بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن والاه. اعوذ بالله من الشيطان الرجيم. فلم ما سمعت بمكرهن ارسلت اليهن واعتدت لهن متكئا اتت كل واحدة منهن سكينا وقالت اخرج عليهن فلما رأيناه اكبرنه وقطعنا ايديهن وقلن حاشا لله ما هذا بشرا ان هذا الا ملك كريم قالت فذلك نفسه فاستعصم ولئن لم يفعل ما امره ليسجنن وليكونن من قال رب السجن احب الي مما يدعونني اليه والا تصرف عني كيدهن اصب اليهن واكن من فاستجاب له ربه فصرف عنه كيدهن انه هو السميع العليم. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين اما بعد لا تزال هذه الايات المباركات في قصة يوسف رحمه الله في قصة يوسف عليه السلام وما حصل له مع امرأة العزيز ومع اولئك النسوة اللاتي سمعن بخبره فيقول جل وعلا فلما سمعت بمكرهن ارسلت اليهن وشرحنا هذه الايات لكن نلخص دلالتها فقبلها قوله جل وعلا وقال نسوة في المدينة امرأة العزيز تراود اتاها عن نفسه يعني تحدث نسوة في المدينة ويقال انهن نسوة بعض رجال العزيز الذين معه فتحدثنا وقلنا امرأة العزيز تراود فتاها عن نفسه عن نفسه تراود فتاها عن نفسه والفتاة هو الشاب وقيل المملوك فالمراد انهن اظهرن الشماتة بها والتعجب من شأنها وقيل انهن فعلن ذلك مكرا منهن لانهن اردن ان يرين يوسف لما سمعن عنه وعن حسنه وجماله اظهرنا هذا القول وهو من باب المكر بامرأة العزيز حتى تظهرهن وتطلعهن على يوسف. ويرينه كما رأته قد شغفها حبا يعني قد وصل حبها له الى شغاف قلبها وتمكن منها ولهذا هن يقلن هذا على سبيل التعجب كيف مملوك يتمكن من قلبها عليها ويستولي عليه حتى انها صارت تراوده عن نفسه. قال جل وعلا عنهن انا لنراها في ظلال مبين في فعلها هذا في ظلال. بين واظح كيف تفعل هذه امرأة العزيز تفعل هذا ويستولي على قلبها حب مملوك عندها. قال جل وعلا فلما سمعت بمكرهن من هنا استدل من استدل بانهن فعلن ذلك من باب المكر فعل ذلك من باب المكر. لان الله قال فلما سمعت بمكرهن لان الله قال فلما سمعت بمكرهن فلما سمعت بمكرهن وسماه مكرا. لماذا؟ لانه ليس على ظاهره بل هن قلنا هذا من باب المكر بامرأة العزيز. والنساء كلهن مكر فهن يمكرن بها وهي تمكر بهن كما سيأتي قال جل وعلا فلما سمعت بمكرهن ارسلت اليهن يعني ارسلت اليهن تدعوهن الى الضيافة دعتهن لتقيم لهن وليمة الضيافة فدعتهن وجئنا اليها واتت كل واحدة نعم. واتت لهن متكأة قلنا معنى اعتدت يعني اعددت وهيأت لكل واحدة منهن متكئا فراشا وفوقه متكأ. تتكأ عليه. يعني هذا من باب الاكرام له قال جل وعلا واتت كل واحدة منهن سكينة. ذكر المفسرون ان في الكلام حذف. قالوا فهي دعتهن وقدمت لهن الطعام واكلنا فلما بلغنا من الطعام اتت كل واحدة منهن اترجة اعطت كل واحد ترجه. ثم اعطتها سكينا لان الاترجة لا تفتح الا بالسكين. وهذا من مكرها بهن. من مكرها هي ايضا بهن. فاتت كل واحدة منهن سكينة فلما بدأنا يقطعن الاتروج او هذه الفاكهة قالت يوسف اخرج عليهن وببعض الاخبار من اخبار بني اسرائيل انها قالت اه اتردن ان ترين يوسف؟ قلنا نعم. فقالت اخرج عليهن فخرج يوسف وكان يوسف قد اعطي شطر الحسن كما في صحيح مسلم في حديث الاسراء والمعراج ان الله قال فاذا انا بيوسف واذا هو قد اعطي شطر الحسن في غاية الجمال. عليه السلام. قال قالت اخرج عليهن فخرج فلما رأيناه اكبرنه يعني اعظمنا شأنه واجللنا قدره وجماله فكبر في انفسهن شيء كبير عظيم ملفت للنظر اكبرنه قطعن ايديهن. اكبرن وصفه وخلقه الذي هو عليه وكل واحدة بيدها سكين فجعلت تحز يدها الاخرى. من شدة ذهولهن وتأثرهن بجمال يوسف قال جل وعلا وقطعن ايديهن وقلن حاشا لله ما هذا؟ حاشا لله ما هذا بشرا وقلنا في درس الماضي ان حاشا بمعنى معاذ الله معاذ الله ما هذا بشرا؟ ما هذا الغلام؟ يوسف هذا ليس من البشر. ان هذا الا ملك كريم هنا نافية بمعنى ماء ما هذا الرجل الا ملك كريم؟ من الملائكة بجماله وحسنه عليه السلام قالت فذلكن الذي لم تنني فيه اه ذكر السدي او ذكر عن عن زيد ابن اسلم ان امرأة العزيز قالت لهن بعد ما اكلن وطابت انفسهن ثم وضعت بين ايديهن اترجا واتت كل واحدة منهن سكينا. قالت لهن هل لكن في النظر الى يوسف؟ قلنا نعم فبعثت اليه تأمره ان يخرج اليهن فلما رأيناه جعلنا يقطعن ايديهن ثم امرته ان يرجع ليرينه مقبلا ومدبرا. فرجع وهن يحززن في ايديهن ما زلنا متأثرات ويقطعن في ايديهن. فلما احسسنا بالالم جعلنا يولولن فقالت من نظرة واحدة فالتن هذا فكيف غلام انا فقلنا حاشا لله ما هذا؟ بشرين هذا الا ملك كريم. ثم قلنا لها وما نرى عليك من لوم بعد هذا الذي رأينا بانهن لم يرين في البشر شبهه ولا قريبا منه فانه عليه السلام طبعا هذا من كلام ابن كثير رحمه الله فانه عليه السلام كان قد اعطي شطر الحسن كما ثبت ذلك في الحديث الصحيح في حديث الاسراء ان رسول الله صلى الله عليه وسلم مر بيوسف عليه السلام في السماء الثالثة قال فاذا هو قد اعطي شطر الحسن يعني كان في غاية الجمال عليه السلام ثم قال جل وعلا عن امرأة العزيز وهذا دليل على انها ما زالت في غيها فقالت فذلك ان الذي لم تنني فيه واللوم الاصل فيه يعني ذكر القبيح او الكلام الذي يعتذر منه ولا يرغب في سماعه. قالت فذلكن الذي لم تنني فيه ولقد راودته عن نفسه اعترفت بانها راودته عن نفسه. ارادت ان يطأها وان يقع عليها. قالت فاستعصم ومعنى استعصم يعني امتنع اشد الامتناع والسين والتاء للطلب يعني طلب العصمة من الله فعصمه الله ومنعه او طلب من نفسه او صابر نفسه المهم انه استعصم اي امتنع غاية الامتناع من ان يجيبها الى طلبها ولان لم يفعل ما امره ليسجنن. تهديد. ومرة معنا قصتها فيما سبق. لما قدت من دبر وما حصل مع سيدها لزوجها ولكنها لا تزال في غية مع ان زوجها قال لها لذنبك. امرها بان تتوب الى الله وامر يوسف بان يعرض عن هذا الامر ولا يذكره لاحد اعرض عن هذا لكنها لا تزال على ما كانت عليه ولهذا قالت ولان لم يفعل ما امره ليسجنن ليحبسن يدخل السجن ولا يكونن من الصاغرين. ايضا يصبح ذليلا لانه اذا دخل السجن يذل ويهان فيه ويحبس وكل هذا منها على سبيل التهديد له لعله يترك استئصاله وامتناعه ويجيبها الى ما ارادت منه قال ربي السجن احب الي مما يدعونني اليه. وهذا يدل على كمال دينه وتقواه عليه السلام فانه اختار السجن على ما يلحقه فيه من الحبس وغير ذلك الا انه احب اليه من ان يقع في الزنا. وفي الفاحشة قال ربي وربي من معنى يا ربي حذفت ياء النداء وربي السجن احب الي مما يدعونني اليه. مما يدعونني اليه. وهذا دليل ان بقية النسوة شاركن امرأة العزيز. لانه لو كانت هي وحدها لقال ما تدعوني اليه ولكن قال هنا بظمير الجمع ما يدعونني اليه قال والا تصرف عني كيدهن اصبو اليهن واكن من الجاهلين. والا تصرف عني اي تدفع عني كيدهن وهو احتيالهن وطلبهن ومراودتهن له ليقع في ما حرم الله عليه اصب اليهن اي اميلوا اليهن واتابعهن على ما يردن اصبو اليهن واكن من الجاهلين واكون بهذا الفعل من الجاهلين. وهذا فيه الابتهال الى الله جل وعلا. وهذا دليل على صدقه. وقوته ايمانه فهو لجأ الى الله ودعاه لانه توالى عليه فتنهن له ومراودتهن له. وقد ذكر بعض اهل العلم يروى حديث مرفوع الى النبي صلى الله عليه وسلم لكن لا يصح رفعه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لو سأل يوسف العافية لعافاه الله ولكنه سأل ربه السجن. قال لو انه لما وقع في هذه القضية قال اللهم ان اللهم اني اسألك العفو والعافية قال لما اصابه شيء من ذلك ولا عافاه الله. ولكنه طلب السجن قالوا والبلاء وموكل بالمنطق فسجن بعد ذلك ولكن اسناده ضعيف ولكن جاء عن بعض التابعين ولا شك ان الانسان الاولى به ان يسأل الله العافية. خاصة هذه الامة لان النبي صلى الله عليه وسلم امر بذلك امر بان يسأل المسلم ربه العافية ولهذا من من اذكار الصباح والمساء اللهم اني اسألك العفو والعافية اللهم اني اسألك العفو والعافية في الدنيا والاخرة. يسن الى اخر دعاء اللهم اني اسألك العفو والعافية اللهم اني اسألك العفو اللهم اني اسألك العفو والعافية في الدنيا والاخرة اللهم اني اسألك العفو والعافية في ديني دنياي واهلي ومالي اللهم استر عوراتي وامن روعاتي الى اخره. الحديث وهو من اذكار الصباح والمساء وما اعطي احد مثل العافية. فاكثر من سؤال الله العافية يا اخي. حافظ على هذه الاذكار واسأل الله العافية دائما العفو والعافية. فيعفو عنك وعن ذنوبك لا يؤاخذك بها. ويرزقك العافية في بدنك. وفي دينك وفي اهلك وفي مالك وفي جميع شأنك فالعافية