بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اجمعين اما بعد اه قبل ان نبدأ تفسير كان هناك سؤال من بعض الاخوة قد ذكرت كلام الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في التفريق بين نزل انزل عليك وانزل اليك واتلوا عليكم كلام الشيخ. قال الشيخ شيخنا الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله وقوله نزل عليك الضمير يعود على الرسول صلى الله عليه واله وسلم. وقد بين في اية اخرى انه نزله على قلب الرسول صلى الله عليه واله وسلم ليكون ادل على وعيه بهذا القرآن الذي نزل عليه نزلنا عليك سلمت عليك تدل على ان يعني دلالة عليك اكثر واوضح دلالة على ان النبي صلى الله عليه وسلم قد وعى القرآن. الذي انزله الله عز وجل عليه قال كما قال تعالى نزل به الروح الامين على قلبك لتكون من المنذرين. قال واما التعبير بي اليك بنحو قوله انا انزلنا اليك الكتاب فهو يفيد الغاية يعني ان نهاية الانزال الى رسول الله صلى الله عليه واله وسلم وهذي الفروق الدقيقة الحقيقة هي من اعجاز القرآن. يعني يفرق حرف واحد او حرفان لكن يترتب على هذا اختلاف في المعنى. من حيث الجملة يدل على المعاني كلها فالقرآن نزل وانتهى الى النبي صلى الله عليه واله وسلم والنبي قد وعاه قلبه وحصله حصل هذا القرآن آآ توقفنا عند قوله جل وعلا لا يتخذ المؤمنون الكافرين اولياء من دون المؤمنين. ومن يفعل ذلك فليس من الله في شيء الا ان تتقوا منهم تقات. ويحذركم الله نفسه والى والى الله واليه والى الله المصير لا يتخذ المؤمنون الكافرين اولياء. هذا خبر لكن يراد به النهي كانه على سبيل الاخبار ان المؤمنين لا يتخذون الكافرين اولياء ولكنه متضمن لي نهي المؤمنين ان يتخذوا الكافرين اولياء فقال جل وعلا لا يتخذ المؤمنون الكافرين اولياء من دون الله والولي نتخذه وليا اي نصيرا ينصره ويعينه ويتولاه من دون الناس ولهذا العلماء يفرقون بين التولي والموالاة فان اصل التولي المحبة التي تنشأ في القلب ثم ينشأ عنها النصرة والمساعدة اولا تكون محبة ثم ينشأ ويترتب على هذه المحبة النصرة والاعانة والمساعدة قال فتولي الكفار محبتهم بالقلب ومساعدتهم وينشأ عن ذلك نصرتهم ومساعدتهم بالمال والسلاح او الرأي التولي كفر بالله عز وجل واما الموالاة وهي معاشرة الكافر ومصادقته والميل اليه والركون اليه فان هذا كبيرة من كبائر الذنوب هذا موالاة وفرق بين الموالاة والتولي التولي كفر والموالاة معصية وكبيرة من كبائر الذنوب فالله جل وعلا يخبر ان المؤمنين لا يمكن ان يقع منهم لا يتخذون الكافرين اولياء فلا يتولونهم ولا يوالونهم فلا يتولونهم يعني انهم يحبونهم وينصرونهم ولو ضد الاسلام وعلى الاسلام واهل الاسلام وكذلك ايضا لا يملون اليهم ولا يعاشرونهم ولا يجالسونهم الا بقدر الحاجة او بقدر الضرورة كأن يكون يقيم في مكان ويعمل معه كفار فان مثل هذا لا لا ليس اختيارا له او محبة او رغبة او ميلا اليهم. ولا يعني ايضا ان المسلم يظلم الكفار او يخطئ عليهم او يجور عليهم لا لكن القصد ما يقوم في القلوب لابد ان يكون في القلوب حب المؤمنين وتولي المؤمنين وبغض من كفر بالله ورسوله والبراءة منه ويكون التعامل معه اذا اضطر الى ذلك بحسب بحسب الحاجة وبقدر ان يكون يعني يقوم بالعمل الذي وكل اليه ويكون تعامله بالقسط والعدل من غير ان يظلمه ولا يميل اليه قال ومن يفعل ذلك اي اتخاذهم اولياء يعني ومن يفعل ذلك من المؤمنين فيتخذ الكافرين اولياء فليس من الله في شيء ومعنى فليس من الله شيء هذا الاسلوب هذا التعبير يراد به فان الله بريء منه فليس من الله شيء اي فالله بريء منه. وهكذا قال ابن كثير رحمه الله في تفسير هذه الاية قال ومن يفعل ذلك فليس من الله بشيء قال اي ومن يرتكب نهي الله في هذا فقد برئ من الله فقد برئ من الله. وقال ابن شيخ شيخنا الشيخ ابن عثيمين فقد برئ فقد برئ الله منه او قد فقد برئ منه وقال الشوكاني اي من ولايته في شيء من الاشياء بل هو منسلخ منه بكل حال وهذه الاية قد جاء ما يؤيدها ايضا وهي قوله جل وعلا لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الاخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا اباءهم او ابنائهم او او اخوانهم الاية فليس من الله شيء وهذا الدليل ان هذه ان هذا امر لا يجوز لانه قال فان الله بريء منه فليس من الله. الله بريء منه. فدل على انه امر لا يجوز وهو اما ان يكون كفر واما ان يكون كبيرة من كبائر الذنوب قال الا ان تتقوا منهم تقات التقاة ما يتقى به يعني اتقى يتقي تقاتا يعني يفعل شيئا يتقي به شرهم حينما تكون الغلبة لهم والامر لهم فيخشى على نفسه فان له ان يأتي او يقول من الكلام ما فيه مداراة من دون ان يقع في القلب اعتقاد ولهذا قال ابن عباس باللسان والقلب مطمئن يعني يقل شيئا بلسانه ليسكت العدو او يأمن شره ولكن القلب لابد ان يكون مطمئنا بالايمان بالله جل وعلا قال التقية باللسان والقلب مطمئن بالايمان ولا يبسط يده للقتل ذكروا هذا في اذا ما تعرض الانسان للصوص وهؤلاء اللصوص ارادوا يجبرونه على شيء يقول اذا خشي ان يقتلوه ويؤذوه له ان يتقي منهم تقات الا اذا ارادوا منه ان يقتل اذا ارادوا منه ان يقتل احدا فلا فلا يجيبهم الى هذا ولا يقدم على القتل. قالوا حتى لو لزم الامر انه يقتل هو يقولون يقتل ولا يقتل والمسألة فيها خلاف بين اهل العلم. وجاء ايضا عن الحسن آآ بل روى البخاري عن ابي الدرداء انه قال ان لنكشر في وجوه اقوام وقلوبنا تلعنهم وجاء ايضا عن الحسن قال التقية جائزة للمؤمن الى يوم القيامة التقية جائزة للمؤمن الى يوم القيامة. ورد بالتقية ان الانسان اذا كان في موقف مع الكفار وخشي من ضررهم ضرر متأكد انه سيقع به او عرظوه على امر اما ان تفعل واما ان نقتلك او نفعل بك كذا فان له ان يتخذ يعني يتقي شرهم ببعض الكلام او ببعض الفعل بشرط ان يكون القلب مطمئن بالايمان وواثق بايمانه وهذا كما قال الله عز وجل في اية اخرى الا من اكره وقلبه مطمئن بالايمان لان العبرة باعمال القلوب العبرة باعمال القلوب ومدار العمل عليها لكن هذا به تفريج من الله عز وجل لانه يعرظ كثير من المسلمين لمثل مثل هذه المواقف فهذا لا يقال انه تولى القوم وانه صار منهم وان الله بريء منه اذا كان على سبيل التقية منهم باللسان او ببعض الافعال دون عقيدة القلب عقيدة القلب مستقرة على الايمان وعلى ما امر الله به ورسوله قال الا ان تتقوا منهم تقات ويحذركم الله نفسه ان يخوفكم جل وعلا نفسه ويخوفكم عقابه وسطوته لانه القوي شديد العقاب وهذا فيه بيان ان تولي الكافرين وموالاتهم انها من الذنوب الخطيرة وان الانسان عليه ان يحذر عقوبة الله ويحذر من الله ان يأخذه اخذ عزيز مقتدر لكن اذا كان فعله ذلك على سبيل التقية بمجرد اللسان او بعض الافعال التي لا تصل الى عقيدة القلب والقلب مطمئن بالايمان فان الله رؤوف رحيم قال ويحذركم الله نفسه والى الله المصير الى الله المرجع والمآل اذا يحذركم يخوفكم وهذا دليل ان هذا العمل عليه عقوبة في الدنيا وفي الاخرة كذلك لانه قال اليه المصير واليه المرجع فاذا صار اذا متم ووقفتم بين يدي بين يدي الله وصرتم اليه سيجازي كل من عصاه بما يستحقه من العقوبة ففيها تحذير وتخويف شديد ثم قال قل ان تخفوا ما في صدوركم او تبدوه يعلمه الله ان تخفوا ايها الناس هذا خطاب مع المؤمنين ولكنه عام بحق كل احد. ان تخفوا يعني وتسر ما في صدوركم والمراد ما في قلوبكم لان الصدور مراد القلوب التي في الصدور فانها لا تعمى الابصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور ان تخفوا ما في صدوركم او تبدوه يعلمه الله. تبدوه تظهروه وتعلنوه فالله يعلم السر واخفى يعلم السر والعلانية اذا يجب علينا ان نراقب ربنا فلا تنطوي القلوب على شيء مخالف ولا تنطق الالسن ولا تعمل الجوارح بشيء مخالف لان الله لا يخفى عليه شيء والله هو الموعد سبحانه وتعالى وهذه الحقيقة يعني مما تورثه اسماء الله وصفاته انها تورث عند العبد المراقبة لانه اذا اعتقد ذلك وامن به وصدق به واقر به فانه يحمله على ان يراقب الله الله يعلم ما في نفسك وما في صدرك ويعلم ما تظهر ويعلم كل شيء منك ويبصرك ويراك ويسمعك اذا لا تقدم على ما يغضبه جل وعلا وعلى ما لا يريد ثم قال ويعلم ما في السماوات وما في الارض اخبر عن عن عمومه واحاطة علمه جل وعلا وهو كذلك يعلم ما في السماوات وما في الارض وما بينهما لانه العليم الذي احاط علمه بكل شيء ولهذا قال ولا يحيطون بشيء من علمه الا بما شاء لا يمكن ان يحيط احد بعلم الله عز وجل ولهذا في صحيح البخاري لما ذكر اه النبي صلى الله عليه وسلم قصة الخضر مع موسى لما ركبوا السفينة في البحر جاء عصفور ونقر من البحر بمنقاره فقال الخضر يا موسى ما نقص علمي وعلمك من علم الله الا كما نقص هذا العصفور من البحر ماذا نقص لما اخذ نقطة من الماء او نقطتين ما نقص شيئا فعلمه محيط بكل شيء جل وعلا ولا يشغله شأن عن شأن ولا احد عن احد في وقت واحد يعلم ويسمع ويرى ويبصر الدنيا كلها والعالم كله سبحانه الحقيقة ان الانسان يعني انه ينبغي انه يعتني بباب الاسمى والصفات يكثر من قراءة تفسيرها ودلالتها لان هذا يورث الخشية انما يخشى الله من عباده العلماء قال جل وعلا والله على كل شيء قدير والله على كل شيء قدير لا يعجزه شيء جل وعلا وانما عمره اذا اراد شيئا يقول له كن فيكون. ثم قال جل وعلا يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضرا وما عملت من سوء تود لو ان بينها وبينه امدا بعيدا ما عملت من خير والمراد يوم القيامة في يوم القيامة تجد كل نفس ما عملت من الخير تجده محضرا حاضرا موجودا ما ينكره ولهذا كل ما يعمله الانسان هو في كتاب وسيقال له اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا. في كتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة الا احصاها. وجدوا ما عملوا حاضرا وما عملت من سوء سوء المراد به الذنب جنس الذنب وسمي سوءا لسوء عاقبته يود لو ان بينها وبينه امدا بعيدا. الامد يطلق على المكان ويطلق على الزمن فيتمنى ان بينه وبين هذا العمل مسافات بعيدة ما يحظر عنده حتى لا يجازى به او يكون بينه وبينه زمان بعيد لا يصل اليه هذا تمنيه ولكن ليس الامر على ما يتمنى ويحذركم الله نفسه والله رؤوف بالعباد. حذروكم يخوفكم نفسه احذروا من الله فان اخذه شديد وعذابه شديد جل وعلا والله رؤوف بالعباد. الرأفة هي اشد الرحمة الرأفة هي اشد الرحمة وارقها لكن قد يقول قائل يعني هنا قال ويحذركم الله نفسه ثم قال والله رأوهم بالعباد لو قلنا ان المناسب او قلنا يعني لو نظرنا الى سياق الكلام لقلنا ان الذي يناسب ويحذركم الله نفسه ان الله شديد العذاب مثلا لان هذا الذي يناسب التهديد والتخويف قال العلماء قال الحسن بل وهو رؤوف بالعباد فمن رأفته ان حذرهم نفسه والله رؤوف بالعباد هذا من رحمته انه حذر حذرنا من عقوبته وحذرنا من نفسه لرحمته بنا لنتقي ذلك يوم القيامة وقال بعض المفسرين جاء بقوله والله رؤوهم بالعباد حتى لا ييأس ولا يقنط المؤمنون ولكن الاصل هو قول حسن رحمه الله اذا الله جل وعلا شديد العقاب وهو رؤوف بعباده ورحيم به بهم ومن رحمته ورأفته بهم ان هداهم الصراط المستقيم وان دعاهم وحذرهم عقوبته وحذرهم من النار وحذرهم من النكال والعقاب وارشدهم وامرهم بطاعته سبحانه وتعالى اه اه ذكر شيخنا الشيخ ابن عثيمين فائدة عند قوله يقول ان تخفوا ما في صدوركم يقول ما هنا اسم موصول ان تخفوا الذي في صدوركم يقول واسم الموصول يفيد العموم. خذها قاعدة اسم موصول يفيد العموم دائما سواء كان بصيغة الجمع مثل الذين واللاتي مثلا او كان بالافراج لو كان الذي والتي او كان مشتركا بينهما مثل ما هنا ومن فهو يفيد العموم دائما هذه قاعدة بمعنى انه اذا جاء فهو يدل على يشمل جميع الافراد كما هنا يعلم ما في صدوركم يعني كل ما في صدوركم يعلمه ولا يبقى منه شيء سبحانه وتعالى ثم قال جل وعلا قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله هذه الاية قال عنها الحسن البصري وغيره زعم اناس او زعم قوم انهم يحبون الله. فابتلاهم الله بهذه الاية فقال ان كنتم تحبون تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله. ولهذا يسمي العلماء هذه الاية اية الابتلاء ابتلاء اختبار اناس يقولون انهم يحبون الله ابتلاهم الله واختبرهم بهذه الاية فان كان صادقا يحب الله فهو يتبع رسول الله صلى الله عليه واله وسلم هذي والله عبرة يا اخوان وعظة هل نحن نحب الله حقيقة ان كنت تحب الله حقيقة فاتبع رسوله صلى الله عليه واله وسلم ايه لان الدعاوى اذا لم يكن عليها بينات فاصحابها ادعياء والا هناك من يزعم انه يحب الله ويحب النبي صلى الله عليه وسلم لكنه يغلو في النبي ويعطيه حقوق الله عز وجل يا اكرم الخلق مالي من الوذ به سواك عند حلول الحادث الحادث العميم فان من جودك الدنيا وضرتها ومن علومك علم اللوح والقلم هذا والله ما كلام هذا لا يدل على انه يحب الله. هذا كلام من لا يحب الله فمحبة الله تقتضي اتباع رسول الله صلى الله عليه واله وسلم قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني اذا تريد محبة الله طريقها اتباع الرسول. صلى الله عليه واله وسلم لا طريق لمحبة الله بعد بعث النبي صلى الله عليه وسلم ولا الحصول عليها الا باتباع الرسول صلى الله عليه وسلم. الايمان به انتباهه يعني يكون على شريعته ودينه وكذلك يتأسى به في اقواله وافعاله واوامره ويجتنب نواهيه ويغفر لكم ذنوبكم. اذا يا اخوان محبة الرسول صلى الله عليه وسلم اتباع الرسول صلى الله عليه وسلم تثمر لك فوائد عظيمة اولها يحبك الله وهذا كما قال بعض السلف قال اليس الشأن ان تحب ليست شأنا تحب الله انت تحب رسوله يجب عليك ان تحب الله. لان كل النعم التي فيك منه ويجب ان تحب النبي صلى الله عليه وسلم لان هذا الخير الذي وصل اليك وصل اليك من طريقه لكن الشأن ان يحبك الله ليس الشأن ان تحب لكن الشأن ان تحب ولهذا لما قال النبي صلى الله عليه وسلم لعب خيبر لاعطين الراية غدا رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله تطاول الصحابة لذلك حتى عمر تمنى تلك الليلة ان يكون اميرا لان الذي سيأخذ الراية يحبه الله ورسوله اذا من اتبع النبي صلى الله عليه وسلم فليبشر بمحبة الله وليبشر بمغفرة الذنوب اذا عليك باتباع النبي صلى الله عليه وسلم في منشطك ومكرهك فمن احب من اتبع النبي صلى الله عليه وسلم احبه الله وايظا غفر له ذنوبه قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله. ايضا فيه اثبات صفة المحبة لله جل وعلا. وان الله يحب وان له محبة حق وان له محبة حقيقية جل وعلا ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم والله غفور يغفر الذنوب يغفر الذنوب جميعا ورحيم يرحم الخلق ويفعل ذلك بهم ويوصل رحمته اليهم ولا يهلك على الله الا هالك لكن المراد ان الانسان يأتي الامور من بابها يأتي الامور من ابوابها يأتي شيئا من بابه ولابد من الايمان بالله عز وجل والايمان برسوله صلى الله عليه وسلم. وما يجب الايمان به وايضا يتبع الرسول صلى الله عليه واله وسلم ولهذا النبي صلى الله عليه وسلم قال من احدث في امرنا هذا ما ليس منه فهو رد. فمن زعم محبة الله او محبة النبي صلى الله عليه وسلم وهو يخالف سنته فهو في الحقيقة غالط في هذا غاالط في هذا حتى الذي يغلو فيه ويرفعه فوق منزلته هذا والله لا يحب الرسول ولا يحبه الرسول صلى الله عليه وسلم وليس من جنده. قال لا تطروني كما اطرت النصارى ابن مريم انما انا عبد فقولوا عبد الله ورسوله لجعلتني لله ندا قل ما شاء الله وحده هذا هو سبيل محبة النبي محبة الله جل وعلا باتباع النبي صلى الله عليه وسلم والالتزام بسنته وهديه اه من غير ان الاحداث والابتداع قال قل اطيعوا الله والرسول فان تولوا فان الله لا يحب الكافرين. قل لهم اطيعوا الله والرسول واطيعوا الرسول صلى الله عليه واله وسلم. وطاعة الرسول من طاعة الله كما قال النبي صلى الله عليه وسلم من اطاعني من اطاع رسوله فقد اطاعني ومن اطاعني فقد اطاع الله ومن عصى رسوله فقد عصاني ومن عصاني فقد عصى الله لان الله جل وعلا لا يأمر الا بالحق. والنبي صلى الله عليه وسلم لا يأمر الا بالحق وفي اية اخرى قال يا ايها الذين امنوا اطيعوا الله واطيعوا الرسول واولي الامر منكم فهناك ابرد الرسول صلى الله عليه وسلم بالطاعة وهنا عطف طاعة الرسول على طاعة الله لبيان ان طاعة الرسول من طاعة الله وفي تلك الاية لبيان ان الرسول صلى الله عليه وسلم مستقل بالطاعة لانه لا يمر الا بالحق. ولهذا لما ذكر اولي الامر قال واولي الامر ولم يقولوا اطيعوا اولي الامر لانهم لا يستقلون بالتشريع وطاعتهم بما امر الله به ورسوله في غير معصية الله فالحاصل ان الله امرنا بطاعته وطاعة رسوله ثم قال فان تولوا اعرضوا ولم يفعلوا ذلك لم يطيعوا الله ورسوله فان الله لا يحب الكافرين دليل ان من لم يطع الله ورسوله ولم يرتضي منهج النبي صلى الله عليه وسلم وطريقته ولم يدخل في دينه انه كافر بالله جل وعلا والله يبغض الكفار لا يحبهم لكن يحب المؤمنين الذين يتبعون الرسول النبي الامي ويبغض الكافرين الذين كفروا بنبيه صلى الله عليه وسلم ولم يطيعوه يصير من اهل دينه ويتبعوه ثم قال جل وعلا ان الله اصطفى ادم ونوح وال ابراهيم وال عمران على العالمين الاصل بالاصطفاء والاجتماع الاصطباع هو الاجتماع والمعنى اختارهم بالنبوة على عالم زمانهم اختار هؤلاء الانبياء الانبياء بالنبوة على عالم زمانهم كما قال الزجاج وغيره والله اصطفى واجتبى واختار واختار ادم لان ادم نبي مكلم نبي مكلم كما في حديث ابي ذر حينما سأل النبي صلى الله عليه وسلم هل ادم نبي؟ قال النبي صلى الله عليه وسلم نبي مكلم هو نبي من انبياء الله وهم من اصطفاه الله وخلقه بيده واسجد له ملائكته واسكنه جنته ثم انزله الى الارض ابتلاء واختبارا لحكمة عظيمة والله اصطفى ادم ونوحا. نوح هو اول الرسل كما في حديث الشفاعة في البخاري وغيره لما يموج الناس بعضهم بعض ويريدون ان يفصل الله عز وجل بينهم يذهبون الى ادم فيعتذر. ثم يأتون الى نوح فيقولون انت اول رسول ارسله اه والله فهو اول الرسل ولهذا قوله انا اوحينا اليك كما اوحينا الى نوح والنبيين من بعده يراد بها الترتيب الزماني هناك وهو اول الرسل على الاطلاق العلماء يقولون ان ادم هو ابو البشر ونوح هو الاب الثاني للبشر هو الاب الثاني للبشر. لانه لما اغرق الله اهل الارض في زمانه وابقاه قال جل وعلا وجعلنا ذريته هم الباقين هذا يذهب اليه جمع من اهل العلم يقول كل الموجودين الان من نسل نوح ونوح من نسل ادم احتياجا بهذه الاية وجعلنا ذريته هم الباقين وال ابراهيم ال الرجل اتباعه على دينه والعلماء يقولون يعني يدخل في هذا ابراهيم ابراهيم واله وابراهيم خليل الرحمن وابو الانبياء ما من نبي بعثه الله من بعده الا من ذريته كل الانبياء بعد إبراهيم من ذريته عليه صلى الله عليه وسلم وال عمران اختلفوا من هم ال عمران؟ فقيل هو عمران والد موسى ابو موسى وهارون والدو نبي الله موسى عليه السلام وقال بعضهم بل المراد بعمران هنا هو والد و والد مريم بنت عمران ام عيسى عليه السلام والحقيقة يعني ما هناك دليل للترجيح او ما وقفت على دليل قوي للترجيح الا ان بعض اهل العلم قال الذي يظهر ان المراد به عمران والد مريم لان هذه الايات نزلت بعدما وفد وفد نجران وهم نصارى على النبي صلى الله عليه وسلم في السنة التاسعة يقول فكأن الحديث معهم ومع نبيهم والله اعلم لكن على كل حال لا شك ان الله عز وجل اصطفى ال عمران وجعلهم من المصطفين واجتباهم واختارهم فان كان موسى فمن ذريته موسى وهارون وان كان والد مريم فمن ذريته عيسى عليه السلام نعم قال ان الله اصطفى ادم ونوح وال ابراهيم وال عمران على العالمين العالم ان جمعه عالم على العالمين والعالم كله موجود سوى الله وليس ثم الا خالق ومخلوق الله اصطفاهم على العالمين لكن قال بعض اهل العلم العالمين علماء زمانهم على علماء اه نعم المراد بهم على انبياء زمانهم لان النبي صلى الله عليه وسلم افضل افضل الانبياء على الاطلاق وقيل ان الاشتباه هنا باعتبار الذرية يعني باعتبار كثرة الانبياء من ذريته ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم. ذرية الذرية هم النسل نسل الانسان لان الله يذرأهم ويخلقهم بعضها من بعض يعني متناسلة بعضهم من بعض فكل هؤلاء بعضهم من بعض فهي ذرية متناسلة من بعضها ومتشعبة من بعضها البعض وقيل بل متناصرة ينصر بعضهم بعضا لانها كلهم على الدين كلهم على الحق ولعل الاول اظهر انهم كلهم ذرية بعضها من بعض لان الناس كلهم ابناء نوح ونوح ايضا يرجع الى ادم. فهي ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم السميع يأتي بمعنى السمع السمع يأتي بمعنى الادراك ويأتي بمعنى الاجابة الاجابة سمع الله لمن حمده ما معناها استجاب الله لمن حمده ويطلق السمع ويراد به الادراك وسماع الشيء فايهما المراد هنا يقيل اذا اصيب الله بالسميع كلا الامرين يا اخوان والله سميع يسمع كلام خلقه وايضا هو المجيب الذي يجيب من دعاه ان الله والله سميع عليم. وايضا عليم قد احاط علمه بكل شيء والقاعدة تقول انه اذا انضمت صفة الى صفة اسم الى اسم من اسماء الله يزداد كمالا الى كماله وجمالا الى جماله كما بسط ذلك او اشار الى ذلك شيخنا الشيخ ابن عثيمين في القواعد المثلى في شرح اسماء الله وصفاته الحسنى اذا فيه اثبات في صفة السمع والعلم وفيه ايضا ان الله يسمع ويجيب ويستجيب لمن دعاه ثم قال جل وعلا اذ قالت امرأة عمران اذ قالت اي واذكر وقت قالت الظرفية تقدر بوقت او حين او زمن او ساعة او نحو ذلك تقدير الكلام واذكر وقت قالت امرأة عمران وامرأة عمران هي ام مريم عليه السلام ويسميها ابن كثير وهو موجود في كتب التأريخ يقول هي حنة اسمها حنا بنت فاقود ووتر هذا مما يتساهل في ذكره لانه ما يترتب عليه حكم لكن هي والدة مريم اذ قالت امرأة عمران اذ قالت امرأة عمران ربي اني نذرت لك ما في بطني محررا وعمران يقول محمد بن اسحاق ابن يسار في سيرته هو عمران ابن ياشم ابن امون ابن ميشة ابن حزقيا ابن احريق الى ان قال ابن سليمان ابن سليمان ابن داود ينتهي الى نسبه الى سليمان ابن داوود عليهم السلام والله اعلم في ذلك لكن لا شك انه والد مريم اذ قالت امرأة نعم لا شك انه زوج آآ ساختة وهو ابو ابو مريم نعم وهو ابو مريم اذ قالت اذ قالت امرأة عمران ربي اني نذرت لك ما في بطني محررا النذر هو التزام فيما لا يلزمه وقيل النذر يطلق على العبادات كلها تسمى نذور معنى قوله محررا يعني خالصا مفرغا للعبادة نذرته محررا يعني جعلته متفرغا لخدمة بيت المقدس متفرغا لعبادة الله عز وجل وخدمة بيت المقدس ولا تطالبه بشيء يعني ما ما تطالب ما في بطنها ان يخدمها قالت لا انا نذرته وجعلته محررا يعني جعلته خادما للمسجد الاقصى وجعلته يعني كانها جعلته وقفا. يعني تبرعت به ما تريد خدمة ما في بطنها؟ تريد ان تفرغه للعبادة وتخلصه لذلك وتفرغه ايضا لخدمة بيت البيت بيت بيت المقدس اني نذرت لك ما في بطني محررة وهذا دليل انها لا تدري يعني هل هو ذكر او انثى لكن قالت هذا الذي في بطني انا نذرته وجعلته محررا خادما لبيت المقدس يقوم عليه ويبقى فيه ويعبد الله عز وجل لا اريد منه واعفيته من خدمة من خدمته لي فتقبل مني يتقبل مني اي يتقبل مني هذا النذر هذا دليل انهم كانوا يفعلون ذلك في زمنهم وانه كان جائزا لهم جائز لهم مثل ذلك والشرع توقيفي نحن في شرعنا لم يرد شيء من هذا ظواهره المنع لكن لكن يعني الاسلام يعتني بالمساجد بحيث ان المسلمين كلهم يقومون بخدمة المساجد جاءت نصوص كثيرة في فضل خدمة المسجد وتنظيف المسجد واضاءة المسجد والقيام على المسجد وفضل المؤذن وفضل الامام لان هذه امة مرحومة دينها كامل قال قال نعم فتقبل مني انك انت السميع العليم. السميع الذي يسمع كلامي والسميع الذي يجيب دعائي العليم فعلمه قد احاط بكل شيء فلما وضعتها قالت ربياني وضعتها انثى فلما وضعت وولدت واذا حملها الذي في بطنها الذي نذرته محررا واذا هو انثى وهي مريم قالت ربياني وضعتها انثى والله اعلم بما وضعت هذه قراءة قراءة سبعية ويكون معنى ان ان هذا من كلام الله عز وجل والله اعلم بما وضعت. وقرأ والله اعلم بما وضعت فيكون من كلام مريم وعلى كل حال دلالته واحدة ان الله جل وعلا عليم بما بما وضعت وانها انثى وهي كانت تظنه رجلا قالت محررا ما قالت محررة والله اعلم بما وضعت وليس الذكر كالانثى ان كان من كلام الله على القراءة يعني على القراءة التي نقرأ بها والله اعلم بما وضعت وليس الذكر كالانثى هذا كله من كلام الله فالله يقول ليس الذكر كالانثى وان كان من قول مريم هي قالت هذا وليس الذكر كالانثى لكن لا شك انه ليس الذكر كالانثى والله لا يستوي الذكر والانثى ابدا وان كان الكفار يريدون ان يسوون بين الذكر والانثى لا نعم النساء شقائق الرجال الا فيما ورد الدليل فيه بالتفريق المرأة تحمل والرجل لا يحمل الرجل كامل العقل والمرأة في عقلها نقص هل رجل ما يتوقف عن الصلاة ابدا ما دام عقله معه والمرأة تأتي عليها ايام تترك والصلاة معذورة في ذلك هالمرأة مشاعر واحاسيس الرجل اجلد واصبر يتحمل المرأة ما تتحمل يعني الفرق واضح ولا يختلف فيه اثنان واظن من رزقه الله اولاد وبنات يظهر له هذا جليا والفرق كبير جدا بينهم وسبحان من خلق وفر نعرظ فطرة الله الجبلة التي جعلها في خلقه ولكل ما يناسبه قالت وليس الذكر قال وليس الذكر كالانثى يعني في الجلد والقوة في العبادة وفي خدمة المسجد الاقصى او غيره يختلفون فرق كبير جدا واني سميتها مريم اني سميتها مريم قالت اني سميت ابنتي هذه هذه التي وضعتها مريم قال ابن كثير وهذا فيه دليل على تسمية المولود ساعة الولادة ولا يلزم ان ينتظر بتسميته الى اليوم السابع فيجوز ان يسمى المولود يوم ولادته وهذا حق الذي قاله ابن كثير وقد دلت عليه الاحاديث وقد اورد المؤلف احاديث منها ما في صحيح البخاري ومسلم ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ولد لي الليلة ولد سميته ولد لي الليلة ولد وسميته باسم ابي ابراهيم ولد له وسماه في نفس الليلة وايضا ثبت من حديث انس بن مالك انه ذهب باخيه حين ولدته امه الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فحنكه وسماه عبدالله تحنيك وضع التمر وضع النبي صلى الله عليه وسلم التمر في فمه حتى ذاب ثم ادخله في حنك الصبي وسماه عبدالله اول ما والتحريك يكون في اول ولادته هذا دليل على جواز التسمية ولكن ورد حديث انه يسمى يوم سابعه ويعق عنه ويكون هذا وهذا سنة كله من السنة فان رغب ان يسمي بعض الاحيان يكون الانسان مستعد اول ما هو الوعود يأتيه. سميه اول بل قبل ما يولد يقول ترى بسمي هذا الولد فلان ما في بأس ولا يلزم ان يقول لا يسمى الا اليوم السابع واني سمعتها مريم واني اعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم. اعيدها الاستعاذة هي الاعتصام والالتجاء اعيذها بك وقد عادت بمعاد ولهذا يقول النبي صلى الله عليه واله وسلم في الحديث الذي رواه البخاري ومسلم من حديث ابي هريرة ما من مولود يولد الا مسه الشيطان حين يولد فيستهل صارخا جحا من مسه اياه كل مولود يولد الان لابد يبدأ حياته بصرختين يستهل وهذا دليل على ان هذه الدنيا يأتيها وهو يبكي ويخرج منها بنزع الروح ومع ذلك نحن متمسكون به ولابن القيم كلام جميل حول هذا الموضوع الحاصل ان النبي صلى الله عليه وسلم يقول فيستهل صارخا من مسه اياه الا مريم وابنها ثم يقول ابو هريرة اقرأوا ان شئتم واني اعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم تقبل الله دعاءه. اذا السميع العليم سمع الادراك وسمع الاجابة يستجيبوا واورد ابن كثير ايضا قال في مسلم وفي مسلم من حديث ابي هريرة قال النبي صلى الله عليه وسلم ما من مولود الا وقد عصره الشيطان عصرة او عصرتين الا عيسى ابن مريم ومريم الا عيسى ابن مريم ومريم ثم قرأ رسول الله واني اعيذ اعيدها بك وذريتها من الشيطان الرجيم. يعني هذا من قول النبي صلى الله عليه وسلم واذا رواه الطبري وعبد ابن حميد والحاكم وصححه وسنده صحيح من حديث ابي هريرة كل بني ادم يطعن الشيطان في جنبه حين تلده امه الا عيسى ابن مريم. ذهب يطعن فطعن في الحجاب الحجاب يعني المشيمة المشيمة التي يكون داخلها اه الولد كما يقول الحافظ ابن حجر في الفتح اذا هذا سألت الله ان يعيد ابنتها مريم وذريتها ايضا وهو عيسى لا شك فيه من الشيطان الرجيم فاستجاب الله دعاءه واعاد ابنتها مريم واعاد ذريتها فكل طعن الشيطان كل مخلوق يطعن الشيطان في بطنه الا عيسى وامه استجاب الله دعاء امها ام مريم امرأة عمران اني اعيدها بك وذريتها من الشيطان الرجيم الشيطان مأخوذ من اذا بعد عن الخير والرجيم المرجوم فإذ معنى مفعول المرجوم المبعد من رحمة الله فهو شيطان بعيد عن الخير وهو مبعد من رحمة الله لا تناله رحمة الله جل وعلا ثم قال جل وعلا فتقبلها ربها بقبول حسن. بقبول حسن تقبله يعني رضي نذرها نذرها ودعاءها تقبله الله عز وجل وقبله فتقبلها ربها بقبول حسن. حسن رظي نذرها وتقبله وقيل فتقبلها هي المراد به التربية والقيام