بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين اما بعد تكلمنا على قوله جل وعلا ما كان لبشر ان يؤتيه الله الكتاب والحكم والنبوة ثم يقول للناس كونوا عبادا لي من دون الله ولكن كونوا ربانيين بما كنتم تعلمون الكتاب وبما كنتم تدرسون يبين الله عز وجل انه يمتنع شرعا وقدرا ان يكون او ان يقع من بشر ليؤتيه الله عز وجل الكتاب ينزل عليه كتابا ويؤتيه الحكمة ويجعله نبيا يمتنع ويستحيل ان يقول من فعل به ذلك ان يقول للناس كونوا عبادا لي من دون الله بل ان من كان هذا وصفه كلهم يدعون الى افراد الله جل وعلا بالعبادة ويدعون الى تعبيد الخلق لربهم سبحانه وتعالى ثم بين ماذا يقولون للناس وماذا يدعون انهم يقولون للناس كونوا ربانيين يحثون الناس على ان يكونوا علماء حكماء حلماء فقهاء يتعلمون دينهم ويعلمونه ويتعلمون الدين ويكونون ربانيين وقد قيل ان الرباني هو الذي يربي الناس على صغار العلم قبل كباره وفيه معنى الرب او معنى الربوبية ولكن كونوا ربانيين وبين انه لا يكون الانسان رباني هكذا وانه يتعلم العلم ويأتيه فجأة بل لا بد ان يبذل سببا لذلك بما كنتم تعلمون الكتاب. الباء للسببية بسبب تعليمكم الكتاب ولا تعلمون وجاء في قراءة اخرى وهي ايضا سبعية بما كنتم تعلمون ولكن رجح هذه القراءة التي نقرأ عليها لكن رجح بعضهم رجح الشوكاني اه رجح مكي بن ابي طالب فقال التشديد ابلغ تعلمون بدل تعلمون وتعلمون. قال التشديد يعني تعلمون ابلغ لان العالم قد يكون عالما غير معلم والتشديد يدل على العلم والتعلم يدل على العلم والتعليم والتخفيف انما يدل على العلم فقط يقول والشوكاني رحمه الله عند هذه الاية يقول في هذه الاية اعظم باعث لمن علم على ان يعمل وان وان من اعظم العلم وان من اعظم العمل بالعلم تعليمه والاخلاص لله سبحانه وتعالى فيه نعم ينبغي للانسان ان يعلم يتعلم ثم يعلم يتعلم ثم يعلم فان هذا فضل عظيم ولهذا قال جل وعلا ولكن كونوا ربانيين بما كنتم تعلمون الكتاب وبما كنتم تدرسون الدراسة قالوا هي القراءة والمراد انهم يدرسونه يعني يقرأون مرة بعد مرة ومنه مدارسة العلم وقيل من معنى تحفظون وهذا لان العلم يحتاج الى ان تحافظ عليه وليست تتعلم مرة واحدة وتترك يذهب العلم ويطير لكن تتعلم وتدارس تعلم تسمع من غيرك تناقش تقرأ اما يقول انا اريد احصل العلم ثم اذهب ارجع للدنيا ما يمكن هذا العلم يحتاج الى ان تبقى معه وتلازمه لانه ينسى سريعا ينسى سريعا فيحتاج الى انسان يحافظ على رأس ماله الذي اعطاه الله وهذا امر معلوم ومجرب وواقع لو تأخذ اجازة شهر او يعرض لك امر تنشغل شهرا او اقل حتى اسبوع عن العلم ثم ترجع للعلم تجد صعوبة تجد صعوبة كبيرة جدا فيحتاج الى صبر ومصابرة ومواظبة ولعله كما قال الامام احمد قاسم على محبرة الى المقبرة هذا طريق اذا دخله الانسان وصار من اهله يجب ان يوطن نفسه انه لن يتركه حتى يدخل قبره حتى يدخل في قبره ويلزمه وهو خير اعظم العبادات ولا يمنع ان الانسان يرتب وقته ويجعل وقتا للعمل الذي يكسب منه ويقتات منه وينفق على من لكن لا يترك العلم ويقول ان خلاص انا تعلمت الان اريد ان ارجع ارجع وعلم ولهذا حديث مالك بن الحويرث لما جاء عدد من الشباب من النبي صلى الله عليه وسلم مالك بن الحويث ومن معه ولما ارادوا ان يذهبوا من عند النبي صلى الله عليه وسلم امرهم قالوا بلغوا من وراءكم هذي من اهم اهداف طالب العلم بعد ان يتعلم ليرفع الجهلة عن نفسه ويتعلم ويعبد الله على بصيرة ايضا يدعو غيره ويعلم غيره ويوصل هذا الخير الى غيره ثم قال جل وعلا ولا يأمركم ان تتخذوا الملائكة والنبيين اربابا. ايأمركم بالكفر بعد اذ انتم مسلمون لا يأمركم الله جل وعلا ان تتخذوا الملائكة والنبيين اربابا والملائكة عباد مكرمون لا يعصون الله ما امرهم ويفعلون ما يؤمرون فلا يجوز عبادتهم لا جبريل ولا من دونه ولا النبيين لا نبينا صلى الله عليه وسلم ولا من هم دونه في الفضل من الانبياء فاذا كان لا يعبد الملائكة ولا الانبياء فغيرهم من باب اولى واحرى والله نهى عن عبادة غيره اعبدوا الله ما لكم من اله غيره وهذا فيه رد على الذين يغلون بالانبياء او بالاولياء او بالصالحين ويدعونهم او يستغيثون بهم او يطلبون منهم قضاء الحاجات وتفريج الكربات لا يجوز ان يصرف شيء من العبادة لغير الله لا لملك مقرب ولا لنبي مرسل ولا يأمركم ان تتخذوا الملائكة والنبيين اربابا. ثم قال استفهام انكار ايأمركم بالكفر بعد اذ انتم مسلمون من عبد الانبياء او عبد الملائكة فقد كفر والله لا يأمر بالكفر بل يأمر بالاسلام بعد اذ انتم مسلمون مفردون لله بالعبادة مستسلمون لامره تعبدونه وحده لا شريك له فالله لا يأمر بالشرك ولا يأمر بالفحشاء وانما يأمر بالبر والتقوى يأمر بالتوحيد وبالخير فالحاصل ان هذه الاية فيها دليل على انه لا يجوز ان يصرف شيء من العبادة لغير الله وانها حق الله وحده لا شريك له كائنا ممن كان لا ملكا مقربا ولا نبيا مرسلا ناهيك عن من دونهم ثم قال جل وعلا واذ اخذ الله ميثاق النبيين واذ اخذ الله واذ اخذ الله ميثاق النبيين لما اتيتكم من كتاب وحكمة ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم لتؤمنن به ولتنصرنه قال ااقررتم على ذلكم اصري قالوا اقررنا قال فاشهدوا وانا معكم من الشاهدين واذ اخذ الله ميثاق النبيين واذ اخذ واذكر وقت او حين اخذ الله على على النبيين الميثاق والميثاق هو العهد الشديد المؤكد اخذ الله عليهم عهدا شديدا مؤكدا من كتاب ومعنى الكلام ثم نرجع على بيان هذه الكلمة ونذكر ما ذكره ابن كثير. المعنى يقول واذ اخذ الله ميثاق النبيين مهما اتيتكم من كتاب وحكمة ثم جاءكم رسول مصدق لما لتؤمنن به قال بعض اهل العلم هذا عهد اخذه الله على الانبياء ان يؤمنوا بنا صلى الله عليه واله وسلم والصواب ان الاية عامة مهما بلغ النبي من الفضل والكرامة اذا بعث الله نبيا قد اخذ الله عليه العهد ان يؤمن به ان يؤمن به ونبينا خاصة لانه افضل الانبياء. ولهذا ثبت ان عمر جاءه بقطعة من التوراة فتمعر وجه النبي صلى الله عليه وسلم وغضب ثم قال له لو كان موسى حيا ما وسعه الا اتباعي وفي بعض الفاظ الحديث لو كان موسى وعيسى حيين ما وسعهم الا اتباعي ولهذا يوم القيامة فصوبوا اللواء المعقود والحوظ المورود صاحب الشفاعة وقد ذكر ابن كثير عبارات جميلة في حقه تلخيصا لهذا المعنى قال فالرسول صلى الله عليه واله وسلم محمد خاتم الانبياء صلوات الله وسلامه عليه دائما الى يوم الدين وهو الايماح الاعظم الذي لو وجد في اي عصر وجد لكان هو الواجب الطاعة. المقدم على الانبياء كلهم ولهذا كان امامهم ليلة الاسراء لما اجتمعوا في بيت المقدس وكذلك هو الشفيع في المحشر في اتيان الرب جل جلاله جل جلاله لفصل القضاء بين عباده وهو المقام المحمود الذي لا يليق الا له والذي يحيد عنه اولو العزم من الانبياء والمرسلين حتى تنتهي النبوة اليه فيكون هو المخصوص به صلوات الله وسلامه وبركاته عليه اذا من عقيدة المؤمنين الايمان بجميع الرسل فاذا كان الانبياء اخذ عليهم العهد والميثاق ان يؤمنوا بمن يأتي بعدهم من الرسل فكذلك من عقيدة اهل الايمان الايمان بجميع الرسل ومن كذب بنبي واحد فقد كذب بجميع الانبياء كما قال جل وعلا كذبت قوم نوح المرسلين مع انهم ما كذبوا الا نوح الا نوح الا نبيهم فمن كفر بنبي واحد فقد كفر بجميع الانبياء ولهذا من ميزة هذه الامة المباركة انهم يؤمنون بجميع الرسل كما قال الله جل وعلا امن الرسول بما انزل اليهم من ربه والمؤمنون كل امن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين احد لان الانبياء كلهم جاؤوا بدين الاسلام كلهم جاءوا بالدعوة الى التوحيد والتحذير من الطاغوت صلوات الله وسلامه وبركاته عليهم. وقوله لما اتيتكم اولا فيها قراءتان بفتح اللام وبكسرها لما اتيتكم ولما اتيتكم فان كانت بالكسر فان المعنى فاذا اخذ الله ميثاق النبيين لما اتيتكم؟ اي لاجل ما اتيتكم من كتاب وحكمة وبفتحها وهي قراءة الجمهور قالوا معناها قالوا اللام لام الابتلاء وماء موصولة وتقدير الكلام واذ اخذ الله ميثاق النبيين لا الذي اتيتكم وقيل انها لام التعليل واذكر لكم عبارة ابن ابن كثير لان الحقيقة تفصيل القول في الاعراب يحتاج الى وقت ويحتاج ايضا الى ايصال بعض المعلومات. فيقول ابن كثير يقول معنى الاية واذ اخذ الله ميثاق النبيين لما اتيتكم من كتاب وحكمة اي لمهما اعطيتكم من كتاب وحكمة ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم لتؤمنن به قال نعم نعم هذا المعنى يعني المعنى مهما اخذ الله على النبيين مهما اتيتكم يا انبيائي من كتاب وحكمة فاذا جاءكم رسول يجب ان تصدقوه وتؤمنوا به وتتبعوه وكذلك يقال في حق الامة انه لابد من الايمان بجميع الرسل واذا اخذ الله ميثاق النبيين لما اتيتكم من كتاب وحكمة ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم. وهذا دليل ان كل رسول مصدق لمن قبله وقوله مصدقا لما معكم ليس قيد ليس صفة مقيدة وانما صفة مبينة فكل رسول يصدق الذي بين يديه. مصدق لما مع الانبياء قبله مصدقا لما معكم لتؤمنن به يجب الايمان به ولا تنصرنه يعني يجب الايمان به واتباع ويجب اتباعه وايضا يجب نصرته اي يناصر ينصر لانه على اصحاب وعلى الدين وقد جاء ان في بعض الانبياء كانوا في وقت واحد كما في زكريا وعيسى ويحيى كانوا في زمن واحد ويحيه ابن زكريا وعيسى وابن مريم كانوا في زمن واحد وبنو اسرائيل كما جاء في الحديث كانت بنو اسرائيل تسوسهم الانبياء اذا مات نبي خلفه نبي كثرة الانبياء في بني اسرائيل تجافي بعظ الاحاديث حديث ابي ذر وحسنه بعظ اهل العلم لما سأل النبي صلى الله عليه وسلم كم عدد الرسل كم عدد الانبياء؟ قال مئة واربعة وعشرون الف نبي مئة واربعة وعشرون الف نبي قال كم عدد الرسل؟ قال جمع غفير ثلاثمئة بضعة عشرة او ثلاث مئة وخمسة عشر وهذه الامة جعل الله فيها جعل الله العلماء الربانيين علماء الذين هم العلماء يقومون مقام الانبياء في بني اسرائيل فيبين الناس دينهم ويجددون لهم دينهم على رأسه كل قرن يبعث الله ويهيئ من العلماء من يجدد للامة امر دينها وقد سمعت شيخنا الشيخ العباد حفظه الله الشيخ عبد المحسن العبادي يقول ان من هؤلاء الذين يبعث الله في كل قرن او على رأس مئة سنة من يجد لهذه الامة دينا يقول منهم الشيخ ابن باز ومنهم الشيخ الالباني منهم الشيخ ابن عثيمين نرجو الله ان يرفع درجاتهم لانهم جددوا وفعلوا وبذلوا. وهذا الطريق لا شك انه بتوفيق الله عز وجل لكن لابد من البذل ابذل تجد لكن جدة واجتهد وابشر. اما تريد تبلغ منازل العلم وانت ما تسوي شي او تسوي شي يسير هذه هذه دعوة بدون يعني تقديم ما يدل عليها اذا لتؤمنن به ولتنصرنه قال اأقررتم واخذتم على ذلكم اصري يقررهم استفهام تقريري اقررتم بذلك واخذتم على ذلكم اصري اي عهدي لان الاسر هو العهد وقيل للعهد اصر لان الاصل هو الشيء الثقيل ها الاصل ومنه الاثار الشيء الثقيل فسمي العهد اسرا بثقله لما فيه من التشديد ميثاق واخذتم على ذلكم اسري؟ قالوا اقررنا قال قالت النبيين او قال النبيون اقررنا بهذا انه ان بعث رسول وادركناه ان نؤمن به وان ننصره قال فاشهدوا قال الله جل وعلا فاشهدوا وانا معكم من الشاهدين فاشهدوا بهذا وانا معكم على اقراركم من الشاهدين وكفى بالله شهيدا ثم قال جل وعلا فمن تولى بعد ذلك فاولئك هم الفاسقون من تولى بعد ذلك يقول ابن كثير فمن تولى بعد ذلك نعم او عبارة كثير تقريبا ما علق بشيء هنا لكن معنى فمن تولى بعد اخذ العهد والميثاق فاولئك هم الفاسقون والفاسقون جمع فاسق والاصل الفسق باللغة هو الخروج. يقال فسقت الرطبة اذا خرج لبها من قشرها والفسق في الشرع هو الخروج عن طاعة الله الى معصيته والفسق فسقان فسق اكبر وفسق اصغر فسق هو كفر وهو فسق الكافرون المشركون وفسق دون ذلك وهو ارتكاب الذنوب التي لا تصل حد الكفر فمن تولى اي اعرظ عن هذا العهد فاولئك هم الفاسقون. وهذا لا يمكن ان يقع من الانبياء عليهم الصلاة والسلام. ولا كما ان الله اخذ عليهم الميثاق نحن ايضا مأمورون بهذا ان نؤمن بجميع الانبياء وان نقوم بنصرة دين الله عز وجل لان اخر الانبياء نبينا صلى الله عليه واله وسلم وقد نصره الصحابة واكرمهم الله عز وجل بصحبته لكن بقي نحن علينا نصرة الدين نصرة اخواننا المؤمنين ومن نصرة الدين تعليمه تعلمه وتعليمه والذب عنه ونشره بين الناس ثم قال جل وعلا افغير دين افغير دين الله يبغون وله اسلم من من في السماوات والارض طوعا وكرها واليه يرجعون اه يقول ابن كثير يقول الله تعالى منكرا على من اراد دينا سوى دين الله الذي انزله الذي انزل به كتبه وارسل في رسله وهو عبادة الله وحده لا شريك له منكرا عليه وهو استفهام للتوبيخ والانكار. افغير دين الله يبغون؟ يعني يطلبون ويلتمسون دينا غير دين الله غير عبادة الله وحده لا شريك له غير التوحيد وله اسلم من في السماوات والارض طوعا وكرها وله اي ولله سبحانه وتعالى اسلم اي استسلم له من في السماوات ومن في الارض طوعا وكرها بعضهم استسلموا طائعين وبعضهم كارهين فالمؤمن اسلم لله طائعا منقادا والكافر استسلم لامر الله وقضائه كرها وغصبا عليه قال ابن كثير رحمه الله فالمؤمن مستسلم بقلبه وقال به لله مستسلم بقلبه وقال به قلبه مؤمن مقر وقالبه جسمه مستسلم لله يسجد ويصلي ويخضع ويذل لله جل وعلا والكافر مستسلم لله كرها فانه تحت التسخير والقهر والسلطان العظيم الذي لا يخالف ولا يمانع يعني الكفار حتى الكفار مستسلمون لامر الله غصبا عنهم فيحييهم ويميتهم ويصيبهم بالمصائب ويجري عليهم قدره الذي اراده غصبا عنهم كرها واما المؤمن فهو مستسلم المؤمن هو مؤمن الذي اذا اصابته والراء قال رضي وكان خيرا له ليس المؤمن الذي يسخط او المسلم الذي يسخط وينوح ويصيح عند نزول المصائب لكن الجميع كلهم مستسلمون لامر الله بقوته وهيبته وسلطانه وقدرته لا يمانع ولا يتأخر احد عن قضائه وقدره جل وعلا وهذا دليل على انه هو المستحق ان يعبد هو المستحق ان يعبد دون من سواه افغير دين الله يبغون وله اسلم ولله اسلم استجاب وانقاد لامره كل ما في السماوات ومن في الارض طوعا هذا الذي يجب ان يعبد وان يتبع دينه الذي شرع واليه يرجعون ايضا يبعثهم يوم القيامة ويوقفهم بين يديه يرجعون الى ربهم فمن كان متصلا بهذه الصفات هو الذي يجب ان يعبد ويتبع دينه الذي انزله على خلقه ثم قال جل وعلا قل امنا بالله وما انزل علينا وما انزل على ابراهيم واسماعيل واسحاق ويعقوب والاسباط وما اوتي موسى وعيسى والنبيون من ربهم لا نفرق بين احد منهم ونحن له مسلمون قل امنا بالله يأمر الله نبيه صلى الله عليه وسلم بان يعلن الايمان وهوى امر لامتي هو امر لنا كل امر للنبي صلى الله عليه وسلم فهو امر لنا وكل نهي للنبي صلى الله عليه وسلم فهو نهي لنا ما لم يرد تخصيصه ما لم يقم الدليل على التخصيص فكل خطاب او امر للنبي صلى الله عليه وسلم فهو امر لنا الا اذا قام دليل على ان هذا خاص به كما قال في نكاح الواهبة لنفسها جواز نكاح سبيل الله بنفسها بغير مهر قال خالصة لك من دون المؤمنين دل على انها خارجة له اما بقية الاوامر الاصل ان ما امر به نبينا صلى الله عليه وسلم فهو امر لنا وما نهي عنه فهو نهي لنا فنحن مأمورون ان نقول ذلك ونعلنه امنا بالله والايمان بالله يشمل الايمان بالوهيته وربوبيته واسمائه وصفاته ووجوده وحياته جل وعلا ما ما الايمان بكل ما امر الله به وما انزل علينا اي اذا امرنا ان نؤمن بالقرآن انزل الله عز وجل على نبيه صلى الله عليه وسلم القرآن فهو مؤمن به مصدق يعمل به صلى الله عليه واله وسلم وما انزل على ابراهيم في ذلك امرنا الله عز وجل امر نبينا ان يؤمن بما انزل على ابراهيم وهذا جاء في اخر سورة البقرة كل امن بالله وملائكته وكتبه. هذه هي الكتب التي انزلها الله عز وجل على رسله. ولهذا لابد من الايمان بجميع الكتب والعلماء يقول الايمان بجميع الكتب الايمان بالكتب مجمل ومفصل فاما بكل كتاب انزله الله واما المفصل ان نؤمن بالكتب التي جاءت تسميتها بالقرآن بالتوراة بالانجيل بالزبور وما انزل على ابراهيم وادل ان الله انزل على ابراهيم عليه السلام وهي الصحف صحف ابراهيم وموسى واسماعيل ابن ابراهيم انزل الله عز وجل عليه وهذا ظاهر هذه الاية ولا شك انه نبي ارسله الله عز وجل واسحاق وهو ايضا ابن ابراهيم انزل الله عليه كتابا وهو من رسل الله ويعقوب وهو يعقوب بن اسحاق بن ابراهيم هم يبقوا سواقين يقال يعقوب ويقال اسرائيل والاسباط وهم اولاد يعقوب وهم اثنى عشر ولدا كما قال جل وعلا في سورة يوسف عن يوسف اني رأيت احد عشر كوكبا وهم اخوته وهو الثاني عشر ولهذا اسباط بني اسرائيل سبقا واشار الله عز وجل الى ذلك في القرآن في سورة البقرة والاعراف وغيرها والاسباب جمع سبت والسبط في بني اسرائيل يقابل القبيلة في العرب وكل واحد من اولاد يعقوب ذرية وصاروا سبطا كاملا مثل القبيلة في العرب يعني قبيلة كاملة ومن هنا قال بعض اهل العلم ان الاسباب من هم انبياء واستدلوا مثل هذه الاية لانه انما ينزل انما ينزل الكتاب على الانبياء. تنزل الكتب على الانبياء والصواب والذي عليه جمع من اهل العلم انهم ليسوا بانبياء الا من ورد الدليل به يوسف عليه السلام ويذكرنا غيره لكن ليس كلهم انبياء ومثل هذا يقولون يعني يجيبنا عنه باجوبة ويقولون لا يلزم من