بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. الرحمن الرحيم صلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين اما بعد يقول الله جل وعلا في سورة البقرة واذا قيل لهم اتبعوا ما انزل الله قالوا بل نتبع ما الفينا عليه اباءنا اولو كان ابائهم لا يعقلون شيئا ولا يهتدون واذا قيل لهم اذا قيل لهؤلاء الكفرة المشركين اتبعوا ما انزل الله من الحق وما انزل الله عز وجل على نبيه من الهدى والحق قالوا بل نتبع ما الفينا عليه اباءنا نتبع ما الفين يعني وجدنا عليه ابائنا فقال الله ولا شك ان اباءهم كانوا على الكفر والضلال ولهذا قال منكرا عليهم او لو كان اباؤهم لا يعقلون شيئا ولا يهتدون يتبعون ما وجدوا عليه اباءهم حتى لو كان اباؤهم لا يعقلون لا يفهمون ليس عندهم عقل ولا فهم لانهم مشركون وثنيون لا علم عندهم ولا معرفة ليسوا من امم الانبياء وانما يحكمون اهواءهم وعاداتهم ولا يهتدون الى الحق فليس لهم فليس عندهم عقول يعقلون ويفهمون بها الالفام الصحيح ولا يهتدون الى الحق فيتبعونه ومعنى ذلك اتباع الباطل اتباع الكفر اتباع عادات الاباء والابناء لانه الاباء والاجداد لانه مقابل ايش قال اتبعوا ما انزل الله على نبيه قالوا لتبعوا ما وجدنا عليه ابائنا وهذا بيان على ان هذا من اخطر الامور على الانسان وهو العادات التي ينشأ عليها كانوا من الناس يجد صعوبة في مخالفة العادة التي نشأ عليها والواجب ان يستسلم لنصوص الكتاب والسنة وللوحي وما عداها يتجنبه ويتركه ولو كانت عادة الاباء والاجداد ان كانت توافق الشرع فعلى العين والرأس وان كانت مخالفة فهي رد ولا تقبل ولا يجوز القول بها ثم قال جل وعلا ومثل الذين كفروا كمثل الذي ينعق بما لا يسمع الا دعاء ونداء سم بكم عمي فهم لا يعقلون مثل الذين كفروا حينما يدعوه حينما يدعوهم النبي صلى الله عليه وسلم الى الحق ويتلو عليهم الايات كمثل الذي ينعق بما لا يسمع كمثل الراعي الذي ينعق والنعيق هو زجر الغنم والصياح بها ان نعيق الاصل فيه زجر الغنم والصياح فيها واهل الغنم عندهم اصطلاح مع اغنامهم يعودوه عليه يزجرونها تنزجر يتكلمون كلاما تأتي اليهم فحال هؤلاء الكفار عند دعوة النبي صلى الله عليه واله وسلم كحال غنم الراعي مع راعيها قال كمثل الذي ينحق بما بما لا يسمع الا دعاء ونداءه كمثل الراعي الذي ينحق بغنمه وهي لا تفهم ولا تعقل بما لا يسمع الا سماع دعاء ونداء فهي تعرف انه يدعوها لتأتي اليه او يناديها هذا فهمها لكن لا تسمع سماع تفهم وسماع تعقل اذا هذه حال الكفار اولئك كالانعام بل هم اضل هذه حال كفار قريش حينما يدعهم يدعوهم النبي صلى الله عليه وسلم مثله ومثلهم كمثل راع ينعق بغنمه ويزجرها ويصيح بها فهي لا تسمع سماء فهم لكن تعرف انه دعاء ونداء ولهذا الغنم تعرف اذا ناداها صاحبها واصدر صوتا لمنعها تقف. تمتنع من كذا. تأتي اليه هذه حال الكفار اذا هم لا يسمعون سماع فهم يعرفون الصوت ويعرفون النداء لكن لا يفهمونه ولا يعقلونه. ولهذا اعقبه بقوله صم بكم عمي فهم لا فهم لا يعقلون صم عن سماء الحق ليس المعنى ليس ان ما عندهم اذان لا فما اغنت عنهم ابصارهم ولا اسماعهم ولا قلوبهم فهم صم عن سماع الحق بكم عن النطق بالحق عمي عن رؤية الحق واتباعه هذه حال الكفار اغلقوا اذانهم. صم لا يسمعون الحق لان هذه هي مصادر الانتباه فاغلقوا الاذان صم عن سماع الحق بكم عن التكلم بالحق والنطق به عمي عن ابصار الحق واتباعه هذا لا حيلة فيه سد المنافذ الثلاثة التي هي مصدر التعلم او الفهم او العمل ولهذا قال فهم لا يعقلون شيئا يعني لا يفهمون عنك شيئا ولا يعقلون عنك شيئا ولا يدرون ما تقول ثم قال جل وعلا يا ايها الذين امنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم واشكروا لله ان كنتم اياه تعبدون يا ايها الذين امنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم ايضا اذى المؤمنين بوصف الايمان مع انه في الاية قبل السابقة ناداهم بوصف الناس يا ايها الناس كلوا مما في الارض حلالا طيبا وهنا خص المؤمنين بالذكر هذا يدل على اهميتهم وشأنهم فقال يا ايها الذين امنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم قال شيخ الاسلام ابن تيمية المراد بالطيبات هي التي اباحها هي ما اباحها الله او ما اباحه الله من المطاعم النافعة للعقول والاخلاق هذه الطيبات ما اباحه الله من المطاعم النافعة للعقول والاخلاق ولهذا الذي احله الله لنا من الطعام نافع لنا ينفع ابداننا ينفع عقولنا يؤثر بنا خيرا ولهذا حرم علينا الخبائث ذكر العلماء يقول ان من من حكمة تحريم السباع يقول الذي يأكل السباع يتربى بطباعها وباخلاقها وبطريقتها فاحل الله لنا الحلال الذي ينفعنا في الدنيا والاخرة وحرم علينا ما يظرنا ولهذا امر بان نأكل من طيبات ما رزقناكم ما هو حلال طيب المذاق طيب المطعم لذيذ كلوا من طيبات ما رزقناكم واشكروا لله ان كنتم اياه تعبدون واشكروا لله الشكر لله والقيام بما اوجب واجتناب ما نهى هذا شكر الله. العمل بطاعته واجتناب معصية ان كنتم اياه تعبدون. هذا حث وحظ ايها المؤمنون تقول انكم تعبدون الله ان كنتم تعبدون الله حقا فكلوا من طيبات فاشكروا الله فاشكروا الله على ما انعم به عليكم من النعم ومنها ما احل لكم من الطيبات وكذلك ما انعم عليكم به من النعم من انزال الكتاب وارسال الرسول كلوا من طيبات نعم كلوا من طيبات ما رزقناكم واشكروا لله ان كنتم اياه تعبدون انما حرم عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير انما للحصر لكن جاء في اية اخرى زيادة على هذا ولعل هذا الحصر في ذلك الوقت فقال انما حرم عليكم الميتة الميتة كل ما مات حتف انفه كل ما مات حتف انفي هذا ميتة والدم الدم معروف والمراد به الدم المسفوح او دما مسفوحا. المسفوح المصبوب السائل الذي يصب من موضع الذكاة اما اذا كان الدم الذي في العروق لا يلزم الانسان ان يخرجه ولذلك تقول ام المؤمنين عائشة لولا هذه الاية او دما مسفوحا لتتبع الناس الدم الذي في العروق ويستثنى من الدم ما جاء في السنة احلت لنا ميتتان ودمان فاما الميتتان فالحوت والجراد هذا مستثنى من الميتة الحوت ما ما يحتاج انك تذكيه تأخذه وتضعه في النار مباشرة من البحر ما والجراد مثله والدمان الكبد والطحال مكوناتها من الدم قال ولحم الخنزير ولحم الخنزير والخنزير كله حرام لكن خص اللحم لانه هو اغلب ما يقصد به والا الخنزير كله حرام لحمه وشحمه ودمه وشعره وجلده لانه حيوان دنيء وقذر ويورث يورث قلة الغيرة على الاعراض والله لا يحرم علينا شيئا الا لمصلحة قال وما اهل به لغير الله. الاهلال لغير الله. الاصل في الاهلال هو رفع الصوت ومنه يقال استهل المولود يعني خرج من بطن امه صارخا والمراد اهل به لغير الله يعني ذكر عليه غير اسم الله فذبح ورفع صوته الذابح بسم اللات بسم العزى بسم المسيح باسم كذا هذا حرام لا يجوز اكله قال جل وعلا غير باغ ولا عاد قال شيخنا الشيخ ابن عثيمين غير باغ الباقي الطالب لاكل الميتة من غير ظرورة طالب يطلب يريد يأكل ميته ما هو موت ليس مضطرا اليه والعادي هو المتجاوز لقدر الضرورة تجاوز لقدر ما اضطر اليه يحمل معه شيء يضعه في الثلاجة يعني يأخذ غير قدر الحاجة لكن العلماء نصوا لو انهم يظن ان الميتة ستستمر الضرورة ستستمر به. يمكن ان يحمل من لحم الميتة شيئا معه لكن اذا وجد الرزق الحلال يرميه ولا يذوقه غير باغ ولا عاد فمن اضطر غير باغ ولا عاد فلا اثم عليه الحمد لله على سماحة هذه الشريعة اذا اضطر الانسان الله سبحانه وتعالى اذن له ان يأكل الميتة حتى لا يموت ارتكاب اخف الضررين ان الله غفور رحيم نعم والله انه غفور كثير المغفرة. رحيم بعباده رحمة عظيمة ولهذا ما تركهم حتى يموتون عند الاضطرار يأكلون ما حرم الله عليهم وهو غفور يغفر لهم ذلك ولا ولا يؤاخذهم به ورحيم فيما احله لهم وفي عفوه عنهم وتجاوزه عنهم جل وعلا ثم قال سبحانه وتعالى ان الذين يكتمون ما انزل الله من الكتاب ويشترون به ثمنا قليلا اولئك ما يأكلون في بطونهم الا النار الكلام في اليهود والملاحظة ان الايات التي مرت معنا دائرة بين دم المشركين ودم اليهود ودم اليهود اكثر هؤلاء هم اعداء الدين النصارى جاءت الاشارة اليهم وهم اعداء لكن النصارى ولتجدن اقرب الناس مودة للذين امنوا الذين قالوا انا نصارى لكن الوثنيون المشركون واليهود اشد اعداء المسلمين قال ان الذين يكتمون ما انزل الله من الكتاب يكتمونه اي يخفونه ويجحدونه ولا يظهرونه ما انزل الله من الكتاب ما انزله الله عز وجل عليهم من التوراة او ما انزل الله على نبيه صلى الله عليه وسلم من القرآن فهم يكتمون هذا ويكتمون هذا. يكتمون الحق الذي عندهم وايضا يكتمون خبر القرآن وانه من عند الله وان الله اخبرهم به في وقد جمعوا بين سيئتين ان الذين يكتمون ما انزل ما انزل الله من الكتاب ويشترون به ثمنا قليلا نعم وهي الدنيا فهم لا يظهرون ما في التوراة لان لا يحرموا الاتاوات والاموال التي يفرضونها على اتباعهم حتى اذا ارادوا ان يفتوهم يأخذوا منهم مقابل ذلك ماله من اجل الدنيا. ولو اتبعوا النبي صلى الله عليه وسلم فقدوا هذه الامور وكذلك ايضا يشترون بالقرآن بدل ان يؤمنوا به لو امنوا به لكان خيرا لهم لكن خشوا اذا امنوا بالقرآن واتبعوه ان تذهب عنهم رئاساتهم وهذه الامور وقد اشتروا به ثمنا قليلا والدنيا كلها من الثمن القليل ويشترون به ثمنا قليلا اولئك ما يأكلون في بطونهم الا النار هذه الاموال التي يأكلونها وتركوا اتباع الحق او كتموا الحق وكتموا ما في التوراة والقرآن مقابل هذه المآكل هذه المآكل يأكلون في بطونهم نارا تحرقهم يوم القيامة تتأجج في بطونهم نارا تلتهب والله على كل شيء قدير وقال بعض المفسرين اي يأكلون في بطونهم ما يكون سببا للنار والتعذيب بالنار ولا يكلمهم الله يوم القيامة والمراد لا يكلمهم كلام رضا لا يكلمهم كلام رظا وهو راض عنهم فقط والا هو يكلمهم كلام توبيخ اخسئوا بها ولا تكلمون فالمراد لا يكلمهم كلاما يرضى به عنهم ولا يكلمهم الله يوم القيامة ولا يزكيهم يعني لا يزكيهم لا يثني عليهم ولا يطهرهم مما هم فيه من الذنوب لانهم كفرة بالله وما سلكوا طريق التزكية والرحمة ولهم عذاب اليم اي مؤلم موجع لمن وقع به نعوذ بالله من ذلك وهذا كما انه باهل الكتاب هو ايضا لنا نحن علينا ان نحذر من كتمان الكتاب. من كتمان الحق. وان نشتري به ثمنا قليلا وان نسكت عن قول الحق من اجل المال او من اجل الدنيا او من اجل كذا وكذا نقول بالحق والا كنا شبهوهم وهذا كما قدمت ان شرع من قبلنا شرع لنا ما لم يرد في شرعنا خلافه وقال جل وعلا اولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى والعذاب بالمغفرة اولئك هؤلاء الذين كتموا ما انزل الله من الكتاب واشتروا به ثمنا قليلا اشتروا الضلالة بالهدى استبدلوا الضلالة بالهدى فتركوا الهدى واخذوا مكانه الضلالة والكفر وتركوا الهدى هدى الله الذي انزل به كتبه وارسل به رسله والعذاب بالمغفرة اشتروا عذاب الله لان ما اختاروه يوصلهم الى عذاب الله بدل مغفرته فاشتروا العذاب واستبدلوه بمغفرة الذنوب وتكفير السيئات اختاروه جهارا نهارا عمدا بعدما علموا الحق وعرفوه فما اصبرهم على النار ما اصبرهم على النار للمفسرين به قوله فقال بعضهم ما اصبرهم على النار هذا تعجيب يعني شيء عجيب اصبرهم على النار شيء عجيب اصبرهم على النار يعني ما الذي اصبرهم على النار؟ ما الذي جعلهم يفعلون هذه الافعال التي تؤدي بهم الى النار وقال بعضهم ما كان اعظم صبرهم او ما اعظم صبرهم ما اعظم صبرهم على النار قال الشيخ ابن عثيمين والقولان مؤداهما واحد شيء عجيب من هؤلاء الكفار ما هو الشيء الذي حملهم على هذا الفعل الذي يؤدي بهم الى النار؟ ولابد فصبروا على هذا الفعل وصابروا عليه الذي يؤدي بهم الى نار جهنم ولهذا قال شيخنا ايضا انهم لما صبروا على ما كان سببا لها للنار من كتمان العلم صاروا كأنهم صبروا عليها صبروا على السبب المؤدي اليها فهو صبر للنار لان الذي يختار هذا الطريق هذا يؤدي الى النار عجيب هذا الامر وهذا على كل حال على سبيل التعجب من حالهم او على سبيل بيان مآلهم وهو النار التي لا يموتون فيها ولا يحيون. وما هم بخارجين منها. ثم قال جل وعلا اليس نعم اولئك ذلك ذلك بان الله نزل الكتاب بالحق وان الذين اختلفوا في الكتاب لفي شقاق بعيد فما اصبرهم على النار ثم قال ذلك ما يصيبه وما يقع بهم من عذاب بان بسبب ان الله انزل الكتاب الذي كفروا به واشتروا به ثمنا قليلا. انزله الله بالحق متلبس بالحق فهو الحق الذي لا مريت به هو حق ويدعو الى الحق ويصدق الحق الذي بايديهم ومن اعرض عن الحق يستحق النار ذلك بان الله نزل الكتاب بالحق وان الذين اختلفوا في الكتاب لفي شقاق بعيد الذين اختلفوا في الكتاب في شقاق مخالفة خلاف لا يعلمه الا الله بعيد قوي جدا وهذا موجود بين اليهود انفسهم بين اصحاب الملة الواحدة مختلفون يكفر بعضهم بعضا وبين اليهود والنصارى. كل منهم يكفر الاخر وهذه هي نتيجة مخالفة الكتاب الحق ان الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا لست منهم في شيء انما امرهم الى الله ثم ينبئهم بما كانوا يفعلون فالواجب على من اراد النجاة ان يتبع الحق وان يحذر من رد الحق ووالله لن يجتمع الناس الا على الحق ولا يجمعهم الا الحق ولذلك هم مختلفون فيما بينهم في اليهود انفسهم فيما بين اليهود وفيما بين اليهود والنصارى وفيما بين النصارى انفسهم ثم قال جل وعلا ليس البر ان تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب البر اسم جامع للخير فاذا اطلق اسم البر فالمراد به الخير البر هو الخير الكثير يجمع الخير كله والبر هنا جاء منصوبا في قراءة متى نقرأ عليها وقرأ بالرفع ليس البر وقرأ ليس البر هنا قالوا القراءة بالنصب ليس البر قالوا انها خبر مقدم هي خبر ليس نعم اسم ليس لا نعم هي خبر ليس لان ليس اخت كان تدخل على الجملة الاسمية فترفع المبتدأ وتنصب الخبر فهنا البر خبر لان معنى الكلام ليس توليكم الى المشرق والمغرب هو هو البر ليس وليكم للمشرق والمغرب برا هذا معنى الكلام فهنا قدم الخبر فخبر ليس منصوب ولهذا قال ليس البر ومن قرأها ليس البر وهذا لا اشكال فيه اسم كان واسم كان مرفوع لكن الاشكال انه منصوب وجاء بعد كان لكن ليس هو ليس هو اسم ليس لان ليس اخت كانا وانما هو خبر ليس قدم واسمها ما بعده انتوا ان تولوا وجوهكم لان المعنى ليس البر تولية الوجوه للمشرق والمغرب فالله عز وجل يقول ليس البر ان تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب. ليس الخير تولية الوجوه الى المشرق والمغرب التوجه الى اي جهة هذا بحد ذاته ليس برا ما لم يكن الله امر به اذا كان امر الله به فاتباعه من باب الايمان بالله وطاعته لكن مجرد الانسان يتوجه شرقا غربا جنوبا شمالا هذا التوجه بحد ذاته ليس برا ولهذا ويرد عليهم لانهم انكروا توجه النبي صلى الله عليه وسلم الى الى القبلة ويقولون انه هو على الحق وان البر هي قبلتهم والنصارى يقولون البر قبلتهم فبين الله عز وجل ان مسألة التولي بحد ذاتها ليست برا انما البر ولكن البر من امن بالله واليوم الاخر والملائكة والكتاب والنبيين الى اخر ما ذكر ومن الايمان بالله طاعته فيما امر فان قال تولوا الى البيت الحرام الى الكعبة هنا يكون برا طاعة لله لا لا لتولي ذاته ذاته فهو يرد على الذين يجعلون كما يقال. يجعلون مثل هذه الاشياء يتعلقون بها ويرون هي الدين. ويكفرون بالقرآن والسنة وبما انزل الله وبما امر الله ويرون ان هذا هو هو البر وحده وهذا من ضلالهم وبعدهم وتعنتهم ولهذا قال جل وعلا ولكن البر من امن بالله اي صدق واقر واتى باركان الايمان وبكل ما امر الله به من الواجبات والفرائض وانتهى عما نهى الله عنه واليوم الاخر ويوم القيامة امن به وصدق به واعد عدته له والملائكة امن بالملائكة والنبي والكتاب اسمه جنس الكتب التي انزلها الله عز وجل على رسله والنبيين واتى المال على حبه. ذوي القربى واعطى المال ماله الذي يملكه اعطاه وانفقه في وجوه الخير على القرابة لان انفاق المال من اعظم ما يدل على صدق الايمان لانه يخرج هذا المال الذي يملكه وينفقه ويذهب من عنده لا يعود اليه بالدنيا هذا اللي على صدق الايمان شيخ الاسلام كلام في قوله جل وعلا فصل لربك وانحر يقول ان هذا من اعظم الاعمال التي تشكر بها النعم النحر والصلاة يقول لان النحر اهدار المال او ذهابه اي خلاص خرج من يده ما يرجع اليه ولا يقدم على هذا الا رجل صادق والا البخيل يمسك المال فالحاصل الله عز وجل قال واتى المال على حبه يعني على حبه للمال وحب ومحبته له. ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم افضل الصدقة ان تصدق وانت صحيح ايه تخشى تأمل الغنى وتخشى الفقر هذا افضل الصدقة حاله يعني وسط صحيح البدن. شحيح المال ما عندي شي يخشى الفقر ويأمل الغنى ومع ذلك يتصدق جاء في الحديث الاخر سبق درهم مئة الف درهم ان صاحب هذه الدرهم ما عنده الا درهمان فانفق واحدا منهم والاخر انفق مئة الف درهم وعنده ملايين مملينة قال جل وعلا واتى المال على حبه يعني مع حبه للمال ذوي القربى وهم القرابة قرابة الانسان وقد سبق ان اشرنا اليها انهم قرابته من جهة امه وابيه وابيه وهم خمس جهات الابوة والبنوة والاخوة والعمومة والخؤولة واليتامى وهو كل من فقد اباه قبل البلوغ والمساكين وهو كل من لا يجد مالا يكفي لحاجته او من لا يجد مالا لا يجد شيئا من المال وابن السبيل وهو المسافر السبيل هو هو المسافر وقيل له ابن السبيل لانه لازم السبيل السبيل الطريق فكأنه لازمهم ملازمة حتى سموه ابنا له كما يقال عن بعظ الطير طائر الماء لانه دائم ملازم للماء حول الماء وفي الرقاب الرقاب المراد به عتق المماليك وفك الاسرى يعتق هذه الرقبة. رقبة مملوكة فيعتقها واعتاق الرقاب من اعظم الاعمال حتى جاء في الحديث النبي صلى الله عليه وسلم قال من اعتق مملوكا اعتق الله بكل عضو منه عضوا منه من النار حتى فرجه وايضا الاسارى اسرى المسلمين عند الكفار يخرجون المال ويدفعون المال ليفكوا اسرهم واقام الصلاة واتى الزكاة والموفون بعهدهم اذا عاهدوا. اذا عاهدوا احدا عهدا يوفون بالعهد ولا ينقضون العهد لان نقض العهد من صفات المنافقين واذا عاهد قدر او اخلف اذا اهدأ اخلف واذا خاصم فجر والصابرين في البأساء والضراء البأساء قالوا الفقر وهو ما يصيب الاموال ما يصيبهم من مصيبة في المال اذا الفقر البأساء هي الفقر لانها تتعلق بالاموال وفي الضراء قالوا المرض. لان الظراء ما يتعلق في الابدان فيصبرون على ما يصيب ما يصيبهم في اموالهم وعلى ما يصيبهم في ابدانهم وحين البأس قال البأس القتال ويصبرون على ما يصيبهم في الجهاد في سبيل الله وفي قتال العدو من اصابات وجراحات اولئك الذين صدقوا واولئك هم المتقون. اولئك الذين اتصفوا بهذه الصفات الماضية من امن بالله واليوم الاخر واتى والملائكة والكتاب والنبيين الى اخر ما ذكره اولئك الذين صدقوا في ايمانهم وصدق قولهم فعلهم واولئك هم المتقون حقا الذين اتقوا الله حق التقوى وجعلوا بينهم وبين عذابه وقاية بفعل الاوامر واجتناب النواهي وهذه الصفات وان كان ذكرها الله عز وجل في معرظ الرد على اهل الكتاب فهي توجيه لنا ونصيحة لنا لكن يرد اشكال الله جل وعلا يقول والموفون بعهدهم ثم قال والصابرين مع ان ما قبله كله كان مرفوعا فما اوجه نصب الصابرين هنا مع ان الشيخ يقتضي انها معطوفة على ما قبله والمعطوف على المرفوع مرفوع لكن هنا قال والصابرين قال العلامة الشيخ ابن عثيمين يقول ان هذا اسلوب بلاغي لانه اذا تغير الاسلوب كان ادعى للانتباه ولا ما سبق كله مرفوع ثم قاله الصابرين وتقدير الكلام واخص الصابرين البر من امن بالله قال واتى المال على حبه ذوي القربى الى ان قال والصابرين قال واخص الصابرين بالبأساء والضراء وحين البأس فبزيادة انتباهك واهتمام لما يتغير الاسلوب لماذا قبله مرفوع وهو صار منصوما. ما الذي نصبه؟ وظاهر الكلام انه معطوهم بعضه على بعض ثم قال الله جل وعلا يا ايها الذين امنوا كتب عليكم القصاص في القتلى كتب اي فرض عليكم القصاص والقصاص مأخوذ في الاصل من قص الاثر قصه يقصه اذا اتبعه والقص متبع لاثار من يقتص منه فان كان قاتلا قتله وان كان فقع عينه فقأ عينه فهو يقص اثره والقصاص في الاية هو ان يفعل بالجاني ما فعل يفعل بالجاني مثل ما فعل هذا هو القصاص سواء كان بازهاق النفس او ما دون النفس بعض الاعضاء فالله جل وعلا يقول يا ايها الذين امنوا يناديهم بالايمان كتب اي فرض عليكم القصاص في القتلى الحر بالحر والعبد بالعبد والانثى بالانثى ولم يذكر قتل حري بالعبد او بالانثى او قتل انثى لكن جاء هذا او تكلم العلماء عليه وذكره بالتفصيل موجود في كتب الفقه كتاب القصاص لكن المقام عندنا ما يسمح انا نفسر لكن نقول لا يجوز قتلي لا يجوز قتل مسلم بكابر لورود الحديث بهذا ولا يجوز قتل والدي بولده. جاءت في هذا احاديث صحيحة وهناك تفصيلات كثيرة ذكرها اهل العلم فمن عفي له له ظمير راجع على على من اي نعم على ولي المقتول فمن عفي له من اخيه شيئا بعضهم لا فمن عفي له اي للقاتل اذا عفي للقاتل من اخيه ولي المقتول شيء فالضمير له راجب على القاتل من عفي له اي القاتل من اخيه واخوه هو المقتول او اولياء المقتول شيء رمي له عن شيء فاتباع بالمعروف واداء اليه باحسان فاتباع بالمعروف قالوا هذا الضمير راجع الى ولي المقتول فعليه ان يتبع حقه لما عفا وطلب الدية مثلا او طلب شيئا عليه ان يتبع اخاه الذي تلزمه الدية بالمعروف بما عرف حسنه ولا يؤذيه او يضيق عليه او يفعل كما يفعل بعض الناس الان تعجيزية مبالغ تعجيزية ثلاثين مليون اربعين مليون هذا والله ما هو اتباع بالاحسان باحسان هذا اتباع بشر وبكيد وباذية وهذا من محاسن هذه الشريعة. اذا ابيت ايها الولي جزاك الله خيرا فعند مطالبتك بحقك اتبع اخاك واطلب حقك بالمعروف بما عرف حسنه في الشريعة لا يخرجك الى السب والذم والشتم والتعيير الى غير ذلك ثم قال واداء اليه باحسان هذا لولي هذا للقاتل انت ايها القاتل الذي عفا لك اخوك بشيء وطالبك بدية او بمال فعليك ان تؤديه باحسان باحسان قالوا يشمل كل احسان منه عدم المماطلة وعدم التلكؤ هذا تشريع عظيم وهذا فيه دليل على ان المسلم اخو المسلم وان من قتل اخاه لا يكفر بهذا هذا مذهب اهل السنة والجماعة لانه سماه اخا فمن عفوي عفي له من اخيه يسمى القاتل اخا للمقتول ولو كان كفرا ما سماه اخا له ولهذا الخوارج ظلوا في هذا الباب ويرون ان ان هذا كبيرة وكبيرة توجب الكفر هذي افة الخوارج سفهاء الاحلام حدثاء الاسنان يقرأون القرآن وليسوا منه في شيء يحسبونه لهم وهو عليهم كما جاء في احاديث في هذا اللفظ اذا فمن عفي له وهو القاتل اذا عفا اولياء الميت لك ايها القاتل عن شيء وتنازلوا عن القصاص وطالبوا شيئا من المال فعليهم ان يتبعوك ويطالبوك فيه باحسان بالمعروف وهو ما عرف حسن وعليك ان تؤديه باحسان وان تؤدي ما طلب منك باحسان من غير مماطلة ومن غير اذية قال جل وعلا ذلك تخفيهم من ربكم ورحمة نعم ذلك وهو انه اذا تنازل اولياء المقتول هذا تخفيف من الله عز وجل ما يلزم القصاص والقتل لا لتدفع الدية وهذا اخف كونه يدفع شيء من المال اخف من انه تقطع رقبته ذلك تخفيف من ربكم ورحمة رحمة من الله عز وجل بالجميع. بالقاتل والمقتول فالقاتل رحمه بانه درء عنه الحد انه لم لم يقتل اولياء المقتول رحمهم بان جعل لهم شيئا من المال يعوضون به واباح لهم ذلك ولا ولم يجتمع عليهما قتل قريبهم وعدم حصول شيء من المال ذلك في تخفيضهم بربكم ورحمة فمن اعتدى بعد ذلك فله عذاب اليم فمن اعتدى؟ قال كثير المفسرين فمن ابتدى بعد اخذ الدية يعني كأن الخطاب مع اولياء المقتول والصواب ان يقال ان الاية عامة فمن اعتدى بعد هذه المصالحة وهذا العفو ولي المقتول او القاتل ايضا فله عذاب اليم عند الله عز وجل مؤلم موجع لمن وقع به ثم قال ولكم في القصاص حياة لنا في القصاص حياة حياة يا اولي الالباب اولوا اصحاب الالباب العقولي اصحاب العقول الراجحة الرزينة التي تدرك الاشياء على ما هي عليه لعلكم تتقون لعل ذلك يورثكم التقوى ومن التقوى عدم قتل احد لان فعل وامر واجتناب النواهي وقد نهانا الله عز وجل عن القتل ولا يقتل بعضكم بعضا اميتم امة متعمدا فجزاؤه جهنم وخالدا فيها لكن كيف يسمى القصاص الذي هو القتل؟ كيف يسمى حياة هذا كما كانت العرب تقول تقول القتل انفى للقتل القتل انفى للقتل لانه اذا اقيم القصاص خاف الناس وتركوا الاقدام على القتل. لكن لو كان يقتل ولا احد يقتله كل يقتل من عنده كل من غضب على شخص واغتسل معه قتله لكن لما تقام الحدود فالقاتل مقتول كم من الناس يمتنع عن القتل فيحصل حياة كثير من الناس لكن لو كان القاتل ما يقتل تجد القتل بالعشرات بالمئات وهذا امر مشاهد معروف الان واقعا عند من يقيم الحد على القاتل وعند من لا يقتله تزداد الجرائم فسبحان الله هذا شرع هذا شرع الله ولكم في القصاص حياة يا اولي الالباب لعلكم تتقون. ثم قال سبحانه وتعالى كتب عليكم اذا حضر احدكم اذا حضر احدكم الموت ان ترك خيرا الوصية للوالدين والاقربين بالمعروف حقا على المتقين. كتب اي فرض عليكم اذا حضر احدكم الموت نزل به الموت نزل به الاجل ان ترك خيرا الخير هو المال اصطلاح القرآن الخير هو المال وانه لحب الخير لشديد اني احببت حب الخير عن ذكر ربي ولهذا بعض العوام يفهمون فهم سقيم يقول يا اخي الحمد لله الناس بخير والمسلمين بخير الله يقول وانه وانه لحب الخير لشديد. الانسان يحب الدين ويحب التقوى نقول لا تفهم خطأ ارجع الى كلام المفسرين ما احد قال هذا القول بل غاب عني اسم احد العلماء يقول الخير في القرآن هو المال اذا ان ترك خيرا يعني ان ترك مالا الوصية كتبت عليه الوصية للوالدين والاقربين بالمعروف وهذه الاية نسخت هذا في اول امر كما قال ابن عباس قال كان في اول الامر حديث في صحيح اثر ابن عباس في صحيح البخاري قال كان المال للولد والوصية للوالدين ثم نسخ الله من ذلك ما احب فجعل الذكر مثل حظ الانثيين الى اخر كلامه والناسخ لها قوله جل وعلا يوصيكم الله باولادكم للذكر مثل حظ الانثيين فكان في اول الامر اذا حضرت الوفاة الشخص كتب الله عليه ان ترك مالا ان يوصي والوصية ان يعهد بشيء من المال للوالدين ما لهم حق في الميراث لكن لهم وصية والاقربين الاقرب في الاقرب لكن نسخ هذا فصار الوالدان لهم حق معروف والابناء لهم حق معروف والاقارب لهم حق معروف قال بالمعروف يعني ان ترك خيرا وصية الوالدين بالمعروف قالوا يعني بما عرف كفايته وعلى قدر حاله لا يهزم باخراج ما له كله بما يضر بابنائه بما عرف كفايته من مثله بماله من مثله لمثلهم لمثل اقاربه حقا على المتقين هذه الوصية حق على المتقين. وهذا دليل على انه قبل نسخها كانت الوصية واجبة يجب ان يوصيه لانه قال حقا والحق يدل على الوجوب المتقين الذين اتقوا الله عز وجل واستجابوا لاوامره جعلوا بينهم وبين عذابه وقاية في فعل اوامره واجتناب نواهيه. لكن نسخ هذا ثم قال فمن بدله بعد ما سمعه من بدله بدل هذا الايصال رجل عند حضر عنده ناس هنا الوصية لكنهم بدلوا هذه الوصية هذا الايصال بدلوه. زادوا فيه نقصوا فمن بدله بعد ما سمعه من الميت قبل موته فانما اثمه على الذين يبدلونه الميت برئت ساحته والاثم على الذي قام بتغيير الوصية والتبديل فيها ان الله سميع عليم جميع يسمع اقوالكم وعليم بافعالكم يسمع من بدل ويعلم حاله انه هو الذي بدل هذا تحذير لمن يحظر عند الميت ويسمعه يوصي في غير الوصية ولهذا شرع لنا الان الانسان يكتب وصيته بنفسه فمن خاف من موس جنفا هذه الحالة الثانية الاولى تحذير لمن حضر عند الميت واراد ان ان يغير الوصية العادلة الان ذكر الفريق الثاني اذا حضر احد عند الميت ورآه يوصي وصية جائرة فمن خاف من موص جنفا واثما قالوا الجنف هو الميل عن عن الحق بغير قصد والاثم الميل عن الحق بقصد يعني هذا قبل تفصيل الامور فربما يوصي احد تكون وصيته جائرة فيها جنب لكن هو ما يعلم ان هذا لا يجوز هو اخطأ لا شك لكن لا يعلم ان هذا لا يجوز او اثما انسان يعلم انه لا يجوز له هذا فيجور في وصيته فهذا اثم ولهذا قال فمن خاف من مسن جنفا واثما فاصلح بينهم فلا اثم عليه والله حظر انسان عند الموصي وجدها اوصى وصية جائرة فيها جنف وفيها اثم فاصلح بينهم عدل الوصية فنقص من وصية الميت سواء في حياته وامره ان ينقص او بعد موته فنقص من الوصية الجائرة ورفع الاخرين على ما يحصل به الصلح بينهم وعدم الاختلاف فلا اثم عليه في ذلك لانه مصلح ان الله غفور رحيم يغفر له ذنبه تجاوز عنه ورحيم به وبسائر الخلق لكن ايضا الوصية الان جاء تحديدها ما تزيد على الثلث ما تزيد على الثلث الوصية الان ظبط امرها قال الثلث والثلث كثير ثم قال جل وعلا يا ايها الذين امنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون ينادي بوصف الايمان الذي يحمل على فعل الطاعات واجتناب المناهي كتب اي فرض عليكم الصيام وهو الامساك من طلوع الفجر الثاني الى مغيب الشمس عن جميع المفطرات كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم كما فرظ على الذين من قبلكم وهذا دليل ان الصيام مفروض على الامة السابقة قد فرض الله عليهم صيامان ولكن ما جاء على تفصيل هذا الصيام والله اعلم بكيفيته ومقداره لكن فرض عليهم الصيام لعلكم تتقون فرض علينا الصيام لاجل ان نتقي الله فالصيام يورث التقوى ولهذا النبي صلى الله عليه وسلم قال اذا كان يوم يصوم احدكم فليقل اني امرئ صائم اذا خاصمه احد اني امرؤ صائم لان الصيام يحمل على التقوى وهذا تراه حتى في الناس الان كثير من الناس في حال الصيام تجد عنده تورع امتناع عن بعض الاثام فالصيام يورث التقوى ثم قال اياما معدودات هاي الصيام اياما معدودات قليلة لانه شهر مقابل شهر من ثلاث مئة وستين ثلاثون يوم او تسعة وعشرين يوم من ثلاث مئة وستين يوم تقريبا قليل جدا ايام معدودات ما تساوي شيء واحد على اثنعش كما يقال ايام معدودات فمن كان منكم مريضا او على سفر فعدة من ايام اخرى من كان ايضا منكم مريض به مرض يشق عليه اذا صام او يؤخر البرء او يزيد في المرض او كان مسافر ضرب في الارض ولا يريد التحيل على الافطار طال رمضان فعدة من ايام اخر يعني فليصم فليصم عدة من ايام اخر بمقدار تلك الايام ويصومها متتابعا او متفرقة وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين يطيقون هنا يعني يستطيعونه وقد قال بعضهم يطيقون هنا يطوقونه يعني يشق عليهم الذين يشق عليهم الصيام عليهم فدية يطعمون مسكينا وهذا القول غير صحيح لانه في اول ما فرض الصيام كان الانسان مخير بين ان يصوم وبين ان يطعم عن كل يوم مسكينا كما في صحيح البخاري من حديث ابي سلمة رضي الله عنه قال كان اول ما فرض السلام نعم من حديث سلمة بن الاكوع قال اول ما كتب الصيام كان الانسان مخيرا بين ان يصوم او يفطر ويفتدي اذا الله عز وجل يقول والذين يطيقونه فدية يعني حتى الذي يطيقه لو اراد ان يفتدي لا حرج عليه ويدل عليه ما بعده وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين طعام المسكين كيلو ونصف الان يقدرونه بعضهم يقدره اقل من ذلك من هذا نصف الصاع وقال بعض اهل العلم ربع الصاع طعامه مسكين فمن تطوع خيرا فهو خير له قالوا معنى من تطوع خيرا؟ السياق يقتضي هنا يعني هو يجوز الاحتجاج بهذا على العموم من تطوع خيرا فهو خير له عند الله. لكن السياق يدل على ان التطوع هنا في اطعام المسكين فالواجب عليه اطعام مسكين واحد فمن تطوع خيرا اراد يطعم مسكينين او ثلاثة فهو خير له عند الله عز وجل واعظم اجرا قال وان تصوموا خير لكم ان كنتم تعلمون هذا دليل انهم مخيرون وان تصوموا ولا تفتدوا وتطعم فهو خير لكم اعظم اجرا عند الله عز وجل ان كنتم تعلمون لكن نسخت هذه ونسختها الاية التي بعدها فقال الله جل وعلا شهر رمظان الذي انزل فيه القرآن شهر رمظان الذي انزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان اخبر الله عز وجل ان شهر رمضان هو الشهر الذي انزل الله فيه القرآن وجع باية اخرى تحديد الليلة التي انزل الليلة من رمضان التي انزل فيه القرآن انا انزلناه بليلة القدر انا انزلناه في ليلة مباركة وهي ليلة القدر واختلف العلماء في قوله انزل فيه القرآن. هل انزل القرآن كله بهذا قال جمهور السلف وقالوا ان القرآن انزل جملة واحدة الى بيت العزة في السماء الدنيا انزل جملة واحدة الى بيت العزة في السماء الدنيا ثم نزل مفرقا بعد ذلك على الحوادث في ثلاث وعشرين سنة وقال بعضهم لا انزل فيه القرآن يعني ابتداء انزال القرآن كان في رمضان لكن نزل منه شيء في غير رمضان والعمدة في الذي ذهب الى الجمهور ما جاء عند البزار وغيره بسند جوده اهل العلم ويحسنونه اثر ابن عباس قال ان القرآن انزل الى نزل به جبريل الى بيت العزة في السماء الدنيا جملة ثم نزل مفرقا بعد ذلك وقالوا ان هذا لا يمكن ان يقوله ابن عباس بالرأي هذا له حكم الوقف الذي انزل فيه القرآن هدى للناس هنا قال هدى للناس وباول بقرة هدى للمتقين وقد جمعنا هناك بينهما بان القرآن هدى للناس. والمراد هنا انه هدى هداية الارشاد والدلالة يرشد ويدل الناس كلهم على الخير لكن في سورة البقرة هدى للمتقين والمراد هداية التوفيق الخاصة لا يهتدي به الا المؤمنون ويعملون بما فيه وبينات من الهدى والبيان ايضا بينات جمع بينة بينة تبين وتوضح فبه دلائل وحجج واضحة جلية تدل على الحق وبينات من الهدى الذي يوصل الى الله هو هدى الله الذي امر الناس به هو اتباع الحق والفرقان والفرقان ما يفرق بين الحق والباطل. فالله انزل القرآن بينات من الهدى توضح الهدى وتدل عليه وايضا انزله ليفرق به بين الحق والباطل فيفرق بين الحق والباطل وبين الهدى والضلال فمن شهد منكم الشهر فليصمه من شهد منكم الشهر يعني حظر كان حاضرا مقيما في بلده حينما يهل رمظان فليصمه والامر للوجوب ولا خيار هذا هذا الناسخ فليصمه ومن كان مريضا او على سفر فعدة من ايام اخرى اذا كان الانسان لما يدخل رمظان وهو على سفر مسافر ضرب في الارض ما يريد التحيل على رمضان فعدة او كان مريضا مصابا بمرض لو صام يؤخر الشفاء او يزيد في المرض فعدة من ايام اخر الله اكبر الله اكبر الله اكبر الله اكبر اشهد ان لا اله الا الله اشهد ان لا اله الا الله اشهد ان محمدا رسول الله اشهد ان محمدا رسول الله حي على حي على حي على الفلاح حي على الفلاح الله اكبر الله اكبر لا اله الا الله يقول الله جل وعلا فمن شهد منكم الشهر والشهود هو الحضور شاهد مقابل الغائب يعني شهد وحضر حينما حل رمظان وهو شاهد حاضر عند اهله فليصمه يجب الصيام الركن الرابع من اركان الدين ومن كان مريضا او على سفر ثم جاءه رمظان كان شاهدا لكن كان مريظا والمراد بالمرض الذي يزيد المرض او يؤخر الشفاء اما اذا كان مرضا يسيرا الزكام مثلا او الم يسير في الاصبع او نحو ذلك هذا ما يمنع من الصيام او على سفر قد ضرب في الارض مسافرا لحاجة من حوائجه ولم يرد به التحيل على الفطر طاري رمظان فعدة من ايام اخر فعدة يعني يصم هذه الايام التي تركها عدة من ايام اخر ونص العلماء على انه القضاء يجوز ان يكون متفرقا متتابعا ولا حرج في ذلك لكن ايضا نصوا على ان الانسان اذا صام رمظان قظاء رمظان لا يجوز ان يفطر الا للضرورة بخلاف صيام النافلة لو انه صام نافلة تطوع له ان يفطر لان النبي صلى الله عليه وسلم يقول المتطوع امير نفسه اما قضاء رمضان فالقضاء يحاكي الاداء لا يجوز له يفطر لكن له ان يؤخر الى الوقت الذي يرغب اين يصوم فيه فعدة من ايام اخر يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر الارادة هنا والله اعلم ارادة شرعية اراد الله بنا شرعا لكن كونا قد اراد الله بعظ الناس العسر والمشقة يريد الله بكم اليسر بهذه الاحكام التي شرعها هذا من تيسير الله عز وجل انسان مريظ معذور او مسافر او انسان في مرض ما يستطيع الصيام به سكر ويقول الاطباء لا لا تصم على حياتك خطر او عنده غسيل كلى او عنده عنده من تيسير الله عز وجل يكفر يطعن كل يوم مسكينا فالشهر ثلاثون يطعم خمسة واربعين كيلو والحمد لله ولا يلزمه شيء وراء ذلك ولا يريد بكم العسر جل وعلا هذه الاحكام لا يريد ان يعسر علينا جل وعلا بل والله هي في غاية السهولة وهي وهي في مقدور الانسان لا يكلف الله نفسا الا وسعها قال جل وعلا ولتكملوا العدة. ويريد الله عز وجل ان نكمل عدة رمضان ثلاثين يوما او تسعا وعشرين يوما حسب الرؤية لان العبرة بدخول رمظان وخروجه هي رؤية الهلال يقول النبي صلى الله عليه وسلم صوموا لرؤيته وافطروا لرؤيته وقد حكى شيخ الاسلام وعدة من العلماء اجماع العلماء على هذا من المذاهب الاربعة قال ولتكبروا الله ايضا يريد جل وعلا لنا اليسر ويريد لنا العسر يريدون اليسر ولا يريدوا لنا العسر ويريدوا لنا ان نكمل عدة رمضان ويريد ان نكبر الله قال جمع من المفسرين ولتكبروا الله المراد به التكبير ليلة العيد ويوم العيد لانه يشرع التكبير ليلة عيد رمضان ويوم عيد رمضان وقد ورد اكثر من صيغة الله اكبر الله اكبر لا اله الا الله والله اكبر الله اكبر الله اكبر ولله الحمد. او يكون التكبير ثلاثا الله اكبر الله اكبر الله اكبر لا اله الا الله والله اكبر الله اكبر الله اكبر ولله الحمد واذا حصل التكبير حصل المقصود هذا من سنن ليلة العيد سواء في الفطر او في الحج ولكن الحج ايضا يكبر قبل يوم العيد قال ولتكبروا الله على ما هداكم على ما هدانا له ولهذا النبي صلى الله عليه وسلم يقول من صام رمظان واتبعه ستا من شوال كان كمن صام الدهر ستة وثلاثين يوم تكتب عند الله من صام سنة ثلاث مئة واربعة وستين يوم هذه هداية من الله وتيسير ورحمة ومن الموفقين من يصوم السنة مرتين فيصوم رمظان ويتبعه ستا من شوال ويصوم ايضا ثلاثة ايام من كل شهر فيصوم ثلاثة وثلاثين يوم في السنة من ثلاث البيض ايام رمضان ما هي بمحسوب فيكتب ان الله قد صام السنة مرتين ولهذا بارك الله في اعمار هذه الامة وفي وفي رمظان ليلة القدر عن الف شهر ثلاث مئة ثلاثة وثمانين سنة وشيء عشر سنوات بثمان مئة وثلاثين سبقنا الامم التي قبلنا ان وفقنا الله عز وجل فالحمد لله على ما هدانا اليه من هذا الدين العظيم قال ولعلكم تشكرون لعلكم تشكرون الله عز وجل وشكر الله عز وجل هو القيام بطاعته القيام بطاعة المنعم والحذر من معصية باجتناب نواهيه ومعنى ذلك اشكروا الله على هذه النعم اطيعوه واتبعوا اوامره واحذروا من معصيته وقال جل وعلا واذا سألك عبادي عني فاني قريب اجيب دعوة الداعي اذا دعان اذا سألك عبادي عني فاني قريب فالله جل وعلا قريب من عباده. يقول الشيخ السعدي رحمه الله القرب نوعان قرب بعلمه من كل خلقه وقرب من عابديه وداعيه بالاجابة والمعونة والتوفيق فالله قريب من عباده ولهذا جاء في الحديث لما لحق النبي صلى الله عليه وسلم بالصحابة وهم يرفعون اصواتهم بالتسبيح قال اربعوا على انفسكم فان الله اقرب الى احدكم من عنق راحلته ولكن ليس معنى ذلك الحلول احذروا المسلم فالامر كما قال شيخ الاسلام في الواسطية علي في دنوه قريب في علوه جل وعلا الله علي في دنوه حينما يدنو من الخلق ويباهي يوم عرفة الملائكة بالحجاج او حينما ينزل الى السماء الدنيا علي في دنوه قريب في علوه جل وعلا فاني قريب اجيب دعوة الداع اذا دعان اسمعوا هذا كلام الله عز وجل يا عباد الله ادعوا الله اجيب دعوة الداعي اذا دعان يعني اذا دعاني فليستجيبوا لي قالوا فليستجيبوا لي معناها فليجيبوا فليجيبوا لي فيما دعوتهم اليه من الايمان والطاعة والله دعانا امنوا نجيب وهذا من اسباب اجابة الدعاء انما يتقبل الله من المتقين وان كان الدعاء يستجيب الله عز وجل حتى من العصاة حتى من الكفار ولهذا يقول حافظ ابن حجر في الفتح اورد اثرا عن سفيان قال لا يمنعن احدكم ما يعلمه من نفسه من الذنوب لا يمنع ان احدكم من الدعاء ما يعلمه من نفسه من الذنوب فان الله استجاب لشر خلقه ابليس قال انظرني الى يوم يؤمنون قال انك من المنظرين كافر كفر بالله ودعا فاستجاب الله له لا يجيك الشيطان يقول انت بعيد يا شيخ بعض الناس بعض العامة تجده يقول لك يا شيخ ادعي لي طيب ادعي لنفسك قال لا لا بس الله يستر انا مجرم يا اخي لا تيأس يا اخي مهما بلغت من الاجرام لن تبلغ الاجرام ابليس ودعا الله استجاب له ولهذا الحديث الذي يقول فانى يستجاب لذلك هذا على سبيل ليس على سبيل المنع يعني ان اعماله حري الا يستجاب له والا يستجيب الله عز وجل. ولذا جاء في الحديث الاخر ان الله يجيب دعوة المظلوم ولو كان كافرا فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون يؤمنوا بي يصدقوا ويقروا بما امرتهم لعلهم يرشدون لعلهم يرشدون والرشد هو السداد اصابة الحق رشد هو الاستقامة على الدين فالرشد بكل معانيه وهنا نكتة لطيفة وان كان نحتاج الوقت كثيرا ما امر الله عز وجل به جعله واسطة بيننا وبينه في البلاء. يسألونك عن الاهلة قل هي مواقفي. يسألونك عن المحيض قل هو لما جاء الدعاء ما قال واذا سألك عبادي عني قل ما بينا وبينهم واسطة حتى في البلاغ وقال واذا واذا سألك عبادي عني قل فاني قريب قال واذا سألك عبادي عني فاني ما في ادع الله مباشرة لا تلتفت يمينا او شمالا ثم قال سبحانه وتعالى احل لكم ليلة الصيام ان رفثوا الى نسائكم الرفث هو الجماع وعدي هنا بالى لانه تضمن معنى الافظاء احل لكم ليلة صيام رفثوا الى نسائكم وكانوا في اول الامر يحرم عليهم الجماع بعد العشاء او اذا نام حرم عليه الاكل والجماع وقد جاءت بهذا احاديث اثار صحيحة هذا هو في الصحيحين انهم كانوا في اول الامر لا يجامع بعد العشاء ولا ينام فإن نام لا يجوز له ان يتسحر او ان يأكل شيئا من الطعام ولا يجوز له ان يجامع اهله ما وقع شيء من هذا لان عمر وقع على اهل في الصحيح قال وقعت وقعت على اهلي وجعلنا بعض الصحابة اغميت عليه نام قبل العشاء ذهبت زوجه تصرف له الطعام فنام وكان ما اكل شيئا فاستمر صائما بالليل ولما جاء النهار استمر حتى اغمي عليه فخفف الله عن عباده والحمد لله على ذلك احل لكم ليلة الصيام الرافظة الى نسائكم هن لباس لكم وانتم لباس لباس لهن لان الرجل لا الزوج لا يستغني عن زوجته وهي لا تستغني عنه فهم كاللحا كاللباس يلبس بعضهم بعضا بل ولان الرجل تستره زوجته وتستر عورته وهو يستره ويستر عورتها فكل منهما كاللباس لاخيه كاللباس لزوجه هن لباس لكم وانتم لباس لهن علم الله انكم كنتم تختانون انفسكم اغتيال الانفس يعني وقوعهم في الجماع او اكل بعضهم كنتم تختانون انفسكم فتاب عليكم بنسخ الحكم الاول لانه كان شديدا فتاب عليكم بنسخ الحكم وعفا عنكم وتجاوز عما وقع منكم من اكل او جماع في الليل في باول الامر هل انا باشروهن اي جامعهن مباشرة الجماع لان بشرة الزوج تلتقي مع بشرة المرأة يمس جلده جلدها. بشرته بشرتها هل انا باشروهن وابتغوا ما كتب الله لكم واكثر المفسرين على ان المراد به الولد فابتغوا ما كتب الله لكم اي ابتغوا الولد بالجماع والمباشرة هذا يدل على الانسان ينبغي ان ينوي هذه النية الصالحة يبتغي بالجماع الولد مسلم وجاء عن عمر انه ما معناه انه قال اني اكره نفسي الجم رجاء ان يخرج الله من يعبده يعبد الله ويسبح ولا تفكر بالمستقبل كيف شر ما ادري ايش يصير مستقبل لله الحال والمستقبل كله لله والله بصير بالعباد وابتغوا ما كتب الله لكم وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الابيض من الخيط الاسود كلوا واشربوا حتى يتبين يظهر بينا لكم الخيط الابيض من الخيط الاسود والخيط الابيض هو النهار والخيط الاسود هو الليل من الفجر في وقت الفجر تعرف ان هذا هذا الصبح والمراد به