بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين اما بعد يقول الله جل وعلا يا ايها الذين امنوا اتقوا الله وذروا ما بقي من الربا ان كنتم مؤمنين فان لم تفعلوا فاذنوا بحرب من الله ورسوله وان تبتم فلكم رؤوس اموالكم لا تظلمون ولا تظلمون يقول الله جل وعلا مخاطبا عباده المؤمنين يا ايها الذين امنوا ما هذا النداء عزيز على النفوس ويقتضي اهمية ما سيأتي بعد النداء ولا يعمل بما سيأتي بعد النداء الا من كان متصفا بالايمان اتقوا الله وهو العمل بطاعة الله جل وعلا بفعل هو اجتناب وهو ان يجعل بينه وبين عذاب الله وقاية بفعل الاوامر واجتناب النواهي وذروا ما بقي من الربا وذروا اي دعوا واتركوا ما بقي من الربا اي ما بقي لكم من الربا عند الناس بعد ان جاءت هذه الموعظة وقد بين الله عز وجل لهم حكم الربا وانه حرام وسحت لا يجوز اكل المال عن طريقه واما ما كان قبل ذلك فقد عفا الله عز وجل عنه كما مر معنا وذروا ما بقي من الربا ان كنتم مؤمنين وهذا تهيج وحث واغراء لهم على الاستجابة لله وفعل ما امرهم به ان كانوا مؤمنين حقا وقد ثبت في الحديث الصحيح ان النبي صلى الله عليه وسلم خطب الناس وقال ان ربا الجاهلية موضوع تحت قدمي هذه واول ربا اضعه ربا العباس وهذا من النبي صلى الله عليه وسلم تفسير لهذه الاية واذروا ما بقي من الربا فقال النبي صلى الله عليه وسلم ان اول ربا اضعه ربا العباس عمه اهل بيته لانه كان له اموال ربوية على بعض الناس فوضع النبي صلى الله عليه وسلم هذا فالحاصل ان من جاءته الموعظة وعلم حكم الله عز وجل فانه يجب ان ينتهي على الربا ويقدر ما كان قد رابى به لكن ما اكله من الربا قبل ان يعرف الحكم فهذا له ما سلف ومضى قال جل وعلا فان لم تفعلوا يعني ان لم تتركوا الربا فاذنوا بحرب من الله ورسوله فاذنوا اي فاعلنوا ومنه الاذان الاعلام والاعلان اي فاعلنوا او فاعلنوا ذلك او واعلموا انكم قد اعلنتم الحرب مع الله ورسوله فاذنوا بحرب من الله ورسوله ومن الذي يستطيع ان يحارب الله جل وعلا ورسوله ولهذا المرابي محارب لله ورسوله ونهاية امره الهزيمة والعذاب الاليم ان لم يكن ذلك في الدنيا ففي الاخرة ولهذا ذهب بعض اهل العلم كما جاء عن ابن عباس قال وهم رواية علي ابن ابي طلحة وهي اصح الروايات عن ابن عباس قال فان لم تفعلوا فاذنوا بحرب من الله ورسوله فمن كان مقيما على الربا لا ينزع عنه كان حقا على امام المسلمين ان يستتيبه فان نزع والا ظرب عنقه وجاء عن ابن عباس ايضا انه قال فاذنوا بحرب من الله اي استيقظوا بحرب من الله ورسوله وجاء في بعض الاثار عن ابن عباس ايضا انه قال يقال لآكل الربا يوم القيامة خذ سلاحك خذ سلاحك للحرب ثم قرأ فان لم تفعلوا فاذنوا بحرب من الله ورسوله وهذا في غاية التخويف والتحذير من الربا واكل الربا محارب لله ورسوله وكيف يفلح من حارب الله هرب رسوله ومصيره الى الله جل وعلا فهذا فيه اشد التنفير والتحذير والتخويف من الربا وفي ذلك عبرة وعظة لمن كان له قلب او القى السمع وهو شهيد قال جل وعلا وان تبتم فلكم رؤوس اموالكم جبتم من الربا رجعتم الى الله بالتوبة النصوح فرجعتم من معصية الله باكل الربا الى طاعته بترك الربا فلكم رؤوس اموالكم رؤوس اموالكم التي دفعتموها من غير زيادة ولا لا تظلمون ولا تظلمون وان تبتم فلكم رؤوس اموالكم لا تظلمون ولا تظلمون لا تظلمون غيركم باخذ الزيادة الربوية ولا تظلمون انتم فينقص من رأس مالكم. مالك الذي هو مالك تأخذه ولكن ايضا لا تظلم غيرك وهذا لان الربا ظلم على المرابي الذي يؤخذ منه المال بغير وجه حق قال جل وعلا وان كان ذو عسرة فنظرة الى ميسرة ان كان ذو عسرة يعني صاحب الذي عليه المال رأس المال لك رأس مالك عند فلان ورأس ماله مثلا الف الف ريال مثلا وراب او اتفق معه على الربا بالف وخمس مئة له الف ريال فقط ولا يجوز له ان يأخذ الزيادة لان هذه ظلم لكن لو قال من اخذ الربا او اخذ هذا المال الالف ريال قال ما عندي شيء الان انا معسر ما عندي شيء ادفع ان كان ذو عسرة فنظرة الى ميسرة اي فعليكم انذاره فليكن فانظروه نظرة ونظر يعني انذار انظروه مهلة من الانذار فنظرة الى ميسرة يعني فامهلوه واعطوه فرصة ووقت الى ميسرة الى ان يوسر ويجد المال قال العلماء وهذا الانذار واجب فاذا كان لك على احد مال ولما جئته قال والله ما اجد ما اعطيك يا اخي وانت تعرف انه صادق ما هو متلاعب او كذاب فيجب عليك وجوبا ان تنظره ولا يجوز لك ان تطالبها لان هذا امر والامر يقتضي الوجوب فنظرة فليكن له نظرة اي يعني فانظروه الى ميسرة طيب اذا لم يسر وطال الوقت ذهب العلامة ابن عثيمين في تفسيره بعض اهل العلم قال لا يجوز ان يطالب المعسر اذا عسر الله الذي كتب عليه الاعسار. من اين يأتي بالمال فيجب ان ينظر طالت المدة ام قصرت فنظرة الى ميسرة وان تصدقوا خير لكم وان تصدقوا ايها المؤمنون على هذا المعسر بالمال كله الذي عنده مثلا هذه الالف ريال لما قال انا معسر ما استطيع ان اسددك فان تصدقت عليه به قلت اذا الالف ريال التي عليك هي لك لا اريدها قال وان تصدقوا خير لكم من انظاره خير من ان تنظره تمهله لان هذا افضل اسقطته عنه بالكلية خير عند الله عز وجل وهو وان لم يأتك المال في الدنيا لكن يأتيك ما هو خير منه عند الله جل وعلا من الاجر والثواب والدنيا فانية ومنقضية. لو اخذت هذا المال اكلته وصرفته وان تصدقوا خير لكم ان كنتم تعلمون. العلم النافع تعلمون الايات وتفقهون وتعقلون عن الله مرادا تعلمون علما نافعا ادراك الشيء على حقيقته ثم قال واتقوا يوما ترجعون فيه الى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون واتقوا ثبت ان هذه الاية من اخر ما نزل من القرآن واتقوا واتقوا يوما اتقوا يعني اجعلوا بينكم وبين هذا اليوم اي اجعلوا بينكم وبين يوم القيامة وقاية لان اليوم هنا هو يوم القيامة لانهم قال ترجعون فيه الى الله تردون الى الله حينما تقوم الساعة ويبعث الناس من قبورهم يرجعون الى الله ويقفون بين يديه فاتق الله واعد لهذا اليوم ما ينجيك الله به جل وعلا واتقوا يوما اجعلوه بينكم وبين عذاب هذا اليوم وبين اهوال هذا اليوم وقاية لانه يوم لا بد منه ولابد ان نرجع الى الله لا يتخلف منا احد بل سنقف قفاة عراة غرلا غير مختونين والشمس دانية من رؤوسنا والعرق في الناس على قدر اعمالهم وهذا دليل ايها الاخوة ان الانسان عليه ان يخاف من الاخرة ويخاف من يوم القيامة ويعمل الاعمال التي يرجو ان تنجيه من الخوف والفزع هذا رد على من يقول انا لا نعبد الله خوفا من ناره ولا طمعا في جنته ولكن نعبده فناء فيه هذا ضلال مبين بل يعبدون المؤمنون ربهم خوفا وطمعا يخافون الله يخافون من النار يخافون يوم القيامة يرجون الجنة يطمعون فيها يطمعون في رحمة الله والخوف والرجاء عبادة من اعمال القلوب بل هي من صفات المؤمنين فلا فلا تخافوهم وخافوني ان كنتم مؤمنين انما يخشى الله من عباده العلماء يدعوننا رغبا ورهبا ولهذا كان قدوتنا صلى الله عليه واله وسلم في بعض الاحيان اذا قام يصلي من الليل يسمع لصدره ازيز كازيز المرجل كصوت القدر التي تغلي بالماء اذا وضعت على النار من البكاء صلوات الله وسلامه وبركاته عليه والخير كل الخير في هديه صلى الله عليه واله وسلم واتقوا يوما ترجعون فيه الى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت. توفى من التوفية توفى اجرها توفى كسبها كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون فيوفى المؤمن ثوابه ثواب اعماله ويوفى الكافر ايضا جزاء اعماله وهم لا يظلمون لا المؤمن يظلم في شيء من حسناته ولا يظلم في شيء من سيئات توضع عليه وليست له وكذلك الكافر لا يظلم بوضع سيئة عليه لم يعملها لان الله جل وعلا حكم العدل واذكر بعض الاحاديث التي تدل على فضل انظار المعسر روى الامام مسلم في صحيحه من حديث ابي قتادة وفيه قال سمعت النبي صلى الله عليه واله وسلم يقول من سره ان ينجيه الله من كرب يوم القيامة فلينفس عن معسر ويضع عنه فلينفس عن معسر او يضع عنه ويقول صلى الله عليه واله وسلم فيما رواه الامام مسلم ايضا من حديث ابي امامة اسعد ابن زرارة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من سره ان يضله الله يوم لا ظل الا ظله فليسر على معسر او ليضع عنه وروى الامام احمد بسند صححه الالباني في الارواء عن عن سليمان ابن بريدة عن ابيه بريدة رضي الله عنه قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول من انظر معسرا فله بكل يوم مثله صدقة ثم سمعته يقول من انظر معسرا فله بكل يوم مثلاه صدقة قلت سمعتك يا يا رسول الله تقول من انظر معسرا فله بكل يوم مثله صدقة ثم سمعتك تقول من انظر معسرا فله بكل يوم اتلاه صدقة قال له بكل يوم مثله صدقة قبل ان يحل الدين فاذا حل الدين فانظره فله بكل يوم مثله صدقة الله اكبر فضل عظيم وروى الامام مسلم عن ابي قتادة انه كان له على رجل دين وكان وكان يأتيه يتقاضاه فيختبئ منه فجاء ذات يوم فخرج صبي فسأله عنه فقال نعم هو في البيت يأكل خزيرة نوع من الطعام فناداه فقال يا فلان اخرج فقد اخبرت انك ها هنا فخرج اليه فقال ما يغيبك عني فقال اني معسر وليس عندي شيء قال الله انك معسر قال نعم فبكى ابو قتادة ثم قال ثم بكى ابو قتادة رضي الله عنه ثم قال سمعت رسول الله صلى الله عليه واله وسلم يقول من نفس عن غريمه او محى عنه كان في ظل العرش يوم القيامة وفي الصحيحين من حديث حذيفة ابن اليمان قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اتى الله بعبد من عبيده يوم القيامة فقال ماذا عملت لي في الدنيا قال ما عملت لك يا رب مثقال ذرة في الدنيا ارجوك بها قالها ثلاث مرات قال العبد عند اخرها يا ربي انك كنت اعطيتني فضل مال وكنت رجلا ابايع الناس وكان من خلق الجواز يعني التجاوز فكنت ايسر على الموسر وانظر المعسر الا فيقول الله عز وجل انا احق من ييسر ادخلوا الجنة والاحاديث في هذا كثيرة ولا بأس نذكر حديثا لان فيه الحقيقة يعني بيان فعل الصحابة كيف فهموا؟ كيف فهم الصحابة رضي الله عنهم هذه الاحاديث؟ هذه الاية وهذه الاحاديث فروى مسلم في صحيحه من حديث عبادة ابن الوليد ابن عبادة ابن الصامت قال خرجت انا وابي نطلب العلم في هذا الحي من الانصار قبل ان يهلكوا فكان اول من لقينا ابا اليسر صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه غلام له غمامة او معه ظمامة اي رزمة ازمة من الورق يضم بعضها الى بعض غمامة صحف وعلى ابي اليسر بردة ومعافرين وعلى غلامه بردة ومعافرين فقال له ابي يا عمي اني ارى في وجهك سبعة من غضب واضح مغضب قال اجل كان لي على فلان ابن فلان الحرامي يعني من اله حرام ليش المراد حرامي يعني ياخذ المال مال يعني نسبة الى بني حرام كان لي على فلان ابن فلان الحرامي مال فاتيت اهله فسلمت فقلت اثم هو اثم يعني هنا فلان قالوا لا فخرج علي ابن له جفر قالوا والجفر هو الذي قارب البلوغ وقيل هو الذي قوي على الاكل يعني جفر ولد توه بالهم فخرج الي فخرج علي ابن له جفر فقلت اين ابوك قال سمع صوتك فدخل اريكة امي فقلت اخرج الي فقد علمت اين انت فخرج فقلتم ما حملك على اشتبأت مني قال انا والله احدثك ثم لا اكذبك خشيت والله ان احدثك فاكذبك وان اعدك فاخلفك وكنت صاحب رسول الله صلى الله عليه واله وسلم وكنت والله معسرا قال الله الله قال الله استحلبوا والله الله قلت الله قال الله يعني ثلاث مرات ثم قال قال فاتى بصحيفته اللي فيها الدين فمحاه بيده ثم قال فان وجدت قضاء فاقضي والا فانت في حل فاشهد فاشهد بصر عيني هاتين ووضع اصبعيه على عينيه وسمع اذني هاتين وسمع اذني هاتين ووعاه قلبي واشار الى نياط قلبه اشهد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقول من انظر معسرا وضع الله من انظر معسرا او وظع عنه اظله الله في ظله الحديث هذه احاديث عظيمة يا اخوان والمسلم هدفه اتباع النبي صلى الله عليه وسلم. وهذا ظاهر القرآن وان تصدقوا خيرا. فنظرة الى ميسرة وان تصدقوا خيرا وهذه الاحاديث تؤكد ذلك وتبينه. والصحابة رضي الله عنهم فهموا ذلك ما قال قدم عليه خليه يحبس يسجن حتى يسد ولا شك ان المسلم يطلب الفضل ويطلب الخير ويحرص لان الحقيقة هذا المال مضمون ان تركه لله عز وجل فوالله سيجده عند الله يوم لا ينفع مال ولا بنون ثم قال جل وعلا ثم قال سبحانه وتعالى يا ايها الذين امنوا اذا تداينتم بدين الى اجل مسمى فاكتبوه هذه الاية تسمى اية الدين وهي اطول اية في كتاب الله اطول اية في كتاب الله صفحة كاملة اية الدين لان سورة البقرة مدنية والمدنية تمتاز بطول اياتها صفحة كاملة لكن هذه الصفحة تجد في السورة المكية قد تكون اربع سور او خمس سور وهي اية واحدة وتلك سور متعددة وقيل اقصر اية وهذا قاله شيخنا الشيخ ابن عثيمين قال هذه اطول اية في المعاملات بين الخلق ثم قال واقصر اية ثم نظر في سورة المدثر لانها خمسة احرف. اذا هذه اطول اية اية الدين واقصر اية في القرآن ثم نظر ثم قال الشيخ وهذه فائدة افادنا بها قال واجمع اية للحروف كلها ايتان في القرآن فقط ايتان في القرآن جمعت حروف المعجم كلها الف باء تاء تاء جيم الحروف الثمانية والعشرون حرف قال واجمعوا اية واجمعوا اية للحروف كلها ايتان في القرآن فقط احداهما قوله تعالى ثم انزل عليكم من بعد الغم امنة نعاسا الى اخر الاية وهي الاية مئة واربعة وخمسين من سورة ال عمران وقوله تعالى محمد رسول الله والذين امنوا معه الى اخر الاية وهي الاية التاسعة والعشرين من سورة الفتح فقد اشتملت كل واحدة منهما على جميع الحروف الهجائية الحاصل ان هذه اطول اية في كتاب الله عز وجل في نادي الله عز وجل عباده المؤمنين بوصف الايمان الذي يحملهم على فعل ما سيأتي من النداء وامتثاله فقال اذا تداينتم بدين ومعنى تداينتم بدين يعني داين بعضكم بعضا والدين كل ما ثبت في الذمة كل ما ثبت في الذمة من ثمن بيع او اجرة او صداق او قرض او غيره كل ما ثبت في ذمة الانسان سواء كان بيع عن طريق بيع وشراء او اجرة اجر عليه البيت وما سدده هذا دين او صداق صداق امرأة ما سدده هذا دين له لها عليه او قرض اقرض انسان قرض هذا دين ايضا اذا تداينتم بدين يعني داين بعضكم بعضا الى اجل مسمى الى وقت محدود اما في البيع فلا بد منه الاجل لابد منه على هذا جمهور اهل العلم قالوا والا يكون مجهولا فاكتبوه فاكتبوه اي فاكتبوا الدين المؤجل الى اجله يكتب عقد اشترى منه سيارة بكذا الى اجلي كذا او يعطيه كل شهر كذا قال وليكتب بينكم كاتب بالعدل وليكتب بينكم كاتب. كاتب هذا امر للكاتب ان يكتب لكن ايضا يكتب بالعدل والعدل المراد به الاستقامة وهو ضد الجور والمراد هنا فليكتب ما طابق الشرع يكتب كتابة شرعية ما يكتب ربا والا غش والا تدليس والا يكتب بالعدل فليكتب كاتب فليكتب وليكتب بينكم كاتب بالعدل ولا يأبى كاتب ان يكتب كما علمه الله تكتبه قال له اكتب بينا عقد لا يأبى يقول لا ما ابغى اكتب لكم فليكتب بل يقول هذا يعني كأنه يقول هذا من شكر النعمة ولاعب اكاتم ان يكتب كما علمه الله مثل ما علمه الله هذه النعمة. بدليل ان نعمة الكتابة نعمة عظيمة الهي من الله عز وجل عليه بالكتابة فليكتب اي الكاتب وليملل الذي عليه الحق والاملال والاملاء بمعنى واحد يقال ام لا الدرس او املل الدرس بمعنى وامللا لغة قريش واملى لغة تميم وباي والمعنى يعني متقارب المعنى متقارب والاملاء هو ان يلقي كلاما على سامعه ليكتبه عنه يملى عليه يعني القى كلام ليكتبه السامع. اكتب قال وليملي للذي عليه الحق وهو المدين واليمن الذي عليه الحق وليتق الله ربه اليه بتقوى الله عز وجل والخوف منه ولا يبخس منه شيئا لا ينقص منه شيئا يملي الحق الذي عليه كما هو لا زيادة ولا نقص ولا يبخس منه شيئا فان كان الذي عليه الحق سفيها او ظعيفا او لا يستطيع ان يمل هو فليملي الوليه بالعدل اذا كان الذي عليه الحق يستطيع ان يمليه فليملل لكن الذي على الحق ما يستطيع ان يملي اما انه سفيه يعني لا يحسن التصرف سماع خفة في العقل فلا يحسن التصرف او ضعيفا يعني ضعيفا في عقله اما لجنون واما لصغر او لا يستطيع ان يمل هو ما يستطيع يملي لخرس اخرس ما يقدر يتكلم او صمم ثقل في لسانه او في اذنه ما يستطيع يعبر حتى يفهم عنه او ما يسمع في اذنه سماءه صعب فليملل ولا يستطيع ان يملئ ان يمل هو يعني هذا الذي عليه الحق بسبب ضعفه او سفه فليملل وليه بالعدل الولي المسؤول عنه الذي يتولاه يحل محله ويملل ويملي الحق الذي على موله بالعدل لا بزيادة ولا نقصان وبالصدق يكون مطابقا للحقيقة واستشهدوا شهيدين من رجالكم واستشهدوا السين للطلب والمعنى واطلبوا شهادة رجلين من رجالكم فان لم يكونا رجلين فرجل وامرأتان. اذا ما وجدتم رجلين يشهد رجل وتأتون بامرأتين تقومان مقام الرجل الاخر فان لم يكون يعني الشاهدان رجلين فرجل يعني فليشهد رجل وامرأتان ممن ترضون من الشهداء هذا دليل ان الشاهد لابد ان يكون مرضيا في دينه وامانته ما يكون شاهد كذاب متلاعب فاسق فاجر لابد وهذا دليل على ايش شرط العدالة الشاهد شهيدا عدلا هذا يحتاج ان يؤدي هذه الشهادة قد يحتاج الى اداء هذه الشهادة مستقبلا وهذا الحديث قال نعم. قال وامرأتان ممن ترضون من الشهداء ان تضل احداهما فتذكر احداهما الاخرى قرئ ان تضل وان تضل والمعنى كما هو ظاهر حتى ان ظلت واحدة وما نظلت يعني هنا نسيت ما التي يعني نسيت واخطأت الشهادة فلم تتذكرها فتذكر الاخرى المرأة الاخرى تتذكر يشهد امرأتان وفي هذا فوائد اولا ان المرأة على النصف من الرجل كما قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح قال في البخاري وغيره قال ما رأيت بالناقصات عقل ودين اذهب للب الرجل الحازم من احداكن ناقص عقل ودين لكن تذهب بقلبك وعقلك وتسلبك اياه قلنا يا رسول الله ما نقصان عقولنا وما نقصان ديننا قال اليست احداكن اذا حاضت لم تصل ولم تصم؟ قلنا بلى قال هذا هذا نقصان دينكن نقصان دينكن وليست شهادة احداكن بنصف شهادة الرجل؟ قلنا بلى. قال هذا نقصان عقولكم او كما قال النبي صلى الله عليه وسلم هذا فيه دليل على ان المرأة تنسى اكثر من الرجل تذكر احداهما الاخرى قال جل وعلا ولا يأبى الشهداء اذا ما دعوا الشهداء الشاهد اذا دعي الى الشهادة الى تحمل الشهادة تعال اشهد على العقد يا فلان او على اداء الشهادة. شهد قبل سنة او سنين قل له تعال اشهد بالذي تذكر لا يأبى لا يمتنع يقول لا ما اريد اشهد لا يا اباه ان الله جل وعلا يقول لا يأبى يعني لا يمتنع يشهد سواء على تحمل الشهادة او على اداء الشهادة ولا يأبى الشهداء اذا ما دعوا. لكن بشرط ان يدعى يطلب منه لو ما طلب منه لا ما يأتي بنفسه لكن اذا دعي الى ذلك ليشهد او ليؤدي الشهادة ولا تسأموا ان تكتبوه صغيرا او كبيرا الى اجله ولا تسأموا السأم قالوا هو الملل يعني يسأم يمل تمل نفسه هذا يقول لازم اكتب الدين لا تسأم يا عبد الله ولا تسأم لا تملوا من كتابة الدين لان هذا خير تريد تتسامح جزاك الله خير تسامح لكن كتابته خير لان هذا الدين اليوم هو لك وغدا لو مت الورثة حق الورثة يكتبه ولا تسأموا اي لا تملوا ان تكتبوه صغيرا او كبيرا. الدين قليل او كثير ما دام انه دين اكتبه قليل او كثير صغير او كبير الى اجله الى الوقت الذي اتفقتم عليه ذلكم اقسط عند الله واقوم للشهادة. ذلكم وهو كتابة الدين صغيره وكبيره اقسط واعدل عند الله عز وجل. اقوم واعدل حفظ الحقوق وادنى واقوم للشهادة يعني اقرب الى اقامتها والاتيان بها صحيحة ما ينسى الانسان تذكر يقول نعم صح هذا والله وهذا توقيعي نعم نعم ذكرت العقد اقرب الى التذكر عشان ينسى قال وادنى الا ترتابوا اقرب الى الا تشكوا انسان يمر عليه خمس سنوات ست سنوات ينسى يقول فلان يبيني اشهد انا والله اني شاك ان اني مسوي شي بالعقد اشوفه حريص اكثر من اللازم يرد الشك لكن اذا كتبت ترى ما كتبت تعقير وتتذكره قال اذا نعم وعدنا الا ترتابوا الا ان تكون تجارة حاضرة تديرونها بينكم الا ان تكون تجارة وتجارة قرئ بهذا وهذا على ان كان هنا تامة الا ان تقع تجارة او انها ناقصة تقع الكتابة او ان تقع المعاملة تجارة قبر كان الا ان تكون تجارة حاضرة الحاضر ضد الدين يعني يد بيد كاش حاضر كمل السلعة هذي هذا الكتاب كم؟ قال مئة ريال خذ مئة اعطي الكتاب هذا ما يحتاج تجارة حاضرة موجودة ما يحتاج ان نكتبها الا ان تكون تجارة حاضرة تديرونها بينكم تدرون يعني تتعاطونها للإدارة كاع من الدوران كانه ادار ودارت هذه السلعة من يده الى يد ودارت نقودي من يدي الى يده الى يده بدل انها حاضرة اخذ وعطاء قال جل وعلا الا ان تكون تجارة حاضرة تديرونها بينكم فليس عليكم جناح الا تكتبوها ليس عليكم جناح ليس عليكم اثم ولا حرج الا تكتبوها تترك كتابه لانه خلاص اخذ السلعة وانت اخذت فلوسك قيمتها فلا حرج عليكم في هذا الا ان تكون تجارة حاضرة تديرونها بينكم فليس عليكم جناح ان لا تكتبوها واشهدوا اذا تبايعتم دليل على ان الاشهاد على البيع هو ظاهر القرآن والله تبايعنا حتى ولو كان كاش بيتك سيارة بيتك كذا السنة الاشهاد لكن ظاهر الامر الوجوب واشهدوا هذا امر والامر يقصد الوجوب ومن هنا ذهب بعض اهل العلم الى ان الاشهاد على البيع واجب يجب قال لان هذا امر والامر يكفي الوجوه وجمهور اهل العلم الى ان الاشهاد على البيع سنة والاصل يا اخوان في الاوامر ليش الوجوب والاصل في النواهي تهريب الا اذا قام دليل على خلاف ذلك. اذا وجد صارخ فما هو الصارف عن وجوب الشهادة على البيع لا شك ان الراجح هو قول الجمهور ان الاشهاد سنة ولو لم يشهد لا يأثم وليس بوجه ما هو الدليل لا ما فيها دليل الاية الاول نعم الدليل فعل النبي صلى الله عليه وسلم وهو ما رواه الامام احمد وابو داوود بسند صححه الشيخ الالباني ان النبي صلى الله عليه وسلم ابتاع فرسا من اعرابي فجعل الناس يعرضون للاعرابي بعد ان اشتراه النبي صلى الله عليه وسلم منهم في طريقهم يمشون يسيرون في غزوة قابلهم اعرابي فعرظ فرسا معه وما كسبه النبي صلى الله عليه وسلم ثم اشتراها منه ومشى النبي صلى الله عليه وسلم فجعل الاعرابي يعرضه اناس من الصحابة لم يعلموا ان النبي صلى الله عليه وسلم قد شرح فاعطوه قيمة اعظم اكثر فنادى باعلى صوته قال يا محمد ان كنت اشتريت الفرس يعني فخذها او كذا هل لك بها رغبة او كذا قال الم تبعنيها قد اشتريتها فجحد الاعرابي قال قد بعتني؟ قال لا قال لك مشان هاتي شاهد كاني بعتك هذا اعرابي متشيطن قال هات شهدك اني فقال فسكت النبي صلى الله عليه وسلم فقام خزيمة ابن ثابت قال انا اشهد قال ماذا؟ قال اشهد انك بعت رسول الله صلى الله عليه وسلم فاعطاه الاعرابي اعطى النبي صلى الله عليه وسلم الفرس فقال النبي صلى الله عليه وسلم يا خزيمة ما حملك على ما قلت انت ما كنت عندنا قال يا رسول الله نصدقك بخبر السماء ولا نصدقك ببعير او هرس في القرآن سنة فقال النبي صلى الله عليه وسلم شهادة خزيمة شهادة رجلين الحاصل ان النبي صلى الله عليه وسلم ما اشهد فدل على ان الاشهاد سنة لو لم يشهد ان شاء الله الانسان لا لا يأثم. وخاصة محقرات المعاطات ما يسمونه بيع المعاطات او الاشياء اليسيرة كل ما شريت ماء تبي تشهد عليه هذا فيه اشكال لكن الاشياء الكبيرة ذات القيمة نعم يشهد عليها قال جل وعلا واشهدوا اذا تبايعتم ولا يظار كاتب ولا شهيد لا يضار يعني لا يضر هو لا يضر غيره ولا يظر فلا يضر الكاتب غيره بان يكتب شيئا خاطئا مضرا ولا يضار الكاتب يأتي احد يقول ليش تكتب العقد يضره هو ويؤذيه ما يجوز لانه قام بعمل شرعي ولا شهيد ولا يضار الشهيد ايضا. لا الشهيد يجوز له لا يضر غيره يشهد شهادة خاطئة كاذبة شهادة زور ولا يجوز لاحد ان يضره لما شهدت او لابد ان تترك الشهادة والا افعل بك وافعل حتى يرجع عن الشهادة وهذا يحصل كثير والله عز وجل قد بين هذا الحكم ولا يضار كاتب ولا شهيد وان تفعلوا فانه فسوق بكم ان تفعلوا تضار الكاتب والشاهد او يضار الكاتب والشاهد غيرهم فانه فسوق بكم والفسوق هو الخروج عن طاعة الله الى معصيته فانه فسوق بكم واتقوا الله اجعلوا بينكم وبين عذابه وقاية في كل اموركم ومن ذلك عدم مضارة الكاتب والشهيد لا منهما ولا عليهما ويعلمكم الله والله بكل شيء عليم قال بعض اهل العلم ان تقدير الكلام واتقوا الله ويعلمكم الله فالتقوى سبب للعلم فالانسان اذا اتقى الله علمه الله وقال بعض اهل العلم بل كلامه مستأنف هنا ويعلمكم الله هذا كلام مستأنف جديد لانه يقول فيما سبق من الاحكام يعلمكم الله احكام دينه والله بكل شيء عليم جل وعلا قد احاط بكل شيء علما ولا شك ان التقوى تورث العلم لكن ليس كل متق عالم وبعض الناس متقي لكنه ليس عالم من عامة الناس لكن التقوى تورث العلم ولا شك لذلك ثم قال سبحانه وتعالى لله نعم وان كنتم على سفر ولم تجدوا كاتبا فرهان مقبوضة ان كنتم على سفر يعني كنتم مسافرين يعني ما سبق من الاحكام من اية الدين هذا اذا كان النسخ في حال الاقامة والتوطن لكن ان كنتم على سفر والسفر مظنة عدم وجود الكاتب الذي يكتب وخاصة في ذلك الزمان ما كان القلم قد فشى مثله الان وان كنتم على سفر ولم تجدوا كاتبا لم تجدوا كاتبا يكتب بينكم العقد فرهان مقبوضة فرهان مقبوضة يعني فخذوا رهانا او فارتهنوا رهانا والرهان جمع رهن والرهن الاصل فيه الحبس الرهن هو الحبس كل نفس بما كسبت وهي يعني محتبسة وفي الاصطلاح توثقة دين بعين توثقة دين بعين يمكن استيفاؤه يقول انا ابيعك السيارة هذه بشرط ارحم بيتك او ارهم بيتك توثقة دين بعينه يمكن استيفاؤه فرهان مقبوضة. اذا فارتهنوا رهانا او فجأة فخذوا رهانا لكن قال مقبوضة يقبضها المرتهن على المرتهن يقبضها صاحب الحق على الذي اخذ منه الدين ومن هنا ذهب بعض اهل العلم الى ان القبض شرط قبض الرهن شرط ولا يصح الرهن الا بالقبض واستدلوا بهذه الاية فرهان مقبوضة وهذا ذهب اليه جمع من اهل العلم وهو رواية عن الامام احمد فذهب به بعض اليه بعض اهل العلم وذهب الجمهور الى ان الرهن لا يلزم الا بالقبض لا يلزم الا بالقبض فرهان مقبول يعني القصد انك ارتهن رهن واقبظه لكن هل يمظي العقد الان؟ قال ارهنت سيارتي بنعمل عقد يصح الان لكن لو ما جاءك بالشيء المرتهن الا بعد ان مضى العقد لا بأس هذا رأي الجمهور واذا بعض اهل العلم يقول لا اصلا ما يصح العقد حتى يأتي بالشيء المرتعن يأتي بالرهن قال جل وعلا ولم تجدوا كاتبا فرهان مقبوضة فان امن بعضكم بعضا فليؤدي الذي اؤتمن امانته امن بعضكم بعضا امن يعني امر اتخذه امينا وثق به امنه قالوا والله هذا امين انا امنته وهو ثقة فان امن بعظكم بعظا فليؤدي الذي اؤتمن امانته هذا الذي اخذ الامانة المؤتمن المؤتمن المرتهن او المنتمين ليس الراهنة هنا ليس رهنا قال والله يا اخي انا امنتك وانت ثقة عندي ما يحتاج لا كاتب ما معنى كاتب؟ ولا ورهن ما ابيك تعطيني رحم لكن انا امنت وثقت بك فانت امين عندي وثقة خلاص خذ لا اشهد ولا رهن لا بأس بهذا وان فان امن بعظكم بعظا فليؤد الذي اؤتمن امانته وليتق الله ربه يتقي الله ربه ويرد الامانة ويرد المال واستدل ابو سعيد الخضري رضي الله عنه بهذا المقدار من الاية فان امن بعظكم بعظا قال هذه نسخت الاية التي قبلها الامر بالاشهاد قال نسخته لانه قال فان امل بعظكم بعظا فليؤدي الذي اؤتمن امانته. وكانه يرى ان هذا عام وليس خاصا في السفر ثم قال ولا تكتموا الشهادة والكتمان هو الاخفاء هو الاخفاء وعدم الاظهار وعدم الاتيان بالشهادة ولا تكتموا الشهادة ومن يكتمها يخفيها ويجحدها يغيرها فانه اثم قلبه يعني وقع قلبه في الاثم لكنه اسنده الى القلب قالوا لانه شيء خفي فاسنده الى القلب فهذا القلب اثم ما هو قلب امن صادق فانه اثم قلبه والله بما تعملون عليم قد احاط بعملكم علما وبكل ما تعملون وهذا تهديد وتخويف لمن خالف الحق وخالف الشرع وترغيب لمن عمل بما امره الله به بان الله عليم بافعاله وسيجازيه عليها ثم قال جل وعلا لله ما في السماوات وما في الارض وان تبدوا ما في انفسكم او تخفوه يحاسبكم به الله فيغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء والله على كل شيء قدير لله ما في السماوات وما في الارض خلقا هو الخالق له ملكا هو هو المالك لها تدبيرا هو المدبر لها المصرف لها فلله ما في السماوات وما في الارض وهذا يدل على عظمته وعظم ملكه وانه هو الاله المعبود وحده لا شريك له وهو الذي اوجد السماوات والارض وما فيهن وهو الذي يملك شأنهما ويتصرف فيهما وهما وما فيهما تمضيان على امره وتقديره جل وعلا لله ما في السماوات وما في الارض وان تبدوا ما في انفسكم او تخفوه تظهر ما في انفسكم في ظهر وتتكلمون به ويسمع او تخفوه تسروه ولا تظهروه يعلمه الله نعم يحاسبكم به الله يحاسبكم به الله انتهى الاذان الله اكبر الله اكبر الله اكبر الله اكبر اكبر اشهد ان لا اله الا الله اشهد ان لا اله الا الله اشهد ان محمدا رسول الله اشهد ان محمدا رسول الله حي على الصلاة حي على الصلاة حي على الفلاح حي على الفلاح الله اكبر الله اكبر اله الا الله يقول الله جل وعلا لله ما في السماوات وما في الارض ملكا وخلقا وتدبيرا وتصريفا وان تبدوا ما في انفسكم تظهر ما في انفسكم وتعبروا عنه بالكلام او الفعل او غير ذلك او تخفوه تسروه ولا تظهرونه يحاسبكم به الله يحاسبكم به الله اي يطلعكم عليه على وجه المحاسبة يوم القيامة ولما سمع الصحابة رضي الله عنهم هذا كما عند الامام احمد الامام مسلم من حديث ابي هريرة قال لما نزلت على رسول الله صلى الله عليه واله وسلم لله ما في السماوات وما في الارض وان تبدوا ما في انفسكم او او تخفوه يحاسبكم به الله قال اشتد ذلك على اصحاب رسول الله صلى الله عليه واله وسلم فاتوا رسول الله صلى الله عليه واله وسلم ثم جثوا على الركب وقالوا يا رسول الله كلفنا من الاعمال ما نطيق الصلاة والصيام والجهاد والصدقة وقد انزلت عليك هذه الاية ولا نطيقها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اتريدون ان تقولون كما قال اهل الكتابين من قبلكم سمعنا وعصينا بل قولوا سمعنا واطعنا غفرانك ربنا واليك المصير فلما اقر بها القوم ودلت بها السنتهم انزل الله في اثرها امن الرسول بما انزل اليه من ربه والمؤمنون كل امن بالله وملائكته وكتبه ورسله الاية فلما فعلوا ذلك نسخها الله عز وجل فانزل لا يكلف الله نفسا الا وسعها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت الاية وجاء في بعض روايات مسلم انه لما انزل الله لا يكلف الله نفسا الا وسعها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت ربنا لا تؤاخذنا ان نسينا او اخطأنا قال الله نعم ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا. ربنا ولا تحمل علينا اصرا كما حملته على الذين من قبلنا قال نعم ربنا ولا تحمل علينا ما لا طاقة فربنا ولا ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به. قال الله نعم واعف عنا واغفر لنا وارحمنا انت مولانا وانصرنا على القوم الكافرين؟ قال نعم قد فعلت لا يكلف الله نفسا الا وسعها لا يحملن ما لا نطيق وان شاء الله يأتي الكلام عليها مفصلا وهذا هو الذي الية جمهور اهل العلم ان هذا في اول امر ثم نسخ قال الله عز وجل وان تبدوا ما في انفسكم او تخوه يحاسبكم به الله فيغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء والله على كل شيء قدير هذا اشكل على الصحابة لان لسان الحقيقة في نفسه يفكر في امور خطيرة جدا حتى قال بعض الصحابة يا رسول الله الرجل حدثه نفسه بالامر لو خر من السماء احب اليه من ان يتكلم به فقال النبي صلى الله عليه وسلم الحمد لله الذي رد كيده الى الوسوسة وفي لفظ ذاك صريح الايمان وقال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الاخر ان الله تجاوز لامتي ما حدثت به انفسها ما لم تقل او تعمل هذا من رحمة الله والا لو كان كل انسان يفكر في شيء يحاسبه الله عليه والله ما ينجو احد ولهذا اصحى هذا الصواب ان هذه الاية نسخت والحديث في صحيح مسلم وغيره وبعض اهل العلم يقول لا هذه الاية يحاسبكم به الله يعني الله عز وجل يطلعكم عليه يوم القيامة على وجه المحاسبة. لكن ما يؤاخذكم به لكن احاسبكم يطلعكم على ما ما وقع في صدوركم وما اخفيتموه يحاسبكم يعني يطلعكم عليه لكن لا يؤاخذكم به وهذا القول ضعيف لانه ماذا بعده قال يحاسبكم بالله فيغفر لمن يشاء ويعذب من يجعل الله يؤاخذ به هذه الاية تدل على ان الله يؤاخذ بما نخفي ويحاسب اذا حاسبنا عليه لكن الصواب ان هذه الاية منسوخة فيغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء والله على كل شيء قدير جل وعلا لا يعجزه شيء في الارض ولا في السماء ثم قال سبحانه وتعالى لله ما في السماوات وما في الارض. نعم قال جل وعلا امن الرسول بما انزل اليه من ربه والمؤمنون هذا بعد ان مر معنا تفسير يعني سبب النزول وقول الصحابي يفسر الاية ويعيننا على فهم الاية فالصحابة لما قالوا ما نطيق هذا يا رسول الله قال النبي صلى الله عليه وسلم قولوا سمعنا واطعنا فقالوا سمعنا واطعنا واقروا حتى ذلت السنتهم وهذا اخبار عما قالوه قال الله عز وجل امن الرسول بما انزل اليه من ربه امن الرسول وقر وصدق بما انزل اليه من ربه وهو القرآن والمؤمنون كذلك وامن المؤمنون بما انزل على النبي صلى الله عليه وسلم من ربه ثم قال كل امن بالله ربا سبحانه وتعالى والايمان بالله يشمل الايمان بالوهيته وربوبيته واسمائه وصفاته وحياته ووجوده جل وعلا وصواب نعم هكذا قال شيخنا الشيخ ابن عثيمين والحاصل انه يشمل الايمان بالله جل وعلا ربا ومعبودا ومألوها وبكل ما اخبر به عن نفسه كل امن بالله وملائكته يؤمنون بالملائكة تفصيلا واجمالا التفصيل بمن جاء ذكر ذكر اسمه مفصلا ويؤمنون ان جبريل موكل بالوحي وانه افضل الملائكة وان اسرافيل موكل بالقطر وان مالك موكل بينا وان ملك الموت موكل بقبض الارواح نعم انا وش قلت؟ بالنفخ نعم اسرافيل بالنفخ وميكائيل بالقطر وان كان بعض اهل العلم يتكلم يقول اسرافيل وميكائيل ما ثبت ولكن ابن عبد البر يحكي الاجماع ان الامة اجمعوا على تسميتهم بهذا لكن معروف ما في اجماعات ابي ابن عبد البر رحمه الله ومن لم يسمى نؤمن به اجمالا نعم ونؤمن بالملكين ونؤمن ان لكل انسان ملائكة يحفظونه من امر الله من بين يديه ومن خلفه ونؤمن ايمانا اجماليا بكل ملك. ونعتقد انهم لا يحصون كثرة ولهذا في حديث الاطيق اطت السماء وحق لها ان تئط ما فيها موضع اربعة اصابع الا وفيها ملك ساجد او ملك قائم وبحديث الاسراء ايضا يقول النبي صلى الله عليه وسلم مررت بابراهيم واذا هو مسند ظهره الى البيت المعمور واذا يدخله كل يوم سبعون الف ملك اخر ما عليهم ما يعودون اليه الى يوم القيامة فلا يحصون كثرة نعم فنؤمن ايمانا اجماليا وتفصيليا وكتبه ايضا كذلك ما فصل نؤمن به تفصيلا القرآن انزل على نبينا صلى الله عليه وسلم والتوراة على موسى الانجيل على عيسى والزبور على داوود والصحف على ابراهيم وايمان اجماليا بسائر الكتب ما لم يسمى لنا نحن مؤمنون به ما دام انه كتاب انزله الله جل وعلا وكذلك رسله نؤمن بالرسل ايمانا تفصيليا فنؤمن بخمسة وعشرين نبيا ذكرهم الله عز وجل. وذكر اسماءهم في كتابه تفصيلا وبقية الرسل نؤمن ايضا كما قال جل وعلا ورسلا قد قصصناهم عليك ورسل لم نقصصهم عليك وجاء في حديث ابي ذر انه سأل النبي صلى الله عليه وسلم وهو حديث يحسن اسناده بعض اهل العلم قال يا رسول الله كم عدد الرسل قال جم غفير ثلاث مئة وبضعة عشر رسولا في بعض الروايات وخمسة عشر رسولا قال كم عدد الانبياء؟ قال مئة واربعة وعشرون الف نبي فنؤمن ايمانا بالانبياء ايمانا اجماليا وتفصيليا لا نفرق بين احد من رسله لا نفرق بين الرسل بل نؤمن بهم جميعا. ولهذا من انكر رسولا واحدا فقد كفر بجميع الرسل لا ينفعه ايمانه بكل الرسل دون هذا الرسول كما قال جل وعلا كذبت قوم نوح المرسلين ونوح ما كذبوا قوم نوح ما كذبوا الا نبيهم كذبت عادل المرسلين انما كذبوا نبيهم كذب الثمود والمرسلين. كذبت قوم لوط المرسلين. وايات عدة في هذا ولهذا اليهود والنصارى كفار لانهم لا يؤمنون بنبينا صلى الله عليه واله وسلم والمؤمنون هم امة النبي صلى الله عليه وسلم لانهم يؤمنون بالنبي صلى الله عليه وسلم ويؤمنون بموسى وعيسى وسائر انبياء الله. وهذه عقيدتهم قال جل وعلا وقالوا سمعنا واطعنا سمعنا امرك سمعنا قولك واطعناك فيما امرتنا رضي الله عن الصحابة كم يتفلت الناس الان قالوا سمعنا ما انزلت على نبيك واطعنا واستجبنا غفرانك غفرانك مصدر من غفر يغفر غفرانا ومعناه اللهم اغفر لنا غفرانك يعني يا ربنا غفرانك نرجو غفرانك اغفر لنا غفرانك ربنا وربنا منادي يا ربنا واليك المصير اليك المرجع والمآل اصير اليك وانت ربنا الاستسلام منهم لله جل وعلا ثم قال جل وعلا لا يكلف الله نفسا الا وسعها التكليف هو الاصل فيه الالزام بما فيه مشقة وقال الله عز وجل لا يكلف الله نفسا الا وسعها يعني الا ما تستطيعه ما كان في وسعها وطاقتها ما جعل عليكم في الدين من من حرج والحمد لله على ذلك لا يكلف الله نفسا الا وسعها فكل الاوامر التي كلفنا فيها نطيقها وزيادة لا احد يقول ما استطيع لا يكلف الله نفسا الا وسعها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت قال بعض بعض اهل العلم انها كسبت واكتسبت بمعنى واحد وقال ما فرق بعضهم؟ قال كسبت في الخير واكتسبت في الشر لها ما كسبت من الخير وعليها ما اكتسبته من الشر والاثم لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت ثم قال ربنا لا تؤاخذنا ان نسينا او اخطأنا. ربنا يعني يا ربنا لا تؤاخذنا لا تجازينا وتحاسبنا تأخذنا بجريرة ما عملنا ان نسينا او اخطأنا والنسيان هو ذهول القلب ذهول القلب عن امر معلوم للانسان لكن يغيب عنه في شرب الصائم ربنا لا تؤاخذنا ان نسينا. قال النبي صلى الله عليه وسلم من اكل او شرب وهو صائم فانما اطعمه فليتم صومه فانما اطعمه الله وسقاه او اخطأنا قالوا الخطأ هو المخالفة بلا قصد يعني قصد العمل يعني المخالف بلا قصد يعني يعمل عملا هو اراد العمل لكن ما اراد من وقع عليه العمل. كما لو رمى صيدا فاصاب رجلا ويدخل في الخطأ الجهل اعملها اعمل عمل قاصدا له لكن جاهل في حكمه فقال الله عز وجل قد فعلت الحمد لله ربنا لا تؤاخذنا ان نسينا واخطأنا قال الله قد فعلت لا اؤاخذكم ربنا ولا تحمل علينا اصرا كما حملته على الذين من قبلنا ربنا هنا كما قلنا منادي يا ربنا لا تحمل علينا اصرا والاصل في الاسر هو الشيء الثقيل الذي يثقل الانسان والمراد به التكليف الشاق والامر الغليظ ما جعله الله عز وجل على الامة السابقة كان احدهم اذا اصاب البول جسده ولابد يقرضه بالمقراض كان احدهم لا يصلي حتى ينتهي الى محرابه. محراب بيته اذا سافر. اذا رجع صلاها كلها مع بعضها وغير ذلك من الاثار والاغلال التي كانت الام السابقة قالوا ربنا ولا تحمل علينا ربنا ولا تحمل علينا اصرا كما حملته على الذين من قبلنا الله عز وجل قد فعلت والحمد لله على سماحة هذه الشريعة يا اخوان قال جل وعلا ولا قال مخبر عن المؤمنين ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به لا تحملنا من التكاليف ما لا طاقة لنا بها ما لا قدرة لنا بها ليس في طاقتنا وليس في قدرتنا ووسعنا القيام به وهذا في كل الامور ان يدعو سواء في امر الدين او الدنيا يدعو الله بهذا الدعاء ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به واعف عنا تجاوز عن تقصيرنا وعن ذنوبنا واغفر لنا اي واستر لنا ذنوبنا واغفرها استرها وتجاوز عنها وارحمنا وهذا جماع الامر كله وارحمنا في رحمة من عندك ويشمل كل ما سبق وارحمنا رحمة من عندك انت مولانا انت مولانا وولينا الذي توليت امرنا فنعم المولى ونعم النصير فانصرنا على القوم الكافرين كنا على القوم الكافرين على اعدائك واعداء الدين الكفرة انصرنا عليهم هذا دليل ان ان المؤمنين يستنصرون بالله على اعدائهم لان الكفار اعداء لهم ابدا دائما وابدا واورد المؤلف رحمه الله بعض الاحاديث اتلوا عليكم شيئا منها في فضل هاتين الايتين ففي الصحيحين البخاري ومسلم ان النبي صلى الله عليه واله وسلم قال من قرأ بالايتين من اخر سورة البقرة في ليلة كفتاه كفتاه قيل كفتاه من قيام الليل قيل كفتاه من كل شر عدة اقوال وشيخنا الشيخ عبد العزيز بن باز يقول كفتاه من كل شر لكن لا اعرف ان في ذلك اثرا صحيحا لعله استنباط وايضا جاء في حديث رواه الامام احمد وصححه الالباني في الصحيحة ان النبي صلى الله عليه وسلم قال اعطيت خواتيم سورة البقرة من كنز تحت العرش لم يعطهن نبي قبلي وايضا جاء في حديث صحيح رواه ابن مردوية وصححه الشيخ الالباني في الصحيحة وقال على شرط مسلم من حديث حذيفة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فضلنا على الناس بثلاث اوتيت هؤلاء الايات من اخر سورة البقرة من بيت كنز تحت العرش لم يعطها احد قبلي ولا يعطها احد بعدي وروى ابو عيسى الترمذي بسند صححه الشيخ الالباني في سنن الترمذي من حديث النعمان ابن بشير عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ان الله كتب كتابا قبل ان يخلق السماوات والارض بالفي عام انزل منه ايتين ختم بهما سورة البقرة ولا تقرأان في دار ثلاث ليال فيقربها شيطان الحديث وايضا الحديث الذي في صحيح مسلم ابشر بنورين قد اوتيتهما فاتحة الكتاب لم يأتوا ما لم يؤتهما نبي قبلك فاتحة الكتاب وخواتيم سورة البقرة لن تقرأ بحرف منهما الا اوتيته وبهذا نكون قد انتهينا بفظل الله ومنه من تفسير سورة البقرة والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات واسأل الله العلي العظيم ان يتقبل منا ومنكم وان يجعل هذه المجالس في ميزان حسناتنا جميعا وان يجعلها حجة لنا وان يجعلنا واياكم ممن يستمعون القول ويتبعون احسنه ونسأل الله العلي العظيم ان يختم بالسعادة اجالنا وبالصالحات اعمالنا وان يجعل اجتماعنا اجتماعا مرحوما وتفرقنا من بعده تفرقا معصوما وان يحيينا واياكم على الاسلام وان يميتنا واياكم على الايمان وان يجعل اخر كلامنا من الدنيا لا اله الا الله وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا محمد