اعوذ بالله من الشيطان الرجيم. قالوا ان يسرق فقد سرق اخ له من فاسرها يوسف في نفسه ولم يبدها لهم. قال انتم شر مكانا. والله اعلم بما تصفون. قالوا يا ايها العزيز ان له ابا شيخا كبيرا فخذ احدنا مكانه انا نراك من المحسنين. قال معاذ والله ان نأخذ الا من وجدنا متاعنا عنده انا اذا لظالمون فلما استيأسوا منه خلصوا نجيا. قال كبيرهم الم تعلمون ان اباكم قد اخذ عليكم موسقا. ان اباكم قد اخذ عليكم موسقا من ومن قبل ما فرطتم في يوسف فلن ابرح الارض حتى يأذن لي ابي او يحكم الله لي وهو خير الحاكمين. ارجعوا الى ابيكم فقولوا ويا ابانا فقولوا يا ابانا ان ابنك سرق وما شهدنا الا بما علمنا وما كنا للغيب حافظين. واسأل القرية التي كنا فيها والعيرة التي اقبلنا فيها. وانا لصادقون. بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم. وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين اما بعد لا تزال هذه الايات المباركات من سورة يوسف تتحدث عن قصص يوسف مع اخوته وما كاد به يوسف اخوته حينما جعل صواع الملك في متاع اخيه وفي رحل اخيه ثم ارسل فتيته بعد ان خرج اخوته راجعين الى فلسطين الى ابيهم يعقوب بعد ان انفصلوا من مصر او من المدينة التي كان فيها يوسف اه لحقهم مناد فنادى واذن فيهم انكم لسارقون فلما قال لهم ذلك انكروا ذلك فقال لهم ما جزاؤه ان كنتم صادقين؟ فقالوا جزاؤه من وجد في رحله فهو جزاؤه هذه ملة ابراهيم التي كانوا عليها ان من سرق شيئا ان جزاء ذلك انه يؤخذ السارق يؤخذ اسيرا عند المسروق منه لمدة سنة اه فلما توثق منهم بهذا بدأ بتفتيش آآ اوعيتهم واحمالهم الى وبدأ باوعيتهم قبل وعاء اخيه بنيامين. اخوه منامه وابيه ثم انتهى الى وعاء اخيه فاستخرج صواع الملك من داخله فلما استخرجه منهم آآ قالوا هذه المقولة قالوا ان يسرق فقد سرق اخ له من قبل قال ابن كثير قال اخوة يوسف لما رأوا الصواع قد اخرج من متاعب نيامين قالوا ان يسرق فقد سرق اخ له من قبل قال يتنصلون الى العزيز من التشبه به ويذكرون ان هذا فعل ان هذا فعل كما فعل اخوه من قبل يعنون به يوسف عليه السلام اذا هم قالوا ان يسرق فقد سرق اخ له من قبل قالوا هذا من باب التنصل من المسؤولية لانهم قالوا ما كنا سارقين ونفوا ذلك فلما استخرج الصواع من متاع اخيهم اخيه بنيامين قالوا هذا وقد قالوا من قبل انه يعني اخوهم من ابيهم وقال لهم يوسف ائتوني باخيكم من ابيكم والا فلا كيل لكم عندي ولا تقربون فتنصلوا من المسؤولية واتهموه بالسرقة واتهموا اتهموه بالسرقة لان لانه شابه اخا له وذلك فيما ذكر ذكره قتادة وابن جريج ان يوسف عليه السلام في حال صغره سرق صنما لجده ابي امه فكسره فكسره والقاه في الطريق فكأن اخوانه ينعتونه بهذا وايضا ذكر جاء عن ذكر ابن اسحاق عن مجاهد آآ قال كان اول ما دخل على يوسف من البلاء فيما بلغني ان عمته ابنة اسحاق وكانت اكبر من اسحاق وكانت اكبر ولد اسحاق وكانت اليها منطقة اسحاق. والمنطقة المنطقة هي شيء يشد في الوسط يعني خرقة او نحوها تربط في الوسط. فكانوا قد ورثوا من اسحاق هذه المنطقة. قال وكانوا يتوارثونها بالكبر. يعني الاكبر هو الذي يأخذها. وكانت اخت يعقوب الكبرى هي التي ورثت هذه وهذا هذا الحزام وهذا الرباط الذي كان لاسحاق وكانت اليها منطقة اسحاق وكانوا يتوارثونها بالكبر فكان اختبأها ممن وليها كان له سلما لا ينازع فيه يصنع فيه ما يشاء. يكون له مقام بينهم. الذي يأخذ هذه المنطقة قال وكان يعقوب حين ولد له يوسف قد حضنته عمته. فكان منها واليها فلم يحب واحد شيئا من الاشياء حبها اياه حتى اذا ترعرع وبلغ سنوات وقعت نفس يعقوب عليه السلام اتاها يعني انها يعقوب عليه السلام لما ولد له يوسف احتضنته عمته يعني اخذته عمته فكان في كفالتها فاحبته حبا شديدا ثم بعد سنوات يوسف يعقوب اراد ابنه يوسف. فجاء الى اخته وهي عمة يوسف فقال لها سلي الي يوسف يا اختاه او يا اخية سلمي لي يوسف فوالله ما اقدر على ان يغيب عني ساعة فقال قالت فوالله ما انا بتاركته ثم قالت فدعه عندي اياما انظر اليه واسكن عنه لعل ذلك يسليني عنه او كما قالت فلما خرج من عندها يعقوب عمدت الى منطقة اسحاق وهي ما يشد به الوسط الخرقة او نحوها. عمدت الى منطقة اسحاق فحزمته على يوسف من تحت ثيابه. ربطت عليه من تحت ثيابه. ثم قالت فقدت منطقة اسحاق عليه السلام فانظروا هل فانظروا من اخذها ومن اصابها والتمست ثم قالت اكشفوا اهل البيت ما دام ما وجدتم فتشوا اهل البيت واحدا واحدا. قال فكشفوهم فوجدوها مع يوسف. فقالت والله انه لي لسلم اصنع فيه ما اشاء. ومعنى والله انه لسلم يعني لاسير. اسير لي لانه كما مر معنا ان هذه كانت ملة يعني هذا كان في شريعة ابراهيم واسحاق ويعقوب ان من سرق شيئا يصبح لمن سرق منه فهي يعني عملت هذه الحيلة ثم قالت لما وجدوها مع يوسف قالت انه لست الملي اسير لي لانه سرق المنطقة التي عندي. انه لسلم لي اصنع فيه ما شئت. فاتاها يعقوب فاخبرته الخبر فقال لها انت وذاك. ان كان فعل ذلك فهو سلم لك. ما استطيع غير ذلك. فامسكته فامسكته فيما فما قدر عليه يعقوب حتى ماتت. قال فهو الذي يقول اخوة يوسف حين صنع باخيه ما صنع حين اخذه ان يسرق فقد سرق اخ له من قبل. وهذه كما تلاحظون هي من اخبار بني اسرائيل. لكن لا مانع من الاستئناس بها. اذا قال اخوته ان سرق اخ له من قبل يعنون يوسف ويعنون بسرقته اما سرقته للصنم وتكسيره له او انهم يعنون ما جعل عليه انه سرق منطقة اسحاق ثم وجدت معه. فالحاصل انهم يريدون بهذا التنصل والتخلي من المسؤولية امام العزيز. لانهم هم الذين تكلموا وقالوا ما كنا سارقين. فارادوا ان يلقوا باللأ ما عليه وانه شابه اخا له ونحن لسنا كذلك. قالوا ان يسرق فقد سرق اخ له من قبل. فاسرها يوسف في نفسه اسرها يعني اخفى اخفاها واظمرها اخفى ماذا؟ اخفى ما سيأتي قال انتم شر مكانا والله اعلم بما تصفون لكن اسرها بنفسه يعني قالها في نفسه ولم يقلها لهم. لانه لو قالها لهم اه لربما انهم فهموا او عرفوا انه يوسف وما يدريه انهم كاذبون وما يدري يوسف انهم كاذبون في قولهم هو يعلم هذا لا شك لكنهم لا يعلمون انه انه يوسف. ولهذا اضمر ذلك في نفسه واخفاه. فقال في نفسه ولم يبدها لهم قال انتم شر مكانا. انتم شر مكانا يعني انتم اشد شرا في حالتكم هذه لانكم سرقتم صواع صواع الملك في وضح النهار وصواع الملك وايضا وانتم جئتم تكتالون فانتم شر مكانا. لان الذي تذكرونه عن اخيه كانه يقول انا لا اعرف اخاه لا ادري ما هذا الذي تقول هل هو حق او او كذب؟ لكن انتم مكانكم ومقامكم الذي انتم فيه شر مما ذكرتم عن اخيه لانكم سرقتم صواع الملك والملك قد احسن اليكم واوفاكم الكيل واحسن ظيافتكم انتم ما فعلتم لكن قال هذا خفية في نفسه حتى لا يعرفوه. قال انتم شر مكانا. والله اعلم بما تصفون. ما تصفونه من القول الله اعلم هل هو حقيقة او كذب؟ اعلم بما تقولون. انا لا لا ادري عن هذا. قال فاسرها يوسف في نفسه ولم يبدها لهم. يعني اسر هذه المقولة في نفسه ولم يظهرها يبدها يظهرها لهم ولم يقلها امامهم لكن قالها في نفسه انتم ايها القوم آآ شر او انتم شر مكانا مقامكم ومكانتكم ومنزلتكم التي انتم فيها الان شر من مقام اخي يوسف من مقام اخي بنيامين الذي تذكرون لاني لا ادري هل هو حقيقة ام لا لكن مقامكم الذي انتم فيه الان اشر من ذلك لانكم سرقتم صواع الملك بعد ان احسن اليكم وافاكم الكييل. والله اعلم بما تصفون. ثم قال جل وعلا قالوا يا ايها العزيز ان له ابا شيخا كبيرا. لما تعين اخذ بنيامين واخذه يوسف عزيز مصر وتركه عنده بمقتضى اعترافهم. لانهم اعترفوا وقالوا هذا جزاؤه. انه يؤخذ من سرق جزاء انه يؤخذ هو ويدفع للمسروق منه فهذا شرعهم وهم تذمموا بذلك واعطوه للمؤذن لما اذن فيهم ايتها العير انكم لسارقون. فاخذه بمقتضى ذلك قال قالوا يا ايها العزيز ان له ابي شيخا كبيرا اه عمدوا الى استعطاف واسترحام العزيز وهو عزيز مصر وهو يوسف. فهل قد هلك ذلك العزيز الذي قبله؟ الذي ابتلي بزوجته ام غير ذلك المهم انه صار هو العزيز. وصارت الامور اليه. صار هو عزيز مصر عليه السلام بسبب تقواه وصبره بسبب بسبب تقواه وصبره كما سيأتي قالوا يا ايها العزيز ان له ابا شيخا كبيرا يريدون يستعطفونه لان رأوه ملكا صالحا ورجلا صالحا فارادوا يستعطفوه. فقالوا ان بنيامين الذي اخذت الذي سرق له ابا وهو شيخ كبير له اب شيخ كبير طاعن في السن اه قد ابتلي بحبه والشفقة عليه وسيتأثر بهذا كثيرا يستعطفونه بذلك ان له ابا شيخا كبيرا فخذ احدنا مكانه بقية العشرة اولاد يعقوب خذ واحدا منا مكان بنيامين. لان له ابا شيخا كبيرا يحبه محبة شديدة. وسيتأثر بسبب تأثرا كبيرا وهذا يدل على انهم قد صدقوا في هذا المقام هذه المرة. فخذ احدنا مكانه انا نراك من المحسنين. نراك ايها العزيز من محسنين لانك احسنت ضيافتنا وانت خير المنزلين واوفيت لنا الكيل ورددت لنا قيمة الكيل في المرة الاولى ولم تأخذ شيئا فانت محسن وما دمت انك من المحسنين فاحسن الينا باخراج بنيامين واخذ رجل اخر مكانه قال يوسف معاذ الله ان نأخذ الا من وجدنا متاعنا عنده. ومعنى معاذ الله يعني اعوذ بالله اعوذ بالله معاذ الله ان نأخذ الا من وجدنا متاعنا عنده من وجدنا صواع الملك عنده وجدناه في رحله وفي كيله انا اذا لظالمون لو اخذنا رجلا غير الذي سرق نكون بذلك قد ظلمنا ان اخذنا بريئا بسقيم ان اخذنا بريئا بمتهم. فكيف نترك الذي سرق ووجدنا صوع الملك في متاعه ونأخذ مكانه رجل اخر لو فعلنا هذا فنحن من الظالمين لماذا؟ لان سجنا او استأثرنا رجلا بريئا وتركنا السارق يذهب قال الله جل وعلا فلما استيأسوا منه دليل انهم بذلوا وسعهم واستفرغوا طاقتهم وحاولوا ولكن مع ذلك ما استطاعوا فلما استيأسوا معنى يستيأسوا يعني يئسوا يئسوا. قالوا والسين والتاء هنا للمبالغة يعني انهم بلغ بهم اليأس انهم لا لا يطمعون ان ان يخرج اخاهم لانهم بذلوا كل وسيلة فلما استيأسوا اي يئسوا وقال ابو عبيدة اي استيقنوا استيقنوا انه لن يخرج ولن يرجعوا به. فلما استيئسوا استيئسوا منه اي من بنيامين خلصوا نجيا. ومعنى يعني انفردوا عن الناس. انفردوا عن المؤذن ومن معه خلصوا يعني تخلصوا من الناس وانفردوا وصاروا وحدهم الاخوة وهم عشرة عشرة من ولد يعقوب. وخلصوا نجيا يعني يتناجون. خلصوا عن الناس وصاروا يتناجون والمناجاة هي الكلام او المسار في الكلام. يعني يتكلمون فيما بينهم بكلام فيه سر يخفضون اصواتهم لان لا يسمعهم بقية الناس. خلصوا نجيا. قال كبيرهم الم تعلموا ان اباكم قد اخذ عليكم وثقة من الله يعني هذا في مكانه يتناجون فيه استيأسوا ويأسوا لا يمكن ان يخرج بنيامين معهم ولا يمكن ان يؤخذ احدا مكانه فصاروا تناجون فيما بينهم ويتحدثون وحدهم بعيدا عن الناس ماذا يصنعون لانهم وقعوا في مشكلة كبيرة جدا. فقال لهم كبيرهم وكبيرهم هذا اه اكثر المفسرين على انهروبيل. وهو الذي اشار عليهم في اول الامر قال لا تقتلوا يوسف والقوه في غيابة الجب. وقد ذكرنا هناك اقوال المفسرين وانهم قالوا كان ابن خالة يوسف فهو اخ ليوسف من ابيه وامه اخت ام يوسف. ولهذا كان عنده شفقة وعطف عليه دون بقية اخوانه. فقال كبيرهم وهو اكبرهم سنا. واكثر المفسرين على انه روبي وقال بعضهم هو يهودا قال كبيرهم الم تعلموا ان الله الم تعلموا ان اباكم قد اخذ عليكم موثقا هذا استفهام او استهام تقرير. يعني الا تذكرون ان ابانا قد اخذ علينا موثقا مغلظا وعهدا شديدا بالايمان واعطيناه ذلك العهد وحلفنا عليه ان نأتيه بيوسف الا ان يحاط بنا الا تذكرون هذا فهو يذكرهم هذا ليبين لهم خطر ما وقع منهم وليبرر ايضا عدم ذهابه معهم. قال الم تعلموا ان اباكم قد اخذ عليكم موثقا من الله؟ ومن قبل ما فرطتم في يوسف؟ وايضا من قبل هذا تفريط او تفريطكم في يوسف. فالذي يظهر انه لما يقول هذا الكلام ويوجهه لاخوته كانه لم يكن معهم في هذه الامور ولهذا وجه الكلام اليهم انتم الذي فعلتم هذا وجهوا اليهم ولهذا قال ومن قبل ما فرطتم في يوسف ومن قبل هذا فرطتم في يوسف وآآ رميتموه في غيابة الجب في البئر وقلت ما اكله الذئب وانتم قد تذممتم لابيكم وعدم وصيانته وعدم وصول شيء اليه وآآ بناء على هذا قالوا قوله ومن قبل ما فرطتم معطوف على ما قبله وتقدير الكلام الم ان اباكم قد اخذ عليكم موثقا وتعلم تفريطكم في يوسف من قبل. تعلم هذا يريد ان يذكرهم لان هذان الامران لان هذين الامرين يدلان على انهم لا حجة لهم. فالوالد اخذ عليهم موثقا مغلظا شديدا ان يأتوا بي وايضا قبل ذلك كانوا قد فرطوا في يوسف ورموه في غيابة الجب وكل هذا ذكره تذكيرا لهم. وايضا تمهيدا لما سيفعله ولهذا قال لهم فلن ابرح الارض حتى يأذن لي ابي. لن ابرح يعني لن افارق ولن اترك هذه الارض وهي ارض مصر. فلن ابرح يعني لن ازول ولن اترك ولن افارقها سابقى فيها ولا ارجع الى ابي في ارض كنعان او في ارض في ارض فلسطين. فلن ابرح الارض حتى يأذن لي ابي انا لابي بالخروج منها وبالرجوع اليه. فيعفو عما حصل في اخذ بنيامين او يحكم الله لي. او يحكم الله لي. يعني بخلاص ابي بخلاص اخي من السجن او من الاسر حتى اعود انا واياه الى ابي وقال بعض المفسرين حتى يأذن حتى يحكم الله لي قال بالسيف وقال بان يمكنني من اخذ اخي فالحاصل انه قال بعد ان ذكرهم بما حصل منهم مبينا في ذلك خطأهم وشناعة ما حصل منهم وانه امر عظيم في حق ابيهم قال بناء على ذلك فلن ابرح الارض لن اخرج من هذه الارض لاننا فعلنا فعلة عظيمة في حق ابينا. فانا لن ارجع الى ابي بهذه بهذه الفعلة حتى يأذن لابي بالرجوع اليه ويعفو عني او يحكم الله لي انتظر حكم الله في وفي اخي بنيامين لعل الله عز وجل ان يفرج كربه او تنتهي سنة الاسر وارجع انا واياه سويا او يحكم الله لي وهو خير الحاكمين جل وعلا لان احكامه كلها لان احكامه دائرة بين العدل والفضل بين العدل والفضل لا جور فيها ولا ظلم بل هي اما فضل منه واما عدل منه جل وعلا. فانا انتظر حكمه لانه يفصل بالحق. ويحكم بالحق جل وعلا قال ثم قال لهم ارجعوا الى ابيكم. قال لبقية اخوته ارجعوا انتم الى ابيكم الى ابيكم يعقوب في دياره وفي ارض كنعان ارجعوا الى ابيكم فقولوا يا ابانا ان ابنك سرق وما شهدنا الا بما علمنا. ارجعوا اليه واخبروه بالذي حصل فقالوا فقولوا ان ابنك بنيامين سرق وما شهدنا الا بما علمنا هذا القول انه سرق نحن نشهد به ولانا علمناه رأيناه لما جاءوا وفتشون متاعنا رجلا رجلا ثم لما انتهوا الى متاع ابنك بنيامين استخرجوا صواع الملك منه فرأينا هذا بام اعيننا وشهدنا بعلم وحقيقة ما شهدنا الا بما علمنا وما كنا للغيب حافظين يعني ما كنا نحفظ الغيب وندري ماذا سيكون. نحن اعطيناك العهود والمواثيق على حفظه لكن ما كنا نعلم ماذا قدر الله في الغيب وماذا كتب؟ لان الله جل وعلا قد كتب انه يسرق ويؤخذ. هذا ظاهر الامر لانهم لا يدرون يظنون انه سرق فعلا. وما كنا للغيب حافظين. ما كنا نحفظ الغيب ونعرف ما فيه ولا نحفظ ولا نستطيع ان نحفظ انفسنا ولا غيرنا من غيب الله واقدار الله التي قدرها وهي غيب عنا لا ندريها ولا نعرفها وما كنا للغيب حافظين. ثم قال وقولوا له واسأل القرية. هذا يحتمل انه من من وصية اخيهم لهم او انهم قالوا ذلك ان اخوته قالوا ما قال لهم اخوهم قالوا لابيهم ان ابنك سرق وما شهدنا الا بما علمنا شهادتنا بانه سارق بناء على علمنا رأينا ذلك بام اعيننا ليس كذبا. ولا نقول هذا افتراء عليه وايضا ما كنا نعلم ولا ما كنا نحفظ الغيب وندري ماذا قدر الله على ابنك انه يسرق فهذا امر خارج عن ارادتنا يعني يقولون هذا تبريرا لعدم الاتيان بنيامين. وايضا قولوا له او قالوا واسأل القرية التي كنا فيها اه واسأل القرية اه المراد واسألوا اهل القرية. وهذا اسلوب عربي متين. جار على نسق كلام العرب وعلى طريقتهم. وليس هذا من قبيل المجاز. كما قاله بعضهم. بل هذا حقيقة هذا من من طريقة العرب في كلامهم. بل انت لو اردت مثلا رجلا معروفا في المسجد النبوي فقلت فسألك رجل عليه لا يعرفه فقلت اسأل المسجد النبوي عنه اسأل المسجد النبوي ماذا يفهم؟ ماذا تفهم اذا قيل لك هذا الكلام؟ انك تذهب الى جدران المسجد النبوي تقول يا جدار ما رأيك في فلان من هو بولان لا لا ينصرف ذهنك الا الى اهل المسجد النبوي. ومن هم فيه وهذا كثير في كلام العرب بل لا يزال الناس يستخدمونه في لغتهم. اسأل المدينة عن فلان. هذا عالم المدينة اسأل المدينة عنه مثلا اسأل مكة عنه اسأل كذا عنه. هذا امر هذا ليس من قبيل المجاز هذا حقيقة. والعرب مثل هذا الاسلوب في كلامها وليس هذا من قبيل المجاز بل هذا من قبل الحقيقة ولا ينصرف ذهن السامع الذي يعقل اللغة العربية ويعرفها والى غير ذلك انه يريد سؤال اهلها. واسألوا القرية يعني واسأل اهل القرية هذا امر واضح اذا واسأل القرية اسأل اهل مصر. هل الذين كانوا معنا وشهدوا ما حصل من ابنك وتفتيشهم لمتاعه ووجود الصواع في متاعه فاسأل القرية يخبروك عن هذا. والعيرة التي كنا فيها. واسأل القرية التي كنا فيها والعيرة التي اقبلنا فيها فاسأل القرية اي اهل مصر او اهل القرية التي كان فيها يوسف كان فيها العزيز. وايضا اسأل العير. وهي القافلة التي كنا فيها. وقد بالامس ان العير يطلق على الابل او البغال والحمير المحملة بالطعام يقال لها عير فقالوا وايضا اسأل العير يعني اهل العير التي كنا فيها لانهم كانوا معنا ورأوا ما حصل ورأوا تفتيش غلمان العزيز لمتاعنا ورأوا ايضا كيف استخرجوا الصواع من متاع ابنك امين فنحن صادقون. قال جل وعلا واسأل القرية التي كنا فيها والعيرة التي اقبلنا فيها. الذي يعني قبلنا جئنا من مصر معهم لانه كانت قافلة كبيرة. وانا لصادقون. اكدوا ذلك انهم صادقون فيما يقولون. وفعلا هذه المرة صادقين لكن بناء على كذبهم في المرة السابقة ابوهم يعقوب لم يقبل منهم. كما جاء في الحديث لا يلدغ مؤمن من جحر من جحر مرتين. فالمرة الاولى كذبوا عليه. وهذه المرأة لم يكذبوا. لكنه جرب عليهم الكذب. ولهذا قال لهم بل لكم انفسكم امرا سولت زينت وحسنت لكم انفسكم امرا دبرتم امرا فيما بينكم في شأن ابن بنيامين. قال بل سوت لكم انفسكم امرا فصبر جميل. صبر جميل اي فصبري صبر جميل. والصبر الجميل هو الذي لا شكوى معه هذا هو الصبر الجميل. هو الصبر الذي لا شكاية فيه ولا جزع هذا هو الصبر الجميل هكذا صبر عليه السلام صبرا جميلا. صبر صبرا لا شكاية فيه. ما يشتكي الى احد. ولا يجزع بل هو صابر لحكم الله وراض بحكمه وان كان قد اصابه الحزن فصبر جميل عسى الله ان يأتيني بهم جميعا عسى يعني رجا من الله وطلب وسأل الله وهذا دليل على قوة ايمانه وثقته بالله وتعلقه بالله. فقال عسى الله ان يأتيني بهم جميعا. قال بهم ولم تقل بهما قالوا لانه اراد ابناءه الثلاثة يوسف وبنيامين اخوهم الثالث الذي هو يهود او روبين. لانهم كانوا ثلاثة الذين بقوا في مصر. يوسف من قبل وبنيامين اخذ وروبيل الذي قال لاخوته لن ابرح سابقى في مصر حتى يأذن لي ابي. اذا طلب الله ان يرد عليه الثلاثة كلهم ولهذا قال عسى الله ان يأتيني بهم ولم يقل بهما بالثلاثة جميعا بهم جميعا انه هو العليم الحكيم انه اي الله جل وعلا هو العليم الذي احاط علمه بكل شيء في علم حالي ويعلم مكان بني ويعلم جميع امري وهو الحكيم جل وعلا فيما يقدر فيما اجرى علي وعلى غيري من الاحكام فانما ذلك لحكمة عظيمة وهو على على كل شيء قدير وتولى عنهم وقال يا اسفا على يوسف وابيضت عيناه من الحزن فهو كظيم قالوا تالله تفتأ تذكر يوسف حتى تكون حرضا او تكون من الهالكين قال انما اشكو بثي وحزني الى الله. واعلم من الله ما لا تعلم يا بني اذهبوا فتحسسوا من يوسف واخيه ولا تيأسوا من روح الله انه لا ييأس من روح الله الا القوم الكافرون. فلما دخلوا عليه قالوا يا يا ايها العزيز مسنا. مسنا واهلنا الضر وجئنا ببضاعة مسجاة فاوفي لنا الكيل وتصدق علينا. ان الله يجزي المتصدقين ما فعلتم بيوسف واخيه اذ انتم جاهلون. قالوا ائنك لان في يوسف قال انا يوسف وهذا اخي قدمن الله علينا انه ميت تقي ويصبر فان الله لا يضيع اجر المحسنين قالوا تالله لقد اثرك الله علينا وان كنا لخاطئين. قال لا عليكم اليوم يغفر الله لكم وهو ارحم الراحمين ثم قال جل وعلا وتولى عنهم يعني بعد ان ابدوا عذرهم بعد ان ابدأ ابناء يعقوب عذرهم ليعقوب كانوا صادقين في عذرهم هذه المرة ولكن يعقوب عليه السلام لم يصدقهم بهذا لانه جرب عليهم اه الكذب قبل ذلك. فقال بل سولت اي زينت وحسنت لكم انفسكم امرا في شأن ابني بني امين. واتفقتم على امر من ثم قال فصبر جميل اي صبري جميل. صبري صبر جميل فاصبر صبرا لا شكاية فيه ولا اه جزع ولا سخط من قضاء الله وقدره. ثم دعا الله ان يأتيهم بهم ان يأتيه بهم جميعا. وصف وصف ربه عليه بانه العليم الحكيم. ثم تولى عنهم اي اعرظ عنهم. يعني بعد ان وصلوا اليه وقالوا له هذا الكلام اعرض عنهم وتولى عنهم وتركهم ثم قال يا اسفا على يوسف لانه كان في هم وغم وحزن عظيم فاعرض عنهم وعن قيلهم واقبل على شأنه فقال يا اسفا على يوسف ومعنى يا اسف على يوسف كما قال كثير المفسرين يا حزني على يوسف او يا حزنا على يوسف فتذكر ولعله كما قال بعض المفسرين هيج عليه فقده لبني امين هيج عليه فقده ليوسف من قبل وتذكر فقال وا حزني على يوسف لان الاسف يأتي الاسف هو اشد الحزن ومعنى يا اسفي يا يعني يا حزني الشديد على ابني يوسف وابيضت عيناه من الحزن وهو كظيم وابيظت اي