بسم الله الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن والاه اعوذ بالله من الشيطان الرجيم ويقول الذين كفروا لولا انزل عليه اية من ربه انما انت منذر ولكل قوم هاد الله يعلم ما تحمل كل انثى وما تغيض الارحام وما تزداد وكل شيء عنده بمقدار عالم الغيب والشهادة الكبير المتعال سواء منكم من اسر القول ومن جهر به ومن هو ومن هو مستخف بالليل وسارب بالنهار له معقبات من بين يديه ومن خلفه يحفظونه من امر الله ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بانفسهم واذا اراد الله بقوم سوءا فلا مرد له وما له من دونه من بسم الله الرحمن الرحيم ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله واصحابه ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين اما بعد يقول الله جل وعلا في الاية السابعة من سورة الرعد ويقول الذين كفروا لولا انزل عليه اية من ربه انما انت منذر ولكل قوم هاد يقول تعالى اخبارا عن المشركين انهم يقولون كفرا وعنادا لولا انزل عليه اية اي هلا انزل عليه اي على محمد اية وعلامة تدل على انه رسول من عند الله كما قال جل وعلا عنهم في اية اخرى قالوا لولا انزل عليه كنز او جاء معه ملك فهذا كله من باب التحجج ومن باب العناد ومن باب الاتيان بالمستحيل والا فانهم قد وقر في نفوسهم انه رسول الله حقا يعلمون ذلك كما قال سيدهم ابو جهل لما قيل له في ذلك قال والله ان محمد لصادق ولكن اطعم بنو هاشم فاطعمنا فعلوا وفعلنا حتى اذا تجاثينا الركب وكنا كفرسي رهان كالفرسين اذا استبقا وصارتا متساويتين قالوا منا نبي فمتى يكون منا نبي وهم يعلمون انه رسول الله حقا. ولهذا كانوا يصفونه قبل البعثة بانه الصادق الامين حتى لما اختلفوا في حمل الحجر الاسود رضيت قريش كلها ان يحكم بينهم محمد صلى الله عليه واله وسلم ويرضون بحكمه فحكم بينهم بحكمه العادل فرضوا بحكمه وصدروا عنه وهؤلاء الذين يدعون او يطلبون الايات انما يفعلون هذا جحودا وعنادا وامعانا في التكذيب ولهذا يقولون لولا انزل عليه اية اي هلا انزل على محمد اية اي حجة على صدق نبوته قال ابن كثير يقول تعالى اخبارا عن المشركين انهم يقولون كفرا وعنادا لولا يأتينا باية من ربه كما ارسل الاولون كما تعنتوا عليه ان يجعل لهم الصفا ذهبا وان يزيل عنهم الجبال ويجعل مكانها مروجا وانهارا قال تعالى وما منعنا ان نرسل بالايات الا ان كذب بها الاولون هذه من حكم عدم ارسال الايات والاتيان بها التي طلبتها قريش بانها جرت سنة الله انه ما من امة تطلب اية الا اذا جاءتهم الاية كذبوا بها والاية اذا طلبها القوم فنزلت فلم يؤمنوا استأصلهم الله بالعذاب وهذه الامة امة مرحومة لا تستأصل بالعذاب كلها ولهذا قال ايضا قال وقال تعالى انما انت منذر اي انما عليك ان تبلغ رسالة الله التي امرك بها وقال ليس عليك هداهم ولكن الله يهدي من يشاء اذا هم يقولون هذا من باب التحجج والا هم يعرفون انه رسول الله حقا وقد جاءهم من الايات ما فيه مدكر وفي عبرة وعظة وموعظة لكن لا حيلة فيهم كما قال جل وعلا ولو اننا نزلنا اليهم الملائكة وكلمهم الموتى وحشرنا عليهم كل شيء قبلا ما كانوا ليؤمنوا ما كانوا ليؤمنوا وانما هذا مجرد اقتراح قال جل وعلا انما انت منذر يعني تنذرهم بما امامهم تنذرهم بأس الله وعقاب الله ان ان لم يؤمنوا ويتبع الحق ثم قال جل وعلا ولكل قوم هاد ولكل قوم هاد اه تعددت عبارات السلف بالمراد بقوله ولكل قوم هاد فقال ابن عباس في رواية علي ابن ابي طلحة ولكل قوم داع لكل قوم داء يدعوهم الى الحق وقال ابن عباس ايضا في رواية في رواية العوف قال انت يا محمد نذير وانا هادي كل قوم وانا هادي كل قوم ونحوه قال مجاهد وسعيد ابن جبير والضحاك وغير واحد. وقال مجاهد لكل قوم هاد اي نبي فقوله وان من امة الا خلى فيها نذير وبه قال قتادة وعبدالرحمن بن زيد وقال يحيى بن رافع وابو صالح لكل قوم هاد اي قائد وقال ابو العالية الهادي القائد والقائد الامام والامام العمل وعن عكر ما هو ابي الضحى لكل قوم هاد قال هو محمد صلى الله عليه واله وسلم وقال ما لك ولكل قوم هاد من يدعوهم الى الله عز وجل فتلخصت اقوال المفسرين في قولين من حيث الجملة احدهما ان ولكل قوم هاد ان الهادي هو الله سبحانه وتعالى وهو الذي يهدي هداية التوفيق ويوفق من يشاء الى الايمان وهو ايضا قد هداهم هداية الارشاد هدى الخلق وارشدهم الى طريق الحق ولكنه انما هدى هداية التوفيق ووفق بعضا منهم دون بعض لان الهداية هدايتان هداية ارشاد ودلالة والله قد هدى جميع الخلق بهذا الاعتبار وهداية توفيق والهام وهذه