بسم الله بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. الرحمن الرحيم. صلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين. اما بعد سبحانك اللهم لا علم لنا الا ما علمتنا انك انت العليم الحكيم اما بعد نواصل اه تفسير سورة البقرة و لا نستطيع ان نبسط الكلام فيها ولهذا سيكون الكلام مختصرا كما كان بالامس لكن لعله من باب ما لا يدرك جله لا يترك كله من هذا الباب واتقوا الله ما استطعتم لان الاخوة جزاهم الله خيرا المنظمون قال نحن نريد ان ان يستمع الاخوة الذين يحضرون سورة البقرة كاملة لانه قد لا يحضر من حضر هذه الدورة لا يحضر التي بعدها فيبقى لم يحصل تفسير سورة البقرة كاملة وهذا الحقيقة وجهة نظر سليمة ولهذا ان شاء الله سنحاول ان نسدد ونقارب ونسأل الله عز وجل التوفيق والسداد يقول الله جل وعلا يا ايها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون. الذي جعل لكم الارض فراشا والسماء بناء وانزل من السماء ماء فاخرج به من الثمرات رزقا لكم فلا تجعلوا لله اندادا وانتم تعلمون هذه الاية هي الاية حادية والعشرون من سورة البقرة وفيها اول امر في كتاب الله عز وجل فاول امر في القرآن في سورة البقرة في الاية الحادية والعشرين امر بالتوحيد فقال يا ايها الناس اعبدوا ربكم وهذا يدل على اهمية التوحيد فهو اهم المهمات واوجب الواجبات وفي الاية التي تليها اول نهي بالقرآن عن ضد التوحيد فلا تجعلوا لله اندادا وانتم تعلمون واول فعل في كتاب الله نعبد في قوله اياك نعبد بالتوحيد نعبد اي نوحد هذا يدل على اهمية التوحيد وعلى اهمية تحقيق التوحيد فهذا اول ما يجب على المسلم ان يحققه ويسعى جهده على تحقيقه وتنقيته من الشوائب والبدع والمعاصي لان من حقق التوحيد دخل الجنة بغير حساب ولا عذاب كما جاء ذلك في النصوص وقوله يا ايها الناس هذا نداء والنداء له فوائد منها جلب اهتمام المخاطب ولفت انتباهه لما ينادى هذا يجلب اهتمامه ويلفت انتباهه لما سيخاطب به من فوائد النداء ان ما بعده امر مهم امرا او نهيا شيء مهم ولهذا وفي قوله يا ايها الناس في سورة البقرة دليل على ان ما قرره بعض المفسرين او علماء القرآن بان كل سورة فيها يا ايها الناس فهي مكية غير صحيحة وغيره قالوا كل سورة فيها يا ايها الناس فهي مكية وكل سورة فيها يا ايها الذين امنوا فهي مدنية وهذا يقال ليس على اطلاقه اما من حيث العموم والاغلب صدقوا صدقوا الى العموم والاغلب ان يا ايها الناس السور المكية يا ايها الذين امنوا بالسور المدنية لكن ليست قاعدة معفردة وبهذه سورة البقرة سورة مدنية وفيها يا ايها الناس بموطنيين كما سيأتي يا ايها الناس اعبدوا ربكم اعبدوا ربكم وحدوا ربكم كما جاء عن ابن عباس انه قال اذا مر بك في في القرآن اعبدوا الله فهو بمعنى وحدوا الله يعني وافردوه بالعبادة يا ايها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم اه قوله الذي خلقكم يسميها العلماء صفة كاشفة صفة كاشفة وليس المعنى اعبدوا ربكم الذي خلقكم وان هناك رب لا يخلق لا فهي ليست صفة مقيدة بل صفة كاشفة تكشف ان الخالق هو الله وحده لا شريك له. هل من خالق غير الله الذي خلقكم الذين من قبلكم لعلكم تتقون الخلق من توحيد الربوبية وكثيرا ما يذكر الله عز وجل توحيد الربوبية ليقرر به توحيد الالوهية فهنا يقول اعبدوا ربكم هذا توحيد الالوهية افردوا الله بالعبادة ثم ذكر لهم امرا لا ينكر لا ينكره احد حتى الكفار ولئن سألتهم من خلقهم ليقولن الله. قال الذي خلقه اعبدوا الله لانه الذي خلقكم واوجدكم من العدم هذا توحيد الربوبية الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون. خلقكم وخلق الناس اجمعين لعلكم تتقون. لعلكم اذا تأملتم بهذا وتدبرتم تصل الى التقوى تصل الى التقوى اتقون الله عز وجل وقد مر معنا تعريف التقوى وهي ان تجعل بينك وبين عذاب الله وقاية بفعل الاوامر واجتناب النواهي ثم جعل يعدد ايضا شيئا من آلائه وخلقه الذي يقرر توحيد الالوهية فهو ما سيذكره من توحيد الربوبية الذي يقتضي ان يخص جل وعلا بالالوهية والعبادة ولهذا ابن كثير لما ذكر هذه الاية والتي بعدها وما اخبر الله به من خلقه في السماوات وما جعله في الارض وما انبت من النبات قال الخالق لهذه الاشياء هو المستحق للعبادة الخالق لهذه الاشياء هو المستحق للعبادة نعم هو الله وحده لا شريك له. ولهذا بين لعباده تعرف الى عباده بصفاته بخلقه بربويته بالوهيته باسمائه وصفاته. كل ذلك ليعرفوه حق المعرفة فيفردوه بالعبادة. لان هذا هو الهدف من خلق الخلق وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون قال الذي جعل لكم الارض فراشا الفراش فراشا اي وطاء مثل الفراش وطاء تستقرون عليها وتثبتون عليها فالارض قارة ساكنة وهذا من نعمة من نعمة الله عز وجل وكما تسمعون اذا جاءت الزلازل الزلزال يأتي ثواني ثواني ما يكمل دقيقة الا نادرا ومع ذلك كم يحصل من الدمار والموت والخراب والله جعل الارض طيلة ايامنا وطيلة اعمارنا ساكنة قارة غطاء فراشا ما تضطرب لو اضطربت ثواني معدودة هلك البشر او يهلك امم فلله الحمد والمنة على ذلك فهذا دليل على انه رب العالمين. الذي جعل لكم الارض فراشا والسماء بناء جعل السماء بناء كما قال في اية اخرى افلم ينظروا الى السماء كيف بنيناها وزيناها والسماء بنيناها بايد وايات كثيرة الله بنى السماء وخلق السماء وجعلها سقفا محفوظا نعم والسماء بناء يعني وجعل السماء بناء وانزل من السماء ماء اه السماء يطلق على كل ما علاك فهو سماء بالنسبة لك كل ما علاك فهو سماع فسقف المسجد الان بالنسبة لنا سماع وكل ما علاك فهو سمع. ولهذا المراد بالسماء هنا السماء الثانية المراد بها السحاب وانزل من السماء ماء يعني وانزل من السحاب ماء لكن كل ما علاك يسمى سماء فيطلق على السحابي سماء لانه فوقنا ويعلون ولهذا الله عز وجل خلق الارض جعل الارض فراشا وجعل السماء بناء سقفا محفوظا وانزل من السماء من السحاب الذي في السماء ماء فقط انزله انزل الماء فقط؟ لا انزل من السماء ماء وهذه نعمة عظيمة ما انزل من السماء حجارة او رجزا او عذابا انزل ماء تحيا به الناس والمخلوقات وجعلنا من الماء كل شيء حي ثم نعمة اخرى قال فاخرج به من الثمرات رزقا لكم قد ينزل الماء ولا تنبت النباتات لو شاء الله عز وجل فالله ينزل المهد نعمة عظيمة. وايضا يخرج به ثمرات الارض هذا من نعمه على عباده جل وعلا نعمه على العباد لا تحصى تترا وان تعدوا نعمة الله لا تحصوها قال فاخرج به اي بالماء من الثمرات. والثمرات هو ما تحمله الشجرة وتنتجه او ما تحمله الاشجار والنباتات من الثمار التي هي مطعم للانسان او لدوابه والغالب في الثمرات انها مما يختص بني ادم ما تحمله الشجرة تنتجه مما فيه غذاء للانسان فاخرج به من الثمرات رزقا لكم معنى رزقا يعني عطاء لكم رزق يمن به عليكم بدون مقابل الله ينبت لكم هذا منة وفضلا منه ولهذا الله عز وجل تكفل لنا بالرزق ايها الاخوة قال جل وعلا وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون. ما اريد منهم من رزق وما اريد ان يطعمون ان الله هو الرزاق ذو القوة المتين لا تقلق رزقك مفروغ منه محصى لن يزيد هل له لن ينقص حلله اي يزيد شعره ولا ينقص شعره ان يزيد ذرة ولن ينقص ذرة وسيصل اليك سيصل اليه فاحرص ان يصل اليك عن طريق الحلال لا عن طريق الحرام ولهذا جاء في الحديث القدسي سند جيد يقول النبي صلى الله عليه وسلم ان روح القدس نفث في روعي يعني في نفسي في خلدي انه لن تموت نفس حتى تستكمل رزقها قال فلا تجعلوا لله اندادا وانتم تعلمون الذي جعل الارض فراشا والسماء بناء وانزل من السماء ماء فاخرج به من الثمرات رزقا لكم فلا تجعلوا لله اندادا وانتم تعلمون المنعم المتفضل بهذه النعم يجب ان يعبد ويشكر ويفرد بالعبادة لا يكفر به والانداد جمع ند وهو الشبيه والمثيل الانداد جمع ند وهو الشبيه هو المثيل يعني لا تجعلوا له شبيها ومثيلا او نظراء تصرفون لهم شيئا من العبادة وانتم تعلمون اي وانتم تعلمون انه لا ند له لانها مركوز في الفطر ما يملوني الا ويرد على الفطرة ولهذا كفار قريش مع كفرهم وعبادتهم للاصنام يقرون بان الله هو الخالق وان هو ربهم ولكن يقولون ما نعبدهم الا ليقربونا الى الله زلفى ولهذا قال فلا تجعلوا لله اندادا وانتم تعلمون. ليس معناه اذا كنت لا تعلم فاجعل لله ندا. لا وقوله وانتم تعلمون هذه صفة كاشفة ايضا ان كل مخلوق على الفطرة ويعرف ربه نعم الذي انكر الربوبية وانكر وجود الله معدودون فرعون نمرود وجاء في القرآن ما يدل على انهم انكروا مكابرة وجحدوا بها واستيقنتها انفسهم استيقن لكن جحود يعلن بلسانه بخلاف ما في قلبه فكل احد مفطور على ان ربه هو الله بل ذكر ابن القيم وغيره كلاما كثيرا منه انه حتى الدواب سبحان الله بعضهم اذا اصابها المرض ترفع رأسها الى السماء والله فطر التوحيد في القلوب ولكن كما جاء في الحديث الاخر قال الله عز وجل الحديث القدسي اني خلقت عبادي حنفاء فاجتالتهم الشياطين رسالتهم يعني ذهبت بهم عن فطرتهم ثم قال سبحانه وتعالى آآ هنا ابن كثير رحمه الله وانا بس اشير اشارة ذكر ادلة الادلة في التحذير من الشرك وهذا من حسنات ابن كثير رحمه الله تفسيره تفسير يجمع بين التفسير التحليلي والموضوعي غالبا ابن كثير يعتني بالادلة. ولهذا اول ما ترجع الى تفسير ابن كثير اذا اردت موضوع معين تجده في باب الغيبة يذكر لك الاحاديث التي في الغيبة في باب آآ الشرك عند اول موطن يذكر الاحاديث التي تحذر من الشرك في باب التوحيد في باب الربا في باب الصبر في باب كذا. وهذا يعني من حسنات هذا الكتاب المبارك الذي رزقه الله عز وجل القبول وهذا يدل على صدق صاحبه فيما نحسبه والله حسيبه واورد جملة من الادلة التي فيها التحذير من الشرك الاكبر والاصغر لان الشرك نوعان اكبر واصغر فمما اورده في الشرك الاصغر الرجل الذي قال ما شاء الله وشئت قال اجعلتني لله ندا؟ بل ما شاء الله وحده وثم قال جل وعلا وعلى كل حال في اشياء انا كنت اريد ان اقف عندها لكني انا اخشى من الوقت فانا الان ساستمر ان وجدنا متسعا نرجع ذكروني ان شاء الله عند اول اية. في فوائد كثيرة لكن نريد ان نأخذ نقطع شوطا يقول الله جل وعلا وان كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا ان كنتم ايها الناس والمراد كفار قريش الذين انزل الله عز وجل عليهم القرآن انزل القرآن على نبيه فارتابوا وشكوا وجحدوا فقال جل وعلا وان كنتم في ريب اي في شك مما نزلنا على عبدنا فاتوا بسورة من مثله طيب ما مناسبة هذه الاية لما قبلها؟ علم المناسبات الحقيقة انه علم شريف لكن الناس فيه طرفان ووسط فمنهم من اسهب وكل اية يذكر لها مناسبة ومنهم من اعرض عن المناسبات ومنهم من اذا ظهرت المناسبة قال بها وهكذا ينبغي ان يكون المناسبات علم المناسبات كالملح في الطعام ولهذا ابن كثير ذكر مناسبة قيمة هنا قال في الاية بالايتين السابقتين قرر التوحيد قرر افراده بالعبادة ثم في هذه الاية قرر نبوة محمد صلى الله عليه وسلم هذا معنى الشهادتين شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله فالاية الاية التي مرت يا ايها الناس اعبدوا ربكم وهذه وان كنت في ريب مما نزلنا على عبدنا وهو النبي صلى الله عليه وسلم هي اثبات نبوته وان الله انزل عليه الكتاب وانه رسول من عند الله فاتوا بسورة من مثله هاتوا بسورة من مثله من مثل ما انزلنا على عبدنا من مثل القرآن ولهذا الله عز وجل في جعل اية النبي صلى الله عليه وسلم واعظم اياته انزال القرآن عليه. ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح ما من نبي الا اعطاه اعطاه الله ما على مثله ما على مثله امن البشر وكان الذي اعطيته وحيا يوحى او الذي اوتيته وحيا يوحى. فارجو ان اكون اكثرهم تابعا يوم القيامة ما من نبي الا بعثه الله بعثه الله الا اعطاه اية. اعطى موسى العصا اعطى عيسى ابراء الاكمه والابرص ما من نبي الا اعطاه الله اية اذا بعثه حتى تكون دليلا مقنعا على انه رسول من رب العالمين معجزة النبي صلى الله عليه وسلم اتاه الله القرآن وحي يوحى محفوظ بحفظ الله في زمن النبي صلى الله عليه وسلم الى ان يرفع الله القرآن في اخر الزمان ثم قالوا ارجو ان اكون اكثرهم تابعا لان معجزته باقية لا تنتهي بوفاته صلى الله عليه وسلم الانبياء السابقون اذا توفاه الله عز وجل انتهت معجزته معه اما نبينا صلى الله عليه وسلم معجزته في حياته وبعد موته ولا يزال الى اليوم من يؤمن بالله عز وجل حينما يقرأ تفسير القرآن وبيان القرآن ولهذا ثبت في الصحيحين آآ ثبت عند الترمذي بسند صحيح ان النبي صلى الله عليه وسلم قال الجنة مئة وعشرون صفا وانتم توفون ثمانين صفا يعني الثلثان ثلث اهل الجنة من امة النبي صلى الله عليه وسلم وفي الحديث الاخر قال اني لارجو ان تكونوا نصف اهل الجنة وفي الحديث الاخر يقول خيرت بين ان يدخل نصف امتي الجنة وبين الشفاعة فاخترت الشفاعة فهي نائلة من مات لا يشرك بالله شيئا وهذا من شفقته على امته. فاختار الشفاعة فيدخل ثلثي الجنة ثلثا الجنة كلهم من امة النبي صلى الله عليه وسلم. وبقية الامم ثلث واحد هذا فضل الله عز وجل على هذه الامة وعلى نبيها بفضله جل وعلا وهذا ايضا بسبب هذا القرآن العظيم كلام الله المعجز الذي لا يزال الناس ينتظرون به لانذركم به ومن بلغ الى الان ولا يزال هناك من يسمع القرآن او تفسيره فيؤمن ويدخل في الاسلام والحمد لله على ذلك قال جل وعلا ثم ابن كثير وغيره ذكروا ان الله عز وجل تحدى اولا كفار قريش بان يأتوا بمثل القرآن كاملا ائتوا بقرآن كامل كما في قوله جل وعلا قل لان اجتمعت الانس نعم اه قال فليأتوا بحديث مثله ان كانوا صادقين هذا في سورة الطور فليأتوا بحديث مثله ان كانوا صادقين بحديث مثله يعني مثل القرآن كامل ثم تحداهم بعشر ايات فقط فقال قل فاتوا بعشر سور مثله مفتريات فعجزوا طالبهم بان يأتوا مثل القرآن كامل فما استطاعوا ثم طالبهم ان يأتوا بعشر ايات فما استطاعوا. ثم طالبهم بان يأتوا باية واحدة فاتوا بسورة من مثله هذا كله بمكة فما استطاعوا واعاد التحدي في المدينة ايضا سورة البقرة سورة مدنية فليأتوا بسورة مثلي سورة واحدة واقل ما يحصل به ثلاث ايات سورة الكوثر ما يستطيعون ان يأتوا بمثله ولو بقدر سورة الكوثر الكوثر لانه كلام رب العالمين مع انهم كانوا حريصين على ان يأتوا بمثله وعلى ان يعني يغلب النبي صلى الله عليه وسلم ولكن ما استطاعوا لانه معجز ولهذا قال في اية اخرى قل لئن اجتمعت الانس والجن على ان يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرة لو تعاون الجن والانس والله لن يأتوا بمثل هذا القرآن قال جل وعلا وان كنت في ريب مما نزلنا على عبدنا فأتوا بسورة من مثله اي من مثل ما انزلنا من مثل القرآن وادعوا شهدائكم من دون الله ان كنتم صادقين الشاهد هو الذي يشهد لغيره بما يحقق دعواه هذا هو الاصل الشاهد من يشهد لغيره بما يحقق دعواه. فقال الله عز وجل فاتوا بشهدائكم. يعني باعوانكم واخوانكم واصحابكم ومن يريد نصرتكم فادعوا وادعوا شهداءكم من دون الله ان كنتم صادقين. ادعوا شهدائكم كلهم على ان يعينوكم ويأتوا بسورة واحدة. تعاونوا معهم على ان تأتوا بسورة واحدة ولن تفعلوا ان كنتم صادقين وهذا في غاية التحدي اذا اردت تلزم رجل تقول افعل كذا ان كنت صادق هذا زيادة حث لهم ليستفرغوا جهدهم لانهم ما يستطيعون وزيادة اعجاز وتعجيز لهم ان كنتم صادقين فان لم تفعلوا ولن تفعلوا فان لم تفعلوا هذا شرط تقديره كلام ان لم تفعلوا فاتقوا النار ان لم تأتوا بسورة من مثله فاتقوا النار فان الذي زعم انه يأتي مثل القرآن ولن ولم يأتي ولم يؤمن به فان مصيره النار وقال ميئسا لهم فان لم تفعلوا ولن تفعلوا ولن نولد للتأبيد لن تفعلوا لن تأتوا بسورة من مثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا. ولن تفعلوا فاتقوا النار التي وقودها الناس والهيار. اتقوا اجعلوا بينكم وبين النار وقاية بماذا بالايمان بهذا القرآن واتباعه والعمل بما فيه والا ان لم تؤمنوا به ولم تتبعوا ما فيه فالنار امامكم تتوقد بكم وهذا امر ملزم فاتقوا النار التي وقودها الناس والحجارة الوقود بالفتح هو الحطب الحطب الذي يوضع في النار وهو ما يلقى في النار لاغرامها ولاشتعالها فنار القيامة وقودها الناس والحجارة الناس الكفار والحجارة قال بعض المفسرين هي حجارة الاصنام التي كانوا يعبدونها من دون الله وقال ابن مسعود هي حجارة الكبريت هي حجارة الكبريت حجارة من كبريت والكبريت نوع من الاحجار ومنه الكبريت الذي نستخدمه الان الذي يشعل به النار اول ما تشعله يشتعل بسرعة هذا من حجارة الكبريت وهذا قول ابن مسعود وجمع من من السلف قالوا لان حجارة الكبريت تختلف عن غيرها بامور عن بقية الحجارة بامور منها سرعة التوقد سرعة الايقاد ولهذا مجرد ما تأخذ الكبريت تضعه وهكذا يشتغل مباشرة هي سرعة التوقد منها نتن الرائحة رائحته كريهة منها كثرة الدخان منها شدة الالتصاق بالبدن نعوذ بالله احيانا تطير شظية من الكبريت تصيب يدك في اقل من ثانية وان تزيلها تحرق بدنك وتلصق به قال قالوا ومنها قسوة حرها اذا حميت شدة حرارتها وقد يعني ترى هذا ابن جرير الطبري واختاره القرطبي ومال اليه ابن كثير ولا شك انهم ان النار وقودها الناس والحجارة حجارة الكبريت او كذلك الاصنام التي كانت تعبد والله على كل شيء قدير اعدت للكافرين اعدت يعني هذه النار اعدت يعني هيئت وارصدت للكافرين بالله عز وجل الذين كفروا بالله عز وجل وهذه الاية دليل على وجود النار وان النار موجودة الان والجنة موجودة وقد انكرت المعتزلة ذلك وقالوا يخلقهما الله يوم القيامة ثم تفنيان وعقيدة اهل السنة والجماعة انهما مخلوقتان قد خلقهما الله ولكن لا تفنيان مع انهما مخلوقتان واستدلوا بهذه الاية وقالوا دلت عليه السنة ومنه الذي الحديث الذي في الصحيحين تحاجت الجنة والنار فقالت الجنة انما يدخلني الضعفاء وقالت النار انما يدخلني المتكبرون فقال الله عز وجل للنار انت عذابي اعذب بك من اشاء والجنة انت رحمتي ارحم بك من اشاء فالمحاجة تكون من شيء موجود ما هو شيء لم لم يوجد بعد وايضا في الحديث في البخاري وغيره ان النار اشتكت الى الله وقالت يا ربي اكل بعظي بعظا فاذن لها في نفسين فاشد ما تجدون في الشتاء فمن زمهرير جهنم لان جهنم نعوذ بالله فيها البرد الشديد الزمهرير وفيها الحر الشديد واشد ما تجدون في الصيف فمن حر جهنم نعوذ بالله او من سموم جهنم فهما موجودتان هذي عقيدة اهل السنة والجماعة ثم قال سبحانه وتعالى وبشر الذين امنوا وعملوا الصالحات. ايضا القرآن وصفه الله عز وجل بانه مثاني مثاني يعني يأتي بالشيء ثم يثني بظده يتحدث عن شيء ثم يثني بالحديث عن ضده فهنا ذكر النار ذكر اهل النار وذكر ما اعده لهم من العذاب ثم ثنى بعد ذلك بذكر المؤمنين وما اعده لهم من من الثواب ولهذا في الايتين السابقتين ذكر النار واهل النار في هذه الاية ذكر المؤمنين قال وبشر الذين امنوا والبشارة هي الخبر الذي تتغير له بشرة الوجه هذا الاصل في البشارة هي الخبر الذي تتغير له بشرة الوجه والاعم والاغلب انه بالخير. البشارة تكون بالخير وقد تكون بالشر على قلة كما قال جل وعلا فبشرهم بعذاب اليم بشر المنافقين بان لهم عذابا اليما فتأتي بالشر احيانا ويدل عليها السياق ولا الاصل في البشارة انها في الخير قال وبشر الذين امنوا وعملوا الصالحات الذين امنوا يعني صدقوا واقروا وهذا يشمل جميع ما امر الله به من الايمان ومنه اركان الايمان الستة ما امر الله به ورسوله وعملوا الصالحات وهذا دليل لمذهب اهل السنة والجماعة ان الايمان لابد فيه من العمل العمل ركن في الايمان قول واعتقاد وعمل ولهذا قال وعملوا الصالحات والصالحات كل عمل اجتمع فيه شرطا الاخلاص فيه لله والمتابعة فيه لرسول الله صلى الله عليه وسلم لابد ان يؤديه صاحبه لله خالصا وان يكون لرسول الله صلى الله عليه وسلم فيه متابعا وعملوا الصالحات ان لهم جنات تجري من تحتها الانهار بشرهم بان لهم جنات والجنات جمع جنة والاصل في الجنة هي البستان والجنات البساتين كثيرة الاشجار التي قد تداخلت اغصانها وقيل للبستان جنة لانه يجن ويستر ما بداخله فلا يرائي فلا يرى بكثرة اشجارها واغصانها وهنا قال جنات فنقول وجاء في بعض الاحاديث جنة بعض الايات جنة واحدة وبعضها جنات نقول نعم لا تعارض بين هذه الاية الاتيان بالجنة على انها اسم جنس المراد بها الدار التي اعدها الله لمن اطاعه ولكن هذه الجنة بداخلها جنان كثيرة للرجل الواحد فيها من الجنان ما لا يحصيه الا الله ولهذا في الحديث الذي في البخاري ومسلم ان اخر رجل يخرجه الله عز وجل من النار ويدخله الجنة يدخل الجنة وقد اخذ اهل الجنة منازلهم فيقول الله عز وجل له تمنى تمنى ليتمنى ويذكره الله حتى تنقطع به الاماني تمنى كذا تمنى كذا تمنى هذا اخر رجل يدخل الجنة وهو اخر رجل خرج من النار ثم يقول الله عز وجل ايرضيك ان اعطيك مثل الدنيا هذول الدنيا من لدن ادم الى قيام الساعة ثم ذكر الحديث فيه قال لك الدنيا وظعفها وظعفها وظعفها الى ان قال عشرة اظعافها هذا اخر رجل يدخل الجنة له عشرة اضعاف الدنيا ملك عظيم يا اخوان ما هو بيومنا هذا الدنيا في ايامنا هذه من لدن ادم الى قيام الساعة ولهذا لهم فيها جنات كثيرة ان لهم جنات تجري من تحتها الانهار يقول علماء القراءات ان الوقوف على تجري وقف قبيح لانه اذا قال جنات تجري يشعر بان الجنات تجري لأ والجنات لأ المراد ان تجري من تحتها الانهار. فالتي تجري هي الانهار ومعنى تجري من تحتها الانهار يعني من تحت اشجارها من تحت اشجارها كما قال المفسرون وانهار الجنة ليست كانهار الدنيا بل كما اخبر الله عز وجل في اية اخرى مثل الجنة التي وعد المتقون فيها انهار من ماء غير اس الاسنة الى المتغيب المتغير بطول مكثه لا من ماء غير اس غير متغير وانهار من لبن لم يتغير طعمه وانهار من خمر لذة للشاربين ليست كخمر الدنيا شديدة المرارة لكن يصبر عليها اصحابها لتحصل لهم لذة بعد ذلك لا خمر الاخرة لذة للشاربين. في اولها واخرها في اول امرها واخرها وانهار من عسل مصفى ما هو بعسل مصفى ونهر الناس الان كم يجدون الكيلو الواحد من العسل اذا كان من الانواع الجيدة هذه انهار مطردة لهذا الجنة سلعة الله وسلعة الله غالية يحتاج انسان ان يشمر لها وان يستعين بالله على ذلك والحمد لله ان الله جل وعلا لا لم يكلفنا الا ما نستطيع لا يكلف الله نفسا الا وسعها اه ولهذا الانسان يقبل على الله عز وجل ويبشر لا يستكثر العمل وانه ما يستطيع يقوم العمل وانها شاق عليه وانه كثير وانه وانه قد لا يصل بهذا العمل الجنة نقول اصلا لا يدخل الجنة احد بعمله لكن برحمة الله عز وجل ولكن هناك اسباب ولهذا لما جاء كما في البخاري رجل من جهة نجد يسمعون صوت دوي صوته ولا يفقهون ما يقول ورأسه منفوش واذا هو يسأل النبي لما جاء واذا هو يسأل النبي ماذا يجب علي واذا الرجل مسلم فقال الصلوات الخمس قال هل علي غيرها؟ قال لا قال ثم ماذا؟ قال الصدقة قال هل اي غيرها؟ زكاة قال لا الا ان تطوع قال ثم ماذا؟ قال الصيام قال هل علي غيره؟ صيام شهر رمضان؟ قال لا الا ان تطوع ثم قال والله لا ازيد على هذا ولا انقص لاحظ الرجل الموحد يصلي الصلوات الخمس يزكي ما له اذا كان عنده ما تجب فيه الزكاة ويصوم شهر رمضان قال والله لا ازيد على هذا ولا انقص ماذا قال النبي صلى الله عليه وسلم قال دخل الجنة ان صدق ان صدقة التزم بهذا ودخل الجنة الانسان احيانا يأتيه الشيطان يقول صحيح ان الانسان لكن كثير كثير العمل يا اخي ما ما تستطيع هذا هذا من تلبيس الشيطان ولهذا الصحابة قال نحن مشمرون لها. قال قولوا ان شاء الله شمر الانسان يجتهد ويستعين بالله عز وجل ويرجو ودخول الجنة ما هو بالعمل برحمة ارحم الراحمين لكن الله جل وعلا جوده وكرمه جعل هذه الاعمال التي لا تساوي الجنة جعلها سببا لدخول الجنة برحمته سبحانه وتعالى وقال كلما رزقوا منها من ثمرة رزقا قالوا هذا الذي رزقنا من قبل. كلما رزقوا اطعموا واعطوا فيها رزقا. يأتيهم فيها رزقهم صباحا ومساء قالوا هذا الذي رزق من ثمرة من ثمار الجنة والجنة فيها ما لا عين رأت ولا اذن سمعت ولا خطر على قلب بشر. قالوا هذا الذي رزقنا من قبل قال بعض المفسرين هذا الذي رزقناه من قبل يعني في الدنيا واكثر المفسرين على ان الذي رزقناه من قبل يعني قبل هذه المرة بالامس او الذي قبله. وهذا هو الصواب لانه ما فيه قياس ولا مقارنة بين ما في الجنة وما في الدنيا كما قال ابن عباس ليس في الدنيا مما في الجنة الا الاسماء الذي تراه من طعام لا يساوي شيئا مع ما في الجنة لان تلك دار النعيم والمراد من قبل يعني من قبل هذا وهذا سبحان الله ابلغ ان تأتيك ثمرة او فاكهة بنفس الثمرة التي تعرفها ورأيتها من قبل وذقتها من قبل فاذا ذقتها واذا طعمها مختلف عما كان سابقا ان يكون فيه زيادة اعجاب لان الانسان اذا اعجب يكون هذا ادعى الى التلذذ يكون ادعى الى تلذذه يكون ادعى تلذذه بهذا الشيء ولهذا قال جل وعلا واتوا به متشابها يشبه بعضه بعضا في اللون والطعم مختلف فيشبه بعضه بعضا في لونه ولكن الطعم مختلف لان الجنة لهم ما يشاؤون فيها ولدينا مزيد دار الخلد قال واتوا به متشابها ولهم فيها ازواج مطهرة ولهم في الجنة ازواج ازواج زوجته في الدنيا او زوجاته في الدنيا اذا كن مؤمنات وكلهن دخلوا الجنة لو كن ازواجه في الاخرة وكذلك يزوجهم الله عز وجل من الحور العين ولكن هذه الازواج مطهرة مطهرة من الحيض والنفاس والبزاق والنخامة وكل نقص في نساء الدنيا فهن نساء كاملات دليل على كمال الجنة وازواج مطهرة وهم فيها خالدون هذه نعمة فوق النعم التي قبلها وقد جاء في اية اخرى خالدين فيها ابدا وهذا والله هو قرة العين فالانسان الان في الدنيا اذا كان في شيء يتلذذ نفسه بين اقاربه بين اخوانه مرتاح معهم جدا لكن اذا تذكر انه سيفارقهم يحزن فاهل الجنة خالدين فيها ابدا ما يرد عليهم هذا الحزن اصلا لانهم باقون فيها ابد الاباد ما ينتهي هذا النعيم ولا يأتي يوم ينقطع ولا ينقص ولا يضعف لا هم في مزيد من النعيم سبحان الله ثم قال سبحانه وتعالى ان الله لا يستحيي ان يضرب مثلا ما بعوضة فما فوقها قالوا سبب نزول هذه الاية انه لما ضرب الله هذين المثلين السابقين قالت اليهود ما بال هذه الاشياء يضرب بها المثل هذا مروي عن مروي يعني جاء عن اليهود الذي اظنه عن السدي جاء عن السدي فقالوا لما ضرب الله هذين المثلين للمنافقين نعم جاء رواه السدي في تفسيره عن ابن مسعود وعن ناس من الصحابة وهذا الاسناد يحسنه بعض اهل العلم قالوا لما ضرب الله هذين المثلين للمنافقين يعني قولهم قولهم يعني قوله جل وعلا مثل الذين مثلهم كمثل الذي استوقد نارا يعني المثلين المثلان اللذان مرا معنا بالامس المثل الناري والمثل المائي لما ضرب للمنافقين قال المنافقون الله اعلى واجل من ان يظرب هذه الامثال فانزل الله عز وجل هذه الاية وجاء عن قتادة انه قال لما ذكر الله تعالى العنكبوت والذباب في القرآن قال المشركون ما بال العنكبوت والذباب تذكران يعني اشياء تافهة لماذا لماذا تذكر بالقرآن؟ ما بالها تذكر في القرآن؟ وهي اشياء حقيرة فانزل الله عز وجل ان الله لا يستحي ان يضرب مثلا ومعنى لا يستحي قال المفسرون يعني لا يستنكف لا يستنكف او لا يخشع ولا يمنعه الحياء من ضرب المثل ولو كان مثلا حقيرا ما دام انه يثبت الحق ما دام انه يثبت به الحق فالله لا يستحي من ضرب المثل ولا يستنكف ولا يخشى جل وعلا فيضرب المثل ولو كان شيئا حقيرا مثل الذباب الذباب والبعوض ما دام انه يثبت الحق فالله لا يستحي منه ولا يخشى منه جل وعلا يؤخذ مفهوم المخالفة ان الله يوصف بالحياء وهو كذلك فالله يوصف بالحياء كما جاء في الحديث ان الله حيي ستير ان الله حيي ستير يحب الحياء والستر فاذا اغتسل احدكم فليستتر حديث رواه ابو داوود وصححه الشيخ الالباني وفي حديث اخر عند الترمذي وعند ابي داوود وصححه الشيخ الالباني في صحيح الترغيب ايضا من حديث سلمان ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ان الله حيي كريم يستحيي يستحي اذا رفع الرجل اليه يديه ان يردهما صفرا صفر يعني خاليتين فارغتين جل وعلا الله متصف بالحياء ولكن ليس كاحياء المخلوقين ليس كمثله شيء وهو السميع البصير جل وعلا اذا الله يوصف بالحياء ان الله لا يستحي يعني لا يستنكر لا يخشى لا يمتنع من ان يضرب مثلا في البعوضة فما فوق البعوضة ما دام انه يثبت الحق ان الله لا يستحي ان يضرب مثلا ما بعوضة فما فوقها فما فوقها قيل معناه ما فوقها في الخلقة يعني ما اكبر منها كالذباب فما فوقه ولم يظرب مثلا باقل من البعوضة وقال بعضهم فما فوقها ليس المراد ما هو اكبر منها يعني ما هو فوقها؟ ما هو فوقها في الحقارة يعني ما هو اصغر منها قال بهذا بعض المفسرين والاصل حمل الكلام على ظاهره وعلى معمود وعلى معهود استعماله الا اذا دل دليل على خلاف ذلك وقد ذكر شيخنا الشيخ ابن عثيمين وغيره انه بالتتبع ان الله ما ضرب مثلا في القرآن اقل من البعوض ضرب بالذباب وهي اكبر من بعوض وضرب امثلة كثيرة ان الله لا يستحي ان يضرب مثلا ما بعوضة فما فوقها. ثم ذكر حال الناس عند ظرب المثل الناس عند ظرب المثل قسمان لا ثالث لهما قال فاما الذين فاما الذين امنوا فيعلمون انه الحق من ربهم. يعلمون ان هذا المثل حق من عند الله وانه يدل على الحق ويثبت الحق فيؤمن به فتثبت له قلوبهم ويتعظون به واما الذين في واما الذين كفروا كفروا ستروا الحق وغطوه وغطوا الايمان فيقولون ماذا اراد الله بهذا مثلا هذه عادتهم الاعتراض على الحق المؤمن يقول سمعنا واطعنا صدق الله صدق رسوله صلى الله عليه وسلم والكافر يقول لا يعترظ ماذا اراد الله بهذا مثلا ماذا يريد الله عز وجل بهذا المثل؟ ما بال البعوض والذباب تذكران الله اعلى واجل من ان يضرب هذه الامثال ثم فصل الله هذا كلام مستأنف جديد هذا كلام الله كلام الكفار ينتهي ماذا اراد الله بهذا مثلا فاستأنف كلاما جديدا هو من كلامه جل وعلا قال يضل به كثيرا ويهدي به كثيرا يظل الله بهذا المثل كثيرا من الناس ويهدي به كثيرا من الناس فالمؤمنون يهتدون به والذين يخبتون لربهم ويستمعونه ويصدقون يؤمنون وينتفعون به اعظم الانتباه والكفار المتكبرون يزدادون به كفرا ويكفرون ويزدادون كفرا الى كفرهم يضل به كثيرا ويهدي به كثيرا وما يضل به الا الفاسقين سبحان الله لا يضل بالمثل اذا ضربه الله الا الفاسق والفاسقون مأخوذ من الفسق والفسق في اللغة الاصل فيه الخروج الاصل فيه الخروج ومنه قولهم فسقت الرطبة اذا خرج لبها من قشرتها فسقت الرطبة يعني اذا امسكت الرطبة فضغطت عليها بيدك وخرج لبها من قشرتها يقال فسقت الرطبة لانها خرجت من قشرتها والفاسقون في القرآن هم الخارجون عن طاعة الله الى معصيته والفسق فسقان فسق مخرج من الملة والمقصود هنا وفسق دون فسق معصية لا يصل الى درجة الكفر لكن هنا هم الكفار الفاسقون يعني الخارجون عن طاعة الله الكفار الذين خرجوا عن طاعة الله الى معصيته ثم قال جل وعلا ايظا ذاكرا شيئا من صفاتهم قال الذين ينقضون عهد الله من بعده ميثاقه ينقضون عهد الله والنقض الاصل فيه افساد افساد ما ابرم من بناء او حبل او نحوه هذا هو الاصل النقض افساد ما ابرم من بناء او حبل اه او عهد ونحو ذلك. والميثاق هو العهد الشديد العهد الشديد الموثق فهؤلاء ينقضون عهد الله يبطلونه وعهد الله هنا فيه خلاف بين العلماء فمنهم من قال العهد المخاطب هنا اليهود وعهد الله هو الذي اخذه عليهم بان يؤمنوا بالنبي صلى الله عليه وسلم وان يخبروا عن صفته فنقضوا هذا العهد وقال بعضهم العهد هنا ما اخذه الله على ذرية ادم لما خلقهم واستنطقهم وهم في ظهر ادم الست بربكم؟ قالوا بلى وقال بعض المفسرين بل العهد هنا وما اخذه الله على العباد من وجوب الايمان برسله وكتبه وما جاء فيها الله اخذ علينا الميثاق بهذا ان نؤمن هؤلاء ينقضون هذا العهد هذا الميثاق فيكفرون بالله عز وجل بدل الايمان الذين نعم ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه ويقطعون ما امر الله به ان يوصل كالارحام فلا يصلون ارحامهم بل يقطعونها كما قال جل وعلا فهل عسيتم ان توليتم ان تفسدوا في الارض وتقطعوا ارحامكم وايضا يدخل فيه قطع كل ما امر الله بوصله اوله الايمان ونصرة الحق نصرة الانبياء والرسل فهم يقطعون هذا الامر ولا يصلونه ولا يقومون به ويقطعون ما امر الله به ان يوصل ويفسدون في الارض علاوة على ذلك. وقد مر معنا بالامس ان الافساد في الارض يراد به العمل فيها بالمعاصي وكذلك يفسدون في الارض يعني يعملون فيها بمعصية الله ويفسدون في الارض اولئك هم الخاسرون اتى باسم الاشارة الدال على البعيد ببيان بعد مكانتهم في الشر والفساد والعناد نعوذ بالله هم الخاسرون الذين خسروا انفسهم فبدل ان تربح انفسهم بالايمان ويدخلون الجنة خسروا بسبب كفرهم فخسروا انفسهم واوردوها النار واي واي خسارة اعظم من هذه الخسارة؟ نسأل الله العافية والسلامة ثم قال جل وعلا كيف تكفرون بالله وكنتم امواتا كيف هنا استفهام انكاري تعجبي فهو ينكر عليهم ويتعجب من حالهم فكيف تكفرون بالله كيف يكفر الكفار بالله وكنتم امواتا حينما كانوا في اصلاب ابائهم كانوا عدما فاحياكم الى الدنيا ثم يميتكم يخرج ارواحكم من هذه الدنيا ثم يحييكم يوم القيامة يبعثكم ثم اليه ترجعون مرجعكم ومآلكم ومردكم اليه الله عز وجل يستنكر عليهم ينكر عليهم انكار تعجب يعني الستم تعرفون انكم كنتم امواتا؟ تعرفون هذا. فاحياكم الله في الدنيا ثم يميتكم ثم يبعثكم كيف بتكفرون كفى بهذه بهذا عبرة وهذا كما قال جل وعلا في اية اخرى قالوا ربنا امتنا اثنتين واحييتنا اثنتين فهل الى فاعترفنا بذنوبنا الاية لان الخلق يا اخوان من اعظم ايات الله انت الان انسان حي تفهم وتعقل طيب ما الذي احياك من الذي اوجدك ولم تكن شيئا والله والذي اوجدك واحياك ثم يميتك قادر على اعادتك مرة اخرى جل وعلا هذا فيه تقرير توحيد الالوهية لان من يعلم اولا تقرير توحيد الاسمى والصفات تقرير الايمان تقرير البعث والنشور وفيه وجوب الاستعداد بعبادة الله عز وجل لما ينجي في هذا اليوم حينما يبعث الناس ثم قال جل وعلا هو الذي خلق لكم ما في الارض جميعا ثم استوى الى السماء فسواهن سبع سماوات وهو بكل شيء عليم هو الذي خلق لكم ما في الارض جميعا كل ما في الارض خلقه الله عز وجل لنا ومن هنا اخذ العلماء دليل او مسألة قاعدة عظيمة الاصل في الاشياء الحل والاباحة الا بدليل هذا هو الاصل فما يجيك واحد يقول ما حكم اللمبة حلال ولا حرام؟ ما حكم الميكروفون ما حكم الجوال؟ ما حكم السيارة؟ ما حكم الطائرة نقول يا اخي الاصل الحل هو الذي خلق لكم ما في الارض يبقى الاصل في الاشياء الحل والاباحة. اما باب الدين فالاصل فيه المنع حديث عائشة في الصحيحين من احدث في امرنا هذا ما ليس منه فهو رد ولهذا العامة يخلطون احيانا لما تقول له هذا بدعة. يقول طيب والميكروفون هذا؟ ثوبك اللي عليك السيارة النظارة اللي عليك بدعة هذا من جهلهم لا فرق بينهما. انت لما تقول بدعة ما يتعلق بامر الدين نعم امر الدين الاصل فيه المنع الاصل في الدين وفي العبادات الاصل المنع من احدث في امرنا هذا ما ليس منه فهو رد لكن الامور الاخرى الاصل بها الحل والاباحة لان الله يقول هو الذي خلق لكم ما في الارض جميعا سبحانه وتعالى قال ثم استوى الى السماء فسواهن سبع سماوات وهو بكل شيء عليم الاستواء يقول الشيخ السعدي جاء في القرآن على ثلاثة اقسام او ثلاثة احوال الحالة الاولى ان يأتي غير معد بحرق لا بايلة ولا بعلى فيكون بمعنى التمام والكمال كما قال جل وعلا عن موسى ولما بلغ اشده واستوى اتيناه حكمه وعلمه واستوى هنا لم يعد بي الى ولا بعلى. فاستوى هنا بمعنى التمام والكمال يعني تم عمره وبلغ وتأتي معدات بعلى فاذا جاءت معداة بعلى فهي بمعنى علا وارتفع اذا عديت بعلى فهي بمعنى علا وارتفع ومنه قوله جل وعلا ثم استوى على العرش في سبع ايات من كتاب الله عز وجل واحيانا يأتي بمعنى قصد اذا جاء معدا بالاء كما هنا فاذا كان معدا بالا يكون بمعنى قصد واقبل وهو المراد هنا ثم استوى الى السماء يعني قصد واقبل على خلق السماء قصد واقبل على خلق السماء فهنا استوى بمعنى اقبل وقصد خلق السماوات جل وعلا بعد ان خلق الارض فسواهن سبعا سماوات. التسوية هي الاصلاح هي الاصلاح والتقويم والتوطئة والمعنى هيأهن وخلقهن ودبرهن وقومهن في احسن خلق سبحانه وتعالى فسواهن سبع سماوات وهذا دليل على ان السماوات سبع والاراضين سبع والاراظون ايظا سبع لكن جاءت الاشارة في القرآن اليها اشارة وليس نصا صريحا قال ومن ومن الارض مثلهن ما دام ذكر خلق السماوات لكن جاء في الحديث في الاحاديث الصحيحة من ظلم شبرا طوقه من سبع اراضين يوم القيامة فالسماوات السبع والاراضون سبع وهنا مسألة آآ قال وهو بكل شيء عليم مع انه خلق السماوات خلق ما في الارض وسوى السماوات فهو بكل شيء عليم لا يخفى عليه شيء مما في السماوات ولا في الارض وما في الارض ولا يخفى عليه شأن السماوات ولا شأن الارض فهو بكل شيء عليم احاط علمه بكل شيء سبحانه وتعالى وهنا مسألة هذه الاية التي معنا يقول هو الذي خلق لكم ما في الارض جميعا ثم استوى الى السماء فسواهن هذه الاية تدل على ايهما خلق اولا الارض ام السماء الارض هو الذي خلق لكم ما في الارض جميعا ثم ثم تريد الترتيب والتراخي ثم السواء الى السماء طيب في سورة الغاشية ففي سورة النازعات اانتم اشد خلقا ام السماء بناها رفع سمكها فسواها واغطش ليلها واخرج ضحاها والارض بعد ذلك لحاها تدل على ماذا؟ ايهما خلق اولا على ان السماء خلقت اولا هذا ظاهر التعارض لكن يجب ان يعتقد المسلم انه لا تعارض بين القرآن بعضه مع بعض ولا بين السنة بعضها مع بعض ولا بين القرآن والسنة. التعارض اذا وجد في عقولنا نحن في افهامنا لنقص علمنا اما نصوص الوحيين لا تتعارض ابدا لا في انفسها ولا مع بعضها ومن هنا جمع العلماء وجمع ابن عباس وغيره من اهل العلم قالوا ان الله خلق الارض اولا ثم خلق السماء ثانيا ثم دح الارض ثالثا فالدحي غير الخلق فالله خلق الارض في يومين كما جاء في سورة فصلت اي انكم لتكفرون بالذي خلق الارض في يومين وتجعلون له اندادا. ذلك رب العالمين فالله خلق الارض بيومين ثم خلق السماء ثم دحى الارض ما معنى دح الارض سورة النازعات تفسر بعضها قال والارض بعد ذلك دحاها ثم بين ما هو الدحيل. قال اخرج منها ماءها ومرعاها والجبال ارساها متاع لكم والانعام فخلق الارض اولا ثم خلق السماء ثم دح الارض اخرج فيها منافعها والاشجار والجبال لكن اول خلقها هي وحدها ثم هذه الامور دحيها كان بعد خلق السماوات وبهذا تجتمع الايات ولا تتعارض فالاية هناك تدل على خلق الارض نفسها واما اية النازعات فهي تدل على تحيي الارض وما فيها من المنافع بعد خلق السماء فلا تعارض بين الايات آآ ثم قال جل وعلا واذ قال ربك للملائكة واذ ذكرنا ونذكر اذ اصح اقوال مفسر فيها انها ظرف بمعنى حين او وقت ويقدر قبلها فعل تقديره واذكر حين او واذكر وقت او واذكر زمنه فهنا واذ قال ربك اي واذكر حين قال ربك او وقتها قال ربك او زمن قال ربك واذكر واذ قال ربك للملائكة اني جاعل في الارض خليفة اني جاعل في الارض خليفة قالوا الخليفة يطلقوا عدة اطلاقات قاله شيخنا الشيخ ابن عثيمين قال يحتمل ثلاث ثلاثة امور ان يجعلوا منهم الخلفاء يخلفون الله في عباده بابلاغ شريعته والدعوة اليها والحكم بين عباده نجال في الارض خليفة يعني خلفاء يقومون بتعليم الناس دينهم ويحتمل انه يجعل فيها قوم يخلفون من سبقهم وهو ان الجن خلفت ان الانس تخلف الجن فقد كانت الجن في الارض ولا شك ان الجن يا اخوان قبل الانس والدليل ويذكرن للملائكة دي اسجدوا لادم فسجدوا الا ابليس وقال عن ابليس الا ابليس كان من الجن ففسق عن امر ربه اذا لما خلق الله ادم ونفخ به الروح امر الملائكة يسجدون له وكان ابليس معهم قبل خلق ادم فالجن قبل الانس ولهذا قوله وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون؟ هذا مراعى فيها الترتيب الزماني يا اخوان بدأ بالجن ذكرا لانهم قبل الانس زمنا ووقتا فهذا القول الثاني او الاحتمال الثاني والاحتمال الثالث يخلف بعضهم بعضا ان يتناسلون ثم قال كل هذا محتمل وكله واقع ولكن قول الملائكة تجعل فيها من يفسد فيها يرجح انه خليفة لمن سبقه. وهذا هو الاظهر والله اعلم تجعل فيها خليفة يعني تجعل فيها قوما او جنسا او خلقا يخلف من سبق فيحصل منهم كذا وكذا آآ وهو قول اه ابي قول ابن كثير ورواه عن بعض السلف قال اي يخلف بعضهم بعضا قرنا بعد قرن وجيلا بعد جيل كما قال جل وعلا وهو الذي جعلكم خلائف الارض ويجعلكم خلفاء الارض اذا الله قال اني جاعل في الارض خليفة فهو خليفة من جهة انه يقوم بالخلافة في الارض وتستمر الحياة في الارض وايضا خليفة يخلف بعضهم بعضا. يموت هذا وذريته تأتي من بعده ثم ذريته تأتيهم ذرية وهكذا يموت هؤلاء ويخلفهم اخرون. كل هذا حق اني جاعل في الارض خليفة وهو وين كان المراد به ادم لكن ايضا ذريته لانه ينطبق عليهم هذا الامر قالوا اتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء الملائكة انما قالوا هذا وسألوا سؤال استعلام واستكشاف لا سؤال اعتراض على الله لا يعصون الله ما امرهم ويفعلون ما يؤمرون وانما قالوا هذا من باب الاستكشاف والاستعلام اتجعل فيها من يفعل كذا وكذا يسألون الله يستألمون يستكشفون ليس على سبيل الاعتراض هذا هو هو الذي يليق وهذا هو الصواب. ومن ذهب الى غير هذا فقد ابعد النجعة كما يقال قال اتجعل فيها من يفسد فيها؟ لكن هناك يرد سؤال كيف علموا انهم سيفسدون ويسفكون الدماء نقول اعلمهم الله والله اعلم كيف اعلمهم هل قال هذا لهم او اوقعه في نفوسهم لكنهم قد علموا اعلمهم الله ولهذا سألوا يعني كأنهم يقولون قلت بان هذا الخليفة يسفك الدماء يعني يفسدوا في الارض اتريد ان تجعله خليفة يسألون ومع انه يفعل كذا وكذا فقال الله عز وجل اني اعلم ما لا تعلمون. نعم اجعله خليفة وهذا دليل يا اخوان ان الانسان الذي في هذه الحياة يريد الخير المحض لا يكاد يجد خيرا محضا ابدا الدنيا لابد فيها خير وفيها شر اول شيء زوجتك. اذا تبيها خيرة ما فيها نقص ابدا هذا مستحيل الله عز وجل خلق الخلق مع انهم يسفكون الدماء ويفسدون في الارض. ولكن الحكمة في خلقهم وايجادهم اعظم من المفسدة التي تحصل ولهذا دائما قاعدة تقرر تحصيل اعلى المصلحتين ودفع اعلى المضرتين والشيء يحكم عليه بكثرة مصلحته. فاذا كانت المصلحة اكثر يؤخذ به. واذا كانت المفسدة اعظم لا يؤخذ به واذا تساوتا در فاسد مقدم على جلب المصالح. هذه قاعدة مقررة عند اهل العلم ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم لا يفرك مؤمن مؤمنة. يعني لا يبغض مؤمن مؤمنة من كل وجه. ان كره منها خلقا رضي منها اخر بعض الشباب خاصة حديث عهد بالزواج يريد ان تكون المرأة مثل نفسه تماما تعلم ما في نفسه واذا اراد شيئا تحققه بدون تردد هذا مستحيل يا اخي بل انت حتى هي تنظر اليك هذه النظرة ولا ترى انك تحقق ما تريد فلابد اصبر خيركم خيركم لاهله وانا خيركم لاهلي وكان نساؤه يراجعنه صلى الله عليه وسلم فالله الله لان مسألة الطلاق هدم بيوت يا اخوان واذية وافساد كم بيوت هدمت وشقي الاولاد بسبب مغاضبة الاب والام ان شي تافه ما يسوى روحي لبيت اهلش ولا ما تروحين لبيت اهلك اشتري لي كذا ولا انا افعل كذا لا نقول انك تسلم الامور تعالج تأمر تنهى بالتي هي احسن تصبر يوسع صدرك لكن عادة تستلجأ الى الطلاق الطلاق يا اخي ما جعل الا حل حينما تتعذر الحياة جعل حل مخرج ولهذا الطلاق ما جعله الله بايدي النساء لان المرأة تغضب بسرعة تتأثر بسرعة عند ادنى سبأ عند ادنى سبب تطلق وهذا هذي عصمة ميثاق غليظ ما ينبغي يفرط فيه ولكن للاسف ان بعض الرجال اسوأ من النساء او مثل النساء في هذا الباب اذا وجد الطعام ما هو بجيد انت طالق ايش الكلام هذا؟ اتق الله يا رجل هذي امانة حملت هذه الامانة في عنقك ثم كم يحصل من الجنايات لو ما يحصل الا ان هذه المرأة التي طلقت سيتوقف الناس فيها وقد لا يتقدمون لها بسرعة لانها طلقت يكفي هذا الجناية. كيف اذا كان هناك ذرية واولاد؟ ويشقون بينك وبين امهم فالانسان ينبغي ان يكون عاقل والنبي صلى الله عليه وسلم يقول ليس الشديد بالصرعة يعني الذي يصرع الرجال الشديد من يملك نفسه عند الغضب وقد قال صلى الله عليه وسلم اذا غضب احدكم فليسكت انتظروا تذهب فوحة الغضب وفوران الغضب لان الشيطان يأتي مع هذا هذا الوقت فتتكلم كلاما بعد خمس دقائق تندم عليه تماما ووالله مرت بنا حالات يا اخوان يؤزه الشيطان ويغاضب زوجته وتغاضبه فيطلق فاذا طلق بعد خمس دقائق يأتي يبكي كيف اخرج من مشكلتي لان الشيطان عدو لدود فالحاصل ما الذي جرنا الى هذا؟ نعم جرنا اليه ما جرنا قال الله قالوا اتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء اي نعم يفسد بها بالمعاصي ويسفك الدماء السفك هو الصب والسيلان والمراد يعني القتل سفك دمه يعني اسال دمه بقتله ونحن نسبح لك ونحن نسبح بحمدك التسبيح هو التنزيه والتبرئة لله عن كل نقص وعيب التسبيح هو التبرئة والتنزيه والتبرئة لله عن كل نقص وعيب مع التعظيم له وبحمدك الباء نعم ونسبح بحمدك الباء هنا للمصاحبة والمعنى انه يسبح مصحوب تسبيحنا بحمدك بحمدنا لك ولهذا احب الكلام سبحان الله والحمد لله ولا اله الا الله والله اكبر سبحان الله والحمد لله كثيرا ما يقرن الله عز وجل بين التسبيح والتحميد وهذا من اعظم الذكر ان تجمع بين تنزيه الله عز وجل وحمده ولهذا كلمتان خبيرتان على اللسان ثقيلة في ثقيلتان في الميزان سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم والاحاديث في هذا كثيرة ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك التقديس الاصل هو التعظيم والتطهير ومنه قول المسلم في صلاته في ركوعه وسجوده سبوح قدوس يعني انزهك واطهرك واعظمك ويكون معنى الاية نقدس لك ننسبك الى ما هو من صفاتك من الطهارة من الادناس وما اضاعه اهل الكفر اليك هذا معنى نقدسه يعني ننسبك الى ما هو من صفاتك ونطهرك من الادناس وجعل الشريك وزعم الصاحبة والولد وغير ذلك لانه هو المستحق جل وعلا للتقديس والتسبيح والتحميد والتنزيه ونحن نسبح ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك قال اني اعلم ما لا تعلمون. اذا هذا عمل الملائكة التسبيح والتقديس لله عز وجل لا يعصون الله ما امرهم ويفعلون ما يؤمرون. وهذا دليل على ان قولهم اتجعل فيها ليس على سبيل الاعتراض والعصيان انما كان على سبيل الاستفهام يعني معرفة الامر ليس الا قال اني اعلم ما لا تعلمون. نعم مهما بلغ علم الملائكة فهو علم محدود ولا يحيطون بشيء من علمه الا بما شاء سبحانه وتعالى يعني اني اعلم من الحكم في خلق هذا الخليفة وخلق ذريته مع انهم يسفكون الدماء ويفسدون في الارض اعلم من الحكم ما هو اعظم مما يحصل منهم من خلل ولذلك خلقتهم قال جل وعلا وعلم ادم الاسماء كلها وعلم ادم الاسماء كلها ثم عرضهم على الملائكة هذا دليل ايها الاخوة ان الاسماء توقيفية كلها كلها توقيفية لان الله يقول وعلم ادم الاسماء كلها هذا فيه رد على بعض ما يقوله بعض علماء الكلام يقولون كيف جاءت الاسماء قالوا انه اول ما وجد الانسان كان يمشي فيرى شيئا طويلا امامه قال هذا جبل هذا نخلة يسمع صوت يقول هذا صوت كذا كلام فاضي كله نقول لا الاسماء توقيفية لان الله يقول وعلم ادم الاسماء كلها. كل من الفاظ العموم ولهذا جاءني ابن عباس انه قال قال عرض قال هي هذه الاسماء التي يتعارف بها الناس انسان ودابة وسماء وارض وسهل وبحر وجمل وحمار واشبه ذلك من الامم غيرها وجاء عنه ايضا انه قال علمه اسم الصحفة والقدر لما سأله رجل قال علمه اسم الصحفة والقدر قال نعم اه حتى الفسوة والفسية كل شيء هذا قول ابن عباس وعلى كل حال يغني ان الله عز وجل قال وعلم ادم الاسماء كلها خلاص يكفينا كيف علمه علمه علم ذلك ايضا لكن علمه هذا الذي يهمنا نحن وعلم ادم الاسماء كلها ثم عرظهم قال بعضهم ثم عرظها يعني عرظ الاسماء قال بعضهم ثم عرضهم لا بل عرظ المسميات على الملائكة والله على كل شيء قدير. وهذا هو الصحيح فعلم ادم الاسماء اسماء الاشياء كلها ثم عرظهم عرض الاشياء كلها على الملائكة فقال انبئوني باسماء هؤلاء هؤلاء اشار اليها دليل انه الذوات نفسها وهذا هو القول الراجع وان كان من جرير الطبري يرجح انه عرظ الاسماء دون الذوات لكن قوله انبئوني باسماء هؤلاء صريح بانه عرض عليهم الذوات فالله عاد ما علم ادم الاسماء كلها ثم عرض المسميات وذواتها على الملائكة وقال انبئوني باسماء هؤلاء فقالوا سبحانك اخ نعم انبئوني باسماء هؤلاء ان كنتم صادقين قالوا سبحانك لا علم لنا الا ما علمتنا انك انت العليم الحكيم ولهذا قوله ان كنتم صادقين قال بعض المفسرين ان كنتم صادقين اني لن اخلق خلقا افضل منكم او ان كنتم صادقين ان بني ادم يفسدون في الارض ويسفكون الدماء والله اعلم لان بعض هذه الاقوال يرد عليه اعتراض لكن قال لهم هذا حثا لهم ليجتهدوا وينبئونه ويبذلون جهدهم كله ولكنهم ما يستطيعون ولهذا اعترفوا قالوا سبحانك اي ننزهك وهب التسبيح والتنزيه هو التنزيه والتعظيم والتنزيه والتبرئة لله جل وعلا من كل نقص وعيب او عن كل نقص وعيب مع التعظيم له قالوا سبحانك ننزهك لا علم لنا الا ما علمتنا. رد العلم الى عالمه وما احسن ادب الملائكة لا علم لنا الا ما علمتنا لا نعلم الا ما علمتنا ولا نعلم اسماء هؤلاء انك انت العليم الحكيم. اثنوا عليه بصفة العلم والحكمة فانت العليم الذي احاط علمه بكل شيء وانت الحكيم في اقواله وافعاله واقداره تضع كل شيء موضعه فاثنوا على الله عز وجل بما يستحقه فقال الله جل وعلا قال يا ادم انبئهم باسمائهم يظهر شرف ادم انبئهم انبئوا الملائكة باسماء هؤلاء ويحتمل انبئهم انبأ هذه الذوات باسمائها لكن الذي يظهر السياق يدل على ان المراد به ان الملائكة الذين اعتذروا ولم يعرفوا الاسماء ليبين فضله عليهم ويظهر فضله عليهم انبئهم باسماء هؤلاء فلما انبأهم باسمائهم الفاء للترتيب والتعقيب وهذا دليل على ان الله لما امره انبئهم مباشرة انبأهم ادم ما قال ثم انبأهم ثم لما انبأهم لان ثم تفيد الترتيب والتراخي. لكن الفاء تفيد الترتيب والتعقيب مباشرة بعده قال النبي صلى الله عليه وسلم اذا كبر الامام فكبروا ترتيب وتعقيب مباشرة ولهذا قال فانبأهم يعني مباشرة بعد ان امره الله عز وجل بان ينبئهم ام فلما انبأهم باسمائهم قال الم اقل لكم اني اعلم غيب السماوات والارض استفهام تقرير اعلم غيب السماوات والارض. ومر معناه ان الغيب هو ما لا يدرك بالحواس والغيب غيبان غيب مطلق وغيب نسبي والله يعلم الغيب كله ما كان ضد الشهادة غيب السماوات وغيب الارض قد قد احاط به علما لا يخفى عليه شيء منه جل وعلا واعلم ما تبدون وما كنتم تكتمون. اعلم ما تبدون ما تظهرون تجهرنا به وتتكلمون به وما تخفون في انفسكم وهذا احسن ما يقال ان ان اللفظ على عمومه والسلام اعلم ما تبدون واعلم ما تخفون اعلموا كل ما تبدون وكلما تخفون آآ ترد اسئلة الحقيقة الان ما اظن عندنا وقت لكن اتوقع ان شاء الله سيكون عندنا في اخر الايام اخر يوم يكون عندنا وقت واسع ربما يكون لقاء مفتوح ويمكن تجمع الاسئلة كلها ونتولى الاجابة عليها ان شاء الله في وقت واحد ان شاء الله وانا والله احب ان اجيب على الاسئلة لكن انا اريد ان انتهي من التفسير الان آآ قال واعلم ما تبدون وما كنتم تكتمون وبعضهم ذكر ما كانوا يخفون في نفوسهم انهم قالوا لن يخلق الله خلقا افضل منا وهذا من القول من فعل الله بغير علم منهم قالوا ان ما اخفاه ابليس في نفسه قال ان سلطه الله علي عصيته وان صلى الله بني عليه اهلكته نقول حنا نصير الى ظاهر الكلام الا اذا قام عندنا دليل يدل على خلاف الظاهر وهذا لابد فيه من النقل لابد فيه من نقل عم عن النبي صلى الله عليه وسلم او يكون ذلك في القرآن ثم قال سبحانه وتعالى واذ قلنا للملائكة ما معنى واذ قلنا واذكر وقتها قلنا او حين قلنا للملائكة اسجدوا لادم فسجدوا الا ابليس الا ابليس اباه واستكبر وكان من الكافرين ابليس قالوا افعيل من الابلاس والاصل في الابلاس هو الاياس فقيل لابليس ابليس لانه ايس من رحمة الله اخرج منها مذؤم مدحورة اي سبيل الرحمة خلاص علم انه من اهل النار ولا مطمع له في رحمة الله. فقيل له ابليس من الابلاس لانه ايس من رحمة الله واذ قلنا للملائكة اسجدوا واذ قلنا للملائكة اسجدوا لادم فسجدوا. الفاء للترتيب والتعقيب امره الله مباشرة سجدوا الا ابليس ما نوع الاستثناء هنا؟ قال جمهور اهل العلم ان الاستثناء متصل وهذا القول يرد عليه اشكال لان معنى الاستثناء المتصل ان المستثنى من جنس المستثنى منه فيكون المعنى فسجد الملائكة الا ملك واحد وهو ابليس فيرد هذا الاشكال فسجد الملائكة الا ابليس فهو من جنس الملائكة والقول الثاني ان الاستثناء منقطع واذ قلنا للملائكة اسجدوا فسجدوا لكن ابليس فالاستثناء المنقطع ما بعده ليس من جنسي ما قبله لكن ابليس لم يسجد وهذا القول بانه منقطع يؤيده قوله جل وعلا وان قلنا للملائكة اسجدوا فسجدوا الا ابليس كان من الجن ففسق عن امر ربه في سورة الكهف لكن الجمهور يقولون هو من الملائكة بحسب الظاهر بحسب الظاهر لانه يعبد الله معهم وهذا جاري ان يطلق الحكم على العموم وان يدخل القليل في الكثير ولهذا سمي من الملائكة بحسب ظاهره لانه كان معهم وعلى كل حال الذي يجب اعتقاده ان ابليس من الجن وان الملائكة سجدوا لكن ابليس لم يسجد لادم وابليس من الجن لكن ظاهر الخطاب انه من الملائكة واذ قلنا للملائكة اسجدوا فجعل منهم بحسب ظاهره بحسب انه كان يعبد الله معهم ولان القليل يدخل في الكثير والحكم للعام دائما الذين قال لهم الناس ان الناس قد جمعوا لكم والذي قال من الناس ما كل الناس. قاله ابو سفيان وبعض من معه لكن يطلق الحكم على العموم وان كان فيه من ليس منه وهذا امر على كل حال مقرر في قواعد الشريعة فالحاصل ان الله امر الملائكة بالسجود لادم والسجود لادم الاصل في السجود هو التذلل والخضوع والصاق الجبهة بالارض وسجود الملائكة لادم ليس عبادة لادم وانما عبادة لله طاعة لله واكراما ورفعة لادم فلا احد يحتج بهذا نقول سجود الملائكة طاعة لله عبادة لله من اجل ان يكرم الله ادم ويبين مكانته وقدره لعظم شأن ادم ان هو ذريته يعمرون الارض ولا يجوز لاحد بل حتى لو قيل بانه كان جائزا كما جاء ان كما في قوله جل وعلا والدي يوسف ورفع ابويه على العرش وخروا له سجدا قالوا هكذا كانت التحية عندهم وشرع من قبلنا شرع لنا ما لم يرد في شرعنا خلافه ونحن شرعنا يقول نبينا صلى الله عليه واله وسلم لو كنت امرا احدا ان يسجد لاحد لامرت المرأة ان تسجد لزوجها لعظم حقه عليها. ما يجوز السجود لغير الله ابدا بهذه الشريعة واذ قلنا للملائكة اسجدوا لادم فسجدوا الا ابليس ابى واستكبر. ابى امتنع واستكبر يعني ترفع ولهذا يقول اول خطيئة عصي الله بها هي الكبر احذر من الكبر اول ذنب ولهذا ابليس استكبر فالاستكبار هو الاستعظام هو الاستعظام للنفس قال النبي صلى الله عليه وسلم الكبر غمط الحق غمط الناس وبطر الحق اي رد الحق وفي الحديث الاخر قال النبي صلى الله عليه وسلم في صحيح مسلم لن يدخل الجنة من كان في قلبه حبة خردل من كبر فاحذر من الكبر فانه لا خير فيه الا ابليس اباه استكبر وكان من الكافرين. نعم لانه عصى الله جل وعلا وابى السجود لادم فطرده الله من رحمته فصار من اهل النار وهو يعلم ذلك وانظره الله الى الوقت المعلوم حكمة بالغة حكمة بالغة ولهذا قال العلماء لا ينسب الشر الى الله المحو والشر ليس اليه. قالوا لان الله لم يخلق شرا محضا ابدا حتى ابليس هو شر لكن في غلقه حكمة وبخلقه خير عظيم كم من مؤمن يعصيه فيدخل الجنة فما خلق الله شرا محضا سبحانه وتعالى ثم قال سبحانه وتعالى وقلنا يا ادم اسكن انت وزوجك الجنة وكلا منها رغدا حيث شئتما ولا تقربا هذه الشجرة فتكون من الظالمين وقلنا القائل هو الله وهذا دليل على ان القرآن كلام الله وان الله يقول ويتكلم كلاما حقيقيا صفة الله وليس كلام الله عبارة عن قول الله بل هو قوله صفته تكلم به بصوت وحرف كما قرره اهل السنة وقلنا يا ادم اسكن انت انت وزوجك الجنة ادم قيل له ادم لانه مخلوق من اديم الارض من اديمها من ظاهرها والادمة في الاصل هي السمرة وقلنا يا ادم اسكن انت وزوجك وزوجك حواء وهذا هو الافصح ان يقال للمرأة المرأة زوج الرجل. عائشة رضي الله عنها زوج النبي صلى الله عليه واله وسلم وجاء في السنة زوجة ايضا صحيح فصيح انت وزوجك الجنة وتنازع العلما ما هي الجنة فمنهم من قال انها جنة في الدنيا والصواب انها جنة الخلد والدليل على ذلك حديث القرآن. قال جل وعلا ان لك الا تجوع فيها ولا تعرى هذا لا يكون الا في جنة الخلد اما جنان الدنيا حتى لو كنت وسط المزرعة ووسط الجنة الدنيا يأتيك الجوع وايضا استدلوا بالحديث الذي في الصحيحين في البخاري ومسلم حديث الشفاعة وان الناس يقولون يا ادم خلقك الله بيده واسكنك جنته فاشفع لنا عند ربه اسكنك جنته ثم الاصل في الالف واللام انها للعهد الجنة المعهودة للمخاطبين وهي جنة الخلد هذا هو الصحيح وقد حرره ابن القيم في مفتاح دار السعادة واطال في جلب الادلة في بيانه فالجنة هي جنة الخلد لكن في ذلك الوقت لم تكن دار بقاء لكن الان من دخل الجنة لا يخرج منها لكن في ذلك الوقت كانت دار ابتلاء يعني الله عز وجل يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد فهي جنة الخلد وقلنا يا ادم اسكن انت وزوجك الجنة وكلا منها اي من الجنة رغدا اي هنيئا واسعا طيبا. الرغد هو العيش الواسع الهنيء المريح رغدا حيث شئتما يعني من من اي شجرة شئتم في الجنة ولا تقربا هذه الشجرة نهاهم عن شجرة بعينها وقد اطنب المفسرون فمنهم من قال انها الكرم يعني العنب ومنهم من قال السنبلة منهم من قال الحنطة منهم من قال البر منهم من قال الزيتون منهم من قال النخلة ولكن لا دليل على واحد من هذه الاقوال فنقول شجرة بعينها يعرفانها نهاهم الله عز وجل عنها والله اعلم واي شجرة هي ولا تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين. الفأل السببية فتكون بسبب قربانها من الظالمين الذين ظلموا انفسهم بمعصية الله عز وجل لأن الظلم انواع والظلم هو وضع الشيء في غير موضعه فظلم نفسه هنا بمعصيته لله عز وجل. وقد يكون الظلم كفرا ان الشرك لظلم عظيم وقد يكون دون ذلك فازلهم الشيطان عنها فازلهما يعني اوقعهما في الزلل وقرأ فازالهما قرأ حمزة فازالهما الشيطان ومعنى ازالهما يعني نحاهما وباعدهما فاذلهما واوقعهما في الزلل عنها يعني عن طاعة الله بهذه الشجرة ازلهم وقعه بالزلل فاكل من الشجرة التي نهي عنها فازاله فازلهما عنها فاخرجهما مما كانا فيه. اخرجهما كان سببا في خروج ادم وزوجه من الجنة هذا دليل المعصية ما يستهان فيها والناس اذا قال اذا ما عندي من المعاصي الا هذا انا بخير لا تستهين بالمعصية يا اخي لا تستهين بالمعصية مهما كان قد تكون سبب زوال النعمة التي فيك وخاصها الظلم نسأل الله العافية والسلامة قال فاخرجهما مما كان فيه يعني من نعيم الجنة وقلنا اهبطوا بعضكم لبعض عدو. اهبطوا. الهبوط هو النزول من اعلى الى اسفل. وهذا استدل به الذين يقولون هي جنة الخلد بعضكم لبعض عدو يعني ادم وحواء وابليس ادم وحواء حزب وابليس حزب اخر فقال اهبط حالة كونكما اعداء لبعضكم ولهذا بعض الناس يطيع الشيطان يطيع العدو والله جل وعلا يقول ان الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوة يا اخوان بعضكم لبعض عدو ولكم في الارض مستقر ومتاع الى الحين. الى حين لكم في الارض مستقر يستقرون فيها وتعيشون على ظهرها ومتاع يمتعكم الله عز وجل بما يرزقكم ويعطيكم فتمتعون مدة لكن الى حين الى اجل الى وقت قيل الى يوم القيامة وقيل بل المراد به اجل الانسان فادم وحواء وابناؤهم الى حين الى حين ما يأتي اجله الذي لا يستغفر عنه ولا يتقدم وبالنسبة لابليس الى يوم القيامة فانتم تستقرون وتعيشون وهم تمتعون الى حين الى وقت واجل قيام الساعة ثم تردون الى الله جل وعلا ويجازى كل عام من بعمله ثم قال سبحانه وتعالى فتلقى ادم من ربه كلمات قال ابن كثير قيل ان هذه الكلمات مفسرة بقوله قال ربنا ظلمنا انفسنا وان لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين هذه هي الكلمات وهي التوبة الى الله جل وعلا فتلقى ادم هذه الكلمات تلقاها من الله وقال بها وتاب واناب فتاب الله عليه ولهذا لله افرح بتوبة احدكم من صاحب الراحلة اظلها في ارض فلاة وعليها طعامه وشرابه ثم وجدها بعد ان ايس منها ولما وجدها قال اللهم انت عبدي وانا ربك اخطأ من شدة الفرح فالله يحب التوابين ويحب المستغفرين المنيبين الراجعين ولهذا قال فتابا وهذا الفات تدل على الترتيب والتعقيب فلما تلقى ادم الكلمات وقال وتاب واناب مباشرة تاب الله عليه سبحانه وتعالى انه هو التواب الرحيم التواب الذي يتوب على عباده هذه الصيغة مبالغة الرحيم الذي يرحم خلقه من رحمته ان يوفقهم للتوبة ثم يقبلها منهم قل اهبطوا منها جميعا فاما يأتينكم مني هدى فمن تبع هداي فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون قل اهبطوا منها قيل ان هذا هبوط اخر غير الهبوط الاول. والصواب انه الاول لكن من باب التأكيد من باب التأكيد لان القرآن فيه تأكيد وان صار وان كان الاصل هو التأسيس لكن ايضا هنا قال اهبطوا منها جميعا وهناك في الاية التي مرت يقول قلنا اهبطوا بعضكم لبعض عدو. هنا قال جميعا به زيادة تأكيد. ومن هنا قال بعض اهل العلم وبعض المفسرين انه هبط ادم وحواء وابليس والحية الحية هي التي كان السبب في دخول ابليس وهذا ايضا من اخبار بني اسرائيل التي لا يعول عليها اهبطوا اهبطوا منها جميعا فاما يأتينكم مني هدى فمن تبع هداي فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون اهبطوا من من الجنة جميعا الى الارض فاما يأتينكم مني هدى يعني اذا جاءكم مني هدى هدى الله وهدى الله قال العلماء هدى الله المراد به البينات والبيان والرسل والرسالات يعني المراد بهدى الله الكتب والرسل الكتب نزلت بهدى الله والرسل جاؤوا بهذا الهدى ويدعون اليه ويأمرون به فمن تبع هداي فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون قال ابو العالية الهدى الانبياء والرسل والبينات والبيان وقال مقاتل بن حيان الهدى محمد صلى الله عليه واله وسلم وقال الحسن الهدى القرآن وهذا قال ابن كثير وهذان القولان صحيح ان وقول ابي العالية اعم فهنا قال من تبع هداي تبعه واخذ به وعمل بما فيه فلا خوف عليهم في الدنيا فلا خوف عليهم فيما يستقبلهم ولا هم يحزنون على ما فاتهم هكذا من امن بالله واتبع الرسول واخذ بالحق لا خوف عليه في الدنيا لا خوف عليه فيما يستقبل لا يخاف ولا يحزن على ما فاته قد يعيش فقير في الدنيا لكن والله لا يحزن في الاخرة اذا ادخله الله الجنة ما فاته شيء فلا يحزن على ما فاته لعظم النعيم الذي يجده عند الله سبحانه وتعالى وقال لاية اخرى قال ابن عباس في تفسير هذه الاية او كما اشار الى اية سورة طه قال اهبطا منها جميعا. بعضكم لبعض عدو فاما يأتينكم مني هدى فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى هذا معنى لا يخاف لا خوف عليهم ولا هم يحزنون لا يضل ولا يشقى. قال ابن عباس لا يضل في الدنيا ولا يشقى في الاخرة فمن تبع هداي فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون والذين كفروا وكذبوا باياتنا اولئك اصحاب النار هم فيها خالدون. كفروا ستروا الحق وغطوه وتنكبوا طريق الهداية وكذبوا بالايات جمع اية وهي الدلائل والعلامات التي جعلها الله دالة عليه ودالة على الحق فجمعوا بين الكفر والتكذيب اولئك اسم اشارة دال على البعيد لبيان بعد المنزلة التي بلغوها من الشر والفساد اصحاب النار اي الملازمون لها لان الصحبة بمعنى الملازمة. يقال فلان صاحب فلان لشدة ملازمته له. فاصحاب النار يعني الملازمون لها ابد الاباد اولئك اصحاب النار هم فيها خالدون الخلود هو المكث الطويل ولكن جاء تأكيده بابدا خالدين فيها ابدا فدل على انهم ماكثون فيها ابد الاباد لا يقضى عليها عليهم فيموتوا وما هم منها بمفرجين نسأل الله العافية والسلامة ثم قال جل وعلا او نتوقف اعطيكم خمس دقائق بقي خمس دقائق نتوقع حتى من يريد يتوضأ والله اعلم وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا محمد