بشؤونها بقبول حسن وانبتها. وقيل المراد به الكفالة هو ان الله كفلها زكريا والضمير هنا فتقبلها ربها بقبول حسن حسن يحتمل انه عائد على امي مريم وحينما ننظر فيما بعدها يتبين انه عائد على على مريم نفسها لانه قال فتقبلها ربها بقبول حسن وانبتها نباتا حسنا وكفلها زكريا هذي كلها في مريم اذا تقبلها ربها يعني يصدق عليه المعنى انه قال المراد به التربية والقيام عليها وعلى شؤونها وجعلوا من يكفلها وانبتها نباتا نباتا حسنا قالوا انبتها سوى خلقتها سوى خلقتها من غير زيادة ولا نقصان وقيل كانت تنبت في اليوم الواحد ما ينبت المولود في سنة وقيل مراد التربية الحسنة واصلاح شأنها وكل وذلك حق الا مسألة انها كانت في اليوم الواحد تكبر ما يكبر غيرها في سنة مثل هذا يحتاج الى دليل صحيح صريح الحاصل ان الله عز وجل تقبلها بقبول حسن وانبتها نباتا حسنا ولهذا ينبغي يدعى بمثل هذا الدعاء اللهم انبتها نباتا حسنا تبرك لاخيك لا بأس تدعو له بمثل هذا اسأل الله ان يجعلها قرة عين وان ينبتها نباتا حسنا الله قال هذا في معرض الثناء على مريم وكفلها زكريا كف لها زكريا يعني جعل زكريا كافرا لها وقائما على خدمتها لانها هي كانت تخدم في المسجد الاقصى فلا بد احد يكفل يكفلها ويأتيها بما تحتاج فكفلها زكريا ثم ذكر شيئا عظيما وقبل ذلك نقول كف لها اي ظمها اليه. وجعله قائما على كفالتها ما تحتاج اليه كلما دخل عليها زكريا المحراب وجد عندها رزقا كل ما دخل عليها زكريا المحراب. المحراب المراد به موضع العبادة وليس المراد المحراب الذي يوضع الان وظع في اول مسجد لا مكان العبادة يسمى محراب. ولهذا يذكر شيخنا الشيخ ابن عثيمين في تفسيره يقول دخلت مسجد ووجدت بعضهم قد كتب على المحراب كتبت كتابة هذه الاية كلما دخل عليها زكريا المحراب وجد عندها رزقا قال هذا عجيب يظن ان مريم تؤم الناس المحراب تصلي فيه يعني يظن ان ان مريم كانت تصلي بالناس اماما ولا ينبغي مثل هذا ولا ينبغي الكتابة الحقيقة بالمساجد هذا مما نهي عنه لانه يؤدي الى تشويش على الانسان الانسان كل شي يشوش عليه في الصلاة ادنى شي يشغله آآ فالمحراب المراد به موضع العبادة وقيل ان المحراب هو اكرم موضع في المجلس لكن الذي يظهر هنا انه محل العبادة لانها هي محررة مخلصة لبيت المقدس فهي داخل بيت المقدس. فالمحراب هو موضع عبادتها كلما دخل عليها زكريا المحراب وجد عندها رزقا قال مجاهد وعكرمة سعيد بن جبير وغيرهم وجد عندها فاكهة الصيف في الشتاء وفاكهة الشتاء في الصيف يعني جاء يرزقه الله عز ويسوق لها رزقا ويرزقها رزقا يجعل زكريا وزكريا نبي نبي من انبياء الله يتعجب من هذا يا مريم قال يا مريم انى لك هذا؟ كيف لك قبلة هذا من اين جاءك هذا قالت هو من عند الله ونعما بالله. هذا الرزق من الله والله يرزق من يشاء بغير حساب. يرزقه يسوق الرزق اليه يسخر من يأتيه بالرزق يرسل له ملكا الامر اذا اراد ان يرزق العبد جاءه الرزق ولا يتأخر عنه والرزق من الله ان الله هو الرزاق ذو القوة المتين قالت هو من عند الله ان الله يرزق من يشاء بغير حساب جل وعلا يرزق ويعطي من يشاء من عباده بغير حساب من غير عد ولا احصاء والله على كل شيء قدير لكن تأملوا يا اخوان ان الانسان يستفيد من اهل الصلاح واهل التقى واعمالهم حتى لو كان اصغر منك حتى لو كان اقل منك او انت المسؤول عنه وزكريا هو كافل مريم ولكن استفاد فائدة عظيمة ما هي هنالك دعا زكريا ربه قال ربي هب لي من لدنك ذرية طيبة انك سميع الدعاء يقول ابن كثير لما رأى زكريا عليه السلام ان الله تعالى يرزق مريم عليها السلام فاكهة الشتاء في الصيف وفاكهة الصيف في الشتاء حينئذ في الولد وقد كان شيخا كبيرا قد ضعف ووهن منه العظم واشتعل الرأس شيبا وان كانت وكانت امرأته مع ذلك كبيرة وعاق كانت كبيرة وعاقرا لكنه مع هذا كله سأل ربه وناداه نداء خفيا وقال ربي هب لي من لدنك اي من عندك ذرية طيبة اي ولد صالحة اذا زكريا عليه السلام لما رأى ما حصل لمريم ان الله اعطاها طمع في الولد رغم تقدم سنه وظعفه واشتعال رأسه شيبا وايظا رغم ان امرأته عاقر لا يولد لها. وقد بلغت في السن تقدمت في السن لكن لكن الله على كل شيء قدير هنالك دعا زكريا ربه قال ربي هب لي الهبة قلنا يعني العطية دون عوض هب لي من لدنك اي من عندك هذه اضافة تشريف وتكريم والعطية بقدر معطيها ذرية طيبة ذرية يشمل الذكر والانثى وسأل الله ان يعطيه ذرية طيبة والطيب هنا في جميع احوالها طيبة في افعالها واقوالها واخلاقها وفي دينها هذا مهم الانسان اذا سأل الله ذرية يسأله ذرية صالحة حتى تكون صالحة تكون طيبة من كل وجه صلاح الدين مقدم على كل شيء انك سميع الدعاء سميع الدعاء ايضا سميع تسمع وتدرك وايضا تجيب الدعاء فنادته الملائكة وهو قائم يصلي في المحراب والله اعلم كم كان بين ذلك لكن نادته الملائكة جاءت الى زكريا وهو يصلي في المحراب في موضع العبادة ها ذرية بعضهم بعض كلهم اهل صلاح واهل صلاح واهل تقى وهو يصلي وهو قائم يصلي في المحراب ان الله يبشرك بيحيى وفيه استحباب البشارة لاخيك المسلم بشارة المسلم بالشيء الذي يسره والبشارة هي الخبر الذي تتغير البشرة من اجله فرحا او ترحا وهنا فرحا بنعمة الله عز وجل برزقه الولد ان الله يبشرك بيحيى وهو يحيى ابن زكريا. وهو نبي من انبياء الله ايضا وهو ابن خالة عيسى وعيسى اكبر منه ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم في حديث الاسراء ولما جئت السماء الثانية لما اسري به وجدت ابني الخالة عيسى ويحيى فامهاتهما اخوات وهما ابني خاله ان الله يبشرك بيحيى مصدقا بكلمة من الله قالوا كلمة من الله وعيسى وهو اول من صدق بعيسى وامن به هكذا قالوا والله اعلم لان الذي يظهر ما دام ان عيسى اكبر منه اذا يكون صدق به وهو كيف يكون اول من صدق به وهو اكبر منه والحاصل انه هذا قول اكثر المفسرين ان كلمة الله هنا المراد بها عيسى وعيسى كلمة من الله لانه بكن كان وليس هو كن هو بكلمة الله كادها وقيل بل بكلمة من الله المراد به كتاب الله كلام الله الذي هو الانجيل وغيره من الكتب السماوية مصدقا بكلمة من الله وسيدا السيد هو الذي بلغ الغاية في السؤدد من ساد على غيره وشرف عليه وهذا اشارة الى انه سيكون يعني اشارة الى انه سيكون له شأن وهو سيد وذلك صار نبيا من انبياء الله فله مقام عظيم وحصورا الحصور قال جمع من اهل التفسير المراد بالحصور هو الذي لا يأتي النساء قال ابو العالية او قال نعم. قال ابن مسعود وابن عباس ومجاهد وسعيد وغيرهم هو الذي لا يأتي النساء وقال الربيع بن انس وابو العالية هو الذي لا يولد له وقال الضحاك هو الذي لا ولد له ولا ماء له وقيل هو الذي قال ابن عباس هو الذي لا ينزل الماء ثم اورد ابن كثير كلاما للقاضي عياض رحمه الله رحم الله الجميع في كتاب الشفاء قال القاضي عياض في كتابه الشفاء اعلم ان ثناء الله على يحيى انه كان حصورا ليس كما قاله بعضهم انه كان هيوبا او لا ذكر له بل قد انكر هذا حذاق المفسرين ونقاد العلماء وقالوا هذه نقيصة وعيب ولا يليق بالانبياء عليهم السلام وانما معناه انه معصوم من الذنوب اي لا يأتيها كانه حصور عنها. وقيل مانعا نفسه من الشهوات. وقيل ليست له شهوة في النساء ثم قال ابن كثير بعدين ذكر كلاما قال والمقصود انهم انه مدح ليحيى بانه حصور ليس انه لا يأتي النساء بل معناه كما قال هو وغيره انه حصور من الفواحش والقاذورات ولا يمنع ذلك من تزويجه بالنساء الحلال وغشيانهن والى بل قد يفهم وجود النسل له من دعاء زكريا المتقدم حيث قال هب لي من لدنك ذرية طيبة كانه قال ولدا له ذرية ونسن وعقب والله سبحانه وتعالى اعلم. اذا حصورا فيها قولان اما انه الذي لا يولد له والصواب ان الحصور هنا الذي حصر نفسه من ارتكاب الفواحش وامتنع منها لان المقام مقام مدح وثناء عليه وكونه لا يأتي النساء هذا نقص قد يقال انه يعني لكمال يعني تقواه انه لا يأتي النساء يمكن يحمل على هذا لا يأتي النساء في باب الحرام لكنه يتزوج والذي يمنع من هذا فالحاصل ان يحيى عليه السلام كان سيدا ذا شرف ومقام وكذلك كان حصورا قد حصر نفسه ومنعها من الوقوع فيما حرم الله عليه ومن ذلك الوقوع على النساء عن طريق عن غير طريقه عن غير طريق الزواج الشرعي ونبيا من الصالحين اذا انظروا كم بشارة يبشرك بيحيى مصدقا بكلمة الله وسيدا وحصورا ونبيا من الصالحين. خمس بشارات ولهذا كلما كثرت البشارات كلما كانت تبشير بها اعظم واكثر. ولهذا قال الله عز وجل ان الله ان الله يبشرك بيحيى قال ربي انى يكون لي غلام وقد بلغني الكبر وامرأتي عاقب مع انه قد دعا الله عز وجل قبل ذلك الدليل ان الانسان دائما يعني ينطلق مما يعتقد فهو ان دعا الله عز وجل لكن هو يعتقد انه كبير ومن ومن زوجته عاقرة انه لا يولد له وهذا والله استجاب دعاءه الذي دعا به لكن لما استجاب دعاءه كانه يسأل ان قال ربي انا يكون لي غلام كيف يكون لي ولد اما بمعنى كيف يعني كيف يكون لغلام وقد بلغني الكبر تقدمت بي السن وامرأتي عاقر العاقر التي لا يولد لها وقيل العقيم قال كذلك الله يفعل ما يشاء قال الله عز وجل له كذلك اي مثل هذا الفعل مثل هذا الرزق الذي وهبك الله هذا الولد يفعل الله ما يشاء جل وعلا قال ربي اجعل لي اية اذا فرح بهذه النعمة فقال رب اجعل لي اية اي علامة تدل على تدلني على صدق هذا الخبر وعلى وقوعه وهذا ليس من باب الشك لكن لعلهم من باب بلى ولكن ليطمئن قلبي. ولهذا قال اجعل لي اية علامة تدل على انه سيأتيني الولد. او لسى يحصل لي الولد مع هذا السن وحال امرأتي قال ايتك الا تكلم الناس ثلاثة ايام الا رمزا معناه ان الله جل وعلا يمسك لسانه ثلاثة ايام ما يتكلم مع الناس الا بالرمز والرمز قالوا الرمز في اللغة الايماء بالشفتين او الحاجبين او اليدين واصله الحركة يعني يتحرك فقط ما يستطيع يتكلم يرمز رمزا يعني يعطي حركات اما بعينيه او بشفتيه او بيديه فقال الله عز وجل هذه لك اية انك ثلاثة ايام ما تستطيع تتكلم مع الناس لكن في باب الذكر يفتح الله عز وجل عليه فيه انظروا نعم الله المتوالية قال ايتك الا تكلم الناس ثلاثة ايام الا رمزاه كما قال في اية اخرى قال ربي جلي اية قال ايتك الا تكلم الناس ثلاث ليال سويا فخرج على قومه من المحراب فاوحى اليه ان سبحوا بكرة وعشية قال اخرج الطبري عن ابن عباس قال اعتقل لسانه من غير مرظ معتقل لسانه ما يتكلم من غير مرظ قال واذكر ربك كثيرا قالوا لكن الله سبحانه وتعالى فتح عليه في باب ذكر الله يتكلم وامره بان يذكر الله كثيرا في الاركان في العشي والابكار لكن مع الناس ما يتكلم هذه اية قال وسبح بالعشي والابكار فيه ان التسبيح من شكر النعم كثرة التسبيح كما ان الصلاة ايضا من شكر النعم فصل لربك وانحر انا اعطيناك الكوثر فصلي بربك وانحر فنزلت بالعبد نعمة يصلي نافلة يسبح الله يحمد الله يشكر الله. هذا دليل الرضا ودليل الشكر. شكر هذه النعم والعشي المراد به اخر النهار من النهار ينقسم الى غدو وعشي او الى ابكار وعشي والعشي من صلاة الظهر الى مغيب الشمس العشي اول النصف الثاني من النهار ويبدأ بصلاة الظهر الى مغيب الشمس والابكار والبكور من صلاة الفجر بعد طلوع الفجر الثاني الى صلاة الظهر قال جمع المفسرين والمراد ان الله امره ان يسبح في اطراف في اول النهار واخره فالعشي اخر النهار هالعشية شو العشي كله لكم ورد هنا طرف النهار الاخير والابكار يشمل اول النهار الى الضحى ولكن المراد انه امره ان يسبح في اول النهار والله اعلم انه لا يلزم هذا الترجيح لا يمنع انه استمر مسبحا هذه الايام كلها في او في في العشي وفي الابكار هذا ظاهر النص ثم قال الله جل وعلا واذ قالت الملائكة واذ قالت الملائكة يا مريم واذ قالت اي واذكر حين قالت او وقت قالت او زمن قالت او ساعة قالت الملائكة يا مريم ان الله اصطفاك وطهرك واصطفاك على نساء العالمين ان الله اصطفاك الاصطفاء هو الاختيار والاجتباع اي اختارك واجتباك لطاعته وما خصك به من كرامته وطهرك المراد طهركي من الارجاس المعنوية من الزنا من هذه الفواحش التي رماها يهود قبحهم الله بها قال شيخنا الشيخ ابن عثيمين وليس معناه انه طهرها من من البول والغائط وغير ذلك يقول لان ما هناك دليل صريح على انها مستثناة في هذا قال لكن الذي يظهر انه طهرها مما رميت به من الانجاس المعنوية وليست الحسية وقالوا انها زانية وقالوا وقالوا ما قالوا عنها فطهرها الله من هذا وبرأها فهي مبرأة بهذا الكتاب العظيم كتاب الله نقرأه الان ونشهد لله وبالله على انها مطهرة نقية زكية وانها ممن اصطفاها الله جل وعلا مطهرك واصطفاك على نساء العالمين قالوا استطاع على نساء العالمين بولادة عيسى بولادة عيسى من غير اب هذا اصطفاء اختيار ما شاركها احد فيه امرأة تحمل من غير زوج فاصطفاها الله بذلك وخصها ولهذا جاءت احاديث كثيرة منها ما رواه البخاري قال كان ابو هريرة يحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم خير نساء يعني لما يذكر هذه الاية ان الله اصطفاك وطهرك واصطفاك على نساء العالمين كان ابو هريرة يحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم خير نساء ركبن الابل نساء قريش خير نساء ركبن الابل نساء قريش احناه على ولد في صغره عنده حنو على الولد في الصغر وعاطفة عجيبة وارعاه على زوج في ذات يده ترعى زوجها تدبر المال بذات يده ما تفرط في ماله ولا تفسد ماله قال ابو هريرة هذا الصحيح ان من قول ابي هريرة ولم تركب مريم بنت عمران بعيرا قط ولم تركب مريم بنت عمران بعيرا قط. ما الذي حمل ابو هريرة ان يقول هذا الكلام انتم معي في التفسير يعني يقول واصطفاك على نساء العالمي ولما قال في الحديث خير نساء ركبن الابل نساء قريش الله يقول اصطفى مريم على نساء العالمين لكن مريم ما ركبت الابل فخير نساء ركبن الابل نساء قريش لكن مريم ما ركبت الابل يعني ان الله اصطفى مريم هي افضل من نساء مريم اصطفاها الله عز وجل على نساء العالمين وقول النبي صلى الله عليه وسلم خير نساء ركبن الابل لا يعني انهن افظل من مريم لان مريم ما ركبت ولو ركبت الابل ما قالها خير نساء ركبن الابل لان مريم افضل مصطفى وفي اهل بين اهل العلم نزاع في ايهما افضل وساذكر ان شاء الله شيء من الاحاديث التي تدل على فضلها وفضل خديجة وعائشة وآسية قال ثم اورد المؤلف حديث علي ابن ابي طالب رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول خير نسائها مريم بنت بنت عمران يعني خير نسائها اي الامة التي كانت فيها مريم وقال ابن حجر اي نساء اهل الدنيا في زمانها خير نسائها خير نساء مريم في زمانها مريم بنت عمران وخير نسائها خديجة بنت خويلد يعني خير نساء نساء خديجة في زمنها خديجة بنت خويلد اخرجه في الصحيحين وفي الترمذي بسند صحيح ان النبي صلى الله عليه وسلم قال حسبك من نساء العالمين مريم بنت عمران وخديجة بنت خويد وفاطمة بنت محمد واسية امرأة فرعون وجاء ايضا في حديث خير نساء العالمين اربع مريم بنت عمران وآسيا بنت وعاشية امرأة فرعون وخديجة بنت خويلد وفاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه واله وسلم وفي الصحيحين في البخاري ومسلم قال النبي صلى الله عليه وسلم كمل من الرجال كثير. ولم يكمل من النساء الا مريم انت عمران واسيا امرأة فرعون اخرجه الجماعة لفظ البخاري كمل من الرجال كثير ولم يكمل من النساء الا اسية امرأة فرعون ومريم بنت عمران وان فضل عائشة على النساء كفضل على سائر الطعام ومن هنا يأتينا سؤال هل في النساء نبية لا تعصبون الله يجزاكم خير هذه مسألة فيها خلاف بين اهل العلم. فمن العلماء من قال ان مريم نبية والصواب انه ليس في النساء نبيا ولا كذلك في الجن كما قال ابن عباس قال او نقل النووي في الاذكار عن امام الحرمين انه نقل الاجماع على ان مريم ليست نبية وجاء عن الحسن ليس بالنساء نبية ولا في الجن وهذا قول ابي هريرة كما جاء صريح عنه عند احمد وبعضهم قال ان فيهن نبيه ومنهن مريم اذا الله عز وجل اصطفى مريم على نساء العالمين. قال جل وعلا مخبرة عن قول الملائكة يا مريم اقنتي والقنوط هو دوام الطاعة مع الذل والخضوع دوام الطاعة لله مع الخشوع والذل والخضوع له اقنتي لربك واسجدي واركعي مع الراكعين السجود معروف امرت ان اسجد على سبعة اعضاء والركوع ايضا معروف وهذا من باب ذكر الخاصة بعد العام لان هذا من القنوت لله والخشوع والخضوع والاستقامة على الطاعة فمنه الصلاة وخص هذين الركنين لفظلهما وقولهم عن الراكعين لا يجب على المرأة ان تصلي لا يجب على المرأة الجماعة ولا يدل هذا على ان المرأة يجب عليها ان تصلي في الجماعة لانه قال مع الراكعين لكن المراد كوني في جملة الذين يركعون لله عز وجل ولم يقل مع الراكعات لماذا قالوا لان الركوع في الرجال اكثر يعني الرجل يصلي طيلة عمره ما يترك ولا صلاة المرأة يأتي على ايام ما تركع لله عز لله عز وجل وان كان هذا ليس نقصا هذا يعني ليس ذما ليس ذما نقص في الدين لكن ليس ذما ولا تلام على ذلك ثم قال جل وعلا ذلك من انباء الغيب نحيه اليك ذلك اي ما سبق ان قصصناه من قصة زكريا وما ذكره بعد ذلك من قصة مريم ذلك من انباء الغيب اي من اخبار الغيب المغيبة التي لا تصل اليها لا تصل الا اخبار العليم لك بها وما كنت لديهم اذ يلقون اقلامهم اقلامهم ايهم يكفل مريم وما كنت لديهم اذ يختصمون. على كل حال نتوقف عند هذه الاية حتى الذي يريد يتوضأ ما بقي من وقت الا قليل. وان شاء الله نكمل بعد صلاة المغرب ووفق الله الجميع العلم النافع والعمل الصالح. وصلى الله وسلم وبارك على اعمال عبده ورسوله نبيه