بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. الرحمن الرحيم. وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين. اما بعد نواصل التفسير تفسير هذه السورة المباركة سورة ال عمران يقول الله جل وعلا قد كان لكم اية في فئتين التقتا فئة تقاتل في سبيل الله واخرى كافرة. يرونهم مثليهم رأي العين والله يؤيد بنصره من يشاء. ان في ذلك لعبرة ان لاولي الابصار. هذه الاية بعد قوله جل وعلا قل للذين كفروا ستغلبون وتحشرون الى جهنم وبئس المهاد وذكرنا قريبا ان هذه السورة قال مال ابن كثير ونقله عن محمد ابن اسحاق وعن سعيد بن جبير وعن ابن اسف عن غيرهم ان هذه الاية في اليهود والنصارى يقول الله عز وجل قل للذين كفروا من اليهود والنصارى ستغلبون وتحشرون الى وتحشرون الى جهنم ففي الدنيا تغلبون والدائرة عليكم والدائرة للمسلمين عليكم يحشرون يوم القيامة الى جهنم وبئس المهاد. هذا اشارة لما اعده الله عز وجل من العذاب والنكال الذي فيها ومما اورده ابن كثير رحمه الله انه لما اورد عن عن عاصم ابن عمر ابن قتادة ان النبي صلى الله عليه وسلم لما اصاب من اهل بدر ما اصاب ورجع الى المدينة جمع اليهود في سوق بني قينو قاع وقال يا معشر يهود اسلموا تسلموا. قبل ان يصيبكم الله كما اصاب قريشا فقالوا يا محمد لا يغرنك من نفسك انك قلت انك قتلت من قريش كانوا اغمارا لا يعرفون القتال. انك والله لو قاتلتنا لعرفت انا نحن الناس وانك لم تلقى مثلنا فانزل الله وفي ذلك من قولهم انزل قل للذين كفروا ستغلبون وتحشرون الى جهنم وبئس المهاد ولكن هذا الاسناد ضعيف وان كان سياق الايات يشعر بشيء من ذلك ولكن ذهب جمع من اهل العلم الى ان اولى العموم يدخل فيه اليهود والنصارى وكل كافر كان في زمن النبي صلى الله عليه وسلم قل لهم هذه المقولة انكم ستغلبون والدائرة للاسلام واهله. وللنبي صلى الله عليه وسلم وحزبه وان من مات على الكفر سيحشر الى جهنم ويعذب فيها وتكون مهادا ومأوى ومسكنا له هذا قول حق ولا شك ان الله اظهر نبيه وكانت الدائرة له على الكفرة كلهم من ومن اليهود والنصارى وهذا حكم الله دائما وابدا. متى ما تمسك المسلمون بدينهم حق التمسك وقاموا بدينهم كما قام به النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه. فان الدائرة لهم على كل كافر وعلى كل عدو ومن مات على كفره سيحشر الى جهنم لا شك في ذلك وبئس المهاد ولكن انما يؤتى الناس من قبل انفسهم. يقول الله جل وعلا قد كان لكم اية. يعني علامة واضحة بينة في فئتين فئتين مثنى فئة. يعني جمعتين لكن يقال فئة لان كل واحد تختلف عن الاخرى. هذه مسلمة وهذه في فئتين التقتا صار بينهم التقاء وقتال وحرب فئة تقاتل في سبيل الله يريدون اعلاء كلمة الله والذب عن دينه وهو النبي صلى الله عليه وسلم ومن معه. وفئة تقاتل واخرى كافرة الفئة الأخرى كافرة لا تؤمنوا بالله. وقال بعض المفسرين ان هذا مثل ضربه الله. واكثر وابن كثير وجمع من دليل على ان هذا المراد به النبي صلى الله عليه وسلم يوم بدر ثم نصره الله على كفار قريش. ثم قال يرونهم مثليهم رأي العين كل من النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه فئة النبي صلى الله عليه وسلم ومن معه وفئة الكفار كل منهم يرى الاخر مثليه يعني ضعفه مرتين وكل ذلك لاجل نصر الاسلام والمسلمين فالمؤمنون يرون ان كفار قريش مثليهم ضعفهم مرتين. لان المؤمنين كان عددهم ثلاث مئة وبضعة عشر فيرون ان كفار قريش بحدود ست مئة مع ان حقيقة كفار قريش انهم كانوا الف ففي تقليلهم في اعين المؤمنين نصرة للمؤمنين. وتثبيت وطمأنة لهم. وبالنسبة للكفار يرون النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه مثليهم ضعفين يرونهم مثليهم يرون ان عددهم كبير ترى النبي واصحابه عددهم كبير. وهذا مما انزل الله عز وجل به الرعب في قلوبهم. والله على كل شيء قدير بدر نزلت الملائكة مددا للنبي صلى الله عليه واله وسلم وقاتلت معه حتى قال بعض اهل العلم انه لم تقاتل الملائكة في معركة الا في معركة بدر لكن نزلوا في احد ونزلوا في حنين تأييدا لكن القتال ما كان منهم الا في غزوة بدر. فالحاصل ان الله عز وجل لحكمة بالغة جعل كل واحد من الفريقين يرى الاخر ظعفيه. عدد عدده مرتين. فالكفار كانت عددهم فكانوا يرون المؤمنين انهم اكثر بكثير من من عددهم الحقيقي. مما جعل الهيبة والخوف في قلوبهم والفزع والمؤمنين يرون ان الكفار عددهم قليل اقل من العدد الحقيقي. وهذا ادعى للاقدام وقيل غير ذلك. وقال بعض المفسرين غير هذا. بعضهم قال مثليهم ليس المراد بالمثلين هنا النظر الى العدد الاساسي لكن المؤمنون عددهم ثلاث مئة وبضعة عشر فرأوا الكفار مثليهم يعني غير العدد الثلاث مئة يعني رأوهم تسع مئة مثليهم ست مئة ولكن هذا القول ما يستقيم على القول الاخر وان كان هناك اثار تدل على ان كل منهم عرف عدد الاخرين لكن لعلهما هذا علموه لكن لما جاءت الحرب تراءى الامر بخلاف ذلك. والله على كل شيء قدير. يرونهم مثليهم العين والله يؤيد بنصره من يشاء. يعني رأي العين يرون باعينهم يظهر هذا ليس تخييلا ولا تخمينا والله يؤيد بنصره من يشاء جل وعلا. فيؤيد ويقوي بنصره من يشاء من عباده. واقتضت حكمته انه ينصر المؤمنين انا لننصر رسلنا ان تنصروا الله ينصركم. فالله جل وعلا ينصر رسله والمؤمنين على اعدائهم. والله يفعل ما ويحكم ما يريد ان في ذلك ان في ذلك لعبرة لاولي الابصار. في ذلك فيما حصل من تأييد الله عز وجل للمؤمنين ونصرة المؤمنين. وجعل كل واحد منهم يرى الاخر ظعفيه هذا فيه عبرة عظة يعتبر بها اولي الابصار اصحاب العقول. والابصار تطلق على الابصار الحسية وهو المراد به النظر الرؤيا العادية ويطلق بها ايضا بصيرة القلب. وكلا الامرين مطلوبا هنا او كلاهما مقصودان لمن يبصر ويرى ولمن عنده بصيرة وعقل وتدبر فمقتضى هذا ان المؤمن يكون من حزب الايمان الذين ينصرهم الله جل وعلا ويعتبر ويتعظ بما سمع ورأى ثم قال ثم قال جل وعلا زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة والخيل المسومة والانعام والحرث. ذلك متاع الحياة الدنيا. والله عنده حسن الميعاب. زين تزيينه الشيء تحسين الشيء وجعله زينا في العين ترغب فيه النفس زين للناس هذا لكل الناس مسلمهم وكافرهم يكاد يكون جبلة في الناس. لكن المؤمنين يردعه ايمانه ويحمله على ما ينفعه ويحمله ايمانه على اتباع الشرع زين للناس حب الشهوات ثم ضرب مثالا لذلك زين له حب الشهوات ما تشتهيه الانفس والشهوات في الغالب او الشهوات المراد به ثوران النفس وميلها الى الشيء المشتهى. والغالب ان الشهوات النفس انما الغالب ان النفس امارة بالسوء الا من رحم الله عز وجل وانها تشتهي ما لا يجوز. ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم حفت النار بالشهوات. وحفت الجنة بالمكاره. ثم بدأ باكثر ما تحب النفوس ما يحبه الناس قال من النساء. من بيانية لبيان ما هي هذه الاصناف التي حببت للناس وبدأ بالنساء. لان فتنة النساء اعظم من كل فتنة. ومحبة النساء بالنسبة للرجال مقدمة على غيرها ولهذا جاء في الحديث الصحيح ان النبي صلى الله عليه وسلم يقول ما تركت بعدي فتنة اضر على الرجال من النساء اذا كان قصد الانسان الاعفاف بالنكاح الشرعي فهذا امر مطلوب. وجاء في الحديث الاخر ان النبي صلى الله عليه وسلم وهو في صحيح مسلم من حديث ابي سعيد ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ان الدنيا حلوة خضرة. وان الله فيها فينظر كيف تعملون. فاتقوا الدنيا واتقوا النسا. فان اول فتنة بني اسرائيل في النساء وجاء في حديث اخر قال النبي صلى الله عليه وسلم حبب لي من دنياكم الطيب والنساء وجاء عن عائشة بسند حسن عند النسائي انها قالت لم يكن شيء احب الى رسول الله وسلم من النساء الا الخير الا الخيل وفي رواية من الخيل الا النساء. فالحاصل انه بدأ بها لان فهذا امر يكاد يكون فطرة. ميل الرجال الى النساء وحب الرجال للنساء لكن اذا كان ذلك عن طريق النكاح الشرعية فان هذا خير عظيم ويؤجر عليه الانسان ولهذا جاء في الحديث ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ان خير هذه الامة اكثرها نساء وقال الدنيا متاع وخير متاعها المرأة الصالحة ان نظر اليها سرته وان امرها اطاعته وان غاب عنها حفظته في نفسها ولكن مع ذلك على الانسان ان ينتبه فانه في هذا الباب باب النساء الشهوة عنده غالبة ولابد ينظر الى نفسه ويحتاط ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم لا يخلو رجل بامرأة الا والشيطان ثالثهما ويحذر من الفتن الا ان كانت محرما زوجة او غيرها هذا لا بأس به. اما امرأة اجنبية ينتبه لنفسه. ولا يثق بايمانه او بعفافه فان الشيطان ثالثهما والشيطان يجري من عدم مجرى الدم والحافظ الله قال من النساء والبنين البنين هم الابناء وزين للرجل الابناء ان يكون له ابناء لكن ان استخدمهم في الفخر والخيلاء هذا امر محرم. لكن لا شك ان كل انسان ان من الحياة ان يرزقك الله عز وجل بنين وهم صغار تأنس بهم وتقبلهم وتستمتع طفولتهم واذا كبروا يخدمونك ويحسنون اليك اذا مات ابن علي انقطع عمله الا من ثلاث بعد الموت ايضا الدعاء والصدقة فهم زينة الحياة ولكن لا يعني هذا ان يفخر بهم الانسان على غيره والقناطير المقنطرة القناطير جمع قنطار والقنطار فيه اقوال عدة مر معنا الكلام عليه اكثر من مرة في سورة البقرة لكن نذكر بشيء مما قيل فقال بعض اهل العلم ان القنطار الف دينار وقال بعضهم الف ومئة دينار وقيل اثنى عشر الف دينار وقيل اربعون الفا وقيل ستون الفا وقيل سبعون الف وقيل ثمانون الفا وقيل غير ذلك. والصواب ان القنطار هو المال الكثير. غير محدد بعدد. فالقنطار هو المال الكثير فحبب للنفوس المال