اعوذ بالله من الشيطان الرجيم جنة عدن يدخلونها وما صلح من ابائهم وازواجهم وما صلح من ابائهم وازواجهم وذرياتهم والملائكة يدخلون عليهم من كل باب سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار والذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه. ويقطعون ما امر الله به ان يوصل ويفسدون في الارض اولئك لهم اللعنة ولهم سوء الدار الله يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر وفرحوا بالحياة الدنيا وما الحياة الدنيا في الاخرة الا متاع. بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين اما بعد كنا في الايات في الدرس الماظي قد اخذنا الايات المباركات في وصف الذين يعلمون ان ما انزل الى النبي صلى الله عليه وسلم هو الحق فيؤمرون به ويتبعونه ويهتدون بهدي النبي صلى الله عليه واله وسلم فذكر الله جل وعلا جملة من اوصافهم فمنها قوله الذين يوفون بعهد الله ولا ينقضون الميثاق فهم يوفون بالعهود التي عاهدوا عليها ربهم او عاهدوا عليها الناس ولا ينقضون المواثيق التي ابرموها مع ربهم او مع الخلق وخاصة ما اكدوها باليمين ولا ويصلون ما امر الله به ان يوصل من صلة الرحم والاحسان الى اليتامى والمساكين واولي القربى ولا ويخشون ربهم ويخافون سوء الحساب يخافون من الله خوفا مبنيا على معرفتهم بربهم وعلمهم بقدرته واستحقاقه جل وعلا ويخافون سوء الحساب وهو ان يحاسبوا على الصغير والكبير كما جاء في الحديث من نوقش الحساب عذب واما العرض واما العرظ وهو عرظ اعمال العبد عليه فهذا ستكون لكل احد حتى للمؤمنين ولكن المؤمن بعد ان يقرره الله جل وعلا بها يقول جل وعلا انا سترتها عليك في الدنيا وانا اغفرها لك اليوم والا يا اخوان من يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره فعليك بالتوبة والاستغفار التي تمحو عنك الذنوب والاثام لا تعمل ما تستحي ان تراه بين يدي الله والا فاعد للسؤال جوابا من الان قال جل وعلا والذين صبروا ابتغاء وجه ربهم ايضا يصبرون على طاعة الله وعن معاصي الله وعلى اقداره المؤلمة ويبتغون بهذا الصبر وجه الله لا يصبرون من اجل الدنيا لأ يتقربون الى الله بهذا الصبر فاصبر وما صبرك الا بالله حتى صبر الانسان يا اخوان على العبادة وعلى الطاعة وعلى الصيام وعلى العلم وعلى غيرها ينبغي لها ان يحتسب به ويرجو به وجه الله لان الصبر من الاعمال من الاعمال الصالحة التي يجب ان يقصد بها وجه الله بل هو من اعظم الاعمال كما قال جل وعلا انما يوفى الصابرون اجرهم بغير حساب قال جل وعلا واقاموا الصلاة وانفقوا مما رزقناهم سرا وعلانية. ايضا هذي من صفاتهم اقامة الصلاة والاتيان بها في اوقاتها خالصة لله مع جماعة المسلمين في المساجد قد اكملوا شروطها واركانها وواجباتها واتوا بما استطاعوا من سننها وايضا ينفقون من اموالهم سرا وعلانية فهم مستجيبون لله ينفقون ابتغاء وجهه احيانا في السر واحيانا في العلانية وهذا دليل ان هذا من ديدنهم وعملهم الدؤوب فهم منفقون منفقون سرا وجهارا قال جل وعلا ويدرؤون بالحسنة السيئة ويدفعون بالاعمال الصالحة وبالحسنات الاعمال السيئة فيعفون عمن ظلمهم ويحلمون على من جهل عليهم ولا يبادرون بالعقوبة ولا يعاجلون قال جل وعلا اولئك لهم عقبى الدار اولئك الذين سبقت اوصافهم وهم الذين يعلمون ان ما انزل الى النبي صلى الله عليه وسلم هو الحق فيتبعونه ويعملون به واتى باسم الاشارة اولئك الدال على البعيد مع ان المتحدث عنهم قريب كلام كان فيهم ولم يقل هؤلاء لهم عقبى الدار قال اولئك قالوا لذلك حكمة وهي الاشارة الى علو مقامهم وعلو مكانتهم البقعة الاولى لهم عقبى الدار قال ابن جرير الطبري اعقبهم الله دار الجنان من دارهم اعقبهم الله دار الجنان من دارهم من دار الدنيا وقيل اولئك الذين اعقبهم على طاعتهم لربهم في الدنيا دار الجنان وعقبى الدار فسرتها الاية التي بعدها فقال جنات جنات عدن اذا عقبة الدار المراد بها الجنة لكن لماذا قال عقبى الدار ليبين ان تلك الدار لا يبلغها العبد العبد الا عقب عمل لا بد من عمل وهي تأتي عقب العمل وبعد العمل ما تأتي الجنة هكذا لانها سلعة الله وسلعة الله غالية بل كما هو مقرر عند اهل السنة والجماعة انه لا احد يدخل الجنة بعمله قالوا ولا انت يا رسول الله؟ قال ولا انا الا ان يتغمدني الله برحمته ولكن الرحمن الرحيم جل وعلا جعل اعمالنا هذه اليسيرة سبب لدخول الجنة لا على سبيل المكافئة لا لكنه تجاوز جل وعلا وقال اعمالكم هذه التي لا تساوي الجنة انا اجعلها سببا لدخول الجنة والا ما احد يدخل الجنة بعمله يا اخي والله ما احد يدخل الجنة بعمله لكن ربكم رحيم فجعل هذه الاعمال على ما فيها من نقص وقصور جعلها سبب يوصل الى الجنة اذا نأخذ من هذا يا اخوان ان عقب الدار يعني ان تلك الدار انما جاءت بعد وعقب عمل ما جاءت هكذا فاذا اردت عقب الدار العاقبة الحسنة ان تعقب هذه الدنيا دخول الجنة فاعمل اعمل ما يوصل اليها وهذه عقيدة اهل السنة والجماعة ان العمل احد اركان الايمان الايمان له ثلاثة اركان قول واعتقاد وعمل وبعضهم قال اعتقاد وعمل والقولان بمعنى لان القول قول لا اله الا الله والاذكار من العمل عمل اللسان لكن بعض اهل السنة يذكر هذا ليبين انه لابد من الافصاح لابد من الشهادة شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله ولهذا قالوا الايمان قول واعتقاد وعمل قول باللسان واعتقاد بالجنان وهو القلب وعمل بالاركان وهي الجوارح قال جل وعلا جنات عدن هذا على سبيل البيان والتفسير لعقبى الدار. ما هي هذه الدار التي اعقبها الله هذه الدنيا لاهل الصلاح والتقى قال جنات عدن جنات تلاحظ ان الله جل وعلا احيانا يذكر الجنة باسم بالاسم المفرد الجنة واحيانا يذكرها بصيغة الجمع وذكرها في موضع في موضعين جنتين وهذا ذكرها على سبيل المرة هذا يراد باسم يراد به اسم الجنس فالجنة هي دار ثواب الصالحين المؤمنين كما ان النار دار العصاة الكافرين هذا على سبيل المقابل اسم جنس هي جنة عرضها السماوات والارض لكن بداخل هذه الجنة لكل مؤمن جنات اي بساتين ومزارع وانهار لا يعلمها الا الله وذكر الجنتين حينما ذكر السابقين ذكر المقربون ذكر اصحاب اليمين ايضا اهل الجنة يتفاوتون فمنهم من هم اعلى في الدرجات فلهم جنتان كما ذكر جل وعلا في سورة الرحمن والمتدبر في الايات يعلم ان الجنتين الاوليين اكثر نعيما من الاخريين وان كانوا كلهم في الجنة فلا تعارظ بين ايات القرآن يا اخوان فاذا جاء ذكر اسم الجنة يراد به اسم الجنس اذا جاء به ذكر الجنتين والمراد به النعيم الذي اعده الله للمؤمنين على يعني مراتبهم وحينما يذكر الجنات فالمراد ان لكل واحد جنات كما جاء في الحديث ان اخر رجل يخرجه الله من النار ويدخله الجنة يقول تمنى تمنى تمنى فلا يزال يذكره حتى تنقطع به الاماني فيقول له ايرضيك ان اعطيك مثل الدنيا مثل الدنيا ثم ذكر الحديث في قال لك الدنيا وضعفها وظعفها وظعفها الى ان قال عشرة اظعاف الدنيا يا اخوان من لدن ادم الى قيام الساعة من يحصيها لا وليست مرة واحدة عشر مرات انت لو تحصل لك دنيا المدينة تقول تكفيني في هذا الوقت فقط ليس بالازمنة الماضية ولا اللاحقة كل انسان له ملك عظيم في الجنة ولهذا من ضمن ذلك ان لهم جنان اي بساتين ومزارع لماذا؟ لان الجنة يا اخوان قيل لها الجنة لماذا لانها تجن تجن اي تستر ما بداخلها فلكثرة اشجارها وتشابك اغصانها وخيراتها وثمراتها تجن وتستر من بداخلها ولهذا قيل لها جنة وجنات قال جل وعلا جنات عدن وعدن اي اقامة يقال عدنا بالمكان اذا اقام فيه ولم يتحرك فلهم جنات جنات عدن اي جنات اقامة يقيمون فيها كما قال في الاية في بعض الايات خالدين فيها ابدا خالدين فيها ابدا ما هي مثل جنات الدنيا تدخل جنة او يكون عندك بستان لكن ما هو ما هو جنة عدن هذا يثمر الان بعد مدة ييبس يذهب الثمر ما هو مقيم هذا النعيم اما جنات الاخرة جنات عدن اي ثابتة قائمة مستقرة لا لا تنفد ولا يأتي عليها يوم ينقص نعيمها بل يزداد النعيم فيها لاهلها نسأل الله الكريم من فظله ان يجعلنا واياكم من اهلها قال جل وعلا جنات عدن يدخلونها يدخلون هذه الجنات هذه عقبة الدار ومن صلح من ابائهم وازواجهم ايوة يدخلها من صلح من ابائهم وازواجهم ايضا يدخلها من صلح من ابائهم وازواجهم وذرياتهم هذه هي قرة العين قال ابن كثير رحمه الله ان يجمعوا بينهم وبين احبابهم فيها من الاباء والاهلين والابناء ممن هو صالح لدخول الجنة من المؤمنين لتقر اعينه لتقر اعينهم بهم حتى ان حتى انه ترفع درجة الادنى الى درجة الاعلى من غير تنقيص للاعلى عن درجته بل امتنانا من الله واحسانا كما قال تعالى والذين امنوا واتبعتهم ذريتهم بايمان الحقنا بهم ذريتهم هذه الدار التي ينبغي الانسان ان يشمر لها واي جدة ويجتهد دار نعيم دار انس دار بهجة لا لغو فيها ولا تأثيم ولا كدر ولا لغوب ولا شيء يسوء الخاطر ومن النعيم فيها ان الله يجمعك بصالح اهلك بشرط الصلاح يكون ماتوا على الايمان اما من مات على الكربة والى النار فمن اصلح العمل يجمعهم الله اجمع الاباء والابناء والزوجات الانسان يا اخوان يأنس في الدنيا لما يجتمع لاقارب بابنائه ووالديه واخوانه في المناسبات يفرح بهذا ويسر كثيرا مع ما في الدنيا من الكدر فكيف بجنة الخلد فالله الله في الجد في العمل واهم شيء الايمان التوحيد تحقيق التوحيد والحذر من الشرك تجنب الشرك واقام الصلاة الاتيام بالواجبات وادعو ابناءك وزوجتك واباءك واخوانك وجيرانك وانذر عشيرتك الاقربين بعض الناس يقول انا ما علي الا من نفسي اذا صلحتنا بكيفهم او يدعوهم مرة او مرتين فيردون عليه ردا سيئا او فيه غلظة فيقول خلص اديت الذي علي لا يا عبد الله لا يؤمن احدكم حتى يحب لاخيه ما يحبه لنفسه يا اخواني اجتهدوا لو ان كل رجل منا قام بما وكل الله اليه قوا انفسكم واهليكم نار وقودها الناس والحجارة. لو قمنا على انفسنا وازواجنا واولادنا واصلحناهم قصدي بذلنا الاسباب التي تؤدي الى صلاحهم والله يحصل خير كثير يا اخي صحيح انه قد يجد من يظله ويدعوه الى الظلال لكن ما دمت انت تدعوه وتبين له وتنصحه دائما وابدا فانت تغرس الخير فيه وتمد مادة الصلاح فيه فيغلب الشر باذن الله لكن بعض الناس لا يهمه من جهة الي الا ان يوفر لهم الطعام والشراب واما الدين كيف الاستقامة؟ يصلون مع من يمشون يسمعون الغنى يفعلون المنكرات لا يأبه بهذا وهذا خيانة للامانة قوا انفسكم واهليكم نارا وقودها الناس والحجارة والنبي صلى الله عليه وسلم يقول كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته قال المرأة راعية في بيت زوجها ومسئولة عن رعيته والرجل راع ومسئول عن رعيته انقذ رقبتك هذي ترى تبي تسأل اعد للسؤال جوابا من الان وابشر الله ما كلفك ايمانهم ما كلفك صلاحهم عليك البلاغ امرتهم نهيتهم عن المنكر ربيتهم على الدين هذا هو مهمتك انت ولا تضجر يلاحظ ان بعظ الناس في دعوته للبعيدين عنده صبر وحلم وتؤده لكن مع الاهل يضيق صدره عند ادنى شيء هؤلاء احق بالبرج واجب عليك ان تعنيهم تصبر عليهم توسع صدرك تستمر في الدعوة ما تقول والله انا امرتم اخذت سنة وانا كل يوم اوقظهم للصلاة بعد سنة عجزت لأ تأمرون الى ان يفارق بيتك او تفرق يفرق الله بينك وبينه بسبب من الاسباب. لماذا لان الله جل وعلا يقول وامر اهلك بالصلاة واصطبر واصطبر عليها. الاصطبار يا اخوان غير الصبر الاستمرار مرتبة فوق الاصطبار مرتبة فوق الصبر لان الاصطبار اجتلاب الصبر يعني تصبر واستجلب الصبر وسبحان الله تلاحظ هذا تجد بعض الاباء ما يصبر على امر اهله للصلاة مرة مرتين ثلاث وبعدين اما يظرب او يطرد من البيت او يتصرف على التصرفات التي ما تنبغي او يقول خلاص رفعت ايدي انا ما قصرت الله يعلم اني ما قصرت لا هذي مهمتك كل يوم كل صلاة ما دمت موجود مروا بالصلاة وابشر لن يذهب الى سدى لن يذهب هذا السدى يا اخوان الولد اذا كان يسمع صل صل صل اليوم سيبقى بنفسه اثر مهما كان حتى لو ما صلى لكن كل يوم خمس مرات تأمره بيعقل هذا مهما كان ولعلكم تتحدثون كما يتحدث غيركم في مجالسكم يتذكر الانسان كيف كان ابوه يأمر بالصلاة ويشدد عليه ويفعل ويفعل. لا يزال الان يذكرها في مجالسه. هذه نتيجة تلك التربية العظيمة فربوا ابناءكم على هذا مره بالصلاة واصطبر على ذلك وادعوا لهم بذلك كما اخبر الله جل وعلا ربي اجعلني مقيم الصلاة ومن ذريتي ادعوا الله ان يجعلك مقيم للصلاة وان يجعل ذريتكم من يقيمون الصلاة يا اخي وهذا ما يكلفك شيء ما يكلفك حتى ان تقف حرك لسانك فقط وتحرى اوقات الاجابة ولا تغفل لا تغفل يا اخي لا تغفل عن الدعاء لوالديك ولزوجك وذريتك اللهم اللهم اغفر لوالدي وارحمهما كما ربياني صغيرا كرر كل يوم يا اخي ما الذي يمنع ربنا بجانب الذرية والزوجة او الازواج ربنا هب لنا من ازواجنا وذرياتنا قرة اعين ولا تنسى نفسك واجعلنا للمتقين اماما ادعوا بهذا ادعوا به ثلاث مرات اكثر اقل كل يوم ادعوا به اذا اصلح الله لك وغفر لوالديك واصلح لك ذريتك وزوجك هذه نعمة الدنيا قبل الاخرة هذي قرة عين في الدنيا من سعادة الرجل يا اخوان ان يرى ابنه وزوجه واهله مستقيمين على الدين هذي والله غبطة في الدنيا قبل الاخرة اما في الاخرة كما سمعتم الايات جنات عدن يدخلونها ومن صلح من ابائهم وازواجهم وذرياتهم فالحاصل ان هذه هذا الجزاء وهذا الثواب قبله اعمال يا اخوان فالانسان يعمل الاعمال التي يرجو برحمة الله ان توصله الى دخول الجنة قال جل وعلا والملائكة اي والملائكة ايضا يدخلون عليهم لهذا قال والملائكة يدخلون عليه من كل باب هذا التكريم يدخلون عليهم مهنئين لهم بالسلامة والنجاة لعظم الثواب الذي وفقهم الله له يقول الحافظ ابن كثير قال وقوله والملائكة يدخلون عليهم من كل باب سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقب الدار قال ايوة تدخل عليه قال اي وتدخل عليهم الملائكة من ها هنا ومن ها هنا. من الابواب للتهنئة بدخول الجنة فعند دخولهم اياها تفد عليهم الملائكة مسلمين مهنئين لهم بما حصل لهم من الله من التقريب والإنعام والاقامة في دار السلام في جوار الصديقين والانبياء والرسل الكرام ثم اورد حديثا رواه الامام احمد بسند صحيح من حديث عبدالله بن عمرو بن العاص عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قال تدرون اول من يدخل الجنة من خلق الله قالوا الله ورسوله اعلم قال اول ما يدخل الجنة من خلق الله الفقراء والمهاجرون الذين تسد بهم الثغور وتتقى بهم المكاره ويموت احدهم وحاجته في صدره لا يستطيع لها قضاء في الدنيا الناس ما يأبهون به ما يقضون حاجته يحتقرون شأنه قال فيقول الله تعالى لمن يشاء من ملائكته ائتوهم فحيوهم فتقول الملائكة نحن سكان سمائك وخيرتك من خلقك افتأمرنا ان نأتي هؤلاء فنسلم عليهم فيقول انهم كانوا عبادا يعبدونني لا يشركون بي شيئا وتسد بهم الثغور وتتقى بهم المكاره ويموت احدهم وحاجته في صدره لا يستطيع لها قضاء قال فتأتيهم الملائكة عند ذلك فيدخلون عليهم من كل باب سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار هذا يعني غاية الخير والانس والملائكة يدخلون عليهم من كل باب من باب التهنئة لهم هذا يزيد الانسان سرورا وفرحا فيما هو فيه قال والملائكة يدخلون عليه من كل باب سلام عليكم. يعني ويقولون لهم سلام عليكم موعد الدليل ان الانسان اذا دخل يسلم طيب دخل من باب المجلس سلم ذهب الى الداخل ثم رجع اليك وسلم وقد صح ان الصحابة رضي الله عنهم اذا فرقت بينهم شجرة والتقوا من ورائها سلم بعضهم على بعض ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم افشوا السلام بينكم اجعله فاشيا منتشرا كثيرا ظاهرا معروفا وللاسف الان حتى بعض اهل الخير لا يفشي السلام وسلم يخفض صوته اسمعوا ولا يسمعه الذي بجواره ارفع صوتك يا اخي افشوا من الفشو والظهور ارفع صوتك بالسلام قال يفشوا بين المسلمين ويظهر السلام دائم المسلمون السلام عليكم يرفعون اصواتهم ويعرفون هذا لان معنى السلام معنى عظيم معناه الامن لكم وقيل غير ذلك سلام عليكم بما صبرتم البال السببية بسبب صبركم اذا يا اخوان العبادات كلها تحتاج الى صبر. انتبه لا تنتظر ان نفسك تنشط دائما تقوم للعبادة باختيارها تاج مثابرة لان هذا تكليف خلق الموت والحياة يبلغكم يا اخوان الابتلاء صعب ترى مو بين لكن لا شك ان العبد اذا واظب على الطاعة واستمر عليها سنين ان الله ييسرها ويهونها عليه لكن في البداية لابد من مكابدة لقد خلقنا الانسان في كبد اذا لابد يا اخوان نصبر ونصابر يا ايها الذين يا ايها الذين امنوا اصبروا وصابروا ورابطوا فالعبادات تحتاج الى صبر اولا صبر النفس على فعل الطاعة وصبرها على تجنب المعصية صبروا على الاقدار اذا نزل بك قظاء او شي ما تجزع وتسخط ترضى وتسلم قال جل وعلا سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار نعم عقبى الدار التي صارت لكم التي عاقبكم الله دار الدنيا نعم الدار التي اعقبكم عن دار الدنيا وهي الجنان. وهي جنات عدن مدح وثناء عليها ثناء لها تقوله الملائكة ثم قال جل وعلا والذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه لما ذكر صفات المؤمنين المتبعين للحق الذي انزل على النبي صلى الله عليه وسلم ذكر بعض الصفات ضدهم فقال والذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه مر معنا ان عهد الله يشمل كل العهود التي جزمها العبد في حق الله العبادات وفي حق الخلق لانك انت الان الصلاة عهد بينك وبين الله الصيام عهد قيام بالواجبات عهد عهد عهد الله اليك ذلك عن طريق رسوله او في كتابه هذه عهود لابد نفي بها وكذلك اذا عاهدنا الخلق واعطيناهم عهدا فضد اهل الايمان ينقضون عهد الله من بعد ميثاق من بعد التوثيق والتأكيد ويقطعون ما امر الله به ان يوصل. المؤمنون يصلون ما امر الله به ان يوصل وهؤلاء يقطعون ما امر الله به ان يوصل فيقطعون الرحم لا يحسنون الى الفقراء ولا الى المساكين ولا الى اليتامى ولا الى المحتاجين ويفسدون في الارض والافساد في الارض هو العمل فيها بالمعصية عرف القرآن ان الافساد في الارض يراد به العمل فيها بمعاصي الله هذا هو الذي يفسد الارظ ويفسدون في الارض اولئك لهم اللعنة ولهم سوء الدار نعوذ بالله المؤمنون لهم الجنة لهم عقبى الدار وهؤلاء لهم اللعنة وهي الطرد والابعاد من رحمة الله ولهم فوق ذلك سوء الدار اي الدار السيئة وهي نار جهنم نعوذ بالله الدار التي يسوؤهم تسوءهم حينما يدخلونها لما يجدون فيها من العذاب والنكال نعوذ بالله من ذلك ثم قال الله يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر الله جل وعلا خلق الخلق وفرق بينهم ومما فرق بينهم في الغنى والفقر فيبسط لمن يشاء ويغنيه كثر ما له وقد يكون تقيا وقد يكون كافرا قد يكونوا عاصيين لكن يكون هذا ابتلاء لهم استدراج مكر من الله به هل يشكر هذه النعمة اولى والله عليم حكيم الحالة التي انت فيها ارضى بها فالله عليم حكيم فمن الناس من لا يسرح الا الغنى ومن الناس من لا يسرحه الا الفقر كلا ان الانسان ليطغى ام رآه استغنى وربك اعلم بك منك لا تمدن عينيك الناس بس ينظر الى اصحاب الملايين ليتني ليتني سبحان الله يا اخي ارضى بما قسمه الله لك. نعم ابذل الاسباب واسعى وامشي بمناكبها لكن اياك اياك استشراف النفس واذا النبي صلى الله عليه وسلم ثبت عنه في البخاري انه اذا رأى شيئا من زخرف الدنيا قال اللهم لا عيش الا عيش الاخرة تربية عظيمة تطلعت النفس استشرفت الدنيا ذكرها العيش الحقيقي والنعيم الحقيقي في الاخرة ما هو في الدنيا الدنيا يموت صاحب المال ويتركها يموت صاحب الملك يترك ملكه لكن نعيم الاخرة وعيش الاخرة هو الذي ما ينتهي خالدين فيها ابدا قال جل وعلا وفرحوا بالحياة الدنيا اي الكفار فاخبر ان الله جل وعلا يبسط الرزق لمن يشاء من عباده فيوسع عليه ويكثر ماله ويقدر ان يضيق عليه او يعطيه بقدر السداد والكفاف لحكمة عظيمة وفرحوا بالحياة الدنيا وهم الكفار جائتهم الدنيا فرحوا بها وما الحياة الدنيا في الاخرة الا متاع ليش تفرحون في الدنيا الحياة الدنيا بالنسبة للاخرة متاع تستمتع به فترة بقائك في الدنيا وانت مسافر نزلت في مكان فترة تحتاج انك تأكل وتشرب تلبس لكن بعد ذلك لابد ترحل وتترك هذا فكيف تتمسك بالمتاع وتترك المقر ورحم الله الامام احمد اذ قال لو كانت الدنيا لو كانت الاخرة خسفا يبقى والدنيا ذهبا يفنى لكان علينا ان نختار الذي يبقى على الذي يبنى كيف والدنيا خصف يفنى والاخرة ذهب يبقى كلام عظيم يقول الحافظ ابن كثير رحمه الله ثم حقر الحياة الدنيا قال يذكر تعالى انه هو الذي يوسع الرزق على من يشاء ويقطره على من يشاء لما له في ذلك من الحكمة والعدل وفرحوا هؤلاء الكفار بما اوتوا في الحياة الدنيا استدراجا لهم وامهالا كما قال تعالى ايحسبون ان ما نمدهم به من مال وبنين نسارع لهم في الخيرات بل لا يشعرون ثم حقر الدنيا بالنسبة الى ما ادخره تعالى لعباده المؤمنين في الدار الاخرة فقال وما الحياة الدنيا في الاخرة الا متاع كما قال قل متاع الدنيا قليل والاخرة خير لمن اتقى ولا تظلمون فتيلا وقال بل تؤثرون الحياة الدنيا والاخرة خير وابقى وقال الامام احمد ساق بسنده عن المستورد قال قال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم ما الدنيا في الاخرة الا كمثل ما يجعل احدكم اصبعه في هذا اليم في البحر يضع اصبعه يدخله داخل اليد ما الحياة ما الدنيا في الاخرة الا كمثل ما يجعل احدكم اصباعه هذه في اليم فلينظر بما ترجع ايش كثر الماء الذي يعلق بها يعلق بها كيلو من الماء ما يعلق فيها شي لو تمسه ما تجد له اذى هذي الدنيا بالنسبة للاخرة هذا الحديث رواه مسلم ايضا وفي الحديث الاخر وهو عند مسلم ايضا عن النبي صلى الله عليه وسلم مر بيد اسك ميت والاستك وصغير الاذنين جدي صغير الغنم خروف صغير او تيس صغير المهم انه من الغنم ولكنه اسك فيه عيب اذانه قصيرة وميت ماذا قال النبي صلى الله عليه وسلم قال والله لا الدنيا اهون على الله من هذا على اهله اهله وش يبون فيه اسك وميت جيفة هين عند اهله ولا غالي ما لك قيمة والله لا الدنيا اهون على الله من هذا على اهله حين القوه ليش رموها له ما لك قيمة عندهم يبون فكها منه سبحان الله ونحن متمسكون بالدنيا نحتاج الى مواعظ القرآن يا اخوان ومواعظ السنة تحيي القلوب لان الدنيا والاخرة ضرتان مثل الزوجتين الضرتين فان قدمت الدنيا ضرت بالاخرة وان قدمت الاخرة اضرت بالدنيا خلها تضر بالدنيا النبي صلى الله عليه وسلم يقول ما لي وللدنيا ما لي وللدنيا ما انا الا كراكب قال في ظل شجرة ثم ذهب وتركه خيره الله بين ان يكون ملكا نبيا وبين ان يكون عبدا نبيا قال بل عبد النبي اجوع يوما واشبع يوم ومات ودرعه مرهون عند يهودي صلى الله عليه وسلم والله لو كانت الدنيا مكرمة ورفعة لاعطاها الله لنبينا صلى الله عليه وسلم فينبغي للانسان يعظ نفسه لماذا لان جبلة الانسان وتحبون المال حبا جما وانه لحب الخير لشديد الخير الدنيا هنا هاي طبيعة الانسان يحب الدنيا لكن يعظ نفسه بمواعظ القرآن ولا نقول يعني اعرض عن الدنيا بالكلية لا اطلب الدنيا لكن لا تكن هي همك اجعلها كما قال شيخ الاسلام ابن تيمية قال اجعل الدنيا مثل الحمار تركبه لحاجتك لا تجعل الحمار يركبك اي الدنيا مشكلة اذا ركبتك تقطع الحقوق تقطع حقوق الله ما تؤدي الزكاة ما تنفق ما تصل الرحم ثم قال جل وعلا نعم. اية من ربه قل ان الله يضل من يشاء ويهدي اليه من اناب الذين امنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله الا بذكر الله تطمئن القلوب الذين امنوا وعملوا الصالحات طوبى لهم وحسن مآب كذلك ارسلناك في امة قد خلت من قبلها امم قد خلت من قبلها امم لتتلو عليهم اوحينا اليك لتتلوا عليهم الذين اوحينا اليك وهم يكفرون بالرحمن قل هو رب عليه توكلت واليه متاب. ثم قال جل وعلا ويقول الذين كفروا لولا انزل عليه اية من ربه اي يقول الذين كفروا من قريش كفار قريش قوم النبي صلى الله عليه وسلم الذين لم يؤمنوا به ولم يتبعوه يقولون لولا انزل عليه اية اي هلا انزل على محمد اية وبينة تدل على انه رسول الله وانه رسول من عند الله وهذا انما يقولونه من باب التحجج والا قد انزل الله عليه اية هي اعظم الايات وهي القرآن وقد تحداهم الله بان يأتوا بمثله فعجزوا واخبر انه لن يأتوا بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا ولو تعاونت معهم الجن لن يأتوا بمثل القرآن فاجزوا فتحداهم بالاتيان بعشر سور مفتريات على قولهم فما استطاعوا اتحداهم ان يأتوا بسورة مثله ما استطاعوا اي اية اعظم من هذه ولهذا يقول النبي صلى الله عليه وسلم ما من نبي الا اتاه الله من الايات ما على مثله امن البشر وكان الذي اوتيته وحيا يوحى فارجو ان اكون اكثرهم تابعة لان معجزات الانبياء السابقين تنتهي بموته او في وقته معجزة نبينا صلى الله عليه وسلم باقية الى اليوم الى قيام الساعة كم من الناس يؤمنون بهذا القرآن الان كم من الكفار اذا قرأوا تفسير القرآن ما هو القرآن نفسه كم يؤمنون؟ كم من الناس يؤمنون اية عظيمة ولهذا ثلثا اهل الجنة من امة النبي صلى الله عليه وسلم قال انت الجنة مائة وعشرون صفا وانتم توهون ثمانين صفا ثمانين مئة وعشرين ثلثان ثلث اهل الجنة من امة النبي صلى الله عليه وسلم يا اخوان فضل الله على هذه الامة ولكن هؤلاء الكفار لا حيلة فيهم ولهذا اخبر عنهم في اية اخرى انهم قالوا فليأتنا باية كما ارسل الاولون فقالوا اجعل لنا الصفا والمروة ذهبا ونحي عنا جبال مكة واجعل لنا هذا الوادي وادي زرع فدعا النبي صلى الله عليه وسلم ربه فقال ان شئت جعلت لك جعلت لهم ذلك لكن ان ابوا ولم يؤمنوا عذبتهم عذابا لا يعذبه احدا من العالمين وان شئت فتحت لهم باب التوبة والمغفرة فقال لا بل افتح لهم باب التوبة والمغفرة او كما قال لان من حكمة الله انه اذا طلبت الامة اية ثم جاء الله بها اذا لم يؤمنوا بها اهلكهم الله والنبي صلى الله عليه وسلم بالمؤمنين رؤوف رحيم رحيم بامته ولذا قال لا لا لا تأتي اية بس انا اصبر عليهم وادعوهم حتى يؤمن من يؤمن منه وهذا هو الذي حصل عام عام فتح مكة دخل اهل مكة كلهم في الدين ثلاثة اشخاص فروا واحد منهم رجع عكرمة بن ابي جهل دخل في الاسلام بعد ذلك والباقيين كلهم دخلوا في الدين هكذا ينبغي ان ان تكون رحيما بمن تدعوهم بالاقارب بالجيران هنا دعوته ولا استجاب واذاك صرت تدعو الله عليه بالليل والنهار انتبه لا تدعو عليه ادعوا الله لهم بالصلاح والا اسكت لا تدعو لا لهم ولا عليه اذا كان لا بد داعيا اسوتك النبي صلى الله عليه وسلم ولهذا كان يقول اللهم اهد دوسا واتي بهم كانوا كفارا قال وقال ويقول الذين كفروا لولا انزل عليه اية من ربه فقال جل وعلا قل ان الله يظل من يشاء ويهدي اليه من اناب قل لهم يا نبينا ان الله جل وعلا هو الهادي وهو المضل سواء بعيد مع الرسول اية او لم يبعث اية فلا تظنون لو جيناكم بالايات التي تريدون انه يحصل الايمان فالايمان يحتاج الى انابة انا يعني تاب الى الله ورجع سلامة يحتاج الى توبة ورجوع واستكانة وخضوع لله جل وعلا قال ثم قال جل وعلا الذين امنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله الا بذكر الله تطمئن القلوب الذين امنوا كما قررنا مرارا من الايمان يقتضي التصديق مع الاقرار صدقوا واقروا بقلوبهم واستجابوا لله وتطمئن قلوبهم بذكر الله تطمئن يعني تسكن وتأنس وترتاح هذه قلوب المؤمنين وانظر الى قلبك انت مع الذكر مع ذكر الله سواء كان القرآن والتسبيح والتحميد او مجالس الذكر الشرعية كيف تجد قلبك؟ المؤمن لابد يطمئن قلبه ويرتاح وهذا قاله الصحابة قالوا يا رسول الله نكون عندك تحدثنا عن الجنة والنار حتى كأنها رياعين فاذا خرجنا من عندك عافسنا الضيعات والزوجات والاولاد قد يجد الانسان في الدرس في المسجد النبوي وغيره يجد مرتاح ومنشرح الصدر اذا خرج للبيت جب لنا كذا ود لنا كذا شغل مجالس الذكر يا اخوان جنة طمأنينة للقلوب هذا كثير من الناس تجد عنده وحشة يشكي من وسواس اشكو من قلق ما يجيه النوم عنده تخوف يقول اين انت عن ذكر الله هذا الذي يحصل لك قلبك ما هو مطمئن تريد طمأنينة القلب عليك بالقرآن عليك بمجالس الذكر عليك بالتهليل والتحميد والتسبيح والاستغفار هذا هو الذي يطمئن القلب لكن يحتاج مجاهدة في البداية حتى تصبح مطمئن القلب قال جل وعلا الا بذكر الله تطمئن القلوب. تنبيه وتأكيد لطمأنينة قلوب هؤلاء وانسهم بذكر الله اكده وقال الا بذكر الله تطمئن القلوب قالوا وهذا تأكيد كانه يقول وهو حقيق بذلك حقيقة وجدير بان تطمئن القلوب بذكر الله والا تطمئن بذكر من بعض الناس يطمئن قلبه بذكر الدنيا بذكر الغنى بذكر الشر بذكر الغيبة هذا قلب مريظ لا المؤمن يطمئن قلبه بذكر الله ويشمل جميع انواع الذكر قال جل وعلا الذين امنوا وعملوا الصالحات طوبى لهم وحسن مآب هؤلاء الذين اذ امنوا وتطمئن قلوبهم لذكر الله عملوا يا اخوان امنوا وعملوا اركان الايمان ثلاثة امنوا صدقوا مع الاقرار اعتقاد الجنان وعملوا الصالحات اه عملوا سواء بالسنتهم في التسبيح وقراءة القرآن والاستغفار او بجوارحهم واركانهم فعملوا الاعمال الصالحة قال جل وعلا طوبى لهم قيل طوبى فرح لهم وقرة عين قاله ابن عباس وقال عكرمة نعم ما لهم وقال الظحاك غبطة لهم وقال النخعي خير لهم وقال قتادة هي كلمة عربية يقول الرجل طوبى لك اي اصبت خيرا وقال في رواية طوبى لهم حسنا لهم قال ابن كثير وهذه الاقوال شيء واحد لا منافاة بينها وقيل ان طوبى شجرة في الجنة جاء الحديث في البخاري وغيرها انها شجرة في الجنة يمشي الراكب في ظلها مئة سنة لا يقطعها وقيل ان طوبى الى الجنة وكل هذه الاقوال حق يا اخوان فلهم طوبى لكل واحد او لهم هذه الشجرة ولهم دخول الجنة ويفرحون ويأنسون وهي الحسنى وهي قرة العين لكن امنوا وعملوا الصالحات ما هو مجانا ما هو اماني امنوا وعملوا الصالحات ما قال امنوا وعملوا لا عملوا الصالحات والصالحات جمع صالحة وهي كل عمل اجتمع فيه شرطان اخلاص لله فيه ومتابعة لرسول الله صلى الله عليه وسلم فيه هذا هو العمل الصالح ما هو اي عمل هناك من يعمل اعمال مبتدعة ما انزل الله بها من سلطان ما هي بصالحة هذي هذي ما ما تقرب من الله تبعد من الله قال طوبى لهم وحسن مآب ايحس انه مرجع ومنقلب يؤوبون اليه والى الجنة ثم قال جل وعلا كذلك ارسلناك في امة قد خلت من قبلها امم اي كما ارسلنا الانبياء من قبلك الى اممهم ارسلناك في هذه الامة كما ارسلنا كما ارسلناك في امة قد خلت من قبلها امم في امة في جماعة من الناس وهم اهل مكة هذه الامة فكما ارسلناك في هذه الامة قد ارسلنا من قبلك من الانبياء في امم قد خلت هذا تسلية للنبي صلى الله عليه وسلم كذلك ارسلناك في امة قد خلت من قبلها امم جماعات على مثل الذي هم عليه لتتلو عليهم الذي اوحينا اليك ارسلناك اليهم لتتلو عليهم القرآن هذا القرآن يكفي بالهداية يا اخوان ببيان الحق لتتلو لو مجرد التلاوة لكن طبعا الذي ليس بعربي يحتاج ان يتعلم العربية حتى يعقل ويفهم القرآن فلابد تتلو القرآن يا اخي انت اتلو القرآن مع التدبر هذا يهدي به الله من الضلالة ويخرج به من الظلمات الى النور ويهدي الى التي هي اقوم ويهدي الى صراط مستقيم ما حالك مع القرآن؟ اسأل نفسك كيفك انت مع القرآن؟ من اهل قراءة القرآن ولا ما تعرف القرآن الا يوم الجمعة تقرأ سورة الكهف او ما تعرف القرآن الا في رمضان اللي جا رمضان تقرأ والنبي صلى الله عليه وسلم يقول كما في صحيح مسلم من نام عن حزبه من الليل حزب من القرآن الحزب المقدار الذي يقرأه كل يوم يعني كل يوم لازم تقرأ من نام عن حزبه من الليل فقرأوا ما بين الفجر الى صلاة الظهر كتب كانما قرأه من الليل اقرأوا القرآن يا عباد الله اقرأوا القرآن في بيوتكم اقرأوا القرآن فان اخذه بركة وتركه حسرة والبقرة خاصة وفي الحديث الاخر اقرأوا القرآن فانه يأتي يوم القيامة شفيعا لاصحابه ترى الامور يا اخوان هاي مجرد دعوة انا مؤمن انا مستقيم الدعاوى اذا لم يكن عليها بينات فاصحابها ادعياء مستقيم اعمل اقرأي القرآن حافظ على الصلوات اعمل بما امرك الله به واجتنب ما نهاك عنه قال جل وعلا لتتلو عليهم الذي اوحينا اليك والمراد به القرآن. ثم قال وهم يكفرون بالرحمن كفر قريش كانوا يكفرون باسم الرحمن الرحيم ولا يؤمنون به رغم ما نعرفه ولهذا في صلح الحديبية لما قال النبي صلى الله عليه وسلم اكتب بسم الله الرحمن الرحيم قال سهيل بن عمرو هذا قبل اسلامه رضي الله عنه لانه اسلم وحسن اسلامه بعد ذلك قال ما نعرف الرحمن اكتب باسمك اللهم قال اكتب باسمك اللهم فغضب بعض الصحابة علي بن ابي طالب ولهذا قال جل وعلا هم يكفرون بالرحمن يكفرون بهذا الاسم ويكفرون بالرب جل وعلا ولهذا قال الله جل وعلا لنبيه قل هو ربي هذا الذي تكفرون به الرحمن الرحيم هو ربي لا اله الا هو لا اله الا هو هو ربي وهو الرب وحده لا شريك له لا اله لا معبود بحق الا هو جل وعلا عليه توكلت واليه مآب علي توكلت اعتمدت في جميع اموري فوضتها اليه واليه مآب اليه مآبي ورجوع في الاخرة قال الحافظ ابن كثير وهم يكفرون بالرحمن اي هذه الامة التي بعثناك فيهم يكفرون بالرحمن ولا يقرون به لانهم كانوا يأنفون من وصف الله بالرحمن الرحيم ولهذا انفوا يوم الحديبة يوم الحديبية ان يكتبوا بسم الله الرحمن الرحيم وقالوا ما ندري ما الرحمان الرحيم قاله قتادة والحديث في صحيح البخاري وقد قال الله تعالى قل قل ادعوا الله او ادعوا الرحمن ايا ما تدعو فله الاسماء الحسنى وفي صحيح مسلم عن عبد الله ابن عمر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان احب الاسماء الى الله عبد الله وعبدالرحمن اي نعم هذا لفظ الحديث احب الاسماء الى الله عبدالله وعبدالرحمن اشتهر بين الناس احب الاسماء الى الله ما عبد وحمد لا مو بصحيح بهذا اللفظ حديس صحيح احب الاسماء الى الله عبد الله وعبدالرحمن هكذا قال النبي صلى الله عليه وسلم بعض الناس يقول يا اخي عبد الله كثير في العائلة وعبد الرحمن كثير في العائلة اي ولو كان كثير سمي عبد الله بن عمر سمى واحد من ابناء عبد الله على اسم ابيه عبد الله بن عبدالله بن عمر خل البيت فيه عبد الله وعبدالرحمن وهذا ابو عبد الله وهذا ابو عبد الرحمن او اثنين ثلاثة كلهم ابو عبد الله وش اللي يمنع النبي قال احب الاسماء الى الله عبدالله وعبدالرحمن يكثر الانسان منها ولا يقول والله بس كثير في العائلة ولا ودي اسمي انا سمي ما في مشكلة الناس الان يسمون على اسماء ابائهم واجدادهم ويكررون وهذي الاسماء التي قال النبي صلى الله عليه وسلم هي احب شيء الى الله كيف ما تكثر منها في بيتك خاصنا بلينا الان هناك من يسمي اسماء ما هي اسلامية ما لها معنى في اللغة العربية هو اسماء ما تليق ويترك السنة اسماء الله مئة اسم او اكثر كلها يجوز ان تقول عبد الرحمن عبد الرحيم عبد العزيز عبد القدير عبد الغفور عبدالفتاح عبدالحي وهكذا ما اكثر الاسماء التعبيد لها كلها جائز قال جل وعلا كذلك ارسلناك في امة قد خلت من قبلها امم لتتلو لتتلو عليهم الذي اوحينا اليكم وهم يكفرون بالرحمن قل هو ربي لا اله الا هو عليه توكلت واليه متى ثم قال جل وعلا؟ نعم ولو ان قرآنا سيرت به الجبال او قطعت به الارض او كلم به الموتى بل لله الامر جميعا افلم ييأس الذين امنوا ان لو يشاء الله لهدى الناس جميعا ولا يزال الذين كفروا تصيبهم بما صنعوا قارعة او تحل او تحل قريبا من دارهم او تحل قريبا من دارهم حتى يأتي وعد الله ان الله لا يخلف الميعاد. ثم قال جل وعلا ولو ان قرآنا سيرت به الجبال لو ان هناك قرآن والقرآن يطلق على الكتب كلها يطلق على كتاب نبينا صلى الله عليه وسلم كتابنا وهو القرآن. وكذلك الكتب السابقة يقال لها قرآن كما جاء في الحديث الذي رواه البخاري قال النبي صلى الله عليه وسلم خففت على داوود عليه السلام القراءة فكان يأمر بدابته ان تسرج فكان يقرأ القرآن قبل ان تسرج دابته وكان لا يأكل الا من عمل يده والمراد بالقرآن هون الزبور قرآن داوود يعني الزبور فيطلق عليه القرآن لانه مجموع جمع فالله جل وعلا يقول لو ان قرآنا سيرت به الجبال من اماكنها هناك قرآن سيرت به الجبال من اماكنها او قطعت به الارض جعلت قطعا وشقت او جعلت جنات وانهار او كلم به الموتى في قبورهم لكان هذا القرآن هذا يبين عظمة هذا القرآن يا اخوان بيان عظمة كتاب الله لو ان هناك كتابا تحرك به الجبال من اماكنها وتشق وتقطع به الارض ويكلم به الموتى لكان هذا القرآن الذي انزله الله على نبيه لفظله وقدره ولكن الله جل وعلا ما شاء ذلك لحكمة يعلمها جل وعلا يقول ابن كثير يقول تعالى مادحا للقرآن الذي انزله على محمد صلى الله عليه وسلم ومفضلا له على سائر الكتب المنزلة قبله ولو ان قرآنا سيرت به الجبال اي لو كان في الكتب الماضية كتاب تسير به الجبال عن اماكنها او تقطع به الارض وتنشق او تكلم به الموتى في قبورها لكان هذا القرآن هو المتصف بذلك دون غيره. او بطريق الاولى ان يكون كذلك لما فيه من الاعجاز الذي لا يستطيع الانس والجن عن اخرهم اذا اجتمعوا ان يأتوا بمثله ولا بسورة من مثله ومع هذا ومع هذا فهؤلاء المشركون كافرون به جاحدون له بل لله الامر جميعا مرجع الامور كلها الى الله جل وعلا ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن. ومن يضلل الله فلا هادي له. ومن يهدي الله فلا مضل له اذا يثني الله عز وجل على هذا القرآن يقول لو ان قرآنا سيرت به الجبال وقطعت به الارض وكلم به الموتى هناك شيء محذوف تقديره لكان هذا القرآن كما قال السعدي وقال غيره لفعلنا ذلك بهذا القرآن قال بل لله الامر. بل لله الامر جميعا. الامر كله لله جل وعلا يهدي مية يشاء ويضل من يشاء جل وعلا قال افلم ييأس الذين امنوا ان لو يشاء الله لهدى الناس جميعا قال ابن جرير الطبري يئس او ييأس هنا بمعنى يعلم ويتبين تقدير الكلام افلم يعلم ويتبين الذين امنوا ان لو يشاء الله لهذا الناس جميعا ما تبين لهم وظهر لو شاء الله لا امن الناس كلهم وقيل بل ان اليأس هنا على بابه يعني الم يعني ييأس هؤلاء المؤمنون من هداية الله للخلق جميعا لا يمكن ان يهدي الله الخلق جميعا وهو ان كان خبر على سبيل الامر لو شاء الله لهدى الناس كلهم ولكنه لم يشأ بداية الخلق فمنهم مؤمن ومنهم كافر وفق اعمالهم التي يعملون قال جل وعلا ولا يزال الذين كفروا تصيبهم بما صنعوا قارعة لا يزال الكفار كفار قريش وغيرهم تصيبهم بما صنعوا وفعلوا من تكذيب النبي صلى الله عليه وسلم وعدم ايمان وعدم الايمان به وبالقرآن قارعة اي مصيبة وداهية لانها تقرعهم فلا تزال تنزل بهم المصائب والدواهي والبلايا ومع ذلك ما يقلعون او تحل قريبا من دارهم. اما وقعت فيهم وقعت قريبا من البلدان التي يسمعون عنها. وقريب من مكة ومع ذلك لا لا لا يتعظون قال جل وعلا حتى يأتي وعد الله قال وهو فتح مكة حتى يأتي اولاد الله وهو فتح مكة ان الله لا يخلف الميعاد وعد الله نبيه بالفتح تدخلون المسجد الحرام سيكون ذلك والله لا يخلف الميعاد لكن يؤجله الى وقت يعلمه جل وعلا لحكمة او لحكم عظيمة فالحاصل ان الله جل وعلا اثنى على القرآن بهذه الاية وذكر فظله وقوته وانه لو كان هناك كلام او قرآن تسير به الجبال او تشك وتقطع به الارض او يكلم به الموتى لكان هذا القرآن لفظله ولكن قومك معرظون عن هذا مع ان المصائب تحل بهم دائما والقوارع والبلايا او تقع قريبا من دارهم ولا يؤمنون