الكلام لو ما لها وهن يمكرن بها حتى تريهن يوسف. وهذا هو الظاهر فيما سيأتي. اذا هذا مكر. قال فلما سمعت مكرهن ارسل اليهن ارسلن الدعوة دعتهن ينزلن في ضيافتها واعتدت لهن متكأ اعتدت يعني وهيأت لهن متكئا يعني مكانا يتكأ فيه مكانا جيدا في الوسائد وفيما يتكأ عليه يعني في غاية الانس واعتدت لهن متكئا واتت كل واحد منهن سكينا وقالوا انه ذكر عنا اعتدت وهيأت لهن مكانا يجلسن فيه ويتكئن فيه. وايضا اتتهن بالطعام وكان فيه الاتروج وغير ذلك ولهذا اتت كل واحد منهن سكينا. اعطت كل واحدة سكين لتقطع الاتروج او تقطع اللحم. يعني ما في شبهة انظروا امر النساء مكر في مكر. هن يمكرن به بها وهي تمكر بهن قال فلما سمعتم ارسلت اليهن واتت لهن متكئا واتت كل واحدة منهن سكينا وقالت اخرج عليهن كانت قد خبأت يوسف قريبا منهن قالت اخرجي عليهن فلما رأيناه اكبرناه يعني فخرج يوسف فلما رأيناه اكبرنه اي اعظمنا جماله و اجللنا قدره وشأنه فعلا دليل ان وهذا يعني مثل ان يكون عقل المرأة دائما في عينها هي في عينها تدرك اكثر مما يدرك الرجل. دائما. ولهذا اكثر ما يخدع النساء في الاسواق كما يقوله التجار يقول نحن دائما لا نربح الا من النساء والاولاد الرجال ما نستفيد منهم شيئا. فلما رأيناه اكبرنه وقطعنا ايديهن من شدة التأثر كل واحدة معها سكين كانت تقطع الفاكهة فلما خرج سقطت الفاكهة وجعلت تحز يدها. وقطعن ايديهن وقلن حاشا لله. ما هذا بشر؟ حاشد معنى معاذ الله والمراد بهذه الكلمة يعني الدلالة المباعدة من الفعل حاشا لله. يعني معاذ الله ما هذا بشر؟ هذا ليس من البشر. ان هذا الاوت كريم. ما هذا الا ملك من الملائكة؟ وايظا كريم. وهذا لشدة جماله. قالت فذلك الذي لم تنني فيه. ها الان تنتقل لنفسها. قالت فذلك فذلكن الذي لم تنني فيه. ولقد راودته عن نفسه فاستعصم اي امتنع اشد الامتناع. ولئن لم يفعل ما امره ليسجنن وليكونن من الصاغرين ان لم يفعل ما امره من المراودة وتمكين واتياني ووقوع معي في الفاحشة ليسجنن متسلطة هذه هي العزيزة عزيزة مصر. ليسجنن يحبسن وليكونن من الصاغرين اي من الذليلين وقد ذكر السدي كلاما اتلوا عليكم شيئا منه. آآ او عن زيد ابن اسلم قال انها قالت لهن بعد ما اكلن وطابت انفسهن ثم وضعت بين ايديهن اترجا واتت كل واحدة منهن سكينا هل لكن في النظر الى يوسف؟ قلنا نعم. فبعثت اليه تأمره ان اخرج اليهن. فلما اين هو جعلنا يقطعن ايديهن ثم امرته ان يرجع ليرينه مقبلا ومدبرا. فرجع وهن يحززنا