الانزال ان يكون عليهم عليه عليهم انفسهم ولكن ما انزله الله على ابيهم على يعقوب وما انزله على ابيهم اسحاق وابراهيم قال وما اوتي موسى وعيسى هو الذي اتاه الله موسى هو التوراة والذي اتاه عيسى هو الانجيل ايوا نؤمن بالتوراة وبالانجيل نعم والنبيون من ربهم ايضا نؤمن بكل ما اتاه ما اتى الانبياء من ربهم نحن نؤمن به ايمانا اجماليا. هذه من عقيدة هذا ما امر الله به نبيه وهي ايضا وهو امر لنا وهذه عقيدة اهل الاسلام الايمان بكل الانبياء وبكل الكتب وبكل الرسل وبلهو وبالله عز وجل وبالايمان والقضاء والقدر الى غير ذلك اركان الايمان الستة لا نفرق بين احد منهم ما نفرق بين احد من هؤلاء الانبياء بل نؤمن بهم جميعا ولهذا اليهود كفار لانهم لم يؤمنوا بعيسى ولا بمحمد صلى الله عليهم وسلم. والنصارى كفار لانهم لم يؤمنوا بمحمد صلى الله عليه وسلم والمسلمون مؤمنون لانهم يؤمنون بعيسى وبموسى وبجميع الانبياء والله جل وعلا يقول كذبت قوم ثمود للمرسلين كذبت قوم نوح المرسلين مع انه ما كذبوا الا رسول واحد وقال كذبت عادل المرسلين وقال كذب الثمود المرسلين مع ان كل واحد من هذه الامم انما كذبت نبيها فمن كذب نبيا واحدا ولم يرضيه فهو كافر وقد كذب جميع الرسل فلا بد من الايمان بالرسل جميعهم لا نفرق بين احد منهم ونحن له مسلمون ونحن لله جل وعلا مسلمون مستسلمون لامرهم منقادون خاضعون نأتمر بامره ونجتنب نواهيه ثم قال جل وعلا ومن يبتغي غير الاسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الاخرة من الخاسرين من يبتغي غير الاسلام كما قال جل وعلا ان الدين عند الله الاسلام فمن يبتغي غير الاسلام دينا فلن يقبل منه لن يقبله الله عز وجل منه فلا يقبل الا الاسلام ومن اتى بدين غير دين الاسلام فهو مردود عليه ولن يقبل منه ولهذا هو كافر بالله جل وعلا وهو في الاخرة من الخاسرين الذين خسروا انفسهم وخسروا الجنة لكفرهم وعدم تدينهم لله عز وجل بالاسلام وهذا فيه بيان ان الدين هو الاسلام ولا يقبل الله دينا سوى ولهذا بعد ان بعث الله نبينا لا طريق نبينا صلى الله عليه وسلم لا طريق الى الجنة الا من طريقه كما في الحديث الصحيح في مسلم وغيره والذي نفسي بيده لا يسمع بي من هذه الامة يهودي ولا نصراني ثم لا يؤمن بما جئت به الا حرم الله عليه الجنة او الا ادخله الله النار او كما قال صلى الله عليه واله وسلم ثم قال ثم قال جل وعلا كيف يهدي الله قوما كفروا بعد ايمانهم وشهدوا ان الرسول حق وجاءهم البينات والله لا يهدي القوم الظالمين وهذا استفهام انكاره والمراد انكار ان تحصل لهم الهداية الخاصة التي هي هداية التوفيق وقد ذكر الله عز وجل ثلاثة اقسام في الايات التالية قوم كفروا ثم امنوا تابوا وقوم كفروا ثم ازدادوا كفرا يعني قوم امنوا ثم كفروا ثم ازدادوا كفرا ولم يتوبوا وقوم كفروا لم يدخلوا في الاسلام فهم بقوا على الكفر فهذه الطوائف الثلاث كلهم في النار. نعم الا الذين تابوا. القسم الاول الذين تابوا وهؤلاء في الجنة. لان التوبة تجب ما قبلها. بدأ بالقسم اول فقال كيف يهدي الله قوم كفروا بعد ايمانهم كيف يوفقهم للايمان الهداية الخاصة وهم قد كفروا بعد ايمانهم بعد ان امنوا بالله عز وجل وشهدوا ان الرسول حق يعني عرفوا دين الله عز وجل دخلوا في الاسلام واتبعوا النبي صلى الله عليه وسلم وعلموا ان النبي صلى الله عليه وسلم حق وجاءتهم وجاءهم البينات الدلائل الواضحات والله لا يهدي القوم الظالمين لان هؤلاء ظالمون لانفسهم وظالمون مشركون كافرون والله لا يهدي اي هداية التوفيق الهداية الخاصة لان الهداية هدايتان هداية ارشاد ودلالة وقد هدى الله الخلق كلهم ارشدهم ودلهم على الحق وهداية خاصة وهي هداية التوفيق التي لا يملكها الا هو سبحانه وتعالى وهذه التي عناها الله جل وعلا في قوله لنبينا صلى الله عليه وسلم انك لا تهدي من احببت ولكن الله يهدي من يشاء وقد روى ابن جرير بسند صححه الشيخ الالباني في السلسلة الصحيحة عن ابن عباس قال كان رجل من الانصار اسلم ثم ارتد ولحق بالشرك ثم ندم فارسل الى قومه انسلوا لي رسول الله صلى الله عليه واله وسلم هل لي من توبة؟ قال فنزلت كيف يهدي الله قوم كفروا بعد ايمانهم؟ الى قوله فان الله غفور رحيم الى قوله الا الذين تابوا من بعد ذلك واصلحوا فان الله غفور رحيم لكن كما هو مقرر العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب فمن اسلم ثم كفر ارتد فان رجع وامن وتاب يتوب الله عليه وان بقي على كفره فهو كفر جهنم مع ان حكم المرتد في الاسلام هو القتل في حال قوة الاسلام واهل الاسلام كيف يهدي الله قوما كفروا بعد ايمانهم وشهدوا؟ والدليل انهم اقروا شهدوا لان الشهادة تكون عن علم وبصيرة ان الرسول حق انه حق من عند الله وانه رسول الله حقا وجاءهم البينات الدالة من الكتاب والايات التي يرونها ان هذا الدين حق وان رسول الله صلى الله عليه وسلم رسول من عند رب العالمين ثم قال والله لا يهدي القوم الظالمين لا يهدي لا يهدي الله الظالمين هداية التوفيق وهذا دليل على ان الانسان ينبغي له ان يبتعد عن الظلم وان يحرص على العدل وان يكثر من الاعمال الصالحة افإنها من اسباب الهداية كما قال جل وعلا والذين اهتدوا زادهم هدى واتاهم تقواهم والاخرون قال فلما زاغوا ازاغ الله قلوبهم قال جل وعلا اولئك جزاؤهم ان عليهم لعنة الله والملائكة والناس اجمعين اولئك يعني الذين كفروا بعد ايمانهم ولم يتوبوا على كفرهم فجزاؤهم ان عليهم لعنة الله ولعنة الله هو الطرد والابعاد من رحمته وهم ملعونون مطرودون من رحمة الله وعليهم لعنة الملائكة وعليهم لعنة الناس قال الطبري لعنوا الملائكة والناس هو قولهم عليه عليهم لعنة الله عليهم لعنة وقال بعض اهل العلم ان لعنة الملائكة والناس هو الدعاء عليهم والدعاء عليهم بالطرد والابعاد من رحمة الله. وعلى كل حال هذا يدل على قبيح عملهم وصنيعهم وان الكفر سبب لغضب الله وان صاحبه من اهل النار خالدا مخلدا فيها وهذا دليل ايضا على قبح هذا الذنب فالملائكة والناس كلهم يلعنونهم في سوء صنيعهم خالدين فيها فيها اي في النار وهذا دليل على انه يجوز عود الظاهر على غير مذكور يجوز عود الكلام على غير مذكور اسبق للنار ذكر فيما مضى في هذه الايات فقال خالدين فيها اي في النار اي في النار لم يسبق لها ذكر اذا كيف يعاد الضمير على غير مذكور اعادة الظمير على غير مذكور اهل اللغة يقولون لا يجوز او كثير منهم يقول لا يجوز ان يعيد ان يعود ضمير الا على مذكور لابد نقول ليس على كل حال فقد يعود الظمير على غير مذكور قال جل وعلا انا انزلناه في ليلة القدر. انزلناه ايش القرآن هل سبق للقرآن الذكر؟ لا هذا اول السورة وكما في قوله جل وعلا حتى توارت لما اشتغل سليمان بالخيل. قال حتى توارت بالحجاب اني احببت حب الخير عن ذكر ربي حتى توارت بالحجاب قالوا المراد الشمس مع انه ما ما قال حتى توارت الشمس على كل حال هذا امر مقرر انه يجوز عود الضمير على غير مذكور اذا كان الكلام ظاهرا بينا ما يحتمل فهنا لما قال خالدين فيها لا يخفف عنهم العذاب هذا واضح انه يعود على النار فهؤلاء الذين اسلم ثم كفروا وارتدوا وبقوا على كفرهم خالدين في النار والخلود هو المكث المدة الطويلة ولكن ان اكد بابدا فهو الذي لا نهاية له اذا اكد بابدا فهو الذي لا نهاية له. سواء كان عذابا او كان نعيما ولهذا في غير ما اية قال الله عز وجل على اهل النار الذين هم اهله الكفار خالدين فيها ابدا. وقال عن اهل الجنة خالدين فيها ابدا وقال عن من قتل نفسا ومن يقتل مؤمنا متعمدا حتى ينفعه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه. ما قال خالدا فيها ابدا. لو قال ابدا دل على انه كفر ولا يخرج من النار لكن قتل المؤمن ليس كفرا معصية كبيرة عظيمة لكن لا يبلغ الى حد الكفر اه خالد الدين فيها لا يخفف عنهم العذاب نعوذ بالله. لا يخفف بل عذابهم في مزيد يزيد عليهم فذوقوا فلن نزيدكم الا عذابا كما قال بعض السلف قال هذه اشد اية على الكفار لانهم لا يزدادون في النار ما عمروا الليالي والايام الا زيادة في عذاب الله لا يخف عنهم العذاب ولا هم ينظرون ينظرون يعني يمهلون من الامهال فلا يمهلون حتى يعودوا ويتوبوا يرجع بل هم في عذاب سرمدي ابدي قال الا الذين تابوا من بعد ذلك واصلحوا فان الله غفور رحيم الا الذين تابوا من تاب من هؤلاء الذين كفروا بعد ايمانهم والتوبة هي الرجوع من معصية الله الى طاعته التوبة هي الرجوع من معصية الله الى طاعته والتوبة واجبة والتوبة واجبة على الفور وتوبوا الى الله جميعا ايها المؤمنون لعلكم والعلماء ذكروا شروطا للتوبة ومن احسن ما فصل فيها شيخنا الشيخ ابن عثيمين رحمه الله فقال اول شروطها الاخلاص بعض اهل العلم لم يعد الاخلاص وهذا والله اعلم ان بعض اهل العلم يقولون ان مسألة الاخلاص هذه لابد منها في اي عمل هذه الشروط مثلا ما يذكر لان هذا امر معروف في كل عبادة وليس بالتوبة ولكن لا بأس ان يذكر به فيقال لا بد ان تتوب مخلصا يذكر لان بعض الناس يتوب من بعض الذنوب لا لا اخلاصا ولا قصدا لوجه الله لكن لما فعل هذا الذنب حصلت له مصيبة وفصل من عمله او ظرب او جلد او سجن فيتوب ولا يرجع الى الذنب ابدا لكن ما هو لله لابد ان تكون التوبة الحامل عليها ابتغاء وجه الله مخلصا لله عز وجل بها الشرط الثاني ان يقلع عن الذنب فلا يقول انه تائب وهو لا يزال مثلا يأكل الربا ومستمر على اكل الربا لابد من الاقلاع عن الدم وتركه الشرط الثالث ان يعزم على الا يعود اليه خلاص هو تاب ما يرجع الى هذا الذنب لكن بعض الناس اذا جاء رمضان يقول يا شباب رمضان كريم نترك هذا بعد رمضان الموعد نترك هذه المعصية هذه ما هي بتوبة ذي لابد ان يعزم ما يعود الى هذا الذنب والشرط الرابع الندم على فعله كل ما تذكر هذا يندم ليتني ما فعلته ليتني لا القى الله وهو في صحيفة عمله لكن بعض الناس اذا جلس يتحدث عما كان يفعله في شبابه او في صغره او في عدم استقامته تجد يذكره وهو مسرور يعني مهو بنادم يقول كانت ايام وناسة ايام زمان كنا مبسوطين ما نعرف الهموم هذي. يا شيخ اتق الله. لازم تندم على هذا الفعل. تمنى انك ما تلقى الله به وانك ما فعلته والشرط الخامس في حق الادمي رد الحق الى اهله في رد الحقوق الى اهلها ان كان يعرفهم يردها اليهم اذا كانت اشياء عينية واما بعض الاشياء فيكفي الاستغفار والتوبة مثل ان كان طعن في عرظه او تكلم في كلام لو اخبره زادت المشاكل وزاد الشر يكفي التوبة والاستغفار والدعاء له بظهر الغيب والثناء عليه بخير في المجالس التي ذكرها بسوء واما الاشياء الاموال وما شابه ذلك يردها اليه ولا يلزم ان يفضح نفسه لان بعض الناس يقول كيف اردها اليه يقول لو جيت اردها علي يعرف انني سارق. اعرف اني سرقته واني فعلت اقول مهوب لازم تفضح نفسك الانسان لا يفضح نفسه يرد اليه يرد المال يضعه في ظرف يكتب عليه الى الاخ فلان ويعطيه اياه ويكتب رسالة في الداخل هذا المال لك لا تظن انه لغيرك. او ان الذي اعطاه اخطأ بل هذا مالك يا فلان ابن فلان وصاحبه يرجو ان تعفو عنه ما هو لزق وسرقته منك يوم كذا وسنة كذا يرد وهذا ما دام رد المال اليه انتهى من تبعته مع التوبة والاستغفار. وان كان قد مات يدفعه الى ورثته. وهذا اهون يقول هذا مال كان الوالد عندي ما يدرون سببه موب لازم يقول سرقته يفضح نفسه مؤمن يستر نفسه وايضا اذا كان لا يعرفه وهذا يحصل كثير من مثلا يكون عامل يشتغل في بقالة او في مكان او كذا يذهب الى بلده يرجع فبعد ما يتوب صاحبنا لا يدري في اي مكان ولا يعرف رقمه ولا نقول هذا يتصدق به بنية صاحبه بنية الصاحبة بنية الخلاص والله عليم حكيم وسيصل اليه مع التوبة والاستغفار والدعاء له هذه شروط التوبة وشرط سادس وهو ان يكون قبل غلق باب التوبة ان يكون تكون التوبة قبل غلق باب التوبة. وباب التوبة عام او او يعني المنع من التوبة وعدم حصول التوبة عام وخاص فالعام عند طلوع الشمس من مغربها ماذا لا تقبل التوبة؟ وخاص بكل انسان اذا غرغرت روحه في الحلقوم كما قال النبي صلى الله عليه وسلم ان الله يقبل توبة احدكم ما لم يغرغر لكن اذا كانت توبته بعد الغرغرة لا تنفعه وليست التوبة للذين يعملون السيئات حتى اذا حضر احدهم الموت قال اني تبت الان ولا الذين يموتون وهم كفار اذا هذه التوبة النصوح يا اخوان ومعنى النصوح يعني التي تجب ما قبلها ولا يسأل عن هذا الذنب مرة اخرى. لكن لو عاد الى الى الذنب عادت المؤاخذة فعليه من جديد ولا يؤاخذ بالسابق الذي تاب منه خلاص التوبة محت عنه هذا الذنب لكن تعود المؤاخذة عليه بالذنب من جديد وهذا رأي اهل السنة والجماعة. بينما قالت المعتزلة انه لو عاد للذنب اعادة المؤاخذة عليه بالذنب السابق وهذا غير صحيح ان التوبة تجب ما قبلها قال جل وعلا الا الذين تابوا من بعد ذلك واصلحوا لابد ان يصلح العمل لابد ان يصلح الامل فيظهر منه صلاح العمل. اما مجرد انه يقول تائبوا وعمله باق على ما هو عليه لا هذا امر لا بد منه قال المؤلف الا الذين تابوا من بعد ذلك واصلحوا وهذا من لطفه وبره ورأفته ورحمته وعائدته على خلقه ان من تاب اليه تاب عليه فلابد من اصلاح العمل آآ ما يدل ويبرهن على ان توبته نصوحا فان الله غفور رحيم غفور يغفر الذنب ورحيم يرحم الخلق ومن رحمته ان وفق العبد للتوبة ومن رحمته ان غفر ذنبه ولا يهلك على الله الا هالك وهذي من ثمرة الاسمى والصفات يا اخوان هذه ثمرة الايمان بالاسماء والصفات. نعتقد بان ربنا غفور ونعتقد انه رحيم فنرجو ان يغفر لنا ونرجو ان يرحمنا ونبذل الاسباب التي التي امرنا بها ثم قال جل وعلا ان الذين كفروا بعد ايمانهم ثم ازدادوا كفرا لن تقبل توبتهم واولئك هم الضالون هذا الفريق الثاني هذا القسم الثاني القسم الاول امنوا ثم كفروا ثم امنوا تابوا ثم ذكر القسم الثاني الذين كفروا بعد ايمانهم يعني امنوا ثم كفروا امنوا بالله وبرسوله صلى الله عليه وسلم ثم كفروا ثم ازدادوا كفرا ما امنوا ازدادوا كفرا الى كفرهم. وبقوا على كفرهم لن تقبل توبتهم والمراد قال الابن كثير وغيره لن تقبل توبتهم عند حضور الموت وليست توبة للذين يعملون السيئات حتى اذا حضر احدهم الموت قال اني تبت الان ولا الذين يموتون وهم كفار. ما تاب الا لما غرغرت روحه او حضره الموت فلن تقبل توبتهم كما فعل فرعون لما تاب قال قال امنت بالذي امنت به بنو اسرائيل ما قبل الله توبته لانه كان في وقت الغرغرة وفوات الوقت لن تقبل توبتهم واولئك هم الضالون الذين ظلوا عن الصراط المستقيم ووقعوا في الضلال المبين لانهم بعد ايمانهم ومعرفتهم الحق كفروا ثم ازدادوا كفرا وظلوا ظلالا بعيدا ثم قال جل وعلا وهذا القسم الثالث ان الذين كفروا وماتوا وهم كفار فلن يقبل من احدهم ملء الارض ذهبا ولو افتدى به اولئك لهم عذاب اليم وما لهم من ناصرين هذا القسم الثالث ما اسلموا ما امنوا اصلا فان الذين كفروا والكفر مرة او الكفر مرة معناه انه الستر والتغطية فكفروا ستروا الحق وغطوه واستبدلوه بالكفر وماتوا وهم كفار ماتوا على الكفر فلن يقبل من احدهم ملء الارض ذهبا يعني يوم القيامة من كفر ثم مات على كفره ولم يتب لن يقبل منه يوم القيامة من احدهم مل الارض ذهبا ولو افتدى به. لو اراد ان يفتدي بملئ الارض كله من الذهب الخالص يريد يفتدي يقدمه فداء حتى ينجيه الله من النار لن يقبل منه قال جاء في الحديث الصحيح عند البخاري ومسلم عن انس ابن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم قال يقال للرجل من اهل النار يوم القيامة ارأيت لو كان لك ما على الارض من شيء اكنت مفتديا به؟ قال فيقول نعم. قال فيقول الله قد اردت منك اهون من ذلك قد اخذت عليك بظهر ابيك ادم الا تشرك بي شيئا فابيت الا ان تشرك ومما جاء في تفسير هذه الاية في السنة ايضا ما رواه الامام احمد بسند صحيح بل هو ايضا في مسلم والنسائي من حديث انس قال يؤتى بالرجل من اهل الجنة فيقول له يا ابن ادم كيف وجدت منزلك؟ فيقول اي ربي خير منزل فيقول سل وتمنى فيقول ما اسأل وما اتمنى الا ان تردني الى الدنيا فاقتل في سبيلك عشر مرار. لما يرى من فضل الشهادة ويؤتى بالرجل من اهل النار فيقول له يا ابن ادم كيف وجدت منزلك؟ فيقول يا ربي شر منزل فيقول له اتفتدي مني بطلائع الارض ذهبا يعني بمليء الارض ذهبا فيقول اي ربي؟ نعم. فيقول كذبت قد سألتك اقل من ذلك وايسر. فلم تفعل. فيرد الى النار هذا كالتفسير لهذا بهذه الاية ان الذين كفروا وماتوا وهم كفار فلن يقبل من احدهم ملء الارض ذهبا ولو افتدى ولو افتدى به اولئك لهم عذاب اليم. اولئك اسم شردل البعيد لبيان علو المكانة التي وصلوا اليها. في الشر او علو منزلة الشر التي ينالهم او ما ينالهم من العذاب والنكال وعذاب اليم اي مؤلم مودع لما وقع به وما لهم من من ناصرين ليس لهم احد يتولى نصرتهم او يدافع عنهم او ينصرهم فهم في ذل وعذاب شديد. ثم قال الله جل وعلا لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون وما تنفقوا من شيء فان الله به عليم لن تنالوا اي لن تدركوا ولن تبلغوا البر والبر الاصل فيه الخير والعطاء. هذا الاصل في كلمة البر الاصل فيه الخير والعطاء والمعنى لن تبلغ البر يعني الخير الكثير والعطاء الذي يحصل لكم من الله جل وعلا حتى تنفقوا ما تحبون. وقال جمع من اهل التفسير والقولان متقاربان بل كثير من المفسرين قالوا البر هو الجنة البر هو الجنة والمعنيان متقاربان لن تبلغوا الجنة لن تنالوا الجنة الا بهذه الاعمال ان تنال البر والبر هو العمل الصالح والخير الكثير حتى تنفقوا مما تحبون حتى تنفقوا مما تحبون لان بعض الناس عنده اشياء ما يحبها ما يحبها ما يريدها. يريد يتخلص منها لا بأس اذا صدقت نيته مأجور لكن ليس بمثل ان ينفق الشيء الذي يحبه وهو عزيز على نفسه كما جاء في الحديث آآ في الصحيحين من حديث انس ابن مالك قال كان ابو طلحة اكثر اكثر انصاري بالمدينة مالا وكان احب امواله اليه بير حاء وبير حاء اه بئر في مقدم المسجد وقبليه في زمن النبي صلى الله عليه وسلم. بمقدم مسجد النبي صلى الله عليه وسلم كان النبي اذا خرج من المسجد يمر بها ويشرب منها يقال لها بير حاء وكانت مستقبلة المسجد وكان النبي صلى الله عليه وسلم يدخلها ويشرب من ماء فيها طيب قال انس فلما نزلت لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون. قال ابو طلحة يا رسول الله. ان الله يقول لن لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون. ان احب اموالي الي بيرحاء وانها صدقة لله ارجو بها برها وذخرها عند الله تعالى. فظعها يا رسول الله حيث اراك الله. فقال النبي صلى الله عليه وسلم بخن بخن ذاك مال رابح ذاك مال رابح. وقد سمعت يعني سمعت قوله وانا ارى ان تجعلها في الاقربين قال قال فقال ابو طلحة افعل يا رسول الله؟ فقسمها ابو طلحة في اقاربه وبني عمه اخرجه في الصحيحين هذا انفاق مما يحب هذا احب شيء اليه فانفقه. ولهذا ايضا جاء في الصحيحين ان عمر قال يا رسول الله لم اصب مالا قط هو انفس عندي من سهمي الذي هو بخير فما تأمرني قال حبسي الاصل وسبلي الثمرة حبس الاصل يعني احبس الاصل وقف وسبل الثمرة الكل يأكل منها. هذا هو الوقف الاحاديث هذا كثيرة لكن لو ناقش شيئا مع انفسنا لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون اجعل لك سريرة بينك وبين الله عز وجل انفق مما تحب واحرص على الا يعلم به احد ثم قال وما تهلكوا من شيء فان الله به عليم ما تنفقوا من شيء فان الله به يعلمه لو انفقت ما انفقت قليل كثير في ظلمة الليل بعيد عن الناس اناس ما يعرفونك فالله به عليم وسيثيبك عليه لا يخفى عليه شيء في الارض ولا في السماء وهذا يعني حث وتحريظ للعبد على الانفاق في وجوه الخير. ثم قال جل وعلا كل الطعام كان حلا لبني اسرائيل الا ما حرم اسرائيل على نفسه يخبر الله جل وعلا ان الله قد احل الطعام لبني اسرائيل كله كان حلالا. حلالا مباحا الا ما حرم اسرائيل على نفسه. واسرائيل هو يعقوب. والذي حرمه على كما قال المفسرون وفيه بعض الاثار انه حرم لما مرض اصابه اشتد به المرض قال لان شفاني الله عز وجل او لما الله جعل حرم على نفسه لحوم الابل والبانها. حرم على نفسه لحوم الابل والبانها. لانها كانت احب شيء اليه فلزم ذريته التحريم. وقالوا هذه الاية رد على اليهود. لان اليهود ينكرون النسخ اليهود يقولون لا نسخ لماذا؟ لانهم يقولون لو قلنا بالنسخ لكان عيسى ناسخا لشريعة يهود ومحمد ناسخ لهما جميعا وهم ينكرون النسخ والنسخ ثابت بالاجماع. اجماع اهل السنة. ما ننسخ من اية او نسخة نأتي بخير منها او مثلها فرد الله عليهم وبين لهم ان الطعام كان كل كله حلالا لهم الا ما حرم اسرائيل على نفسه فحرم اسرائيل فنسخ. الذي كان حلالا صار الطعام الذي حرمه اسرائيل حرام عليكم الدليل على النسل الا ما حرم اسرائيل على نفسه واسرائيل هو يعقوب من قبل ان تنزل التوراة هذا الحكم من من اسرائيل من يعقوب قبل التوراة فحصل النسخ في ملة في زمن يعقوب النسخ موجود قبل وجود التوراة وقبل وجود بني اسرائيل وقبل نزول التوراة من قبل ان تنزل التوراة قل فاتوا بالتوراة بالتوراة فاتروها ان كنتم صادقين فاتوا بالتوراة فاتلوها واقرأوا فيها حتى تعلموا صدق ما قصه الله في القرآن ودليل ان هذا موجود في التوراة. فقال هاتوا التوراة كتابكم واتلوا ما فيها اقرؤوه ان كنتم صادقين ولكن لن يأتوا بها لان التوراة فيها النص على هذا ان اسرائيل حرم اشياء على نفسه واسرائيل متقدم يعقوب ابن ابن اسحاق ابن ابراهيم. وهم هؤلاء القوم بعد موسى عليه السلام ثم قال فمن افترى على الله الكذب من بعد ذلك فاولئك هم الظالمون من افترى على الله الكذب اختلق الكذب على الله بعد الاتيان بالتوراة وقراءة ما فيها من ان اسرائيل حرم على نفسه هذا هذا الطعام فاولئك هم الظالمون المفرطون في الظلم الذين بالغوا غاية الظلم والظلم والذي يظهر هنا ان الظلم هو الكفر هنا ظلم الذي هو الكفر لان الذي يكذب بالكتب ومما جاء في الكتب ويعاند بعد علمه ومعرفته هذا كافر بالله عز وجل لانه مكذب للحق ثم قال قل صدق الله هيقول صدق الله فيما اخبر به وفيما شرعه في القرآن صدق الله في كل شيء. صدق الله ومن اصدق من الله قيلا قل صدق الله فاتبعوا ملة ابراهيم حنيفا وما كان من المشركين قل صدق الله في كل ما يقول جل وعلا ولا شك ان كل مؤمن يعتقد هذا ويقول صدق الله. لكن هل يقول صدق الله بعد كل قراءة؟ بعد ما يقرأ القرآن نقول لا ما يقول لانه ما ورد دليل بهذا الذي ورد في صحيح مسلم ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لابن مسعود اقرأ علي قال فقرأت عليه من اول سورة النساء حتى بلغت فكيف اذا جئنا من كل امة جئنا بك على هؤلاء شهيدا؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم حسبك حسبك قال فنظرت اليه فاذا عيناه تذرفان صلى الله عليه وسلم. ما وجه الشاهد؟ انا بما قال صدق الله العظيم. قل صدق الله العظيم. قال حسبك يكفي يكفي يكفي يعني توقف فهل المسلم متبع يا اخوان؟ الاسلام متبع. والنبي صلى الله عليه وسلم قد بين لنا كل شيء. والصحابة نقلوا لنا سنته. فالانسان اذا انتهى من القراءة فقط ولا يقول صدق الله العظيم. لكن لا شك نعتقد صدق الله ومن اصدق من الله قيلا لكن نخص ذلك بعد ادبار القراءة ما عندنا دليل على هذا قل صدق الله فاتبعوا ملة ابراهيم وملة ابراهيم هي ملة الاسلام هي ملة الاسلام ملة ابراهيم حنيفا والحنيف هو المائل عن الشرك الى التوحيد قصدا. وهذا كما قال الله جل وعلا لنبيه صلى الله عليه وسلم قل اني هداني ربي الى صراط مستقيم دينا قيما ملة ابراهيم حنيفا وما كان من المشركين هذه ملة إبراهيم الحنيفية الاسلام الايمان التوحيد عدم الشرك وما كان من المشركين ونص على انه لم يكن من المشركين في وقت من الاوقات وهذا دليل على خطر الشرك فينص على التوحيد والايمان ثم ينص على عدم الشرك. فلا بد للمؤمن من هذه الامر ان يكون عابدا لله موحدا وان يكون مجتنبا للشرك. متبرئا بودعه. لا اله الا الله. اثبات التوحيد ولا في الشرك ثم قال جل وعلا ان اول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركا ان اول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركا وهدى للعالمين المراد به بيت الله الكعبة وقوله بمكة قالوا بكة اسم من اسماء مكة فيقال مكة ويقال مكة لان العرب تخالف بين الباء والميم يجري هذا على السنته فيقولون ضربة لازب ويقول ضربة لازم فقالوا مكة مكة هي مكة. العرب تخالف بين الباء والميم وقال بعضهم بل هذا اسم من اسمائها وقيل لها بكة قالوا لانها تبك اعناق الظالمين قال ابن كثير سميت بذلك لانها تبك اعناق الظلمة والجبابرة بمعنى انهم يذلون ويخضعون عندها وقيل لان الناس يتباكون فيها بكة بس هذا بعيد من المعنى وقال قتادة ان الله بكى بكى بها الناس جميعا فيصلي النساء امام الرجال ولا يفعل ذلك في بلد غيرها على كل حال اقوال كثيرة وابن كثير ذكر جملة من اسمائها لكن وقته يضيق ولا ذكر عدة من اسماء مكة فنقول بكة هي مكة والبيت الذي جعله الله من مكة هو البيت الحرام بيت الله وهو القوم بناه ابراهيم عليه السلام. وهو اول بيت وضع للناس. ولهذا جاء في الحديث الذي رواه اه الامام احمد بل رواه البخاري ومسلم ايضا حديث ابي ذر قال قلت يا رسول الله اي مسجد وضع في الارض اول قال المسجد الحرام قال قلت ثم اي؟ قال المسجد الاقصى قلت كم بينهما؟ قال اربعون سنة قلت ثم اي؟ قال ثم حيث ادركتك الصلاة وصلي فكلها مسجد الحقيقة هنا في اشكال لان المشهور ان الذي بنى المسجد الاقصى هو سليمان وهذا فيه اشكال كم بين سليمان وابراهيم امم سليمان وداوود بعد موسى الم تر الى الملأ من بني اسرائيل من بعدي؟ موسى اذ قالوا لنبي الله ثم ذكر قصة داوود قال ابن القيم في زاد المعاد يعني يقول قد اشكل هذا الحديث على من لم يعرف المراد من سليمان المراد فقال قوم يقول قد اشكل هذا الحديث على من لم يعرف المراد عن المراد به. فقال قوم ان سليمان بن داوود هو الذي بنى المسجد الاقصى وبين ابراهيم وبينه وبين ابراهيم اكثر من الف عام. وهذا من جهل هذا القائل فان سليمان انما انما كان له من المسجد الاقصى تجديده لا تأسيسه يعني الذي بناه يعقوب يعقوب ابن ابراهيم الذي بناه يعقوب حفيد ابراهيم يعقوب بن اسحاق بن ابراهيم وليس سليمان. فالحاصل ان اول بيت بني هو المسجد الحرام. واول من بناه ابراهيم وقيل ان اول من بناه ادم والاثر في هذا لا تثبت. ان اول بيت وضع للنسي بمكة اي اللام لام التوكيد. الذي هو بمكة مباركا جعله الله جعل فيه البركة الكثيرة والمنافع للناس وهدى للعالمين. قال السعدي الهدى نوعان هدى بالمعرفة وهدى في العمل فالبيت الحرام هدى في العمل ظاهر يطوف الناس به يكمل حجهم تكمل عمرتهم وايضا جعل الله هذا البلد مباركا وجعل الله فيه الرزق ضارا وجعل فيه البركة وهدى للعالمين. فيه ايات بينات مقام ابراهيم. فيه ايات. هذا البيت فيه ايات بينات. علامات واضحة ما هو مقام ابراهيم مقام ابراهيم بدن من الايات. طيب ما معنى ذلك؟ قال بعض العلماء هو المقام المعروف الان الذي يصلي خلفه ركعتين. يصلي خلفه ركعتين وهذا فيه موطئ ابراهيم قدم ابراهيم موجودة به وقال بعضهم مقام ابراهيم ليس المراد به فقط الحجر الذي كان يبني كعبة وكان يقف عليه. بل مقام ابراهيم يشمل المناسك كلها هذا كله مما قام فيه إبراهيم قام في البيت وطاف بالبيت وقام عند رمي الجمرات وقام بعرفة هذا كله مقام إبراهيم وهذه آيات بينات واضحة من زمن ابراهيم وعرفة هي عرفة والمزدلفة هي المزدلفة والجمرات هي الجمرات والمقام هو المرأة ايات بينات مقام ابراهيم ومن دخله. من دخل هذا البلد وهي مكة كان امنا امنا يعني يجب ان يأمن هذا خبر بمعنى الامر يجب ان يؤمن. كما جاء في الحديث ان ان قال النبي وسلم ان الله حرم ان ابراهيم حرم مكة واني احرم المدينة كما حرم ابراهيم. وقال مكة بلد حرام لا الا ينفر صيدها ولا يقطع شجرها شجرها يعبد شجرها ولا يختلى خلاها وقال لا يحمل السلاح بمكة فهي بلد امن ومن دخله كان امنا. يجب ان يكون امنا ولا يتعرض له. قال ابن كثير في بعض تعليقاته قال جعل الله مكة امن شرعا وقدرا قدر الله ذلك وشرعه فهي امن من دخل مكة فهو امن آآ ولله على الناس حج البيت من استطاع اليه سبيلا. لله ان لا ملام الاستحقاق حق لله علينا حج البيت. حج البيت وهم لغتان حج وحج وهذا احد اركان الدين وهو الركن الخامس له علينا حج حج البيت من استطاع اليه سبيلا حسب الاستطاعة كما جاء في السنة لم يستطع سواء في بدنه او في ماله او من خوف الطريق او امرأة لا تجد محرما فانه يسقط عنه الحج ومن كفر فان الله غني عن العالمين قالوا هذا وعيد. هذا على سبيل الوعيد كأنه قال لله على الناس حج البيت فمن استطاع الحج فلم يحج او انكر الحد فانه فقد كفر ومن كفر فالله غني عن العالمين والله اعلم وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا