لله رب العالمين الرحمن الرحيم وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين. اما بعد كان اخر ما تكلمنا عليه قوله جل وعلا كان اخر ما تكلمنا عليه الاية ثمانين وهي قوله وقالوا اي اليهود لن تمسنا النار الا اياما معدودة ولاتخذتم عند الله عهدا فلن يخلف الله عهده ام تقولون على الله ما لا تعلمون؟ بلى من كسب سيئة واحاطت به خطيئته فاولئك اصحاب النار هم فيها خالدون بلى تأتي للاضراب والاغراب احيانا يكون اضراب انتقالي واحيانا اضراب ابطالي ومعنى الاظراب يعني ان يظرب عن كلام كان يتكلم في موضوع او في كلام فيظرب عنه وينتقل الى كلام اخر لكن احيانا ينتقل الى كلام اخر على سبيل الابطال يبطل ما قبله واحيانا يكون لا اضراب انتقالي يعدل عن الموضوع السابق ويتكلم بموضوع اخر او بموضوع جديد ومن هنا قوله بلى من كسب سيئة واحاطت به خطيئته بلى هنا للاضراب لكن هل هو انتقالي او ابطال اختلف المفسرون فمنهم من قال انه اضراب انتقالي بمعنى انه تحدث الايات السابقة عن دعوى اليهود بانهم لن تمسهم النار الا ايام معدودات ثم انتقل الى الاظربة وانتقل الى الكلام على ان من كسب سيئة تحيط به موضوع جديد. ومن العلماء من قال انه اضراب ابطال فهو يبطل دعواهم وقولهم لن تمسنا النار الا ايام معدودة فقال بلى من كسب سيئة واحاطت به خطيئته فاولئك اصحاب النار هم فيها خالدون من كسب سيئة يعني ذنبا ومعصية واحاطت به خطيئته يعني احاطت به ذنوبه وكثرت واجتمعت عليه بما فيها الشرك او الكفر او التكذيب فاولئك اصحاب النار اولئك اصحاب النار واتى باسم الاشارة الدال على البعيد لبيان بعد هؤلاء لبيان بعد منزلتهم في الشر والفساد فاولئك اصحاب النار وقلنا ان اصحاب النار مأخوذ من الصحبة وهي شدة الملازمة اصحاب النار يعني الملازمون لها ابد الابدان. لا يخرجون منها هم فيها خالدون الخلود هو المكث المدد الطويلة. فاذا اكد بابدا فهو الذي لا نهاية له وقد جاءت الايات في ذكر الكفار بالخلود على صيغتين منها ما جاء مؤكدا بأبدا ومنها ما جاء بذكر الخلود دون الابدية لكن ما جاء مطلقا يقيد بما قيدت به الايات الاخرى وهم خالدون ابد الابد ولا شك ان اليهود قد اشتملوا على كفر ولذلك هم يقولون لن تمس النار الا ايام معدودة. يكذبون على الله جل وعلا الله عز وجل حكم وبين ان من كسب سيئة واحاطت به ذنوبه وخطاياه واجتمعت عليه بما فيها من الكفر والتكذيب وغير لذلك فهو خالد مخلد في النار وليس سبعة ايام كما تقولون او اياما معدودة وهو ابطال لقولهم ثم قال جل وعلا والذين امنوا وعملوا الصالحات اولئك اصحاب الجنة هم فيها خالدون وكما قدمنا ان القرآن مثاني وهذا دليل على انه مثاني. ذكر اهل النار ثم فنى بذكر اهل الجنة بذكر ضدهم فقال والذين امنوا جمعوا بين الايمان وهو التصديق عن اقرار والايمان بما يجب به الايمان من الايمان بالله وملائكته وما اوجب الله ورسوله وعملوا الصالحات اظافوا الى الايمان العمل وليس اي عمل عمل صالح وهو ما جمع امرين الاخلاص فيه لله والمتابعة لرسول الله صلى الله عليه واله وسلم فقال اولئك اصحاب الجنة هم فيها خالدون اولئك اصحاب الجنة اي الملازمون لها فيها خالدون هم فيها خالدون جاء في اية اخرى خالدين فيها ابدا ومن دخل الجنة لا يخرج منها وهو خالد مخلد ابد الاباد وهذا فضل الله يؤتيه من يشاء ثم قال سبحانه وتعالى واذا اخذنا ميثاق بني اسرائيل المثال كما مر معنا اكثر من مرة انه العهد الشديد الموثق المؤكد واذا اخذنا ميثاق بني اسرائيل يعني اخذنا العهد والميثاق على بني اسرائيل وهم اليهود لانهم ابناء اسرائيل او نسل اسرائيل الذي هو يعقوب ثم بين هذا العهد الذي اخذه عليهم ما هو؟ قال لا تعبدون الا الله اخذ الله عليهم العهد الا يعبدوا الا الله ولا يتخذوا الها غيره ولا يشركوا به شيئا وبالوالدين احسانا وتقدير الكلام واخذنا عليهم العهد ان يحسنوا بالوالدين احسانا وقدرنا الفعل يحسن اخذا من المصدر الذي عندنا الله قال احسانا هذا مصدر اذا الفعل الذي يقدر ان تحسنوا بالوالدين احسانا او ان يحسنوا الى الوالدين احسانا والاحسان يشمل كل احسان سواء كان قولا او فعلا وهذا من اعجاز القرآن وبلاغته فانه فتح وامر بالاحسان مطلقا لان الاحسان يختلف من زمان الى زمان ففي زماننا الان من الاحسان الى الوالد ان تكلمه بالجوال تشتري له جوال تشتري له مكيف اي ما كان موجود في زمن النبي صلى الله عليه وسلم ولهذا قال وبالوالدين احسانا حتى يشمل كل احسان. والمراد بالاحسان كيف نعرف انه احسان ما عرف حسنه في الشريعة ما عرف حسنه في الشرع وهذا يشمل كل احسان للوالدين ونحن الحقيقة نريد نكسب يعني نريد نسارع سابق الوقت والا ينبغي الحقيقة الكلام على بر الوالدين والاحسان اليهما في حياتهما وبعد موتهما حتى هي لو مات الوالدان ما لي احد عذر يكثر من الدعاء لهما اللهم اغفر لوالدي وارحمهما كما ربياني صغيرا ادعوا لهم كل يوم يا اخي ادع لوالديه لانه ثبت في الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ان الرجل ليبلغ المنزلة بالجنة فيقول يا ربي بما بلغت هذه المنزلة؟ فيقال له باستغفار ولدك لك من بعدك يرفع الله درجة ابيك باستغفارك وامك. لماذا تكون بخيل؟ ادع لوالديك ادعو لابنائك وادع لزوجتك بعض الناس يترفع عن الدعاء للزوجة يقول ما بتجي الا هي ادعو لها. اي نعم الست انت من عباد الرحمن؟ انظر الى وصف عباد الرحمن الذين اثنى الله عليهم في اخر سورة الفرقان والذين يقولون ربنا هب لنا من ازواجنا وذرياتنا قرة اعين. واجعلنا للمتقين اماما بل بدأ بالدعاء للزوجات قبل الاولاد لان الزوجة اذا صلحت تعينك على الذرية ينبغي الانسان يدعو دائما كل ليلة في سجودك في تشهدك الاخير لا تنسى الدعاء للوالدين وللاولاد ادع بهذا للدعاء لان اذا تقبل الله منك فزت فوزا عظيما دعوت لاصلك وفرعك اللهم اغفر لوالديه وارحمهما كما ربياني صغيرا. وقل ربنا هب لنا من ازواجنا وذرياتنا قرة اعين. واجعلنا للمتقين اماما قال جل وعلا وذي القربى يعني ووصينا بني اسرائيل او اخذنا عليهم العهد بالاحسان الى ذوي القربى وذوي القربى هم قرابة الرجل من جهة امه وابيه ولهذا يقول العلماء ان القرابة او اولو الارحام خمس جهات الابوة والبنوة والاخوة والعمومة والخؤولة خمس جهات هذه قرابة الرجل اولو الارحام الابوة وهو ابوك وامك وابو ابوك وام امك واب يعني اصولك سواء كانوا من جهة الام او من جهة الاب وان علوا والبنوة وهم ابناؤك وبناتك وابناؤهم والاخوة سواء كانوا اشقاء او لاحد الابوين وابناؤهم والعمومة وهم اخوة ابيك الاشقاء او من احد والديه وابناؤهم والخؤولة وهم اخوان امك من ابويها او من احدهما وابناؤهم هذه هي القرابة فالاحسان اليهم بكل ما تشمله كلمة الاحسان ولا شك ان القرابة يختلفون منهم من يحتاج الى الاحسان بالمال وتكثر الاحسان ومنهم من يكون الاحسان اليه ولو تلام حضور المناسبات تهنئته مشاركته افراحه السلام عليهم ولو بعد مدة ولذا جاء في حديث يحسن الالباني رحمه الله اسناده بمجموع طرقه قال بلوا ارحامكم ولو بالسلام هل تتصل بالتليفون يا اخي تسلم عليه بعض الناس يمر السنة والسنتان ما ما يلقى خاله ولا ابناء خاله ولا ابناء عمه ما ينبغي هذا قال جل وعلا واليتامى يعني واوصيناهم ان يحسنوا الى اليتامى واليتامى جمع يتيم وهو كل من فقد اباه قبل البلوغ اليتيم من فقد اباه قبل البلوغ. اما اذا فقد اباه بعد ان يبلغ فليس بيتيم والمساكين والمساكين هو كل من يجد شيئا لا يكفي لحاجته والمسكين والفقير اذا اجتمع افترقا واذا افترق اجتمعا فاذا اجتمع كما في قوله انما الصدقات للفقراء والمساكين فالفقير هو المعدم الذي لا يجد شيئا والمسكين الذي يجد شيئا لا يكفي لحاجته كما قال جل وعلا واما السفينة فكانت بمساكين يعملون في البحر لكن اذا ذكر احدهما دون الاخر ذكر الفقير او المسكين فهو يدل على عليهما جميعا. يدل على المعدم وعلى من لا يجد شيء. وعلى من يجد شيئا لا يكفي لحاجته وقولوا للناس حسنا امرهم بان يقولوا القول الحسن للناس هذا امر مهم جدا في التعامل مع الناس. يعني ما عرف حسنه في الشريعة. يقول ابن كثير رحمه الله وقولوا للناس حسنا اي كلموهم طيبا ولينوا لهم جانبا ويدخل في ذلك الامر بالمعروف والنهي عن المنكر بالمعروف كما قال الحسن البصري في قوله تعالى وقولوا للناس حسنا فالحسن من القول يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ويحلم ويعفو ويصفح ويقول للناس حسنا كما قال الله وهو كل خلق حسن رضيه الله واورد المؤلف دليل على هذا ما رواه الامام احمد بسند صحيح قال النبي صلى الله عليه وسلم لا تحقرن من المعروف شيئا ولو ان تلقى اخاك بوجه منطلق او وجه طلق اذا كل الناس حسنا. ولهذا اكثر المشاكل بين الناس بسبب القول السيء اما القول الحسن اقل ما هو ما يجرح مشاعرك ينبغي لنا ان نقول للناس حسنا وان يكون كلامنا معهم بالحسنى. حتى الامر بالمعروف والنهي عن المنكر يكون بالحسنى ما يكون بالغلظة والشدة وصفه يا منافق يا فاسق يا كذا يا كذا قال جل وعلا واقيموا الصلاة واتوا الزكاة وقد مر الكلام معنا مرتين فيها اقامة الصلاة الاتيان بها خالصة لله في وقتها مع جماعة المسلمين كاملة وكان الشروط والواجبات وما تيسر من السنن واتوا الزكاة اي اعطوا زكاة اموالكم التي رزقكم الله عز وجل ثم توليتم الا قليلا توليتم التولي هو الانصراف عن الشيء وتركه وراء الظهر فتوليتم عن الحق وعن هذه الاوامر وهذا العهد والميثاق الذي امركم الله به الا قليلا منكم هذا من العدل يا اخوان الله عز وجل ما قال توليتم كلكم بقي قليل منهم فنص الله على ان قليل لم يتولوه هكذا ينبغي الانسان ان يكون عادلا في كلامه ولا يعمم فهمنا اذا تكلم يعمم هذا ما ينبغي ثم قال وانتم معرضون قال شيخنا الشيخ ابن عثيمين اه الاعراض هنا المراد به في القلوب يقول فهم حصل منهم شيئان. تولوا تركوا الحق اجعلوه وراء ظهورهم وايضا من داخل قلوبهم اعرضوا عنه وتركوه ليقول لان بعض الناس قد يتولى عن الحق لكن ليس في قلبه الاعراض عنه ما يتيسر له ينشغل لكنه في في قلبه ليس معرضا يعرف انه الحق. يقول هؤلاء جمعوا بين فعلين قبيحين اعرضوا بابدانهم وجعلوا الحق وراء ظهورهم وايظا قلوبهم معرظة منكرة للحق ثم قال جل وعلا واذا اخذنا ميثاقكم لا تسفكون دمائكم آآ ذكر المفسرون ابن كثير وغيره وهو مروي عن ابن عباس وغيره ان اه اهل المدينة قبل مجيء النبي صلى الله عليه وسلم كان فيها ثلاث قبائل من اليهود وكان فيها الاوس والخزرج فكان بنو قينقاع وبنو النظير حلفاء الخزرج خلفاء معهم وكانوا بنو قريظة حلفاء الاوس فاذا قامت حرب بين الاوس والخزرج قام كل جماعة من اليهود مع حلفائهم فيقتلون من يقتلون فيقتل اليهودي اليهودي قام يقاتل مع حلفائه فيقتل اليهودي اليهودي فاذا انفكت الحرب وانتهت قالوا نحن امرنا الله