انما خص الله بها عباده المؤمنين وفقهم للايمان والاستجابة للحق والقول الثاني ان ولكل قوم هاد جعل الهادي نبي كل امة هو هادي لها. او قائدها لكل امة قائد يقودها اما ان يقودها الى الحق واما ان يقودها الى الباطل وحمل الاية على قول ابن عباس في رواية العوفي حيث يقول انت يا محمد منذر وانا هادي كل قوم اقرب والله اعلم اقرب الاقوال لان الاصل في الكلام هو التأسيس لا التأكيد والله بين لنبيه انه مجرد منذر ينذرهم ويخوفهم ويعلمهم بما امامهم فانت عليك النذارة والبلاغ ولكل قوم هاد انا اهدي من شئت بلا صراط مستقيم فامن عليه بالايمان مع انني اهدي الجميع الى الحق وارشدهم اليه ومن هداية الله الخلق الى الحق ارسال الرسل وانزال الكتب ودعوة الرسل اقوامهم الى الحق ثم قال جل وعلا الله يعلم ما تحمل كل انثى وما تغيظ الارحام وما تزداد وكل شيء عنده بمقدار الله جل وعلا يعلم ما تحمل كل انثى يحيط علمه بما تحمله الاناث الحوامل من جميع اناث الحيوان يعلم ذلك جل وعلا ولا يخفى عليه شيء منه وهذا دليل على سعة علمه واحاطته بكل شيء فهو العليم بكل شيء لا يخفى عليه شيء في الارض ولا في السماء ومن يتصف بهذا الوصف وهو العلم المحيط هو المستحق ان يعبد هو المستحق ان يعبد وان يفرد بالعبادة ولا تصرف العبادة لاحد سواه ولا يشرك معه غيره قال جل وعلا وما تغيظ الارحام قال الشيخ عبدالرحمن بن ناصر بن سعدي رحمه الله اي تنقص مما فيها يفسر ما تغيظ الارحام قال تنقص مما فيها اما ان يهلك الحمل او يتضائل او يظمحل فكل ما يحصل في الارحام من نقص فالله قد احاط به ايضا وجاء عن بعض السلف تفسير قريب من هذا وهو داخل في هذا العموم فعن ابن عباس قال ما تغيظ الارحام هو السقط السقط يعني تسقط المرأة مضغة او طفلا قد تخلق فيه وقال ابن عباس ايضا ما تغيظ الارحام وما تزداد؟ قال ما نقصت عن تسعة اشهر وما زاد عليها وقال الظحاك وهذه لطيفة يعني جميلة يقول الظحاك وظعتني امي وقد حملتني في بطنها سنتين وولدت وقد نبتت ثنيتي يعني بقي في بطن امه سنتين تقول ام المؤمنين عائشة لا يكون الحمل اكثر من سنتين قدر ما يتحرك ظل مغزل يعني ما يزيد على سنتين شيء ابد من السنتين فما دون والاصل انه تسعة اشهر قال مجاهد ما تغيظ الارحام ما ترى من الدم في حملها وما تزداد على تسعة اشهر وقال مجاهد ايضا اذا رأت المرأة الدم دون التسعة زاد على التسعة مثل ايام الحيض وقاله عكرمة وسعيد ابن جبير وابن زيد وقال مجاهد ايضا وما تغيظ الارحام اراقة الدماء حتى يخس الولد يضعف في بطن امه تصاب بالنزيف مثلا هذا نقص وهذا على كل حال كله يندرج تحت قول الشيخ السعدي رحمه الله لانه اتى بقول عام اسم هذه كلها يشمل هذه كلها قال قال مجاهد وما تغيظ الارحام اراقة المرأة المرأة حتى يخس الولد وما تزداد ان لم تهرق المرأة تم الولد وعظم وجاء مكحول كلاما كلام جميل يقول مكحول الجنين في بطن امه لا يطلب ولا يحزن ولا يغتم وانما يأتيه رزقه من بطن امه من دم حيضتها فمن ثم لا تحيض الحامل الاصل ان الحمل ما تحيض الا نادرا لان هذا الدم بحكمة الله ينصرف غذاء لولدها اذا حملت اذا لم تكن حاملا تحيض ويجري منها الدم قال فمن ثم لا تحيض الحامل فاذا وقع الى الارض استهل واستهلاله استنكارا لمكانه يقول اذا وقع الجنين الارض استهل وذلك انه يصرخ مرتين كل مولود اذا ولد يصرخ مرتين اول ما يخرجوا الى الارض فيقول مكحول استهلاله هذا يقول استنكارا لمكانه خرج من مكان يأتي به الطعام والشراب والغذاء من غير طلب ولا حزن ولا مسألة ولا غم فاذا خرج الى الارض استنكر قال فاذا قطعت سرته حول الله رزقه الى ثدي امه حتى لا يحزن ولا يطلب ولا يطلب ولا يغتم ثم يصير طفلا يتناول الشيء بكفه فيأكله فاذا هو بلغ قال هو الموت او القتل ان انى لي بالرزق فقال مكحول يا ويلك غداك وانت في بطن امك وانت طفل صغير حتى اذا اشتدت وعقلت قلت هو الموت او القتل انى لي بالرزق ثم قرأ مكحول الله يعلم ما تحمل كل انثى الاية ومعنى الكلام مكحول رحمه الله هذا انه يقول الله جل وعلا تكفل برزق ابن ادم فهو حتى وهو حمل يجري عليه رزقه في بطن امه لما ولد وخرج من بطن امه ايضا ادر له ثدي امه واجرى له رزقه حتى اذا صار يستطيع يتناول الاشياء بنفسها صار يستطيع رزقه ويأكل ويعيش فاذا بلغوا عقلوا وفكر في الدنيا قال الموت او القتل انى رزق كيف ارزق؟ انا ساموت او اقتل في طلب الرزق او اموت ما يأتيني رزق فيقول مكحول تعليقا على هذا يقول ويلك غداك الله وانت في بطن امك وانت طفل صغير حتى اذا اشتدت وعقلت قلت هو الموت او القتل انى لي بالرزق؟ يعني استنكارا عليه يعني ثق بالله جل وعلا هو الرزاق ذو القوة المتين رزقك وانت لا تعقل رزقه وانت لا تفهم ارزقه وانت لا تدفع عن نفسك ثم لما كبرت سنك ظننت انه يظيعك لا ولكن ابذل الاسباب ابذل الاسباب من غير ان يكون عندك حرص وشدة في الطمع لكن ابذلوا السبب وثق بالله فانه جل وعلا يقول وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون ما اريد منهم من رزق وما اريد ان يطعمون ان الله هو الرزاق ذو القوة المتين فبين انه خلقهم من اجل العبادة لا يريدونهم رزقا ولا يريدهم ان يطعموه بل تكفل لهم بالرزق هو الذي يرزقهم فالرزق يا اخوان قد تكفل الله به لكن جعل لذلك اسبابا لان السماء لا تمطر ذهبا ولا فضة فليس انسان يجلس ويقول يأتيني الرزق وانا في مكاني لا اتحرك نقول ابذلوا السبب كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لو تتوكلون على الله حق التوكل لرزقكم كما يرزق الطير تغدو خماصا وتروح بطانا تغدو يعني تطير في الغدو في الصباح خماصا يعني بطونها جائعة وتروح الرواح اخر النهار تروحوا الى اوكارها وهي بطانا يعني قد امتلأت بطونها معناها طير بهيمة ما تفهم شي لكن بذلت السبب طارت تبحث عن الرزق فرزقها الله فالرزق من الله سبحانه وتعالى وهو المتكفل به لن لن يتأخر من رزقك شيء ولن تنال شيئا لم يكتبه الله لك اذا قوله جل وعلا ما تغيظ الارحام وما تزداد قال السعدي او قال السعدي رحمه الله اي تنقص مما فيها اما بها اما ان يهلك الحمل او يتضائل او يضمحل وما تزداد قالوا تكبر الاجنة التي فيها اذا الله احاط علمه بكل شيء. ومن ذلك كل حمل كل ما تحمله كل انثى الله يحيط به علما وما ينقص من الحمل وما يزداد كل ذلك علمه عند الله جل وعلا قال جل وعلا وكل شيء عنده بمقدار اي بقدر جعله الله لا يتجاوزه كل شيء له اجل ومقدار محدد كل شيء له قدر مقدر مدة يعيشها او يمكثها وهذا في كتاب لا يتقدم ولا يتأخر وهذا دليل على ايضا على قدرة الله وانه خلق الخلق وقدر كل شيء فمن كان كذلك هو الواجب ان يعبد لا يجوز ان تصرف العبادة الى حجر او شجر او صنم لا ينفع ولا يضر بل لا ينفع نفسه ايضا فضلا ان ينفع غيره قال جل وعلا عالم الغيب والشهادة عالم الغيب الغيب كل ما غاب ادراكه عن الحواس الخمس ويشمل الغيب النسبي والغيب الكلي المطلق فالله هو علام الغيوب ولا يخفى عليه شيء في الارض ولا في السماء وهو جل وعلا ايضا عالم الشهادة شهادة من الشهود وهو الحضور يعني الشيء المشاهد الحاضر الذي يراه الناس ايظا الله جل وعلا يعلمه واحاط به علما قال الكبير المتعال الكبير وهو اكبر من كل شيء جل وعلا ولهذا يقول المصلي في الصلاة الله اكبر اي الله اكبر من كل شيء جل وعلا وهو المتعالي ايضا قال الشيخ السعدي المتعالي على جميع خلقه بذاته وقدرته وقهره فله علو الذات وعلو القهر وعلو القدر نعم انواع العلو الثلاثة كلها ثابتة لله جل وعلا فعلو الذات فهو جل وعلا علي بذاته وهو جل وعلا فوق السماء فوق العرش وفي جهة العلو وليس هناك من حرج ان تقول ان الله في السماء هذه عقيدة المؤمنين وهذه الفطرة التي فطر الناس عليها ما من سائل الا وهو حين يسأل يجد من قلبه اذا كان حاضر القلب يجد من قلبه انه يتوجه الى السماء اذا جاء يدعو والذي جاء في الحديث ان النبي صلى الله عليه وسلم نهى ان يرفع المصلي بصره الى السماء بعض الفاظ الحديث نهى المصلي عند دعائه ان يرفع بصره الى السماء هذا اثناء الصلاة لماذا لان رفع البصر الى السماء فترة فطرة يا اخوان انت اذا جيت تدعو الان اللهم ارزقني اللهم اتني في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقنا عذاب النار اين تذهب ان قلبك يذهب اين تحس قلبك يذهب الى قدميك او الى اعلى الى اعلى فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله يا اخوان ولكن لا يعني اذا قلنا انه في جهة العلو ان السماء تحيط به لا فهو الكبير اكبر من كل شيء جل وعلا وهو المتعالي فله علو القدر علو الذات وعلو القدر وعلو القهر فله علو القدر وله الاسماء الحسنى والصفات العلى وله من الصفات اكملها وله علو القهر وهو القاهر فوق عباده فهو يعلو على خلقه ويقهرهم ويغلبهم على ما يريد ويحملهم على ما يريد جل وعلا ثم قال سبحانه وتعالى سواء منكم من اسر القول ومن جهر به ومن هو مستخف بالليل وشارب بالنهار وهذا ايضا يعدد ما يدل على عظمته شيء من اوصافه جل وعلا وانه يستوي في حقه جل وعلا من جهر بالقول ومن استخفى به لانه يعلم السر واخفى بل يعلم ما توسوس به النفوس وما يدور في الصدور ولهذا قالها سواء سواء منكم من اسر القول ومن جهر به يعني