اعوذ بالله من الشيطان الرجيم وقال الذين كفروا لرسلهم لنخرجنكم من ارضنا او لتعودن فيما ان تينا فاوحى اليهم ربهم لنهلكن الظالمين ولنسكننكم الارض من بعدهم ذلك لمن خاف مقامي وخاف وعيد واستفتحوا وخاب كل جبار عنيد من ورائه جهنم ويسقى ماء صديد يتجرعه ولا يكاد يصيغه ويأتيه الموت من كل مكان وما هو بميت ومن ورائه عذاب غنيظ مثل الذين كفروا بربهم اعمالهم كرماد اعمالهم كرماد اشتدت به الريح في يوم عاصف لا يقدرون مما كسبوا على شيء ذلك هو الضلال البعيد المتر ان الله خلق السماوات والارض بالحق ان يشأ يذهبكم ويأتي بخلق جديد وما ذلك على الله بعزيز وبرزوا لله جميعا فقال الضعفاء للذين استكبروا فقال الضعفاء للذين استكبروا انا كنا لكم تبعا فهل انتم مغنون عنا من عذاب الله من شيء. قالوا لو انا الله لهديناكم سواء علينا اجزعنا ام صبرنا ما لنا من محيد بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. الرحمن الرحيم وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين. اما بعد لا يزال الكلام في هذه الايات المباركات من سورة ابراهيم يقول جل وعلا وقال الذين كفروا لرسلهم لنخرجنكم من ارضنا او لتعودن في ملتنا فاوحى اليهم ربهم لنهلكن الظالمين مر معنا شرح هذه الاية ونلخص دلالتها لربط الايات بعضها ببعض فنقول يخبر الله جل وعلا عن الامم الكافرة ماذا قالت لرسلهم فانهم لما كفروا بهم عادوهم اشد العداء ولهذا قالت هذه الامم المكذبة لرسلهم الذين بعثهم الله اليهم لنخرجنكم من ارضنا او لتعودن في ملتنا يعني احد امرين اما ان ترجعوا الى ملتنا وتكونوا معنا على ما نحن عليه من الدين وطبعا وكان دينه هو الشرك والكفر بالله وعبادة الاوثان والاصنام او لنخرجنكم من ارضنا لا تبقون في ارضنا لانهم يزعمون انهم يفسدون الناس وانهم يضلونهم مع ان الفساد والضلال هو ما عليه هذه الامم الكافرة المكذبة وقد قال الله جل وعلا عن قوم شعيب قالوا لنخرجنك يا شعيب والذين امنوا معك من قريتنا او لتعودن في ملتنا وقال عن قوم لوط انهم قالوا اخرجوا ال لوط من قريتكم انهم اناس يتطهرون وقال اخبارا عن مشركي قريش وان كادوا ليستفزونك من الارض ليخرجوك منها. واذا لا يلبثون خلافك الا قليلا وقال ايضا واذ يمكر بك الذين كفروا ليثبتوك او يقتلوك او يخرجوك ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين اذا هذه هذا هو ديدن الامم المكذبة الكافرة مع انبيائهم اما ان يعودوا الى ملتهم وهذا لا يمكن ان يكون واما ان يخرجوهم من ارضهم ولكن هذه ارادتهم وهذا قولهم ولكن الامر ليس اليهم بل الامر بيد الله ولهذا قال جل وعلا فاوحى اليهم ربهم لنهلكن الظالمين اوحى الى الرسل ربهم جل وعلا فقال لنهلكن الظالمين دعوا عنه دعوا عنكم تهديدهم اما ان يجبروكم على ان تعودوا في في ملتهم الكافرة واما ان يخرجوكم دعوا هذا عنكم فان الامر الينا والامر امرنا ولهذا وعد رسله وطمأنهم بقوله جل وعلا فلنهلكن الظالمين ثم ايضا قال ولنسكننكم الارض من بعدهم فهم توعدوهم بامرين اما ان يرجعوا الى ملتهم واما ان يخرجوهم من ارضهم فاخبرهم الله بانه سيحقق لهم امرين الامر الاول انه سيهلك هؤلاء الظلمة ويقضي عليهم ويدمرهم ويحل بهم عذابه والامر الثاني انه سيورث المؤمنين ديارهم وارضهم ويسكنهم فيها وهذا هو غاية النصر والتمكين للحق واهل الحق ولكن يحتاج الى ان يصبر المسلم على دينه وليبشر بالعواقب الحميدة وعد الله لا يخلف الله الميعاد قال جل وعلا ولنسكننكم الارض من بعدهم اي نجعل ديارهم موضع سكن لكم فتصبح لكم تسكنونها وتتصرفون فيها قال جل وعلا ذلك لمن خاف مقامي وخاف وعيد ذلك اي ذلك فعلي ذلك فعلي لمن لمن خاف مقامه بين يدي وخاف وعيدي وقال ابن كثير ذلك اي ذلك وعدي لمن خاف المقام بين يدي فقوله ذلك راجع على ما وعد به انبياؤه من اهلاك الظالمين توريثهم ارظهم وديارهم ذلك اي هذا وادي لمن خاف مقامي وخاف وعيد لمن خاف المقام بين يديه وخافا يوم القيامة فاعد لذلك المقام عدته من الايمان بالله جل وعلا ومن العمل الصالح ومن ترك المعاصي لان المؤمن يؤمن بانه سيقوم بين يدي الله ولا محالة سيقف الاولون والاخرون مؤمنهم وكافرهم سيقفون بين يدي الله جل وعلا على صعيد واحد ارض على ارض بيضاء مستوية كقرصة نقي والشمس دانية من رؤوسهم قدر ميل وهم حفاة عراة غرل غير مختونين سيقف الجميع لكن المؤمن الذي يخاف المقام بين يدي الله ويؤمن بالله ويصدقه ويصدق رسله يعد عدته لهذا اليوم فاعدوا له عدته يا عباد الله كل واحد منا سيقف ذلك اليوم وسيشهد ذلك اليوم فانظر ماذا قدمت انظر ماذا قدمت من العمل هل قدمت عملا صالحا ترجو به النجاة والسلامة من اهوال ذلك اليوم ام انك من المخلطين فعليك بالتوبة والرجوع الى الله ما دمت ممهلا ما دمت تستطيع ان تتوب وتستغفر الله فهي اهوال عظيمة يا اخوان يوما يجعل الولدان شيبا الولد الرضيع الصغير في ذلك اليوم ينقلب شعر رأسه او سواد شعر رأسه الى البياض لشدة اهوال ذلك اليوم وهو بقدر خمسين الف سنة والناس قائمون على اقدامهم ولكن يهونه الله على المؤمن كما جاء في بعض الاحاديث ان الله يهون ذلك اليوم على المؤمن فيكون كما بين الظهر والعصر وجاء حسنه الشيخ الالباني وجاء ايضا في حديث اخر يحسنه الشيخ ايضا انه قال يهونه الله على المؤمن حتى يكون قدر ما يركع ركعتين. ايضا اعدوا له عدته بالصدقة فان النبي صلى الله عليه وسلم يقول كل امرئ في ظل صدقته يوم القيامة الصدقات اذا كنت تصدقت لوجه الله تبتغي وجه الله ومرضاته خالصا لله ابشر يظلكم يظلك الله يوم القيامة في ذلك الموقف يظلك بصدقتك التي تصدقت فيها فلابد الانسان هنيئا يعمل على نجاة نفسه وهذه هي ثمرة قراءة القرآن والتدبر لما فيه ذلك لمن خاف مقامي وخاف وعيد اي وخاف وعيدي الذي توعدت به الكفار والعصاة وهو شدة العذاب والنكال وهذا دليل ان من صفات المؤمن الخوف من الله جل وعلا وهو يخاف خوفا لا يحمله على القنوط من رحمة الله لكن يحمله على العمل ويحثه على العمل ولابد ان يخاف مما اخبر الله به من الوعيد والعذاب الشديد لمن عصاه ثم قال جل وعلا واستفتحوا وخاب كل جبار عنيد واستفتحوا الاستفتاح هو طلب الفتح الاستفتاح هو طلب الفتح والنصر على العدو واختلف المفسرون هل الذين استفتحوا هي الامم الكافرة ام هم الانبياء والمؤمنون فقيل هذا وقيل هذا وقال ابن كثير رحمه الله لا مانع ان يكون كل منهم استفتح على الاخر فاستفتحت الامم على انبيائهم واستفتح الانبياء على اممهم كما قال جل وعلا عن كفار قريش لما استفتحوا يوم بدر استفتحوا والنبي صلى الله عليه وسلم استفتح وطلب الفتح والنصر على عدوه. فقال جل وعلا ان تستفتحوا فقد جاءكم الفتح وان تنتهوا فهو خير لكم وكذلك قال عن الامم السابقة انها استفتحت على انفسها كأنهم قالوا اللهم انصر من كان اللهم انصر من كان على الحق اللهم انصر من كان ارظى لك كما قال ابو جهل قال اللهم اوصلنا اللهم انصر اوصلنا للرحم وذكر امورا وكان النبي صلى الله عليه وسلم احق بها. فنصر الله نبيه عليه يوم بدر وكذلك الامم اخبر الله انهم يقولون اللهم ان كان هذا هو الحق من عندك فامطر علينا حجارة من السماء او ائتنا بعذاب اليم فبعد ان اخبر انهم استفتحوا وطلبوا الفتح والنصر اخبر عن نتيجة هذا الاستفتاح فقال وخاب كل جبار عنيد خاب ابتلي بالخيبة والحسرة والندامة وهو كله جبار والجبار هو المتعاظم في نفسه المتعاظم الشديد المتكبر او شديد التكبر والعنيد هو المعاند للحق فلا يسمعه ولا يتبعه ولكن يعارضه وقال ابن كثير رحمه الله قال فهو متجبر في نفسه معاند للحق خاب من كان كذلك متجبر في نفسه متعاظم وايضا معاند للحق فله الخيبة والخسارة والفتح راجع والاستفتاح هذا راجع عليه وهو الاخسر قال جل وعلا من ورائه جهنم ويسقى من ماء صديد من ورائه؟ قال ابن جرير الطبري رحمه الله وكذلك ابن كثير قالوا من ورائه اي من امامه من ورائه اي من امامه القصد ان هؤلاء الكفار امامهم النار وامامهم ما اعده الله فيها من العذاب والنكال وقال بعضهم بل اللفظ على ظاهره لانه يخبر عنهم في الدنيا وعن استفتاحهم في الدنيا فاخبر انه من وراء هذه الدنيا عذاب شديد وهذا هو الصواب لان الاصل حمل الفاظ القرآنية على ظاهريها ولا يعدل عن الظاهر الا بقرينة والقرينة تدل على انه اراد من ورائهم حقيقة ومن ذلك يسمى يوم القيامة اليوم الاخر لانه متأخر وراء قد يعلم ما بين ايديهم وما خلفهم ما بين ايديهم الدنيا وما هم فيه وما خلفهم الاخرة فالاصل حمل اللفظ على ظاهره فمعنى من ورائهم اي من خلفهم وذلك يوم القيامة جهنم يعني يدخلون النار فهم في الدنيا خابوا وخسروا واهلكوا بعذاب عاجل ومن ورائهم يوم القيامة النار وبئس المصير. قال ويسقى من ماء صديد من وراء جهنم من وراءه نار جهنم يعذب فيها. وايضا يسقى من ماء سديد. والصديد كما قال الطبري هو الدم والقيح هو الدم والقيح ويقول ابن كثير رحمه الله ليس لهم شراب الا من حميم او وساق قال هذا فهذا حار في غاية الحرارة وهذا بارد في غاية البرد والنتن كما قال جل وعلا فليذوقه هذا فليذوقوه حميم وغساق واخر من شكله ازواج. وقال مجاهد وعكرمة الصديد هو القيح والدم كما قال الطبري هو القيح هو الدم وقال يا قتادة وما يسيل من لحمه وجلده وفي رواية عنها الصديد ما يخرج من جوف الكافر قد خالط القيح قد تخالط القيح والدم وجاء في حديث حديث شهر ابن حوشب عن اسماء بنت يزيد ابن السكن قالت قلت يا رسول الله ما طينة الخبال قال صديد اهل النار شديد اهل النار وفي رواية عصارة اهل النار وهذا اللفظ عصارة اهل النار صحيح الاسناد اخرجه ابن ماجة وابن حبان وصححه الحاصل انه يعذب بالنار ويسقى اذا طلب السقيا يسقى من صديد اهل النار وهوما وهو عصارة ابدانهم وما يخرج من ابدانهم من الدم والقيح وشرابهم يجتمع فيه وصفان او هو نوعان نوع شديد الحرارة يشو الوجوه بئس الشراب وساءت مرتزقا ونوع شديد البرودة زمهرير وكل ذلك على سبيل النكال والعذاب قال جل وعلا يتجرعه ولا يكاد يصيغه يتجرعه قال ابن كثير يتجرعه ان يتغصصه ويتكرهه ان يشربه قهرا وقصرا ولا يضعه في في فيه حتى يضربه الملك بمطراق من حديد كما قال تعالى ولهم مقامع من حديد وقال الطبري يتجرعه ان يتحساه وقال ابن عاشور التجرع هو تكلف الجرع والجرع هو بلع الماء الحاصل انه يتجرعه يعني يشربه بتمهل لكن مع شدة وغصة في حلقه كما قال جل وعلا ولا يكاد يصيغه لا يكاد يصيغ هذا الشراب يعني ينحدر في حلقه بسلاسة ولهذا قال ابن كثير ولا يكاد يصيغه ان يزدردوا لسوء لونه وطعمه وريحه ولحرارته او برده الذي لا يستطاع وقال ابن عاشور السوغ انحدار الشراب في الحلق بدون غصة نسأل الله العافية والسلامة وهو يتجرع هذه العصارة من الدم والقيح ولا يكاد يسيغها يشربها بتمهل زيادة في نكاله ولا يكاد يبتلعها لشدة تخصصه فيها ثم قال جل وعلا ويأتيه الموت من كل مكان وما هو بميت ان يأتي هذا الكافر الموت يعني حينما يدخل النار ويعذب فيها بانواع العذاب ومنها هذا الشراب الذي مر ذكره في هذا الوقت يأتيه الموت من كل مكان قال ابن كثير ان يألموا له جميع بدنه وجوارحه واعضائه وقال ميمون ابن مهران من كل عظم وعصب وعرق يأتيه الموت من كل عصب وعظم وعرق يحس بالموت قال وقال عكرمة حتى من اطراف شعره وقال ابراهيم التيمي يأتيه الموت من موضع كل شعرة اي من جسده حتى من اطراف شعره وقال ابن جرير رحمه الله ويأتيه الموت من كل مكان اي من امامه وورائه وعن يمينه وشماله ومن فوقه ومن تحت ارجله ومن سائر اعضاء جسده اذا من كل مكان يحس بالموت لشدة العذاب من جهة العلو من جهة اليمين من جهة الشمال من جهة الامام من جهة الخلف من اسفل من من جهة اعضائه وشعره زيادة في النكال والعذاب نعوذ بالله قال الله جل وعلا وما هو بميت؟ هو يتمنى ان يموت وانقطع عنه العذاب لكن قظى الله على اهل النار الذين هم اهلها الذين هم المشركون لا يموت فيها ولا يحيى لا يموت ويرتاح من العذاب ولا يحيى حياة طيبة بل هي حياة العذاب والنكال والعقاب والاغلال والاصفاد الى غير ذلك لكن جاء ان بعض الموحدين يموتون في النار صحيح مسلم وغيره قال اما اهلها الذين هم اهلها فانهم لا يموتون فيها ولكن بعض الموحدين يموتون فيها يحترقون حتى اذا امتحشوا وكانوا حمما كانوا فحما اخرجوا فالقاهم الله جل وعلا في نهر الحياة او في انهار في في اطراف الجنة فيوهضون عليهم من الماء فيخرج هنا كما تخرج الحبة في حميل السيل كما تخرج البذرة وهي بذور ما لا يقتات من حميل السيل وهو الغذاء الذي يحمله السيل معه وهو اسرع شيئا نباتا وخروجا لكن هؤلاء هم الكفار نعوذ بالله؟ قال جل وعلا ومن ورائه عذاب غليظ يعني رغم هذا النكال وهذا العذاب نعوذ بالله ايظا من ورائه وينتظره عذاب غليظ اغلظ من هذا واشد وادهى وامر. كما قال جل وعلا فذوقوا فلن نزيدكم الا عذابا نعوذ بالله من عذابه فلابد ان يتعظ المؤمن يا اخوان ويؤمن ويحذر من الشرك والكفر ويبذل جهده في دعوة الناس الى الايمان بالله من يطيق هذا العذاب نعوذ بالله مهما نعم في الدنيا والله لا يساوي شيئا مع هذا العذاب كما في الحديث الذي في البخاري قال النبي صلى الله عليه وسلم يؤتى بانعم اهل الدنيا ويصبغ في النار صبغة اي يغمس غمسة فيقال له هل مر بك نعيم قط فيقول ما مر بي نعيم قط من غمسة واحدة فكيف اذا كان عذاب سرمديا خالدين فيها ابدا. ويؤتى بابئس اهل الدنيا قد يكون بعض الناس الى امن واستقام على الدين يلحق مشقة يلحقه فقر يلحقه ترك النعيم او بعض الاعمال التي كان يقوم بها في بلاد الكفر او غيرها فيحرم يرى انه حرم وليكن ذلك لانه يؤتى بابئس اهل الدنيا تمام الحديث يؤتى بابئس اهل الدنيا فيصبغوا في الجنة صبغة يعني يغمس غمسة واحدة فيقال له هل مر بك بؤس فيقول ما مر بي بؤس قط هذه هي مواعظ القرآن وزواجيره يا اخوان قال جل وعلا ومن ورائه عذاب غليظ ثم قال جل وعلا ومثل الذين كفروا بربهم اعمالهم كرماد اشتدت به الريح اشتدت به الريح في يوم عاصف لا يقدرون مما كسبوا على شيء ذلك هو الضلال البعيد بعد ان ذكر عذابهم ونكالهم اخبر عن حال اعمالهم ما الذي يظهر انها اعمال صالحة يعني ظاهره الصلاح والا اعمالهم الفاسدة يعذبونها يعذبون بها في النار بما كنتم تكسبون. لكن المراد الاعمال الصالحة ان الكفار قد يعملون اعمالا صالحة ينفق على اهله على ولده قد يعمل بعض الاعمال الخيرية اللي يتصدق على مسكين قد يحل كربته لكنها لا تنفعهم لانهم ما اتوا بالايمان لان العمل لا يقبل الا بثلاثة شروط الايمان بالله كما قال جل وعلا وهو مؤمن وان يكون العمل خالصا لله وان يكون متبعا فيه لرسول الله صلى الله عليه واله وسلم فاخبر جل وعلا عن مصير اعمالهم قال ومثل الذين كفروا وهو مثل الذين كفروا بربهم اعمالهم مثل مبتدأ واعمالهم مبتدأ ثاني قوله كرمادر اشتدت به الريح خبر المبتدأ الثاني والجملة من المبتدأ الثاني وخبره في محل رفع خبر المبتدأ الاول فاخبر جل وعلا ان مثل اعمالهم مثل الرماد الذي اشتدت به الريح والمثل كما قال ابن جرير الطبري او كما قال ابن عاشور قال المثل هي الحال العجيبة اي حال الكفار العجيبة وان اعمالهم كرماد شيء عجيب اعمال تصبح مثل الرماد لا وليس فقط مثل الرماد مثل الرماد الذي اشتدت به الريح لا يبقى منها شيء كما قال جل وعلا وقدمنا الى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا قال مثل الذين كفروا بربهم اعمالهم كرماد اشتدت به الريح الرماد هو هو ما يبقى من احتراق الحطب والفحم ونحوه فاذا اكلته النار يبقى الرماد. كرماد اشتدت به الريح يعني عصفت به ريح شديدة قوية جدا وهذه الريح في يوم عاصف في يوم عاصف اي في يوم شديد شديد عصف الرياح فيه وتقلبها فهي تعصف بهذا الرماد وتأتيه من كل جهة فماذا يبقى منه ثم ايضا قال في يوم ان هذا في وقت طويل بحيث لا يبقى من العمل شيء فما ظنك برماد هبت عليه ريح شديدة واستمر هبوبها وعصفها لا يبقى من الرماد شيء وهذا امر يعرفه الناس رماد النار لو تنفخ بفيك نفخا قليلا فطاير فهكذا اعمال الكفار لانهم لم يأتوا بالايمان ويعمل من الصالحات من ذكر او انثى وهو مؤمن لابد من الايمان هو الايمان بالله وبرسوله صلى الله عليه واله وسلم قال جل وعلا لا يقدرون مما كسبوا على شيء. لا يقدرون على شيء مما كسبوه من الاعمال الصالحة تصبح هباء رماد طارت به الهواء وعصفت به. اذا ليس امامهم الا النار. ولهذا قال جل وعلا ذلك هو الضلال البعيد. يعني هذا الحال الذي وقعوا فيه قال ذلك هو الضلال البعيد اي الخسران الكبير اي خسائر اعظم من هذا؟ وهذا ايضا يتضمن وجوب اخلاص الاعمال الصالحة. فقد يعمل الانسان عملا صالحا لكنه يريد به الرياء او السمعة او من اجل خاطر فلان او فلان قالوا او من اجل مصلحة من مصالح الدنيا لا ما ينفع هذا ان الله لا يقبل كما قال النبي صلى الله عليه وسلم قال ان الله لا يقبل من العمل الا ما كان خالصا وابتغي به وجهه فالله الله في اخلاص الاعمال كل العبادات الديا تقربا الى الله الصلاة الزكاة الصدقة تعليم العلم حضور درس العلم الانفاق على الاهل كل الامور استحضر النية الصالحة ينفعك الله بهذا نفعا عظيما بل نص العلماء على ان نوم الانسان واكله وشربه ينبغي له ان يحتسب ذلك عند الله وان ينوي به التقرب الى الله بالتقوي على طاعته فالموفق من يستحضر النية كل عمل يقدم عليه ينوي به التقرب الى الله ويقصد به وجه الله يقصد به مقصدا شرعيا قال النبي صلى الله عليه وسلم وفي بضع احدكم صدقة قالوا عجبا يا رسول الله يأتي احدنا شهوته ويؤجر قال نعم ارأيتم لو وضعها في فرج حرام فما كان يأثم قالوا نعم الحديث او كما قال النبي صلى الله عليه وسلم هذا يغيب عن كثير من من اهل الخير بل ايضا امانة يا اخي ان تعدد النيات فانت جئت الى المسجد النبوي تنوي به طلب اجر الصلاة في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم قد قال النبي صلى الله عليه وسلم ان من جاء الى المسجد فصلى فيه كان له اجر حاج كان له اجر اجر الحاج المحرم الحاج المحرم كان له اجر الجماعة انوي ايضا يا اخي الاعتكاف هذه الفترة التي ستبقاها في المسجد بها التقرب الى الله بالاعتكاف وهو لزوم المسجد تقربا الى الله اذا كنت ستحظر المغرب والعشاء انوي ايضا انتظار صلاة العشاء اذا صليت المغرب احتسب انك تنتظر صلاة العشاء حتى تصليها ماذا قال النبي صلى الله عليه وسلم عن هذا الانتظار قال فذلكم الرباط فذلكم الرباط وذلكم الرباط. رباط في سبيل الله احتسب في مثل درسنا هذا الاجر على الله انك جلست مع قوم يتلون كتاب الله ويتدارسونه فيما بينهم يحصل لهم الجوائز الاربع الرحمة وتنزل عليهم السكينة وتحفهم وتحفهم الملائكة ويذكرهم الله فيمن عنده وهكذا اقصد يعني الانسان يتنبه هذا لا يكلفه شيء الا مجرد النية استحضار النية لكن ما يحتاج منه مزيد عمل الا عمل القلب ولهذا بعض الموفقين بعمل يسير يحوز الحسنات والثواب العظيم ومن الناس من يؤدي العبادات على انها عادات يجيب دعوة من دعاه لان هذه عادتنا صديقي استحي منه ولا يحتسب الاجر والثواب عند الله جل وعلا فهذا فقه دقيق موفق من وفقه الله والمسألة بس في البدايات تحتاج مجاهدة النفس على هذا والا بعد ذلك خلاص يصبح من ديدن الانسان قد ذكر الحافظ ابن رجب في كتاب الاخلاص ان بعض الائمة كان يسير مع طلابه فجاءهم ات فقال في المسجد جنازة هلموا للصلاة عليها فقال انتظر فسكت قليلا ثم قال هيا بنا فقال له سكت ماذا يعني ماذا فعلت بهذا السكوت؟ ما بادرت مباشرة قال انه لم يكن في نيتي فاحتسبت ذلك نويت استحضر وهذا ما يحتاج انه يقف لكن ربما هذا العالم اراد ان يسأله طلابه حتى ينبههم على هذه المسألة وهذه المسألة مجرد انك تستحضر في قلبك حتى ولو كنت تمشي يقول جل وعلا الم ترى ان الله خلق السماوات والارض؟ قبل ذلك قرأ نافع وابو جعفر اشتدت به الرياح الاية اشتدت به الريح في يوم عاصف الجمهور قرأوا الريح بالافراد اشتدت به الريح وقرأ ابو قرأ نافع وابو جعفر بلفظ الجمع اشتدت به الرياح ثم قال جل وعلا الم تر ان الله خلق السماوات والارض بالحق الم تر الرؤيا ايمان تكون بصرية واما ان تكون علمية قلبية كما بعضهم يسميها علمية وبعضهم يقول قلبية والمعنى متقارب لان النبي صلى الله عليه وسلم لم يرى خلق السماوات والارض حين خلقها الله ولم يكن ادم قد خلق اصلا لكن المراد هنا الم ترى يعني الم تر بقلبك او الرؤية علمية الم تعلم بما علمه الله جل وعلا ولهذا يقول الطبري الم تر يا محمد فتعلم ان الله انشأ السماوات وقال بعضهم الم تعلم بقلبك فالحاصل ان هنا ليست رؤية بصرية بانه رأى هذا حين خلقها لكن هي رؤية علمية قلبية الم ترى ان الله خلق السماوات والارض بالحق نعم خلق الله السماوات السبع والاراضين السبع بالحق والعدل قال الشوكاني بالحق اي بالوجه الصحيح الذي يحق ان يخلقها ان يخلقها عليه وقال السمعاني في تفسيره بالحق اي ما نصب فيها من الدلائل على وحدانيته وسائر صفاته وكل منهما حق فالله خلق السماوات بالحق والعدل والقسط على ما يجب ان تغلق عليه وخلقها ايضا بالحق دالة متلبسة بالحق ودالة على وحدانية الله جل وعلا وانه مستحق ان يعبد ثم قال جل وعلا ان يشأ يذهبكم ويأتي بخلق جديد بيشق قد سبق ان ذكرنا مرارا ان المشيئة بمعنى الارادة الكونية لان ارادة الله ارادتان كونية ازلية وهذه لابد من وقوعها وقد تكون محبوبة لله وقد تكون مكروهة وهناك كوني ارادة شرعية لا تكون الا محبوبة لله لكن قد وقد لا تقع فاذا جاءت المشيئة في القرآن فهي مرادفة للارادة الكونية ولهذا قال ان يشاء يذهبكم ان يفنيكم ايها الناس ويميتكم ويهلككم ويأتي بخلق جديد يأتي بخلق اخر سواكم فيحلون مكانكم وهذا فيه تهديد فلا يعجزنا الذهاب بكم ونحن قادرون عليكم وعلى غيركم فان ابيتم الا الكفر اهلكناكم وجئنا بغيركم. ولهذا يجب ان يعرف العبد ان المن لله عليه بالايمان المنة لله ان هداك وجعلك تعبده وتؤمن به وما اهون الناس على الله اذا عصوه يهلكهم ويستبدل قوما غيرهم بل لا يكونوا امثال هؤلاء الكفار قال جل وعلا وما ذلك على الله بعزيز يعني الذهاب بكم واتيان والاتيان باخرين ليس على الله بعزيز. قال الطبري بعزيز اي بممتنع ولا متعذر لانه القادر على كل شيء. جل وعلا اهلاككم وافناؤكم جميعا والاتيان بقوم اخرين ليس على الله بعزيز ليس عليه بشاق ولا ممتنع ولا متعذر فهو على كل شيء قدير ثم قال جل وعلا وبرزوا لله جميعا اخبار عما عن بعض ما يقع يوم القيامة فقال جل وعلا وبرزوا لله جميعا اي ظهروا لان البروز هو الظهور والمراد انهم ظهروا وخرجوا من قبورهم للحشر والموقف بين يدي الله جل وعلا وبرزوا لله جميعا ما يتأخر منهم احد الاولون والاخرون. من مات موتا طبيعيا ومن احرقته النار او اكله الطير او السباع وغرق في البحر يأتي بهم الله جل وعلا ما في مفر ولا مهرب من البعث جميع ما يبقى احد يا اخوان والله على كل شيء قدير هذا من تمام عدله ليجازي عباده. ايحسب الانسان ان يترك سدى قال الشافعي لا يؤمر ولا ينهى يقولون انما هي حياتنا الدنيا نموت ونحيا ما يقرون بحياة اخرى بلى وربي لتبعثن هذا دلت عليه هذه الاية. قال جل وعلا فقال الضعفاء يعني حينما برزوا واخرجهم الله من قبورهم وظهروا ووقفوا صاروا يتلاومون فيما بينهم فقال الضعفاء وهم الاتباع والسقطة والاسافل للرؤوس الاكابر. قال الضعفاء للذين استكبروا هيدي الرؤساء الاقوياء المتكبرين عن عبادة الله والايمان به وبرسله انا كنا لكم تبعا كنا لكم في الدنيا تبعا نتبعكم وانتم الذي دعوتمونا الى هذا ونحن اطعناكم واتبعناكم وصرنا وصرنا من من جندكم. فهل انتم مغنون عنا من عذاب الله من شيء؟ هل انتم مغنون؟ تغنون تدفعون عنا هذا العذاب تصدونه تحولونه تنجوننا منه انظر ماذا يجيبهم الذين اضلوهم في الدنيا قالوا قالوا نعم فهل انتم مغنون عنا من عذاب الله من شيء قالوا لو هدانا الله لهديناكم اعترفوا بل قال الطبري في تفسير هذه الاية لو بين لو بين لنا شيء او لو بين الله لنا شيئا ندفع به عذابه عنا اليوم لبينا ذلك لكم حتى تدفعوا عن انفسكم العذاب. وقال نحوه ابن كثير ولكن حق علينا قول ربنا وسبق في وفيكم قدر الله وحقت كلمة العذاب على الكافرين. وقبل ذلك قال فهل انتم مؤمنون ان من عذاب الله من شيء؟ اي فهل تدفعون عنا شيئا من عذاب الله كما كنتم تعدون تعدوننا وتمنوننا. فقالت القادة لهم لو هدانا الله لهديناكم اعترف ولكن متى؟ حينما وردوا النار وهذا فيه دليل انك لا تقلد في دينك احد وانما اتبع لان عندنا امران عندنا الاتباع وعندنا التقليد. فالاتباع هو اتباع الغير الائمة الاربعة وغيرهم بعد معرفة الدليل اتباعه لمعرفة دليلهم لانهم قالوا كذا لان الله قال كذا او لان النبي صلى الله عليه وسلم قال كذا وكذا فالواجب هو الاتباع والتقليد هو الاخذ بقول الغيري من غير معرفة دليله والكفار كانوا هكذا مع انهم يسمعون الايات ويسمعون الرسل ويبصرون ولكن مع ذلك يتبعون ويغلقون عقولهم فهكذا انتبه لنفسك ليعلم الله من قلبك ان همك طاعة الله جل وعلا وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم وما اراد منك فيما جاءك او فيما بلغك من الكتاب والسنة حريص على الاتباع لا تقل لا هذا خلاف مذهبنا مذهبنا خلاف هذا طيب عند المذهب الاخر حديث صحيح قال ولو هذا خلاف المذهب صار المذهب هو الحق الائمة الاربعة يا اخوان كلهم يهدفون فيما قالوا واصلوا الى اتباع الكتاب والسنة وكل منهم صرح بهذا فهذا الامام ابو حنيفة رحمه الله يقول اذا جاء الحديث اذا جاء الحديث فعلى العين والرأس واذا جاء عن الصحابة فعلى العين والرأس واذا جاء عن التابعين فهم رجال ونحن رجال يعني مسألة اجتهادية لان ابا حنيفة من صغار التابعين والامام مالك يقول رحمه الله كل يؤخذ من قوله ويرد الا صاحب هذا القبر صلى الله عليه واله وسلم الشافعي يقول اذا خالف قولي حديث رسول الله فاضربوا بقولي عرض الحائط فكثيرا ما يقول ان صح هذا الحديث فانا اقول به ولهذا قال البيهقي وبعض اتباعه في بعض المسائل قال صح هذا الحديث فهو قول الشافعي وقال اذا الشافعي اجمعت الامة على انه متى استبانت سنة رسول الله صلى الله عليه واله وسلم ليس لاحد ان يدعها لقول غيره او كما قال وهذا الامام احمد يقول لاناس بين لهم الدليل في مسألة وقالوا لا نحن نأخذ بقول سفيان الثوري قال يوشك ان تنزل عليكم حجارة لا هذا قول ابن عباس قال قبله قال ابن عباس لما ناظر بعضهم في المتعة الحج لانه كان يرى ان التمتع افظل ابن عباس. هو ظاهر السنة فاحتج بعضهم قال ابو بكر حج مفردا وعمر حج مرددا قال يوشك ان تقع عليكم حجارة من السماء. اقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وتقولون قال ابو بكر وعمر ولما احد يقول عجبت لقوم عرفوا الاسناد وصحته عرفوا ان هذا الاسناد صحيح الى رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث ويذهبون الى رأي سفيان يتركون الحديث الصحيح ويذهبون الى رأي سفيان وذكر بقية قوله فالحاصل يا اخوان احقدوا قلوبكم على هذا فان الله ينظر الى قلوبكم ينظر الى القلوب جل وعلا فما الذي في هذه القلوب الاستجابة لله ورسوله صلى الله عليه وسلم والحرص على فعل ما اراد الله ورسوله ما اراد الله ورسوله ولهذا هؤلاء اتبعوهم ولهذا تبرأوا منهم فقالوا لو هدانا الله لهديناكم. ثم قالوا سواء علينا اجزعنا ام صبرنا؟ ما لنا من محيص سواء علينا جزعنا نحن وانتم من العذاب او صبرنا عليه صبرا شديدا ما لنا من محيص اي ما لنا من مخلص ولا منجا ولا مهرب من العذاب خالدين فيها ابدا اعوذ بالله من النار وهذا يزيد في حسرتهم ونكالهم لانه ليس لاحد عذر لا للرؤوس ولا للاتباع حتى الاتباع هذي ما هي حجة انا وجدنا اباءنا على امة الم يأتيكم رسل منكم يقصون عليكم ايات الله اقام الله الحجة وانزل الكتب وارسل الرسل وبلغوا البلاغ المبين واقاموا الحجة مع ما نصبه الله من الايات والدلائل في هذا الكون وفي النفس وفي كل شيء وفي كل شيء له اية تدل على انه واحد سبحانه وتعالى ثم قال جل وعلا وقال الشيطان لما قضي الامر قرأت وقال الشيطان لما قضي الامر ان الله وعدكم وعد الحق ووعدتكم فاخلفتم وما كان لي عليكم من سلطان الا دعوتكم فاستجبتم لي. فلا تلوموني ولوموني انفسكم اانا بمصرخكم وما انتم بمصرخي. اني كفرت بما تركتموني من قبل ان الظالمين لهم عذاب اليم وادخل الذين امنوا وعملوا الصالحات جنات تجري من تحتها الانهار فيها باذن ربهم. تحيتهم فيها سلام. ثم قال جل وعلا وقال الشيطان لما قضي الامر ان الله وعدكم وعد الحق ووعدتكم فاخلفتكم وما كان لي عليكم من سلطان الا ان دعوتكم فاستجبتم لي فلا تلوموني ولوموا انفسكم قال الحسن البصري يقف ابليس يوم القيامة خطيبا في جهنم على منبر من نار يسمعه الخلائق جميعا فيخطب بهذه الخطبة وهذا ليزيد في نكالهم وحسراتهم فهذا الذي كانوا يطيعونه وقد حذرهم الله ورسوله ان الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا. ما قال اتخذوا صديقا فاطيعوه اتخذوه عدوا فاعصوه ولا تتبعوه فها انتم اعرظتم عن الرسل وعن الحق وعن الناصحين وعن من يدعوكم الى الحق واتبعتم الشيطان هذه نهاية الامر انتم والشيطان في النار ويقوم خطيبا متبرئا منكم وقال الشيطان لما قضي الامر قظي الامر وجوزي العباد فريق في الجنة وفريق في السعير يقول حين ذاك خطيبا في قومه في اتباعه ان الله وعدكم وعد الحق وعدكم وعد الحق وعد الصدق على السنة رسله وفي كتبه فوعدكم بالبعث والجنة والنار والثواب المطيع والعقاب للعاصي. وعد الحق وعد كان حقا لا لا مرية فيه ووعدتكم فاخلفتكم اوعى تكون بالباطل فاخلفتكم اي وعدتكم بالوعود الكاذبة وانه لا جنة ولا نار ولا بعث ولا ثواب ولا عقاب يقول ما هي الا حياتنا الدنيا ما في جنة ما في نار ما في محاسبة ان هي الا حياتنا الدنيا فوعدهم هذا الوعد وزينه لهم واخلفهم اخلف الحق بل وعد بالكذب والباطل فاخلفتكم وما كان لي عليكم من سلطان. ها يتبرأ ما كان لي عليكم من حجة الا ان دعوتكم فاستجبتم لي ما كان اللي عليكم سلطان حجة برهان يجب ان تطيعونني او الزمكم بذلك. لكن دعوتكم فانتم استجبتم مباشرة فلا تلوموني ولوموا انفسكم نعوذ بالله هؤلاء الاخلاء بعضهم لبعض عدو الا المتقين لا المتقون يناشدون ربهم في اخوانهم الذين ادخلوا النار الموحدين تناشدونه ربنا اخواننا كانوا معنا يصلون معنا ويصومون ويأخذون من الليل ما نأخذ هذي خلة الصالحين اما خلة الكفرة والشياطين هذه نهايتها. يتبرأ بعضهم من بعض ويلوم بعضهم بعضا ولهذا قال جل وعلا عنه قال فلا تلوموني ولوموا انفسكم ما انا بمصرخكم وما انتم بمصرخيا ومعنى ما انا بمصرخكم يقول الله جل وعلا مخبرا عن قيل ابليس لجنده واتباعه ما انا بمصرخكم وما انتم بمصرخي قال الطبري ما انا بمغيثكم ولا انتم بمغيثي ما احد يغيث الاخر وقال ابن كثير ما انا بنافعكم ومنقذكم ومنقذكم ومخلصكم ومخلصكم مما انتم فيه وما انتم بنافعية هذه هذه الخلة التي يتبرأ منها هذي نهايتها يتبرأ بعضهم من بعض قال جل وعلا اني عن ابليس اني كفرت بما اشركتموني من قبل تنازع العلماء بمعنى اختلف العلماء في معنى الاية فقال بعضهم وهو قول الطبري اني جحدت ان اكون شريكا لله عز وجل ونحوه قول السمع السمعاني قال اني كفرت بجعلكم اياي شريكا لله في عبادته لكن متى يقول في الاخرة في النار فيقول اني كفرت بما اشركتموني يعني باشراككم اياي مع الله من قبل في الدنيا انتم جعلتموني في الدنيا شريك وانا ابرأ لكن هذا لا ينفع في هذا الوقت وقال بعض المفسرين اني كفرت قبل ان تشركوا في انا كفرت لما عصيت لما ابيت ان اسجد ادم لادم انا كفرت قبل ذلك قبل ان تشركون بي وتعبدونني مع الله فهو محتمل الامرين انه اشرك قبل اتخاذهم له الها وتشريكهم له مع الله ويحتمل ان المراد انه يتبرأ من جعلهم له شريكا مع الله من قبل يعني في الدنيا لان هذا الكلام الان في الاخرة ما هو في الدنيا قال جل وعلا ان الظالمين لهم عذاب اليم الظالمين وان المراد الظلم الظلم الاكبر ان الشرك لظلم عظيم وهو الكفر والاعراض عن الحق لهم عذاب اليم اي مؤلم موجع لمن حل به وقع به كما مر معنا في الايات ثم قال جل وعلا وادخل الذين امنوا وعملوا الصالحات جنات جنات تجري من تحتها الانهار قال ابن كثير لما ذكر حال الكافرين وما اعد لهم في النار ذكر حال السعداء لما ذكر حال الاشقيا ذكر حال السعداء. يعني هذا يسمى المناسبة يعني مناسبة هذه الاية لما قبلها انه لما ذكر في الايات التي قبلها حال الاشقياء ناسب ان يذكر بعد ذلك حال السعداء فقال جل وعلا وادخل الذين امنوا وعملوا الصالحات امنوا صدقوا واقروا امنوا بما يجب الايمان به. صدقوا عن اقرار وايضا لم يكتبوا مجرد التصديق وعملوا الصالحات وهذا مذهب اهل السنة والجماعة ان الايمان قول واعتقاد وعمل ما يكفي الانسان يقول انا مؤمن اشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله. لكن لا يصوم لا يصلي. لا يفعل شيء من الاعمال الصالحة لا لابد من العمل وعملوا الصالحات ما هو الاعمال الفاسدة مع الصالحات وهي كل عمل اجتمع فيه امران اخلاص لله ومتابعة لرسول الله صلى الله عليه واله وسلم قال وادخل الذين امنوا وعملوا الصالحات جنات جنات بساتين كثيرة داخل الجنة لان اقل اهل الجنة ملك رجل يعطى عشرة اضعاف الدنيا من لدن ادم الى قيام الساعة كما في مسلم وغيره لك الدنيا وظعفها ووظعه الى ان قال عشرة اظعافها وله فيها من الخيرات والبساتين والجنات والازواج والخير العظيم الذي لا يعلمه الا الله قال جل وعلا تجري من تحتها الانهار. هذه الجنات ايضا مع انها بساتين وارثة الظلال جميلة المنظر تجري الانهار من تحتها زيادة في المتعة والانس انهار من اللبن والماء والخمر والعسل قال جل وعلا باذن ربهم اي باذن ربهم له لهم بدخولها ما يدخلونها الا باذن الله. والذي يأتي النبي صلى الله عليه وسلم يستشفع اول من يطرق باب الجنة. فيقول خازن الجنة من انت؟ فيقول انا محمد فيقول بك امرت الا افتح لاحد قبلك يأذن الله بدخولهم الجنة قال وتحيتهم فيها سلام اي تسلم عليهم الملائكة كما قال ابن كثير قال كما قال تعالى حتى اذا جاءوها وفتحت ابوابها وقال لهم خزنتها سلام عليكم. وقال تعالى والملائكة يدخلون عليهم من كل باب سلام عليكم وقال تعالى يلقون ويلقون فيها تحية وسلاما وقال تعالى دعواهم فيها سبحانك اللهم وتحيتهم فيها سلام. واخر دعواهم ان الحمد لله رب العالمين هذا لعباد الله المتقين تسلم عليهم الملائكة ويدخلون عليهم من كل باب مهنئين مسلمين بخلاف الكفار نعوذ بالله الذين يتلاومون في النار ويتجرعون من عذابها وصديدها ونكالها وزقومها ما الله به عليم وهذا يا اخوان هذا هو تفسير ان القرآن مثاني ان القرآن مثاني يأتي بالكفار ثم يثني بذكر المؤمنين. والله اعلم