بسم الله الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن والاه. اعوذ بالله من الشيطان الرجيم قال الملك اني ارى سبع بقرات سماني يأكلهن سبع كفوا وسبع سنبلات خضر واخر يابسات. يا ايها الملأ افتوني في رؤياي ان كنتم للرؤيا تعبرون اضغاث احلام وما نحن بتأويل الاحلام بعالمين وقال الذين نجا منهما والذكر بعد امة انا انبئكم بتأويله فارسلوه. يوسف ايها الصديق في سبع بقرات سمان يأكلهن سبع عجاف وسبع سنن ولاة خضر واخر يابسات. واخر يابسات لعلي ارجع الى الناس لعلهم يعلمون. قال تزرعون سبع حين دأبا فما حصدتم فذروه في سنبله الا قليلا من ما تأكلون ثم يأتي من بعد ذلك سبع شداد يأكلن ما قدمتم لهن الا قليلا مما تحسنون ثم يأتي من بعد ذلك عام فيه يغاث الناس وفيه يعصرون. بسم الله الرحمن الرحيم. ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله واصحابه ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين. اما بعد فلا نزال مع هذه الايات المباركات من سورة يوسف وكنا توقفنا عند هذه الايات التي فيها قصة رؤيا الملك يقول الله جل وعلا وقال الملك اني ارى سبع بقرات سمان. الملك هنا المراد بي ملك مصر ملك مصر في ذلك الزمان. وقد ذكر ابن اسحاق ابن اسحاق وغيره ان اسمه ان اسمه الريان ابن الوليد فرأى هذا الملك رؤيا. وهنا قال اني ارى سبع بقرات. والمراد فالمراد اني رأيت رؤيا في المنام. لان هذا هو العرف. اذا قال رأيت رؤيا او رأى كذا ان المراد انه رآه في من ام وليس المراد انه رآه يقظة وسياق الايات وما سيأتي بعد ذلك يدل على هذا بل في اخر الاية قال افتوني في رؤياي ان كنتم للرؤيا تعبرون. فالمراد انه رأى رؤيا قال اني ارى سبع بقرات سمان. رأى سبع بقرات سمان وسيأتي تفسيرهن من قبل نبي الله يوسف بان المراد البقرات هي السنين. تأتي عليهم سبع سنين تكون خصبة دارت الارزاق يزرعون فيها ويثمر زرعهم ثم قال يأكلهن سبع عياف العجاف جمع عجفاء. والعجفاء هي الهزيلة. وسبع بقرات عجاف يعني بقرات انهزال بخلاف السمان. وفسرها يوسف بان المراد بها سبع سنين تصاب ارضهم بالقحط والجذب وعدم نزول المطر. ولا تنبت الارض شيئا قال يأكلهن سبع عجاف وسبع سنبلات خضر. ورأى ايضا في منامه سبع سنبلات جمع سنبلة وهي سنبلة الشعير او البر او غيره. يكون فيها الحب وهي ثمرة الزرع. فرأى سبع سنبلات خضر. ورأى واخر يابسات. يعني وسبعة سنبلات اخر يابسة ليست بخضراء. وهو نفس الرؤيا السابقة. سبع سنين سبع سنوات فيها الزرع خضراء تنبت الزرع والحبوب ولكن سبعة سبعة سنين اخرى تكون سنوات لا يثمر فيها الزرع شيء وتكون يابسة يعني لا يزرعون ولا تخضر ولا ينبت الزرع. قال جل وعلى واخر يابسات يا ايها الملأ افتوني في رؤياي. يا ايها الملأ الملأ دائما يطلق وعلى اشراف القوم فكأنه قال يا اشرف قومي واصحابي وجلسائي افتوني في رؤياي اعبروها لي اعبروا لي هذه الرؤية التي رأيت. ان كنتم للرؤيا تعبرون. ان كنتم تعبرون الرؤى وتفسرون وهذا دليل ان الرؤى ليس كل واحد يعبرها. وانما يعبرها اناس دون اناس فقال افتوني في رؤياي اعبروها لي وفسروها لي ان كنتم ايها الملأ للرؤيا تعبرون تعرفون تعبير الرؤى وتأويل رؤى قال جل وعلا قالوا اضغاث احلام اي قال الملأ من قومه وهم اشرافهم وجلساؤه واصحابه اضغاثوا احلام. يعني هذا الذي رأيت اظغاث احلام. والاظغاث جمع ظغث. والاصل في الظغث هو الحزمة تكون من الحشيش الذي يكون فيه انواع من النبات حزمة من الحشيش والنبات تجمع انواعا شتى. مختلفة. قالوا اضغاثوا احلام كلامه حلم حلم وهو ما لا يصدق من الرؤى. كما سبق ان اشرنا الى الى ان النبي صلى الله عليه وسلم قال الرؤى ثلاث رؤيا صادقة رؤيا حق ورؤيا حديث نفس ورؤيا من الشيطان وهذه هي اضعاف الاحلام. حلم من الشيطان ولهذا قال مجاهد قال معنى ابغاث احلام اهاويل احلام. يعني مما يعرض الانسان في يومه ولا حقيقة له. وقال وقال بعضهم اباطيل احلام. فالحاصل انهم قالوا هذه الرؤية ليست رؤية. هذه اضغاث واحلام. هذه