انهم كانوا يحملونه معهم في مغازيهم فينصرون على عدوهم سلط الله عليهم عدوهم لما عصوا الله جل وعلا وكثر فيهم الفساد فسلب منهم التابوت وقد ذكروا قصصا عجيبة واضح ان ان فيها مبالغات في التابوت وكيف انه لما اخذ يعني حصل لمن اخذوه مصيبة وحصل للبلد وضعوه عند صنم فصار يعلو فوق الصنم ووضعوه في بلد اخر فاصابهم المرض فارادوا يتخلصون منه كله كلام يعني اسرائيلي يعبر عما في نفسه ولو كان لنا في ذلك خير لبينه الله لنا لكن لا شك انه كان من العلامات التابوت ثم قال فيه سكينة يعني هذا التابوت يأتيكم وفي مجيئه لكم تحصل لكم السكينة والطمأنينة وقيل بلى السكينة والمراد بها الوقار عليه هيبة هذا الصندوق وهذا التابوت وله وقار. وقيل بل انتم تحسون بانفسكم سكينة وقارا وطمأنينة وثباتا فيه سكينة من ربكم. يعني هذه السكينة من الله جل وعلا ينزلها اما على هذا التابوت او على قلوبكم انتم اذا رأيتموه وتطمئنون وبقية مما ترك ال موسى فيه ايضا بقية مما ترك ال موسى وقد تنازعوا ما هذا الشيء الذي تركه ال موسى وال هارون فقال بعضهم فيه عصا موسى وعصا هارون وقال بعضهم فيه عصا موسى وبعض رباض الالواح. بعض قطع الواح الالواح التي كتب فيها موسى التوراة وقيل بل عصاه ونعلاه وقيل غير هذا والله اعلم لكن لا شك انه كان فيه بقية شيء مما بقي من اثار ال هارون وال موسى مما تركوه هذه هي العصا او غيرها الله اعلم لكن فيه شيء وبقية مما ترك ال موسى والمخاطبون بهذا عرفوا ذلك يعني المخاطبون الذين لا بد ان يعرفون ما هو قد عرفوا ذلك ولم يخطئوا لكن نحن لا مصلحة لنا في ذكر نوعه وعينه لكن نتعظ بمجموع القصة وبقية مما ترك ال موسى وال هارون تحمله الملائكة ايضا هذا التابوت وهذا الصندوق تحمله الملائكة وتضعه بين ايديكم والله على كل شيء قدير. تحمله الملائكة ان في ذلك لاية لكم ان كنتم مؤمنين ان في ذلك لاية على صدق فيما قلت ان الله اختاره ملكا وجعل طالوت ملكا عليكم ففي هذه الايات ان يأتيكم التابوت فيه سكينة وبقي مما ترك ال موسى وال هارون وتحمله الملائكة حتى تضعه بين ايديكم هذا فيه ايات في اية ودليل على صدقه فيما قلت لكم ان كنتم مؤمنين ان كنتم مؤمنين تؤمنون بالله تصدقون باياته. هذا من قول نبيهم لهم ثم قال جل وعلا فلما فصل طالوت بالجنود قال ان الله مبتليكم بنهر فصل يعني مشى وخرج فصل يعني خرج من المكان الذي كانوا فيه قال فصلا بالجنود يعني خرج وبرز لاجل ان ان يذهب الى قتال العدو فلما فصل طالوت وهو ملكهم والذي جعل الله له الملك بالجنود اي بالجيش الذين كانوا معه ولم يأتي ذكر عددهم وان كانت الاخبار الاسرائيلية تقول كان عددهم ثمانين ورجع منهم ست وسبعون والله اعلم. لكن كان معه جنود عدد فلما فصل جاء طالوت بالجنود قال ان الله مبتليكم بنهر قال لهم طالوت او قال لهم نبيهم ان الله مبتليكم بنهار والذي يظهر انه من قول طالوت ويكون اعلمه الله واعلمه النبي نبيهم اعلمه بذلك واطلعه الله عز وجل عليه ان الله مبتليكم اي مختبركم ابتلاء بنهر نهر من الماء نمر به في طريقنا ليقالوا انه نهر الاردن ويقال نهر فلسطين والله اعلم ان الله مبتليكم بنهر فمن شرب منه فليس مني لانهم سيمرون بهم وهم عطشى محتاجون الى الماء وهذا ابتلاء من الله فمن شرب منه فليس مني ليس من حزبي وليس من جندي وانا بريء منه ولا يصحبني هذا يقوله ملكهم ومن لم يطعمه يعني لم يصب منه شيئا لم يشرب منه ولم يذق طعمه فهو مني فانه مني فهو من حزبي وجندي الذين يسحبونني في القتال ويمظون معي في قتالي لعدوي وعدوكم الا من اقترف غرفة بيده اذا كان غرفة يغرف بيده غرفا وقرأ غرفة الغرفة بالماء هل هي المرة الواحدة فالحاصل انه من شرب منه اغترف بيده يعني هذا دليل على قلة الشيء المغروف فانه الا من اغترف غرفة بيده يعني من اقترف غرفة بيده كان ضامئا عطشانا فاغترف من هذا بيده فلا حرج عليه في ذلك قال فشربوا منه الا قليلا منهم فشرب منه الجند والجيش بنو اسرائيل الذين كانوا مع طالوت الا قليلا منهم مع انهم لو كانوا من المتقين لكفاهم ان يغترفوا بايديهم ويسدون ظمأهم لكنهم كرعوا الماء وشربوا بدون غرف وهزا عن شدة مخالفتهم للحق فشربوا منه الا قليلا منهم فلما جاوزه والذين امنوا معه قالوا لا طاقة لنا اليوم بجالوت وجنوده لما جاوزه تعدى جاوز النهر وسار حتى تعداه والذين معه لانه سار بالذين لم يشربوا الا من اغترف غرفة بيده قالوا ايظا هؤلاء الذين كانوا هم احسن الموجودين لا طاقة اليوم بجالوته وجنوده هذا الجيش اوله ان خزلوا لما شربوا والبقية الباقية ايضا لما رأوا العدو جالوت ومن معه قالوا لا طاقة لنا اليوم بقتاله هذا يدل على كثرة خلل اليهود ونقولهم وضعف ايمانهم وعدم وفائهم بالعهود والا فان اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم لما قال لهم يوم بدر للانصار اشيروا علي قالوا كانك تعنينا يا رسول الله قال نعم قالوا والله لا نقول لك كما قالت بنو اسرائيل لموسى اذهب انت وربك فقاتلا انا ها هنا قاعدون. لكن نقاتل الان يمينك وعن شمالك ومن بين يديك ومن خلفك فامظ بنا لو لو خضت بنا هذا البحر لخضناه معك هذا فضل هذه الامة فضل اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم بنو اسرائيل يقول لنبيهم لا طاقة لهم بجالوت وجنود والصحابة يقول نحن معك رضي الله عنهم وارضاهم فهما خير خير الناس رضي الله عنه خير الناس قرن النبي صلى الله عليه وسلم رضي الله عنه هم الرجال حقا قال قالوا لا طاقة لنا اليوم بجالوت لا طاقة يعني لا قدرة لنا لا نطيق قتاله وقتال جنوده لانهم رأوا كثرة في العدد او العدة او غير ذلك وجالوت هو كان كان هو قائد جيش الكفار وهو المتولي شأنهم وكذلك قالوا لا نطيق جنوده. وادل انهم كان فيهم كثرة قال الذين يظنون انهم ملاقوا ملاقوا الله كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة باذن الله والله مع الصابرين الذين يظنون انهم ملاقوا ملاقوا الله يظنون هذا دليل ان الظن يأتي بمعنى اليقين لانهم لو كانوا شاكين في البعث ولقاء الله ما كانوا مؤمنين لكن مراد انهم كانوا موقنون فالظن يأتي في القرآن بمعنى الظن معنى الشك هو بمعنى اليقين فهو هنا بمعنى اليقين كما مر معنا تقرير ذلك وهم موقنون انهم سيلاقوا الله وسيقفون بين يدي وانهم سيبعثون وينشرون ويجازون على اعمالهم ولهذا يا اخوان كثيرا ما يقرن الله عز وجل بين الايمان به واليوم الاخر لان الايمان به يحمل على الاخلاص والخشية والخوف من والخوف منه واليوم الاخر يحمل على اصلاح العمل لانك اذا امنت بان هناك يوم اخر واخر غير هذه الدنيا وانه لا ينفعك الا ما قدمته في هذه الدنيا تسعى لاصلاحه ولهذا قال هؤلاء المؤمنون الخلص كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة كم هنا للتكفير اي ما اكثر ما تغلب الفئة القليلة الكثيرة باذن الله جل وعلا وهذا دليل ان مثل هذا الكلام في الحرب انه مما يحبه الله ورسوله لان فيه تشجيع للمقاتلين وتقوية لعزائمهم فالاقوال والافعال التي تؤدي الى تقوية الجيش ورفع معنوياتهم مطلوب شرعا ولهذا لما مشى ابو دجانة يوم احد لما التقى الصفان صار يتبختر بمشيته رضي الله عنه فقال النبي صلى الله عليه وسلم انها لمشية يبغضها الله الا في مثل هذا الموطن لان النفوس تتقوى الخائف لما يرى هذا يتبختر ما ما اعدهم شيئا عشان يتأثر بمن حوله لكن لو كان معهم من يقول قتلوكم كثير عددهم معهم سلاح فتاك هل يصيب الناس ارجاع ولهذا هؤلاء قالوا هذه المقولة كم من فئة قليلة غلبت فئة كبيرة اذا جمع قليلا غلبوا جماعة كثيرة باذن الله بمعيته الخاصة نعم باذن الله اي باذنه الكوني بتقدير الله كونا والله مع الصابرين هذه معية خاصة يغرون بتقدير الله باذنه الكوني القدري والله مع الصابرين معهم المعية الخاصة بنصره وتأييده وربطه على قلوبهم ثم قال جل وعلا ولما برزوا لجالوت وجنوده برزوا من البراز يعني ظهر ظهر طالوت ومن معه من بني اسرائيل وقفوا للمبارزة ظهروا لعدوهم ليلتقي الصفان لجالوت وجنوده وهو الكافر قالوا ربنا افرغ علينا صبرا قال طالوت ومن معه من المؤمنين وهم البقية الباقية ربنا افرغ علينا صبرا وربنا منادى منصوب تقديره يا ربنا افرغ علينا صبرا يعني انزل علينا صبرا فافرغ علينا صبرا اي افرغ علينا كأنه يقول املأ قلوبنا يعني سب الصبر علينا صبا حتى نثبت افرغ علينا صبرا وثبت اقدامنا واجعل اقدامنا ثابتة لا نفر ولا نتولى يوم الزحف وهذا من السنة الاستنصار عند لقي العدو الاكثار من ذكر الله وسؤال الله كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم ابو بدر فما زال يناشد ربه حتى سقط رداؤه مرارا حتى قال له ابو بكر رضي الله عنه كفاك مناشدتك ربك يا رسول الله هذا من السنة عند التقاء الصفين الاكثار من ذكر الله مع السكينة والطمأنينة والاستنصار بالله سؤالهن النصر والتمكين وانصرنا على القوم الكافرين وانصرنا واجعل النصر لنا وحليفنا فننتصر على الكافرين قال جل وعلا فهزموهم باذن الله يعني فنصرهم الله فنصر الله طالوت ومن معه من المؤمنين على الكافرين جالوت وجنوده فهزموهم باذن الله الكوني لان الله قد قضى هذا كونا وقدره قدرا سبحانه وتعالى فهزموهم باذن الله وقتل داوود جالوت وكان داود هو هو داود نبي الله داود ابو سليمان وكان من جنود طالوت وكان هذا قبل النبوة قالوا في وصفه انه كان شابا شجاعا مقداما وذكروا انه برز جالوت وان جالوت كان جبارا من الجبابرة لا يبارز احد الا قتله وانه طلب المبارزة منهم فخرج اليه داود سلطه الله عليه وقتله قال وقتل داوود جالوت ولا شك ان داود هو الذي قتله. لكن هل هو عن طريق المبارزة كما في اخبار بني اسرائيل اولى؟ الله اعلم لكن لا بأس لا مانع من مثل هذا لان هذا امر ممكن لا ينكره تنكره الشريعة يمكن الاستئناس به لا يرد الشريعة ولا يعارضها لان اخبار بني اسرائيل ثلاثة اقسام اما معارضة لشرعنا فهذه يجب ردها واما ان تكون موافقة وجاء في شرعها ما يدل عليها فيجب قبولها واما ان تكون لا توافق ولا تخالف فيجوز حكايتها كما فعل المفسرون ومنهم ابن كثير فارس الميدان لان افضل المفسرين في باب الاسرائيليات هو ابن كثير رحمه الله حقيقة هو فارس الميدان لا اعلم تفسيرا افضل منه في هذا الباب في باب الاسرائيليات فقد تجنب الكثير الكثير منه واورد كثيرا منها لكنه تعقبه وابطله ورده احيانا بالمتن واحيانا بنكارة المتن واحيانا بالاسناد واحيانا ولكن مع ذلك فاته شيء لان الكمال لله سبحانه وتعالى لكن بحق هو خير كتب التفسير والمفسرون في باب الاسرائيليات ثلاثة اقسام مكفرون مثل نجير الطبري ومثل الثعلبي في الكشف والبيان ومتوسطون كبني كثير ومعرظون عن الاسرائيليات بالتمام بالكلية مثل محمد رشيد رضا في تفسير المناب مثل طاهر بن عاشور في التحرير والتنوير اعرضوا عن الاسرائيليات تماما والوسط هو المطلوب كما قدمنا انه حكى الاسرائيليات في في القرآن سيقولون ثلاثة رابعهم كلبهم ويقولون خمس سادسهم كلبهم رجما بالغيب ويقولون السبعة وثامنهم كلبهم اذا حكى الله عز وجل هذا حتى القول الباطل حكاه لكن ابطله والصواب انه لا افراط ولا تفريط اه قال الله جل وعلا فهزموهم باذن الله وقتل داوود وجالوت واتاه الله الملك والحكمة اتى الله داود الملك فصار ملكا بعد ذلك واتاه الحكمة اي السنة فصار نبيا فاتاه الله الملك والنبوة وعلمه مما يشاء من العلم ومنه قوله جل وعلا وعلمناه صنعة لابوس لكم لتحسنكم من بأسكم وعلمه اشياء من الله عز وجل عليه بها ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الارض هذه القراءة قراءة الجمهور قرأ نافع دفاع بالالف ولولا دفاع الله وقرأ الدفع اي ولولا ان الله يدفع الناس بعضهم ببعض لفسدت الارض لكن الله يدفع الناس بعضهم ببعض كما قال جل وعلا في اية اخرى ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع وبيع وصلوات ومساجد يذكر فيها اسم الله كثيرا لكن لله حكمة يدفع الله الناس بعضهم لبعض ما يلزم المؤمنين يدفع احيانا الكافر يدفع بالكافر يدفع المسلم الكافر بالمسلم حتى بين المسلمين احيانا رجل يريد يعمل شيء لكن يدفعه الله برجل اخر يقول المشكلة هنا فلان ذا مشكلة لي فيترك هذه الاشياء من اجل ما يفعلها حكمة بالغة هذه كثير من الامور تلاحظها اذا تأمل كثيرا ما يدفع الله الناس بعضهم ببعض لحكم عظيمة ولهذا قال ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الارض عمها الفساد لانه لولا ان الناس يخاف بعضهم من بعض ويخاف الكفار من المؤمنين ويخاف العصاة من الموحدين المؤمنين الخلص المنسخة بعضهم من بعض لفازت الارض لعمها الفساد كل يعمل بما يريد من الشر والفساد لفسدت الارض ولكن الله ذو فضل على العالمين سبحان الله. الله ذو فضل ذو من وافظال وافظال على العالمين كلهم وهذا من فظله انه يدفع بعضهم لبعض حتى لا يعم الفساد والعالمين جمع عالم وهو كله موجود سوى الله ثم قال تلك ايات الله نتلوها عليك بالحق وانا كلام المرسلين. تلك ما سبق ذكره من القصص ايات علامات دلائل بينة على صدقك وانك رسول من عندنا تلك ايات الله نتلوها عليك نقصها ونقرأها عليك بالحق الباء للاصاق او الملابسة متلبسا تلاوتنا لها بالحق او هذه الايات متصل ملتصقة بالحق متصفة به متلبسة به يعني حق صدق اللامرية فيه ثم قال جل وعلا وانك لمن المرسلين وانك يا نبينا لمن المرسلين الذين اخترناهم واصطفيناهم بالرسالة ثم قال جل وعلا تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض تلك راجع على قوله وانك لمن المرسلين وانك لمن المرسلين الذين فضلنا بعضهم على بعض وقال ابن جرير بل هذا راجع لما سبق بالايات من ذكر ابراهيم وموسى وعيسى ومن سبق ذكرهم من الانبياء ومحمد صلى الله عليه وسلم فقال تلك الرسل فالاشارة الى من سبق ذكرهم وان كان قد تقدم ومنهم من قال على اقرب مذكور وانك لمن المرسلين ثم قال عن هؤلاء المرسلين تلك الرسل هؤلاء الرسل فضلنا بعضهم على بعض والامر فيه سعة لان الله عز وجل لا شك انه فضل الرسل بعضهم على بعض سواء من تقدم ذكرهم او حتى من سيأتي بتصريح باسمائهم بعد ذلك تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض كما قال جل وعلا ولقد فظلنا بعظ النبيين على بعظ واتينا داود زبورا فالدليل على تفاضل الانبياء وان بعظهم افظل من بعظ ولهذا افظل الانبياء على الاطلاق هو نبينا صلى الله عليه واله وسلم كما في الحديث الصحيح حديث منها انا سيد ولد ادم يوم القيامة ولا فخر البخاري وغيره. في الحديث الاخر قال سلوا الله علي الوسيلة فانها منزلة لا تنبغي الا لعبد من عباد الله وارجو ان اكون انا هو منزلة يغبطه عليها الاولون والاخرون وهي الشفاعة ثم يليه ابراهيم عليه السلام لانه خليل الرحمن ولهذا ما حصل على الخلة الا نبينا صلى الله عليه وسلم وابراهيم ابوه ابراهيم عليهم السلام وعلى جميع انبياء الله ولهذا في حديث الاسراء وفي الصحيحين يقول النبي صلى الله عليه وسلم انه لقي ابراهيم في في السماء السابعة اقرب ما يكون اقرب الى الله عز وجل من سائر الانبياء ووجد موسى في السماء السماء السادسة ووجد هارون في السماء الخامسة ووجد ادريس في السماء الرابعة ووجد يوسف في الثالثة ووجد عيسى ويحيى في الثانية ووجد ادم في الاولى هذا يدل على تفاضل الانبياء ولا شك في تفاضل الانبياء ولا حرج في هذا تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض منهم من كلم الله. منهم من كلم الله يعني منهم من كلمه الله مثل موسى كليم الرحمن وكلم الله موسى تكليما. ومثل نبينا صلى الله عليه واله وسلم كلمه الله التي اسري به وراجعه في امر الصلاة وفي غيرها وهذا دليل على ان هذه مزية ورفع بعضهم فوق بعض ورفع بعضهم درجات نعم فضلهم ورفعهم درجات حتى في اماكنهم كما مر معنا في ذكر حديث الاسراء والمعراج في درجة ابراهيم ارفع من موسى وموسى اربع من هارون وهكذا واتينا عيسى ابن مريم البينات اتينا اعطيناه عيسى ابن مريم ينسب الى امه لان الله خلقه اية من انثى من غير ذكر البينات جمع بينة الله وهذا دليل ان فيها بيان وايظاح والمراد الحجج والدلائل التي تدل على نبوته كابراء الاكمه والابرص واحياء الموتى وغير ذلك وما شابهه قال وايدناهم بروح القدس ايدناه اي قويناه من التأييد ايد بروح القدس وهو جبريل عليه السلام كما مر معنا تحرير ذلك وذكر الدليل عليه وايدناه بروح القدس ولو شاء الله ما اقتتل الذين من بعدهم من بعدهم من بعد الانبياء وهذا دليل على وقوع الاقتتال بين امم الانبياء من بعدهم لكنهم في وقت الانبياء لا يقتتلون لان الانبياء يأمرونهم ويحثونهم على الحق ولهذا ورد في عدة روايات في في السنة ان الصحابة يحصل بينهم خلاف فيهيج بعضهم على بعض فيسكنهم النبي صلى الله عليه وسلم لكن ما اقتتلوه في حياة النبي صلى الله عليه وسلم ما قتل بعضهم بعضا لكن بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم نعم وهذا دليل الانبياء امنة لاهل الارض كما جاء في النبي في الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم قال انا امنة لامتي واصحاب امنة لامتهم هي قال انا امنت فاذا ذهبت جاء امتي جاء انا امنة لاصحابي فاذا ذهبت جاء اصحابي ما يوعدون واصحابي امنة لامتي فاذا ذهب اصحابي اتى امتي ما يوعدون صلوات الله وسلامه وبركاته عليه ورضي الله عن الصحابة اجمعين ولو شاء الله ما اقتتل الذين من بعدهم يعني من بعد الرسل. من بعد ما جاءتهم البينات جاءتهم البيانات والدلائل تعلموا صار عندهم علم وبينة. وجاءهم جاءتهم البينات بعدم جواز اقتتال المؤمنين. بعضهم لبعض ولكن اختلفوا فمنهم من امن ومنهم من كفر. منهم من امن وبقي على ايمانه واتبع النبي ومنهم من كفر ولم يتبع الانبياء وهذا تفسير للاختلاف الذي حصل منهم قال جل وعلا ولو شاء الله ما اقتتلوا المشيئة ترادف الارادة الكونية وترادف الاذن الكوني لو شاء الله كونه لو اراد الله الله ذلك كونا وقدرا ما وقع لو اراد الا يقتتلوا ما اقتتلوا لجمعهم على الهدى اجمعين ولكن لحكمة بالغة ولهذا قتال المؤمنين او قتل المؤمن بعضهم لبعض او قتال القتال الله لا يحب قتال الظلم ولكنه شاءه كونا لا لا يريده شرعا لكن يريده كونا وقدرا والارادة الكونية لابد من نفاذها وحصولها بخلاف الشرعية فقد تحصل وقد لا تحصل قال ولو شاء الله ما اقتتلوا ولكن الله يفعل ما ما يريد جل وعلا يفعل ما يريد يحكم ما يشاء ويفعل ما يريد واذا اراد امرا انما يقول له قم فيكون ولا شك ان كل ما يريده ربنا ان في ذلك حكمة عظيمة ان ذلك لحكم عظيمة علمها من علمها وجهلها من جهلها ثم قال جل وعلا يا ايها الذين امنوا انفقوا مما رزقناكم من قبل ان يأتي يوم من قبل ان يأتي يوم لا بيع فيه ولا خلة ولا شفاعة والكافرون هم الظالمون يا ايها الذين امنوا نادى بهذا النداء العزيز الكريم على نفوس المؤمنين الذي يدل على وصفهم بالايمان وفيه شحذ لهم وتنبيه لهم لاهمية ما سيأتي من امر او نهي وما بعده هنا امر وهو الانفاق في سبيل الله ولهذا قال ابن مسعود اذا سمعت يا ايها الذين امنوا فارعها سمعا فانه اما خير تؤمر به واما شر تنهى عنه وهنا اطلق الانفاق انفقوا مما رزقناكم لكنه مقيد بما جاء في الاية الاخرى لان القرآن يفسر بعضه بعضا المجمل يقيده اخر وقد قال في اية اخرى وانفقوا في سبيل الله وسبيل الله يشمل الجهاد في سبيل الله ويشمل ما ابتغي به وجه الله كله في سبيل الله حتى لو كان من باب اعطاء الفقراء والمساكين وصلة الارحام وغير ذلك وانفقوا مما رزقناكم. نعم وهنا قال مما رزقناكم فلا منة لنا يا اخوان هو الذي رزقنا من الذي اعطانا المال والله وهادا اللي كيقول انفقوا ونبخل فهو الذي من به واعطانا اياه وقال انفقوا من رزقي الذي اعطيتكم ولكم عندي الاجر العظيم والثواب الجزيل سبحان الله ما اكرم الله وما اجود الله جل وعلا قال من قبل ان يأتي يوم وهو يوم القيامة من قبل ان يأتي يوم لا بيع فيه ولا خلة ما في بيع وتبادل للاشياء والمنافع شراء وبيع بحيث ينتفع الانسان واذا احتاج النقود او احتاج المال يذهب يبيع ويشتري فيحصل على منافع لا ما فيه بيع ذلك اليوم الناس واقفون ومجزيون باعمالهم ان خيرا فخير وان شرا فشر ولا خلة ويحتمل ان يكون البيع اعم من من من شراء السلع قد يكون ايضا البيع هنا اشتراه الايمان بالكفر اشتري قطاعة بالمعصية واشتراء النفوس في ذات الله وطاعته لا بيع فيه ولا خلة. الخلة بالضم هي هي اعلى انواع المحبة ولهذا قال الله عز وجل واتخذ الله ابراهيم خليلا وقال النبي صلى الله عليه وسلم ان الله قد اتخذني خليلا كما اتخذ ابراهيم خليلا ولو كنت متخذا من امتي خليلي لاتخذت ابا بكر خليلا ولكن صاحبكم خليل الرحمن او كما قال صلى الله عليه واله وسلم دليل الله اعطاه الخلة. قالوا وهي المودة المحبة التي تتخلل القلب حتى تملؤه فلا يبقى فيه مكان لاحد فابراهيم فنبينا صلى الله عليه وسلم ونبينا ابراهيم نبي الله ابراهيم قد ملأت محبة الله قلبيهما تخللته ودخلت في قلبيهما فلم يبق يا فلم يبق في قلبيهما مكان لاحد لقوة ايمانهم وحبهم لله جل وعلا من قبل ان يأتي يوم لا بيع فيه ولا خلة ولا شفاعة. الشفاعة الاصل فيها التوسط للغير بجلب مصلحة او دفع مضرة فذلك اليوم لا شفاعة والمراد في حق الكفار فما تنفعهم شفاعة الشافعين والا المؤمنون يشفعون كما في الحديث الذي في الصحيحين وهي احاديث متواترة حديث الشفاعة والله عز وجل شفعت الملائكة وشفع شفع الانبياء وشفع الصالحون وبقي ارحم الراحمين لهذا يقول الناظم في ذكر بعظ ما تواترت به النصوص تواتر حد التواتر القطعي قال مما تواترا حديث من كذب ومن بنى لله بيتا واحتسب شفاعة ورؤية والحوظ ومسح خفين وهذا بعض يعني هذه اما تواترت بها النصوص الشفاعة حديث من كذب مما تواتر حديث من كذب. من كذب علي متعمدا ومن بنى لله بيتا واحتسب من بنى لله بيتا ولو كمفحص قطاة بنى الله له بيتا في الجنة شفاعة ورؤية شفاعة ثبات الشفاعة وان الانبياء والصالحين والافراط يشفعون يخرج اناس من النار بالشفاعة بعد ان ياذن الله لهم ويرضى عن المشفوع له ورؤية اثبات رؤية الله والحوظ اثبات الحوظ للنبي صلى الله عليه وسلم وهذا بعض يعني ليس المتواتر فقط هذه الامور ولا شفاعة يعني ليس لهم شفاعة احد يتوسط لهم او ان هذا محمول على انه في ذلك الوقت لا يشفع لا يأذن الله عز وجل بالشفاعة لاحد ثم بعد ذلك يأذن للمؤمنين للملائكة والانبياء والصالحين في من رضي عنه لان شروط الشباعة الاذن والرضا ثم قال والكافرون هم الظالمون كافرون الكفر الاكبر هم الظالمون الظلم الاكبر الشرك ان الشرك لظلم عظيم وهذا اعظم الظلم وهو ستر الايمان واظهار الكفر وارتكابه ثم قال جل وعلا الله لا اله الا هو الحي القيوم هذه اية الكرسي الله لا اله الا هو الحي القيوم الله ذو الالوهية والعبودية على خلقه اجمعين ولا اله الا هو اي لا معبود حق الا هو. ولا اله نافية والا الله او الا هو مثبتا لا اله نافيا العبادة عما سوى الله والا هو الا الله مثبت للعبادة لله وحده لا شريك له الحي القيوم الحي الحياة الكاملة التي لم يسبقها عدم ولا يلحقها عدم وهو القيوم القائم بامر القائم بنفسه فلا يحتاج الى احد والمقيم والقائم بامر كل احد فهو قائم بنفسه ومقيم لعباده وقائم على شؤونهم وعلى تدبيرهم كل يوم هو في شأن وهو الذي يقيم الدنيا والاخرة جل وعلا الحي القيوم لا تأخذه سنة ولا نوم. السنة هو النعاس اذا صار في الرأس بداية النوم في الرأس ولا نوم النوم هو النوم المستغرق الذي يذهب معه العقل رفع القلم عن ثلاث وعن النائم حتى يستيقظ فالله جل وعلا لا تأخذه سنة وهو النعاس الخفيف لكمال قيوميته جل وعلا ولهذا جاء في الحديث الصحيح في البخاري قال النبي صلى الله عليه وسلم ان الله لا ينام ولا ينبغي له ان ينام جل وعلا لانه الملك المدبر المصرف والنوم نقص والله منزه عن النقص ولهذا اهل الجنة في الجنة لا ينامون لان النوم نقص وان كان في الدنيا هو نقص يعقبه كمال ونشاط ولهذا يأتي الانسان مرهق جدا ما يكاد يرى ولا يفعل شيء ولا يعقل بينام سويعات ثم يقوم وقد عاد له نشاطه سبحان من اعاده اليه هذا ما يدل على عظم قدرة الله جل وعلا وانه على كل شيء قدير هذا فيه عبرة لنا نحن وفي انفسكم افلا تبصرون والله ما احد يستطيع يفعل مثل هذا. ولهذا اصحاب الالات والسيارات اللي يصنعونها ما يمكن ترجع مثل ما كانت وفي وقت مثل هذا الوقت ابدا بل مع مرور الليالي والايام تضعف نحتاج الى عمل كبير ودؤوب وقد تصلح وقد لا تصلح ويأتي وقت لا تصلح لكن ينام الانسان ثم يعود اليه نشاطه وقوته وعقله سبحان العليم القدير قال جل وعلا لا تأخذه سنة ولا نوم. اذا لا يأخذه النعاس ولا ما فوق النعاس. لكمال قيوميته جل وعلا لهما في السماوات وما في الارض له جل وعلا كل ما في السماوات وكل ما في الارض له ملكا هو المالك له وخلقا هو الخالق لها وتدبيرا هو المدبر لها فكل ما في السماوات والارض له خلقه وملكة ودبره هذا دليل على عموم ملكه وانه لا اله الا هو من ذا الذي يشفع عنده الا باذنه استفهام بمعنى النفي يعني لا يشفع عنده احد الا باذنه واتحدى ان يشفع عنده احد بدون اذنه استفهام مشرب بالنفي من ذا الذي يشفع عنده الشفاعة هو التوسط للغير بجلب مصلحة او دفع مضرة فلا يتوسط احد عند الله الا باذنه يأذن للشافعي وايضا شرط اخر ولا يشفعون الا لمن ارتضى. الرضا عن المشفوع له شرط الشفاعة لها شرطان الاذن للشافعي والرضا عن المشفوع له وزاد شيخنا الشيخ ابن عثيمين قال الرضا عن الشافعي والمشفوع هذا حق الاذن للشافعي بالشفاعة والاذن عن الشافع لا بد يكون من اولياء الله وعن المشفوع له ايضا لابد ان يكون من اهل التوحيد ولا يكون من اهل النار اهل النار ما تنفعهم شفاعة الشافعية نعوذ بالله من وافق على الشرك من الذي يشفع عنده الا باذنه؟ الاذن هنا الكوني ما اذن الله به كونا وقدره كونا لانه ليس ليس شرعي ليس كل احد يستطيع يشفع عند الله يعلم ما بين ايديهم وما خلفهم يخبر عن سعة علمه جل وعلا واحاطته قال يعلم ما بين ايديهم وما خلفهم قيل ما بين ايديه يعني ما بين ما بين ايدي الخلق قيل ما بين ايديهم هي الدنيا وما خلفهم هي الاخرة فيعلم الله ما في الدنيا كله احاط به وما يحصل لهؤلاء الخلق وما خلفهم ما يكون يوم القيامة وما يحصل فيها من اهوال وقال بعضهم يعلم ما بين ايديهم المراد المستقبل وما خلفهم الماضي فيعلم وهو كالقول الاول بمعنى فالله يعلم كل شيء ما بين ايدينا وما خلفنا وهو بكل شيء عليم ثم قال جل وعلا ولا يحيطون بشيء من علمه ولا يحيطون بشيء من علمه آآ الاحاطة هي العلم بالشيء من جميع جهاته العلم بالشيء من جميع جهاته وانواعه ما احد يحيط بعلم الله كله لكن الا بما شاء احيانا يعلمهم شيئا فلا يحيط احد والاحاطة هي الادراك والاحاطة من كل جهة والله لا احد يعلم علم الله كله ولا احد يحيط به. حتى نبينا صلى الله عليه وسلم انما يعلم شيئا مما علمه الله فلا يظهر على غيبه احدا الا من ارتضى من رسول فانه يسرق من بين يديه ومن خلفه رصدا فالغيب لله جل وعلا ولله غيب السماوات والارض ولا يحيطون بشيء من علمه الا بما شاء الا بالذي شاءه جل وعلا فجاء ان يطلع نبينا وغيره من الانبياء على بعض امور الغيب كما اطلع الله نبينا على امور وان امتي سيبلغ ملكها ما زوي لي منها ما اطلعه الله عليه من امور الاخرة تيقنوا في اخر الزمان يكثر الجهل ويقل للعلم وهكذا اشياء خروج الدجال والدابة وامور نعم هذا اطلعه الله علي. ولهذا لا يجوز لاحد ان يغلو فيه النبي صلى الله عليه وسلم ويقول انه يعلم الغيب والله جل وعلا يقول له قل لا اعلم الغيب قل قل لو كنت اعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسني السوء فلا يعلم الغيب الا ما علمه الله وبهذا تعلم خطأ وخلل قول البوصيري يا اكرم الخلق ما لمن الوذ به سواك عند حلول الحادث العميم فان من جودك الدنيا وضرتها ومن علومك علم اللوح والقلم ماذا ترك لله اذا كان من علوم النبي صلى الله عليه وسلم من جوده هو الذي جاد بالدنيا والاخرة ومن علومها علم اللوح والقلم يعني احاط بالعلم؟ لا والله قال النبي صلى الله عليه وسلم اخبر عن هذا بما امره الله به قل لو كنت اعلم الغيب لاستكرتم من الخير. وما مسني السوء ولما فقد ناقته عام الحديبية وقت بيعة الرضوان بعد اصحابه قال بعض ولا يدري اين ذهبت. قال بعض المنافقين لو كان رسول الله لعلم اين اناقته ما عرف الناقة التي ضاعت ولا يدري اينها. فنزل عليه جبريل واخبره قال انها تعظد من شجرة كذا تأكل من في المكان الفلاني ما يعلم الغيب الا ما علمه الله فهو رسول صلى الله عليه وسلم رسول لا يعبد ولا يغلى فيه لكن يطاع ويتبع صلوات الله وسلامه وهذا هو الذي امرنا الله به وامرنا به النبي صلى الله عليه وسلم. قال لا تطروني كما اطرت النصارى ابن مريم انما انا عبد. فقولوا عبد الله ورسوله صلوات الله وسلامه وبركاته عليه ثم قال وسع كرسيه السماوات والارض الكرسي القول الراجح فيه انه غير العرش الكرسي غير العرش والكرسي هو موضع قدمي الرحمن كما صح عن ابن عباس ومثله مما لا يعلم بالرأي والاجتهاد فله حكم الرفع وقال به جمهور السلف وقال به من المتأخرين ابن القيم ابن تيمية وابن القيم وهو قول السلف ان الكرسي غير العرش وانه موضع قدم الرحمن وجاء في بعض الاثار انه كالمرقاة امام العرش مثل الدرجة امام العرش الدرجة التي امام الباب وهذا الكرسي مع انه موضع قدمي الرحمن وامام العرش صغير مثل الدرجة وسع السماوات كلها. وسع كرسيه السماوات والارض يسع السماوات كلها والاراضين ما تسوي شيء فيه ولهذا جاء في الحديث الاخر حسن من مجموع طرقه روي عن ابن عباس بعضهم يرفعه النبي صلى الله عليه وسلم قال ما السماوات السبع في الكرسي الا كدراهم سبعة القيت في فلاة دراهم سبعة الحديد هذا مدور فلس او نحوه والريال حديد لما ترمي سبعة دراهم في صحراء وش تساوي ما السماوات السبع في الكرسي الا كدراهم سبعة القيت في فلاة في صحراء واسعة دل على عظمة الكرسي واما العرش لا يقدر قدره لا يقدر قدره الا الله سبحانه وتعالى ولا يؤده حفظهما لا يؤده يعني لا يثقله ولا يشق عليه حفظهما حفظ السماوات والارض لا يثقله لا يشق عليه لا يكرهه يحفظهما ويدبرهما ويعلم ما فيهما من غير مشقة جل وعلا ولا يعجزه شيء وهو العلي العظيم العلي اثبات العلو لله عز وجل وان الله في جهة السماء وفي جهة العلو وهو العظيم الذي لا اعظم منه سبحانه وتعالى وهو يستوي على العرش لا لحاجة لا لحاجة بل العرش محتاج اليه سبحانه وتعالى الله اكبر الله اكبر الله اكبر الله اكبر اشهد ان لا اله الا الله اشهد ان لا اله الا الله اشهد ان محمدا رسول الله اشهد ان محمدا رسول الله حي على الصلاة حي عليه الصلاة حي على الفلاح حيال الله أكبر الله أكبر لا اله الا الله اللهم صلي على محمد اللهم رب هذه الدعوة التامة اذا هذه هذه اية الكرسي وهي اعظم اية في كتاب الله كما قال النبي صلى الله عليه وسلم في صحيح مسلم لابي يا ابي ما هي اعظم اية في كتاب الله قال الله اعلم فردد مرارا ثم قال اية الكرسي فضرب النبي صلى الله عليه وسلم في صدره فقال ليهنك العلم ابا المنذر هذه اعظم اية في كتاب الله كما ان الفاتحة اعظم سورة في القرآن ومما جاء في ما يتعلق بهذه السوء هذه الاية قبل ان نتجاوزها ان من السنة ان تقرأ دبر كل صلاة الفرائض اذا صليت الفجر تقول الاذكار ومنها تقرأ اية الكرسي وبعد الظهر وبعد العصر وبعد المغرب وبعد العشاء والدليل على هذا الحديث الذي رواه ابن السني والطبراني في الكبير بسند صححه الالباني في الصحيح والصحيح الترغيب عن ابي امامة قال قال النبي صلى الله عليه وسلم من قرأ اية الكرسي دبر كل صلاة لم يمنعه من دخول الجنة الا الموت او الا ان يموت فضل عظيم يا اخي حافظ عليها يا اخي عود نفسك وترى اذا تعودت عليه خلاص تصبح شيء طبيعي ما لها اي ثقل عليه ومن السنة ان تقرأ ايضا في الصباح والمساء كما جاء في الحديث عند النسائي وابن حبان والطبراني صححه الالباني في صحيح الترغيب وذكر قصة ان رجل كان له كان له جرين بيدر يعني ما كان يوضع فيه الحب فوجده ينقص وهو ابي بن كعب فجاء فامسك الشيطان ثم قال له ما الذي يحرزون منكم قال اقرأ اية الكرسي اذا اصبحت حين تصبح وحين تمسي يجيرك الله منا او قال من قرأ اية الكرسي اذا اصبح واذا امسى اجير منا يجيره الله من الشيطان وايضا من السنة قراءتها عند من السنة قراءتها عند النوم حديث ابي هريرة وفي البخاري معلقا وعند الترمذي بسند صحيح وفيه انه وكله بحفظ صدقة الفطر ثلاث ليال وهو يعود ثم في الليلة الثالثة قال دعني واعلمك كلماتي اذا اخذت مضجعك فاقرأ اية الكرسي فانه لا يزال عليك من الله حافظ ولا يقربك شيطان حتى تصبح فمن السنة قراءتها عند النوم وعى في الصباح والمساء ودبر كل صلاة وفضلها عظيم ثم قال جل وعلا لا اكراه في الدين لا اكراه في الدين هذا خبر من الله عز وجل لكن يحتمل شيئين يحتمل انه خبر فان الله يخبر انه لا اكراه في الدين ما يكره احد على الدين فيقال له ادخل في الدين من غير اكراه قال انا ما اريد الدين وهذا المراد غير المسلمين يعني ان لا اكراه في الناس من حيث الجملة. فان قال انا ما اريد ادخل بالدين يقال له ادفع الجزية ان قال ما اريد الجزية يقاتل يكره لكن ما ما لجأ الى الاكراه من اول مرة خير خيارين هو الذي اختار هذا الامر قالوا هذا خبر وبعضهم قال هذا خبر بمعنى النهي لا تكره احدا على الدين والنتيجة واحدة على كل حال وبعض العلماء قال هذه الاية منسوخة باية السيف وهو الامر بقتال الكفار وفي هذا نظر والله اعلم لان الاصل عدم النسخ الا اذا تعذر الجمع او ثبت الدليل في ذلك فالله عز وجل يخبر انه لا يكره في في الدين ما يكره الناس عن الاسلام. يدعون اليه ويؤمرون به طبعا هذا غير المسلم المسلم الذي يدخل في الاسلام ما يجوز له يتركه. ان تركه يقتل ردة لكن لما بعث الله عز وجل النبي صلى الله عليه وسلم ما اكره الناس وانما دعاهم. من امن قبل منه. ومن لم يؤمن قال ادفع الجزية هون اللي بده يأجز يقاتله لانه هو الذي اختاره الشر لا اكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي الرشد هنا هو الحق والغي هو الباطل والاصل في الرشد حسن المسلك وحسن التصرف وهو الاسلام قد تبين الرشد الاسلام تبين الحق تبين الدين من الباطل نعم لما ارسل الله النبي صلى الله عليه وسلم تبين ظهر وضح للناس من سمع وقرأ وعلم اطلع على هذا الدين والله لا خفاء فيه. فهو بين الرشد والخير فقد تبين الرشد من الغيب فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله. الطاغوت كل من عبد من دون الله كل ما عبد من دون الله ورضي بذلك فهو طاغوت فمن يكفر بالطاغوت يكفر بعبادته ويبرأ الى الله منه. لا يعبد احدا مع الله لا يعبد الا الله ويؤمن بالله وحده لا شريك له فقد استمسك بالعروة الوثقى الوثقى استمسك بالعروة الوثقى المحكمة الشديدة وهذا دليل على فضل التوحيد يا اخوان. ولهذا هذا من هذا من شروط لا اله الا الله الكفر بما يعبد من دون الله لا بد الله قال فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله ولابد ان نعقد قلوبنا على الكفر بكل معبود من دون الله نعقد قلوبنا على الكفر بالطاغوت على كل معبود من دون الله. والله لا نرضى ولا نعتقد انه معبود. لا معبود الا الله. لا معبود حق الا الله وحده لا شريك له فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى العروة الاصل فيها كل ما يجعل كالحلقة بطرف شيء ليقبض على الشيء فيه المراد انه مثل الحلقة عروة يمسك بها وهي وفق وثيقة ما تنفصم ما تنخرم ما تنكسر لا فصام لها قالوا لا انقطاع ولا انفكاك لها لانها محكمة قوية دليل على اهمية التوحيد كيف يحمي الله عز وجل به الانسان والله سميع عليم سميع لاقوالكم عليم بافعالكم وسميع لكل بكل شيء وعليم بكل شيء جل وعلا ثم قال جل وعلا الله ولي الذين امنوا يخرجهم من الظلمات الى النور والذين كفروا اوليائهم الطاغوت يخرجونهم من النور الى الظلمات اولئك اصحاب النار وفيها خالدون الله ولي الذين امنوا اي متوليهم والمراد الولاية الخاصة من كان الله وليه فنعم المولى ونعم النصير فالمؤمنون الله وليهم الولاية الخاصة الله ولي الذين امنوا والدليل على انها الخاصة قال يخرجهم من الظلمات ظلمات الكفر والشك والجهل والعصيان فسوق فيخرجه من من الظلمات هذه الدنيا ظلمات فالله يخرج اولياءه من الظلمات الى النور الى نور الايمان والاسلام والتوحيد والسنة فتستنير قلوبهم واعمالهم والذين كفروا اعداء الله اولياؤهم الطاغوت الذي يتولاهم ويلزمهم ويستجيبون له ويتولى امورهم الشيطان والشيطان عدو فاتخذوه عدوا فماذا يفعل بهم ما نتيجة ولاية الشيطان للكفار؟ يخرجهم من النور الى الظلمات. يخرجهم من التوحيد. من الفطرة ومن الحق الى الظلمات ظلمات الشرك والكفر والمعاصي ظلمات بعضها فوق بعض اولئك اصحاب النار اولئك الذين هم اولياء الطاغوت الذين اخرجهم الشيطان من من النور الى الظلمات اولئك اصحاب النار اي الملازمون لها ابد الاباد نعوذ بالله لا يقضى عليهم فيموتوا وما هم منها بمخرجين. هم فيها خالدون قلودا ابديا كما جاء في الاية الاخرى نعوذ بالله من النار ونعوذ بالله من الشيطان وولايته ونسأل الله ان يرزقنا ولايته ثم قال جل وعلا الم ترى الى الذي حاج ابراهيم في ربه ان اتاه الله الملك الرؤية هنا علمية يعني الم ترى الم تعلم او قلبية الم تر بقلبك تعلم بقلبك والاستفهام هنا للتقرير والتعجب استفهام تقريري تعجبي المتر الى الذي حاج ابراهيم في ربه يقال انه نمرود انه النمرود او النمرود ابن كنعان قال انه كان في بابل والله اعلم لكنه رجل حاج ابراهيم لا شك في ذلك. هل هو ملك؟ هل هو نمرود؟ هل هو غيره لا يترتب على هذا فائدة الم تر الى الذي حاج ابراهيم وهو خليل الرحمن في ربه يحاج ابراهيم في ربه لماذا لان الله اتاه الملك جعله ملكا صار له ملك عظيم صار يتصرف وقيل انه طال عمرك قيل انه ملك اربعمئة سنة فاغتر عدو الله فيحاج ابراهيم عليه السلام بالله بربه برب ابراهيم يقول ربي الملك ربي الخالق هو المعبود وحده لا شريك له. هو الذي يحيي ويميت وسبب محاجته لابراهيم لانه غلا كان ملكا فغلا وادعى الربوبية عدو الله ان اتاه الله الملك اذ قال اي حين قال له ابراهيم ربي الذي يحيي ويميت يحاجني في ربي يحاجني في الله ربي هو الذي يحيي الخلق ويميتهم يحيي كل شيء ويميته قال انا احيي واميت وهذا قاله على سبيل المعاندة ولهذا قال جمهور السلف انه اتى برجلين قد استحقا القتل قد استوجب القتل فقتل احدهما وترك الاخر قالها انا احيي واميت قتلت هذا واحييت هذا وهذا من باب الجدل لكن لابد المخاصم ينتقل الى ما هو اقوى فقال ابراهيم انظروا كيف انتقل من هذه الحجة التي حاول ان يدلس فيها مع انه كذب كلامه فقال ابراهيم فان الله يأتي بالشمس من المشرق فاتي بها من المغرب الله الله يأتي بالشمس كل يوم من المشرق انت اتي بها من المغرب قال فبهت الذي كفر انقطعت حجته قيل اخرس عن الجواب وقيل اعجز عن الجواب وقيل انقطع وبطلت حجته كل ذلك حق بهت لقوة الحجة ما يستطيع من يأتي بالشمس من المغرب ناتي بها الا الله جل وعلا مرة واحدة. طلوع الشمس من مغربها ثم تعود تخرج من المشرق فبهت الذي كفر والله لا يهدي القوم الظالمين لا يهديهم هداية التوفيق الظالمين الكافرين لانهم ظلموا انفسهم بارتكاب الكفر وهو اشد انواع الظلم ثم قال جل وعلا او كالذي مر على قرية وهي خاوية على عروشها وهذا مثل اخر معطوف على الم ترى الى الذي حاج ابراهيم والتقدير او الم ترى الى الذي مر على قرية ويقال انه حزقيل ويقال انه عزير ويقال ارميا وغيرها والله اعلم لكن يجوز حكاية هذه الاسماء او كالذي مر على قرية مسكن يقال انها بيت المقدس قرية كانت عامرة ويقال خربها بختنصر فدمرها مر على قرية وهي خاوية على عروشها الخاوي الاصل فيه الفارغ فارغة من السكان والبناء على عروشها يعني سقوفها قد تساقطت على جدرانها خوت وسقطت تهدمت من طول الزمان وهي خاوية على عروشها قال انى يحيي هذه الله بعد موتها تفكر فقال ان كيف يحيي النبي معنى كيف؟ كيف يحيي الله هذه الارض هذه القرية التي خربت خربت وهلك اهلها وتهدم بنيانها واندثر ان نحيي هذه الله بعد موتها. قيل انه حزقيل وقيل وهذا يقول شيخنا الشيخ ابن عثيمين وهذا فيه نظر بين. بل الذي يظهر ان هذا من عامة الناس لانه ما يعرف قدرة الله عز وجل لو كان نبي الله حزقيل او غيره يعرفون الله على كل شيء قدير الانبياء لكن هذا من عامة الناس او رجل رجل عامي ليس نبي قال قال فاماته الله مئة عام اماته الله والله على كل شيء قدير. ثم بعثهم من موته بعد مئة عام قال كم لبثت؟ كم بقيت وانت ميت قال يوما او قال لبثت يوما او بعض يوم يوم او نصف يوم او بعض يوم ذكر المفسرون من اخبار بني اسرائيل انه اماته الله في اول النهار واستيقظ في اخر النهار وظن ان هنا نام نومة في اول النهار والان في اخر النهار يوما او بعض يوم قال الله عز وجل بل لبثت مئة عام مكثت وبقيت ميتا مئة عام طيب لماذا قال مئة عام؟ ليش ما قال مئة سنة شو الفرق بين السنة والعام يا اخوان؟ القرآن تجده يعبر بهذا وهذا واحيانا يجمع بينهما فلبذ بهم الف سنة الا خمسين عاما. وش الفرق بين السنة والعام السنة في الشدة تكون شديدة على اهلها والعام يكون فيه رخاء عامه فيه يغاث الناس وفيه يعصرون لكن قبل سبع تنين شداد يأكلن ما قدمته لهم فالقرآن اذا عبر بالسنة فدل على الشدة ان فيها شدة. والعام فيه رخاء. ولهذا قال مئة عام ما قال مئة سنة. كان محفوظ بحفظ الله عز وجل فلبث قال بل لبثت مئة عام او بل لبثت مئة عام فانظر الى طعامك وشرابك لم يتسنه كان معه طعام ما هو قالوا تين قالوا شيء الله اعلم وش معهم كان معه طعام وشرابك وكان معه شراب عصير لم يتسنه يعني لم يتغير على ما هو عليه بعد مئة سنة ما تغير ما في ثلاجة بعد ما احطه في الثلاجة لا اله الا الله لم يتسناه. وانظر الى حمارك ولنجعلك اية للناس. ايضا وانظر الى حمارك. حماره قد مات فيقول المفسرون الاسرائيليون انه يعني اخبر بني اسرائيل انه اول ما احيا الله منه عينيه فجعل ينظر كيف جسمه يتركب ثم احيا الله حماره بعد ذلك وجعل ينظر الى الحمار والله يخلقه ويعيد اليه الحياة وانظر الى حمارك ولنجعلك اية للناس اية دليلا على المعاد على اعادة الخلق فالله اعاد هذا الرجل بعد مئة سنة دل على ان الله على كل شيء وانه يعيد الخلق ويبعثهم جل وعلا وانظر الى ولنجعلك اية للناس وانظر الى العظام كيف نشيزها ننجزها قرأت ننشزها وقرأت ننشرها ننشرها وننجزها معنى ننشرها نحييها من النشور والاحياء وننشزها قالوا نرفعها ونركب بعضها في بعض هذا اية من ايات الله انظر العظام كيف ننشزها ونحييها بعد ان كانت رميما ثم نكسوها لحما ثم يكسوها الله باللحم كساء فيصبح حيا بعد ان كان رميما فلما تبين له قال اعلم ان الله على كل شيء قدير لما تبين لهذا الرجل قال اعلم الان علمت واعلم ان الله على كل شيء قدير قال شيخنا الشيخ ابن عثيمين هذا دليل على انه ليس بنبي لانه ما علم ان الله على كل شيء قدير الا بعد ان رأى هذه الايات الانبياء لا تخفوا عليهم قدرة الله عز وجل. يعلمون الله على كل شيء قدير وقرأت اعلم قال اعلم ان الله على كل شيء قدير. وهي قراءة صحيحة فالحاصل ان هذه الاية تدل على قدرة الله عز وجل وانه على كل شيء قدير. وفيها دليل على قدرة الله عز وجل على خلق الموتى واحيائهم واعادتهم. ونكتفي بهذا هذا القدر والله اعلم وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا محمد