يستوي عند الله وفي حقه جل وعلا من اسر القول واخفاه فان الله يسمعه ومن جهر به واظهره واعلن به ومن كان كذلك هو المستحق ان يعبد دون من سواه جل وعلا قال جل وعلا ومن هو مستخف بالليل وسارب بالنهار. قال ابن كثير رحمه الله وقوله ومن هو مستخف بالليل اي مختف في قعر بيته في ظلام الليل وشارب بالنهار اي ظاهر ماش في بياض النهار وضيائه فان كليهما في علم الله على السواء كقوله تعالى الا حين يستغشون ثيابهم يعلم ما يسرنا وما يعلنون وقوله وما تكون في شأني وما تتلوا منهم من وما تتلوا منه من قرآن ولا تعملون من عمل الا كنا عليكم شهودا اذ فيه وما يعزب عن ربك من مثقال ذرة في الارض ولا في السماء ولا اصغر من ذلك ولا اكبر الا في كتاب مبين اي علمه محيط احاط علمه بكل شيء فيستوي عنده السر والعلانية اذا يثمر هذا عند المؤمن الخوف من الله والا يعصي الله والا يتكلم بكلام يبغضه الله لا علانية ولا سرا وانه مهما اخفى من اعماله فان الله مطلع عليه ولا يخفى عليه شيء من عمله فاين تذهب من الله وما احسن ما قال بعضهم لما سأله احدهم يعني نفسي تريد تراودني تراودني على كذا وكذا من المعاصي قال ان استطعت ان تجد مكانا لا يراك الله فيه فافعل لكن اين يكون في مكان لا يراه الله او لا يسمعه وهذا الذي يورث المراقبة عند المسلم احيانا تكون وحدك وخاصة في مثل هذه الازمنة ما جاءت هذه الاجهزة وسائل التواصل التي قربت الشر فاحيانا تبحث ربما عن اية او عن تفسير اية او حديث وفي اثناء الاستعراض تخرج لك صور محرمة وربما تقود الى اشياء اشد تحريما واعظم فهنا التقوى الذي يتقي الله يعلم ان الله يرى ويبصره حتى لو كان وحده لا ليس عنده احد من الخلق والله جل وعلا هو الموعد يا اخوان هو الذي يجب ان نحرص على رضاه وان نبتعد عن معصيته لانه هو الذي سيجازينا ولا تخفى عليه خافية فعليك ان تصلح السريرة وان تصلح العمل ظاهرا وباطنا حتى ولو كنت وحدك فان الله يراك ان لم تكن ترى فانه يراك جل وعلا قال له معقبات من بين يديه ومن خلفه له اي للعبد للانسان معقبات اي ملائكة من بين يديه ومن خلفه وقيل لهؤلاء الملائكة معقبات قالوا اي ملائكة تعقب تعقب بعدها ملائكة ملائكة حفظة بالليل تعقيبها وبعدها حفظة النهار وحفظة النهار تعقيبها حفظة الليل وهكذا فهذا معناه معقبات يعقب بعضهم بعضا فيأتي هذا عقب هذا اذا كل انسان منا معه معقبات ولهذا قال بعض السلف معه اربعة ملائكة ملكان يكتبان الحسنات والسيئات عن اليمين وعن الشمال وملكان يحفظانه من امر الله ملك امامه وملك من ورائه وجاء في حديث اورده ابن كثير وضعفه كثير من اهل العلم ان كل عبد معه ثمانية ملائكة اربع من امامه واربع من خلفه يحفظونه من امر الله فنقول لا شك ان كل انسان معه ملائكة يحفظونه من امر الله فلا يصيبه شيء الا اذا كان قد قدر يخلون بينه وبين القدر واما ما سوى ذلك لا يصل اليه شيء وقد جاء جاء عن الضحاك انه قال او جاء عن نعم قال كعب الاحبار لو تجلى لابن ادم كل سهل وحزن لرأى على كل شيء من ذلك الشياطين لولا ان الله وكل به ملائكة يذبون عنكم في مطعمكم ومشربكم وعوراتكم اذا لتخطفتم وقال ابو امامة ما من ادمي الا ومعه ملك موكل يذود عنه حتى يسلمه للذي قدر له وجاء عن علي ابن ابي طالب انه جاءه رجل من مراد وهو يصلي وحده فقال احترس فان نأسا فان ناسا من مراد يريدون قتلك فقال ان مع كل رجل ملكين يحفظانه مما لم يقدر فاذا جاء القدر خليا بينه وبينه ان الاجل جنة حصينة الى غير ذلك من الاقوال الواردة عن السلف فالانسان محفوظ بحفظ الله فمعه ملائكة يحفظونه من امر الله. لكن اذا جاء القدر خلوا بينه وبين ذلك ومعنى قوله جل وعلا يحفظونه من امر الله فيها ثلاثة اقوال فقيل يحفظونه من امر الله يعني ان حفظ حفظهم له من امر الله يحفظونه من امر الله فحفظهم له من امر الله فهو الذي امرهم بحفظ عباده وقال بعض المفسرين ان معنى من امر الله قالوا من هنا بمعنى الباء يحفظونه من امر الله يعني بامر الله يحفظونه بامر الله لهم وقيل ان في الكلام تقديم وتأخير تقديره له معقبات له معقبات من امر الله يحفظونه من بين يديه ومن خلفه له معقبات من امر الله يحفظونهم بين يديه ومن خلفه ولكل وجهة لكن اظهرها والله اعلم انه من امر الله اي بامر الله يحفظونه بامر الله لهم وايضا ليس وهو ليس بعيد من القول الاول ان حفظهم له من امر الله لهم بذلك او المعنى مؤداه واحد فالحاصل ان الله وكل بنا ملائكة وسماها معقبات لانه يعقب بعضهم بعضا فاذا ذهب ملائكة النهار جاء ملائكة الليل واذا ذهب ملائكة الليل جاء ملائكة النهار فقال معقبات فلفظة معقبات تدل على زيادة معنى ان هذه الملائكة تتعاقب وليسوا مع الانسان على مدار الاربعة وعشرين ساعة كلهم لكن يأتي هؤلاء ثم يعقبهم هؤلاء وكل ذلك من امر الله لهم بذلك وبامر الله جل وعلا يحفظون العبد وهذا يدل على على لطفه ورحمته بخلقه جل وعلا يقيض لكل واحد منا ملائكة يحرسونه من امر الله ويحفظونه من بين يديه ومن خلفه فله الحمد وله الشكر على ذلك ومن يفعل بنا هكذا؟ من يفعل بنا هذا لا يجوز ان يشرك معه غيره بل يجب ان يفرد بالعبادة وان يشكر على ذلك واعظم الشكر التوحيد افراد الله جل وعلا بالعبادة واخلاصها له قال جل وعلا يحفظونه من امر الله ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بانفسهم هذه خذها قاعدة لا يغير الله ما بقوم من النعم حتى يغيروا ما بانفسهم من المعاصي ولا يغير الله ما بقوم من النقم حتى يغيروا ما بانفسهم الى طاعة الله ورضوانه والجزاء من جنس العمل فاذا كان الناس على الايمان والتقوى لن يغير الله عليهم واذا غيروا وبدلوا وعصوا وصارت عندهم الذنوب والمعاصي سيغير الله جل وعلا عليهم الجزاء من جنس العمل ولهذا انظروا الى قوم يونس لما ابوا ان يؤمنوا وتوعدهم الله جل وعلا بالعذاب واوشك ان يحل بهم فلما رأوا علاماته تابوا جميعا جمعوا صبيتهم ونساءهم ودوابهم في مكان وجأروا الى الله بالتوبة والاستغفار فكشف الله عنهم العذاب وفر يونس مغاضبا لهم كان وعدهم بنزول امر الله فلما لم يأتهم فر كما حكى الله قصته انه ركب البحر وهو مليم يعني قد فعل ما يلام عليه لكن قومه نجاهم وهي الامة الوحيدة التي انجاها الله بعد قرب العذاب وظهور بعظ اياتكم بعض علاماته فتابوا فتاب الله عليهم. اذا هؤلاء القوم غيروا ما بانفسهم فغير الله عليهم غيروا ما بانفسهم من الكفر وعدم الايمان الى الايمان والطاعة فغير الله عليهم العذاب الى الرحمة فرفع عنهم العذاب وهذا كما انه عام في الامة عام كذلك خاص بكل انسان فلا يغير الله ما بك من نعمة الا اذا غيرت الى الذنوب والمعاصي. انتبه انت في خير ونعمة وفضل لا تتغير الا بسبب عملك ارقب عملك انت في ضيق وشدة وكرب غير ما في نفسك تب الى الله والهج بالدعاء والجأ اليه واستقم على طاعته يغير الله شدتك وما اصابك قال ابن جرير الطبري عند هذه الاية ان الله لا يغير ما بقوم من من عافية ونعمة فيزيل ذلك عنهم ويهلكهم حتى يغيروا ما بانفسهم من ذلك بظلم بعضهم بعضا واعتداء بعضهم على بعض فتحل بهم حينئذ عقوبته وتغييره وقال السعدي رحمه الله ان الله لا يغير ما بقوم من النعمة والاحسان ورغد العيش حتى يغيروا ما بانفسهم بان ينتقلوا من الايمان الى الكفر ومن الطاعة الى المعصية ومن شكر نعم الله الى البطر بها فيسلبهم الله عند ذلك اياها وكذلك اذا غير العباد ما بانفسهم من المعصية فانتقلوا الى طاعة الله غير الله عليهم ما كانوا فيه من الشقاء الى الخير والسرور والغبطة والرحمة اذا هذا معنى الاية ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بانفسهم فاذا غيروا غير الله عليهم واذا بقوا على الخير وعلى النعمة وعلى الشكر وعلى الطاعة لا يغير الله عليهم كذلك العصاة المعرضون المذنبون لا يغير الله ما بهم الا اذا غيروا حالهم الى الطاعة والاستجابة لله ورسوله قال جل وعلا ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بانفسهم واذا اراد الله بقوم سوءا فلا مرد له وما لهم من دونه من وال اذا اراد الله بقوم سوءا قيل بلىء او عذابا او عقابا فلا مرد له لا احد يرد عذاب الله ولا احد يستطيع ان يمنعه مهما كانت قوة الناس اذا الذي لا يمانع ولا يرد عذابه ولا قضاؤه اذا اراد شيئا هو المستحق ان يعبد وحده لا شريك له ولا يجوز ان يعبد غيره معه لانه على كل شيء قدير قال جل وعلا وما لهم من دونه من وال موال اي من وال يتولى امورهم ويمنعهم وقال السعدي رحمه الله ميوال ان يتولى امورهم فيجلب لهم المحبوب ويدفع عنهم المكروه ما لهم من دون الله من وال لان الخلق كلهم تزول بهم الدنيا ويقفون بين يدي الله جل وعلا كلهم خائفين وجلين ولا يملك احد لاحد نفعا ولا ظر في ذلك اليوم ولا يتولى احد فيدفع عنه من الله شيئا وانما وانما يتولى الله عباده المؤمنين فمن هذا وصفه هو المستحق ان يعبد وان يفرد بالعبادة والا يعصى جل وعلا ابا التقال ويسبح الرعد بحمده والملائكة من خيفته ويرسل الصواعق فيصيب بها من يشاء وهم يجادلون في الله وهم يجادلون في الله وهو شديد المحال له دعوة الحق والذين يدعون من دونه لا يستجيبون لهم بشيء الا كباسطك كفيه الى الماء ليبلغ فاه وما هو ببالغه وما دعاء الكافرين الا في ضلال ثم قال جل وعلا هو الذي يريكم البرق خوفا وطمعا وجل وعلا الذي يري عباده البرق خوف وطمعا حينما يجتمع السحاب ويزمجر الرعد ويلمع البرق قيل معاني البرق هذا خوفه وطمعه قال بعض السلف خوفا للمسافرين وطمعا للمقيمين فالمسافر يخاف من اذاه وينزل به المطر ويبل ثيابه او يلحقه الغرق والمقيم يفرح بذلك بالمطر فينتفع به وينبت له الشجر قال ابن كثير يخبر تعالى انه هو الذي يسخر البرق وهو ما يرى من النور اللامع ساطعا من خلل السحاب وروى ابن جرير ان ابن عباس كتب الى ابي الجلد يسأله عن البرق فقال البرق الماء فقال البرق الماء وقوله نعم وهذا فيه نظر بل البرق هو النور الذي اللمعانا النور النور الذي يرى حينما يحصل صوت الرعد وسبق معنا ان ذكرنا الحديث الذي يحسنه جمع من اهل العلم ان ملكا يسوق السحاب حيث امره الله ومعه مخراق يعني مثل العصا مثل السوط يسوق بها السحاب وان الصوت الذي يسمع زجره للسحاب وامره له فالحاصل ان البرق هو النور واللمعان الذي يضيء الى اجتمع السحاب ونزل المطر والرأي الصوت الذي يحدث مع ذلك ولهذا قال قتادة خوفا للمسافر يخاف اذاه ومشقته وطمعا للمقيم يرجو بركته ومنفعته ويطمع في رزق الله والذي يظهر والله اعلم انه ينبغي ان يكون للجميع خوفا وطمعا فالانسان اذا رأى البرق يخاف ان يكون فيه عذاب وان يكون كما قال اولئك القوم هذا عارظ ممطرنا فصار عذابا حل بهم وهكذا كان نبينا صلى الله عليه وسلم اذا اقبل المطر ولعائشة دخل وخرج يعني في بيته ورأت في وجهه الكرب قالت ما هذا يا رسول الله فقال وما يدريك لعله كما قال قوم صالح هذا عارظ ممطرنا فاذا هو عذاب اليم لانه قد يأتي المطر بالعذاب عقوبة من الله جل وعلا والانسان المؤمن يخاف من من يخاف من اعماله يا اخوان عندنا من الذنوب والخطايا ما لا يحصيه الا الله نخطئ بالليل والنهار فالانسان يخاف ان يكون هذا السحاب الذي يلتمع برقه ويزمجر رعده ان يكون عقوبة ستحل بالناس وهيظة يطمع لان هذا الغالب ان الله يأتي بهذا المطر فيسقي الارض ويستبشر الناس باثار رحمة الله وتنبت الارض ويأكلون ويشربون فالانسان ينبغي له ان يكون خائفا راجيا قال جل وعلا وينشئ السحاب الثقال اي وهو الذي ينشئ السحاب الثقال ينشئها من عدم لا شيء فترى السماء صافية فاذا شاء جل وعلا انشأ السحاب وجعلها ثقال مثقلة بالماء فتلاحظ انه اذا جاء الماء وصب وامطر الارظ سالت الاودية والشعاب سبحان الله هذا هذا الماء الكثير كم يقدر بالاطنان؟ لا يحصيه الا الله ولا بمليارات الاطنان ما احد يحصيه ثقله ووزنه وكانت تحمله هذه السحابة التي تمر به وانت لو ترمي حجرا الى السماء لو ترمي نواة التمر الى اعلى سقطت عليك فكيف بهذه السحابة المثقل اذ قال المحمل بالماء الثقيل ولا يسقط على الناس دفعة واحدة من الذي يمسكه ووالله يا اخوان هو الله هذا من اعظم الدلائل على قدرته وان من كان كذلك هو الذي يجب ان يعبد يا اخوان هذا هو الرب حقا جل وعلا ولهذا هي سحاب ثقال هو الذي ينشأها ويوجدها وقد يكون في لحظات كما صح كما جاء في الحديث الذي رواه البخاري ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يخطب في هذا المسجد يوم الجمعة فدخل اعرابي فقال يا رسول الله هلكت الانفس وجاء العيال ادعوا الله ان يمطرنا فرفع النبي صلى الله عليه وسلم يديه واستسقى وهذه هي السنة من الامام والمأموم من الخطيب والمستمع يوم الجمعة اذا جاء الاستسقاء ان يرفع الامام يديه وان وان يرفع المستمع ايظا يديه هذا في الاستسقاء فقط اما بقية الدعاء في الجمعة لا يرفع يديه. لماذا لان الصحابة لم يرفعوا ايديهم ولما جاء الاستسقاء رفع الصحابة ايديهم لما رأوا النبي صلى الله عليه وسلم رفع يديه. وهذا حصل مرة واحدة ولو كان يرفعون ايديهم في بقية الدعا في خطب الجمعة لنقل الينا كما نقل لنا هذا الحدث الذي وقع مرة واحدة فدل على ان هذه السنة لا ترفع يديك في يوم الجمعة اثناء دعاء الامام الا اذا استسقى فالسنة ان ترفع وتبالغ ترفع يديك الى اعلى فان النبي رفع يديه حتى رأوا بياض ابطيه صلى الله عليه واله وسلم. قال جل وعلا هو الذي يريكم البرق خوفه وطمعا. وينشئ السحاب الثقال ويسبح الرعد بحمده من خيفته ويرسل الصواعق فيصيب بها من يشاء وهم يجادلون في الله. وهو شديد المحال ويسبح الرعد بحمده التسبيح والتنزيه والتبرئة لله جل وعلا عن كل نقص وعيب مع التعظيم له قال الطبري يسبح ويسبح الرعد قال ويعظم الله الرعد ويمجده فيثني عليه بصفاته وينزهه مما اضافه اليه اهل الشرك اذا الرعد يسبح ربه بل كل شيء يسبح بحمده وسيأتي ان شاء الله لكن الرعد هذا تسبيحه صوته الذي نسمع هذا تسبيح لله وتنزيه وتبرئة لله جل وعلا عن كل نقص وعيب ومن ذلك جعلوا الالهة شريكة له ودعاءها معه سبحانه وتعالى عما يقول الظالمون علوا كبيرا ويسبح الرعد بحمده والملائكة والملائكة من خيفته اي وتسبح اي او ويسبح الملائكة من خيفته تسبح الملائكة تنزه الله وتقدسه عن كل نقص وعيب من خيفته اي خوفا له او من من خيفتهم ربهم ورهبتهم منه جل وعلا لانه العظيم هكذا ينبغي الانسان ان يرجو الله رجاء لا يحمله على الأمن مكر الله وان يخاف من الله خوفا لا يحمله على القنوط واليأس من رحمة الله فان الخوف من اعمال القلوب وهو دليل الايمان فلا تخافوهم وخافوني ان كنتم مؤمنين الخوف من الله من اجل اعمال القلوب ولا يقع الا من النفوس المؤمنة المصدقة المقرة بانه لا اله الا الله وحده لا شريك له وانه شديد العقاب وقد جاءت السنة وجاء عن بعض الصحابة ما رواه الامام مالك في الموطأ والبخاري في الادب المفرد والبيهقي في السنن بسند صححه الشيخ الالباني عن عبد الله ابن الزبير انه كان الى سمع الرعد قطع حديثه ثم قال سبحان من يسبح الرعد بحمده سبحان الذي يسبح الرعد بحمده والملائكة من خيفته ثم يقول هذا هذا ان هذا لوعيد شديد لاهل الارض ان هذا لوعيد شديد لاهل الارض اذا هذه السنة اذا سمعت الرعد ان تقول سبحان الذي يسبح الرعد بحمده والملائكة من خيفته يسبحون هذا جاءت فيه اثار بعضهم مرفوع عن النبي صلى الله عليه وسلم والصواب انه لا يرفع شيء منها لكن جاءت عن اكثر من صحابي ومثل هذا لا يقال بالرأي فاذا سمع الانسان الرائد يقول سبحان الذي يسبح الرعد بحمده والملائكة من خيفته يسبحون قال جل وعلا يسبح الرعد بحمده والملائكة اي وتسبح الملائكة من خيفته ويرسل الصواعق فيصيب بها من يشاء يرسل الصواعق قال ابن كثير ان يرسلها لقمة ينتقم بها ممن يشاء والصواعق جمع صاعقة وهي نار تنزل من السماء اذا لمع البرق وسمع الرعد تنزل صواعق وهي ذات صوت مدوي شديد وقد ذكروا ان لهذا الجزء من الاية سبب نزول وهي قوله ويرسل الصواعق فيصيب بها من يشاء لذلك سبب نزول وهو ما رواه ابن ابي اسحاق ورواه ابو يعلى وايضا النسائي وغيرهم عن انس ان رسول الله صلى الله عليه واله وسلم بعث رجلا مرة الى رجل من فراعنة العرب فقال له اذهب فادعه لي قال فذهب اليه فقال يدعوك رسول الله صلى الله عليه واله وسلم فقال لهم من رسول الله وما الله امن ذهب هو ام من فضة ام من نحاس هو فرجع الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال قال لي كذا وكذا فقال ارجع اليه فقال يا رسول الله قد اخبرتك انه اعتى من ذلك بعتو كبر ترفع فقال ارجع اليه فادعه فرجع اليه الثانية ثم رجع اليه الثالثة قال فاعاد ذلك الكلام عدو الله قال فبينما هو يكلمه اذ بعث الله عز وجل سحابة حيال رأسه يعني فوقه فرعدت فوقعت منها صاعقة فذهبت بقحف رأسه طيرت رأسه فانزل الله ويرسل الصواعق الاية والله على كل شيء قدير ولهذا وينبغي الانسان يحفظ هذا الدعاء سبحان الذي يسبح الرعد بحمده والملائكة من خيفته يسبحون فان هذا باذن الله حفظ وسلامة لك من ان تصيبك الصواعق لان الصواعق نار محرقة ومن وقعت به احرقته واهلكته ولا شك ان البرق والرعد انه رغبة ورهبة للمؤمن فيرغب ان يصيبه الله بالمطر وتصيبه النعماء ويرهب يا اخوان ما الذي ينجيك من هذا السحاب الذي يزمجر فوقك والصواعق بشدة تسمع اصواتها من يحول بينها وبين ان تنزل عليك لو شاء الله وهكذا كثير من الايات يا اخوان تذكر الانسان بربه تخوفه من الله انت في قبضة الله جل وعلا اياك اياك ان تعصيه صحيح كل بني ادم خطاء لكن عليك بالتوبة والاستغفار تب الى الله قال جل وعلا ويرسل الصواعق فيصيب بها من يشاء من عباده وكم من الناس هلكوا بالصواعق ولا يزال ولا نزال نسمع كل حين خاصة وقت نزول الامطار اصابة الصواعق لبعض الاشخاص او لبعض البهائم فهي تنزل وقد جاء في بعض الاثار ان الصواعد تكثر في اخر الزمان يعني من علامات قرب الساعة كثرة الصواعق فيها قال جل وعلا فيصيب بها من يشاء وهم يجادلون في الله وهو شديد المحال يجادلون في الله يعني يجادلون في في عظمته والوهيته واستحقاقه للعبادة ويقول لجعل الالهة اله واحدا مع هذه العظمة وهذه القوة وهذه القدرة وهذه الهيمنة منه جل وعلا هناك من يشك ويجادل في عظمته وفي استحقاقه للعبادة وانه هو المعبود الحق ثم قال وهو شديد المحال وهو شديد المحال قال الطبري والله شديد المماحلته في عقوبة من طغى عليه وتما وعتى وتمادى في كفره والمحال مصدر من قول القائل ما حلت فلانا فانا اماحله مماحلة ومحالا وفعلت فيه وفعلت فيه اي محلت امحل محلا والمحال يا اخوان يثبت لله جل وعلا ومعنى المحال اولا نحن نثبت المماحلة والمحال لله جل وعلا فهي صفة خبرية ثابتة لله جل وعلا ويوصف الله بانه شديد المحال ومعنى المحال تعددت عبارة الشرف السلف وهي متقاربة فجاء قال الازهري او نقل الازهري صاحب تهذيب اللغة وهو كتاب عظيم ومؤلفه على منهج السلف وعلى عقيدة صحيحة وهو ايضا من ائمة اللغة يقول قول القتيبي والقتيبي هو ابن قتيبة عبد الله ابن قتيبة ايضا له مشكل اعراب القرآن وله رسائل مفيدة في علوم القرآن في القرن الثاني هو تقريبا او بداية الثالث قال قول القتيبي قول الله عز وجل شديد المحال اي شديد الكيد والمكر الله شديد المحال اي شديد الكيد والمكر بمن يستحق ذلك وقال سفيان الثوري شديد الانتقال الانتقام شديد المحال قال شديد الانتقام وقال ابو عبيد الكيد والمكر لان المحال الكيد والمكر وقال الفراء المحال شديد المماحلة وقال مجاهد شديد القوة شديد الاخذ وكلها متقاربة معنى والله شديد المحال اي شديد الاخذ شديد الانتقام تريد المكر والكيد باعدائه الذين يستحقون هذا فكيف يجادلون في الله وهو شديد المحال وشديد العقوبة والانتقام ويقولون ان الالهة متعددة وجعل الالهة اله واحدا ان هذا لشيء عجاب وهذا كله على سبيل التخويف لهم والتحذير من ان تحل بهم عقوبة الله ان دعوا للرحمن ولدا جعلوا له شريكا جعلوا له صاحبه جعل لهم ندا يستحق العبادة وهم يجادلون بالله يعني في افراده بالعبادة واستحقاقه لها دون غيره وهو شديد المحال وشديد المكر والانتقام والعقوبة لمن اوقع به عقوبته. يقول الله جل وعلا له دعوة الحق والذين يدعون من دونه لا يستجيبون لهم بشيء الا كباسط كفيه الى الماء ليبلغ فاه وما هو ببالغه وما دعاء الكافرين الا في ضلال قال علي ابن ابي طالب رضي الله عنه له دعوة الحق التوحيد اي له دعوة التوحيد رواه ابن جرير وقال ابن عباس وقتادة ومالك عن محمد بن منكدر قال له دعوة الحق لا اله الا الله والمعنى له دعوة الحق يعني له على عباده توحيده وعبادته هم مدعوون والله دعاهم الى ان يعبدوه وحده لا شريك له فيهفردوه ويوحدوه وهو معنى التوحيد وهو معنى لا اله الا الله وهو التعبد له وصرف العبادة له على وفق ما جاءت به الرسل وما انزله في كتبه فله دعوة الحق على جميع الخلق جل وعلا له دعوة الحق والذين من دونه وهو كل ما يعبد من دونه ومن سواه من الاوثان والاصنام وشبيها لا يستجيبون لهم بشيء مهما فعل هؤلاء فان هذه المعبودات التي تدعى من دون الله سواء كانت اشجارا او احجارا او اوثانا او اصناما او غيرها لا يستجيبون لهم بشيء اذا طلبوا منهم قضاء الحاجات وتفريج الكروبات الى غير ذلك لا يستجيبون لهم الا كباسط كفيه الى الماء ليبلغ فاه واباسط كفيه الى الماء قال علي ابن ابي طالب رضي الله عنه قال كمثل الذي يتناول الماء من طرف البئر بيده وهو لا يناله ابدا فكيف يبلغ فاه كان كالرجل الذي يجلس على شفا البير طرف البير والماء في الاسفل فيشير بيده الى الماء هكذا وما هو ببالغه؟ يده لا تصل الى الماء طيب اذا فعل بيده هكذا وهو على شفا البير ولم يمس الماء هل ننتفع بشيء لا ما ما ينتفع كذلك دعاة من يدعون من دون الله لا تملكوا لهم هذه المدعوات الا كما يملك باسط يديه الى الماء ليبلغ فهو ما هو ببالغه اذا لا يملكون شيئا هذا هو المعنى هذا هو المراد وقال مجاهد كباسة كفيه يدعو الماء بلسانه ويشير اليه فلا يأتيه ابدا يدعو الماء كأنه يقول يا ماء اخرج الي فليس بخارج اليه وقال وقيل المراد كقابض يده على الماء فانه لا يحكم منه على شيء كذلك اذا قبضت الماء في يدك ثم امسكته اين يذهب الماء ما تصير تمسك الماء مع انه جسمه مسائل تحكم يديك عليه احكاما يدك مليئة بالماء فتمسك عليها قابض تقبض عليها اين يذهب الماء لا يبقى شيء فكذلك دعاة الاصنام لا تنفعهم الهتهم ومن يدعى من دون الله الا كباسط كفيه الى الماء ليبلغ فاه وما هو ببالغه يعني لا تنفعهم ولا تجدي لا تنفعهم شيئا كما قال جل وعلا قل اتعبدون من دون الله ما لا يملك لكم ضرا ولا نفعا. وقال جل وعلا افتخذتم من دونه اولياء لا يملكون لانفسهم نفعا ولا ظرا ما يملكون شيء يا اخوان لا يجوز ان يعبد غير الله. ولا يصرف له شيء من العبادة. لانه لا يملك ضرا ولا نفعا. فكيف يدعى من دون وهذا هو الشرك قال جل وعلا وما هو ببالغه وما دعاء الكافرين الا في ظلال دعاء الكافرين لمعبوداتهم واصنامهم والهتهم الا في ظلال يعني في خطأ وبطلان في غير محله لا يجوز ان يدعى غير الله معه ثم قال جل وعلا ولله يسجد من في السماوات والارض