بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن والاه. اعوذ بالله من الشيطان الرجيم. وجاء اخوة يوسف فدخلوا عليه فعرفهم وهم له منكرون ولما جهزهم بجهازهم قال ائتوني باخ لكم من ابيكم الا ترون اني اوفي الكيل وانا خير المنزلين فان لم تأتوني به فلا كيل لكم عندي ولا تقربون قالوا سنراود عنه اباه وانا لفاعلون. وقال لفتيانه اجعلوا بضاعتهم في رحالهم لعلهم يعرفونها اذا لعلهم يرجعون فلما رجعوا الى ابيهم قالوا يا ابانا منع منا الكيل فارسل معنا اخانا نكتل وانا له لحافظون قال هل امنكم عليه الا كما اخيه من قبل فالله خير حافظا وهو ارحم الراحمين ولما فتحوا متاعهم وجدوا بضاعتهم ردت اليهم قالوا يا ابانا ما نبغي هذه بضاعتنا ردت الينا ونمير اهلنا احفظوا اخانا ونحفظ اخانا ونزداد كيل بعير ذلك كيل يسير. قال لن ارسله معكم حتى تؤتوني موثقا من الله لتأتنني به الا ان يحاط بكم لما اتوه موثقهم قال الله على ما نقول وكيل بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. الرحمن الرحيم. وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين اما بعد لا تزال هذه الايات حركات من سورة يوسف في قصص يوسف فقد مر في الايات السابقات ان الملك طلبه استخلصه لنفسه وجعله من المقربين عنده. وان يوسفها طلب منه ان يجعله على خزائن الارض تولى اه القيام والاستعداد لرؤيا الملك وهي انه تمر بهم سبع سنوات كلها خصبة وذات خير وزرع ثم يلحقها بعد ذلك سبع شداد فيحتاج الى ان يقوم الملك او ازن بالاعداد لهذه السنوات. فجعله الملك على ذلك. مما ذكر هم يفسرون ان يوسف في السبع السنوات الاولى الخصبة كان قد اكثر وامر الناس بزراعة الزروع وبزراعة الحبوب واكثر من المخازن التي جعلهم يجعلون ثمرها فيها وامر الناس بان يقتاتوا او يقتصدوا في اكلهم فلا يأكلوا الا مرة واحدة في اليوم وكان يفعل ذلك مع هو والملك ثم بعد ذلك دخلت السبع السنوات العجاف الشديدة فلحق الجدب بمصر وبما حولها وكان يعقوب اولاده في ارض كنعان. وهي ارض فلسطين وما حولها. فلحقهم ايضا اصابهم الجدب ولحقهم ما لحق غيرهم. ومما يذكره المفسرون ان بني يعقوب انما جاءوا الى مصر في السنة الثانية من السنوات العجاف وذلك انه نفذ كل ما عندهم وعند ذلك قال لهم ابوهم اني اسمع ان بمصر ملكا عادلا آآ لا يأخذ الا قيمة الطعام وانه يعطي كل احد يأتي اليه فاذهبوا اليه وامتاروا اهلكم فجاءوا كما حكى الله قصصهم في هذه الايات وجاء اخوة يوسف فدخلوا عليه فعرفهم وهم له منكرون. جاء اخوة يوسف من ارض فلسطين. من عند ابيهم. الى مصر خلوا عليه دخلوا على يوسف جاء اخوة يوسف فدخلوا على يوسف وكان هو اه عزيز مصر وهو القائم على خزانة الزروع والثمار استعدادا لما هم فيه من الشدة. فكان من اراد شيئا من اراد ان يكتال لابد ان يدخل على يوسف لانه كان يرقب ذلك بنفسه ويراقبه حتى لا يأخذ احد اكثر منه استحقاقه وحتى لا يكون هناك يعني اسراف فيلحق بالناس هلكة. فدخلوا عليه وهو في ابهته وملكه ومقامه فعرفهم آآ قالوا عرفهم لانه تركهم وهم قد قد صاروا رجالا وكبرت اعمارهم والغالب ان الكبير لا يتغير كثيرا وهم له منكرون هم لم يعرفوه. لانهم عهدهم به حينما كان صغيرا والقوه في غيابة الجب. ولكنه اختلف وكبر سنه بعد ذلك ومما يذكر ومما يذكره المفسرون والعلم عند الله تعالى ان بين القائهم له في الجب وبين دخولهم عليه اربعون سنة واربعون سنة كثيرة. ولذلك هو عرفهم اولا لان انهم لم يختلفوا كثيرا لانه حينما فارقهم كانوا قد تقدمت بهم السن والامر الثاني كما قال الشيخ السعدي وغيره اعطاه الله من النباهة والفراسة والذكاء فانه تفطن لذلك وعرفهم. وهم لم يعرفوه لتغيري شكري وكبر سنه عما كان عليه. وقد ذكر بعض المفسرين انهم لم يعرفوه ايضا. لانه قد غير هيئته بلباس الملك وحاشية الملك فكان لهم لباسا يخصهم لما رأوا ذلك ما تفطنوا وما عرفوا يوسف والذي يظهر والله اعلم هو القول الاول انه عرفهم لان الله اعطاه ذكاء وفراسة ولانه حينما فارقهم كانوا قد تقدم بهم السن فلم يختلفوا كثيرا بعد فراقه لهم وهم لم يعرفوه لانه لما فارقوه كان صغيرا وقد تغير كثيرا. وايضا لم يقع في حسبانهم انه موجود او انه لا يزال موجودا قال فعرفهم وهم له منكرون. ولما جهزهم بجهازهم. ولما جهزهم آآ الجهاز بفتح الجيم وكسرها الجهاز والجهاز يطلق على ما يحتاج اليه المسافر ما يحتاج اليه المسافر. يعني ما يتجهز به ويحمله معه. والمراد به هنا الطعام الذي كان قد جهزه لهم لان كل ات الى مصر كان يوسف تعطيه حمل بعير واحد لا يزيد له على حمل بعير واحد. وكان ذلك مقابل الثمن بالقيمة. فلما جهزهم يعني اعطى قام باعطائهم المتاع وحمل البعير بعدد بعددهم عشرة رجال حمل لهم عشرة ابعرة عشرة من الابل جهزهم هذا معنى جهزهم يعني اه اعطاهم الطعام الذي يستحقه كل واحد منهم وحمله لهم او امر غلمانه ان يحملوه على اه ابله حتى يستعدوا الرجوع الى اهلهم. فلما جهزهم بجهازهم قال ائتوني باخ لكم من ابيكم سبب هذا فيما ذكره المفسرون اكثرهم لم يذكر غيره آآ ان يوسف لما عرفهم آآ ورآهم يعني في هذه الهيئة هذه الهيئة آآ اراد ان يسألهما اسئلة فقال لهم من اين انتم؟ انتم لستم من اهل ارضنا. فقالوا نعم لسنا من اهل ارضكم. فقال فاذا انتم عيون علينا انتم عيون لاعدائنا علينا وجئتم تريدون بنا شراء يريد ان يستخرج منهم الكلام فتكلموا وقالوا لا لسنا عيونا ونحن من ارض فلسطين او من ارض كنعان ونحن ابناء الرجل الصديق يعقوب ونحن عشرة اخوة من من اب وام ولنا اخ صغير. والدنا يحتفظ به لا يذهب عنه. لانه قد فقد ولدا في اول عمره فوجد عليه فصار يتمسك بابنه هذا. ولا يأذن له بالذهاب. فقال لهم يوسف عند ذلك ان كنتم صادقين فيما تقولون وانكم لستم اعداء وانكم انما جئتم للطعام فاتوني باخيكم هذا الذي تقولون انه من ابيكم فقط ان كنتم صادقين فيما تقولون. والا فانتم عندنا محل نظر. لكن ان كنتم صادقين فيما تقولون فاتوا فاتوا باخيكم هذا الذي هو من ابيكم ائتوني به. في المرة القادمة ويقال انه اخذ احدا منهم رهينة. والاظهر انه لم يأخذ منهم شيئا. ومع ذلك نعم قال ائتوني باخ لكم من ابيكم ثم قال لهم الا ترون اني اوفي الكيل وانا خير المنزلين؟ اوفي الكيل يعني اتمم الكيل ولا ابخسه لانه كان لهم لكل واحد منهم حمل بعيره وانا خير المنزلين. قال ومعناه وانا خير المضيفين. وقد احسن ضيافتهم احسن اليهم في حال وجودهم واكرمهم وانما قال لهم ما قال طمأنة لهم ليعودوا مرة اخرى اليه باخيه. ولهذا قال لهم الا ترون اني او في الكيل؟ ما بخستكم شيئا؟ ووفيتكم كيلكم امنا بقدر اه المال الذي جئتم به او بقدر النقود التي جئتم بها. وايضا انا خير المنزلين هذا خير المضيفين لكم في مصر. اظفتكم واحسنت اليكم. ثم قال لم تأتوني به فلا كيد لكم عندي ولا تقربون. فان لم تأتوني باخيكم من ابيكم فلا كيل لكم عندي. لانه تبين انكم كذبة وانكم غير صادقين. وانكم فعلا عيون لعدونا علينا. وتريدون بنا شراء فان لم تأتوني باخيكم الذي هو من ابيكم فلا كيل لكم عندي. ليس لكم عندي طعام. ولا ابيعكم شيء. ولا تقربون اتقربوا بلدي لا تقربوا بلادي لا تقربوا مصر لانكم عدو او تبين انكم عدو لنا ولاهل بلدنا وكل هذا من يوسف عليه السلام لاجل ان يحثهم ويحضهم على احضار اخيهم وهذا من تمكين الله عز وجل ليوسف كيده لاخوانه الذين كادوه في اول امرهم فقال جل وعلا عنهم قالوا سنراود عنه اباه وانا لفاعلون. سنراود المراودة هو الطلب سنطلب من ابيه ذلك ان يرسله معنا وانا لفاعلون ذلك يعني مجتهدون في سؤاله ذلك وفي مراودته حتى يرسله معنا. وعدو يوسف بهذا قالوا سنراود عنه اباه وانا لفاعلون ذلك وقال لفتيانه اي قال يوسف لفتيانه لغلمانه لانه كان لانه كان هو العزيز. ومعه فتيان وظلمان وخدم يعملون معه هذه القراءة لفتيانه آآ قرأ بها حمزة وحفص قرأ حمزة والكسائي وحفص لفتيانه. وقرأ الباقون لفتيته. لفتيته قال والقرائتان بمعنى لغتان يقال فتيان فتيان وفتية كما يقال صبيان وصبية وكما يقال ظلمان وظلمة وهكذا. فالمعنى لا يختلف باختلاف القراءتين. وكل من القراءتين قراءة سبعية وقال لفتيانه اجعلوا بضاعتهم في رحالهم آآ المراد ببضاعتهم هنا اثمان بضاعتهم. وقالوا انه سماها بضاعة. لانهم لم يكن عندهم نقود. فلما جاءوا من ابيهم جاءوا معهم بالادم وبالنعال وبعض بعض البضائع. يريدون ان يبيعونها ويأخذون مقابلها الطعام. او يأخذها اه صاحب الطعام ويعطيهم بدلا منها طعاما. ولهذا قال الله عز وجل حكاية عن قول يوسف اجعلوا بضاعتهم في رحالهم. والمراد ثمن بضاعتهم او والثمن الذي جاءوا به مقابل الكيل الذي اخذوه منا. فبناء على ذلك يكون يوسف اعطاهم الكيل مجانا اعطاهم بدون مقابل ولهذا قال اجعلوا بضاعتهم وثمن بضاعتهم الذي جاءوا به في رحالهم في رحالهم جمع يعني في امتعتيم اجعلوها داخل الكيل الذي معهم. حتى لا يشعرون به. قال اجعلوا بضاعتهم في رحالهم لعلهم يعرفونها لعلهم يعرفون ذلك حينما يرجعون ويفتحون آآ اوعيتهم التي فيها الطعام فيعرفون ذلك ويكون ذلك سببا الى رجوعهم. لعلهم يعرفون اذا انقلبوا الى اهلهم اذا رجعوا الى اهلهم لانهم ظاهر الامر ان من يشتري طعاما لا يفتحه ويفتشه حتى يصل الى اهله قال اذا قال ابوي يعني اذا رجعوا الى اهلهم لعلهم يرجعون الينا مرة اخرى. والدليل على حرص يوسف على ان يرجعوا ويعودوا مرة اخرى وكل هذه من المغريات. فقال الا ترون اني اوفي الكيل وانا خير منزلين خير المضيفين. ورد لهم قيمة الطعام وردها معهم هذه كلها مغريات الى ان يرجعوا مرة اخرى. ولا يظنون انه يمنعهم من الطعام مرة اخرى وهذا هو اظهر ما يقال وهناك اقوال اخرى انه يعني قال اجعلوا بضاعتهم في رحالهم انه قال هذا اه حتى اه اذا رأوا ذلك يتندمون وكانوا يعني يعني كانوا يتحرزون من اخذ الاموال بدون مقابل ويرون ان هذا يعني امر لا يليق بهم يأخذون الطعام وقيمته معه فيكون دافعا لهم ان يعودوا مرة اخرى اليه. وقيل انما فعل ذلك احسانا منه اليهم الى الى ابيه والى لانهم اقاربه فاراد ان ينفق عليهم وقيل غير ذلك. والذي يظهر والله اعلم هو القول الاول خاصة ان ان الله جل وعلا قال لعلهم يرجعون. اجعلوا بضاعتهم في رحالهم. لماذا؟ لعلهم يرجعون الينا مرة اخرى. لانه يريد رجوعهم قال ثم قال جل وعلا فلما رجعوا الى ابيهم قالوا يا ابانا منع منا الكيل. اه آآ قال ابن كثير لما رجعوا الى ابيهم يعني وصلوا الى بلدهم والى ابيهم قالوا منع منا الكيل يعني بعد المرة يعني بعد هذه المرة منع منا الكيد من الان فصاعدا منع منا الكيل مصر قال فلا كيل لكم عندي ولا تقربون. فنحن منعنا من الكيل ولن نأخذ كيلا مرة اخرى الا ان ترسل معنا اخانا. فمهدوا بهذا الكلام حتى يقنعوا اباهم. وقال بعض وفيه بعد منع منا الكيل وهو زيادة حمل بعير. فاذا ارسلت اخانا معنا اعطانا بعدد ولك الاظهر الاول والله اعلم لان يوسف قد تقدم منه قوله فلا كيد لكم عندي ولا تقربون فانزلوا قوله لهم منزلة من منعهم. كانه قد حصل ذلك لانه امر متحتم. وهذا ملك مصر او عزيز مصر اذ قال هذا الكلام فنحن ممنوعون من الكيل من مصر مرة اخرى. فارسل معنا اخانا نكتل فارسل معنا اخانا وابنه الاصغر. وهو بنيامين وهو اخو يوسف منامه. منامه وابيه شقيقه وكان ايضا يعقوب يحبه. فلما فقد يوسف خاض عليه من وحجزه من ان يذهب معهم. قال وقوله نكتل آآ قراءة الجمهور بالنون نكتل يعني نكتال. لكن جذبت هنا لانها واقعة في جواب الامر. ارسلوا معنا نكتل وقرأ حمزة والكسائي يكتل. بالياء. ارسلوا معنا يكتل هو يعني يكتال هو طعاما مثل ما نكتال. وعلى قراءة الجمهور لا نكتل يعني نحن واياه نكتال كيلا ويزيد عدد الكيل لنا. قال فارسلهما فارسل معنا اخانا نكتل وانا له لحافظون قدموا اه الاخبار عن حفظهم له والحرص عليه لانهم يعلمون ان اباهم قد لزغ امنهم في المرة الاولى وعدوه بالحفظ اول مرة وكذبوا عليه. وعدوه بحفظ يوسف ثم حصل منهم ما حصل فقدموا بهذا العذر بانهم سيقومون بحفظه ورعايته. قال لهم ابوهم هل امنكم عليه الا كما امنتكم على اخيه من قبل؟ هل امنكم عليه؟ تريدون ان امنكم عليه كما امنتكم على يوسف وقلتم انكم له لحافظون ثم لذلك فرطتم فيه وقلتم انه اكله الذئب والنهاية انني فقدت يوسف ولم يرجع الي. فهل امنكم على اخي الا كما امنتكم على يوسف من قبل من قبل هذا ثم قال فالله خير حافظا وهو ارحم فالله خير هذه قراءة فالله خير حافظا هذه قراءة حمزة والكسائي وحفص. قرأوها حافظا بالالف. وقرأ الباقون حفظ فالله خير حفظا. المعنى لا يختلف كثيرا. فالله خير خير منكم في حفظه او خيركم حفظا او هو خير من يحفظ جل وعلا او حفظه خير من حفظك وهذا لانه يرجو حفظ الله. وانه ما يئس من يوسف. لا يزال. وهذا سيأتي صريحا في بعظ الايات فتحسسوا من يوسف واخيه. لا يزال يطمع انه يجد يوسف وان الله قد حفظه قال فالله خير حافظا وهو ارحم الراحمين جل وعلا. هو ارحم من رحم وهو رحيم بي وبشيبتي وكبر سني وما انا فيه. وهذا فيه دليل على قوة ايمانه عليه السلام. وثقته بالله وحفظه له ولاولاده ورحمته له ولهم ثم قال جل وعلا ولما فتحوا متاعهم لا يزال يخبر عما حصل. والذي يظهر ان هذا هذا الطلب منهم لما طلبوا او اخبروه بانه منع الكيل منهم وانهم طلبوا ان يرسل معهم اخاهم انهم قالوا هذا قبل آآ ان يفتحوا متاعهم. انهم بادروه بالكلام في الامر قبل ان يفتحوا الطعام الذي جاءوا به. او ابلهم. ولهذا قال ولما فتحوا متاعهم وجدوا بضاعتهم ردت اليهم. لما فتحوا امتعتهم واوعيتهم التي فيها الطعام وجدوا بظاءتهم ثمن بظاعتهم قد رد اليهم وان قلنا ان انها انواع من البضائع او انها دراهم كما قال بعضهم. فقالوا هذه بضاعتكم رد هذه نعم وجدوا بضاعتهم ردت اليهم قالوا يا ابانا ما نبغي ما نبغي هذه بضاعتنا ردت الينا. قال قتادة ومن معه وعليه اكثر المفسرين. ان ما هنا انها استفهامية. وتقدير الكلام ما نبغي وراء هذا كما قال قتادة قال ما نبغي وراء هذا؟ ان بضاعتنا ردت الينا وقد اوهلنا الكيل فما نبغي وراء هذا يعني تأكيدا على صدق العزيز في وعده لنا وانه سيعطينا وقيل ان ما هنا للنفي ومعناه ما نبغي اي ما نبغي منك يا انا مالا حتى نشتري بضاعة اخرى. ما نبغي منك مالا. بضاعتنا ومالنا الذي اخذناه في المرة الاولى فما يحتاج تعطينا مال حتى نشتري طعاما بمال جديد؟ لا. المال الذي اعطيتنا اول مرة يكفينا كلام محتمل لهذا ولهذا لكن الاظهر والله اعلم الاول هو الذي عليه اكثر المفسرين حكى وتقريبا لم يحكي بن جرير ولا ابن كثير هذا يعني ما نبغي كما قال قتادة ما نبغي وراء هذا ما نبغي وراء هذا وهو انه لنا بظاعتنا اوفى لنا الكيل واعطانا الطعام بدون قيمة بل ورد لنا قيمة القيمة التي دفعناها له فكل وهذه مغريات على ان نرجع مرة اخرى. وان تأذن لنا باخينا حتى يذهب معنا ونكتال ما نبغي هذه بضاعتنا ردت الينا ونمير اهلنا ونمير اهلنا نمير يعني نجلب لهم الميرة. والميرة هي الطعام. يقال ما رأى اهله يميرهم اذا جاءهم بالميرة والميرة هي الطعام معنى نمير اهلنا يعني نأتيهم بالطعام. نجيء بالطعام. وهذا والله اعلم دليل على انهم حريصين على الرجوع مرة اخرى وانهم يريدون ان يقنعوا اباهم ما نبغي هذه بضاعتنا ردت اليه ردت الينا ونمير اهلنا ونحفظ اخانا ونزداد كيل بعير. اذا هذه كلها مغريات وهذه وسائل لاقناع ابيهم يعقوب حتى يرسل معهم نكتل او ابنه الصغير. فقالوا بضاعتنا ردت الينا كما نقول فلوسنا ردت الينا سابقة ما اخذ منا شيء فجائنا الطعام مجانا نمير اهلنا نذهب نجيء بالطعام لاهل لانهم بحاجة الى الاكل وايضا احفظوا اخانا نحافظ عليه ما يصيبه شيء ويرجع لك سليما. ونزداد كيل بعير. لان يوسف كان يعطي كل رجل بعير واحد فاذا زاد اخوهم بنيامين معهم صاروا احد عشر رجلا زاد لهم حمل بعير اخر خر. ذلك كيل يسير. اه ذلك كيل يسير فيه اقوال. قيل معناه ذلك كيل يسير معناه ما حملناه نحن من الطعام كيل يسير. فلو زدنا عليه حمل بعير اخر يكون افضل. لان ذلك المرة الماضية عشرة من الابل كيل يسير. لا يكاد يفي بحاجتنا. فنريد زيادة عليه. اذا فذلك يكيد يسير راجع على ما جاءوا به في المرة الاولى. فهم يقولون نريد نزداد حمل بعير. لان كان الاول يسير فاذا ازددنا حمل بعير يزداد طعامنا ويعني يكفينا. هذا قول قال بعظهم ذلك كيل يسير يعني على الملك الملك او العزيز ليس ببخيل. فكون المزيد حمل بعير هذا كيلو يسير ما يمانع. ما يمتنع ويقول لا اعطيتكم كثيرا. انتم اخوة واعطيتكم احدا عشر بعيرا او احد عشر حملا. قيل هذا وقيل هذا والله اعلم. وهناك اقوال غير هذا ولكن هذا اقوى هذين القولين. فذلك كيل يسير لن يتلكأ عزيز مصر من اعطائنا هذا الكيل ولا يعتبره شيئا كثيرا بل سيضيفه لنا الى كيلنا السابق فكيل البعير كيل يسير عليه بمعنى انه لن يمتنع من اعطائنا اياه مع ما يعطينا او مع ما اعطانا فيما مضى. وهناك من قال ان ذلك كيل يسير يعني كيل السابق فيه قلة لكن لو زدنا حمل بعير يكون اكثر لكن في هذا القول فيه نظر لان اه حمل بعير واحد مقابل عشرة هو اليسير. هو القليل. ولعلهم ارادوا يعني ان يقنعوا اباهم وهذا يدل عليه ما قبله ونحفظ اخانا ونزدادك الى بعير. وهذا هذا الكيل كيل البعير ما هو بصعب. يسير على الملك او واسير على على خازن مصر وسيعطينا اياه يعني كأنهم يقوم مضمون. سيعطينا هذا الكيد فهم كل هذا يريدون به ان يقنعوا اباهم بذلك. قال لهم ابوهم لن ارسله معكم حتى تؤتوني موثقا من الله. لنرسله معكم الى مصر. حتى تؤتوني والموثق يعني هو العهد الموثق بالايمان الغليظة الشديدة لان العهد يجب الوفاء ايه؟ فقال لهم هذا يعني حتى ائتوني موثقا عهدا موثقا مؤكدا بالايمان الغليظة حتى من ادعى الا تنقضوا عهدكم. قال حتى تؤتوني موثقا من الله يعني وتوافقون الله من والله حتى يعني يحلفون بالله. يكون موثقا بالله من الله اي تسندونه الى الله. فتقولون والله لنأتينك به. لتأتنني به الا ان يحاط بكم. قيل الا ان يحاط بكم اه قال قتادة الا ان تغلبوا عليه. الا ان يحاط بكم يعني تغلبوا عليه ما لكم حيلة وقال بعض المفسرين الا ان تهلكوا او تموتوا. لانه يقال احيط بالرجل يعني فتأتنني به الا ان تهلكوا. او يصيبكم شيء نمنعكم وكيل المعنيين حق ومراده عليه السلام التوثق الا اذا كان شيء فوق فوق ارادتهم او خارج عن ارادتهم هذا استثناء. لا عتب لي عليكم. ولهذا قال الا ان يحاط بكم الا ان تغلبوا عليه او الا ان تهلكوا او الا ان تموتوا فانتم في هذه الحالة معذورون. فلما اتوه موثقهم الكلام فيه اختصار وهذا من من عادة القرآن واعجازه. يعني فاتوه موثقهم. اعطوه الموثق. والعهد الموثق بالايمان. فلما اتوه موثقهم وعهدهم قال الله على ما نقول وكيل. وهذا تأكيد بعد تأكيد الله على ما نقول انا وانتم وكيل. اي رقيب. وقيل حفيظ وقال الطبري وكيل اي شهيد علينا بالوفاء بما نقول جميعا. والاصل في الوكيل هو القائم بتدبير امور غيره. وهذا ايضا زيادة في التأكيد والتخويف لهم. فالله على ما نقول وكيل وكيل علي وعليكم فاياكم اياكم ان تنقضوا العهد والميثاق الذي اعطيتموني اياه. قال ابن اسحاق وانما فعل ذلك يعني انه ارسل ابنه الاخر ارسل اخاهم معهم رغم انهم فعلوا بيوسف ما فعلوا فكيف ارسله معهم قال ابن اسحاق وانما فعل ذلك لانه لم يجد بدا من بعثه من بعثهم لاجل الميرة لا غنى لهم عنها فبعثه معهم. بعثه معهم لانهم لا يجد بد. لابد ان يرسلهم. لابد ان يذهبوا يأتوا بالطعام هو وابناء ما عندهم طعام يأكلونه. ما عندهم ميرة. فما وجد بدا من باب الاضطرار. ماذا يفعل عزيز مصر هو الذي طلب هذا. وان لم يفعل لن يعطيهم الطعام. سيبقون في جوع وفي حالة شديدة. لانه قال فلا كان لكم عندي ولا تقربون. وقال يا بني لا تدخلوا من باب واحد وادخلوا من ابواب متفرقة وما اغني عنكم من الله من ان الحكم الا لله. عليه توكلت عليه يتوكل المتوكلون. ولما دخلوا من حيث امرهم ابوه ما كان يغني عنهم من الله من شيء الا حاجة لا حاجة في نفس يعقوب قضاها. وانه لذو علم ما علمناه ولكن اكثر الناس لا يعلمون. ولم ما دخلوا على يوسف اوى اليه اخاه قال اني انا اخوك لا تبتأس بما كانوا يعملون. فلما جهزهم بجهازه ان جعل السقاية في رحل اخيه ثم اذن مؤذن ايتها العير انكم سارقون. قالوا واقبلوا عليهم ماذا تفقدون قالوا نفقد صواع الملك ولمن جاء به حمل بعير وانابيب زعيم. قالوا تالله لقد علمتم ما جئنا لنفسد ففي الارض وما كنا سارقين. قالوا فما جزاؤه ان كنتم كاذبين. قالوا جزاؤه من وجد في رحله فهو جزاؤه. كذلك نجزي الظالمين. فبدأ قبل وعاء اخيه ثم استخرجها من وعاء اخيه كذلك كدنا ليوسف ما كان ليأخذ اخاه في دين الملك الا اا ان يشاء الله نرفع درجات وفوق كل ذي علم عليم. ثم قال الله جل وعلا مخبرا عما قاله يعقوب لبنيه بعد ان اخذ عليهم العهد الشديد المؤكد المغلظ بالايمان ان يحفظوا ابنه ويردوه اليه. قال وقال يا بني لا تدخلوا من باب واحد وادخلوا من ابواب متفرقة. الابواب هنا قالوا هي ابواب مصر. او ابواب المدينة. وقد ذكر جمع من المفسرين ان اسم هذه المدينة منفيس انا اسمها منفيس وكان لها اربعة ابواب يدخل منها. ابواب ابواب القرية او ابواب المدينة هي مثل الطرقات كالعامة الان الطرق الرئيسية وهي الانقاب والابواب ولهذا جاء في الحديث الصحيح آآ ان الدجال لما يخرج ويأتي قرب المدينة يريد ان يدخلها يجد على كل نقب منها الملائكة السيف صلتا مسلول. ما يشبع يدخلها. هذا المراد الابواب. يعني الطرقات الطرق الرئيسية التي اقلوا منها الى البلد. وهذا عليه اكثر المفسرين. قاله ابن جرير وقاله ابن كثير. اكثر المفسرين انما صرح بانها ابواب مصر وان كان الكلام قد يحتمل بان المراد بالابواب وهذا ذكره بعضهم تلميحا انها الابواب التي يدخل منها على العزيز لان الناس مجتمعين. لكن هكذا قال المفسرون اي الابواب الطرقات كالتي يدخل منها. وقال يا بني لا تدخلوا من باب واحد لا تدخلوا كلكم من طريق واحد. قال لانهم كانوا احد عشر رجلا خشي عليهم العين. وهذا القول قال به ابن عباس ومحمد ابن ابو مجاهد والضحاك وقتادة والسدي قالوا خشي عليهم العين. وذلك انهم كانوا ذوي جمال وهيئة حسنة ومنظر وبهاء. فخشي عليهم ان يصيبهم الناس بعيونهم. فان العين حق تستنزل الفارس عن فرسه. فخشي عليهم العين. احد عشر رجل كلهم ابناء رجل واحد وكلهم بالنظارة والجمال وحسن الهيئة فخشي عليهم من العين. وهذا دليل على جواز الاخذ او تعاطي الاسباب. تعاطي الاسباب التي يظن انها تؤدي الى تعاطي الاسباب التي يظن انها تؤدي الى السلامة. وان كان ذلك لا يغني عن قضاء الله وقدره شيئا. لكن الانسان ان يأخذ بالاسباب. ويتعاطى الاسباب. وهذا دليل ان العين معروفة حتى في زمن يعقوب والعين حق كما قال النبي صلى الله عليه وسلم قال العين حق ولو كان شيء سابق القدر لسبقته العين لكن لا يسبق القدر شيء. فان اصابتك عين فالله قد قدر هذا. لكن لو كان الله لم يقدر ان تصيبك ولو جاء الناس كلهم ليعينوك ما عانوك كما قال الله جل وعلا عن الكفار في حق النبي صلى الله عليه وسلم وان يكاد الذين كفروا ليزلقونك بابصارهم. كانوا يحاولون ان يعينوا النبي صلى الله عليه وسلم ويصيبوه بالعين. على قول بعض المفسرين وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم ان العين لتدخل الرجل القبر والجنة القدر فقد يموت الرجل بسبب العين يصيبه انسان بعين فيموت بسبب ذلك. وقد يموت الجمل القوي يصاب بعين فيمرض ويسقط فيموت ويذكى ويوضع في القدر يطبخ لحمه وجاء في حديث اخر ايضا يحسنه الشيخ الالباني رحمه الله ان النبي صلى الله عليه وسلم قال اكثر موت بعد قضاء الله وقدره بالعين. اكثر موت امتي بعد قضاء الله وقدره بالعين. وهذا واقع الناس يرونه الان ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم اذا رأى احدكم من اخي من نفسه او ولده او اخيه ما يعجبه فليبرك فان العين حق فان العين حق اذا رأيت ما يعجبك ولو من نفسك احيانا يعجبك قوتك او حدة بصرك او بلاغتك او حسن جوابك فلا تذكر الله وتصيب نفسك بعين والنبي صلى الله عليه وسلم قال اذا رأى احدكم من نفسه او من ولده فقد يصيب الانسان نفسه بالعين وهذا امر ايظا واقع يدل عليه. او قد يصيب ولده. او يصيب من هو ابعد من ذلك. وقد جاء في حديث صحيح ان النبي صلى الله عليه وسلم خرج في غزوة ومعه اصحابه فلما نزلوا او جاءوا الى الشعبة شعب الخرار وهو جهة عسفان. مكان فيه ماء. شعب. الشعب الذي ينزل من الجبل فوجدوا فيه ماء. فلما رأوا الماء نزلوا فقام سهل بن حنيف رضي الله عنه خلع ثيابه وقام يغتسل. وكان رجل ابيظ الجلد. وعامر ابن ربيعة ينظر اليه. عامر بن ربيعة رضي الله عنه اليه فلما خلع ثيابه ورأى بياض بدنه قال ما رأينا مثل اليوم ولا جلد مخبأة والمخبأة هي المرأة العريسة العرب كانوا اذا ارادوا ان يزوجوا المرأة خبؤوها فترة لا تخرج لا للهواء ولا للشمس فيزداد جمالها ما تعرض لحرارة الشمس فيسود لونها. فقال ما رأينا مثل اليوم ولا جلد مخبأة يعني اشد بياضا من جلد مخباه فسقط سهل في الماء. مباشرة. حتى قال بعض الصحابة اني لاسمع غرغرة الماء في فمه فذهبوا الى النبي صلى الله عليه وسلم واخبرهم. فقالوا ان سهلا قد لا يذهب معك. قال لماذا قالوا حصل كذا وسقط في الماء. فجاء النبي صلى الله عليه وسلم ودخل اليه ورفعه من الماء قال هل تتهمون احدا؟ هذه فائدة هل تتهمون احدا؟ قالوا نعم. عامر بن ربيعة. قال كذا وكذا. فدعاه النبي صلى الله عليه وسلم وتقيظ عليه. قال علام يقتل احدكم اخاه؟ لماذا يقتل احدكم اخاه؟ على اي شيء يقتله؟ ثم قال اغسل له او توضأ له وقال واذا استغسلتم فاغسلوا. فقام وتوظأ له. جيء باناء فغسل وجهه والماء يتساقط في الاناء وكفيه ومرفقيه وركبتيه واطراف قدميه من الامام وداخلة الازار الذي يلي الجلد الفني له نحوها. ثم صبه على سهل ابن حنيف فقام كانما نشط من عقال. ولكن هنا فوائد النبي صلى الله عليه وسلم قال هل تتهمون احدا؟ ليس معنى انك تتهم تهمة تبني على عليها حقائق وتطالبه في المحكمة لا لكن تهمة تدعوك الى اخذ الاسباب فاذا قيل والله فلان قال كلمة فيك انت تتكلم او لما مررت قال فيك كذا هذه تهمة يذهب اليه يقال يا فلان اغسل له فلان اصيب بشيء والعين حق. فيقول اغسل له. فيغسل له ويعطى اياه. يشرب هو اغتسل به ولكن بعض الناس يأبى لان مفهوم الناس الان ان العين لا تصدر الا من رجل شرير وهذا غير صحيح. قد تصدر العين من النقي التقي المؤمن الصحابي. هذا عابر بن ربيعة رسول الله صلى الله عليه وسلم. من اتقى من الصحابة ومن افضل منهم؟ ولهذا النبي صلى الله عليه وسلم قال اذا رأى احدكم ما يجوز فليبرك قل اللهم بارك او قل ما شاء الله تبارك الله او اذكروا الله مطلقا. وان كان الاولى ان ليبرك يأتي بلفظ فيها البركة اللهم بارك. او ما شاء الله تبارك الله. او نحو ذلك اذا يعقوب عليه السلام خاف على ابنائه من العين. ففيه الاخذ بالاسباب من اجل طلب السلامة او التوخي من وقوع ما يكره الانسان. قال وقال يا بني لا تدخلوا من باب واحد وادخلوا من ابواب متفرقة. وما اغني عنكم من الله من شيء. هذا دليل قوة ايمانه وانه يعرف ان هذا من باب الاسباب. والا انا لا اغني عنكم باقوال هذه وبرأيي لا لا ادفع عنكم من قضاء الله شيئا. ان الحكم الا لا فانا لا اغني عنكم من الله من شيء يعني ما اغني عنكم من قضاء الله وامره الذي قظاه صغير من شيء صغير ولا كبير. ان الحكم الا لله. اي ما الحكم والقضاء الا لله وحده دون من سواه. فالذي ينفذ هو حكمه. اذا كان الله قدر ان تصيبكم العين ستصيبكم. وانا ما اغني عنكم شيئا لكن انا اقول هذا من باب الاخذ بالاسباب. وهذا الدليل ان هذا ليس من باب التطير. وان الانسان حينما يقول مثلا احتط لا تظهر كل ما عندك تنبه لا يصيبك. فلان بعين ان هذا ليس من باب يعني التطير ولا من باب سوء الظن مع وجوب اعتقاد القائل ان الامر كله لله وان الحكم لله وان القضاء قضاؤه والامر امره وما قظى به وقدره لا بد بوقوعه. هذا هو كمال التوحيد. قوة الاعتقاد بالله جل وعلا ونفاذ القضاء والقدر مع الاخذ بالاسباب مع الاخذ بالاسباب. قال ان الحكم الا لله عليه توكلت وعليه فليتوكل المتوكلون. عليه توكلت اي فوظت امري اليه. هكذا يجب. لان التوكل يا اخوان هو الاعتماد على الله. تعتمد على الله في هذا الامر وتفوض الامر اليه مع الاخذ بالاسباب. مع الاخذ بالاسباب. ولهذا قال عليه السلام عليه توكلت اعتمدت وفوضت امري مع اخذي بالاسباب ومن ذلك اني قلت لكم لا تدخلوا من باب واحد. وعليه ليتوكل المتوكلون وعليه فليعتمد المعتمدون وليهوظ المهوظون امرهم اليه ويعتمدوا عليه لانه نعم المولى ونعم الوكيل جل وعلا. وعلى الله فتوكلوا ان كنتم مؤمنين. وهو من دليل على الايمان التوكل على الله جل وعلا. دليل على قوة الايمان بالله سبحانه وتعالى. ثم قال جل وعلا ولما دخلوا من حيث امرهم ابوهم ما كان يغني عنهم من الله من شيء الا حاجة في نفسه يعقوب قضاها يعني اخذوا بما قال ابوهم ودخلوا من حيث امرهم يعني من ابواب متفرقة وليس من باب واحد قال الله جل وعلا ما كان يغني عنهم من الله من شيء. دخولهم من ابواب متفرقة ما كان يغني عنهم من الله من شيء. اذا كان الله اراد امرا وقضاء ما يغني عنهم من شيء ولا يمنعهم من شيء ولا ينفعهم بشيء. لان الامر امره والحكم له جل وعلا. قال الا حاجة في نفسه يعقوب قضاها. يعني دخولهم من ابواب متفرقة ما كان يغني عنهم من قضاء الله وقدره وكان قد قضى وقدر عليهم شيئا الا حاجة في نفسه يعقوب وقضى الا انهم اطاعوا اباهم لانك كان في نفسه حاجة وهي خشية والعين عليهم الا خشية العين عليهم. ولهذا قال الا حاجة في نفس يعقوب قضاها وهي خشية العين عليهم ويقول ابن كثير آآ الا حاجة في نفسه عقوبة قضاها قال هي دفع اصابة العين الى هم ثم قال جل وعلا مثنيا على يعقوب وانه لذو علم لما علمناه ولكن اكثر الناس لا يعلمون. قال ابن جرير الطبري وانه لذو علم لما علمناه. قال لذو علم لتعليم بنائية. لانه يقول لذو علم لما علمناه ذو علم لاننا علمناه. لتعليمنا اياه وقال كثير من المفسرين وقال قتادة والثوري وانه لذو علم لما علمناه اي لذو عمل بمعنى لان العلم هو اول اول مراتب العمل. يعلم ثم يعمل. فهو ذو علم لما اي ذو عمل علم فعمل بما علمناه اياه. ولكن اكثر الناس لا يعلمون. اكثر الناس لا يعلمون ولكن يعقوب من القلة الذين علمهم الله وهم على علم ويعملون بعلم وهذا ثناء ومدح له عليه السلام وفيه بيان ايضا ان الاخذ بالاسباب لا يقدح في مقام الرجل ولهذا اثنى الله عليه مع انه قال لا تدخلوا من باب واحد وادخلوا من ابواب متفرقة. ففيه كما قدمنا جواز او ان انه يشرع الاخذ بالاسباب وفيه ايضا ان الحذر لا ينجي من القدر ابدا. ما ينجي حذر من قدر. لكن هذا من باب الاخذ بالاسباب. والله امر الناس ان يأخذوا بالاسباب قال جل وعلا ولما دخلوا على يوسف اوى اليه اخاه يعني لما دخل الاخوة يوسف على يوسف اوى اليه اخاه. وهذا والله اعلم يرشح قول اكثر المفسرين انهم دخلوا من ابواب مصر وليس من ابواب يوسف لانه بعد ان اخبر عن دخولهم كما امرهم ابوهم قال بعد ذلك ولما دخلوا على يوسف اذا الامر كما قال اكثر المفسرين المراد بالابواب ابواب مصر ومداخل مصر او مداخل المدينة التي فيها يوسف التي يدخل اليها من خلالها الطرقات العامة. ولما دخلوا على يوسف اوى اليه ومعنى اوى اليه كما قال الطبري وغيره. ضم اليه اخاه لابيه وامه ضم اليه اخاه وانزله عنده. والمراد انه ضم اليه اخاه بنيامين. اخوه منامه وابيه اوى اليه اخاه قال اني انا اخوك فلا تبتأس بما كانوا يعملون. ذكر المفسرون انهم لما جاءوا ان من كرم يوسف عليه السلام هو خير المنزلين خير المضيفين كان اذا نزل به الاضياف يجعل كل اخوين من ام سواء. فجعل كل اخوين من ام سواء وبقي من يامين لان اخو يوسف. هم احدى عشر. فاواه اليه اليه. وسواء هذا او غيره فظاهر الاية انه ضمه اليه. وانزله عنده. وقال اني انا اخوك اني اخوك من امك وابيك انا يوسف اخبره. وقال بعض المفسرين اني انا اخوك يعني لانهم اخبروه في البداية انهم اخا لهم فقد وانه تمسك ببني امين بعد ان فقد اخوه السابق فقال على سماعهم انا عوظ لك من اخيك الذي فقدته ولكن هذا هذا خلاف ظاهر النص. ظاهر النص انه اخوه. قال انا اخوك يعني اخوك يوسف من امه وابيه. ولهذا قال فلا تبتأس بما كانوا يعملون. فلا تبتئس بما كانوا يعملون. يعني اخواننا وان لا تبتأس يعني لا تحزن. لا تحزن بما عملوه معي وما حصل منهم لا تحزن لهذا لا تحزن لهذا ولا تستكن له فان الله قد نصرنا اذهب عنا هذا الامر الذي حصل وعوضنا الله خيرا. وكما يقال المحن قد تكون كونوا المحن سببا للمنح. فتصيبك محنة لتصيبك منحة. ورفعة من الله سبحانه وتعالى. وهذا لمن يتقي ويصبر. فقال اني انا اخوك فلا تبتأس بما كانوا يعملون من اعمال وذكر المفسرون انه طلب منه الا يخبرهم بخبره. ولا يخبرهم انني انا اخوه. قال جل وعلا فلما جهزهم بجهازهم جعل السقاية في رحل اخيه. جهزهم بجهازهم يعني جهز لهم الطعام والميرة وكيل ابلهم ومشوا. ارتحلوا الى ابيهم. رجعوا الى بلادهم. قبل رجوعهم اثناء التجهيز جعل السقاية برحل اخيه. والسقاية هي الاناء الذي يشرب فيه. هو الاناء الذي يشرب فيه وكان يشرب فيه ويكيل فيه. ولهذا سماه هنا السقاية وسيأتي بعد قليل سماه الصواع. فهو صاع او اناء يشرب فيه تارة ويكان فيه تارة اخرى. وقيل ان الذي كان يشرب فيه الملك لانه قاس صواع الملك اذا السقاية هنا المراد به الاناء الذي يشرب فيه وهو الصواع. فكان يستخدم لهذا ولهذا وقيل بل كان يعني معد من من جهتين جهة يكال فيها وجهة يشرب فيها. وقيل ان هذا هذا الاناء كان من ذهب واكثر المفسرين على انه كان من فضة وقيل من زبرجد وقيل غير ذلك. لكن بالنسبة لهذه الامة لا يجوز استعمال انية الذهب والفضة للشرب ولا للاكل. لكن ان ثبت هذا فهو شرع من قبلنا. شرع من قبلنا اذا جاء في شرعنا ما يخالفه لا يقبل ويسار الى شرعنا. قال ثم اذن مؤذن جعل السقاية في رحل اخيه جعل هذا الاناء وهذا الصواع في رحل اخيه في متاع اخيه وفي كيل اخيه داخله في وسطه. ثم اذن مؤذن ايتها العير. وهو ان يوسف ارسل غلمانه ان يلحقوا بهم. والعير يطلق على ما يحمل كما قال ابو عبيد قال هي الابل المرحولة المركوبة. وقيل العير هو كل ما يحمل عليه الطعام من الحمير والبغال اذا كانت مجموعة يقال لها عير. بغض النظر عن نوعها هل هي من الابل او من الحمير او البغال؟ قال الله جل وعلا فلما فجهزهم بجهازهم جعل السقاية وهو الاناء من فضة او من غيره جعله في رحل اخيه اي في متاع اخيه وفي كيله بداخله. ثم اذن مؤذن اي نادى منادي. واعلم معلم وذلك ان يوسف ارسل فتيانه في اثرهم وقالوا انه تركهم حتى خرجوا من القرية. وقيل حتى اخذوا مرحلة صاروا بقدر مرحلة فناداهم هذا لحق بهم ولحق بهم فتيان يوسف فنادوا ايتها العير انكم لسارقون. العير يعني الركب. المجموعة مجموعة من الابل او غيرها تكون محملة بالطعام. واذا قالوا ان النبي صلى الله عليه وسلم شب غزوة بدر انه خرج يريد ان يصيب عيرا لقريش قدمت من الشام فالعير هي الابل المحملة بالاطعمة. قال ايتها العير انكم لسارقون لماذا؟ لانهم سرقوا لانهم ظاهر امرهم انهم سرقوا سواع الملك. قالوا واقبلوا عليهم قال اخوة يوسف واقبلوا على هؤلاء الذين نادوا عليهم على المؤذنين. واقبلوا عليهم ماذا تفقدون؟ ما هو الشيء الذي تفقدونه حتى تقول انه سارقون؟ ماذا سرقنا؟ اثبتوا قالوا لهم نفقد صواع الملك. صواع والصاع بمعنى. سماه هناك السقاية. وهنا الصواع لانه يكال به والسقاية الى انه يسقى به. فله اسمان كل اسم باعتبار. قال قالوا نفقد صواع الملك ولمن جاء به حمل بعير. جعلوا جعلا ليبرهنوا انهم صادقون. ولمن بصوااء الملك قبل ان نفتش له حمل بعير زيادة. نعطيه طعاما بقدر حمل البعير كانه معكم شخص اخر. وانا به زعيم قال وهذا المؤذن الذي ناداهم. انا بهذا الحمل زعيم اي وضمير اضمن ذلك. فمن اتاني بصوااع الملك انا اضمن له بان فيه حمل بعير ولكن لانهم كانوا وهذا دليل على يؤكد لهم ولكنهم كانوا متأكدين من انفسهم هذا ظاهر الامر فقالوا تالله لقد علمتم ما جئنا لنفسد في الارض. لان الافساد في الارض هو العمل فيها بالمعاصي ومعنى ذلك ما جئنا لاجل افساد لاجل السرقة نحن جئنا نكتال ونرجع. ما جئنا نريد نفسد في الارض نسرق نفعل شيئا محرما. وهنا قالوا تالله قسم بالتاء تالله والله بالله التاء من حروف القسم. يجوز الحلف تقول تالله كما تقول والله قالوا تالله لقد علمتم ما جئنا لنفسد في الارض اي لنعصي الله في ارضكم وما سارقين. واقسموا انهم لم يكونوا سارقين. وهم اخبروا عن علمهم. وانهم ما فعلوا هذا؟ قال قالوا اي المؤذن ومن معه وهم غلمان او فتيان يوسف قالوا فما جزاؤهم ان كنتم كاذبين؟ ما جزاء السارق ان وجدنا سواء الملك عنده؟ ان كنتم كاذبين انكم كذبة ان تقولون ما كنا سارقين. فان تبين انكم كذبة. ما جزاؤه؟ ما ثوابه؟ بماذا يجازى؟ فقالوا جزاؤه من وجد في رحله فهو جزاؤه. جزاؤه من وجد في رحله هذا الصواع فهو اي السارق هو الجزاء. تأخذونه. تأخذونه اسيرا. قالوا لان اولاد يعقوب على شريعة ابراهيم وابراهيم كان في ملته ان السارق اذا سرق يستعبد لمدة سنة يعطى لمن للمسروق منه يعطى له امده سنة. ولهذا قالوا جزاء جزاؤه من وجد في رحله فهو جزاؤه. خذوا وكان ملك مصر الذي يوسف خازن عنده كان ان من سرق يظرب ويظمن ظعف ما سرق فقط ما يؤخذ ولهذا قالوا جزاؤه من وجد من وجد في رحله فهو جزاؤه كذلك نجزي الظالمين. متأكدون لان هذا ظالم السارق وضع الشيء في غير موضعه وضع الخيانة مكان الامانة. قال فبدأ باوعيتهم قبل وعاء اخيه. بدأ يفتشها متاعهم واحمالهم التي على الابل قبل وعاء اخيه. ثم استخرجها من وعاء اخيه. يعني فتش حتى واتى الى وعاء يا اخي فاستخرجها من وعاء اخيه من متاع اخيه بنيامين استخرج صواع الملك. قال جل وعلا كذلك كل كذلك كدنا ليوسف ما كان ليأخذ اخاه في دين الملك. لان دين ملك مصر ان السارق ما يؤخذ مثل ما هو في شريعة ابراهيم. لا السارق يضرب ويغرم ضعفي ما سرق. فهنا يقول كذلك اي مثل هذا كدنا اليوسف اي دبرنا له امرا والا ما كان ليأخذ اخاه في دين الملك لان دين الملك ما ما يسترق السارق لكن لما شرطوه على انفسهم واعطوه ذلك اخذه بما شرطوه على انفسهم. والا لو حاكمهم الى نظام ملك ما يأخذه قال كذلك كدنا ليوسف ما كان ليأخذ ليأخذ اخاه في دين الملك الا ان يشاء الله الا ان يشاء الله حالا من فان الله على كل شيء قدير. ثم قال نرفع درجات من نشاء. اي نرفع منازل من نشاء. وذلك ان الله رفع يوسف على اخوته واعلى منزلته وصار الامر له صار يتصرف فيهم وهو عزيز مصر. نرفع قد يأتي من نشأه فوق كل ذي علم عليم. قال ابن كثير وفوق كل ذي علم عليم. قال يكون هذا اعلم من هذا وهذا اعلم من هذا والله فوق كل عالم. هكذا قال عكرمة. وقال قتادة وفوق كل ذي علم عليم. حتى ينتهي العلم الى الله منه بدء منه بدأ وتعلمت العلماء واليه يعود. وفي قراءة عبد الله وفوق كل عالم عليم. المراد ان الله سبحانه هو العليم وهو ككل عالم عليم. فوق كل ذي علم عليم. والله هو العليم الخبير. فوق جميع العلماء وفوق كل عالم احاط علمه بكل شيء. وغيره لا يحيطون بشيء من علمه. يكون عندهم شيء من العلم لكن لا يحيطون بعلم الله. ونكتفي بهذا القدر ونستمع للاسئلة. جزاكم الله خيرا وبارك الله فيكم. هذا السائل يقول ما اسباب الوقاية من العين؟ المحافظة على الاذكار. المحافظة على الاذكار. هذي اهم اسباب الوقاية من العين. وايظا استعينوا على انجاح حوائجكم بالكتمان. نعم. احسن الله اليكم يقول انتجوا مسلسلا عن نبي الله يوسف عليه السلام وانتشر فما حكم مشاهدته وما توجيهكم؟ هذا كذب زور بهتان هذا تمثيل للانبيا. من قال انهم يعرفون ما يجوز تمثيل صور الانبياء ولا غيرهم. هذا من الباطل والمنكر لا يجوز استعماله ولا يجوز. الا يجوز النظر اليه ولا يجوز انتاجه ولا يجوز نشره. لكن يا اخي احكي او اقصص قصص يوسف كما قصها الله عز وجل لا بأس. هم تصوره تنطبع في في في ذاكرة الرأي ان هذا يوسف ظلم وجور والله اعلم