بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. الرحمن الرحيم وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله واصحابه ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين اما بعد اه ذكر لي بعض الاخوة انني قلت وانا اقرر ان السنة عدم الجهر بالبسملة انني قلت جهر النبي صلى الله عليه وسلم بالبسملة فهذا سبق لسان هذا سبق لسان مني واسأل الله ان يعفو عني عندي سبق لسان كثير لكن الذي قررته قبل هذه الجملة وبعدها ان النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن يجهر بالبسملة وان كان شيخ الاسلام ابن تيمية وابن القيم ذكروا ان النبي صلى الله عليه وسلم جهر بالبسملة احيانا وقالوا انه ايضا جاء عن عمر انه جهر بالبسملة ولكن اجابوا عن هذا بانه محمول على تعليم الناس انهم يعلمون احيانا يجهر الامام بالبسملة ليعلمهم انها سنة ولكن لا يكون ديدنه دائما وابدا. وان كان في الحقيقة الاحاديث التي جاءت للنبي صلى الله عليه وسلم جهر اه يعني الذي وقفت عليه من كلام بعض اهل العلم المعاصرين انه انها لا تصح لكن اذا ثبت الحديث فانه محمول على تعليم الناس احيانا لا بأس ان يجهر الامام في بعض الاحيان وقد كان بعض ائمة الحرمين كشيخنا الشيخ علي الحذيفي حفظه الله بختم رمظان كان سورة يقرأ يبسمل في اولها ويجهر السورة التي بعدها لا يبس منها لا يجهر كل هذا من تعليم الناس السنة ليعلموا ان البسملة انها من السنة ان يؤتى بها لكن ليست يعني ليس الجهر ليس واجبا. والله اعلم نعود الى اه ما نريد ان نتكلم به وهو تفسير سورة البقرة سورة البقرة هي اطول سورة في كتاب الله عز وجل وهي سورة مدنية باتفاق اهل العلم بمعنى انها نزلت بعد هجرة النبي صلى الله عليه واله وسلم وهذا واضح ايضا في طول اياتها وفي ذكر الاحكام التي فيها وفيها ايضا ذكر المنافقين وبعض اعمالهم وذكر بني اسرائيل وهذا يذكر علماء القرآن الذين تكلموا في علامات المكي والمدني ان هذه من علامات المدني ان طول السور هذا دليل ان السورة مدنية هو الايات في السورة. طول السورة نفسها وطول الايات بها بينما السورة المكية تجد انها غير طويلة وكذلك تجد ان اياتها قصيرة ايضا احكام احكام الصلاة احكام الدين احكام الطلاق وما شابه ذلك هذا كله مما نزل بالمدينة. فسورة البقرة سورة مدنية آآ واما فضلها او قبل ذلك عدد اياتها فيه خلاف بين علماء العد فيها مشهور انها مئتان وست وثمانون وقال بعض اهل العلم انها مئتان وسبع وثمانون. ويحصل يعني يحصل احيانا بين القراء في عد الايات فتجد بعضهم يجعل هذه السورة مئتين وستة وثمانين والاخر مئتين وسبعة وثمانين ولكن هذا لا يعني ان هناك اختلاف في القرآن لكن الاختلاف منهم من يعد اية واحدة يعدها ايتين ومنهم من يجعلها اية واحدة ومن لهذا يأتي الاختلاف في العدد من مثل هذا والا القرآن هو نفسه ما فيه زيادة ولا نقص لكن منهم من يقف او يجعل مثلا نصف الاية يجعلها نهاية اية ويبتدأ اية اخرى ويعدها اية اخرى ومنهم من يجعلها اية واحدة هذا هو هو الاختلاف الذي يحصل لكن القرآن هو هو لا يزيد فيه حرف ولا ينقص منه حرف بوعد الله عز وجل آآ ايضا مما ذكره العلماء في عدد حروفها ففيها مئة خمس وعشرون الف وخمس مئة حرف واما عدد كلماتها فقالوا ان فيها ستة الاف ومئة وواحد وعشرين كلمة سورة البقرة عدد كلماتها ستة الاف ومئة وواحد وعشرون كلمة وهنا مسألة اه هل يكره ان يقال سورة البقرة سورة النساء جاء في هذا حديث ضعيف جاء في هذا حديث ضعيف ولفظه لا تقولوا ما رواه هو نعم رواه ابن مردوية عن انس ابن مالك قال النبي صلى الله عليه وسلم لا تقولوا سورة البقرة ولا تقولوا سورة ال عمران ولا سورة النساء وكذا القرآن كله ولا تقولوا السورة التي يذكر فيها البقرة والتي يذكر فيها ال عمران وكذا القرآن هذا الحديث قال اهل العلم انه حديث منكر وقال عنه ابن كثير حديث غريب لا يصح رفعه رد عليه البخاري وبوب في صحيحه هل يقال سورة كذا وهو الصواب انه يقال سورة البقرة ويقال سورة النساء ويقال سورة ال عمران ولا كراهة في ذلك وقد دل على هذا ادلة كثيرة منها الحديث الذي في الصحيحين من قرأ الايتين من اخر سورة البقرة. يقول النبي صلى الله عليه وسلم من قرأ الايتين من اخر سورة البقرة. ما قال من اخر السورة التي تذكر بها البقرة وايضا جاء في صحيح مسلم ان النبي صلى الله عليه وسلم قال اقرأوا سورة البقرة فان اخذها بركة وتركها حسرة ولا يستطيعها البطلة وايضا جاء في صحيح مسلم ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لعمر الا تكفيك اية الصيف في اخر سورة النساء قال سورة النساء ما الحاصل انه لا كراهة من قول سورة البقرة وهذا الحديث لا لا يصح ولا يثبت النهي عن قول سورة كذا وسورة كذا اه بعد ذلك نأتي على فضل هذه السورة. هذه السورة سورة عظيمة وقد ورد في فضلها احاديث منها الحديث الذي رواه مسلم في صحيحه عن ابي هريرة قال النبي صلى الله عليه واله وسلم سورة البقرة قال اقرؤوا سورة البقرة. اقرأوا سورة البقرة فان اخذها بركة وتركها حسرة ولا يستطيعها البطلة والبطلة هم السحرة كما قال بعض الرواة الحديث ومما يدل على فضل سورة البقرة ما رواه الامام احمد ومسلم والترمذي والنسائي من حديث ابي هريرة قال النبي صلى الله عليه وسلم لا تجعلوا بيوتكم قبورا فان البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة لا يدخله الشيطان وهذا فيه دليل على سنية قراءة سورة البقرة في البيوت وانها تطرد الشيطان ولهذا جاء في حديث اخر عند ابن ماجة يحسنه الشيخ الالباني يقول من قرأ سورة البقرة نهارا لم يدخله الشيطان ثلاثة ايام ومن قرأها ليلا لا يدخله الشيطان ثلاث ليال وهذا المراد به انه اذا قرأها لا يدخله الشيطان لكن لو ان الانسان فعل بعض المنكرات او شغل الغنى او جاء بالاشياء المحرمة اه قد تدخل الشياطين وترجع ولا تبقى ثلاثة ايام لانه جاء ما يدعوها الى الدخول نسأل الله العافية والسلامة ولهذا ينبغي للانسان يحذر يبعد المنكرات من بيته ونحن في زمان ما نقول الله الا الله الله المستعان يا اخي ما تكاد تستطيع ان تخلص بيتك من هذه الشروط قاصة مع هذه الوسائل قد يأتيك مقطع من صاحب خير تعرفه طالب