بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين. اما بعد يقول الله جل وعلا ان الذين كفروا لن تغني عنهم اموالهم ولا اولادهم من الله شيئا واولئك اصحاب النار هم فيها خالدون مثل ما ينفقون في هذه الحياة الدنيا كمثل ريح فيها سر اصابت حرث قوم ظلموا انفسهم فاهلكته وما ظلمهم الله ولكن انفسهم يظلمون يقول الله جل وعلا مخبرا عن حال الكافرين الذين كفروا بالله عز وجل وكفروا برسله انهم لن تغني عنهم اموالهم ولا اولادهم من الله شيئا فلا تغني عنهم ولا تنفعهم ولا تدفع عنهم اموالهم ولا اولادهم من الله شيئا لانه يوم القيامة انما هي الحسنات والسيئات وانما ينفع الانسان عمله الصالح واما ما سوى ذلك فانه لا ينفعه يوم يفر المرء من اخيه وامه وابيه وصاحبته وبنيه لكل امرئ منهم يومئذ شأن ليه وفي اخبار الله جل وعلا عن ذلك ما يدعو المسلم الى الاجتهاد بالعمل الصالح والا يغتر بكثرة الولد ولا بكثرة المال اللهم الا اذا كان ينفق من ماله ويربي اولاده تربية صالحة لعلهم يدعون له ويحسنون اليه بعد موته. كذلك في حياته لكن المال والولد لا يغني من الله شيئا اذا كان الانسان كافرا فرع فلا فلا ينفع شيء مع الكفر فلا بد من الاتيان بالايمان ان الذين كفروا لن تغني عنهم اموالهم ولا اولادهم من الله شيئا. وشيئا نكرة في سياق النفي تدل على العموم لن تغني عنهم اي شيء من الاشياء. واولئك اصحاب النار هم فيها خالدون. اولئك الكفار هم اصحاب النار والصحبة فيها معنى الملازمة. ولهذا قيل للصاحب صاحب لانه يلازم صاحبه فاصحاب النار اي الملازمون لها نعوذ بالله. الملازمون لها لا يخرجون منها فهم فيها ابد الاباد. هم فيها خالدون اتى بظمير الفصل هم للتوظيح والبيان ان المراد بهم هؤلاء الكفار فهم خالدون فيها والخلود المكث المدد الطويلة والكافر يخلد في النار خلودا ابديا لانه جاء في اية اخرى خالدين فيها ابدا. وهو الخلود الذي لا نهاية له ثم قال مثل ما ينفقون في هذه الحياة الدنيا كمثل ريح فيها سر اصابت حرث قوم ظلموا انفسهم فاهلكته مثل ما ينفقون في هذه الحياة من الاموال يعني ما يتقربون به فانه لا يرد عنهم من بأس الله شيئا. قد يكون انفق وعملوا اعمالا لكنها لا تنفعهم قد يكون انفق فصدقوا فعلوا لكنهم لم يأتوا باصل الايمان الذي لا بد منه في قبول العمل ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم لمعاذ فانهم اطاعوك لذلك للشهادتين. فاعلموا ان الله افترض عليهم خمس صلوات في اليوم والليلة. فلا يقبل شيء الا بعد الاتيان بالشهادتين الا بعد الايمان. ولو عمل ما عمل فلا بد من الايمان هؤلاء كفار حتى ولو عملوا بعض الاعمال الصالحة فانها لا تنفعهم. ولهذا قال جل وعلا مثل وما ينفقون في هذه الحياة الدنيا كمثل ريح فيها سر. السر قال الحسن البرد الشديد ونحوه قول عطاء برد وجليد وقال ابن عباس سر نار قال ابن كثير وهو يرجع الى الاول. يعني من العلماء من قال السر هو البرد الريح الباردة او الجليد البرد الشديد وقال بعضهم السر نار قال ابن قال ابن كثير وهو يرجع الى الاول فان البرد الشديد ولا سيما الجليد يحرق الزروع والثمار كما يحرق الشيء بالنار السر البرد الشديد اذا نزل بالزروع يحرقها من الغد تجدها قد اسودت مع انه برد شديد لكن يفعل فيها ما تفعله النار. يقول فالقولان متقاربان لكن الحاصل انه وصف الله عز وجل اعمالهم كالحرث الذي هبت عليه رياح عاتية وهذه الرياح فيها سر وهو البرد الشديد فهي مع شدتها باردة جدا بحيث انها تهلك الزرع الذي تقع عليه قال كمثل ريح فيها سر اصابت حرث قوم. والحرث هو الزرع. اصابت زرع اصابت زرع قوم ظلموا انفسهم فاهلكتهم اصابة هذا الزرع وهم قوم قد ظلموا انفسهم وعصوا الله عز وجل يعني لا يدفع الله عنهم بايمانهم وتقواهم فاهلكتهم واتت عليه جميعه واحرقته ولم يبقى منه شيء. فكذلك اعمال هؤلاء الكفار الذين ينفقونها في يوم القيامة لا تنفعهم شيئا كما قال جل وعلا في اية اخرى وقدمنا الى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا لماذا؟ لانهم لم يأتوا بشرط قبول العمل. وهو الايمان بالله جل وعلا فلا يقبل الله عمل احد حتى يدخل في الاسلام فاذا دخل في الاسلام وصار من المسلمين يتقبل الله من المتقين. واما الكفار لا يتقبل الله منهم شيئا قال جل وعلا وما ظلمهم الله ولكن انفسهم يظلمون. ما ظلمهم الله عز وجل في حبوط اعمالهم وذهابها وزوالها لكن كانوا انفسهم يظلمون. كان هذا بسبب ظلمهم لانفسهم. لانهم كفروا بالله عز وجل. وظلموا انفسهم بالكفر وكان حقها ان يدخلوها في الايمان حتى تنجو من عذاب الله. فظلموا انفسهم ووظعوها في غير موظعها. فما اصابهم وفاقا بسبب كسبهم وما ظلمهم الله جل وعلا. ثم قال جل وعلا يا ايها الذين امنوا لا تتخذوا من دونكم لا يأنونكم خبالا. البطانة مصدر يسمى به الواحد ويسمى به الجمع يقال هؤلاء بطانة فلان وهذا بطانة فلان. يستوي فيه المذكر الفرض والجماعة مثل الفلك يطلق على السفينة الواحدة وعلى السفن الكثيرة. وبطانة الرجل هم خاصته. هم خاصته الذين يستبطنون امره خاصته الذين يستبطنون امره لانهم يعرفون امره من الباطن من الداخل. يعني قريبين منه قال الطبري لا تتخذوا اولياء واصدقاء لانفسكم من دونكم اي من دون اهل دينكم وملتكم يعني من غير المؤمنين وهذا فيه التحذير ان يتخذ الانسان صديقا ورفيقا له ويتخذه بطانة صاحب قريب له من غير المؤمنين من الكفار من دون المؤمنين. وليس من المؤمنين فهذا نهي والنهي يقتضي التحريم. ولا يجوز هذا. وقد مر معنا الكلام هل هو ان كان من باب الموالاة فهو كبيرة من كبائر الذنوب واما ان كان من باب التولي فهو كفر بالله عز وجل فقال لا تتخذوا بطانة من دونكم لا يألونكم خبالا لا يألونكم خبالا آآ قال ابن كثير لا يقصرون فيما فيه الفساد عليكم والخبال الخبال هو الفساد في الافعال والابدان والعقول الاصل في الخبال انه الفساد في الابدان والافعال والعقول ويألونكم يقولون من الاليو والالي هو بذل الجهد بذل الجهد والمعنى لا يألون جهدا في افسادكم او لا يقصرون فيما فيه الفساد في حقكم يعني يسعون في افسادكم وفي الحاق الضرر بكم. لانه كافر عدو بالله عدو لله عز وجل. فمهما كان الكافر فهو لا يألو المؤمن خبالا ابدا لا يقصر في الاضرار بالمسلم بل يجتهد جهده لاجل ان يلحق الضرر بالمسلم. فكيف يتخذه بطانة له يسر اليه ويبطل له اموره ويجعله من اصدقائه ودون بقية الناس لا يتخذ يا ايها الذين امنوا لا تتخذوا بطانة من دونكم لا يألونكم خبالا. ودوا ما عنتم. ماء مصدرية تقدير الكلام ودوا عنتكم. والعنت هو المشقة والحرج. فودوا اي يحب اي احبها هؤلاء ان يلحق بكم العنت والمشقة والحرج. هذه حقيقتهم لان العداوة عداوة الدين ايها الاخوة قال ودوا ما عنتم قد بدت البغضاء من افواههم. اي ظهر شدة البغض من افواههم يعني في كلامهم في المؤمنين طعنهم في النبي صلى الله عليه وسلم في الصحابة ما رأينا مثل قرائنا هؤلاء اكبر بطون واجبن عند اللقاء الى غير ذلك ايضا من مقولة اليهود فهم قد بدت البغضاء من افواههم يعني يتكلمون يصرحون يسبون يذمون يشتمون كلام يدل على بغضهم الشديد لكم ايها والمؤمنون وما تخفي صدورهم اكبر. يعني بدا من افواههم وتكلموا بالسنتهم كلاما قبيحا. لكن الذي يخفونه في صدورهم من الشر لكم والبغض والعداوة اكبر مما ظهر. اذا هؤلاء هم العدو. هؤلاء هم العدو. وكيف يتخذ مثل هذا بطانة وخصيصة من دون الناس وما تخفي صدورهم اكبر قد بينا لكم الايات ان كنتم تعقلون. بينا وضحنا وجلينا لكم الايات الدلائل والمواعظ والعبر ان كنتم تعقلون عقل الادراك انتم تعقلون عقل البصيرة تعرفون ما ينفعكم فان كنتم عقلاء لا تتخذوهم بطانة وهم بهذه الصفة من العداوة والبغض لكم وهذه في المنافقين هذه الاية في المنافقين هذه في اهل النفاق لان اهل النفاق يظهرون الاسلام ينخدع بهم بعض الناس لكن من خفي يعني من اخفى امره بلسانه لابد ان يظهر يا اخوان. ان اظهر دينه لابد ان يظهر على فلا تاتي لسانه. او على تصرفاته كما ظهر امر المنافقين في زمن النبي صلى الله عليه وسلم اذا جاءوا قالوا امنا بالله ورسوله ويصلون ويخرجون للجهاد لكن ما تأتي فتنة الا وتظهر رؤوسهم وينفثون سمومهم. فالمنافق عدو لله ولا يجوز ان يتخذ بطانة فضرره اكبر من نفعه. ثم قال ها انتم اولئك تحبونهم ولا يحبونكم. ها انتم كما قلنا بالامس ها هنا للتنبيه وانتم مبتدأ. واولئك خبرها تحبونهم ولا يحبونكم. قال ابن كثير تحبونهم لما ظهر لكم من ايمانكم انتم ايها المؤمنون تحبون المنافقين بما يظهرون لكم من الايمان. فتحبونهم على ذلك. وهم لا يحبونكم لا باطنا ولا نعم وهذا اخبر الله عنهم فالمؤمنون احبوهم ليس رغبة في المنافقين. لكن لانهم عاملوهم معاملة المسلمين والمسلمين المسلم يحب بما له من الاسلام ويبغض ما عنده من المعصية. فالله عز وجل قال ها انتم اولئك تحبونهم ولا يحبونكم. يبغضونكم اشد البغض. ولهذا يتربصون بكم الدوائر وقد بدت البغضاء من افواههم وما تخفي صدورهم اعظم قال وتؤمنون بالكتاب كله واذا لقوهم قالوا امنا واذا خلوا الى واذا خلوا عضوا عليكم الانمل من الغيظ هذي الفروق فرق بينك وبينهم انت تحبونهم بمقتضى ما ظهر من الاسلام وهم لا يحبونكم انتم تؤمنون بالقرآن كله وما فيه تأتمرون به وتصدقون وتؤمنون امرا او نهيا. وهم اذا لاقوهم قالوا امنا اذا التقوا بكم واجتمعوا بكم قالوا امنا نؤمن بنبيكم ونؤمن بالقرآن ونحن معكم على الاسلام. واذا خلوا خلا بعضهم بعض وابتعدوا عن اعين المؤمنين والتقوا عضوا عليكم الانامل والانام الجمع انملة. وهو الاصبع الانملة هي الاصبع فعظوا عليكم الاصابع هذا من شدة الحنق عليكم يعظون اصابعهم من شدة الغيظ عليكم وارادة ايقاع الشر بكم عظوا عليكم الانامل من الغيظ اي من الحنق والغظب قل موتوا بغيظكم ان الله عليم بذات الصدور هذا تهديد من الله جل وعلا لهم. موتوا بغيظكم ايها المنافقون. تغتاظون من المؤمنين انهم لاجل انهم امنوا بالله ورسوله وصدقوا في ايمانهم ولم ينافقوا موتوا بغيظكم والله ان الله عليم بذات الصدور عليم بما تنطوي عليه ضمائركم وقلوبكم ويوم تبلى السرائر يوم تلقونه يجازيكم على هذه العقائد الخبيثة الفاسدة وهذا البغض والعداء لاهل الايمان يقول ابن مسعود والسدي والربيع بن انس الانامل الاصابع وهذا شأن المنافقين يظهرون للايمان للمؤمنين الايمان والمودة وهم في الباطن بخلاف في ذلك من كل وجه وقوله قل موتوا بغيظكم يقول ابن كثير اي مهما كنتم تحسدون تحسدون عليه المؤمنين ويغيظكم ذلك منهم فاعلم ان الله متم نعمته متم نعمته على عباده المؤمنين ومكمل دينه ومعلن كلمته ومظهر دينه فموتوا انتم بغيظكم ان الله عليم بذات الصدور ثم قال ان تمسستم حسنة تسوءهم. لانهم عدو. فامسسكم تصبكم. فاذا اصاب المؤمنين حسنة وخير ونعمة او نصر او غنيمة ساءهم ذلك وضاقت صدورهم به وان تصيبكم مصيبة وان تصبكم سيئة يفرحوا بها. واذا نزلت بكم مصيبة هزيمة او مرض او ولحق بكم ضرر يفرحون بذلك. وهذا هو العدو. هذا هو العدو حقيقة الذي تسوءه حسنته وتسره مصيبتك هذا هو العدو ولهذا جعل الله عز وجل المنافقين في الدرك الاسفل من النار تحت عبدة الاوثان لشدة كفرهم لانهم جمعوا بين الكفر وبين الرياء والنفاق. قال جل وعلا وان تصبروا وتتقوا لا يضركم كيدهم شيئا ان الله بما يعملون دون محيط فائدة عظيمة يا عباد الله المنافقون ما خلى منهم زمان. في كل وقت واوانهم موجودون لكن ما هو المنهج الذي نتبعه معهم الصبر على دينك وعلى ما انت فيه والصبر على اذاهم مع تقوى الله جل وعلا وتتقي الله فاذا فعلت ذلك لا يضرك كيدهم شيئا هذه آآ هذا توجيه القرآن بيان كلام الله جل وعلا وان تصبروا الصبر هو حبس النفس على طاعة الله وعن معصية الله وعلى اقدار الله المؤلمة وتتقوا الله تجعلوا بينكم وبين عذاب الله وقاية بفعل الاوامر واجتناب النواهي بالالتزام بالدين لا يضركم كيدهم شيئا هم لهم كيد ولا شك. لكن لا يضركم كيدهم شيئا وشيئا نكرة في سياق النفي والنكرة في سياق النفي تدل على العموم ولاحظوا انه قال لا يظر لا يظركم ولا ولا وما قال ولا يؤذيكم لان هناك فرق بين الظرر والاذى الظرر يلحق شيء يصيبه واما الاذى فهو لمخف امره. ولهذا اذا اتقى المؤمن ربه وصبر فانه لا يظره كيد المنافقين ولا غير المنافقين لا يضركم كيدهم شيئا ان الله بما يعملون محيط هذا يشمل التهديد لهم فالله قد احاط باعمالهم لا يخفى عليه منها شيء وكتبها عليهم وايضا فيه تفريج للمؤمنين واطمئنوا ايها المؤمنون فان الله محيط باعمالهم معكم ومع غيركم وسيجازيهم اشد العذاب وينصفكم منهم يوم القيامة ثم قال جل وعلا واذ غدوت من اهلك تبوء المؤمنين مقاعد للقتال والله سميع عليم المراد بهذه الوقعة هي او الحديث هنا عن غزوة بدر عن غزوة بدر الكبرى التي وقعت في رمضان في السنة اليوم السابع عشر من رمضان السنة الثانية من الهجرة واذ غدوت واذ غدوت يعني خرجت في وقت الغدو والغدو هو اول النهار من اهلك من بيتك من المدينة. لان النبي صلى الله عليه وسلم اول ما خرج خرج في اول النهار. وهكذا غزوات النبي صلى الله عليه وسلم كان يستحب الخروج يوم الخميس وايضا يستحب اي الخروج في اول النهار. بورك لامتي في بكورها. في الاعم الاغلب اذا واذ غدوت من اهلك اي خرجت في وقت الغدو وهو اول النهار من اهلك من المدينة. تبوء المؤمنين مقاعد للقتال تبوأ اي تتخذوا لهم مقاعد فاصل التبوأ اتخاذ المنزل الاصل في التبوؤ اتخاذ المنزل تقول بوأته منزلا اذا اسكنته فيه تبوأ كذا يعني اتخذ مكانا اذا انت تبوء المؤمنين يعني تتخذ لهم امكنة مقاعد للقتال تقول انت هنا او صفوا هنا وهذا يوم يوم بدر تبوء المؤمنين مقاعدا لاي شيء؟ فحدد لهم اماكن يقفون فيها ويقومون فيها للقتال لاجل قتال كفار قريش والله سميع عليم سميع سمعا. الادراك وسمع الاستجابة. وعليم قد احاط علمه بكل شيء بك وبمن معك وبقريش فعلمه محيط بكل شيء اذ همت طائفتان منكم ان تفشلا والله وليهما. وعلى الله فليتوكل المؤمنون اذ همت طائفتان منكم ان تفشل. يقول ابن كثير قال البخاري عن جابر ابن عبد الله قال فينا نزلت اذ همت طائفتان منكم ان تفشلا قال نحن الطائفتان بنو حارثة وبنو سلمة وما نحب او وما يسرني انها لم تنزل لقوله تعالى والله وليهما وهذا فيه نوع اشكال ولهذا قال من قال من اهل العلم ان هذه في اهل احد سيأتي بعض الايات في ونتكلم عليها وهذا هو ظاهر الامر. همت طائفتان منكم ان تفشلا بعض الانصار لما اراد لما رجع عبد الله بن ابي بثلث الجيش همت طائفتان ان تفشل وان يرجعا لانه خذلهما وانخذل بثلث الجيش بثلاث مئة رجل وكان الجيش الف رجل يوم احد فوقع الهم عند بعض الطوائف او عند هاتين القبيلتين حصل اقوام ارادوا ان يرجعوا معهم. ان تفشل يعني من الفشل تجبن على القتال اراد ان يجبن ويرجع عن القتال مع النبي صلى الله عليه وسلم قال والله وليهما بولايته الخاصة التي هي التي هي لطفه وتوفيقه لاوليائه فلما كان الله وليهما لم يفشلا وان كانوا قد هموا لكن حفظهم الله ومن كان وليه الله فنعم المولى ونعم النصير. ولهذا يقول جابر ما يسرني انها لم تنزل لانها هي كانها تذكر نقيصة بي في هؤلاء القوم الانصار يقولون ما يسرني انها لم تنزل لماذا؟ لانه قال والله وليهما. الله اخبر ان هاتين ان الله هو وليهما. وولاية الله شأنها عظيم من كان وليا لله او تولاه الله فهو المؤمن حقا قال وعلى الله فليتوكل المؤمنون. وعلى الله فليتوكل المؤمنون. التوكل هو الاعتماد على الله وتفويض الامر اليه مع الاخذ بالاسباب. هذا هو الواجب. يبذل الانسان الاسباب يخرجون للحرب والجهاد ويعدون عدة الحرب. ولكن يعتمدون على الله ويفوضون امورهم اليه. وعلى الله فتوكلوا ان كنتم مؤمنين ثم قال جل وعلا ولقد نصركم الله ببدر وانتم اذلة فاتقوا الله لعلكم تشكرون اذ همت طائفتان اي واذكر وقتها نعم اذ هم الطائفتان اي وقت همت طائفتان والطائفة اه نعم مر الكلام معنا عليها والطائفة هي الجماعة من الناس لقد ولقد نصركم الله ببدر نعم نصر الله نبيه في بدن نصرا مؤزرا وهي وهي البطشة الكبرى واذل الله بها الكفر وهي اول معركة بين المسلمين والكفار. رغم قلة عدل المسلمين وكثرة الكافرين لكن اخزاهم الله اذلهم فقتل الله منهم سبعين واسر سبعين. اسر المسلمون سبعين وما مات من المسلمين الا بضعة عشر رجل فقتل الله فيها رؤوس الكفر والضلال ولقوة هذه المعركة وكسرة شوكة الشرك ورفعة ورفعة رأي الاسلام ظهر النفاق في المدينة بعد هذه الغزوة قال ابي ابن كعب اه قال عبدالله بن ابي المنافق لما انتصر النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة بدر قال اني ارى ان هذا الامر قد توجه ظهر فدخل في الاسلام خوفا على نفسه وقبلها كان من يريد يؤمن يؤمن ويريد يكفر يكفر ما يخشاه ولقد نصركم الله. اذا النصر من الله جل وعلا ببدر بدر معروفة. بهذا الاسم الى يومنا هذا. الان محافظة بدر وهي في الاصل قلوب قلوب في بدر وانتم اذلة ادلة المراد بها انا القلة انتم ادلة يعني قليل المراد بالدلة هنا القلة والمعنى انهم بسبب قلتهم اذلة فاستعير للقلة والا هم في انفسهم اعزة فالمراد بالقلة والادلة هنا القلة في العدد والعدة في العدد والعدة هذا المراد وليس المراد من الذلة الذي هو المسكنة لا المراد نصركم مع قلتكم وقلة عددكم وعددكم ثلاث مئة وثلاثة عشر مقابل الف معهم فرس واحد كان يتناوب الثلاثة والاربعة يتناوبون بعيرا واحد يركب احدهما فاذا استراح الذي ركب ينزل ويركب الاخر وهو يمشي على قدميه. سبعين بعير وهم ثلاث مئة وثلاثة عشر ومع ذلك نصرهم الله هم النصر الا من عند الله قال الله جل وعلا فاتقوا الله لعلكم تشكرون اتقوا الله اجعلوا بينكم وبين عذابه وقاية. بفعل الاوامر واجتناب النواهي. اتقوا الله بطاعته فاجتناب معاصيه لعلكم تشكرون فان تقوى الله سبب في شكر العبد لربه. اذا اتقى الله جره ذلك الى شكر ربه فيشكر بقلبه في اعتقاده ويشكر بلسانه ويظهر ايضا اثر النعمة يشكر بيده فيعطي ويهب ثم قال الله جل وعلا اذ تقول للمؤمنين ان يكفيكم ان يمدكم ربكم بثلاثة الاف من الملائكة منزلين اختلف العلماء في من اي معركة هذه التي قال فيها النبي صلى الله عليه وسلم؟ اذ تقولوا للمؤمنين الن يكفيكم ان يمدكم ذهب بعض المفسرين الى ان هذا متعلق بيوم بدر وهو معطوف على قوله ولقد نصركم الله ببدر وانتم اذلة. في الاية التي قبلها واذا نصركم الله بدن وانتم اذلة اذ تقول حين تقول للمؤمنين يعني يوم بدر. قالوا والسياق يدل على هذا السياق يدل على هذا وذهب بعض المفسرين الى ان هذه في غزوة احد وهو الراجح لماذا لان فيها ليس لك من الامر شيء او يتوب عليهم او يعذبهم فانهم ظالمون وهذه جاء الحديث في البخاري وغيره ان النبي صلى الله عليه وسلم لما كسرت رباعيته في معركة بدر في معركة احد صلى الفجر وقنت على الذين اعتدوا عليه في غزوة احد ودعا عليهم وقنت عليه في الركعة الثانية من صلاة الفجر. وامن الصحابة على دعائه فانزل الله وعليه هذه الاية ليس لك من الامر شيء هذه في معركة احد وليست في معركة بدر. طيب كيف نجيب عن الاشكال انه قال هنا اه اذ تقول المؤمنين ان يكفيكم ان يمدكم ربكم بثلاثة الاف من الملائكة منزلين. اه على القول الثاني انها معركة احد لا اشكال لكن على القول الاول انها معركة بدر في اشكال وهو قوله جل وعلا اذ تستغيثون ربكم هذا يوم بدر ولا شك اذ تستغيثون ربكم نعم اذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم اني ممدكم بالف من ملائكتي مردفين فالله عز وجل امدهم بالف ملك يوم بدر. وهنا يقول ثلاث الاف ملك قالوا هذا الدليل انه في غزوة احد. لكن الذين يقولون هذه غزوة بدر يقول الله عز وجل اخبر انه سيمدهم بالف من الملائكة. وقال مردفين سيردفهم فاردفهم بالفين اخرين فصاروا ثلاثة الاف. ولكن الحقيقة النظر في الحديث الذي فيه ان النبي صلى الله عليه وسلم بعدما غزوة يوم احد ودعا على الكفار وانزل الله ليس لك من الامر شيء في الايات التالية هذا يرجح والله اعلم يرجح ان الكلام هنا في غزوة احد وليست بدر وليس ببعيد ان الله عز وجل تحدث عن غزوة بدر ثم ذكر ايضا غزوة احد قال واذ تقول للمؤمنين الن يكفيكم ان يمدكم ربكم بثلاثة الاف من الملائكة منزلين هذا استفهام تقريري يعني حين تقول الا يكفيكم يعني؟ يكفيكم. يكفيكم نصرا وتأييدا على عدوكم اي اي يمدكم ربكم والامداد اعطاء الشيء حالا بعد حال وشيئا بعد شيء اي اي مدة ربكم بثلاثة الاف من الملائكة منزلين من الله. انزلهم من السماء ثم قال بلى ان تصبروا وتتقوا ويأتوكم من فورهم هذا يمددكم ربكم بخمسة الاف من الملائكة مسومين بلى يعني اثبات انه سيمدهم بلاء تصبر للتقرير والاثبات ان تصبروا وتتقوا لا بد يا اخوان من الصبر والتقوى كما مر معنا الان في اكثر من اية تريد النجاح والسعادة عليك بالصبر والتقوى عليها مدار السعادة ولا يضرك كيدهم شيئا وان تصبروا وتتقوا كان في حق الصحابة ان امدهم الله بخمسة الاف من الملائكة ويمدك الله بعونه وتوفيقه بلا ان تصبروا وتتقوا ويأتوكم من فورهم الفور الاصل فيه القصد الى الشيء القصد الى الشيء والاخذ فيه بجد وقال بعضهم والاخذ فيه بجد وسرعة. القصد الى الشيء والاخذ فيه بجد وسرعة من قولهم فارت القدر فارت القدر اذا غلت. والفور الغليان وفار غضبه اذا جاش وقوله من فورهم قال بعض المفسرين اي من ساعتهم فدلاء سرعة مجيئهم اليكم. وقال وقال الحسن من فورهم اي من وجههم هذا وقال مجاهد وعكرمة اي من غضبهم. وقال الضحاك من غضبهم ووجههم. وقال العوفي عن ابن عباس من سفرهم هذا والمعاني كلها الحقيقة متقاربة. قال الطبري معنى يعني من فورهم من غضبهم هذا والمعنى او تأويل ذلك ويأتيكم كفار قريش وتباعهم يوم احد من ابتداء غضب غضبهم الذي غضبوه لقتلاهم يوم بدر لان الكفار قريش لما قتل منهم سبعين اوجعهم هذا وغضبوا ولهذا جاؤوا بعدها من سنة تقريبا ليثأروا لمن قتل منهم وهذا قوله من فورهم يعني يعني من من جهتهم او من قصدهم بسرعة مع غضبهم يحملهم على ذلك الغضب هذا معنى من فورهم وتفصيل الكلمة كما قلنا هي القصد الى الشيء والاخذ فيه بجد من قولهم فارت القدر لكن احيانا المعنى اللغوي لابد ان يشبك مع كلام يدل عليه ولهذا عبارة السلف كما سمعتم من من وجههم من غضبهم فمن فورهم هذا من جهتهم ثم قال ويأتوكم من فورهم هذا. اذا ويأتوكم من فورهم هذا معترض. ان تصبروا وتتقوا يمددكم ربكم بخمس الاف من الملائكة مسومين اذا جاؤوكم من فورهم. جاءوا لقتالكم وهذا المراد به غزوة احد ومعنى مسومين فيها قراءة مسومين ومسومين فمسومين اي معلمين انفسهم بعلامة وهو انهم جاؤوا جاء انهم كانوا يلبسون عمائم بيضاء وقال بعضهم يلبسون صوفا ابيظ قال بعظهم صوفا احمر فالمهم انه كانت هناك سمة وعلامة متميزين فيها وقراءة مسومين يعني معلمين بعلامة الله جعل عليهم علامة معلمين من قبل غيرهم. فيهم علامة. وكل قراءتين متواترة ولكن قال ابن عباس لم تقاتل الملائكة الا يوم بدر وحضروا يوم حنين. واما يوم احد لم يحضروه لماذا لان الوعد الذي شرطه الله عليهم ما قاموا به. الله ماذا قال قال بلى ان تصبروا وتتقوا الصحابة بعضهم الرماة خالفوا امر النبي صلى الله عليه وسلم قال ابقوا في رأس الجبل ولا تنزلوا ولو قطعنا وحرقنا ما خالفوا امر النبي صلى الله عليه وسلم فنزلوا فحصلت الدائرة على النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه حصل للنبي صلى الله عليه وسلم ما حصل فهذا يا اخوان يدل على خطورة المخالفة كم حصل للنبي صلى الله عليه وسلم والصحابة؟ وعاتبهم الله وسيأتي مزيد بيان لهذا لان بعض الناس لما يقول انا بسيط هذا خطأ بسيط انا قال لي كذا واجتهدت انا انا ظننت انه يريد كذا المخالفة لا لا تستهين بالمخالفة يا اخي. مخالفة امر الله عز وجل لا تستهن بها فالحاصل انه وعدهم النبي الذي يقول اذ تقول المؤمنين هذا قول النبي صلى الله عليه وسلم بما اخبره الله به؟ ان يكفيكم ان يمدكم ربكم بثلاثة الاف من الملائكة مردفين بلى ان تصبروا وتتقوا ويأتوكم من فورهم هذه يمددكم ربكم بخمسة الاف من الملائكة مسومين فما نزل ولا جاء مدد من الملائكة لا ثلاث الاف ولا خمسة الاف. مع انهم وعدوا في هذا لكن لم يلتزموا بالوعد فلم تحظر الملائكة معه واما بدر فحضرت وقاتلت واما حنين فحضرت ولم تقاتل هذا خلاصة ما يقال في في قتال الملائكة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم قال جل وعلا وما جعله الله الا بشرى لكم ما جعله الله اي النصر الذي حصل لكم الا بشرى لكم ولتطمئن قلوبكم به. وما النصر الا من عند الله. الحقيقة هذه الاية لما تنظر فيها تقول كانها تشعر ان المعركة معركة بدر لانها هي التي حصل فيها النصر اما غزوة احد حصل فيها ما حصل ولا شك ان هذه من المواضع المشكلة لكن الاية التي بعد التي بعدها الدليل واضح فيها انها في غزوة احد والحديث جاء في البخاري قال جل وعلا وما جعله الله اي ما حصل لكم من النصر الا بشرى. بشارة لكم او وما جعله اي امداد الملائكة ما جعله اي امداد الملائكة لكم الا بشرى بشارة لكم بالتأييد والاعانة وما النصر الا من عند الله ولتطمئن قلوبكم لان هذه طبيعة الانسان انه يطمئن اذا رأى المدد والعون لكن الحقيقة ان النصر من عند الله لا بكم ولا بالملائكة الذين امدوكم الذي نصركم هو الله والنصر من الله فهو ينصر من يشاء ويخذل من يشاء ويهزم من يشاء فرجعت الامور الى الله فتعلقوا بالله واطلبوا النصر منه. انصروه ينصركم. ان تنصروا الله ينصركم ويثبت اقدامكم. وما النصر الا من عند الله العزيز الحكيم ذو العزة التي لا ترام وذو الحكمة في اقواله وافعاله واقداره فيضع كل شيء موضعه قال ليقطعه اي لاجل ان يقطع طرفا من الذين كفروا نصركم لاجل ان يقطع طرفا والطرف هو الجانب او الطائفة من الكفار لاجل ان يقطعهم اي يقتلهم فيقطعهم عن بقية الجيش فيهلكون من الذين كفروا او او يكبتهم قال ابن كثير يكبتهم يخزيهم ويغيظهم وهذا من الكبت وهو الاصابة بالمكروه. وقيل الكبت الصرع للوجه واليدين. يسقط على وجهه ويديه وقيل هو الاصابة بالمكروه اذا فعل الله ذلك ونصركم لحكمة عظيمة وهي ليقطع طرفا جانبا وطائفة من الذين كفروا او يكبتهم طائفة قطعهم وطائفة ثبتهم فينقلبوا خائبين ينقلبوا ويرجعوا خائبين قد خاب سعيهم وهزموا وقتل منهم من قتل ولم يحصلوا مقصودهم وهذا من نصر الله عز وجل لاولياءه ثم قال جل وعلا ليس لك من الامر شيء او يتوب عليهم او يعذبهم فانهم ظالمون قال العلماء هذه جملة معترظة جملة معترظة بين المعطوف والمعطوف عليه والمعنى ليس لك من الحكم شيء في عبادي الا ما امرتك به ليس لك من الحكم شيء في عبادي. الا ما امرتك به وهي تدل على ان الحكم في الدنيا والاخرة لله وحده لا شريك له ولهذا جاءت عبارة السلف قال محمد ابن اسحاق ليس لك من الامر شيء اي ليس لك من الحكم شيء في عبادي الا ما امرتك به فيهم ونحوه جاء عن ابن عباس وابن كثير يقول كلاما يعني يتبين به معنى الاية ليقطع الذين ليقطع طرفا من الذين كفروا قال ثم ثم قال ليقطع طرفا من الذين كفروا اي امركم بالجهاد وما جعله الجهاد ابن كثير كانه يرى ان المراد به الجهاد عموما قال اي امركم بالجهاد لما له في ذلك من الحكمة في كل تقدير ولهذا ذكر جميع الاقسام الممكنة في الكفار المجاهدين فقال ليقطع طرفا اي ليهرك امة من الذين كفروا او يكبتهم؟ قال ان يخزيهم ويردهم بغيظهم لما لم ينالوا منكم ما ارادوا ولهذا قال او يكبتهم فينقلبوا ان يرجعوا خائبين اي لم يحصلوا على ما املوا فمنهم من قتل ومنهم من هزم ليس لك من امري شيء هذا يدل على ان الامر لله جل وعلا سبب نزولها كما اورد المؤلف ما رواه البخاري عن سالم بن عبد الله بن عمر انه سمع من ابيه عبد الله بن عمر انه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول اذا رفع رأسه من الركوع في الركعة ان يأتي من الفجر اللهم العن فلانا وفلانا بعدما يقول سمع الله لمن حمده ربنا ولك الحمد. فانزل الله ليس لك من الامر ورواه الامام احمد وفيه يقول سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول اللهم العن فلانا اللهم العن الحارث بن هشام اللهم العن سهيل بن عمرو اللهم العن صفوان بن امية قال فنزلت هذه الاية ليس لك من الامر شيء او يتوب عليهم او يعذبهم فانهم ظالمون فتيب عليهم كلهم نعم هؤلاء الثلاثة يا اخوان لاحظوا هؤلاء من الذين اعتدوا على النبي صلى الله عليه وسلم وجاؤوا الى الى المدينة ليقاتلوه وفعلوا به ما فعل ولما دعا عليهم النبي صلى الله عليه وسلم اللهم العن فلانا يعني اللهم اطرده من رحمته والنبي مستجاب الدعوة وكان ذلك في صلاة الفجر في القنوت. والصحابة يؤمنون فقال الله ليس لك من الامر شيء فاسلم الثلاثة كلهم دخلوا في دين الله عز وجل. فلمن الامر يا اخوان؟ لله سبحانه وتعالى. حتى النبي صلى الله عليه وسلم لا يملك من الامر شيء الا ما ملكه الله ولهذا ما يجوز يتعلق باحد او الغلو بالصالحين او بالاولياء او انه يفعل هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم افضل اولياء. وافضل الانبياء. واكرمهم على الله. الله يقول ليس لك من الامر شيء في شأن عباده الامر كله لي انا الرب انت لا تعمل فيهم الا ما امرتك فسبحان الله له الامر من قبل ومن بعد وليس لاحد في امر العباد شيء ليس لك من الامر شيء او يتوب عليهم او يعذبهم فانهم ظالمون. ليس لك من الامر شيء. فان شاء عذبهم لانهم ظالمون لك بما فعلوا وان شاء تاب عليهم فامنوا واسلموا وحسن اسلامه وهذا الذي حصل بعد ذلك والله يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد قال ولله ما في السماوات وما في الارض يغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء والله غفور رحيم ولله ما في السماوات والارض ملكا وتدبيرا وخلقا وتصريفا ثم قال يغفر لمن يشاء من عباده يغفر له ويوفقه للعمل الصالح فيغفر له ذنوبه والله غفور رحيم غفور كثير المغفرة يغفر الذنب ورحيم بخلقه وعباده. ومن رحمته ان وفقهم اولا للتوبة وان غفر لهم بعد ذلك. فهو الذي وفق ثم يرحم سبحانه وتعالى يقول الله جل وعلا يا ايها الذين امنوا لا تأكلوا الربا اضعافا مضاعفة انتقل الى موضوع اخر وهذا هو القرآن كلام رب العالمين القارئ له المتدبر المتأمل كالنحلة التي تنتقل من زهرة الى زهرة ومن وردة الى وردة هو القصص الحق وهو القصص الصدق وهو احسن القصص ولهذا انتقل الى موضوع اخر فقال جل وعلا يا ايها الذين امنوا يناديهم بوصف الايمان ذلكم الوصف الذي اذا وجد عند احد فانه يحمله على فعل الاوامر واجتناب النواهي والنداء فيه شحذ همة المخاطب ولفت وجلب اهتمامه ليستعد لما سيأتي بعد النداء فقال يا ايها الذين امنوا لا تأكلوا الربا اضعافا مضاعفة الاظعاف جمع ضعف والمراد انهم يظعفون المال ضعفين او فوق ذلك وذلك انهم كانوا الرجل له على الاخر مالا. فاذا جاء وقته جاء اليه فقال وفني ما لي. فيقول ليس عندي في شيء لكن اخرني سنة وظائف المال تضاعفه مقابل انك تؤخر علي سنة فيفعل فاذا جاءت السنة التي بعدها ليس عنده مال. فيقول اخر لي سنة وظائف المال وهذا يسمى ربا النسيئة ربا النسيئة لانه بسبب التأخير يطلب منه ان يؤخر الوقت مقابل ان يرفع له المال هذا احد نوعي الربا ربا الفضل وربا النسيئة فكانوا يأخذونه اضعافا مضاعفة. وليس المراد ان المحرم هو اكل الربا اذا كان اظعافا مظعفة. اما اذا كان الربا واحد بالمئة او خمسة بالمئة انه جائز لا لكن هنا ينهاهم عن هذا الشيء الذي كان موجودا بينهم. ولكن جاء تحريم الربا في اية اخرى واحل الله البيع وحرم الربا مطلقا وذروا ما بقي من الربا الربا حرام وكبيرة من كبائر الذنوب اجتنبوا السبع الموبقات. وذكر منها اكل الربا. فليس المراد هنا ان اظعاف مظعفة يعني انما الربا اذا كان مظاعفا على الظعف من رأس المال لا لكنه ينهاهم عن شيء كان موجودا بينهم ولهذا يقول ابو حيان في البحر المحيط يقول اضعافا مضاعفة هذه الحال لا مفهوم لها وليست قيدا في النهي اذ ما لا او اظعافهم مظاعفة مساو في التحريم لما كان اظعافا مظاعفة يا ايها الذين امنوا لا تأكلوا الربا اضعافا مضاعفة. واتقوا الله لعلكم تفلحون. التقوى عليها مدار السعادة. واتقوا الله لعلكم تفلحون فالتقوى سبب للفلاح فاتق الله حتى تكون من المفلحين ثم قال واتقوا النار التي اعدت للكافرين. اتقوا النار اجعلوا بينكم وبينه وقاية. بفعل اوامر الله واجتناب نواهيه. التي اعدت اي هيئت وارصدت للكافرين. الذين كفروا بالله عز وجل ولم يؤمنوا به واطيعوا الله والرسول لعلكم ترحمون. اطيعوا الله فيما يأمركم به واطيعوا فيما ينهاكم عنه واطيعوا الرسول لعلكم ترحمون. فطاعة الله وطاعة الرسول سبب في الرحمة. اذا اردت رحمة الله فاطع الله او اطع رسوله صلى الله عليه وسلم ومن عصى الله ورسوله فقد جانب طريق الرحمة بقدر ما عنده لكن قد يكون عنده كفر وقد يكون عنده طاعة وعنده معصية ثم قال وسارعوا الى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والارض. اعدت للمتقين. سارعوا من المسارعة والمبادرة والمسابقة الى مغفرة من ربكم اي سابقوا وسارعوا الى طلب المغفرة من الله عز وجل بالاستغفار وبالاعمال الصالحة تكون سببا لمغفرة الذنوب ان تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم فالصلاة تكفر الذنوب تكفر الصغائر والزكاة والحج وهنا امر بالمسارعة فهكذا ينبغي للانسان في امر الاخرة يسارع ويبادر ولا يقول غدا كما قال جل وعلا في اية اخرى سابقوا الى مغفرة من من ربكم وجنة عرضها كعرض السماء والارض فينبغي المسابقة والمسارعة يعني نسرع نبذل الجهد نجتهد ما نتأخر بعدين ان شاء الله نجتهد مستقبلا انظر الى حالنا في الدنيا كيف حالنا الان مع الدنيا نجد مع ان الله عز وجل يقول هو الذي جعل لكم الارض ذلولا فهمتو ماشي يا اخوان فمشو في مناكبه امش مشي حتى تحصل رزقك ابن السبب والاخرة فسارعوا سابقوا حالنا الا من رحم الله العكس اليوم في الدنيا يسارعوا في الاخرة نمشي نمشي ريوس الا ما رحم الله لابد يا اخوان الانسان يتعظ هذي مواعظ القرآن. فالقلب الذي دائما يقرأ القرآن ويختمه كل شهر مرتين او ثلاث يتذكر هذه الامور كلما مرت عليه حتى تصبح حاضرة عنده يستحضرها. كما كان السلف الصالح رضي الله عنه كما كان النبي صلى الله عليه وسلم قبلهم. كان خلقه القرآن وجنة عرضها السماوات والارض اعدت للمتقين قال كثير من المفسرين الجنة عرضها وطولها سواء لانها مقببة لانه جاء في الحديث اذا سألتم فاسألوا الله الفردوس فانه اعلى الجنة وسط الجنة ومنه تفجروا انهار الجنة وسقف عرش الرحمن قال والسماوات مقببة والجنة مقببة دائرية. هكذا يقول الشيخ ابن عثيمين فقال بعضهم يقول وبعضهم قال لا اذا كان هذا عرضها هذا يدل على سعة الجنة فاذا كان هذا عرظها فطولها اكثر من العرض وهذا شيء معروف وعلى كل حال جنة عظيمة يدخلها اهلها ويبقى فيها مكانا فينشئ الله له خلقه قال بس اعملوا للجنة ولا تخافون انكم ما تجدون مكان ابدا قال جل وعلا اعدت للمتقين هيأت وارشدت للمتقين الذين اتقوا الله عز وجل بفعل الاوامر واجتناب النواهي الذين ينفقون في السراء والضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين. هذه صفات اهل الجنة ينفقون في السراء والظراء قال العلماء السراء اليسر اليسر عنده قروش والضراء العسر وقيل السراء الرخاء وضراء الشدة وكلها بمعنى فالحاصل انهم ينفقون في ظراء او في سراء في شدة او في رخاء تنفقون حسب ما عندهم نحن لا نقول ان شاء الله خل تجيني فلوس وانا انفق اتصدق صحيح ما عندي شي انظر الى حال اهل الجنة ينفقون في السراء والضراء والكاظمين الغيظ. كظم الغيظ يعني كتمانه. يكتمون غيظهم ولا يعملون بموجبه والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس. يعفون عن من ظلمهم. ويسامحونه. ليس عجزا لا لكن يرجون الله والدار الاخرة ها كن من اهل هذه الصفات هذه صفات اهل الجنة. والعافين عن الناس والله يحب المحسنين. هم محسنون بهذه الافعال والله ولهذا قال والله يحب المحسنين اثبات صفة المحبة وبيان عظم هذا العمل وهو الاحسان. الله يحب المحسنين محبة خاصة قال والذين اذا فعلوا فاحشة او ظلموا انفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم بجانب العمل اذا فعلوا فاحشة والفاحشة هي الذنوب هي الذنوب وقيل لها فاحشة لشدة يعني قبحها والا المراد بها المعاصي والذنوب. والذين اذا فعلوا فاحشة او ظلموا انفسهم ارتكبوا امرا فيه ظلم للنفس ذكروا الله ذكروا ربهم وتابوا وانابوا اليه واذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فاذا هم مبصرون فاستغفروا لذنوبهم استغفروا ولهذا الزم الاستغفار هؤلاء يستغفرون الله ويرجعون اليه. استغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب الا الله لا يغفر الذنوب الا الله جل وعلا وهو غفار الذنوب ومن يغفر الذنوب الا الله يعني هم سلكوا المسلك الرشيد واستغفروا ربهم لذنوبهم ومن يغفر الذنوب الا الله لا احد يملك ان يغفر الذنب الا رب العالمين الغفور الرحيم قال ولم يصروا على ما فعلوا. الاصرار هو البقاء على الشيء وملازمته وعدم الاقلاع عنه. عدم الاقلاع عن الشيء لم يصروا على ذنوبهم اذا اذنب احدهم تاب واستغفر واناب ما يصر على الذنب بخلاف من يصر على الذنب عنده ذنب من عشرين سنة وهو باق عليه هذه صفات اهل الجنة ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون هم يعلمون انه ذنب وانه مخالفة لكن قد يخفى على الانسان الشيء ولا يظن ان فيه شيء هذا ليس كذلك لكن اذا بلغه النص وتبين له انه مخالفة اقلع عنه ولم يصر عليه. قال اولئك جزاؤهم مغفرة من ربهم وجنات تجري من وتحتها الانهار اولئك اسم اشارة دال على البعد. لبعد منزلتهم في الخير. جزاؤهم عند الله مغفرة من ربهم يغفر لهم ذنوبهم وجنات في الاخرة جنات داخل الجنة كل واحد منهم له جنات كثيرة. تجري من تحتها الانهار هذا زيادة في النعيم تجري الانهار من تحت هذه البساتين وهذه الجنات خالدين فيها لا يخرجون منها بل ماكثين فيها ابدا ونعم اجر العاملين هذا الجزاء وهي دخول الجنات وجريان الانهار والخلود فيها نعم الاجر ولكن اجر العاملين عملوا عملا يستحقوا به هذا. يعني كان عملوا عملا كان سببا لدخولهم الجنة وليسوا بطالين ثم قال جل وعلا قد خلت من قبلكم سنن خلت مضت وسلفت من قبلكم سنن السنن جمع سنة والاصل فيها الطريقة سنن الطرق والمراد بها ما سنه الله من الوقائع والحوادث والامم الذين كفروا كعاد وثمود وغيرهم قد خلت من قبلكم سنن فسيروا في الارض. سيروا سواء السير بالاقدام او بالقلوب وهو التفكر والتدبر والتأمل فسيروا في الارض فانظروا كيف كان عاقبة المكذبين. سيروا في الارض وانظروا الى ديارهم. كيف كان عاقبة المكذبين؟ اين هم؟ اين ديارهم اهلكهم الله كأن لم يكونوا ففي هذا عبرة وهذا بسبب التكذيب دمرهم الله وما اغنى عنهم جمعهم قال هذا بيان للناس وهدى وموعظة للمتقين اي هذا القرآن وقيل هذا اي فقوله قد خلت. فالاظهر انه القرآن هذا بيان للناس القرآن بيان للناس يبين ويوضح لهم امر دينهم وخبر من قبلهم وهدى يهتدى به من الضلالة وموعظة يتعظ بها ذكرى موعظة لكن لمن للمتقين؟ ينتفع بالقرآن المتقين. هدى للمتقين لانه هم المتعظون به الذين يعملون بما فيه. ولا تهنوا ولا تحزنوا وانتم الاعلون. ان كنتم مؤمنين. لا تهنوا من الوهن لا ضعفوا لا تظعفوا ولا تحزنوا لا يصيبكم الحزن. بسبب ما اصابكم. وانتم الاعلون؟ هل انتم الاعلون؟ لان امة النبي صلى الله عليه وسلم فوق الامم كلها او انتم الاعلون لان العاقبة لكم عند الله عز وجل فانتم الاعلون فلما تهنوا فظعه وتحزنوا وانتم ترجون من الله ما لا يرجون ان كنتم حقا ان كنتم مؤمنين حق الايمان ثم قال ان يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله القرح هو الجرح فالحاصل ان معنى الاية ان اصابكم جرح ان اصابتكم جراحات فقد اصاب اعدائكم كفار قريش جراحات مثل ما اصابكم. اصابهم مثل الذي اصابكم وتلك الايام نداولها بين الناس. الله يجعل ايام دول يوم لك ويوم عليك. انتصر النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة بدر وفي غزوة احد حصل ما حصل وهذه يفعل الله ذلك لحكمة عظيمة وتلك الايام نداولها نداولها بين الناس وليعلم الله الذين امنوا ويتخذ منكم شهداء. وليعلم العلم الذي يترتب عليه الثواب والعقاب ليعلموا وجود ذلك يعني خلقه ووجوده والا الله قد احاط بكل شيء علما. لكن هذا العلم قالوا هو العلم الذي يترتب عليه الثواب والعقاب او لا يؤاخذ العباد بعلمه الازلي لا يؤاخذهم الا بعد خلق هذا الامر ووجوده عند ذلك يؤاخذهم قال وليعلم الله الذين امنوا ويتخذ منكم شهداء. شهداء يعني يستشهدون في سبيل الله. كالذين قتلوا في غزوة احد والله لا يحب الظالمين لا يحب مراد الظالمين الكافرين. ثم قال وليمحص الله الذين امنوا ويمحق الكافرين. ولاجل ان يمحص الله عز وجل تمحيص والتنقية يمحص الذين امنوا ينقيهم ويمحق الكافرين يهلكهم ويمحو اثارهم. هذي من حكم الجهاد والقتال قال ام حسبتم ان تدخلوا الجنة ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين؟ ام هنا هي المنقطعة والهمزة للانكار وتقدير الكلام اي بل احسبتم بل احسبتم ان تدخلوا الجنة ولما يعلم الله يعلم الله الذين جاهدوا منكم العلم الذي يترتب عليه الثواب والعقاب. لابد من الجهاد ويعلم الصابرين في سبيله وعلى قتال الاعداء ولقد كنتم تمنون الموت من قبل من قبل ان تلقوه فقد رأيتموه وانتم تنظرون كنتم ايها المتمنون الموت تتمنون الجهاد في سبيل الله والقتل في سبيل الله فقد رأيتموه وانتم تنظرون. رأيتموه بام اعينكم. وانتم تنظرون الى من يقتل في سبيل الله. وتنظرون فيها زيادة اطمعنا على رأيتموه فالحاصل ان هذه الايات كلها في فضل الجهاد وفضل ما يصيب الناس في الجهاد وفضل النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه والله اعلم وصلى الله وسلم وبارك على اعمال ورسوله نبينا محمد