اعوذ بالله من الشيطان الرجيم ولقد استهزأ برسل من قبلك فامليت للذين كفروا فامليت للذين كفروا ثم اخذتهم فكيف كان عقاب افمن هو قائم على كل نفس بما كسبت وجعلوا لله شركاء قل سموهم ام تنبؤونه بما لا يعلم في الارض ام بظاهر من القول بل زين للذين كفروا مكرهم وصدوا عن السبيل ومن يضلل الله فما له من هاد لهم عذاب في الحياة الدنيا والعذاب الاخرة اشق. وما لهم من الله من واق. مثل التي وعد المتقون تجري من تحتها الانهار اكلها دائم وظلها تلك عقب الذين اتقوا وعقب الكافرين النار والذين اتيناهم الكتاب يفرحون بما انزل اليك ومن الاحزاب من ينكر بعضه قل انما امرت ان اعبد الله ان اعبد الله ولا اشرك به. اليه ادعو اليه مآب وكذلك انزلناه حكما عربيا ولئن اتبعت اهواءهم بعدما جائك من العلم ما لك من الله من ولي ما لك من الله من ولي ولا واق. حسنة بسم الله الرحمن الرحيم ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله واصحابه ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين اما بعد يقول الله جل وعلا في سورة الرعد ولقد استهزأ برسل من قبلك فامليت للذين كفروا ثم اخذتهم فكيف كان عقاب هذه الاية فيها تسلية للنبي صلى الله عليه واله وسلم مما يلقاه من قومه من تكذيبهم سبهم وطعنهم الى غير ذلك من الاذى الذي كان يلحقه صلى الله عليه واله وسلم ويلحق ايضا باتباعه فقال جل وعلا ولقد استهزأ برسل من قبلك والاستهزاء هو المبالغة في السخرية المبالغة في السخرية يعني انهم يستهزئون اي يسخرون منك سخرية كثيرة منك ومن اصحابك فبين الله جل وعلا ان هذه سنته فهذا ليس خاصا به بل كذلك قد استهزأت الامم الكافرة السابقة بانبيائهم لما جاءوهم فهم اسوتك اولئك الانبياء اسوتك فاصبر كما صبر اولو العزم من الرسل ولقد استهزأ برسل من قبلك قال فامليت للذين كفروا امليت الاملاء هو الامهال والانذار ام لا لهم يعني امهلهم وانذرهم مدة من الزمان واجلهم لكن احل بهم عقوبته بعد ذلك وهذا من عدله جل وعلا ورحمته فهو يمهل ولا يهمل فيمهل لعل العبد ان يتوب ان يراجع ان يقلعني الذنب ثم اذا جاء الاجل الذي قدره الله اخذه اخذ عزيز مقتدر ان كان لا يزال مصرا على ذنوبه قال جل وعلا فامليت للذين كفروا ثم اخذتهم فكيف كان عقاب ثم اخذتهم بالعذاب على ضوء ما مر معنا في قصص الانبياء قوم نوح وقوم هود وقوم صالح ومن شعيب وغيرهم من الامم المكذبة امن الله لهم وامهلهم مدة ونبيهم يدعوهم الى الى الحق فلما ابوا وعتوا جاءهم امر الله فاخذهم ثم قال فكيف كان عقاب؟ يعني فكيف كان عقابي لهم لقد كان عقابا شديدا مؤلما اهلكهم جميعا عن بكرة ابيهم فمنهم من اغرقه ومنهم من اخذته الصيحة ومنهم من اخذته الريح العقيم ومنهم من اغرقه في البحر الى غير ذلك من عقوبته جل وعلا التي احلها باعدائه واعداء رسله ثم قال جل وعلا افمن هو قائم على كل نفس بما كسبت افمن هو قائم؟ المراد به الله جل وعلا فهو القائم على كل نفس اي الرقيب عليها الذي يتولى امرها وجميع شؤونها قال ابن كثير رحمه الله اي حفيظ عليم رقيب على كل نفس منفوسة يعلم ما يعمل العاملون من خير وشر ولا يخفى عليه خافية وما تكون في شأن وما تدنوا منه من قرآن ولا تعملون من عمل الا كنا عليكم شهودا اذ تفيضون فيه وقال تعالى وما تسقط من ورقة الا يعلمها وقال جل وعلا وما من دابة في الارض الا على الله رزقها ويعلم مستقرها ومستودعها كل في كتاب مبين وقال سواء منكم من اسر القول ومن جهر به ومن هو مستخف بالليل وسارب بالنهار وقال يعلم السر واخفى وقال وهو معكم اينما كنتم. والله بما تعملون بصير افمن هو هكذا كالاصنام التي يعبدونها لا تسمع ولا تبصر ولا تعقلوا ولا تملكوا نفعا لانفسها ولا لغيرها ولا كشف ضر عنها ولا عن عابديها وحذف هذا الجواب اكتفاء بدلالة السياق عليه فهو قوله جعلوا لله شركاء اي عبدوها معه من اصنام وانداد واوثان اذا الكلام هنا هو قوله جل وعلا ام افمن هو قائم على كل نفس هناك خبر وجواب والمعنى ان الله جل وعلا الذي هو قائم على كل نفس بحفظها ورزقها واحصاء عملها وكل شأنها كالاصنام التي اتخذتموها الهة مع الله ولهذا قال ابن جرير الطبري مقدرا الجواب قال افمن هو قائم على كل نفس بما كسبت كمن هو هالك بائد لا يسمع ولا يبصر وقرره القرطبي ذكر القرطبي الجواب فقال كمن يغفل يعني افمن هو قائم على كل نفس بما كسبت كمن يغفل وهي الاصنام والاوثان وجواب ابن كثير سمعتموه يقول وحذف هذا الجواب وهي قوله ايش افمن هو هكذا قائم على كل نفس بما كسبت كهذه الاصنام التي لا تملك نفعا ولا ظرا هذا المعنى اذا الله هذا استفهام انكاري ينكر الله على عبدة الاصنام الذين شركوهم مع الله مع الله القائم على كل نفس الذي يحصي كل شيء ويدبره ويديره ويعلم حاله وهو المالك للنفع والضر اتساوونه بتلك الالهة والاصنام والاوثان والاحجار التي لا تملك نفعا ولا ضراء قال جل وعلا افمن هو قائم على كل نفس بما كسبت؟ وجعلوا لله شركاء من هنا فهم الجواب يعني كيف تسوونه بهؤلاء الشركاء الذين جعلتموهم معه وهم لا يملكون نفعا ولا ظرا. هذا من الجور والظلم يسوى العاجز الذليل الفقير الذي لا يملك نفعا ولا ضرا يسوى بالعليم القدير جل وعلا هذا من ابطل الباطل واظلم الظلم قال جل وعلا وجعلوا لله شركاء اي المشركون جعلوا له شركاء وهي الاصنام والاوثان يدعونهم ويطلبونهم قضاء الحاجات وتفريج الكروبات قال جل وعلا قل سموهم سموا لنا هؤلاء الشركاء سموهم لنا حتى يتبين انكم كاذبون او صادقون لان هؤلاء بالحقيقة ليسوا بشركاء وجعلهم شركاء زور وبهتان لانهم لا يملكون شيئا من مقومات الالوهية والربوبية قل سموهم لنا قال يقول ابن كثير عند قولهم اسموهم لنا اي اعلمون بهم واكشفوا عنهم حتى يعرفوا فانهم لا حقيقة لهم ولهذا قال ام تنبئونه بما لا يعلم في الارض اي لا وجود له لانه لو كان له وجود في الارض لعلمه لانه لا يخفى عليه خافية نعم سموهم هذا على سبيل التحدي سموهم لنا طبعا ليسوا ليس لله شريك على الحقيقة ابدا ذلك بان الله هو الحق وانما يدعون من دونه هو الباطل لا اله الا الله وحده لا شريك له هم يزعمون لكن الان يتكلم عن الحقيقة هل لله شريك في الحقيقة يخلق كخلقه يشاركه في الصفات في الافعال؟ الجواب لا قال جل وعلا سموهم ام ام تنبئونه بما لا يعلم في الارض. سموهم طبعا لن يسموهم ثم قال ام وام هنا عاطفة ام هنا عاطفة وعلى كل حال فيه خلاف بين المعلمين منهم من قال هي المنقطعة هي ام المنقطعة والحاصل ان المعنى انه قال سموا لنا هؤلاء الشركاء على الحقيقة ان كنتم صادقين. ثم قال ام تنبئونه يعني تخبرونه بما لا يعلم في الارض وهذا استفهام انكاري توبيخي ينبئون الله وتخبرونه بشيء لا يعلمه في الارض والمراد الانكار والتوبيخ لهم ليس شيء في الارض ولا في السماء ولا في اي مكان الا والله يعلمه وهو بكل شيء عليم فهذا المراد منه توبيخهم ايضا اقامة الحجة عليهم فاني انا العليم الذي اعلم كل شيء وانتم كذبة فيما تقولون من الشركاء سموهم نبئونا عنهم اين هم لان الله قد احاط علمه بكل شيء ولو كانوا الهة حقيقة لعلمهم لكن ليسوا بالهة. وليس هناك شريك لله جل وعلا. على الحقيقة ام بظاهر من القول يعني قام بباطل من القول قولكم هذا باطل فليس لله شركاء وليس هناك شيء في الارض لا يعلمه الله وانما تقولون بظاهر من القول يعني بباطل من القول فقولكم باطل كذب لا حقيقة له وهذا كما ذكرنا مرارا مما يؤيد ان السورة مكية لان فيها اختلاف هل هي مكية او مدنية لكن المتأمل في اياتها ودلالة الايات يتبين له انها مكية لان هذه الحجج والمناقشات العقلية هي مع قوم لا يؤمنون بالكتاب والسنة فاتاهم بالحجج العقلية الدامغة التي لا يستطيعون انكارها ولا ينكرها كل ذو عقل سليم العاقل ما ينكر هذه الحجج وهي تقيم الحجة عليهم قال جل وعلا بل زين للذين كفروا مكرهم بل هنا حرف اظراب اضراب وابطال اظرب عن كلامهم وابطله وبين حالهم فيما يقولون ويزعمون من الشركاء قال بل زين بل زين للذين كفروا مكرهم زين حسن حسنه الشيطان لهم فزين لهم مكرهم وكذبهم ومحاولة ايصال المكروه الى نبي الله والى اصحابه زين لهم الشيطان ذلك لان المكر يدل على العمل الذي فيه نوع مخادعة استخفاء للكيد بمن يمكر به فقال بل زين لهم مكرهم وصدوا عن السبيل سدوا وهي قراءة عاصم وحمزة والكسائي بضم الصاد صدوا وقرأ الجمهور وصدوا والفرق بينهما انه قراءة وصدوا انهم زين لهم مكرهم وهم صدوا الناس عن سبيل الله. صدوا الناس منعوهم ودفعوهم عن اتباع الحق او صدوا من قبل غيرهم صدتهم شياطينهم واولياؤهم صدوهم لما اطاعوهم واتبعوهم صدوهم عن الحق ومنعوهم منه فلم يتبعوه وصدوا عن السبيل ومراد بالسبيل الصراط المستقيم الموصل الى الله سبيل الله وهي الايمان بالله ورسله وكتبه واتباع الحق والاعراض عن الباطل فصدوا عن هذا قال جل وعلا ومن يضلل الله فما له من هاد من اظله الله وكتب عليه الضلالة في الازل لن يهديه احد لن يهديه احد فالله جل وعلا يهدي من يشاء ويضل من يشاء ومن يضلل الله فلا هادي له لكن ليس بهذا حجة وقد ذكرنا مرارا وتكرارا لان هذه من الشبه التي يلبس بها الشيطان واتباع الشيطان على اهل الحق فيقولون كيف يضلني ثم يعذبني لان من اضله الله لا هادي له فكيف يظلني ثم يعذبني نقول اهل العلم يقولون القدر اربعة مراتب مرتبة العلم ومرتبة الكتابة ومرتبة المشيئة ومرتبة الخلق والايجاد فالله اظلهم جل وعلا بعلمه وكتب ذلك عنده في كتاب وشاء ضلالهم واراده كونا وازلا ولكن خلقهم واوجدهم وارسل لهم رسلا اقاموا عليهم الحجة ودعوهم الى الحق وبينوا لهم الباطل وترك لهم حرية الاختيار ففعلوا من الفعل ما هو كفر وضلال فاستحقوا ما كتب الله عليهم وهم لا يعلمون ما في الغيب. ما هناك احد يعلم ما في الغيب فلا احد يدري الان هل هو من اهل الجنة او من اهل النار مرده الى الله لكن نحن الان لنا حرية الاختيار من الذي جاء بك الى هذا المسجد لماذا صليت هناك شيء امسكك واخرجك من بيتك اوقفك في الصف ورفع يدك لا انا باختياري ولهذا العباد مختارون فاعلون لهم افعال ولهم اختيار ولهم ارادة ولكن متى ما اختاروا امرا وفعلوه فوقع منهم وهو مرتبة الخلق والايجاد. المرتبة الرابعة من القدر علمنا ان هذا مما قضاه الله وقدره لكن لما باشرنا الاعمال وبشر الافعال هالبشر ما باختيارنا ام مجبرين باختيارنا ولهذا قول بعض الناس الانسان مسير بالاطلاق غير صحيح وقول بعض الناس الانسان مخير على الاطلاق غير صحيح ولكن الانسان مسير مخير مخير يقدم على الافعال بنفسه ولهذا نسب الله اليهم الايمان نسب اليهم الافعال وان كان بالنظر الى ما قضاه الله وقدره هو مسير ولهذا افعال العباد ظلت في طائفتان واصابت الحق اهل السنة والجماعة فذهب بعض الفرق الضالة القدرية الى ان العبد خالق لافعال نفسه وان الله لا يخلق شيئا من افعاله وان الله لا يدري عن ايمان العبد ولا عن كوبري ولا عن عملي الا اذا عمله العبد وهذا كفر مبين. تكذيب للقرآن الذي دل على ان الله جل وعلا علم كل شيء وكتبه عنده وشاء وجوده وقابلتهم الجبرية الذين قالوا نحن مجبورون كالشعرة في مهب الريح او كحركة المرتعش بسبب الحمى حتى بلغ الحد ببعضهم ببعض زنادقتهم انه كان يمر على المسجونين الذين سجنوا بسبب الزنا او السرقة او غيرها فيقول هنيئا لكم انما فعلتم ما امركم الله ما قضاه الله عليكم وقدره وتوسط اهل السنة والجماعة فقالوا العباد فاعلون مختارون وهم وافعالهم لا يخرجون عما قضاه الله وقدره في الاسل لكن هم فاعلون مختارون يباشر الامور باختيارهم لكن متى ما وقع منهم فعل باختيارهم فان الله قد كتب ذلك قبل ذلك لكنهم ما يعلمون به فانت تباشر الامور مباشرة المستقل المختار ولهذا لما سأل بعض الصحابة النبي صلى الله عليه وسلم كما في مسلم وغيره يا رسول الله ارأيت ما يعمله الناس هل هو شيء فرغ منه ام امر مستأنف قال امر قد فرغ منه قال ففيما العمل ما دام ان امر مفروغ منه مكتوب ماذا قال النبي صلى الله عليه وسلم قال اعملوا فكل ميسر لما خلق له فاما اهل السعادة فييسرون لعمل السعادة واما اهل الشقاوة فيسرون لعمل اهل الشقاوة وما ظلمهم الله ولكن كانوا انفسهم يظلمون اذا ما جاءنا من هذه الايات من نسبة الاظلال والهداية الى الله هذا حق على حقيقته ولكن ليس معنى ذلك ان الله سبحانه وتعالى ظلمهم بل خلقهم ومكنهم واعطاهم الالات اعطاهم القدرة على الاختيار وبين لهم الحق من الباطل فاختاروا برغبتهم الظلال بانفسهم. ولهذا يعذبهم الله على ذلك ولهذا يا اخوان الله لا يعذب الخلق على ما قضاه وقدره ابدا لا يعذبهم الا بعد خلقهم وايجادهم وفعلهم فهو يعذبهم بافعالهم والا كل ما يقع في الكون قد كتبه الله قبل خلق السماوات والارض بخمسين الف سنة كما في الحديث الذي هو مسلم وغيره الله لما خلق القلم قال له اكتب قال وماذا اكتب؟ قال اكتب ما هو كائن الى يوم القيامة فجرى القلم بالمقادير وذلك قبل خلق السماوات والارض بخمسين الف سنة لكن لا يعذب الله عز وجل على علمه السابق. لا يعذب الخلق بعلمه السابق يمهلهم حتى يفعلوا. ولهذا ذكرنا مراتب القدر العلم والله علم كل شيء الكتابة كتبه عنده المشيئة اراد ذلك كونا ثم المرتبة الرابعة مرتبة الخلق والايجاد حينما يخلق الانسان يخلق فعله يعمل العمل هذا هو الذي يحاسب عليه فما ظلمهم الله ولكن كانوا انفسهم يظلمون ولهذا يا اخوان هؤلاء الذين يحتجون بالقدر يحتجون بالعلم السابق يقول خلاص الله كذب علي الهداية ساهتدي الله كتب علي الظلال انا ما لي حيلة نقول ما رأيك تترك الاكل لا تأكل ولا تشرب كان الله قضى عليك الموت ستموت يا اخي خلاص انتظر انتظر امر الله يقول لا مت من الجوع اذا لابد تبذل سبب فما يطيع يذهب يأكل ويشرب ويحتال سبحان الله طيب وفي جانب العمل والايمان والتقوى لابد تحتال لا بد تفعل فهذه الامور يا اخوان لابد ان يعتقد كل مسلم ان الله جل وعلا احكم الحاكمين وانه عدل جل وعلا وانه لا يظلم احدا شيئا. ان الله لا يظلم الناس شيئا وما