بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. الرحمن الرحيم. صلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين اما بعد يقول الله جل وعلا ذلك من انباء الغيب نحيه اليك وما كنت لديهم اذ يلقون اقلامهم ايهم يكفل مريم وما كنت لديهم اذ يختصمون قال هذا جل وعلا بعد ان ذكر قصة زكريا وسؤاله الولد وقصة مريم وعبادتها والرزق الذي يجريه الله جل وعلا عليها وما ذكره بعد ذلك من ان الله رزق زكريا بيحيى ثم ذكر ايضا شيئا من قول الملائكة ليه مريم واذ قالت الملائكة يا مريم ان الله اصطفاك وطهرك واصطفاك على نساء العالمين يا مريم اقنطي لربك واسجدي واركعي مع الراكعين. ذلك من انباء الغيب اذا الاشارة بقوله ذلك الى كل ما سبق من مما قص الله عز وجل واخبر عنه وهو من علم الغيب الذي لا يستطيع احد ان يعرفه الا اذا جاءه الخبر من الله جل وعلا لان زمن زكريا وعيسى ومريم زمن متقدم عن النبي صلى الله عليه وسلم وقبله بقرون فقال ذلك من انباء الغيب نوحيه اليك اذا هو وحي من الله اوحى به الى نبيه صلى الله عليه واله وسلم. ثم قال وما كنت لديهم اذ يلقون اقلامهم يعني ما كنت عندهم يا نبينا يا رسولنا ويعني نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ما كنت عندهم يعني ما كنت لديهم اي ما كنت عندهم فتخبر عن معاينة فهذه الاخبار اوحاها الله اليك واخبرك بها وما كنت لديهم اذ يلقون اقلامهم ايهم يكفل مريم والمراد به انهم اولئك النفر اولئك القوم اهل الصلاح والتقى الذين كانوا في المسجد الاقصى فانه لما آآ نذرت ام مريم ان تجعلها محررة خادمة للمسجد الاقصى عاكفة للعبادة اختلفوا كل منهم يريد ان يكفلها وان يقوم عليها وان يأتيها بما تحتاج فاختلفوا في ذلك فقال لهم زكريا آآ خالتها تحكي وانا احق بكفالتها منكم وقال بقية القوم فيما ذكروا من اخبار بني اسرائيل انها ابنة امامنا يقال ان عمران كان امامه والذي يصلي بهم فقالوا انها ابنة امامنا ونحن ولنا في ذلك حق فعند ذلك استهموا اجروا قرعة بينهم وهو معنى قوله جل وعلا اذ يلقون اقلامهم وذكر ابن كثير وغيره انهم اقترعوا بان القوا اقلامهم في النهر يقال نهر الاردن المهم انه نهر القوا اقلامهم فيه فاي قلم ارتفع الى اعلى فانه لا نصيب له بها. والقلم الذي ينزل الى اسفل ولا يجري مع الماء صاحبه يكون هو الذي يتولى كفالة مريم فالقوا اقلامهم فلما القوها حملها الماء الا قلم زكريا فانه وقف يؤكد هذا ابن كثير رحمه الله في ما رواه ففيما رواه يقول عن عكرمة والسدي قال وقد ذكر عكرمة ايضا والسدي وقتادة والربيع بن انس وغير واحد دخل حديث بعضهم في بعض انهم ذهبوا الى نهر الاردن واقترعوا هنالك على ان يلقوا اقلامهم فيه فايهم يثبت في في جرية الماء فهو كافلها. فالقوا اقلامهم فاحتملها الماء الا قلم زكريا فانه ثبت ويقال انه ذهب صعدا يشق جريان الماء وكان مع ذلك كبيرهم وكان مع ذلك كبيرهم وسيدهم وعالمهم وامامهم هم ونبيهم صلوات الله وسلامه عليه وعلى سائر النبيين ومعنى جرية الماء يعني حالة جريان الماء المراد ان انه ثبت الى اسفل بينما الاقلام الاخرى جرت فوق الماء فكفلها زكريا. اذا هذه اية فيها اشارة الى انهم لما اختلفوا ايهم يكفل مريم انهم اخذوا القرعة ولهذا القرعة يجوز الاخذ بها عند يعني التشاح وعدم الفصل في الامر فانه يقرع بين الناس كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرع بين نسائه اذا اراد اه ان يخرج لسفر فكذلك لما اختلفوا كلهم يطالبون به اجريت القرعة بينهم فثبت قلم زكريا فكفلها زكريا قال وما كنت لديهم اذ يلقون اقلامهم ايهم يكفل مريم وما كنت لديهم اذ يختصمون ايضا ما كنت لديهم اذ يختصمون في ذلك. كل يريد ان يكفل ان يكفلها وان يكون هو القائم عليها. فاختصموا في ذلك ثم بعد ذلك اقترعوا واستهموا قال جل وعلا اذ قالت الملائكة يا مريم ان الله يبشرك بكلمة منه اسمه المسيح ابن عيسى ابن مريم اذ قالت اي واذكر اذ قالت او وقتها قالت الملائكة يا مريم نادوا مريم باسمها وبهذا نوع تشريف وتكريم لها اذ قالت الملائكة يا مريم ان الله يبشرك بكلمة منه اسمه المسيح ابن المسيح عيسى ابن مريم آآ سمى الله المسيح كلمة لانه بكلمة الله كان فبكن كان وليس هو كن وقد ذكر المفسرون ان الله جل وعلا ارسل جبريل الى مريم فلما جاءها نفث في جيب درعها في اعلى جيب درعها فنزلت نفخته وهي نفخة مخلوقة حتى ولجت في فرجها وقال فقال الله جل وعلا كن فكان عيسى فبكن كان وليس هو كن. يعني هو اثر الكلمة وليس هو كلمة الله بمعنى انه صفة الله ولهذا يقول الامام احمد في الرد على الجهمية الكلمة التي القاها الى مريم حين قال له كن فكان عيسى بكن وليس عيسى هو كن ولكن بكن فكن من الله قول وليس كن مخلوقا. يعني قول الله كن هذا كلمة الله صفة الله ليس مخلوقا لكن عيسى مخلوق وليس معنى ان عيسى كلمة الله يعني انه صفة الله كما تقول النصارى. المراد انه بكون كان هو اثر الكلمة وليس هو الكلمة فهو كلمة الله يعني باعتبار انه اثر كلام الله لما قال كن فكان عيسى عليه السلام. وهذا يبينه الاية الاخرى. قال الله جل وعلا وسيأتي ان مثل عيسى عند الله كمثل ادم خلقه من تراب. وقال جل وعلا لن يستنكف المسيح ان يكون عبدا لله فهو عبد لا يعبد وليس اله ولا ابن الاله ومعنى كلمة هنا يعني انه اثر الكلمة وبكن كان وليس هو كن كما قال قال قتادة قال قيل له كلمة لانه صدر بكلمة كن بلا اب صدر بكلمة كن بلا اب. اذا ان الله يبشرك والبشارة هو الخبر الذي تاء يعني تسر له البشرة او تتغير له البشرة. وهنا فان كان في الخير فهو بشارة خير. وهو كذلك هنا. ان الله يبشرك بكلمة منه اسمه المسيح عيسى ابن مريم سماه الله عز وجل والمسيح الى انه سمي المسيح لكثرة سياحته وقيل لانه مسيح القدمين لاخمص له يعني ليس له اقمص قيل انه قل له المسيح لانه كان اذا مسح ذوي العاهات يشفون باذن الله عز وجل وقال بعضهم قيل انه المسيح لتطهيره من الذنوب مطهر من الذنوب وقيل انه المسيح لانه لمسحة جمال عليه كان جميلا وعلى كل حال هو المسيح اما انه قيل له المسيح لانه يمسح الابرص واصحاب الامراض والعاهات فيشفون او لجماله او لسياحته في الارض فهو مسيح الهدى وليس مسيح الضلالة الذي هو المسيح الدجال المسيح ابن مريم وفيه جواز ان ينسب الرجل الى امه ولذلك نسب نسب الله عيسى الى امه لانه لم يكن له اب آآ وخلق عيسى ونؤجل الكلام عليه؟ قال وجيها في الدنيا والاخرة ومن المقربين وجيها بالدنيا ذو وجاهة وذو جاه وشأن ولهذا كان نبيا من الانبياء هذا في الدنيا وفي الاخرة وفي الاخرة كذلك ومن رسل الله وهو من اولي العزم من الرسل الذين هم اولو العزم ولهذا في حديث الشفاعة ان الناس يأتون اليه قبل ان يأتوا الى نبينا صلى الله عليه وسلم ويقولون يا عيسى انت كلمة الله اشفع لنا عند ربك ان يقضي بيننا ان يفصل بيننا فيقول فلا يذكر ذنبا ثم يقول اذهبوا الى محمد عبد قد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر فهو من اولي العزم فهو وجيها وذو وجاهة ومكانة في الدنيا وفي الاخرة. عليه السلام ومن المقربين. ايضا من المقربين عند الله جل وعلا. ومن يطع الله والرسول فاولئك مع الذين انعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن اولئك رفيقا. وهو مقرب عند عند الله لفضله و نبوته وعبادته وطاعته لله جل وعلا ثم قالوا ويكلم الناس في المهد في المهد وكهلا ومن الصالحين يكلم الناس في المهد والمهد المراد به مضجع الصبي يعني في رضاعه الفراش الذي يعد له في صغره تضعه والدته فيه لا يستطيع ان يتحرك منه. ومراد انه يكلم الناس في حال الصغر ولهذا لما جاءت به الى قومها تحمله بعد ان ولدت كلم قومه صبي صغير في المهد وايظا كهلا اي بعد ان تكبر سنه كذلك يكلم الناس ويصبح رسولا يرسله الله عز وجل للناس ويدعوهم الى الله جل وعلا ومن الصالحين من جملة الصالحين لان الصلاح لفظ عام يدخل فيه الانبياء دخولا اوليا وهو لفظ عام ويدخل فيه الانبياء فهو ممن اصلحهم الله واصلح الله لهم قلوبهم واصلح لهم اعمالهم قالت ربي انا يكون لي ولد ولم يمسسني بشر فنادت كما نادى زكريا فقالت ربي وربي المراد يا ربي هذا نداء والاصل في النداء المفرد انه يكون ايش منصوبا لكنه هنا مضاف يا ربي فحذفت الياء وبقيت الكسرة دليلا دليل عليها او بقيت الكسر دليلا عليها قالت يا ربي قالت ربي اي يا ربي هذا نداء تنادي ربها انى يكون لي ولد كيف يكون لي ولد ولم يمسسني بشر لم يمسسني يعني لم يصبني بشر ولم يجامعها بشر هذا فيه يعني يعني الادب وان مثل امور الفروج وما شابه ذلك ان الاولى ان يكنى عنها ولا تذكر بلفظها ولهذا عبرت بهذا التعبير اللطيف يمسسني بشر وكما قال ابن عباس آآ في قوله جل وعلا واذا لامستم النساء قال مراد الجماع لكن الله كريم يكني يكني وهكذا ينبغي للانسان يتأدب بهذا الادب وكما قال بعض السلف قال لي تلامذتي او لجلسائه جنبوا مجلسنا هذا ذكر الفروج والبطون جنبوا مجالسنا ذكر الفروج والبطون. الناس اذا خاضوا في هذه الاشياء لا يقفون عند حد هذا من الادب ان تكون المجالس فيها الكلام اللطيف والكلام الجميل آآ ولم يمسسني بشر قال كذلك الله يخلق ما يشاء. قال الله لها قال الملك لها بل الذي قال ذلك فوالله لو بلغه لها قال كذلك الله. اذا كان المخاطب مؤنث يقال كذلك وان كان المخاطب مذكر تقول كذلك فزكريا الله عز وجل قال له كذلك لانه مذكر الرب ان يكون لي غلام وقد بلغني الكبر وامرأتي عاقر؟ قال كذلك الله يفعل ما يشاء. وهنا قال كذلك اي كذلك يا مريم الله يخلق ما يشاء اذا قظى امرا فانما يقول له كن فيكون. يخلق ما يشاء وهو الخلاق. ويخلق ما يشاء كيف شاء وهو على كل شيء قدير اذا قظى امرا قظى امرا وقدره واراده فانما يقول له كن فيكون لقدرته وكمال قدرته جل وعلا يقول له كن فيكون هذا الامر الذي اراده الله جل وعلا ومن اللطائف التي ذكرها العلماء قالوا لما ذكر الله زكريا وهبة الولد له على كبر سنه مع استغرابه ان انى يكون لغلام وقد بلغني الكبر وامرأتي عاقب قال الله له كذلك يفعل كذلك الله يفعل ما يشاء. يفعل هنا قال يخلق قال هذا للرد على كل من ادعى ان عيسى ابن الله قد يخلق بعد ان خلق عيسى قال كذلك يخلق الله. هذا دليل صريح. الله اخبر انه خلقه فكيف يأتي ويدعي مدعي انه ليس مخلوق وانه اله؟ او ابن الله او ثالث ثلاثة وممن اشار الى هذه الفائدة ابن كثير رحمه الله قال فقال لها الملك عن الله عز وجل في جواب هذا السؤال كذلك الله يخلق ما يشاء. اي هكذا امر الله عظيم لا يعجزه شيء. وصرح ها هنا بقوله يخلق ما يشاء ولم يقل يفعل كما في قصة زكريا بل نص ها هنا على انه يخلق لان لا يبقى لمبطل شبهة لئلا يبقى لمبطل شبهة. واكد ذلك بقوله اذا قضى امرا فانما يقول له كن فيكون اي فلا يتأخر. شيئا بل يوجد عقد طيب الامر بلا مهلة الى اخر كلامه رحمه الله اذا القرآن فيه البيان والحجة ولهذا قال شيخ الاسلام ابن تيمية قال ما يأتي احد مبطل بحجة من القرآن والسنة لا يحتج محتج بحجة من الكتاب والسنة الا رددتها عليه. واحتججت بها عليه بما فتح الله به عليه من العلم والفقه فنقول هذا دليل كذلك يخلق الله متى قاله الله؟ لما يعني استبعد او يعني تكلمت مريم قال لها كذلك يخلق الله بعد ان اعطاها الولد. اذا عيسى مخلوق وليس باله ثم قال جل وعلا ويعلمه الكتاب والحكمة والتوراة والانجيل اخبر الله عز وجل انه يعلم عيسى ابنها يعلمه الكتاب واكثر المفسرين على ان الكتاب المراد به الكتابة يعلمه الكتاب عن الكتابة فيجعله كاتبا يعرف يكتب يسر له ذلك والحكمة قيل العلم وقيل تهذيب الاخلاق وقيل الشريعة يعلمه العلم والتوراة والانجيل. التوراة الذي هو كتاب موسى ويعلمه الانجيل يخص به وينزل عليه كتاب الانجيل وهو من عند الله عز وجل اذا هذه بشارة عظيمة بعيسى وما وهبه الله واعطاه وايضا امتن عليه وعلى امه انه يعلمه الكتاب اي الكتابة. وقال بعضهم المراد بالكتاب الكتب سابقة لكن قوله بعد ذلك والتوراة والانجيل يوحي والله اعلم بان او يدل على ان المراد بالكتاب هنا الكتابة كما قال اكثر المفسرين لان الاصل في الكلام كما يقول المفسرون الاصل التأسيس لا التأكيد هنا يحمل على الكتاب اي الكتابة ويكون التوراة والانجيل تأسيس معنى جديد. انزال الكتب ويعلمه الكتاب والحكمة والتوراة والانجيل. ورسولا الى بني اسرائيل. اي ويجعله رسولا يرسله رسولا ونبيا الى بني اسرائيل يدعوهم الى الايمان بالله جل وعلا. اني قد جئتكم باية من ربكم فارسله الله اليهم رسولا يدعوهم الى الايمان بالله جل وعلا وجاء بايات وجاء بايات تدل على صدقه ومن الحكمة ان الله سبحانه وتعالى حينما يرسل نبيا من انبيائه الى قوم من الناس يأتيهم هذا النبي باية فيما يتميزون به فيما يتميزون به يتميز به القوم يأتي نبيهم باية من جنس ما يتميزون به حتى يكون الاعجاز اقوى واقوى من الحجة. فمثلا قوم موسى اشتهروا بالسحر فارسل الله موسى بالعصا وابطلت سحرهم كله. ولهذا سجد السحرة امنوا كلهم لما رأوا العصا. لانهم من اعلم الناس بالسحر وعلموا ان هذا ليس بسحر وموسى وعيسى يقول ابن كثير كان بعث الى قوم اشتهروا بالطب فارسل فجاءهم عيسى باية يبرئ الاكمه والابرص اشيائهم ما يستطيعون يقدرون عليها وقريش كانوا يتميزون باللغة والفصاحة كان لهم اسواق يقيمونها كل سنة فارسل الله اليهم نبينا صلى الله عليه وسلم بالقرآن الذي هو افصح الكلام وابلغ الكلام واعظم الكلام وتحداهم ان يأتوا بعشر سور من مثله وتحداهم بان يأتوا اول تحداهم ان يأتوا بمثله كتاب قرآنا كاملا فما استطاعوا. ثم تحداهم ان يأتوا بعشر ايات بعشر سور مثلهم استطاعوا ثم تحداهم ان يأتوا بسورة واحدة فلم يستطيعوا بل اخبر انهم لن يأتوا بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا. لو تظاهرت وتعاونت الجن والانس لن يأتوا بمثله ولهذا سلب البابهم لما سمعوا بلاغته وجزالته ومع ذلك لم يؤمن كثير منهم فالحاصل ان الله عز وجل ارسل عيسى الى قومه وكانوا يشتهرون بالطب وبهذه الامور فجاءهم بايات من جنس ما تميزون به حتى تكون الحجة اقوم عليهم وابلغ فقال جل وعلا عنه اني قد جئتكم باية من ربكم ثم بين هذه الاية اني اخلق لكم من الطين كهيئة الطير فانفخوا فيه فيكون طيرا باذن الله اني اخلق لكم من الطين الخلق المراد به هنا التقدير التقدير يعني تقدير الشيء ومنه قول زهير ولا انت تفري ما خلقت وبعض القوم يخلق ثم لا يفري الخلق والمراد به التقبيل يعني يقدر الشيء فهو يمدح هرم بن سنان يقول انت تفري ما خلقت يعني تقدر شيئا ثم تقوم بما قدرته وغيرك يقدر شيء ويقول سافعل كذا ولا يستطيع فالخلق هنا المراد به التقدير وذلك ان عيسى يقدر صورة مثل صورة الطير يجعل صورة من طين او من غيره مثل سورة الطائر فينفخ فيه عيسى فيكون طيرا باذن الله اذا نفخ عيسى جعل الله فيه الروح خالق هو الله سبحانه وتعالى لكن هذه اية لعيسى ولهذا قوله باذن الله قالوا باذن الله الكوني والشرعي لان لان اذن الله اذن كوني واذن شرعي. فالكون لما اذن الله به يعني ما اراده. ولو لم يكن محبوبا له والشرع ما اذن به وهو محبوب له فقوله ويكون طيرا باذن الله هذا يجتمع فيه الكون والشرع الكوني واضح ان هذا مما قضاه الله وقدره واذن به واراده طيب الشرعي قالوا لان الاصل ان التصوير والتمثيل او جعل شيء على صورة طائر او ذي روح انه حرام ما يجوز اشد الناس عذابا يوم القيامة المصورون لكن اذن الله لعيسى بهذا فهو مأذون له به شرعا وليس ذلك لغيره اذا يخلق من الطين يعني يصور او يجعل من الطين على هيئة طيرا على هيئة الطير ثم ينفخ فيه فاذا نفخ فاذا نفخ عيسى فيه وعيسى مخلوق ونفخته مخلوقة قال الخلاق جل وعلا كن فيكون الطائر يكون طائرا يطير باذن الله قال اني اخلق لكم من الطين كهيئة الطير اي شكل الطير ومثل الطير فانفخ فيه يقع النفخ منه فيكون طيرا باذن الله جل وعلا وابرئ الاكمه والابرص. الاكمه قيل هو الذي يرى في النهار ولا يرى في الليل يعني كأنهم يقولون مثل الاعشى وقيل هو الذي يرى في الليل ولا يرى في النهار. وقيل بل الاكمه هو الاعمى هو الاعمى قال شيخنا الشيخ ابن عثيمين وهذا ابلغ بالمعجزة رجل اعمى ما يرى فيصبح يرى وابرئ الاكمة يعني ابرئه يعني يبرأ ويشفى باذن الله جل وعلا وابرئ الاكمه والابرص والابرص الذي اصابه بياض في جلده والبرص مرض معروف وهذان لا يستطيع الاطباء ان يفعلون شيئا فيهما رد البصر ردوا اليه بصره بعد ان كان اعمى كذلك البرص فجاء عيسى بهذه الايات اعجازا لهم لانهم يعترفون مع ما هم عليه من مهارتي في الطب والتقدم في الطب لكن مع ذلك ما يستطيعون هذا فعلموا ان هذه اية تدل على انه رسول من عند الله عز وجل وليس كسائر البشر قال واحيي الموتى باذن الله ايظا يحيي الموتى باذن الله عز وجل ولم يرد تفصيل ذلك لكن كما اخبر الله انه يحيي الموتى ولم يرد لنا انه احيا فلان او فلان او كم احيا؟ وما كيفية الاحياء؟ لكن القرآن يدل على انه يحيي الموتى باذن الله عز وجل فيرجع فيحيا ويخرج من قبره بعد ان كان ميتا وهذا كله باذن الله جل وعلا. واحيي الموتى وانبئكم بما تأكلون وما تدخرون انبئ احدكم بما يأكل الان وما اكل وما سيأكل وما تدخرون في بيوتكم يدخرونه اي تحفظونه في بيوتكم من الادخار. ايضا انبئكم واخبركم به. اطلعه الله عز وجل على ذلك ان في ذلك لاية لكم ان كنتم مؤمنين ان في ذلك في هذه الامور يعني يجعل لهم من الطين كهيئة الطير ويبرئ الاكمة والابرص ويحيي الموتى باذن الله. وينبئهم بما يأكلون وما يدخرون كل هذا عاد عليه الضمير في ذلك ان في ذلك لاية يعني علامة ودليل على صدق اني رسول من رب العالمين دليل على صدقي واني رسول من رب العالمين لانهم كذبوه واتهموه وقالوا له ما قالوا اني ان في ذلك لاية لكم ان كنتم مؤمنين ان كنتم مؤمنين نعم وهدأ لانه لا ينتفع بالايات الا المؤمن ما ينتفع بالايات الا المؤمن واما الكافر فانه يغطى على عقله فمهما رأى من الايات لا يؤمن ولو جاءهم نبيهم بكل اية اذا الايمان شرط يا اخوان فلا بد الانسان ان يكون مؤمنا بالله جل وعلا بل ان الايمان بالله بالله سبحانه وتعالى سبب لاستجابة العبد لاوامر الله فبقدر ما يكون عند العبد من التقوى والايمان بقدر ما يستجيب لاوامر الله وينتهي عن مناهيه وبقدر ما يظعف ايمانه تجد انه يعمل بعظ الذنوب بعظ المعاصي او لا يستطيع ان يتركها الايمان يزيد وينقص فيزيد بالرجل حتى يدخل الجنة وينقص حتى ربما يدخل النار. كما قال السلف رحمهم الله ثم قال ومصدقا لما بين يدي من التوراة ولاحل لكم بعض الذي حرم عليكم ايضا هذا مما جاء به رسول الى بني اسرائيل وجاءهم بالايات التي سبقت الاشارة اليها وايضا مصدقا لما بين يديه من من التوراة مقرا بها ومثبتا لها يصدقها يعمل بما فيها وقد يعني جاء باحكام هي موجودة في التوراة. فكذلك يا بني اسرائيل كما انك تعلمون صدق هذه الاحكام. وانها موجودة في التوراة فجاءكم عيسى بها دليل على انه رسول من رب العالمين وانه صادق لان مثل هذه الامور لا يوصل اليها هذا وحي ينزله الله فما دام علمه دليل انه رسول الله وانه مرسل من ربه عليه وعلى نبينا وسائر الانبياء افضل الصلاة والسلام ومصدقا لما بين يدي من التوراة وهو الكتاب الذي انزله الله على موسى. ولاحل لكم بعض الذي حرم عليكم هذا دليل ان عيسى آآ جاء في شريعته نسخ من شريعة موسى والدليل على ان عيسى مستقل بشريعته ماشي لازم من قال من بعض اهل العلم ان عيسى آآ ارسل بشريعة موسى بنفس شريعة موسى هذا غير صحيح بل هو ارسل بشريعة مستقلة او وهو ايضا وضع بعض الاثار وبعض الاغلال التي كانت على بني اسرائيل واحل لهم بعض ما حرم عليهم من المآكل والمشارب ولم يرد تفصيل ذلك لكن لا شك انه قد احل لهم بعض ما حرموه او بعض ما حرم عليهم في شريعة موسى كما قال الله وجئتكم باية من ربكم وهي ما سبق من الايات ما بين لهم عيسى من الاشياء كما قال مجاهد قال باية قال ما بين لهم عيسى من الاشياء كلها كل ما مر من الايات هذي ايات دلائل علامات واضحة تدل على صدقه وجئتكم باية من ربكم فاتقوا الله واطيعوه فاتقوا الله اجعلوا بينكم وبين عذابه وقاية بفعل اوامره جل وعلا واجتناب نواهيه. وذلك بالايمان بالله جل وعلا. واطيعون اطيعوني فيما امرتكم به من من وجوب من عبادة الله عز وجل والدخول في ديني في دين دينه وهو دين الاسلام واطيعوني ايضا في اجتناب الشرك وما نهاكم الله عز وجل عنه ثم قال ان الله ربي وربكم فاعبدوه وهذا صراط مستقيم ربي وربكم فاعبدوه. وهذا اعلان من من عيسى عليه السلام انه عبد انه عبد لله لا يعبد. ولهذا قال ان الله ربي وربكم اذا ليس هو ابن الله وليس هو ثالث ثلاثة وليس هو اله مستقل بل هو عبد ولهذا يقول اعبدوا ان الله ربي وربكم فاعبدوا خصوه بالعبادة افردوه بالعبادة ولا تدعو احدا معه فاعبدوه هذا صراط مستقيم هذا الطريق وهو عبادة الله جل وعلا صراط طريق مستقيم لا اعوجاج فيه وهو الصراط المستقيم الذي قال الله عز وجل فيه اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين انعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين وهو الصراط الذي جاء ذكره في غير ما اية من كتاب الله عز وجل ولهذا الله سبحانه وتعالى وحد الصراط وحد الحق وسماه صراطا واحدا وبينما الطرق الاخرى وسماه سبيلا واحدا اه ذكرها بصيغة الجمع وان هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله لانه واحد وما دام انه واحد لا يضل عنه من اراده لا يضل عنه ولا ولا يختلط بغيره ولا يشتبه بغيره لانه واحد لا يشبه الطرق والسبل الاخرى فاعبدوه هذا صراط مستقيم. اذا والواجب على الانسان ان يتبع الصراط المستقيم ثم قال جل وعلا فلما احس عيسى منهم الكفر قال من انصاري الى الله لما احس يعني وجد وعلم ذلك وعرفه منهم وجد منه الكفر بالله وعدم الايمان به وعدم اتباعه وعدم افراد الله عز وجل بالعبادة نادى قائلا من انصاري الى الله من انصاري الى الله قال العلماء معنى من انصاري الى الله اي من ينصرني باتباعه لي في عبادة الله وقال بعضهم من انصاري الى الله يعني مع الله وهذا فيه نظر ولهذا يقول شيخنا الشيخ ابن عثيمين الى الله هنا للغاية تفيد الغاية يعني يريد من يكون مناصرا لي مناصرة توصل الى الاخلاص لله من يناصرني مناصرة توصل صاحبها الى الاخلاص لله فهم انصار يناصرونه ويشاركونه في اخلاص العبادة لله وبه دليل على انه لا ينصرك النصر الحقيقي الا من كان مؤمنا بالله جل وعلا فانما ينصر الرسل بعد الله جل وعلا اتباعهم الذين يعتقدون باعتقادهم ويخلصون عبادتهم لله جل وعلا من انصاري مع الله؟ من من انصاري الى الله قال الحواريون نحن انصار الله امنا بالله واشهد بانا مسلمون نحن انصار الله المراد انصار رسوله انصار الله بنصرة نبيه كما قال في اول الاية من انصاري الى الله؟ وقالوا نحن انصار الله دليل ان هناك شيء مقدر ولا شك ان من نصر الرسل فقد نصر الله ينصرون الله ورسوله. فمن نصر الرسول فقد نصر الله ومن نصر دين الله فقد نصر الله. ومن ذب عن دين الله فقد نصر الله نصر دينه هذه هي فضيلة يا اخوان آآ نصرة الدين ونصرة اهل الحق ونصرة اهل السنة وصوت من كان على الحق شأنه عظيم. الله قال يعني جعلهم انصارا له والله ليس بحاجة لهم ولا لغيرهم لكن لما نصروا جنده وحزبه شم ذلك نصرا لله جل وعلا من انصاري الى الله قالوا نحن انصار الله امنا بالله واشهد بانا مسلمون امنا بالله الايمان الكامل الواجب وهو الايمان باركان الايمان الستة وما يجب الايمان به واشهد بانا مسلمون واشهد علينا بذلك انا مسلمون مستسلمون لله منقادون له بالطاعة. ويلاحظ هنا انه قالوا امنا بالله واشهد بانا مسلمون. هذا حجة لاهل السنة حينما يقولون الاسلام والايمان اذا اجتمع افترقا واذا افترقا اجتمعا كما قال جل وعلا قالت الاعراب امنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا اسلمنا في في الحديث ايضا ما الاسلام؟ قال فذكر اركان الاسلام الخمسة ثم قال ما الايمان؟ حديث جبريل ففرق بين الاسلام والايمان. فيقولون اذا اجتمع الاسلام والايمان في نص واحد اختلفا. فالاسلام للاعمال الظاهرة والايمان للاعمال الباطنة واذا ذكر احدهما دون الاخر فانه يشمل الاخر ويدل عليه قل هو للذين امنوا هدى وشفاء للمؤمنين والمسلمين للمؤمن والمسلم وهنا كذلك امنا بالله اخبروا عن اعتقادهم وهم اعلم بانفسهم ويعرفون ما في قلوبهم. لكن لما طلبوا من عيسى قالوا اشهد بانا مسلمون ليس لك الا الظاهر هذا يدل على ان الاسلام غير الايمان الاسلام للاعمال الظاهرة والايمان للامور الباطنة لكنهم اخبروا عن انفسهم لانهم ادرى بنفوسهم ان ايمانهم ايمانا حقيقيا ولكن طلبوا من عيسى ان يشهد لهم بما ظهر له منهم وهو الاعمال الظاهرة. واشهد بان مسلمون ربنا امنا بما انزلته واتبعنا الرسول فاكتبنا مع الشاهدين ايضا هذا دعاء ربنا اي يا ربنا امنا بما انزلت واتبعنا واتبعنا الرسول فاكتبنا مع الشاهدين. هذا توسل الى الله جل وعلا بالعمل الصالح ويجوز ان يتوسل العبد الى ربه بعمله الصالح لكن ما يتوسل اليه بالبشر او بالخلق بل ولا ولا النبي صلى الله عليه وسلم على الصحيح وليس لان ليس لان النبي لا جاه له عند الله بل جاه النبي صلى الله عليه وسلم عظيم عند الله لكن لا يجوز ان يسأل الله بجاه احد ولا يتوسل اليه باحد لكن يتوسل اليه بالعمل الصالح اننا سمعنا منادي ينادي للايمان ان امنوا بربكم فامنا اذا كنت ما تعرف انك صادق فيه مع الله؟ تقول اللهم اني اسألك بايماني بك وبرسولك ان تغفر لي ينجيني من النار يدخلني الجنة وما شابه ذلك. يجوز التوسل الى الله بالعمل الصالح. وهي قصة ثلاثة الذين اواهم الغار فانطبقت عليهم صخرة كل توسل بصالح عمله فيجوز التوسل بهذا ولهذا هم يتوسلون ربنا امنا بما انزلت دليل ان الايمان بالله عز وجل من اعظم ما يتوسل به ويتقرب به الى الله. ربنا امنا بما انزلت وهو التوراة التي انزلها الله عز وجل على عيسى يحتمل ايضا انه كلما انزله الله عز وجل من الانجيل وما سبقه من الكتب لان هذا واجب واجب واجب المؤمن ان يؤمن بما انزل الله من الكتب واتبعنا الرسول وهو عيسى عليه السلام اتبعوه وقاموا بالتعبد لله عز وجل وفق طريقته ومنهجه فاكتبنا مع الشاهدين فاكتبنا مع الشاهدين الذين شهدوا لرسلك بالحق وهذا يحتمل انه كتبنا مع الشاهدين كما قال بعض المفسرين اي اكتبنا مع الشاهدين من امة محمد صلى الله عليه وسلم لان امة النبي صلى الله عليه وسلم تشهد على الانبياء. تشهد على الانبياء وعلى اممهم وكذلك جعلناكم امة وسطا لتكونوا شهداء على الناس. ويكون الرسول شهيدا عليكم وقال بعضهم بل المراد انهم يكونوا شهداء ممن يشهدون بالحق لان آآ الانبياء يشهدون على اممه وكذلك ايضا الصالحين من اممهم يشهدون على اقوامهم وعلى كل حال هم سألوا الله ذلك وهذا دليل على ان هناك من يشهد بالحق وهذه مزية يرجو الانسان ان يكون مع الشاهدين الذين يشهدون بالحق ويشهدون للرسل بالصدق وانهم ادوا ما امرهم الله عز وجل وقاموا به خير قيام قال ومكروا اي الذين احس عيسى منهم الكفر. الذين كفروا ولم يؤمنوا مكروا مكرا كبيرا وارادوا قتل عيسى عليه السلام ما اجتمعوا وجاؤوا اليه ليقتلوه والاصل في المكر هو الابن هو التوصل الى الانتقام من الخصم من حيث لا يشعر هذا الاصل في المكر التوصل الى الانتقام من الخصم من حيث لا يشعر فهم مكروا وفعلوا اشياء مكروا بها قال ومكروا ومكر الله والله خير الماكرين فيه اثبات صفة المكر لله عز وجل على سبيل التقييد والمجازاة لان صفات الله جل وعلا منها ما يثبت له بلا تقييد وهو الاعم الاغلب العزة الحكمة الارادة الرحمة من غير تقييد وبعض الصفات لابد من ان تقيد لماذا؟ لان لانها تدل على الكمال وتدل على ظد الكمال يدل على الكمال احيانا وتدل على ضده احيانا فلا يوصف الله عز وجل الا بما كان كمالا وهو المكر بالماكر المكر بالماكر كمال الاستهزاء بالمستهزئ كمال الكيد للكائد كمال انما نحن مستهزئون الله يستهزئ به ومكروا نعم ومكروا ومكر الله والله خير الماكرين يخادعون الله وهو خادعهم. ولهذا تجد ان هذه الصفات انما جاءت على سبيل التقييد ما جاءت مطلقة يرحم من يشاء يعذب من يشاء يهدي من يشاء هذي مطلقة لانها لا تدل الا على الكمال فتطلق على الله هكذا. اما ما كان يحتمل الكمال وضده فانه انما يثبت لله منه ما كان كمالا. فيقال الله ماكر بالماكرين مستهزئ بالمستهزئين ومكروا ومكر الله والله خير الماكرين اي اقواهم مكرا وانفذهم كيدا واقواهم على ايصال الضرر بمن يريد بمن يريد ايصاله اليه من حيث لا يحتسب والجزاء من جنس العمل فالحاصل انهم مكروا وذلك انهم جاؤوا يريدون قتل عيسى فمكر الله بهم والقى شبهه على رجل منهم فقتلوا صاحبهم ورفع الله موسى عيسى ورفع الله عيسى ارادوا قتل عيسى فالقى الله شبهه على واحد منهم فقتلوا صاحبهم ونجى الله عيسى ورفعه اليه قال جل وعلا اذ قال الله يا عيسى اي واذكر حين او وقت قال الله عز وجل يا عيسى اني متوفيك ورافعك الي اختلف العلماء في متوفيك في الوفاة هنا فقال بعض العلماء هذا من المقدم والمؤخر وتقدير الكلام يا عيسى اني رافعك الي ومتوفيك فالوفاة بعد ما ينزل في اخر الزمان قالوا في فالكلام فيه تقديم وتأخير ويا اخوان لا يقال لا يسار الى القول بان الكلام فيه تقديم وتأخير الا عند الدليل على ذلك والا الاصل ان الكلام لا تقدم فيه ولا تأخير. الله اراد الكلام كما هو فان قال احد هذا من المقدم والمؤخر نقول هات الدليل سواء كان دلت عليه السنة او نصوص اخرى من الكتاب او قرينة من حيث دلالة اللغة ونحو ذلك فهذا القول فيه نظر وليس بصحيح. وقال بعضهم ان الله توفاه حقيقة واختلفوا في هذه الوفاة. وقال بعضهم توفاه ورفعه متوفا. وبعضهم قال توفاه ثلاث ساعات. ثم عاد اليه الحياة. قال بعضهم توفاه خمس ساعات اليه الحياة ولهذا نظر يحتاج الى دليل والصواب والقول الثالث هو الصواب ان معنى متوفيه اي منيمك منيمك يعني ملق عليك النوم ورافعك الي فان الله عز وجل القى على عيسى النوم ثم رفعه لان النوم وفاة كما قال الله جل وعلا وهو الذي يتوفاكم بالليل ويعلم ما جرحتم بالنهار. يتوفاكم سمى النوم وفاة وقال جل وعلا الله يتوفى الانفس حين موتها والتي لم تمت في منامها فيمسك التي قضى عليها الموت الموت ويرسل الاخرى هي المشكلة التي قضى عليها الموت والاخرى التي بقي لها حياة يرسلها الى اجل مسمى الى ان يأتي اجلها فيميتها جل وعلا وهذا هو الحق لان الله جل وعلا يقول في اية اخرى وبكفرهم وقولهم على مريم وبهتانا عظيما وقولهم انا قتلنا المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وما قتلوه وما ولكن شبه لهم الى قوله وما قتلوه يقينا من رفعه الله اليه الايات اذا اني متوفيك المراد به وفاة النوم فالقى الله عليه النوم والنوم وفاة كما نص الله عز وجل عليه في كتابه فأنامه ثم رفعه اليه رفعه الى السماء الثانية رفعه الى السماء الثانية كما في حديث الاسراء في الصحيحين وبه قال ثم عرج بي الى السماء الثانية واذا انا بابني الخالة عيسى ويحيى رفعه الله عز وجل وهو حي وسينزل في اخر الزمان ويحكم بشريعة نبينا صلى الله عليه وسلم ويضع الجزية ما يقبل من اهل الكتاب حتى النصارى اللي يقولوا انهم احقوا به منا يضع الجزية ما في جزية ويكسر الصليب ما في جزية اما ان يدخلوا في في الاسلام والا يقتلهم ويكسر الصليب ويقتل الخنزير فهو سينزل في اخر الزمان ولا شك في ذلك ولهذا بعضهم يقول ولكنها من المسائل التي يقول بعضهم يقول من افضل الصحابة يقول عيسى افضل من ابي بكر يقول عيسى صحابي لانه رأى النبي صلى الله عليه وسلم مؤمنا به رآه في السماء الثانية وينزل اخر الزمان ويحكم بشريعته لكن الصحبة اذا اطلقت يراد بها اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم الذين لزموه في حياته لكن لا شك ان عيسى ينزل اخر الزمان ويحكم بشريعة النبي صلى الله عليه وسلم بل ايضا يقدم رجلا من المسلمين يصلي بهم البناء انت نبي الله فيقول انتم احق مني او كما قال عليه السلام وثبت ايضا في الحديث انه يحرم يلبي بالحج في الروحاء حديث صحيح والروحاء بعد المدينة بسبعين كيلو على الطريق القديم فهذه عقيدتنا انهم لم يقتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم وانما القى الله عليه النوم ثم رفعه وهو عند ربه في السماء الثانية وسينزل في اخر الزمان اذ قال الله يا عيسى اني متوفيك ورافعك الي ومطهرك من الذين كفروا. التطهير هنا المراد به التطهير المعنوي يعني نطهرك مما رموك به من الاوصاف الخسيسة والسيئة فزعموا انه وقالوا انه كذاب وقالوا انه ابن زانية تعالى الله عما يقولون فطهره الله من ذلك وبرأه فعقيدة المسلمين الذين هم على الحق يعتقدون ان عيسى رسول مرسل من الله وانه من اولي العزم وليس بكذاب وانه ليس ابن زنا بل بكلمة الله كن كان وليس هو كنه هذه عقيدتهم برأه الله وطهره ونطهرك من الذين كفروا. وهذا دليل يا اخوان على ان الكلام في الاعراض صعب جدا ولا تلوم الانسان اذا اذا سمع احد يتكلم فيه الله عز وجل يمتن على عيسى بانه طهره من الذين كفروا من اقوالهم وما طعنوه فيه ولهذا الاولى بالانسان اذا سمع ان احد يتكلم به وهذا لا يؤثر على الدعوة الى الله عز وجل فالاولى ان يعرض ولا يسمع لانه اذا سمع لا بد ان يقع في نفسه شيء ولهذا قال الاسوة والقدوة صلى الله عليه وسلم لما تكلم المنافقون في عائشة قال من لي برجل بلغني اذاه في اهلي عشان يحس ولهذا كثير من الناس اذا رامد لهذا ترك الدعوة وانشغل بمن يتكلم فيه لا يمكن الرد بقدر ما يكون فيه كفاية لابطال الباطل اذا كان هناك يعني تأثير على الدعوة او يعني منع الاستفادة الناس ولكن يكتفي بالرد عليه مرة يبين امره ويعرض عنه ويكل امره الى الله قال جل وعلا ومطهرك من الذين كفروا وجاعل الذين اتبعوك فوق الذين كفروا الى يوم القيامة رفعة من الله عز وجل يرفع اتباعه الذين هم على دينه وعلى شريعته الذين اتبعوك فوق الذين كفروا الى يوم القيامة والنصارى وهذا من اتباع المتشابه يقولون نحن الذين على الحق ونحن الذين رفعنا الله فوق الذين كفروا الى يوم القيامة وهذا كتابكم ينص على هذا وجاء الذين اتبعوك فوق الذين كفروا. نقول لا انتم الموجودون كفروا. واشركوا بل هم كفار وجعلوا عيسى اله لانه ثالث ثلاثة فليسوا هم الذين اتبعوه عيسى يقول اعبدوا ربكم ما قال اعبدوني الذين اتبعوه وهم المؤمنون الذين اتبعوا شريعته وطريقته جعلهم الله عز وجل رفع شأنهم فوق الذين كفروا الى يوم القيامة والرفعة لهم ومعلوم انه بعد بعثة النبي صلى الله عليه وسلم لا يقبل دين سوى لا يقبل الله دينا سوى دين النبي صلى الله عليه وسلم ولكن لا شك ان المؤمنين والمسلمين اتباع النبي صلى الله عليه وسلم اتباع لموسى لعيسى ولغيرهم من الانبياء ولهذا من عقيدتهم امن الرسول بما انزل اليه من ربه والمؤمنون. كل امن بالله وملائكته وكتبه ورسله ومن القاعدة المقررة شرع من قبلنا شرع لنا ما لم يرد في شرعنا خلاف قال ثم الي مرجعكم فاحكم بينكم فيما كنتم فيه تختلفون. الي مرجعكم مآلكم ومصيركم تقفون بين يدي ترجعون الي فاحكم بينكم فيما كنتم فيه تختلفون والله هو حكم العدل ولا شك ان الانبياء واتباعهم يختلفون مع اممهم بالتوحيد والانبياء واتبعهم اهل الايمان يؤمنون بالله ولا يشركون به شيئا واولئك يكفرون بالله ويجعلون معه الهة اخرى. فيحكم الله بينهم فيما كانوا فيه يختلفون ويظهر وينصر حزبه وجنده المؤمنين به ويذل ويخزي الكافرين فاما الذين كفروا فاعذبهم عذابا شديدا في الدنيا والاخرة. وما لهم من ناصرين. والذين كفروا بالله عز وجل بين كيف يحكم بينهم بعد رجوعهم اليه. قال احكم بينكم فيما كنتم به تختلفون. ثم بين كيف سيكون الحكم وبين العلامات التي يكون الحكم وفقها. فقال فاما الذين كفروا والنصارى كفار الموجودون الان يقول عيسى ابن الله ثالث ثلاثة مشرك لا يؤمنون بالنبي صلى الله عليه وسلم ولا بالقرآن يعبدون غير الله. فاما الذين كفروا فاعذبهم عذابا شديدا في الدنيا والاخرة في الدنيا بالقتل والسلب والجزية وفي الاخرة بعذاب النار نعوذ بالله وهو عذاب شديد عذابا شديدا قال شديد فهو الشديد حقا وما لهم من ناصرين ليس لهم احد يتولى نصرتهم فيمنعهم من عذابي لهم او يحول بينه وبين العذاب هذا غاية الخذلان وغاية الذل من لا يجد ناصرا نعوذ بالله واما الذين امنوا وعملوا الصالحات فيوفيهم اجورهم والله لا يحب الظالمين الذين امنوا وعملوا الصالحات. اذا الله عز وجل بين انه يحكم بينهم فيما فيه يختلفون فبين جزاء الكافرين وبين جزاء المؤمنين فالذين امنوا وعملوا الصالحات جمعوا بين الايمان وهو عمل القلوب وعمل وعمل الصالحات فعملوا الصالحات وهذا عقيدة اهل السنة والجماعة ان الايمان قول واعتقاد وعمل لابد من هذه الامور فيوفيهم اجورهم اي يعطيهم اجورهم كاملة موفرة وافية غير ناقصة ويضاعف لهم الحسنة بعشر امثالها الى سبعمائة ضعف فضل الله فيوفيهم اجورهم والله لا يحب الظالمين نطلع اليمين المراد بهم آآ الظلم هو وضع الشيء في غير موضعه. والمراد بهم الكفار ويدخل فيهم ايضا من ظلم ظلما دون ظلم لكن سياق الايات يوحي بان هذا في الكفار الظالمين المشركين ذلك نتروه عليك من الايات والذكر الحكيم. ذلك اي ما سبق وهذا البيان الذي سبق نتلوه عليك نقرأه ونقصه عليك من الايات من العبر والعظات والدلائل الدالة على الله وعلى الحق وعلى صدق اهل الحق وعلى شدة عذاب من كفر بالله من الايات والذكر الحكيم والذكر الذي هو القرآن الحكيم اي ذو الحكمة الفاصلة بين الحق والباطل وهذا ثناء من الله عز وجل على كتابه القرآن انه ذكر لله وانه ايضا حكيم يفصل بين الحق والباطل وفيه معرفة الحق من الباطل. ثم قال جل وعلا ان مثل عيسى عند الله كمثل ادم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون هذا رد على من زعموا ان نعيش اله وقال الله جل وعلا ان مثل عيسى عند الله كمثل ادم وادم خلقه الله من تراب اذا ادم خلقه من غير اب ولا ام ومع ذلك ما قال احد انه اله وما اتخذ ادم الها فكيف بمن خلق من ام فقط ليس له اب اليس من باب اولى انه عبد لله وليس الها؟ الجواب بلى فادم الذي ليس من ام ولا اب خلق من تراب. لا ام له ولا اب له عبد ولا قال احد انه اله. فكيف يزعم ان عيسى اله مع انه له ام ان مثل عيسى عند الله كمثل ادم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون. الله خلق ادم بيده واسجد له ملائكته وقال له كن فيكون لان الله على كل شيء قدير واذا اراد شيئا انما يقول له كن فيكون وبعض اهل العلم يقول الناس من حيث الخلق اربعة اقسام ذكر الامين الشنقيطي رحمه الله في اضواء البيان يقول اربعة اقسام من خلق من غير ام ولا اب وهو ادم ومن خلق من غير ام وهي حواء ومن خلق من غير اب وهو عيسى وسائر الخلق من ام واب لماذا ادعي في عيسى الالوهية مع ان ادم من غير ام ولا اب. وحواء من غير ام لكن هذا من غلو النصارى والا عيسى عبد لا يعبد ولكنه يطاع ويتبع لانه رسول من رسل الله وممن اصطفاهم الله جل وعلا ثم قال الحق من ربك فلا تكن من الممترين الحق هذا هو الحق وهذا من ربك فلا تكن من الممترين الامتراء الشك فلا تكن من الشاكين في امر عيسى او لا تكن ايها المخاطب في شك فان عيسى عبد وليس باله وهو رسول من رب العالمين وخلقه الله عز وجل فهو مخلوق وكل ما اخبر الله به هو الحق من الله والحق يجب قبوله فكيف اذا كان الحق من الحق من الله فلا يجوز الامتراء ولا الشك ولو طرح على الانسان ما طرح من الشبهات ثم قال جل وعلا فمن حاجك فيهم بعد ما جاءك من العلم فقل تعالوا ندعوا ابناءنا وابناءكم ونسائنا ونساءكم وانفسنا وانفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين فمن حاجك المحاجة المجادلة المراد بهم نصارى نجران حيث قدموا ستون راكبا على النبي صلى الله عليه وسلم قدموا في العام التاسع يجادلونه ويقولون عيسى اله يجادلونه في هذا لعلنا ان وجدنا وقت نقرأ شيئا مما ورد في السنة بذلك او في السير فجاءوا يجادلون النبي صلى الله عليه وسلم في عيسى ويقولوا انه اله فقال الله له ومن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم هذا العلم الذي سبق وانه عبد من عباد الله وانه مخلوق وانه نبي من انبياء الله فمن جاءك يحاجك يحاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم عن الله جل وعلا فباهله وقل تعالوا ندعو ابناءنا وابناءكم هذا هو الابتهال المباهلة هذا هو المباهلة بقول تعالوا اي هلموا واقبلوا ندعو ابناءنا وابناءكم ونساءنا ونسائكم وانفسنا وانفسكم ثم نبتهل قال العلماء الابتهال الاصل فيه الاجتهاد في الدعاء باللعن وغيره اصله الانسياد في الدعاء باللعن وغيره يقال به له الله اي لعنه. والبهل اللعن ويطلق على الاجتهاد في الهلاك فالحاصل ان النبي صلى الله عليه وسلم باهلهم قال تعالوا ندعو ابناءنا وابناءكم ونسائنا ونسائكم وانفسنا ولهذا لما اراد ان يباهلهم دعا الحسن والحسين وفاطمة ثم قال تعالوا اباه لكم فرجع بعضهم الى بعض وتكلموا وهم يعرفون انه رسول الله فخلا بعضهم قالوا امهلنا قليلا فامهلهم النبي صلى الله عليه وسلم فرجع بعضهم الى بعض فقال لهم كبيرهم انكم تعلمون ان محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم فاما ان تتبعوه واما ان توادعوه وتلاطفوه فوالله لئن باهلتموه لا يبقى منكم احد لا انتم ولا ذرياتكم يعرفون هذا فرجعوا اليه فقالوا يا ابا القاسم لا نريد ان ندخل في الاسلام لكن مرنا بامرك وارسل معنا رجلا امينا نريد ان نسأله عن بعض امورنا فقال لارسلن معكم رجل امين حق امين فارسل معهم ابو عبيدة عامر بن الجراح رضي الله عنه وهذا من عقله يعني النصارى احسنوا حالا من اليهود اليهود كابروا وعاندوا وعادوا النبي صلى الله عليه وسلم وفعلوا الافاعيل ولهذا الله عز وجل اخبر ان النصارى اقرب من اليهود خاصة الذين امنوا منهم وهو الواقع الان كم يدخل من النصارى في الدين افواج من خلاف اليهود قليل نادر من يدخل منهم لخبثهم وقبحهم قال فنجعل لعنة الله على الكريم نبتهل فندعوا ونقول اللهم العن الكاذب هذا هو الابتهال يدعون اللهم العن الكاذب منا وعن العنه يعني وابعده من رحمته ثم نكسوا وابوا ثم قال جل وعلا ان هذا لهو القصص الحق هذا هو القصة الحق الذي قصه الله عليك حق صدق لا مرية فيه وما من اله الا الله وان الله لهو العزيز الحكيم. ما من اله الا الله فعيسى ولا غيره لا اله الا الله لا معبود حق الا الله وان الله لهو العزيز الحكيم الذي جمع بين العزة والحكمة وهو المستحق ان يعبد وحده لا شريك له. فان تولوا فان الله عليم بالمفسدين. ان تولوا واعرضوا عن الايمان وعن افراد الله بالعبادة وعن عبادة الله وحده لا شريك له فانهم هم الكاذبون ولا يعني يضرك ولا يهمك شأنهم فان مصيرهم الى الهلاك والجزاء الذي يناسبهم على كفرهم اسأل الله العلي العظيم ان يوفق الجميع لما يحب ويرضى وان يشكر لكم حسن استماعكم. وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا