بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. الرحمن الرحيم. وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله. نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين يقول الله جل وعلا في سورة ال عمران ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله امواتا بل احياء عند ربهم يرزقون كما مر معنا يخبر الله عز وجل عن الشهداء الذين قتلوا في هذه الدار ان ارواحهم حية مرزوقة في دار القرار وقد اورد ابن كثير جملة من الاحاديث عند هذا الموضع وذكر احاديث في الصحيحين او في بعضها تدل على ان اه الشهداء ارواحهم في اجواف الطير الخضر تعلق من شجر الجنة ثم قال فرحين بما اتاهم الله. هؤلاء الذين قتلوا في سبيل الله مغتبطون فرحون بنعمة الله عز وجل وبفظله الذي اتاهم من النعيم والثواب العظيم. ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم يسرون بلحوق من خلفهم لهم وبجهادهم في سبيل الله. الذي يوصلهم الى ما وصلوا اليه من دار كرامته عليهم ولهم يحزنون ان هي المخففة من الثقيلة ضميرها واسمها ضمير الشأن وتقدير الكلام ان لا خوف عليهم ولا هم يحزنون لا خوف عليهم فيما يستقبلهم بل هم امنون وهم في النعيم مستمرون. ولا هم يحزنون على ما فاتهم في الدنيا لان الله قد عوضهم واعطاهم من النعيم ما لا يحزنون على شيء فاتهم ثم قال جل وعلا يستبشرون بنعمة من الله وفضل استبشروا سرورا لما عاينوا من وفاء الموعود وجزيل الثواب قال القرطبي بجنة من الله بنعمة من الله قال القرب بجنة من الله وقيل بمغفرته ولا شك ان ما حصل لهم نعمة من الله نعمة عظيمة او نعم عظيمة وانها من الله وحده لا شريك له واخبر انهم يستبشرون يعني يسرون غاية السرور وفضل من الله لان الله رفع درجة الشهداء واعطاهم من المنازل ما لم يعط غيرهم كما في الحديث ان الله اعد للشهداء مئة درجة في الجنة للشهيد في الجنة مئة درجة ما بين الدرجة والاخرى كما بين السماء والارض. هذا فضل الله يمن به على من يشاء وان الله لا يضيع اجر المؤمنين جل وعلا لا يضيع اجر المؤمنين الله لا يضيع اجر المؤمنين ولا اجر الكافرين. ولا يعني جزاء الكافرين لكن هذا فيه زياد زيادة بيان بل انه وعد جل وعلا انه يضاعف لهم الحسنة بعشر امثالها الى سبعمائة ضعف وانه لا يضيع اجر عامل عمل له الذين استجابوا وقد وقد يقال انه نص على المؤمنين هنا لان الكافرين يهدر عملهم وقدمنا الى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا لكن المؤمنين لا يحصل لهم هذا فليحفظ الله لهم اعمالهم وحسناتهم ويثيبهم عليها في الاخرة. الذين استجابوا لله والرسول من بعد ما اصابهم القرح سبب نزول هذه الاية انه لما رجع النبي صلى الله عليه وسلم من معركة احد لما رجع الى المدينة انتدب اصحابه قال هل اموا معنا؟ نطلب ابا سفيان. نلحق به هذا من سياسة الحرب لانها بس ظن انه قظى عليهم. فاراد النبي صلى الله عليه وسلم ان يريه انهم اقوياء رغم ما فيهم من الجراحات. والاصابات فاستنفر النبي صلى الله عليه وسلم وقال لا يخرج معنا الا من خرج الى غزوة احد فخرج النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه وبعضهم المصاب وفيه الجراح وفيه الظرب من السيف بسبب غزوة احد قبل يوم او ونحو ذلك فخرجوا حتى وصلوا حمراء الاسد فلما وصلوا هناك كان ابو سفيان قد مشى فسمع بهم فطار قلبه فزعا قبل ان يسلم اصابه رعب وخوف يعني كأنه يقول ما عملنا فيهم شيء. خرجوا في اثرنا ايضا نظن انا قضينا عليهم فلما وصل ابو سفيان وهو ماض في الطريق لقيه تجار قادمون الى المدينة وقيل لقيه وفد جماعة من بني عبد القيس فقال الى اين تذهبون؟ قالوا الى المدينة. قال لهم ابلغوا محمدا اني اتيه العام القادم ومستأصله هو واصحابه فلما جاءوا واخبروا النبي صلى الله عليه وسلم قال حسبنا الله ونعم الوكيل فما سيأتي من الايات وهذا كالتفسير والبيان لهذه الايات المباركات قال جل وعلا الذين استجابوا لله والرسول من بعد ما اصابهم القرح. الجراحات التي اصابتهم كما قال النبي صلى الله عليه وسلم هلموا استجابوا وقاموا رغم ما فيهم من القرح الجراحات والاصابات للذين احسنوا منهم التقوى اجر عظيم للذين احسنوا للذين احسنوا العمل منهم واتقوا الله واتقوا الله الاتباع بالاخلاص والاتباع وجعلوا بينهم وبين عذاب الله وقاية بفعل اوامره واجتناب نواهيه لهم اجر عظيم لا يقدر لا يقدر قدره ولا يعلم قدره الا الله جل وعلا والذي قال انه عظيم هو العظيم سبحانه وتعالى قال الذين قال لهم الناس ان الناس قد جمعوا لكم. هو النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه. جاءهم وفد عبد القيس او قال ابو سفيان ما قال فجاءوهم وقالوا لهم مقولة ابو سفيان الذين قال لهم الناس ابو سفيان ومن معه ان الناس نعم الذي هم تج التجار او وفد عبد القيس اه ليسوا وفد عبد القيس جماعة من بني عبد القيس الذين قال لهم الناس ان الناس قد جمعوا لكم جمعوا لكم الجموع واعدوا لكم العدة يريدون قتالكم والقضاء عليكم فاخشوهم لان ابا سفيان يريد ان يخافون ويخشون منه فقالوا فزادهم ايمانا يعني هذا الذي لما جاءهم هذا الكلام وانه يريد القضاء عليهم ويريد منهم ان يخافوا ويرهبوا زادهم ذلك ايمانا لانهم يعلمون ان الله مولاهم ونعم المولى ونعم النصير وان ما يقع وانه لا يقع شيء الا بتقديره وارادته الكونية جل وعلا فقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل. ازداد ايمانهم وقالوا حسبنا الله ان يكفينا الله ونعم الوكيل جل وعلا فمن وكل الله فقد وكل القدير الذي بيده الامر ومن يتوكل على الله فهو حسبه. اليس الله بكاف عبده وهذا دليل على الايمان هنيئا للمتوكلين حسبنا الله يكفينا الله ونعم الوكيل ربنا جل وعلا فهو اذا اراد نصرة عبده او كفايته او اي امر فلا راد لما يريد ثم قال جل وعلا فانقلبوا بنعمة من الله وفضل بنعمة من الله وفضل نعمة وهي نعمة النصر وطاعة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم وفضل من الله وهو ما اعده لهم من الثواب. الجزيل لم يمسسهم سوء. لم يصبهم اذى ولم يتعرضوا لحرب ولا لقتال ولا لغير ذلك واتبعوا رضوان الله واطاعوا الله ورسوله فاتبعوا رضوان الله وما يرضي الله وهو خروجهم بطلب ابي سفيان وقريش مع ما فيهم من الجراحات واتبعوا رضوان الله والله ذو فضل عظيم فضل الله عظيم ومن فضله عليهم ان وفقهم واستجابوا لله والرسول وخرجوا للجهاد في سبيل الله ولم يمسسهم سوء ورجعوا بالثواب والاجر العظيم ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء. والله ذو الفضل العظيم. ثم قال انما ذلكم الشيطان يخوف اولياءه هذا اخبار ان الشيطان يخوف اولياءه ان يخوفوا باوليائه او يخوفه من اوليائه. فالشيطان وجنده الشيطان يخوف من اوليائه ولهذا اوقع في نفسه ابي سفيان هذا القول وحمله من حمله من الناس كل ذلك يريد الشيطان ان يخوف النبي والمسلمين ويخوف المؤمنين من اوليائه ولهذا معنى يخوف اولياءه ليس انه يوقع الخوف على اوليائه. يخوف المؤمنين من اوليائه. هذا معنى الاية يخوف اولياءه فلا تخافوهم وخافوني ان كنتم مؤمنين. لا تخافوا من اولياء الشيطان الخوف الذي يحملكم على ترك دينكم وعدم الاستجابة. وخافوني خافوا الله عز وجل بفعل اوامره واجتنا بنواهيه فان ابا سفيان في ذلك الوقت هو قريش ما كانوا يريدون الاسلام ولا يريدون ان يتدين الناس بدين الله ولا ان يصلوا ولا ان يجاهدوا ولا ان يصوموا ولا ان يفعلوا شيئا هذا الذي يريدون فقال الله عز وجل وخافوني فلا تخافوهم وخافوني بطاعتي والعمل بما امرتكم به. ان كنتم مؤمنين حق الايمان هذا فيه تهيج وحث لهم على طاعة الله عز وجل ثم قال جل وعلا ولا يحزنك الذين يسارعون في الكفر انهم لن يضروا الله شيئا لا يحزنك لا يصيبك الحزن والاسى من الذين يسارعون ولا يحزنك الذين يسارعون في الكفر. لان هناك من يسارع في الكفر ويترك الاسلام وينضم الى حزب الكفار. لا يحزنك هذا لا يحزنك لا يضيق صدرك به. كان النبي صلى الله عليه وسلم يحزنه هذا قال ولا يحزنك الذين يسألون عنك الكفر انهم لن يضروا الله شيئا. بمصارعتهم ولحوقهم بالكافرين لن يضروا الله ولن يضروا دينه وانما يظرون انفسهم لن يظروا الله شيئا. يريد الله ان لا يجعل لهم حظا في الاخرة. يريد الله عز وجل فيما اختاروه وذهبوا اليه قضاه الله وقدره لكن هم يقدمون عليه باختيارهم وفعلهم لانهم لا يدرون ما قضى الله وقدر فيقدمون اقدام الفاعل المختار فيريد الله عز وجل بذلك الا يكون لهم حظا نصيبا في الاخرة لان الحظ والنصيب في الاخرة للمؤمنين. لهم حظ ونصيب من النعيم والثواب العظيم في الجنة ولهم عذاب اليم فلا حظ لهم ولهم فوق ذلك عذاب اليم اي مؤلم. لمن وقع به ولا يحسبن الذين كفروا انما انما نملي لهم خير لانفسهم لا يحسبن لا يظنن او لا يعتقدن الذين كفروا انما نملي لهم حينما ما نملي لهم ونبقيهم ونعمرهم ولا نهلكهم مع انهم لم يدخلوا في الايمان وعادوا اهل الايمان. لا يظنون ان املاءنا لهم والاملاء هو الترك والامهال خير لانفسهم انما نملي لهم ليزدادوا اثما ولهم عذاب مهين لله حكم عظيمة لا يظن الكافر انه اذا متع وامهل واعطي ان ذلك خير له بل هذا شر له ليزداد اهما على اثامه قبلها نعم نعم اه قبلها ان الذين اشتروا الكفر بالايمان لن يضروا الله شيئا. الذين اشتروا قلنا ان الاشتراه والمعاوظة الاشتراه والمعاوظة ودائما اذا جاءت لفظة الاشتراء او الاستبدال فان الباء تدخل على المتروك ابدا الباء تدخل على المترك ابدا فهنا قال اشترى الكفر بالايمان ما هو المتروك وما هو المأخوذ تركوا الايمان واخذوا الكفر فالباء دائما تدخل على المتروك الذين ينشرون الحياة الدنيا بالاخرة وهذا كثير في القرآن لا يشكل عليك اذا اشكلت اشكى عليك ما هو الذي اخذ وما هو الذي ترك فالذي دخلت عليه الباء هو المتروك هؤلاء يشترون الكورة بالايمان يعني يستعيظون بالكفر بدلا من الايمان. يتركون الايمان ويعتنقون الكفر ويأخذون به بدلا منه لن يضروا الله شيئا لان الله لا لا يبلغه ظرر احد. يا عبادي انكم لن تبلغوا ظري فتظروني ولهم عذاب اليم. بسبب هذا الاستبدال والاشتراء اشتراء الكفر بالايمان لهم على لن يضر الله وانما يظرون انفسهم ولهم عذاب اليم اي مؤلم موجع لمن وقع به ولحق به ولا يحسبن الذين كفروا انما نريد لهم خيرا لانفسهم الاملاء هو الامهال هو الامهال في الحياة وتأخير تأخير حياتهم او المد في اعمارهم ولا يحسب ان الذين كفروا انما نملي لهم خير لانفسهم انما نملي لهم حصر. افادت ما هو الشيء الذي او افادت ما الذي يحصل لهم بهذا الاملاء؟ انما نملي لهم ليزدادوا اثما لا يملي لهم الله عز وجل لاجل ان ذلك خير لهم. بل هو شر لهم ليزدادوا اثاما وذنوبا ومعاصي ولهم عذاب مهين المهم من الاهانة وهو المذل المخزي لمن وقع به. فلهم عند الله عذاب يهينهم ويخزيهم ويذلهم. وهو ابو النار وما اعد الله عز وجل فيها من الانكال والاغلال والسعير ثم قال ثم قال جل وعلا ما كان الله ليذر المؤمنين على ما انتم عليه ماذا قلنا عن هذا التعبير ما كان عن الامتناع غاية الامتناع لا يمكن لا يكون ولا يقع ابدا ما كان الله ليذر المؤمنين على ما انتم عليه وله الحمد والمنة. لا يمكن ان يذر الله المؤمنين على ما عليه الكافرين حتى يميز الخبيث من الطيب يميز يقال مازا الشيء يميزه اذا فرق بين شيئين فيفرق الله عز وجل لابد ان يميز بين الكافرين والمؤمنين بما يقضيه ويقدره. ولهذا قال حتى يميز الخبيث من الطيب فالخبيث هو الكافر الكافر والطيب هو المؤمن. لابد ان يميز الله بينه وان يفرق بينهما. ويظهر هذا ويخزي هذا فيجلي امرهم ثم قال وما كان الله ليضع ايمانكم. آآ يقول ابن كثير ما كان الله ما كان الله ما كان الله ليذر المؤمنين على ما انتم عليه يقول اي لابد ان يعقد سببا من المحبة ويظهر يظهر فيه وليه ويفتضر فيه عدوه او يظهر فيه وليه ويفتضح فيه عدوه يعرف به المؤمن الصابر والمنافق الفاجر يعني بذلك يوم احد الذي امتحن الله به المؤمنين فظهر به ايمانهم وصبرهم وجلدهم وثباتهم وطاعتهم لله ولرسوله صلى الله عليه واله وسلم وهتك به ستر المنافقين فظهر مخالفتهم ونكولهم عن الجهاد وخيانتهم لله ولرسوله صلى الله عليه واله وسلم ولهذا قال ما كان الله ليذر المؤمنين على ما انتم عليه حتى يميز الخبيث من الطيب. واذا يعني يترك يترك المؤمنين على ما انتم عليه ايها المنافقون حتى يميز الخبيث