ربك بظلام للعبيد وان الايات التي ظاهرها التي تدل على انه مستقل بالهداية والاظلال حق على حقيقتها لكن هناك ايات اخرى تدل على ان العبادة مأمور بالايمان وعدم الكفر والاعمال الصالحة ولا تعارض بين ايات القرآن لا يمكن فينزل كل نص على ما يناسبه والحمد لله قد بين هذا علماء اهل السنة والجماعة غاية البيان وردوا على المخالفين بردود لا تكاد تحصر وابطال لشبهاتهم ومن ذلك قوله هنا ومن يضلل الله فما له من هاد. يعني من كتب الله عليه الضلالة لن يهديه احد حتى ولو جاءتهم الرسل حتى لو قامت عليه الحجة حتى لو علم ان هذا هو الحق وما يفعله هو الضلال لن يهتدي كما قال ابو جهل لما قيل له الست تعلم انه رسول الله قال بلى والله اني اعلم ان محمدا صادق انه رسول الله ولكن اطعم بنو هاشم واطعمنا وفعلوا وفعلنا حتى اذا كنا كفرس رهان وتجاذينا الركب يعني سوا نحن واياهم في المجد قالوا منا نبي؟ متى يكون منا نبي اذا هو يعلم فالمسألة يا اخوان تحتاج الى ان يسلك الانسان طريق الهداية ويتذلل ويجتهد بالعمل الصالح قال جل وعلا والذين اهتدوا زادهم خداواتهم تقواهم قال فلما زاغوا ازاغ الله قلوبهم. الجزاء من جنس العمل اعمل وستجازى وفق عملك ولهذا اسند الله الينا العمل في ايات كثيرة فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره قال جل وعلا لهم عذاب في الحياة الدنيا هؤلاء الذين جعلوا لله شركاء ومكروا مكرا كبارا لهم عذاب في الحياة الدنيا اي بايدي المؤمنين طبعا الخدام مع كفار قريش فلهم عداهم في الدنيا على ايدي النبي على ايدي المؤمنين على يد رسول الله صلى الله عليه وسلم واصحابه بالقتل والاسر والسلب ولهم في الاخرة ولعذاب الاخرة اشق اي اشد من العذاب الذي اصابهم في الدنيا لان عذاب النار ادهى وامر يا اخوان يعذب الكافر في الدنيا ولكن لا يقاس مع عذاب الاخرة نعوذ بالله ولهذا قال جل وعلا عن فرعون وقومه النار يعرضون عليها غدوا وعشيا نعوذ بالله. اثبات عذاب القبر وان فرعون وامته الذين معه والذين ارادوا قتل موسى واصحابه يعذبون الان كل يوم يعرضون على النار في الغدو في الصباح وفي العشي في المساء ويوم تقوم الساعة ادخلوا ال فرعون اشد العذاب فعذاب الدنيا مهما كان لا يساوي شيء مع عذاب الاخرة. ولهذا قال جل وعلا ولا عذاب الاخرة اشق وما لهم من الله من واق ما لهم احد يقيهم من عذاب الله وما اراده بهم فلا احد يقيهم العذاب ولا احد يتولاهم ولا احد ينصرهم ولا احد يحول بينهم وبين ما ينزله الله بهم لانه هو الملك الواحد القهار هو الاله وحده لا شريك له ثم قال جل وعلا مثل الجنة التي وعد المتقون. قرأت الاية قرأتها ثم قال جل وعلا مثل الجنة التي وعد المتقون تجري من تحتها الانهار اكلوا هدايم وظلها مثل الجنة التي وعد المتقون تجري من تحتي الانهار قالوا تقدير الكلام او قال ابن قتيبة المثل الشبيه في اصل اللغة ثم قد يصير بمعنى صورة الشيء ثم قد يكون بمعنى صورة الشيء وصفته يقال قلت لك يقال مثلت لك كذا مثلت لك كذا اي صورته ووصفته ومنه ما هو المثال على ذلك؟ اذكر مثال لذلك يعني مثال يصور لك المسألة قال فاراد هنا بقوله مثل الجنة صورتها ووصفها قال مثل الجنة المراد هنا بقوله مثل اي سورة الجنة وصفتها ما هي جنة تجري من تحتها الانهار جنة تجري من تحتها الانهار هذا هو معنى الاية وقال بعض وقال بعضهم قدر تقدير غير هذا وهي متقاربة تقديرات العلماء لكن الحاصل ان الله جل وعلا بين صورة الجنة وصفتها لقوله مثل الجنة التي وعد المتقون تجري من تحتها الانهار. جنة تجري من تحتها الانهار هي جنة تجري من تحتها الانهار قال وعد المتقون وعد الله الجنة لمن اتقاه تقوى يا اخوان فان تجعله بينك وبين عذاب الله وقاية بفعل اوامره اوتنا بنواهيه كل ما امر الله به تقوم به حسب طاقتك وكل ما نهى عنه يجب ان تجتنبه جميعا ولهذا قال طلق بن حبيب في تعريف التقوى قال التقوى ان تعمل بطاعة الله على نور من الله ترجو ثواب الله وان تترك معصية الله على نور من الله تخشى عقوبة الله اما الذي يتبع نفسه هواها فيرتكب الذنوب والمعاصي ولا يقوم بالواجبات هذا ما اتقى الله وما وعد الله احدا بالجنة الا المتقين الا من اتقاه اما الكفار وعيدوا بالنار وبئس المصير ولهذا قال جل وعلا مثل الجنة التي وعد المتقون يعني صورتها انها جنة تجري من تحتها الانهار اكلها دائم وظلها. هذا معنى الاية قال جل وعلا تجري من تحتها الانهار من تحت اشجارها ومن تحت اهلها وليس نهرا وانما هي انهار قد جاء انها اربعة انواع انهار من ماء غير اس وانهار من لبن لم يتغير طعمه ونار من خمر اللذة للشاربين وانهار من عسل مصفى يا الله من فضلك الان اذا وجدت عسل جيد مصفى كم تجد الكيلو بكذا وكذا من المال لكن عسل الاخرة لا يقارن بالدنيا يا اخوان ليس في الجنة ليس في الدنيا ما في الاخرة الا الاسماء فقط لان الجنة دار كمال ومع ذلك ما هو بالكيلو انهار تجري انهار من عسل مصفى ما فيه شوب ولا كدر لكن لمن للمتقين يا اخوان اتقوا الله حتى تحصلوا على ذلك تجري من تحتها الانهار اكلها دائم اكلها اي المأكول الاكل ما يلذ ويطاب للاكل فاكلها دائم ما يأتي وقت ما يجد الطعام والله انتهى الطعام اليوم لا ولهذا قال جل وعلا كلما رزقوا منها من ثمرة رزقا قالوا هذا الذي رزقنا من قبل واتوا به متشابها وقال لهم ما يشاؤون فيها ولدينا مزيد وجاء في حديث عند الترمذي ان احدهم يتمنى طيرا مشويا فلا يشعر الا وقد خر بين يديه الطائر مشويا نعيم دار نعيم ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم للصحابة فهل من مشمر لها قالوا نحن قال قولوا ان شاء الله شمروا الى الجنة قال جل وعلا وظلها يعني وظلها كذلك دائم لا يمسهم فيها السموم والحر ولهذا قال ابن كثير اكلوها دائم وظلها اي فيها المطاعم والفواكه والمشارب لا انقطاع ولا فناء ثم قال قال نعم وظلها قال تعالى وفاكهة كثيرة لا مقطوعة ولا ممنوعة وقال ودانية عليهم ظلالها وذللت قطوفها تذليلا وكذلك ظلها لا يزول ولا يقلص الظل في الدنيا يقلص صباح يكون بعيد فلا تزال الشمس حتى اذا كانت في الوسط فبوسط السماء انتهى الظل ثم بدأ الى جهة المغرب لا الجنة لا يقلص ظلها ولا ينتهي ولا يأتي عليه وقت يزول قال ولا يقلص كما قال تعالى والذين امنوا وعملوا الصالحات سندخلهم جنات تجري جنات تجري من تحتها الانهار خالدين فيها ابدا لهم فيها ازواج مطهرة وندخلهم ظلا ظليلا هذا نعيم اهل الجنة وقد اورد ابن كثير رحمه الله جملة من الاحاديث في نعيم الجنة نذكر بعضا منها لان النفس احيانا تنشط للعمل بذكر النعيم والفضل الذي اعد ترغب فيه وتجد في الحصول عليه واحيانا بالتخويف وكل ذلك موجود في القرآن فهو فهو تذكرة وعبرة وعظة ولا انفع للقلوب من كتاب الله عز وجل لكن لمن؟ لمن يتدبر ويعرف معنى ما يقرأ يقول ابن كثير رحمه الله وفي الصحيحين من حديث ابن عباس في صلاة الكسوف وفيه قالوا يا رسول الله رأيناك تناولت شيئا في مقامك هذا ثم رأيناك تكعكعت قام يصلي في هذا المسجد المبارك لما مات ابنه ابراهيم وخسفت الشمس قال بعض الناس خسفت الشمس لموت ابراهيم ابن النبي صلى الله عليه وسلم فقام وصلى فزع وفي اثناء الصلاة رأوه تقدم ومد يده صلى الله عليه وسلم ثم رأوه تكعكع الى الخلف وجعل يتقي بيديه فقال اني رأيت الجنة او اريت الجنة فتناولت منها عنقودا جاء في بعض الروايات عنقود من عنب ولو اخذته لاكلتم منه ما بقيت الدنيا عنقود واحد لو اخذه لاكل منه اهل الارض الى ان تقوم الساعة تصوروا يا اخوان نعيم الجنة ما هو مهما رأينا من النعيم الان والجودة والله لا تساوي شيئا مع نعيم الاخرة ولهذا جاء عند ابي يعلى وهو حسن من مجموع طرقه وله شواهد عن جابر قال بينما نحن في صلاة الظهر اذ تقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم فتقدمنا ثم تناول شيئا ليأخذه ثم تأخر. فلما قضى الصلاة قال له ابي ابن كعب يا رسول الله صنعت اليوم في الصلاة شيئا ما رأيناك كنت تصنعه فقال اني عرضت علي الجنة وما فيها من الزهرة والنظرة فتناولت منها قطفا من عنب لاتيكم به فحيل بيني وبينه ولو اتيتكم به لاكل منه من بين السماء والارض لا ينقصونه لكمال نعيم الجنة وعن عتبة ابن ابن عبد السلمي ان اعرابيا سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الجنة فقال فيها عنب قال نعم قال فما عظم العنقود ما مقدار العنقود في الجنة قال مسيرة شهر للغراب الابقع ولا يفتر. رواه احمد وغيره بسند صحيح عنقود العنب حجمه مقداره مسيرة طيران غراب ابقى لمدة شهر ما يفتر ولا يقع على الارض مستمر في الطيران هذا عنقود واحد من عناقيد العنب التي في الجنة وعن جابر ابن عبد الله رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم يأكل اهل الجنة ويشربون ولا يتمخضون ولا يتغوطون المخاط ما يخرج من الانف ما يتمخط اهل الجنة لانهم في دار كمال وهم الان في في جزاء الاعمال قال لا يتمخطون ولا يتغوطون ما يقولون الحاجة ما يذهب للغائط ولا يبولون طعامهم جشاء جشاء كرشح المسك يأكلون ولكن يتسرب هذا الطعام ليس عن طريق البول او الغائط او المخاط لا جشع يتجشى احدهم لكن الجشاء المكروه في الدنيا برائحة الطعام لا مثل رائحة المسك دار نعيم يا اخوان قال طعامهم جشاء كريح المسك ويلهمون التسبيح والتقديس كما تلهمون النفس. رواه مسلم كيف تجد انك تلهم النفس الان اخذ الهواء واخراجه تجد فيه مشقة ولا لا ما تجيب المشقة يلهمون التسبيح والتنزيه لله مثلها ما نلهم النفس لكن هذا طبعا ما هو على سبيل التكليف لا هذا على سبيل التنعيم فما اعظم التسبيح والتنزيه لله في الدنيا وفي الاخرة قال ثم قال ابن كثير وروى الامام احمد والنسائي من حديث الاعمش عن ثمامة ابن عقبة قال سمعت زيد ابن ارقم قال جاء رجل من اهل الكتاب فقال يا ابا القاسم تزعم ان اهل الجنة يأكلون ويشربون قال النبي صلى الله عليه وسلم نعم والذي نفس محمد بيده ان الرجل منهم ليعطى قوة مئة رجل في الاكل والشرب والجماع والشهوة قال فان الذي يأكل ويشرب تكون له الحاجة وليس في الجنة اذى شبهات قال حاجة احدهم رشح يفيض من جلودهم كريح المسك فيظمر بطنه الحديث وهذا قليل من كثير لكن فيه يعني بيان عظم ثواب الجنة لان النفس يا اخوان تحتاج سياسة هذه النفس التي بين جنبيك ما تقدر عليها في كل حال فاحيانا تحتاج ترغبها احيانا تحتاج ترهبها احيانا يحتاج تحكي لها قصص الماضيين احيانا تحتاج انك تأمرها بالتدبر والتأمل فيما حولها وكل هذا موجود في كتاب الله عز وجل فهو شفاء القلوب ودواء القلوب وصلاح القلوب فاذا اردت صلاح قلبك فعليك بالقرآن يا اخي اقرأه تدبر تأمل لا تقول ما عندي وقت والله عندنا اوقات كثيرة جدا لكن نضيعها عندنا اشياء نقدمها على القرآن ما نقدمها يعني اختيارا لكن يستجرنا الشيطان احدنا يبقى على الجوال بالساعة والساعتين والثلاث والاربع والخمس في اليوم ولا يعطي القرآن نصف ساعة مو صعب يا اخي كل يوم جزء صعب طيب كل يوم خمس ساعات في الجوال صعب ولا هين لكن لنا عدو يا اخوان الشيطان واقسم بين يدي الله على عداوتنا وعلى اظلالنا واغوائنا فكيف نتخذ العدو صديقا وتكلمنا في البارحة انه لابد من الصبر العبادة تبي صبر اصبر يا اخي نظم وقتك قل مثلا انا اجلس بعد صلاة الفجر في المسجد ولا اخرج الا بعد ارتفاع الشمس قيد رمح وهذا الوقت اقرأ فيه القرآن ستختم ان شاء الله في الشهر مرتين ان لم تختم ثلاث مرات وقت عظيم قرابة الساعة قد يكون اقل بقليل تقرأ جزئين وزيادة قلت اقرأ جزئين اذا تقرأ كل يوم جزئين تختم في الشهر مرتين واذا اصبحت داومت على هذا يخفف الله القرآن عليك الان لما تنقطع عن القرآن ثم تأتي تقرأ تتأتأ في مشقة لكن اذا استمر الانسان ينجرد يجد نشاط يلهم القرآن فيقرأه بسرعة مع التدبر والتأمل فجاهدوا جاهدوا جاهدوا انفسكم يا اخوان ترى نحن قوم سفر نحن على هذه الدار مسافرون نحتاج متاع للاخرة والمتاع هي الاعمال التي نقدمها الان بين الناس من يأخذ متاع يسره يوم يلقى الله وادخلوا الجنة بما كنتم تعملون ومن الناس من يأخذ متاعا يضره ويدخل به النار وسددوا وقاربوا واستعينوا بالله واملوا خيرا وابشروا فالله هو الجواد الكريم الرحمن الرحيم ولكن لابد من العمل وقل اعملوا قال جل وعلا اكلوا هدايم وظلها تلك عقبى الذين اتقوا. هذه عاقبة المتقين لله اجتهدوا في العمل واتقوا الله في الدنيا فكان عاقبتهم هذه الجنة العظيمة التي فيها ما فيها من النعيم وعقبى الكافرين النار نعوذ بالله وعاقبة من كفر بالله النار وبئس المصير ولهذا كما يقرر اهل العلم ليس هناك شيء اعظم من التوحيد افراد الله بالعبادة وليس هناك ذنب اعظم من الشرك الكفر فعقبى الموحدين الجنة وعقبى الكافرين النار فاحرص على تحقيق التوحيد واحذر من الشرك كبيره وصغيره حتى تنال العاقبة الحميدة وهي الجنة التي اعدها الله لاولياءه ثم قال جل وعلا والذين اتيناهم الكتاب يفرحون بما انزل اليك المراد بالذين اوتوا الكتاب هنا ممن امن بالنبي صلى الله عليه وسلم كعبد الله بن سلام وغيره ولهذا قال بعض المفسرين ممن امن بك واتبعك من اليهود والنصارى فمن امن من اليهود والنصارى فهم يفرحون بالقرآن بالذي انزله الله على نبيه القرآن لانه يصدق كتبهم التي في ايديهم ويدل على انها حق ويبرهن ويأتي بما جاءت به فيفرحون لان هذا الحق عندنا انزل على موسى وعلى عيسى قبل مئات السنين والان انزل على محمد ما يدل عليه ويصدقه فدل على انه حق وهذه حال المؤمنين يفرحون بما انزل من الحق لانه يصدق ما في ايديهم ويدل عليه ويؤيده فهذه حال المؤمنين من اهل الكتاب والذين اتيناهم الكتاب يفرحون بما انزل اليك ومن الاحزاب من ينكر بعضه الاحزاب جمع حزب والمراد به من الطوائف المتحزبة من اليهود والنصارى والمجوس وغيرهم لكن هؤلاء اليهود والنصارى هم اهل الكتاب فمن الاحزاب من ينكر بعضه ينكرون بعضه قالوا كما انكرت يهود وصف النبي صلى الله عليه وسلم كذلك النصارى مع انه نزل في كتبهم وصف النبي والاخبار بانه اخر الانبياء وامروا بالايمان به واتباعه فلما بعث الله نبيه انكروا ذلك حسدا من قبل انفسهم والا هم يعلمون انه رسول الله حقا صلى الله عليه واله وسلم ولهذا قال ومن الاحزاب من ينكر بعضه ثم قال قل انما قل انما امرت ان اعبد الله ولا اشرك به اليه ادعو اليه مآب قل لهم وبين لهم دعوتك وما امرت به وهو الدعوة الى التوحيد والى افراد الله جل وعلا بالعبادة فقال قل انما امرت امرني ربي ان اعبد الله وحده لا شريك له ان اهرده بالعبادة اخصه بها ولا اشرك به ولا اشرك به احدا وهذا يا اخوان تضمن اعظم ما امر به وهو التوحيد واعظم ما نهي عنه وهو الشرك فيجب ان يهتم المسلم اهتماما بالغا بتحقيق التوحيد وبالحذر من الشرك كبيره وصغيره لان الشرك شأنه خطير انه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من انصار وقال جل وعلا ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء قال جل وعلا ولقد اوحي اليك والى الذين من قبلك لئن اشركت ليحبطن عملك ولهذا الانسان اذا ابرد الله بالعبادة وجد لذة الحياة يا اخوان وجد لذة التدين اذا طهره الله من الشرك من قدر الشرك فقد نجاهم من امر خطير وفاز فوزا عظيما لان النبي صلى الله عليه وسلم يقول من مات لا يشرك بالله شيئا لاحظ الشرك من مات لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة وان زنى وان سرق سبحان الله الزنا اذا كان محسن يرجم شارك تقطع يده ذنوب كبائر من كبائر الذنوب فتعجب ابو ذر قال وان زنا وان سرق قال وان زنا وان سرق قال يا رسول الله وان زنى وان سرق؟ قال وان زنى وان سرق وقال في الثالثة وفي الرابعة رغم انف ابي ذر. غصبا عنك سلامة من الشرك يا اخوان احرصوا على تحقيق التوحيد والسلامة من الشرك اكبره واصغره ومن الشرك الاصغر هو اذا استمر عليه الانسان صار اكبر الرياء احذروا من الرياء احذر من ان تقصد باعمالك وجوه الناس او مقاصد الدنيا صلي بالحرم مشان انها تعلم الناس انا محافظ على الصلاة بالحرام ما تفوتني الصلاة بالحرم صلي لله ولا تبي الناس يمدحونك انتبه اظبط امورك ترى ربك غني ان شركت مع واحد قال خل للشريك انا لا احتاج منه شيئا قال جل وعلا انا اغنى الشركاء عن الشرك. فمن اشرك معي غيري تركته وشركه ان الله لا يقبل من العمل الا ما كان خالصا عالجوا انفسكم بكتاب الله حتى تحيوا حياة طيبة وتنتقلون الى حياة اطيب قال جل وعلا اليه ادعو قال فيما امر به نبيه قل انما امرت ان اعبد الله ولا اشرك به شيئا اليه ادعو واليه مآب اليه ادعو ادعو الى الله اي الى عبادة الله الى افراد الله بالعبادة الى الى تخصيص العبادة له اياك نعبد واياك نستعين واليه مآب اي واليه مآبي ومرجعي. الامام باليوم الاخر لابد كلنا يجب نعتقد هذا يا اخوان مآبنا الى الله سنرجع الى الله وسنقف بين يديه ولسنا بهذه الحال بغياب ولباس ومطمئنين سنقف بين يديه حفاة عراة غرلا لا نعال في الاقدام ولا ثياب تستر العورات وغير مختونين على هيئتهم يوم ولدتهم امهاتهم فهل اعددت لذلك الموقف جوابا اعده اليوم بالعمل الصالح فمآبنا اليه جل وعلا فمن عمل عملا صالحا فليبشر بما يسره ومن عمل غير ذلك فلا يلومن الا نفسه قال جل وعلا وكذلك انزلناه حكما عربيا قال الطبري وكمان نزلنا عليك الكتاب يا محمد فانكره الاحزاب كذلك ايضا انزلنا الحكم والدين حكما عربيا وكذلك اي كما انزلنا عليك القرآن انزلناه حكما عربيا حكما يحكم بين الناس وفيه الاحكام التي يحتاجون اليها وجعلناه عربيا بلغة العرب لانها افضل اللغات واعظم اللغات وهذا تزكية للقرآن فكما انزلناه عليك ايضا انزلناه مشتملا على الاحكام يحكم بين الناس فيما يحتاجون اليه وجعلناه بلسان العرب حكما عربيا بينا واضحا لا غموض فيه قال جل وعلا ولئن اتبعت اهواءهم بعدما جاءك من العلم ما لك من الله من ولي ولا واق ولئن اتبعت اهواءهم يا نبينا اتبعت اواء كفار قريش وغيرهم ميل نفوسهم لما حرمت عليهم او اتبعت ارائهم التي زعموها من بعد بعد ما جاءك من الحق ها قيام الحجة اذا بلغك الكتاب بلغك الحق هذا ليس كالجاهل الذي ما بلغه الحق انتبهوا يا اهل المدينة انتم اعلم الناس الحق قائم تعرفون الحق هناك من لا يعلم الحق لبعده ربما ما سمع بالاسلام لكن من سمع الحق وعلمه والله لان اعرض عنه ما له من الله من ولي ولا واقع ما له ولي يتولى امره وينصره ويذب عنه وما له من واق يقيه من عذاب الله ويصد العذاب عنه لانه علم الحق وقامت عليه الحجة الرسالية ولا شك ان هذا من فضل الله ان الله علمنا وبلغنا الحق لكن علينا ان نجد ونجتهد في العمل حتى ننجو بين يدي الله جل وعلا ولقد ارسلنا رسلا من قبلك وجعلنا لهم ازواجا وذرية وما كان لرسول ان يأتي باية الا باذن الله. لكل اجل كتاب يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده ام الكتاب واما نرينك بعض الذين عدهم او نتوفينك فانما عليك البلاغ فانما عليك البلاغ وعلينا الحساب او لم يروا انا نأتي الارض نقصها من اطرافها. والله يحكم لا معقب لحكمه وهو سريع الحساب. ثم قال جل وعلا ولقد ارسلنا رسلا من قبلك وجعلنا لهم ازواجا وذرية هذه الاية فيها رد على المشركين الذين ينكرون ان يكون النبي صلى الله عليه وسلم نبيا وهو من البشر كانوا يزعمون هذا فيقول لولا ارسل معه ملك فرد الله عليهم وبين انه ليس باول الانبياء من البشر يقول جل وعلا ولقد ارسلنا رسلا من قبلك وجعلنا لهم ازواجا وذرية يقول ابن كثير رحمه الله يقول تعالى وكما ارسلناك يا محمد رسولا بشريا كذلك بعثنا المرسلين قبلك بشرا يأكلون الطعام ويمشون في الاسواق ويأتون الزوجات ويولد لهم وجعلنا لهم ازواجا وذرية. وقد قال تعالى لاشرف الرسل وخاتمهم قل انما انا بشر مثلكم يوحى الي اذا هذا رد على الكفار الذين زعموا ان محمدا صلى الله عليه وسلم ليس نبي ولو كان نبيا لكان ملكا او جاء معه ملك ولا يتصور ان يكون النبي من البشر فرد الله عليهم وانه ليس هو اول الانبياء بل هو اخرهم. وكل الانبياء قبله انما كانوا من البشر. فاي شيء تنكرون انما هو الجحود والاستكبار والعناد قال جل وعلا وما كان نعم وجعلنا لهم ازواجا وذرية وما كان للرسول ان يأتي باية الا باذن الله ما كان النبي ان يأتي باية بخارق للعادة بعلامة تدل على انه رسول من عند الله الا باذن الله جل وعلا الا اذا اذن الله له بذلك واعطاه الاية وهذا دليل ان الرسل لا يملكون من الامر شيئا الا ما ملكهم الله جل وعلا. فالامر امره جل وعلا هو الرب هو الاله ولا يستطيعون ان يأتوا باية الا باذنه جل وعلا وباعطائه اياهم لها قال جل وعلا لكل اجل كتاب اي لكل مدة مظروبة كتاب مكتوب مكتوب بها وكل شيء عنده بمقدار ما هناك شيء يقع هكذا صدفة يا اخوان كل شيء يقع هذا اجله لكل اجل كتاب عند الله. كتب الله ذلك في اللوح المحفوظ ولهذا لما سبق الحديث في اول الدرس اكتب ما هو كائن الى يوم القيامة كل شيء موت فلان حياة فلان مصيبة فلان رزق فلان فرح فلان اه ترح فلان ما من شيء يا اخوان يقع الا باجل مسمى عند الله تحريكك ليدك هكذا اجل مسمى انه بهذه اللحظة وهذا يدل على عظمته جل وعلا وعلى انه على كل شيء قدير ومن كان كذلك هو الواجب ان يعبد هو الاله الحق هو الذي يجب ان يخص بالعبادة جل وعلا قال يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده ام الكتاب يمحو الله ما يشاء ويثبت وقرأت ويثبت وعنده ام الكتاب هذه الاية من الايات المشكلة او ظاهرها مشكل لانه مستقر ان كل شيء يقع قد قضاه الله وقدره لا تبديل لكلمات الله رفعت الاقلام وجفت الصحف وهنا يقول يمحو الله ما يشاء ويثبت فكان ظاهر ان بعض النصوص تتعارض ولهذا تكلم العلماء باقوال عدة اقوال ستة او سبعة نقتصر على ثلاثة منها لان هي اظهرها فالقول الاول قالوا ان معنى قوله جل وعلا يمحو الله ما يشاء ويثبت المراد به الاحكام الشرعية المراد به باب النسخ. فالله شرع للانبياء السابقين شرائع ثم نسخ ابي شريعة النبي صلى الله عليه وسلم ايضا في شريعة النبي صلى الله عليه وسلم شرع اشياء ثم نسخها فهذا معنى يمحو ما يشاء ويثبت فبعض الاحكام ثبتها الله ما فيها نسخ وبعضها نسخها. فكان الرجل في اول الامر يجب على المؤمن الواحد ان يقف ان يقاتل عشرة ولا ينهزم امامهم ثم نسخ الله ذلك قال علم ان فيكم ضعفا فصار الرجل يقاتل رجلين من الكفار هذا مما نسخ وهناك احكام نسخت كانت موجودة ثم نسخت. كان قيام الليل واجب على النبي صلى الله عليه وسلم الليل كله او ثلثيه ثم نسخ ذلك بالصلاة ما شاء وغير ذلك من الاحكام كثيرة ولهذا باب النسخ معروف يا اخوان كتب مؤلفة في نسخ في القرآن ومنسوخه فقالوا معنى يمحو الله ما يشاء ويثبت المراد به ما يتعلق بالاحكام التي شرعها ثم نسخها ما ننسخ من اية او ننسى نأتي بخير منها او مثلها هذا قول والى هذا او مال الى هذا شيخنا الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله قال المراد به ما يتعلق بالشرائع والاحكام فينسخ شيئا ويثبت شيئا وقال بعضهم المراد ان المحو والاثبات يكون في صحف الملائكة واما اللوح المحفوظ لا يتغير ما فيه لكن الله جل وعلا اعطى الملائكة صحفا وفيها بعض الامور لكن ينسخ الله منها شيئا كما لو قال اقبضوا عمر فلان بعد مئة سنة فان وصل رحمه اقبضوه بعد مئة وخمسين الملائكة لا يدرون هل هو يصل الرحم او لا يصل الله اعلم