بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله من الشيطان الرجيم ولله يسجد من في السماوات والارض طوعا وكرها وظلالهم بالغدو والاصال قل من رب السماوات والارض قل الله قل افتخذتم من دونه اولياء لا يملكون لانفسهم نفعا ولا ضرا قل هل يستوي الاعمى والبصير ام هل تستوي الظلمات والنور ام جعلوا لله شركاء خلقوا كخلقه فتشابه الخلق عليهم قل الله خالق كل شيء وهو الواحد القهار انزل من السماء ماء فسالت اودية بقدرها فحم احتمل السيل زبد الرابيا ومما يوقدون عليه في النار ابتغاء حلية او متاع زبد مثله كذلك يضرب الله الحق والباطل فاما الزبد فيذهب جفاءا واما ما ينفع الناس فيمكث في الارض كذلك يضرب الله الامثال بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. الرحمن الرحيم وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين اما بعد يقول الله جل وعلا في سورة الرعد في الاية الخامسة عشر منها ولله اسجدوا من في السماوات والارض طوعا وكرها وظلالهم بالغدو والاصال. ولله يسجد من في السماوات والارض طوعا وكرها. سجود كل شيء بحسبه. فسجود ابن ادم ابن ادم هو السجود على الجبهة والانف. والاعضاء السبعة. وسجودهم غيره من المخلوقات هو سجود الذل والقهر. ولهذا يقول ابن جرير الطبري ولله يسجد من في السماوات والارض قال فان امتنع هؤلاء اي الكفار فان امتنع هؤلاء الذين يدعون من دون الاوثان والاصنام لله شركاء من افراد الطاعة والاخلاص بالعبادة له فلله يسجد من في السماوات ومن في الارض من الملائكة الكرام فلله يسجد من في السماوات من الملائكة الكرام ومن في الارض من المؤمنين به طوعا واما الكافرون به فانهم يسجدون له كرها حين يكرهون على السجود. وقال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله السجود من جنس القنوت فان السجود الشامل لجميع المخلوقات هو المتضمن لغاية الخضوع. والذل وكل مخلوق قد تواضع لعظمة الله وذل لعزته واستسلم لقدرته ولا يجب ان يكون سجودا ولا يجب ولا يجب ان يكون سجود كل شيء مثل سجود الانسان على سبعة اعضاء. الى اخر كلامه ثم قال سجود كل شيء بحسبه سجود كل شيء بحسبه. ليس سجود هذه المخلوقات وضع جباهها على الارض فتلخص عندنا ان معنى ولله يسجد من في السماوات وما ومن في الارض انه سجود حقيقي. فكل المخلوقات تسجد لله جل وعلا. ولكن منها ما يسجد على سبعة اعضاء وهو ابن ادم ومنها ما سجوده بحسب حاله. ولكن الخلاصة ان ان كل شيء يسجد لله ان يذلوا ويخضعوا. ولهذا يقول ابن كثير يخبر تعالى عن عظمته وسلطانه الذي قهر كل شيء ودان له كل شيء. ولهذا يسجد له كل شيء طوعا من المؤمنين وكرها من المنافقين. والى هذا يعني كما مال ابن كثير مال ابن تيمية ومال ابن حزم في الفصل في الملل والنحل مالوا الى ان سجود المخلوقات غير ابن ادم انه خضوعها وذلها لله سبحانه وتعالى فكل شيء فكل شيء يسجد لله بحسبه وتذل وتخضع لقهره وقدرته فهي تحت تصرفه وامره جل وعلا. ويجري فيها قضاؤه وقدره. ولا تخالفوا ما قدره جل وعلا. فكل شيء يسجد لله. وهذا كما قال جل وعلا في اية اخرى وله اسلم من في السماوات والارض طوعا وكرها. وكما في قوله جل وعلا ولله يسجد ما في السماوات وما في الارض من دابة والملائكة وهم لا يستكبرون. وكما قال جل وعلا بلغوا ما في السماوات والارض كل له قانتون. فخلاصة ما يقال ان كل شيء يسجد لله جل وعلى ولكن ليس معنى ذلك انه يضع جبهه وانفته وانفه يضع جبهته وانفه على الارض بل كل كل شيء سجوده بحسبه واما ابن ادم فانه او المؤمن فانه يضع جبهه وانفه على يضع جبهته وانفه على الارض كما قال النبي صلى الله عليه وسلم امرت ان اسجد على سبعة اعظم ولله اسجدوا من في السماوات ومن في الارض طوعا وكرها. طوعا هو سجود المؤمنين. وسجود الملائكة جود المؤمنين من الجن وكرها سجود الكفار. فانهم يسجدون لله اي ويخضعون ويقهرون ويجري فيهم قضاؤه وقدره. ولله يسجد من في السماوات والارض طوعا وكرها وظلالهم بالغدو والاصال. ويسجد ظلالهم بالغدو والاصال. ظلال الاشياء يسجد لله جل وعلا بالغدو والغدو هي اول النهار هي البكر والاصال جمع اصيل وهو اخر النهار. قيل من العصر الى المغرب. فالحاصل ان المؤمنين يسجدون لله طوعا. والكافرون يسجدون رغما عنهم وكذلك ايضا ظلال الاشياء يسجد لله. ففي الصباح يكون ظل كل شيء الى جهة المغرب فهذا سجود ظلالهم. وفي المغرب اذا زالت الشمس واتجهت الى الغرب صار ظلالهم الى جهة المشرق. وهذا معنى قوله جل وعلا وظلالهم اي اسجدوا ظلالهم بالغدو وهو الصباح في اول النهار فيكون ظلهم الى جهة المغرب وفي الاصال جمع اصيل وهو اخر النهار يسجد ظلالهم حينما تكون الشمس الى جهة الغروب ويكون ظلوا الى جهة والى جهة المشرق. وسيأتي قريبا قوله جل وعلا او ولم يروا الى ما خلق الله من شيء يتفيأ ظلاله عن اليمين والشمائل سجدا لله وهم داخرون كل شيء يسجد لله وظلال كل شيء يسجد لله. ايضا الظل يسجد لله جل وعلا وقد بينا قريبا ان سجود كل شيء بحسبه. فابن ادم سجوده على جبهته وانفه وغيره سجوده خضوعه وقهره لامر الله جل وعلى وقد نقلنا كلام اهل العلم ومن العلماء من قال ولله يسجد اي سجود القهر والذل والخضوع فكل شيء مقهور لله خاضع ذال له يجري وفق امره وتقديره. ثم قال جل وعلا قل من رب السماوات والارض؟ قل الله. يقول ابن كثير يقرر تعالى انه لا اله الا الا هو لانهم معترفون بانه هو الذي خلق السماوات والارض. وهو ربها ومدبرها قم مع هذا قد اتخذوا من دونه اولياء يعبدونهم. فيقول جل وعلا قل من رب السماوات والارض ثم امر نبيه ان يقول قل الله ربها اي مدبرها والذي يربيها وفق حكمته وارادته وهو صاحبها الذي خلقها واوجدها هو الله جل وعلا. قال قل فاتخذتم من دونه اولياء. هذا استفهام انكار وتوبيخ للكفار الذين يقرون ان الله هو الذي خلق السماوات الارض ولان سألتهم من خلقهم ليقولن الله. ومع ذلك يتخذون من دونه اولياء جمع ولي يتولونهم فيعبدونهم ويخضعون لهم ويدعونهم من دون الله وهي الاصنام والاوثان. فانكر الله عليهم انكار توبيخ وتقريع تقرير بانهم يفعلون ذلك ويتخذون من دون الله اولياء. قال جل وعلا لا يملكون لانفسهم نفعا ولا ظرا. وهؤلاء الاولياء الذين يتخذونهم من دون الله لا يملكون لانفسهم فضلا عن غيرهم. فلا يملكون لانفسهم نفعا. ولا لانفسهم ضرا فظلا عن غيرهم. فمن كانت هذه حاله كيف يتخذ وليا كيف يدعى مع الله؟ وكيف يجعل شريكا لله تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا؟ قال جل وعلا قل هل يستوي الاعمى والبصير؟ ام هل تستوي الظلمات والنور؟ هذان او هذا هذان الاستفهامان ايضا استفهام انكار وتوبيخ وتقريع متظمن لتقرير عدم استواء الاعمى مع البصير. لا يستوي الاعمى الذي يبصر ويرى الاشياء. ويذهب وكيف اراد مع الاعمى لا يستوي البصيرة الذي يرى ويذهب ويأتي حسب طوعه واختياره مع الاعمى الكفيف الذي لا يبصر شيئا ولا يستطيع ان يتحرك الا ان يعينه غيره. ولهذا قال موبخا وهو ايضا نفي استفهام بمعنى النفي. قل هل يستوي الذي الاعمى والبصير؟ الجواب لا لا يستوي الاعمى مع البصير. ثم قال ام هل يستوي الظلم ام هل تستوي الظلمات والنور وام هنا يجوز ان تكون عاطفة. فيكون المعنى قل هل يستوي الاعمى والبصير وهل يستوي وهل تستوي الظلمات والنور؟ ويجوز ان تكون بمعنى بل. ويجوز ان تكون بمعنى بل المنقطعة. والاظهر والله اعلم انها عاطفة هنا. عطف مثلا على مثل فقال قل هل يستوي الاعمى والبصير؟ ام هل تستوي الظلمات والنور؟ لم يذكر الجواب هنا. لماذا لان هذا لا يختلف فيه احد. لا يختلف اثنان ان النور مثل الظلمة. او ان الاعمى مثل المبصر ابدا لا يختلفان. ولهذا ما جاء الجواب. لانه امر متفق عليه والله جل وعلا يبين حال من عبده فهو كالمبصر وكمن وكالنور او من هو في النور. ومن عبد من دونه اولياء فهو اعمى وهو في الظلمات ليس بخارج منها. وكل هذا من اقامة الله جل وعلا الحجة على الخلق. وبيان ضلال عبادة الاصنام وبيان شرف عبادة الله جل وعلا. وان هو المستحق ان يعبد. وان يفرد بالعبادة ولا يجوز ان يشرك معه احد سواه. لا ملك مقرب ولا نبي مرسل. فضلا عن من دونهم. قال جل وعلا ام جعلوا لله شركاء خلقوا كخلقه؟ ام هنا هي بمعنى بل واذا سئلت بمعنى بل تقدر بمعنى بل والهمزة بل اجعلوا لله شركاء خلقوا كخلقه فتشابه الخلق عليهم بل اجعلوا لله شركاء هل هؤلاء الشركاء خلقوا كخلق الله فيتشابه الامر عليهم ام ان الله ام ان الخالق هو الله وحده لا شريك له؟ الله تخالق كل شيء. فهو الخلاق وحده لا شريك له. وهذا من تقريرهم. يقررهم حتى يقروا ويعترفوا ويتبين لهم خطأهم. فهؤلاء الالهة التي تدعونها او جعلتموها شركاء لله في العبادة تدعونها وتذبحون لها وتنذرون لها وتتألهون لها هل خلقوا مثل خلق الله؟ فلو كانوا يخلقون مثل خلق الله لقيل انه تشابه الخلق عليكم. كل منهم يخلق. فالله يخلق والالهة تخلق. فيكون لكم نوع عذر في عدم عبادة الله وعبادة الاوثان. لكن هذه الاوثان لا تخلق شيئا. فكيف تعبدونها مع الله لا يمكن ان يشتبه الامر افمن يخلق كمن لا يخلق لا فالله هو الخالق وحده لا شريك له. وغيره لا يخلق شيئا بل هو مخلوق لله. جل وعلا. فكيف يجعل المخلوق شريكا للخالق. وهذا مما يؤكد ان هذه السورة مكية. لانها تعتني بتقرير التوحيد لانها مع قوم كفار. مع قوم لا ينساقون للدليل. اذا قيل لهم قال الله وقال رسوله صلى الله عليه وسلم لا يسمعون لهذا. فتجد الله جل وعلا قررهم بامور عقلية اما ناس منها لا يختلف فيها فاقام عليهم الحجة جل وعلا. فمن كفر منهم وبقي على كفره فقد قامت عليه حجة الله الرسالية. ومن امن فالله يريد منهم شرعا ان يؤمنوا به وان يتبعوا رسوله. قال جل وعلا ام جعلوا لله شركاء خلقه كخلقه فتشابه الخلق عليهم. قل الله خالق كل شيء في اذا تبين ان معنى قوله قبل ذلك ام جعلوا لله شركاء خلقوا خلقوا كخلقه ان هذا ليس تقريرا وانما هو متظمن للنفي ما هناك خالق يخلق مع الله. ولهذا قال بعدها قل الله خالق كل شيء وهو الواحد القهار. فخالق الاشياء هو الله. ولا يخلق احد سواه شيء ان ومن ذلك هذه الالهة التي جعلتموها اندادا وشركاء لله. ثم قال وهو الواحد القهار. الواحد اي الفرد الصمد. الذي لا ثاني له. فهو وحده هو الاله وحده لا شريك له ما معه اله اخر وهو القهار الذي يقهر الخلق على ما يريد. جل وعلا والله غالب على امره. ولهذا كل الدنيا وكل السماوات والارض. مقهور لله تجري تحت امره وارادته. فلا يفعل شيء منها شيئا. وما من حركة ولا سكون ولا شيء الا بامره وقضائه وتقديره فهو القاهر لكل شيء. ومن كان كذلك هو القاهر لكل شيء والغالب لكل شيء هو الخالق وجب ان يعبد وان يفرد ويخص بالعبادة ولا يجعل له شريك في ذلك بل هذا اظلموا الظلم واكبروا الجور ان يجعل لله سبحانه وتعالى شريكا تعالى الله عما يقول الظالمون علوا كبيرا. ثم قال جل وعلا انزل من السماء ماء فسالت اودية بقدر ضرب الله هنا مثلين ظرب الله مثلين. لان الامثال العالمون فينتبعون بها ويتعظون بها. فيضرب الله لهم الامثال حتى بين لهم الحق من الباطل ولعلهم ان يدخلوا في دين الله وهذا من اقامة الحجة عليهم. فضرب مثلين المثل الاول الماء الذي ينزله الله جل وعلا من السماء فيصحبه اثناء جريانه في الاودية يصحبه الزبد. ثم بعد ذلك يمكث الماء في الارض الذي ينفع والزبد يذهب جفاء متفرقا هنا وهناك. هذا المثل الاول والمثل الثاني ما يوقد عليه من الذهب والفضة والحديد والنحاس ونحوه مما اخذوا حلية اثناء ايقاد النار عليه. ووضعه في النار يخرج منه زبدا. يسمى الزبد. كما في اية ويسمى الخبث خبث الحديد ويسمى الوبر كلها بمعنى فيبقى ما ينفع الناس من الحلي او ما ينفع الناس ينتفعون به. واما الزبد الذي يصحب صهر الحديد والذهب والفضة فانه يذهب. هذان مثلا لمن امن بالله واتبع رسله ومن عصاه وكفر به. فيقول جل وعلا انزل من السماء ماء. قال الطبري هذا مثل ضربه الله للحق والباطل. والايمان به والكفر انزل من السماء ماء قال بعض المفسرين المراد به القرآن. لانه ماء القلوب حياة القلوب والذي يظهر العموم الحق الذي انزله الله من السماء والقرآن واعظمه واجله. لان النبي صلى الله عليه وسلم يقول الا اني اوتيت القرآن ومثله معه. وقال جل وعلا وما ينطق عن الهوى ان هو الا وحي يوحى قال انزل من السماء ماء فسالت اودية بقدرها. الاودية وهي مجاري المياه على سطح الارض. فسالت الاودية بقدرها. الكبير بكبره. والصغير بصغره وامتلأت جميعها. فالمراد به الماء المعروف. اذا انزل الله المطر تكاثر المطر فعم الماء الارض فسالت الاودية الكبير والصغير كل واد بقدره وقال بعض اهل العلم هذا مثل للقرآن انزله الله من السماء. فانتفعت به القلوب. على قدرها. قلب صغير وقلب كبير قلب عالم بالله وقلب دون ذلك. فانتفعت به وهذا ليس ببعيد لكن الذي يظهر والله اعلم ان الله اراد ظرب المثل بالماء المعروف. لان كل احد يشاهده ولو كان الكفار يقرون بهذا ما ظرب لهم هذا المثل حتى يؤمن به لكنهم يجهلون ويعارضون ولا يرظون ولا يسلمون ان القرآن ينفع القلوب. ولهذا اعرضوا عنه فضرب لهم مثلا مما عهدوه وعرفوه حتى يستقر ذلك في اذهانهم. قال جل وعلا حمل السيل زبدا رابيا. فاحتمل اي حمل. يقال احتمل الشيء وحمله بمعنى. بمعنى واحد فاحتمل السيل وحمل اثناء جريانه في الاودية زبدا رابيا. والزبد هو ما يسمى بالغثاء وهو الابيض المرتفع المنتفخ على وجه السيل حينما يجري. ويقال له الغثاء ويقال له الرغوة ايضا. وقيل هو ما يعلو على وجه الماء وهو بمعنى واحد. وهو ذلك الشيء الغوثان الابيظ المرتفع اذا سال الوادي يخرج له زبد في اعلاه. ثم اذا نظب السيل بقي على وجه الارض والسيل دخل في بطن الارض. وهذه الرغوة وهذا الزبد بعد ذلك يتفرق بانه ضعيف البنية. يتفرق وتطير به الهواء هنا وهنا وقوله هنا رابيا رابيا اي طافيا لان الزبد يطفو ويعلو فوق الماء. والرابي هو العالي المرتفع هو العالي المرتفع فوق الماء وهذا على كل حال معروف. ولا اظن احد يجهله الان. خاصة مع وسائل التواصل الان. يعني لترسل لك السيول وترى الزبد واظح. ابيض فوقها يجري فوقها وهذا لا ينتفع به. قال جل وعلا ومما يوقدون عليه في النار ابتغاء حلية او متاع زبد مثله. هذا مثل اخر. ضربه الله له والمعنى ومما يوقدون عليه في النار وهو الذي يوقظون عليه في النار الذهب والفضة والحديد والنحاس ونحوها يوقدون عليها النار لماذا؟ حتى تصفوا. ويخرج ما فيها من الخبث. والكدر فتخرج يخرج الذهب نقيا صافيا. لا يخالطه شيء. وكذلك الفضة. وكذلك بقية انواع الحديد. فضرب الله مثلا بما يوقد الناس عليه النار ابتغاء حلية او متاع زبد مثله. فالناس لماذا يوقدون على الذهب والفضة والحديد والنحاس احد شيئين يريدون احد شيئين. اما او كلاهما او يريدون كليهما. اما ابتغاء الحلية فيتخذون منه حلية تلبسها النساء من الذهب والفضة. او من اجل ان ينتفعوا بها متاع يتمتع به. قالوا مثل النقدين الذهب والفضة. هذا الناس ينتفعون بها بيعا وشراء. او الحديد والنحاس يتمتعون به اما يستخدمونه لحوائجهم او يبيعونه ويأخذون ثمنه لكن الحلية هي ما يلبس على سبيل التجمل والتزين والتحلي فما يوقد عليه في النار يحصل له اذان الامران. يوقدون من اجل هذين الامرين او من اجل احدهما. لاجل ان تخرج لهم حلية يلبسونها او لاجل ان يكون لهم متاع بهذا الذي اوقدوا عليه النار. لكن يخرج انه زبد حينما يوضع الذهب والفضة والحديد والنحاس ونحوها في النار ويوقدون عليه نار يخرج منه زبد. يخرج منه خبث. قال ابتغاء حلية او متاع زبد مثله. اذا ضرب الله مثلا الماء الذي ينزل وينتفع الناس به يخرج منه الزبد وكذلك ما يوقد عليه الناس من المعادن فيوقدون عليه النار فيخرج منه ما ينتفعون به ويخرج معه زبد مثله. اذا هذان مثلا ثم قال كذلك يضرب الله الحق والباطل. الحق هو الماء الذي ينتفع الناس به. والباطل الزبل فالحق الماء في المثل الاول. وفي المثل الثاني ما يوقد عليه النار والباطل هو الزبد الذي يخرج. ثم يذهب ويضمحل قال جل وعلا كذلك يضرب الله الحق والباطل. فاما الزبد فيذهب جفاء ثبت سواء زبد الماء او زبد الحديد والذهب والفضة يذهب جفاء. ومعنى جفاء قالوا الجفاء هو المتفرق يقال جفأت السحاب اي قطعته ومزقته. وقال وقيل المراد به ما يرمي به السيل. وقال ابن عاشور في التحرير والتنوير هو الطريح المرمي وعليه يكون المعنى جفاء فيذهب جفاء اي مرميا به مطروح لا فائدة منه الباطل يصبح مرميا مطروحا متفرقا ذاهبا لا وجود له هذا هو حقيقة الباطل. واختر لنفسك ايها العاقل. فالعاقل ما يختار الزبد الذي يذهب جفاء ولا ينتفع به. وانما يختار ما ينفع. وما يمكث في الارض وما ينتفع به وهو الحق وهو الحق. اذا هذا كما قال ابن عاشور كما ذكرنا في اول السورة ان ابن عاشور قال يعني ايات السورة تدل على انها مكية لان الخطاب فيها مع الكفار. وصدق هذا تقرير ادلة عقلية. يسلكها القرآن مع الكفار المعاندين. واما المؤمنون يكفيهم ان يقال افعلوا او لا تفعلوا. الامر ما هي؟ يستجيبون لامر الله ورسوله. قال جل وعلا كذلك نعم. قال واما فاما الزبد فيذهب جفاء واما ما ينفع الناس وهو الماء والذهب والفضة والرصاص ونحوها فيمكث في الارض يمكث يبقى في الارض. فينتفع به الناس. وهو الحق. قال كذلك كي يضرب الله الامثال كذلك اي مثل ما ضرب لكم هذا المثل يضرب الله الامثال للناس ليعقلوها ليعقلوها لانه لا يعقل الامثال الا اولو اقول الا المؤمنون وما يعقلها الا العالمون. واما الجهال او الذين غلبت عليهم الشقاوة فانهم لا يعقلون هذه الامثال ولا ينتفعون بها ولا يقفون عندها وعندما دلت عليه. نعم للذين استجابوا لربهم الحسنى والذين لم يستجيبوا له لو ان الهم ما في الارض جميعا ومثله معه لافتدوا به. اولئك لهم سوء افمن اعلموا ان ما انزل اليك من ربك الحق كمن هو اعمى تذكروا اولوا الالباب. الذين يوفون بعهد الله ولا ينقضون الميثاق والذين يصلون ما امر الله به ان يوصل ويخشون ربهم ويخافون سوء الحساب. والذين صبروا ابتغاء وجه ربهم واقاموا الصلاة وانفقوا مما رزقناهم سرا وعلانية ويدرؤون بالحسنة السيئة اولئك لهم عقبى الدار تعدني يدخلونها ومن صلح من ابائهم وازواجهم وذرية والملائكة يدخلون عليهم من كل باب سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار. ثم قال جل وعلا للذين للذين استجابوا لربهم الحسنى. مر معنا اكثر من مرة نستجاب واجابوا بمعنى. ويؤتى بالسين والتاء للتأكيد او للمبالغة لكن استجابوا بمعنى اجابوا. فالمراد الذي استجابوا اي ابو داعي الحق واجابوا ربهم فامنوا بالله جل وعلا وافردوه بالعبادة ولم يشركوا معه غيره. واطاعوه فيما امرهم واجتنبوا ما نهاهم عنه فلهم الحسنى. قيل الحسنى الجنة وقيل الحسنى المثوبة الحسنى والجزاء الحسن. والقول بمعنى ومؤداهما واحد ويرجع الى قول واحد فللذي نستجابوا لله الجزاء الحسن. والمثوبة الحسنى وهي الجنة في الاخرة ولكن ايضا لهم في الدنيا الحياة الطيبة. فيعيشون في جنة الايمان. التي من لم ادخلها ولم يذقها لا يدخل جنة الاخرة. كما قال اهل العلم فالمؤمن حينما يؤمن بالله جل وعلا ويستجيب له. له الحالة الحسنى. وله الحياة الحسنى. وله الطمأنينة وله راحة النفس في هذه الحياة قبل الاخرة. وحينما يلقى الله له الجنة للذين احسنوا الحسن وزيادة. لهم الجنة ولهم فيها النظر الى وجه الله الكريم. جل وعلا. فالعاقل الذي يعقل ويهمه امر نفسه يختار هذا الطريق الذي عاقبته حسنا في الدنيا والاخرة. للذين استجابوا لربهم الحسنى. والذين لم يستجيبوا له لو ان لهم ما في الارض جميعا ومثله معه لا افتدوا به اولئك لهم سوء الحساب ورأهم جهنم وبئس المهاد. فذكر الذين استجابوا وما اعدوا لهم من الثواب. ثم ذكر الذين لم يستجيبوا كيف يكون حالهم في الاخرة؟ وان كان قد طوى شيئا من الكلام لكنه يفهم ويعلم بان لهم عذاب بان لهم عذابا شديدا يود احدهم ان يفتدي بما يمكن الافتداء به من هذا العذاب ولكن ليس له ذلك لشدة العذاب. ولهذا قال والذين لم يستجيبوا له اي اي لم يؤمنوا حينما دعاهم الى التوحيد والى افراده بالعبادة والى الايمان به. لم يستجيبوا. لو ان لهم ما في الارض جميعا ومثله معه. لو ان احدهم يملك كل ما في الارض. من الاموال والذهب والفضة. وسائر الممتلكات ومعه مثله ايضا كل ما في الارض ملك له ومعه ايضا مثله. لافتدى به لافتدوا به. بس ينجون من العذاب من شدته نعوذ بالله شدة العذاب والنكال الذي يحل بهم. يريدون ان يفتدوا لو كان لهم ملء الارض ومثله معه. لكن لا يقبل منه. لا يقبل منهم الفداء. وهذا كما قال جل وعلا وان تعدل كل عدل لا يؤخذ منها. يقول وفي النفس المشركة وان تعدل كل عدل يعني وان تفتدي بكل فداء لا يقبل منها وقال جل وعلا ان الذين كفروا وماتوا وهم كفار فلن يقبل من احدهم ملء الارض ذهبا ولو به. نسأل الله العافية والسلامة. يعني العذاب لازم لا محيص منه. ولا ينجو منه لا الغني ولا الفقير لو كان له اموال الدنيا وضعفها معها وافتدى بها ما ما يقبل منه ولا ينفعه ولا يخفف عنه من عذاب جهنم اذا هذا جزاء من لم يستجب لله. وفي هذا من التخويف والتحذير. ما تقشعر له القلوب والابدان هذا من اقامة الله الحجة على الكفار. فليختاروا لانفسهم. طريق الذين استجابوا لله والطريق اخرى قال جل وعلا اولئك اتى باسم الاشارة الدال على البعيد. مع ان الحديث عنهم قريبا قال هؤلاء الذي اتحدث عنهم لكن اتى باسم الاشارة الدال على البعيد ولذلك حكمة وهو ان يبين بعد منزلتهم في الشر. وقال اولئك لبعد منزلتهم في الشر والفساد نعوذ بالله اولئك الذين اولئك لهم سوء الحساب. سوء الحساب قالوا ان يناقشون ويحاسبون على الصغير والكبير يحاسبون ويناقشون على الصغير والكبير. ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم من نوقش الحساب عذب نعوذ بالله. هذا سوء الحساب المناقشة والمحاسبة على على الدقيق على الصغير والكبير والجليل والدقيق قال النخعي سوء الحساب هو ان يحاسب على جميع الذنوب ولا يغفر منها شيء ولا يغفر منها شيء. اولئك لهم سوء الحساب ومأواهم جهنم اواهم الذي يأون اليه ومستقرهم ودارهم التي ينتهون اليها جهنم نعوذ بالله. وهذا اسم من اسماء وقالوا ان اسم جهنم يعني جهنم لها عدة اسماء. لكن كل اسم يدل على وصف زائد لا يدل عليه الاسم الاخر فيقول جهنم يدل على النار ويدل على شدة ظلمتها. ومنه قولهم بئر ننام يعني شديدة الظلمة فدل على ان مأواهم النار وايضا هي شديدة الظلمة نعوذ بالله. كما ان من اسماء ايها الجحيم ويدل على شدة توقدها. ومن اسمائها السعير ويدل على شدة استعارها وتوقدها ومن اسمائها الحطمة لانها تحطم وتكسر اضلاع الكفار تحطمها احطما كما جاء في بعض الاثار انها تهب عليهم ريح زمهرير في غاية البرودة فيسمع لعظامهم حطما اذا هبت بهم نعوذ بالله. فكل اسم من اسماء النار يدل على وصف ومعنى ليس بالاسم الاخر ولهذا يقولون اسماؤها مجموعة في قول الناظم جهنم جهنم ولظا من بعدها حطمة. ثم السعير وكل الهول في سقر هذه من اسماء النار نعوذ بالله. كل اسم يدل على معنى زائد على غيره. فجهنم تدل على شدة ظلمته في نار شديدة الحرارة بعيدة القعر شديدة الظلمة على اهلها. ولهذا جاء في بعض الاحاديث انه اوقد عليها الف سنة حتى حتى احمرت. ثم اخذ عليها الف سنة حتى اسودت. فصارت مظلمة. قال جل وعلا بئس المهاد اي بئس الوطاء او الفراش. الذي يكون تحتهم او بئس ما مهدوا لانفسهم من العمل الذي اوصلهم الى هذه النار. ثم قال جل وعلا افمن يعلم ان ما انزل اليك من ربك الحق كمن هو اعمى؟ هذا استفهام انكاري. لا يستوي. من اعلم ان ما انزله الله الى نبيه صلى الله عليه وسلم من القرآن انه الحق الذي لا مرية فيه لا يستوي مع من هو اعمى كافر بما انزل على النبي صلى الله عليه وسلم لا يؤمن به ولا يصدقه. لا يستوي المؤمن مع ولا ولا البصير مع الاعمى. ولا النور مع الظلمات. قال جل وعلا انما يتذكر اولو الالباب تذكر الاتعاظ والاعتبار. فانما يتعظ ويعتبر اولو الالباب. اي اصحاب العقول. الالباب جمع لب وهو العقل النافع الذي ينفع صاحبه فيتدبر ويتأمل ويعمل على نجاة نفسه. ولهذا يقول ابن كثير انما اي انما يتعظ ويعتبر ويعقل اولو العقول السليمة الصحيحة جعلنا الله منهم. ثم قال جل وعلا الذين يوفون بعهد الله ولا ينقضون الميثاق. هؤلاء الذين يؤمنون بما انزل الى النبي صلى الله عليه واله وسلم ويعلمون انه الحق ويتبعونه. فهؤلاء الذين يوفون بعهد الله. وعهد الله مفرد مضاف فيشمل كل عهد. ولهذا قال بعض اهل التفسير العهد اسم جنس يشمل جميع عهود الله وهي اوامره ونواهيه التي وصى بها عباده ويشمل ايضا جميع المواثيق التي عقدوها فهم يوفون بعهد الله. كل ما عاهدوا الله عليه او عاهدوا عباد الله عليه. يوفون بالعهد ولا ينقضون الميثاق. لا ينقضون الميثاق الذي واثقوا به غيرهم ويدخل فيه المواثيق التي اخذها الله على عباده من وجوب طاعته والكف عن معصيته وكذلك ذلك العهود والمواثيق التي واثقوا بها غيرهم من الناس. وقيل لها مواثيق لانهم واثقوا الناس بها بالحلف باسم الله. وصارت موثقة مؤكدة والوفاء بالعهد من الايمان. والاخلال به من صفات اهل النفاق. فان نافق اذا عاهد غدر. والمؤمن اذا عاهد وفى فهذه حال الايمان. هذه حال اهل الايمان. الذين يوفون بعهد الله ولا ينقضون ميثاق والذين يصلون ما امر الله به ان يوصل ويخشون ربهم ويخافون سوء الحساب. قال ابن كثير الذين والذين يصلون ما امر الله به ان يوصل. قال من صلة الارحام والاحسان اليهم والى الفقراء والمحاويج وبذل المعروف. هذه كلها مما امر الله به ان يوصل. الارحام صلة الارحام شأنها عظيم. ولهذا قال جل وعلا فهل عسيتم ان توليتم ان تفسدوا في الارض وتقطعوا ارحامكم اولئك الذين لعنهم الله فاصمهم واعمى ابصارهم نعوذ بالله. وقال النبي صلى الله عليه وسلم لا يدخل الجنة قاطع لا يدخل الجنة قاطع رحم. وقال كل ذنب عسى الله كل نعم قال ما من ذنب ما من ذنب اجدر ان يعجل الله لصاحبة لصاحبه العقوبة في الدنيا مع ما يدخر له في الاخرة من البغي وقطيعة الرحم. نعوذ بالله يعذب في الدنيا ويأخذ جزاءه في الدنيا ويدخر في العادة في الآخرة عذاب يعذب به زيادة على العذاب الذي حصل له في الدنيا فيجب على المسلم ان يصل رحمه. والاصل يا اخوان هو الاحسان اليهم. يعني يبذل الانسان زيادة احسان ليس على سبيل المكافئة اعطوه اعطاهم زاروه زارهم. وقفوا معه في موقف وقف معهم. هذا مو كافئ. كما قال النبي صلى الله عليه وسلم قال ليس الواصل بالمكافئ ولكن الواصل من اذا قطعت رحمه وصلها. وصح عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال افضل الصدقة الصدقة على ذي الرحم الكاشح. افضل الصدقة الصدقة على ذي الرحم الكاشح. ما معنى الكاشح؟ قالوا الكاشح المجاهر لك بالعداوة بعض الاقارب هكذا يجاهرك بالعداوة. ويؤذيك ولا يتركك في حالك. تريد افضل الصدقات تصدق عليه لا تقول وشو على حسابها تصدق عليه؟ من زين فعله معي؟ ها انت تريد ثواب الله؟ افضل الصدقة الصدقة على ذي الرحم الكاشح. وابشر ابشر يا امن تحسن الى الرحم ابشر بامرين كما في الحديث الذي في صحيح مسلم لما جاء رجل الى النبي صلى الله عليه وسلم وقال يا رسول الله لي فاصلهم ويقطعوني احسن اليهم ويسيئون الي. احلم عليهم ويجهلون علي قال ان كنت كما تقول فكأنما تسفهم المل. فالمل الرماد الحار كانك تحفوه في افواههم عقوبة والاخرى ولا يزال معك من الله ظهير عليهم. ما دمت على ذلك ما معنى ظهير؟ قالوا معين. يظهرك الله يعينك يرفعك وهذا امر معروف يا اخوان. انظروا الى الواصل والقاطع بعض الناس يصيبه حسد على بعض اقاربه. فيحسده ويقف ضده ويفعل ويفعل. والاخر يحسن اليه ويعرض عنه. تدور الايام مع الله الواصل. لان الله معه. ما يزال معه من الله عوين ومعين. على ذلك. فالله الله الله في الارحام بالاحسان اليهم بالصبر عليهم وفي سيرتهم ولو قطعوا. حتى تفوز بهذا الوعد العظيم. قال ومن صلة الرحم ايضا الاحسان الى الفقراء المساكين اليتامى ايصال الخير اليهم النفقة قال والذين يصلون ما امر الله به ان يوصل ويخشون ربهم ويخافون سوء الحساب لماذا قال يخشون ربهم ويخافون سوء الحساب؟ ما قال يخافون ربهم ويخافون سوء الحساب او يخشون ربهم ويخشون الحساب لان الخشوة الخشية يا اخوان هي هي الخوف المقرون بعلم والخوف هو مجرد فزع القلب وقد لا يكون عندك علم بالشيء تخاف من شيء وانت لا تدري ما هو تقول ما هو؟ تقول لا ادري لكن انا خفت منه منذ ان رأيته لكن الخشية خوف مبني على علم. عندك علم بمن تخاف منه. ولهذا قال جل وعلا انما يخشى الله من عباده العلماء سمى خوفهم خشية يعلمون ربهم ويعرفونه حق المعرفة. اذا هؤلاء مؤمنون يخشون ربهم يعرفون ربهم ويعلمون كماله واستحقاقه وقوته وقهره فهم يخشونه اي يخافون منه على علم منهم بربوبيته والوهيته وقدرته جل وعلا. ويخافون سوء الحساب. يخافون سوء الحساب. لكن لكن لا يدرون لماذا سيحاسبون؟ ما يدروا عن كل شيء لان الانسان يا اخوان ينسى لو قيل ذنوبك التي قبل خمسين سنة او اربعين سنة او ثلاثين سنة او عشرين سنة تذكرها ما يذكره لكنها محفوظة. ما ذهبت موجودة. وان لم يتجاوز الله عنها ستحاسب عنه ولهذا قالوا ويخافون سوء الحساب اي في الاخرة. ومر معنا ان سوء الحساب هو المناقشة السؤال عن كل شيء عن الصغير والكبير. والنبي صلى الله عليه وسلم يقول من نوقش الحساب عذب. نسأل الله ان يقينا ويكفينا سوء الحساب وان لا يجعلنا ممن يناقشون الحساب. لان الانسان اذا نوقش عذب لان نعم الله لا تعد ولا تحصى. لو نوقشت اعمالك ما تساوي شيء مع مع الخير والحسنات الذي انالك الله جل وعلا. قال والذين صبروا ابتغاء وجه ربهم واقاموا الصلاة مما رزقناهم سرا وعلانية. هذي كلها من صفات هؤلاء الذين يؤمنون بما انزل اليك. ويعلمون انه الحق. ايضا من صفاتهم انهم صبروا ابتغاء وجه ربهم. قال ابن كثير اي صبروا عن المحارم والمآثم. ففطموا انفسهم عنها. لله عز وجل ابتغاء مرضاته وجزيل ثوابه. من ناس من يصبر لكن ما يحتسب هذا الصبر. احتسب الصبر على الله. ولهذا العلماء قال الصبر صبر على طاعة الله وصبر عن معصية الله. وصبر على اقدار الله المؤلمة. فاحتسب صبرك على الطاعة صبرك على الحضور الى المسجد. قيام اخر الليل الوضوء في وقت البرد. الانفاق والنفس تحب المال الى غير ذلك العبادة تكليف فاصبر وصابر. ايضا اذا وقع بك قضاء وقدر. اصبر ولا تجزع ولا تتسخط. ولا تشتكي ربك الى الخلق كذلك اصبر نفسك الانسان يصبر نفسه ويمنع نفسه مما حرم الله عليه. فينبغي ان يكون هذا الصبر ابتغاء وجه الله وطلب وجهه ومرضاته من اجل الله ولله جل وعلا. قال والذين صبروا ابتغاء وجه ربهم واقاموا الصلاة. وقد ذكرنا تفسير الشيخ السعدي رحمه الله لاقام الصلاة بانه الاتيان بالصلاة في وقتها الاتيان بالصلاة خالصة لله في وقتها مع جماعة المسلمين كاملة الاركان والشروط والواجبات وما تيسر من السنن هذا هو اقام الصلاة. الاتيان بها خالصة لله في وقتها ما هو ينام صلاتين ثلاث يقوم يصليها مرة واحدة. او يؤخر الصلاة كلها يصليها يوم الجمعة. لا ان الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا في وقتها. وايضا مع جماعة المسلمين في المساجد وايضا كاملة الاركان. حتى بالاركان كلها. وكاملة الشروط التسعة يأتي بها كلها قبل الصلاة من الطهارة دخول الوقت وستر العورة والنية وغير ذلك والواجبات الثمانية وكذلك ما تيسر من السنن كثيرة منهم من عدها خمسا اوصلها الى خمسة وعشرين سنة الى خمس وعشرين سنة ومنهم من زاد على ذلك هذا معنى اقامة الصلاة. فاقم الصلاة وابشر بكل خير. الصلاة الصلاة يا اخوان الصلاة الصلاة لا دين الا بصلاة. لا دين الا بصلاة. يقول مسلم ما يصلي هذا يضحك على نفسه لا اسلام الا بصلاة. مهما كان الحال. ما تستطيع قائما فقاعدا. ما تستطيع قاعدا فعلى جنب مات ستحرك اعضائك؟ قال اهل العلم ولو بقلبك اذا كنت تعقل عقلك معك. والاعضاء ما تتحرك لو بعقلك تستحضر انك تكبر وتقرأ الفاتحة وتركع ما دام العقل موجود الصلاة لازمة حتم. قال جل وعلا وانفقوا مما رزقناهم سرا وعلانية من صفات المؤمنين انهم ينفقون مما رزقناهم الفضل لله هذا الرزق الذي عندك؟ من الذي اعطاك اياه؟ الله. اذا ليش تبخل به؟ يقول الله جل وعلا وانفقوا مما رزقناهم سرا وعلانية تحمل هذا فيه نكتة لطيفة قال انفقوا مما رزقناهم. فهل الانسان يتفكر هل اذا كان عندك رزق وخير ومال فالله هو الذي رزقك اياه لماذا تشح عليه ما الذي اعطاك اياه فانفق من رزق الله الذي رزقه وانت لك الاجر العظيم كما قال النبي صلى الله عليه وسلم في صحيح مسلم قال يقول ابن ادم مالي مالي وهل لك من ما لك الا ما اكلت فافنيت او لبست فابليت او تصدقت فامضيت وما سوى ذاك ذاهب وتاركه للورثة هذا مالك الحقيقي يا اخي شيء اكلته تمتعت به في هذه الحياة هذا مالك صحيح استفدت منه شايلة بست لباس اشتريت بما لك شي من اللباس وافنيتها ايضا والا قد تموت وهي عليك وتدفع لغيرك وما تصدقت فامضيت تصدقت به فامضيته امامك هذاك مالك ما سوى ذلك ولو كانت ملايين ملينة فذاهب وتاركه للورثة مال الوراثة ما هو بمالك حينما يحث الانسان على النفقة في وجوه الخير ولهذا قال جل وعلا وانفقوا مما رزقناهم سرا وعلانية سرا ما احد يعلم ولهذا من السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل الا ظله رجل تصدق بصدقة فاخفاها يعني اخرجها باليمين فاخفاها حتى لا تعلم شماله ما انفقت يمينه من شماله كلها في بدنه لكن اخفاها خفية واعطاها المسكين بحيث ما ترى هالشمال وايضا علانية هناك بعض الامور لا بد ان تكون علانية ظاهرة فهم يجمعون بين الحسنيين واحيانا العلانية قد يكون فيه فظل كما فعل ذلك الرجل الذي لما الرجل عند النبي صلى الله عليه وسلم في هذا المسجد لما جاء قوم من بضر مجتابي النمار قد تقطعوا الخرق اجتبوها ما ما يلبسونها لبس كامل شقوها بس وظعوها على ما يستر عوراتهم فلما رأى النبي صلى الله عليه وسلم ما بهم من الفاقة تمعر وجهه صلى الله عليه وسلم ثم قال تصدق رجل من ديناره تصدق رجل من من درهمه تصدق رجل من صاع بره فجاء رجل من الانصار معه صرة تكاد تعجز عنها يده بل قد عجزت. فوضعها بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم فلما رآه الناس تتابعوا في العطاء قال حتى رأيت بين امام النبي صلى الله عليه وسلم كومين من طعام ولباس فتهلل وجهه صلى الله عليه وسلم حتى كان كأنه مذهبة. النبي صلى الله عليه وسلم يفرح لتفريج كربات المسلمين ويغمه ما يغم المسلمين فقال من دعا الى حسنة فله اجرها واجر من عمل بها من غير ان ينقص من اجورهم شيئا الى يوم القيامة هذا الرجل الذي اعطى الصرة له اجرها واجر كل من اعطى الذي رآه وفطنه ذكره بالخير وكان سببا له مثل اجره. من غير ان ينقص من اجورهم شيئا. فاحيانا نفقة العلانية تكون نابعة جدا اذا اعطيت الناس يرون تفتح الباب يقول جزاه الله خير اعطى اذا انا ساشارك واعطي فالحاصل انهم ينفقون مما رزقهم سرا وعلانية قال ابن كثير اي في السر والجهر لم يمنعهم من ذلك حال من الاحوال. في في اناء الليل واطراف النهار بالليل والنهار يعطون. قال جل وعلا ويدرؤون بالحسنة السيئة قال ابن كثير ان يدفعون القبيح بالحسن. فاذا اذاهم احد قابلوه بالجميل صبرا. واحتمالا وصفحا وعفوا كقوله تعالى ادفع بالتي هي احسن فاذا الذي بينك وبينه عداوة كانه ولي حميم وما يلقاها الا الذين صبروا وما يلقاها الا ذو حظ عظيم ولهذا قال مخبرا عن هؤلاء السعداء المتصفين بهذه الصفات الحسنة بان لهم عقبى الدار ثم فسر ذلك بقوله جنات عدن والعدل الاقامة اي جنات اي جنات اقامة يخلدون فيها اذا يدرؤون بالحسنة السيئة يدفعون بالعمل الصالح العمل السيء. ويعفون عمن ظلمهم واولئك لهم عقبى الدار. لهم عقبى الدار. قال الطبري