لا يعد لها شيء. الحاصل ان يوسف عليه السلام دعا ربه قائلا ان السجن احب ان السجن احب الي مما يدعونني اليه لان ما يدعونني اليه معصية لله جل وعلا واعرض نفسي لعقوبة الله. واما السجن فهو وان كان ثقيلا على النفس وهي حبس لحرية الانسان لكنه اخف الظررين قال الله جل وعلا فاستجاب له ربه وسبق ان ذكرنا ان استجاب واجاب بمعنى في لغة العرب يقال استجاب له واجابه استجاب له واجاب دعاءه بمعنى واحد. والمعنى فاستجاب له اي اجاب الله دعاءه بان يصرف عنه كيدهن وان لا يقع فيما حرم الله عليه قال فاستجاب له فصرف عنه كيدهن انه هو السميع العليم جل وعلا هو السميع الذي يسمع كل شيء وهو العليم الذي يعلم كل شيء ومن ذلك سماعه لدعاء من دعاه. فمهما كنت خافضا لصوتك ومهما كنت في مكان بعيد او مكان مظلم او في قاع البحر او في اي مكان فالله يسمع كلامك ويسمع دعاءك والسر عنده علانية جل وعلا وهو ايضا العليم بخلقه فييسر كل واحد لما خلق له. وهو العليم بحال يوسف وبصدقه ولذلك صرف عنه كيدهن. وكما ذكرنا ان اهل العلم يقولون شرع من قبلنا شرع لنا. ما لم يرد في شرعنا خلافه ولهذا ينبغي للانسان اذا وقع في مصيبة او في مشكلة او في امر شهوة او في غير ذلك ان يلجأ الى الله ويسأل الله عز وجل يسأل الله كل شيء يا اخي اذا جئت الى الحرم مثلا المسجد النبوي وانت تحس بتعب واعياء تقول اللهم اعني اللهم اعني على الذهاب الى المسجد النبوي اللهم اعني على الصلاة اذا كنت تشكو اللهم اعني على حضور درس العلم اسأل الله لان سؤالك لله هذا تعبد منك والنبي صلى الله عليه وسلم يقول الدعاء هو العبادة. فانت حينما تحتسب الدعاء تتقرب الى الله بالدعاء بحد ذاته دعاؤك لله عز وجل هذه عبادة وحصول مطلوبك هذا امر زائد على هذا ايضا وهذا دليل على صدق التعلق بالله وان من يفعل ذلك هذا كما يقال عمل منه وتطبيق لما يعتقده بان الله من ان الله جل وعلا بيده الامر وهو الاله المعبود وهو الذي يجب ان يلجأ اليه وان يتعلق العبد به كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لابن عباس لما اردفه قال اذا سألت فاسأل الله اذا سألته فاسأل الله. وقال جل وعلا قبل ذلك واسألوا الله من فضله وهكذا ينبغي يا اخوان في كل الامور حتى قالت ام المؤمنين عائشة سلوا الله كل شيء حتى الشسع شسع النعل فانه ان لم ييسره لا يتيسر وجاء في الحديث الصحيح يصحح الشيخ الالباني رحمه الله ان النبي صلى الله عليه وسلم قال من لم يسأل الله يغضب عليه من لم يسأل الله يغضب عليه فعليكم باللجوء الى الله وسؤاله في كل الامور. سؤاله جل وعلا في كل شأنكم بوم ولا تقول هذا امر بسيط هذا امر لا اسأل الله. لان سؤالك بحد ذاته هذا تعبد منك لله جل وعلا. وخاصة اذا اكتسبت ذلك. قال جل وعلا ثم بدا لهم من بعد ما رأوا الايات ليسجنن التاحين. ودخل معه السجن فتيان. قال احدهما اني اعصر خمرا وقال الاخر اني اراني احمل فوق رأسي سي خبزا اني اراني احمل فوق رأسي خبزا يكون الطير منه نبئنا بتأويله انا نراك من المحسنين قال لا يأتيكما طعام ترزقانه الا نبأتكما بتأويل قبل ان يأتيكما ذلكما من ما علمني ربي اني تركت مما قوم لا يؤمنون بالله وهم بالاخرة هم واتبعت ملة ابائي ابراهيم واسحاق ويعقوب ما كان لنا ان نشرك بالله من ذلك من بالله علينا وعلى الناس ولكن اكثر الناس لا يشكرون يا صاحبي السجن اأرباب متفرقون خير ام الله احد القهار. ما تعبدون من دونه الا انتم ما انزل الله بها من سلطان. ان الحكم الا لله الا تعبدوا الا اياه. ذلك الدين القيم ولكن اكثر الناس لا يعلمون. يا صاحب في السجن اما احدكما فيسقي ربه خمرا. واما الاخر فيصلب فتأكل الطير من رأسها. قضي الامر الذي فيه قيام. ثم قال جل وعلا ثم بدا لهم من بعد ما رأوا الايات ليسجننه حتى حين ثم بدأ لهم يعني ظهر للعزيز ومن معه ظهر لهم من بعد ما رأوا الايات يعني حتى بعد ان رأوا الايات والعلامات والدلالات الدالة على صدق يوسف. وانه ما هم بالفاحشة. وانه كان مظلوما كان صادقا مظلوما ما حصل منه امرا يستحق عليه السجن لكن بدا لهم مع ظهور الايات ليسجننه حتى حين قالوا نسجنه ونحبسه حتى حين يعني حتى وقت قالوا وقصدهم من ذلك لما شاع ان امرأة العزيز تراوده عن نفسها بدا للعزيز وامرأتي ومن معهم ان يسجنوه ابراء لها وابعادا للسمعة التي شاعت عنها انه انها هي التي ارادت به الفاحشة. فقالوا يسجنونه حتى يتبين للناس اذا علموا انه سجن قالوا اذا هو الظالم وليس بمظلوم. ظلمت امرأة العزيز الكلام الذي قيل فيها غير صحيح لان من زعمت انه من زعموا انه ان هي ارادت بالفاحشة ها هو هو الذي سجن. اذا هو الذي اراد به ظهر لهم هذا قال ثم بدا لهم من بعدي ما رأوا الايات وهي الدلائل والعلامات الدالة على براءة يوسف. وعلى سؤق فعل امرأة العزيز مع ذلك؟ قالوا ليستنه حتى حين قيل انه مكث بالسجن سبع سنين. مكث سبع سنين في السجن. قال الله جل وعلا ودخل معه السجن فتيان. الفتيان مثنى فتى وهو يطلق على الشاب ويطلق على المملوك. قالوا وكان هذان الفتيان من حاشية الملك من حاشية العزيز. فكان من حاشية الملك الملك الاكبر وكان احدهما ساقي الملك. وكان الاخر صاحب طعامه وذكروا ان انه عمر هذا الملك وطال عمره فملوه من حوله ودسوا الى ساقيه ومطعمه ان يضع له السم. ليتخلصوا منه فاما الساقي فابى وامتنع واما صاحب الطعام فاجابهم الى ذلك. فلما قدم له صاحب الطعام والطعام قال له الساقي لا تأكل منه فانه قد وضع لك فيه سم ان فقال الساقي لا تشرب فانه قد وضع لك في الشراب سما. فحبسهم الملك ثم تبين امرهم بعد ذلك. ويذكرون شيئا من اخبار بني اسرائيل الله اعلم بصحتها لكن لا مانع من ذكرها انه قال لصاحب الشراب اشرب ما جئتني به فشرب منه فعلم انه بريء. وقال لصاحب الطعام كل من طعامك فابى عليه ودفع الطعام لحيوان من الحيوانات فاكله فمات. ثم امر بشيء فسجن وهو قوله جل وعلا ودخل معه السجن فتيان. يعني دخل السجن مع يوسف فتيان. رجلان شابان فقيل دخلا قبله وقيل دخلا معه وقيل دخلا بعده. واما القول دخل معه قبله هذا فيه نظر فالذي يظهر والله اعلم انه ما دخل بعده ويحتمل اللفظ انه ما دخل معه ايضا لكن قد يراد بالمعية هنا الظرفية. يعني دخل معه في السجن. ولا يلزم اه التزامن في الوقت قال ودخل معه السجن فتيان قال احدهما اني اراني اعصر خمرا احدهم عبر رؤياه اني ارى قال والمراد هنا الرؤيا التي يكون في المنام. لكن هذا شيء مصطلح عليه وليس المراد انه يرى ذلك عيانا يعني يقظة وهذا كما قال كان النبي صلى الله عليه وسلم اذا اصبح يقول لاصحابه هل رأى منكم احد الرؤيا ينصرف الى الرؤية المنامية التي يراها الانسان في منامه. قال اني اراني اعصر خمرا. قالوا والخمر هنا هو العنب وهذا في لغة بعض العرب يسمون العنب خمرا. وعلى هذا كثير من المفسرين وقال بعض المفسرين هذه لغة اهل عمان. قاله الظحاك يعني في زمنه. يسمون العنب خمرا وقال بعضهم لا بل هو الخمر نعم قال بعضهم المراد العنب كما في القول الاول لكن انما عبر بالخمر باعتبار ما سيصير اليه العنب. لان الخمر يؤخذ من العنب وعلى كل حال رأى انه يعصر خمرا في المنام وقال الاخر اني اراني احمل فوق رأسي خبزا. تأكل الطير منه. سيأتي تفسير يوسف لذلك وان الاول يسقي ربه اي سيده ويسقي الملك خمرا كأنه شرايين انه يرجع الى عمله السابق الذي كان عليه. واما الاخر فيصلب ويقتل فتأكل الطير من رأسه فقال له نبئنا بتأويله. اخبرنا بتأويل هذه الرؤيا وبتفسير ما رأيناه. انا نراك من المحسنين تكلم المفسرون كيف عرفوا انه من المحسنين قالوا لانهم لما دخلوا السجن وجدوا يوسف في غاية الاحسان الى السجناء يزور هذا ويصبر هذا ويقضي حاجة هذا ويدعو هذا ويحسن الى هذا ويخدم هذا فعلموا من سيرته انه من المحسنين وظهر ايضا هذا على هيئته. فقالوا انا نراك من المحسنين. وهكذا ينبغي للاسلام هكذا ينبغي للانسان ان يستقيم على الدين ظاهرا وباطنا. في ظاهره وباطنه بحيث من من رآه في الظاهر يغلب على ظنه ما هو فيه من الخير. هذا قول لبعض المفسرين نراك من المحسنين ظهر من هيئته وطريقته ما يدل على انه من اهل الاحسان وهذا دليل ايضا ان الرؤية لا يسأل عنها كل احد لا تسأل عن الرؤية كل احد مر الحديث اذا رأى احدكم ما يكره فلا يخبر به احدا واذا رمى رأى ما يحب فليخبر به من يحب. جاء ايضا الحديث الصحيح اذا رأى احدكم رؤيا فلا يخبر بها الا عالما او محب لا يخبر بها الا عالم لانه يعرف تفسير الرؤى او محب له يتمنى له الخير ولا يفرح عليه او يسوءه ما اصابه من الخير قال جل وعلا عن يوسف قال لا يأتيكما طعام ترزقانه الا نبأتكما بتأويله لا يأتيكما طعام ترزقانه. قال مجاهد وهو القول الذي اقتصر على حكايته الطبري وابن كثير قال لا يأتيكما طعام لا وفي منامكما طعام ترزقانه الا نبأتكما بتأويله. يقصد يوسف انه لا يمكن لا يأتيكم لا يأتيكم الطعام رؤيا الا نبأتكم بتأويله لكن قالوا ظاهر النص الله جل وعلا قال لا يأتيكما طعام ترزقانه الا نبأتكما بتأويله. ما قال لا يأتيكما في منامكما لكن هذا هو قول السلف وهناك قول اخر. قالوا لان السياق يدل عليه لان لان الرجلين سأله واخبر انهما رأيا وطلبا منه تأويل هذا هذه الرؤيا فاجابهما مباشرة لا يأتيكما طعام ترزقانه الا نبأتكما بتأويله فقالوا الكلام فيه اختصار وهذا امر ظاهر. وقال بعض السلف مروي عن الحسن وعن غيره ان يوسف اعطاه الله جل وعلا مثل ما اعطى مثل ما اعطى عيسى فهو يعلم بعض الامور الغيبية اطلعه الله عليها وقال معنى الاية لا يأتيكما طعام في سجنكم ترزقانه من الملك او من اهل السجن او من غيرهم الا نبأتكم بتأويله اي بخبره قبل ان يأتيكما واقول سيأتيكم كذا وكذا. قال بهذا بعظ السلف وظاهر الاية يدل على هذا وان كان المعنى والسياق والله اعلم يؤيد انه لا يأتيكما شيء في من امكما ترزقانه الا نبأتكم بتأويله قبل ان يأتي اليكم. كما نبأهم بهذا او كما سينبئهم ان من يحمل يعصر خمرا انه يسقي ربه خمرا والذي يحمل الخبز يرى المراد انه يقتل فالحاصل انه قدم بهذه المقدمة وهنا سؤال يعني سأله الفتيان عن رؤية رؤياهما ولم يجبهما بل بدأ وذكر شيئا اخر فقال لا يأتيكما طعام ترزقانه الا نبأتكما بتأويله. قبل ان يأتيكما ذلكما مما علمني ربي اني تركت ملة قوم لا يؤمنون بالله وهم بالاخرة هم كافرون وذكر شيئا من امر التوحيد وعبادة الله جل وعلا قالوا لما رأى يوسف منهما اقبالا وسماعا لكلامه اراد ان يغتنم هذه الفرصة الى دعوتهما الى التوحيد وتحذيرهما من خاصة ان احدهما ظهر من الرؤية انه سيقتل فبادر الى دعوتهم الى التوحيد وتحذيرهم من الشرك لكمال نصحه عليه السلام وهذا دليل ان الانسان حتى لو سئل عن امر وهناك ما هو اهم منه او له علاقة بالمسؤول عنه وهو اهم فانه يبادر الى الاهم ويترك المهم ولهذا بدأ ببيان معرفته وان الله اعطاه وعلمه ثم اسند ذلك الى الله يعني بسبب ايمانه وتقواه وانه يتبع ملة ابائه على التوحيد وايضا بين حال الشرك واهل الشرك وحذر منهم وهذا دليل ان الامور تؤخذ الاهم فالاهم قال لا كما طعام ترزقانه الا نبأتكما بتأويله الا نبأتكم بتأويله في اليقظة هذا من قال انه في المنام. نبهتكم بتأويله في اليقظة. مع انكم رأيتم في ذلك رؤيا من قال بان المراد ان الله اطلعه على شيء من علم الغيب قال يعني الا نبأتكم بتأويله ما يؤول ويصير اليه آآ ما رأيتموه او ما ارسل اليكم ولا اظهر والله اعلم ان هذه في الرؤيا. لان السياق كله عن الرؤية يا اخوان السياق كله في الرؤيا. واما الطعام العادي فالانسان قد يرسل اليه اهله. قد يرسل له يرسل له من الملك من السجن وهذا امر معروف الطعام ما يحتاج الى احد يهسر هذا والذي يظهر والله اعلم ولهذا ابن جرير لم يذكر غيره. وابن كثير لم يذكر غيره ان المراد به لا يأتيكما شيء في منامكما ترون الرؤيا في منامكما من طعام يأتيكم الا انا اخبرتكم بتأويله قبل ان يأتيكما هذا الذي رأيتموه قال ذلكما مما علمني ربي داركما مما علم تعبير الرؤى ومعرفة الرؤى هذا مما علمني ربي وهذا فيه دليل ان الرؤيا ايها الاخوة علم يتعلم وليس كل واحد ينصب نفسه للرؤيا بل من لا يعرف الرؤيا لا يجوز له ان يتكلم فيها. ويأثم لانها بمثابة الفتوى ولا يجوز على الانسان ان يقول على الله بغير علم ولهذا نص العلماء على ان الرؤيا تتعلم ولها قواعد ويتعلم الرؤيا على اهلها يقرأ في كتب اهل العلم. ولهذا البخاري جعل كتاب التعبير في صحيحه. من ضمن كتاب الصحيح وان من لا يعرف لا يجوز له ان يخوض في هذا ولا شك انه مع المران ومعرفة القواعد والتعلم انه يفتح للانسان في هذا الباب وقد يفتح له شيء يفتح الله عز وجل عليه به غير ايضا التعلم ولكن الانسان ينبغي له لا يظيع وقته في مثل هذا. وقد ادركنا مشايخنا لا يرغبون في تفسير الرؤى بل يمنعون الذين يطرحون الاسئلة يقول الاسئلة التي تتعلق بالرؤية لا تعرظها لكن اعرض المسائل التي تتعلق بالعلم لانها معلومة وظاهر الدليل عليها وان كانوا يعرفون ولهذا الرؤية يجوز ان تسأل فيها غير العالم لا يجب ان يكون هو اكبر العلماء ولكن مع ذلك الاولى بالانسان ما يضيع وقته في هذه الامور لان هذا الباب اذا فتح من الناس من يصبح كل يوم يرى رؤيا انا اعرف شخصا كل ليلة يرى رؤية وقال ان له شيخ متخصص الان. كل يوم يفتيه وكل يوم يخبره بهذه الرؤية وانا اخشى ان يكون من حديث النفس. لانكم تعرفون الحديث الصحيح قال النبي صلى الله عليه وسلم الرؤيا ثلاث رؤيا من الله ورؤي حديث نفس ورؤية من الشيطان. وقد يكون بعض الناس يفكر في امر بالغد يعمله يراه في الليل تحدده نفسه به ثم كثير من الناس يصاب بالوسوسة يخاف. هذا يكثر في النساء يعرظ عن هذا لكن اذا تكررت عليه الرؤيا واشكل امرها يسأل عالم عنها ولا يسأل كل احد قال ذلكما مما علمني ربي اني تركت ملة قوم لا يؤمنون بالله تركت يقول الطبري برئت واجتنبت وقال الشوكاني المراد بالترك هنا عدم التلبس بذلك من الاصل يعني ليس معناه ان ابراهيم كان على ملة كان مشركا على ملة المشركين. لا فقوله تركت لا يلزم انه فعل فانت لو انسان عرضه او قال لك قولا وتركته. ما معنى هذا فعلت بقوله ثم تركته لا اعرضت عنه وهذا معناه ابراهيم وما كان من المشركين. الله جل وعلا قال عنه في غير ما اية. وما كان من وجهك ولم يكن من المشركين. في وقت من الاوقات عليه السلام ولذلك قوله تركت يعني برئت او اعرضت او اجتنبت وليس المعنى انه كان يعمل ثم ترك. حاشا وكلا اني تركت ملة قوم لا يؤمنون بالله وهم بالاخرة وهم كافرون. وهو ابوه وقومه كانوا يعبدون الكواكب وقد حكى الله قصته معهم في سورة الانعام ومناظرته لهم قال تركت ملة قوم اي دين قوم لا يؤمنون بالله لا يصدقون ولا يقرون ولا يعبدون الله وحده لا شريك له وهم بالاخرة هم كافرون لان هذا من لوازم الشرك والكفر لانه لو كان يعقل ما وقع في الشرك لانه يعرف ان هناك اخرة وبعث وجزاء وحشر ونشر ولهذا تجد من اكثر ما عالجه القرآن مع كفار قريش اكثر ما عالجه قضية عدم الايمان بالبعث كم ابدى فيها واعاد؟ كم من الايات؟ كم من السور؟ لانهم ما يؤمنون باليوم الاخر. لانه اذا امن باليوم الاخر اصلح العمل في الدنيا لكن هم يقولون انما هي حياتنا الدنيا نموت ونحيا. وما نحن بمبعوثين؟ قال جل وعلا واتبعت عن يوسف ملة ابائي ايدينا ابائي ابراهيم واسحاق ويعقوب وهذا فيه دليل على ان الجد يسمى ابا. بل بدأ بابراهيم قبل اسحاق وهذا دليل للجمهور الذين يقولون ان الجد يحجب الاخوة في الميراث وينزلون الجد منزلة الاب وخلف بهذا زيد رضي الله عنه وقال ان الجد لا يحجب الاخوة يتقاسم معهم اما الاب يحجب الاخوة حتى يعني اعترض عليه ابن عباس قال الا يتقي الله زيد يجعل الابن ابنا يجعل ابن الابن ابنا ولا يجعل ابا الاب ابا لان زيد يقول ابن الابن منزلة الابن. لو مات رجل وقد مات ابنه والموجود ابن ابنه يرث منه. يحل محل ابيه فهو بمثابة الابن لصلبه وزيد يقول بهذا مثل الجمهور لكن في الجد قال لا الجد ليس مثل الاب يرث معه الاخوة والجمهور يقول لا الجد الجد مثل الاب يحجب الاخوة لا يرثون معه شيئا فالحاصل ان الجدة اب بلغة القرآن. ولهذا الله يقول واتبعت ملة ابائي. من هم؟ قال ابراهيم وابراهيم جد ابيه جد يعقوب واسحاق واسحاق جده وليسوا اباءه واتبعت ملة اباء ابراهيم واسحاق ويعقوب ما كان لنا ان نشرك بالله من شيء ما كان لنا. قال الشيخ السعدي ما ينبغي لنا ولا يليق بنا ولا يحق لنا ان نشرك بالله ان نشرك بالله من شيء. لان انه هو المستحق ان يعبد وحده لا شريك له والشرك ظلم عظيم وفي كل شيء في هذا الكون ما يدل على انه هو الاله المعبود الحق وحده لا شريك له. لو عقل الانسان لو نظر في الكون لو نظر في نفسه لو نظر في السماوات في الاراضين ولهذا التوحيد فطرة في القلوب فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله. وقال النبي صلى الله عليه وسلم ما من مولود الا ويولد على الفطرة فابواه يهودانه او ينصرانه او يمجسانه ولهذا قال ابراهيم ما كان لنا ان نشرك بالله من شيء ذلك من فضل الله علينا عيد عبادة الله وحده لا شريك له هذا فضل من الله عليك. ليس لك ليس لك منة على الله في انك موحد لانك على التوحيد ولم تقع في الشرك. المن لله عليك ولو شاء لجعلك مثل غيرك. ولهذا مما يجب الانسان ان يشكر الله دائما ويحمد الله عليه ان جعله من المسلمين. جعله من موحدين لا يعبدوا الا الله لا يدعوا الا الله لا يستغيث الا بالله لا يرجو لقضاء حوائجه وكرباته الا الله هذه من اعظم النعم كان اكثر الخلق على غير هذا. وان تطع اكثر من في الارض يضلوك عن سبيل الله هذه نعمة عظيمة يتحتم على الانسان ان يعرف قدرها وان يحافظ عليها وان يحذر من ضدها. فان الله جل وعلا يقول ان الله لا يغفر ان يشرك به. ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء فيقول جل وعلا انه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من انصار نسأل الله العافية والسلامة يحرص هل التوحيد يحقق التوحيد؟ يقرأ يسمع كلام العلماء في التوحيد واعظم كتاب القرآن فيه التوحيد من اوله الى اخره. ولكن اذا كان ما يفهم كل التفسير يستمع لكلام اهل العلم. يشرع يسمع شروح كتاب التوحيد حتى يبقى مفردا لله بالعبادة هذا فضل من الله عليك ولهذا يقول ابراهيم خليل الرحمن ذلك من فضل الله علينا. وعلى الناس كذلك على الناس يحتملون على الناس يعني الذين تدخلوا في التوحيد. ويحتمل ان يكونوا على الناس وعلى سائر الناس حيث ان الله بين امر التوحيد بيانا جليا شافيا ظاهرة مبينا لا يخفى على احد ولهذا لا يعذب الله احدا الا بعد قيام الحجة عليه ارسل رسل وانزل الكتب قال جل وعلا ولكن كثيرا من الناس ولكن اكثر الناس لا يشكرون لا يشكر الله على هذه النعمة وعلى نعمة بيان التوحيد واظهاره وانزال الرسل وانزال الكتب وارسال الرسل من اجل البيان والايات والدلائل والعلامات التي ينصبها دلالة على ذلك فاكثرهم لا يشكرون الله على هذه النعمة واعظم شكر هذه النعمة هو التوحيد ان يعبدوا الله وحده لا شريك له ولا يجعلوا له شريكا. ثم قال وهذه دعوة الى التوحيد ثم قال يا صاحبي السجن اارباب متفرقون خير ام الله الواحد القهار؟ بدأ بدعوتهم يا صاحبي السجن والصاحب الصحبة في اللغة بمعنى الملازمة ويقال للذي يلازم مكانا صاحبه ولهذا يقال اصحاب النار اصحاب الجنة الملازمون لها. وهنا قال يا صاحبي السجن لانهما ملازمان للسجن باقيان فيه فهما صاحباه بهذا الاعتبار لانه ما لزما وبقي فيه يا صاحبي السجن وهما الفتيان اللذان سألا عن الرؤيا يا صاحبي السجن اأرباب متفرقون خير ام الله الواحد القهار وهذا استفهام يقول الشوكاني هذا استفهام انكاري وهو ايظا متظمن للتوبيخ والتقريع اارباب متفرقون وهم الاله التي تعبد من دون الله متفرقة من حيث اشكالها والوانها واعدادها وانواعها والاله يجب ان يكون واحدا ولو كانت هذه الهة كلها لا صارت على طريقة واحدة وعلى نموذج واحدا هذا من اعظم الادلة على بطلانها ولهذا يقول الشوكاني ومعنى التفرق هنا هو التفرق في في الذوات والصفات والعدد اي هل ارباب المتفرقون في ذواتهم المختلفون في صفاتهم المتنافون في عددهم خير لكم ام الله المعبود الحق ويقول الطبري اعبادة ارباب شتى متفرقين والهة لا تنفع ولا تضر خير ام عبادة الله الواحد جل وعلا والجواب معروف ولهذا لا يختلف في هذا الجواب اثنان ولذا ما جاء الجواب لانه امر متقرر عند عند من يخاطبهم اعرباب متفرقون خير ام الله الواحد القهار؟ الله المألوه المعبود ذو الالوهية والعبودية على خلقه اجمعين. الواحد الفرد الصمد واحد لا ثاني له قل هو الله احد القهار قالوا الغالب على امره الذي يقهر غيره على ما يريد جل وعلا فهو القهار الذي يقهر خلقه على ما يريد ولهذا لا احد يستطيع يتصرف في هذا الكون الا بما كتبه الله عليه لا يمكن ان يخرج عما قضاه الله. فالخلق كلهم مقهورون على امر الله وهذا هو الذي يجب ان يعبد الذي يقهر غيره ويلزمه ولا يكون الا امره فيه هذا هو هو الاله هو هو الرب المعبود الحق الذي يجب ان يعبد ويفرد بالعبادة اذا هذي دعوة الى التوحيد ثم قال ما تعبدون من دونه الا اسماء سميتموها انتم واباؤكم وهذا دليل انهم يشاركون انه ان هذين الفتيين كانا على ملة الشرك ولهذا قال ما تعبدون من دونه الا اسماء سميتموها. الاله التي تعبدونها من دونه وتجعلونها الهة هذه في الحقيقة ليست الهة. انما هي اسماء سميتموها انتم واباؤكم. فجعلتموها الهة و والله ما انزل بها من سلطان ما انزل من حجة السلطان الحجة والبرهان ما انزل الله حجة ولا برهانا على ان هذه الهة وانما هذا من قبل انفسكم. وانكم وانهم الا يظنون هذا ظنا يخرسون فقط وهي في الحقيقة ليست بالهة ولا تستحق ان تعبد. لكن لاحظ انه قال هنا الا اسماء سميتموها انتم واباؤكم ما قال سميتموها لانهم يشاركون قومهم لان الكثرة على الشرك انتم واباؤكم ما انزل الله بها من سلطان اي من برهان ولا حجة الا الحكم الا لله اي فالحكم لله وحده لا شريك له قال كما قال الطبري قال الحكم لله وحده هو الذي يأمر وينهى ويشرع الشرائع ويسن الاحكام وهو الذي امركم ان تعبدوا الا تعبدوا الا اياه والحقيقة ان مسألة الحكم فيها ارتباط لما قبلها فكأنه قال هذه الالهة اسماء سميتموها انتم واباؤكم ما انزل الله بها من سلطان وحقوقكم ليس حكم وجعلتم لها الهة غير صحيح الحكم لله. فهل حكم الله بانها الهة؟ الله قال ليست بالهة فالحكم له وحده لا شريك له قيل الحكم الا لله امر الا تعبدوا الا اياه وهذا معنى لا اله الا الله لا تعبدوا الا اياه. لا تعبدوا الا الله وحده لا شريك له لا تعبدوا شيئا من الهتكم التي تزعمون وتجعلونها اربابا متفرقة قال جل وعلا ذلك الدين القيم وهو عبادة الله وحده لا شريك له ذلك الدين القيم اي القويم المستقيم الصراط المستقيم كما قال جل وعلا وذلك دين قيم وما امروا الا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين قيمة. هذا هو الدين المستقيم الصراط المستقيم عبادة الله وحده لا شريك له واما من دعا مع الله الها اخر فهذه هذا طريق معوج ودين معوج ليس بدين الدين القيم عبادة الله وحده لا شريك له. قال ولكن اكثر الناس لا يعلمون اكثر الناس لا يعلمون حقائق الامور ولا يعرفون الفرق هم الكفار لا يعرفون الفرق بين الاله وبين بين الله جل وعلا وبين معبوداتهم. يزعمون انها تنفع وتضر او لا يعرفون الحق اما لانه لبس عليهم طبعا غير الرؤوس هذا اكثر الناس لان الاتباع دائما وراء الرؤوس وهم لا يعلمون الحق ولكن هذا ليس بعذر لهم لان الحجة قد قامت عليهم قال جل وعلا يا صاحبي السجن هنا بدأ بتفسير الرؤيا وفصل بينها بهذا بهذه الايات كل ذلك لبيان اهمية التوحيد وبيان احذر من الشرك وبيان البدائل الاهم فالاهم. خاصة ان احدهما علم من الرؤية انه سيقتل فدعاه لعله ان يؤمن وينجو لانه قد قرب اجله قال يا صاحبي السجن اما احدكما فيسقي ربه خمرا يعني يرجع الساقي يرجع الى وظيفته فيعصر العنب ويخرج منه الخمر ويسقي ربه اي سيده وهو الملك الخمر. واما الاخر فيشرب فتأكل الطير من رأسه. الاخر يقتل يصلب صلبا فيقتل ويبقى مصروبا مربوطا على خشبة او على جدار حتى تأتي الطيور تأتي الطير وتأكل من رأسه لانه يطول مكثه ويقول بعض اهل العلم يقول ينبغي يعبر الرؤى اه ينبغي لمن يعبر الرؤى اذا علم رؤيا سيئة من يحاول ينبه صاحبها من غير تصريح لانه هنا قال يا صاحبي السجن اما احدكما ما قال انت انت يا صاحب الرؤية الاولى تعصر خمرا وما قال وانت الاخر تقتل وتصلب. قال احدكما واحدكما وان كانت واظحة الرؤية لكن ما صرح لهم ولهذا احيانا قد يعني يأتي الانسان ممن يعبر الرؤى فيعرف ان فلان سيقع له مشكلة او سيقع فيحتاج ينبهه ويحذره بطريقة لعله لانه يكون الرؤى منبهات محذرات احيانا تكون ارى هذه الرؤية تعبر له انك فيتوب ويرجع عما كان فيه فينجيه الله عز وجل منذرة تنذره فينبغي التلطف ما تقول له انت قضيت انت انت مت خلاص ما في اكتب وصيتك لا ينبه ولهذا قال اما احدكما واما احدكما واما الاخر قال اما احدكما فيسقي ربه خمرة يعني يرجع ويعصر الخمر العنب ويستغرب منه الخمر فيسقيه ربه اي سيده ومولاه. واما الاخر فيصلب قالوا وهو صاحب الطعام الذي ثبت عند الملك انه سمه في الطعام. فتأكل الطير من رأسه يعني بعد ان يشرب يبقى مدة فيأتي الطير ويأكل من رأسه لانه قد مات قظي الامر الذي فيه تستفتيان قظي هذا خلاص هذا جواب ما سألتم استفتيتموني وطلبتم مني ان اعبر الرؤى هذا هذا تعبيرها. وهكذا يعني ينبغي يتفطن ان تعبير الرؤيا. الرؤيا يكون مختصر بعض الناس اذا جا يعبر الرؤيا كأنها قصة موب صحيح الرؤيا اشارات علامات يستنبط منها شيئا ويكون الجواب مختصرا من حيث الجملة. التفاصيل ما يدخل فيها