بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. الرحمن الرحيم صلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين اما بعد يقول الله جل وعلا في سورة البقرة واذ قال ابراهيم ربي ارني كيف تحيي الموتى قال اولم تؤمن؟ قال بلى ولكن ليطمئن قلبي قال فخذ اربعة من الطير فصرهن اليك ثم اجعل على كل جبل منهن جزءا ثم ادعهن يأتينك سعيا واعلم ان الله عزيز حكيم واذ قال ابراهيم اي واذكر وقت او حين قال ابراهيم عليه السلام وهو خليل الرحمن اذ قال مناديا ربه ربي اي يا ربي ارني كيف تحيي الموتى سأل عن كيفية الاحياء لا عن امكانية الاحياء يعلم ان الله يحيي الموتى وانه على كل شيء قدير لكن سأل عن الكيفية وهذا فرق دقيق سأل عن الكيفية كيفية احياء الموتى ربي ارني كيف تحيي الموتى فقال الله عز وجل له اولم تؤمن وهذا استفهام تقريري يقره لكن ليس معناه انكاري على ابراهيم بدليل ان الله عز وجل اجاب ما طلب قال اولم تؤمن؟ قال بلى ولكن ليطمئن قلبي ولكن ليطمئن قلبي وهذا دليل كما قال اهل العلم قالوا ان اليقين قالوا ان اليقين ثلاث درجات اليقين ثلاث درجات علم اليقين وعين اليقين وحق اليقين العلم درجات ثلاث علم اليقين وعين اليقين وحق اليقين وكلها جاءت في كتاب الله عز وجل فاما علم اليقين كما قال الله جل وعلا كلا لو تألمون ثم كلا كلا لو تعلمون علم اليقين هذا علم اليقين لترون الجحيم ثم لترونها عين اليقين هذي اعلى درجة وحق اليقين جاء في اية اخرى وانه لحق اليقين اعظمها واعلاها تيقنا هو حق اليقين بعده عين اليقين بعده علم اليقين. مثاله كما ذكر ابن القيم قال مثلا لو انك قلت لرجل عندي عسل عندي عسل وهذا الرجل يثق بك انك ثقة فهذا يسمى علم اليقين. يعني علم يقينا ان عندك عسل علم لانك ثقة عنده ثم لو اخرجت له العسل ورأى العسل بعينه فكان هذا ايش عين اليقين لانه رآه بعينه لو انه اكل منه ذاقه لكان هذا حق اليقين فابراهيم عليه السلام ما كان شاكا وانما سأل عن الاحياء ليزداد ايمانه يطمئن قلبه قلب يطمئن ويزداد كلما كثرت الادلة يزداد ولهذا قالوا الطمأنينة هي الاستقرار وذلك بكثرة توارد الادلة الطمأنينة هي الاستقرار النفس قلب وذلك بتوارد الادل وذلك بكثرة توارد الادلة اليقينية علي ولكن ليطمئن قلبي قال الله عز وجل فخذ اربعة من الطير اربعة من الطير ولم يسمه لنا جاء من بعظ المفسرين تسميات لكن ما عليها دليل وجاء عن ابن عباس انه قال هي الغرنوق تعرفون الغرنوق ولا لا يسمونها النورس والنورس طائر ابيض معروف قال الغرنوق والطاووس والديك والحمامة هذي اربعة الطير الاربعة الطيور الاربعة التي ذكرها الله عز وجل في هذه الاية هكذا جاء عن ابن عباس وجاء عنه ايضا انه قال اخذ وزا ورألا والرأل هو فرخ النعام وديكا وطاووسا وجاء عن مجاهد وعكرمة قال كانت حمامة وديكا وطاووسا وغرابا الله اعلم اربعة من الطير ولا هوب لازم نوعها لان هذا القرآن يا اخوان فيه تبيان لكل شيء والله كل شيء نحتاج اليه ولنا في ذلك مصلحة بينه الله عز وجل لنا اما نصا واما بالقياس على النصر موجود ولكن هذه ما فيها مصلحة ترتب عليها لكن لو حكيت في التفسير لا حرج كما قدمنا اكثر من مرتين او اكثر لان الله حكى قصة اصحاب الكهف كم عددهم ثلاثة الرابعة هم كلبهم. خمسة سادسهم كلبهم. رجما بالغيب الحكاية لو حكاها بعض المفسرين لا ينكر عليه هذا آآ وبالمناسبة هناك سؤال او بعض الاخوان استشكل يقول كيف وقال محمد رشيد رظا وطهر ابن عاشور كيف يقال انه لا يأخذ من الرواية الاسرائيلية وقد نقلوا في كتبهم من التوراة بتفاسيرهم نقول فرق بين ان ينقل الاخبار الاسرائيلية كما نقلها العلماء السابقون وبين ان ينقل من التوراة التي يعتقد انها كتاب موسى الذي انزله الله عليه هذا اذا ثبت هذا واظن هناك نقل او نقلان شيء قليل لكن هذا المعروف وقد ذكر هذا الكلام الذي قلته ان هذين المفسرين اعرض عن الرواية الاسرائيلية ذكره جمع من اهل العلم ومنهم شيخنا الشيخ ابن عثيمين رحمه الله نص على هذا في اصول في التفسير وايضا احد الاخوة سألني سؤالا واجبت عليه يقول الشيخ السعدي من ايهم من المكثرين والمتوسطين من المقلين قلت له الشيخ سعدي تفسيره يختلف تماما رجل يعتني بالمعنى الاجمالي ويعبر بنفسه. يعبر من قبل نفسه ولهذا لا تجد في تفسير السعدي قال ابن عباس قال ابن عمر قال ابو هريرة قال مجاهد قال عكرمة ابدا اعرظ عن الاقوال كلها لانه تفسير بالمعنى الاجمالي بالمعنى الجملي يعني يذكر المعنى ثم يصوغه باسلوبه هو رحمه الله وقد اتاه الله قدرة ومنزلة عظيمة في هذا الباب واظن من الاسئلة ايظا احدهم سألني ولم اجب عليه ما هو الفرق بين التفسير الموضوعي والتحليلي وباختصار التحليلي هو الذي يحلل الكلمة لما يأتي يفسر الاية تقريبا اشبه بطريقتنا الان وان كان فيها اختصار يذكر المعنى اللغوي للكلمة وتعريفها الاصطلاحي معناها في الاية والقراءات والاعراب يحلل الاية كلها من كل الوجوه يذكر الاحكام واما الموضوعي هو ان يأتي على موظوع اما في سورة واحدة او في القرآن كله. فمثلا يأتي على النفاق يريد يحصر الايات الواردة في المنافقين فيستعرض القرآن كله ويجمع كل الايات الواردة في المنافقين او موضوع خاص بالسورة نفسها مثلا كما اشرنا انه لو انسان اخذ يعني عصيان اليهود او معصية اليهود من خلال سورة البقرة او تمرد اليهود على الاوامر من خلال سورة البقرة. اي تفسير موضوعي. جمع الايات الخاصة بتمرد اليهود لكن خاص بالسورة اه يقول الله جل وعلا قال فخذ اربعة من الطير فصرهن اليك الصور الصور في اللغة الاصل فيه الميل الاصل في الصور في اللغة العربية الميل يقال رجل يثور عنقه الى كذا يعني يميل عنقه الى كذا ومنه واظن لا يزال يعرف عند بعض الناس يقولون فلان رجل اصور الذي في عنقه ميل يكون اصفر هذا رجل اصور يعني في عنقه ميل يمين فالاصل هو في السور هو الميل قالوا ومنه عصفور تصور قالوا وهو الذي يميت وهو الذي يجيب الداعي عصفور صوار يعني اذا طلبته جاء اليك هنا نفهم منه انه قال فصرهن اليك يعني استملهن. اطلبهن ثم اقتلهن قطعهن ثم اجعل على كل جبل منهن جزاء وعلى هذا تدور عبارات المفسرين قال بعض المفسرين ضمهن اليك قال بعضهم بعضهم املهن املهن اليك واجمعهن ومنهم من قال امنهن واضممهن والعبارات متقاربة فصرهن اليك يعني عملهن اليك وضمهن اليك ثم اقتلهن ثم اجعل على كل جبل منهن جزءا ولم يذكر ثم اقتلهن لكنه مفهوم مما بعده ثم اجعل على كل جبل منهن جزءا كيف يكون من الطير الواحد على كل جبل جزء؟ الا انه مقتول ومقطع ثم اجعل على كل جبل منهن جزءا ثم ادعهن ايضا تكلموا بهذه الجبال والصواب انها اربعة جبال كانت عند ابراهيم عليه السلام. والله اعلم اي جبل كان لكن وضع على هذا الجبل قطعة من كل طير وعلى الجبل الثاني قطعة من كل طير وعلى الثالث والرابع مثل ذلك يعني فرقهن قتلهن وقطعهن وفرقهن ثم ذلك قال ثم ادعهن يأتينا كسعي ادعوه لنا اطلب مجيئهن اليه يأتيك سعيا السعي هنا المراد به الطيران لان سعي كل شيء بحسبه فسعي الطير امرت بها الطيران سعي الانسان مشيه على قدميه سعي الفرس مشيها على قدميها يأتينك سعيا مع انهن كن ميتات وفرقت اجزائهن ايضا ومع ذلك جئنا لما دعاهن ابراهيم جنة جئنا اليه احياهن الله وخلقهن ونفخ فيهن الروح فجئنا احياء طائرات تطير يطير كل واحد منهم بجناحين ولهذا حصلت طمأنينة القلب لابراهيم مع انه لم يكن شاكا اصلا عليه السلام آآ قال ثم اجعل على كل جبل منهن جزءا ثم ادعهن يأتينك سعيا واعلم ان الله عزيز حكيم وهو ذو العزة التي لا ترام ولا يغالب جل وعلا وهو الحكيم في افعاله واحكامه واقداره فهو عزيز قوي لا يغالب ولكن عزته جل وعلا لا تحمله على ان يقدر او يقول شيئا لا حكمة فيه. فهو عزيز حكيم عزيز ذو حكمة يضع كل شيء موضعه جل وعلا هذا بخلاف بني ادم بنو ادم في المثل يقول من عز بس الاصل من عز وصار عزيز قوي له يبز غيره تجده لابد يظلم او يتصرف على غير الحكمة اما ربنا جل وعلا فهو عزيز حكيم. ولهذا اذا انضم اسم الى الى اسم ازداد كمالا وجمالا ليس كمثله شيء وهو السميع البصير ثم قال سبحانه وتعالى وهذه الاية دليل على احياء الموتى. دليل على البعث من ادلة البعث والنشور فالذي احيا هذه الطير قادر على احياء الخلق يوم القيامة وعلى بعثهم واعادتهم كما كانوا ثم قال جل وعلا مثل الذين ينفقون اموالهم في سبيل الله هذا بيان للمضاعفة كم تضاعف الصدقات قد مر معنا في الاية مئتين وخمسة واربعين من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له اضعافا كثيرة هنا جاء تفصيل وبيان هذه المضاعفة الكثيرة فقال مثل الذين ينفقون اموالهم في سبيل الله يعني شبههم مثل وهنا قال الذين ينفقون اموالهم في سبيل الله. المراد النفقة التي يبتغى بها وجه الله يخلص بها العبد ويريد بها اعلاء كلمة الله او الانفاق فيما امره الله او شرع النفقة عليه. النفقة فيه يبتغي وجه الله جل وعلا مثل الذين ينفقون اموالهم في سبيل الله كمثل حبة انبت السبع سنابل حبة اي اي ثمرة حبة البر حبة الشعير حبة الارز وقد ضربوا امثلة لكن مثله كمثل حبة يعني غرست او وضعت بذرها صاحبها وضعها في الارض فانبتت هذه الحبة سبع سنابل خرج النبات وصار فيه سبع سنبلات في كل سنبلة من هذه السنابل مئة حبة اذا اظرب سبعة في مئة سبع مئة اي اضعاف كثيرة سبع مئة ولهذا من رحمة الله وكرمه وجوده سبحانه وتعالى ان الحسنة اذا جاء بها العبد اقل ما تضاعف عشر حسنات من جاء بالحسنة فله عشر امثالها ومن جاء بالسيئة فلا يجزى الا مثلها. سبحان الله يقول ابن القيم ومع ذلك اكثر الخلق تزيد سيئاتهم على حسناته مع ان السيئة سيئة واحدة ما تظاعف عليك ابدا والحسنة يضاعف لك تضاعف لك عشر مرات وكثير من الناس ترجح سيئاته بحسنات دل على كثرة السيئات وقلة الحسنات والله المستعان قال كمثل حبة انبت السبع سنابل في كل سنبلة مئة حبة والله يضاعف لمن يشاء والله واسع عليم يضاعف لمن يشاء قال وهذه المضاعفة بحسب حاله وايمانه واخلاصه وبحسب الحاجة ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الاخر سبق درهم عشرة الاف درهم درهم واحد المسألة ما هي بالعدد لكن لها اعتبارات اخلاص هذا الرجل ما عنده الا هذا وجاد فيه اراد به ان يصل الرحم ولهذا بقدر ما يكون الاخلاص وصلاح المنفق ونيته وقصده بقدر ما تكون المضاعفة لكن مضمون له عشر مرات على الاقل والله يضاعف لمن يشاء والله واسع عليم واسع العطاء واسع الفضل واسع المن واسع الصفات جل وعلا عليم قد احاط علمه بكل شيء يعلم من يستحق المضاعفة ممن لا يستحق وقد جاء في السنة احاديث اوردها ابن كثير رحمه الله اه يدل على المضاعفة منها هذا منها ما يدل على دلالة الاية في صحيح مسلم ان رجلا تصدق بناقة مختومة في سبيل الله فقال النبي صلى الله عليه وسلم لتأتين يوم القيامة بسبع مئة ناقة مختومة وجاء في احاديث اخرى تصل الى درجة الاحتياج بها انه يضاعف الى الف ضعف وجاء في الصيام كل عمل ابن ادم في الصحيحين كل عمل ابن ادم له الحسنة بعشر امثالها الى سبع مئة ضعف الا الصيام فانه لي وانا اجازي وانا اجزي به فوق ذلك بلا شك ففظل الله واسع هل نطلب فضل الله عز وجل؟ لكن ايضا نحرص على مسألة الاخلاص والاصلاح والنية الصالحة والتحري من جميع الوجوه ثم نعم ثم قال جل وعلا الذين ينهقون اموالهم في سبيل الله هؤلاء الذين يضاعف الله عز وجل لهم ويذكر حالهم قال الذين ينفقون اموالهم في سبيل الله ثم لا يتبعون ما انفقوا منا ولا اذى لهم اجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون ينفقون اموالهم يخرجونها في سبيل الله مخلصين يبتغون وجه الله بهذا الانفاق وفيما شرعه الله عز وجل من الجهاد في سبيله وغيره مثل الذين ينفقون اموالهم في سبيل الله ثم لا يتبعون ما انفقوا منا ولا اذى بعد ان ينفق ما يتبع هذه النفقة كلام يمن فيه او يؤذي والمن هو ذكر النعمة هو ذكر النعمة على سبيل التأديب لها على المنعم عليه ذكر النعمة على سبيل التعديل على المنعم عليه يقول وتذكر يوم عطيتك؟ انا اللي عطيتك انا اللي وصلتك هالمواصيل على جئت بك انا اللي خليتك تفعل كذا هذا هو المن لا يجوز هذا الفعل يا اخوة انت فعلت لله فلتجد ثوابك عند الله ولا اذى. الاذى قالوا هو ان يذكر النعم عند غير المنعم عليه مثل انعم عليه فعل بانسان معروف ما يقوله امام وجهه اذا كان امام وجهه هذا هو المن لكن اذا كان يقولها وراءه عند اصدقائه واخوانه ومن يعرفه حتى يوصله الكلام هذا هو الاذى هؤلاء لا يتبعون نفقتهم في سبيل الله منن ولا اذى لا يعددوا النعم ويمنون على من اعطوه امام وجهه ولا ايضا يتكلمون بهذا عند غيره ممن يوصله الخبر والله المستعان قال لهم اجرهم عند ربهم لهم اجرهم الاجر الثواب العظيم. وعند ربهم لما اظافه الى الله دل على عظم هذا الثوب لان المضاف بحسب ما يضاف اليه والعطية بقدر معطيها لهم وهذا على كل يدل على عظم الثواب الذي عند الله. فهنيئا لهم لهم اجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون لا خوف عليهم فيما يستقبلهم ولا هم يحزنون على ما فاتهم ومضى ثم قال جل وعلا قول معروف ومغفرة قول معروف يعني عرف حسنه في الشرع عرف حسنه بالشرع عند اهل الاسلام ومغفرة والمغفرة هي العفو عمن اساء العفو عمن اساء اليك فكونك تقول قولا معروفا عرف حسنه في الشريعة وعند اهل الشريعة واهل الاسلام او كذلك من يعفو عن من اساء اليه خير من صدقة يتبعها اذى خير من صدقة يتبعها اذى مع ان الصدقة تضاعف سبع مئة ضعف لكن اذا تبعها اذى تبطل كما سيأتي اذا اذا كنت تصدقت وستمن او تؤذي لا تصدقوا فقل قولا معروفا واعف عن من اساء اليك فهذا خير لك الحاصل ان هذا كله حث على الاخلاص وحذر من الرياء ومن المن ومن الاذية خير من صدقة يتبعها اذى والله تصدق لكن منا عليه او اذاه والله غني حليم جل وعلا غني عن الخلق اجمعين فهو الغني الذي لا يحتاج الى احد ويحتاج اليه كل احد غنيا عن كل احد ويحتاج اليه كل احد. كل احد فقير اليه جل وعلا حليم لا يؤاخذ بالعقوبة فهو يمهل ولا يهمل وكم من الناس يمنون الان اذا اعطوا يمنون بالليل والنهار الله حليم يمهلهم لكن ليس معنى هذا ان الله عز وجل لن يؤاخذهم بهذا لا يأتي يوم يجدون جزاء اعمالهم ثم قال جل وعلا يا ايها الذين امنوا لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والاذى ينادينا بوصف الايمان يا ايها الذين امنوا والايمان يحمل صاحبه الاستجابة لله ورسوله هذا شحن لهم تنبيه لهم على اهمية ما سيأتي بعد النداء من نهي او امر ولا يفعل ما سيأتي من امر او نهي الا من كان مؤمنا يا ايها الذين امنوا لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والاذى وهذا دليل على ان المن يبطلها يبطل الصدقة ولا يبقى لصاحبها اجر. نسأل الله العافية والسلامة فلهو الذي اجر ولا هو الذي ابقى ماله في يده لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والاذى كالذي ينفق ماله رئاء الناس فيكون حالكم مثل حال المنافق الذي ينفق لكن رئاء الناس يعني من اجل ان يراه الناس. رأى يرائي رئاء يعني مراءة مشتق من الرؤية لانه لا غرض لهذا المنافق الا ليراه الناس لا يقصد وجه الله او ليسمعوه الناس ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح من رأى رأى الله به يوم القيامة ومن ثم سمع الله به يوم القيامة فمن رأى فظحه على رؤوس الاشهاد يوم القيامة رأى به ومن ثم سمع الله به بانه كذاب يريد وجوه الناس الذي ينفق يبطل صدقاته بالمن والاذى حاله كحال المنافق الذي ينفق لكنه ما ينفق ابتغاء وجه الله من اجل ان يراه الناس ويمدحوه كالذي ينفق ما له رئاء الناس ولا يؤمن بالله واليوم الاخر نعوذ بالله لا يؤمن بالله وما يجب الايمان به من الايمان به وملائكته وكتبه ورسله وكل ما يجب به الايمان ولا باليوم الاخر لا يؤمن بالبعث والنشور والوقوف بين يدي الله بين يدي الله عز وجل والمجازاة على الاعمال فمذلوه مثل هذا المنافق كمثل صفوان عليه تراب الصفوان هو الحجر الاملس الحجر الاملس الان حصاة ملساء وضع فوقه تراب كمثل صفوان عليه تراب فاصابه وابل هذا الحجر الاملس الذي عليه التراب اصابه وابل اي مطر شديد اصابه واب اي مطر شديد فتركه صلدا صلدا ليس عليه تراب رجع كما كان فتركه صلدا قالوا صلدا الذي ليس عليه ترعب او يقال املس تركه املس لا لا ترابى عليه لا يقدرون على شيء مما كسبوا لا يقدرون على شيء من اعمالهم التي كسبوها في الدنيا وعطائهم وانفاقهم احبطها الله لانها ما اريد بها وجه الله رأوا بها فاذهبها الله وابطلها لا يقدرون على شيء مما كسبوا والله لا يهدي القوم الكافرين الله لا يهدي هداية التوفيق القوم الكافرين الكفار لان الجزاء من جنس العمل لكن يهدي المتقين والذين اهتدوا زادهم هدى الذين كفروا ازدادوا كفرا زادهم الله كفرا وطغيانا الجزاء من جنس العمل وهذا تشبيه بليغ ايها الاخوة يعني الحجر الاملس اذا وضعت عليه التراب ثم نزلت عليه الامطار الشديدة المطر الشديد يرجع املس كما كان اذا وين الصدقات انفقوا اموالهم رئاء الناس ازالها الله واحبطها لانها ما اريد بها وجه الله وليس فقط هذا بل يعذبون على ريائهم فلا ينفعهم المال الذي او الكسب الذي تقربوا به او الذي فعلوه وايضا يعذبون على هذا الفعل فالذي اصلا لم ينفق شيئا خير منهم اقل ما يعذب بهذا الباب. لا هم ينفقون ينفقون ثم ستكون عليهم حسرة نسأل الله العافية والسلامة وهذا فيه الحقيقة يعني هذه ايات عدة هذه ايات عدة ايات كلها في مسألة الاخلاص وعدم المن وعدم الاذى هذه التوجيهات واداب عظيمة في سورة البقرة بباب الانفاق والصدقات والهبات والاعطيات فعلينا ان نعقل ذلك عن ربنا سبحانه وتعالى ثم قال جل وعلا ومثل الذين ينفقون اموالهم ابتغاء مرضات الله بعد ان ذكر المرائين في النفقات والمانين المؤذين من انفقوا عليه اردفهم ببيان المؤمنين الذين ينفقون ابتغاء وجه الله ولا يؤذون في نفقاتهم والقرآن مثاني يذكر صنف ثم يثني بظده يذكر جزاء صنف ثم يثني بجزاء ضده فهو مثاني يثنى تن فيه المواعظ قال ومثل الذين ينفقون اموالهم يعطونه الان ينفقونه يبذلونها يخرجونها ابتغاء مرضات الله طلب رضوان الله عز وجل ينفق ماله ويطرو وينوي ويريد بهذا الانفاق رضوان الله ليرضى الله جل وعلا عنه وهذا دليل ان انه يلزم الاخلاص والاحتساب تخلص بالنفقة وتحتسب ثوابها عند الله جل وعلا قال وتثبيتا من انفسهم اي ينفقون تثبيتا من انفسهم فهذا الانفاق تثبيتا من انفسهم لانفسهم فان هذا الانفاق في سبيل الله لانه يخرج المال ولا يبقى عنده ويريد به وجه الله يثبت ايمانه بهذا يثبت نفسه على الايمان دليل يا اخوان على ان الانفاق في سبيل الله انه من اسباب الثبات على الدين هي بانه ينفق في سبيل الله ولهذا الانسان يحتاج يا اخوان يحتاج الى الاعمال الصالحة حتى يثبته الله عز وجل يثبت الله الذين امنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الاخرة ومن ومما يثبت الانسان على دينه القيام باوامر الله افراد الله بالتوحيد والحذر من الشرك المحافظة على الصلاة الزكاة صيام الحج الصدقات الاعمال الصالحة ولذا كم رأيتم وكم رأينا من من اناس لم يثبتوا على الاستقامة استطعموا مدة ثم رجعوا لابد يا اخوان الانسان يلزم الطاعة يكثر من الاعمال الصالحة لان الانسان على خطر النبي صلى الله عليه وسلم يقول ثم قالت له ام سلمة وغيرها قال قالت اتخشى علينا وقد امنا بك واتبعناك؟ قال كيف لا اخشى وقلوب العباد بين اصبعين من اصابع الرحمن يقلبهما كيف شاء فما يدريك انك تبقى على التزام يا اخي الين تموت اشترينا ما ندري نسأل الله يثبتنا ما يدري انسان قد يزيد قلبه غدا ويرتد او يترك الالتزام او يترك السنة يرتكب الذنوب والمعاصي لكن مع ذلك نجتهد بالاعمال الصالحة الاعمال الصالحة باذن الله عز وجل التي يبتغى يبتغى بها رضوان الله تثبت باذن الله عز وجل يثبتك هذا قال النبي صلى الله عليه وسلم لعثمان لما انفق ثلاث مئة محملة يوم غزوة تبوك قال ما ضر عثمان ما فعل بعد اليوم الانفاق في وجوه الخير يثبتك الله عز وجل به والاكثار من الاعمال الصالحة ان هذه عقيدتنا ايها الاخوة. الايمان يزيد وينقص. ما يبقى على حال واحد فاذا اكثرت الاعمال الصالحة زاد الايمان واذا ظعفت كثرت المعاصي نقص الايمان فحافظوا على ايمانك واسعى بزيادتي قال جل وعلا ومثل الذين ينفقون اموالهم ابتغاء مرضات الله وتثبيتا من انفسهم الانفاق وابتغاء وجه الله هذا يثبت الانسان. تثبيت من نفسه لنفسه فينفق هذه الاموال من نفسه لاجل ان تثبت نفسه على الايمان ويثبت على الايمان ويبقى على الايمان وتطمئن النفس ولا تتردد قال كمثل جنة بربوة هذه النفقة نفقة كمثل جنة والجنة هي البستان المزرعة يقال له جنة لماذا قالوا لانها تجن باغصانها ما بداخلها. تستر وتسمى جنة من هذا الباب ولهذا يقال للجن جن لانهم يستترون على اعين الناس ويقال للجنة جنة لانها تستر ما بداخلها فلا يرى لكثرة اشجارها واغصانها كمثل جنة بربوة الربوة الاصل فيها هي المكان المرتفع من الارظ ما ارتفع من الارض وهذه تكون من اطيب الارض لانها تتعرض للهواء تتعرض للشمس هنا في مكان مرتفع اكثر من غيره كمهر جنة بربوة اصابها وابل صعبة؟ يعني نزل عليها وابر وهو المطر الشديد فهي جنة في مكان رابي مرتفع ربى يربو اذا زاد وارتفع وايضا اصابها مطر شديد فاتت اكلها ضعفين اثمرت ثمرتها اثمرت ثمرتها ضعفين عن غيرها من من الاراضين او غيرها من الزروع لانها في مكان مرتفع فات اكلها ضعفين مرتين تضعف غيرها بمرتين هذه بركة واحد يزرع ويأتيه مثلا الف كيلو ازرع مثلا مئة كيلو ويأتي الف كيلو واخر يزرع مئة كيلو ويأتيه الفين كيلو. فرق كبير جدا كل ذلك مرده الى ابتغاء رضوان الله عز وجل قال كمثل جنة بربوة اصابها وابل فاتت اكلها ضعفين فان لم يصبها وابل فطل فان لم يصب هذه الارض التي بربوة المزرعة التي في ربوة لم يصبها مطر شديد اصابها طل فالطل قالوا هو الرذاذ الرذاذ من المطر واللين من المطر وله اسماء كثيرة عند الناس بعضهم يسميه ديمة مهطل بعضهم يقول اطل الان يقول يوم طل علينا الظباب يسمونه طلة احيانا ولكن غالب الطلي يقال في غير سواحل البحار اذا كان في ارض صحراء بعيدة عن البحر يقولون اصابنا اليوم طل هو مثل الضباب رذاذ فاصابها نعم فان لم يصبها وابل فطل يعني فان لم يصبها وابل مطر شديد اصابها مطر خفيف وهو الرذاذ والله بما تعملون بصير يعني على كلا الحالتين هذه الجنة التي يربى هذه المزرعة هذا البستان شأنه عظيم ان اصابه طلق اصابه مطر شديد وابل اتت ضعفي ما تؤتيه غيرها من البساتين وان لم يصبها وابل شديد فاصابها طل ايضا انتفعت بهذا انتفاعا كبيرا فاثمرت واينعت هذه حال المنفق ابتغاء مرضات الله والله بما تعملون بصير باعمالكم بصير يبصرها ويراها ويحفظها لكم وسيثيب المطيعين ويعاقب العاصين الا وعلى ثم قال سبحانه وتعالى ايود احدكم ان تكون له جنة من نخيل واعناب تجري تجري من تحتها الانهار له فيها من كل الثمرات طابه الكبر وله ذرية ضعفاء فاصابها اعصار فيه نار فاحترقت. كذلك يبين الله لكم الايات لعلكم تتفكرون ايود ايحب احدكم ان تكون له جنة من نخيل واعناب كله جنة بستان بستان مزرعة من نخيل فيها النخل واعناب جمع عنب والعنب معروفة تم الكرم يسمى العنب اذا هذه مزرعة من نخل وعنب وكلا شجرتين يعني ثمرتها حلوة لذيذة وهي يعني مكسب من يجمع بين هذين الصنفين النخل والاعناب والعنب ايود حجم ان تكون له جنة من نخيل واعناب تجري من تحتها الانهار تجري من تحت هذه النخيل والاعناب الانهار او من تحت هذه الجنة بستان لكن نقل كثير وعنب كثير لانها تجن ما بداخلها وتستره فتجري من تحتها الانهار هذي جنة عجيبة مزرعة عجيبة هذي من نخل وعنب والانهار تجري من تحتها الماء سائح من تحتها وله تجري من تحتها الانهار له فيها من كل الثمرات وهذا والله اعلم دليل على ان الاعناب هنا اعم من ان تكون المراد بها الكرم العنب المعروف وان كان اكثر المفسرين ذكروا هنا العنب لكن الاعناب تطلق على كل ما شابه العنب سمى اعناب وقوله له فيها من كل الثمرات هذا دليل على العموم اللي قلنا بالقول الاول ثمرة واحدة ثمرة العنب وثمرة النخل لكن قال له فيها من كل الثمرات اذا هذه جنة قد ملئت بالخير بالخيرات والثمار اليانعة له فيها من كل الثمرات واصابه الكبر هذا الرجل تقدمت به السن احدكم تقدمت به السن صار كبيرا والكبير صار شيخا عجوزا ما يستطيع ان يعمل ولا يستطيع ان يقوم بحق هذه المزرعة هذا البستان وله ذرية ضعفاء مشكلة الى مشكلة لان الذرية يحتاجون نفقة ايضا يحتاج من يعطيهم من يقوم عليهم من يطعمهم وذرية ضعفاء قيل او الصغار من الضعف صغر لا يعرفون يعملون في هذه هذه المزرعة وهذا البستان وقيل ضعاف يعني لا يحسنون العمل فصاحب المزرعة كبرت سنه وتقادمت وعنده ذرية لكن ضعفاء وهم هم عليه يلزمه ان ينفق عليهم فاصابها اعصار فيه نار. اصاب هذه الجنة التي فيها من كل الثمرات اعصار والاعصار هو الريح الشديدة او الريح الشديد قالوا والغالب ان الاعصار يكون معه نار يكون معه نار او تكون معه حرارة شديدة وهي بعضهم يقول هي المسماة بالريح السموم بالريح السموم والاعصار لا يزال يعرف بهذا الى يومنا هذا تأتي اعصار يأتي الاعصار في بعض البلدان ويحرق ليس فقط معه مطر مطر ومعه ويحرق الاماكن التي يمر بها وهو شديد جدا ويدمر اذا هذا الذي اصابها اصابتها ريح شديدة قوية جدا وفيها الحرارة المتناهية وفيها الاحراق احترقت وما اصابتها هذه النار هذا اصاب هذا الاعصار هاد الريح شديد بما فيه احترقت كذلك يبين الله لكم الايات لعلكم تتقون. كذلك اي مثل هذا البيان يبين الله لكم الايات اياته الشرعية والكونية لعلكم تتفكرون لعلكم تعملون افكاركم بالنظر والتدبر والتأمل الذي يقودكم الى قوة الايمان بالله عز وجل فلا احد يحب ولا يتمنى ان تكون له جنة فيها من كل الثمرات لكن يكبر ويضعف عن العمل فيها وذريته ضعفاء. ثم بعد ذلك ايضا يصيبها اعصار ريح شديدة مصحوبة بالاحتراق فتحرقها عن اخرها هذا مثل الذي ينفق رياء هذه مثله وهذه حاله فوالله ما احد يحب منا مثل هذا اذا يا اخي انفق ابتغاء رضوان الله حتى يكون لك الخير العميم ثم قال جل وعلا يا ايها الذين امنوا انفقوا من طيبات ما كسبتم من طيبات ما كسبتم مما اخرجناه لكم من الارض تلاحظون هذه الايات كلها في الانفاق فيها اداب الانفاق. ولهذا لو انت طالب علم يكتب في هذا الموضوع اداب الانفاق او الانفاق في سبيل الله او الانفاق في سورة البقرة الانفاق المشروع الانفاق المذموم الاداب المضاعفة والى ذلك ولهذا امر الله عز وجل ان يكون الانفاق من الطيب في هذه الاية ما تنفقوا من المال اللي تستغني عنه ما تريده انفقوا من طيباتي اي من طيب كسبكم من طيبات ما كسبتم اي من طيب كسبكم الذي كسبتموه ومما اخرجنا من الارض. وقد جاءت في السنة ما يدل على هذه الاية على فضل الانفاق من اطيب الكسب ولهذا جاء في البخاري ومسلم من حديث ابي هريرة قال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم من تصدق بعدل تمرة من من تصدق بعدل تمرة من كسب طيب ولا يقبل الله الا الطيب فان الله يتقبلها بيمينه جل وعلا. اثبات صفة اليمين فان الله يتقبلها بيمينه ثم يربيها لصاحبها كما يربي احدكم فلوه والفلو ولد الفرس لها قيمة للفرس عند العرب مسلمين في اول الامر فيحرص على الفلو الصغير ويربيه حتى يكبر ويصبح فرسا كبيرا. يعتني باكثر من ابناء الابل من ولد الناقة ولد الشات وولد راه صغير لها قيمتها كما يربي احدكم فلوه حتى تكون مثل الجبل سبحان ربي ما اكرمه. يا اخوان رب كريم. نحن ما هي مصيبتنا لماذا لا نتسابق والخيل والصدقات وابتغاء وجه الله وجاء في الحديث ايضا او لفظ مسلم ما تصدق احد بصدقة من طيب ولا يقبل الله الا الطيب الا اخذها الرحمن بيمينه الحديث وفي لفظ عند احمد ومسلم ان الله طيب لا يقبل الا طيبا افضل الصدقات انفسها عند اهلها اخر من الطيب لان هذا في الحقيقة انت تقدمه هذا الذي تقدمه هذا مالك يا عبد الله هذا والله مالك الحقيقي لانه سيرحل قبلك الى الاخرة اما ما سوى ذلك فكما قال النبي صلى الله عليه وسلم يقول ابن ادم مالي مالي يعني هذا مالي هذا مالي وهل لك من مالك الا ما اكلت فافنيت او الا الا اكلت فافنيت او تصد او لبست ابليت او تصدقت فامضيت هذه هي الصدقة التي تمضيها اجعلها من طيب هي المال الحقيقي قال قال جل وعلا انفقوا من طيبات ما كسبتم ومما اخرجنا لكم من الارض اي من الزروع والثمار والحبوب الصدقة ما هي مقتصرة على الذهب والفظة وعلى النقدين او على الاوراق المالية بل حتى الحبوب والثمار شأنها عظيم قال وما فلا اقتحم العقبة. عقبة كؤود وما ادراك ما العقبة فك رقبة اعتاق المملوك او اطعام في يوم ذي مسغبة طعام الطعام يوم يوم الجوع تطعم الانسان احرص على الاطعام ما هو لازم تدعو الناس الى بيتك لكن تعاهد الفقرا المساكين تعرفهم حتى لو تجيب لهم طعام شهر كامل اذا كان شيخنا الشيخ عبد العزيز بن باز رحمة الله عليه ما يكاد يأكل بدأه وعشاءه وحده الا ومعه من معه كنت اتعجب بحرص الشيخ هل هو بس مجرد كرم؟ عند التأمل اذا اطعام الطعام يا اخوان شأنه عظيم قال افشوا السلام واطعموا الطعام وصلوا بالليل والناس نيام ادخل الجنة بسلام طعام الطعام شأنه عظيم ولهذا قال ومما اخرجنا لكم من الارض اول مرة خارج من الارض هو الطعام من الحبوب والثمار وما شابه ذلك قال ومما اخرجنا لكم من الارض ولا تيمموا الخبيث منه تنفقون. لا تيمموا الخبيثين. لا تقصد الخبيث والخبيث الرديء تنفقون منه بعظ الناس يتصدق لكن يعمد الى اسوأ شي الخبيث الرديء ما له في حاجة بيفسد عنده فيذهب اليه ويتصدق به الطيب يحتفظ به لنفسه. هذا مسكين الحقيقة. احتفظ بالرديء وترك الطيب والحقيقة فرط فيه اذا جيت تنفق انفق من اطيب مالك ولهذا جاءت الاحاديث تدل على فضل جود النفس بالشيء الطيب اذا مر مع الحديث لك بها سبع مئة ناقة مختومة وقال افظل الرقاب او العتق انفسها عند اهلها غالية والاهداء بئر حاء او بير حاء كانت احسن عين بئر ومزرعة عند مسجد النبي صلى الله عليه وسلم اشتراها احد الصحابة رضي الله عنه من انفسهم اذا يا اخي انظر انت الان تقدم لاخرتك قدم شيء نفيس في الدنيا تجد انه عزيز وعند الناس ما شاء الله هذا والله ما شاء الله من انفس الاشياء واطيبها واحسنها واجعله بينك وبين الله عز وجل يعني اتخذ سريرة بينك وبين الله عز وجل صحيح الناس يوم يقولون لكن نحن الان في زمان والله المستعان يعني لا يكاد الانسان يسر شيء مكتوب عنه بالصحف اعلن له اكتب اسم المتبرعين اكتب اسماء الوقف حتى يقتدي به الناس يا اخي لا نقول ان هذا حرام لكن خير منه تصدق بصدقة فاخفاها حتى لا تعلم شماله ما انفقت يمينه من السبعة الذين يظلهم الله في في ظله. اترك خبيئة اترك لك خبيئة بينك وبين الله يا اخي سواء من الصدقة او من غيرها من الاعمال ان مشكلتنا الا ما رحم الله كل اعمالنا قدام الناس قدام الناس ونعم مثل ما يقول لكن هذا في اعمال ولهذا جاء عن بعض السلف قال لقد ادركت كذا وكذا من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم. لا ادري قال سبعين او ثلاثين لا يعمل احدهم عملا علانية وهو يستطيع ان يفعله سرا تربية النبي صلى الله عليه وسلم الصحابة لا يعمل عملا علانية وهو يستطيع ان يفعله في السر نحن يصدق علينا حال الا ما رحم الله هناك تعليق نكتة يقول رجل صلى بالناس قالوا ما احسن صلاته قال لا وانا صايم بعد ترى هاي صايم الله يعفو عنا يا اخي يجي يقول لك انت كذا قال لا والله انا الحمد لله رايح القي محاضرة من رايح اعطي فلان الله يجزاه خير يسر الله بعظ الشيء ورح تعطيه اياه. لا تعلم يا خي تقبلنه انت تتاجر مع من انت؟ الست تريد وجه الله؟ علم الله بصدقتك واحصاها فوقعت موقعها السر والكتمان مهم جدا حتى على عيالك وعلى ابنائك اللهم اللي في بعظ الاحيان من اجل ان تعودهم حتى يرون وا شوف ما اصر عبد سريرة الا اظهرها الله من اسر خيرا اظهره الله. جبل القلوب على حبه صدقه ومن اسر غير ذلك اظهره الله عز وجل. بعض الناس يبغض كذا. قال لك شيء سوى لك شيء لا بس يا اخي ما احب هذا الرجل فما اعظم الصدق مع الله سبحانه نسأل الله عز وجل ان يجعلنا واياكم من الصادقين قال جل وعلا ولا اتيمم الخبيثة وهو الرديء منه تيمموا تقصدونه يذهبون تبحثون او تقصدون الرديء من اموالكم تنفقون ولستم باخره الا ان تغمضوا فيه. لو كان هذا الخبيث يعطى لكم يعطى لكم ويهب لكم او يتصدق به عليكم لكنتم انتم المحتاجين ما تأخذونه ما تأخذونه ولا تفرحون به الا على اغماض يغمض عينه يغمض عينه عنه ويأخذ قالوا الاغماض الاغماض يقال اغمض الرجل يغمض اذا تساهل في الشيء ورضي فيه نعم يقال اغمض الرجل بامر كذا اذا تساهل فيه ورظي ببعظ حقه وتجاوز بل اغمض عن حقه يعني صبر اخذ القليل منه وترك الباقي يعني الرجل غض بصره ما هذا حقه ومثله كذلك انما تأخذونه عن اغماظ يعني اخذ الشيء على كراهية يغمض عينه ما هو ما يريده هذا الذي يعطي ما يريد لكن اغمض عينه ويأخذه هذا هو الخبيث الرديء لماذا تنفق هذا الذي لو اعطيت اياه ما تقبله الا على اغماض هذا حث على ان ينفق الانسان اطيب المال واحسن المال سيجده امامه في الحقيقة هذا هو ماله قال واعلموا ان الله غني حميد. سبحان ربي غني ترى عنكم وعن نفقتكم ولو افقتم الطيب والرديء غني عنكم وعن اعمالكم بل غني عن الخلق كلهم جل وعلا هو الغني ولهذا قال في الحديث القدسي يا عبادي لو ان اولكم واخركم وانسكم وجنكم كانوا على اتقى قلب رجل واحد منكم ما زاد ذلك في ملكي شيء. سبحان الله ولو ان اولكم واخركم وانسكم وجنكم كانوا على افجر قلب رجل واحد منكم ما نقص ذلك من ملكه شيئا الله غني عنا وعن اعمالنا يا اخوان وعن عباداتنا وعن طاعاتنا وعن نفقاتنا ولو كانت ما كانت وهو الحميد اي المحمود علم معنى مفعول حميد يعني المحمود جل وعلا على كل حال على افعاله واقداره واحكامه وقيل حميد على بابها اه قيل حميد بمعنى حامد فاذا معنى فاعل يعني الذي يحمد الاعمال الصالحة يحمد من عباده من عمل صالحا جل وعلا ثم قال سبحانه وتعالى الشيطان يعدكم الفقر والله نعم. نعم. قال الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء الشيطان يعدكم وعد تخويف لقي الانسان ينفق تراك كثرت شوي وشلون بتصير انت الحين اخر الشهر مين تاكله انت؟ الشيطان يأتي خاصة الانسان وانه لحب الخير لشديد وتحبون المال بنجمع اذا قال الانسان جموع منوع هذا العصر الكنيسة. جموع منه يجمع المال ويمنعه ما يخرجه الشيطان ينمي هذا في النفوس. يعدكم الفقر انتبه تراك تفقر يصيبك الفقر كيف تصبح حالك مع الناس اللي كنت تعطيهم وتصبح تسألهم وعود كاذبة لان الشيطان عدو ما يريد لنا اي حسنة ان الشيطان لكم عدوا فاتخذوه عدوا يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء في باب الانفاق يعد بالفقر لان لا تنفق ويأمر بالفحشاء وهي الذنوب والمعاصي فلا يريدك تنفق في وجوه الخير ولا يريدك تعمل الا الاعمال السيئة والمعاصي والذنوب والله يعدكم مغفرة منه وفضله سبحان الله الله يعدكم ايها المؤمنون مغفرة منه يغفر لكم ذنوبكم ومنها هذا الانفاق وهذه الاعمال يغفر الله لكم بها الذنوب ويستر بها العيوب ويرفع بها الدرجات ويأوي بها الاجور وفظلا عيدكم فظلا في الدنيا والاخرة في الدنيا انفق ينفق عليك يقول النبي صلى الله عليه وسلم قال لا توكي فيوكل الله عليك. الوقاء ربط فما الوعاء وكاء فما القربة لا توكي اربطه يعني المال لا تبكي عليه فيوكل الله عليك ما يقل ما يجيك شي وانفق ينفق عليه وهذا امر معروف ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم ما نقصت صدقة من مال والله ما نقصت صدقة منه وكم رأى الانسان مثل هذا يعطي فيعطيه الله ينفق وينفق الله عز وجل بعض الناس ما شاء الله من فاق والمال ما تدري من يأتيه ومرتب وظيفته اقل منك ومرتبه اقل منك ومع ذلك سبحان الله انفق ينفق عليك يا اخي فالله جل وعلا يعدنا مغفرة منه للذنوب وفضلا منه يشمل فظل الدنيا والاخرة فيزيد الفضل والزيادة الله يعطي ويمن على عباده والله واسع عليم. هذا تأكيد بعطائه وهو واسع العطاء واسع المن واسع القدرة واسع الصفات وعليم جل وعلا بمن يستحق وبمن ينفق في وجوه الخير ومن يعطي ابتغاء رضوان الله وعليم ممن ينفق رئاء وسمعة قد احاط علمه بكل شيء ثم قال يؤتي الحكمة من يشاء سبحانه وتعالى قال قال ابن عباس الحكمة المعرفة بالقرآن ناسخه ومنسوخه ومحكمه ومتشابهيه يقول ابن عباس الحكمة المعرفة بالقرآن ناسخه ومنسوخه ومحكمه ومتشابهه وحلاله وحرامه قال مجاهد الحكمة الاصابة في القول للحكيم وقيل الحكمة العلم وقيل خشية الله وقيل السنة والصواب العموم كل هذا من الحكمة والله يجود على من يشاء بفضله سبحانه وتعالى ولكن لذلك اسباب اسلك الاسباب وابذل الاسباب قال ايؤتي يؤتي الحكمة من يشاء ومن يؤتى الحكمة فقد اوتي خيرا كثيرا خيرا وصفه بانه كثير والذي وصفه بهذا هو الله والله انه لخير كثير وهذا على كل حال نحن نحن وانتم نعرف الامثلة كم جعل الله مثلا في كم نفع الله عز وجل مثلا بالشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله والعلماء كثير لكني انه من اميز واشهر العلماء واتاه الله حكمة مع عامة الناس مع ولاة الامر في تصرفاته فرفعه الله منزلة تلهج القلوب بذكره وربما يدعون له وبعضهم لا يعرفه وما سمع به وكان لي موقف من المواقف ها جزاك الله خير فهذا اقتراح مبارك من ابي سعد يقول اذا الوقت يسمع في الدروس تترك مثل الساعة ندعو بها جزاه الله خير صحيح انا ان شاء الله اتأمل الان جرى لي موقف مع شيخنا رحمة الله عليه كنت اسمع به وانا صغير وكذا ثم التقيت به انا في الكلية لكن التصور شي كان في ذهنه الشيخ بن باز هذا ما ادري ما ادري كيف اتصور يعني كبير كبير يعني الظاهر كأنه جبل فلما رأيته لقيته اذا الشيخ رحمة الله عليه نعم رجل طويل لكن منحني الظهر تخشع متواضع فما قادر اركب الصورة التي في ذهني على منظر بما اعطاه الله عز وجل سمعة خير مثال الحكمة يا اخوان عظيمة لكن لها طريق الحكمة. الزم الكتاب والسنة وتخلق باخلاق القرآن وانك لعلى خلق عظيم. وابشر طبعا انت لا لا يكون قصدك اه العلو في الارض لا لكن تريد تريد الامامة كم من نسبك ينتفعون ينتشر دين الله عز وجل بسببك واجعلنا للمتقين اماما قال ومن يؤتى الحكمة فقد اوتي خيرا كثيرا وما يذكر الا اولو الالباب وما يتعظ بالمواعظ ويتذكر الا اولي الالباب اصحاب العقول الراسخة العقول النيرة اللب صاحب العقل السليم الذي يفهم نعم طيب نحاول كم باقي من وقت باقي وقت ان شاء الله اللي باقي السبت ان شاء الله نعم باقي اربع صفحات اذا لا يتذكر ولا يتذكر ولا يتعظ بهذه المواعظ الا اصحاب العقول راسخة النيرة التي تنتفع ويعقل اصحابها ما يعود عليهم بالنفع ثم قال الله جل وعلا وما انفقتم من نفقة او نذرتم من نذر فان الله يعلمه ما انفقتم من نفقة اي نفقة كانت والمراد بوجوه الخير او نذرتم من نذر والنذر الاصل فيه التزام المكلف ما لا يلزمه شرعا التزام المكلف ما لا يلزم ما لا يلزمه شرعا منجزا او معلقا يعني يلتزم بشيء لله علي ان اذبح شاة اليوم شكرا لله على انتهاء درس التفسير مثلا انتهاء سورة البقرة او يقول لله علي ان انتهيت من تفسير القرآن ان اذبح شاة اذا اما منجز حال او معلق يعلقه على شيء فهو التزام المكلف بما لا يلزمه شرعا منجزا او معلقا او نذرتم من نذر وقد استدل الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله بهذه الاية على ان النذر عبادة بقوله فان الله يعلمه. لان المراد يعلمه ويجازيكم عليه. مثل النفقة فدل على انه عبادة لا تصرف لغير الله. فلا ينذر للقبور ولا للاولياء ولا للاموات ولا للجن ولا لغيرهم النذر عبادة والعبادة لا يصرفها لغير الله فان الله يعلمه ويستهزئ ويلزم من ذلك مجازاة واثابة من انفق النفقات في وجوه الخير او نذر النذور التي هي طاعة لله من نذر ان يطيع الله فليطيعه ومن نذر ان يعصي الله فلا يعصه وكفارته كفارة يمين قال وما وما للظالمين من انصار؟ ما للظالمين المانعين الظالم الظالمين لانفسهم من الانفاق في وجوه الخير او النذور بعضهم يقول النذر هو الطاعة مطلقا وهذا يذهب اليه شيخنا الشيخ ابن عثيمين يقول النذور تطلق ويراد بها الطاعات وليوفوا نذورهم قال المراد بها الطاعات ويدخل فيها النذرة الذي هو التزام مكلف بما لا يلزمه شرعا وما للظالمين من انصار ليس لهم انصار جمع نصير او ناصر ينصرهم يوم القيامة لكن المؤمنون لكن المؤمنين كل امرئ في ظل صدقته يوم القيامة ثم قال سبحانه وتعالى ان تبدوا الصدقات فنعما هي تبدوها يعني تظهروها وتعلنها فنعم ما هي فنعم ما هي؟ الاصل نعم نعمة التي هي المدح بنعيم ما هي؟ يعني فنعيم فنعم الصدقات ونعم الاظهار حتى يقتدي بكم غيركم ويفعل مثل ما فعلتم وان تخفوها وتؤتوها الفقراء فهو خير لكم وين تخفوها تسروها وتؤتها الفقراء فهو خير لكم عند الله عز وجل. ومر معنا الحديث سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل الا ظله يوم ومنهم رجل تصدق بصدقة فاخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه قال ويكفر عنكم من سيئاتكم يكفر عنكم جل وعلا بهذه الاعمال من النفقات والنذور والصدقات الخفية بل والمعلنة من سيئاتكم. من الذي يرون انها بيانية ويجوز ان تكون تبعيضية من بعض سيئاتكم لكن الذي يظهر انها بيانية بكفر عنكم من اي شيء من السيئات وقد يكفر السيئات كلها كما قال النبي صلى الله عليه وسلم ما ضر عثمان ما فعل بعد اليوم قال والله بما تعملون خبير والله جل وعلا بما تعملون من عمل خبير والخبير هو العليم ببواطن الامور لا يخفى عليه شيء من ذلك فسيثيب المطيعين على طاعتهم ويجازي العاصين على عصيانهم ثم قال ليس عليك هداهم ولكن الله يهدي من يشاء الخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم فليس عليك هداية بني ادم ليس عليك هداية الخلق والمراد هداية التوفيق والايمان اما هداية الارشاد عليه هداهم ولهذا قال وانك لتهدي الى صراط مستقيم. ولهذا قال وانذر عشيرتك الاقربين. وقام النبي وسلم وعم وخص واقام الحجة لكن المراد هنا هداية التوفيق. ليس عليك هداهم ولكن الله يهدي من يشاء. بداية التوفيق يهدي من يشاء الى الحق والى الايمان وما تنفقوا من خير فلأنفسكم وما تنفقوا من خير من اعمال صالحة من نفقات من صدقات من حبوب من ثمار اي شيء تفعلونه فلانفسكم هانتوما انتم المستفيدون منه فانفاقكم لانفسكم واجر ذلك راجع لانفسكم وما تنفقون الا ابتغاء وجه الله وهذا فيه هذا خبر يراد به النفي يراد به الامر وما تنفقون الا ابتغاء وجه الله يعني فانفقوا فانفقوا ابتغاء وجه الله فانفقوا نفقة تبتغون بها وجه الله فهو خبر بمعنى الامر ويمكن ان يكون على سبيل يعني الخبر المحض لكن الذي يظهر والله اعلم انه بمعنى الامر وما تقدموا لانفسكم من خير تجدوه نعم وما تنفقوا من خير فلانفسكم ولكن لا تنفقوا الا ابتغاء وجه الله هذا هو المراد بالنفقة التي يراد بها وجه الله لا النفقة التي يرائي بها الانسان او يقصد بها مقصد من مقاصد الدنيا وما تنفقوا من خير يوفى اليكم تعطون ثوابه يوم القيامة وافيا كاملا ما ينقص بل تضاعف الحسنة بعشر امثالها الى سبع مئة ضعف اذا كان لله خالصا وصاحبه للنبي صلى الله عليه وسلم متابعة وانتم لا تظلمون لا تنقصون شيئا من الثواب لا والله لا نظلم بل نزاد ونعطى فوق حقنا هذا وعد الله والله لا يخلف الميعاد قال جل وعلا للفقراء الذين احصوا في سبيل الله قال العلماء هذا فيه بيان مصرف وافضل ما يعطى افضل ما تصرف النفقات وهي من مصارف النفقات وخاصة في ذلك الزمان زمن النبي صلى الله عليه وسلم وقد يتكرر مثل ذلك للفقراء اذا هذا مصرف الانفاق للفقراء الذين احصروا في سبيل الله من الاحصار وهو المنع احصر اي منعوا من الخروج من ديارهم من اجل دينهم منعوا من الخروج من ديارهم من اجل دينهم. احصروا في سبيل الله لا يستطيعون ضربا في الارض والضرب في الارض المراد به السفر وقيل بل المراد بالظرب في الارض هنا هو الكسب لا يستطيعون ان يضربوا في الارض بحيث يضرب في الارض يبتغي من فضل الله وهذا يؤكده قوله يحسبهم الجاهل اغنياء من التعفف يحسبهم الجاهل بحالهم اغنياء من التعفف التعفف هو الامتناع من الشيء وتركه وهكذا ينبغي للانسان ان يتعفف ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم ومن يستعفف يعفه الله هل جزاء من جنس العمل وهم يتأففون ولا يتعرضون للناس يسألونهم بل يظهرون الغنى ولا يطلبون شيئا يحسبهم الجاهل يعني بحالهم اغنياء من التأفف تعرفهم بسيماهم لهم سيمة لهم علامات واضحة بينة فعلا تجده ما شاء الله شكله زين والظاهر انه غني لكن تمر بك مواقف الرجل ما ما عنده شيء ما ما يفعل شيء ما يعطي ما ينفق ما يأكل ما لابد ولهذا هذا فيه يعني حتى الانسان يتحرى يا اخوان حرف الصدقات ممن حوله كثير منا الان يدفع يذهب يدفع الاموال الى اناس او من يسألونه وكذا. لكن حوله في في السكن وناس يتأفهون ما ما يسألونه تعرفهم بسيماهم بعلامتهم السيما العلامة اذا تعرف عليهم احسن الى هؤلاء هذا افضل ما ينفق عليهم اما الذي يسأل الناس يسأل الناس اصلا تعرفهم بسيماهم لا يسألون الناس الحافا الالحاف هو يعني الشدة في المسألة يعني كثرة سؤال الناس او سؤال الناس سؤالا كثيرا ومن هنا قال بعض اهل العلم انهم اذا سئل يخبر انت محتاج؟ يقول نعم. لكن ما يلحد بعض الناس يلحف عليك ويثقل عليك الحاحه كل ما قبلك اعطني اعطني حتى يحفيك لا هؤلاء لشدة التعففهم ما يسألون الناس الحافل هؤلاء ينبغي التفطن لهم لا يسألون الناس الحافا وما تنفقوا من خير فان الله به عليم جل وعلا ينفق من خير يشمل وجوه الخير كلها وقال بعض اهل العلم تنفقوا من خير يعني من مال والصواب العموم فان الله به عليم عليم به قد احاط به علما سيثيبكم عليه اعظم الثواب والجزاء الذين ينفقون اموالهم بالليل والنهار سرا وعلانية هذا حال المنفقين وهو خبر لكنه بمعنى الامر اي انفقوا اموالكم بالليل وبالنهار وسرا وعلانية هؤلاء المؤمنون الموفقون ينفقون اموالهم يخرجونها في سبيل الله بالليل وفي ظلمة الليل وبالنهار يعطونا ايضا على وضح النهار سرا لا يراهم احد وعلانية فيما لابد من العلانية فلهم اجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون فلهم اجرهم عند ربهم هذا والله الثواب العظيم لان الاجر والثواب اضيف الى الله والله الموعد والعطية بقدر معطيها ولا خوف عليهم فيما يستقبلهم ولا هم يحزنون على ما فاتهم ولهذا جاء عن بعض السلف قال عن الحسين بن علي ويقال ايضا عن عمر ابن عبد العزيز انه كانت بيوت في المدينة يعيشون سنين اذا خرجوا لصلاة الفجر وجدوا عند ابواب ابوات بيوتهم وجدوا طعاما كل يوم ولا يدرون ما الذي يأتي به فلما مات الحسين بن علي فقدوه علموا انه هو الذي كان يأتي بي ينفقون بالليل خفية نعم ثم قال جل وعلا الذين يأكلون الربا لا الذين يأكلون الربا لا يقومون الا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس هذا ايضا يتعلق بالانفاق بالمال ولهذا ذكره الله عز وجل هنا والربا معروف اكل المال بغير حق على سبيل الزيادة فاخبر الله عن حال الذين ياكلون الربا ويتعاملون به لانه ليس المراد بالاكل فقط ما تدخله في بطنك لكن عبر بالاكل لانه اوفى انواع التمتع لكن من راب اي ربا كان فالحكم منطبق عليه الذين يأكلون الربا لا يقومون الا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من من المس لا يقومون يوم القيامة من قبورهم هذا يوم القيامة في الدنيا؟ لا ما تلاحظ شيء لكن يوم القيامة وجاء في هذا حديث صحيح رواه الطبراني بسند حسن لغيره كما في صحيح الترغيب قال النبي صلى الله عليه وسلم اياك والذنوب التي لا تغفر الغلول فمن غل اتى به يوم القيامة والربا فمن اكل الربا بعث يوم القيامة مجنونا يتخبط ثم قرأ الا الذين ثم قرأ الذين ليأكلون الربا لا يقومون الا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس وهذا الذي عليه اكثر المفسرين انه لا يقوم يوم القيامة يبعث من قبره نسأل الله العافية الا مثل الذي يتخبطه الشيطان مثل المصروع الذي دخل فيه الجن صار ممسوسا يتخبطه والتخبط هو الظرب العشوائي يقوم ويسقط ويضرب ويتحرك مجنون يتخبطه الشيطان من المس لمس الشيطان له الجنون والصرع ونحوه فاكل الربا في الدنيا يبعث يوم القيامة هذه حاله وهذا وصفه مثل المجنون المصروع الذي يتخبطه الشيطان فيتصرف تصرفا مهينا جزاء وفاقا لانه تصرف في الدنيا ما همه المال من اي جهة يأتي يأخذه يتخبط وكذلك يوم القيامة وهذا فيه دليل على تحريم الربا وهو من كبائر الذنوب وقد جاءت الاحاديث الكثيرة في تحريمه فمنها قول النبي صلى الله عليه وسلم في الصحيحين اجتنبوا السبع الموبقات وذكر منها اكل الربا ومنها ما رواه البخاري عن سمرة بن جندب في رؤيا النبي صلى الله عليه وسلم في البخاري وفيه انه اتينا على نهر من دم واذا رجل يسبح في في النهر ما يسبح ثم يعود واذا رجل على شفا النهر فاذا جاءه القمه حجرا ثم ذهب يسبح في النهر وقلت ما هذا؟ فقال انطلق انطلق. ثم قالوا بعد ذلك هذا اكل الربا نعوذ بالله وجاء ايضا في الحديث الذي رواه مسلم وابو داوود عن جابر رضي الله عنه قال النبي صلى الله عليه وسلم لعن الله اكل الربا وموكله وكاتبه وشاهديه وقال هم سواء نسأل الله العافية هذا لشدة تحريمه حتى الذي يكتب العقد او الذي يشهد على العقد ما اكل هذا الربا. فقط كتب او هذا شهد شهد ملعون على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم وجاء في بعض الاحاديث اذا علم بذلك اذا علموا بذلك اذا والله اذا كان ما يعلم انه ربا هذه مسألة اخرى وجاء ايضا في تحريم الربا ما رواه الحاكم والبيهقي بسند صحيح لغيره كما في صحيح الترغيب عن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه واله وسلم قال الربا ثلاث وسبعون حوبا ايسرها مثل ان ينكح الرجل امه اعوذ بالله نعوذ بالله هذا ايسرها ينكح الرجل امه من اخبث الذنوب واقبحها واذا روى الامام احمد الطبراني في الكبير عن عبدالله بن حنظلة صححه الشيخ الالباني في صحيح الترغيب قال رسول الله صلى الله عليه وسلم درهم ربا يأكله الرجل وهو يعلم اشد من ستة وثلاثين زنية وجاء ايضا عند ابي يعلى بسند جيد وقال عنه الالباني حسن لغيره عن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ما ظهر في قوم الزنا والربا الا احلوا بانفسهم عذاب الله حلو يعني اوشك ان يقع بهم وروى ابن ماجة بسند صحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ما احد اكثر من الربا الا كان عاقبته الى قلة هذه نهايته الى قلة. جاء بعض الروايات الى قل ثم قال جل وعلا ذلك بانهم قالوا انما البيع مثل الربا الذين يأكلون الربا لا يقومون الا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس ذلك بانهم يعني ذلك الامر الذي يحصل لهم وهو قيامهم من القبور كالمصروع بسبب قولهم وفعلهم بسبب قولهم ان انما البيع مثل الربا هلال كله جائز فلما قالوا ذلك عملوا فاكلوا الربا لانهم يرون انه مثل البيع وان كانوا يقولون هذا وهم يعلمون الحقيقة ان ذلك بانهم قالوا انما البيع مثل الربا واحل واحل الله البيع وحرم الربا لا ليس البيع مثل الربا الربا احله الله نعم البيع احله الله والربا حرمه الله ليسوا سواء والله ليسوا سواء البيع احله الله والربا حرمه الله واحل الله البيع وحرم الربا فمن جاءه موعظة من ربه فانتهى موعظة عظة تذكرة جاءته نصيحة حرم الله عليه الربا جاءته النصوص وعظه الله وحرم عليه الربا فانتهى وكف عن الربا فله ما سلف ما اكله من الربا قبل ان يعلم بالحكم او لما كان في كفره فله ما سلف ما مضى لا يطالب به وامره الى الله امره الى الله. والله جل وعلا غفور رحيم لكن عليه التوبة النصوح والندم والعزم على الا يعود ومن عادى فاولئك اصحاب النار هم فيها خالدون. اذا عاد الى اكل الربا فاولئك اصحاب النار اي الملازمون لها هم فيها خالدون لكن ما قال خالدين فيها ابدا لكن لا شك انه خلود ومدد طويلة لا يعلمها الا الله وهذا دليل على عظم ذنب الربا وقبحه وشناعته ثم قال الله جل وعلا نعم بقي ثلاث دقائق ان شاء الله وبعدها نتوقف قال يمحق الله الربا ويربي الصدقات. يمحق المحك والاسهال الاصل فيها الازالة ان يزيلوا الربا حسيا ومعنويا بنزع حسيا ناس يفتقر بسبب الربا واكثر الناس تجدهم بسبب الربا فقراء يعيشون فقط يكسب غيرهم الربا وايضا من حيث والذي تكثر الاموال عنده تزول البركة ما فيه بركة ماله ولا يستفيد منه يمحق الله الربا فيزيله ويذهب بركته ويربي الصدقات اي يزيد الصدقات يربيها من اربع يربي يعني يزيدها ويضاعفها مثل الذين ينفقون اموالهم في سبيل الله كمثل حبة انبتت سبع سنابل في كل سنبلة مئة حبة والله لا يحب كل كفار اثيم لا يحب كفار صيغة مبالغة كثير الكفر والله لا يحب حتى قليل الكفر لكن خص بهذا الاشارة الى ان اكلة الربا يكثر فيهم الكفر والكفار اكلة الربا اكثر من غيرهم اعمالا وكفرا اثيم يعني واقع في الاثم هادي صيغة مبالغة اثيم يعني كثير الاثم لان الذي يأكل الربا كثير الاثم ولا شك في هذا ويقع في الاثام والشر السيئة تجر الى السيئة والحسنة تجر الى الحسنة ثم قال ان الذين امنوا وعملوا الصالحات واقاموا الصلاة واتوا الزكاة لهم اجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون ان الذين امنوا ايمان وهو الاقرار عن تصديق وما يجب الايمان به من الايمان بالاركان الستة واركان الايمان وما امر الله به ورسوله وعملوا الصالحات والصالحات كل عمل اجتمع به شرطان الاخلاص فيه لله والمتابعة لرسول الله صلى الله عليه واله وسلم واقاموا الصلاة مر معنا اقامة الصلاة وهذا من باب عطف الخاص على العام فانه يدخل بالاعمال الصالحة لكنه يقتضي اهمية الخاص خصه بالعناية اهمية الصلاة في الاسلام واقاموا الصلاة واتوا الزكاة اي اعطوا الزكاة زكاة اموالهم في وقتها طيبة فيها نفوسهم دفعوها ايضا لمن يستحقها لهم اجرهم عند ربهم لهم اجرهم عند ربهم واظاف الاجر الى الله وهذا دليل على عظمه وفضله بان العطية بقدر معطيها ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون لا خوف عليهم فيما يستقبلهم ولا هم يحزنون على ما فاتهم ونتوقف عند هذا القدر والله اعلم وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا محمد