اهاويل احلام ليست رؤيا. هذه من الاحلام التي هي من تلاعب الشيطان قالوا ابغاث احلام وما نحن بتأويل الاحلام بعالمين. هذه الرؤية التي رأيت هذه اظغاثوا احلام واهاويل واحلام ليست رؤى ونحن لا نعبر الاحلام. لان الاحلام لا تعبر. ما لها حقيقة. هذي من تلاعب لا حقيقة لها. فقالوا نحن لا نعبرها. لا نعبر الاحلام لان الاحلام ليست رؤيا ولا حقيقة لها حتى تعبر وتؤول. قال جل وعلا وقال الذين جاء منهما الكلام فيه حذف واختصار. وهذا من اعجاز القرآن لكنه المعنى بين. انه بعد هذه المقولة وبعد رد اصحاب بالملك عليه تذكر ذلك الرجل وهو ساقي الملك الذي دخل مع يوسف الذي قال اني اني اراني اعصر خمرا. وكان يوسف قد اوصاه لما خرج من السجن قال اذكرني عند ربك فانساه الشيطان ذكر ربه. فانسى الشيطان هذا الرجل ساقي الملك انساه ان يوسف وامره عند الملك. ولكن لما رأى الملك الرؤيا تذكر. ولهذا قال هنا وقال الذين جاء منهما من الرجلين فتيان ودخل معه السجن فتيان. فقال احدهم واني اراني اعصر خمرا وقال الاخر اني اراني احمل فوق رأسي خبزا. ومر معنا ان الذي يحمله فوق رأسه خبزا انه يقتل ويصلب وتأكل الطين من رأسه. ولهذا هنا قال الذي نجا منهما. يعني الاخر مات. والذي نجوا قال وقال الذي نجا منهما وادكر بعد امة وادكر بمعنى تذكر اذ ذكر وتذكر بمعنى واحد وبعد امه يعني بعد حين بعد وقت وزمان لان الامة في القرآن ترد لعدة في معانيه. فترد بمعنى الوقت والزمان كما هنا. وادكر بعد امه يعني بعد زمان بعد حين قيل انه سبع سنين وتأتي الامة بمعنى الرجل القدوة الامام في الخيل. كما قال الله جل وعلا عن ابراهيم ان ابراهيم كان امة يعني كان اماما وقدوة يقتدى به في الخير. وتأتي بمعنى الجماعة من الناس ولما ورد ماء مدين وجد عليه امة من الناس يسقون. يعني جماعة. ويرد ترد الامة بمعنى الدين والملة انا وجدنا اباءنا على امة وكلها حق ويعرف المقصود منها من سياق الكلام. فهنا السياق يدل على ان المراد به الزمان. لانه قال وادكر بعد امه. يعني تذكر بعد وبعد زمن وادكر بعد امة فقال نعم وادكر بعد امة وقال الذين جاء منهما بعد امة انا انبئكم بتأويله فارسلون. انا انبئكم بتأويل هذه ويا وبتفسيرها فارسلوني فابعثوني الى السجن. الى يوسف لانه يعرف انه لا زال في السجن. ثم طوى شيئا من الكلام لكنه معلوم. قال فارسلون ثم قال يوسف ايها الصديق ومعنى يوسف يعني يا يوسف. فمن الكلام اختصار وحذف وهو انهم وافقوه على ان يرسلوه الى الى السجن وانه ذهب الى السجن وانه جاء الى يوسف وانه تكلم مع يوسف وقال يوسف يعني يا يوسف يناديه يا يوسف يا يوسف يوسف ايها الصديق افتنا في سبع بقرات سمان افتنا نريد منك الفتوى. المراد هنا تعبير هذه الرؤيا لان تعبير الرؤيا فتوى. ولهذا لا يجوز لاحد لا يعرف الرؤى ان يفسرها. لانها بمثابة الفتوى. ومن قال على الله بغير علم فقد قال قولا عظيما وامرا منكرا. ولهذا قالوا قال له افتنا في سبع بقرات سمان يأكلهن سبع عجاف وسبع سنبلات خضر واخرى يابسات. فيه فائدة ان من اراد ان يعبر الرؤى على من ان من اراد ان يقص الرؤيا على من يعبرها لا بد ان يلتزم بالفاظ الرؤيا كلها. ولا اترك منها شيئا لانه قد يترك منها شيئا مهما له اثر في تفسير الرؤيا. فلاحظوا الملك قال اني ارى سبع بقرات من سمان فذكر رؤياه وهذا الرجل لما قصها على يوسف قصها بتمامها ما زاد فيها ولا نقص لان هذا مهم الذي يعبر الرؤى يستنبط من الرؤيا ومن الكلمات التي فيها لانها بمثابة الرموز والمفاتيح طيح التي يستدل بها على معرفة الرؤيا. ولهذا اذا جئت تعبر رؤيا ثم ذكرت اشياء ونسيت اشياء اعرض عنها كلها اما ان تذكرها كاملة حتى يتمكن الذي يعبرها لك من بيان وجهها اذا اخفيت شيئا فانه قد لا يستطيع ان يعبرها لك كما هي. قال جل وعلا عن هذا الرجل بعد من عرظ عليه افتنا قال لعلي ارجع الى الناس لعلهم يعلمون. لعلي ارجع الى الناس الى الملك والى جلسائه والى الناس كلهم ينتظرون تفسير هذه الرؤيا. لعلهم يعلمون تأويلها وتفسيرها. وحقيقتها ولا مانع لا مانع من ان يعبر الانسان الرؤيا وكذلك اذا كان الانسان له شأن وعنده قدرة على تعبير الرؤى فله ان يسأل الناس هل رأى منكم احد الرؤيا كما كان النبي صلى الله عليه واله وسلم في هذا المسجد المبارك اذا صلى صلاة الصبح اقبل على اصحابه فسألهم هل رأى منكم احد الرؤيا ولكن ما يتكلف الانسان الذي ما رأى رؤية لا يقصها. لكن من رأى رؤيا فانه يخبر بها. ولهذا جاء الوعيد على من ارى عينيه ما لا تريا. وزعم انه رأى هذا اثم عظيم وجرم كبير وكذب وبهتان. قال جل وعلا قال تزرعون اي قال يوسف لما سمع فيها عبرها لهذا الرجل. قال تزرعون سبع سنين دأبا تزرعون ايها الناس يا اهل مصر سبع سنين متوالية دأبا يعني على عادتكم. لان الدأب هو العادة فتستمرون تزرعون سبع سنين على عادتكم التي انتم عليها. تزرعون وتنبت لكم الارض وتخرج لكم الحبوب ثمار على عادتكم فالدأب هو العادة. ودأبا بفتح الهمزة قرأ حفص وقرأ الباقون باسكانها دأبا ودأبا والمعنى لا يختلف لغتان في هذه الكلمة معنى واحد اذا تزرعون سبع سنين على عادتكم وطريقتكم التي كنتم عليها فتنبت ارضكم الزرع وتثمر لكم الحبوب. قال فما حصدتم فذروه في سنبله. ودليل ان عابر الرؤيا لا يقتصر على تعبير الرؤيا. بل اذا عبر الرؤيا يرشد من سأله عن التصرف او العمل الذي يجب ان يقوم به. وان يعمله. حتى ينجو من تبعة هذه الرؤيا او يحصل ما دلت عليه. فمثلا لو رأيت الانسان رؤيا مثلا تقول هذه الرؤيا تدل مثلا على انك قاطع رحم. اتق لا صل الرحم واحسن اليهم. راجع اقاربك. تب الى الله. ما تكتفي بتعبير الرؤى وانما ايضا ترشده وتنصحه سئل سبيل الخلاص والسداد. لان الرؤى اما مبشرات واما منذرات. اما مبشرات للانسان بخير سيحل به. واما منذرات تنذره. عقوبة او مصيبة ستقع به. ولهذا يؤمر باخذ اسباب النجاة والسلامة. قال فما حصدتم يعني من زروعكم في هذه السنوات السبع فذروه في سنبله اتركوه في السنبل. اتركوه في سنبله. قال بعض المفسرين لان هذا لانهم اذا فعلوا ذلك لا لا يأتيه السوس. لا لا يتسوس. لا يصيبه السوس فقال فذروه بسنبلة. لان معروف الشعير او البر او غيره اذا حصد ما يترك هكذا. يداس ويذرى ويخرج الحب. فينقى ما يبقى في السنبلة ولكن هو قال ابقوا في سنبله. فاخزنوه وحصنوه في سنبله ولا تأخذنا منه شيئا الا قليلا قال الا قليلا مما تأكلون. اذا هذه السبع سنوات الاولى هذه هي البقرات السمان هي السبع السنبلات الخظر هي السنوات التي على ما كان عليه الناس من الخير وان والخصب والرخاء والسعة فاحتاطوا في هذه السنوات ما حصدتم من زرعكم فاحتفظوا به. وحصنوه. لا تأكلونه الا قليلا مما تأكلون مما تحتاجون اليه في الاكل قليلا ايضا كأنه يوحي بانه امرهم ايضا بان يخفض ويخفف ولا يأكلون الا قدر البلغة. قال ثم يأتي من بعد ذلك يعني من بعد هذه السنوات السبع الخصبة يأتي من بعد ذلك سبع شداد. شداد اي ممحلة جدباء لا ينزل المطر ولا تنبت الارض فهي شديدة على العباد وعلى ناس وعلى الدواب لانه لا مطر ولا نبات. ومعلوم ان الناس على الله جل وعلا ومن ذلك انزال المطر لهم وان باتوا الارظ فيأكلون وتأكل دوابهم ولكن ستأتي عليهم سبع سنين شداد شديدة ممحلة جدباء. قال جل وعلا فما نعم ثم يأتي من بعد ذلك سبع شداد يأكلن ما قدمتم لهن. يأكلن ما قدمتم لهن يعني كل الذي خزنتموه من قبل تأكلونه في هذه السنوات. واي شيء تنفقونه ينفد ينفد لانه ليس هناك بديل غير الذي الارض لم تنبت هذه السنوات فما بقي الا ما خزنتموه قال يأكلن ما قدمتم لهن الا قليلا مما تحسنون. الا قليل مما تحسنون. ومعنى تحسنون اي تحرزونه وتجعلونه في حصن وفي منعة ومعلوم انه يجعل في المخازن مخازن الحبوب. فهذه السنوات الشديدة تأكل ما قدمتم لها. يعني تأتون على كل ما عندكم لان ما عندكم شيء تأكلون بدلا من مما خزنتم الا قليلا مما تحسنونه تمنعونه بانكم تحتفظون به وتخزنونه في كيني لئلا ينفد. قال ثم يأتي من بعد ذلك عام فيه يغاث الناس وفيه يعصرون اذا سمعوا سنوات رخاء وخصب وسعة ثم يأتي بعدها سبع شداد حيلة ثم يأتي بعد ذلك عام فيه يغاث الناس. اي ينزل عليهم الغيث. وينزل بهم مطر وفيه يعصرون اي يعصرون الزيت سمسمة والعنب ونحو ذلك مما يعصر. لماذا؟ لان الله انبت لهم الارض فانبتت لهم هذه النباتات التي يعصرون ثمرتها. وهذا على القول الراجح ان ان معنى قوله هنا يعصر اي يعصرون الثمار التي كانوا يعصرونها قبل ذلك مثل العنب مثل السمسم وما شابه كذلك وهذا دليل على انه يصبح عاما رغيدا كثير النبات ترجع الامور الى السعة وقال بعض المفسرين وهو مروي عن ابن عباس ان معنى يعصرون يعني يحلبون يحلبون يعني تشرب تأكل انعامهم فتدر اللبن فيحلبونه. وهذا القول وان كان له وجه لكن ظاهر السياق لا يدل عليه. ولهذا رده ابن جرير الطبري ومثله ابن كثير بان ظاهر السياق لا يدل عليه لان السياق انما هو في انبات الارض. وفي نبات الزرع يكون العصر هنا عائد ما هو متناسب مع السياق. وما يدل عليه السياق وهذا هو الذي يظهر والله اعلم ان الحليب لا يسمى عصرا لا يقال لي اعصر لي الحليب. وان كان فيه نوع من العصر حينما يخرج من ثدي الناقة او نحوها لكن لا يسمى هذا عصرا. والغالب والجادة في لغة العرب ان يعصرون المراد به العصير الذي يؤخذ من ثمرات النبات والله اعلم. وقوله يعصرون هذه قراءة وقرأ حمزة والكسائي تعصرون ولا يختلف المعنى سواء قلنا تعصرون او يعصرون هنا فوائد اولها ان الله سبحانه وتعالى اذا اراد امرا اتمه. فيوسف في السجن مسجون ظلما والله يريد جل وعلا ان يخرجه ويجعل العاقبة له. فجاءت الاسباب اولها رؤيا هذا هذا الملك هذه الرؤية سبب في خروج يوسف عليه السلام من السجن. فبسبب هذه الرؤيا وعدم معرفة الناس تفسيرها وذهاب ذلك الرجل وسؤال يوسف كانت سببا بعد الله جل وعلا في اخراج يوسف من السجن بل ليكون هو مصر فاذا اراد الله امرا اتمه. جل وعلا. وفيه من الفوائد ان السنة تطلق على العام المجدب الممحل. الذي لا مطر فيه ولا نبات فيه والعام يطلق على على السنة اذا كانت سنة خير خصبة ديرة المطر كثيرة الخيرات. وهذا والله اعلم ان السنة والعام اذا اجتمع افترقا واذا افترقا اجتمع فاذا ذكرت السنة وحدها فهي تدل على السنة المخصبة والسنة المجذبة. واذا ذكرت السنة والعام في في نص واحد فالسنة على العام على السنة الممحلة والعام على على السنة الخصبة ويدل على هذه الايات. فانه ذكر انها سنين ثم لما جاءت الاغاثة قال ثم يأتي من بعد ذلك عام. ما قال تأتي سنة. ويدل عليه ايضا قول جل وعلا ولقد ارسلنا نوحا الى قومه فلبث فيهم الف سنة الف سنة الا خمسين عاما ما قال الا خمسين سنة. مع انه قال لبث فيهم الف سنة. قالوا لان تسع مئة وخمسين كانت على نوح عليه السلام بسبب معارضة قومه واذيتهم له وتحمل مشاق الدعوة خمسين عاما بعد ذلك لما اهلكهم الله ارتاح نوح من عناء دعوتهم ومن استهزائهم ومن اذيتهم فسماه عاما. ثم وقال الملك ائتوني به فلما جاءه الرسول قال ارجع الى ربك فاسألهما بالنسوة اللاتي قطعن ايديهن. ان ربي بكيدهن عليم طالما خطبكن يوسف عن نفسه. قل ان حاش لله ما علمنا عليه من سوء. قالت امرأة از الان حصحص الحق انا راودته عن نفسه وانه لمن الصادقين ذلك ليعلم اني لم اخونه بالغيب وان الله الا يهدي كيد الخائنين. وما ابرئ رحم ربي ان ربي غفور رحيم. ثم ثم قال جل وعلا وقال قال الملك ائتوني به. يعني بعد ان رجع اليه ذلكم الرجل احد الفتيين الذين كان او دخل مع يوسف السجن رجع اليه واخبره بقول يوسف وبما عبر به يوسف شوف الرؤيا في الكلام اختصار يدل على ان الملك سأل عنه وعن سيرته وعن حاله فعند ذلك وقال الملك ائتوني به. قال ملك مصر ائتوني به. جئوني بيوسف. واخرجوهم الى السجن فلما جاءه الرسول جاءه رسول الملك الذي يريد ان يخرجه من السجن قال ارجع الى ربك قال له يوسف ارجع الى ربك الى سيدك. الى الملك. واسأله فاسأله ما بال النسوة اللاتي قطعن ايديهن. فاسأله يعني اسأله لماذا اولئك النسوة اللاتي تسببن في سجن مع امرأة العزيز لماذا قطعن ايديهن؟ كما مر معنا في الايات لما خرج يوسف عليهن وبيد كل واحد منهن سكينا تقطع بها الاتروج. فلما رأينا جمال يوسف ذهلنا فجعلت احداهن تحز يدها وهي لا تشعر. قال فاسأله ما بال ويعني ما شأن ما حال النسوة؟ وما شأنهن؟ اللاتي قطعن ايديهن؟ قالوا انه لم يذكر امرأة العزيز مع انها هي التي اوقعته في السجن وطلبت من زوجها قالوا اما انه من باب حفظ كرامة سيده الذي كان عنده في بيته لانه احسن مثواه واحسن اليه فما زال يحتفظ له. ولهذا لم يذكرها. او لانها هي المتهمة او لانه كان يخاف ايضا ان يناله منها شرا كما ناله قبل ذلك. قيل هذا وقيل هذا وقيل هذا الله اعلم ولكن لا شك ان امرأة العزيز هي التي تسببت في سجنه وسعت في ذلك. ولكن ذكر النسوة معها والله اعلم دليل على انهن قد وطأنها ووافقنها على على مراودة يوسف مع انهن في في اول الامر كن يظهرن التعجب من امرأة العزيز في مقام العزيز فكيف تراود فتاها عن نفسه؟ قال جل وعلا يوسف ان ربي بكيدهن عليم. ان ربي بكيدهن بمكيدتهن لي وما فعلنه لي حتى سجنت كيدا وزورا وبهتانا ولست بمستحق لذلك لكن ربي بذلك لعليم ذو علم به قد علمه وهو يعلم المفسد من المصلح. ثم قال قال ما خطبكن اذا راودكن يوسف؟ هنا اورد ابن كثير رحمه الله هذه في الحقيقة من الميزات في هذا التفسير المبارك تفسير ابن كثير وهو العناية بالاثر العناية بالاثار من حديث واقوال الصحابة والتابعين. ولهذا اورد هنا ما في اين من حديث ابي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم نحن احق بالشك من ابراهيم. اذ قال ربي ارني كيف تحيي الموتى. الاية ويرحم الله لوطا لقد كان يأوي الى ركن شديد ولو لبثت في السجن ما لبث يوسف لاجبتم الداعي لبث سبع سنين. فيما قال المفسرون. في تجن. ولو لبثت في السجن ما لبث يوسف. ثم جاءني كما جاءه الرسول هنا. الذي يريد لما قال الملك ائتوني به جاءه الرسول يريد ان يخرج. هو ما خرج. اراد ابراء ساحته حتى يظهر وقد سلم من تبعة هذه التهمة. لانهم انما سجنوه ليوهموا الناس ان يوسف قد اراد الفاحشة في امرأة العزيز ولهذا سجنوه. فاراد الا يخرج الا بعد ان يبرئ ساحته من كل شيء. ويتبين امره. وهذا على صبره. عليه السلام. وقوته وثباته. ولهذا يقول النبي صلى الله عليه وسلم لو لبثت ما لبث في السجن ثم جاءني الداعي لاجبت. داعي ايش؟ دعي الملك الذي يقول اخرج من السجن. لاجبته وخرجت من السجن. وايضا بدل المؤلف ما رواه الامام احمد بسند حسن من حديث ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه واله وسلم في قوله فاسأله ما بال النسوة اللاتي قطعن ايديهن؟ ان ربي بكيدهن عليم. فقال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم لو كنت انال اسرعت الاجابة وما ابتغيت العذر. لاسرعت الاجابة وما ابتغيت العذر. ما قلت لا. اعذرني منهن حتى يعرف الناس براءتي. وايضا اورد المؤلف مرسلا وهو ما رواه عبدالرزاق عن عكرمة قال النبي صلى الله عليه وسلم ومعلوم ان عكرمة ليس من الصحابة هو مرسل والمرسل الاغلب عليه الظعف وان كان قد يتقوى المرسل تتقوى المراسيل بتعدد الطرق فترتقي الى درجة الحسن لكن مع ذلك صححه الشيخ الالباني في السلسلة الصحيحة بشواهده يقول النبي صلى الله عليه وسلم لقد عجبت من يوسف وصبره وكرمه فالله يغفر له حين سئل عن البقرات العجافي والسمان ولو كنت مكانه ما اجبتهم حتى لاشترط ان يخرجوني. ولقد عجبت من يوسف وصبره وكرمه. والله يغفر له اتاه الرسول ولو كنت مكانه لبادرتهم الباب. ولكنه اراد ان يكون له العذر فالحاصل ان هذا يدل على امامة يوسف عليه السلام وكرمه وصبره وقوة بثقته بالله سبحانه وتعالى. قال الله جل وعلا قال ما خطبكن؟ القائل هو الملك وهذا معروف من السياق لما جاءه الرسول من الملك قال ارجع الى ربك الى سيدك واسأله ما بال النسوة اللاتي قطعن ايديهن ان ربي بكيدهن عليم ثم اختصر الكلام فيه شيء محذوف لكنه معلوم فرجع الى الملك واخبره بقول يوسف فدعا يوسف النسوة اللاتي قطعن ايديهن فقال لهن ما خطبكن اذ راودكن يوسف عن نفسه؟ ما شأنكن وما امركن وما خبركن حين اذ اي حين راودتن يوسف عن نفسه. قلنا حاشا لله. مرة معنى ان حاشى الا معناه معاذ الله. حاشا لله ما علمنا عليه من سوء. ما علمنا عليه من تهمة ولا خيانة ولا امرا يسوءه. نطقنا بالحق وهذا الذي اراد يوسف يبرئ ساحته امام الناس. ما علمنا عليه من سوء. قالت امرأة العزيز الان حصحص الحق وهذا دليل ان امرأة العزيز كانت معهن ومن ضمنهن فقالت الان حصحص الحق. ومعنى حصحص يعني ظهر وتبين جل في هذا الوقت سابقا قالت ما جزاء من اراد باهلك سوء الا ان يحسنه او عذاب اليم كانت تلبس. اما الان تبينت الامور. قالت الان حصحص الحق. يعني ظهر وتبين وتجلى الان حصحص الحق. انا راودته عن نفسي. انا راودته عن نفسه. اعترفت بالمراودة وقد مر معنا بيان المراودة. وهي المحاولة معه ان يعمل معها الفاحشة. انا راودته عن نفسه وانه لمن الصادقين لما قال هي راودتني عن نفسي. لما الف يا سيدها لدى الباب قلبت سيدها وزوجها عليه ما جزاء من اراد باهلك سوء الا ان يسأل او عذاب اليم؟ قال هي راودتني عن نفسي. مع انها كما مر معنا ان الملك ان العزيز تبينت له الايات الدالة على صدق يوسف وكذبها. ومع ذلك رأى ان يسجنه حتى حين هنا اعترفت وقالت وانه لمن الصادقين يعني في ما يقول انني انا الذي راودته وهو لم يهم بسوء ذلك ليعلموا ليعلم اني لم اخونه بالغيب. هل هذا من كلام يوسف؟ او من كلام امرأة العزيز قال ابن جرير هذا من كلام يوسف. ولم يذكر غير هذا القول. وتبعه بعض المفسرين ورواه عن جمع عن مجاهد عن جمع من السلف بل رواه عن ابن عباس وان هذا من قول يوسف ان الكلام انتقل الى يوسف هو الذي قال ذلك ليعلم اني لم اخنه ذلك اي طلب من الرسول ان يرجع الى الملك وان يسأله ما بال النسوة؟ وان يعلن براءتي الم سيدي عزيز مصر زوج امرأتي العزيزة زوج المرأة ليعلم اني لم اخونه بالغيب انني ما خنته ولا وطأت ولا زنيت بامرأتي. لم اخونه بالغيب وان الله لا اهدي كيد الخائنين. والقول الثاني وهو اختيار ابن كثير وانتصر له شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله اه ورد القول الاخر كما في الفتاوى في المجلد الخامس صفحة الفتاوى الكبرى في المجلد الخامس وايضا ذكره هي مجموع الفتاوى لكن في الفتاوى الكبرى في المجلد الخامس صفة مئتين واثنين وستين. قال كلاما طويلا ومنه قال هذا من كلام امرأة العزيز التي قالت ذلك ليعلم اني لم اخونه قال هذا من كلام امرأة العزيز. قال والسياق يدل عليه لانها هي التي تتكلم. وامرأة العزيز تتكلم امام الملك الان ويوسف لا يزال في السجن فالكلام كله كلام امرأة العزيز. بل القول الاخر وقال واما من قال انه يرجع على يوسف فهو قول في في غاية الفساد ولا دليل عليه. بل الف رسالة في هذا كما ذكر ذلك ابن كثير. في بيان ان الحملة التي قالت ذلك ليعلم اني لم اخونه انها امرأة العزيز وليس يوسف. وهذا هو ظاهر السياق. والاصل اعتبار قرينة السياق وان عود الظمائر اتحاد عود الضمائر. فالاصل الكلام مع امرأة فهذه الظماير الاصل ان الكلام كله عن واحد. فكون ننتقل الى شخص اخر مثل هذا يحتاج الى قرينة ودليل يدل عليه ولا دليل. ولهذا الصواب ان التي ان الذي قال ذلك ليعلم اني لم اخنه بالغيب انها العزيز قالت ذلك ليعلم اي زوجها اني لم اخونه بالغيب انني ما زنيت. لان فعلا ما زنت لكن حصلت منها المراودة وحاولت ذلك لكن ما حصل منها هذا الامر لان يوسف استعصم وامتنع عليها واختار السجن بدل ان يقع في هذا الامر. ذلك ليعلم اني لم اخونه بالغيب وان الله لا يهدي كيد الخائنين يمين اي لا يسدد صنيع الخائنين ولا يرشده ولا يحققه حتى لو ارادوا كيدا كيد خيانة فان الله جل وعلا لا يصلحه ولا يسدده وهو امر لا يريده الله ولا ثم قالت وما ابرئ نفسي ان النفس لامارة بالسوء. لا ابرئ نفسي انه حصل مني شيء. وهي المراودة لكن اما الخيانة والوقوع في الزنا ما حصل مني. لم اخونه بالغيب. لكن ما ابرئ نفسي انه حصل مني شيء وهو ما سبق من مراودة يوسف عن نفسه ثم قالت ان النفس لامارة بالسوء الا ما رحم ربي. ان النفس الغالب فيها انها تأمر بالسوء بما يسوء الانسان عاقبته. لانها تهوى النفس ولو كان معصية لله جل وعلا الا ما رحم ربي هناك من رحمهم الله فيعصمهم الله ولا يطيعون انفسهم ولا ينسوا ولا وراءها اذا امرتهم بسوء. بل يقفون عند حدود الله. ان ربي غفور رحيم ان ربي غفور كثير المغفرة. وهو ستر الذنوب. والتجاوز عنها. رحيم عباده رحيم بخلقه. يرحم خلقه. وهذا دليل على حسن ظنها بالله ورجائها لهذا ذكروا ذكر ابو اسحاق وغيره انها اسلمت. وان يوسف تزوج بها بعد ذلك والعلم عند الله تعالى. قال قال الملك نعم اقرأ الاية ملك ائتوني به استخلصه لنفسي فلما كلمه قال انك اليوم فدينا مكين امين. قال جعلني على خزائن الارض اني حفيظ عليم. وكذلك مكنا ليوسف في الارض يتبوأ منها حيث يشاء. نصيب برحمتنا من نشاء ولا نضيع اجر المحسنين. ولاجر الاخرة خير للذين امنوا وكانوا يتقون. وجاء اخوة يوسف فدخلوا عليه فعرفهم وهم لهم منكرون. حسبك. وقال الملك ائتوني به. قال ملك مصر وهو الريان ابن الوليد في ذلك الزمان لجلسائه وملأه ائتوني به اي ائتوني بيوسف. ومعنى ذلك اخرجوه من السجن واتوني به. فجاءوا به الى الملك. لكن قال ائتوني به لماذا تخليصه لنفسه. قالوا معنى استخلصه لنفسي اي اجعله من خاصتي وقيل اجعله من خلاصائي دون غيري. وهما بمعنى والحاصل انه قال يأتوني به لماذا؟ لا يريد ان يؤدبه او يسيء اليه. بل ليصطفيه ويكون من خاصته وجلسائه المشورته بل يقدمه على كل احد. وانظروا يا اخوان. من اتقى الله وقاه. انظروا الى عاقبة التقوى. فيوسف يخرج صغيرا ويرمى في البئر. وتتقلب تلبي الامور الى ان يصبح خادما ومملوكا في بيت العزيز ويحصل له ما يحصل ويكاد ما تاد ويسجن وكان في ذلك كله من المتقين. فمن اتقى الله قه. ولهذا كان عاقبة امره انصار هو عزيز مصر. ودانت له المرأة التي كانت تؤذيه واهل مصر. بل حتى اخوته الذين اذوه وفعلوا به ما فعلوا له وصار امره فوق امرهم. هذه هي نتيجة التقوى يا اخوان. ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم اتق الله حيثما ما كنت واتبع السيئة الحسنة تمحها. التقوى مهمة. استصحب التقوى يا عبد الله وان تجعل بينك وبين عذاب الله وقاية ببئر اوامره واجتناب نواهيه. قال طلق بن حبيب التقوى ان تعمل بل بطاعة الله على نور من الله ترجو ثواب الله. وان تترك معصية الله على نور من الله تخشى عقوبة الله. ولهذا قال الملك ائتوني به استخلصه لنفسي فلما كلمه في اختصار وحذف شيء من من الكلام لكنه معلوم ظاهر وهذا من اعجاز القرآن فهناك كلام محذوف وهو انه لما قال ائتوني به استخلصه لنفسي انهم ذهبوا اليه واخرجوه من السجن وجاؤوا به الى الملك ثم كلمه الملك. بعد ان دخل عنده. تكلم معه. كلموه يعني تكلم معه. وليس معنى انه وكلمه بكلام واحد لا تكلم معه وسمع كلامه ولهذا لما كلمه تبين له وفضل موسى يوسف وعقله وتدبيره وبراءته فقال له انك اليوم لدينا مكين امين انك اليوم لدينا مكين. مكين قيل ذو مكانة. متمكن فاذا اردت شيئا فاطلب فان لك مكانة لا يرد طلبك. وايضا امين ذو امانة. فانت مؤتمن عندنا. ولا نشك فيك ولا نخونك ولا يقع في انفسنا شيء من ذلك. وهذا والله اعلم انه بعد ان كلمه وعرف هذه القصة وما حصل من امرأة العزيز وما حصل من صبره هو واعراضه وعدم الوقوع واختيار السجن كل هذا من امانته عليه السلام. قال جل وعلا قال اجعلني على زائل الارض. طبعا لا شك ان بالكلام اختصار. لكن هذه عادة القرآن. هذا من اعجازه وعظم شأنه انه يأتي بما يحتاج اليه من الكلام. لكن الكلام الذي لا يحتاج اليه او بعض الامور لا يأتي بها يعرض عنها ولكن يفهم من الكلام الذي جيء به ما قد حذف من حيث الجملة يعرف. قال اجعلني على خزائن الارض والخزائن جمع خزينة. قالوا والمراد بها هنا خزائن الطعام والاموال لان ملك مصر كان له خزائن واماكن يخزن فيها الطعام. يخزن فيها الاموال. فيوسف قال اجعلني على خزائن الارض ثم قال اني حفيظ عليم. حفيظ اقوم بحفظ الخزائن وما استودعتني عليه وايظا عليم اعلم تدبير الامور وتصريفها ولذلك هو افتاهم هو لما عبر لهم الرؤيا امرهم بان يحصنوا وان يحتفظوا بالزروع في السنوات السبع الاولى. الخصبة وفي السنوات الشديدة لا يخرجون الا شيئا قليلا بقدر الحاجة. اذا هو اراد ان يجتاز اهل مصر هذه قضية على يده. فيصبح هو عزيز مصر. وهو المسؤول عن الخزائن وهو الذي يتولى تدبير الامور والاحتفاظ بالزروع والثمار في السنوات المخصبة ويتولى الانفاق منها في السنوات المجذبة. وهذه المسألة فيها خلاف بين اهل العلم هل الانسان له ان يطلب الرئاسة سهل او يطلب العمل جاء في السنة ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لاحد اصحابه لا تسأل الامارة فانك اذا سألتها لم عليها وان جاءتك من غير مسألة اعنت عليها. لكن يوسف هنا سأل اختلفت اجوبة اهل العلم من اهل العلم من قال ان هذا في شرع من قبلنا وشرع من قبلنا شرع لنا ما لم يرد في شرعنا خلافه فنحن جاء في شرعنا لا تسأل الامارة. فهذا كان خاصا بشرع يوسف. وقال بعض اهل العلم ان الاصل ان الاصل ان الانسان لا يسأل الامارة الا اذا ترجحت المصلحة. فاذا رأى ان في مصلحة للناس مصلحة الاسلام والمسلمين. المصلحة العامة فيها مصلحة في ان يتولى هذا الامر انه يسأله ويثاب على هذا. ولهذا قال ابن كثير وسأل العمل لعلمه بقدرته عليه ولما في ذلك من المصالح للناس. وانما سأل ان يجعل على خزائن الارض هي الاهرام التي تجمع فيها الغلات لما يستقبلونه من السنين التي اخبرهم بشأنها صرف لهم على الوجه الاحوط والاصلح والارشد. فاجيب الى ذلك رغبة فيه وتكرمة له ولهذا قال تعالى وكذلك مكنا ليوسف في الارض. ولهذا لا مانع اذا رأى الانسان مصلحة ان يسأل يقول مثلما قال يوسف اني حفيظ عليم. اذا علم في نفسه الكفاءة وان من حوله لا يستطيعون ان يقوموا بهذا العمل ويضرون بالاسلام والمسلمين والمصالح العامة فله ان يسأل الله اعلم. قال جل وعلا وكذلك مكنا ليوسف في الارض. وكذلك قال السمعاني الكعبة هنا للتشبيه. ومعنى الكلام اي ومثل هذا الانعام الذي انعمنا عليه على يوسف في تقريبه الى الملك. وان جاءه من السجن. وان جاءه من من الجب ومن المرأة مثل ذلك مكنا ليوسف كما فعلنا به ذلك ايضا مكنا له في الارظ. فجعلناه هو عزيز مصر. الذي يكون على حفظ خزائنها. وكذلك مكنا ليوسف والتمكين عبارات المفسرين ومعناها قريب من بعض. فقال بعضهم ملكناه ووطأنا له ارض مصر يقول جل وعلا وكذلك مكنا اي ملكنا ووطئنا وهيئنا وسلطنا يوسف في الارض اي ارض مصر يتبوأ منها حيث يشاء قالوا يتبوأ اي ينزل ويقيم يقال تبوأ المكان اذا نزل هو واقام به معنى يتبوأ منها حيث يشاء يعني ينزل من ارضها حيث شاء بعد ان كان دخلها مأسورا مملوكا محبوسا في بيت لا يخرج منه مكن الله له وهيأ له وملكه ارض مصر حتى صار يتبوأ منها وينزل اي مكان شاء منها لان الامر صار له قال جل وعلا نصيب برحمتنا من نشاء هذا الذي حل بيوسف هو من رحمة الله جل وعلا اصابه برحمته فرحمه في الاولى والاخرة نصيب برحمتنا من نشاء ولا نضيع اجر المحسنين لا نضيع اجر من احسن عملا وهذا فيه الحث على احسان العمل فان الانسان اذا احسن العمل فان الله لا يضيع له اجرا من جاء بالحسنة فله عشر امثالها ومن جاء بالسيئة فلا يجزى الا مثلها وهم لا يظلمون. من يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره والذينا اهتدوا زادهم هدى واتاهم تقواهم لا يظيع من اجل الاحسان شيء. بل تنال تنال تنال شيئا في الدنيا مين جزائه وما يدخره الله لك في الاخرة اعظم فلا يضيع ربك اجر من احسن عملا وهذا يتضمن الحث على احسان العمل وابشر لن يضيع منه شيء بل يضاعف ثم قال جل وعلا ولا اجر الاخرة خير للذين امنوا وكانوا يتقون اجر الاخرة وما يكل وما يكون من النعيم في الجنة للمؤمنين لمن امن بالله وكان من المتقين اعظم وخير واكبر ولا يقاس بنعيم الدنيا فان في الجنة ما لعين رأت ولا اذن سمعت ولا خطر على قلب بشر ونكتفي بهذا القدر