علم تفتحه واذا فيه موسيقى محسنات صوتية يقولون وهي موسيقى ما في فرق هي موسيقى ولهذا تتعجب احيانا يرسلك بعض طلاب العلم وترى ان الامر انه لا شيء عنده يتكرر الانسان مثل هذه الامور والموسيقى اي موسيقى هي حرام سواء بفمه او بالة المعازف النبي صلى الله عليه وسلم قال يكون قوما من امتي يستحلون الحر والحرير والمعازف. في اخر الزمان يخسف بهم وليس المراد المعازف الالة نفسها المراد الصوت الناتج عنها ومن حاك هذا الصوت سواء بفمه او بمحسنات او بغير ذلك الحكم واحد يا اخوان وكذلك الصور هذه كلها مما تبعد الملائكة وتكون سببا في دخول الشياطين. اذا قال النبي صلى الله عليه وسلم ان الملائكة لا تدخل بيتا فيه كلب ولا صورة فيحتاج الانسان يجاهد ويجتهد وان يجاهد قدر ما يستطيع نسأل الله ان يحفظنا واياكم بحفظه ومما يدل على فضلها ايضا ما رواه الترمذي عن ابي هريرة قال النبي صلى الله عليه وسلم لكل شيء سنام والسلام هو اعلى الشيء كل شيء له سنام. وسنام البعير ذروته اعلى شيء فيه لكل شيء سنام وان سنام القرآن سورة البقرة. وفيها اية هي سيدة اي القرآن اية الكرسي والحديث حسنه لغيره الالباني في صحيح الترغيب وان كان قد ضعفه في الضعيفة وفي ظعيف الترمذي وصحيح الجامع لكنه رجع وحسنه صحيح الترغيب وهناك ايات هناك يعني احاديث وردت في فضلها مع سورة ال عمران ومنها قول النبي صلى الله عليه وسلم اقرأوا القرآن فانه يأتي شفيعا لاصحابه يوم القيامة اقرأوا الزهراوين سورة البقرة وسورة ال عمران فانهما تشفعان تأتيان كانهما غمامتان او غيايتان يجادلان عن صاحبهما او كما قال النبي صلى الله عليه واله وسلم فلها فضل عظيم ولهذا ينبغي للمسلم ان يقرأها في بيته ويعاود قراءتها في البيت لانها سبب لطرد الشياطين وايضا سبب لنزول الملائكة كما في حديث اسيد ابن حضير وفيه انه قرأ سورة البقرة وقام ليلة يقرأ سورة البقرة وذكر قصة وفي اخرها انه لما انصرف من صلاته ورفع رأسه رأى غلة غلة فيها امثال المصابيح يعني مثل السحابة فاخبر النبي صلى الله عليه وسلم قال اقرأ يا ابن حضير تلك الملائكة تنزلت لقراءة القرآن هذا ما يتعلق بفضلها واما التفسير يقول الله جل وعلا الف لام ميم ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين اولا الف لام ميم وما شابهها في اوائل السور يسميها العلماء الحروف المقطعة الحروف المقطعة وقد اختلف العلماء في تفسيرها فمن العلماء من قال انها تفسر ومن العلماء من قال انها لا تفسر وهذا قول الخلفاء قول الخلفاء الراشدين قالوا انها مما استأثر الله بعلمه مما استأثر الله بعلمه فلا تفسر ومن العلماء من فسرها من المتأخرين واختلفوا في تفسيرها على اقوال عديدة ومنهم من قال انها اسماء للقرآن ومنها من قال انها اسماء لله ومنهم من قال انها حروف تعرف بها مدة بعض الاشياء وذكروا اشياء كثيرة ومنهم من يقول هذه يعني آآ دلالة على اسماء النبي صلى الله عليه وسلم ولكن كل هذه الاقوال لا دليل عليها ولهذا قال الشوكاني رحمه الله كلاما نفيسا قال ان من تكلم في بيان معاني هذه الحروف جازما بان ذلك هو ما اراده الله عز وجل فقد غلط اقبح الغلط وقد غلط اقبح الغلط وركب في فهمه ودعواه اعظم الشطط نعم ولهذا الصواب ما عليه الجمهور ان الحروف المقطعة مما استأثر الله بعلمه لكن عندنا مسألتان ما معناها وما هي الحكمة منها ما معناها وما هي الحكمة منها فاما المعنى فنقول الله اعلم بمراده هذا مما استأثر الله به لها سورة البقرة ولا غيرها من السور الله اعلم بمراده. فهي مما استأثر الله بعلمه واما الحكمة فقد ذكر العلماء لها حكمة قالوا والحكمة من هذه الحروف التحدي والاعجاز التحدي والاعجاز كانه يقول هذا القرآن الذي ما تستطيع الذي لا تستطيعون ان تأتوا بمثله ولو كان بعضكم لبعض ظهيرا من هذه الحروف العربية التي تركبون منها كلامكم ومع ذلك لا تستطيعون ان تأتوا بمثله ابدا فقالوا الله اعلم بمراده والحكمة منها التحدي والاعجاز وينبغي ان يفرق بين بيان المعنى وبين ذكر الحكمة فهذا قول جمهور السلف وهو المروي عن الخلفاء الراشدين وعن الصحابة انها مما استأثر الله بعلمه فلا نخوض في ذلك ولكن لذلك حكمة ولا شك ومن حكمها بيان ان هذا القرآن الذي عجز الفصحاء ان يأتوا بمثله انه مركب بمثل كلام من الحروف التي تركبون منها كلامكم ولكن مع ذلك لا تستطيعون ان تأتوا بمثله لانه كلام رب العالمين سبحانه وتعالى الف لام ميم ذلك الكتاب لا ريب فيه الكتاب هو القرآن والاصل في كلمة كتب انها تدل على الجمع كتب يكتب كتابا اذا جمعه فهو يدل على الجمع ومنهم قولهم تكتب بنو فلان ومنه الكتيبة سرية ترسل من الجيش تسمى كتيبة لانه يجتمع بعضهم على بعض لا يتفرقون في مهمة خاصة ويقال تكتب ابن فلان بنو فلان اذا اجتمعوا فمادة كتب باللغة تدل على تدور على الجمع وسمي الكتاب كتابا لانه في اول الامر يجمع حرف يجمع حرف الى حرف ثم تصبح كلمة ثم تجمع كلمة الى كلمة فتصبح جملة ولهذا اهل العلم في كتب السنة وغيرها يقولون كتاب الصيام كتاب الايمان كتاب الصلاة كتاب الحج كتاب الزكاة لانهم جمعوا لك المعلومات التي تخص آآ الايمان بمكان واحد جمعوا لك المعلومات تخص الصلاة في مكان واحد فهي دائرة على الجمع والمراد به هنا القرآن ذلك الكتاب على الراجح من اقوال اهل العلم المراد بالكتاب هو القرآن اه نعم نفعتني ان اذكر ان مما يدل على صحة قول من قال يراد بها التحدي والاعجاز ان الحروف المقطعة في اغلب القرآن في اكثر القرآن يمكن الا موطن وهو ايضا فيه معنى القرآن كل ما جاء ذكر الحروف المقطعة اذكار اعقبها بذكر القرآن الف لام ميم ذلك الكتاب طه ما انزلنا عليك القرآن لتشقى. قاف هو القرآن المجيد صاد والقرآن للذكر انه بعد ان يؤتى بالحرور المقطعة يذكر القرآن بعدها يشاروا الى القرآن وهذا ما يدل على التحدي والاعجاز اه يقول الله عز وجل ذلك الكتاب ذلك اسم اشارة دال على البعيد فما هي الحكمة مع انه يتحدث عن القرآن ما قال الف لام ميم هذا الكتاب قالوا ان حروف الاشارة اسماء الاشارة التي للبعيد والقريب يتعاقبان فيأتي احدهما مكان الاخر لكن لذلك حكمة فهنا لما ذكر القرآن قال ذلك وذلك اسمه اشارة يدل على البعيد والقريب تقول هذا قالوا انه اتى باسم الاشارة الدال على البعيد ليدل على علو مكانة هذا الكتاب على علو القرآن علو مكانته كلام الله كتاب عظيم ذلك الكتاب لا ريب فيه لا ريب اي لا شك فيه وهذا اثبات صحة هذا القرآن وانه كلام رب العالمين لا شك ولا ريب فيه وان الله قد تكلم به حقيقة وان جبريل سمعه من الله وان النبي عليه الصلاة والسلام سمعه من جبريل عليه السلام والصحابة سمعوا من النبي صلى الله عليه وسلم لا تحريف به ولا تبديل. كلام رب العالمين صفة الله ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين لا ريب فيه هدى للمتقين آآ علماء الوقف منهم من يقف على لا ريب فيقول الف لام ميم ذلك الكتاب لا ريب ويقف ومنهم من يقف على فيه لا ريب فيه شو الفرق بين الوقفين الفرق كبير جدا فمن قال ذلك الكتاب لا ريب ووقف ابتدأ فقال فيه هدى فيه هدى للمتقين ومن وقف على فيه صار الكلام هكذا ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى هو هدى للمتقين. فالفرق بينهما انه على الوقف الاول على لا ريب لا يكون القرآن كله هدى وانما فيه هدى فيه هدى واما على الوقف الثاني لا القرآن كله هدى ولا شك ان هذا هو الحق فالقرآن كله هدى من اوله الى اخره ان هذا القرآن يهدي للتي هي اقوم ولهذا لا يحسن الوقوف على لا ريب حينما يقف يقف على لا ريب فيه لا ريب فيه هدى للمتقين الهدى نوعان كما قدمنا هدى عام وهدى خاص هدى الدلالة والارشاد والبيان وهدى التوفيق فالقرآن هدى للمتقين نعم الهداية هنا هي الهداية الخاصة ليست الهداية العامة فهو هدى للمتقين يهتدون به ويعملون بما فيه لانه قال في اية اخرى شهر رمظان الذي انزل فيه القرآن هدى للناس هدى للناس وهنا قال هدى للمتقين نقول نعم هو هدى للناس هذا الهداية العامة كتاب يرشد ويدل الناس على الحق لكن هداية المتقين هي هداية التوفيق يعني العمل بما فيه ولا شك ان كل هداية التوفيق او كل هداية خاصة تسبقها الهداية العامة ولابد فمن هداه الله هداية التوفيق قد سبق ذلك ولابد هداية الارشاد والدلالة فعرف الحق ثم عمل به بعد ذلك فهو هدى للمتقين بداية التوفيق لا يوفق للعمل بما في القرآن الا المؤمنون المتقون هدى للمتقين والمتقين جمع متقي وهو مأخوذ من التقوى والتقوى اصلها واقوى لكن حصل فيها ابدال واعلان تصرفت الكلمة والاصل في التقوى الستر والوقاية ولهذا يقول الشاعر العربي يصف امرأة يقول سقط النصيف ولم ترد اسقاطه فتناولته واتقتنا باليد يعني يصف امرأة بانه سقط نصيبها يعني خمارها الذي تغطي به وجهها سقط النصيف ولم ترد اسقاطه. ما تريد هي ان تكشف وجهها ولهذا يقول فتناولته واتقتنا باليد يعني غطت وجهها جعلت يدها وقاية بيننا وبينها ستر وتناولته باليد اذا التقوى بمعنى الوقاية الوقاية ولهذا قال العلماء التقوى ان تجعل بينك وبين عذاب الله وقاية بفعل اوامره واجتناب نواهيه هذه هي التقوى والتقوى شأنها عظيم يا اخوان وصية الله للاولين والاخرين كما قال جل وعلا ولقد وصينا الذين اوتوا الكتاب من قبلكم واياكم ان اتقوا الله ويقول ابن العربي في احكام القرآن يقول ما تكررت كلمة بالقرآن قدر ما تكررت كلمة التقوى هي اكثر كلمة تكرر ذكرها في القرآن لاهميتها اذا التقوى لغة بمعنى الوقاية والستر واصطلاحا عبر كثير من المفسرين بان التقوى هي ان تجعل بينك وبين عذاب الله وقاية بفعل الاوامر واجتناب النواهي وفسرها طلق بن حبيب من التابعين قال التقوى هي ان تعمل بطاعة الله على نور من الله ترجو ثواب الله ان تعمل بطاعة الله على نور من الله ترجو ثواب الله وان تترك معصية الله على نور من الله تخشى عقوبة الله مرة اخرى يقول طلق بن حبيب التقوى هي ان تعمل بطاعة الله على نور من الله ترجو ثواب الله وان تترك او تجتنب معصية الله على نور من الله تخشى عقوبة الله قال شيخ الاسلام ابن تيمية وابن القيم وابن رجب والذهبي هذا احسن ما فسرت به التقوى طول طلقة بالحبيب يقول هذا احسن ما فسرت به التقوى اذا هذه هي التقوى ان يجعل الانسان بينه وبين عذاب الله وقاية بفعل اوامر واجتناب النواهي. لكن على علم وبصيرة ما يتقي ما يتقي وما يترك على علم ما هي موافقة هكذا صدفة فاخص الله عز وجل المتقين هنا بانه هدى لهم لانه هم المنتفعون به لانهم هم المنتفعون. ولهذا قلنا ان الهداية هنا هي الهداية الخاصة. هداية التوفيق وقد نص على هذا جمع من اهل العلم ومنهم العلامة الامين الشنقيطي في اضواء البيان ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين اه يقول مجاهد ذكر الله اصناف الناس في اول سورة البقرة فذكر المؤمنين في اربع ايات وذكر الكافرين الكفار الخلص بايتين وذكر المنافقين بثلاث عشرة اية اذا هذه الايات الاربعة الاولى هذه في المؤمنين ثم سيذكر بعدهم ان الذين كفروا سواء عليهم انذرتهم ام لم تنذرهم لا يؤمنون. ذكر الكفار الخلص ثم ذكر المنافقين في ثلاثة عشرة اية مع ان المؤمنين ما ذكرهم الا باربع ايات والكفار ما ذكرهم الا بايتين قال لشدة خطر المنافقين لازم ينتبه لهم فذكر المؤمنين الخلص ثم ذكر الكفار الخلص ثم ذكر من هو بين بين يظهر الامام في الظاهر وهو في الباطن يبطن الكفر فهذه اول اية في المؤمنين قال ذلك الكتاب لا ارى به هدى للمتقين الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون الذين يؤمنون بالغيب هذه من صفات المؤمنين. الصفة الاولى انهم يتقون الله يجعلون بينه وبين عذاب الله وقاية بفعل الاوامر واجتناب النواهي. فعل الطاعات واجتناب المعاصي الثانية انهم يؤمنون بالغيب والغيب وضد الشهادة. يقال هذا غيب وهذه شهادة الغيب ما غاب عن ادراك الحواس ما لا يدرك بالحواس والشهادة الشيء المشاهد المرئي والغيب غيبان غيب مطلق وغيب نسبي فالغيب المطلق لا يعلمه الا الله قل لا يعلم من في السماوات والارض الغيب الا الله واما الغيب النسبي ما يدور في هذا المسجد بالنسبة لنا ليس غيبا الان لكن في الاماكن الاخرى بالنسبة لهم غيب لانهم لا يدرون بماذا نتكلم مثلا لكن الله جل وعلا علام الغيوب والغيب المطلق لا يعلمه الا الله الا من ارتضى من رسول فانه يسرق من بين يديه ومن خلفه رصدا عالم الغيب والشهادة عالم الغيب فلا يظهر على غيبه احدا الا من ارتضى من رسول فقد يطلع بعض رسله على بعض شيء من علم الغيب كما اطلع نبيا صلى الله عليه وسلم انه سيكون كذا وان امتي سيبلغ ملكها ما زوي لي منها وانه سيكون في اخر الزمان كذا يفشوا الجهل والجهل ويكثر القلم العلامات التي اخبر عنها هذا من علم الغيب الذي اطلعه الله عليه لكنه لا يعلم من الغيب الا ما علمه الله ولهذا لا يجوز الغلو بالنبي صلى الله عليه وسلم كما يقول بعض الغلاة انه يعلم الغيب ويعلم كل شيء والنبي امره الله عز وجل ان يقول في في القرآن لو كنت اعلم الغيب استكثرتم من الخير وما مسني السوء ولما فقد ناقته عند بيعة الرضوان وقت بيعة الرضوان ما يدري اين هي ذهبت ولا يدري في اي مكان حتى نزل عليه الوحي انها تعضد من شجرة كذا وكذا فلا يعلم الغيب الا ما علمه الله فلا يجوز الغلوب به صلى الله عليه وسلم ولهذا قال لا تطرني كما اطرت النصارى بن مريم انما انا عبد فقولوا عبد الله ورسوله اذا من صفات المتقين انهم يؤمنون بالغيب الايمان هو التصديق عن اقرار الايمان لغة هو التصديق عن اقرار والمشهور انه يقول الايمان لغة هو التصديق وهذا القول ظعفه شيخ الاسلام ابن تيمية ورد عليه قال بل الايمان لغة هو التصديق عن اقرار. يصدق بالشيء ويقر به والا مجرد التصديق لا يلزم منه انه يؤمن به فانت الان تسمع بعظ الافعال وبعظ المنكرات وبعظ الكفر وبعظ تسمع وتصدق انها وقعت لكن لا تقر بها ولا ترضى بها فالايمان لغة هو التصديق عن اقرار والايمان اصطلاحا هو ما جمع ثلاثة اركان قول باللسان واعتقاد بالجنان وعمل بالاركان هذه اركان لابد منها ان انهدم واحد منها انهدم الايمان وهذه عقيدة اهل السنة والجماعة ان الايمان قول باللسان واعتقاد بالقلب بالجنان وعمل بالاركان عمل بالجوارح ولهذا من قال انه مؤمن وهو لا يعمل هذا ليس بمؤمن فهي اركان ثلاثة لابد منها لا يقوم الايمان الا بها وقد استدلوا عليها بحديث الايمان بضع وسبعون شعبة قال فاعلاها قول لا اله الا الله هذا اعلاه قول وادناها اماطة الاذى عن الطريق هذا عمل والحياء شعبة من الايمان الحياة عمل قلبي هذي عقيدة اهل السنة والجماعة وربما بعضهم قال قول وعمل لكن الذي يقول قول وعمل لا يخالف لانهم يرون ان اعمال القلوب عمل الاعتقاد عمل يا اخوان يعقد قلبه فهو عمل فالحاصل ان السلف لا يختلفون في هذا وخالفهم خالفتهم المرجعة وغيرهم لكن السلف يقول الايمان قول واعتقاد وعمل ولابد وقد دلت عليه دلائل الكتاب والسنة آآ الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة. اذا هذه من صفات المؤمنين ما هو الغيب هنا؟ نحن ذكرنا معنى الغيب لغة وهو ما لا يدرك بالحواس. لكن الغيب هنا تعددت عبارات السلف وكلها حق. فمنهم من قال الايمان بالجنة والنار لانه من قال الايمان بالاخرة منهم من قال الايمان بالقدر كل هذه الاقوال منهم من قال الايمان بالقرآن منهم من قال الامام بالحياة بعد الموت والبعث والنشور وكل هذه الاقوال حق قال ابن كثير فكل هذه متقاربة في معنى واحد بان جميع هذه المذكورات من الغيب الذي يجب الايمان به اذا الايمان بالغيب الغيب ما غاب عنا اخبرنا الله به ورسوله صلى الله عليه وسلم مما غاب عنا ولا ندركه بحواسنا فالجنة غيب بالنسبة لنا لا ندري حقائق ما فيها والنار غيب نعلم انها موجودة لكن لا ندري حقائق ما فيها ما يقع في الاخرة كيفية صفات الله عز وجل غيب لنا والكيف غير معقول عندنا لا نعقله ما نستطيع ان نصل اليه فالحاصل ان المؤمنين يؤمنون بالغيب ولهذا اثنى الله عز وجل عليهم بهذا الوصف ولهذا السلف الصالح يقدمون النقل على العقل بينما اهل الكلام يقدمون العقل على النقل. فالسلف اذا جاءهم النص جاء القرآن او السنة قالوا سمعنا واطعنا وان كانت عقولهم ما تبلغ هذا يقول سمعنا واطعنا لانهم يؤمنون بالغيب ويقول صدق الله ورسوله اما اهل العقل يقولون لا لابد الشيء الذي لا يدل لا تدل عليه عقولنا لا نؤمن به فيقولون نثبت سبعا من الصفات العقل يدل عليها وبقية الصفات ما يدل عليها العقل تحكم العقل في النقل مع ان الشيخ الاسلام يقول الواجب على العقل الواجب ان يكون العقل ان يكون العقل خادما للنقل خادما له ولا يكون اميرا عليه يكون خادما له يمشي ويسير وراء النقل. مع ان شيخ الاسلام يقرر يقول العقل السليم لا يخالفنا النقل ابد العقل السليم فالحاصل انهم يؤمنون بالغيب وما غاب عنهم ولو كانوا ما علموا وما ادركوا حقيقته يسلمون لله ورسوله فهذه من صفات المؤمنين التي يمدحون عليها ويقيمون الصلاة الاقامة في اللغة تدل على الثبوت والدوام واقامة الصلاة بينها الشيخ السعدي رحمه الله في تفسيره بيانا جميلا يمكن حفظها فيقول اقامة الصلاة هو الاتيان بها خالصة لله في وقتها مع جماعة المسلمين كاملة الاركان والشروط والواجبات وما تيسر من السنن يقول اقامة الصلاة هو الاتيان بها خالصة لله. يصلي يبتغي وجه الله في وقتها ما يقدمها عن وقتها او ينام اذا نام يفوت صلاتين ثلاث وهو نائم اذا كان مرة غلبه النوم وهو محتاط وحريص على القيام النبي صلى الله عليه وسلم يقول من نام عن صلاة او نسي فليصلها اذا ذكره لكن اذا كان هذا ديدنه يداوم دوام مثلا متأخر واذا خرج يسحب صلاتين او ثلاثة سبحان الله الله يقول ان الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا وجبريل لما علم النبي صلى الله عليه وسلم وصلى به يومين اليوم الاول في اول وقت الصلاة واليوم الثاني في اخر وقت الصلاة كما في البخاري قال يا محمد الصلاة بين هذين الوقتين اذا في وقتها مع جماعة المسلمين الصلاة في الجماعة واجبة النبي صلى الله عليه وسلم جاءه ابن ام مكتوم وابدى اعذارا كما في مسلم. قال يا رسول الله اني رجل كفيف البصر شاسع الدار ليس لي قائد يلائمني وفي غير مسلم والمدينة كثيرة الهوام والسباع اتجد لي رخصة ان اصلي في بيتي قال نعم فلما ولى الرجل ناداه اتسمع النداء قال نعم قال اجب لاجد لك رخصة يا من من الله عليك بالبصر ما تحتاج احد يقودك من الله عليك بالامن ومن الله عليك بالطرق المعبدة المضاءة الا تتقي الله في نفسك لم لا تصلي مع الجماعة يا عبد الله ترى هذا الذي خلقنا من اجله يا اخوان وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون. هذا من اعظم العبادات الركن الثاني بالدين الصلاة خلقنا الله من اجلها ما خلقنا من اجل ان نعمل ونفوت الصلاة لا نعمل لنستعين بالعمل على الصلاة وعلى سائر العبادات فيجب ان تؤدى في جماعة المسلمين ولهذا امر الله نبيه ان يقيمها يقيم الصلاة جماعة حتى في حال الخوف فاذا كنت فيهم فاقمت لهم الصلاة فلتقم طائفة منهم معك الاية في سورة النساء وامره يقسم الجيش الى طائفتين حتى في حال الخوف فكيف المسلم الامن المطمئن ان يتقي الله ويصابر نفسه مع ما اعد الله من الاجر الثواب من الاجر والثواب العظيم كما هو الحديث قال صلاة الجماعة تفظل صلاة الفجر بسبع وعشرين درجة والحديث الاخر قال النبي صلى الله عليه وسلم صلاة الرجلين ازكى من صلاة الرجل وحده والصلاة الثلاثة ازكى من صلاة الرجلين وفي الحديث الاخر صحيح يحسنه الشيخ الالباني قال النبي صلى الله عليه وسلم ان ربك ليعجب من الصلاة في الجمع ليصلوا جماعة الله يعجب من صلاة المسلمين اذا صلوا جماعة في اثبات العجب لله عز وجل. فالحاصل ان اقامة الصلاة الاتيان بها خالصة لله الاتيان بها خالصة لله في وقتها مع جماعة المسلمين كاملة الشروط والاركان والواجبات وما تيسر من السنن هذه اقامة الصلاة فانظر في حالك اذا كنت والله تصلي لله في وقت الصلاة مع الجماعة وتأتي بشروط الصلاة التي قبلها الوضوء ستر العورة استقبال القبلة الاسلام العقل التمييز ازالة النجاسة وطهارة المكان الشروط التي بينها اهل العلم وايضا واجب الاركان تأتي باركانها الاربعة عشر واجباتها الثمانية فان هذا هو اقامة الصلاة ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون ما رزقناهم يقومون قال بعض اهل العلم المراد به الزكاة اللهم ارزقنا المنفقون يعني يخرجون زكاة اموالهم وقال بعض اهل العلم المراد بها الصدقات والنفقات نفقة الرجل على اهله والتصدق الصدقة العامة ورجح ابن جرير الطبري انها تشمل الجميع وهو الصواب ما رزقناهم ينفقون فيخرجون زكاة اموالهم وينفقون على اهليهم ويتصدقون تطوعا وابتغاء وجه الله عز وجل مما رزقهم الله ثم قال سبحانه وتعالى اولئك والذين يؤمنون بما انزل اليك وما انزل من قبلك وبالاخرة هم يوقنون والذين يؤمنون ان يصدقون ويقرون بما انزل اليك وهو القرآن وما انزل من قبلك الكتب السابقة كما قال جل وعلا في اخر السورة امن الرسول بما انزل اليه من ربه والمؤمنون كل امن بالله وملائكته وكتبه فيؤمنون بجميع الكتب ما انزله الله على النبي صلى الله عليه وسلم وما انزله على من كان قبله وبالاخرة هم يوقنون يوقنون باليوم الاخر وان هناك قيامة وهناك اخرة وهناك بعث وهناك نشور وهناك مجازاة يوقنون تمام اليقين لان اليقين ضد الشك ولهذا هو احد اركان الايمان الستة اليوم الاخر واليوم الاخر ايها الاخوة يبدأ من خروج الروح من البدن منذ ان تخرج في الدنيا تبدأ الاخرة. هذا بداية الاخرة. لكن اولها حياة برزخية معبر بين الدنيا والاخرة لكن هو من اليوم الاخرة اولئك على هدى من ربهم اولئك اتى باسم الاشارة الدال على البعيد. ولم يقل هؤلاء مع ان الحديث عنهم لان اسم الاشارة الدالة البعيد يدل على علو مكانة القوم ومنزلتهم في الخير والفلاح اولئك على هدى من ربهم والهدى هنا هو هدى التوفيق الهدى الخاص الهداية الخاصة هداهم الله وفقهم للايمان اولئك على هدى من ربهم واولئك هم المفلحون المفلحون مأخوذ من الفلاح وقالوا خلاصة الفلاح هو الظفر بالمطلوب والنجاة من المرهوب الظفر بالمطلوب والنجاة من المرهوب. الظفر بالجنة والنجاة من النار فهم المفلحون حقا الذين جمعوا هذه الصفات وهذه الايات الاربعة هي بالمؤمنين ثم قال جل وعلا ان الذين كفروا سواء عليه ما انذرتهم ام لم تنذرهم لا يؤمنون ان الذين كفروا الكفر في اللغة المراد به الستر والتغطية كما قال لبيد في شعره قال في ليلة كفر النجوم ظلمها في ليلة كفر النجوم ظلامها. يعني في ليلة غطى النجوم ظلمة هذه الليلة بسبب المطر يصف المطر ويصف بقرة الوحش لكن هذا محل الشاهد اذا الكفر الكفر في اللغة هو التغطية والستر والكافر قيل له كافر لانه يستر ويغطي ما يجب عليه من الايمان. فيغطي هذه النعمة فيكفر كان الواجب ان يؤمن ولا يغطي هذه النعمة بل يظهرها ويؤمن بالله وينقاد لله ورسوله ان الذين كفروا سواء عليهم انذرتهم ام لم تنذرهم لا يؤمنون سواء عليهم يعني يستوي في حقهم الانذار وعدمه وهذا من علم الغيب الذي اطلع الله عليه نبيه يستوي في حق هؤلاء الكفرة الانذار هو عدمه والانذار هو الاعلام بموضع المخافة فيستوي في حقهم انذارك واعلامك لهم او عدم الانذار لانهم لن يؤمنوا ولهذا قال لا يؤمنون وهذا لشدة كفرهم ومعاندتهم للحق واعراضهم عنه ثم قال جل وعلا ختم الله على قلوبهم الختم هو الطبع والاستيثاق ختم الشيء هو الطبع عليه وتوثيقه واستيثاقه فلا يدخل فيه ما ليس منه ولا يخرج منه ما كان منه ولهذا يسمى الختم على الرسائل ختم الرسالة طبع الرسالة توثيقا لها فكذلك هؤلاء ختم الله على قلوبهم. غطى على قلوبهم وطبع عليها فلا يصل فلا يصلها الايمان وما ظلمهم ولكن كانوا انفسهم يظلمون. اعرضوا عن الحق وكفروا وغطوا نعمة الله وغطوا الايمان واستبدلوه بالكفر ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم ايضا. ختم على القلوب فلا يصل اليها الهدى والخير وختم على اسماعهم ايضا وطبع عليها فلا يصل اليه الخير وعلى ابصارهم غشاوة غط ابصارهم واعينهم بغشاوة غشاوة وغطاء يحول بينه وبين ابصار الحق ورؤيته ومعرفته على حقيقته فانها لا تعمى الابصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور وعلى ابصارهم غشاوة ولهم عذاب عظيم هؤلاء الذين كفروا الذين سبق ذكرهم لهم عذاب عظيم عند الله جل وعلا والذي يخبر انه عذاب عذاب عظيم هو الله العظيم فهو والله العذاب العظيم الذي لا يقادر قدره ولا يعرف احدا قدره الان الا الامام بظواهر النصوص لكن حقيقته وما فيها من النكال والخزي والعذاب والسلاسل والاغلال لا يعلم حقيقته الا الله جل وعلا اذا ذكر الله الكفار في ايتين لانهم كفار الخلاص وذكر المؤمنون في اربع ايات ثم بدأ بذكر المنافقين فذكرهم في ثلاثة عشرة اية وهذا لخطر المنافقين لان النفاق مأخوذ من نافقاء الربوع والعامة يقولون الجربوع بل هي لغة تميم العرب احيانا يجعلون الجيم يا ان والعكس ولعل اهل الكويت يقولون هذا ريال اي نعم هذا موجود اه في لغة العرب اليربوع والجربوع وهو معروف عند كثير منكم اه من اخطر الحيوانات في اخفاء امره له قاصعة وله نافقا العمه يقول من طاقة نعم فيدخل ويرقق هذا المخرج النافق بحيث اذا احس من الخطر خرج معها. فهو له مدخل معين. لكن خروجه اذا جاءت الازمات يخرج من جهة اخرى اخرى. فكذلك المنافق مدخله مع المسلمين مع اهل الاسلام. ظاهره يؤمن بالله ولكن حقيقته اذا جاءت الازمات خرج على حقيقته وكفر بالله عز وجل فقيل المنافق بسبب ذلك والنفاق لم يقع الا في المدينة بعد غزوة بدر قال عبد الله بن ابي المنافق لما نصر الله النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه في غزوة بدر قال اني ارى هذا الامر قد توجه فاظهر الاسلام وهو على الكفر ولهذا الايات التي فيها ذكر النفاق هي مدنية النفاق ما وجد الا في المدينة بعد السنة الثانية بعد ما معركة بدو والا قبل معركة بدر الذي يريد ان يبقى على كفره يبقى على كفره وربما كانت الغلبة للكفار فالحاصل ان النفاق امره خطير والنفاق نفاقان نفاق اعتقادي وهو المراد في هذه الايات ونفاق عملي يكذب يفجر في الخصومة يخلف الوعد هذا نفاق عملي لكن ليس كفر اما النفاق الاعتقادي يعقد قلبه على الكفر بالله وعدم الايمان بالرسول وان كان يظهر هذا بلسانه هذا نفاق اعتقادي صاحبه كافر مخلد في النار ان المنافقين في الدرك الاسفل من النار وهم المعنيون هنا ومن الناس من هنا للتبعيض من بعض الناس من يقول امنا بالله بالسنتهم يقولون امنا بالله وامنا باليوم الاخر واليوم الاخر المراد به القيامة وقيل له الاخر لانه يقابل الدنيا. الدنيا والاخرة الدنيا من الدنو والقرب التي نحن فيها. والاخرة من التأخر لذلك اليوم الاخر من التأخر متأخر ليس هو مثل هذه الايام فهم يعلنون الايمان بالله والايمان باليوم الاخر. وكثير ما يقرن الله عز وجل بين الايمان به والايمان باليوم الاخر لان الايمان به يحمل على الاخلاص والايمان باليوم الاخر يحمل على الاستعداد لذلك اليوم. واصلاح العمل وما هم بمؤمنين هذا حكم الله عليهم واخباره عنهم تكذيب لهم وهو العليم بذات الصدور. في الحقيقة ما هم بمؤمنين خابوا وخسروا يخادعون الله والذين امنوا في هذا القول الذي يظهرونه يفعلونه من باب المخادعة وهو ان يظهروا امرا ليخدعوا النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه وهم يبطنون غيره ويسرنا ويسرون غيره يخادعون الله اه يخادعون الله اي يعملون عمل المخادع معه. والا في الحقيقة هم لا يخدعون الله لان الله يعلم السر واخفى لكن يقومون بعمل المخادع وهو الذي يظهر شيئا وهو يبطن غيره وهذا من جهلهم وقلة ايمانهم ولهذا قال الله عز وجل وما يخدعون الا انفسهم بالحقيقة خدعه وعاقبته راجعة عليهم فان الله عز وجل لا يخفى عليه شيء والمؤمنون يأخذونهم بظواهرهم في الدنيا ولكن في الاخرة هذا الخداع الذي عمله في الدنيا يكون عليهم خزيا وعارا ونكالا يوم القيامة وما يخدعون الا انفسهم وما يشعرون الشعور هو الاحساس الشعور هو الاحساس وهذي من اعظم الخذلان احيانا الانسان يكون في خطأ في علم واحيانا ما يعلم. نعم الله اكبر الله اكبر الله اكبر الله اكبر اشهد ان لا اله الا الله اشهد ان لا اله الا الله اشهد ان محمدا رسول الله اشهد ان محمدا رسول الله حي على حي على الصلاة حي على الفلاح حي على الفلاح الله اكبر الله اكبر لا اله الا الله اللهم رب العالمين يقول الله جل وعلا وما يخدعون الا انفسهم وما يشعرون. الشعور هو الاحساس بالشيء وادراكه ولهذا من خذلان الله لهم انهم يخادعون انفسهم فيوقعونها في الهلاك وبهذا العمل يصيرونها الى النار والى العذاب الاليم وما يشعرون ما يحسون. وهذا من اعظم الخذلان لان الانسان اذا شعر بخطئه وشعر بخطر ما هو فيه واحس به فانه يسعى للخلاص منه لكن هؤلاء لا يشعرون فيبقون على ما هم فيه يخادعون الله والذين امنوا وما يخدعون الا انفسهم وما يشعرون. هل يوصف الله عز وجل بالمخادعة نعم نقول يا اخوان ان صفات الله جل وعلا قسمان من حيث دلالتها في اللغة العربية. فمنها ما يدل على الكمال المطلق دائما وابدا كالعزيز والحكيم والعليم والقدير ومنها ما يدل على الكمال وضده فهذا اما الاول فيثبت لله عز وجل مطلقا. واما ما يدل على الكمال احيانا وعلى ضده احيانا فهذا لا يوصف الله لا يوصف الله به الا على سبيل التقييد والمجازاة يخادعون الله وهو خادعهم انما نحن مستهزئون الله يستهزئ بهم فهذا يوصف على سبيل المقابلة والمجازاة لان مجازاة المخادع كمال لكن ان يبتدأ المخادعة لا اللهم منزه عن هذا قال جل وعلا في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا في قلوبهم مرض. قال العلماء اي شك في قلوبهم شك من الدين من صحته فزادهم الله مرضا زادهم شكا الى شكهم بسبب اعمالهم يا اخوان ولهذا الجزاء من جنس العمل هنا قال في قلوبهم مرظا فزادهم مرظا وعن المؤمنين قال والذين اهتدوا زادهم هدى واتاهم تقواهم قال فلما زاغوا ازاغ الله قلوبهم ولهذا احرص على العمل الصالح فان الحسنة تنادي باختها. واحذر من السيئة فانها تنادي باختها وهذا جزاءه وفاقا من الله عز وجل ففي قلوبهم شك فزادهم الله شكا الى شكهم ورجسا الى رجسهم ولهم عذاب اليم بما كانوا يكذبون لهم عذاب اليم. اليم بمعنى مؤلم لهم عذاب مؤلم شديد الالم موجع بما كانوا يكذبون الباء للسببية بسبب وماء مصدرية او موصولة والاظهر انها مصدرية بسبب كذبهم فاحذر من الكذب والتكذيب يا عبد الله يا ايها الذين امنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين الصدق يهدي الى البر والبر يهدي الى الجنة ولهذا ما ظلمهم الله فما حصل لهم من زيادة المرض بسبب كذبهم واعمالهم. الجزاء من جنس العمل. ثم قال سبحانه وتعالى واذا قيل لهم لا تفسدوا في الارض قالوا انما نحن مصلحون والدليل ان اهل الحق لا بد ان يأمروا المنافقين والمفسدين لابد يأمروهم بالمعروف وينهونهم عن المنكر لان الافساد اذا ورد في القرآن فالمراد به العمل بالمعاصي لا تفسدوا في الارض يعني لا تعملوا فيها بالمعاصي فالمؤمنون يأمرونهم وينهونهم فيقولون لهم لا تفسدوا في الارض لا تعملوا فيها بالذنوب والمعاصي قالوا انما نحن مصلحون نحن نسعى بالاصلاح ونصلح الارض ونعمل الاعمال التي تصلح الارض واهل الارض وهكذا اهل الشر واهل النفاق في كل زمان يقولون الاصلاح نريد الاصلاح ما هو الاصلاح؟ هدم الاسلام خلط النساء بالرجال آآ اخراج النساء من بيتهن يقول هذا اصلاح هذي حذية من حقها المرة مظلومة لابد نصلحها والاعمال التي يعملونها لا يقول عنها ترى هذا فساد الذي نعمله ترى نريد هدم الاسلام يقول نحن مصلحون الاصلاح الذي نقوم به ولكن العبرة ليست بالدعاوى العبرة بالحقائق ولهذا كذبهم الله فقال الا انهم هم المفسدون ولكن لا يشعر هذا حكم الله الذي هو الحق الذي لا مرية فيه فحكم الله عليهم بانهم المفسدون فالمنافقون الذين يظهرون الاسلام ويبطنون الكفر ويعملون الاعمال التي تهدم الاسلام وتضاد الاسلام هم المفسدون حقا ولو قالوا ما قالوا من عبارات من عبارات التزكية ودعوى انهم يريدون الخير ويريدون رفع الظلم وما شابه ذلك في الحقيقة هم المفسدون وهذا حكم الله من فوق سبع سماوات وهو حكم مؤكد بالا التي هي للتنبيه وبضمير الفصل هم وبالة تعريف المفسدون ما قال الا انهم مفسدون قال الا انهم هم المفسدون هذا فيه تنفير من النفاق واعمال النفاق ولكن لا يشعرون لا يحسون لانهم لو احسوا لسعوا بالتخلص من هذه البلية وهذا الشر ثم قال سبحانه وتعالى واذا قيل لهم امنوا كما امن الناس قالوا انؤمن كما امن السهاء هذه عادتهم اذا قيل لهم امنوا كما امن الناس يعني كما امن المؤمنون المهاجرون والانصار وهذا فيه دليل على انه يجوز اطلاق اللفظ يراد به العموم وهو يراد به الخصوص قال الناس ما هو كل الناس امنوا في ذلك الزمان امنوا المهاجرون والانصار لكن اكثر القبائل كانت على غير الاسلام قال فاذا قيل لهم امنوا كما امن الناس قالوا انؤمن كما امن السفهاء والشبهاء السفه باللغة هو الخفة والرقة والسبهاء هم الذين يرتكبون الاعمال التي تدل على ضعف في العقل والدين ونحو ذلك وهذا دليل على خبث طويتهم فاذا دعوا الى الايمان قالوا نؤمن مثل هؤلاء السفهاء دليل على بغضهم لاهل الحق وطعنهم في اهل الحق ووصفهم بالاوصاف الذميمة هذي عادتهم قديما وحديثا انؤمن كما امن السفهاء وهذا استفهام انكار يقولونه لكن هنيئا لمن يدافع الله عنهم قال الله الا انهم هم السفهاء ولكن لا يعلمون والله ان هؤلاء الذين يظهرون الاسلام ويبطنوا الكفر هم السفهاء حقا قول رب العالمين. واكده بالا الدال التي للتنبيه وهم الذي هو ظمير الفصل وللتعريف في السفهاء. وقال الا انهم هم السفهاء فالمنافقون هم السفهاء الذين يظهرون الاسلام ويبطنون الكفر هم السهاء حقا ولكن لا يعلمون لضعفهم ولاعراضهم عن الحق لا يعلمون انهم هم السفهاء وهم الضالون غط الشيطان على قلوبهم وعلى ابصارهم. ثم قال جل وعلا واذا لقوا الذين امنوا قالوا امنا واذا خلوا الى شياطينهم قالوا انا معك اذا لقوا الذين امنوا والتقوا بهم واجتمعوا بهم قالوا انا معكم نحن مؤمنون معكم على الايمان بل كانوا يصلون مع النبي صلى الله عليه وسلم ويخرجون للغزوات معهم قالوا انا معكم اذا لقوا الذين امنوا قالوا امنا قالوا امنا اظهر الايمان. واذا خلوا الى شياطينهم يعني ذهبوا وانفردوا بشياطينهم والشياطين هنا المراد به رؤساؤهم رؤساؤهم في الكفر واسيادهم من المنافقين ومن اليهود لان المنافقين كان علاقتهم باليهود وكانوا معهم ومع اهل الشر واهل الكفر ضد الاسلام وهم يظهرون انهم من من اهل الاسلام ويقول امنا اذا لقوه. لكن حقيقتهم لهم خاصة شياطين رؤوس يرجعون اليهم فاذا رجعوا الى رؤوسهم صرحوا بعقيدتهم. قالوا ان معكم انما نحن مستهزئون في الحقيقة نحن معكم نعم ولذلك المنافق كافر في الباطن وان كان بالظاهر مسلم والله عز وجل امر نبيه ان يأخذهم بالظاهر. وهكذا نحن امته من بعده يأخذونهم بالظاهر ويعاملونهم على ما يظهر منهم ويوم القيامة تتجلى الامور على حقائقها الا انهم قالوا ان معكم انما نحن مستهزئون لما نقول امنا اذا لقيناهم نستهزئ بهم نسخر بهم نسخر بالنبي ونسخر باصحابه لانهم يقبلون منا هكذا يا اخوان بعظ الناس لما يراك يريدك تأخذ الناس بكل شيء ويقول رأى منك تسامح تأخذ الناس بالظاهر يقول انت ظعيف انت يظحكون عليك هذا منهج يا اخي هذا منهج انت تأخذه بما اظهر وتكل امره الى الله لكن اذا صدر منه خطأ او مخالفة ترد عليها تبين الحق ولهذا قالوا انما نحن مستهزئون قال الله عز وجل الله يستهزئ بهم الله يسخر بهم ومن استهزاء الله بهم انه اشعرهم بالامان في الدنيا فنهى النبي صلى الله عليه وسلم عن مؤاخذتهم وامر المؤمنين ان يعاملونهم بما ظهر وفي الحقيقة هذا لا ينجيهم عند الله يوم القيامة يجدون جزاءهم هذا من استهزاء الله بهم ومن استهزائه بهم ما جاء في سورة الحديد قيل ارجعوا ورائكم فالتمسوا نورا فيرجعون يلتمسون النور فاذا رجعوا فظرب بينهم بسور له باب باطنه فيه الرحمة وظاهره من قبله العذاب هذا من استهزاء الله عز وجل بهم يوم القيامة وبه ما سبق ان الله عز وجل يوصف بالاستهزاء على سبيل التقييد والمجازاة لا على سبيل الاطلاق مستهزئون بالمستهزئين اه الله يستهزئ بهم ويمدهم في طغيانهم يعمهون. يمدهم يعني يزيدهم يزيدهم في طغيانهم ومنه قوله جل وعلا والبحر يمده من بعده سبعة ابحر يعني يزيده يمدهم في طغيانهم. الطغيان هو مجاوزة الحد الى ما لا يحل هذا هو الاصل. انا لما طغى الماء حملناكم في الجارية يعني لما زاد الماء عن حده حملناكم في السفينة فكذلك في طغيان يعني في كفرهم وضلالهم يعمهون العمه هو التحير فيتركهم في ظلالهم يتحيرون ويترددون لا يخرجون من هذا الضلال وهذا من استهزاء الله بهم ويرون انهم على حق وانهم فعلوا وانهم نجحوا وانهم فعلوا فعلا خدعوا فيه الجميع. والله جل وعلا خادعهم ومستهزئ بهم الله يستهزئ بهم ويمدهم في طغيانهم يعمهون ثم قال جل وعلا اولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى اولئك اسم اشارة دالة على البعيد لكن يدل على بعد مكانة المنافقين في الشر قد بلغوا مكانة بعيدة نعوذ بالله ولذلك هم في الدرك الاسفل تحت عبدة الاصنام يوم القيامة اولئك الذين اشتروا الظلالة بالهدى الاصل في الاشتراء هو الاستبدال الاصل في لفظ الاشتراء هو الاستبدال و مثل هذا اللفظ اذا جاء اشترى كذا بكذا الباء دائما تدخل على المتروك يستبدل الضلالة بالهدى الباء تدخل على المتروك. الشيء الذي ترك وليس الشيء الذي اخذوه وهذه قاعدة عامة فهنا اشتروا الضلالة بالهدى. ما الذي اشتروه؟ ما الذي اخذوه؟ وما الذي تركوه اخذوا الضلالة واشتروها واستبدلوا الايمان والهدى استبدلوه بالظلالة فاخذوا الظلالة وظلوا وتركوا الهدى اشتروا الضلالة بالهدى ولفظ اشترى تأتي من من الاضداد تأتي بشرى اخذ الشيء وتأتي بمعنى بائع كما هو مقرر اولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى فما ربحت تجارتهم. نعم تجارتهم خاسرة اعظم الخسار اي والله من اشترى الضلالة وضمها اليه وصار من اهلها وعمل بها وباع الهدى والايمان وتركه لم تربح تجارته بل تجارته كاسدة وما كانوا مهتدين وهذا حكم من الله عز وجل فقد خابوا وخسروا في شرائهم وفيما يزعمون انه تجارة وانهم افلحوا بها والله ما ربحت بل خسرت ووكست وما كانوا مهتدين بل كانوا ضلالا كفارا بذلك ثم قال جل وعلا ختم الله قال مثلهم كمثل الذي استوقد نارا المنافقون قسمان رؤوس واتباع فضرب الله مثلين المثل الاول المثل الناري وهذا للرؤوس وظرب المثل المائي للاتباع فقال عن رؤوسهم مثلهم كمثل الذي استوقد نارا واستوقد بمعنى او قد او قد النار والسين فيه للتوكيل كقوله استجاب الله لكم يعني اجاب الله لكم فكذلك استوقد يعني اوقد مثلهم كمثل رجل او قد نارا فلما اضاءت ما حوله اضاءت وانتشر الظوء والنور ورأى الاشياء التي حوله على حقائقها ذهب الله بنورهم اظلم وهذا مثل المنافق الذي رأى الايمان فامن في اول الامر فلما امن رأى الامور على حقائقها وعرف الحق من الباطل وعرف الهدى من الضلال لكن سرعان ما ذهب ايمانه فوقع في ظلمة ذهب الله بنورهم بسبب اعمالهم وتركهم في ظلمات لا يبصرون تركهم في ظلمات ظلمة الكفر وظلمة النفاق وظلمة الجهل ظلمات بعظها فوق بعظ لا يبصرون لا يبصرون الحق فيرجعون اليه ولهذا قال صم بكم عميون. صم عن سماع الحق بكم عن النطق بالحق عمي عن ابصار الحق واتباعه ولهذا قال فهم لا يرجعون الى الحق لا يرجعون ابدا وهذا دليل على قبح ما هم عليه الاخرون اقل حالا منهم لكن هؤلاء ابصروا مرة واحدة ورأوا الامور على حقائقها فعرفوا الحق ثم بعد ذلك ذهب الله بنورهم بسبب كفرهم ونفاقهم فصاروا لا يسمعون الحق سماء من ينتفع به ولا يبصر الحق ابصار من يتبعه ولا يرون الحق رؤية من يتبعه ويعمل به وليس المراد الاسماع والالات الالات موجودة لك المراد كما قال الامير الشنقيطي وغيره سم عن سماع الحق بكم عن النطق به عمي عن رؤيته واتباعه. فهم لا يرجعون ابدا. حكم الله عليهم بانهم يموتون على النفاق ثم ذكر الاتباع قال او كصيب واو هنا للتنويع او تأتي هنا للتنويع فذكر نوعين ذكر النوع الاول وهم الرؤساء وضرب لهم مثلا ناريا ثم ذكر الاتباع فقال او كصيب من السماء يعني او مثلهم النوع الثاني مثلهم كصيب والصيب هو المطر صاب يصوب صوبا اذا وقع بشدة فالمراد بالصيب هو المطر او كصيب من السماء فالمطر الذي ينزل من السماء فيه ظلمات ورعد وبرق. هذا الصيب وهذا المطر فيه ظلمات ظلمة الليل وظلمة السحاب فيه ظلمات ورعد وفيه رعد وصوت قوي وبه برق وهو لمعان البرق قال ابن جرير الطبري وغيره المراد الظلمات ما هم فيه من من النفاق والرعد قال مواعظ القرآن وزواجر القرآن تقرع اسماعهم فتزلزلهم كما يزلزل الرعد وبرق يبصرون الحق احيانا فيتبعونه لكن يعودون في ظلمتهم والاغلب عليهم الظلمة يجعلون اصابعهم في اذانهم من الصواعق حذر الموت لما يسمعون صوت الصوائب والصواعق جمع صاعقة وهي قطعة من نار حينما يحصل الرعد والبر تنقطع وهناك حديث لو كان المقام يتسع لذكرته لكن الحاصل انها تكون مدوية وتصعق الغالب انها اذا سقطت تصعق من تقع عليه وهذه لغة قريش الصواعق ولغة بني تميم الصواقع وهي ايضا لغة فصيحة لكن القرآن جاء بلغة قريش يجعلون اصابعهم في اذانهم لماذا من الصواعق من شدة او النصوص ومن شدة المواعظ يجعلون اصابعهم في اذانهم لماذا؟ حذر الموت حذرا من الموت وخوفا من الموت والله محيط بالكافرين قد احاط بهم وهم في قبضته ولا يغنيهم ولا لا يغنيهم ولا يجدي عنهم ان يضعوا اصابعهم في اذانهم. وكذلك المنافقون الذين يرون الحق ثم يعرضون عنه الله لهم بالمرصاد وهم في قبضته جل وعلا ثم قال يكاد البرق يخطف ابصارهم يكاد يعني يقرب البرق ان يخطف ابصارهم لان البرق ضوء والانسان اذا كان في ظلمة فرأى البرق ورأى النور بقوة يكاد يخطف بصره فكذلك دواجر القرآن وما فيه من الحق لقوتها تكاد تخطف ابصارهم لانها مظلمة وهم في ظلمة النفاق تخطف ابصارهم كلما اضاء لهم مشوا فيه كلما اضاء البرق ولمع ولكنه لا يطول وقته يمشون فيه ويتقدمون قليلا وهذا دليل انهم ليسوا مثل الرؤساء الذين مر معهم في المثل الناري مثلهم كمثل الذي استوقد نارا فاولئك لا يبصرون ابدا فهم لا يرجعون. اما هؤلاء يبصرون احيانا ويرجعون احيانا. وهؤلاء هم الاتباع من منافقين كلما اضاء لهم مشوا فيه واذا اظلم عليهم قاموا اذا اظلم وانقطع وتوقف البرق قاموا اي وقفوا وثبتوا في مكانهم لانهم ما يبصرون ولا يرون ولو شاء الله لذهب بسمعهم وابصارهم لو شاء الله لذهب بالاسماء التي معهم والابصار ان الله على كل شيء قدير بين الله جل وعلا على كل شيء قدير لا يعجزه شيء واختم بها هناك عبارة ربما انطلت على بعض المفسرين من اهل السنة فرددوها في كتبهم وهم لا يعقلون. معناها لان منشأ هذه الكلمة من المعتزلة واتباعهم فتجده يقول والله على كل مقدور قدير والله سميع بكل مسموع والله بصير بكل مبصر وهذا القول غلط لان هذا منشأه قول المعتزلة لان المعتزلة يعلقون صفات الله بالممكن دون المستحيل يكون بكل مبصر بكل مقدور سبحان الله والله جل وعلا يقول ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه اليس رد الميت من المستحيل ومع ذلك لو ردوا الله اخبر انه لو حصل هذا المستحيل اخبر ماذا سيفعلون ولهذا نقول ان الله على كل شيء قدير كما اطلق جل وعلا واكتفي بهذا القدر والله اعلم وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا