الحمد لله قل هي والحج وليس البر بان تأتوا البيوت من ظهورها ولكن البر من اتقى واتوا البيوت من ابوابها واتقوا الله لعلكم تفلحون يسألونك عن الاهلة هذه احدى المسائل التي سأل عنها الصحابة رضي الله عنهم وقد مر معنا قول ابن عباس في ثنائه على اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وانهم ما سألوه الا عن ثنتي عشرة مسألة او نحو منها او نحو منها وهذا من كمال ادبهم مع النبي صلى الله عليه واله وسلم ومن كمال فقههم في الدين فان النبي صلى الله عليه وسلم يقول اعظم المسلمين في المسلمين جرما من سأل عن مسألة فحرمت من اجل مسألته ولهذا كانوا امناء رضي الله عنهم وارضاهم وهذا من الامور التي سألوها يسألونك عن الاهلة والاهلة جمع هلال وهي معروفة فان القمر يبدأ هلالا صغيرا ثم لا يزال يكبر حتى اذا كان ليلة البدر ليلة الخامس عشر يصبح كاملا ثم يبدأ بالنقص حتى يهل من المغرب فسأله النبي صلى الله عليه وسلم عن الاهلة كما قال ابن عباس قال سألوا النبي صلى الله عليه وسلم عن الاهلة فنزلت يسألونك عن الاهلة قل هي مواقيت المواقيت جمع ميقات والاصل والاصل فيه انه مأخوذ من الوقت ومعنى مواقيت في الاية يعني مواقيت يوقتون بها اعمالهم التي تحتاج الى توقيت كعدة النساء والصيام والحج وعدة الوفاة وعدة المطلقة الى غير ذلك قل هي مواقيت للناس جعلها الله مواقيت لهم يعملون بها ويعرفون بها بعض عباداتهم التي ترتبط بالتوقيت قل هي مواقيت للناس والحج. وذكر الحج بخصوصه لبيان اهميته فانه من اعظم الاركان وهو ايضا يفوت. ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم الحج عرفة ولو ان انسانا لم يصل الى عرفة قبل طلوع فجر اليوم العاشر يوم النحر فات عليه الحج قال جل وعلا وليس البر بان تأتوا البيوت من ظهورها هذه الاية لها سبب نزول وهي ما رواه البخاري عن ابن عباس قال عن البراء رضي الله عنه قال فينا نزلت هذه الانصاب هذه الاية فينا معشر الانصار نزلت هذه الاية كانوا اذا حجوا لم يدخلوا من قبل ابواب بيوتهم ولكن من ظهورها فجاء رجل من الانصار فدخل من قبل بابه فكأنه عير بهذا فانزل الله عز وجل وليس البر بان تأتوا البيوت من ظهورها اذا كان الانصار اذا حج احدهم وهذا طبعا ما انزل الله به من سلطان من اجتهادات الناس قبل هذه الشريعة العظيمة وكان اذا جاء الحاج منهم لا يدخل بيته من قبل الباب وانما يتسور البيت من خلفه يضعون فيه قوة او شق صغير فيصعد عليه فيدخل البيت لانه اتى من الحج فحصل ان رجلا جاء ودخل البيت من بابه المعتاد فعيروه لانه اخل بهذا الامر فانزل الله عز وجل هذه الاية الكريمة وليس البر بان تأتوا البيوت من ظهورها ولكن البر من اتقى اذا ليس البر والخير والتقوى ان تأتي البيت من ظهره كما يتكلف بعض الناس بعض الاعمال ولكن البر حقيقة هو من اتقى الله وقد مر معنا ان البر هو اعمال الخير البر جامع لاعمال الخير كلها ولكن البر من اتقى اي من اتقى الله فجعل بينه وبين عذاب الله وقاية بفعل الاوامر واجتناب النواهي ثم قال واتوا البيوت من ابوابها شرعت الابواب او جعلت الابواب حتى يدخل الناس منها واتوا البيوت من ابوابها واتقوا الله لعلكم تفلحون. ثم عاد بالامر بالتقوى مرة اخرى ليبين اهمية التقوى ولهذا قال لعلكم تفلحون فالتقوى علة للفلاح فان اردت الفلاح فاتق الله تكن من المفلحين والمفلح هو الذي ادرك المطلوب ونجا من المرهوب وهم عباد الرحمن ثم قال سبحانه وتعالى وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا ان الله لا يحب المعتدين وقاتلوا هذا امر بالجهاد في سبيل الله وقوله في سبيل الله دليل على وجوب الاخلاص والا يجاهد الرجل حمية ولا ولا يجاهد سمعة ولا يجاهد من اجل المال بل يكون هدفه اخلاص العبادة لله اخلاص الجهاد لله عز وجل مخلص لله فيه وهدفه اعلاء كلمة الله لتكون كلمة الله هي العليا وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم الذين يعتدون عليكم بالقتل وقال بعض اهل العلم بل هذه عامة في كل كافر لان الكافر الحربي الذي لا امان له ولا عهد له الاصل انه مظمر قتال المسلمين فيقاتل مثله فقاتلوا الذين يقاتلونكم وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا الاعتداء هو تجاوز الحد والمعنى لا تتجاوز الحد المشروع وضربوا لذلك امثلة قالوا مثل المثلى ما يجوز ان تقتلوه تقتلوه ثم يذهب يمثل يقطع انفه او يقطع اذنه تمثيلا ومثل الغلول بعض الناس اذا قاتلوا الكفار هزموهم غلة من الغنيمة قبل قسمتها ومنها قتل النساء والصبيان والرهبان والشيوخ فقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك وهذا من رحمة هذه الشريعة وسماحتها فقال صلى الله عليه واله وسلم اغزوا باسم الله كما في صحيح مسلم قال يوصي احد رسله قال احد امراء الجيش اغزوا باسم الله اغزوا في سبيل الله قاتلوا من كفر بالله اغزوا ولا تغلوا ولا تغدروا ولا تمثلوا ولا تقتلوا وليدا ولا اصحاب الصوامع هم العباد وجاء في حديث اخر ان النبي صلى الله عليه وسلم كما في الصحيحين وجد امرأة في احدى مغازيه قد قتلت فقال صلى الله عليه وسلم فانكر ذلك ونهى عن قتل النساء عن قتل النساء والصبيان واقتلوهم نعم ولا تعتدوا ان الله لا يحب المعتدين هذا اثبات المحبة لله عز وجل فالله لا يحب المعتدين لكنه يحب المؤمنين يحب المتطهرين يحب المحسنين والمعتدين المتجاوزون لحدود الله المعتدون هم متجاوزون لحدود الله الذين لا يقفون عندها وهذا تنفير من كل اعتداء ومن كل مجاوزة للحد ثم قال جل وعلا واقتلوهم حيث ثقفتموهم واقتلوهم حيث ثقفتموهم قالوا معنى حيث تقفتموه يعني حيث وجدتموهم وقيل حيث ظفرتم بهم قالت ابن جرير الطبري ايقتلوهم في اي مكان تمكنتم من قتلهم وابصرتم مقاتلتهم ومعنى الثقافة في الامر الحبق والبصر يقال انه لتقف لقف اذا كان جيد الحذر في القتال بصيرا بمواضع القتال اذا حيث ثقفتموهم يعني في اي مكان وجدتموهم ولكنه يحمل معنى الحذر قاتلوهم وكونوا على حذر وانتباه واقتلوهم حيث ثقفتموهم واخرجوهم من حيث اخرجوكم اخرجوهم من المكان الذي اخرجوكم منه هذا يشمل كفار مكة ويشمل ايضا قتال المسلمين للكفار اذا اخرجوهم من ديارهم فانهم يوجد هذا في كل زمان ومكان هناك من يتسلط على المسلمين ويخرجهم من ديارهم فهذا يقاتل وهذا جزاء وفاقا ولهذا قال واخرجوهم من حيث اخرجوكم نفس المكان الذي اخرجوكم منه لانه الاصل ان المسلم لا يخرج لان المسلم هو الذي يعمر الارض وهو وهو احق الناس بعمارة الارض البقاء عليها لانهم من المصلحين واما غيرهم من المفسدين ثم قال جل وعلا والفتنة اشد من القتل الفتنة ها هنا هي الشرك الفتنة هي الشرك فسرها بذلك ابن عباس بل هو قول جمهور اهل العلم الفتنة الشرك اذا والفتنة اشد من القتل. نعم الشرك اشد من القتل لان الشرك ظلم عظيم كما قال الله عز وجل مخبرا عن لقمان بمواعظه يا بني لا تشرك بالله ان الشرك لظلم عظيم وقال جل وعلا انه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من انصار وقال جل وعلا ولقد اوحي اليك والى الذين من قبلك لئن اشركت لا يحبطن عملك وقال جل وعلا ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء فهو اشد الذنوب وهو اشد من القتل لانه اخطر الذنوب واكبر الكبائر ثم قال ولا تقاتلوهم عند المسجد الحرام الا حتى يقاتلوكم فيه لا تقاتلوهم عند المسجد الحرام. هذا فيه انه لا يبتدأ القتال بمكة لان الله امنها وجعلها بلدا امنا كما مر معنا بالايات بالامس فلا يجوز القتال فيها ولهذا لما قاتل النبي صلى الله عليه وسلم فيها عام فتح مكة اذن له فيها من صلاة من صلاة الفجر حتى صلاة العصر فقام وخطب الناس قال ان مكة قد حرمها الله ثم قال فان ترخص احد بقتال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم فقولوا ان الله قد اذن لرسوله ولم يأذن لكم وانما احلت لي ساعة من نهار ثم عادت حرمتها كما كانت الى يوم القيامة او كما قال صلى الله عليه واله وسلم فلا يجوز القتال ابتداء القتال لكن لو ان المشركين قاتلوا المسلمين بمكة يقاتلون هذا على سبيل المجازات والدفع لكن الابتدال ولهذا النبي صلى الله عليه وسلم لما ايضا دخل مكة مع انه مأذون له نهاهم ان يقتلوا احدا لما جاءه ابو سفيان قال من دخل بيت ابا سفيان فهو امن من دخل البيت فهو عام. الى ان قال من دخل بيته فهو امن ما يريد القتل الا ان قاتل احد ولهذا تعرظ سفهاء قلة فحصدوهم اذا ولا تقاتلوهم عند المسجد الحرام حتى يقاتلوكم فيه فان قاتلوكم فاقتلوهم اذا ابتدأوا قتالكم الدفاع عن النفس مشروع فاقتلوهم كذلك جزاء الكافرين اي مثل هذا الجزاء وهو مقاتلة الكافر بمكة هذا هو جزاء الكافرين الذين كفروا بالله عز وجل وستروا نعمة الايمان وصاروا الى الكفر ثم قال جل وعلا فان انتهوا فان الله غفور رحيم وهذا من رحمة الله بهم يفتح لهم باب التوبة ان انتهوا عن الكفر وعن ما هم عليه من الضلال فان الله غفور رحيم غفور يغفر ذنوبهم ورحيم بهم يرحمهم ويتقبل توبتهم وهو الغفور الرحيم ثم قال وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة قاتلوهم اي قاتلوا الكفار حتى لا تكون فتنة قال ابن عباس حتى لا يكون شرك حتى لا يكون شرك ويكون الدين لله قاتلوهم حتى لا يكون هناك شرك ويكون الدين كله لله جل وعلا اي الناس يعبدون الله وحده لا شريك له وهذا دليل على ان الجهاد في الاسلام ما شرع حبا في في القتل وبسفك الدماء لشرع لاعلاء كلمة الله شرع لاجل ان يدخل الناس في دين الله شرع لاجل ان ينجوا الناس من النار ولا يبدأون بالقتال الا بعد ان يعرض عليهم قبله خلال كما في الحديث الذي مر معنا في مسلم فادعوهم الى الاسلام يقول النبي صلى الله عليه وسلم امير الجيش فادعوهم الى الاسلام فان اجابوك فاقبل منهم وكف عنه فان ابوا فاطلب فافرظ عليهم الجزية او خذ منهم الجزع فخذ منهم الجزية واقبل منهم فان ابوا فاستعن بالله وقاتلهم وهذا عام في كل كافر. ذهب بعض اهل العلم ان هذا خاص باهل الكتابة وذهب الامام مالك ان هذا عام في كل كافر سواء من اهل الكتاب او حتى من الوثنيين واختاره شيخ الاسلام ابن تيمية وابن القيم هل هو هذا الذي كان يفعله النبي صلى الله عليه وسلم يرسل جيوشه ووصى به رسله وامراء الجيش وكان القتال في زمن النبي صلى الله عليه وسلم كان في جزيرة العرب كلهم عرب وثنيون ومع ذلك يقول فليكن اول ما تدعوهم الى الاسلام فان اجابوك فقل منهم وكف عنهم. فان ابوا فافرظ عليهم الجزية وخذ منهم. فان ابوا فاستعن بالله فقاتلهم الاسلام ما يريد القتل ما يريد القتل لكن اذ اضطر الى ذلك فما حيلة المضطر الا ركوبها وكم حصل من القتال الذي حصل للمسلمين كم حصل من الخير وهم قاتلوا في العراق في الشام في المشرق الاسلامي وكان الناس كفارا فثبت الله الاسلام في تلك الديار الى يومنا هذا فعاش الناس من الف واربعمائة سنة وهم على الاسلام ولو لم يقاتلوا لبقوا على كفرهم الى جهنم وبئس المصير الاسلام يكاد من اعدائه يحب القتل يريد القتل يريد سفك الدماء كذبوا ورب الكعبة بل هم الذين يريدون القتل. اما الاسلام فانه يخير الناس القتال عندهم خيار ثالث قبله الدخول للاسلام او ظرب الجزية ان ابوا عند ذلك يقاتلون لا حيلة فيهم هم هم الذين اختاروا هذا الطريق قال جل وعلا وهذا ايضا من هذه الاية فيها علة القتال حتى لا تكون فتن حتى لا يكون شرك الشرك اعظم الذنوب ومن يموت على الشرك وقود جهنم ويكون الدين لله كله يعني يخلص الناس تدينهم يتدين لله يعبدون الله وحده لا شريك له قال جل وعلا فان انتهوا فلا عدوان الا على الظالمين انت هؤلاء الكفرة عن كفرهم ودخلوا في الاسلام فلا عدوان الا على الظالمين لا تعتدوا عليهم وقال عدوان هنا من باب المجازاة والا المراد لا مقاتلة فلا مقاتلة الا للظالمين والمسلمون لا يعتدون ولكن يقابلون العدو فليس اعتداء لكن المراد لا مقاتلة ولا قتال اذ انتهوا يكف عنهم فلا يقاتلون الا على الظالمين الظالمون والكافرون الظلم الاكبر الذي هو الشرك فهذا يقاتل حتى يؤمن بالله سبحانه وتعالى ثم قال سبحانه وتعالى الشهر الحرام الشهر الحرام بالشهر الحرام والحرمات قصاص الشهر الحرام اسمه جنس والمراد به الاشهر الحرم والاشهر الحرم اربعة كما قال جل وعلا منها اربعة حرم وهي ثلاثة سرد وواحد فرد ثلاثة سرد متتابعة وهي ذو القعدة وذو الحجة والمحرم وواحد فرد وهو رجب الفرد شهر رجب وهذه الاية لها سبب نزول وهو ما جاء ان النبي صلى الله عليه واله وسلم ارسل ان النبي صلى الله عليه واله وسلم لعله نعم حديث اخر تأكد بس سبب نزول الاية هذه او التي قبلها آآ الشهر الحرام بالشهر الحرام المراد به ان من قاتل في الشهر الحرام يقاتل في الشهر الحرام هذا المراد الشهر الحرام بالشهر الحرام فمن قاتل بالشهر الحرام يقاتل بالشهر الحرام وذلك ان قريش كانوا يعظمون الاشهر الحرم وكانوا يعيرون ويعيبون من قاتل في الاشهر الحرم فبين الله عز وجل انهم متى ما قاتلوا في الشهر الحرام يقاتلوه ولهذا اورد ابن كثير رحمه الله قبر ابن عباس وغيره قال لما سار النبي صلى الله عليه واله وسلم معتمرا في سنة ست من الهجرة وحبسه المشركون عن الدخول والوصول الى البيت وصدوه ومن معه من المسلمين في ذي القعدة وهو شهر حرام قاظاهم على الدخول من قبل في نفس الشهر قضاهم على الدخول من قابل بعمرة القضية فدخلها في السنة الاتية هو من كان معه من المسلمين واقصه الله منهم فنزلت الشهر الحرام بالشهر الحرام وجاء عن جابر كما عند الامام احمد قال لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم يغزو في الشهر الحرام الا ان يغزى ولما بلغه صلى الله عليه واله وسلم ان وهو في الحديبية والحديث في البخاري ان قريشا قتلوا عثمان ارسل عثمان اليهم فتأخر عثمان فاشاع الناس ان عثمان قتل هذه مشكلة الشائعات في كل وقت قالوا عثمان تأخر قتلوه فلما سمع بهذا جمع اصحابه فبايعهم تحت الشجرة على قتال اهل مكة فبايعه الف واربع مئة صحابي على القتال وتسمى بيعة الرضوان كلهم في الجنة كلهم في الجنة ثم بعد ذلك جاء عثمان فكف النبي صلى الله عليه وسلم عن قتالهم. فهذا معنى قوله الشهر الحرام بالشهر الحرام. يعني الشهر الحرام اذا اعتدوا عليكم فيه فاعتدوا عليهم وان قاتلكم فيه فقاتلوهم ومن هنا اختلف العلماء في جواز القتل بالاشهر الحرم. هل هو منسوخ او باقي فذهب بعض اهل العلم الى انه نسخ فيجوز القتال في الشهر الحرام واستدلوا على ذلك بقتال النبي صلى الله عليه وسلم يوم حنين انه كان في ذي القعدة الود اللي على جواز القتال في الاشهر الحرم وانه نسخ وذهب بعض المحققين الى ان القتال في الاشهر الحرم لا يجوز الا اذا اعتدى المشركون في الشهر الحرام يقاتلونه والا اذا كانت قد بدأت الحرب قبل الشهر الحرام واستمرت في الشهر الحرام واجابوا عما عن قتال النبي صلى الله عليه وسلم في ذي القعدة انه حاصر ثقيف قبل ذلك بس كانت مستمرة الحصار والقتال كان في شوال ما هو في ذي القعدة وهذا استمرار وليس ابتداء اما ابتداء فلا يبتدى بالشهر الحرام وهذا من تعظيم حرمات الله عز وجل قال الشهر الحرام بالشهر الحرام والحرمات قصاص الحرمات قصاص المراد مقاصة ومجازاة والحرمات كل ما حرمه الله جل وعلا. ولهذا قال الشيخ ابن عثيمين قال الحرمات جمع حرم وهي كل ما يحترم من زمان او مكان او منافع او اعيان والمعنى ان من اعتدى في محترم فانه يقتص منه اذا الحرمات قصاص الاشياء المحرمة قصص الاصل انها محرمة فمن اعتدى علينا بالشهر الحرام نقتص منه بقتاله للشهر الحرام من اعتدى علينا في زمن او في مكان محرم نعتدي عليه. هذا من باب القصاص لان القصاص مر معنا بالامس هو تتبع الاثر ومنه القصاص يعني مقاصة مجازاة على سبيل المجازة ويفسرها ما بعد ما بعدها قال جل وعلا فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم اذا حرمات قصاص المراد من ارتكب محرما فقاتل في الشهر الحرام او في المكان الحرام واعتدى على المسلمين فانهم يعتدون عليه بمثل ما اعتدى فالحرمات قصاص اي مماثلة في المجازات والانتصاف ممن انتهك ممن انتهكها بجناية يفعل به ما فعل فمن اعتدى عليكم الاعتداء يطلق على مجاوزة الحد والمراد هنا اعتدى عليكم جاوز الحد فقاتلكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم ما دا على سبيل المجازات ولا يلام الانسان اذا كان عمله على سبيل المجازات ولهذا قال فاعتدوا عليهم بمثلي لا تزيدوا علي بمثل ما اعتدى عليكم واتقوا الله واعلموا ان الله مع المتقين واتقوا الله لان وما اكثر ما يأمر الله بالتقوى حتى قال ابن العربي ما امر الله بشيء في القرآن ما امر بالتقوى كثرة ما امر الله بالتقوى على جميع تصريفات الكلمة اسما او فعلا مضارع او ماضي او امر او مصدر لاهميته يا اخوان ولهذا قال واتقوا الله اي اجعله بينكم وبين عذاب الله وقاية بفعل الاوامر واجتناب النواهي واعلموا ان الله مع المتقين هذي معية خاصة مع المتقين بتصويبه وتسديده وتوفيقه وقد ذكرنا تعريف طلق لها وتعريف عظيم التقوى ان تعمل بطاعة الله على نور من الله ترجو ثواب الله وان تترك معصية الله على نور من الله تخشى عقوبة الله ذكرنا ان شيخ الاسلام وابن القيم والذهبي وابن رجب كلهم قالوا هذا احسن ما عرفت به التقوى ثم قال سبحانه وتعالى انه قبل ذلك قوله واعلم ان الله مع المتقين هذه معية خاصة وهذا ارشاد اي اتقوا الله اتقوا الله وكونوا من جملة المتقين حتى يكون الله جل وعلا معكم ثم قال سبحانه وتعالى وانفقوا في سبيل الله ولا تلقوا بايديكم الى التهلكة الانفاق هو اخراج المال في سبيل الله يبتغي وجه الله مخلصا به ويريد اعلاء كلمة الله وهذا حث على الانفاق ولهذا جاء في الحديث ما يدل على ان النبي صلى الله عليه وسلم قال من جهز غازيا فقد غزى مع انه ما غزى لكنه لما جهز وانفق في سبيل الله ودفع نفقة لرجل غاز فهو غاز عند الله عند الله عز وجل ولهذا قال وانفقوا في سبيل الله امر والامر يقتضي الوجوب والمراد بالجهاد في سبيل الله هنا هو الجهاد ولكن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب انفق في سبيل الله يا عبد الله في سبيل الله يعني ابتغاء وجه الله بالطريقة الموصلة الى الله والمراد بها الاخلاص لا بد ان تنفق تبتغي وجه الله هذا في سبيل الله. ولهذا اذا تصدق الرجل واعطى مسكينا هذا في سبيل الله اذا اعطى القرابة يريد صلة الرحم هذا في سبيل الله والانفاق في سبيل الله من اعظم الاعمال يا اخوان قال النبي صلى الله عليه وسلم اتقوا النار ولو بشق تمرة قال الرجل يوم القيامة في ظل صدقته ظله صدقة المتصدق. قدم شيء يا اخي حتى تظلك يوم تقف حافيا عاريا الشمس دانية من رأسك قدم شيء يظلك ويقيك الله عز وجل به من النار من حري من حر الشمس الذي تأخذ الناس بحسب اعمالهم وانفقوا في سبيل الله ولا تلقوا بايديكم الى التهلكة التهلكة اي ما يؤدي الى هلاككم حسيا كان او معنويا هل هلاك الحس مثل ان يلقي الانسان نفسه بالنار او يلبس حزام ناسفا كما يفعله خوارج هذا العصر ويذهب يقول العدو وهو يذهب الى الموحدين يهجره يتكلم العلماء في ما يسمى بالعمليات الانتحارية والتفجيرات بهذه الطريقة يلبس حزاما ناسفا او نحوه يعلم انه ميت لا محالة وافتى علماؤنا بان هذا لا يجوز وانه قتل للنفس افتى به العلامة ابن باز والعلامة الالباني والعلامة ابن عثيمين والعلامة الوحيدان والفوزان وسماحة المفتي الشيخ عبدالعزيز ال الشيخ وغيرهم من اهل العلم المعروفين ائمة الدين قالوا لان هذا قتل بالنفس والقاء باليد الى التهلكة وكل ما احتجوا به من حجج الذين يقومون بالجواز ليس عندهم دليل صحيح صريح ابدا واستحوا ادلتهم من اقوى ما يحتجون به حديث الغلام اسرة اصحاب الاخدود الذي قال انك لست بقاتلي حتى تأخذ سهما من كنانتي وتقول بسم الله او باسم رب الغلام وترميني به ما باشر نفسه هذا اقوى دليل ما باشر قتل نفسه قال لن تفعل بي الا اذا فعلت كذا وما اخذ ولا رمى نفسه والا ظرب نفسه والا قتل نفسه والا فجر نفسه ويحتجون بقصة الصحابي الذي عامل حديقة قتال مسيلمة قال ارموني من فوق السور اقول ما لكم في حجة لانهم رموهم فوق السور وكسر الباب وخرج ولم يقتل في تلك المعركة اذا كان هناك امكانية سلامة لا اشكال لكن اذا كان موتا محققا هذا ما يجوز هذا قتل نفس هذا قتل النفس التي حرم الله عز وجل ومن فعل ذلك فهو قاتل لنفسه وقاتل نفسه الى النار نعوذ بالله من النار ولهذا اورد المؤلف اه قصة الرجل قال عن اسلم ابن ابي عمران عن اسلم ابي عمران قال حمل رجل من المهاجرين بالقسط بالقسطنطينية على صف العدو حتى خرقه. ومعنا ابو ايوب الانصاري. فقال ناس القى بيده الى التهلكة فقال ابو ايوب نحن اعلم بهذه الاية انما نزلت فينا صحبنا رسول الله صلى الله عليه واله وسلم وشهدنا معه المشاهد ونصرناه فلما فشى الاسلام وظهر اجتمعنا معشر الانصار نجيا فقلنا قد اكرمنا الله بصحبة نبيه صلى الله عليه واله وسلم ونصره حتى فشل اسلامه وكثر اهله وكنا قد اثرناه على الاهلين والاموال والاولاد وقد وضعت الحرب اوزارها فنرجع الى اهلينا واولادنا فنقيم فيهما فنزلت في سبيل الله ولا تلقوا بايديكم الى التهلكة فكانت التهلكة الاقامة في الاهل والمال وترك الجهاد وهم يحتجون ايضا بهذه لكن نقول اين الحجة هذا الرجل دخل مرارا وخرج يدخل فيهم ويرجع سالما يدخل ويرجع سالما يدخل ويرجع سالما اين هو من التفجير الذي يضمن انه سيموت؟ ولا يضمن انه سيصل العدو اذا التهلكة هي كل ما يهلك الناس حسيا او معنويا. فالحسي ما ضربنا له مثال يلقي نفسه بالنار والمعنوي يدع الجهاد في سبيل الله. يدع الانفاق في سبيل الله يبخل بالمال فلا ينفق في سبيل الله هذا تهلكة تهلك لما يفعل ذلك فيكون قادرا عليه مستطيعا له فيبخل على الانفاق في سبيل الله فلا يجاهد ولا ينفق في سبيل الله يشح بالمال هذه تهلكة وتؤدي به الى الهلكة قال جل وعلا واحسنوا ان الله يحب المحسنين. احسنوا ايضا افعلوا الاحسان في عبادة الخالق وعبادة الخلق. احسنوا في حق الخالق وحق الخلق فبحق الخالق احسنوا العبادة والتقرب اليه بطاعته وفق شرعه وفي حق الخلق احسنوا اليهم بحسن المعاملة واسداء المعروف وبذل المال وبذل الندى وكف الاذى واحسنوا ان الله يحب المحسنين. اثبات صفة المحبة فالله يحب محبة حقيقية جل وعلا تليق بكماله وجلاله ثم قال سبحانه وتعالى واتموا الحج والعمرة لله الاتمام هو هو الاتيان بالشيء كاملا والحج والعمرة معروفان ومعنى اتمامه يعني اكملوهما ولهذا ليس هناك عبادة نافلة اذا بدأ الانسان فيها يلزمه ان يتمها الا الحج والعمرة فلو انه انسان حج حج نافلة فبعد ان احرم لا يجوز له ان يفسخ الاحرام ولو انه اعتمر عمرة نافلة فبدا له وجد الحرم زحمة قال اريد ان ارجع. نقول ليس الامر اليه هذا يحصل كثير من الجهال اذا جاء مكة ووجد الزحام ليلة سبعة وعشرين او كذا خلع الاحرام ورجع الى اهله قال بطلت انا خلاص ما ابغى يقول ليس الامر اليك اذا دخلت يجب ان تتمها. ولهذا من فعل ذلك فهو لا يزال على احرامه محرما ولو بقي سنين الا اذا كان وقع جماع يفسد وعليه القضاء اكمال هذا الحجة وهذه هذه هي العمرة والاتيان بعمرة اخرى مكانه اذا وعدتم الحج والعمرة لله هذا دليل القائلين بان من دخل في الحج او العمرة ولو كان نافلة لا يجوز له ان يبطله وان يفسده او ان يفسخ وليس له ذلك لكن نافلة رجل قام يصلي نافلة خلاص ما يريد المتطوع امير نفسه رجل صام نافلة ثم بدا له ان يفطر لا حرج في ذلك واتموا الحج والعمرة لله. هذا دليل على الاخلاص ما هو من اجل يقول الناس ما شاء الله فلان ما اكثر ما يعتمر هذا الرجل كل سنة يعتمد كل سنة يحج لا اذا كان قصده الرياء فليبشر بالخيبة والخسار والهلاك بل لا ينجو يعذب على هذا الرياء نعوذ بالله قال جل وعلا فان احصرتم الاحصار هو المنع الاصرار في الاصل هو المنع اي من اتم من اتمامهما من اتمام الحج او العمرة. فلبى احدكم بالحج او بالعمرة فاحصر منع. منعه عدو وهذا لا خلاف فيه العدو واختلفوا في غير العدو والصواب الذي عليه الجمهور ان غير العدو يلحق به كما لو منع من دخول مكة او صار له حادث سيارة ودخل المستشفى او غير ذلك شيء يحصره يمنعه من الوصول خارج عن ارادته فالحكم واحد بل وقفت على فتوى للجنة الدائمة في المملكة السعودية برئاسة الشيخ عبد العزيز بن باز ان امرأة حائض تريد تعتمر وهي حائض فقالوا تأمريه واشترطي فان حبسني حابس فمحلي حيث حبستني فاعتبروا الحيض هابس حاصل يمنع فاذا جاء الحيض وهي لم تؤدي اعمال العمرة تحل ولا شيء عليه لكن الكلام هنا من ذهب ولم يشترط فاحصر ومنع قال جل وعلا فان احصرتم فما استيسر من الهدي اي فعليكم بذبح ما تيسر من الهدي والهدي هنا للعهد للهدي المعهود عندكم وليس معناه اي هدي يأتي شاة عمرها شهر او شهرين لا ولهذا قالوا للعهد الهدي المعهود وهو كل ما كان ثنيا فني من المعز وهما له سنة والثني من البقر وماله سنتان والثني من الابل وماله خمس سنين الا الظأن تجزئ الجذعة وهي ما لها ستة اشهر هذا سواء في الهدي او في الاظحية وبعض اهل العلم ايضا يلحق بها العقيقة ويلحق بها الفدية الدم الذي يكون عن محظور اذا فما استيسر من الهدي ولا تحرقوا رؤوسكم حتى يبلغ الهدي محله لا تحرقوا رؤوسكم حلق معروف حلق الراس بالموس بالمكينة ما هو ماكينة التقصير هذه لا بالموس من موسى حتى يزيل لا يبقى الا الجد. هذا هو الحلق طيب هذي الماكينة التي لو انه جعلها رقم واحد او رقم اثنين ليس حلقا هذا تقصير لانه بقي شيء من الشعر وعلى هذا فتوى اهل العلم مشائخنا يفتون بهذا بانه الماكينة كلها تقصير وليس حلق وانما الحلق الذي يكون بالموس بحيث يزيل الشعر ولا يبقى شيء حتى يبلغ الهدي محله اصح الاقوال ان معنى محله هنا وقت حلوله وقال بعضهم محله مكة ولهذا من قال حتى يبلغ الهدي محله قال او هذا اظنه عند الشافعية في مذهب الشافعية انه يجوز ان يذبح الهدي باليوم السابع او الثامن من ذي الحجة او اليوم التاسع جمهور قالوا لا محله لابد من شيء المكان الذي هو مكة والوقت ايضا وقت حلوله ولا يكون وقت الحلول الا يوم النحر طيب لماذا قالوا هذا قالوا لان لان ظاهر الاية ولا تحرقوا رؤوسكم حتى يبلغ الهدي محله انه لا يجوز ان تحلق حتى تذبح ولا تحرقوا حتى يعني حتى حتى تنحر الهدية قال لكن ثبت في البخاري وغيره ان النبي صلى الله عليه وسلم جاءه رجل يوم النحر وقال حلقت قبل ان انحر قال افعل ولا حرج المراد وقت حلوله وقت حلوله وليس المكان فقط بل وقت الحلول ولهذا يذبحه في اي مكان من الحرم ذبح في منى ولا في مكة ولا عند مسجد عائشة قبل الحلم ما دام داخل حدود الحرم يجوز قال النبي صلى الله عليه وسلم نحرت ها هنا وفجاج مكة كلها ماء حر حتى يبلغ الهدي محله فمن كان منكم مريضا او به اذى من رأسه ففدية من صيام او صدقة او نسك من كان مريضا به مرض يمنعه ما يستطيع ان يصل ان يكمل الحد او العمرة دخل المستشفى اجري له عملية او قالوا يحتاج تبقى مدة طويلة الله اعلم لا بد اثناء العلاج سيعمل له امور هذا يحل طيب من كان به اذى من رأسه في رأسه اذى القمل تساقط يؤذيه او اصابه الصداع شديد ما يستطيع ان يمشي او يذهب او يدري ما يقول صابه اذى في رأسه او جاءه جرح في رأسه فقد جعل الله له الفدية يفتدي لكن يذبح ثم يحلق يبدأ بايش يبدأ بذبح الهدي ثم يحلق رأسه ولكن لو انهم لم يجد له ان يحلق وقالوا ان انه يذبح هديه في المكان الذي هو معه. طيب انسان ما عنده هدي حصر بعسفان مثلا ما عنده هدية ما ساق هديا معه الان؟ قال لي الذي يسوق الهدي ويذهب ويشتري شاة المكان الذي هو فيه ويذبحها ثم يحلق رأسه وهكذا فعل النبي صلى الله عليه وسلم عام الحديبية نحره ثم حلق والصحابة فعلوا كذلك ايضا نحره ثم حلقوا اه وهذه نعم الفدية ففدية من صيام او صدقة او نسك يعني فعليه فدية. بينها النبي صلى الله عليه وسلم لما دخل على كعب ابن عجرة كما في صحيح البخاري وهو يوقظ قدرا له واذا القمل يتساقط من من رأسه على عينيه لان شعره كان كذبا قال ايذيك هوى من راسك؟ قال نعم قال اذبح شاة او اطعم ستة مساكين او صم ثلاثة ايام فحلق وفدى وهذه الامور المخير بينها ان اراد يذبح ثلاثون يذبح شاة او اراد يصوم ثلاثة ايام او اراد ان يطعم ستة مساكين هو بالخيار بينهم ومن هنا العلماء يفرقون في محظورات الاحرام بين من يرتكب المحظور عامدا وبين من يرتكبه جاهلا او ناسيا فان كان جاهلا او ناسيا لا شيء عليه والدليل ان رجلا صحيح البخاري وغيره جاء للنبي صلى الله عليه وسلم عمى عمره ثلث واذا عليه جبه عليه متظمخ بطيب فسأل النبي صلى الله عليه وسلم فلم يجيبوه حتى نزل عليه الوحي. ثم لما نزل الوحي قال اين صاحب الجبة قال اخلع الجبة واغسل عنك الطيب. ولم يقل فعليك فدية لجاهل كذلك الناس يا ربنا لا تؤاخذنا ان نسينا واخطأنا نسيوا فرص الطيب على نفسه تطيب ناسي لا شيئا لكن يغسله مباشرة نسيوا غطى رأسه يرفع ولا شيء عليه نسي لما جاء يحرم ترك الملابس الداخلية يريد اذا لبس الاحرام يخلعها فنسي ولم يتبطل حتى نزل من السيارة عند مكة يحصل مثل هذا هذا ناسي لا شيء عليه لكن مباشرة يبادر الى ازالة المحظور وعن من كان متعمدا فالمتعمد قسمان ايضا متعمد وله عذر هذا عليه الفدية وليس عليه اثم كما فعل كعب بن عجرة تعمد الحلقة لكنه مضطر له عذر هذا عليه الفدية ولا اثم عليه او متعمد بلا عذر كما يفعل بعضهم الذي يريد يتحايل على نقاط التفتيش يمنعون من دخول مكة يلبس ثيابه ويمر من عند النقطة ومحرم قبل في الميقات هذا متعمد هذا اثم عليه الفدية وعليه الاثم والتوبة لابد يتوب من هذا الاثم العظيم الذي فعله والنبي صلى الله عليه وسلم يقول الحج المبرور ليس له جزاء الا الجنة المبرور الذي لا اثم فيه هذا الحج اوله اثم هذا اوله قال جل وعلا فاذا امنتم يعني امنتم من العدو لان الاحصار قال كثير من اهل العلم قالوا في العدو والكلام على ان الاحصار في العدو لكن يقاس عليه غيره فاذا امنتم اي من عدوكم فمن تمتع بالعمرة الى الحج فما استيسر من الهدي هذا حج التمتع وحج التمتع يعني الحج اما افراد واما قران واما تمتع التمتع هو الذي يأتي بعمرة مستقلة ويتحلل منها يأتي باعمالها ثم يتحلل ثم يأتي بحج هذا متمتع والقارن الذي يأتي بحج وعمرة لكن يبقى على احرامه الى يوم النحر والمفرد الذي يلبي بالحج وحده ويبقى الى يوم النحر لكن القارن ايضا متمتع ولهذا يجب عليه الهدي كما يجب على المتمتع. لماذا؟ كيف يكون القارن؟ هذا قارن بالحج والعمرة. قالوا انه تمتع به بسفري هذا بالجمع بين عمرة وحج مثل المتمتع لكن كونه ما حل الا يوم النحر هذا لا يغير الحكم قال فمن تمتع وهذا يشمل المتمتع والقارن. فمن تمتع بالعمرة الى الحج فما استيسر من الهدي تمتع بالعمرة كيف يتمتع بالعمرة يعني يأخذ عمرة ثم يحل منها ويبقى حلالا هذا تمتع يبقى حلالا حتى النساء حلال له الى ان يأتي اليوم الثامن ويلبي بالحي او الاخر الذي جاء بعمرة وحج تمتع بدل ان يأتي بسفر مستقل للعمرة وسفر مستقل للحج جاء بسفر واحد بعملين فمن تمتع بالعمرة الى الحج فما استيسر من الهدي وهذه كما مر وكل ثني من الابل والبقر والماعز او جذع من الضأن فمن فمن لم يجدها صيامه؟ نعم فمن تمتع بالعمرة الى الحج فما استيسر من الهدي فمن لم يجد فصيام ثلاثة ايام ذي الحج وسبعة وسبعة اذا رجعتم تلك عشرة كاملة ما يجد والله ما عنده نقود ما عنده مال لا يكلف الله نفسا الا وسعها. نقول يا اخي صم ثلاثة ايام قبل يوم عرفة. الافضل ان تكون قبل اليوم التاسع ساعة بتدس والسابع والثامن ولكن لو ما استطاعوا جعلها هي ايام التشريق لا بأس انه كما جاء ابن عمر عباس عائشة هنا قالوا نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن ايام التشريق ان يصمن الا انه رخص لمن لم يجد الهدي وهنا مسألة لطيفة جدا ما هي ايام البيظ ثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر يوم الثالث يوم الثالث عشر من ذي الحجة ما يجوز صيامهم حتى من ايام البيض لانه احد ايام تشريق نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن ايام التشريق ان يصمن الا انه رخص لمن لم يجد الهدي فلا يصاب الا من من لم يجد الهدي لكن يصوم بقية الايام او يقدم الصيام قبل يوم عرفة قال جل وعلا وسبعة اذا رجعتم نعم اذا رجع يصوم سبعة ايام سواء والاولى ان يبادر اليها وان تأخر لا بأس وان اتى بها متتابعة فهو افضل وان فرق بينها لا حرج قال تلك عشرة كاملة قالوا انه قال كاملة للتأكيد على ان هذه الايام عشرة بان لا يظن احد انها ثلاثة او سبعة لا من لم يجد الهدي عليه عشرة ايام كاملة لكن مفرقة ثلاث في الحج وثلاثة وسبعة اذا رجع هذا من باب التوكيد بالا يتوهم متوهم ان العشرة الكاملة تفريق الثلاثة اي التلاتة وحدها او سبعة لذلك قال لابد ان تكون كاملة هذه العشرة ثم قال جل وعلا ذلك لمن لم يكن اهله حاضر المسجد الحرام حاظر المسجد. الحرام يعني ساكن المسجد الحرام. مما يسكنون في الاهل في المسجد الحرام. اختلف العلماء من هم حاضر المسجد الحرام؟ والجمهور على ان حاضر المسجد الحرام المراد بهم من كانوا يسكنون داخل حدود مكة داخل حدود مكة واما من كان خارج مكة وليس من اهل مكة ولا من حدود مكة ليس من حاضر المسجد الحرام ولهذا اهل جدة ليسوا من حاظر مسجد حماة وهل عسران ليسوا من حاظر المسجد الحرام اهل الطائف ليسوا من حاظر المسجد الحرام وقال بعض اهل العلم ان حاضر المسجد الحرام المواقيت فما دون المواقيت المكانية ذو الحليفة والجحة ويلملم قرن المنازل وذات عرض قالوا هذه كلها من حاضر المسجد الحرام. فالذي يحرم منها او يكون من اهلها فما دون فهو من حاظر المسجد الحرام لا هدي عليه وهذا اجتهاد وقال بعضهم حاضر المسجد الحرام هو كل من كان عن الحرم مسافة مسيرة يومين هذا من حاضن المسجد الحرام والصواب ان حاظر المسجد الحرام هذا ظاهر اللفظ حاظري المسجد الحرام. حاظر الحاظر عند الشيء هو الذي يحظر عنده حوله فالمراد بهم اهل مكة ومن يسكن حتى ولو ان الان زادت المباني عن حدود الحرم لا بأس ما دام المباني متصلة هذا من حاضر المسجد الحرام اهل النوارية الان مثلا من اهل مكة بنحاول نصير حرام قال جل وعلا واتقوا الله واعلموا ان الله شديد العقاب اتقوا الله اجعلوا بينكم وبين عذابه وقاية واعلموا انه شديد العقاب. عقابه الشديد واليم فاحذروا منه ولتحملكم التقوى على طاعته وعدم الوقوع في ما يعرضكم لعقوبته فان عقابه شديد سبحانه وتعالى ثم قال سبحانه وتعالى الحج اشهر معلومات الحج اشهر معلومات فمن فرض فيهن الحج فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج نعمل الحج اشهر معلومات معلومة والجمهور على انها اشهر الحج شوال وذو القعدة وعشر ذي الحجة وذهب الامام مالك الى ان شهر ذي الحجة كامل يعني شوال وذو القعدة وذو الحجة وكأن شيخنا الشيخ ابن عثيمين يميل الى هذا يقول لانه بقيت اعمال من الحج بعد يوم عشرة بعد يوم النحر الحادي عشر والثاني عشر ولكن الجمهور على انها عشرة ايام وقالوا المراد بالحج هنا يعني التي يصح بها الحج يصح الاحرام فيها ولهذا لو ان رجلا احرم قبل طلوع لو وقف بعرفة قبل طلوع فجر يوم النحر فهذا ادرك الحد لكن لو احرم اليوم الحادي عشر الثاني عشر فاته الحج ما يمكن ان يدرك الحج فالمراد اغلب اعمال الحج واكثر اعمال الحج وخاصة الوقوف بعرفة لانه اهم الاركان هو الذي يفوت من بين الاركان. بقية الاركان ما تفوت يؤخر الطواف يؤخر السعي ما في اشكال آآ الحج اشهر معلوماتهم فمن فرض فيهن الحج فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج. فرظ يعني اوجب الحج ودخل فيهن بالحج ولبى حاجا فلا رفث والرفث هو الجماع مقدماته. يعني فلا يجوز له اي جامع بل ولا يتحدث بمقدمات الجماع وهذه الامور والكلام فيها وبعضهم قال لا يتحدث بها عند النساء خاصة وبعضهم قال لا يتحدث بها مطلقا قد ادركنا بعض مشائخنا اذا كنا في الحج ويكون اكثر المشايخ قد تحللوا بعمرة وهو لا يزال بعضهم يحج مفردا فاذا تحدثوا المشايخ بهذا قال لبيك اللهم لبيك لبيك اللهم ثم جعل يلبي ما يريد يتحدث ولا يسمع الكلام بهذه الامور فلا رفث ولا فسوق يعني حتى الكلام في هذه الاشياء وفي امور الجماع ما يتكلم الانسان فيها فلا رفث ولا فسوق والفسوق هو جميع المعاصي لانها كلها خروج عن طاعة الله عز وجل الكبير والصغير المعصية الكبيرة والمعصية الصغيرة ولا جدال الجدال هو المخاصمة والمنازعة لا جدال ولا مراء في الحج سواء في احكام الحج الراجح كذا الراجح كذا لكن يمكن يبين المسألة بدليلها لكن يبدأ يجادل الصواب كذا لا الصواب كذا لا او المجادلة حتى ولو في الامور في غير امور الحج ننزل هنا او نمشي بعد نصف الليل او قبل نصف الليل ويحصل مخاصمة او ما يحصل من المخاصمات ادخل انا تدخل انت؟ لا لا ينبغي للانسان ان يفعل شيئا منها يحذر اشد الحذر لانه جاء في عبادة مستسلم لله عز وجل ولا جدال في الحج وما تفعلوا من خير يعلمه الله وهذا حث وتهيج على عمل الخير. الخير كما قلنا او الخير يشمل جميع اعمال الخير مثل البر كل خير والمراد بالخير ما هو طاعة لله عز وجل وتقربا الى الله عز وجل. اي عمل من اعمال العبادة وما تفعلوا من خير يعلمه الله يعني الله به اليم محيط به ولهذا قال وتزودوا فان خير الزاد التقوى تزودوا تزودوا من الخير قل زادا خذ زادا وهذا جاء في سبب نزول هذه الاية عند ابي داود من حديث ابن عباس صححه الشيخ الالباني قال كان اهل اليمن حديث ابن عباس ايضا وجاء عن ابن مسعود قال ابن عباس كانوا يحجون ولا يتزودون وقال ابن مسعود كان اهل اليمن او اناس من اهل اليمن يحجون ولا يتزودون ويقولون نحن المتوكلون يخرج من بلاده يقول انا متوكل ما اخذ زاد معي ابدا. فقال الله عز وجل وتزودوا فان خير الزاد التقوى. لكن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب. فيدخل فيه اخذ الزاد فلوس مال ما تكون عالة على الناس ويدخل ويتزود بالاعمال الصالحة من الصلاة والصيام والطواف والصدقة والتسبيح والتحميد وقراءة القرآن وقد قال جل وعلا وما تفعلوا من خير يعلمه الله فتزودوا قال وتزودوا فان خير الزاد التقوى الزاد انواع منه ما هو زاد ايش فلوس ياخذ معه طعام اكل شرب هذا زاد لكن خير الزاد الذي يتزود به الانسان والتقوى تقوى الله عز وجل ولهذا كأن معنى الاية يقول تزودوا من طاعة الله تزودوا يا اخوان ما دمتم ممهلين لن تستمر الحياة ولن يستمر صحة تستمر الصحة ولن يصح ولن يستمر الفراغ انسان يبادر بادروا بالاعمال ستا اغتنم خمسا قبل خمس هو لا يخفى على الجميع ان ان الاجل لا يعلم به احد. فكم من انسان خرج وعنده امور خير يقول سافعلها ان شاء الله ان شاء الله سافعلها بعد ذلك. يا اخي بادر الاعمال الصالحة بادر لا لا تسوف قدم لاخرتك وتزودوا فان خير الزاد التقوى ثم قال واتقوني يا اولي الالباب تأكيد للتقوى التقوى هي فعل الاوامر واجتناب النواهي واتقوني خافوني اعملوا الاعمال التي تنجيكم التي تقربكم الي وتنجيكم من عذابي واتقوني يا اول الالباب يا اصحاب العقول قولوا اصحاب والالباب العقول الراجحة وهذا فيه يعني مدح لهؤلاء في الحقيقة الذين يتقون الله ويتوبون اليه هم اولو الالباب هم اولو العقول الراجحة ثم قال سبحانه وتعالى ليس عليكم جناح ان تبتغوا فضلا من ربكم ثبت عند ابي داود عن ابن عباس انه قرأ هذه الاية ليس عليكم جناح ان تبتغوا فضلا من ربكم فقال كانوا لا يتجرون بمنى فامروا بالتجارة اذا افاضوا من عرفات وهذا نص في ان التجارة من فظل الله عز وجل ولهذا قوله ليس عليكم جناح يعني ليس عليكم اثم ولا حرج ان تبتغوا فضلا من ربكم وهي التجارة تاجرون تبيعون وتشترون بالتجارة لا حرج وانتم حجاج لا بأس بهذا لكن بشرط ان يؤدي اعمال الحج من الاركان والواجبات يمكن ان يتاجر ويقوم بهذه الاعمال كلها ليس عليكم جناح ان تبتغوا فضلا من ربكم فاذا افضتم من عرفات الافاضة هي الدفع وقيل الدفع بقوة او الاندفاع بقوة ومنه قولهم فاض الماء يعني اذا اندفع ومنه قوله جل وعلا ونادى اصحاب النار اصحاب الجنة ان افيضوا علينا من الماء قالوا يندفع ويأتي الينا فاذا هضتم من من عرفات يعني دفعتم من عرفات بعد مغيب شمس يوم عرفة اليوم التاسع وعرفات اسم لعرفة ولا تزال تعرف بهذا المكان وقد اختلفوا في سبب التسمية قيل لان ادم عرف حواء في هذا المكان ما عرفها الا في هذا المكان. وقيل اقوال اخرى والله اعلم. الى الناس يتعارفون فيها وكل المشاعر في الحرم وداخل حدود الحرم الا عرفة لما ما هي العلة قالوا حتى يجمع الحاج بين الحل والحرام حتى اهل مكة يجمعون بين الحل والحرم يخرجون الى الحل ويعرف والله اعلم هكذا قالوا والله اعلم قال فاذكروا الله عند المشعل الحرام المشعر الحرام المراد به المزدلفة والمشعر مأخوذ من الشعيرة وهي العلامة هو مشعر يعني علامة من علامات الحج ومنسك من مناسك الحج وهو حرام لان المزدلفة من الحرم فاذكروا الله عند المشعر الحرام وذكر الله عز وجل يكون بالتلبية والتكبير والاستغفار وقراءة القرآن اذكروا الله يذكر الانسان ربه ويجتهد ولهذا النبي صلى الله عليه وسلم قام صلاة الفجر مزدلفة وكبر واكثر من الاستغفار حتى كادت الشمس ان تطلع ثم دفع صلى الله عليه واله وسلم فاذكروا الله عند المشعر الحرام واذكروه كما هداكم واذكروا الله عز وجل كما هداكم قالوا الكاف هنا للتعليل لانه هداكم واذكروا الله لانه هداكم الى مناسك الحج الى مناسك ابراهيم كما هداكم وان كنتم من قبله لمن الضالين نعم كانت العرب لا دين لها. ولهذا عندهم بقايا من دين ابراهيم لكن مثلا قريش ما كانت تقف بعرفة في الحج وما كانت عندهم معرفة بجميع احكام الحج ولهذا الواجب ان نشكر الله جل وعلا نذكره لانه هدانا نذكره بكل شيء ومنها شكره جل وعلا والتهليل والتسبيح والتلبية والتكبير وان كنتم من قبله لمن الظالين. ثم قال جل وعلا ثم افيضوا من حيث افاض الناس جمهور اهل العلم بل هو الحق الذي لا منية فيه ان المراد ثم افيضوا من حيث افاض الناس يعني افيضوا من عرفة الافاضة من عرفة وجاءني ابن عباس ما يدل على ان الافاضة هنا من المزدلفة الى منى لكن جاء في حديث صحيح في البخاري من حديث عائشة قالت كانت قريش ومن دان دينها يقفون بالمزدلفة وكانوا يسمون الحمس الحمس بضم الحاء واسكان الميم وكانوا يسمون الحمس وكان سائر العرب يقفون بعرفات فلما جاء الاسلام وامر الله نبيه صلى الله عليه وسلم ان يأتي عرفات ثم يقف بها ثم يفيض منها فذلك قوله من حيث افاض الناس لان قريش يقولون حنا الحمس والاحمس هو المتشدد في دينه فكانت قريش وما ولدت من كان من قريش او كان من ابناء بناتهم عند القبائل الاخرى هؤلاء يقفون يقول نحن اهل الحرم نحن الحمس ما نخرج من حدود الحرم فكان يوم عرفة يقف هنا بالمزدلفة ولا يذهبون الى عرفة وقال الله عز وجل ثم افيضوا من حيث افاض الناس عموم الناس الذين يفيضون من عرفة وهذا هو رأي الجمهور وهو الصواب وقال بعضهم وهنا يرد اشكال الحقيقة قوله ثم لانه مر معنا انه قال فاذا افقتم من عرفات اذكر الله عند المشعل الحرام ثم قال ثم افيضوا كيف وقد مر قد افاض ووصل الكلام انهم في في مزدلفة كيف نقول افيضوا من عرفة قالوا ان ثم هنا لعطف الجملة على الجمل لعطف الخبر على الخبر لعطف خبر على خبر ليس من باب العطف الذي يقتضي الرتبة الزمنية وانما يقف خبرا على خبر واما من قال انه الافاضة من مزدلفة فانه لا اشكال عليه لانه يراد به الترتيب على ظاهر النص ونعم. اذا الوقوف بعرفة ركن الحج قال النبي صلى الله عليه وسلم الحج عرفة وقال من وقف فيها في اي ساعة من ليل او نهار فقد تم حجه وهذا من رحمة الله والا الاصل ان الليلة تسبق اليوم اليس كذلك الليلة تسبق اليوم تقول ليلة الجمعة لكن في عرفة تمتد حتى الليلة التي بعد عرفة وتعتبر مع ان ليلة عرفة التي قبلها لكن ما فيها وقوف. الوقوف من طلوع الشمس او من بعد صلاة من بعد الزوال على خلاف بين اهل العلم لكن من رحمة الله وتوسيعه على الخلق جعل الليلة التي تليها تبع لهذا اليوم. الليلة التي تليه يوم عرفة تبع له ولهذا لو وقف قبل طلوع الفجر فجر يوم النحر يوم عشرة بخمس دقائق فقد ادرك الحج في اي ساعة من ليل او نهار قال ثم افيضوا من حيث افاض الناس واستغفروا الله ان الله غفور رحيم بالاكثار من الاستغفار في الحد وهذا دليل ان الاستغفار مشروع في كل وقت واوان في الحج وبعد الحج بل بعد العبادات هل الان الصلاة اذا انتهينا منها نقول استغفر الله استغفر الله استغفر الله فالاستغفار خير عميم الانسان يحرص عليه ومما ذكروه او يعني ورد عند الترمذي بسند صحيح عن احد الصحابة نسيت اسمه الان انه يقول اظللت بعيرا لي بالجاهلية قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم قال جهة عرفة قال فذهبت ابحث عنه فمررت بالحجاج قال فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم على جمل له في عرفة فقلت ما الذي جاء به هذا من الحمس؟ ما الذي جاء به الى هنا فدنيا الله قد وفق نبيه صلى الله عليه وسلم حتى قبل الاسلام وقبل البعثة الى الحج الصحيح والحديث صححه الشيخ الالباني وغيره في صحيح الترمذي اذا قد حج النبي صلى الله عليه وسلم قبل البعثة واما بعد البعثة ما حج الا حجة الوداع لكن حتى حجته التي قبل بعثها لم يكن مع قومه الذين لا يتجاوزون لا يتجاوزون المزدلفة بل تجاوز الى عرفة قال جل وعلا فاذا قضيتم مناسككم فاذكروا الله كذكركم اباءكم اذا قضيتم مناسككم المناسك جمعوا منسك والمراد بها اعمال الحج وقفوا بعرفة ثم المزدلفة ثم وقفوا بمنى ورموا الجمار حلقوا رؤوسهم عندهم ثلاثة ايام يتفرغون فيها للذكر ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم ايام منى ايام اكل وشرب وذكر للرحمن ذكر للرحمن يشعر الانسان بالتكبير ادبار الصلوات من فجر يوم عرفة الى عصر يوم الثالث عشر هذا ادبار الصلوات والتكبير المطلق يعني في غير اوقات الصلوات ايضا يكبر بل السنة ان يبدأ بالتكبير من اول ايام شهر ذي الحجة واليوم الاول من ليلة اليوم الاول الى عصر اليوم الثالث عشر وهو اليوم الثالث من ايام التشريق فاذا قضيتم مناسككم فاذكروا الله كذكركم اباءكم قال بعض المفسرين كذكركم اباءكم هو كما يقول الصبي دائما يقول امة امة يا امة او يا امي دائما يلهث بذكر امه يعني اكثروا والجمهور على ان المراد به وهو الحق كما كنتم تذكرون ابائكم قبل الاسلام كانوا يجتمعون ثم كل واحد منهم يبدأ يتحدث عن مآثر ابائه كنا نطعم وكان ابي يطعم كذا ويعطي كذا ويفعل كذا فيعددون مآثرهم ويتباهون ويتفاخرون فقال الله عز وجل اذكروا الله دعوا عنكم هذا كذكركم مثل ما كنتم تذكرون ابائكم ان كانوا يكثرون او او اشد من ذلك او اشد ذكرا وقالوا ان او هنا بمعنى بل بل اشد ينبغي للانسان ان يحرك لسانه يلهج بذكر الله ويستغل هذه الفرصة العظيمة خاصة يوم القر يوم القرن يوم الحادي عشر ما ما عنده شيء انتهت اعمال الحج يوم العاشر ولا ولا ينفر الا يوم الثاني عشر يوم احدى عشر متفرغ تستغل بهذه الاعمال الصحيحة بالذكر بالتكبير بالاستغفار بالتسبيح بالتحميد بالصلاة بقراءة القرآن لان منى من مكة والصلاة فيها بمئة الف صلاة الحرم كله صلى فيه بمئة الف صلاة على الراجح من قول اهل العلم فيستغل الانسان عمره لكنه يصلي الصلوات الخمس قصرا في وقتها قصرا نيويورك يعني ركعتين في وقتها الا المغرب والعشاء والفجر تصلي يعني كما هما في حال الحضر قال جل وعلا فمن الناس من يقول ربنا اتنا في الدنيا وما له في الاخرة من خلاق هذا اخبار كان من الناس يقولون كان بعض الاعراب اذا حجوا وقفوا وصلوا هذه الاماكن المقدسة يقول اللهم اجعله عاما خصبا اللهم اجعله ماء الله اجعله عاما مطيرا اللهم اجعله فيه سعة بالرزق فكانوا يسألون الدنيا كما لو ان احدا بس يدعو يعرف اللهم زوجني اللهم كثر مالي اللهم اعطني لا لكن انظروا الى الصواب ومن الناس ومنهم من يقول ربنا اتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقنا عذاب النار هذا الوجه تدعو بخيري الدنيا والاخرة حسنة يشمل كل شيء حسن لا اثم فيه ولا قطيعة رحم من خيري الدنيا وخير الاخرة اجتهد في الدعاء يسأل الله ان يزوجه وان يغنيه وان يقضي دينه وان يصلح ولده وان يشفيه وان يعافيه ويدعو الله عز وجل بما يتعلق بالاخرة نسأل الله النجاة من النار دخول الجنة وحسن الخاتمة. توفيق العمل الصالح الى غير ذلك ولهذا الله عز وجل اخبر عن الصنف الاول قال وما له في الاخرة من خلاق. ومنهم من يقول ربنا اتنا في الدنيا وماله في الاخرة من خلق. ايضا قال في الدنيا ما قال حسنة. قد يدعو بقطيعة وماله في الاخرة من خلاق الخلاق هو النصيب والحظ ما له في الاخرة من حظ ولا نصيب ولا يدعو بشيء من امر الاخرة ثم قال ومنهم وهذا هو الذي يجب ومنهم من يقول ربنا اتنا في الدنيا حسنة ما هو اي شيء في الدنيا ما يسأل الله بقطيعة رحم او باذن او بامر محرم وفي الدنيا وفي الاخرة حسنة ولهذا يقول الشيخ ابن عثيمين رحمه الله حسنة الدنيا كل ما يستحسنه الانسان من الدنيا مثل الصحة وسعة الرزق وكثرة البنين والزوجات والقصور والاموال ونحو ذلك وحسنة الاخرة الجنة وقيل بل كل ما هو حسن في الاخرة تدخل فيه الجنة ويدخل فيه تبييض الوجوه وثقل الموازين واخذ الكتاب باليمين وهذا هو الصواب في الاخرة حسنة الجنة وكل الامور الحسنة التي يجعلها الله لاولياءه هكذا ينبغي ان يدعو الانسان قال وقنا عذاب النار فوق ذلك قنا عذاب النار هذا يؤيد المراد بالحسنة في الاخرة انها الجنة وقنا عذاب النار اجعل بيننا وبينه وقاية واصرفه عنا يا رب العالمين. ثم قال اولئك لهم نصيب مما كسبوا اولئك ايدعون بهذا الدعاء لهم نصيب لهم حظ يعطيهم الله عز وجل ويرزقهم لهم نصيب مما كسبوا حظ عظيم مما كسبوه وعملوه والله سريع الحساب اي حسابه سريع اذا حاسب الخلق ففي يوم القيامة يحاسب الاولين والاخرين الرجال والنساء والكبار والصغار والكفار والمؤمنين سبحانه وتعالى وهو على كل شيء. ويحاسب الجن ويحاسب البهائم واذا الوحوش حشرت هو سريع الحساب وقال بعضهم ان الله سريع حساب والله سريع حساب يقول المراد قرب الحساب سريع الحساب يعني سيأتيكم سريع سيأتيك قالوا لان كل ما هو ات فهو قريب ولكن حملها على الاول اظهر والله اعلم. هذا ظاهر اللفظ ثم قال ثم قال جل وعلا واذكروا الله في ايام معدودات واذكروا الله في ايام معدودات الايام المعدودات هي ايام التشريق الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر والمعلومات نعم ايه ايام التشريق الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر هي ايام منى ايام التشريق هي ايام منى وايام المعلومات والمراد بها عشر ذي الحجة عشر ذي الحجة فالله جل وعلا يأمرنا بان نذكر الله قال شيخنا الشيخ ابن عثيمين يشمل كل ما يتقرب به الى الله كل ما يتقرب به الى الله افعلوه في هذه الايام المعدودات فاجتهدوا في الصلاة في التكبير في التهليل في التسبيح في الصدقة ان تيسر لكن الطواف لا ينبغي النبي بقي في في منى ولم يخرج للطواف والا الطواف ايضا يتطوع به واذكروا الله في ايام معدودات فمن تعجل في يومين فلا اثم عليه ومن تأخر فلا اثم عليه لمن اتقى من تعجل في يوم وهو الحادي عشر والثاني عشر وقال يومين من باب التغليب والا اليوم الثاني نصفه وهذا والله اعلم يدل على ايضا على انه لا يجوز الرمي قبل الزوال لان من تأجل رمى بعد نصف الليل او بعد طلوع الفجر او عند شروق الشمس ما ما اتى الا بيوم واحد يوم ولا اكمل اليومين ولهذا لا يجوز الرمي قبل الزوال على الصحيح من قول اهل العلم كان النبي صلى الله عليه وسلم يتحين وينتظر زالت الشمس فيقول خذوا عني مناسككم والناس ما لهم حد يقفون عنده. من يقول زحام سيزدحمون ايضا عند طلوع الشمس الفجر يزدحمون عند الفجر نصف الليل سيزدحمون عند نصف الليل ولهذا انا رأيت كثير من الحجاج يتزاحمون نصف الليل لليلة هلأ لليوم الذي يليها بعض المذاهب يفتونهم بهذا. يتزاحمون الساعة الثانية عشر ليلا والرمي الساعة الثانية عشر ظهرا بعدها بثنتي عشرة ساعة ما في حد يوقف عنده لكن خذوا عني ما نتأسى بالنبي صلى الله عليه واله وسلم فمن تعجل في يومين فلا اثم عليه ليس عليه اثم وقد تم حجه ومن تأخر فلا اثم عليه ايضا لمن اتقى؟ قال بعض اهل العلم لمن اتقاه خاص باليوم الاخير وهو حث على التأخر وهو من التقوى لان فيه زيادة اعمال في زيادة رمي وفي زيادة مبيت وقال بعض اهل العلم لمن اتقى راجع عن اليومين كليهما على القولين كليهما. من تعجل في يومين واتقى الله فلا اثم عليه. وهو مأجور. ومن تأخر في ثلاثة ايام واتقى فلا اثم عليه والدليل على ان العمل لا يقبل الا بالتقوى لابد ان يكون الانسان متقيا لله جل وعلا في اعماله كلها قال واعلموا انكم اليه تحشرون انكم ستحشرون ايه والحشر هو الجمع تحشرون تجمعون ثم اولا تبعثون ثم تجمعون بين يدي الله عز وجل ويجازيكم على اعمالكم ثم قال سبحانه وتعالى ومن الناس من يعجبك قوله ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويشهد الله على ما في قلبه وهو الد الخصام ومن الناس من هنا للتبعيض ومراد بعض الناس وهم المنافقون وان يقولوا تسمع لقولهم ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا يعني اذا تكلم في امور الدنيا بمصالح الدنيا وبهذه الامور يعجبه قوله بليغ يعلم اشياء كثيرة وماله ويشهد الله على ما في قلبه. بعضهم قال في الدنيا ليس خاص بامور الدنيا بل في هذه الدنيا يقول لك اشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله انه مسلم وانه مؤمن فيعجبك قوله لانه اتى بالشهادتين واتى بالاعمال الصالحة ويشهد الله على ما في قلبه. يقول والله يشهد على ما في قلبه. الذي يقوله بلساني هو في قلبي فانا مؤمن كما اقول لا اله الا الله هذا في قلبي وليس في لساني الدليل ان في نفسه شيء ما الذي جعله يقول؟ يشهد الله على ما في قلبه دائما الكذاب والذي عنده شيء يقول يقول والله العظيم مين قال لك تحلف عنده مشكلة كاد المريب ان يقول خذوني فالحاصل انهم يعجبك قوله بالنطق بالشهادتين او اذا تكلم بالدنيا يحسنها ويشهد الله على ما في قلبها انه من اهل الايمان واهل التقى وانه صادق فيما يقول قال وهو الد الخصام الد الخصام الالد هو شديد الخصومة والخصام المخاصمة قال والمعنى هنا وهو شديد بالخصام جديد في المخاصمة يعني ما عنده الا المخاصمة لكن هذه ما هي من علامات الخير ولهذا جاء في الحديث الاخر ابغض الرجال الى الله الالد الخصم يعني صاحب اللدد في الخصومة واذا خاصم يخصم غيره هذا لا ليس علامة خير ولهذا شر الناس من ودعه الناس اتقاء فحشه بعض الناس يظن اذا كان طويل اللسان ويسكت غيره ويسكت ان هذا خير ما هو بصحيح المؤمن اي لا يكاد يبين العبرة بقول الحق العبرة بقول الحق قال جل وعلا ويشهد الله على ما في قلبه وهو اشد وهو الد الخصام وقال بعض العلماء الد الخصام يعني هو اعوجهم واكذبهم واكذبهم عند المخاصمة يعوج في الكلام ويكذب فهو الد الخصام الد اي اعوج المخاصمين واكذبهم بانه منافق. يقول بلسانه ماذا يقول في قلبه ثم قال جل وعلا واذا تولى سعى في الارض ليفسد فيها. اذا تولى هذا المنافق اي ذهب وادبر وبعد عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن الصحابة وعن اهل الخير تولى سعى في الارض ليفسد فيها ومر معنا ان السعي في الارض هو العمل فيها بالمعاصي فاذا تولى صار يعمل الاعمال الفاسدة المعاصي لانه منافق يبطل الكفر ويظهر الاسلام. واعماله كلها فاسدة ليفسد فيها اذا هو يعمل يعمل بالارض في المعاصي نعم ويهلك الحرث والنسل ويهلك الحرث والنسل الحرف الزرع ولنسل الاولاد الذرية قالوا ان العمل بالارض بالمعاصي بالافساد وهو المعاصي يتسبب في اهلاك الزروع وموت الذرية لان الله يؤاخذ العباد وما اصابكم من مصيبة فبما كسبت ايديكم ويعفو عن كثير فالذنوب والمعاصي سبب لهلاك الزروع وسبب ايضا لموت الذرية والايمان والتقوى سبب للخير. كما قال جل وعلا ولو ان اهل القرى امنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والارض ولكن كذبوا فاخذناهم بما كانوا يكسبون هذا والله يا اخواني اخوة لا نلوم الا انفسنا الان ناس تأمل من الذنوب والمعاصي وترى القطر لا يأتي الماء لا يأتي الزروع ليست بركة الزروع السابقة الوفيات كثر هذا كله بسبب الفساد بسبب الذنوب والمعاصي وتختلف قلة وكثرة واعظم الذنوب واشدها واشرها الشرك والكفر بالله عز وجل هذا اشدها واعظمها فالحاصل ان هذا المنافق هؤلاء المنافقون يسعون بالارض بالفساد بالذنوب والمعاصي وهم كفار وفعلهم هذا في الارض يتسبب في اهلاك الحرث الزروع وكذلك هلاك الذرية كما هو ظاهر القرآن ويهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد باثبات صفة المحبة لله والله لا يحب الفساد ولا يحب المفسدين. كما قال في اية اخرى فالله لا يحب المفسد ولا يحب الفساد سبحانه وتعالى وكونه يخبر انه لا يحب ذلك هذا ايضا فيه النهي عن الفساد والتحذير منه لان المؤمن يحرص على ما يحبه ربه وما يرضيه وما يرضي الله جل وعلا ثم قال واذا قيل له اتق الله اخذته العزة بالاثم. هذا المنافق اذا قيل له اتق الله اذا قيل له اتق الله يعني اجعل بينك وبين عذاب الله وقاية. امن ادخل في الايمان اتركوا الكفر اخذته العزة بالاثم العزة الانفة عنده انفه وعنده حمية وترفع فلا يستجيب ما يستجيبوا لان فيه في صدورهم كبر ما هم ببالغين الكفار وكانت المنافقون لان لان المنافقين كفار في الحقيقة هؤلاء فيهم كبر بترفع واستكبار فاذا قيل له اتق الله اخذته العزة بالاثم. والمؤمن اذا قيل اتق الله سمع واطع اللهم اجعلني من المتقين ولهذا يحذر الانسان بعض الناس اذا كنت تماريه فقلت له اتق الله قال انا اتقى من مئة الف مثلك لا يا اخي استجب كن من المتقين واذا قيل له اتق الله اخذته العزة بالاثم فحسبه جهنم حسبه اي يكفيه وقل حسبي الله اي الله كافي فحسبه جهنم يعني يكفيه عذاب جهنم سيعذبه الله بها فحسبه جهنم ولبئس المهاد بئس الوطاء لانها مثل المهاد الذي يكون للصبي ينام عليه فالكافر تكفيه يكفيه عذابا ان الله عز وجل يدخله النار ويجعل له تحتها ويجعل له فيها وتحته مهادا يكفيه ذلك. وجهنم اسم من اسماء النار او النار لها عدة اسماء جهنم ولظع والسعير والحطمة عدة اسماء قالوا هي اسماء لمسمى واحد لكن كل اسم يدل على وصف ليس في الاسم الثاني وجهنم يقولون يدل على شدة الظلمة جهنم يقولون المراد به انها نار شديدة ظلمتها سوداء نعوذ بالله لسواد اعمالهم الجزاء من جنس العمل ولا بئس المهاد ومن الناس من من يشري نفسه ابتغاء مرضات الله يشري ان يبيع هنا يشتري نفسه يعني يبيع نفسه كما قال جل وعلا وشروه بثمن بخس يعني باعوه بدراهم لان بان شرع من الاضداد تأتي لاخذ الشيء وتأتي لبيعه والسياق يدل عليها وهنا قال المفسرون ومن الناس من يشري نفسه قالوا يعني يبيعها في طاعة الله عز وجل ولهذا قال ابتغاء مرضات الله يبيعها ابتغاء مرضاة الله يعني يبيع نفسه بان يقوم بالاعمال الصالحة التي تقربه الى الله ويقصد بذلك ابتغاء مرضات الله يبتغي ويطلب ما يرضي الله جل وعلا ويجعله عنه راضيا والله رؤوف بالعباد والرؤوف هو اشد الرحمة فالله شديد الرحمة بعباده والله رؤوهم بالعباد في الدنيا والاخرة لكن المؤمنون رأوهم بهم في الدنيا وبالاخرة ولا حتى حتى الكفار الله رؤوف بهم في هذه الحياة ان الله بالناس لرؤوف رحيم سبحانه وتعالى فالحاصل انه لما ذكر حال المعرض والمنافق عن عن الله وما اعده له من العذاب اردفه ببيان حال المؤمن التقي الذي يجتهدوا في طاعة الله وهذا من اجل هذا يسمى القرآن مثاني يذكر الشيء ويثني بظده فذكر الكفار ثم ذكر ضدهم وما اعده لهم ثم قال جل وعلا يا ايها الذين امنوا ادخلوا في السلم كافة وقرأ بفتح السين ادخلوا في السلم كافة كافة وفي السلم كافة وهما قراءتان بمعنى واحد لغتان في في الكلمة يقال السلم ويقال ويقال السلم والمراد به الاسلام المراد به الاسلام والاستسلام لله بالتوحيد والانقياد له بالطاعة والخلوص من الشرك ادخلوا في السلم اي اي الاسلام وهو الاستسلام لله ظاهرا وباطنا يستثني من الله في ظاهره وفي باطنه ادخلوا في السلم كافة يعني جميعا لا يتأخر احد وهذا دليل ان الناس كلهم مخاطبون بالاسلام ولهذا الامة الموجودة الان مسلمهم وكافرهم كلهم من امة النبي صلى الله عليه وسلم لكن هناك امة اجابة وهم الذين امنوا واسلموا وهناك ام الدعوة مدعون بالاسلام يدعون الى الاسلام ويدل على الحديث قال النبي صلى الله عليه وسلم والذي نفسي بيده لا يسمع بي من هذه الامة يهودي ولا نصراني ثم لا يؤمن بي الا حرم الله عليه الجنة او كما قال النبي صلى الله عليه وسلم. هذه الامة كلهم من امة النبي صلى الله عليه وسلم لكن منه امة اجابة وهذه التي تأتي النصوص في مدحها والثناء عليها ومنهم امة دعوة مدعوون بالاسلام قال جل وعلا ولا تتبعوا خطوات الشيطان مر معنا بالامس الخطوات جمع خطوة او خطوة ان الخطوة بالفتح هي المرة الواحدة والخطوة هي ما بين القدمين. والمراد مسالك الشيطان وطرائقه التي يدعو اليها انه لكم عدو مبين. انه اي الشيطان لكم عدو ظاهر العداوة مبين بين ظاهر لا خفاء فيه كما قال جل وعلا ان الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا ثم قال جل وعلا فان زللتم من بعد ما جاءتكم البينات فاعلموا ان الله عزيز حكيم ان زللتم يعني وقعت في الزلل وهو الخطأ وعدلتم عن الحق الى غيره زل يزل يعني عدل وقع في الزلل والخطأ فان عدلتم او ملتم على الحق ووقعتم في الزلل والخطأ من بعد ما جاءتكم البينات بينات جنوبية وهي الدلائل التي تدل على الله عز وجل من ارسال الرسول وانزال الكتاب وغير ذلك من الايات البينات تدل على ان دين الله هو الاسلام يجب ان يعبد الله وحده لا شريك له فاعلموا ان الله عزيز حكيم فاعلموا ان الله عزيز حكيم العزيز الذي لا يغالب والحكيم في اقواله وافعاله واقداره وهذا فيه تحذير وتهديد اي فاحذروا من العزيز القوي الذي لا يغالب واذا اراد شيئا انفذه جل وعلا ولهذا من العزة والقوة والصلابة ولهذا قال عزيز او ارض عزيزة اذا كان فيها قوة وهو حكيم جل وعلا ايضا انما ياخذون الناس باعمالهم فهو حكيم بافعاله واقواله واقداره جل وعلا ويضع كل شيء موضعه ثم قال هل ينظرون الا ان يأتيهم الله في ظلل من الغمام هل ينظرون هذا استفهام بمعنى ان بمعنى النفي تقديره ما ينظرون ما ينظرون هل ينظرون الا ان يأتيهم الله يأتي الله لفصل القضاء يوم القيامة وهو اتيان حقيقي كما اخبر الله جل وعلا يليق بكماله وجلاله ولا يجوز تأويله وهذا دلت عليه نصوص اخرى كما قال جل وعلا وجاء ربك والملك صفا صفا وقال جل وعلا هل ينظرون الا ان تأتيهم الملائكة او يأتي ربك او يأتي بعض ايات ربك لماذا نأوله لان المؤول تصور جسم شبه فلما جاءت مثل هذه الصفات قام في ذهنه المعنى الفاسد انه مثل اتيان المخلوق فعطل لكن اهل السنة والجماعة يقولون ليس كمثله شيء وهو السميع البصير هذي اية اصل يا اخي الله جل وعلا قال ليس كمثله شيء لكن ليس معنى ذلك انه لا وجود له. قال وهو السميع البصير هكذا معنى الكلام هو السميع وهو البصير ولكن ليس كمثله شيء. اذا لابد ان نثبت الصفات نفوظ الكيفية فنقول يجيء الله مجيئا حقيقيا كما اخبر ويأتي اتيانا حقيقيا والله على كل شيء قدير في ظلل من الغمام. الظلل هي ما يظلك من فوقك والغمام هو السحاب وقيل هو السحاب الابيظ الرقيق هذا هو الغمام وفي هنا كما يقول الشيخ بن عثيمين وغيره يقول بمعنى مع والمراد انه يأتي الله عز وجل مصاحبا له معه الغمام لانه لا يتصور ان تكون ظرفية لان الله جل وعلا اكبر من ان يحيط به شيء لا يحيط به شيء الا واحد الكرسي يقول الله عز وجل عنه وسع كرسيه السماوات والارض الكرسي وسع السماوات والارض كلها مع ان الكرسي صح عن ابن عباس انه موضع قدمي الرحمن وقال ما السماوات السبع في الكرسي الا كدراهم سبعة دراهم حديد القيت في فلاة صحراء ما تسوي شي قالوا واما العرش لا يقدر قدره الا الله والله فوق العرش ولهذا نقول الله اكبر في صلاتنا. يعني اكبر من كل شيء ولهذا بعضهم الذين ينفون مثل هذا تصوروا انه اذا قلنا انه في السماء وينزل الى السماء الدنيا ان السماء تحيط به يا اخي ليس كما ادري شي ريح بالك الله قال لك هذا تتعبد لله بقوله ليس كمثله شيء لا تحمل هذا العقل في كيفية صفات الله جل وعلا ولكن اعمل لا تكذب القرآن نعم هل ينظرون الا ان يأتيهم الله في ظلل من الغمام الظلل هو ما يضلك من فوق والغمام هو السحاب الابيظ الرقيق او السحاب والملائكة يعني معطوفة على الله الا ان يأتيهم الله والملائكة وتأتي الملائكة. وجاء ربك والملك صفا صفا. تأتي تنزل ملائكة السماء الدنيا فتحيط بالناس ثم تأتي ملائكة السماء التي تليها وتحيط من ورائهم في ذلك اليوم يوم الجزاء والمحاسبة يوم القيامة قال جل وعلا وقضي الامر قضي الامر اي شأن الخلائق فريق في الجنة قضي شأنهم فحوسبوا وجوز ففريق في الجنة وهو فريق في السعادة في السعير والى الله ترجع الامور ترجع اليه جميع الامور ومنها شؤون الدنيا والاخرة ومرد الناس فهو الملك جل وعلا وهو الرب وهو المالك للخلق بل ترجع اليه الامور كلها الكونية والشرعية فسبحانه وتعالى ثم قال سبحانه وتعالى سلبني اسرائيل كم اتيناهم من اية بينة سل بني اسرائيل هذا سؤال توبيخ وتبكيت لاقامة الحجة عليهم تا لبني اسرائيل كم اتيناهم؟ كم هنا للتكثير كم اتينا من الايات الكثيرة كم اتيناهم من اية بينة علامة ظاهرة بينة ظاهرة تبين عن نفسها وجاءهم علامات كثر تدل على على الله جل وعلا وعلى صدق رسوله وعلى الحق ولم يتبعوها ثم قال ومن يبدل نعمة الله من بعد ما جاءته فان الله شديد العقاب. من يبدل نعمة الله قالوه. نعمة الله هي الاسلام فمن يبدلها بالكفر بعد ان هداه الله الى هذه النعمة وانعم عليه بنعمة الاسلام وقيل ان النعمة هنا هي الايات لانها نعمة من الله. وان جاءتهم هذه الايات نعمة حتى تدلهم على الله فبدلوها غيروها ولم يؤمنوا بها ولم يقبلوها ومن يبدل نعمة الله من بعد ما جاءته فان الله شديد العقاب. تهديد وتهدير وتخويف فان الله شديد العقاب عقابه شديد اذا عاقب فيجب الحذر مما يؤدي الى عقابه سبحانه وتعالى. ثم قال زين للذين كفروا والتحسين تحسين الشي وجعله جميل في العين وجعله جميلا في العين فزين حسن وجمل في اعين الكفار الحياة الدنيا زين الذين كفروا الحياة الدنيا زينت لهم حسنت لا يرون شيئا احسن من الدنيا انما هي حياتنا الدنيا ولهذا لا يرون احسن منها ولا يؤمنون بالاخرة ولا يرون هناك شيء احسن من الدنيا زين للذين كفروا الحياة الدنيا والمرأة زينت لهم بما فيها من الشهوات وما فيها من الملذات زين له ذلك وحسن حتى صار هو همهم يأكلون كما تأكل الأنعام لا هم لهم الا هذا الامر ويسخرون من الذين امنوا نعوذ بالله هكذا اهل الضلال السخرية الاستهزاء فهم اهل الدنيا مشتغلون بها ويسخرون وينبزون ويستهزؤون من الذين امنوا اما بسبب كثرة دنياهم او حتى لو لم يكن عندهم دنيا كثيرة فانهم من سوءهم وقبحهم يستهزئون ويسحرون بالمؤمنين ولم يقتصروا على دنياهم وكل ذلك حق ويسخرون من الذين امنوا والذين اتقوا فوقهم يوم القيامة هذه هذا هو فضل الله اذا رفع الله احدا لا لا يخفضه احد فهم فوقهم مزية ورتبة وحالا وكل شيء بانهم في الجنة والجنة سقفها عرش الرحمن والنار في اسفل سافلين وكذلك فوقهم بالنعيم وبالخير والذين والذين اتقوا فوقهم يوم القيامة والله يرزق من يشاء بغير حساب يرزق من يشاء ويمن بالرزق بغير حساب. قيل بغير تقدير وقيل بغير محاسبة ما يحاسبك على رزقك الذي يعطيك ما يقول اعطيتك الشهر الماضي كذا لا يرزق بغير حساب جل وعلا وقال بعضهم لا يحاسب لا يحاسب العبد على هذا وهذا يعني فيه. اما اذا كان في الدنيا فصح فصحيح اما كان في الاخرة لا يعرض عليه الامر ولهذا هذه الاية تدل على سعة فضل الله عز وجل والرزق من الله فاطلب الرزق من الله ولكن الله عز وجل يرزق من يشاء من يريد كونا والارزاق مقسمة بين الخلق لكن لا تطلب الرزق الا ممن يملكه فاذا شاء رزقك واعطاك وسخر لك الناس فابتغوا عند الله الرزق. اطلبوا الرزق من الله اسأل الله كل شيء ونكتفي بهذا القدر الله اعلم صلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا محمد واياكم