بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم. وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا محمد. وعلى اله واصحابه من تبعهم باحسان الى يوم الدين اما بعد فنستمر في درسنا مستمدين من ربنا العون والتوفيق والسداد يقول الله جل وعلا في سورة ال عمران قل يا اهل الكتاب لم تكفرون بايات الله والله شهيد على ما تعملون قل يا اهل الكتاب لم تصدون عن سبيل الله من امن تبغونها عوجا وانتم شهداء وما الله بغافل عما تعملون كان اخر اية تكلمنا عليها قوله جل وعلا فيه اية بينات مقام ابراهيم ومن دخله كان امنا ولله على الناس حج البيت من استطاع اليه سبيلا آآ اود ان اذكر حديث او حديثين في مسألة التعجل للحج وايضا ان الحج لا يجب الا سنة الا مرة واحدة في العمر ولهذا جاء في صحيح مسلم ان النبي صلى الله عليه وسلم خطب الصحابة فقال ايها الناس ان الله قد فرض عليكم الحج فحجوا فقال رجل فكل عام يا رسول الله فسكت النبي صلى الله عليه واله وسلم حتى قالها ثلاثا فقال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم لو قلت نعم لوجبت ولما استطعتم ثم قال ذروني ما تركتكم. فانما هلك من كان قبلكم بكثرة سؤالهم واختلافهم على انبيائهم واذا امرتكم بشيء فاتوا منه ما استطعتم واذا نهيتم عن شيء فاجتنبوه اذا الحج مرة واحدة في العمر وايضا لمن استطاع اليه سبيلا ويسن التعجل اليه. وان لا يؤخر الانسان متى ما اقدره الله عز وجل فقد جاء في الحديث الذي رواه الامام احمد من حديث ابن عباس قال النبي صلى الله عليه وسلم تعجلوا الى الحج تعجلوا الى الحج يعني الفريضة فان احدكم لا يدري ما يعرض له وفي لفظ اخر عند الامام احمد من اراد الحج فليتعجل هذا ما يتعلق بي او ما اردنا ان نشير اليه هناك احاديث كثيرة لكن طبعا الوقت فيه شح علينا فنقول يقول الله جل وعلا قل يا اهل الكتاب لم تكفرون بايات الله؟ والله شهيد على ما ما تعملون قل هذا امر من الله عز وجل لنبينا صلى الله عليه واله وسلم بان يقول لاهل الكتاب وهم اليهود والنصارى لما تكفرون بايات الله؟ وهذا الانكار انكار التوبيخ وتقريع لهم لما تكفرون بايات الله؟ والايات جمع اية وهي العلامات الدالة على الحق. وهي سواء كانت الايات الشرعية وهي القرآن. وما انزل الله عز وجل او كانت الايات الكونية سواء الافاقية او الحسية فانهم قد علموا انه رسول الله حقا ولكن مع ذلك يعرضون عن دينه ولا يتبعونه قال والله شهيد على ما تعملون الله شاهد عليكم وعلى اعمالكم ويبصركم وهذا فيه تهديد وتخويف يقطع القلوب الحية. كأنه يقول اعملوا ما فعلتم او ما شئتم فاني شاهد ومراقب لكم ومرجعكم الي واجازيكم على اعمالكم من الكفر بالله عز وجل والاعراض عن دينه ثم قال قل يا اهل الكتاب لم تعبدون؟ لم تصدون عن سبيل الله ايضا قال له قل ومن الملاحظ ايها الاخوة ان الله جل وعلا ما نادى النبي صلى الله عليه وسلم باسمه تكريما له وتشريفا قال يا ايها النبي يا ايها الرسول وما نادى النبي صلى الله عليه وسلم باسمه في اية من كتاب الله عز وجل نعم ذكر اسمه محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم لكن ما ناداه باسمه تكريما له ورفعة لشأنه ولبيان علو مقام النبي صلى الله عليه وسلم عند الله جل وعلا لكن غيره ناداه باسمه. يا ادم يا موسى يا نوح ناداهم باسمائهم فهذا من تكريم الله عز وجل لنبينا ولهذا في التفسير كثيرا ما تجد بعض المفسرين يقول الله يا محمد افعل كذا وكذا. اقول ينبغي ان نتأدب يا رسولنا اذا كنت تحكي قول الله عز وجل تقول فقال الله يا رسولنا او يا نبينا افعل كذا تأسيا بالقرآن قل يا اهل الكتاب لم تصدون عن سبيل الله؟ الصد هو الصرف والمنع فهم مع كفرهم بايات الله عز وجل ظموا الى ذلك امرا اخر. وهو الصد عن سبيل الله فيكفرون بانفسهم ويصدون غيرهم وهذا دليل ان الكفر دركات فظلمات والكفار ليسوا على حد سواء. لم لم يا اهل الكتاب لم تصدون عن سبيل الله؟ وسبيل وسبيل الله دينه وطريقه الذي شرعه وهو ما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو الاسلام. فهم يصدون عن الدين يصدون عن الاسلام ويمنعون الناس ويصرفونهم لم تصدون عن سبيل الله من امن؟ من امن بالله واراد ان يؤمن بالله وبرسوله صلى الله عليه وسلم ويتبع نبيه تبغونها عوجا. تبغونها اي تطلبونها هذه السبيل تريدون ان تكون عوجا. والاصل في العوج هو الميل والزيغ. الميل والزيغ يقال عوج بالكسر اذا كان في الدين والقول والعمل. وبالفتح في الاجسام كالجدار ونحجي ونحوي يقال جدار عوج واذا كان في الدين يقال امر عوج تبغيه عوجا انت تبغي هذا الامر عوجا. فالمراد انهم يريدون بذلك الميل عن طريق الحق يريدون يصدون غيرهم عن سبيل الله يصدون من امن يريدون ويطلبون بذلك الميل عن الحق والانحراف عن الحق وهذا دليل على سوء قصدهم ايضا وانتم شهداء وانتم شهداء بما انزل الله على نبيكم وبما في ايديكم من التوراة والانجيل تشهدون ان رسول الله صلى الله عليه وسلم هو الرسول الحق. وانه رسول من عند الله وان كتابه حق. وان دينه حق فانتم تشهدون بما في كتابكم لانكم تقرون به. لكن لما جاء النبي صلى الله عليه وسلم كذبوا وجحدوا. وكتموا ذلك ولا شك ان من يعلم انه لا يستوي من يعلم ومن لا يعلم فمن عمل واخطأ وهو جاهل يختلف حكمه عمن علم الحق وتيقنه وخالفه. ولهذا كان اخص اوصاف اليهود الغضب لانهم علموا الحق وعملوا بخلافه قال جل وعلا وما الله بغافل عما تعملون. وما الله بغافل اي وما الله بساه بشاه عما تعملون. لا يسهو جل وعلا ولا يغفل. بل يحصي كل شيء عليكم من اعمالكم ويجازيكم عليه يوم القيامة. ثم قال جل وعلا يا ايها الذين امنوا ان تطيعوا فريقا من الذين اوتوا الكتاب يردوكم بعد ايمانكم يا ايها الذين امنوا هذا النداء نداء عزيز على النفوس المؤمنة لان فيه شاهدوا همة المخاطب وبيان اهمية المنادى به وايضا فيه بيان انه لا يقوم بما سيأتي بعد هذا النداء من امر او نهي الا من كان متصفا بالايمان فقال يا ايها الذين امنوا ان تطيعوا فريقا من الذين اوتوا الكتاب يردوكم عن ايمانكم كافرين. ان تطيعوا فريقا اي جماعة من الذين اوتوا الكتاب الذين اعطوا الكتاب وهم اليهود والنصارى. ففيهم طوائف وجماعة منهم يودون يعني ان اطعتموهم فيما يريدون يردوكم من بعد ايمانكم كافرين. يردونكم الى الكفر الى الشرك الى ان تعبدوا تتعبدوا لله باليهودية او بالنصرانية او ترجع الى عبادة الاصنام اذا هم العدو فمن كان هذا حاله يجب الا يطاع ولا يجوز للمسلم ان يطيع الكافر في امر الدين لان الكافر لا يريد دين الله عز وجل ولن يرضى عنك حتى تترك ملتك واتبع ملته. فلا يجوز للمؤمنين ان يطيعوا الكافرين بل يصدرون عن امر الله ورسوله يطيعون الله ورسوله صلى الله عليه واله وسلم. يردوكم بعد ايمانكم كافرين وكيف تكفرون وانتم تتلى عليكم ايات الله هذا استفهام فيه انكار كيف تكفرون كيف ترجعون الى الكفر وانتم تتلى عليكم ايات الله وفيكم رسوله. يتلى عليكم القرآن وفيكم النبي صلى الله عليه وسلم بين اظهركم يتلو عليكم الوحي وترون مخرجه ومدخله وهذا دليل ان ان القرآن فيه الهدى وقد جعل الله عز وجل طريق الهدى والثبات على الحق تلاوة القرآن ووجود النبي صلى الله عليه واله وسلم فالنبي صلى الله صلى الله عليه وسلم قد مات ولهذا قال قتادة علماني بين ان وهما نبي الله وكتاب الله. فاما نبي الله فمظى واما كتاب الله فابقاه بين اظهركم رحمة من الله فيه فيه حلاله وحرامه وطاعته ومعصيته اذا هذا من نعمة الله عز وجل ان هذا القرآن باق بين ايدينا وانه محفوظ بحفظ الله. ان هذا ان هذا القرآن يهدي للتي هي اقوم فمن اراد الهدى او اراد الثبات على الايمان فعليه بهذا القرآن قراءة تدبرا وعملا بما فيه تصديقا لاخباره اجتناب لنواهيه هذا من اسباب الثبات على الايمان. ومن اسباب زيادة الايمان قال جل وعلا اه نعم قال ومن يعتصم بالله فقد هدي الى صراط مستقيم. هذا خبر يقتضي الامر ومن يعتصم خبر ان من استعصى فما بالله فقد من اعتصم بالله فقد هدي الى صراط مستقيم. فهو خبر يقتضي الامر. كانه يقول اعتصموا بالله اعتصموا بالله يهديكم الى الصراط المستقيم ومعنى يعتصم يعني يستمسك ويطلب العصمة من الله ويشمل طلب العصمة او يعتصم العبد بربه تعبدا وتوكلا فيتوكل عليه ويلوذ به من شر الاشرار ويعتصم به بالتعبد له وباخلاص العبادة واداء العبادة له سبحانه وتعالى ومن يعتصم بالله فقد هدي الى صراط مستقيم. المراد بالهداية هنا هداية التوفيق التي هي لله سبحانه وتعالى وقوله وكيف تكفرون؟ اما انه وكيف تكفرون وانتم تتلى عليكم ايات الله؟ اما ان المراد به استبعاد. ان يقع ذلك منكم يا اصحاب محمد لان القرآن يتلى عليكم ولان النبي صلى الله عليه وسلم بين بينكم ويحتمل ان يكون ذلك للتوبيخ لمن حاول ان يكفر او يرتد عن دينه ولعل الاولى ولعل الاول اولى واظهر اورد ابن كثير هنا حديثا عند قوله وما لكم لا تؤمنون قال كما جاء في الحديث قال النبي ان النبي صلى الله عليه وسلم قال يوما لاصحابه اي المؤمنين اعجب اليكم ايمانا قالوا الملائكة قال وكيف لا يؤمنون وهم عند ربهم وذكروا الانبياء قال وكيف لا تؤمنون وانا بين اظهركم والوحي ينزل عليهم قالوا فنحن واعجب الناس ايمانا. قال وكيف لا تؤمنون نعم قبل ذلك قال نعم من اي المؤمنين اعجب اليكم؟ قالوا الملائكة قال وكيف لا يؤمنون وهم عند ربهم؟ وذكروا الانبياء فقال اه وكيف لا يؤمنون والوحي ينزل عليهم؟ قالوا فنحن قال وكيف لا تؤمنون وانا بين اظهركم قالوا فاي الناس اعجب ايمانا قال قوم يجيئون من بعدكم يجدون صحفا يؤمنون بما فيها هذه بشارة لمن امن بعد ذلك من جاء من المؤمنين هؤلاء اعجب الناس ايمانا لانهم ما رأوا النبي صلى الله عليه وسلم لكن اقرأوا سنته وجدوا كتاب الله عز وجل وهذا الحديث حسنه الشيخ الالباني في السلسلة الصحيحة وتراجع عن تظعيفه لانه كان قد في السلسلة الظعيفة ثم رجع الى تحسينه. وله شاهد حسن بل شهد وصححه الشيخ الالباني عند الامام احمد عن ابي جمعة قال النبي صلى الله عليه وسلم وددت اني لقيت اخواني فقال له اصحابه اوليس نحن اخوانك؟ قال انتم اصحابي. ولكن اخواني الذين امنوا بي ولم يروني هذه بشارة لاهل الايمان الذين جاءوا من بعد ذلك وثبتوا على الحق ثم قال جل وعلا يا ايها الذين امنوا اتقوا الله يا ايها الذين امنوا اتقوا الله حق تقاته ناداهم بوصف الايمان لانه لا يتقي الله حق تقاته الا من كان مؤمنا. وحق تقاته كما قال الحسن البصري قال او قبل ذلك ابن مسعود قال حق حق تقاته ان يطاع فلا يعصى وان يذكر فلا ينسى وان يشكر فلا يكفر وهذا اسناد صحيح موقوف على ابن مسعود احق تقاته ان يطاع جل وعلا فلا يعصى وان يذكر فلا ينسى وان يشكر فلا يكفر وجاء نحو ذلك عن الحسن وجاء عن ابن عباس ايضا انه قال حق تقاته ان يجاهدوا في سبيله حق جهاده ولا خذهم في الله لومة لومة لائم. ويقوم بالقسط ولو على انفسهم وابائهم. وابنائهم اذا الحق تقاته اي حق خوفه جل وعلا والتقوى هي ان تجعل بينك وبين عذاب الله وقاية بفعل اوامره واجتناب نواهيه فيجب علينا ان نتقي الله حق تقاته. ان اردنا الكمال وهو ان نطيعه ولا نعصيه وان نذكره فلا ننساه وان نشكره فلا نكفره وهذه صفات المؤمن الذي اذا اعطي شكر واذا اذنب استغفر. هي علامات السعادة كما جاء في الاثر ولا تموتن الا وانتم مسلمون وهذا يقتضي ان يكون الانسان مسلما من الان حتى لا يأتيه الموت لان الموت لا يدري الانسان متى يأتي. فمعنى ذلك يعني الزموا الاسلام واستقيموا عليه واثبتوا عليه الان لان الموت يأتي فجأة وقد يخرج الانسان من بيته ولا يرجع وقد يجلس مجلسا ولا يقوم منه ولهذا معنى الاية ولا تموتن الا وانتم مسلمون يعني الزموا الاسلام. قال ابن كثير حافظوا على الاسلام في حال صحتكم وسلامتكم لتموتوا عليه فان الكريم قد اجرى عادته بكرمه انه من عاش على شيء مات عليه ومن مات على شيء بعث عليه فعياذا بالله من خلاف ذلك وهذه الاية على الصحيح محكمة وليست منسوخة هذه الاية يا ايها الذين امنوا امنوا اتقوا الله حق تقاته محكمة. وقال بعض اهل العلم انها منسوخة جاء عن طاووس وعمرو ابن ميمون وابراهيم والحسن وقتادة قالوا فهي منسوخة بقوله فاتقوا الله ما استطعتم والصواب انه لا تعارض بين الايتين بل هي محكمة وتلك الاية تدل على ان الانسان يتقي الله قدرته وطاقته ولا يكلف نفسه ما لا يطيق وهذه الاية تأمر الانسان يتقي الله حق تقاته يعني ان يلزم طاعته وليس معنى ذلك ان يكلف بالمحال ثم قال جل وعلا واعتصموا بحبل الله جميعا فالاتصام هو التمسك وطلبوا ما تكون به النجاة ولهذا امرنا الله عز وجل ان نعتصم بحبل الله وحبل الله الحبل الاصل فيه باللغة هو السبب الذي يوصل الى البغية السبب الذي يوصلك الى بغيتك الى ما تريد هو السبب الذي يوصل الى البغية والحاجة ولذلك سمي الامان حبلا لانه سبب يوصل الى زوال الخوف ولهذا في قصة الرجل قصة ثلاثة من بني اسرائيل ان الملك جاء اليهم بعد ذلك وقال قال قد انقطعت بي الحبال قال الحبال يعني الاسباب التي اتوصل بها الى النجاة او انني اصل الى اهلي وهذا الحبل اضافه الى نفسه اعتصموا بحبل من الله واضافته الى الله جل وعلا تفيد امرين الامر الاول ان انه موصل الى الله والامر الثاني ان الله هو الذي سنه وشرع لنا هذا الحبل فاضافوا اليه لانه هو الذي امر به ولانه يوصل اليه. فعلينا ان نلزم هذا الحبل وهذا الطريق وقد اختلفت عبارات السلف في المراد بهذا الحبل فقال بعض اهل العلم قال حبل الله عهده حبل الله عهده واعتصموا بحبل الله يعني اعتصموا وتمسكوا بعهد الله الذي عهد به اليكم عن طريق كتابكم وسنة نبيكم وهذا جاء مرفوعا لكن في في سنده ضعف الرفع في سنده ضعف وجاء ان حبل الله هو القرآن بحبل الله اي بالقرآن واعتصموا بالقرآن. وقال بعض المفسرين بحبل الله جماعة جماعة الاسلام جماعة المسلمين. وقال بعضهم هو اخلاص التوحيد لله وحده. اعتصموا بحبل الله يعني باخلاص العبادة له. وكل هذه الاقوال حق يصدق بعضها بعضا. فهذا من قبيل اختلاف التنوع. لا من لا من قبيل اختلاف التضاد فان حبل الله هو القرآن ولابد ان يكون العبد مخلصا لله عز وجل في عبادته. هو ما عليه الجماعة من كان ما انا عليه اليوم واصحابي هو حق الذي لا ملية فيه هو حبل الله وهو عهد الله الذي عهد به الى نبيه وعهد به الينا اذا علينا ان نعتصم بعهد الله بكتابه وبدينه وباتباع نبيه صلى الله عليه وسلم واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا. والتفرق الاختلاف. التفرق الاراء وتفرق الابدان وهذا من من اقوى اسباب الضعف المسلمين ولا يفلح قوم تفرقوا كما قال الله جل وعلا ان الذين فرقوا دينهم لست منهم في شيء انما امرهم الى الله ثم ينبئهم بما كانوا يفعلون فالتفرق شر والاجتماع خير ولهذا قال جل وعلا بعد ذلك واذكروا نعمة الله عليكم اذ كنتم اعداء فالف بين قلوبكم. واذكروا نعمة الله عليكم. اذكروها واشكروها. واشكروا الله عليها فهي نعمة عظيمة واضافها الى نفسه. نعمة الله عليكم اذ كنتم اعداء كانوا متقاتلين العرب كل قبيلة تقاتل القبيلة الاخرى والاوس يقاتلون الخزري والخزرج يقاتلون الاوس وقريش تقاتل من حولها فكانوا اعداء متنافرين يقتل بعضهم بعضا فالف بين قلوبكم الف الله بين قلوب المؤمنين وجعل بينهم الفة ومحبة ومودة وهذا يعني فظل الله عز وجل على هذه الامة لان الاختلاف شر. قال فاصبحتم بنعمته بنعمة الله اخوانا متآلفين متحابين. وكنتم على شفح حفرة من النار شفى شفى شفى الشيء طرفه وشفى الحفرة طرفها والمراد انكم كنتم على شفا حفرة من النار يعني كنتم على شفا هلكة فلو لم لو لم يمن الله عز وجل عليكم بالاسلام ومتم على ما كنتم عليه لدخلتم النار. كنتم في حفرة من حفر جهنم على شفا حفرة من النار فانقذكم منها لانهم كانوا قبل هذا التحاب والتآلف كانوا مشركين كافرين. متقاتلين فانقذكم منها نعم دليل على خطر الشرك والاختلاف وان من يمن الله عز وجل عليهم بالايمان والتآلف ان هذا انقاذ من الله. انقاذ من الهلكة ومن الشر العظيم فانقذكم منها كذلك يبين الله لكم اياته لعلكم تهتدون. كذلك اي مثل الكاف كاف والتشبيه تقدير الكلام مثل هذا البيان يبين الله لكم اياته. مثل هذا البيان يبين لكم الايات تهجى معايا الدلائل والعلامات التي نصبها الله عز وجل على توحيده والوهيته وربوبيته وصحة دينه لكن اه نعم نصبها وبين لعلكم تهتدون. لعلكم تهتدون الى الحق والمراد تهتدون هداية التوفيق وهداية التوفيق الى الله لكن العبد يبذل اسبابا لذلك. والذين اهتدوا زادهم هدى واتاهم تقواهم. وقد يعرض الهدى فلما زاغوا ازاغ الله قلوبهم ثم قال جل وعلا ولتكن منكم امة ولتكن منكم امة يدعون الى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر واولئك هم المفلحون. ولتكن امر ولتكن منكم امة. الامة هي الجماعة والطائفة من الناس وهذا دليل ان الدعوة الى الله جل وعلا وان الامر بالمعروف والنهي عن المنكر فرض كفاية اذا قام به من يكفي سقط الاثم عن الباقين لانه قال ولتكن منكم امة. وما قال ولتكونوا جميعا. وهذا من رحمة الله عز وجل العباد لانه ليس كل الناس يستطيع ان يدعو الى الخير او يتعلم العلم او يأمر بالمعروف او ينهى عن المنكر لكن لابد من قائم بالامر بالدعوة الى الله ولابد من قائم بالامر بالمعروف والنهي عن المنكر ولو تركته الامة جميعها لاثم الجميع وهذا يسمى من فروظ الكفايات وفرض الكفاية هو الذي اذا قام به من يكفي سقط الاثم عن الباقين ولو تركوه جميعا لاثموا قال ويتكن منكم امة يدعون الى الخير قال الطبري الخير الاسلام وشرائعه. التي شرعها الله لعباده اذا لابد ان يكون هناك دعاة يدعون الى الحق. يدعون الى دين الله. يدعون الى ما في كتاب الله وسنة نبيه. صلى الله عليه وسلم لابد وعلينا ان ننشط في هذا يا اخوان هذا اجل الاعمال الذي تقدمه وتلقاه بين يدي الله بين يدي الله جل وعلا اذا تقبل منك وكل بحسبه قال وتأمرون ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر. هذا من باب عطف الخاص على العامة فالامر المعروف من الدعوة الى الخير لكن فرق بين ان تدعو فتدعو مثلا في الخطبة او في الدرس او في المحاضرة تدعو الى الخير وتحث الناس على الخير. لكن تجد انسان يرتكب منكرا هذا الانكار عليه خطبت خطبة عن الصلاة. دعوت الناس للخير صلوا واقيموا الصلاة. لكن رأيت رجلا لا يصلي فقلت له يا عبد الله اتق الله صلي اذا الامر بالمعروف اخص من الدعوة الى الخير لكنه لا شك انه من الدعوة الى الخير والمعروف ما عرف حسنه شرعا وعقلا هذا هو المعروف او ما تعارف الناس على حسنه. تعارف المسلمون على حسنه والمنكر ما تعارف ما عرف قبحه ما تعارف المسلمون على قبحه وعرف قبحه شرعا وعقلا اذا لابد ان يكون هناك طائفة يأمرون بالمعروف فيؤقمون الناس على دين الله عز وجل يحثونهم عليه ويأمرونهم بالخير وينهون عن المنكر ينهون عن المنكرات والمعاصي ولابد من هذا ولا يجوز للانسان يرى المنكرات ويسكت الا اذا كانت المصلحة الراجحة تقتضي ذلك. والا الاصل يقول النبي صلى الله عليه وسلم من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فان لم يستطع فبلسانه فان لم يستطع فبقلبه وذلك اضعف الايمان بعض الروايات وليس وراء ذلك حبة خردل من ايمان والانسان اذا تعود الامر بالمعروف والنهي عن المنكر احيا الله قلبه وجعل له سلطان وجعل له هيبة واذا تعود على ترك الامر بالمعروف والنهي عن المنكر يكاد يموت قلبه ولهذا يقول ابن تيمية رحمه الله من رأى منكرا فلم يغيره وهو يقدر على ذلك ففيه قال ما من احد يرى منكرا فلا يغيره الا اورثه الله في قلبه نفاقا يقع في قلبه شيء من النفاق لانه كانه يدل على عدم صدقه الا اذا كان آآ ما استطاع لامر عارض او لمفسدة اعظم وقد جاء الامر بالمعروف والنهي عن المنكر في ايات كثيرة من كتاب الله يقول الله جل وعلا كنتم خير امة اخرجت للناس وستأتي الاية كنتم خير امة اخرجت للناس. لم؟ تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وقال جل وعلا الذين ان مكناهم في الارض اقاموا الصلاة واتوا واتوا الزكاة وامروا بالمعروف ونهوا عن المنكر. هذه صفات المؤمنين يا عباد الله وقال جل وعلا والمؤمنون والمؤمنات بعضهم اولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وقال جل وعلا الامرون بالمعروف والناهون عن المنكر في سبيل الثناء على هؤلاء المؤمنين وقال الله جل وعلا اللقمان انه يعظ ابنه فقال يا بني اقم الصلاة وامر بالمعروف وانهى عن المنكر واصبر على ما اصابك ان ذلك من عزم الامور وقال جل وعلا لعن الذين كفروا من بني اسرائيل على لسان داوود وعيسى ابن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون كانوا لا ايات لا يتناهون عن منكر فعلوه لبئس ما كانوا يفعلون. يا اخوان قد يؤدي الى اللعنة عدم انكار المعروف هذا من انكار المنكر وعدم الامر بالمعروف والنهي عن المنكر فلابد ان يحتسب الانسان والامر بالمعروف والنهي عن المنكر يكون بحكمة. ادع الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة ولا يجوز منه ان ان يسب ويشتم ويسيء الى نفسه والى غيره لكن لا يسكت فليصبروا ولهذا قال العلماء الامر بالمعروف يحتاج الى علم قبله علم قبل الدعوة وحكمة اثناء الدعوة وصبر على الاذى بعد الدعوة لان ما كل الناس يقولون جزاك الله خيرا يتكلم بعضهم عليك ويسيء اليك فلا لا تأمر ولا تنهى الا بعلم ويكون ذلك مصحوب بالحكمة والموعظة الحسنة ثم الصبر على الاذى فيه بعد ذلك وجاءت احاديث كثيرة عن النبي صلى الله عليه واله وسلم لذلك فمنها ما رواه الامام احمد والترمذي بسند حسن عن حذيفة ابن اليمان ان النبي صلى الله عليه وسلم قال والذي نفسي بيده لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر او ليوشكن الله ان يبعث عليكم عقابا من عنده ثم لتدعنه فلا يستجيب لكم ومما ورد ايضا في فضل الامر بالمعروف والنهي عن المنكر ما رواه البخاري عن نعمان ابن بشير رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال مثل القائم في حدود الله والواقع فيها كمثل قوم استهموا على سفينة. فصار بعضهم اعلاها وبعضهم اسفلها فكان الذين في اسفلها اذا استقوا من الماء مروا على من فوقهم فقالوا لو ان خرقنا في نصيبنا خرقا ولم نؤذي من فوقنا فان تركوهم وما ارادوا هلكوا جميعا. وان اخذوا على ايديهم نجوا ونجوا جميعا هاي سفينة النجاة الامر معروف والنهي عن المنكر وجاء الى عند النسائي بسند صححه الشيخ الالباني صحيح الترغيب عن ابي بكر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان القوم اذا رأوا المنكر فلم يغيروه عمهم الله بعقاب عمهم الله بعقاب علينا ان نغير ولو بالكلمة ما الذي ما الذي يضرك ان ان تتكلم كلمة اسكت قد يرد اللي عليك بكلمة اسوأ لكن لا يهم تكلم انت تكن ابرأت ذمتك وان لم تتكلم والمنكر في المجلس انكار القلب يقتضي مفارقة المجلس بعض الناس يقول انا منكر في قلبي لكن اجلس مع اهل المنكر يجلس مع اهل المعاصي وهم يباشرون المعاصي لا ان كنت صادقا في انك تنكره بقلبك فلابد من مفارقة البدن للمعصية ان لم يستطع ان ينكر بلسانه والامر بالمعروف والنهي عن المنكر لا يقرب الاجل ولا يبعده فالانسان لن يموت قبل اجله وليزداد عمره بترك الامر بالمعروف والنهي عن المنكر فعلم ان نكون من الامرين بالمعروف والناهين عن المنكر قال جل وعلا واولئك هم المفلحون من الفلاح وهو الفوز بالمطلوب والنجاة من المرهوب الذين يأمرون بالمعروف والذين يدعون الى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر هم المفلحون حقا الفائزون المنجحون المدركون ما ارادوا والناجون مما خافوا ورهبوا منه وهذا ثناء من الله عز وجل عليهم وبيان علو مكانتهم ثم قال ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات. ينهانا ان نكون مثل السابقة الذين تفرقوا بدل الاجتماع والتآلف والاخوة واختلفوا بدل الاتفاق وكل هذا الذي حصل منهم التفرغ والاختلاف من بعد ما جاءهم البينات يعني من بعد ما جاءهم الحق جاءهم كتابهم جاءهم البيان من الله لما علموا الحق فلما علموا تفرقوا وسبحان الله هذا الحقيقة يدل على ان ما يحصل بين طلاب العلم من التفرق يعني بعد ان تعلموا وعلموا وتبين لهم الامر وعرفوا النصوص تدعوا الى التآلف والتحذير من الفرقة وعرفوا ان الفرقة سبب للفشل وذهاب الريح وعلموا هذا تفرقوا والواجب عليهم لما علموا هذا ان يجتمعوا على الحق ولا يعني الاجتماع الحق ان تسكت عن المخالف للحق لا لا بد من نصحه من نصحه ووعظه لكن لا يقتضي ذلك المفارقة والمهاجرة كما كان الصحابة رضي الله عنهم وكما كان سلف الامة قال جل وعلا ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات واولئك لهم عذاب عظيم. نعوذ بالله لهم عذاب عند الله عز وجل عظيم فدليل انه كبيرة من كبائر الذنوب. الاختلاف والتفرق بعد مجيء البينات والواجب ان يرد الى والى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ويجتمع الحق مرد الجميع وهو مطلب الجميع ثم قال جل وعلا يوم تبيض وجوه وتسود وجوه لهم عذاب اليم في يوم تبيض فيه الوجوه. يوم منصوب على الظرفية. هذا الاظهر في زمن او وقت وبعضهم يقول انه منصوب بنزع الخافض. لكن الاظهر انه على الظرفية لهم عذاب عظيم وقت تبيض وجوه وتسود وجوه تبيض وجوه اهل السنة وتسود وجوه اهل البدعة كما قال ابن عباس وقال غيره تسود وجوه المؤمنين اهل الجنة وتبيض وجوه الكافرين واهل النار وهذا لا بد منه سيحصل هذا اليوم تبيض وجوه وهي وجوه المؤمنين واهل السنة الثابتين على الحق وتسود وجوه الكفرة والمبتدعة الذين خالفوا الحق تركوا دين النبي صلى الله عليه وسلم فاما الذين اسودت الفاء هنا للتفريع لان ما بعدها تفريع لما قبلها قال فاما الذين سدت وجوههم اكفرتم بعد ايمانكم؟ فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون اما الذين سدت وجوههم لسواد اعمالهم لان قلوبهم مسودة مظلمة ففسدت اعمالهم واسودت وجوههم جزاء وفاقا يوم القيامة يقول الله عز وجل اكفرتم بعد ايمانكم؟ وهذا استفهام للتوبيخ توبيخ لهم اكفرض بعد ايمانكم فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون بعد ان امنتم وعرفتم الحق كفرتم فذوقوا العذاب دليل ان العذاب يذاق نعوذ بالله ويطعمه المعذب ويجد طعمه بسبب كفركم بما كنتم تكفرون الباء للسببية وما موصولة او مصدرية وتقدير الكلام بسبب كفركم او وبالذي كفرتم ثم قال واما الذين ابيضت وجوههم ففي رحمة الله. هذا دليل على ان القرآن مثاني يا اخوان. القرآن مثاني وقالوا معنى مثاني انه تثنى فيه المواعظ وتثنى فيه الاشياء يذكر الشيء وظده. فيذكر الجنة ثم يثني بذكر النار يذكر اهل الجنة ثم يذكر اهل النار ثم يذكر اهل الجنة كما هنا فهو ما ثاني تثنى فيه المواعظ فلما ذكر اهل النار ثنى بذكر اهل الجنة فقال واما الذين ابيضت وجوههم ففي رحمة الله وهم فيها خالدون ابيضت وجوههم لبياض عملهم ولنقاء عملهم واستقامتهم على الدين ففي رحمة الله رحمة الله هنا المراد بها الجنة ولهذا جاء في الحديث قال للجنة انت رحمتي ارحم بك من اشاء وقال للنار انت عذابي اعذب بك من اشاء. ولهذا رحمة الله تنقسم الى قسمين رحمته التي هي صفته غير مخلوقة ومنه قوله جل وعلا ورحمتي وسعت كل شيء هذه صفة الله ورحمة مخلوقة ومنه الجنة ومنها الجنة ومنها ما جاء في الحديث الذي في البخاري وغيره قال النبي صلى الله عليه وسلم يقول الله عز وجل خلقت مئة رحمة خلقته لاحظ خلقت ما هي صفة الله هي رحمة الله لكنها مخلوقة خلقت مئة رحمة فامسكت عندي تسعة وتسعين وانزلت واحدة في الارض يتراحم بها اهل الارض حتى ان الدابة لترفع حافرها عن ولدها فاذا كان يوم القيامة اظاف هذه الرحمة الى ما عنده وجعلها للمؤمنين فالمراد برحمة الله هنا هي جنته هم فيها خالدون هم توكيد اتى بضمير الفصل ليؤكد من هم؟ انهم المؤمنون الذين ابيضت وجوههم خالدون الخلود هو المكوث. المدد الطويلة واهل الجنة خالدون فيها ابد الاباد لانه جاء في اية اخرى خالدين فيها ابدا فمن دخل الجنة خالد مخلد فيها لا يخرج منها ابدا وهذا من فظل الله على عباده ثم قال تلك اية الله نتلوها عليك. تلك اي ما سبق ذكره وما اخبر به ايات الله علامات ودلائل واظحة على ان هذا القرآن حق من عند الله وانه من عند الله حيث اخبرك بامور مغيبة فهي اية الله ودلائله اياته الشرعية تلك اية الله نتلوها عليك بالحق نتلوها نقرأها عليك وذلك بواسطة رسولنا بواسطة جبريل نتلوها عليك بالحق فهي بالحق فهي حق وبالحق نزلت وهي والذي امر بها الحق وشاءها هو الحق وشرعه هو الحق فهي حق يقضى صدق وليست بباطل ولا كذب نتلوها عليك بالحق وما الله يريد ظلما للعالمين وما الله يريد ظلما للعالمين. الله جل وعلا لا يريد ظلم العالمين. بل هو منزه عن عن الظلم جل وعلا كما قال جل وعلا ان الله لا يظلم الناس شيئا قال وما ربك بظلام للعبيد فهو منزه عن الظلم لانه صفة نقص فالله لا يريد ظلم العالمين لكن يجازيهم باعمالهم. ولهذا تعذيبه جل وعلا من عذب هذا من عدله. هذا من عدله. وادخال اهل الجنة الجنة من رحمته ولهذا يقولون يقول العلماء افعال الله دائرة بين الفضل والعدل بين الفضل وهو ما يحصل من رحمة وخير ونعم والعدل وهو ما يحصل من عقوبة او عذاب لان هذا بعدل الله عز وجل بعدله عذبهم بعدله فما ما عذب الله احدا ظالما له حاشا وكلا ولو عذب اهل السماوات وارضه ما كان ظالما له جل وعلا قال ولله ما في السماوات وما في الارض والى الله ترجع الامور. لله ما في السماوات وما في الارض. ملكا فالجميع ملكه وخلقا هو الذي خلقه وتدبيرا وتصريفا هو الذي يدبرها ويصرفها وتجري على امره وقضائه وقدره وهذا هو الملك الكامل هذا هو الملوك الكامل فالله له ملك السماوات والارض وهذا دليل على غناه. فهو الملك والمالك وهو الذي له ملك السماوات والارض وما فيهن وما بينهما قال ولله ما في السماوات وما في الارض والى الله ترجع الامور. ففي الدنيا له الملك يملك السماوات والارض وفي الاخرة ترجع الامور اليه. ويرد الخلق اليه ويجازي كل عامل بعمله فمن نصح نفسه وجب عليه ان يؤمن بالله وان يستجيب لامره لانه الملك المالك لكل شيء وانا وانت من ملكه. نحن عبيده والمرجع والمآل اليه. فلابد ان يحسن الانسان العمل حتى يجدوا عملا بين يدي الله عز وجل يكون سببا لنجاته فلا يقدم اعمالا تكون له سبب عذاب ونكال بين يدي الله عز وجل نعوذ بالله من عذابه ثم قال الله جل وعلا كنتم خير امة اخرجت للناس هذا دليل على ان هذه الامة هي افضل الامم كنتم خير امة اخرجت هذا نص القرآن ولهذا ما جاء من الايات في بني اسرائيل وغيرهم فضلناهم على العالمين على عالم زمانهم ولكن ليس تفضيلا مطلقا التفظيلا مطلق لهذه الامة ولهذا جاء في الحديث الذي يحسنه الشيخ الالباني وغيره ان النبي صلى الله عليه وسلم قال انتم توفون سبعين امة يعني قبلها تسعة وستون امة انتم توفون سبعين امة انتم اعزها واكرموها على الله هذه الامة اعزها واكرمها هذا فضل الله يؤتيه من يشاء لكن ليس فقط ليس هذا التكريم وهذه الخيرية بدون عمل قال كنتم خير امة لم؟ ذكر العلة تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر تأمرون بالمعروف ما عرف حسنه في الشرع تنهون عن المنكر ما عرف نكره في الشرع اللي يدخل فيه كل شيء امرك لولدك ولزوجك اخوانك ولمن تراه يفعل المنكر تنكر عليه يقول لك هي احسن باللطف وتأمر عليه تأمره بالمعروف وخاصة الاهل يا اخوان قوا انفسكم واهليكم نارا وقودها الناس والحجارة هذا مسؤولية عظيمة بين يدي الله عز وجل ولا تيأس بعظ الناس يؤدب الولد مرة مرتين يحاول فيه فترة ثم بعد ذلك اذا رآه لا لا يستجيب يعلن تركه يقول ما في فايدة سبحان الله نوح عليه السلام مكث الف سنة يدعو قومه الف سنة الا خمسين عاما عزة تصبر على ولدك خمس سنوات عشر سنوات يأتي به الله بس انت واصل للامر بالمعروف والنهي عن المنكر عوده على الصلاة في المسجد هذي من الامور المبكية المحزنة اذا كان هناك زواج او فرح تلاحظ الشبيبة اكثر بكبير من بكثير من الكهول فقد تجد النصف او او الثلثين او ثلاثة ارباع. كله من الشباب واذا جيت المسجد ما تقدر ترى احد منهم اين هم هذي مسؤولية الاباء الان وعوده ولو شققت عليه بس اصبر عليه وتحمل ولاطفه واهده وامدحه تنازل عن اشياء مقابل انه يعطيك الصلاة مع الجماعة والاستقامة على الدين نزهه مشه اشتر له ما لا يضره وابشر فان الامر كما قال الاول قال وينشأ ناشئي الفتيان فينا على ما كان عوده ابوه حقيقة يا اخوان هذا امر ملحوظ ولهذا نحن كلنا الان كل واحد يسأل نفسه تجد الغالب انه ادرك من قبله اكثر تمسكا منه ولكن على ما فيه يعني عاش حياتهم صبر وصابر حافظ على دينه وعلى صلاته. اليوم يجد نفسه انه هو القدوة. الذين جاءوا بعده اقل منه حالا. في الغالب هذا تربية يا اخوان قال النبي صلى الله عليه وسلم مروا ابنائكم بالصلاة لسبع واضربوهم عليها لعشر ينبغي بعد سبع سنوات تاخذه معك الى المسجد قلت خليه معك وتعلمه كم تعطيه مهلة الف صلاة تقريبا ثلاث سنوات كم اضرب خمسة في ثلاث مئة وخمسين هم ثلاثة الاف صلاة او اكثر اربعة الاف على كل حال ثلاث سنوات ثلاث سنوات والله هذه مهلة عظيمة. تمهل واحد يتعلم ثلاث سنوات لاهمية الصلاة ولهذا لاحظ الصلاة يضرب عليها وعمره عشر سنوات والغالب من سنه عشر سنوات ما بلغ الى الان ما بلغ قلم التكليف ومع ذلك يضرب عليها حتى يحافظ عليها لانها تنبت الايمان بالقلب. فاذا نشأ مصليا متعودا عليها ابشر بكل خير لكن اذا نشأ غير المصلي ستسأل بين يدي الله عن رعيتك نحافظ على ابنائنا يا اخوان ونصبر صحيح انه قد يشق عليك وجود الولد معك قد يحرجك في بعظ الامور لكن تصبر عليه اصبر عليه النبي صلى الله عليه وسلم وهو يخطب الجمعة جاء الحسن والحسين الحسن والحسين واحدهما جعل يعثر بالناس يوم الجمعة. يعثر يسقط تطيح على الناس فنزل النبي صلى الله عليه وسلم من على المنبر ترك الخطوة وراح وحمله صبر عليه امام الناس كلهم صلوا وهو يحمل امامة بنت بنتي بنت زينب صلاة الظهر يحملها على منكبه ويصلي واذا اراد يركع انزلها في الارض واذا قام من السجود احتملها ما في بأس اصبر على الاحراج الذي يأتيك من الولد لكن ربه عوده هو يتعود على هذا لكن اذا كان اذا كل اذا جئت به كما يقال اوسعته عتبا وذما وربما تضربه يكره يذهب للمسجد اصبر عليه يا اخي فقد صبر عليك اهلك لاحظ في الدنيا الناس يصبرون لكن في الدين تقول لا يحرجني هذا من الشيطان يا اخي اصبر عليه حتى لو حصل لك بعض تشويش مع نشئ ولدك على الصلاة وعلى الدين نعمة عظيمة ربنا هب لنا من ازواجنا وذرياتنا قرة اعين. واجعلنا المتقين اماما لهذا ما ينبغي ايضا الدعاء الدعاء بهذا الدعاء العظيم دعاء عباد الرحمن للازواج والابناء ذرية ابناء وبنات ربنا هب لنا من ازواجنا وذرياتنا قرة اعين خير من الناس مفرط في هذا الباب مالخاصة المرأة المسكينة الزوجة مير ما يدعوا لها يمكن يرى انه عيب انه يدعوا له هذه مشكلة اخرى فلا تنسى يا اخي اصلك وفرعك والداك قل اللهم اغفر لوالدي وارحمهما كما ربياني صغيرا وادعوا لهم. سواء كانوا احياء او امواتا ولا تنساهم حاول كل يوم تدعو لهم وابناؤك نسلك وذرياتنا لان هؤلاء اقرب الناس الى الناس الى الانسان اصله وفرعه وزوجه والايمان يا اخوان والتقوى ترى ما تأتي بيوم وليلة هي ما تأتي بيوم واحد والصلاح ما يأتي بيوم واحد. انت انظر في نفسك كم مرت بنا من من احوالنا فيها ولهذا لا تيأس لا تيأس من هداية الابناء ولا الزوجة ولا هداية احد لكن اصبر وصابر وابشر ولعلكم رأيتم ورأيناه غالبا غالبا الابناء يرجعون مثل ابائهم بس اصبر عليه شوي لا تطالبه الان بمثل حالك لكن لابد من القيام لان يا اخواني اذا قمنا هذا الامر وبما اوجب الله علينا اصلح الله المجتمع يا اخوان وانتشر الخير هذا من اعظم الدعوة الى الله عز وجل من اعظم القيام بامر الله ولو كان كل واحد يأمر اهل بيته بالمعروف وينهى عن المنكر صلح المجتمع فقل الشر والفساد واهل الفساد يقول الله جل وعلا كنتم خير امة اخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله. لا يقبل الله عملا الا بعد الايمان به جل وعلا والايمان بالله الايمان هو التصديق عن اقرار وليس هو مجرد التصديق لكن يصدق ويقر ويعترف ويعمل وتؤمنون بالله ولو امن اهل الكتاب لكان خيرا لهم لو امن اهل الكتاب بدليل انهم كفروا لان من لم يؤمن بالنبي صلى الله عليه وسلم فهو كافر ولهذا من الاشياء الغريبة الان انه تجد بعض الناس يعتقد ان النصارى الموجودين انهم مسلمون وليسوا بكفار او يعتقد ان اليهود ليسوا بكفار والله قد كفرهم في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم وذكر كفرهم واعمالهم قالت النصارى قالت اليهود عزير ابن الله وقالت النصارى المسيح ابن الله واخبر النصارى انهم قالوا ثالث ثلاثة وكفروا فهم كفار. لكن لا يعني هذا انهم انك لا تتعامل معهم معاملة حسنة لا تحسن اليهم في معاملة خاصة اذا كنت ترجو ان يؤثر عليهم في الايمان لكن ما تتولاهم ولا تحبهم من قلبك ولا تميل اليهم تحب المسلمين تحب المؤمنين ولو كان بينك وبين اخيك عداوة واحن الولاء والبراءة هذه مسألة اخرى كما مر معنا في التولي قال جل وعلا ولو امن اهل الكتاب لكان خيرا لهم. منهم المؤمنون واكثرهم الفاسقون منهم المؤمنون؟ قالوا وهم قليل مثل عبد الله ابن سلام رضي الله عنه فانه من يهود الذين اسلموا ومعدودون على الاصابع الذين اسلموا من يهود فمنهم المؤمنون من اهل الكتاب منهم المؤمنون ومراد بعد بعثة النبي صلى الله عليه وسلم. اما قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم في زمن موسى اتباعه كثير كما في حديث سبعين الف قال فرأيت سوادا عظيما هذا موسى وقومه. لكن المراد بعدها بعثة النبي صلى الله عليه وسلم. لانه بعد بعثة النبي صلى الله عليه وسلم من لم يؤمن به فليس بمؤمن. ولا يدخل الجنة الا ان يؤمن بالنبي صلى الله عليه وسلم واكثرهم الفاسقون الفاسقون من الفسق والاصل في الفسق الخروج وهو في اصطلاح الشرع الخروج عن طاعة الله. والفسق فسقان فسق تسكن اكبر وفسك اصغر والمراد به هنا هو الفسق الاكبر. المخرج من الملة لانه ذكره مقابل المؤمنين ثم قال لن يضروكم الا اذى لن يضروكم الا اذى وان يقاتلوكم يولوكم الادبار ثم لا ثم لا ينصرون الاستثناء لن يضروكم الا اذى فيه قولان فقيل انه متصل وتقدير الكلام لن يضروكم الا ضرر اذى بل يضروكم الا ضرر اذى فهي كمتصل من جنس ما قبله استثنائي من جنس المستثنى. المستثنى من جنس المستثنى منه فلن يضروكم ضررا الا ضرر اذى وقال بعض العلماء بل الاستثناء هنا منقطع بمعنى لكن وتقدير الكلام لن يضروكم ولكن يؤذونكم لن يضروكم ولكن يؤذونكم. وهذا دليل ان فيه فرق بين الاذى والضرر فهم لن يظروا المؤمنين لكن من لن يظروا من كان مثل النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه المتمسكون بدينهم لكن يؤذونهم يسمعونهم كلاما قبيحا يطعنون فيهم يستهزئون بهم يفعلون افعالا لكن ما تضر المؤمنين كل نفس مما كسبت رهينة ولهذا الله جل وعلا يقول في كتابه الكريم ان الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والاخرة. فاثبت اثبت الاذى اثبت الاذى له وان الذين كفروا يؤذون الله ورسوله. وقال ايؤذيني ابن ادم يسب الدهر وانا الدهر ولكن قال انهم لن يظروا الله شيئا. نفى الظرر لا يظرون الله يؤذون الله لكن لا يظرونه فرق بينهم قالوا الاذى هو لما خف اثره وضعف. يطلق على الشيء الذي يخف اثره ويضعف. ولهذا تكون في المسجد بجوارك رجل قد اكل ثوما او بصلا تتأذى انت برائحة الثوم لكن ما يضرك هو الذي يأثم باكل الثوم والمجيء الى المسجد واذية الملائكة والناس ظرره عليه انت ما بس انت تتأذى بهذه الرائحة او ترى منظرا حزينا او مسكينا او موقفا تتأذى وينكسر خاطرك لهذا. لكن ما يضرك ما تسأل عنه اذا لن يضركم الا اذى. يعني لن يتمكنوا من الاضرار بكم. ولكن يؤذونكم اذية. يسمعونكم كلاما سيئا يطعنون فيكم يقولون يعلنون كفرهم لكن ما يضرونكم وهذا من نصرة الله لدينه لكن ما يشكل عليه انا نرى الان ان الكفار يظرون المسلمين ظررا بليغا لان المسلمين اليوم فرطوا ما تمسكوا كما تمسك النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه الذين قال الله لهم هذا لو تمسكوا كما تمسك جيلنا سلفنا الصالح والجيل الاول هو والله لن يضرونا لكن يحصل منهم اذى ولهذا انظروا لما تمسك المسلمون بدينهم كيف نصرهم الله عز وجل على اعدائهم وكانوا اكثر قوة وعدة وعددا ومع ذلك نصرهم الله عليه فالمسألة مسألة الصدق مع الله. ان تنصروا الله ينصركم ويثبت اقدامكم. لا يضركم الا اذى. اذا هذا وعد من الله لن يضرنا وان يقاتلوكم يولوكم الادبار ثم لا ينصرون. وان يقاتلوا المؤمنين حقا يولوا الادبار ينهزمون واقرأ التاريخ انظر ماذا حصل في زمن الفاروق وابي بكر والفاروق بل قبل ذلك في زمن النبي صلى الله عليه وسلم والغزوات التي كانت في زمن النبي صلى الله عليه وسلم كيف نصر الله جنده وحزبه مع قلة عددهم وعدتهم ومع ذلك نصرهم الله لكن اذا كان المسلمون متمسكون بالحق. ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم فضلت على الانبياء بست وذكر منها نصرت بالرعب مسيرة شهر يلقي الله الرعب في قلوب الاعداء وهذا الوعد لا يزال باق متى ما رجعنا الى ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه سنجد ما وعدنا الله ورسوله. وصدق الله ورسوله قال جل وعلا ثم لا ينصرون. يولون ينهزمون ولا يجدون احدا يتولى نصرتهم. حتى لو قال انه سينصرهم المؤمنون لا يمكن ان ينصروا الكافرين والكافرون الاخرون لا ينصرون مثلهم ويصيبهم الرعب كما اصابهم. قال جل وعلا ضربت عليهم الذلة اينما ثقفوا. ضربت اي الزموا الزموا بها جعلت لازمة لهم ضربها الله عليهم يعني الزمها الزمهم بها وجعلها لازمة لهم غلبت عليهم الذلة. والذلة هي الصغار في ذلة وفي صغار من امرهم اينما ثقفوا ثقفوا اي وجدوا اينما وجدوا ولقوا الا بحبل من الله وحبل من الناس ضرب الله على الكفار على اهل الكتاب اليهود خاصة وعلى هالكتاب واليهود خاصة ضرب الله عليهم الذلة الا بحبل من من الله هو حبل الله قالوا العهد الذي يعطى في الله تعطيهم المسلمون العهد يأخذون الجزية ويعطونهم عهدا او حبل من الله ان المسلمين يتركون امرهم فيسلطهم عليهم وحبل من الناس اذا كان هناك اناس يقفون معهم يدافعون عنهم كل ما هو معروف من حال اليهود وهناك من يدافع عنهم فهم بحبل من الناس تزول عنهم الذلة نوعا ما وان كانت الذلة لازمة لهم لا تفارقهم قال جل وعلا ونعم والحبل مر الكلام علينا الكلام عليه معنا فيما مضى وهو السبب سمي السبب حبلا لانه يوصل الى المقصود يعني الا بسبب من الله او سبب من الناس وباءوا بغضب من الله. باءوا اي رجعوا بغضب من الله. وهذه الاية والله اعلم انها في يهود لانها يفسرها قوله جل وعلا غير المغضوب عليهم ولا الضالين فالغضب في اليهود اكثر والزم لهم والغضب صفة من صفات الله تليق بكماله وجلاله. غضبه شديد والويل والخسار لمن غضب الله عليه قال وضربت عليهم المسكنة. ايضا الزموا بها والمسكنة هي الفقر فهم جمعوا بين كونهم اذلاء لا شجاعة فيهم وفقراء ليس عندهم غنى لكن هذا يشكل يلاحظ ان اليهود خاصة من اكثر الناس اموالا فاما ان يكون هذا بحسب الغالب واما ان يكون المراد بالغنى هنا غنى النفس كما قال النبي صلى الله عليه وسلم قال ليس الغناء عن كثرة العرض وانما الغنى غنى النفس وهم رغم كثرة اموالهم لكنهم في مذلة ومسكنة يضيق على نفسه وعلى اهله ويجمع الاموال لان في الفقر والمسكنة في قلوبهم ولو كان المال بايديهم فضربت عليهم مسكنة ذلك بانهم كانوا يكفرون بايات الله. ذلك اي هذا الامر الذي الزمهم الله به وظرب الذلة عليهم وضوئهم بالغضب وضرب المسكنة ذلك بسبب انهم كفروا. الباء للسببية بسبب كفرهم بايات الله جهدهم وتغطيتهم بحيث لو عدم الايمان بها والايات جمع اية وكل ما يدل ويوضح الحق ويقتلون الانبياء وبسبب قتلهم الانبياء بغير حق وكما مر معنا قتل الانبياء حيثما ذكره الله عز وجل يعقبه بقوله بغير حق لان قتل الانبياء كفر ومن اعظم الذنوب. قال اشد الناس عذابا يوم القيامة رجل قتله نبي او قتل نبي هذا فعل اليهود فهم يقتلوا الانبياء بغير حق فهذه صفة كاشفة بغير حق صفة كاشفة وليست مبينة يعني ليس المعنى انه ان كان قتل انبياء بحق فلا بأس بذلك لا صفة كاشفة تبين ان قتل كل نبي هو بغير حق تكشف ان حقيقة القتل لهم بغير حق ويقتلون النبيين بغير حق ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون. ذلك هذا الفعل كفرهم بايات الله وقتلهم الانبياء بغير حق. بسبب عصيانهم لله ورسوله صلى الله عليه واله وسلم وكانوا يعتدون وبما كانوا يعتدون. لان الجزاء من جنس العمل والاعتداء هو تجاوز الحد تجاوز الحدود التي امر الله بالوقوف عندها وقد جمعوا بين اعمال قبيحة معصية وتجاوز لحدود الله. فلما ازاغوا ازاغ الله قلوبهم. وما يظلم ربك احدا جزاء من جنس العمل ولهذا كما جاء في الاثر الحسنة تنادي باختها والسيئة تنادي باختها وابن كثير رحمه الله عند هذا الموطن هذه الايات اطال النفس وذكر احاديث كثيرة في بيان السبعين الف الذين يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب ثم قال جل وعلا ليسوا سواء ليسوا سواء. يحتمل انهم ليسوا سواء يعني ليس سواء لا يستوي المؤمنون الكتاب قال بهذا بعض المفسرين وقال بعضهم بل هذه كلها في اهل الكتاب. فليسوا سواء ليسوا كلهم على حد سواء. من اهل الكتاب امة قائمة يتلون ايات الله اناء الليل وهم يسجدون وامة كافرة فاهل الكتاب ليسوا سواء. فالذين امنوا بالنبي صلى الله عليه وسلم واتبعوه لا يستوون مع الذين كفروا به هذا القول اظهر وبعضهم قال لا لا يستوون اهل الكتاب واهل الكتاب حتى يقول حتى امة النبي صلى الله عليه وسلم من من اهل القرآن اهل الكتاب فالامة القائمة يقول هم امة محمد صلى الله عليه وسلم الذي سيذكر اوصافهم هو اهل الكتاب الاخرون هم من ذكر وسيذكر اوصافهم. وبعض المفسرين وهم الاكثر؟ قالوا لا. هذه كلها في امة واحدة. ولهذا قال ليسوا سواء من اهل الكتاب هذي كلها في اهل الكتاب الذين هم اليهود والنصارى من اهل الكتاب امة قائمة. اي قائمة بامر الله مستقيمة عليه ثم ذكر شيئا من اوصافهم يتلون ايات الله اناء الليل وهم يسجدون يتلون القرآن لانه بعد بعث للنبي صلى الله عليه وسلم لا دين الا دينه. وقد يكون هذا خبر عن من مظى منهم. كانوا يتلون كتبهم قبل باذن النبي صلى الله عليه وسلم وهم يسجدون يعني اناء الليل يتلون ايات الله اناء الليل وهم يسجدون اناء الليل ساعاته ساعاته واوقاته فهم يقومون في الليل ويسجدون يصلون فيقومون الليل متهجدين متعبدين لله بالصلاة هذه صفات الكمال قال يؤمنون بالله واليوم الاخر. يؤمنون بالله ربا بروبيته والوهيته واسمائه وصفاته ويؤمنون باليوم الاخر وهو البعث والنشور ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر. يأمرون بالمعروف وما عرف حسنه في الشرع وينهون عن المنكر الذي عرف قبحه في الشرع ويسارعون في الخيرات. يسارعون يعني يسابقون ويبادرون اليها سابقون سابقوا سارعوا هذي صفة المؤمن المسارعة والمسابقة لانه ما يدري متى يأتي الاجل فيبادر اغتنم خمسا قبل خمس. كما في الحديث فيسارعون في الخيرات واولئك من الصالحين. خيرات جمع خير وهو كل عمل صالح واولئك من الصالحين حكم الله لهم واعن انهم من جملة الصالحين ومن يطع الله والرسول فاولئك مع الذين انعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء الشهداء والصالحين. وحسن اولئك رفيقا ثم قال وما يفعلوا من خير فلن يكفروا. ما يفعلوا من خير لن يكفروا. يعني لن يكفروا يعني لن يعدموا ثوابه فروا يعني لن يعدموا ثوابه. سيجدونه. من يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره. لن يعدموا ثوابه والله عليم بالمتقين الله جل عليم بالمتقين الذين يتقونه وهنا ليس مجرد العلم فالله يعلم كل شيء. لكن هذا الاخبار يقتضي انه سيثيبهم ويعظم لهم الاجر فهو عليم بالمتقين وسيجازيهم على تقواهم. ويعظم لهم الاجر والثواب ونتوقف ولا نواصل نتوقف نعطي الشباب فرصة والله اعلم وصلى الله وسلم وبارك ما انعم على عبده ورسوله نبينا محمد