بسم الله الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن والاه. اعوذ بالله من الشيطان الرجيم. يمحو الله ما يشاء ويثبت عنده ام الكتاب. واما ندينك كبعض الذين عدهم او نتوفينك فانما عليك البلاغ وعلينا الحساب اولم يروا انا نأتي الارض ننقصها من اطرافها والله يقم لا معقب لحكمه وهو سريع الحساب. وقد مكر الذين من قبلهم فلله المكر جميعا يعلم ما تكسب كل نفس سيعلم الكفار لمن عقب الدار. حسنة. ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له. واشهد ان لا لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله واصحابه ومن تبع دعهم باحسان الى يوم الدين اما بعد. يقول الله جل وعلا في هذه الايات المباركات من سورة الرعد ولقد ارسلنا رسلا من قبلك وجعلنا لهم ازواجا وذرية وما كان لرسول ان يأتي باية الا باذن لكل اجل كتاب يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده ام الكتاب. اه اخذنا في الدرس الماضي اية سابقة لكن نعيد ونذكر معناها لارتباطه بمعنى الاية التي تليها ولاثره ايضا في الترجيح. فنقول يقول الله جل وعلا ولقد ارسلنا رسلا من قبلك. يقول الله عز وجل لنبيه صلى الله الله عليه واله وسلم ولقد ارسلنا رسلا من قبلك اي الى اممهم. فلست انت باول الرسل وقد خلت من قبلك الرسل الى قومهم والى اممهم كذبوهم فانزل الله بهم عقوبته وكذلك ايضا جعلنا لهم ازواجا وذرية فانت لست ببدع من الرسل. فلماذا؟ يسأل قومك اية ان تأتي معك بملك وينكرون رسالتك لانك من البشر. وقد خلت من قبلك الرسل كلهم من بشر بل كان لهم ازواج وكان لهم ذرية فهذا لا يمنع النبوة والرسالة. فاي شيء يستنكر كفار قريش ما هو الا التكذيب والعناد. والا لم تأتي ببدع من الامر فقد بعثنا قبلك رسلا من البشر وانت واحد منهم وجعلنا لهم ايضا ازواجا وجعلنا لهم ذرية فما الذي ينكره قومك من ان تكون رسولا. ثم قال وما كان لرسول ان يأتي باية الا باذن الله لانهم كانوا يقترحون عليه الايات. قالوا اجعل لنا الصفا والمروة ذهبا. وازل عنا جبال مكة وجعلها واديا ذا زرع الى غير ذلك من الايات التي طلبوها تعنتا وتشددا وامعانا في الكفر والمعارضة. وقد مر معنا ايضا ان جبريل ارسل ان الله ارسل جبريل الى النبي صلى الله عليه وسلم لما طلب منه قومه بعض الايات ومنها جعل الصفاء والمروة ذهبا فقال يا محمد ان ربك يقول ان شئت جعلت هم الصفاء والمروة ذهبا. لكن ان ابوا اهلكتهم. وان شئت ان تستأني حتى يتوب مسيئهم فقال لا بل استأني بهم حتى يتوبوا تائبهم. فالنبي فسلم لم يستعجل الايات لماذا؟ لان من سنة الله انه اذا طلب قوم اية فجاء ابها نبيهم؟ ان لم يؤمنوا اخذهم العذاب. ما يمهلون. فيهلكهم الله جميعا والنبي صلى الله عليه واله وسلم بالمؤمنين رؤوف رحيم. رحمة للعالمين صلى الله عليه واله وسلم هذا قال لا لا نأتيهم بالايات او لا لا اسأل ربي ان يأتي بالايات ولا استعجل عليهم لعلهم يتوبون ويرجعون الى الله. وهذا هو الذي حصل. فانه عام فتح مكة اسلم اهل مكة جميعهم. ما امتنع من الاسلام الا ثلاثة اشخاص. فروا من مكة واسلم عكرمة ابن ابي جهل منهم رجع الى الاسلام. هذا فضل عظيم وهكذا ينبغي ان يكون هم الداعي الى الله جل وعلا هداية الخلق. ورحمة الخلق ولو حصل منهم ما حصل من اذى فانه يصبر عليهم ويكون وتكون رغبته بهدايتهم ورحمتهم ونجاتهم مقدمة عنده يتأسى بنبيه صلى الله عليه واله وسلم. قال جل وعلا وما كان للرسول ان يأتي باية والاية يعني هي الامر الخارق للعادة الذي تطلبه الرسل من انبيائهم دليلا على صدق رسالتهم. وكان نبينا صلى الله عليه واله وسلم قد جاءه هم باية هي اعظم الايات. ولكن هم انما يقولون هذا من باب العناد. من باب الاظهار لاتباعهم بان طالبناه بحجة وببينة ما اتى بها وهو غير صادق ليصدوا عن دين الله عز وجل. والا لقد جاءهم بهذا القرآن العظيم. الذي تحداهم امره الله عز وجل ان يتحداهم ان يأتوا بكتاب مثله فما استطاعوا وتحداهم وقال لهم استعينوا بمن شئتم بل لو كان الانس والجن بعضهم لبعض ظهيرا معينا مساعدا ما استطاعوا ان يأتوا بمثله. فعجزوا مع انه مركب من الحروف التي يتكلمون بها. هذه الحروف هي التي يركبون منها كلامهم. طيب لماذا لم يأتوا بمثله؟ اية لانه كلام الله جل وعلا فعجزوا عن ان يأتوا بكتاب مثله. فتحداهم ان يأتوا بعشر سور مفتريات. على زعمكم انها مفترات استطاعوا فتحداهم ان يأتوا بسورة واحدة من مثله مثل سورة انا اعطيناك الكوثر ثلاث ايات فما استطاعوا. وهذا اعظم اية ودليل على ان محمدا صلى الله عليه وسلم رسول الله. رسول من عند الله. وان هذا القرآن هو كلام الله. ولهذا من فظل الله عز وجل على نبيه وعلى امته ان اية نبيهم باقية لا تنتهي بموت النبي صلى الله عليه وسلم وغيره من الانبياء تنتهي اياتهم بموتهم. تذهب ايته معه. اما نبينا صلى الله عليه وسلم باقية الى يومنا هذا. الى ان يرفع الله القرآن في اخر الزمان. فلا يزال الناس يهتدون بهذا القرآن. فمن من يدخل في دين الله في وقتنا هذا بمجرد ان يقرأ بتجرد يقرأ ترجمة القرآن ليس القرآن لكن ترجمة القرآن بالمعنى ايضا بالجملة. فلا يزال يهتدي به اناس. ولا يزال محفوظا لا يزاد فيه حرف ولا ينقص منه. ولا يزال اهل الاسلام يرجعون اليه فيعودون الى دينهم ويتقوون ويعبدون الله حق عبادته ويوحدون الله ويجتنبون الشرك تتحطم عليه سهام الاعداء سهام من يريدون اظلال المسلمين وافساد عقائدهم. لكن ذلك انما يكون اذا رجع المسلمون وعملوا بالقرآن حقا فعملوا به مثل ما عمل به النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه. كما قال بعض اهل العلم قال الكتاب والسنة بفهم سلف الامة. بفهم الصحابة والتابعين. واتباعهم باحسان ولله الحمد والمنة على ذلك. فلا يزال القرآن علما على الحق حق لا يندثر هذا الدين. ولا يحرف ولا يبدل كما حرفت. اليهود والنصارى بل هو محفوظ بحفظ الله. فما بقي على الانسان الا العمل. والله تكفل بحفظه. ولهذا قال الله عز وجل بهذه الاية وما كان لي رسول ان يأتي باية الا باذن الله. الانبياء لا يأتون بالايات باختيارهم الا اذا اذن الله جل وعلا في ذلك. ليس ذلك اليهم. لانهم عباد ليس لهم من امر شيء وانما هم من عباد الله المصطفين. ممن اختصهم بالرسالة فهم لا يأتون باية الا اذا اذن الله بذلك واراد الله جل وعلا ذلك. ثم قال جل وعلا لكل لاجل كتاب لكل اجل كتاب. اه قال ابن كثير رحمه الله اه اي لكل مدة مظروبة كتاب مكتوب بها. وكل شيء عنده بمقدار كما قال جل وعلا الم تعلم ان الله يعلم ما في السماء والارض؟ ان ذلك في كتاب ان ذلك على الله يسير وقال الظحاك ابن مزاحم يقول في قوله وكان الظحاك ابن زاحم يقول في قوله تعالى لكل اجل كتاب اب اي لكل كتاب اجل يعني لكل كتاب انزله من السماء مدة مظروبة عند الله ومقدار معين. فلهذا يمحو ما يشاء منها ويثبت. يعني حتى نسخت كلها بالقرآن الذي انزله الله على رسوله صلوات الله وسلامه وبركاته عليه. اذا هذا معنى قوله لكل كتاب لكن نستفيد من هذا الترجيح ومن قول الضحاك في تفسير الاية اللاحقة وهي يمحو الله ما يشاء في البيت ان ذلك متعلق بنسخ الشرائع فيمحو الله منها ما يشاء اذا انتهى اجلها الذي اجله الله ولها ويثبت كما اثبت دين الاسلام فانه لا ينسخ ولا يغير ولا يبدل الى ان تقوم الساعة. وهذا الاقوال في تفسير الاية. وقال بعض المفسرين قال السمعاني لكل اجل اجله الشارع كتاب اثبت فيه وهو من معنى القول الذي قبله وقيل لكل قضاء قضاه الله وقت يقع فيه كتاب اثبت فيه وهذه الاقوال كلها بمعنى. اذا لكل اجل كتاب جعل الله او لكل شيء اجلا مسمى. في كتاب مكتوب عنده. وهذا فيه اثبات القضاء والقدر الا تظن ان شيئا يقع في الدنيا هكذا جزافا؟ او صدفة كما يقول بعضهم. كل شيء باجل مسمى عند الله لا يتحرك متحرك ولا يسكن ساكن ولا يتكلم متكلم وما من حركة ولا سكون الا بقضاء وقدر قد قضاها الله وكتبها وقدرها عنده. فهي في كتاب. وهذا يدل على عظمته جل وعلا وعلى قدرته العظيمة ومن كان كذلك فهو المستحق ان يعبد. وان يخص بالعبادة جل وعلا. قال جل وعلا يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده ام كتاب ذكرنا في الدرس الماظي ان يثبت فيها قراءتان. فقرأ ابن كثير وابو عمرو وعاصم ويثبت تخفيف من اثبت يثبت اثباتا وقرأ الباقون بالتشديد يثبت ويثبت عنده ام الكتاب ويثبت وعنده ام الكتاب. وقد تنازع العلماء في قوله جل وعلا يمحو الله ما يشاء ويثبت انه ام الكتاب. ما المراد به؟ لان الاية اخر الاية التي قبلها تقول لكل اجل كتاب. كل شيء قد كتب ولهذا جاء في الحديث ان الله عز وجل لما خلق القلم قال له اكتب ها هو كاين الى يوم القيامة فجرى القلم بالمقادير قبل خلق السماوات والارض بخمسين الف سنة. واذا جاء في الحديث الاخر رفعت الاقلام وجفت الصحف. فهنا يأتي الاشكال. فان الله جل وعلا يخبر بهذه الاية انه يمحو ما يشاء ويثبت وجاءت نصوص اخرى من القرآن والسنة تدل على ان ما قضاه الله وقدره لا يتغير. وهذه الاية تخبر ان انه يمحو ويثبت. ومن هنا تعددت توجيهات اهل العلم او اقوال اهل العلم بتفسير الاية وفيها اقوال من اقواها؟ القول الاول وهو مروي عن جمع من السلف قالوا ان قوله يمحو الله ما ويثبت وعنده ام الكتاب هذا متعلق بالشرائع. متعلق بالشرع بمعنى يمحو يمحو الله ما يشاء ويثبت المراد به الشرائع والاحكام فينسخ شيئا ويثبت شيئا. فقالوا مثلا الشرائع نسخ الله الشرائع كلها لها واثبت شريعة النبي صلى الله عليه وسلم. فقد كانت الشرائع قبله شريعة نوح شريعة هود شريعة صالح شريعة موسى شريعة عيسى لكن محاها الله جل وعلا ونسخها ثبت شريعة النبي صلى الله عليه وسلم. فهي باقية الى اخر الزمان. قالوا وهذا القول يشهد له قبله. اخر الاية لكل لاجل كتاب. فانتهت اجال تلك الكتب ومحاها الله جل وعلا. واثبت دين نبيه صلى الله عليه وسلم فهو باق الى قيام الساعة. وقالوا ايضا يدخل في ذلك النسخ. فان الله جل وعلا ينسخ من القرآن شيئا كما قال جل وعلا ما ننسخ من اية او ننسها نأتي بخير منها او مثلها قال واول نسخ في في القرآن نسخ القبلة. نسخ القبلة. كان النبي يصلي الى بيت المقدس اول ما قدم المدينة. ثم نسخ ذلك بتحويله الى الكعبة الى بيت الله الحرام اذا يمحو ما يشاء ويثبت. راجع على الاحكام. احكام الشرائع. احكام دين كما كان على الرجل المسلم ان يقاتل عشرة من الكفار. ثم علم الله ان فينا ضعفا فنسخ ذلك من عشرة الى اثنين. لا ينهزم المؤمن امام رجلين. فنسخ الحكم السابق وهناك احكام كثيرة نسخت ولهذا الف العلماء كتب في النسخ والمنسوخ في القرآن كتب كثيرة جدا كلها تتكلم في هذا الموضوع. وهذا القول ممن قال به شيخنا الشيخ ابن باز رحمه الله. قال هذا هو المراد بقوله يمحو الله ما يشاء ويثبت المراد به الشرائع والاحكام الشريعة شريعة النبي صلى الله عليه وسلم يعني ما منها ومنها ما لا يدخله النسخ ويبقى على ما هو عليه. فهذا معنى قوله جل وعلا يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده ام الكتاب والقول الثاني وهو مروي عن ابن عباس واختاره شيخ الاسلام ابن تيمية شيخنا الشيخ ابن عثيمين وجمع من اهل العلم قالوا ان قوله جل لا يمحو الله ما يشاء ويثبت ان المحوى والاثبات في صحف الملائكة. ان المحو والاثبات في صحف واما علم الله سبحانه وتعالى فلا يختلف. ولا يبدو له ما لم يكن عالما به. فلا ولا اثبات. اذا يمحو الله ما يشاء ويثبت من الصحف التي بايدي الملائكة. وقالوا يدل على هذا حديث ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يرد القدر الا الدعاء لا يرد القدر الا الدعاء وهي لهو الدعاء والقضاء يختلجان في السماء فايهما غلب نفذ هذا حق فان الله جل وعلا يعلم ان هذا القضاء الذي قال للملائكة عبدي فلان انزل به يوم كذا لحظة كذا عقوبة كذا وكذا او مصيبة كذا وكذا الا ان دعاني واناب الي واستغفرني فارفعوا عنه ذلك؟ فالملائكة لا يدرون هل هذا العبد سيتوب ويرجع الى الله؟ او انه لا يتوب وينزل به القضاء. اما ربنا جل وعلا فانه يعلم انه سيتوب او لن يتوب. ويعرف ما سينتهي اليه امره. ولهذا قال وعنده ام الكتاب اللوح المحفوظ فالتغير هذا الذي يحصل انما هو بالنسبة لصحف الملائكة ولعلم الملائكة. اما علم الله لا تغير ولا يتبدل وظربوا ايظا مثالا بما بواصل الرحم يعني يقول الله عز الملائكة عبدي فلان انقطع الرحم فامسكوا فاقبضوا روحه بعد خمسين سنة. وان وصل رحمه فاقبضوا روحه بعد مئة سنة. الله يعلم انه سيصل اولى يصل. لكن الملائكة لا يدرون ينتظرون فان وصل الرحم اجلوا قبض روحه. قال وهذا معنى الحديث. صلة الارحام تزيد في الاعمار. او منسأة في الاثر. منسأة في الاجل. هذا معنى اطالة العمر. لا ان علم الله السابق يتغير. لعن الله ثابت والله يعلم ان هذا سيصل او لا يصل. وانه سيقبض في اللحظة الفلانية واصلا وان قاطعة. لكن الذي يتغير هو علم الملائكة. فهذا القول الثاني قالوا ان معنى قوله جل وعلا يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده الكتاب ان هذا ان هذا المحو والاثبات انما هو في صحف الملائكة. وبالنسبة لعلم الملائكة واما علم الله جل وعلا فانه لا يتغير فانه قد علم كل شيء فهو عنده في ام الكتاب. والقول الثالث وقال به ابن جرير او رجحه ابن جرير قال ان معناه انه جل وعلا يمحو من قد حان اجله ويثبت من لم يجيء اجله. ان هذا يعني ما يتعلق بليلة القدر فيها يفرغ كل امن حكيم وانه يقدر الله عز وجل في ليلة القدر ما يتعلق السنة التي بعدها يحيى فلان يموت فلان يرزق كذا يحرم كذا فقالوا ان معنى يمحو ما يشاء هو من انتهى اجله يمحوه من صحيفة العمل. وينتهي اجله ورزقه وعمله. ويثبت ما يشاء ابقاءه لا يزال في عمره بقية. ورجحه ابن جرير الطبري. والقول الرابع وايضا مروي عن ابن عباس وغيره قال يمحو يمحو الله ما يشاء من امور لعباده في غيره الا الشقاء والسعادة. يمحو الله ما يشاء من امور عباده الا الشقاء والسعادة لا تتغير شقي او سعيد. وهذا القول الحقيقة فيه اشكال. كما ان القول الذي قبله ايضا فيه اشكال. يرد عليه اعتراض وقال بعض المفسرين معنى ذلك ان الله يمحو كل ما يشاء ويثبت كل ما اراد والاظهر والله اعلم هم القولان الاولان. انه معناه يمحو السياق يدل عليه لما ذكر الامم السابقة وان الرسل الذي ارسلهم الى اممهم وان لهم ازواج ولهم ذرية وانه ما كان لنبينا يأتي باية الا باذن الله. وان لكل اجل كتاب اذا هذه هي الامم السابقة فيمحو الله ما يشاء يزيل من هذه الشرائع ما يشاء ويثبت منها ما يشاء. فازال تلك الشرائع ونسخ كل شريعة بالتي الى ان جاءت شريعة نبينا صلى الله عليه وسلم فنسخ بها ما قبلها وثبتها الى قيام الساعة والقول الثاني ان هذا راجع الى ما في صحف الملائكة ايظا هذا قول قوي وله وجهة من النظر ويدل عليه بعظ الاحاديث التي اشرنا الى شيء منه والمهم ان نعلم ان الله سبحانه وتعالى قد قدر كل شيء. ولهذا يقول علماء مراتب القدر اربعة. العلم قد علم الله كل شيء. ثم الكتابة وكتبه عنده في اللوح المحفوظ والمشيئة شاء وجوده والخلق والايجاد حينما يقع الفعل يخلقه ويوجده. وهذا امر مفروغ منه لكن تحمل الايات على ما لا يعارظ الاية الاخرى وهذا هو الواجب. هذي طريقة اهل العلم الجمع بين الدليل من اولى من احد من اهمال احدهما. وهذا هذا التوهم توهم التعارض انما هو في اذهاننا في الحقيقة لا تتعارض الايات ولا الاحاديث والايات مع الاحاديث ولا الاحاديث مع الايات قال يمحو الله ما يشاء ويثبت هو عنده ام الكتاب ام الكتاب اي اصله. والكتاب هو اللوح المحفوظ. قال بعض اهل العلم وهذا دليل على ان التغيير في صحف الملائكة لانه قال وعنده ام الكتاب اللوح المحفوظ ما يتغير. وانما المحو اثبات انما هو في الصحف التي بايدي الملائكة. والا فان اللوح المحفوظ ام الكتاب لا يتغير. وما فيه ثابت كما هو ثم قال جل وعلا واما نرينك بعض الذي نعيدهم او نتوفينك فانما عليك البلاغ وعلينا الحساب. واما نرينك. قال الطبري اما نريينك يا محمد في حياتك بعض الذي وعدنا هؤلاء المشركين من قومك من العذاب او لتوفينك قبل ان نريك ذلك فيهم فانما عليك البلاغ وعلينا الحساب. مهمتك البلاغ وقد قمت بها. اما وقوع العذاب ومتى يقع؟ هل في حياتك او بعد موتك؟ هذا الينا. وعلينا الحساب وهذا فيه بيان مهمة النبي صلى الله عليه وسلم وهو البلاغ والبيان وقد قام بها خير قيام صلى الله عليه وسلم. بلغ الرسالة وادى الامانة ونصح الامة. وتركها على بيظة ليلها ونهارها سوا ولا يزيغ عنها الا هالك. وهذا مما يؤكد لان الاية لان السورة مكية والمجادلة مع قوم كفار مما يؤكد لهم ويثبت لهم لو كانوا يرعون ان الامر لله جل وعلا محمد صلى الله عليه وسلم الا رسول قد خلت من قبله الرسل. فمجازاة العباد ومحاسبة العباد الى الله. والنبي ما عليه الا البلاغ. وهذا ايضا فيه امر مهم جدا. فان انسان يدعو احيانا يدعو الناس سواء البعيدين او يدعو الاقارب ولكن لا يستجيبون. لا تحزن. حنا البلاغ هداية الخلق الى الله والله ما تهدي ولدك ما تهديه. ما تهدي زوجك فالهداية الى الله لكن انت عليك البلاغ. وعليك البيان. وهذي والله مهمة يسيرة على فمن يسره الله عليه. ابلغه الحجة واسكت عنه اتركه. كيف لو كلفنا الله هداية الناس وقعنا في حرج عظيم. ولا نستطيع ذلك. لكن متى ما دعوت كتب الله اجرك وثبت عند الله جل وعلا قال واما نريينك بعض الذي نعدهم واما نرينك يا نبينا بعض الذين ائدوا قومك كاين من العذاب والعقوبة والنكال او او نتوفينك. قبل ان ننزل بهم ما وعدناهم فلا ترى ذلك وانما يقع بعد وفاتك فانما عليك البلاغ. انت عليك البلاغ تبليغ الرسالة وقد قمت بها وعلينا الحساب نحن نتولى حسابهم. كما قال جل وعلا انا الينا ايابهم ثم انا علينا حسابهم فالله هو الذي يحاسب خلقه. وهذا فيه تبرئة للنبي صلى الله عليه وسلم من الحول والقوة في مسألة في الهداية وفي ايضا تهديد وتحذير لهؤلاء الكفار فان العقوبة نازلة ان عاجلا في حياة النبي صلى الله عليه وسلم او بعد ذلك قال جل وعلا او لم يروا انا نأتي الارض قرأت الايات او لم يروا انا نأتي الارض ننقصها من اطرافها والله يحكم لا معقب لحكمه وهو سريع الحساب. اولم يروا هذا استفهام تقرير وهو ايظا متظمن للتوبيخ لهم والانكار عليهم كيف لم يرعوا ويتعظوا ويرجعوا الحق الم يروا انا نأتي الارض ننقصها من اطرافها؟ اختلف العلماء في المراد بنقص خذي من اطرافها فقال بعض اهل العلم وهي رواية عن ابن عباس قال خرابها ونقصها من اطرافها هو بموت علمائها وفقهائها. هو بموت علمائها وفقها فقهائها واهل الخير منها. وكذا وكذا قال مجاهد ايضا قال هو موت العلماء. اذا ننقصها من اطرافها قال المراد موت اهل العلم فان موتهم مصيبة ونقص عظيم على اهل الارض. وقال بعض المفسرين وهي رواية عن ابن عباس قال او لم يروا الى القرية تخربوا حتى يكون العمران في ناحية وقيل ننقصها من اطرافها المراد به نقصان اهلها وبركتها. وقيل الانفس والثمرات وخراب الارض. والقول الاخير وهو الراجح ان المراد كما قرره من الشنقيطي وهو مرويا عن ابن عباس او رواية صحيحة عن ابن عباس قال ان معنى ننقصها من اطرافها اي ننقص ارض الكفر ودار الحرب ونحذف اطرافها بتسلط المسلمين عليها. واظهارهم عليها. وردها دار اسلام والقرينة الدالة على هذا المعنى قوله افهم بعده افهم الغالبون وانما اية الانبياء فان اية الانبياء فيها افلا يرون انا نأتي الارض ننقصها من اطرافها افهم الغالبون؟ قالوا اذا احنا ننقصها من اطرافها؟ يعني اولم يروا الختام مع المشركين؟ مع الكفار؟ اولم يروا انا نأتي الارض ننقصها من اطرافها فنسلب هذه الارض منهم. ونجعلها لاوليائنا للمسلمين. فتنقص الارض التي بايديهم. فبعد ان كانت دار الكوفرين صارت دار اسلام. فمن الذي نقصهم؟ وجعل هذه الديار تصير بايدي المسلمين. فنقص صافي ما في ايديهم واضمحل هو الله فهذا فيه اية وعبرة قوم كفار لابي يتيم بالادلة العقلية. اليس لكم عبرة واتعاظ؟ الا ترون الى ذلك؟ كيف ننقص الارض؟ نأتيها من فنسلمها لاوليائنا. ونسلبها منكم. فنقصت ارضكم بعد ان كانت كثيرة لكم بذلك اية وعبرة ان هذا الدين الذي جاء به اولياء الله حق الذي جاء به نبي الله حق ولهذا جعل الله العاقبة له وسلبكم ما في ايديكم. وهذا هو الذي حصل لكفار قريش. فانهم في اول الامر اخرجوا النبي صلى الله عليه وسلم من مكة بعد ثمان سنوات يرجع فاتحا معززا منصورا صلى الله عليه وسلم. وتصبح مكة دار اسلام. ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم لا هجرة بعد بعد الفتح. قالوا لان مكة لن ترجع في يوم من الايام بلاد كفر ابدا لما فتحها الله ودخل دخل اهلها في الاسلام ستبقى مكة تدار اسلام الى ان يرث الله الارض ومن عليها. ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم لا هجرة بعد الفتح. ولكن جهاد لان الهجرة تكون بلاد الكفر الى بلد الاسلام. اذا كانت بلد الاسلام ما يقال هاجر من بلد الاسلام الى بلد الاسلام. ما هي هجرة هذي اذا هذا هو معنى الاية وقول ابن عباس قال الم يروا انا نفتح لمحمد صلى الله عليه وسلم الارض بعد الارظ فيأخذها ويسلبهم اياها ويهبها لنبيه واتباعه. اولم يروا انا نأتي الارض ننقصها من اطرافها؟ والله يحكم لا معقب لحكم سريع الحساب. والله يحكم جل وعلا لا معقب لحكمه. لا راد ولا ناقض لحكمه جل وعلا وليس يتعقب حكمه احد بنقض ولا تغيير. وهذا يدل على انه فعال لما يشاء. وانه القهار. وانه القاهر فوق عباده. فمن كان كذلك يجب ان يفرد ويخص بالعبادة لانه الرب حقا. هو القدير على كل شيء. هو الذي اذا قظى امره لا يعقب احدا حكمه. فهو المستحق ان يعبد. ولا يجوز صرف العبادة للاصنام والاوثان والاحجار التي لا حكم لها ولا تملك نفعا ولا ضرا لا لانفسها ولا لعابديها. ثم قال جل وعلا وهو سريع الحساب حسابه اذا حاسب عباده سريع فهو يحاسب الكفار ويحاسب ويجازي المؤمنين. ولهذا اه يقف الناس اولهم واخرهم في صعيد واحد ثم يفصل الله جل وعلا بينهم مع كثرتهم وكثرة اهل النار كثرة اهل الجنة يفصل بينهم في وقت يسير لانه سريع الحساب. اذا حسب لانه على كل شيء قدير. ثم قال وقد مكر الذين من قبلهم. هذه تسلية من الله جل وعلا لنبيه. فيقول وقد مكر الذين من قبلهم مكرت الامم الكافرة من قبل كفار قريش من قبل قومك يا نبينا والمكر الاصل فيه ايصال المكروه الى الانسان من حيث لا يشعر فيظهر شيئا وهو يريد غيره. فقد مكرت الكفار الامم الكافرة بانبيائهم مكرا كبارا ولكن ما هي العاقبة؟ دمرهم الله ونصر الانبياء تسري اهل النبي صلى الله عليه وسلم وتخويفه للكفار. ووعيد وتهديد. وقد مكر الذين من قبلهم فلله المكر جميعا قال الطبري رحمه الله فلله اسباب المكر جميعا. فلله اسباب المكر جميعا وبيده واليه لا يضر مكر من مكر منهم احدا الا من اراد ظره به فالمكر لله جميعا هو الذي يملكه ولا يمكر ماكر الا باذنه وارادته ولا يؤذي ماكر غيره او يصيبه باذى الا باذنه جل وعلا. فالامر بيده. واسبابه بيده فلا احد يفعل شيئا الا باذنه وقضائه. وهذا بيان انهم ومكرهم لن يستطيعوا ان يفعلوا شيئا الا اذا اذن الله بذلك قد يأذن به قدرا وكونا لحكم عظيمة ولكن العاقبة للمؤمنين وللمتقين العاقبة للرسل واتباعهم ينصرهم الله جل وعلا على اعدائهم وتكون العاقبة لهم. وان يهلكوا اعداءهم فلله المكر جميعا يعلم ما تكسب كل نفس. جل وعلا. فهو الرقيب على عباده وهو الوكيل الحفيظ لا تخفى عليه خافية. يعلم السر واخفى. يعلم ما انتبهوا العباد من الاعمال بالليل والنهار. في ظلمة الليل او تحت الارض. او في لجج البحار يعلم كسبهم واعمالهم لا يخفى عليه شيء منها. وايضا وكل ملكين يكتبان والسيئات وكل هذا من كمال عدله جل وعلا. قال جل وعلا وسيعلم الكفار لمن عقب الدار؟ قال ابن كثير سيعلم الكفار لمن تكون الدائرة والعاقبة لهم او لاتباع الرسل كلا بل هي لاتباع الرسل في الدنيا والاخرة. ولله الحمد والمنة. نعم عقبى الدار. العاقبة حميدة وهي دخول الجنة النصر في الدنيا والتمكين في الدنيا وتؤول اراضي الكفار التي الى المسلمين وايضا في الاخرة لهم الجنة والثواب العظيم. سيعلمون غدا وهذا دليل على البعث. انهم سيبعثون ويعلمون ذلك لكن حينما لا ينفعهم علمهم وفيه البشارة للمؤمنين وبيان مآل المؤمنين ثم قال جل وعلا ويقول الذين كفروا لست مرسلا. يعاندون فيقول الكفار كفار ايش؟ لست مرسلا لست رسولا ولا نبيا. فقال الله جل وعلا لنبيه صلى الله عليه وسلم قل كفى بالله عيدا بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب. كفى بالله شهيدا يشهد على صحة ما جئت به. وانه الحق ومن عنده علم الكتاب. قال ابن كثير اي قل نعم. قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم اي حسبي الله وهو الشاهد علي وعليكم. شاهد علي فيما بلغتم عنه من الرسالة. وشاهد عليكم ايها المكذبون فيما تفترونه من البهتان وقد قيل ومن عنده علم الكتاب قيل ان المراد به عبدالله بن سلام وقالوا انه هو سبب نزول الاية. وتعقب ابن كثير رحمه الله هذا قول قال وهذا قول غريب. فان هذه السورة مكية. وعبدالله بن سلام انما امن بالنبي صلى الله عليه وسلم لما هاجر الى المدينة ولكن اورد ابن ابي نعيم في دلائل اورد ابو نعيم في دلائل النبوة خبرا ان عبد الله بن سلام قدم مكة وامن بالنبي صلى الله عليه وسلم في وقت الحج. لكن سنده ضعيف وبناء على هذا نقول هذا القول بان المراد من عنده علم كتاب هو عبد الله بن سلام هذا القول فيه نظر وغير صحيح قيل من عنده علم الكتاب هو الله جل وعلا. ولهذا هناك قراءة ومن عنده علم علم الكتاب ومن عنده علم الكتاب. لكن القراءة ضعيفة. ليست قراءة صحيحة. والراجح ان قوله ومن عنده علم الكتاب كما قال ابن ابن كثير قال الصحيح ان هذا ان ومن عنده علم الكتاب اسم جنس اسم جنس يشمل علماء اهل الكتاب الذين يجدون صفة محمد صلى الله عليه واله وسلم ونأتي في كتبهم المتقدمة من بشارات الانبياء به. كما قال تعالى ورحمتي وسعت كل شيء فسأكتبها فسأكتبها للذين يتقون ويؤتون الزكاة والذين هم باياتنا يؤمنون الذين يتبعون الرسول النبي الامي الذي يجدونه مكتوبا عنده في التوراة والانجيل. وقال جل وعلا اولم يكن لهم اية ان يعلمه علماء بني اسرائيل؟ اذا من عنده علم الكتاب هم المؤمنون من اهل الكتاب. فانه قد نزل عليهم في كتبهم البيان بان محمدا صلى الله عليه وسلم رسول الله وانه خاتم الرسل. كما قال جل وعلا عن عيسى ومبشرا برسوله يأتي من بعدي اسمه احمد. اذا انتم تنكرون تقولون تمر سلا قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب. كفى بالله شهيدا. فانه يشهد اني رسوله وانزل علي هذا الكتاب وهذا القرآن واراكم من الايات ما يدل على اني رسول من عنده فكفى به شهيدا. وكذلك من عنده علم الكتاب المؤمنون من اليهود والنصارى واهل الكتاب. ايظا يعلمون ذلك وايش باني رسول الله لان الله قد انزل عليهم ذلك في كتبهم