اصابه العمى قال بعض المفسرين يعني غلب البياض على حدقة عيونه او على حدقة عينيه وذهب سوادهما لكثرة البكاء ونحوه قال الشوكاني قال انقلب سواد عينيه بياضا من كثرة البكاء وهل دليل انه حزن على يوسف حزنا عظيما شديدا وصار وكان يكثر البكاء حتى ان عينيه ابيضتا وفقد بصره فصار لا يرى بسبب كثرة بكائه على ابنه يوسف وابيظت عيناه من الحزن. من الحزن يعني بسبب الحزن الذي لحقه لانه يتذكره دائما وهو حزين عليه اشد الحزن فيبكي لذلك لفرط محبته له وشفقته عليه ورغبته فيه ثم قال فهو كظيم. والكظيم قالوا هنا المراد انه حزين قد كظب حزنه قد كظم حزنه فهو كظيم يعني كما قال بعض المفسرين قيل مكمود اصابه الكمد وقيل حزين قال قتادة كان يرد حزنه في جوفه ولم يتكلم بسوء. فهو كظيم يعني قد كظم وهو الكظيم يعني الذي كظم شيئا كظم الغيظ والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس. فهو كظيم يعني كاظم وممسك عن الكلام مع انه قد امتلأ حزنا وكمدا على ابنه وهذا معناه فصبر جميل. لانه صبر صبرا لا شكوى معه ولا جزع فهو مليء بالحزن ولكن مع ذلك كظم كظمه ولم يتكلم بسوء او بكلمة سوء وهذا دليل على امامته في الدين عليه السلام ولهذا عبارات المفسرين تدور على هذا قال بعضهم اه الكظيم هو الكميد وقيل مكمود وقيل كظيم اي كظيم الحزن وقول قتادة يعني يبينها قال كظيم يرد حزنه في جوفه ولم يتكلم بسوء عليه السلام قالوا تالله تفتأ تذكر يوسف حتى تكون حرظا او تكون من الهالكين قالوا تالله تالله قسم. كأنهم قالوا والله لان التامن حروف القسم تقول والله تالله بالله فاقسموا قالوا تالله تذكروا تالله تفتأ تذكر يوسف. قالوا معنى تفتأ قالوا اصل معنى تفتأ اي تفتر والمعنى لا تفتروا في في حال كونك تذكر يوسف ولهذا قال بعضهم لا تفتأوا نعم قالوا تالله تفتأ يعني لا تزال لا تزال تذكر يوسف تذكر امره وشأنه حتى تكون حرظا يعني حتى يؤدي بك ذلك الى الهلاك فقالوا هذا رأفة منهم بيعقوب كأنهم يقولون يعني رقوا له واشفقوا عليه فقالوا تالله يعني ان كنت هكذا لا تزال تذكر يوسف حتى يؤدي بك الامر الى الهلاك فهم يقولون هذا من باب الشفقة عليه تالله اي والله تفتأ يعني لا تزال تذكر يوسف ولا تفتر عن ذكره حتى تكون حرظا وقالوا معنى حربا يعني باليا. قال بعضهم حرضا اي تالفا وقال بعضهم حربا دنفا من المرض وهي عبارات متقاربة ولهذا قالوا الاصل في الحرظ هو المرض الشديد المشفي على الهلاك يعني المرض الشديد المشفي على الهلاك الذي يكاد صاحبه يهلك هذا هو الحرم والمعنى اه حربا يعني باليا مريضا على شفا الهلاك فالحاصل انهم قالوا هذا اه يعني ترققا له وطلبا منه ان ان يقل من ذكر يوسف لانه ان كان لا يزال يذكر يوسف فانه سيصبح بسبب ذلك مريضا او يوشك ان يتلف واي يهلك بسبب ذلك لان الحزن قد اشتد عليه وابيظت عيناه وفقد بصره بسبب ذلك قالوا تالله تفتأ تذكر يوسف حتى تكون حرما او تكون من الهالكين. تكون مرظا مرض تكون مريظا مرظا شديدا او تصبحوا ممن اصابه الهلاك والموت بسبب هذا الحزن الشديد الذي لحق بك وهم وان قالوا هذا على سبيل الاخبار لكنهم يريدون نصحه ووعظه بان يدع عنه هذا الحزن الذي قد يؤدي به الى هذه الحال قال جل وعلا عن يعقوب والدهم عن والدهم لما قالوا له ما قالوا قال انما اشكو بثي وحزني الى الله البث وهو الهم هو الهم الشديد. فقال انما اشكو بثي اي همي وحزني الذي يصيبني بسبب فقد ليوسف الى الله وهذا كما قال بعض اهل العلم ان يعقوب عليه السلام جعل بثه وحزنه الى الله يعني توجه الى الله فكأنه يدعو الله ببثه وحزنه على ابنه. ولهذا لما قالوا له كذا ونصحوه قال انما اشكو بثي وحزني الى الله. ما او اليكم انا اشكو ما يصيبني الى الله. اذا هو يتقرب الى الله. وكانه يدعو الله بما اصابه من الهم والحزن على على ابنه يشكو ذلك الى الله ويتضرع الى الله بذلك انما اشكو بثي وحزني الى الله واعلم من الله ما لا تعلمون واعلم من الله ما لا تعلمون لانه نبي من انبياء الله ويعلم من فضل الله ورحمته وعلمه وحكمته ما لا يعلمون وايضا يعلم ان يوسف لم يأكله الذئب على ما قالوا. بل ويعلم انه موجود. ولهذا مر وسيمر ما يدل على انه يعلم انه موجود ولهذا يطلب الله الله ويسأل الله ان يأتيه به كما مر في الايات. عسى الله ان يأتيني بهم جميعا فهو يعلم ما لا يعلمون لان اخوة يوسف يظنون ان يوسف هلك وانه ليس موجودا ولهذا كان لا يزال حزينا عليه مغموما عليه مهموما عليه لانه يعلم انه لا يزال حيا وانه موجود. والا لو تيقن موته فان الميت يسلى عنه مهما كان لكن هو يطمع في مجيئه وكان الامر كذلك قال واعلم من الله ما لا تعلمون ثم قال جل وعلا يا بني اذهبوا فتحسسوا من يوسف يا بني تلطف معهم في الكلام. حثا لهم وتطيبا لقلوبهم. حتى يخلصوا ويبذلوا اهداء في البحث عن يوسف شوف شفقة الوالد ورحمة الوالد مهما كان ولهذا اياك اياك ان تقسو على والديك فالوالد مهما اسأت اليه قلبه مملوء بالرحمة والشفقة على ولده فرغم ما عملوا فيه وفعلوا يقول يا بني ما قال ايها العصاة اذهبوا تلطف لهم وايضا فيه دليل على ان التلطف بالكلام يؤثر ويزيد المخاطب بهذا اخلاصا وجدا واجتهادا لانه يتذكر كيف كانت العبارات يعني مليئة بالعطف والشفقة والرحمة وهذا شيء يجده الانسان في نفسه. لما يوصيك انسان ويتلطف ويتحنن يوصيك على موظوع انت يقع في نفسك شيء تجتهد اكثر مما لو اوصاك بترفع مثلا ولهذا قال لهم يا بني يعني يا ابنائي اذهبوا اي الى مصر ارجعوا مرة اخرى. فتحسسوا من يوسف واخيه والتحسس هو شدة التطلب وتعرف الشيء شدة التطلب وتعرف الشيء. والمعنى ارجعوا الى المكان الذي تركتم فيه بنيامين وهو في مصر والتمسوا يوسف وتطلبوا خبره لانه موقن ان يوسف موجود ولكن تحسسوا من باب كثرة التطلب والسؤال والتحسس عن خبره وطلب خبره ابذلوا ما تستطيعون لعلكم تجدونه هذا لانه على علم من الله واثق بان يوسف موجود فتحسسوا من يوسف واخيه هنا قال يوسف واخيه بنيامين ولم يذكر اخاهم الاخر لان الاخر موجود وهو الذي هو الذي رضي ان يبقى في هذا المكان باختياره اما يوسف واخيه غلبوا على امرهم صاروا الى ما صاروا اليه ليس باختيارهم فتحسسوا من يوسف واخيه ولا تيأسوا من روح الله روح الله اي فرجه وتنفيسه فروح الله فرجه وتنفيسه للكرب فان الله جل وعلا يفرج عن المكروبين وينفس كربهم وهذا دليل على كمال الايمان وهكذا ينبغي لك ايها المؤمن مهما كنت في ضائقة فلا تيأس من روح الله من تفريج كربة من تفريج كربتك. من تفريج الله لكربتك. وتنفيسه لكربتك. لا تيأس مهما كنت في ضائقة وفي شدة هذا هو التوحيد يا اخوان هذا هو التعلق بالله هذا هو حسن الظن بالله ولهذا قال لهم لا تيأسوا من روح الله انه لا ييأس من روح الله من تفريجه وتنفيسه لكربة من به كرب الا القوم الكافرون الكافرون الجاحدون لقدرة الله الذين لا يؤمنون بالله فقد كفروا بالله ولا يؤمنون بالله ولا بقدرته ولا بتفريجه الكروب وهذا دليل انهم من المؤمنين ان اولاد يعقوب كانوا من من المسلمين لانه حذرهم بان اليأس من تفريج الله لا يكون الا من كافر. واما المؤمن فلا ييأس من رح الله وفرجه وتنفيسه الكرب والشدة التي يقع فيها الانسان قال فلما دخلوا عليه الكلام فيه اختصار يعني ما قال فسمعوا كلام ابيهم ثم سافروا الى مصر ثم نزلوا مصر ثم جاءوا الى عزيز مصر اختصر هذا وطواه بكلام يدل على انهم فعلوه فقال فلما دخلوا عليه يعني لما دخلوا على يوسف يعني معنى ذلك انهم سمعوا كلام ابيهم وانهم شدوا الرحال وسافروا من فلسطين من ارض الشام الى مصر ثم جاءوا ودخلوا على يوسف فلما دخلوا عليه قالوا يا ايها العزيز مسنا واهلنا الضر مسنا يعني اصابنا واهلنا واصاب اهلنا الظر وهي الشدة من الجدب والقحط لان هذه هم في السنين السبع. في السنوات السبع العجاف كما قدمنا لان ذهابهم الى آآ الى يوسف في اول مرة اه كان في السنة الثانية من السنوات السبع وهذا بعد ذلك فهذا دليل ان السنوات السبع العجاف انها عمت مصر وما حولها ايظا فكانوا في شدة لا يعلمها الا الله ولذلك جاءوا مرة ثالثة ايضا يريدون الكيل ويريدون ايضا يسألونه عن عن بنيامين فقالوا يا ايها العزيز العزيز عزيز مصر فقيل هو الملك صار في مقام الملك يا ايها العزيز مسنا واهلنا الظر يعني بلغنا الشدة والجهد والقحط ما عندنا زاد ولا طعام نأكله. وجئنا ببضاعة مزجاة يعني جئنا معنا ببضاعة مزجاة وقالوا معنا بضاعة مزجاة قالوا يعني بضاعة قليلة اه لا تكفي لقيمة الكيل ما عندهم شيء هم الان يريدون يكتالون ايضا يكتالون طعاما فقال نحن جئنا ببضاعة مزجاة كما قدمنا بالامس ان البضاعة هنا المراد بها ثمن الكيل ثمن الطعام الذي سيأخذونه قوتا لاهلهم لكن سماه بضاعة لانه لم يكن معهم نقود. وانما جاءوا ببعض الاشياء من جهة اهلهم ومن جهة ديارهم. قيل جاءوا ببعض الادن بعض الجلود وقيل جاءوا ببعض جاءوا بحب البطم الاخضر وجاؤوا بالصنوبر يعني جاءوا باشياء بضاعة يريدون ان يقدموها مقابل الكيل لكن مزجاة يعني ضعيفة قليلة هي بضاعة وقليلة ايضا ولهذا قال آآ ابن كثير ومعنا ثمن الطعام الذي نمتاره وهو ثمن قليل قاله مجاهد مزجاه يعني قليل جئنا ببضاعة يعني بقيمة وثمن للكيل الذي ستعطينا لكن ترى قليلة التي معنا وقال ابن عباس في رواية مزجاة المراد به الرديء الذي لا ينفق مثل خلق الغرارة والحبل والشيء. قال يعني معهم شيء مثل خلق الغرار يعني مثل اه حبال الخيش او الحبال التي لا قيمة لها. يعني جاءوا ببضاعة ما عندهم شيء له قيمة. لكن جاءوا بهذه الاشياء البضاعة قليلة القيمة لعله يعطيهم مقابلها المتاع يعطيهم مقابلها الطعام قال وقال ابن عباس في رواية الدراهم الرديئة التي لا تجوز الا بنقصان بضاعة ام زكاة ابن عباس يقول دراهم قليلة لكنها دراهم ايضا اه زائفة ما هي دراهم جيدة ما تكفي قيمة الطعام الذي ستعطينا الا بتجاوز منك وعدم محاسبة لنا جاء ايضا اه عن ابي صالح قال هي الصنوبر وحبة الخضراء وقال الظحاك ببضاعة مزجة كاسدة لا تنفق الحاصل انهم لما جاءوا وقدموا عذرهم انه قد مستهم الضراء والجدب والقحط انهم ايظا جاؤوا ببضاعة قليلة لا تكفي قيمة للطعام الذي يريدون ان يمتارونه يعني وكل ذلك يلتمسون من العزيز ان يتسامح معهم ويعطيهم كيلا مقابل هذه البضاعة او هذه النقود القليلة التي لا تساوي بالطعام. وجئنا ببضاعة مزجاة فاوفي لنا الكيل وتصدق علينا اوفي لنا الكيل اعطنا كيلا وافيا ولا تعاملنا بالبضاعة القليلة التي معنا فاعطنا كيل من جاءك ببضاعة او بثمن كثير يقابل البضاعة فهم قدموا هذا من باب الاعتذار والتلطف لعل عزيز مصر ان يقبل منهم ذلك. فاوفي لنا الكيل وتصدق علينا قالوا تصدق علينا يعني تصدق علينا لا تنقصنا شيئا من حقنا فاعطنا زيادة على قيمة نقودنا نقودنا لا تساوي هذا هذا الكيل فانت تصدق علينا بالباقي خذ يعني اعطنا كيلا وافيا. بعضه مقابل الثمن الذي دفعنا والبقية تصدق انت به علينا وتفضل به علينا ولا ان الله يجزي المتصدقين قال ابن جرير الطبري ان الله يجزي المتفضلين على اهل الحاجة باموالهم ايه يعني تصدق علينا ثم قالوا ان الله يجزي المتصدقين. يعني يجزيهم بالثواب العظيم فمن تصدق اه اثابه الله وجزاه وجزاه على ذلك ثوابا عظيما من لدنه وكل هذا يقولونه من باب استعطاف العزيز وحثه على ان يوفي لهم الكيل والا يعاملهم بما معهم من المال لانه قليل ولا يصلح ثمنا للكيل الوافي ولكن طلبوا منه ان يتصدق عليهم وايضا اخبروه ان الله وذكروه ان الله جل وعلا يجزي المتصدقين ويتفضل عليهم بفضله وجوده وكرمه سبحانه وتعالى. نعم. قرأت الايات التي بعدها. ثم قال جل وعلا قال هل علمتم ما فعلتم بيوسف واخيه اذ انتم جاهلون قال اي قال يوسف هل علمتم؟ قالوا هذا الاستفهام فيه نوع توبيخ استفهام للتوبيخ وهو يريد يذكرهم وقالوا ان يوسف ما كان يريد ان يخبر اخوته بشأنه وقد كتم امره عليهم في المرتين السابقتين قال لكن لما ذكروا ما ذكروا من الظر من الظر الذي لحق بهم وضعف قلة ذات اليد فرق يوسف وعطف عليهم وتذكر حال ابيه فهنا اخبرهم قال كلاما اخبرهم فيه انه اخوهم. هكذا قال بعض المفسرين قال بعض المفسرين بل هذا كله بامر الله فكتمانه شأنه عليهم كان بامر الله له واخباره لهم كان بامر الله له فقال هل علمتم ما فعلتم بيوسف واخيه اذ انتم جاهلون اذ اي حين او وقت انتم جاهلون ومعنى جاهلون يعني عاصون اثمون لان كل معصية لله فهي جهالة كما قال جل وعلا انما التوبة على الله للذين يعملون السوء بجهالة قال الصحابة او اجتمع اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ان كل ذنب عصي الله به فهو جهالة فكل من عصى الله ولو كان متعمدا للذنب فهو جاهل في حق من عصاه وجاهل ايضا في العقوبة التي تنتظر من عصى الله وخالف امره فقوله وانتم جاهلون اي عاصون اثمون. وقال بعض المفسرين جاء عن الحسن اذ انتم جاهلون قال اذ انتم شباب اذا انتم شبانا قال لان الغالب على الشباب الجهل ويعني بذلك حينما القوه في غيابة الجب وجاءني ابن عباس انه قال جاهلون صبيانا لما كنتم صبيانا ففعلتم فيما فعلتم ولكن الاظهر والله اعلم ان الجاهلون هنا المراد العاصون الاثمون لانهم جهلوا جرم ذنبهم وايضا جهلوا حق الله جل وعلا والا ما عصوه ولا اقدموا على هذا الفعل فقالوا اخوة ائنك لانت يوسف هذا استفهام تقرير اانت يوسف يعني هل انت يوسف وهذه قراءة الجمهور وقرأ بعض القراء وهي قراءة ابن كثير وورش انك لانت يوسف يكون اخبار قالوا انك انت يوسف لما قال لهم هل علمتم ما فعلتم بيوسف قالوا انك انت يوسف. هذي قراءة والقراءة الاخرة الاخرى لا. قالوا استفهام. اانك انت يوسف يستفهمون. هل انت يوسف وهذا وهذه القراءة هي المشهورة وعليها اكثر القراء ويدل عليها جواب يوسف قال انا يوسف سألوه ائنك لانت يوسف؟ هل انت يوسف قال انا يوسف وهذا اخي قد من الله علينا الله اكبر شوفوا عاقبة الصبر يا اخوان عاقبة التقوى والصبر فيرمونه في الجب وفي البئر وهو في مقام الضعف هم في مقام القوة ويتشبث بهم ويتمسك بشفا البئر فيفكون يديه ويلقونه ويقطعون الحبل وهم مقتدرون عليه ويبيعونه على انه مملوك ثم يصير الامر الى انه يكون فوقهم. بل عزيزوا مصر بل يكونون في مقام في المقام الاسفل والادنى وهو في المقام الاعلى هذه عاقبة التقوى والصبر وخاصة مع الاقارب بعض الناس تجده يصبر للبعيدين ولا يصبر للاقارب والواجب ان يصبر على اقربائه اشد واكثر مما يصبر على غيرهم ولهذا جاء في الحديث الذي في مسلم ان رجلا جاء الى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله لي قرابة اصلهم ويقطعوني احسن اليهم ويسيئون الي احلم عليهم ويجهلون علي ماذا قال النبي صلى الله عليه وسلم له اود ان انبه انني الاسبوع القادم ليس فيه درس. موعدنا ان شاء الله الاسبوع بعد القادم ان شاء الله يقول الله جل وعلا قالوا ائنك لانت يوسف اي قال اخوة يوسف له ائنك لانت يوسف قال انا يوسف وهذا اخي قد من الله علينا قال المفسرون من علينا بجمعه بيننا بعد التفرقة وطول المدة حتى قيل ان هذه المدة كانت اربعين عاما وقيل اكثر من ذلك وقيل اقل من ذلك ثم قال واعظا لهم انه نعم انه من يتقي ويصبر فان الله لا يضيع اجر المحسنين من يتق التقوى والصبر على ما انت فيه فاذا نزل بك امر فاتق الله اي اعمل بطاعته. لان التقوى هي ان تعمل بطاعة الله على نور من الله ترجو ثواب الله وان تترك معصية الله على نور من الله تخشى عقوبة الله واصبر الصبر عدم التشكي للناس لا تشتكي للناس الناس ما بايديهم شيء اصبر على قضاء الله الذي انزله بك فانه من يتق ويصبر فان الله لا يضيع اجر المحسنين لا يضيع اجرهم ولا يبطله بل ينالون اجرهم في الدنيا والاخرة ففي الدنيا التمكين وزوال الهم والغم وتبدل الحال الى ما هو احسن وفي الاخرة انما يوفى الصابرون الصابرون اجرهم بغير حساب وكنا ذكرنا حديث توقفنا عنه وقت الاذان وهو حديث عظيم يقول النبي صلى الله عليه وسلم لما جاءه ذلك الرجل في صحيح مسلم وقال ان لي قرابة احسن اليهم ويسيئون الي احلم عليهم ويجهلون علي قال النبي صلى الله عليه وسلم لو ان كنت كما تقول فكأنما تسفهم المل يعني كأنك تحت الرماد الحار في افواههم ثم الاخرى وشأنها عظيم. ولا يزال معك من الله ظهير عليهم. ما دمت على ذلك شوف يا اخي اصبر على الاقارب والاقرب فالاقرب اصبر على خطأهم وزللهم وهجرهم وقطيعتهم وابشر فان الله سيظهرك عليهم لا يزال معك من الله ظهير عليهم يعني عوين. يعينك الله يرفعك. ويجعل العاقبة لك. وانظر الى حال يوسف مع اخوته ماذا صار امره السهر اظهره الله عليهم فصار الامر له فالاقارب يا اخوان خاصة يحتاج الى صبر لان الشيطان يجعل الانسان ما يتحمل من اقاربه يتحمل من الزملا من الناس البعيدين لكن الاقارب ما يتحمل لهم هذا من الشيطان هم احق الناس ببرك وصبرك عليهم آآ ثم قال قالوا تالله لقد اثرك الله علينا. تالله يمين والله لقد اثرك الله علينا اي فظلك علينا واختارك اعترفوا نعم صار هو عزيز مصر وهم جاؤوا يسألون الميرا حتى قيمة الطعام ما هي عندهم يسألونه ان ان يتصدق عليهم لقد اثارك الله علينا وان كنا لخاطئين وان كنا خاطئين يعني مذنبين فيما سبق كل افعالنا التي معك كنا مذنبين فاعترفوا بذنبهم قالوا انا كنا مذنبين والله رفعك علينا قال لا تثريب عليكم اليوم قالوا معنى لا تثريب يعني لا عتبة ولا لوم عليكم لن الومك لن الومكم ولن اعاتبكم ولن اذكر هذا الامر عنكم مرة اخرى شوفوا العفو والصفح الجميل رغم ما عملوا به قال لا تثريب عليكم خلاص من اليوم لن اذكر ولن الوم ولن اذكر ما فعلتم به من الافاعيل يغفر الله لكم قالوا هذا فعل مضارع باعتبار المستقبل كانه معناه سيغفر الله لكم وقال بعضهم بل اخبار من يوسف ان الله غفر لهم اطلعه الله على ذلك فانهم تابوا وندموا وطلبوا من يوسف ان يستغفر لهم فاعلم الله يوسف انه ان الله قد غفر لهم الله اكبر. يا اخي اذا مكنك الله من شخص قد اذاك اياك ان تنتقم وتقول افعل به كما فعل اغفر اصفح اعفو وابشر بالعاقبة الحميدة. انظر الى نبي الله يوسف قال لا تثريب عليكم لا لوم ولا عتب ولن اذكر هذا مرة اخرى انتهى هذا الموضوع ما فعلتموه بي يغفر الله لكم. سأل الله ان يغفر لهم واعلمه الله بانه قد غفر لهم قال وهو ارحم الراحمين جل وعلا هو ارحم الراحمين. هو ارحم من رحم ولهذا تاب عليهم وغفر لهم مع تلك الفعلة التي فعلوها بيوسف وما وما فعلوه مع ابيهم ايضا ثم قال جل وعلا اذهبوا بقميص هذا فالقوه على وجه ابي يأتي بصيرا اذهبوا بقميصي. القميص هو الثوب الذي على هيئة البدن الى فالقوه على وجه ابي على وجه ابي يعقوب يأتي بصيرا يرجع بصيرا. مع انه ابيضت عيناه من الحزن لكن اذا شم رائحة يوسف في القميص سيرجع اليه بصره ولهذا قال يأتي بصيرا اي يرجع بصيرا يبصر ويرى بعد ان كان اعمى قال واتوني باهلكم اجمعين ائتوني بجميع بني يعقوب اولاد يعقوب واولادهم بجمع اهلكم واتوا بهم من فلسطين الى مصر ولما فصلت العير قال ابوهم اني لاجد ريح يوسف لولا ان تفندون فصلت العير قالوا يعني خرجت من مصر الى الشام فمجرد انها خرجت من مصر الى الشام قال يعقوب وهو في الشام اني لاجد ريح يوسف قال المفسرون سخر الله ريحا فحملت ريحا يوسف الى يعقوب وبينهم مسافة ثمانية ايام او ثمانين فرسخا هذا معنى فصلت العيد يعني خرجت من مصر الى الشام او الى فلسطين فعندما خرجت من مصر وهي لا تزال في مصر وجد يعقوب ريح يوسف وهذه بشارة له قال اني لاجد ريح يوسف لولا ان تفندون. تفندون يعني تقول اصابك الفند تسفهوني تقول هذا سفيه صابه الفند الكبر الخرف لولا ان تهندون قالوا تالله انك لفي ضلالك القديم قاله من عنده من ابنائه وابنائهم واقاربه تالله اي والله انك لفي ضلالك القديم لفي خطئك وزللك القديم مع يوسف ما زلت تفكر في يوم يوسف تجد ريحه وقد هلك يوسف قبل وهذه كلمة سيئة منهم. ولهذا يقول قتادة قال قالوا اي من حب يوسف لا تنساه ولا تسلاه قالوا لوالدهم كلمة غليظة لم يكن ينبغي لهم ان يقولوها لوالدهم ولا لنبي الله عليه السلام اذا انت في ظلالك القديم في خطأك القديم قالوا تالله انك لفي ضلالك القديم. فلما ان جاء البشير القاه على وجهه. لما جاءه البشير والاصل في البشير المبشر الذي يحمل الخبر السار ويسبق غيره فجاء البشير وقيل انه يهودا. وهو الذي جاء على قميصه بدم كذب فقال لعل هذه تكفر هذه انا اتي بالقميص فلما جاءه والقاه على وجهه سواء القاه البشير او يعقوب اخذه والقاه على وجهه ارتد فارتد بصيرا. رجع اليه بصره والله على كل شيء قدير قال الم الم اقل لكم اني اعلم من الله ما لا تعلمون استنكار افهام انكاري استفهام انكاري توبيخي. انا قلت لكم اني اعلم من الله ما لا تعلمون. وقلت لكم اني اجد ريح يوسف وتقولون انت في ضلالك القديم واقول لكم ان يوسف موجود وان تقولون انه هلك ثم قال قالوا يا ابانا استغفر لنا ذنوبنا انا كنا خاطئين. تابوا ورجعوا. قالوا يا ابانا استغفر لنا ذنوبنا. انا كنا خاطئين مذنبين معترفون ماذا قال؟ قال سوف استغفر لكم ربي. ما قال مثل ما قال يوسف يغفر الله لكم. لماذا قالوا اخر الدعوة لهم الى وقت صلاة الفجر فقال سوف ليس الان سوف استغفر لكم ان ربي هو الغفور الرحيم قالوا اخبرهم انه سيؤخر دعوته لهم في الثلث الاخر من الليل او وقت الفجر حتى يكون ذلك يعني ادعى الى الاجابة انظروا الى رحمة الاب وشفقة الاب رغم ما فعلوا به من الافاعيل ونكتفي بهذا القدر