بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين اما بعد فكنا قد انتهينا بالامس الى قوله جل وعلا واذ استسقى موسى لقومه فقلنا اضرب بعصاك الحجر وان استسقى كما مر مرارا واذ ظرفية بمعنى حين او وقت واذكر يا نبينا حين قال الله عز وجل او حين استسقى موسى لقومه واستسقى اي طلب السقيا وذلك لما كان بنو اسرائيل في التيه المكان الذي تاهوا فيه عقوبة من الله جل وعلا لما رفضوا دخول البيت دخلوا ورفضوا ان يدخلوا الارض المقدسة وان يقاتلوا الجبابرة العماليق بقوا متحيرين في صحراء سيناء او سيناء وهي ارض لا ماء فيها ولكن الله سبحانه وتعالى مع انهم قد عصوه وعاقبهم قد اكرمهم مر معنا في الاية السابقة انه ظلل عليهم الغمام من حر الشمس وساق لهم رزقا من المن والسلوى طعاما وشرابا يغنيهم وكذلك كان معهم حجر قيل انه حجر مربع كانوا يحملونه معهم فاذا نزلوا مكانا امسكه هارون وضربه موسى بعصاه فانفجرت منه اثنتا عشرة عينا كل سبط من الاسباط لان اسباط يعقوب اسباط بني اسرائيل اثنى عشر سبقا اولاد يعقوب كما قال الله عز وجل عن يوسف في رؤياه اني رأيت احد عشر كوكبا هؤلاء اخوته وهو الثاني عشر ثم بعد ذلك صار لكل رجل منهم عقب ونسل صاروا سبطا فكان هذا الحجر اذا ضربه موسى تنفجر منه اثنتا عشرة عينا لكل سبط عين يشربون منها وقد اكثر المفسرون في هذا الحجر هل هو حجر معين هل هو كان في زمن ادم؟ هل هو نزل من الجنة وهل العصا التي يضرب بها عصاها التي تنقلب حية ولا ولا فائدة من وراء هذا الا ان الفائدة انه كان معهم حجر او ان موسى كان يضرب الحجر بعصا فينفجر الماء وينبجس فيشربون منه وهي اية من الله سبحانه وتعالى لهم وهذا دليل على كرم رب العالمين فان بني اسرائيل قد فعلوا ما فعلوا ومع ذلك رحمهم وانعم عليهم بهذه النعم العظيمة قال جل وعلا واذ استسقى موسى لقومه فقلنا اضرب بعصاك الحجر امره الله عز وجل ان يضرب الحجر فانفجرت منه اثنتا عشرة عينا انفجرت اي تشققت وخرج منها الماء غزيرا انفجار الماء يعني خروجه بكثرة بمعنى انه يكفيهم ويكفي كل صدق وكل قبيلة فانفجرت منه اثنتا عشرة عينا بعدد الاسباط عينا معينا ماء يجري فيشربون منه قد علم كل اناس مشربهم كل اناس وكل سبط من هؤلاء الاسباط يعرفون العين التي يشربون منها العين التي تخصهم قد علموا ذلك فيشربون كل سبط يشربون من العين التي لهم كلوا واشربوا من رزق الله الامر هنا امر اباحة وليس امر وجوب وانما المراد امر اباحي يعني اباح لهم ان يأكلوا. كلوا واشربوا من رزق الله من عطائه ولا تأثوا في الارض مفسدين يعني ولا تتمادوا في فسادكم يقال عسى في الارض فسادا يعني اكثر من الفساد فيها فنهاهم الله عز وجل عن الفساد قليله وكثيره ولهذا قال المفسرون منهم من قال لا تتمادوا في فسادكم ومنهم من قال لا تعثوا لا تأثوا لا تطغوا ولا تسعوا في الارض فسادا وقال الشيخ السعدي ولا تخربوا على وجه الفساد وقيل العثي هو اشد انواع الفساد اذا الله عز وجل انعم عليهم بنعم ظلل عليهم الغمام وانزل عليهم المنة والسلوى وفجر لهم ماء يشربون منه ثم قال كلوا واشربوا من رزق الله من عطائه الذي من به عليكم وحذرهم من امر وهو الافساد بالارض ولا تسعوا في الارض فسادا ولا تأثوا في الارض مفسدين ومر معنا ان الافساد في الارض هو العمل فيها بالمعاصي اذا جاء الافساد في الارض فالمراد به العمل بالارض فيما الارض العمل في الارض بمعاصي الله عز وجل هي اعظم الفساد وهذا دليل ان الواجب على المسلم اذا انعم الله عليه بالنعم الا يقابل هذا بالفساد والمعاصي والذنوب بل يقابلها بالطاعة والشكر والاعمال الصالحة قال جل وعلا واذ قلتم يا موسى اي واذكر حين قلتم قالت اباؤكم واجدادكم ان الخطاب هنا مع بني اسرائيل مع اليهود المعاصرين للنبي صلى الله عليه وسلم وان كان القول لابائهم لكن يخاطب الابناء بفعل الاباء فقال واذ قلتم يا موسى لن نصبر على طعام واحد قال المفسرون الطعام الواحد هو المن والسلوى قال الشوكاني لكن لما كانوا يخلطونهما معا جعلوه طعاما واحدا كانه يفهم من كلامه انهم كانوا يخلطون المنة مع السلوى وهذه في الحقيقة كما يقال دعوة تحتاج الى دليل انهم كانوا يخلطون وقد مر معنا الحديث النبي صلى الله عليه وسلم قال الكمأة من المن المن طعام كثير منه الكمأة ولكن لعله قالوا طعام واحد يعني الشيء الذي اعتدناه كل يوم قالوا ذلك لانه لا يتبدل ولا يتغير. كل يوم يأتيهم نفس الطعام فقالوا انه طعام واحد وقيل لتكررهما كل يوم وعدم وجود غيرهما جعلوه طعاما واحدا والمراد انهم قالوا هذا لما كانوا في التيه وفي العقوبة وفي اثناء العقوبة ملوا هذا الطعام الطيب واذ قلتم يا موسى لن نصبر على طعام واحد فادعوا لنا ربك يخرج لنا مما تنبت الارض من بقلها وقثائها وفومها وعدسها وبصلها. وبصلها قال الحسن البصري فبطروا ذلك بطر هذه النعمة وهي المن والسلوى فبطروا ذلك ولم يصبروا عليه وذكروا عيشهم الذي كانوا فيه وكانوا قوما اهل اعداس وبصل وبقل وفوم يعني تذكروا ما كانوا عليه من العيش مع انه اردى مما من الله عز وجل عليهم به لكن الانسان على ما تعود فكانوا اهل بقول وعدس وبصل ونحوه فحنوا الى ما كانوا عليه مع ان الطعام الذي رزقهم الله خير منه واطيبه ولهذا قال لهم موسى اتستبدلون الذي هو ادنى بالذي هو خير الذي هو ادنى يعني اقل ادنى حالا وادنى طعما وادنى يعني نوعا مستواه ادنى من مستوى الطعام الذي من الله عز وجل عليكم به. الذي ادنى بالذي هو خير خير منه المن والسلوى البقل معروف قالوا هو كل نبات ليس له ساق كل نبات ليس له ساق وهي تسمى البقول والق الثاء معروف نوع من الفاكهة من فصيلة الخيار خيار تعرفونه لكنه لونه ابيض ومضلع يسمى القثة تم قس وطعمه طعم الخيار تماما لكن لونه ابيض موجود وفومها الفوم قالوا هو الثوم وهكذا جاء في قراءة ابن مسعود وثومها بالثاء والثوم معروف وقال ابن جرير ان العرب تبادل بين الثاء والفاء فيضعون هذا مكان هذا وقال بعضهم المراد بالفوم هي الحنطة وقيل المراد به السنبلة وقيل المراد به الخبز او كل حب يختبز والذي يظهر والله اعلم انه هو الثوم اولا لقراءة ابن مسعود والامر الثاني لوصف الله عز وجل له بانه ادنى لو كان لو كان الحنطة او كان السنبلة هذا ليس ادنى هذا من اطيب الطعام ومن احسن الطعام لكن الذي هو ادنى هي هذه البقول والفوم الثوم والعدس والبصل ليسوا من اجاويد الطعام من اقلها جودة واقلها يعني ما تشتهي هالنفوس فهي ادنى حالا وادنى جودة من من غيرها قال اتستبدلون وهذا استفهام انكار وتوبيخ تستبدلون الذي اتستبدلون الذي هو ادنى بالذي هو خير نحن ذكرنا اشتروا الضلالة بالهدى. قلنا دائما الباء تدخل على المتروك ذكر الله امرين ان ان احدا استعاض كذا بكذا ما هو الذي اخذه وما هو الذي تركه الذي تركه الذي يدخل عليه الباء مدخول الباء هو المتروك اشتروا الضلالة بالهدى يعني تركوا الهدى هنا قال الذي هو ادنى بالذي هو خير الذي تركوه الذي هو خير وهو المن والسلوى اتستبدلون الذي هو ادنى بالذي هو خير اهبطوا مصرا اهبطوا اي انزلوا مصرا ومصرا هنا اي مصر اي يعني اهبطوا بلدا من البلدان. اي بلد تهبطون اليه تجدون هذه هذه الاطعمة التي هي ادنى متوفرة في كل مكان فاهبطوا اي بلد ومصر هنا المراد به البلد وليس مصر المعروفة بهذا الاسم لان تلك ممنوعة من الصرف مصر ما يقال مصرا بالتنوين هذه مصروفة هذا دليل على ان المراد بالمصر هنا البلد اهبطوا اي اي مصر واي بلد من البلدان تجدون هذا الذي سألتم فيه متوفر البصل والثوم والعدس في كل مكان اهبطوا مصرا فان لكم ما سألتم لكم ما ما سألتموه اي بلد تذهبون اليه تجدون فيه هذا الذي سألتموه وهو الذي هو ادنى قال جل وعلا وضربت عليهم الذلة والمسكنة غربت يعني الصقت بهم الصقت بهم الذلة وضربت عليهم الذلة والمسكنة تعددت اقوال العلماء في الذلة والمسكنة ومؤدها وهي متقاربة في المعنى وخلاصة ما يقال ان الذلة هي الصغار والهوان ضربت عليهم يعني الصقت بهم والزموا بالذلة وهي الصغار والهوان والمسكنة وهي الفقر والحاجة ولهذا ذكر المفسرون ان اليهود لازم لهم الذلة فتضرب عليهم الجزية وقد وقد ذكر بعض المفسرين انهم ادركهم الاسلام والمجوس تفرض عليهم جزية او ما لن يدفعونه ثم ضرب عليهم ضربت عليهم الجزية في دين الاسلام حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون وكذلك المسكنة الفقر الحاجة والفاقة لكن قد يستشكل احد ويقول كيف واليهود معروفون هم اهل المال يقول نعم الفقر في قلوبهم مهما جمعوا فالفقر قائم في قلوبهم ولهذا تجد انهم لا هم لهم الا جمع المال ولهذا يقول اول من جعل النساء تعمل مع الرجال اليهود كانوا اصحاب مال ورأوا ان الرجال يأخذون مبالغ عالية فقالوا نجعل النساء تعمل مع الرجال حتى يكون المبلغ الذي يؤخذ منه اقل والاجور ففعلوا ذلك. وهم اول من ادخل النساء بالعمل مع الرجال قبحهم الله وبعض اهل العلم يقول ان هذه الذلة يعني لازمة لهم الا بحبل من الله وبحمده من الناس يعني اذا حصل لهم احد يعينهم او يدافع عنهم كما هو الحال الان دافعت دول الغرب عن اليهود عن اسرائيل فهنا لا ينطبق هذا الكلام عليهم لكن الذي يظهر وهو الذي قاله اكثر المفسرين بان هذا لازم لهم في كل وقت واوان فهم الان مع ما هم فيه هم في ذلة وخوف لا يعلمه الا الله عز وجل وفقرهم في قلوبهم فهم اشد الناس فقرا في القلوب. ولهذا لا يستمتعون باموالهم ولا ينتفعون بها وهذه من اعظم المصائب حينما يكون الفقر بالقلب تجد الانسان عنده الاموال الطائلة ولكن يخشى عليها فلا يتمتع بها في هذه الحياة ولا يخرج الزكاة ولا كذا لان فقره في قلبه يخشى عليه ومن هنا قال شيخنا الشيخ ابن عثيمين قال والمسكنة هي الفقر فليس عندهم شجاعة ولا غنى لا كرم بالمال ولا كرم بالنفس فالشجاعة كرم بالنفس بان يجود بنفسه لادراك مقصوده والكرم جود المال فلم يحصل لهم هذا ولا هذا وضربت عليهم الذلة والمسكنة وباءوا بغضب من الله. باؤوا اي رجعوا بغضب من الله لانهم فعلوا ما يوجب غضب الله عليهم وفيه اثبات صفة الغضب لله عز وجل وهم وصوهم بالغضب وهي من افعاله الاختيارية فبقوا بغضب من الله ذلك بانهم كانوا يكفرون بايات الله ذلك يعني ما جزيناهم به من الذلة من ضرب الذلة والمسكنة عليهم بانهم اي بسبب انهم يكفرون بايات الله يجحدون ولا يؤمنون بايات الله وهي جمع اية وايات الله يعني الدلائل والعلامات التي نصبها على الحق من ارسال الرسل وانزال الكتب وما يرونهم من الايات فقد كفروا بها وجحدوا بها ولم يؤمنوا ذلك بانهم كانوا يكفرون بايات الله ويقتلون النبيين بغير الحق وقد قتلوا زكريا ويحيى وهذا من شدة خبثهم ويقتل الانبياء بغير حق بغير حق بغير الحق بغير الحق هذه صفة كاشفة وليست صفة مقيدة بمعنى ليس المعنى انهم يقتلون الانبياء بغير الحق لكن اذا كان قتل الانبياء بحق فهو جائز لا وقلنا هذا صارت صفة مقيدة لا هذه صفة كاشفة. تكشف عن حقيقة قتل الانبياء فقتل الانبياء حيث وقع فهو بغير الحق بل بالجور والظلم والبهتان ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون. ذلك هذا الفعل الذي حصل منهم بسبب عصيانهم والمعصية تجر الى المعصية ولهذا قال جل وعلا والذين اهتدوا زادهم هدى واتاهم تقواهم قال فلما زاغوا ازاء الله قلوبهم فالمعاصي تجر الى المعاصي والحسنة تدعو اختها والسيئة تدعو اختها. ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم واتبع السيئة حسنة ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون الاعتداء هو مجاوزة الحد الى ما لا يحل كانوا يتجاوزون الحدود التي حدها الله عز وجل ولا يقفون عند حدود الله فيقعون فيما حرم الله جل وعلا ثم قال سبحانه وتعالى ان الذين امنوا والذين هادوا والنصارى بعد ان ذكر جملة من افعال يهود وقبائحهم وخزاياهم اردف ببيان بصنف المؤمنين من كل احد فقال ان الذين امنوا الذين امنوا المراد بهم المسلمون وسبق ان ذكرنا ان الايمان هو التصديق عن اقرار وهو الايمان بكل ما امر الله عز وجل به يدخل فيه اركان الايمان الستة واركان الاسلام وما امر الله به ورسوله ان الذين امنوا والذين هادوا الذين هادوا اي اليهود مأخوذ من هذا يهود اذا تاب الا هم يهود قيل وقيل نسبة الى التوبة. يقال هذا يهود هودا اذا تاب ورجع فقيل لهم يهود باعتبار اصلهم الذين تابوا ورجعوا وقال بعضهم بل نسبة الى يهودا وهو الابن الاكبر ليعقوب الابن الاكبر ليعقوب اسمه يهودا واليهود نسله فنسبوا اليه والذين هادوا والنصارى النصارى جمع نصراني واليهود هم اتباع موسى والنصارى اتباع عيسى الذين ارسل اليهم عيسى على انبياء الله جميعا الصلاة والسلام وقيل لهم نصارى قالوا لانهم نصروا نصروا عيسى قال من انصاري الى الله؟ قال الحواريون نحن انصار الله وقيل لانهم كانوا يتناصرون وقيل لانهم سكنوا قرية يقال لها الناصرة وهذا المدح ليس لكل اليهودي وليس لكل النصارى وانما لاولئك اليهود الذين اطاعوا الله ورسوله في زمن موسى ويعود على اولئك النصارى الذين اطاعوا الله ورسوله في زمن عيسى واما اليهود اليوم والنصارى اليوم فهم ظلال اليهود قد غضب الله عليهم والنصارى قد ظلوا عن الحق وكلهم كفار كما قال جل وعلا وقالت اليهود عزير ابن الله وقالت انه صار المسيح ابن الله لكن هذا المدح لمن كانوا على الايمان في ذلك الزمان وهذا دليل يا اخوان ان الاسم لا يكفي لابد من العمل لو قال الانسان انه مؤمن وانه مسلم وانه الدعاوى اذا لم يكن عليها بينات فاصحابها ادعياء ليس العبرة بالاسماء العبرة بالافعال وقل اعملوا فسيرى الله عمله فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون والصابئين الصابرون تعددت اقوال العلماء فيهم فمن العلماء من قال ان الصابئين وهو قول ابي العالية والربيع بن انس والسدي قالوا فرقة من اهل الكتاب يقرأون الزبور فرقة من اهل الكتاب يقرأون الزبور وقال مجاهد الصابرون قوم بين اليهود قوم بين المجوس واليهود والنصارى ليس لهم دين وقال الحسن هم قوم يعبدون الملائكة وهذه الاقوال كلها ضعيفة وقالوا يعتبر قولا واحدا قال وهب ابن منبه الصابئ هو الذي يعرف الله وحده وليست له شريعة يعمل بها ولم يحدث كفرا يقول الصابئ هو الذي يعرف الله وحده وليست له شريعة يعمل بها ولم يحدث كفرا ونحوه قول عبد الله بن وهب نحو قول عبد الرحمن بن زيد الصابئون اهل دين من الاديان كانوا بجزيرة الموصل يقولون لا اله الا الله وليس لهم عمل ولا كتاب ولا نبي الا قول لا اله الا الله ولم يؤمنوا برسول فمن اجل ذلك كان المشركون يقول للنبي صلى الله عليه وسلم واصحابه هؤلاء الصبيات الصابئة يقول النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه هؤلاء الصابئة يشبهونهم بهم قال ابن كثير مرجحا هذا القول قال واظهر الاقوال والله اعلم قول مجاهد ومتابعيه ووهب انهم قوم ليسوا على دين اليهودي ولا النصارى ولا المجوس ولا المشركين وانما هم قوم باقون على فطرتهم ولا دين مقرر لهم يتبعونه ويقتفونه ولهذا كان المشركون ينبزون من اسلم بالصابع اي انه قد خرج عن سائر اديان اهل الارض الذات اذا هؤلاء هم الصابئون فالله جل وعلا يقول ان الذين امنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين ثم ذكر شرطا مهما من امن بالله واليوم الاخر وعمل صالحا فلهم اجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون شرط انه امن بالله او ان يكون مؤمنا اما اذا كان كافرا ما ينفعه عمله يحبط عمله كله وكذلك يؤمن باليوم الاخر والبعث والنشور والمجازات وعمل صالحا عملا صالحا ليس عملا سيئا كفرا او معصية او ذنبا لهم اجر فلهم اجرهم عند ربهم واضافة الاجر الى الله دليل على عظمه وعلى تأكد حصوله لانه اظافه الى الله جل وعلا والعطية بقدر معطيها فلهم اجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون يؤكد ابن كثير كثيرا هذا المعنى عند قوله ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون قال فلا خوف عليهم فيما يستقبلهم ولا هم يحزنون على ما فاتهم هذا هذا تمام المنة يدخلهم الجنة فلا يخافون فيما يستقبلهم من البعث والنشور وكذلك لا يحزنون على ما فاتهم من الدنيا ليتنا حصلنا في الدنيا كذا وكذا لان الله يثيبهم ويعطيهم ثوابا لا يندمون على شيء ولا يحزنون على شيء فاتهمهم لعظم الثواب الذي يمنحهم الله جل وعلا قال ثم قال سبحانه وتعالى واذ اخذنا ميثاقكم ورفعنا فوقكم الطور. عاد الكلام مرة اخرى الى بني اسرائيل وهذا مما سبق ان اشرنا الى ان سورة النساء سورة البقرة مدنية لان اليهود ما كان لهم مع النبي صلى الله عليه وسلم لقاء ومحاجة الا في المدينة لما هاجر الى المدينة قال واذا اخذنا واذ اخذنا ميثاقكم واذكر وقت اخذنا ميثاقهم الذي اخذه الله جل وعلا والميثاق هو العهد الشديد المؤكد هذا هو الاصل في في الميثاق العهد الشديد المؤكد وقد بينه الله جل وعلا نعم اه والميثاق فيه اقوال لكن يقول ابن كثير يقول الله تعالى مذكرا بني اسرائيل ما اخذ عليهم من العهود والمواثيق بالايمان به وحده لا شريك له واتباع رسله واخبر انه لما اخذ الميثاق وبعضهم يقول الميثاق هو ما سيأتي ان شاء الله معنا ولعل نصل اليه هذه الليلة وهو قوله جل وعلا واذ اخذنا ميثاق بني اسرائيل لا تعبدون الا الله وبالوالدين احسانا وذي القربى واليتامى والمساكين وقولوا للناس حسنى واقيموا الصلاة واتوا الزكاة قال هذا هو الميثاق الذي اخذه الله عليهم ولا شك ان هذا من الميثاق. فالميثاق يشمل كل يشمل كل ما اخذه الله عليهم من امر العبادة الايمان اتباع الرسل العمل بطاعة الله عز وجل واجتناب معاصيه واذا اخذنا ميثاقكم ورفعنا فوقكم الطور الطور هو جبل الطور المعروف على الصحيح طور سيناء هو جبل في سيناء معروف الان يقابل مدينة حقل من المملكة السعودية اذا جئت مدينة حقل ترى جبل الطور امامك ما بينك وبينه الا احدى شعبتي البحر الاحمر جبل كبير فوق الجبال جبل الطور ولا يزال يعرف بهذا وعلى هذا اكثر المفسرين وقال بعضهم الطور كل جبل ينبت فيه النبات يسمى طور ولكن الاظهر والله اعلم ان المراد به جبل الطور لان الله بعث موسى هناك لما جحدت بنو اسرائيل وتلكأوا وابوا ان يقوموا بالميثاق رفعه الله فوقهم ليلقيه عليهم كما قال في اية اخرى قال واذا نطقنا الجبل فوقهم كانه ظلة وظنوا انه واقع بهم. خذوا ما اتيناكم بقوة واذكروا ما فيه لعلكم تتقون وهنا قال ورفعنا فوقكم الطورى خذوا ما اتيناكم بقوة واذكروا ما فيه لعلكم تتقون فسبحان الله ما اشد نكرانها هذه الامة امة اليهود كل امور كل الامور التي تقع منهم تدل على خبث وانكار وعدم ايمان رغم المنن التي والخير الذي يصبه الله عليهم صبا انجاهم من فرعون اعطاهم ما اعطاهم في التيه مع انهم رفضوا دخول الارض المقدسة فلما امروا باخذ الميثاق والعمل بما في التوراة ابو فرفع الله الجبل فوقهم كأنه ظلة. الظلة الشيء الذي يظلك من اعلاك بينك وبين السماء مهددا لهم لتأخذوا بهذا العهد والميثاق وبما في التوراة والا اسقطته عليكم فخروا سجدا وذكر كبير من المفسرين انهم سجدوا وصرفوا يعني جعلوا ينظرون باحد اعينهم لما سجدوا ينظرون هل الجبل يقع عليهم ام لا يقول ولا يزال اليهود هذا سجودهم الان اذا سجدوا لا يسجد مثلما نسجد كل وجهه على طرف رأسه وينظر بعينه هكذا قالوا والله اعلم الحسن اذا رفع فوقهم الطور كانه ظله فوق رؤوسهم ليدمدمهم ويسقط عليهم فعند ذلك خروا سجلا قالوا نقوم بالواجب ونقوم بالميثاق قال خذوا ما اتيناكم بقوة ومعنى قوة يعني بجد ونشاط هذا هو الواجب على الانسان يأخذ دينه بجد ونشاط بعض الناس تجده يتلاعب في الدين يوم اجتهد وينشط ويوم يضعف ويكسل ويترك العبادة لا دين ما هو ما يصلح اللعب فيه لابد ان تأخذ الدين بجد بنشاط بديمومة ما فيها لعب المسألة يا يحيى خذ الكتاب بقوة استمسك بالذي اوحي اليك يعني لابد يأخذ الدين على محمل الجد هو مسألة يعمل به احيانا ويتركه احيانا لا ولهذا قال خذوا ما اتيناكم بقوة والذي اتاهم الله عز وجل التوراة وما فيها من الاحكام خذوا ما اتيناكم بقوة واذكروا ما فيه لعلكم تتقون واذكروا يحتمل ان المراد بالذكر والقراءة ويحتمل المراد به الاتعاظ ومنه الذكرى فذكر ان نفعت الذكرى واذكروا ما فيه يعني اتعظوا بما فيه واذكروه لغيركم واذكروا ما فيه لعلكم تتقون لعلك هنا للتعليم لتتقوا فانما يتقون اذا اخذوا ما اتاهم الله عز وجل بقوة واتعظوا وتذكروا بما فيه لعلكم تتقون اي تتقون النار يقول العذاب بفعل اوامر واجتناب النواهي ثم توليتم من بعد ذلك ثم للترتيب والتراخي يعني بعد ان اخذ الطور ورفعه وقام بعد ذلك بمدة ليس في نفس الوقت رفع عنهم العذاب في ذلك الوقت ولكن بعد مدة رجعوا ثم توليتم من بعد ذلك اعرظتم عن اخذ الكتاب بقوة وعن التذكر والعظة بما فيه فلولا فضل الله عليكم ورحمته لكنتم من الخاسرين لولا فضل الله عز عز وجل عليكم بما وفقكم له من التوبة والرجوع والايمان لكنتم من الخاسرين الذين خسروا انفسهم في الدنيا والاخرة وهو اعظم الخسارة وقال بعض المفسرين لولا فضل الله عليكم فضل الله هو ارسال الرسل اليهم وانزال الكتب فامن من امن بعد ذلك والمعنى متقارب فلولا فضل الله عليكم ورحمة ورحمته فتفظل بارسال رسل ورحمهم ومن رحمته انه هداهم وقبل توبتهم ورجوعهم اليه وهذا دليل على ان الرجوع الى الله انه ينجو به الانسان من الخسارة وان الانسان ان من اهتدى فانما يهتدي بفظل الله ورحمته ولهذا لابد الانسان يسأل الله هذا الامر اهدنا الصراط المستقيم ويكرر ذلك دائما وابدا فالهداية من الله وملك الله جل وعلا وبالهداية واتباع الهداية ينجو الانسان من الخسارة ثم قال ولقد علمتم الذين اعتدوا منكم في السبت الواو للاستئناف واللام واقعة في جواب القسم وقدر التحقيق وهذا كثير ما يتكرر في القرآن هذا يدل على تأكيد الامر تحقيقه فانه يقول والله قد حصل كذا وكذا ولقد علمتم الذين اعتدوا منكم في السبت فقلنا لهم كونوا قردة خاسئين قد للتحكيم وعلمتم الذين اعتدوا منكم في السبت وهذا بينه قوله جل وعلا واسألهم عن القرية التي كانت حاضرة البحر اذ يأدون في السبت اذ تأتيهم حيتانهم يوم سبتهم شرعا ويوم لا يسبتون لا تأتيهم كذلك نبلوهم بما كانوا يفسقون ذلك ان بني اسرائيل حرم الله عز وجل عليهم الصيد يوم السبت صيد السمك وكانوا على شفا البحر طرف البحر فحرم عليهم صيد السمك يوم السبت واحل لهم الصيد بقية الايام فابتلاهم الله عز وجل فما نجحوا في الابتلاء فاذا جاء يوم السبت جاء السمك والحيتان جاءت شرعا كثيرة من كل حدب وصوب لكن هم ممنوعون منها وبذهاب يوم السبت تذهب ولا تعود الا السبت الاخر فمكثوا مدة ثم تحايلوا اهل شر اليهود في كل زمان ومكان فقام بعضهم فحفر حفرة بجوار البحر وفتح على على ماء البحر فلما جاءه يوم السبت وجاء السمك دخل بعض السمكة بهذه الحفرة التي بجوار البحر ثم اغلقه بينها وبين البحر وترك السمك يوم السبت ما صاده لما جاء يوم الاحد صاده قال هذا ما هو يوم السبت تخيلوا وبعضهم ذكروا انه رمى شباكا شبكة في البحر فاجتمع فيها السمك فاغلقها عليه وتركها وتركها في البحر يوم السبت ويوم الاحد اخذه وقال انا صدت يوم الاحد هذه حيلة ولهذا سمى الله عز وجل اعتدوا تجاوزوا الحد الذي حد لهم وبنو اسرائيل لما ابتلوا بالحيتان انقسموا اقسام ثلاثة قسم اعتدوا هم الذين اصطادوا وقعوا فيما حرم الله وقسم لم يعتدوا وامروا هؤلاء ونهوهم نعوم عن الصيد قالوا هذا حرمه الله عليكم ولا يجوز لكم هذا وانكروا عليهم وقسم لم يصطادوا ولكنهم لم ينكروا بل قالوا للمنكرين قالوا لم تعظون قوما الله مهلكهم او معذبهم عذابا شديدا ما في فايدة تنصحونهم والناس اذا وقع المنكر لا يخرجون عن هذه الاقسام الثلاثة من يفعل المنكر من ينكر عليه من لا يفعل فعله لكن يسكت يقول ذنبه على جنبه كثير من الناس ولهذا لما عاقبهم الله عز وجل ذكر الصنفين المعتدي والمنكر قال فلما نسوا ما ذكروا به انجينا الذين كانوا ينهون عن السوء الامر بالمعروف والنهي عن المنكر نجاة يا اخوان نجاة ثم قال واخذنا الذين ظلموا بعذاب بئيس بما كانوا يفسقون فالذين اعتدوا اخذهم الله وعذبهم والذين انكروا اخبر عن نجاتهم والذين سكتوا سكت الله عنهم لكن في الحقيقة حتى الذين سكتوا نجاهم الله لان انكار المنكر بالقلب نجاة هذا امر مهم ان ينكر بقلبه لكن ايضا العزيمة والخير ان ينكر ولهذا الذين انكروا لما قالوا لما تعظون قوما الله مهلكم؟ قالوا معذرة الى ربكم ولعلهم يتقون. احيانا انت حينما تنكر انت في مجتمع او في عرس او في مكان يغلب على ظنك مع احد مستجيب لك لكن الامر اول معذرة الى الله رأيت المنكر فانكر والامر الثاني لعلهم يتقون ما تدري همه يفتح على قلب احد منهم فالحاصل ان الله عز وجل يذكر في هذه الايات قال ولقد علمتم الذين اعتدوا. وهذا سيأتي ان شاء الله مبسوطا في سورة الاعراف ولقد علمتم الذين اعتدوا منكم في السبت تجاوز اعتدوا تجاوزوا الحد الذي حد لهم في يوم السبت وصادوا الحوت الذي حرم عليهم فقلنا لهم كونوا قردة خاسئين مسخهم الله قردة تتعاوى لها اذناب والله على كل شيء قدير قال او قبل ذلك بعظ الناس اذا رأى القرد يقول ترى هذا اليهود الذين مسخوا نقول لا يا اخوان اي امة يمسخها الله لا تبقى ثلاثة ايام ثم تهلك ولا يكون لها نسل ابدا لكن القردة كانت قبل اليهود قبل ذلك لكن نسخ طائفة من اليهود على هيئة القردة ثم ماتوا بعد ذلك ولا نسل لهم. القردة التي تراها الان هذه خلق الله ليست يهود ولا الذين مسخوا من اليهود ويدل على ذلك ما رواه مسلم ما رواه الامام احمد والامام مسلم عن ابن مسعود قال رجل يا رسول الله القردة والخنازير هي مما مسخ يعني القردة والخنازير الموجودة الان هي مما مسخ فقال النبي صلى الله عليه وسلم ان الله لم يهلك قوما او يعذب قوما فيجعل لهم نسلا ان القردة والخنازير كان كانوا قبل ذلك ما يكون لهم نسل وجاء عند الطبراني في الاوسط بسند صححه الشيخ الالباني في الصحيحة عن ابن عمر قال النبي صلى الله عليه وسلم ما مسخت امة قط فيكون لها نسل جاء بعض الاحاديث انهم لا يبقون اكثر من ثلاث من ثلاثة ايام قال جل وعلا ولقد علمتم الذين اعتدوا منكم في السبت فقلنا لهم كونوا قردة خاسئين فجعلناها نكالا لما بين يديها وما خلفها موعظة للمتقين. فجعلناها الضمير راجع على العقوبة فجعلنا هذه العقوبة وقال بعضهم بل راجع على القرية التي كانت حاضرة البحر الذين اعتدوا يغمس لي يوم السبت الذي اعتدى اهلها في يوم السبت وقيل رجل عن القردة وقيل راجع على الحيتان ورجح ابن كثير انه عائد على القرية واذ فجعلناها لهذه القرية التي اعتدى اهلها مكانا والنكال المراد به الزجر والعقاب هذا هو الاصل قال الامين الشنقيطي النكال اسم اسم لما جعل نكالا للغير اي عقوبة له حتى يعتبر اسم لما جعل نكالا للغير اي جعل عقوبة له ليعتبر فجعلها الله نكالا يعني عبرة ينكل من يعلمها ينكل عن الذنوب ويعتبر ويرجع فجعلناها نكالا لما بين يديها وما خلفها ما بين يديه وما خلفها يعني القرى التي امامها وخلفها يعني القرى التي حولها فجعل الله اصحاب هذه القرية من يهود عبرة لما بين يديها من القرى وما خلفها وقديما يقولون القرية يطلق عليها لها وجه ولها قل دخل المدينة من وجهها والمراد القرى التي امامها وخلفها وحولها جعلها الله عبرة لها وقال بعض المفسرين لما بين يديها قال هي الامم السابقة وما خلفها الامم اللاحقة هذا قول ضعيف لان الامم التي هلكت كيف تكون عبرة لهم وقد ماتوا وقال بعضهم لما بين يديها اي جعلناها نكالا تنكيلا لهذه القرية لذنوبهم التي بين يدي اصطياد السمك الاعتداء يوم السبت لذنوبهم المتقدمة وما خلفها ذنوبهم المتأخرة وهذا ايضا ضعيف لان الذنوب التي لم يعملوها لا يحاسبهم الله عليها حتى يعملوها فاصح الاقوال انه جعلها عبرة وعظة للقرى التي حولها التي امامها والتي خلفها فهي عبرة يعتبر بها ويتعظ بها فجعلناها نكالا لما بين يديها وما خلفها وموعظة للمتقين موعظة يتعظ بها ويتذكر بها المتقون في كل وقت واوان. حتى في زمننا هذا المتقون الذين يتقون الله ويخافونه ويعملون بطاعته ويجتنبون معصيته يعتبرون بمثل هذا والله على كل شيء قدير ولهذا سيخسف بعض هذه الامة قردة وخنازير ان يخاف عاقبة الذنوب وخيمة يا اخوان كما قدمنا ليلة البارحة ان شرع من قبلنا شرع لنا ما لم يرد في شرعنا خلافه هذه العبر وان كانت حصلت في بني اسرائيل وعيظوا بها نحن موعودون بهذه العظة العظيمة يخشى الانسان من العقوبة يخشى الله عز وجل ان يخسف به الارض يخشى ان حول قردا او خنزيرا يعاقب مثل هذا وسي يفعل هذا ببعض هذه الامة كما جاء في الحديث الصحيح سيخسف بقوم منهم والله المستعان قال جل وعلا واذ قال موسى لقومه ان الله يأمركم ان تذبحوا بقرة واذكر وقت قال موسى لقومه لبني اسرائيل ان الله يأمركم ان تذبحوا بقرة قالوا اتتخذونه هزوا قال اعوذ بالله ان اكون من الجاهلين اختصر سبب هذه القصة وهو ما جاء عن عبيده السلماني وقد جاء عن جمع من السلف لكن خلاصتها ان رجلا من بني اسرائيل كان غنيا كثير المال وكان لا يولد له. كان عقيما وله ابن اخ فتعجل موت عمه يعني تأخر عليه عمه يريد يموت يريد يأخذ هذا المال فقام فقتله ثم القاه على الطريق وفي بعض الروايات ثم القاه عند باب رجل ثم ذهب الى موسى وقال عمي وجدته مقتولا عند باب فلان فاراد ان يأخذ دية عمه ويأخذ مال عمه فانكر فقام مع كل رجل قبيلته حتى همه بالتقاتل فقالوا لما تقتتلون وموسى بين اظهركم؟ اذهبوا الى موسى واسألوا فجاءوا الى موسى فاخبروه خبرهم فامرهم بما امره الله عز وجل به ان يذبحوا بقرة ليضرب ببعضها على ما قصه الله وسنشرحه ان شاء الله وفي نهاية القصة انه ظربوه ببضعة وقطعة لحم من هذه البقرة فقام الميت قالوا من قتلك قال قتلني ابن اخي فلان ثم سقط ميتا مرة اخرى فقص الله عز وجل قصته في هذه الايات المباركات واذ قال موسى لقومه ان الله يأمركم ان تذبحوا بقرة البقرة المعروفة قالوا اتتخذنا هزوا الهزو هو اللعب والسخرية اللعب والسخرية يعني تعتبر مذبح البقرة نقول لك رجل مقتول تقول اذبحوا بقرة تستهزئ بنا هذا دليل على قلة ادبهم مع الانبياء ومع نبيهم اتتخذنا هزوا؟ قال اعوذ بالله ان اكون من الجاهلين لان الاستهزاء من صفة الجهلة ولهذا احذر من هذه الصفة بعض الناس هذه طريقته في التعامل مع الناس حتى مع زملائه دائما يستهزئ هذه من صفات الجاهلين وليست من صفات المؤمنين العالمين قال اعوذ بالله وعاذ بربه موسى من هذا الوصف دليل على تحريم الاستهزاء وانه ليس من صفة اهل الايمان قال اعوذ بالله ان اكون من الجاهلين قالوا ادع لنا ربك يعني لما قال اعوذ بالله ان نكون من الجاهلين يعني انا لا استهزئ بل صادق انتقلوا الى مرحلة اخرى قالوا ادعوا لنا ربك يبين لنا ما هي قال جمع من المفسرين ومنهم ابن عباس لو انهم لما قال اذبحوا بقرة عمدوا الى اي بقرة وقتلوها اجزأ عنهم لكن شددوا فشدد عليهم قال اذبحوا بقرة فلو ذبحوا اي بقرة اجزأهم ذلك ولكن شددوا بالسؤال عن اوصافها فشدد الله عليهم حتى ما وجدوا هذا الوصف الا في بقرة واحدة في رجل يقال انه يتيم كان بارا بامه وبرا بابيه ولما جاؤوه قال بقرتي لا ابيعها ولم يبعها الا بملئ مسكها ذهبا بملئ جلدها ذهبا لما شددوا شدد الله عليهم ولهذا لا ينبغي للانسان يكثر المسائل احيانا يستفسر او يسأل احد تقول له افعل كذا يقول طيب لو صار كذا لو صار كذا يا اخي لا تشدد على نفسك يا اخي لا تشدد ولهذا جاء في صحيح مسلم ان رجلا سأل ابن عمر قال له هل يلزمني ان استلم الحجر الاسود قال لقد استلم رسول الله صلى الله عليه وسلم الحجر الاسود قال ارأيت ان لم استطع الوصول اليه قال دع عنك ارأيت في اليمن اترك ارأيت في اليمن هو كان من اهل اليمن اقول لك استلم رسول الله صلى الله عليه وسلم الحجر الاسود وجاء حذيفة رجل سأل حذيفة قال حذيفة او وقع هذا؟ قال لا قال دعوه حتى يقع فنتجشم لكم الفتوى لا ينبغي اكثار الاسئلة. يوقع الانسان نفسه في حرج ويشدد على نفسه ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم ان الله يرظى لكم ثلاثا ويكره لكم ثلاثا وذكر منها كثرة السؤال لكن اذا وقع الانسان في امر فاسألوا اهل الذكر ان كنتم لا تعلمون لكن تلاحظ فعلا بعض الاسئلة يا تعجيزية يا افتراضات طيب يوقع الكذا طيب لو حصل كذا طيب لو ما ما سمع كلامي طيب طيب لا تضيق على نفسك يا اخي واذا وقع شيء يسأل عنه في حينه الحاصل انهم شددوا قالوا ادع لنا ربك يبين لنا ما هي ما هذه البقرة قال انه يقول انها بقرة لا فارغ ولا بكر الفارغ المسنة الكبيرة فهي بقرة لا مسنة ولا بكر يعني صغيرة عوان بين ذلك يعني وسط اذا ضيق عليهم لو اخذوا اي بقرة في اول الامر صغيرة كبيرة وسط اجزاء سألوا فشدد عليهم وتبين انها بقرة من الوسط لا فارغ مسنة ولا بكر صغيرة ولكن عوان وسط بين ذلك عوان بين ذلك فافعلوا ما تؤمرون افعلوا ما تؤمرون اذبحوا هذه البقرة من وسط اوساط البقر قالوا ادع لنا ربك يبين لنا ما لونها حتى نعرفها ما لون هذه البقرة قال انها بقرة صفراء فاقع لونها تسر الناظرين لونها بقرة لونها صفراء صفراء والاصفر معروف هل هو الاصفر ولا هذا الكرسي اصفر ولا وش لون لونه ها ها طيب هذه اللمبات صفراء لكن قال بعض المفسرين الصفراء هي السوداء وهذا غير صحيح. نعم الابل اذا قيل صفراء فهي السوداء الحالكة كانه جمالة صفر الصفراء من الابل عند العرب هي السوداء لكن في غيرها الصفراء على ما هي عليه فهي صفراء فقط؟ لا فاقع لونها قالوا فاقع لونها يعني خالصة صبراء خالصة الصفار والفاقع قالوا الفاقع في الصفرة يقابل النصوع في البياض يقال ابيظ ناصع يعني ابيض خالص صفراء فاقع لونها يعني صفراء خالصة الصغرى اذا شدد عليهم ليس اي بقرة لو اخذوا اي بقرة وسط سنها وسط اجزاءهم الان لا لا بد ان تكون بقرة صفراء فاقع لونها خالص خالصة الصفرة قال وهي شدة الصغرى وصفاؤها قالوا نعم فاقع لونها تسر الناظرين ايظا هذا وصف اخر لا بد تكون تسر الناظرين من نظر اليها يعجب بها لحسن صفرتها وخلوصه قالوا ادعوا لنا ربك يبين لنا ما هي ان البقرة تشابه علينا يعني زدنا بيانا ما هي؟ البقرة تشابه علينا الان. كثير البقرة الاصفر البقرات الصفر فقال ثم قالوا تشابه علينا يعني صار البقر يشبه بعضه بعضا فنريد زيادة تحديد حتى ما نخطئ ما امر الله به وانا ان شاء الله لمهتدون يقول ابن عباس لو لم يقولوا ان شاء الله ما اهتدوا لكن لما قالوا ان شاء الله هداهم الله اليها بعد هذا التعنت الذي وقعوا فيه فقال انه يقول انها بقرة لا ذلول تثير الارض ولا تسقي الحرث بقرة لا ذلول يعني غير مذللة بالحرف تحذف الارض ما تستخدم في الارض في حرث الارض ولا تسقي الحرب ولا تقوموا بالسقي لان البقر يستخدم كذا بعضها يستخدم للحرث يوضع المحراث قبل وجود الالات ويربط فيها فتجره وتحرز الارض او تسقي الحر تكون سانية ما سقيا بالسواني يربط فيها حبل بطريقة وتوضع فيه الدلو بطريقة معينة ويجعلها ويجعل لها مكان تذهب معه وتجيء فترجع الى قرب البئر فيكون الدلو قد دخلت في الماء ثم يسوقها صاحبها مسافة معينة بقدر طول البئر حتى يخرج الماء فيصبه ثم ترجع هكذا تفعل هذه بقرة غير مذللة ما ذللت بالعمل بقرة مدللة ما هي مدللة لا تسقي الحرب آآ نعم ولا اه لا تثير الارض ولا تسقي الحرب ثم قال مسلمة اي سليمة من كل عيب ايضا لا شية بها قالوا الشية هي العلامة ومعنى لا شيء ومعنى لا شية بها يعني لونها لون واحد لا بياض ولا سواد ولا لمعة ولا اي لون اخر فهي باقي بقرة سليمة من كل عيب لا شية بها لا لون فيها ولا علامة فيها بل جلدها كله لون واحد ما فيها اي علامة او شية تعرف تتميز بها بل كلها لون واحد هذا والله من الصعوبة بما كان لكن هذه نتيجة التشدد فقالوا الان جئت بالحق يعني الان بينت لنا الوصف الحق الدقيق الدليل انهم انهم قد طويت نفوسهم على الخبث مفروض يقولون شددت علينا الان لا يقولون الان جئت بالحق هذا الذي نريده فذبحوها وما كادوا يفعلون فادمن كاد من افعال المقاربة وما قاربوا ان يفعلوا هذا ما كادوا لانهم شددوا على انفسهم فظيقوا على انفسهم ولقد ذكر بعض المفسرين انهم ما وجدوا هذه الاوصاف الا ببقرة واحدة في البلد كله عند يتيم كان بارا بوالديه كان امه او ابوه رجلا صالحا كان يدعو له و طلب عليهم ملء مسكها قال اذا ذبحتموها تأتم بجلدها وتملؤونه لي ذهبا خالصا والا ما ابيعكم بقرتي فشددوا فشدد الله عليهم قال جل وعلا واذ قتلتم نفسا فادارأتم فيها هنا قدم قصة نوع البقرة التي تذبح واخر سبب امرهم بذبح البقرة ولا حرج في ذلك ولذلك لا يلزم ان يكون المذكور اولا هو المتقدم زمانا قد يكون متأخر زمانا وجزاؤه سبقه او الكلام على ولهذا قال واذ قتلتم نفسا وهو على ضوء ما اشرت اليه قبل قليل رجل منهم يهودي قتل عمه لانه كان عقيما كثير المال فاراد ان يأخذ مال عمه حتى يصير اليه واذ قتلتم نفسا فادارأتم فيها ادارأتم المدارئة المدافعة يعني تدارأتم كل يقول قتله فلان لست انا الذي قتله قتله فلان قتله فلان كل ينسب الى الاخر ويدفع عن نفسه فادارأتم فيها ولهذا المدافعة كل منهم يريد ان يبطل او يبرئ نفسه ويحمل الخطأ على الاخر والدليل ايضا على ظلمهم تبي بهم قال فادارأتم فيها والله مخرج ما كنتم تكتمون نعم والله مخرج ما كنتم تكتمون تخفونه لانه كان يخفي انه هو القاتل بل زعم ان قاتله رجل اخر او قبيلة اخرى فاخرج الله ما كتموه واظهره وبينه فقلنا اضربوه ببعضها كذلك يحيي الله الموتى ويريكم اياته لعلكم تعقلون فقلنا اضربوه ببعضها امرهم الله عز وجل امر الله نبيه ان يأمرهم وامر الله موسى ان يأمرهم ان يضربوه ببعض البقرة واختلف المفسرون في بعضها وهذا حقيقة من الاشياء التي تطول التفسير ولا فائدة فيها ضربوه بجزء من البقرة قال بعضهم ضربوه بالفخذ قال بعضهم ضربوه بالعظم الذي يلي الغضروف فقال بعضهم ضربوه بالبضعة التي بين المنكبين بين الكتفين وقال بعضهم ضربوه باللحم على كل على كل حال قال بعضهم ضربوه بعجب ذنبها نقول هذا كله تضييع للوقت والزمان ما يترتب على هذا شيء. ووالله لو كان لنا فيه مصلحة لحكاه الله وذكره ما فرطنا في الكتاب من شيء تبيانا لكل شيء ولهذا طالب العلم ما يضيع عمره في مثل هذا مع ان القصص الانسان اذا دخل فيها يعجب يذكرون قصص لما تقرأ فيها ما تدري يضيع عليك الوقت وانت تقرأ ماذا فعلوا لكن لا تثبت معروف انها اخبار بني اسرائيل اقسام ثلاثة قسم صدقه كتاب وجاء به وشرعنا فهذا يجب قبوله وقسم كذبه شرعنا ويجب تكذيبه وقسم لا لم يصدقه شيئا ولم يكذبه فهذا تجوز حكايته لكن من غير اطناب وهذا الاعتقاد يعني حكاية الاخبار الاسرائيلية جواز حكايتها دل عليه القرآن من يذكر لنا الدليل اقول حكاية الاخبار الاسرائيلية التي ليس في كتابنا ما يؤيده ولا ما يرده جاء في كتاب الله عز وجل اشارة الى هذا لا هذا حق هذا ايده شرعنا نعم لا سورة سورة الكهف سيقولون ثلاثة رابعهم كلبهم ويقولون القرن السادسهم كلبهم ثم عقب عليه وابطله فقال رجما بالغيب ويقولون سبعة وثامنهم كلبهم فسكت عنه قال ابن عباس انا من القليل الذي يعرف عددهم. سبعة وثامنهم كلبهم قال لان الله ابطل القولين السابقين وسكت عن الثالث ولم يبطله قالوا هذا دليل على جواز جواز حكاية الاخبار الاسرائيلية خاصة التي ليس في شرعنا ما يكذبها ولكن مع ذلك قال فلا تماري فيهم ان لم يرها ولا تستفيد فيه منه ولا ولا تستفتي فيه منهم احدا ما ينبغي الوقوف وتضيع عمرك في هذا ولهذا بعض المفسرين مولع بهذا وللاسف ان ابن جرير مع جلالته وامامته اكثر من الاخبار الاسرائيلية. ولهذا يقول المفسرون في باب ذكر اسرائيل الثلاثة اقسام قسم مكثرون ومنهم الثعلب في تفسيره ومنهم بن جرير في تفسيره وقسم معرضون عنه تماما ومنهم محمد رشيد رضا في تفسير المنار ما يذكر شيئا ابدا من اخبار بني عيسى. اعرض عنها تماما ومنهم الطاهر بن عاشور ومنهم من توسط وهذا هو المنهج الصحيح وفارس الميدان في هذا ابن كثير رحمه الله فكم ترك من الاسرائيليات وما اورده منها تعقبه ولكن مع ذلك فاته ما فاته طيب على كل حال خرجنا قليلا لكن فيه ان شاء الله فائدة. قال جل وعلا فقلنا اضربوه ببعضها اي ببعض هذه البقرة والله اعلم اي شيء هو كذلك يعني فضربوه فاحياه الله فقال جل وعلا كذلك يحيي الله الموتى. كذلك الكاف للتشبيه كما احيينا هذا الرجل او كاحياء هذا الرجل الذي قد مات نحيي الموتى يوم القيامة فالله على كل شيء قدير كما احيا هذا الرجل واعاده الى الحياة يحيي الموتى يوم القيامة فلما تنكرون البعض كذلك يحيي الله الموتى ويريكم اياته ترونه وتبصرونها ايات عظيمة لعلكم تعقلون. تعقلون يعني تفهمون عن الله مراده فتؤمنون وتصدقون ثم قال سبحانه وتعالى ثم قست قلوبكم من بعد ذلك فهي فهي كالحجارة ثم قست قست قالوا جفت وغلظت جفت وغلظت قلوبهم نعوذ بالله بسبب الذنوب والمعاصي فالذنوب والمعاصي تسبب قسوة القلب وجفوة القلب ثم قست قلوبكم من بعد ذلك. من بعد ذلك؟ قالوا من بعد احياء المقتول يعني كان المفروض لما رأوا هذه الاية وان هذا الميت لما ظرب قام واعاد الله له الحياة ثم مات كان المفروض ان يدعوهم هذا الى لين القلوب والايمان ومعرفة ان الله على كل شيء قدير لكن حتى بعد هذه الاية قست قلوبهم ولم تلن للحق ولم تعمل به ثم قست قلوبكم من بعد ذلك فهي كالحجارة فهي اي قلوبكم كالحجارة معروف الحجارة جمع حجر يعني حجارة قاسية او اشد قسوة اشد صلابة من الحجارة لكن هل او هنا للشك لا ما هي للشك يا اخوان بل هي للتنويع فقست قلوبكم فبعضها كالحجارة وبعضها اشد قسوة من الحجارة هاقول التنويع هنا كما مر معنا او كصيب من السماء فهي كالحجارة او اشد قسوة وان من الحجارة لما يتفجر منه الانهار من الحجارة ما تتفجر منه الانهار ما نتفجر يعني تنفتح بكثرة يخرج الماء منها بكثرة ينفجر ويخرج ماء كثيرا نهرا وان منها لما يتشقق فيخرج منه الماء. ومعنى يتشقق يعني يتصدع وينشق فيخرج منه الماء وان منها لما يهبط من خشية الله ومن الحجارة ما يهبط من خشية الله ومعنى يهبط يعني ينحط ويسقط من اعلى الى اسفل وذلك خشية لله وتعظيما لله وخوفا من الله وان منها لما يهبط من خشية الله وما الله بغافل عما تعملون هذه الاية دليل ايها الاخوة ان الجمادات لها ارادة ولهذا قال الله جل وعلا انا عرضنا انا عرضنا الامانة على السماوات والارض والجبال فابينا ان يحملن واشفقن منها لها ارادة وقال جل وعلا تسبح له السماوات السبع والارض ومن فيهن. السماوات تسبح والاراضي والاراضين تسبح ومن فيهن يسبح وقال جل وعلا والنجم والشجر يسجدان يسجد النجم والشجر والنجم المراد به هنا النبات الذي لا ساق له وقال جل وعلا لو انزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا متصدعا. الجبل يخشع ويتصدع وفي الصحيح يقول النبي صلى الله عليه وسلم في البخاري ومسلم قال احد جبل يحبنا ونحبه جبل يحب يحب المؤمنين والمؤمنين يحبونه. هو جبل جماد وقال النبي صلى الله عليه وسلم في صحيح مسلم اني لاعرف حجرا بمكة كان يسلم علي قبل ان ابعث اني لاعرفه الان يسلم على النبي صلى الله عليه وسلم وانا اطلت بهذا لماذا حتى اكرر مسألة مهمة جدا وهي المجاز هل في القرآن مجازا ام لا نقول لا مجاز في القرآن ولا في اللغة بل الكلام كله على حقيقته ولكن الكلمة يكون لها اكثر من معنى وكلها حقيقة فتستخدم في احد معانيها والذي يدل على ذلك القرينة لان اهل المجاز يقولون واسأل القرية ما معناه قال واسأل اهل القرية هذا مجاز نقول العرب لها اساليب معينة فاذا قال العربي او اللي يتكلم باللغة العربية اسأل القرية او قال يا اخي اسأل الكويت عن دورة الشيخ علي بن ابي طالب اسأل الكويت ايش تفهم انت اسأل اهل الكويت هذا امر معروف هذا يعني لا يتبادر للذهن غيره وهذا حقيقة واسلوب من اساليب العرب جدارا يريد ان ينقظ نعم الجدار له ارادة واراد ان ينقض كان يريد ان يسقط الجدار له ارادة والله اخبر ان هذه الجمادات لها ارادة وانها تحب انها تخشع وانها ما الذي ما الذي يحملنا عن عن العدول على العدول عن ظاهر النص يا اخوان الاصل يا اخوان الاخذ بظاهر النص لكن للاسف المجاز اصلا اول من اسسه المعتزلة يريدون به هدم الاسماء ثم استخدمه الاشاعرة ثم بعد ذلك بعض اهل السنة راجع عليه الامر وانا اوصي برسالة قيمة للامين الشنقيطي رحمه الله اسمها منع المجازي في المنزل للتعبد والاعجاز وذكر فيها قيدا مهما جدا قال المجاز في منع المجاز بالمنزل للتعبد والاعجاز ذكر قيدا مهما يعني انطلق منه قال المجاز نسألكم عن شيء واحد فيه هل يجوز نفيه او لا يجوز نفيه عندكم فان قالوا يجوز نفيه نقول لا مجاز وان قالوا لا لا يجوز نفيه نقول خلاص لا مشاحة في الاصطلاح في القرآن مجاز لكن ان قالوا يجوز نفيه لا مجاز في القرآن ولا في اللغة وهم هذا الذي يريدون ابن القيم الصواعق المرسلة سماه طاغوت المجاز طاغوت سماه طاغوت لانهم ارادوا ان ينفوا الاسمى والصفات فيقول الرحمن على العرش استوى استوى مجاز والمجاز يجوز نفيه لا لم يستوي ولكن استولى بل يداه مبسوطتان هذا مجاز والمجاز يجوز نفيه لا ليس له يدان حقيقيتان وانما نعمتان فما دام انه يريد يقول يجوز نفي ومعنى ذلك يريدون يبطلون الاسمى والصفات. اما اذا كانوا يقولون لا ما يجوز نفيه نقول لا مشاحة في الاصطلاح لكن الحقيقة هم يريدون نفي الصفات عن الله عز وجل ثم هم يقولون اليس الكلمة لها معنى واحد والمعاني الاخرى ليست هي المعنى الحقيقي او المعنى نقول من قال هذا؟ الوضع يكون بالوضع نقول اللغة العربية واسعة فالعين حقيقة في العين المبصرة وحقيقة في عين الماء وحقيقة في الجاسوس وحقيقة في الذهب وفي غيره كلها واللغة العربية تدل عليها. ومن قال انها حقيقة في العين المبصرة دون غيرها نقول هات الدليل بل تدل الكلمة على اكثر من حقيقة وتستخدم حقيقة في اكثر من معنى والذي يدل على المراد سياق الكلام وقرينته اذا قال رأيت بعيني نعرف انه يقصد عينه اذا قال شربتم من ماء العين معروف ما هي العين وهكذا فاقول ان القرآن لا مجاز له ولهذا نقول ان هذه لها ارادات ولهذا الله جل وعلا قال وان منها لما يهبط من خشية الله منها لما يهبط من خشية الله اثبت الله لها هبوطا وانحطاطا وسقوطا من اعلى الى اسفل خشية لله وخوفا من الله وهي حجارة لها ارادة ولهذا قال جل وعلا وان من شيء الا يسبح بحمده ولكن لا تبقون تسبيحا هذه الجدران تسبح وهذه الحجارة تسبح وهذا النخل يسبح وهذه الارض تسبح وهذا الطير يسبح وهذه الجبال تسبح والله انها لتسبح لكن نحن ما نفقه طيب نحن نؤمن بالغيب عندنا عقول عندنا حد تقف عقولنا عنده. لكن نؤمن بالغيب الذي اخبرنا الله عز وجل به. وان كنا ما ندركه في عقولنا قال جل وعلا وما الله بغافل عما تعملون. هذا فيه وعيد وتخويفه ليس بغافل يعني ليس بساه عما تعملون كل اعمالك كل اعمالكم قد احصاها وعلمها وكتبها عليكم وسيجازيكم عليها يوم تلقون الله تلقون الله جل وعلا ثم قال سبحانه وتعالى افتطمعون ان يؤمنوا لكم وقد كان فريق منهم يسمعون كلام الله ثم يحرفونه من بعد ما عقلوه وهم يعلمون الاستفهام هنا استفهام انكاري والخطاب لاصحاب النبي صلى الله عليه وسلم او للنبي واصحابه افتطمعون ان يؤمنوا لكم والضمير راجع عن اليهود. افتطمعون ان يؤمن اليهود لكم ويتبعون نبيكم ويتبعون القرآن وقد كان فريق منهم يسمعون كلام الله يسمعون التوراة التي انزلها الله عز وجل على موسى يسمعونها ممن يقرأ ممن يقرأها عليهم ثم يحرفونه من بعد ما عقلوه قبل كانوا يسمعون التوراة وهي كلام الله ايضا. الذي انزله على موسى ثم يحرفون والتحريف والتغيير والتبديل يحرفونه من بعد ما عقلوه من بعد ما فهموه وعرفوا المراد به وهم يعلمون من بعد ما عقلوه فهموا وهم يعلمون انهم يحرفون ويبدلون ويغيرون فمن كان هذا حاله مع كتابه الذي انزل على نبيه الذي ارسل اليه وعلى كتابهم هذه حالهم لا يؤمنون به ويحرفون ويبدلون. افتطمعون في ايمانهم بالقرآن الذي انزل على النبي صلى الله عليه وسلم وهم يرون ان النبي عدوا لهم وليس منهم ولكن مع ذلك امره بدعوتهم فمهما غلب على نفسك ان الرجل لا يستجيب انت مأمور بدعوته وهدايته الى الله سبحانه وتعالى ثم قال جل وعلا واذا لقوا الذين امنوا قالوا امنا واذا خلا بعضهم الى بعض قالوا اتحدثونهم بما فتح الله عليكم ليحاجوكم به عند ربكم افلا تعقلون اذا لقي اليهود الذين امنوا لقوا اصحاب النبي المؤمنين قالوا امنا قالوا امنا ان محمدا رسول من عند رب العالمين لكن هو رسول لكم وليس لنا هذا نبي الاميين ليس لنا امنا واذا خلا بعضهم الى بعض خلت يهود بعضها الى بعض واجتمعوا قالوا اتحدثونهم بما فتح الله عليكم تحدثون وتخبرون اصحاب محمد بما فتح الله عليكم يعني ما اخبركم به في التوراة من صدق النبي صلى الله عليه وسلم وانه رسول الله وانه يجب ان يتبع ليحاجوكم به عند ربكم ليش تخبرونهم بالذي فتح الله به عليكم فتح من الله ما اخبركم وعلمكم في التوراة لماذا تخبرون اصحاب محمد؟ فدليل على بخل اليهود وعلى خبثهم لماذا قالوا لي حاجوكم لاجل ان يحاجوكم يحتجون عليكم به عند الله عز وجل لانه اخذ عليكم العهد والميثاق في كتابكم ان تؤمنوا بالنبي صلى الله عليه وسلم اذا بعثه الله ليحاجوكم به عند ربكم افلا تعقلون اعقلون يعني تفهمون لماذا تتصرفون هذا التصرف وهذا دليل على كتبانهم العلم يكتمون الحق وهم يعلمون وبئس المنهج يا عبد الله اذا علمك الله شيئا من الحق فقل به ولو كان على نفسك قل الحق ولو كان على نفسك يا اخي لا تكتم الحق ولا تخشى تقول انا اخشى اني اذكر الاية ذي او الحديث فيحتج بها علي او يفحمني لا والله قل الحق والحق احق ان يتبع وهذه صفة المؤمنين يقولون بالحق وبه يعدلون لهم او عليهم والحق لهم وليس عليهم لكن احيانا قد يخفى وجهه هل يقول ابن تيمية لا يأتي احد بدليل من القرآن او من السنة الصحيحة يحتج به على باطله الا قلبت الدليل عليه لان الدليل لا يدل الا على الحق لا يدل على الباطل الكتاب والسنة ولكن هذا فتح يفتح الله به على بعض عباده قال جل وعلا او لا يعلمون ان الله يعلم ما يسرون وما يعلنون اولا يعلم هؤلاء اليهود ان الله يعلم ما يسرون يخفونه ويقولونه بعضهم لبعض اذا خلوا وما يعلنون ما يظهرونه ويتكلمون به علانية؟ الجواب بلى. الله يعلم ما يسرون وما يعلنون. ويعلم السر واخفى وما قالوه والله يعلمه جل وعلا وهذا ايضا فيه تهديد وتخويف لهم ان الله عليم بكل اقوالهم وافعالهم سرها وعلانيتها ثم قال ومنهم اميون لا يعلمون الكتاب الا امانيا وانهم الا يظنون ومنهم اي من اليهود اميون ذكر صنفين هنا اميون الامي اميون جمع امي والام هو الذي لا يحسن الكتابة وقيل هو الذي لا يحسن الكتابة والقراءة ولكن هنا لا يحسن الكتابة وقيل له امي لانه باق على الحالة التي كان عليها مدة مدة حضانته كان على الحال التي كان عليها لما ولدته امه ما يعرف يكتب ومنهم اميون يعني من اليهود اميون لا يحسنون الكتابة لا يعلمون الكتاب الا اماني. لا يعلمون مراد الله جل وعلا في التوراة والانجيل لانهم جهلة عوام جهلة الا اماني الاماني جمع جمع امنية قالوا بعضهم قال الاماني يعني الا قراءة لا يعلمون الكتاب الا قراءة فقط يعرفون يقرأون كما بعض الناس يقرأ القرآن يعرف يقرأ لكن ما يدري ما يقرأ قال وقد جاء في القرآن وما ارسلنا من قبلك من رسول ولا نبي الا اذا تمنى القى الشيطان في امنيته الا اذا قرأ القرآن او الا اذا قرأ ما انزل اليه القى الشيطان فيدخل الشيطان شيئا في كلامه يسمعه بعضهم فينسخ الله ما يلقي الشيطان فيحصل الالقاء لكن الله ينسخ هذا ويزيله. كما قالوا انه النبي صلى الله عليه وسلم اه ذكر قصة الغرانيق العلا القى الشيطان والنبي صلى الله عليه وسلم من قال هذا فظن بعظهم انه قالها ما ان بعظ اهل العلم يقول انها لا لا تثبت لكن الحافظ ابن حجر له فيها كلام متين وله عليه عليها ادلة ومنهم قول الشاعر عن عثمان رضي الله عنه قال تمنى كتاب الله اول ليله واخره لاقى حمام المقادير في اول الليل عثمان تمنى كتاب الله يعني كان يقرأ القرآن في اول الليل واخر الليل قتله الخوارج فالحاصل انه قال الا امانية يعني الا قراءة. لا يعلمون الكتاب الا قراءة. يقرأون لكن ما يعرفون معناه. ومنهم من قال الاماني جمع امنية وهي التقديرات التي يحسبها صاحبها حقا وليست بحق فلا يعرفون حقيقة التفسير وانما اماني اشياء في انفسهم يظنون انها حق ولهذا الاماني تطلق على الاشياء التي لا تقع او الاشياء الاشياء التي لا حقيقة لها ومنهم اميون لا يعلمون الكتاب الا اماني وانهم الا يظنون. ان هنا نافية بمعنى ماء وان هم الا يظنون اي وما هم الا يظنون فان نافية وما هم الا يظنون بما يقولون او ما يتمنون ما عندهم حقيقة ولا معرفة بالتوراة وبالكتاب الذي انزل عليهم قال فويل للذين يكتبون الكتاب هذا صنف اخر عندهم علم لكن يكتبون الكتاب بايديهم يكتبون اشياء من التوراة ويضيفون اشياء من عندهم بايديهم ليست التي انزلها الله عز وجل على موسى يكتبون الكتاب بايديهم ثم يقولون هذا من عند الله يكذبون ولهذا التوراة ما يوثق بها. التوراة الان مختلفة اختلافا كثيرا سبحان الله هو كتاب واحد انزل على موسى. كيف صار متعددا لان هذا زيد فيه ونقص بقي اربع دقائق هوين الويل بمعنى الهلاك وقيل العذاب وكله بمعنى فويل لهم اي الهلاك والعذاب والنكال لهم وقال بعض المفسرين ويل واد في جهنم وذكر من وصفه لكن لا يثبت في هذا دليل فالويل هو الهلاك فويل لهم يعني الهلاك لهم والعذاب لهم وويل للذين يكتبون الكتاب بايديهم ثم يقولون هذا من عند الله ليشتروا به ثمنا قليلا يقول هذا من عند الله حتى يروج على الجهل الذين لا يعرفون حتى يشترون به ثمنا قليلا يعني يأخذون مقابله مال او حتى يصدقهم الناس قد يكون هذا الذي كتبوه اعطوا رهبانكم او احباركم اذا استفتيتموهم اعطوهم مالا اذا طلبوا منكم شيئا وفروا لهم المال او غير ذلك. الحاصل انهم يريدون بما كتبوه ان يأكلوا شيئا ثمنا قليلا والدنيا كلها من الثمن القليل فهم يريدون بها اكل الاموال ليشتروا به ثمنا قليلا فويل لهم مما كتبت ايديهم الويل والهلاك والعذاب لهم مما كتبك. من الذي كتبت ايديهم لانهم كتبوا باطل وكذب ونسبوه الى الله وليس كذلك وويل لهم مما يكسبون وويل لهم مما اكلوا من السحت واموال الناس كسبوه من الناس واخذوه او ويلهم ما يكسبون يعني من عملهم هذا وما نتج عنه فذم الله الطائفتين كلتيهما من اليهود وكونه يخبر عن هاتين الطائفتين هذا تحذير لنا نحن فلا يجوز لنا ان نتكلم بكتاب الله بغير علم ولا يجوز لنا ان نأتي باشياء من عندنا لم يقل بها الله جل وعلا فمن كان يعرف الحق يقرأ ويراجع كلام اهل العلم ويتكلم بحق والا يسكت ولا يقول على الله بغير علم ثم قال جل وعلا وقالوا لن تمسنا النار الا اياما معدودة ولا اتخذتم عند الله عهدا ام فلن يخلف الله عهده ام تقولون على الله ما لا تعلمون قالوا هذه من خزايا اليهود وسبحان الله انا اقترح الذي عندهم ماجستير في علوم التفسير والقرآن لو لو يستخلص مخالفات اليهود من خلال سورة البقرة والرد عليها هاي تصلح عنوان رسالة كاملة يا اخوان كم مر معنا من وكم رد الله عز وجل عليهم؟ فعند البسط يخرج كلام كبير قال وقالوا اي اليهود لن تمسنا النار لن تصيبنا مسته يعني النار اصابته لن تمسنا النار الا اياما معدودة ايام معدودة. وجاء بسند حسن كما يقول الحافظ ابن حجر عن ابن عباس ان اليهود كانوا يقولون ان هذه الدنيا سبعة الاف سنة وانما نعذب بكل الف سنة يوما في النار وانما هي سبعة ايام معدودة فانزل الله عز وجل وقالوا لن تمس النار الا ايام معدود وجاء ايضا عن ابن عباس انهم قالوا لن تمسنا النار الا ايام معدودة قال اربعون يوما ثم بعد ذلك نخرج منها وهذي اماني اورد المؤلف يعني خبرا طويلا رواه احمد والبخاري والنسائي بقصة خيبر وفتح خيبر حديث ابي هريرة لما فتحت خيبر وفيه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ان فقال لهم الحديث طويل نريد الاختصار قال فمن هم اهل النار؟ يقوله اليهود خيبر فقالوا نكون فيها يسيرا ثم تخلفون فيها فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم اخسئوا والله لا نخلفكم فيها ابدا فذكر الحديث يقولون هذا والذي يقولون لا نبقى فيها اربعون يوما او سبعة ايام ثم بعدين تخلفون انتم. ايها المسلمون هذه دعوة وقالوا لن تمس النار الا اياما معدودة. فقال اللهم موبخا ومنكرا عليهم اتخذتم عند الله عهدا هذا الكلام الذي تقولونه اتخذت فيه عادا عندكم فيه من الله عهد بيان حجة انزل عليكم فيه شيء ام تقولون على الله ما لا تعلمون اتخذتم عند الله عهدا فلن يخلف الله عهده اذا كان الله عهد اليكم وقال لكم انكم تدخلونها سبعة ايام او اربعون يوما ايام معدودة ثم تخرجون فالله لا يخلف عهده وسيكون ذلك ام تقولون على الله ما لا تعلمون بل يقولون على الله ما لا يعلمون يقول على الله الكذب الباطل ما قال الله عز وجل ذلك. بل الكفار المشركون خالدين فيها ابد الابد. والذي يخرج منها عصاة الموحدين من مات على التوحيد وعدم الشرك واقام الصلاة ولو كان عنده ما عنده من الذنوب واما من زعم ان عيسى اله او العزير اله فهذا خالد مخلد في نار جهنم ثم قال جل وعلا والله اعلم وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا محمد في المنزل للتعبد والاعجاز والاعجاز استغفر الله نعم ايه الاضطراب