عز وجل بان نهادي اليهود امرنا بالتوراة نهاديهم اذا كانوا اسرى نقدم فداء لهم ونفكهم. الله امرنا بكتابنا هذا حق لكن ايظا امرهم الله ان لا يسفكوا دماء بعظهم لكنهم يؤمنون ببعض الكتاب ويكفرون ببعض فقال جل وعلا واذ اخذنا واذ اخذنا ميثاقكم يعني اخذنا عليكم العهد الشديد الموثق بالتوراة لا تسفكون دماءكم السفك هو القتل سفك الدم يعني اساله سفكه يعني قتله حتى سال دمه لا لا تسفكون دماءكم لان اهل كل اهل كل ملة كالنفس الواحدة ولهذا قال جل وعلا ولا تقتلوا انفسكم المؤمنون كالجسد الواحد فقال لا تسفكون دماءكم يعني لا يقتل بعضكم بعضا ولا تخرجون انفسكم من دياركم ها يعتدي بعضكم على بعض ويخرجه من بلده ودياره ثم اقررتم وانتم تشهدون. اقررتم بهذا العهد والميثاق الذي اخذناه عليكم وبمعرفته وانتم تشهدون به وتعترفون ان الله اخذ عليكم العهد بذلك. لا يقتل بعضكم بعضا ولا يخرج بعضكم بعضا من ديارهم ثم انتم هؤلاء تقتلون انفسكم ثم انتم هؤلاء وهؤلاء قالوا منادى تقديره ثم انتم يا هؤلاء تقتلون انفسكم وذلك بانكم من كان منكم مع الاوس اذا حاربت الخزرج يقاتل مع الاوس الخزرج وربما قتل بعض اليهود الذين مع الخزرج وربما بعض اليهود الذين مع الخزرج قتلوا بعض اليهود الذين مع الاوس ثم انتم هؤلاء تقتلون انفسكم وتخرجون وتخرجون فريقا منكم من ديارهم اذا استولوا عليهم وعلى مكانهم مع حلفائهم طردوهم وهم مع حلفائهم هذا مخالفة للميثاق الذي اخذ عليهم تظاهرون عليهم بالاثم والعدوان تظاهرون التظاهر هو التعاون تظاهر التعاون تظاهر يعني تتعاونون مع الاوس ومع الخزرج بالاثم بالاثم والاثم المراد به الفعل الذي يستحق عليه صاحبه الاثم يستحق عليه العقوبة والعدوان وهو الافراط في الظلم والتجاوز فانتم تتعاونون تتظاهرون تتعاونون مع الاوس والخزرج على الاثم وهو فعل الافعال التي توجب عليكم الاثم وايضا تتظاهرون معهم بالعدوان وتجاوز الحد واخراج يهود من بلدانهم وهذا مقت لهم وسب لهم وهذا وان كان تحذير لبني اسرائيل تحذير لنا نحن انفسنا لا يجوز ان يقتل بعضنا بعضا ولا يجوز ان يخرج بعضنا بعضا من ديارهم ولا يجوز ان نتظاهر ونتعاون على الاثم والعدوان ضد المسلمين لان شرع من قبلنا شرع لنا ما لم يرد في شرعنا خلافه قال وان يأتوكم اسارى تفادون. الاسارى جمع اسير يعني قد اسرهم العدو اسرتهم الخزرج او الاوس فاذا اتاكم اسارى تفادوهم تدفعون فدية لهم. تقولون ديننا يأمرنا بان نهادي يهود ما نتركهم لا بد ان ندفع فدية عنهم وهو محرم عليكم اخراجهم هو اصل محرم عليكم ان تخرجوهم من ديارهم اذا هم اصابوا في فدية اخوانهم لكن اخطأوا في سفك دمائهم واخراجهم من ديارهم ولهذا قال الله عز وجل افتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض يؤمنون المفادات ويعملون بما في الكتاب والتوراة لكن سفك الدماء واخراجهم من ديارهم ما يؤمنون به وهذه ليست ليست صفة المؤمن المؤمن يجب ان يؤمن بالكتاب كله ولا يؤمن بعظ ويترك بعظ هذه الصفات اليهود والصفات المنافقين افتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض وهذا استفهام انكاري عليهم وتوبيخ افتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض فما جزاء من يفعل ذلك منكم الا خزي في الحياة الدنيا ويوم القيامة يردون الى اشد العذاب وما الله بغافل عما يعملون من يفعل هذا يؤمن ببعض الكتاب ويكفر ببعض هذا جزاؤه في الدنيا الخزي وهو الذل والهوان وله في الاخرة يوم يرجع الى ربه اشد العذاب واقوى العذاب العذاب المهين الذي يهين ويذل من وقع به وهذا دليل ان من فعل هذه الافعال ان هذا جزاؤه فما حذر الله منه يهود هو تحذير لنا وما الله بغافل عما تعملون الله جل وعلا ليس بغافل يعني ليس بساه لا يغفل عما تعملون بل قد احاط بذلك علما واحصاه عليكم وجعل ملائكة حفظة يكتبون ما يلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد وهذا فيه تحذير وتهديد وتخويف اعمالكم محصاة عليكم كلها والله لا يغفل عنها وسيجازيكم عليها. ثم قال اولئك الذين اشتروا الحياة الدنيا بالاخرة اولئك راجع على اولئك على يهود الذين قتل بعضهم بعضا واخرجوا بعضهم بعضا من ديارهم واتى باسم الاشارة الدال على البعيد مع ان الحديث عنهم ما قال هؤلاء فاتى اسم باسم الاشارة الدال على البعيد لبيان بعد منزلتهم في الشر والفساد والاعراض عن الحق فقال اولئك الذين اشتروا الحياة الدنيا بالاخرة قلنا ان اشترى من الفاظ من الاضداد فتأتي اشترى بمعنى باعه وتأتي اشترى بمعنى اخذ فهنا اشتروا الحياة الدنيا بالاخرة يجوز ان يقال باعوا الاخرة مقابل الحياة الدنيا فاخذوا الدنيا وباعوا الاخرة او اشتروا وضموا اليهم واخذوا الدنيا اهواء الانفس وباعوا الاخرة لان الذي الذي يريد النجاة بالاخرة يشتري الاخرة واعظم ما ينجي في الاخرة هو العمل بالحق والشرع الذي انزل على نبيك ونحن ذكرنا وذكرنا حتى هذا اليوم ذكرنا ان الباء دائما تدخل على المتروك ولهذا قال اشتروا الحياة الدنيا بالاخرة. ما الذي تركوه الاخرة ما الذي اخذوه الحياة الدنيا والحياة الدنيا لعب ولهو واذا جاء جاء اطلاق الدنيا مقابل الاخرة فهو على سبيل الذنب بانه مضرتان والانسان مأمور بان يسعى للاخرة ان يحرص على الاعمال التي تنجيه يوم القيامة ولا يحرص على الدنيا خاصة ما يعارض الاخرة او يعني يؤثر يؤثر الدنيا على الاخرة ويؤثر قال فلا يخفف عنهم العذاب ولا هم ينصرون نعوذ بالله لا يخفف عنهم العذاب فعذابهم بزيادة فذوقوا فلن نزيدكم الا عذابا ولا هم ينصرون ليس لهم احد ينصرهم يوم القيامة ناصر ينصرهم يدافع عنهم يحتج لهم يجادل عنهم؟ لا وهذا هو اقوى انواع الهلكة الاستسلام الاسلام للهلكة لا ولي ولا نصير لانهم كفروا بالله عز وجل فحذرهم الله من هذا اشد التحذير وهو تحذير لنا من هذا المسلك الوخيم ثم قال سبحانه وتعالى ولقد اتينا موسى الكتاب وقفينا من بعده بالرسل الواو استئنافية واللام في جواب القسم وقدر التحقيق يحقق ويؤكد ان الله اتى موسى الكتاب وهو التوراة وقفينا من بعده بالرسل التقفية الاتباع والارداف الاتباع والارداف يعني واردفناه واتبعناه برسل من بعده ولقد اتينا موسى الكتاب وقفينا من بعده بالرسل يعني اتبعنا واردفنا من بعده بالرسل واتينا عيسى ابن مريم البينات لان اكثر الانبياء من بني اسرائيل كما قال النبي صلى الله عليه وسلم كانت بنو اسرائيل تسوسهم الانبياء اذا هلك نبي خلفه نبي ولهذا موسى نبي وهارون النبي وفتى موسى يوشع ابن نون نبي فالانبياء قف بعده واردفه واتبعه بانبياء كثر قال واتينا عيسى ابن مريم البينات اتينا اي اعطينا عيسى ابن مريم البينات نسبه الى امه لان الله خلقه من ام دون اب ولعلنا ذكرنا او نذكر باختصار نقول الخلق من حيث خلقهم اربعة اقسام لا خامس لها اما مخلوق من غير ام واب وهو ادم او مخلوق من اب دون ام وهي حواء او مخلوق من ام دون اب وهو عيسى او مخلوق من ابوين وهم سائر الخلق قال جل وعلا واتينا عيسى بن مريم البينات اي المعجزات بينات الايات التي تبين الحق وتدل عليه يبرئ الاكمه والابرص ويحيي الموتى باذن الله عز وجل. وكذلك انزل عليه الانجيل فيه بينات وهدى قال وايدناه بروح القدس ايدناه يعني قويناه بروح القدس فيه خلاف واظهر الاقوال انه جبريل ان روح القدس هو جبريل كما قال جل وعلا اذ قال الله يا عيسى ابن يا عيسى ابن مريم اذكر نعمتي عليك وعلى والدتك اذ ايدتك بروح القدس تكلم الناس في المهد الاية فروح القدس هو جبريل فاتاه الله البينات وايده وقواه بجبريل عليه السلام افكلم ما جاءكم رسول بما لا تهوى انفسكم استكبرتم ففريقا كذبتم وفريقا تقتلون افكلما جاءكم هذا ايضا استفهام انكاري توبيخي لهم كلما جاءكم رسول بما لا تهوى انفسكم لانهم يتبعون هوى الانفس واسناده وصفه بالهوى دليل على انه باطل لان النبي صلى الله عليه وسلم يقول حفت النار بالشهوات حفت النار بالمكاره افرأيت من اتخذ الهه هواه فالدليل ان ان متى وهو انفسهم باطل على خلاف الحق وهذا من خبثهم فاذا جاءهم رسول من عند الله بما لا تهوى انفسهم يحرم عليهم اشياء يريدونها ماذا يفعلون استكبرتم هذا اول امر ترفعوا عن الحق وتكبروا وتجبروا ثم صنعوا في الانبياء فريقا كذبتم وفريقا تقتلون بعض انبيائكم الذين جاءكم بهذا كذبتموهم كما كذبتم عيسى وكما كذبتم محمد صلى الله عليه وسلم وفريقا تقتلون كما قتلوا يحيى وزكريا قتلوهم عليهم لعنة الله. على اليهود لعنة الله ووبحهم الله وذمهم على هذا الفعل الذميم القبيح ففريقا كذبتم وفريقا تقتلون ثم قال جل وعلا وقالوا قلوبنا غلف قالوا اليهود قلوبنا غلف وللمفسرين فيها قولان القول الاول غلو جمع اغلف والمراد عليها غلاف عليها غشاوة عليها اكنة مغطاة مغلفة فلا نسمع ما تقول وقال بعضهم معنى غلف يعني قلوبنا اوعية للعلم ونحن اهل العلم ولا نعرف ما تقول قلوبنا هي اوعية العلم ولا وليس فيها ما تقول فلا نتبعك يعني الطعن في رسالته ولكن الاشهر من استعمال الغلف هو انه بمعنى الغطاء كما قال جل وعلا في اية اخرى وقالوا قلوبنا في اكنة مما تدعونا اليه بغطاء مغطاة ما نسمع كلامك وهذا من خبثهم وان لم يسمعوا كلامه لكن يريدون يعني يعذروا انفسهم يعني الله غطى قلوبنا ما لنا حيلة احتجاج احتجاج باطل قال جل وعلا وقالوا قلوبنا غلف فقال بل وهنا للابطال قال بل لعنهم الله بل هنا للاظراب الابطال بل لعنهم الله قلوبهم ليست غلفا لكن طردهم الله وابعدهم من رحمته جزاء اعمالهم فلما زاغوا ازاغ الله قلوبهم جزاء وفاقا بل لعنهم الله بكفرهم بسبب كفرهم طردهم وابعدهم من رحمته بسبب كفرهم بل بالبال السببية فقليلا ما يؤمنون وايضا هذا من العدل الذي يجب ان نتوخاه حينما نتكلم فقليل ما يؤمنون يحتمل شيئين فقليل ايمانهم قليل ما يؤمنون يعني قليل ايمانهم فلا يؤمنون الا ايمانا قليلا لا يكفي في الدخول في الاسلام ويحتمل ان قليلا ما يؤمنون ان الذين يؤمنون منهم قليل كعبد الله بن سلام ومن امن يقال انه ما امن من يهود الا سبعة اشخاص ولا يزالون الى الان اقل الناس دخولا في الاسلام اليهود واما النصارى يدخلون باعداد كبيرة جدا وهذا محتمل يعني يحتمل الامرين ولا مانع ان نقول الاية تدل عليهما فمن يؤمن منهم قليل وبقية اليهود يؤمنون ايمانا لا يكفي ايمان قليل لا يكفي في الدخول في الاسلام والنجاة من الكفر ثم قال سبحانه وتعالى ولما جاءهم كتاب من عند الله مصدق لما معهم وكانوا من قبل يستفتحون على الذين كفروا فلما ما جاءهم ما عرفوا كفروا به. فلعنة الله على الكافرين ولما جاءهم كتاب من عند الله وهو القرآن كتاب من عند الله وهذا حكم من الله وبيان ان هذا الكتاب القرآن من عند الله ولما جاءه كتاب من عند الله مصدق لما معه يصدق التوراة يصدق الحق الذي في التوراة فكان الواجب لما جاءهم كتاب من عند الله ورأوا انه يصدق ما بايديهم من كتابهم الذين الذي يعرفون ان الله انزله على موسى كان هذا ادعى لتصديقهم لانهم ليسوا مثل الوثنيين الذين لا كتاب عندهم اول مرة يسمعون هذا الكلام لا هؤلاء عندهم كتاب ينطق بما ينطق به القرآن فكان هذا ادعى لي ايمانهم ولكنهم كفروا مصدق ولما جاءهم كتاب من عند الله مصدق لما معهم وهي التوراة او ما فيها من الحق وكانوا من قبل يستفتحون على الذين كفروا الاستفتاح الاصل فيه طلب الفتح والمراد انهم يستنصرون فكانوا يقولون للانصار للاوس والخزرج في ذلك الزمان قبل ان يكونوا انصارا قد اظلنا زمن نبي سيخرج هذه الايام ونقتلكم معه شر قتلة لانهم يرون انهم اهل الكتاب والاوس والخزرج وثنيون فكانوا يستفتحون لانهم يعلمون ان انه رسول الله سيبعث. لكن كانوا يظنون انه من يهود وكانوا يستفتحون على الانصار يقولون سيخرج ونقتلكم عليه ومعه شر قتلة اذا يعرفونه حق المعرفة يعرفون النبي صلى الله عليه وسلم والكتاب القرآن ايضا يصدق الذي بايديهم فيعرفون انه من عند الله وكانوا من قبل يستفتحون على الذين كفروا على الاوس والخزرج فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به اعوذ بالله اذا جاءك الحق وعرفت انه الحق لا تكفر به. امن وقل سمعنا واطعنا هؤلاء لما جاءهم ما عرفوه عرفوا وتيقنوا انه القرآن من عند الله لانه يصدق الذي في التوراة بايديهم وعرفوا ان هذا نبي الله وقد كانوا يستفتحون ويقولون سيخرج هذا وقته قد اظلكم وقته فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به فلعنة الله على الكافرين لعنة الله طرده وابعاده من رحمته واخزاؤه للكافرين الذين كفروا بالحق ثم قال جل وعلا بئس ما اشتروا به انفسهم بئس من افعال الذنب فبئس الفعل فعلهم وبئس الشراء شراؤهم بئس ما اشتروا به انفسهم لانهم اشتروا انفسهم لكن بما ان يكفروا بما انزل الله اشتروا انفسهم اي باعوا انفسهم بالكفر بالكفر بالقرآن بالكفر بالحق الذي انزل على النبي صلى الله عليه وسلم وهذا ذم له بئس ما اشتروا به انفسهم ان يكفروا بما انزل الله لماذا بغيا لاجل البغي حسدا البغي هو الحسد هنا كفروا بما جاءهم من الحق. كفروا بالقرآن وبالنبي بغيا اي حسدا من عند انفسهم كيف لا يكون من اليهود كيف يكون من العرب اذا هم اهل الحسد بغيا ان ينزل الله من فضله على من يشاء قاموا وخسروا من ذا الذي يحجر على الله ينزل الله من فضله على من يشاء ويختص من يشاء فهم لا ما يريدون هذا لا يريدون حسدة ما يريدون ان ينزل الله من فضله على احد من بشر سواهم فلا هم يفعلون الخير ولا يريدون الخير ينزل على غيرهم والحسد من صفات اليهود بغيا ان ينزل الله من فضله على من يشاء من عباده فباءوا بغضب على غضب بقوا يعني رجعوا واستوجبوا واستحقوا غضبا على غضب فباءوا بغضب مقابل ما صنعوه في التوراة من التحريف والتبديل على غضب مقابل كفرهم بالنبي صلى الله عليه وسلم والقرآن وعدم الايمان فبؤوا بغضب على غضب نعوذ بالله ظلمات بعضها فوق بعض فقد وقعوا بغضب الله واغضبوا الله في كفرهم بالتوراة وتحريفهم وتبديلهم وايضا ازدادوا غضبا بكفرهم بالقرآن وبالنبي صلى الله عليه وسلم لما بعثه الله فلم يؤمنوا به فبأوا بغضب على غضب وللكافرين عذاب مهين. فهم كفار. هذا حكم الله عليهم عذاب مهين مهم يعني مذل مخز عذاب مذل مخز لمن لحق به يهينه يوقعه في الهوان والذلة والخزي وهذا دليل على شدة العذاب الذي توعدهم الله به مقابل كفرهم ثم قال جل وعلا واذا قيل لهم امنوا بما انزل الله قالوا نؤمن بما انزل علينا ويكفرون بما وراءه وهو الحق مصدقا لما معهم واذا قيل لليهود امنوا بما انزل الله القرآن بما انزلنا على نبينا وهذا خبر من الله فواحد وقوله الحق الصدق انزله الله هذا الله انزله قالوا نؤمن بما انزل علينا. نحن نؤمن بالتوراة فقط هي التي انزلت عليها غيرها ما نؤمن وهذا كفر لان الله جل وعلا يقول عن المؤمنين امن الرسول بما انزل اليه من ربه والمؤمنون كل امن بالله وملائكته وكتبه. ولهذا من كفر بكتاب واحد فهو كافر من كفر برسول واحد فهو كافر كذبت قوم نوح للمرسلين. هم كذبوا الا نبيهم فيجب الايمان بالكتب كلها ما جاء تفصيله تفصيلا وما جاء اجماله اجمالا ولهذا قالوا نؤمن بما انزل علينا والله انزل عليهم التوراة ولكن ايضا قد حرفوه وبدلوه. ويكفرون بما وراءه يكفرون بما وراءه ما بعده بما سوى الذي انزل عليهم من الوحي في التوراة وهو الحق مصدقا لما معه الذي انزله الله الحق الذي لا مرية فيه مصدق الذي معهم مصدق الذي انزل عليكم ان كنتم تعقلون وهذا دليل انه حق من عند الله لانه يصدق ما بايديكم تماما مصدقا لما معهم ثم قال فلم تقتلون انبياء الله من قبل وان كنتم مؤمنين استفهام توبيخ وهذا الدليل على ان لهم مخازي اخرى غير كفرهم بالقرآن وغير تكذيبهم للنبي صلى الله عليه وسلم قتلوا انبياء وقد مر معنا قريبا انهم قتلوا عيسى انهم قتلوا زكريا ويحيى فلما تقتلون انبياء الله من قبل من قبل هذا قبل انزال القرآن على النبي صلى الله عليه وسلم وقال قبل باذن النبي صلى الله عليه وسلم يعني انتم اهل شر واهل كفر واهل ضلال واهل رد للحق وعداوة للانبياء والرسل قبل النبي صلى الله عليه وسلم هذا ديدنكم فلما تقتلون انبياء الله من قبل وان كنتم مؤمنين حقا هذا تكذيب انهم ليسوا بمؤمنين ان كنتم مؤمنين تقتل الانبياء؟ المؤمن لا يقتل الانبياء. يؤمن بهم ويتبعهم وهذا حكم عليهم ايضا وتسجيل بالكفر عليهم ثم قال جل وعلا ولقد جاءكم موسى بالبينات ثم اتخذتم العجل العجل من بعده وانتم ظالمون ايضا بيان شيء من مخازيهم وما اكثر ما مر معنا خص هذه الليلة من مخازي اليهود وشر اليهود وتعنتهم وردهم الى الحق وافعالهم القبيحة قال ولقد جاءكم موسى بالبينات بينات الاصل بالبينات جمع بينة وهي ما يبين الحق ويوضحه من الدلائل ومما اتاه الله موسى التوراة ومما اتاه الايات التي انزلها واعطاه اياها اعطاه اياها العصا ويخرج يده من جيبه بيضاء وهل اية اتساء القمة والضفادع والدم وغيرها مما ذكره الله عز وجل وقد جاءهم بايات بينات تبين الحق وتدل عليه ولكن لا يؤمنون ولقد جاءكم موسى من بالبينات ثم اتخذتم العجل. يعني بعد ان جاءكم بالبينات وعرفتم التوحيد وعرفتم عبادة الله وعرفتم الحق تبين لكم اتخذتم العجل عبدتم العجل من دون الله ولهذا يا اخوان الله عز وجل يقول عن اليهود غير المغضوب عليهم لانهم خالفوا الحق عن علم يعلمون الحق فيخالفونه عن علم فكان اخص اوصافهم الغضب عليهم من الله عز وجل ثم اتختم العجل كما قال جل وعلا واتخذ قوم موسى من بعده من من حلي من حليهم عجلا جسدا له خوار وما هو بعجل يعني ولد البقرة مخلوق لا السامري صنع لهم عجلا من ذهب على هيئة ولد البقرة والا هو ليس آآ مخلوقا عجل لكن من حلي على هيئته قال ولقد جاءكم موسى بالبينات ثم اتخذتم العجل من بعده من بعده يحتمل من بعد موسى قد جاء في اية اخرى ما يدل عليه لما ذهب لميقات ربه اتخذوا العجل من بعده او من بعد ما جاءكم البينات جاءكم الحق والبيان وانتم ظالمون وانتم بهذا الاتحاد ظالمون اشد الظلم ظالمون لانفسكم بل ارتكبتم الظلم الاكبر الذي هو الشرك ان الشرك لظلم عظيم ثم قال جل وعلا واذا اخذنا ميثاقكم ورفعنا فوقكم الطور خذوا ما اتيناكم بقوة ايضا وهذا من باب التأكيد والقاعدة تقول الشي اذا تكرر تقرر ولا يعيد الله عز وجل معنى ويتكلم عليه يذكره مرة اخرى الا وفي ذلك فوائد وعبر وعظات زائدة على ما سبق ذكره. ولهذا اكثر القصص قص الانبياء التي تكررت قصص موسى مع فرعون ولهذا يقول الله عز وجل واذ اخذنا ميثاقكم ومر معنا هذه الليلة الكلام على او ابتدأنا الكلام تقريبا على مثل هذه الاية واذا اخذنا ميثاقكم ويا العهد عليكم العمل بما في التوراة والاوامر والطاعة اجتناب المحرمات ورفعنا فوقكم الطور لانهم قالوا ما نستجيب ولا نفي بالميثاق فقلع الله الطور ورفعه فوقهم قال اما ان تلتزموا بما فيه والا اسقطت عليكم الطور فسجدوا خروا سجدا قبحهم الله. قبح الله اليهود. اما المؤمنون منهم فهم مؤمنون قال ورفعنا فوقكم الطورى وقلنا ان الطور هو طور سيناء. الجبل معروف بالطور بهذا الاسم الى يومنا هذا. خذوا ما اتيناكم بقوة خذوا الميثاق التوراة الميثاق الذي اخذناه عليكم ما اتيناكم من التوراة وما فيها من الاوامر خذوها بقوة بجد ونشاط واهتمام وعناية واسمعوا واسمعوا ما فيها من الحق سمع استجابة قالوا سمعنا وعصينا قبحهم الله سمعنا قولك وعصينا امرك سمعنا التوراة وسمعنا ما امر الله به وعصينا وهم بالامس نجاهم الله من فرعون وقوم يسومونهم سوء العذاب يقتلون ابنائهم ويستحيون نساءهم وانكروا على قرب عهد بانجاء الله لهم وبنعم الله عليهم التي كانت تترى قالوا سمعنا وعصينا قال واشربوا في قلوبهم العجل اشربوا يعني ادخل حب العجل في قلوبهم الدليل ان من يعبد الهة مع الله لابد ان يحبه من قلبه ومن الناس من من يتخذ من دون الله اندادا يحبونه كحب الله والله من يعبد صنما او قبرا او وليا او كائنا من كان والله ان قلبه قد ملئ واشرب بحبه وان قالوا ما نعبدهم الا ليقربونا الى الله زلفى. هذه دعاوى واشربوا واشربوا في قلوبهم العجل يعني ادخل حب العجل في قلوبهم كما يدخل الماء في الجساد بكفرهم سبحان الله! الجزاء من جنس العمل. لماذا تمكن حب العجل وادخل في قلوبهم؟ بسبب كفرهم ولو لم يكفروا وامنوا لبغض الله اليهما الكفر والشرك ولهذا المؤمن يكره الذنوب والمعاصي والكافر يحب الذنوب والمعاصي قال جل وعلا بئس ما يأمر قل يعني قل لهم يا نبينا بئس ما يأمركم به ايمانكم بئس ما يأمركم به ايمانكم ان كنتم مؤمنين لكن هم ليسوا بمؤمنين لكن حسب زعمهم يقولون حنا اهل التوراة وحنا اهل العلم يهود قوم موسى فقال بئس اعلو ذنب قبح ما يأمركم به ايمانكم الذي زعمتم انكم تؤمنون بالله ان كنتم مؤمنين هذه شرطية ولكنهم ليسوا بمؤمنين بل هم كفرة بالله جل وعلا ثم قال سبحانه وتعالى قل ان كانت لكم الدار الاخرة عند الله خالصة من دون الناس فتمنوا الموت قل ان كانت لكم الدار الاخرة عند الله خالصة من دون الناس لانهم يقولون انهم هم اهل الحق فباهلهم النبي صلى الله عليه وسلم ولهذا اختلف العلماء هل هذه مباهلة او انها يعني على سبيل الاخبار رجح ابن كثير ان هذه مباهلة باهلهم نقول انكم على الحق تعالوا قل ان كانت لكم الدار الاخرة يعني الجنة لكم الدار الاخرة تفوزون بالجنة وطاعة الله عز وجل فانتم اهل الجنة خالصة من دون الناس لن يدخل الجنة الا من كان هودا او نصارى تقولون ان الدار الاخرة الجنة خالصة لليهود لكم من دوني الناس فتمنوا الموت فمن اطلب من الله الموت لانكم خلاص ستنتقلون الى الجنة تقول انك وانتم اهل الجنة اطلبوا الله امشوا الى الجنة الان لكن ما يمكن لهذا قال ان كنتم صادقين وهذا يقولون فيه تهييج وحث على الخصم ان كنت صادق فيما تقول فافعل كذا زيادة حث له ليقدم على هذا الامر ولكنهم نقصوا ومات ومنوا الموت ولتجدنهم احرص الناس على حياتك كما اخبر الله عز وجل بعد ذلك هذه من مسالك ابطال حجة الخصم لان هذا يفضحه امام الناس كنت صادق كما تقول فافعل كذا ويعرف الحق يقول له ما افعل ولهذا جاء عن ابن عباس انه قال لو صح بسند صحيح قال لو تمنوا الموت لهلكوا ولسرق احدهم بريقه لو تمنوا الموت لهلك اهلكهم الله جميعا ولهذا ايضا النصارى الذين جاءوا نصارى نجران للنبي صلى الله عليه وسلم اراد ان يباهلهم النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا لبعضهم صالحوه واعطوه ما يريد فوالله ما باهل احد نبيا الا اهلكهم الله جميعا لانهم يعرفون الحق حتى النصارى ولكن ينكرونه عن علم وبينة فقال الله جل وعلا قل ان كانت لكم الدار الاخرة عند الله خالصة من دون الناس فتمنوا الموت ان كنتم صادقين ولن يتمنوه ابدا لن لن يتمنوه ابدا يدل على التأبيد لا يمكن ان يتمنوا الموت لان اعداء الله يعرفون ماذا بعد الموت؟ ويعرفون انهم على الضلال وعلى الكفر وان جنتهم الدنيا ولن يتمنوه ابدا بما قدمت ايديهم الباء للسببية. بسبب ما قدمت ايديهم والمراد بسبب كسب ايديهم بسبب اعمالهم ويضاف الكسب والعمل الى اليد قالوا من باب التكريم او من باب ان اغلب اعمال الانسان بيده والى المراد كل اعمالهم بسبب اعمالهم بسبب اعمالهم. قال وبدأوا ولن يتمنوه ابدا بما قدمت ايديهم ولن يتمنوه ابدا بما قدمت ايديهم بسبب ما قدمت ايديهم والله عليم بالظالمين. عليم قد احاط علمه بكل احد ومن ذلك احاط بالظالمين علما والظالمون هنا الكافرون ان الشرك لظلم عظيم لانهم كفروا وكذبوا وهذا تهديد وتخويف فان الله عليم بهم وبظلمهم وباعمالهم وسيجازيهم عليها يوم يلقونه ثم قال جل وعلا ولتجدنهم احرص الناس على حياة احرصوا الناس على الحياة اليهود ولهذا كل حياتهم احتياطات لاجل ان ينجوا من الموت ويعيشون في كنف من يعيشون كله لينجوا من الموت اكبر الله اكبر الله اكبر الله اكبر اشهد ان لا اله الا الله الله اكبر اشهد ان لا اله الا الله اشهد ان محمدا رسول الله الله اشهد ان محمدا رسول الله حي على الصلاة حي على الصلاة حي على الفلاح حي على الفلاح الله اكبر الله اكبر الا الله يقول الله جل وعلا ولتجدنهم اي اليهود احرص الناس على حياة احرص الناس على الحياة ومن الذين اشركوا يعني احرص الناس على الحياة واحرصوا من الذين اشركوا على الحياة لان المشركين يقولون انما هي حياتنا الدنيا نموت ونحيا فتجد فاليهود يعني المشركون لا يعتقدون لا يؤمنون بالبعث ولا بالنشور ولهذا هم يقولون انما هي حياتنا الدنيا. فيحرصون كل الحرص على الحياة الدنيا وعلى العيش فيها. لكن اليهود اشد حرصا على الحياة من المشركين الذين لا كتاب لهم. مع ان اليهود يؤمنون بالبعث انزل الله عليهم الايمان به في كتابهم هذا دليل على شدة حرصهم على الحياة الدنيا لماذا لانهم يرون انهم فرصتهم لانهم يعلمون انهم افسدوا اخرتهم واعملوا وعملوا اعمالا توجب لهم غضب الله وعذابه وناره ولتجدنهم احرص الناس على حياة ومن الذين اشركوا اي واحرصوا من الذين اشركوا على الحياة ثم قال يود احدهم يود يحب ويتمنى احدهم احد اليهود لو يعمر الف سنة يكون عمره الف سنة قال الله عز وجل وما هو بمزحزحه من العذاب اي عم هو يريد يود يتمنى ان يكون عمره الف سنة فقال الله عز وجل وما هو بمزحه من العذاب ان يعم لو انه عمر الف سنة هذا العمر لا يزحزحه عن العذاب والزحزحة التنحية يعني فما هذه الالف؟ بمنحية ولا ولا مبعدة عنهم العذاب ولو عاش الف سنة او اكثر فالعذاب في الطريق لمن مات على الكفر بل انما يزداد اثما بطول عمره وما هو بمزحه من العذاب ان يعمر؟ والله لا يزحزح ولا ينحيه ولا يبعده من العذاب طول العمر وكل ما هو ات فهو قريب قال والله بصير بما يعملون يبصر اعمالهم ويراها بكل اعمالهم حتى لو طال عمره لا يزداد الا اثما والله قد احصى اعماله يراها ويبصرها ويعلمها ولهذا يكون اشد في العذاب واكثر ثم قال جل وعلا من كان عدوا قل من كان عدوا لجبريل فانه نزله على قلبك هذه الاية لها سبب نزول رواه الامام احمد والطبع والطبري بسند صحيح وله شواهد بعضها ايضا عند الترمذي والنسائي فمما ذكر او ما جاء في بيان سبب نزول هذه الاية ما رواه الامام احمد الطبري عن ابن عباس قال حضرت عصابة من اليهود يعني جماعة الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا يا ابا القاسم حدثنا عن خلال خلال اسألك عنها يعني صفات مسائل نسألك عنها لا يعلمهن الا نبي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم سلوا عما شئتم ولكن اجعلوا لي ذمة الله وما اخذ يعقوب على بنيه لان انا حدثتكم عن شيء فعرفتموه لتتابعني على الاسلام تدخلون في ديني فقالوا ذلك لك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم سلوني عما شئتم قالوا اخبرنا عن اربع خلال نسألك عنهن اخبرنا عن عن اي الطعام حرم اسرائيل على نفسه من قبل ان تنزل التوراة واخبرنا كيف ماء المرأة وماء الرجل وكيف يكون الذكر منه والانثى واخبرنا بهذا النبي الامي في التوراة ومن وليه من الملائكة فقال النبي صلى الله عليه وسلم عليكم عهد الله لان انا انبأتكم لتتابعوني قالوا فاعطوه ما شاء من عهد وميثاق وقال ناشدتكم بالذي انزل التوراة على موسى. هل تعلمون ان اسرائيل يعقوب واسرائيل ويعقب ان اسرائيل يعقوب مرض مرضا شديدا فطال سقمه من فنذر لله نذرا لان عافاه الله من سقمه ليحرمن احب الطعام والشراب اليه وكان احب الطعام اليه لحوم الابل وكان احب الطعام اليه لحوم الابل واحب الشراب اليه البانها فقالوا اللهم نعم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم اشهد عليهم ثم قال وانشدكم بالله الذي لا اله الا هو الذي انزل التوراة على موسى هل تعلمون ان ماء الرجل غليظ ابيض وان ماء المرأة رقيق اصفر فايهما علا كان له الولد كان فايهما علا كان له الولد والشبه باذن الله عز وجل واذا علا ماء الرجل ماء المرأة كان الولد ذكرا باذن الله. واذا علا ماء المرأة ماء الرجل كان الولد انثى باذن الله عز وجل قالوا اللهم نعم قال اللهم اشهد ثم قال وانشدكم بالله الذي انزل التوراة على موسى. هل تعلمون ان هذا النبي الامي تنام عيناه ولا ينام قلبه؟ يعني نفسه صلى الله عليه وسلم قالوا اللهم نعم قال اللهم اشهد قالوا انت الان فحدثنا من وليك من الملائكة فعندها نجامعك او نفارقك نجامعك ان نجتمع معك ونتبعك او نفارقك واعداء الله يعني جعل لهم مخرج للكفر فقال النبي صلى الله عليه واله وسلم فان وليي جبريل ولم يبعث الله نبيا قط الا وهو وليه فقالوا فعندها نفارقك ولو كان وليك سواه من الملائكة تابعناك وصدقناك قال وما يمنعكم ان تصدقوه قالوا انه عدونا فانزل الله عز وجل قل من كان عدوا لجبريل فانه نزله على قلبك باذن الله مصدقا لما بين يديه الى قوله لو كانوا يعلمون فعندها باءوا بغضب على غضب والحديث سنده حسن وله شواهد بعضها صحيح اذا هذا سبب نزول قوله قل من كان عدوا لجبريل يعني قل لهم يا نبينا وهذا هو الاولى. يعني بعض المفسرين يعني حتى ابن جرير مع جلالة قدره تجده يقول قل يا محمد وهذا الادب وان تقول قل يا نبينا لماذا يقول امين الشنقيطي هذه فائدة عزيزة ذكرها في اضواء البيان يقول ما خاطب الله نبينا صلى الله عليه وسلم باسمه ما ناداه باسمه مع انه نادى نوح ونادى موسى ونادى ابراهيم ونادى يحيى وانا قال لكن نبي لكن نبينا لم يناده باسمه وانما ناداه بوصفه قال اجلالا للنبي صلى الله عليه وسلم وتوقيرا له فينبغي ان نأخذ هذا الادب نحن فاذا جينا نقول نقدر الكلام ما نقول؟ قل يا محمد قل يا نبينا قال والدين قال يا ايها الرسول يا ايها النبي ما ليس بالقرآن يا محمد نعم فيه محمد رسول الله لكن هذا ما هو على سبيل النداء النداء ما نادى الله نبيه صلى الله عليه وسلم باسمه وانما ناداه بوصفه يا ايها النبي ايها الرسول. وينبغي لطالب العلم ان يتنبه حينما يقدر الكلام يقول يا نبينا يا رسولنا تأسيا بالقرآن نعم فقال الله عز وجل لنبيه قل يا نبينا من كان عدوا لجبريل فانه نزله على قلبك نزل الله جبريل بالوحي على قلب النبي صلى الله عليه وسلم. نزل الحق نزله بالحق نزل جبريل بالحق وهو القرآن على قلب النبي صلى الله عليه وسلم وهذا اثبات نبوة النبي صلى الله عليه وسلم وبه الثناء على جبريل وانه الرسول الملكي الذي نزل بالحق ونزل بالوحي على نبينا صلى الله عليه وسلم وعلى من سبقه من الانبياء فانه نزله على قلبك باذن الله الله الذي امره بهذا واذن له واصطفى جبريل وهو افضل الملائكة بالوحي انه لقول رسول كريم ذي قوة عند ذي العرش مكين قال شيخنا الشيخ ابن عثيمين فالعظيم انما يرسل بالشيء العظيم من كان عظيما فارسل بالوحي والوحي عظيم الله هو العظيم وارسل بالوحي وهو عظيم خطير له شأن اعظم الملائكة حتى يكون هذه اقامة الحجة وزوال الشبهة عن النفوس افضل الملائكة نزل بالقرآن قال فانه نزله على قلبك باذن الله مصدقا لما بين يديه مصدقا يصدق الكتب التي بين يديه. ومنها التوراة فهؤلاء الكفرة اليهود كفروا مع ان جبريل نزل بالقرآن على قلبك وهذا القرآن يصدق التوراة مما يدل على انه حق وهم اهل التوراة والتوراة بايديهم ويعلمون ان انه جاء مصدقا بها والذي جاء به جبريل فكيف يعادون جبريل جاء بالحق الذي جاء به موسى قال مصدقا لما بين يديه وهدى وبشرى للمؤمنين فهو يصدق الكتب التي قبله وهو هدى يهتدى به من الضلالة وبشرى للمؤمنين بالجنة والثواب العظيم هذا وصف القرآن ولهذا اذا اردت الخير فالزم القرآن قراءة وتدبرا وعملا فانه يصدق كتب الله السابقة ويهديك الى الحق ويبشرك بالبشارة العظيمة ان هذا القرآن يهدي للتي هي اقوم ويبشر المؤمنين. الذين يعملون الصالحات ان لهم اجرا كبيرة ثم قال جل وعلا من كان عدو لله وملائكته ورسله وجبريل وميكال فان الله عدو للكافرين هذا حكم الله. من كان عدوا لله وملائكته كلهم ثم خص جبريل وميكال وهذا يقولون من باب عطف الخاص على العام وهو يفيد التوكيد فيكون ذكر جبريل وميكائيل مرتين. مرة مع عموم الملائكة لانهم من الملائكة. وافردهم بالذكر بخصوصهم حينما ذكر اسميهما وهذا يدل على تشريفهما وتكريمهما وانهما من افضل الملائكة من كان عدو لله وملائكته ورسله وجبريل وميكال فان الله عدو للكافرين يعني من كان عدو لهم فهو كافر ومن كان عدو له فالله عدو له وويل لمن يكون الله عدوا له. فهو الخائب الخاسر لكن يرد سؤال هنا الله عز وجل قال فان الله عدو للكافرين هذا الاسلوب يسمونه الاظهار في موضع الاظمار الاظهار في موظع الاظمار لان السياق يقتضي فان الله عدو لهم لكن اظهر هنا اتى بالاظهار موظع الاظمار ليبين شدة عداوة الله لمن عاداهم فان الله عدو للكافرين لعلنا نقتصر على هذا القدر والله اعلم وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين