ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله واصحابه ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين اما بعد في هذا اليوم المبارك يوم الخميس الموافق الخامس عشر من شهر الله المحرم لعام تسع وثلاثين بعد الاربع مئة والالف من مهاجر نبينا صلى الله عليه واله وسلم نبدأ بتفسير سورة ال عمران في الدورة السابعة عشرة من دورات الخليفة الراشد علي ابن ابي طالب رضي الله عنه تلكم الدورة المباركة. اسأل الله ان يجزي جميع من ساهم فيها اعدادا او تعلما او تعليما او غير ذلك اسأل الله ان يجزيهم خير الجزاء وان يجعل ذلك في ميزان حسنات الجميع يقول الله جل وعلا في سورة ال عمران الف لام ميم الله لا اله الا هو الحي القيوم نزل عليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه وانزل التوراة والانجيل من قبل هدى للناس وانزل الفرقان ان الذين كفروا بايات الله لهم عذاب شديد والله عزيز ذو انتقام هناك بعض الامور سبق ان مرت معنا في سورة البقرة وخاصة الكلام عن البسملة والحروف المقطعة فهل نتجاوز هذا ونبدأ او نسأل ونختبر وننظر ما زلتم تحتفظون بهذه المعلومات او نتكلم على كل حال بل اتكلم طلبا لاختصار الوقت اولا ما ورد في فضل هذه السورة المباركة سور القرآن يكفيها فظلا وشرفا انها من كلام رب العالمين سبحانه وتعالى الذي هو صفة الله ولا شك انه قد ورد في بعض السور نصوص تدل على فضلها. ولهذا الرأي الصواب الذي عليه السلف الصالح ان القرآن يتفاضل بعضه على بعض بعضه افضل من بعض. وليس ذلك طعنا في كلام الله عز وجل لكن الله قد ميز وخص بعض كلامه بخصائص وفضائل ولهذا هذه السورة ما ورد في فضلها انما جاء مقرونا بسورة البقرة او بسبع الطوال. ولهذا في صحيح مسلم عن ابي امامة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه واله وسلم يقول اقرؤوا الزهراوين البقرة وال عمران فانهما يأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان او غيايتان او فرقان من طير صواف تحاجان عن اهلهما والزهراوان قالوا معناه المنيرتان يقال لكل منير مضيء يقال له زاهر. والزهرة الاصل فيها البياض النير وهذا دليل على ان الله سبحانه وتعالى يأتي بهما يوم القيامة وهما مضيئتان منيرتان وال عمران قال كانهما غمامتان او غيايتان. الغمامتان مثنى غمامة والغمامة هي السحابة. الغمام هو السحاب والغياية كل شيء اظلك من فوقك كل شيء اظلك من فوقك يقال له غياية. فهي تقريبا مرادفة لغمامة وقيل بل هي اشمل قد تطلق على السحاب وقد تطلق على الغبرة وعلى غير ذلك كانهما غمامتان او غياتان تحاجان او فرقان. من طير صواف الفرقان مثنى فرق والمراد به القطعة من الشيء تأتيان كانهما فرقان يعني كانهما قطعتان من طيور من من طيور صافة. البقرة وحدها واوالي عمران وحدها وهذا المراد انهما يأتيان من اجل المحاجة. عن صاحبهما صاحبهما الذي علما ما فيهما وعمل علم وعمل بما فيهما هذا هو صاحب القرآن وليس صاحب القرآن الذي يقرأه فقط ويخالف العمل به ولا يقال ان الذي لا يحفظ القرآن ليس من اهل القرآن فمن عمل بالقرآن واتبعه واهتدى بهداه فهو من اهل القرآن ولهذا تحاجان عند ربهما عن صاحبهما في فكاكه وخلاصه ونجاته وتشفعان فيه فيشفعهم الله عز وجل. كما جاء في حديث عام ان القرآن والصيام يأتيان يوم القيامة وجاء في الحديث قال فيشفعان يعني يقبل الله عز وجل شفاعتهما في صاحبهما الذي كان يقوم بالقرآن ويتلوه اناء الليل واطراف النهار ومما جاء في فضلها ما رواه الامام احمد وابن نصر وابن الضريس والبزار والبغوي في شرح السنة والبيهقي والحاكم عن ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها بسند جيد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من اخذ السبع الاول من القرآن فهو حبر من اخذ السبع الاول والمراد بها البقرة فآل عمران فالنساء فالمائدة فالانعام فالاعراف ومراد السبعة الاول الطوال كما جاء في بعض الروايات السبعة الطوال فهو حبر والحبر ويقال حبر المراد به العالم الحبر هو العالم اما لك لقدرته على تحبير الكلام وتحسينه واما لاستخدامه الحبر والمداد والمراد من اخذهما يعني اخذهما قراءة وعملا. لان هذا الذي كان عليه الصحابة رضي الله عنهم في زمن النبي صلى الله عليه وسلم ولهذا مفهوم القراء اذا قيل كان من القراء في زمن النبي صلى الله عليه وسلم المراد انه من العلماء لكن في الازمنة المتأخرة اذا قيل من القراء المراد انه يحسن القراءة فقط. لان قد لا يكون عالما ولهذا لما طعن المنافقون على النبي صلى الله عليه وسلم وخيرة اصحابه قالوا ما رأينا مثل قرائنا هؤلاء اكبر بطونا واجبن عند اللقاء الى اخر كلامهم الخبيث الذي كفرهم الله عز وجل به قل ابالله واياته ورسوله كنتم تستهزئون لا تعتذروا قد كفرتم بعد ايمانكم وهذا يدل على فضلها ومما جاء ايضا في فضلها مع غيرها ما رواه الامام احمد البيهقي والطيالسي والطبري والطبري بسند صحيح عن واثلة بن الاصقع رظي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم اعطيت مكان التوراة السبع الطوال كان التوراة التي انزلها الله على موسى اوتيت السبع الطوال من القرآن ومكان نعم. ومكان الزبور المئين والمئين كل سورة يزيد عدد اياتها على مئة اية ومكان الانجيل المثاني والمثاني هي كل سورة عددها مئة وفما دون ذلك وليست من قصار ليست من المفصل واعطيت وفضلت بالمفصل والمفصل من سورة قاف الى الناس فهذا يدل على فضل هذه السورة مع غيرها من السور واما نوعها فهي مدنية واظن انكم ما زلتم تذكرون ما المراد بالمكي والمدني ما المراد بالمكي والمدني من يتبرع لنا بالجواب نعم المكي اصح الاقوال في المكي والمدني اعتبار الزمان النظر الى الزمان لا الى المكان ولا الى المخاطبين لان فيه ثلاثة اقوال منهم من قال العبرة بالمكان فما نزل بمكة فهو مكة وما نزل في المدينة فهو مدني. وهذا القول ضعيف لان في القرآن ما نزل في غير مكة والمدينة ومنهم من اعتبر المخاطبين فقال المكي ما كان خطابا لاهل مكة والمدني ما كان خطابا لاهل المدينة وهذا ظعيف ايظا لان في القرآن ما ليس خطابا لاحد بعينه. وانما هو تشريع من الله عز وجل وعدل الاقوال من اعتبر الزمان فقال ما كان قبل الهجرة فهو مكي ولو نزل على النبي صلى الله عليه وسلم في الطائفة وهو في مكان اخر. وما كان بعد الهجرة فهو مدني وان نزل بمكة عام الفتح او عام حجة الوداع. هذا هو القول الصحيح الذي ينضبط عليه او ينضبط تقسيم السور وفقه. ومن القواعد المعتبرة في هذا ان الاصل في السورة اذا قيل انها مكية او مدنية انها تأخذ حكما واحدا ولا يقال هذه السورة مكية الا اية كذا وكذا الا بدليل صحيح صريح فنزل دليل صحيح او وجد دليل صحيح فانه يشار اليه والا الاصل السورة تأخذ حكما واحدا اذا سورة ال عمران سورة مدنية لانها نزلت في وفد نجران في نصارى نجران الذين وفدوا الى النبي صلى الله عليه وسلم في السنة التاسعة فقال بعض اهل العلم ان هذه السورة من اولها الى اية ثلاثة وثمانين منها كلها نزلت بخصوص ما يتعلق بنصارى نجران. اذا السورة مدنية لانها نزلت بعد هجرة النبي صلى الله عليه واله تكلم بسم الله الرحمن الرحيم البسملة مر معنا الكلام عليها وان تقدير بسم الله الرحمن الرحيم ابدأ اقرأ ببسم الله هذا تقدير الكلام حينما يبدأ الانسان القراءة ويقول بسم الله الرحمن الرحيم تقدير الكلام اقرأ باسم الله. اذا كان يأكل اكل باسم الله وكان يكتب اكتب باسم الله ولهذا اصح ما يقال ان الجار والمجرور في قوله باسم متعلق بفعل متأخر محذوف مناسب للمقام الجار المجرور متعلق بفعل. لان الاصل في العمل هو الافعال. جاء زيد ذهب زيد ومتأخر حتى يبدأ بذكر اسم الله جل وعلا التماسا للبركة وتقديما للاهم وايضا لافادة الحصر لان المعنى لا لا اسمي الا بالله الرحمن الرحيم بسم الله الرحمن الرحيم. اقرأ اي لا اسمي بقراءتي الا بالله. الرحمن الرحيم هو مناسب للمقام يعني يقدر فعل مناسب فان كان اكلا يقدر اكله وان كان قراءة قرأ وهكذا والمراد من هذا تعبير هذا يعني مصطفى من اقوال العلماء لان منهم من قال تقدير الكلام ابدأوا مطلقا ان اراد اكل ابدأ قراءة ابدأ كتابة ابدأ القول مناسب للمقام يعني مناسب للمقام الذي انت فيه وقولنا فعل ايظا احترازا من قول بعظ اهل العلم انه يقدر اسم ابتدائي بسم الله الرحمن الرحيم او بسم الله الرحمن الرحيم ابتدائي وهذه الاية وبسم الله الرحمن الرحيم اية مستقلة في اول كل سورة وليست منها الا براءة ليس في اولها تسمية لانها نزلت بالعذاب على المنافقين والا في سورة النمل انهم من سليمان وانه بسم الله الرحمن الرحيم. فهذه اية بالاتفاق انها من سورة النمل باتفاق اهل العلم لكن في بقية السور؟ الصواب انها اية مستقلة في اول كل سورة وليس وليست منها كما سبق تقريره مستدلين على ذلك بادلة منها قول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه مسلم فيما يرويه عن ربه جل وعلا قال الله جل وعلا قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين والصلاة المراد بها الفاتحة هذا لا يختلف اهل العلم فيه فاذا قال فاذا قال الحمد لله رب العالمين قال حمدني عبدي واذا قال الرحمن الرحيم قال اثنى علي عبدي واذا قال مالك يوم الدين قال مجدني عبدي واذا قال اياك نعبد واياك نستعين قال هذا بيني وبين عبدي واذا قال اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين انعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين قال هذا لعبدي ولعبدي ما سأل ووجه الاستدلال من جهتين اولا انه قال قسمت الصلاة يعني قسمت الفاتحة بيني وبين عبدي قسمين ثم ابتدأ باولها فقال اذا قال العبد ايش؟ الحمد لله ولم يذكر له الامر الثاني انه اخبر انه قسمها نصفين. وسورة الفاتحة سبع ايات بنص القرآن. ولقد اتيناك سبعا من المثاني والقرآن العظيم. فسر النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح ان السبع المثاني والقرآن العظيم هي فاتحة الكتاب. اذا هي سبع ايات ومقتضى ان تكون تكون نصفها بين العبد بين الله وبين عبده ان يكون ثلاث ايات ونصف منها لله وهذا نفسه جاء في الحديث. اذا قال الحمد لله قال حمدني عبده واذا قال الرحمن الرحيم انقل اثنى علي عبدي. واذا قال مالك يوم الدين قال مجدني عبدي. هاي ثلاث اية. واذا قال اياك نعبد واياك نستعين. قال هذا بيني وبين عبدي اذا الاية الرابعة نصفها الاول لله اياك نعبد. اي نخصك بالعبادة. العبادة لا تكون الا لله. واياك نستعين هذه يسأل من الله ان يعينه على عبادته فهي اية مستقلة في اول كل سورة الا في براءة. ليست باية من كل سورة يعني ليست باية من كل سورة لكن اية مستقلة في اول كل سورة وليست منها. ويترتب على هذا انه لو لم يقرأها القارئ فصلاته صحيحة لا يجهر بها في الصلاة. لكن لو كانت من الفاتحة وجب عليه ان يجهر لا فرق بين ان يجهر بي الحمد لله رب العالمين بالاية الاولى او الثانية والثالثة والرابعة كلها يجهر بها وايظا لو ترك البسملة على القول بانها من الفاتحة بطلت صلاته. لان الفاتحة ركن الصلاة فمن ترك اية من هذا الركن بطلت الصلاة والصواب ان قراءتها سنة وان من تركها صلاته صحيحة ولكن السنة والخير والافضل والاكمل وهدي النبي صلى الله عليه وسلم ان يسمي قبل قراءتها يقول الله جل وعلا الف لام ميم. ايضا سبق الكلام معنا على الحروف المقطعة في اول سورة البقرة هل يذكر احد ما قلناه او هل يذكر احد القول الراجح ما يحتاج ما قلناه. القول قول اهل العلم من قبله القول الراجح قلنا فيها اقوال كثيرة بعضهم اوصلها الى ثلاثين قولا. والصواب منها ان يقال وهو الله اعلم بمراده منها والحكمة منها التحدي والاعجاز. الله اعلم بمراده منها والحكمة منها التحدي والاعجاز وهذا قول الخلفاء الراشدين بل قالها كثير من اهل العلم قال هذا هو قول السلف. الله اعلم بمراده منها. لكن يظهر من حكمها حكم الاتيان بها التحدي والاعجاز لكفار قريش الذين بلغوا الغاية في الفصاحة تحداهم وقال القرآن مركب من هذه الحروف التي تتحدثون بها ومع ذلك لا تستطيعون ان تأتوا بمثله ولو كان بعضكم لبعض ظهيرا الف لام ميم الله لا اله الا هو الحي القيوم. الله علم على ربنا جل وعلا وهو اعرف المعارف. وهو ذو الالوهية عبودية على خلقه اجمعين لا اله الا هو لا اله نافيا العبادة عما سوى الله. والا هو والا الله مثبتا العبادة لله وحده لا شريك له وهذا هما ركن لا اله الا الله النفي والاثبات لا اله هذا هو النفي نفي الالوهية عما سوى الله والا الله مثبتا العبادة لله وحده لا شريك له. ومعناها لا معبود حق الا الله لان المعبودات كثيرة لكن معبودة بالباطل والمعبود الحق هو الله وحده لا شريك له كما قال جل وعلا ذلك بان الله هو الحق وانما يدعون من دونه هو الباطل. وفي اية اخرى وان ما يدعون من دونه الباطل الحي القيوم الحي الحي الحياة الكاملة التي لا يعتريها نقص بوجه من الوجوه. لم يسبقها عدم ولا يلحقها عدم فهو الاول فليس قبله شيء جل وعلا وهو الاخر فليس بعده شيء. وهو الظاهر فليس فوقه شيء وهو الباطن فليس دونه شيء القيوم القائم بنفسه القائم على غيره. القائم بنفسه فلا يحتاج الى احد جل وعلا القائم على مخلوقاته وعلى خلقه تصريفا وتدبيرا ورزقا واحياء واماتة الى غير ذلك هو القائم على شؤون الخلق جل وعلا فهو الحي الذي لا يموت وهو القيوم السماوات والارض قائم بامره بنفسه مقيم لغيره فيصرف الخلق ويقيمهم على ما يريد منهم جل وعلا. وقد سبق معنا ايضا ان ذكرنا ان هذه الاية مما قيل فيها ان فيها الله الاعظم ذلك فيما جاء في حديث اسماء بنت يزيد وهو حديث حسنه الشيخ الالباني ان النبي صلى الله عليه وسلم قال اسم الله الاعظم في هاتين الايتين والهكم اله واحد لا اله الا هو الرحمن الرحيم وفاتحة سورة ال عمران الله لا اله الا هو الحي القيوم وهذا الحديث تكلم بعض اهل العلم على اسناده والشيخ الالباني حسنه بمجموع طرقه ورواياته واقوال او تعددت اقوال اهل العلم في اسم الله الاعظم واصح الاقوال فيها قولان والاول ان اسم الله الاعظم هو الله والثاني اسم الله الاعظم هو الحي القيوم والذي يرجحه جمع من اهل التحقيق ان كلا القولين حق وان اسم الله الاعظم الله اسم الله الاعظم والحي القيوم ايضا اسم الله الاعظم ولهذا ينبغي الانسان اذا دعا يدعي يدعو بهذا وهذا. يا الله يا الله. يا حي يا قيوم كلاهما اسم اعظم من اسماء الله عز وجل واسم الله الاعظم هو الذي اذا دعي به اجاب فينبغي الانسان ان يجعل هذا الدعاء اذا اراد ان يلح بامر يجعله في دعائه يا الله يا الله يا حي يا قيوم برحمتك نستغيث الله لا اله الا هو الحي القيوم نزل عليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه وانزل التوراة والانجيل. نزل عليك الكتاب. دليل على ان القرآن صفة الله وليس كلام النبي صلى الله عليه وسلم وانه منزل غير مخلوق ودليل على علو ربنا جل وعلا. لان النزول يكون من اعلى الى اسفل فقال نزل عليك الكتاب بالحق وهذا دليل على انه نزله على النبي صلى الله عليه وسلم وانه انتفع به لانه قد نزله في اية اخرى على قلبك فانتفع قلبه به صلى الله عليه واله وسلم. في بعض الايات قال بدل ان يقول انزله عليك قال اليك قالوا في تلك الايات يريد بها غاية انزال القرآن الى من؟ انتهى الى النبي صلى الله عليه وسلم والنبي صلى الله عليه وسلم بلغهم من وراءه. لكن انزل اليه ولم ينزل على غيره ولم ينزل على غيره بعده وهنا قال عليك وعلى قلبك ليبين انتفاع النبي صلى الله عليه وسلم بهذا القرآن. هكذا ينبغي ان يكون المسلم فما انزل اليك هذي خاصة بالنبي صلى الله عليه وسلم لكن نحن ننتفع بهذا القرآن حينما تؤمن به قلوبنا وتعمل بما فيه نزل عليك الكتاب بالحق. الباء هنا للمصاحبة اي انزل عليك الكتاب مصاحبا للحق او متلبسا بالحق فهو حق ونزل من الحق جل وعلا فهو حق لا باطل فيه ولا كذب فالباء هنا للمصاحبة انزله بالحق اي مصحوبا بالحق او انزله بالحق متلبسا بالحق فهو حق كله نزل عليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه. مصدقا حال والحال انه يصدق ما بين يديه من كتب الله التي انزلها على رسله وهو مصدق لها لما فيها قبل تحريفها وتبديلها ومصدق لها لانها اخبرت به وبشر الانبياء السابقين بنبينا صلى الله عليه وسلم وذكرت اوصاف النبي صلى الله عليه وسلم واوصاف هذه الامة فجاء هذا الكتاب مصدقا لتلك الكتب مصدقا لاخبارها وما فيها وايضا دال على صدقها انها من عند الله عز وجل دون ما حرف وبدل فكتاب هذا شأنه مصدق لما بين يديه كان يجب على الامم التي بين يديه من اليهود والنصارى خاصة ان يؤمنوا به. لانهم اعلم الناس بكتبهم اليهود يعلموا الناس بالتوراة والنصارى اعلم الناس بالانجيل ويعرفون ان القرآن حق لانه جاءهم مخبرا بما في ايديهم. او عن ما في ايديهم. فهم يعرضون هذا كثيرا مما جاء به يعرفونه قبل نزول القرآن فكان هذا تصديق هذا مصدق لهذه الكتب. فكان الواجب عليهم ان يبادروا للايمان قبل غيرهم. ولكنهم اصابهم الحسد والكبر فظلوا واعرضوا ولم يؤمنوا بهذا القرآن العظيم مصدقا لما بين يديه وما بين يديه يعني ما قبله. ما بين يديه يعني ما قبله وانزل التوراة والانجيل. التوراة الكتاب الذي انزله الله على موسى والانجيل الكتاب الذي انزله الله على عيسى. هاي دليل ان التوراة والانجيل ايضا انهما كلام الله. منزل غير مخلوق لكن الان دخلهم التحريف والتأويل والحذف والاظافة فلا يعتمد عليهما الا ما وجدناه موافقا بكتابنا وما وجدناه موافقا لكتابنا يغنينا ويكفينا كتابنا الذي انزله الله عز وجل على نبينا صلى الله عليه واله وسلم وتكفل بحفظه انا نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون لا يستطيع احد يزيد او ينقص وهذا من فضل الله ورحمته جل وعلا بنا والا لو وكل حفظه الينا لفعلنا كما كما فعل من قبلنا لتتبعن سنن من كان قبلكم حذو القذة بالقدة. لو ترك حفظه الينا لو وجد من المسلمين من يحرف ويبدل ويزيد وينقص والحمد لله على منه وفضله. قال وانزل التوراة والانجيل من قبل. نعم من قبل المراد بها الزمان. يعني من قبل نزول القرآن. ولهذا عيسى بينه وبين نبينا صلى الله عليه وسلم قرابة ست مئة سنة او ست مئة وسنتان او نحو من هذا وموسى اليس بينه عيسى؟ عيسى بينه وبين النبيين ست مئة ست مئة سنة على قول اكثر المفسرين والمؤرخين وموسى وعيسى ليس بينه وبين نبينا صلى الله عليه وسلم احد. كما صح بذلك الحديث. وموسى قبل ذلك فكل هذه الكتب او هذان الكتابان قبل كتابنا بل القرآن هو اخر الكتب والتي انزلها الله عز وجل ورسولنا صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين واخرهم لا نبي بعده قال هدى للناس هدى للناس هذا مفعول لاجله لاجل هداية الناس لاجل هداية الناس والمراد هنا الهداية بالهداية هداية الارشاد والدلالة لا هداية التوفيق للايمان والعمل الصالح فهذه لا يملكها الا الله لكن الله جل وعلا جعل هذه الكتب التي انزلها لهداية الناس لدلالتهم على الحق وعلى الخير وتحذيرهم من الشر وقولوا هدى للناس هذا راجع على الكتب الثلاثة كلها على القرآن والتوراة والانجيل بل على كل كتب كتب الله التي انزلها انزلها هدى للناس والناس المراد به عموم الناس. من المسلمين واليهود والنصارى وغيرهم من الامم التي انزل على رسله او التي انزل الله على رسلهم كتبا قال وانزل الفرقان قال بعض المفسرين الفرقان هنا هو القرآن واعاد ذكره للتوكيد وقال بعض المفسرين ان الفرقان هنا مصدر من فرق يفرق فرقانا والمراد به الفصل بين الحق والباطل. وانزل الفرقان انزل الفصل بين الحق والباطل في هذه الكتب فانزلها وانزل فيها الفصل بين الناس والحكم بين الناس واختار هذا القول ابن جرير الطبري امام المفسرين وهو الصواب ان الفرقان هنا مصدر يراد به الفرق بين الحق والباطل والفصل بين الحق والباطل صفة لهذه الكتب او لكل كتب الله التي انزلها انها تفرق بين الحق والباطل وهذا بناء على القاعدة التفسيرية المعروفة. يقولون التأسيس اولى من التوكيد. التأسيس اولى من التأكيد. يعني حمل الاية على معنى جديد او لا او حمل الكلمة على معنى جديد مؤسس يعني تؤسس معنى جديدا اولى من حملها على التأكيد لان التأكيد فيه نوع الغاء لها لكن التأسيس لا افادت حكما جديدا. اما التوكيد تؤكد الاحكام السابقة. وهذا هو الاظهر ان انه الفرقان المراد به الفرق بين الحق والباطل والفصل بين الحق والباطل. فانزل الله هذه الكتب وانزل معها الفرقان. يفرق فيها بين الحق والباطل. فيعرف الحق ويتبع ويعرف الباطل فيجتنب وانزل الفرقان ان الذين كفروا بايات الله لهم عذاب شديد. الذين كفروا. الاصل في الكفر هو التغطية. ويطلق على الجحود لان الجاحد ساتر ومغطي لنعمة الايمان بدل ان يؤمن ويتبع جحد وغطى هذا الامر استبدله بالكفر الذين كفروا اي جحدوا وغطوا وستروا الايمان ولم يؤمنوا الذين كفروا بايات الله الايادي جمع اية وهي العلامات والدلائل التي تدل على الله وعلى وحدانيته وعلى وجوب افراده بالعبادة يدل على الايمان على التوحيد وهي ايات كثيرة منها ايات كونية ومنها ايات شرعية ايات شرعية كتب هالقرآن توراة الانجيل قبل التحريف والتبديل وكونية والكونية ايضا تنقسم الى قسمين كونية افاقية الافاق الجبال الليل والنهار والشمس والقمر ونفسية وفي انفسكم في نفس كل انسان جعل الله له اية تدل على الله تدله على الله وفي انفسكم افلا تبصرون والله ان الانسان اذا تأمل يعلم ان ان الله قد اودع فيه وخلق فيه ما يدله على ربه سبحانه وتعالى هؤلاء رغم كثرة الايات وهي ايات دلائل وعلامات واضحة تبين الحق ومعالم تدل عليه كفروا بها واعرضوا عنها لتأصل الكفر في نفوسهم واعراضهم عن الحق لهم عذاب شديد. عند الله عز وجل وهو عذاب النار وما اعده الله عز وجل فيها من الاغلال والانكال والسلاسل والزقوم والعذاب الذي لا يقادر قدره نعوذ بالله من عذابه. والله عزيز ذو انتقام. عزيز فهو عزيز القدر عزيز القهر عزيز المناعة انواع العزة ثلاثة. فهو عزيز القدر لان قد قدره شريف وهو العظيم جل وعلا الذي لا اعظم منه وعزة القهر فهو قاهر كل شيء قاهر لكل شيء مجبر له على ما يريد جل وعلا. لا يعصي ولا يتأخر شيء عن حكمه وله ايضا عزة الامتناع وممتنع جل وعلا ان يناله سوء او نقص او عيب ذو انتقام الانتقام الاصل فيه اخذ المجرم باجرامه والله جل وعلا عزيز ذو انتقام فهو عظيم النقمة والسطو والاهلاك لمن عصاه اذا اخذه فينتقم منه ويأخذ المجرمين والكفرة باعمالهم ففي هذا تهديد وتخويف وتحذير لكل احد لليهود والنصارى وللمؤمنين ايضا. احذر من سطوة الجبار احذر من انتقامه جل وعلا فانه عزيز ذو انتقام ثم قال جل وعلا ان الله لا يخفى عليه شيء في الارض ولا في السماء. بيان لكمال علمه واحاطته بالخلق بل لكمال صفاته كلها فهو يعلم السر واخفى كما قال جل وعلا ولقد خلقنا الانسان ونعلم ما توسوس به نفسه مجرد حديث النفس الذي هو مجرد خواطر في النفس لم يصدر منه كلام ولا عمل يدل عليه الله قد احاط بذلك علما فلا يخفى عليه شيء في الارض ولا في السماء. وهذا يحمل على المراقبة لله عز وجل لو يستشعر كل مسلم هذه الصفة وهذا المعنى ما عمل المعاصي لكن يغطى على العقل عند المعصية قل له ايها العاصي مهما تخفيت ومهما ابتعدت عن الناس لا تخفى على الله فهو وينظر اليك فان لم تكن تراه فانه يراك جل وعلا هذا يبعث على المراقبة لا يخفى عليه شيء من حال خلقه جل وعلا ولا يشغله شأن عن شأنه ان الله لا يخفى عليه شيء في الارض ولا في السماء لا في الارض ولا في السماء ايضا. ولا فيما بينهما فالسر عنده علانية جل وعلا لكماله ثم قال هو الذي يصوركم في الارحام كيف يشاء هذا كالمثال لعلمه كالمثال على علمه وانه لا يخفى عليه شيء في الارض ولا في السماء ومن ذلك ما يكون في الارحام فانه لا يخفى عليه ويعلمه كونه ذكر او انثى كثير من الناس يظن ان هذا تفسير الاية ويعلم ما في الارحام يظن انه فقط كونه ذكر او انثى من قال لك بل يعلم انه ذكر او انثى ويعلم انه شقي او سعيد. وانه من اهل الجنة او من اهل النار. وانه سيولد يوم كذا ويموت يوم كذا سيعمل كذا يوم كذا ويتزوج ويولد له كذا ويرزق من المال كذا. ما الذي يحيط بهذا علما الا الله سبحانه وتعالى ولهذا قال هو الذي يصوركم اي يجعلكم على الصورة التي يريدها جل وعلا فالله صورنا على ما يريد وما يشاء لحكم عظيمة ولا شك في ذلك. لا احد يتحكم في صورته يكون طويل او قصير اسمر او ابيض او احمر وجهه كذا عيناه كذا هذا خلق الله جل وعلا. تبارك الله احسن الخالقين اذا هو الذي يصوركم في الارحام والارحام جمع رحم. وهي وعاء الجنين الذي يكون فيه في بطن امه اذا يجعلكم على صورة كما يشاء وهذا الانسان يتصور خلقه وهو في الرحم قبل ان يخرج من بطن امه كيف يشاء اي على اي كيفية شاءها جل وعلا لا باختيارنا لا اله الا هو العزيز الحكيم اثنى على نفسه جل وعلا وافرد نفسه فلا شك ان من من لا يخفى عليه شيء في الارض ولا في السماء وهو الذي يصور الخلق في ارحام امهاتهم ولا يعجزه ذلك انه لا اله الا هو هو المألوه الحق. الذي يجب ان يفرد بالعبادة لا معبود حق الا هو العزيز الحكيم فلا اله الا هو الواحد الفرد الصمد. وهو ايضا العزيز ذو العزة التي لا ترام ولا يغالب فله عزة القهر وعزة القدر وعزة الامتناع وهو الحكيم فهي عزة مصحوبة بالحكمة فهو عزيز حكيم يضع كل شيء موضعه حكيم في افعاله واقواله واقداره جل وعلا. لان قاعدة بني ادم ان من عز بز اذا صار عزيزا خلا من الحكمة او افتقدها في كثير من تصرفاته. لكن عزة ربنا مصحوبة بالحكمة. فهو اعزته حكيم في افعاله واقواله واقداره يجعل كل شيء موضعه جل وعلا. هذا دليل كماله ولهذا الصفات اذ انضم بعضها الى بعض ازدادت كمالا وحسنا. ثم قال هو الذي انزل عليك الكتاب ومنه ايات محكمات انزل عليك يا نبينا انزل عليك على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم الكتاب وهو القرآن. منه ايات محكمات واخر متشابهات القرآن وصف بالاحكام وصف بالاحكام كله وصف بالتشابه كله وصف بان بعضه محكم وبعضه متشابه. ولا تعارض بين هذه الايات فقوله جل وعلا في الاحكام العام وصف القرآن انه محكم كله. كتاب احكمت اياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير معنى ذلك ان ان القرآن كله في غاية الاتقان والجودة. كل في غاية الاتقان والجودة في الفاظه ومعانيه وفي فصاحته وبلاغته فالقرآن هو كله محكم بهذا الاعتبار ووصفه بالتشابك بالتشابه وصفه بالتشابه ايضا. فهو متشابه كله في قوله جل وعلا الله نزل احسن الحديث كتابا متشابها. لكن التشابه هنا يراد انه يشبه بعضه بعضا في الكمال والجودة والغايات. فكل هذا حق القرآن ما يتعارض. فالاحكام العام له معنى والتشابه العام له معنى ووصفه ان بعظه محكم وبعظه متشابه لها معنى كهذه الاية والاصل في الاحكام هو التوضيح هو البيان فمنه ايات محكمات واضحات الدلالة بينات لا يشتبه معناها ولا يخفى وهذه الايات المحكمات هن ام الكتاب. اصل الكتاب الذي يرجع اليه القرآن. وهن الغالب على القرآن هن الاصل ام الكتاب واخر متشابهات ومعنى التشابه هنا انها تحتمل بعض المعاني ولا يتعين واحد من هذه المعاني الا برده الى المحكم الا برده الى ام الكتاب ولهذا التشابه منه ما هو تشابه حقيقي مطلق وهذا لا يعلمه الا الله عز وجل كعلمي متى تقوم الساعة؟ وحقائق ما يقع في الاخرة وكيفية اسماء الله كيفية صفات الله وحقائقها هذا كله من المتشابه الذي لا يعلمه احد من البشر ولا تجد نفس ماذا تكسب غدا ولا تجد النفس باي ارض تموت ومنه وهذا التشابه حقيقي ومنه ما هو تشابه نسبي يشتبه على بعض دون بعض فيشتبه على عامة الناس لكن لا يشتبه على العلماء ولهذا يرد العلماء المتشابه النسبي الى المحكم فيعرفون حكم الله فيه قال جل وعلا هو الذي انزل عليك الكتاب منه ايات محكمات اي واضحات الدلالة بينة. هن ام الكتاب اي مرجعه واصله واليه يرجع الكتاب وهي الاعم الان الاغلب مثل احل الله البيع وحرم الربا اقيموا الصلاة واتوا الزكاة كتب عليكم الصيام الله لا اله الا هو بل هو الاعم الاغلب هذا من المحكم البين الواضح الدلالة واخر متشابهات واخر يعني ايات اخر متشابهات يشتبه معناها على بعض الناس فيخفى عليه فاما الذين في قلوبهم زيغ والزيغ هو الميل على الحق وفي قلوبهم ميل على الحق وضلال. ورغبة عن الحق الى الشر فيتبعون ما تشابه منه في قلوبهم زيد ميل على الحق الى الباطل. فيبحثون عن المتشابه ويأخذون به لامرين ابتغاء الفتنة يريدون فتن المؤمنين وفتن المسلمين بادخال الشك والريب والتردد في كتاب الله عز وجل ودين الله. فيصيب بعض الناس يفتن نعوذ بالله تدخل عليه بعض هذه الشبهات فتفتنه كما تتبع النصارى وكما تأخذ النصارى وتستدل ببعض الايات. التي وصف الله فيها عيسى بانه كلمة منه وروح منه يقول هذا دليل ان عيسى اله. يلا يقول روح منه. كلمة منه من الله من اتباع المتشابه والمتشابه يرد الى الحق. ان مثل عيسى عند الله كمثل ادم خلقه من تراب انتهينا هذا المحكم. في رد المتشابه الى المحكم. لكن الذي في قلبه مرض يأتي بالمتشابه ويشوش على من لا علم عنده ولا بصيرة او من لا يسأل اهل العلم. فربما يقع الشر في نفسه وربما يرتد عن الدين او يشك في هذا القرآن ولهذا جاء في حديث صحيح حديث في البخاري ومسلم يقول النبي صلى الله عليه وسلم اذا رأيتم الذين ان النبي صلى الله عليه وسلم قرأ هذه الاية هو الذي انزل عليكم الكتاب منه ايات محكمات ثم قال اذا رأيتم الذين يتبعون ما تشابه منه فاولئك الذين سمى الله هذا في البخاري ومسلم لكن جاء عند ابي جاء عند الامام احمد بلفظ اخر فيه نوع بيان وتفسير. النبي صلى الله عليه وسلم تلا هذه الايات ثم قال اذا رأيتم الذين يجادلون فيه فهم الذين عن الله فاحذروهم دليل ان يحصل مجادلة منهم تشكيك كما حصل من الخوارج الذين اخذوا باية الوعيد قالوا هذا يدل على انه من تدخل النار فقد اخزيته قالوا دليل ان من اخزه الله لا يمكن ان يرفع عنه الخزي وتركوا الايات الاخرى التي تدل على الشفاعة المقام المحمود وان الله يخرجه من النار برحمته وبشفاعة الشافعين نصوص بلغت التواتر. تواتر. او القدرية. الذين يحتجون يأخذ بعض الايات يقول ان الانسان هو الذي يخلق افعال نفسه والله اسند الهداية اليهم فليؤمنوا من شاء فليكفر وقابلتهم الجبرية الذين قالوا لا العبد مجبور من يهده الله فهو المهتد فيقولون العبد مجبور وهم على طرفه نقيض مع القدرية. اولئك يجعل العبد خالقا مستقلا بافعاله هو الذي يخلقها جبرية يجعلون العبد مجبورا. مثل الشعرة في مهب الريح واخطأ الفريقان واصاب الحق اهل السنة والجماعة فقالوا العبد فاعل مختار ولا يخرج عما قضاه الله وقدره له وهو يفعل ويختار ويختار الذي يريد باختياره ولكن ما سيقع منه لن يخرج عما قضاه الله وقدره مع انه حينما يختار لا يجد احدا يكرهه على اختيار كذا او ترك كذا. يقدم مختارا من نفسه لو كان القدر مفتوح ويعلم ان الله كتب له كذا وكذا وكذا وسيقع له كذا وهو من اهل الجنة ومن اهل النار فقل له ان يحتج اما وقد حجب ذلك عنه. فكل انسان يرى من نفسه انه يقدم على الافعال وعلى الاعمال باختياره وطوعه لكن الشيء الذي لم يقدره الله لو فعل ما فعل لا يمكن ان يقع هل السنة والجماعة دائم وسط بين الطرفين وهدى بين ضلالتين يعملون بالنصوص كلها ولا يؤمنون ببعض الكتاب ويكفرون ببعض. فالحاصل ان الذين في قلوبهم زيغ الحق يتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة لاجل ان يصدوا الناس عن دينهم وابتغاء تأويله. ابتغاء تأويل الى القرآن وتفسير القرآن على اهوائهم وما يريدون فهم يريدون شيئا فتنوا الناس وايضا اتباع اهوائهم وما يريدون يريدون ان يحملوا القرآن عليه وما يعلم تأويله الا الله. والراسخون في العلم. اول اختلف العلماء في التأويل. ما المراد بالتأويل فهل التأويل التفسير او التأويل ما يؤول اليه الامر وما ينتهي اليه الامر. عاقبة الامر لانه بناء على هذا القول سيتبين ما هو القول الراجح نقول حينما ننظر في القرآن نجد ان الله سبحانه وتعالى ذكر التفسيرين التأويلين ذكرهما جميعا في القرآن فقال عن يوسف هذا تأويل رؤياي ليس مراد تفسير رؤياي يعني هذا عاقبته الرؤية التي رأيتها من قبل هذا تأويله يعني هذا حين وقوعها ما الت اليه وما انتهت اليه ولهذا يعبر عنه بعضهم بمعنى العاقبة المجهولة. يأتي التأويل معنى العاقبة المجهولة يعني ما يؤول اليه الامر وينتهي اليه ويأتي التأويل بمعنى التفسير. نبئنا بتأويله. يعني فسر لنا هذه الرؤيا. اني اراني احول فوق رأسي خبزا اكل الطير منه. نبئنا بتويل. يعني فسر لنا هذه الرؤيا اذا هنا وما يعلموا تأويله وابتغاء تأويله لا شك ان التأويل هنا يعني يعني يشمل الامرين يحتمل انهم يريدون تفسيره على اهوائهم او انهم دون معرفة امور الغيب والحقائق التي حجب ما تؤول اليه الامور وما تنتهي اليه الامور فما دام ان الامر محتمل نأتي الى قوله وما يعلم تأويله الا الله والراسخون في العلم مسألة الوقف فذهب بعض القراء الى انك تقف على الا الله. وما يعلم تأويله الا الله وذهب بعض القراء الى جواز وصل الكلام وعطف الراسخون على الله وما يعلم تأويله الا الله والراسخون يعلمون تأويله لكن اذا عرفت ان التأويل له معنيان يهون الامر اليك ولهذا يقول شيخنا الشيخ ابن عثيمين ان كلا المعنيين حق فان كان المراد انه لا يعلم تأويل عواقب الامور وما تنتهي اليه فهنا يجب الوقف على الا الله لانه حتى الانبياء وحتى الراسخون لا يعلمون ما هي عواقب الامور واما اذا كان المراد به التفسير فانه الراسخون يعلمون التفسير. ولهذا جاءني ابن عباس انه يقول انا من الراسخين في العلم ممن يعلمون تأويله رضي الله عنه وارضاه وما يعلم تأويله الا الله. والراسخون في العلم. الراسخون جمع راسخ. والراسخ هو تمكن في العلم المتمكن منه اذا والراسخون في العلم يعلمون تأويله اي تفسيره وان كان المراد بالتأويل عاقبة الامر وما يصير اليه الراسخون لا يعلمون ذلك وما يعلم نعم تأويله الا الله والراسخون في العلم يقولون امنا به وهذا والله اعلم يشعر بان المراد هنا التفسير وان كان كلا القولين حق لانه قال والراسخون في العلم يقولون امنا به كل من عند ربنا. المحكم المتشابه وهذا دليل انه لا يشكل عليهم الكلام. فما كان متشابها ردوه الى المحكم. ولهذا ما تأثروا ولا زاغت قلوبهم. قالوا كل من عند ربنا المحكم المتشابه فيرد المتشابه الى المحكمة يقولون كل من عند ربنا يقولون امنا به بالمحكم والمتشابه. كل من عند ربنا المحكم المتشابه كله من عند الله. ولا يتعارض ولا ولا يتناقض وما يذكر الا اولو الالباب ما يتعظ موعظة الحقة وينتفع الى اولي الالباب اصحاب العقول اللب هو العقل اصحاب العقول الراسخة يتدبرون يتأملون هؤلاء هم الذين ينتفعون اما الذي يقرأ ولا يتدبر قد لا يدري ما قرأ ولا ولا يدري ما معنى الذي قرأه حتى يتعظ به ثم قال جل وعلا ربنا لا تزغ قلوبنا بعد اذ هديتنا هذا من دعاء اولي الالباب. ربنا ان يا ربنا منادى منصوب يا ربنا لا تزغ قلوبنا زوغان القلب ميله على الحق وعن الهدى الى الضلال هكذا الواجب على المؤمن ما يأمن بل يكثر من يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك يا مصرف القلوب والابصار صرف قلوبنا على طاعتك ربنا لا تزغ قلوبنا بعد اذ هديتنا هذا من اخطر ما يكون على الانسان ولهذا لما قال بعض ازواج النبي صلى الله عليه وسلم له اتخشى علينا وقد امنا بك واتبعناك قال كيف لا اخشى وقلوب العباد بين اصبعين من اصابع الرحمن يقلبهما كيف شاء والله ما يأمن سوء الخاتمة والزيغ والضلال مؤمن ما يأمن من هذا الا من في ايمانه دخل عليه يراجع نفسه كم وكم رأيتم ورأينا؟ عسى الله يثبتنا واياكم بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الاخرة ربنا نفس قلوبنا بعد اذ هديتنا. المراد هنا هداية التوفيق. لا تمل او لا تمل بقلوبنا. او لا تمل قلوبنا عن بعد اذ هديتنا هداية التوفيق وفقتنا للايمان والعمل الصالح وهب لنا من لدنك رحمة وهب لنا الهبة العطية بغير مقابل لانه ما احد يستطيع ينال رحمة الله بعمله ما منكم احدا يدخل الجنة بعمله قالوا ولا انت يا رسول الله؟ قال ولا انا الا ان يتغمدني الله برحمته. لكن يسأل الله ان يهب لهم ويعطيهم ويمن عليهم بدون مقابل على سبيل المكافأة. لكن العمل سبب. العمل سبب لكن ليس على سبيل المكافأة. هذا العمل يقابل الجنة لا لكنه سبب جعله الجواد الكريم وهب لعباده وجعل هذا العمل سببا. يحصلون به على الجنة بفظل الله ورحمته. وهب لنا من لدنك نعم وهب لنا من لدنك رحمة من من لدنك يعني من عندك رحمة والمراد هنا الرحمة المخلوقة لان رحمة الله قسمان رحمة الله التي هي صفته هذه غير مخلوقة ورحمة الله ورحمة مخلوقة. ومنه الحديث في البخاري وغيره ان الله خلق مئة رحمة وانزل منها واحدة في الارض يتراحم بها الخلق حتى ان الدابة لترفع حافرها عن ولدها او كما جاء في الحديث ومنه الجنة من رحمة الله مخلوقة الجنة خلقها الله عز وجل فالحاصل انهم يسألون رحمة من عند الله ولا يختص بشيء دون شيء. يسألونه رحمة منه ان يهديهم ويوفقهم للعمل الصالح ثبتهم على الحق يدخلهم الجنة فهم يسألون الله جل وعلا وهب لنا من لدنك رحمة انك انت الوهاب. اي واسع العطايا والهبات. اي واسع العطايا والهبات كثير الاحسان الذي عم خيره جميع البريات سبحانه وتعالى وهذا توسل الى الله عز وجل بهذه الصفة ثم قالوا ربنا انك جامع الناس ليوم لا ريب فيه يؤمنون بالبعث والنشور. يا ربنا انك جامع الناس استجمع الاولين والاخرين لا يتأخر احد ليوم وهو يوم القيامة لا ريب فيه لا شك فيه. ولهذا الامام بالبعث هو احد اركان الايمان الستة ومن لم يؤمن به فهو كافر ان الله لا يخلف الميعاد لان الله وعد بهذا قل بلى وربي لتبعثن. يؤمنون بالله واليوم الاخر النصوص في هذا كثيرة جدا. والله وعد بذلك والله لا يخلف الميعاد فما وعد وجعله ميعادا للخلق لا بد من حصوله ووقوعه وهذا من تمام قول المؤمنين. وقال بعض المفسرين هذا كلام الله عز وجل هذا من كلام الله عز وجل والاظهر انه من كلام المؤمنين. يبتهلون الى الله جل وعلا بذلك. ثم قال سبحانه وتعالى ان الذين كفروا لن تغني عنه اموالهم ولا اولادهم من الله شيئا مر معنا كفروا اي ستروا نعمة الايمان فلم يظهروها وجحدوها وغطوا الايمان لان الاصل في الانسان انه مولود على الفطرة فغطوا نعمة التور نعمة كالايمان والفطرة والتوحيد وستروها بالكفر بالله عز وجل لن تغني عنهم اموالهم ولا اولادهم من الله شيئا لم تغني عنهم اموالهم ولا اولادهم من الله شيئا شيئا نكرا في سياق النفي. فتدل على العموم ولو كانت تغني عنهم شيئا ما ماتوا فيموت الكافر الغني صاحب الاموال الطائلة وماله عن يمينه وشماله واولاده عن يمينه وشماله لا يغنون عنه شيئا ويوم القيامة يوم يفر المرء من اخيه وامه وابيه وصاحبته وبنيه لكل امرئ منهم يومئذ فكانت هذه عظة وعبرة وموعظة لمن كان له قلب الجأ الى من بيده النفع والضر الى من تنفعك طاعته وعبادته ينفعك ويدفع عنك الضرر جل وعلا واولئك هم وقود النار. الوقود الاصل فيهما يوقد. ما يوقد في النار ما توقد به النار. فهؤلاء الكفار وقود النار حطب جهنم. يعني هم خالدون في النار تتوقدوا. وقودها الناس والحيل يا رب وهذا تخويف ووعيد شديد وبيان سوء المآل للكفار. وانهم في النار خالدين فيها ابد الاباد كذا بال فرعون والذين من قبلهم. تعددت عبارات السلف. قال بعضهم كصنيعي ال فرعون كحالي ولهذا بعد ان ذكر ابن كثير رحمه الله جملة من الاقوال لخص وقال والصنع والحال والشأن والامر والعادة كلها بمعنى واحد حق يصدق بعضها بعض لان بعض السلف قال كشأن ال فرعون ووضعهم قال كصنع فرعون وقومه. بعضهم قال كامر فرعون وما شابه ذلك كلها من باب ايش؟ تفسير التنوع اختلاف التنوع الاختلاف التضاد وكله حق يصدق بعضها بعضا اذا الكافر للتشبيه بعد ان ذكر الذين كفروا وانهم وقودوا جهنم ظرب امثلة ومثالا بهذه الامم من هؤلاء الكفرة قال كذا بال فرعون كصنع او كحال ال فرعون. وال الرجل اتباعه على دينه من قوم فرعون ادخلوا ال فرعون اشد العذاب والذين من قبلهم قبلهم نوح قوم نوح وقوم هود قوم موسى نعم وقوم لوط وقوم ابراهيم وعاد وغيرها. اذا كلهم كانوا كفرة فاهلكهم الله جل وعلا. وكلهم تواطؤوا الكفر على التكذيب بايات الله كدأب كحالي او صنيعه وشأني ال فرعون ومن قبل ال فرعون من الامم الكافرة كلهم كذبوا باياتنا كذبوا بالايات والعلامات والدلائل الواضحات التي تدل على الحق فالنتيجة فاخذهم الله بذنوبهم. الباء للسببية. فاخذهم الله اخذ عزيز مقتدر. واهلكهم ودمرهم وجعلهم كعصف مأكول بسبب ذنوبهم والله لا يهلك العباد الا بذنوبهم وما يظلم ربك احدا والله شديد العقاب فاخذهم بذنوبهم واخذه شديد اذا اخذ القرى وهي ظالمة وعذابه شديد ففيه التخويف والتحذير التي تتقطع منه قلوب اهل الايمان الذين يؤمنون بما جاء في الكتاب والسنة من ذكر النار وما اعده الله عز وجل من النكال لاهلها ثم قال جل وعلا قل للذين كفروا نتوقف تريدون ربع ساعة ولا تكفي عشر دقائق تكفي عشر دقائق يعني ناخذ ثلاث دقائق ويؤذن ستة ونصف والا خمسة ونصف ها طيب نكمل الاية يقول الله جل وعلا قل للذين كفروا ستغلبون وتحشرون الى جهنم وبئس المهاد قل يا نبينا للذين كفروا قيل ان المراد به هنا انه قل للكفار كلهم. وقال جمع من المفسرين وما لا اليه ابن كثير وكأنه لم يذكر غيره. قال المراد بهم اهل الكتاب من اليهود والنصارى. قل للذين كفروا لليهود والنصارى وهم كفار ستغلبون وتحشرون الى جهنم ستغلبون الان في الدنيا وتكون الدائرة عليكم ويغلبكم النبي حزبه وتحشرون تجمعون وتبعثون وتساقون الى جهنم الى نار جهنم وبئس المهاد بئس الموضع لان المهاد هو الموضع المهيأ للنوم هذا هو الاصل فيه هو النوم وهو المكان الموضع المهيأ للنوم ومنه مهد الصبي وسميت جهنم مهادا لانها مكان استقرار نعوذ بالله الكفار يستقرون فيها ولبئس المهاد بئسا من افعال الذنب. بئس المهاد والمئال والمرجع والمسكن. الذي ستنتهون اليه وهذا والله اعلم ان الامر كما قال ابن كثير انها في اليهود والنصارى لانه قال بعدها قد كان لكم اية من فئتين التقتا وهو قتال النبي صلى الله عليه وسلم يوم بدر مع كفار قريش وذهب جمع من اهل من اهل التفسير الى انها عامة في كل كافر ونكتفي بهذا القدر ونسأل الله التوفيق والسداد وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد