بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. الرحمن الرحيم. وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين. اما بعد اه كنا انتهينا من قول من شرح قوله جل وعلا ومن اظلم ممن منع مساجد الله ان يذكر فيها اسمه وسعى في خرابها اولئك ما كان لهم ان يدخلوها الا خائفين لهم في الدنيا خزيا ولهم في الاخرة عذاب عظيم كنا قد قلنا في الشرح عذاب اليم وهذا وهم وانما الاية عذاب عظيم هؤلاء الذين يمنعون مساجد الله جل وعلا من ان يذكر الله فيها ويسعون في خرابها حسيا ومعنويا ينبغي ان يمنعوا فلا يأتوا المساجد ولا يدخلوها الا في حالة كونهم خائفين وجلين من المسلمين ان يبطشوا بهم ثم اخبر الله عما اعده لهم من العقوبة في الدنيا والاخرة فقال لهم في الدنيا خزي وذل وهوان ولهم في الاخرة عذاب عظيم والذي وصفه بانه عظيم هو الله العظيم فاذا قال الله عن شيء انه عظيم فهو العظيم حقا لكن هذا عذاب اي عذاب عظيم لا يقدر قدره احد ثم قال سبحانه وتعالى ولله المشرق والمغرب فاينما تولوا فثم وجه الله ولله المشرق والمشرق هو موضع الشروق والمغرب هو موضع الغروب والمراد هما وما بينهما وكل الخلق وسبب نزول هذه الاية او هذه اول ما نسخ يقول ابن عباس هذه اول ما نسخ في الاسلام حيث ان النبي صلى الله عليه وسلم لما جاء الى كان بمكة يصلي الى بيت المقدس ويجعل البيت امامه الكعبة ويصلي بين الركنين فيستقبل البيت الحرام ويستقبل بيت المقدس فلما جاء الى المدينة وجهه ربه الى بيت المقدس وكان يصلي الى بيت المقدس ولكن كان يقلب وجهه في السماء ويرغب ان يرده الله الى قبلة ابيه ابراهيم ففعل الله به ففعل الله ذلك جل وعلا نسخ الصلاة الى بيت المقدس مع ان في خلاف بين اهل العلم هل كان النبي صلى الله عليه وسلم توجه الى بيت المقدس باجتهاد او بامر يعني ثمرة هذا لا تكاد تكون كبيرة لكن لا شك انه كان يصلي الى بيت المقدس ولهذا في البخاري قال اول ما قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة صلى الى بيت المقدس فمكث ستة عشرا ستة عشر شهرا او سبع عشرة سبعة عشر شهرا يصلي الى بيت المقدس ثم حوله الله الى مكة او الى القبلة والله عز وجل هنا يبين ان المشرق والمغرب كله لله ملكا ويوجه عباده جل وعلا ملكا وتدبيرا وتقديرا وتصريفا فاخبر انه يوجه عباده الى اي شيء شاء وقال ولله المشرق والمغرب فاينما تولوا فثم وجه الله اينما تولوا اي تتوجهوا او تتجه فثم اي فهناك وجه الله وتنازع العلماء في المراد بوجه الله هنا هل مراد صفته المراد صفة الوجه قال بهذا جمع من المفسرين وقال ابن تيمية رحمة الله عليه جمهور السلف على ان المراد فثم وجه الله المراد قبلة الله ووجهة الله التي وجه عباده اليها وفي موضع اخر قال والمراد بوجه الله يعني في هذه الاية وجهة الله الوجه والجهة والوجه بمعنى واحد والمراد قبلة الله ووجهه الذي وجهكم اليه قاله مجاهد فشيخ الاسلام وجمع من اهل العلم بل هو يحكيه عن الجمهور انهم قالوا وثم وجه الله اي فثم وجهة الله قال ولله المشرق والمغرب فاينما تولوا المشرق والمغرب لله فاينما تولوا وجوهكم فثم جهة الله التي وجهكم اليها ولكن هؤلاء الذين قالوا هذا القول لا يقولون ان الله عز وجل لا يثبت له الوجه لا يثبت لله الوجه وهناك نصوص كثيرة كلها تدل على اثبات الوجه لكن الكلام هل هذه الاية تدل على صفة الوجه ام لا هذا هو المراد ومن العلماء من قال انها تدل على صفة الوجه ولكن لا شك ان صفة الوجه ثابتة لله. سواء قلنا ان هذه الوجه هذا هذه الاية بمعنى الوجهة او لا فلله وجه حقيقي جل وعلا يليق بجماله وكماله وجلاله سبحانه وتعالى ولكن النظر في السياق يعني يشعر بما قاله شيخ الاسلام لانه قال لله المشرق والمغرب فاينما تولوا الظاهر انهم يولون وجوههم الى المشرق او المغرب فثم وجه الله يعني وجهة الله التي وجهكم اليها وهذا قبل ان يأمر الله عز وجل نبيه بالتوجه الى الكعبة وقد ذكر العلماء ان اليهود كانوا يتوجهون الى بيت المقدس والنصارى كانوا يتوجهون الى المشرق مشرق الشمس ووجه الله المؤمنين الى البيت الحرام الى الكعبة الى بيت الله عز وجل ولله المشرق والمغرب فاينما تولوا فثم وجه الله ان الله واسع عليم واسع يسع خلقه جل وعلا كفاية وفظلا وجودا وتدبيرا ويدل على سعة صفات الله جل وعلا. عليم بخلقه قد احاط بكل شيء علما وهنا يرد اشكال قد يقول قائل الله جل وعلا يقول في هذه الاية ولله المشرق والمغرب ويقول في اية اخرى رب المشرقين ورب المغربين يقول جل وعلا في اية اخرى فلا اقسم برب المشارق فهل بين هذه الايات تعارض نقول لا لا تعارض بينها وهناك الحقيقة كتاب ماتع نفيس للشيخ الامين الشنقيطي رحمه الله اسمه دفع ايهام الاضطراب عن اية الكتاب دفعوا ايهام الاضطراب عن اية الكتاب اتى على الايات التي ظاهرها التعارض فجمع بينها ونقل كلام اهل العلم ومما جمع به العلماء بين هذه الايات قالوا ان المشرق والمغرب اراد به الجنس اراد به الجنس المشرق من جهة شروق الشمس والمغرب من جهة غروبها والمشرق والمغرب او المفرد اذا دخلت عليه ال يدل على العموم لكن قال بعضهم لا المراد هنا جنس المشرق الذي تشرق منه الكواكب والشمس والقمر فمشرق الكواكب لله جل وعلا. المشرق الذي تشرق منه ومغربها كذلك له ملكا وتدبيرا واما رب المشرقين والمغربين فقالوا هذا باعتباره الشتاء والصيف فالقمر والشمس مثلا لهما في الصيف مشرق وفي المغرب وفي الشتاء مغرب وهذا مشرق ومغرب وهذا امر معروف الذي يعني عنده عناية في هذا يعني طبعا الان مع الكهرباء الامور قد ما تدرك لكن قديما كنا نعرف هذا في فرق كبير جدا بين مطلعها في الشتاء والصيف بالشتاء تكون في ايسر تكون في ايمن المشرق طلوعها ومغيبها في ايسر المغرب وبالصيف العكس في ايسر المشرق تشرق ومغيبه في ايمن المغرب وذلك كما قال علماء الفلك قالوا ان الشمس ثلاث مئة وستين يوم كل يوم لها مشرق انتقل انتقالا يسيرا لا يدرك الا بعد مدة وهذا على كل هذا امر ما معلوم فقالوا رب المشرقين ورب المغربين مشرق الشتاء ومشرق الصيف ومغرب الشتاء ومغرب الصيف وقال بعضهم المراد بالمشرقين والمغربين الشمس والقمر المشرقين مشرق الشمس ومشرق القمر والمغربين مغرب الشمس ومغرب القمر واما المشارق المراد به الكواكب كلها الشمس والقمر وسائر النجوم فالمشارع كلها تشرق من جهة الشرق والمغارب كلها تغيب في جهة الغرب فلا تعارض بين الايات والله اعلم ثم قال سبحانه وتعالى وقالوا اتخذ الله ولدا وقالوا اتخذ الله ولدا هذا رد على النصارى او هذا حكاية قول النصارى حينما زعموا ان لله ولدا وقد شابهتهم اليهود فقالوا عزير ابن الله كما حكاه الله عز وجل في القرآن فهو رد على كل من زعم ان لله ولدا هذا اول خبر عنهم بانهم قالوا ذلك فقالوا اتخذ الله ولدا فنزه نفسه وابطل هذا القول مباشرة لان هذا من اعظم الظلم واعظم الكذب ولهذا قال سبحانه قد مر معنا ان التسبيح هو التنزيه والتبرئة لله عن كل نقص وعيب على سبيل التعظيم ولهذا اذا ذكر الله اتخاذ الولد واتخاذ الصاحبة وبعض الاعمال الكفرية الشركية لا تليق به يعقبه مباشرة بتنزيه نفسه سبحانه وتعالى وقد قال جل وعلا لم يلد ولم يولد ما اتخذ الله صاحبة ولا ولد وهو الاول فليس قبله شيء وهو الاخر فليس بعده شيء وهو الظاهر فليس فوقه شيء وهو الباطن فليس دونه شيء جل وعلا لكن هذا من افتراء اليهود والنصارى وهذا يدلك على قبحتين امتين وان هذه الامة برأها الله عز وجل من هذا الضلال وان كان وجد في هذه الامة من جعل لله شريكا لكن ما زعموا ان له ولدا سبحانه ينزه نفسه عن هذا القول الجائر الظالم بل له ما في السماوات والارض بل هنا للاضراب الابطال فهي تبطل هذا القول بل لهما في السماوات والارض كل له قانتون السماوات والارضون ومن فيهن وما بينهن كلها ملك له ولا يجوز ان يتخذ شيئا منها ولدا بل كلها ملكه يقول لهم عبيده كل له قانتون والقنوط هو الخشوع والتذلل فهي قانتة خاشعة دالة لله عز وجل الارض والسماء وما فيهن وما بينهن ودليل على عموم ملكه وعلى غناه فليس هو بحاجة الى احد لان من يتخذ الولد محتاج فقير والله جل وعلا لم يلد ولم يولد ليس له ولد لم يتفرع عنه ولد ولم يتفرع هو عن والد ثم قال جل وعلا بديع السماوات يثني على نفسه ويصف شيئا من افعال الربوبية وقال بديع السماوات والبديع هو المبدع قالوا والبديع بديع السماوات اي الخالق للسموات والارض على غير مثال سابق جل وعلا بديع السماوات والارض مبدعهما وخالقهما على غير مثال سابق من هنا قيل البدعة لانها تبتدع ويؤتى بها تبتدأ يبتدى بها ما تكون موجودة فمبدع فيه معنى الاولية وابدعهما خالقهما وموجدهما على غير مثال سابق بديع السماوات والارض واذا قظى امرا فانما يقول له كن فيكون. اذا قظى امرا واراده جل وعلا قال له كن فيكون هذا بيان انه ليس بحاجة للولد فله ملك السماوات وله ملك الارض وما بينهما وكل ما فيهما قانتون خاشعون ذالون له جل وعلا وهو الذي ابدع السماوات والارض وخلقهما على غير مثال سابق واذا اراد امرا قال له كن فيكون وكل هذه الصفات تدل على كمال غناه وابطال وتكذيب الذين قالوا اتخذ الله ولدا فانما يتخذ الولد العاجز الذي بحاجة الى من يعينه قال جل وعلا في اية اخرى تؤيد هذه الاية وما امرنا الا واحدة كلمح بالبصر قال انما قولنا لشيء اذا اردناه ان نقول له كن فيكون وهذا دليل على كمال قدرته جل وعلا وكمال غناه وهذا تكذيب لليهود ورد والنصارى ورد عليهم ثم قال جل وعلا وقال الذين لا يعلمون لولا يكلمون الله او تأتينا اية ذكر ابن اسحاق في السيرة ورواه عنه ابن كثير بسنده عن ابن عباس قال قال رافع ابن حريملة اليهودي لرسول الله صلى الله عليه وسلم يا محمد ان كنت رسولا من الله كما تقول فقل لله فليكلمنا حتى نسمع كلامه فانزل الله في ذلك وقال الذين لا يعلمون لولا يكلمون الله يعني لولا يكلمنا الله يعني هلأ يكلمنا ويخاطبنا ويتكلم معنا الله جل وعلا وقال بعضهم بل هذا قول مشركي العرب وهذا هو الظاهر هذا هو الظاهر لان القوم الذين خاصموا النبي صلى الله عليه وسلم وكذبوا وعاندوه وطلبوا منه مثل هذه الايات هم المشركون واما اليهود والنصارى نعم تعنتوا وذكروا امورا لكن هذا ليس من من فعلهم هم طلبوا من انبيائهم وعلى كل حال لا مانع من حمل الاية على العموم كل الذين لا يعلمون قالوا هذا لكن كلمة لا يعلمون هذا يشعر بانها في العرب الوثنيين الذين لا لا دين لهم اما اليهود عندهم شيء من العلم من التوراة والانجيل ذلك النصارى عندهم علم بالانجيل وقال الذين لا يعلمون لولا يكلمنا الله يعني يتكلم معنا مخاطبا لنا بنبوتك وانك نبي من عنده مرسل او تأتينا اية تأتينا اية من السماء تدل على صدقك وقد جاءتهم اية لكنهم لا يريدون هذه الاية وهو القرآن وقد اقترحوا ان يأتي الله والملائكة وذكروا اشياء كثيرة اقترحوها وكل هذا من باب التعنت والا لو كان قصدهم الايمان وخفي عليهم الامر لقد جاءهم في القرآن ما يدل دلالة قطعية على صدق النبي صلى الله عليه وسلم وانه رسول رب العالمين وان ربهم الله وان هذا القرآن منزل من عنده وقال الذين لا يعلمون لولا يكلمون الله يعني هلا يكلمنا الله او تأتينا اية تدل على صدقك انك رسول من عند الله كذلك قال الذين من قبلهم كذلك اي مثل ذلك قال الذين من قبلهم وهم اليهود والنصارى كما قال جل وعلا يسألك اهل الكتاب ان تنزل عليهم كتابا من السماء فقد سألوا موسى اكبر من ذلك فقالوا ارنا الله جهره تشابهت قلوبهم قلوبهم كذلك قال الذين من قبلهم مثل قولهم تشابهت قلوبهم اشبهت قلوب الكفرة بعضها اشبهت قلوب الكفرة بعضها فاشبهت قلوب الكفرة الوثنيون كفار قريش والذين لا دين لهم قلوب اليهود والنصارى ومن سبقهم حيث انها كلها تواطأت على تكذيب الحق والمطالبة بالاتيان بالايات او تكريم الله لهم حتى يدل على صدقه. صدق النبي ولكن ولو تواطأ من تواطأ ولو تشابهت قلوب من تشابهت اذا كان على غير الحق فلا عبرة بها ولا مقام لها ولا قيمة لها لكن الله عز وجل يحكي هذا لاجل ان نعتبر فنشبه المؤمنين ونتشبه بالمؤمنين الصادقين ونحذر من مشابهة الكافرين تشابهت قلوبهم قد بينا الايات لقوم يوقنون بينا الايات جمع اية وهي العلامات الدالات على صدق نبينا وعلى ان القرآن من عند الله لكن لقوم يوقنون لان الايقان هو العلم الذي لا يخالطه شك هل موقنون الذين يوقنون بالحق ويبحثون عنه لا يريدون التعنت والاستكبار قد بينا لهم بيانا شافيا كافيا فايقنوا بالحق واتبعوه ثم قال سبحانه وتعالى انا ارسلناك بالحق بشيرا ونذيرا هذا تكذيب لهؤلاء الذين قالوا لولا يكلمون الله او تأتينا الاية تدل على صدقك اعقب ذلك باثبات رسالة ونبوة رسوله صلى الله عليه وسلم فقال انا ارسلناك بالحق بشيرا ونذيرا الباء هنا يقولون باء المصاحبة او الملابسة والمعنى ارسلناك مصحوبا بالحق او متلبسا بالحق وهذا تزكية له ولما ارسله الله به وهو القرآن بشيرا ونذيرا بشيرا تأتي بالبشارة وهو الخبر الذي يتهلل له الوجه من حسنه وهو الاعم في الخير والمراد به تبشر من اطاع الله بالجنة وما اعده الله له من الثواب وما لهم من الخير في الدنيا والاخرة ونذيرا منذرا لان النذار هو الاعلان بموظع المخافة منذرا من كفر بالقرآن ولم يستجب منذرا له من عذاب الله عز وجل وما اعده الله عز وجل له في الدنيا والاخرة ولا تسألوا عن اصحاب الجحيم يعني لا يسألك الله عز وجل عن هؤلاء الكفرة انت رسولنا حقا وان كفر هؤلاء وقالوا ما قالوا انت لا تسأل عنهم وعن اعمالهم ولا تزر وازرة وزر اخرى كل نفس بما كسبت رهينة وقال جل وعلا ليس عليك هداهم قال وذكر انما انت مذكر لست عليهم بمسيطر وهذا على قراءة الجمهور وجاء في قراءة اخرى وهي قراءة صحيحة قراءة نافع قال ولا تسأل عن اصحاب الجحيم والمعنى يختلف. هنا لا تسأل عنهم انت ولا يسألون عنك ولا تسأل نهي للنبي صلى الله عليه وسلم ان يسأل عن اصحاب الجحيم واختلفوا في توجيه هذه القراءة. فمنهم من قال لا تسأل قالوا روى ابن ابي حاتم وغيره وذكر بعض الاثار ابن كثير وغيره ان سببها ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ليت شعري ما فعل ابوي وقبل ذلك قبل ان يعلمه الله عز وجل انهما مشركين انهما مشركان فقال هذه المقولة فقال الله ولا تسأل عن اصحاب الجحيم وقال بعض اهل العلم لا يثبت هذا لكن المراد لا تسأل عن اصحاب الجحيم هذا يراد فيه بيان شدة العذاب لا تسأل عنهم لما يكون الانسان في هلكة وفي مصيبة تقول لا تسأل عنه لا تسأل عن حاله لتعظيم المصيبة التي هو فيها فقال لا تسأل عن اصحاب الجحيم. لما اعده الله من من العقوبة والنكال لهم ثم قال جل وعلا ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم لا ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم اي دينهم الذي كانوا عليه وهذا خبر من العليم الحكيم والله مهما تتنازل عن دينك ما ما يقنعهم ولا يرضيهم حتى تترك الدين كله. بل فاتبع ملتهم فقط هذه موعظة لنا يا عباد الله كثير من الناس تأثر بالكفار وربما يريد يعني يصانعهم يداهنهم. يا اخي فاستمسك بالذي اوحي اليك والله لن ينظر عنك بشيء دون الكفر والردة واتباع ملتهم قال جل وعلا ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم ثم قال قل ان هدى الله هو الهدى هذا بيان انه ليس الحق باتباع ملة اليهود والنصارى وانما اتباع الهدى الذي هداني كانه على لسان النبي صلى الله عليه وسلم هدى الله الذي بعثني الله به وهداني اليه هو الهدى الحقيقي الذي يجب ان يتبع ويهتدى به وهذا فيه ابطال لاتباع اي دين ونهي عن اتباع اي دين غير دين الله الذي قال فيه اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا قل ان هدى الله هو الهدى يعني هو الدين المستقيم الذي يجب ان يتدين الناس به لله جل وعلا. ثم قال ولئن اتبعت اهواءهم بعد الذي جاءك من العلم ما لك من الله من ولي ولا نصير لان اتبعت اهواءهم وما يهوونه من كونك تتبع ملتهم وتكون مثلهم من بعد الذي جاءك من العلم وهو الحق والقرآن الذي انزله الله عليك وما اعلمك به من الدين الصحيح ما لك من الله من ولي ولا نصيب ما لك من ولي يتولاك ويقوم ب امورك وتدبيرك وتصريفك ولا نصير ينصرك من عذاب الله وهذا وعيد شديد فاذا كان النبي صلى الله عليه وسلم قيل له هذا وهو معصوم فكيف بغيره من يتبع اهواء الكفار يحذر الانسان الانسان يسعى دائما وابدا ان يكون وليا لله وان يتولاه الله ان ينصره ويعينه ويسدده ويحوطه فيجب ترك ما يبعدك عن ولاية الله ولا شك ان الكفر هو اعظم الذنوب نعوذ بالله من ذلك قال جل وعلا الذين اتيناهم الكتاب يتلونه حق تلاوته اولئك يؤمنون به ومن يكفر به فاولئك هم الخاسرون الى الذين اتيناهم الكتاب قيل هم اليهود الذين امنوا بالنبي صلى الله عليه واله وسلم وقيل المراد بهم اصحاب النبي صلى الله عليه واله وسلم والصواب العموم الذين يتلون الذين اتيناهم الكتاب يشمل اليهود والنصارى الذين اسلموا ويشمل اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ويشمل كل مؤمن يؤمن بالكتاب بالقرآن ويتلوه ويعمل بما فيه الذين اتيناهم واعطيناهم الكتاب يتلونه حق تلاوته. هذا خبر ويراد به الحث والامر وحق تلاوته اي حق اتباعه يتلونه حق تلاوته يعني يتبعونه حق اتباعه قاله ابن عباس واستدل عليه بقوله والقمر اذا تلاها ومعنى تلاها يعني تبع الشمس فكذلك حق تلاوته يتلونه حق تلاوته يتبعونه حق اتباعه وقيل حق اتباعه يحلون حلاله ويحرمون حرامه وقال شيخنا الشيخ ابن عثيمين الاتباع للقرآن في ثلاثة اشياء في اللفظ والمعنى والحكم والذي يتبع القرآن يتبعه في لفظه يقرأه كما قرأه النبي صلى الله عليه وسلم وفي معناه يفسره ويفهم معناه كما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه ومن حيث الحكم يعمل بمقتضاه وما جاء فيه. فهذا هو حق التلاوة يتلونه حق تلاوته اولئك يؤمنون به هؤلاء هم المؤمنون حقا الذين اتيناهم الكتاب فيتبعونه حق الاتباع ويعملون بما فيه هؤلاء هم المؤمنون الذين يؤمنون به حقا وهؤلاء هم الذين ينفعهم ايمانهم ومن يكفر به فاولئك هم الخاسرون من كفر بهذا القرآن العظيم فهم الخاسرون الذين خسروا الدنيا والاخرة كما قال جل وعلا ومن يكفر به من الاحزاب فالنار موعده وهذا اعظم الخسارة ثم قال جل وعلا يا بني اسرائيل اذكروا نعمتي التي انعمت عليكم واني فضلتكم على العالمين وقد مر تفسير هذه الاية ينادي الله عز وجل بني اسرائيل وهم يهود اذكروا نعمتي التي انعمت عليكم والنعمة هنا مفرد مضاف والمفرد اذا اضيف يعم فيشمل جميع نعم الله عز وجل ومن اعظمها جعلهم انبياء وملوكا جعل النبوت فيهم والملك وما اعطاهم الله عز وجل واني فظلتكم على العالمين اي على عالم زمانكم فكانوا افظل عالم زمانهم زمانهم وليسوا اعلم وليسوا افضل العالمين مطلقا فان افضل العالمين هم امة النبي صلى الله عليه واله وسلم كما قال جل وعلا كنتم خير امة اخرجت للناس ثم قال جل وعلا واتقوا يوما لا تجزي نفس عن نفس شيئا. اتقوا اجعلوا بينكم وقاية اجعلوا بينكم وبين يوم القيامة هذا اليوم هو يوم القيامة اجعلوا بينكم وبينه وقاية اتقوه بالايمان بالله عز وجل بفعل الطاعات واجتناب المعاصي واتقوا يوما لا تجزي نفس عن نفس شيئا لذلك اليوم ما في احد يغني عن احد شيئا ولا يدفع عنه ولا ينفعه كما قال جل وعلا في اية اخرى ولا تزر وازرة وزر اخرى. كما قال جل وعلا لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه وكما قال جل وعلا يا ايها الناس اتقوا ربكم اخشوا يوما لا يجزي والد عن ولده ولا مولود هو جائز عن والديه شيء وقد مر معنا تفسير هذه الاية واتقوا يوما لا تجزي نفس عن نفس شيئا وشيئا نكرة في سياق النفي فتدل على العموم ما تجزي شيئا ابدا فيجب ان نتقي هذا اليوم بطاعة الله عز وجل والاخلاص له حتى ينجينا من هذا اليوم لانه ليس هناك احد يجزي عن احد او يغني عنه او ينفعه قال ولا يقبل منها عدل والمراد بالعدل فدية كما قال جل وعلا اعدل ذلك صياما فدية مكافئة مماثلة ولو افتدى بمليء الارض ذهبا فلابد من احسان العمل اليوم قبل خروج الروح ولا يقبل منها عدل ولا تنفعها شفاعة ما تنفعها شفاعة في ذلك اليوم لانها اذا ماتت على الكفر فما تنفعهم شفاعة الشافعين وهذا كله تبيون تبيين عظيم يا اخوان لحال الاخرة ما يغني عنك احد في الاخرة يا عبد الله فاجتهد بالعمل اليوم ولا تظن ان احدا سينفعك يوم يفر المرء من اخيه وامه وابيه وصاحبته وبنيه هؤلاء اقرب الناس اليه في الدنيا يغنون عنه يدافعون عنه في الاخرة يفرون منه لان لكل واحد منهم شأن يغنيه عن غيره مشغول بنفسه قال ولا هم ينصرون ليس لهم ناصر يقوم بنصرتهم مما وقع فيهم فما دام ان الله عز وجل اخبر بعدم وجود هذه الاشياء علينا ان نعمل العمل الذي ينجينا وهو وهو طاعة الله واجتناب معاصيه واتخاذه مولى وناصرا فنعم المولى ونعم النصير. ثم قال جل وعلا واذ ابتلى ابراهيم ربه بكلمات ابتلى اختبر اختبر الله ابراهيم وامتحنه بكلمات وهي الشرائع والاوامر التي امره بها وقال بعضهم هي المناسك وقال بعضهم هي خصال الفطرة والصواب انه يشمل كل ما اختبر الله به ابراهيم يدخل به امره بذبحه لولده وامور كثيرة كل ما ابتلاه الله به واختبره الله به واذ ابتلى ابراهيم ربه بكلمات فاتمهن قام بها على التمام والكمال كما قال جل وعلا وابراهيم الذي وفى وفى ما امر به وقام به قال اني جاعلك فاتمهن قال اني جاعلك للناس اماما قال بعض اهل العلم فيه ان القيام بامر الله يورث الامام في الدين فقم بامر الله تحصل لك الامامة بالصبر واليقين كما قال شيخ الاسلام وغيره بالصبر واليقين تنال الامامة في الدين والايمان في الدين مطلوبة يا اخوان الله اخبر عن عباده عباد الرحمن ام يقولون ربنا هب لنا من ازواجنا وذرياتنا قرة اعين واجعلنا للمتقين اماما. الانسان يتمنى ان يكون امام يأتم به الناس بالخير ويتبعونه ويعملون بطاعة الله لانه دلهم عليه كان اماما لهم بالحق قال اني جاعلك للناس اماما قال ومن ذريتي هذا قول ابراهيم قال واريد ان يكون من ذريتي ايضا ائمة هذا دليل على فضل ابراهيم وعلى ان الانسان ينبغي ان يحب لاولاده مثل ما يحب لنفسه او اكثر في باب الخير ما له من ذريتي؟ قال الله لا ينال عهدي الظالمين الظالمون الظلم الاكبر الذي هو الشرك لكن هل معنى هذا ان الله عز وجل لم يعطي إبراهيم ما سأل؟ لا بل اعطاه الا من كان من ذريته ظالما مشركا كافرا لم يعطه هذا ما يستحق الامامة بل يستحق الذل والخزي وهذا دلت عليه نصوص اخرى قال جل وعلا وجعلنا في ذريته النبوة والكتاب استجاب الله دعاءه فما من نبي بعثه الله بعد إبراهيم إلا من ذرية إبراهيم جعلهم ائمة لكن الظالمون الكافرون المشركون لا لا ينالون هذا العهد وهذا فيه التحذير من الشرك والكفر والظلم وان الامامة تنال بطاعة الله وبالقيام بما امر الله عز وجل به ثم قال سبحانه وتعالى واذ جعلنا البيت مثابة للناس وامنا واذ جعلنا البيت مثابة للناس وامنا المثابة قالوا مصدر من ثاب يثوب مثابا ومثابة اذا رجع والمثابة جعلنا البيت مثابة يعني مرجعا يرجع اليه الحجاج والعمار ولذا جاءت اثار عن السلف انه ما من احد يأتي البيت فيطوه به ثم يصدر يرجع الى بلاده الا ونفسه تتطلع الى الرجوع اليه مرة اخرى وهذا امر الله سبحانه وتعالى منذ ان اذن ابراهيم واذن في الناس بالحج يأتوك رجالا والناس يثوبون الى هذا البيت الى يومنا هذا الله جعله كذلك. تحن اليه القلوب لا تملوا منه ولهذا يكرر مسلم الحج والعمرة والزيارة واذ جعلنا البيت مثابة للناس وامنا. اذا جعله الله مرجعا للناس ومثابا يتوبون اليه ويرجعون اليه مرة بعد مرة. وايضا جعله امنا يأمن الناس اذا دخلوه قال جل وعلا ومن دخله كان امنا ولهذا امن ما يكون الانسان في بيت الله الحرام ولهذا قال الله عز وجل في اية اخرى واذ قال ابراهيم رب اجعل هذا البلد امنا واجنبني وبني ان نعبد الاصنام وقال جل وعلا او لم يروا انا جعلناه حرما انا جعلنا حرما امنا ويتخطف الناس من حولهم ولهذا قال يعني ذكر المؤلف احاديث عن تحريم الله عز وجل لمكة وتحريم ابراهيم لها قال مكة حرام حرمها الله فلا يعضد صيده فلا يقتل صيده ينفر صيدها ولا يعرض شجرها ولا يفتلى خلاها هذا والله هو الامن حتى البهائم تأمن في مكة الصيد يأمن الاشجار تأمن في مكة ما يجوز التعرظ لها بلدا امنا وهذا يدل على خطورة فعل اولئك الذين يظلمون الناس ويعتدون او يسرقون اموالهم ويسرقون امتعتهم ويل لهم قد امن الله هذا البلد وجعل من دخله كان امنا. كيف تعتدي علي قال جل وعلا واتخذوا من مقام ابراهيم مصلى. هذا امر من الله عز وجل. امرنا ان نتخذ مقام ابراهيم مصلى لكن ما هو مقام ابراهيم قال بعض اهل العلم المراد به المقام الذي يسمى اليوم مقام ابراهيم وهي تلك الصخرة التي فيها موطئ ابراهيم كان ابراهيم يبني البيت عليها وكانت لاصقة في زمن النبي صلى الله عليه وسلم في الكعبة فاخرها عمر رضي الله عنه الى هذا المكان حتى يطوف الناس بينها وبين الكعبة ولا يقطع الطائف صلاة المصلي وقال بعضهم بل مقام إبراهيم مناسك الحج كلها التي قام فيها حرم ومن عرفة مزدلفة كلها قام فيها ابراهيم لكن الله اعلم ان المراد بالمقام هنا مقام ابراهيم الذي هو الحجر بدليلين الاول ان النبي صلى الله عليه وسلم لما طاف بالبيت ثم توجه الى المقام قال تلا الاية واتخذوا من مقام ابراهيم مصلى ثم صلى ركعتين خلفه وايضا عمر يقول وافقت ربي في ثلاث وذكر منها ان انه قال النبي صلى الله عليه وسلم لو اتخذت المقام مصلى صلي اليه فامر الله عز وجل بذلك والمراد ان الانسان يتخذ مصليا ان يصلي اليه فقام ابراهيم والسنة ان تصلي الركعتين اللتين بعد الطواف خلف مقام ابراهيم لكن لو كان زحام ما في مكان تصلي في اي مكان من المسجد فثبت في البخاري ان عمر رضي الله عنه ما صلى ركعتين الا في الحجون او في الوداع طاف ثم خرج ولم يصلي الا في الحجول. لكن السنة ان تصلي خلف مقام ابراهيم او في اي مكان من المسجد قال جل وعلا وعهدنا الى ابراهيم واسماعيل ان طهر بيتي للطائفين والعاكفين والركع السجود عهدنا يعني امرنا واوحينا الى ابراهيم واسماعيل الى ابراهيم خليل الرحمن والى ابنه اسماعيل. ان طهر بيتي قال جمع المفسرين اي ابن ياه على الاخلاص وقال بعضهم بل هذا دليل على طهارة المساجد يعني ابن ياه واجعلاه طاهرا طهره من الشرك ومن الاذى والقذر انه يجب طهارة المساجد والبقعة المصلى عليها وطهر بيتي وهو البيت الحرام للطائفين والعاكفين والركع السجود الطائفين الذين يطوفون وهذا لا لا طواف في الدنيا الا حول بيت الله تقربا الى الله فلا يجوز الطواف بالقبر ولا بالضريح ولا بالولي ولا بغير ذلك والعاكفين مأخوذ من العكوف وهو الثبوت والدوام والمراد من لزم المسجد بطاعة الله عز وجل وانتم عاكفون في المساجد والركع السجود وهم المصلون فالبيت الحرام يختلف عن غيره بزيادة ايش الطواف ولكن لابد ان يكون طاهرا قال واذ قال ابراهيم ربي اجعل هذا بلدا امنا وارزق اهله من الثمرات. ابراهيم عليه السلام يدعو لمكة ولذريتي كما قال في اية اخرى قال ربياني اسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرم ربنا ليقيموا الصلاة فاجعل افئدة من الناس تهوي اليهم وارزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون وهنا قال واذ قال ابراهيم رب اجعل يعني يا ربي اجعل هذا بلدا امنا مكة يجعلها بلدا امنا مطمئنا كما مر معنا. يأمن من يأتيها وارزق اهله من الثمرات من عليهم بالرزق والعطاء مع انها ارض صحراء بين جبلين بوادي غير ذي زرع ولكن يدر الله عليها الرزق في كل وقت وحين وهذا فضل الله يؤتيه من يشاء والله على كل شيء قدير قال وارزق اهله من الثمرات من امن منهم بالله واليوم الاخر ارزق اهله من الثمرات ثم خص ابراهيم وهذا بدا البعض من كل ارزق من امن بك وباليوم الاخر فقال الله جل وعلا ومن كفر وارزق من كفر ايضا لأن الله هو الرزاق ذو القوة المتين يرزق المؤمن والكافر ولكن قال عن الكافر فامتعه قليلا ثم اضطره. يرزق الله عز وجل الكافر ايضا ويجري عليه رزقه بهذه الدنيا لكن يمتعه بهذا متاع قليل ثم بعد ذلك يضطره الى عذاب الى عذاب النار يضطروه يعني يلجأه اضطره الجئه واصيره الى عذاب النار وبئس المصير بئس المرجع والمآل الذي يصير اليه ثم قال واذ يرفع ابراهيم القواعد من البيت واسماعيل ربنا تقبل منا انك انت السميع العليم واذكر اذ يرفع ابراهيم القواعد والقواعد جمع القاعدة وهي الاساس اساس البناء فكان ابراهيم يبني اساس البيت واسماعيل ايضا اسماعيل يبني معه وكان اسماعيل يعينه فابراهيم يبني وابنه اسماعيل يناوله الحجارة واذ يرفع ابراهيم القواعد من البيت واسماعيل ربنا تقبل منا ربنا منادى حذفت ياء النداء وتقديره يا ربنا تقبل منا الله اكبر يبني بيت الله ويطلب منه ان يتقبل منه قال اهيب بن الورد كان وهيب الورد يقرأ هذه الاية واذ يرفع ابراهيم القوائد من البيت ثم يبكي ويقول يا خليل الرحمن ترفع قوائم البيت وانت مشفق الا يتقبل منك ايه يا اخوان حنا ترى فينا اشكالات فينا غرور وفينا اشكال. بعض الناس الى صلى الصلاة ولا صام رمظان انه واثق ان الله تقبل منه. يا اخي انما يتقبل الله من المتقين يا اخي شريك انك تقبل منك يا اخي ما تدري والله ماذا تلبست هذا رأيته انا في طائفة من الناس في بعض المناطق كانه يجزم بان الله تقبل منه وعمل ويعني قبل عمله اعظم اجره؟ لا والله ما هي صفة المؤمنين يدعون ربهم خوفو وطمع يدعون رغبا ورهبا راغبين فيما عندنا خائفين الا يقبل منه وبهذا عبرة يا اخوان ابراهيم يبني بيت الله نبي قليل الرحمن ومعه ابنه نبي ابن نبي ويدعوان الله ربنا تقبل منا اقبل منا هذا العمل ربنا تقبل منا انك انت السميع العليم تسمع كل شيء وتسمع اقوالنا ودعائنا وعليم بكل شيء ومنه حالنا وما نحن فيه ثم قال جل وهذا توسل الى الله باسمائه يا اخوان هذا توسل الى الله باسمائه التوسل الى الله باسمائه هذا من القربات ثم قال جل وعلا ربنا واجعلنا مسلمين لك هذا يخبر عن قولهما ربنا واجعلنا يعني يا ربنا اجعلنا مسلمين لك يعني مستسلمين منقادين لك بالتوحيد واخلاص العبادة ومن ذريتنا امة مسلمة لك. يعني واجعل من ذريتنا ونشرنا امة مسلمة لك ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم من نسل ابراهيم واسماعيل وحده بقية الانبياء من من نسل اسحاق لكن نسر اسماعيل نبينا صلى الله عليه وسلم ومن كان معه من امتي واجعلنا نعم وارنا مناسكنا وتب علينا وارنا مناسكنا. قيل المناسك المراد بها مناسك الحج ومواضع الذبح وقال بعضهم بل المناسك المناسك يطلق على العبادة يعني ارنا عبادتنا وما تريدنا ان نقوم به ونتعبد لك به ويدخل فيه مناسك الحج وتب علينا انك انت التواب الرحيم تب علينا واغفر لنا ذنوبنا انك انت التواب الذي يتوب على عباده وانت الرحيم الذي توفق عبادك للتوبة ثم تقبلها منهم. نعم الله اكبر الله اكبر الله اكبر الله اكبر اشهد ان لا اله الا الله اشهد ان لا اله الا الله اشهد ان محمدا رسول الله اشهد ان محمدا رسول الله حي على حي على حي على الفلاح حي على الفلاح الله اكبر الله اكبر لا اله الا الله السلام ورحمة الله انك لا تختم يقول الله جل وعلا ربنا وابعث فيهم رسولا منهم ربنا وابعث فيهم رسولا منهم. ربنا يا ربنا وابعث اي ارسل في ذريتنا امة امة او الامة التي من ذريتنا ارسل فيهم رسولا النبي صلى الله عليه وسلم دعوة ابيه ابراهيم وهو النبي صلى الله عليه وسلم فاستجاب الله دعاء ابراهيم واسماعيل وبه دليل على ان اجابة الدعاء قد لا تحصل في وقتك ولا في حياتك قد تحصل بعدك لكن ادعوا الله عز وجل لانه بين النبي صلى الله عليه وسلم وبين اسماعيل وابراهيم امم كثيرة جدا لكن استجاب الله عز وجل ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم انا دعوة ابي ابراهيم ربنا وابعث فيهم رسولا منهم يتلو عليهم اياتك. يتلو يعني يقرأ عليهم اياتك ايات القرآن ويعلمهم الكتاب يعلمهم القرآن ما فيه من الاحكام يقرأ ويبين فيقرأ القرآن ويبين القرآن يقرأ القرآن حتى يأخذه عنه ويبين لهم احكامه والحكمة. كذلك يعلمه الحكمة وهي السنة ويزكيهم بما يشرعه لهم من الاعمال وما يأتيهم به من الاعمال يزكم ان يطهرهم من الزكاة من الطهارة ودليل ان الاستقامة على اوامر الدين طهر قد افلح من زكاها والالتزام بالشريعة تزكية للعبد تزكو به نفسه وتطهر انك انت العزيز الحكيم ايضا توسل الى الله عز وجل باسم العزيز وباسم الحكيم ثم قالها ومن يرغب عن ملة ابراهيم الا من سفه نفسه يرغب عن ملة ابراهيم يقال رغب عن كذا اذا تركه فمن يرغب عن ملة ابراهيم وهو دينه وطريقته ومنهجه وهي الملة الحنيفية الا من سفه نفسه يعني اوقع نفسه في السفه والجهل ولقد اصطفيناه ثناء من الله عز وجل على ابراهيم لقد اصطفناه اخترناه واجتبيناه للخلة في الدنيا اجتمعنا بالرسالة وبالخلة وهو خليل الرحمن وانه في الاخرة لمن الصالحين دليل على حسن خاتمته وحسن مآله وهو افضل الانبياء بعد نبينا صلى الله عليه وسلم قال ابن قال الطبري الصالح من بني ادم المؤدي حقوق الله عليه اذ قال له ربه اسلم قال الله عز وجل لابراهيم اسلم يعني اخلص العبادة لي واخضع لي بالطاعة قال اسلمت لرب العالمين استجاب مباشرة قضأت لرب العالمين واخلصت له عبادتي ووصى بها ابراهيم وصى ابراهيم ابناؤه بهذه الكلمة وهي اسلمت لرب العالمين صم بالتوحيد بالاستسلام لله بالخضوع له والانقياد اوصى بها ابراهيم بنيه ويعقوب يعني وصى ابراهيم بنيه اولاده ويعقوب كذلك وصى ابناءه اثنا عشر يوسف واخوته لان الانسان ينبغي له ان يوصي ابناءه منهم على العقيدة ومن السنة تكتب وصية لك اوصي بكذا كما فعل الائمة الامام احمد وغيره. كثير من السلف كان يوصي اوصي اولادي بافراد الله بالعبادة والحذر من الشرك وكذا وكذا وصية وصي اولادك وصى بها ابراهيم بنيه ويعقوب يا بنيه ان الله اصطفى لكم الدين. اختار لكم الدين ودين الاسلام افراد الله بالعبادة فلا تموتن الا وانتم مسلمون اي الزموا هذا الدين حتى الممات فاذا جاءكم الموت واذا انتم عليه ثم قال سبحانه وتعالى ام كنتم شهداء اذ حضر يعقوب الموت شهداء من الشهود وهو الحضور هل كنتم شهداء حاضرين موجودين اذ حضر يعقوب الموت اذ جاء يعقوب الموت اذ قال لبنيه ما تعبدون من بعدي سأل ابناءه حتى يوصيهم ما تعبدون من بعدي؟ قالوا نعبد الهك واله ابائك ابراهيم واسماعيل واسحاق اله واحدا لانه رب الخلق اجمعين ولكن قولهم اسماعيل اسماعيل ليس ابا ليعقوب لكن عمه وهذا دليل على ان العم على ان العم قد يطلق عليه ابا من باب التغليب اله واحدا ونحن له مسلمون اي مستسلمون خاضعون له بالتوحيد منقادين لطاعته ثم قال تلك امة قد خلت لها ما كسبت ولكن ما كسبتم ولا تسألون عما كانوا يعملون هذه الامة امة خلت مضت لسبيلها لها ما كسبت من الخير والشر ولكم ما كسبتم انتم تحاسبون عليه ولا تسألون عما كانوا يعملون. ما يسألك الله عز وجل عن اعمال الامم الاخرى. ولا عن عمل غيرك فاصلحوا عملكم ثم قال سبحانه وتعالى وقالوا كونوا هودا او نصارى تهتدوا. هذا ايضا رجع الى كلام اليهود والنصارى يدعون غيرهم الى ان يكونوا على ملتهم وانهم ان كانوا كذلك يهتدون يصيبون الحق بزعمهم وقال الله عز وجل قل بل من بل ملة ابراهيم يعني بل اتبعوا ملة ابراهيم. هذا اضراب ابطالي لمقولتهم وملة ابراهيم دينه ثم بين هذا هذه الملة قال حنيفا وما كان من المشركين الحنيف هو المائل عن الشرك الى التوحيد قصدا اي مفردا ربه بالعبادة متبرئا من الشرك متجنبا له وما كان من المشركين بل كان من المؤمنين ثم قال قولوا امنا بالله وما انزل الينا وما انزل الى ابراهيم واسماعيل واسحاق ويعقوب والاسباب هذه الاية وهي الآية مية وستة اللي هي من سورة البقرة والاية رقم اربعة وستين من سورة ال عمران ولاهل الكتاب تعالوا الى كلمة سواء بيننا وبينكم الا نعبد الا الله ثبت في صحيح مسلم ان النبي صلى الله عليه وسلم كان تقرأ بهما في سنة صلاة الفجر التي قبلها احيانا واحيانا يقرأ بقل يا ايها الكافرون وقل هو الله احد قولوا واعذروا امنا بالله وما انزل الينا وهو القرآن الذي انزله الله على على نبينا وما انزل الى ابراهيم واسماعيل واسحاق ويعقوب والاسباط والاسباط هم اولاد يعقوب ويلاحظ هنا الترتيب الزماني الاسباط ابناء يعقوب ويعقوب ابن اسحاق واسحاق ابن ابراهيم قادر على انه انزل اليهم وما اوتي موسى وعيسى معت الله موسى وعيسى التوراة والانجيل وما اوتي النبيون من ربهم. الكتب كلها نؤمن بها لا نفرق بين احد منهم ونحن له مسلمون لا نفرق بين احد من انبيائه لان من كفر بنبي فقد كفر بجميع الانبياء كما قال جل وعلا كذبت قوم لوط المرسلين كذبت عادل المرسلين كذبت ثمود المرسلين كذبت قوم نوح للمرسلين مع انهم ما كذبوا الا نبيهم لكن من كذب نبيه كذب جميع الانبياء وكفر بهم ونحن له مسلمون اي مستسلمون منقادون خاضعون له بالتوحيد والطاعة ثم قال سبحانه وتعالى فان امنوا بمثل ما امنتم به فقد اهتدوا. هذا تزكية تسديد وتصويب لدين الله لدين النبي صلى الله عليه وسلم الذي عليه المؤمنون. فان امنوا بمثل ما امنتم به وهو الايمان بالله سبحانه وتعالى وبكتبه ورسله فقد اهتدوا اهتدوا يعني اصابوا الحق وان تولوا يعني اعرضوا فانما هم في شقاق في مشاقه ومعصية لله ولرسوله فانما هم في شقاق فسيكفيكهم الله سيكفيك الله شرهم وينصرك عليهم ويكبتهم ويظهر دينك وهذا الذي حصل ولله الحمد وهو السميع العليم جل وعلا صبغة الله وصبغة الله اي دين الله كما قال ابن عباس قال صبغة الله اي دين الله. وسمي الدين صبغة بظهور اثره على معتنقه يصبغ عليه كالصبغ صبغة الله اي دين الله هذا دين الله ومن احسن من الله صبغة ونحن له عابدون الاستفهام بمعنى النفي لا احد احسن من الله صبغة ودينا ونحن له عابدون نعبده ونفرده بالعبادة ونخصه بها ثم قال سبحانه وتعالى قل اتحاجوننا بالله وهو ربنا وربكم المحاج المجادلة والمخاصمة بحيث يدري كل واحد بحجته من الخصمين وهذا استفهام انكار تحاجون تجادلون في الله يجادلون في الله وفي عبادته وافراده بالعبادة وهو ربنا الذي خلقنا واوجدنا وربكم ولنا اعمالنا ولكم اعمالكم كل نفس بما كسبت رهينة ونحن له مخلصون اعلان الانسان يعلن عقيدته ودينه مخلصون له نعبده وحده لا شريك له ولا نعبد معه احدا غيره ثم قال جل وعلا ام تقولون ان ابراهيم واسماعيل واسحاق ويعقوب والاسباط كانوا هودا او نصارى هذا ايضا استفهام انكار عليهم يقولون انهم كانوا من اليهود او من النصارى قل اانتم اعلم ام الله هذا استفهام توبيخ وانكار طبعا الجواب معروف الله اعلم هو العليم الحكيم انتم اعلم ام الله والله جل وعلا يقول انهم ليسوا هودا ولا نصارى ومن اظلم ممن كتم شهادة عنده من الله وما الله بغاث عما يعملون من اظلم ممن كتم شهادة عنده من الله ان ابراهيم واسماعيل واسحاق لم يكونوا من النصارى ويعرفون هذا فكتموا هذه الشهادة وقالوا انهم هود ونصارى فلا اظلم منهم في باب الشهادة لا اظلم منه في هذا الباب وما الله بغافل عما يعملون. هذا تهديد والتخويف ما الله بساه عنهم وعن اعمالهم بل هو محيط بها عليم بها. وسيجازيهم بها يوم يلقونه ثم قال تلك امة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم ولا تسألون عما كانوا يعملون كما مر في قريبا مر تفسيرها ثم قال سيقول السفهاء من الناس ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها لا يعملون اه تلك امة قد خلت لها مكسب ولا تسألن عن ما كانوا يعملون اه سيقول السفهاء من الناس السفارة جمع سفيه ويطلق على من بعقله خفة والمراد بهم هنا قيل اليهود وقيل للمنافقون وقيل كفار قريش والصواب ان الاية عامة في كل من قال للنبي صلى الله عليه وسلم لما تحولت قبلته كل من قال فيه ما ولاهم عن قبلتهم تنطبق عليه هذه الاية سيقول السفهاء من الناس ما ولاهم عن قبلتهم ما صرفهم عن قبلتهم التي كانوا عليها لانه كان يصلي الى بيت المقدس ستة ستة عشر شهرا او سبعة عشر شهرا ثم توجه الى الكعبة ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها فقال الله عز وجل رادا على هؤلاء السفهاء قل لله المشرق والمغرب المغرب والمشرق كله ملكه. يهدي من يشاء الى صراط مستقيم فهو الذي يوجه عبادة ويوجه انبياءه ويهديهم دليل انه هداية الى صراط مستقيم لا اجاد فيه وهو الحق فتوجه النبي صلى الله عليه وسلم الى مكة والى الكعبة هذا هو الحق الذي لا مرية فيه والامر امره لا يسأل عما يفعل وهم يسألون قال وكذلك جعلناكم امة وسطا اي مثل ذلك الجعل جعلناكم امة وسطا. ومعنى وسطا يعني خيارا عدولا خيارا عدولا تشهدون على الناس لتكونوا شهداء على الناس وقد جاء الحديث في صحيح البخاري انه يوم القيامة يأتي الله عز وجل بنوح يقول هل بلغت امتك فيقول نعم فيؤتى بامته فيقول ما جعلنا من بشير ولا نذير فيقول الله يا نوحا لك من شاهد يقول نعم محمد وامته فيؤتى بامة النبي صلى الله عليه وسلم فيشهدون فيقال وما يدريكم؟ فيقول اخبرنا نبينا صلى الله عليه وسلم بذلك. فيشهدون ان نوحا بلغ امته ثم يزكيهم النبي صلى الله عليه وسلم وتلا النبي صلى الله عليه وسلم هذه الاية وكذلك جعلناكم امة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا هم يشهدون على الامم والنبي يشهد عليهم يزكيهم حتى تقبل شهادتهم ويكون ويكون الرسول عليكم شهيدا وما جعلنا القبلة التي كنت عليها الا لنعلم من يتبع الرسول ممن ينقلب على عقبيه هذه حكمة ما جعل القبلة التي كنت عليها وهي بيت المقدس ثم وليناك عنها الى مكة الا لنعلم من يتبع الرسول العلم هنا يا اخوان ليس العلم الازلي. الله يعلم كل شيء قبل وقوعه. قبل خلق السماوات والارض لكن قالوا هنا الا لنعلم علما يترتب عليه الثواب والعقاب لان الله جل وعلا لا يحاسب الخلق على علمه الازلي لا حتى يوجدوا ويخلقوا ويعملوا ويعملوا او يعصوا عند ذلك يحاسبهم على عملهم فقال الامير الشنقيطي وغيره الا لنعلم اي علما يترتب عليه الثواب والعقاب وهو بعد خلقهم وايجادهم وفعلهم للمخالفة الا لنعلم من يتبع الرسول ممن ينقلب على عقبيه هذا مهم جدا ما الذي يثبت ويصبر ويتبع النبي ممن ينقلب على عقبيه يعني يرتد ويرجع نسأل الله العافية عن دينه يشك كما قالت بعض يهود قالوا اما انه كان على الحق فانتقل الى الباطل واما انه كان على باطل وانتقل الى الحق وكذبوا بل كان على الحق وانتقل الى الحق والله يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد قال وان كانت اي نسخ القبلة وان كانت لكبيرة الا على الذين هدى الله نسخ القبلة وتحويلها كانت مسألة عظيمة كبيرة شك بعظ الناس وارتد الا على الذين هدى الله هونها الله عليهم بل انه ثبت ان النبي صلى الله عليه وسلم ان اول صلاة صلاها هي الظهر الى بيت المقدس الى مكة ثم ذهب ذاهب الى اهل مسجد القبلتين مسجد بني سلمة وقال اشهد اني جئت من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم قد صلى الى مكة وكانوا يصلون العصر وقد صلوا ركعتين الى بيت المقدس. فتحولوا مباشرة الى مكة لانهم هداهم الله قال الا على الذين هدى الله وما كان الله ليضيع ايمانكم هذي لها سبب نزول وهو ان بعض الصحابة بعد ان حولت القبلة قالوا يا رسول الله كيف باخواننا الذين ماتوا على القبلة الاولى الى بيت المقدس كيف حالهم؟ يعني الان ما ما تصح فانزل الله عز وجل وما كان الله ليضيع ايمانكم اي ليضيع صلاتكم فسمى الصلاة ايمان سمى الصلاة ايمان لانهم عبدوا الله حسب طاقتهم وقدرتهم وما حصل من نسخ بعد ذلك لا يضرهم ان الله بالناس لرؤوف رحيم الرافعي هي اشد الرحمة بل قالوا هي اشد من الرحمة فالله رؤوهم بعباده رحيم بهم وهنا مسألة يعني بعض الذين كتبوا بالتفريق بين الرحمن والرحيم يقولون الرحمن لعموم الناس والرحيم خاص بالمؤمنين ذكره كثير من المفسرين من نقلوا وهذا القول فيه نظر بل الله عز وجل رحمن للخلق كلهم ورحيم بالناس كلهم. لان الله هنا يقول ان الله بالناس ما قال بالمؤمنين؟ صحيح في ايات وكان بالمؤمنين رحيما لكن ايضا بالناس كلهم رحيم بهم. وقال بعض اهل العلم اقتصوا المؤمنون برحمته لهم في الاخرة قال جل وعلا قد نرى تقلب وجهك في السماء فلا نولينك قبلة ترضاها فولي وجهك شطر المسجد الحرام وحيثما كنتم فولوا وجوهكم شطرا وان الذين اوتوا الكتاب ليعلمون انه الحق من ربهم وما الله بغافل عما يعملون هذه الاية متقدمة نزولا متأخرة في المصحف لان هذا هو توجيه النبي صلى الله عليه وسلم الى القبلة وهي اولا لكن ما اخبر الله به اما حصل بعد التوجه الى القبلة القبلة الله عز وجل ذكره اولا في هذه السورة والذل انه لا يلزم من تقدم الاية ان تكون نزلت اولا. قد تتقدم في المصحف وهي متأخرة نزولا او العكس الله جل وعلا كما جاء في سبب نزول هذه الاية ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يحب بيت المقدس يحب ان يوجه الى الكعبة لما كان يصلي الى بيت المقدس فكان يقلب وجهه في السماء ويسأل الله فقال الله عز وجل قد نرى تقلب وجهك في السماء وقد هنا للتحقيق يا اخوان لان قد تأتي للتقليل وتأتي للتكثير والتحقيق فقد هنا تريد التحقيق والتكفير قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها هو اللي وجهك شطر المسجد الحرام هذه القبلة التي كان النبي صلى الله عليه وسلم يرضاها ويرجو من الله ان يوجهه اليها لانها قبلة ابيه ابراهيم فولي وجهك شطر المسجد الحرام شطر الشطر النحو اي جهة المسجد الحرام اي الى الكعبة وحيثما كنتم فولوا وجوهكم شطرة. وجوب التوجه الى القبلة واستقبال القبلة في الصلاة في اي مكان كان سواء كانت القبلة البيت الحرام شرقا او غربا او جنوبا او شمالا بحسب مكان الانسان ولهذا لا تصح الصلاة لغير القبلة لكن وسع الله على الناس ما بين المغرب الى المشرق قبلة يكفي الجهة اذا كنت بعيدا اما اذا دنوت ورأيت عين الكعبة لا يجوز ان تنحرف يمين او شمالا. ولهذا يقولون الكعبة القبلة اضيق ما تكون اذا كنت قريبا منها. لو تنحرف انحراف بسيط خرجت عن الكعبة. اما بعيد يكفيك الجهة كلها قال جل وعلا وان الذين اوتوا الكتاب لا يعلمون انه الحق من ربهم وما الله بغافل عما يعملون الله عز وجل يخبر ان الذين اوتوا الكتاب من اليهود والنصارى يعلمون انه الحق يعني التوجه الى الكعبة وانها قبلة ابراهيم ان هذا هو الحق الذي لا مرية فيه وما الله بغافل عما يعملون وما الله بساه عن اعمالهم مع انهم قالوا ما ولاهم عن قبلتهم لكن قالوا هذا مكابرة وحسد والا هم يعلمون ان الحق هو التوجه الى بيت الله الحرام واكتفي بهذا القدر والله اعلم وصلى الله وسلم وبارك. ونعم على عبده ورسوله نبينا محمد