الكثير جمع المال والمقنطرة يعني المظعفة مال كثير ومظاعف مرة بعد مرة مقنطرة يعني مظعفة. فالحاصل انه يحب الدنيا. تحبون المال حبا جما لا شك في هذا هذا مما جعله الله عز وجل لكن المؤمن هذه المحبة بهذه الامور كلها لا لا يخرج بها عن حدود الشرع ويزن نفسه بميزان الشرع ويمنع نفسه من باستعمالها فيما حرم الله عز وجل والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة وهي من انفس الاموال. وعليها ولهذه يسميها العلماء النقدان. في كل وقت واوان هو الخير المسومة. ايضا حبب للناس الخير المسومة. قيل المسومة المعلمة. بعلامة بعلامة يعرفها صاحبها وقيل المسومة بمعنى السائمة التي ترعى المرعى وتأكل وقيل المسومة هي الخيل الحسان. وقيل المعدة للجهاد. وقيل غير ذلك. والخيل والمراد ان الخير كلها محببة لكن المسومة منها المعلمة بعلامات لحبه لها جعل عليها علامة تفرقها وغيرها او تميزت بعلامة تتميز على بقية الخيل بها هذه يزداد حبها او يكون المسومة التي تصوم وترعى النبات ولعناية صاحبها بها. والانعام والانعام هي بهيمة الانعام الابل والبقر والغنم. محببة للنفوس. والحرث وهو الزروع. المراد به الزرع حرث الارظ. كل هذا الامور المحببة للنفوس المزينة في نفوس الناس. ثم قال عن هذه الامور ذلك متاع الحياة الدنيا. كل هذا الذي زين لكم حبا جما وتحرصون عليه متاع الحياة الدنيا. فقط هو يستمتع به في الحياة الدنيا. الصالح صالح. لانه بمجرد ان يموت المال ما هو بله. المال ليس له. للورثة. ما يأخذ معه الى قبره شيء ولو اخذ لا ينفعه وهذا خبر يقتضي للعبد يقتضي من العبد الا يغتر بهذا المال وجمعه يأخذ منه قدر الحاجة ويحذر من المكاثرة لانه ما هو الا متاع الحياة الدنيا. خذ ما يكفيك في هذه الدنيا. واذا من الله عليك واكثر عليك قدم للاخرة تصدق قدم لاخرتك كما قال النبي صلى الله عليه وسلم يقول ابن ادم مالي مالي وهل لك من مالك الا ما اكلت فافنيت او لبست فابليت او تصدقت فامضيت وما سوى ذلك ذاهب وتاركه للورثة. هذا مالك الحقيقي. شيء اكلته في الدنيا استمتعت فيه اشتريت فيه سيارة اشتريت بيه واستخدمته هذا مالك صحيح استفدت هذا مال لك او اكلته به واستمتعت به او انك اشتريت ملابس وابليتها هذا صحيح هذا مالك وما سوى ذلك ذاهب تاركه الورثة ما هو مالك مال الورثة يقسم عليهم وانت ليس عليك الا المحاسبة عليك غرمه ولهم غنمه قال ذلك متاع الحياة الدنيا والله عنده حسن المآب جل وعلا. حسن المآب والمرجع والمآل وهذا حث للنفوس على ان تحرص على السعي للمآبي الحسن عند رب العالمين. والعمل الصالح وهذا فيه اشعار ان هذه الاشياء المذكورة انها مما يلهي ويشغل عن الاخرة فلا ينبغي للانسان ان يجعل هذه الامور هي شأنه في هذه الحياة. ولكن يستخدمها بما يعينه على الاخرة لكن يسعى الى العمل الذي يوصله باذن الله ورحمته الى المآب الحسن عند الله جل وعلا وهي جنة الخلد ثم قال جل وعلا قل او انبئكم بخير من ذلكم انبئكم بخير من هذه الدنيا وهذه القناطير المقنطرة لكن لمن؟ للذين اتقوا. لا بد من التقوى لانه لو عاش افقر الناس وتعفف عن الدنيا ولم يأخذ شيئا مما ذكر هنا لكنه كافر لا ينفعه ذلك. لابد ان يكون من المتقين للذين اتقوا والتقوى ان تجعل بينك وبين عذاب الله وقاية بفعل اوامره واجتناب نواهيه. هي كما قال طلق ابن حبيب ان تعمل الله على نور من الله ترجو ثواب الله وان تدع معصية الله على نور من الله تخشى عقوبة الله تردعك للذين اتقوا عند ربهم قل قل او انبئكم بخير من ذلكم للذين اتقوا عند ربهم جنات تجري من تحتها الانهار خالدين فيها. جنات وليست جنة واحدة. وان كان الجنة اسم جنس. لكن من دخل له بداخلها جنات وجنان كثيرة وتجري من تحتها الانهار. وهذا غاية النعيم والسرور. وهي انهار من ماء اس ومن لبن لم يتغير طعمه ومن خمر اللذة للشاربين ومن عسل مصفى. انهار مطردة تجري نسأل الله الكريم من فضله خالدين فيها وجاء في اية اخرى ما يدل على الابدية خالدين فيها ابدا. يعني لا يدخل ثم يخرجون منها. من دخلها لا يخرج منها. خالدين فيها ابد الاباد. لا ينقطع هذا النعيم بل هم دائما في زيادة في نعيمهم وازواج مطهرة لهم في الجنة ازواج مطهرة لسنا كنساء الدنيا مطهرات من الحيض والنفاس والنقص الذي في نساء الدنيا. فهم مطهرات من كل نقص وعيب ورضوان من الله فوق ذلك يحل الله عليهم رضوانه فيرضى عنهم لانه لا يدخل الجنة احد الا ممن رضي الله عنه واهم ذلك ان يكون من الموحدين ممن اصطفاهم الله عز وجل ثم اورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات لا بد يكون من المصطفين يعني من اهل التوحيد الذين يفردون الله بالعبادة ويجتنبون الشرك. ويقيمون الصلاة. ولو حصل عندهم ما حصل ليكون ظالم لنفسه. لكن ما نهاية ومآل من مات على التوحيد. وعدم الشرك والمحافظة على الصلوات الخمس فان مصيره الى الجنة وهذا فضل الله عز وجل يمن به على من يشاء من عباده. قال ورضوان من الله والله بصير بالعباد. يعطي كل ما يستحقه يعطي كلا ما يستحقه فيدخل بعض عباده الجنة ويرضى عنهم ويدخل بعض عباده النار. وهو بصير بهم وباعمالهم مما يستحقون من الدرجات وذلك بما كانوا يعملون وقل اعملوا لابد من العمل وان كان العمل وحده لا لا يكفي لدخول الجنة لكن الرحمن الرحيم جعل العمل على ما فيه من نقص سبب لدخول الجنة. ثم ثم قال جل وعلا الذين يقولون ربنا الذين يقولون ربنا اننا امنا فاغفر لنا ذنوبنا وقنا عذاب النار الذين هذا نأت للذين للذين اتقوا. في الاية السابقة هذا بدل من فان المتقين يقولون ربنا اننا امنا يتوسلون الى الله عز وجل بالايمان ربنا اننا امنا بما يجب الايمان به من اركان الايمان الستة وغيرها مما اوجب الله عز وجل الايمان به. ربنا اننا امنا فاغفر ذنوبنا توسل الى الله عز وجل بالايمان ويرجون ان يكون سببا لمغفرة الذنوب. ولا شك ان الايمان والاسلام يجب ما قبله كما قال النبي صلى الله عليه وسلم اما علمت ان الايمان ان الاسلام يجب ما قبله؟ وان التوبة تجب ما قبلها فاغفر لنا ذنوبنا وقنا عذاب النار. نسأل الله ان يغفر لهم ذنوبهم. وهذا دليل ان سؤال العبد ربه يغفر ذنوبه. كثرة الاستغفار انها من علامات السعادة وعلامة الخير مهما كنت صالحا تقيا لابد ان تستغفر الله ليلا ونهارا واكثر من الاستغفار فمن لزم الاستغفار جعل الله له من كل ضيق فرجا ومن كل هم مخرجا. ورزقه الله من حيث لا يحتسب كما قال ابن عباس الله جل وعلا يقول يا ايها الذين نعم قل يا عبادي الذين اسرفوا على انفسهم لا تقنطوا من رحمة الله ان الله يغفر الذنوب جميعا. وقال وتوبوا الى الله ايها المؤمنون. نعم وتوبوا يا ايها الذين امنوا توبوا الى الله توبة نصوحة. وقالوا توبوا الى الله واستغفروه. ايش الاية واستغفروا. نعم ايات كثيرة واستغفروا ربكم ثم توبوا اليه وتوبوا الى الله جميعا ايها المؤمنون لعلكم تفلحون النصوص في هذا كثيرة جدا جدا. والنبي صلى الله عليه وسلم كم جاء عنه من النصوص؟ كان يستغفر الله صبيحته كل يوم مئة مرة. وكانوا يعدون له في المجلس الواحد ربي وتب علي انك انت التواب الغفور مئة مرة. ها الزم الاستغفار يا اخي حرك لسانك بالاستغفار. وهو الله خير عظيم والموفق من وفقه الله يا اخوة. الموفق من وفقه الله وقيل عذاب النار. نعم هذا دليل ان المؤمن يسأل الله ان يقيه النار وانه يخاف من النار ويسأل الله عز وجل ان ينجيه من النار ويدخله الجنة وهذا رد على من يقول انهم انه يعبد الله لا خوفا من ناره ولا طمعا في جنته لكن فناء في ذاته. هذا قول باطل. المؤمنون يخافون من النار. اسأل الله ان ينجيهم منها ويسأل الله الجنة ويرجون الله عز وجل ان يدخلهم الجنة. ثم قال جل وعلا الصابرين اي وذكر جملة من صفاتهم الصابرين الصبر حبس النفس على طاعة الله وعن معاصي الله وعلى اقدار الله المؤلمة. لابد من الصبر على هذه العبادة فهم متميزون بالصبر ولهذا قال الله عز وجل يا ايها الذين امنوا استعينوا بالصبر والصلاة وقال جل وعلا انما يوفى الصابرون اجرهم بغير حساب فقال النبي صلى الله عليه وسلم ما اعطي عبد عطاء خيرا واوسع من الصبر يعني بعد الايمان بالله عز وجل. ويقول عمر رضي الله عنه وجد خير عيشنا بالصبر. صبر لابد منه في هذه الحياة. فالزم الصبر وهو حبس النفس على الطاعة وعن المعصية وعلى ما يصيبك من الاقدار والمصائب الصابرين والصادقين. صدق منجاة يا ايها الذين امنوا اتقوا الله وكونوا مع الصابرين اتقوا الله وكونوا مع الصادقين. كونوا مع الصادقين. وقال النبي صلى الله عليه وسلم ان الصدق لا يهدي للبر وان البر لا يهدي الى الجنة ولا يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقا وكونوا مع الصادقين يعني من جملة الصادقين وفي هذه الثلة الذين صدقوا وهو بنفس الوقت يحذر من الكذب. والقانتين والقانت هو المطيع. لله مع الخشوع والخضوع له ولزوم الطاعة ما هو ينشط يوم يومين اسبوع اذا جا رمضان وبعدين يرجع كن قانتا مستمرا على الخشوع والخضوع لله ولزوم طاعته والقانتين والمنفقين الذين ينفقون اموالهم سرا وعلانية يبتغون بذلك وجه الله جل وعلا. ينفقون في وجوه الخير. والمستقبلين بالاسحار يعني ممن يستيقظ اخر ليه؟ وقت السحر وقت السحر كما قال بعض اهل العلم انه تقريبا سدس سدس الليلة الاخير نهايته الفجر الثاني الذي يحرم الطعام والشراب. وبعضهم قال السحر يطلق على ثلث الليل الاخر كله فهم في هذا الوقت ليسوا من النائمين بل من المستيقظين الذين يستغفرون الله عز وجل ان اخر الليل شأنه عظيم. ينزل الله عز وجل ثلث الليل الاخر ويقول هل من سائل فاعطيه؟ هل من مستغني فاغفر له هل من داع فاستجيب له؟ والعبرة يا اخوان بالعمل اما العلم اذا لم يترك معه عمل قد يكون وبال على صاحبه لنا ان كل واحد منا يوطن نفسه ويقوم شيء من الليل ولو نصف ساعة قبل الفجر ولو ثلث ساعة ولو ربع ساعة هذا الوقت العظيم وقت نزول رب العالمين الرحمن الرحيم كن من المستيقظين الذين يسألون الله ويدعونه لا تفوت على نفسك الخير. نحن نعلم ان في مكان يوزع فلوس. او يوزع اموال يجي المكان الفلاني اعطيه اللي هو يبيه فزاحمنا لو كان اخر الليل وجدت الناس كلهم مرابطين. طيب هذا الذي يحثك ورب العالمين؟ الجواد الكريم والذي اخبر بهذا الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم الذي لا ينطق عن الهوى والعمل يا اخوان ترى الانسان لا يكمل من بداية امره في العمل. لكن كل ما سمع شيء من النصوص عمل فاليوم يزداد علما وغدا يزداد علما حتى يتكاثر الخير ويكثر ويصبح من يعني المجتهدين مطبقين للسنة لكن المشكلة الانسان اذا كان يسمع ولا يعمل. ها ما يثبت العمل ما يثبت العلم الا بالعمل. كما قال بعض السلف قال ان العلم يهتف بالعمل. فان جاء والا ذهب جميعا. يهتف به ان جاءه ثبت العلم والعمل. والا ذهب العلم مع اثر العمل ثم قال نحن سنسير سيرا لان الوقت داهمنا. ثم قال الله جل وعلا شهد الله انه لا اله الا هو والملائكة واولو العلم قائما بالقسط لا اله الا هو العزيز الحكيم شهد الله جل وعلا ومعنى شهد قيل بين واعلم وقيل قضى وقال مجاهد حكم وقيل اعلم واخبر. قال ابن القيم وكل هذه الاقوال حق الله جل وعلا حكم وقضى واعلم وبين انه لا اله الا هو. شهد نفسه بالوحدانية انه لا معبود حق الا هو لا معبود بحق الا الله. ولا يجوز صرف شيء من العبادة لغيره. والملائكة يشهدون بذلك. واستشهد بالملائكة لشرفهم وعلو مقامهم واولي العلم استشهد بالعلما من بني ادم وهذا فيه رفعة لشأنهم وبيان علو مكانة العلم واهل العلم. فان الله ما استشهد باحد من خلقه الا باولي العلم. فكن منهم واول العلم قائما بالقسط قائما بالعدل قائم بالقسط بين خلقه. قائم بالعدل في كل شأنه جل وعلا. لانه حكم عدل لا يجور ولا يظلم قائما بالقسط لا اله الا هو. اكد مرة اخرى وحدانيته وحدانيته واستحقاقه للعبادة دون غيره. لا اله الا هو العزيز الحكيم. العزيز الذي له عزة القهر وعزة القدر وعزة الامتنان وجميع انواع العزة وهو الذي لا يضام جل وعلا. وهو مع ذلك الحكيم في افعاله اقداره ويضع كل شيء موضعه. ثم قال ان الدين عند الله الاسلام. هذا بيان من الله ان الدين الذي ان الدين عنده ان الدين المعتبر عنده هو الاسلام. الاسلام وهو الاستسلام لله بالتوحيد والانقياد بالطاعة والخلوص من الشرك. كما قال جل وعلا في اية اخرى ومن يبتغي غير الاسلام دينا فلن يقبل منه. وهو في الاخرة من الخاسرين ان الدين عند الله الاسلام. فيجب ان ندين لله بهذا الدين. وما من نبي الا بعثه الله عز وجل بالتوحيد نبينا فمن قبله كل الانبياء بعثهم الله عز وجل بالدعوة الى عبادته وافراده بالعبادة والتحذير من الشرك قال وما اختلف الذين اوتوا الكتاب؟ الا من بعد ما جاءهم العلم بغيا بينهم هذي مصيبة يعني قبل ان يأتيهم الكتاب الذي فيه العلم والبيان ما اختلفوا. فلما جاءهم الكتاب وكان مقتضى ذلك ان يعملوا بما في الكتاب تابوا يجتمعوا ولا يختلفون فاختلفوا من بعد ما من بعد ما جاءهم العلم وعرفوا الحق من الباطل وعرفوا الصواب من الخطأ اختلفوا بعد ذلك. لم لماذا؟ بغيا بينهم بسبب البغي والعداوات فظلم بعضهم لبعض يبغي بعضهم على بعض وهذا حتى في المسلمين كما قال الله جل وعلا في كتابه ان الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا لست منهم في شيء انما امرهم الى الله ثم ينبئهم ما كانوا يفعلون الواجب ان العلم والحق يا اخوان يجمع ما يفرق. لكن هذا دليل ان هناك خلل في المنهج. وهو البغي والظلم يبغي بعضهم على بعض. ومن هنا يحصل الاختلاف يبغي هذا على هذا ويبغي هذا على هذا ولا يتقي الله هذا ولا هذا فينتج عن ذلك الاختلاف والتنافر والشر. والله والنبي صلى الله عليه وسلم قال لتتبعن سن من كان قبلكم. فما دام هذا حصل عندهم لابد ان يحصل عندنا. لكن كل انسان مسؤول عن نفسه وليس مسؤول عن الجماعة كلها. مسؤول عن نفسه قبل كل شيء لانك اذا اصلحت نفسك واصلح زيد نفسه وعمرا نفسه المجتمع من هؤلاء اللبنات وهؤلاء الافراد فاذا صلحوا صلح المجتمع صلحت الامة وهي تجد النصوص الشرعية الشرع من الكتاب والسنة دائما تخاطب الانسان ليصلح نفسه تخاطبه ليقوم باصلاح نفسه ولو اصلح نفسه صلحت الدنيا. لو كل اصلح نفسه ولا شك انه مأمور بدعوة الناس للخير وامر على الصلاح لكن قبل كل شيء لابد الانسان يصلح نفسه فيقول الله جل وعلا وما اختلف الذين اوتوا الكتاب طبعا اهل الكتاب هم اليهود والنصارى الا من بعد ما جاءهم العلم بغيا بينهم ثم قال ومن يكفر بايات الله فان الله سريع الحساب. من يكفر بايات الله ودلائله العلامات التي نصبها للحق ومعرفة الحق التي تدعو الى الايمان وتوجبه فمن يكفر فان الله سريع الحساب. حسابه سريع اذا حاسب جل وعلا فيوقف العباد كلهم ويحاسبهم ويجازيهم وقيل سريع باعتبار انه كل ما هو ات فهو قريب. فهو قادم ولا شك الحساب والمجازات. واذا حاسب الله عز وجل حسابه سريع ووفي كل عامل عمله جل وعلا. لانه على كل شيء قدير. فان حاجوك فقل اسلمت وجهي لله ومن اتبعني يقول الله عز وجل لنبينا صلى الله عليه وسلم فان حاجوك والمحاجة هي المجادلة كل يدري بحجته يريد ان يفوز على الاخر. والمجادلة للمحاجه لا تنبغي الا اذا كانت لاقامة الحق والهدف منها اقامة الحج ام الحق اما اذا كان الهدف منها الانتصار للنفس او ايقاع العداوات لا ما ينفع الكلام هذا لا بد ان يكون قصد الانسان في المحاجة ابتغاء وجه الله وتكون بالتي هي احسن كما قال الله عز وجل. فان حاجوك اي اهل اهل الكتاب في ربك في دينك في في ما جئت به فقل اسلمت وجهي لله اسلمت اي خلصتو وجهي اي عملي لله لان العمل هو وجه الانسان. وجهك في الدنيا هو عملك. والناس يحكمون عليك بما ظهر منك والمراد اخلصت عملي لله سبحانه وتعالى وهذا هو الذي يرد به على كل من يجادل الاخلاص لله والمتابعة لرسول الله صلى الله عليه وسلم لا يقبل العمل الا بهذين. فقل اسلمت لوجه الله وهذا دليل الاخلاص ومن اتبعني يعني واتباعي. كذلك يسلمون وجوههم لله. التوحيد يريدون الله. يخلصون لله. يعبدون الله وحده لا يوحدونه ولا يشركون به شيئا وقل للذين اوتوا الكتاب والاميين الذين اوتوا الكتاب هم اليهود والنصارى. والاميين المراد بهم العرب او مشرك العرب الاميين جمع امي وهو الذي لا يقرأ ولا يكتب على هيئته يوم ولدته امه فالله قال لنبيه صلى الله عليه وسلم قل للذين اوتوا الكتاب والاميين ااسلمتم الاسلام هو الاستسلام لله. اسلمت وجهي لله. الاستسلام لله بالتوحيد. واخلاص العبادة هو عدم الشرك هذا هو الذي ينفع ااسلمتم؟ اي افردتم الله عز وجل بالتوحيد اخلصتم له العبادة فان اسلموا فقد اهتدوا. ان فعلوا ذلك افردوا الله بالعبادة واخلصوا له افرضوا الله بالتوحيد اخلصوا له العبادة فقد اهتدوا هداية التوفيق. هداية التوفيق فهو الايمان وان تولوا فانما عليك البلاغ والله بصير بالعباد. ان تولوا عن الايمان ولم يؤمنوا فانما عليك البلاغ. ما عليك الا الانذار والله بصير بهم وبغيرهم يقول الله جل وعلا فان اسلموا اي اهل الكتاب والاميين وهم مشركوا العرب واخلصوا افردوا الله بالتوحيد واخلصوا له العبادة فقد اهتدوا هداية التوفيق ووفقوا وان تولوا اعرضوا عن الحق ولم يؤمنوا ولم يسلموا لله فانما عليك البلاغ ما عليك الا البلاغ والبيان انت نذير تبلغهم امر الله عز وجل وتأمرهم وتنهاهم والله بصير بالعباد علموا بمن يقبل ما ارسلت به ومن يرده علم بما يستحق الهداية ومن ومن لا يستحق سبحانه وتعالى. وهذا فيه دليل يعني على ان العبد الانسان ما عليه يا اخوان الا الدعوة واما هداية الخلق الى رب الخلق سبحانه وتعالى. فالانسان عليه ان يدعو وهذا والله من رحمة الله ان الله ما كلفنا هداية الخلق فاذا دعوت وجب اجرك على الله وهداية الخلق هداية التوفيق الى الله عليك هداية الارشاد البيان الدعوة وهداية التوفيق الى رب العباد جل وعلا ثم قال جل وعلا ان الذين يكفرون بايات الله ويقتلون النبيين بغير حق ويقتلون الذين يأمرون بالقسط من الناس فبشرهم بعذاب اليم الذين يكفرون بايات الله يغطون ويجحدون الايات والعلامات والدلائل الواضحة التي تدل على وجوب الايمان واتباع الحق وافراد الله بالعبادة ويضيفونه لذلك يقتلون النبيين. هذا اليهود فقد قتلوا فقد قتلوا يحيى يقول مفسرون واهل العلم قتلوا زكريا قتلوا بعض انبياء الله وهذا من خبثه وقبحهم يعني لم لم يكتفوا بعدم الايمان بهم بل تجاوزوا ذلك الى قتلهم. وهذا دليل على شدة كفرهم وخبثهم ولهذا ذكر الله ذلك من صفاتهم التي توجب لهم النار والخلود فيها قال ويقتل النبيين بغير حق وقوله بغير حق صفة كاشفة وليست مقيدة وانما كاسية تكشف تكشف عن حقيقة كل قتل الانبياء. فكل قتل الانبياء فهو بغير حق بل وجور وباطل وليس معنى ذلك ان هذه الصفة مقيدة يعني لو كانوا قتلوا الانبياء بحق يجوز ذلك ما يعذبون لا ما يجوز قتل الانبياء وقتل الانبياء ايا كان فهو بغير حق ويقتلون نعم. ويقتلون الذين يأمرون بالقسط. ايضا من صفات هؤلاء الكفار انهم يقتلون كل من يأمر القسط والعدل وهو التوحيد اعظم القسط واعظم العبد. يأمرنا الناس بالتوحيد. ينهونهم عن الشرك. يأمرونهم بالشرع. يأمرونهم بما امر الله به يحذرونه عما حذرهم الله منه. واجل واعظم من يأمر بالقسط الانبياء ويقتلون الذين يأمرون بالقسط من الناس فبشرهم بعذاب اليم. البشارة هي الخبر الذي تتغير له بشرة بشرة الوجه لشدة تأثيره والغالب ان البشارة في الخير ان الاشارة بالخير وبشر الصابرين وبشر المؤمنين لكن قد تأتي البشارة بالشر كما هنا فبشرهم بعذاب اليم يعني بشرهم بخبر تتغير بشرة وجوههم او ابشار وجوههم. لشدته عليهم في عذاب اليم فعيل بمعنى مفعل مؤلم بعذاب مؤلم شديد الالم لمن وقع فيه ولا يطيقه احد والله المستعان ونعوذ بالله من النار. ثم قال اولئك الذين حبطت اعمالهم في الدنيا والاخرة. اتت باسم الاشارة الدالة على البعيد مع ان المتحدث عنهم قريب عهدهم والكلام معهم. لكن اتى باسم الاشارة الدال على البعيد لبيان بعد مكانتهم في الشر قد بلغوا مكانة بعيدة في الشر والفساد. فاشار اليهم باسم الاشارة الدال على البعيد اولئك اولئك الذين حبطت اعمالهم في الدنيا والاخرة حفظت ازالة بطلت ولم ينتفعوا منها بشيء لان اعمالهم هذه تحبط وتزيل وتفسد اعمالهم اولها الكفر ان الذين يكفرون بايات الله ول ول والصفات الاخرى فاولئك احبت اعمالهم في الدنيا والاخرة. في الدنيا حبطت لا ينتفعون بها. وفي الاخرة لا يجازون عليها ما عملوه من عمل صالح فقدمنا الى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا بخلاف المؤمن وما لهم من ناصرين. ويكفي هذا خذلان انهم خسروا الدنيا والاخرة وحبط اعمالهم دنيا واخرى وما لهم من ناصرين ليس لهم ناصر ينصرهم يوم القيامة. يقوم بنصرتهم والدفاع عنهم. وتوليهم لانهم اعداء الله فكل هذا من الوعيد والتخويف والتحذير الذي تتقطع له القلوب المؤمنة فهي اعمال كفرية ومآل اصحابها الى النار والذل والهوان. ثم قال جل وعلا الم ترى الى الذين اوتوا نصيبا من الكتاب فوتوا نصيبا هذا الاستفهام باستفهام تعجبي. يعني يعجب الله رسوله ولكل من تصح منه الرؤية من حال هؤلاء. والرؤيا قد تكون علمية وقد تكون بصرية لكن كثير من المفسرين يقول اذا عديت الرؤيا بالى فهي العلمية اي فهي البصرية فهي البصرية البصرية وهذا والله اعلم في اولئك القوم الذين في زمن النبي صلى الله عليه وسلم وكان يراهم ولمن لم يراهم تكون الرؤيا علمية يعني الم تعلم الم تر الى الذين اوتوا نصيبا اوتوا اعطوا نصيبا اي حظا حظا من الكتاب اعطاهم الله حظ عرفوا شيء من الشرع من التوراة والانجيل عرفوا الحق وعرفوا الباطل عندهم علم يدعون الى كتاب الله ليحكموا بينهم ثم يتولى فريق منهم وهم معرضون يدعون الى كتاب الله اذا نزلت نازلة او قضية او امر يقال لهم تعالوا نتحاكم الى كتاب الله والى رسول الله صلى الله عليه وسلم يحكم بيننا بكتاب بالكتاب بالقرآن. طيب هم اهل كتاب ويعرفون ان النبي حق ويعرفونه كما يعرفون ابناءهم. ويعرفون ان القرآن حق وعندهم علم بما وجدوه في كتبهم ومع ذلك ثم يتولى فريق منهم وهم معرضون يستدبر عن كتاب الله وعن التحاكم اليه. وهم معرضون ايها الحال انهم معرظون وهي جملة هي مؤكدة لمعنى التولي يتولون معرضين عن الحق يتولون لانهم معرضين عن الحق وما اخبر الله به عنهم هو موعظة لنا لا يجوز لنا ان نتولى عن الحق ولا يجوز لنا ان نعرض عنه ويجب علينا ان نتحاكم الى كتاب الله نرضى بحكم جل وعلا. ثم قال ذلك بانهم قالوا لن تمسنا النار الا اياما معدودات. ذلك هذا الذي منهم لانهم يفترون الكذب ويحرفون ويبدلون. وهم يقولون لن تمسنا النار الا اياما معدودات قد مر معنا في سورة البقرة كلام على ذلك. وانهم قالوا ان ندخل النار سبعة ايام لان عمر الدنيا سبعة الاف او فعن كل سنة كل الف يوم وقالوا لا اربعين يوما فقط. ندخل النار ثم نخرج منها. وجاء في بعض الاثار انهم يقولون ندخل النار ثم نخرج نخرج منها ويخلفنا فيها اقوام يعنون النبي وقالوا تخلفوننا انتم فيها. فقال النبي صلى الله عليه وسلم كذبتم بالخالدين فيها انتم هذه دعاوى يا اخوان ولا تنفع الدعاوى. يندم الانسان لا يتكلم على امر الاخرة. بهواه واجتهاداته. لا يصدر في امر الاخرة ولا في غيرها لكن امر الاخرة خاصة الا عن النص الصحيح الصريح وان لا يغر نفسه يكذب على نفسه ولا يضر الا نفسه قالوا لن تمسنا يعني لن تصيبنا النار الا ايام معدودات قيل سبعة وقيل اربعين وقيل غير ذلك قال الله عز وجل وغرهم في دينهم ما كانوا يفترون هم يفترون هذا يكذبون افتراء كذب صريح فكذبوا ثم اغتروا بما قالوا وصدقونا نسأل الله العافية والسلامة ولا لاحد ضمان عند الله عز وجل يوم القيامة الا من جاء يحتج ب قال الله قال رسوله صلى الله عليه وسلم هذا له ضمان ونجاة عند الله عز وجل واما هؤلاء الذي يكذب ويفتري ثم بعد ذلك يغتر به ما يظر الا نفسه. وهذا من خذلان الله عز وجل لهم قال جل وعلا وغرهم في دينهم ما كانوا يفترون فكيف اذا جمعناهم ليوم لا ريب فيه؟ هذا رد عليهم وابطال لما غرهم من الاكاذيب. كيف حالهم؟ اذا جمعناهم اليوم لا ريب فيه ليوم القيامة. جمعناهم وحشرناهم وجئنا بهم ليوم القيامة يوم لا ريب فيه لا شك فيه. ووفيت كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون. وفيت استوفت كل نفس او وفى الله كل نفس عملها وجزاءها وما كسبته من عمل وهم لا يظلمون لا يزاد عليهم شيء من السيئات ولا يظلمون ما ينفعهم هذا الكلام انهم لن يبقوا فيها الا اربعين يوما او ايام معدودات ما ينفعه بل يبقون فيها ابد الاباد. المشركون خالدون فيها ابدا. كما قال الله عز وجل ذلك بغير ما اية. ثم وقال جل وعلا قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير انك على كل شيء قدير قل اللهم اللهم اصلها الله. اصلها يا الله. وعذبت ياء النداء عوض عنها بالميم فقال اللهم ومعناها يا الله اللهم مالك الملك الملك كله بيد الله جل ولله ملك السماوات والارض ثم جاء في الاية بيان فهو مالك الملك ويؤتي الملك من يشاء فهو المالك له. المتصرف فيه. ويؤتيه من يشاء من عباده وينزعهم ممن يشاء ويعز من يشاء ويجعله في عزة ورفعة ويذل ويهين من يشاء. فيجب ان يطلب ان تطلب العزة منه جل وعلا. وان يطلب الغنى منه. والملك منه وهل يحذر من معصيته ويتجنب العبد اسباب الخزي والذلة فالامر كله لله جل وعلا. الامر كله له. فراجعني اليه. هذا فيه ارشاد الى انه يجب على المسلم ان يدعو الله وينزل حاجته بالله ولا ينزلها لاحد كما جاء في الحديث ثم قال بيدك الخير الخير كله بيده جل وعلا فيجب ان يطلب منه وانت على كل انك على كل شيء قدير يقول الطبري بيدك الخير اي كل ذلك بيدك يقصد ما سبق من قلت ونزعه واعزازه من يعزه واذلاله. قال اي كل ذلك بيدك واليك لا يقدر على ذلك احد لانك على كل شيء قدير دون سائر خلقك ودون من اتخذه المشركون من اهل الكتاب والاميين اي نعم فالخير كله بيديه. فيجب ان ان يسأل الخير من الله. لانه على كل شيء قدير. ولا نقول كما يقول بعض المفسرين لانه على كل مقدور قدير فان هذا رأي فاسد بل الله على كل شيء قدير المقدور وغير المقدور. ولا يعجزه شيء. ولو ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه ولن يردوا. مستحيل لكن الله يعلم انهم لو ردوا لو حصل هذا الشيء المستحيل لعلم انهم يعودون الى كفرهم ثم قال تولج الليل في النهار وتولج النهار في الليل وتخرج الحي من الميت وتخرج الميت من الحي وترزق من تشاء بغير حساب يقول ابن كثير رحمه الله تولد الليل في النهار وتولج النهار في الليل اي تأخذ من طول هذا فتزيده في قصر هذا فيعتدلان ثم تأخذ من هذا في هذا فيتفاوتان ثم يعتدلان وهكذا في فصول السنة ربيعا وصيفا وخريفا وشتاء. سبحان الله الوقت اليوم والليلة اربعة وعشرين ساعة ما تزيد دقيقة فلا تنقص لكن الليل احيانا يكون اطول والنهار اقصر واحيانا العكس. من الذي يولج الليل في النهار ويأخذ من الليل ويدخله في النهار النهار وين تصلين؟ او العكس. هو الله سبحانه وتعالى من غير ان يحس الناس او يشعرون بذلك. وهو على كل شيء قدير فهذه اية وعلامة على قدرته جل وعلا وان من يفعل ذلك هو المستحق ان يعبد وحده لا شريك له لانه هو القدير على كل شيء هو الذي لا يعجزه شيء وهذا خطاب حتى للكفار حتى الذين لا يؤمنون بالكتاب والسنة. هذا شيء علامات واظحة ظاهرة. ولهذا يقولون علماء الحساب والفلك وكانه لا يكاد يستوي الليل والنهار في السنة يمكن الا يوم او يومين فقط بقية السنة ما يستوي الليل والنهار يزيد هذا وينقص هذا وهذا اهل الصلاة ولله الحمد يعرفونه. اللي محافظ على الصلاة يعرف زيادة الوقت ونقصانه تورج الليل في النهار وتولج النهار في الليل وتخرج الحي من الميت وتخرج الميت من الحي مر معنا عبارات كبيرة في سورة البقرة واشار بالكثير الى شيء منها قال تخرج الزرع من والحبة من الزرع والنخلة من النواة والنواة من النخلة والمؤمن من الكافر والكافر من المؤمن والدجاجة من البيضة والبيضة من الدجاجة وما جرى هذا المجرى من جميع الاشياء. كانه لخص اقوال السلف فمن قال تخرج الحية من الميت تخرج الدجاجة من بيضة فتخرج الميت من الحي كذلك الكافر والمؤمن. وهذا الدليل على قدرته جل وعلا فهو على كل شيء قدير. ومن كان كذلك يجب ان يعبد وحده لا شريك له وان يخص بالعبادة. وان يتخذ الها ولا يدعى احد معه وترزق من تشاء بغير حساب. ترزق من تشاء من عبادك بغير حساب من غير عد ولو انسان يبي يحصي رزقه اللي الله اعطاه والله ما يستطيع يحصي رزقه هو. منذ ان ولده الله عز وجل. فعطاؤه جل وعلا عظيم. ولهذه يجب ان نلجأ اليه وان نسأله فهو يعطي بغير حساب ولا يخاف فقرا. ولهذا قال في الحديث ارأيتم ما يعني معنى الحديث ارأيتم ما انفق ارأيتم ما يعني ما حصل من الدنيا من من ارأيتم ما يعني خلق السماوات والارض ارأيتم ما انفق منذ ان خلق الله؟ يعني ما اعطي منذ ان خلق الله السماوات والارض ما نقص مما عند الله الا كما ينقص المخيط اذا ادخلته في البحر مخيط وش ينقص ابرة ما ينقص شيء لانه الغني جل وعلا. اسأل الله ان يوفق الجميع للعلم النافع والعمل الصالح. ويشكر لكم حسن استماعكم. وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا محمد