بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن والاه. اعوذ بالله من الشيطان الرجيم واذ قال موسى قومه اذكروا نعمة الله عليكم اذ انجاكم من ال فرعون يسومونكم سوء العذاب ويدبحون. ويذبحون ابنائكم ويستحيون ساءكم وفي داركم بلاء من ربكم واذ تأذن ربكم لئن شكرتم لازيدنكم ولئن كفرتم ان عذابي لشديد. وقال موسى ان تكفرون انتم ومن في الارض جميعا فان الله لغني حميد الم يأتكم نبأ الذين من قبلكم قوم نوح وعاد وثمود والذين من بعدهم لا يعلمهم الا الله. جاءتهم رسلهم بالبينات فردوا ايديهم في افواههم وقالوا وقالوا انا كفرنا بما ارسلتم به وانا لفي شك مما تدعوننا اليه مريح. بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين. اما بعد. يقول الله جل وعلا في هذه الايات المباركات من سورة ابراهيم واذ قال موسى لقومه اذكروا نعمة الله عليكم اذ انجاكم من ال فرعون. يصومونكم سوء العذاب ويذبحون ابناءكم ويستحيون نساءكم. وفي ذلكم بلاء من ربكم عظيم. واذ قال موسى قلنا ان اذ ظرفية زمنية بمعنى واذكر حين قال موسى لقومه واذكر حين او وقت او ساعة قال موسى لقومه والمراد به موسى نبي الله موسى ابن عمران فان الله عز وجل ارسله الى بني اسرائيل ارسله الى فرعون وقومه والى بني اسرائيل فمما وعظ به قومه بعد ان انجاهم الله جل وعلا واهلك عدوهم وهو فرعون وقومه قال لهم واذ قال موسى لقومه اذكروا نعمة الله عليكم اذكروا نعمة الله عليكم. جاء بالنعمة هنا مفردة. لكنها مضافة. والمفرد اذا اضيف يعم فالمراد هنا اذكروا نعم الله كلها. لكن لما قال نعمة الله واظافها الى الله صار اسمه جنس يعم كل نعمة انعم الله بها جل وعلا وتفضل بها على بني اسرائيل. ثم قال اذ انجيناكم حين انجيناكم. امرهم بتذكر النعم وخص منها بعض النعم العظيمة وهي انجاؤه جل وعلا لهم من عذاب فرعون وقومه فقال اذ انجيناكم من ال فرعون. ومعنى انجيناكم يعني خلصناكم. وانقذناكم. من فرعون نسب الانجاء من ال فرعون انجاهم من ال فرعون لانهم هم الذين كانوا يباشرون تعذيب بني اسرائيل. وان كان عن امر فرعون وعن رأي فرعون لكن لم ما كانوا هم المباشرون لتعذيب بني اسرائيل نسب الانجاء من عذابهم فقال واذ انجيناك اذ انجيناكم من ال فرعون وال الرجل يطلق على اتباعه على دينه والمراد اتباعه الذين كانوا على دينه وعلى ملته. فكانوا يسومون بني اسرائيل العذاب. واذا اذ انجيناكم من ال فرعون يسومونكم سوء العذاب. ومعنى يسومونكم ان يولونكم ويديمون عذابكم اي يولونكم ويديمون عذابكم ويذيقونكم العذاب الشديد. كما مر معنا في سورة البقرة ويصومون يسومونكم سوء العذاب. اي اشد العذاب وافظعه. وهو عذاب التسخير وقتل الاب الابناء وسبي النساء واستبقاءهن هذا من اشد العذاب ومن اسوأه قال جل وعلا يسومونكم سوء العذاب ويذبحون ابنائكم ويستحيون نساءكم يذبحون الابناء الذكور. فاذا ولد مولود ذكر ذبحوه واذا ولدت انثى استبقوها. وهو معنى قولي هنا ويذبحون ابناءكم ويستحيون نساءكم ان الاستحياء يعني استبقاء النساء. فاذا ولد لبني اسرائيل ولد ذكر قتله فرعون واله والى ولد لهم انثى ابقوها. واستحيوها لتقوم بعد ذلك بخدمتهم وهنا في هذه الاية في هذه السورة سورة ابراهيم قال يسومونكم سوء العذاب ويذبحون ابناءكم عطف بالواو وفي سورة البقرة بدون واو. والفرق بينهما ان ما مر في سورة البقرة بدون واو يذبحون يسومونكم سوء العذاب يذبحون ابنائكم قالوا هو كالتفسير لسوء العذاب. فقال يسومونكم سوء العذاب ثم فسره بانه ذبح الابناء النساء واما هنا فاتى بالواو والاصل ان الواو تقتضي المغايرة ما قال ابن جرير وغيره والقرطبي وجمع من اهل العلم قالوا اتى بالواو ليبين ان انواع العذاب فعلها بهم ال فرعون كثيرة. فهم يسومونهم سوء العذاب. وايضا يذبحون ابناءهم فيذبحون ابناءهم نوع اخر من العذاب. غير صومهم العذاب. وكذلك ايضا استحياء نسائهم فدل على انهم فعلوا بهم امورا كثيرة عذبوهم بامور كثيرة. فمنها سوء العذاب وشدة شوف وتسخيرهم للاعمال الشاقة وقيامهم بخدمة ال فرعون وقوم فرعون ذللوه بذلك وايظا اظافوا الى ذلك عذابا اخر وهو ذبح الابناء. اذا ولد لهم ذكر واظافوا الى ذلك عذاب اخر وهو استحياء النساء. فالواو هنا تدل على العطف عاطفة وهي تدل على المغايرة وقال بعض اهل العلم ان الواو هنا انها صلة صلة يعني زائدة وهذا لا وجه له لا وجه له. وقال بعضهم ان الواو هنا او نفس القول السابق يقول تدل على ان هذا ما بعدها جنس غير الجنس الذي قبلها. يدل على ان ما بعدها جنس غير الذي قبلها. لان الشيء لا يعطف على نفسه. وعلى كل حال الخلاصة ان الله سبحانه وتعالى نجاهم من ال فرعون وكانوا يسومونهم ويعذبونهم ويديمون عذابهم اشد العذاب افظعه وايضا كانوا يقتلون ابناءهم وكانوا يستحيون نساءهم. قال جل وعلا وفي ذلكم بلاء من ربكم كم عظيم. وفي ذلكم قال بعض المفسرين وفي ذلكم يعود على انجاء بني اسرائيل من هذا العذاب المهين. فيكون المعنى وفي ذلك وفي ذلكم اي في انجائكم ان فرعون واله بلاء اي نعمة عظيمة عليكم من الله. في انجائكم من هذا العذاب بلاء اي نعمة. لان البلاء يأتي بالخير ويأتي يأتي بالخير ويأتي بالشر. كما قال جل وعلا ونبلوكم بالشر والخير فتنة لكن هنا يكون المراد به الخير. وفي ذلكم بلاء اي نعمة عظيمة وهو ان جاء الله لكم من عذاب ال فرعون. من ربكم عظيم. ان جاء عظيم. لان الله نجاهم من سوء العذاب ومن قتل الابناء واستحياء النساء. وقال بعض المفسرين بل ان قوله وفي ذلكم راجع على صوم ال فرعون لهم سوء العذاب وذبح الى ابنائي واستحياء النساء. في هذا بلاء يعني بلاء عظيم يعني فتنة. فتنة عظيمة لكم كونهم يسومونهم سوء العذاب ويذبحون الذكور الابناء يستحيون النساء هذا بلاء عظيم فتنة قال ابن كثير رحمه الله ولا مانع ان يدل على الامرين كلاهما بلاء عظيم ان جاءهم نعمة عظيمة وتسلط ال فرعون عليهم فتنة عظيمة وفي ذلكم بلاء من ربكم عظيم. ورجح الطبري ان المراد به النعمة هنا. المراد به النعمة قال واذ تأذن ربكم لئن شكرتم لازيدنكم. واذ تأذن تأذن بمعنى المكم واخبركم جل وعلا. واذ تأذن ربكم اي اعلمكم واخبركم وهو واخبرهم بقوله لئن شكرتم لازيدنكم ولئن كفرتم ان عذابي لشديد. واذ تأذن ربكم يعني اخبركم واعلمكم جل وعلا انكم ان شكرتم نعمه زادكم من فضله وان كفرتم نعمه اخذكم بالعذاب الشديد. وهو سلب هذه النعم وايضا ما يوقعه بكم من الجزاء والنكال جزاء وفاقا. واذ تأذن ربكم لئن شكرتم اي شكرتم نعمي. التي انعمت بها عليكم لازيدنكم منها. لان النعم انما تدوم بالشكر وتزول بالكفر فاذا شكرت النعمة بقيت واذا كفرت زالت هذا عامه في جميع النعم. فينبغي للانسان ان يلحظ نعم الله عليه. التي لا لا يعدها ولا التي لا تحصى التي لا يحصيها الانسان كثرة وان يشكرها وكل لها شكر والشكر يكون باللسان وهو الثناء على الله بها ويكون بالجنان وهو اعتراف القلب بذلك ويكون ايضا بالجوارح بالاركان. فمن شكر نعمة المال ان يتصدق ويعطي من شكر نعمة البصر الا ينظر الى ما حرم الله عليه وان يجعل نظره فيما اباح له او فيما ندبه اليه كالنظر في المصحف. وكذلك شكر ونعمة السمع ان لا يستمع الى ما حرم الله عليه. ونعمة الغنى ان يحسن الى الناس ويتصدق وان يحذر من البطر والاستغناء والترفه فلابد من شكر النعم. وهذا هذه الاية وان كانت في بني اسرائيل لكن كما هو مقرر عند اهل العلم ان شرع من قبلنا شرع لنا ما لم يرد في شرعنا خلافه. فعلينا جميعا ان نشكر نعم فان شكرها يؤذن بمزيد منها يؤذن بقرارها وثباتها وبمزيد منها وكفرها مؤذن بزوالها وذهابها وتعرض الانسان للعذاب الشديد لان هذه النعم تحتاج ان تشكر. فكما انه خطاب لبني اسرائيل فهو ايضا خطاب لنا فعلينا ان نشكر الله جل وعلا على نعمه الكثيرة التي لا نحصيها. واعظم الشكر الاعتراف بالقلب. والترجمة عن ذلك باللسان وبالجوارح. ولهذا قال الناظم او الشاعر افادتكم النعماء مني ثلاثة يدي ولساني والظمير المحجب لان الشكر يكون بهذه الاشياء كلها. يكون بالقلب ويكون باللسان. ويكون بالجوارح وخلاصة ذلك الاستقامة على امر الله. استقم على امر الله هذا هو شكر نعمه. قال جل وعلا ولان كبرتم ان عذابي لشديد كفرتم النعم وسترتموها وجحدتموها ان عذابي لا شديد وذلك بسلبه بسلبه اياها عنهم او عقابهم اياهم او عقابه اياهم على كفرها. ثم قال جل وعلا اه ومما ينبغي ان يذكر هنا الحديث قد مر ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ان العبد ليحرم الرزق بالذنب يصيبه ان العبد ليحرم الرزق بالذنب يصيبه. يحرمه الله عز وجل هذا الرزق بسبب ذنبه ومعصيته ثم قال جل وعلا وقال موسى ان تكفروا انتم ومن في الارض جميعا فان الله لغني حميد قال موسى مبينا غنى الله جل وعلا عن خلقه اجمعين. وقال ان تكفروا انتم ومن في الارض جميعا. لو كفر كل اهل الارض من انسهم وجنهم فان الله جل وعلا غني عنهم ومع ذلك هو حميد اي محمود على افعاله واقداره واحكامه واقواله وكل شأنه جل وعلا فلا تنفعه طاعتكم ولا تضره معصيتكم. لانه هو الغني جل وعلا ولهذا في الحديث القدسي يقول الله جل وعلا يا عبادي لو ان اولكم واخركم وانسكم وجنكم قم كانوا كانوا على اتقى قلب رجل واحد منكم ما زاد ذلك في ملكي شيئا. ولو ان اولكم واخركم وانسكم وجنكم كانوا على افجر قلب رجل واحد منكم ما نقص ذلك من ملكي شيئا. يا عبادي انكم لن لن تبلغوا نفعي فتنفعوني ولن تبلغوا ظري فتظروني. فالله غني عنا وعن عبادتنا يا اخوان. الله هو الغني عن كل احد هو الغني عن كل شيء. وهو جل وعلا المفتقر اليه كل شيء. والمحتاج اليه كل احد. فاياك ان يقع في نفسك اذا رأيت انك اقبلت على العبادة وانك اجتهدت بها بها وانك حسنتها اياك ان يقع في نفسك ان لك على الله منة. المن لله عليك. ان هداك ووفقك واعانك ولهذا يجب على المسلم ان يسير الى الله بين الرغبة والرهبة راغبا وراجيا ان ينجيه الله برحمته وبجوده وبكرمه وراهبا ان يعاقبه الله. لان العبد يذنب بالليل والنهار. وكل بني ادم خطاء كما ضحى الحديث فالانسان يرجو اذا اجتهد في العمل الصالح يرجو ان ان يشمله الله برحمته وان يتقبل منه. ويخاف ايضا لان الله جل وعلا يقول انما يتقبل الله من المتقين. اذا جاء عن عمر رضي الله عنه ما معناه لو اعلم ان الله تقبل مني صلاة واحدة لكان كذا وكذا. هكذا كان السلف يجتهدون بالاعمال الصالحة ويخافون اذا لابد من السير الى الله تجمع في قلبك بين الخوف والرجاء. خوف لا يحمل على اليأس لكن يحمل على تجنب الذنوب والمعاصي وان ترجو الله رجاء لا يحمل على الامن من مكر الله لكن يطمعك في رحمة الله ثم قال ابن كثير عبارة هنا جميلة عبارته قال اي هو غني عن عن شكر عباده. وهو الحميد المحمود وان كفره من كفره. كما قال تعالى ان تكفروا فان الله غني عنكم ولا يرضى لعباده الكفر. وان تشكروا يرضه لكم. وقال تعالى فكفروا وتولوا الله والله غني حميد. ثم ذكر الحديث في صحيح مسلم الذي اشم اليه حديث ابي ذر. يا عبادي لو ان اولكم واخركم الحديث ثم قال جل وعلا الم يأتكم نبأ قوم نبأ الذين من قبلكم هم قوم نوح وعادوا وثمود والذين من بعدهم قال ابن جرير الطبري في تفسيره ان هذا تابع لما قبله اهو فقوله الم يأتكم نبأ الذين نبأ الذين من قبلكم؟ قال هذا من تمام قيل موسى لقومه يعني هذا من تمام قول موسى لقومه. فالكلام لموسى. قال وقال ابن وفيما قاله ابن جرير نظر فيما قاله ابن جرير انه تابع لما قبله نظر بل هذا الذي انه كلام استئنافي جديد. مستأنف. فيكون الخطاب فيه لامة النبي صلى الله عليه سلم لمن كانوا في زمانه ومن جاء بعد ذلك. واستدل على ما ذهب اليه اعني ابن كثير رحمه الله قال فان قصة عاد وثمود ليست في التوراة. التوراة التي انزلها الله على موسى ليس فيها ذكر لقوم عاد وقوم همود. اذا ما دام انها ليست في كتاب في التوراة قصة عاد وثمود لا يكون الكلام هنا الم يأتكم نبأ الذين من قبلكم قوم نوح وعادوا وثمود لا يكون في بني اسرائيل ولا يكون من تمام كلام موسى. لانه ما جاءهم هذا القصص. وليس في كتابهم. لكن المراد امة النبي صلى الله عليه وسلم. فهم الذين جاءهم خبر قوم نوح وقوم عاد وقوم هود وغيرهم من الانبياء. الم يأتكم نبأ الذين من قبلكم؟ ثم بين والنبأ والخبر قالوا هو الخبر الهام. النبأ هو الخبر الهام ذو الشأن. يقال له نبأ. عما يتساءلون عن عن النبأ العظيم فهو الخبر الذي له شأن. الم يأتكم نبأ الذين من قبلكم قوم نوح وعاد وثمود الذين من بعدهم لا يعلمهم الا الله. وقد مر معنا في اية في اكثر من سورة خبر نوح مع قوم وكيف ان قومه كفروا واعرضوا ولبث فيهم الف سنة الا خمسين عاما وهو يدعوهم ومع ذلك لم يؤمنهم الا فاخذهم الله بالطوفان. واغرقهم واهلكهم. موج او بماء صار كموج البحر. غطى الجبال. فاهلكهم جميعا. وكذلك قوم عاد وكذلك عاد قوم هود الذين اهلكهم الله جل وعلا بالريح التي تنزع الرجل منهم الى اعلى ثم تسقطه على رأسه. فيصبح كالنخلة الخاوية التي قد ماتت ومخرتها الهواء وكذلك قوم ثمود. وهم قوم صالح ثمود قوم صالح الذين قتلوا الناقة وعقروها كيف اهلكهم الله بتلك الصيحة؟ صاح بهم جبريل او غيره صيحة قلوبهم والتذكير بهؤلاء وبنبأهم مما يبعث عن الاتعاظ والاعتبار. فاتقوا الله واطيعوا رسوله صلى الله عليه واله وسلم. واعملوا بشرعه والا فان فان عصيتم وابيتم فان مصيركم مصيرهم. هذه حال المكذبين. فاحذروا ان يصيبكم ما اصابهم. قال جل وعلا والذين من بعدهم لان قوم نوح نوح هو اول الرسل ثم بعده هود قومه عاد ثم بعده صالح وقومه اصحاب الحجر ثمود. فالترتيب هنا ترتيب زمني ولهذا بعد ان ذكر هؤلاء قال والذين من بعدهم اذا الامم الاخرى التي حكاها الله وحكى خبرها واه واهلاكه اياهم لما عصوا رسلهم انما كانوا بعد هؤلاء الانبياء الثلاثة. اولهم نوح ثم هود ثم صالح. واقوامهم والذين من بعدهم لا يعلمهم الا الله والذين من بعدهم لا يعلمهم الا الله. وكان ابن مسعود رضي الله عنه يقول اذا قرأ قوله جل وعلا لا يعلمهم الا الله قال كذب النسابون. كذب النسابون وكذلك جاء عن الزبير عن عروة ابن الزبير قال ما وجدنا احدا يعرف ما ما بعد معد عدنان ما بعد معد بن عدنان يعني ما بين عدنان الى ابراهيم او الى اسماعيل لا يعرفه احد ولهذا الذي نتكلم في نسب النبي صلى الله عليه واله وسلم الى عدنان هذا متفق عليه. هذا صحيح لكن ما بعد عدنان الله اعلم به. ولكن لا شك ان نبينا صلى الله عليه وسلم من ذرية اسماعيل ابن ابراهيم منذرية ابراهيم الخليل لكن ما بينهما هذا غير مقطوع به ولا يقطع به اهل النسب. لكن يقولون وهو ابن فلان ابن فلان ولهذا كان ابن مسعود يقول كذب النسابون. لماذا؟ لانهم اذا جاءوا عدنان خاصة في نسب النبي صلى الله عليه وسلم يقول ابن فلان ابن فلان ابن فلان ابن فلان الى ان يوصلونه الى اسماعيل. والله جل وعلا يقول والذين من بعدهم لا يعلمهم الا الله كيف علمهم النسابون؟ لا يعلمهم الا الله. ولهذا جاء عن ابن عباس انه قال بين ابراهيم عليه السلام وعدنان جد الرسول صلى الله عليه وسلم ثلاثون قرنا لا يعلمهم الا الله. لا يعلمهم الا الله ومما لا شك فيه اننا في اخر الزمان نحن في اخر الزمان ولهذا نبينا صلى الله عليه واله وسلم لم نبي الساعة. ولهذا قال بعثت انا والساعة كهاتين. وجمع بين السبابة والوسطى الفرق بينهما قليل. ما بقي الا قليل. ولهذا كان من علامات الساعة الكبرى بعثة النبي صلى الله عليه واله وسلم. وقال صلى الله عليه واله وسلم بعثت في نسم الساعة. في نسمها. نسم القريب منه ولهذا ثبت في حديث صحيح ان النبي صلى الله عليه واله وسلم نظر يوما الى الشمس تضيفت للغروب في رؤوس الجبال يرونها يعني قرب رؤوس الجبال معروف قرب رؤوس الجبال عند الغروب يعني ما بقي عليها الا قليل. فقال ما بقي من الدنيا الا كما بقي من يومكم هذا. قد واكثر الوقت فنحن في اخر الزمان ولهذا مضت قبلنا امم لا يحصيهم الا الله جل وعلا. قال جل وعلا والذين من بعدهم لا يعلمهم الا الله جاءتهم رسل بالبينات كل هؤلاء قوم نوح وقوم هود وقوم صالح والامم التي من بعدهم الذين لا يعلمهم الا الله كلهم قد جاءتهم رسلهم بالبينات. بالدلائل الواضحات والحجج والبراهين. الدالة على صدقهم وعلى صدق ما دعوا اليه. دل على وجوب افراد الله جل وعلا بالعبادة. فرد ايديهم في افواههم. ردت الامم ايديهم الى افواههم. ومعنى رد الايدي الى الافواه تعددت عبارات المفسرين. فقال فقال بعضهم معناه انهم اشاروا الى افواه الرسل يأمرونهم بالسكوت عنهم لما دعوهم الى الله. مدوا ايديهم الى افواههم يعني الى افواه الرسل وقالوا اسكتوا. وقال وقيل بل وضعوا ايديهم على افواههم تكذيبا لهم. وهذا اظهر ان لان الرد رد الايدي الى الافواه المناسبة ان يكون ردها الى فمه اما فم غيري لا يقال ردها اليه يقال مدها اليه. لكن يرد الى فم نفسه. ولهذا القول الثاني اشبه بل وضعوا ايديهم على افواههم. تكذيبا وقيل بل هو عبارة عن سكوتهم عن جواب الرسل. وبمعنى نفس القول ردوا ايديهم الى ابواههم يعني اشارة الى انهم لم يقبلوا قول الرسل. فاما انهم اغلقوا افواههم ولم ينطقوا ولم يجيبوا او انه كناية عن عدم قبول ما جاءت به الرسل. والمعنى متلازم. وقال بعض المفسرين وهو قول مجاهد ومحمد ابن كعب وقتادة قالوا انهم كذبوهم وردوا عليهم قولهم بافواههم وهذا على كل حال كالقول الذي قبله وقال ابن جرير الطبري قال بعضهم معنى ذلك انهم عظوا على اصابعهم تغيظا على الرسل في دعائه في دعائهم اياهم الى الاسلام. وهذا يشهد له قوله جل وعلا واذا خلوا عظوا عليكم الانامل من الغيظ. فقال ان من شدة حنق هؤلاء وهم الكفرة انهم لما دعوا الى الحق وجاءتهم رسلهم بالحق ردوا ايديهم الى افواههم وعظوا على انامل غيظا وحنقا مما دعوا اليه. وهذا لا شك انه حق. فان الكفار فيهم من الكبر والترفع والغيظ والبغض للحق ما لا يعلمه الا الله. فردوا ايديهم في افواههم لم يقبلوا الحق ولا يمنع ان يكونوا ايظا عظوا على اناملهم وعلى اصابعهم من الغيظ حنقا على الرسل وعلى اتباع الرسل وخلاصة القول انهم ردوا ايديهم في اظواههم يعني لم يقبلوا الحق الذي جاءت به الرسل بل اعرضوا عنه ولم يقبلوه قال جل وعلا فردوا ايديهم في افواههم. هؤلاء هم هؤلاء الانبياء الهموم الكافرة فردوا ايديهم في افواههم قالوا انا كفرنا بما ارسلتم به. انا كفرنا بما ارسلتم به والله وارسل الرسل بالحق ارسلهم بالحق الذي لا مرية فيه. اذا كفرنا بالحق الذي جئتم به ولم يكتفوا بالكفر والتكذيب لم يكتفوا بكفرهم وعدم قبولهم للحق بل زادوا على ذلك سهام الانبياء فقالوا وانا لفي شك مما تدعوننا اليه مريب. نحن في شك وفي تردد وفي ريبة من صدقكم ومما وصحة ما تدعون اليه. نحن مرتابون شاكون فيه. في ريب فجمعوا بين سيئتين الكفر بالحق والاتهام له وللرسل وهذا كما ان الايمان درج فالكفر دركات ايضا. دركات والكفار ليسوا على حد سواء. قال جل وعلا اي شك فاطر السماوات والارض يدعوكم ليغفر لكم من ذنوبكم اؤخركم الى اجل مسمى. قالوا ان الا بشر مثلنا تريدون ان تصدونا عما كان يعبد اباه فأتونا بسلطان مبين. قالت لهم رسلهم الا بشر مثلكم ولكن الله يمن على من يشاء من عباده. وما كان لنا ان نأتيكم بسلطان ضان الا باذن الله. وعلى الله فليتوكل المؤمن وما لنا الا نتوكل على الله وقد هدانا سبلنا ولنصبرن على ما اذيتمونا وعلى الله فليتوكل المتوكلون. وقال الذين كفروا لرسلهم لنخرجنكم من ارضنا او لتعودن في ملتنا فاوحى اليهم ربهم لنهلكن الظالمين ولنسكننكم الارض من بعدهم ذلك لمن مقامي وخاف وعيد. واستفتحوا وخاب كل جبار عنيد جهنم ويسقى مما يتجرعه ولا يكاد يسيغه ويأتيه الموت من كل مكان وما هو بميت. وما هو عذاب غليظ. ثم قال جل وعلا قالت رسلهم افي الله شك؟ يعني بعد ان ذكر كفر الامم السابقة بما دعتهم اليه الرسل وبشكهم وريبهم مما جاءوا من الحق اخبر عن قيل الرسل لهم. فقالت لهم رسلهم افي الله شك انهم كانوا يدعونهم الى توحيد الله. الى عبادة الله وحده لا شريك له. فكانوا ينكرون ذلك فقالت لهم رسلهم افي الله شك؟ وهذا استفهام انكاري. بمعنى النفي يعني ليس بالله شك. لان الله جل وعلا قد فطر القلوب على معرفته فقال كما فقال فقال جل وعلا فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله. وقال صلى الله عليه واله وسلم ما من مولود الا ويولد على الفطرة. فابواه يهودانه او ينصرانه او يمجسانه وكذلك ما جعله الله في الافاق في الارض والسماء من الايات والدلائل الواضحات الدالة على الله جل وعلا. بل ما جعله في انفس الناس من الايات الدالة على الله سبحانه وتعالى ولهذا خلق الله الانسان مفتقرا الى اله يعبده مهما كان لابد ان تجد الانسان يعبد. فاما ان يعبد الله واما ان يعبد غيره. خلق الله فطره محتاجا مفتاقا الى الى رب الى اله ولهذا ردت عليهم الرسل بقولهم افي الله شك؟ قال ابن كثير يحتمل اذلاء شك يحتمل شيئين الاول افي الله شك اي في وجوده افي وجوده شك؟ والثاني افي الله شك؟ اي في الهيته وتفرده بوجوب العبادة له. وهذا القول الثاني اقتصر عليه ابن جرير الطبري. وذكر ان معنى افي الله شك؟ يقول في انه المستحق الالوهية والعبادة دون خلقه هذا هو الاظهر والله اعلم لان الرسل جاء عنهم التصريح في اية اخرى انهم يقولون اعبدوا الله ما كن من اله غيره فهم يدعونهم الى الوهية الله الى عبادة الله والى توحيده توحيد الالوهية وان كان هذا مستلزم لوجوده. كيف يعبد؟ من لا وجود له. فبين القولين تلازم نوعا ما لكن ظاهر كثير من النصوص تدل على ان الرسل دعوا الخلق الى قال له وعبادة وعبادة الله جل وعلا. والى افراده بالعبادة. افي الله شك؟ فاطر السماوات والارض. افي الله شك فاطري اي هذا بدل من الله افي الله شك فاطري السماوات فهو فاطر السماوات وهذا القول يرشح ما ذكره ابن كثير. في القول الاول قال في وجوده. لانه قال افي الله شك وهو الذي فطر السماوات اوجدها. والفطر هو الخلق على غير مثال سابق. فالله وعلا خلق السماوات فطرهن على غير مثال سابق يحتذى لكمال قدرته جل وعلا وقوته فهو الذي فطر السماوات والارض خلقها واوجدها وبذلك اية وعبرة وعظة ودليل وحجة على وحدانية الله جل وعلا على وجوده وعلى وجوب عبادته وافراده بالعبادة وانه هو المستحق ان يعبد الذي فطر السماوات والارض وخلقهن واوجدهن على غير مثال سابق هو المستحق ان يعبد لانه على كل شيء قدير. بخلاف من يدعى من دونه. فانهم لا يملكون لانفسهم نفعا ولا ظراء. فظلا عن ان يملكوه بغيرهم. قال جل وعلا يدعوكم ليغفر لكم من ذنوبكم الذي هو فاطر السماوات والارض يدعوكم وذلك بارسال الرسل وانزال الكتب كل ذلك يدعوكم فيه لان تؤمنوا به. فيغفر لكم من ذنوبكم فان امنتم به وافردتموه في العبادة وعبدتموه وعبدتموه وحده لا شريك له قابل ذلك بمغفرة الذنوب بسترها والتجاوز عنها. ولكن استشكل بعض اهل العلم قوله هنا من ذنوبكم فقال بعض اهل العلم ان من هنا صلة او يقولون زائدة. هم لا يقصدون انها زائدة يعني لا فائدة منها. لا هي تفيد التأكيد او تفيد غيره كان يقصدون ان المعنى انها لا تؤثر في المعنى فكأن المعنى المعنى يصح بدونها كما لو قيل يغفر لكم ذنوبكم. يغفر لكم ذنوبكم كلها. وهذا تدل عليه اية اخرى قل يا عبادي الذين اسرفوا على انفسهم لا تقنطوا من رحمة الله ان الله يغفر الذنوب جميعا. لكن هنا قال من ذنوبكم فقال بعضهم من هنا صلة والمعنى يغفر لكم ذنوبكم كلها وقال بعض المفسرين ويقول ابي عبيدة لا قول ابي عبيدة انها صلة. وقال سيبويه ان من هنا للتبعيض مين للتبعيظ؟ يعني بعظ من بعظ ذنوبكم يغفر لكم من ذنوبكم يعني بعظها. قال ويجوز ان يذكر البعض ويراد منه الجميع. يقول هذا وارد في كلام العرب. ان يذكر البعض ويراد الجميع وقال بعض المفسرين ان هذا في حق الامم السابقة الام السابقة ما كان الله يغفر لهم جميع ذنوبهم. واما امة النبي صلى الله عليه وسلم فانهم اذا امنوا فان الاسلام يجب ما قبله. فاذا امنوا غفر الله لهم جميع ذنوبهم. فتكون خصيصة لهذه الامة. قيل ان من ذنوبكم هنا انها للبدل. فكأنه يقول يغفر لكم بدلا من ذنوبكم. يغفر لكم بدلا من ذنوبكم. يدعوكم لاجل ان يغفر لكم بدلا من الذنوب التي عندكم. وعلى كل حال لا شك ان الله جل والا يغفر ذنوب من تاب اليه. فمن امن به فان الاسلام جبوا ما قبله والتوبة تجب ما قبلها. ومن تاب توبة نصوحة غفر الله له كل ذنوبه وهذه الاية وان كان ظاهرها انها مغفرة لبعض الذنوب لكن القرآن يفسر بعضه وبعضها ويؤيد بعضه بعضا ويبين بعضه بعضا. فقد جاء في الاية الاخرى ما يدل على مغفرة جميع الذنوب. ولهذا ارشدنا النبي صلى الله عليه وسلم ان ندعو وان نستغفر بالصيغ التي تأتي على جميع الذنوب. لان العبد لا يمكن ان يتذكر ذنوبه الماضية كلها. ولا ان يحصيها. فلو قيل له ماذا عملت قبل عشر سنوات او عشرين سنة او خمسين سنة ولكن ليس معنى اننا نسيناها ان الله نسيها. بل هي محصاة ومكتوبة وسنراها بام اعيننا وسنقرأها. اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا. في كتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة الا احصاها. ووجدوا ما عملوا حاضرا لكن عليك ان تأتي بالدعوات التي تشمل تشمل مغفرة الذنوب كلها. ومن ذلك ما علمه والنبي صلى الله عليه وسلم او كان يقوله في سجود الصلاة في الفريضة والنافلة. انه كان يقول في السجود اللهم اغفر لي ذنبي كله دقه وجله اوله واخره علانيته وسره. احفظ هذا الدعاء صحيح مسلم النبي صلى الله عليه وسلم كان يدعو به. انظر ما يترك شيء من الذنوب. اللهم اغفر لي ذنبي كله. دقه وجله الدقيق والجليل اوله واخره ما عملته اولا او اخرا على نيته وسره ما عملته على نية وجهرا او كان سرا خفيا فلا يبقى شيء من الذنوب. وكذلك ايضا ثبت عنه في الصحيح انه كان يقول في التشهد الاخير خير اللهم اغفر لي ما قدمت وما اخرت. وما اسررت وما اعلنت. وما اسرفت وما انت اعلم به مني انت المقدم وانت المؤخر لا اله الا انت. احفظ هذا الدعاء. وادعو به وانت حاضر القلب مستحضر المعنى انك تريد ان يغفر الله لك كل الذنوب. تريد ان يغفر الله لك جميع ذنوبك. فان وباذن الله عز وجل مثل هذه الدعوات المباركة سبب للاتيان على جميع الذنوب قديمها وحديثها ما ذكرت هو ما لم تذكر فينبغي للعبد ان يلزم الاستغفار والتوبة الى الله جل وعلا من الذنوب وهذا من فظل الله عز وجل علينا ان شرع لنا الاستغفار وجعله ماحيا لذنوبنا الماضية ولهذا جاء في الاثر ان ابليس قال اهلكت بني ادم بالذنوب وكسروا ظهري بالاستغفار نعم يذنب العبد ولو يبقى مسرفا على نفسه سنينا عددا ثم اذا تابت توبة نصوح جب الله عنه وغفر كل ما سبق. اي كرم اعظم من هذا؟ اي خير اعظم من هذا يا اخوان؟ فبذلك فليفرحوا ينبغي الانسان يفرح لانه ما في احد ما يخطئ كل بني ادم خطاء وخير الخطائين التوابون. فيقول الله عز وجل في الحديث القدسي يا عبادي انكم تخطئون بالليل والنهار وانا اغفر الذنوب جميعا. فالسعيد من وفق للاستغفار. واذا ثبت ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول قبيحة كل يوم اذا اصبح استغفر الله مئة مرة. وايظا كان الصحابة يعدون له في المجلس الواحد رب اغفر لي وتب علي انك انت التواب الغفور. وفي بعض الفاظ الحديث انك انت التواب الرحيم. كلها صحيحة فتوبوا الى الله واستغفروه. والهجوا بالاستغفار. مع حضور القلب وارادة يمحو الله عنك ذنوبك ويغفرها لك ليس مجرد قول باللسان من غير استحضار للمعنى. قال جل وعلا يدعوكم ليغفر لكم. يدعوكم الى توحيده وطاعته. ليغفر لكم ذنوبكم ويسترها ويتجاوز عنها ويؤخركم الى اجل مسمى. يؤخركم الى التأخير. يعني ينشأ في اجالكم اخروكم الى ان يأتي الاجل المسمى لان كل انسان له اجل مسمى لا يتقدم عنه ولا يتأخر. فاستغفروا الله ماذا الاجال منسية ما دام الاجل قد نسأ فيه. استغل سيأتي عليك اجل مسمى تخرج الروح ما تستطيع. تستغفر ولا ينقطع العمل الا من ثلاث كما جاء في الحديث. قال جل وعلا ويؤخركم الى اجل مسمى قالوا ان انتم الا بشر مثلنا انظر كيف رد اقوام الرسل؟ اولا كفروا بما جاءوا جاءت به الرسل. وشككوا فيه وارتابوا. فلما نصحهم رسلهم ردوا عليهم بقولهم ان انتم الا بشر مثلنا. ان انتم الا بشر مثلنا. تريدون ان تصدون عما كان ايعبد اباؤنا فاتونا بسلطان مبين. تريدون بدعوتكم هذه؟ انتم بشر مثلكم مثلنا وانتم انما تريدون ان تصدون وتصرفون وتزحزحون عما كان يعبد اباؤنا. وهذا فيه دليل على تعظيم عادات الاباء والاجداد. وانا من اصعب ما يكون على النفس. ولهذا انتبه رعاك الله. في جانب الدين تدين العبادة ليكن همك العمل بما جاء في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم الصحيحة ولا تقول لا هذا ديننا الذي نشأنا عليه هذا الذي ادركت الوالد عليه والجد والاهل والله اذا كانوا مخالفين للشرع ما يجوز لك ان تعبد الله وانت مخالف لان الله اخذ الميثاق علينا باتباع الكتاب والسنة. وان نقول سمعنا واطعنا فاذا كان عادات الاباء على خلاف الشرع وجب تركها ولا كرامة. وان كانوا على الحق الحمد لله نور الى نور لكن العمل بالكتاب والسنة بفهم سلف الامة بفهم الصحابة والتابعين واتباع باحسان ولا يحتج الانسان بعادته وعادة ابائه. وقد يكون هذا في بعض السنن يقول نحن هكذا نشأنا كل الناس يقول عندنا كذا. نقول هي موافقة للشرع والا مخالفة. مخالفة للشرع اتركها. واعمل بما جاء في الشرع وما اتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا. وقال جل وعلا وان تطيعوه تهتدوا صلوات الله وسلامه وبركاته عليه. قال قالوا فاتونا بسلطان مبين. هذا من باب المناظرة والمحاجة والمجادلة قالوا فاتونا بسلطان اي بحجة مبين بين ظاهر علامة دليل على وانكم رسل من عند الله. وهذا انما يقولونه من باب المكابرة والا ما من نبي ارسله الله الا اتاه من الايات ما على مثله امن البشر. فكل نبي جاء قومه باية تدل على صدقه. وانه رسول الله حقا لكن يقولون هذا من باب المكابرة والمعاندة وربما من باب صد الاخرين. عن اتباعه. قالت لهم رسلهم ان نحن الا بشر مثلكم. صحيح نحن بشر. وهذا فيه يا اخوان قبول الحق ممن قاله. فهؤلاء قالوا اذا انتم الا بشر الرسل؟ قالوا نعم نحن بشر. هذا صحيح. هذا حق. لا نقول فيه شيء. فيجب قبول الحق ممن قاله قالوا ان نحن الا بشر مثلكم في البشرية. ولكن الله يمن على من يشاء من عباده من علينا بالرسالة والنبوة. فنحن من حيث البشرية كلنا بشر. وما ارسلنا من قبلك الا رجال النوحي اليهم. وهذا ادعى الى قبول قولهم. لانهم من جنس بني ادم. كممتن الله عز ديال على المؤمنين انه بعث بهم رسولا منهم من جنسهم. يعرفونه مدخله ومخرجه. هذا ادعى تصديقه. لو جاء رسول من غير جنس البشر لقوا لا ندري. فلا نعرف هذا. هذا الجنس لا ندري صادق او كاذب. هذا ادعى الى قبول الحق. لكن قالوا ولكن الله يمن على من يشاء من عباده. وقد من علينا بالنبوة والرسالة وما كان لنا ان نأتيكم بسلطان الا باذن الله. ما كان لنا وليس لنا ان نأتيكم بسلطان او بحجة من قبل الا باذن الله الا اذا اذن الله لنا بذلك وامرنا بها واعطانا اية نأتيكم بها. لان الامر امره الامر لله نحن رسل رسله ونحن عباد له لا نملك من الامر شيئا فالامر امره جل وعلا ونحن عبيده فان اعطانا اية جئنا بها والا فلا. وقد جاءوا بالايات الدالة على صدقهم قال جل وعلا وما كان عن انبيائه وما كان لنا ان نأتيكم بسلطان الا باذن الله وعلى الله فليتوكل مؤمنون وعلى الله فليتوكل. التوكل هو الاعتماد. الاعتماد على الله وتفويض الامور اليه. مع الاخذ الاسباب وهو شرط في الايمان. التوكل على الله شرط في الايمان. ولهذا قالوا وعلى الله فليتوكل المؤمن يتوكل المؤمنون به حقا. يعتمدون عليه ويفوضون امورهم اليه. ثم قال جل وعلا عن هؤلاء الرسل وما لنا الا نتوكل على الله وقد اهدانا سبلنا. قال الطبري وما يمنعنا من التوكل فنثق به وبكفايته ودفاعه اياكم عنا ما الذي يمنعنا ان لا نتوكل عليه؟ والا نعتمد عليه؟ والا نفوظ الامر اليه؟ لاننا نعرف انه جل وعلا نعم المولى ونعم الوكيل. وهو الاله الحق وهو القدير على كل شيء. هو الذي اذا اراد شيء شيئا قال له كن فيكون قال جل وعلا وما لنا الا نتوكل على الله وقد هدانا سبلنا هدانا اي ارشدنا وبصرنا ويحتمل قد وفقنا لان الهداية في القرآن على نوعين. هداية وارشاد ودلالة. وهداية توفيق والهام فهداية الارشاد قد هدى الله الخلق جميعا. ارشدهم ودلهم على الصراط المستقيم وهداية توفيق وهو خلق الايمان في القلب. وان يهتدي ويؤمن العبد هذه لا يملكها الا الله جل وعلا. واما هداية الارشاد تملكها الرسل ويملكها غيرهم ممن يدعون الى الحق يرشدون الناس الى الحق ويبينون لهم قال الله جل وعلا عن رسله وما لنا الا نتوكل على الله وقد هدانا سبلنا الذي يظهر ان الهداية هنا هداية التوفيق لان هداية الارشاد والدلالة قد هدى الله الخلق جميعا ارشدهم وبين لهم طريق الحق لكن الهداية هنا هداية التوفيق وقد هدانا اي وفقنا لاتباع سبيل الحق والعمل به ولهذا قال بعض المفسرين هدانا اي بصرنا طريق النجاة من عذابه ووفقنا لاتباعه ما لم منة من الله عظيمة فلماذا لا يتوكلون عليه؟ وهو الذي هداهم ووفقهم للحق وشرح صدورهم للايمان قال جل وعلا ولنصبرن على ما اذيتمونا قالوا لقومهم لنصبرن على اذاكم سواء الاذى الذي يكون باللسان من السب والشتم وغير ذلك او الاذى الذي يكون باعمالكم وهذا هو الواجب على المسلم ولابد هذا الطريق او الطريق الموصل الى الله لابد فيه من الصبر لابد فيه من الصبر واذا رأيت الانسان يؤذى بسبب دينه وتمسكه بدين النبي صلى الله عليه وسلم فهذه علامة خير وعلامة رشد لانه لو شاء لهدى الله الناس جميعا ولو شاء لجعلهم يؤمنون بالنبي صلى الله عليه وسلم ولا يتعرضون له بالاذى. بل بجميع الرسل لفعل ذلك بجميع الرسل ولكن اقتضت حكمته ان يؤذى رسله وانبياؤه ولكن العاقبة لهم. وكذلك اتباعهم فاصبر على ما اصابك ان ذلك من عزم الامور قال جل وعلا ولنصبرن على ما اذيتمونا وعلى الله فليتوكل المتوكلون هذا فيه اشارة ايضا الى ان الصبر يكون بتوفيق الله توكل على الله اصبر وتوكل على الله فهو الذي عليه يتوكل المتوكلون حقا يعتمد عليه المعتمدون ويفوضون امورهم اليه هو هو المستحق لذلك ولا يستطيع احد سواه ان ينفع غيره بكل شيء. اما الله جل وعلا فهو الذي بيده كل شيء ثم قال جل وعلا وقال الذين كفروا لرسلهم لنخرجنكم من ارضنا او لتعودن في ملتنا نعم هكذا يقول الكفار يقول لانبيائهم لا يقتصرون على رد ما جاءوا به من الحق بل يزيدون الى انهم يقولون لهم لنخرجنكم من ارضنا لنطردنكم من هذه الارض لانكم تفسدون افسدتم علينا صبياننا ويا قومنا او لتعودن في ملتنا او ترجعوا عما كنتم اليه ونترككم. اما ان ابيتم الا الدعوة الى هذا الدين وهذا الشيء الجديد علينا الذي يخالف عادات الاباء والاجداد فانه لا مقام لكم بيننا قال ابن كثير رحمه الله يخبر تعالى عما توعدت به الامم الكافرة رسلهم من الاخراج من ارضهم. والنفي من بين اظهرهم. كما قال قومي كما قال قوم شعيب له ولمن امن به لنخرجنك يا شعيب والذين امنوا معك من قريتنا او لتعودن في ملتنا وقال وكما قال قوم لوط اخرجوا ال لوط من قريتكم انهم اناس يتطهرون وقال تعالى اخبارا عن مشركي قريش وان كادوا ليستفزونك من الارض ليخرجوك منها. واذا لا يلبثون خلافك الا قليلا فقال تعالى واذ يمكر بك الذين كفروا ليثبتوك او يقتلوك او يخرجوك ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين. اذا هذه طريقة اعداء الرسل معهم لكن انظروا ماذا قال الله جل وعلا لا لرسله فاوحى اليهم ربهم لنهلكن الظالمين اوحى الى رسله لنهلكن الظالمين لا يهمنكم قولهم هذا. وتوعدهم لنهلكنهم ونقضي عليهم بل ولنسكننكم الارض من بعدهم سنسكنكم ارضهم وديارهم ونرهكم اياها وهذا هو غاية النصرة. اي نصرة اعظم من هذه؟ اهلاك العدو وتوريث ارضه ودياره ومساكنه وهكذا من صدق الله صدقه الله قال جل وعلا ولنسكننكم الارض من بعدهم ذلك لمن خاف مقامي وخاف وعيد ذلك وعدي يعني ذلك الوعد وهو باهلاك الظالمين واهلالكم مكانهم وعدي