من الطيب ويميز بين الخبيث والطيب. فالمؤمن طيب والكافر والمنافق خبيث. فيفرق الله بينهم بما يجريه من الاقدار فيتبين الطيب وثباته على الحق وايمانه ويتبين الخبيث واعماله الخبيثة وما كان الله ليطلعكم على الغيب اي على ظمائر قلوب عباده كما قال تعالى عالم الغيب فلا يظهر على غيبه احدا الا من ارتضى من رسول فانه يسرق من بين يديه من خلفه رصدا فما كان الله عز وجل ليطلع المنافقين ولا غيرهم على الغيب الغيب المطلق ولكن الله يجتمعي من رسله من يشاء يجتبي يصطفي ويختار من رسله ويطلعهم على على ما شاء من علم الغيب. يطلع رسله على بعض علم الغيب وعلى ما شاء من علم الغيب فامنوا بالله ورسله هذا هو المخرج امنوا بالله ورسوله. لا يمكن ان تطلعوا على الغيب ونمشي يطلع على الغيب احد وانما يطلع النبي اذا اطلعه الله او على ما اطلعه الله عليه ولكن حكمة الله لا تقتضي ولكن حكمة الله تقتضي ان انه لابد ان يفرق بين الحق والباطل وبين المؤمن والمنافق لابد ان يتميز كل منهم بافعاله باعماله خلال ما يقع فيه من اقدار الله عز وجل قال فامنوا بالله ورسله هذا طريق النجاة هذا طريق السلامة وهذا الذي ارسل الله به الرسل وانزل به الكتب وان تؤمنوا وتتقوا فلكم اجر عظيم. تؤمنوا بالله عز وجل. ثم يجب الايمان به من التصديق والاقرار والقبول وتتقوا الله تجعل بينكم وبين عذاب الله وقاية بفعل الاوامر وترك النواهي. يعني القيام بطاعة الله عز وجل فلكم اجر عظيم عند الله عز وجل وهو الجنة وما اعد فيها من النعيم المقيم والثواب العظيم ثم قال جل وعلا ولا تحسبن الذي ولا يحسبن الذين يبخلون بما اتاهم الله من فضله هو خيرا لهم بل هو شر لهم لا يحسبن لا يظنن ولا يعتقدن الذين يبخلون بما اتاهم الله من فضله هم الذين يبخلون عن الانفاق في وجوه الخير او اخراج ما يجب عليهم او اخراج الزكاة وما اوجب الله عز وجل عليهم في اموالهم فلا تحسبنهم لا تحسبن هذا خير لهم. او لا يحسبن هم لا يحسبن الذين يبخلون والبخل والامساك وعدم الانفاق في وجوه الخير لما اتاهم الله من فضله. الله الذي اتاهم المال. ما هو من عندي. الله الذي اعطاهم اياه من فظله جاد به عليهم لا يحسبون ذلك خيرا لهم. فكثرة المال ليست دليل على الخير وامساك الانسان بماله وحرصه عليه ليست دليلا على الخيرية بل ولا كثرة المال عند الانسان دليل على الخيرية بل هو شر لهم. لماذا؟ لانهم يعذبون به. ولهذا قال سيطوقون ما بخلوا به. يكون طوقا في اعناقهم يوم يوم القيامة يطوقون به في رقابهم يعذبون به كما جاء في الحديث الذي في الصحيحين في صحيح البخاري بل هو في صحيح البخاري دون مسلم وان كان رواه مسلم من وجه اخر عن ابي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم من اتاه الله مالا فلم يؤدي زكاته مثل له شجاعا اقرع له زبيبتان يطوقه يوم القيامة. يأخذ زمتيه يعني بشدقيه يقول انا مالك انا كنزك ثم تلا هذه الاية ولا يحسبن الذين يبخلون بما اتاهم الله من فضله وخير لهم بل هو شر لهم وهذا من تفسير النبي صلى الله عليه وسلم للقرآن يطوقون يكونوا طوقا في اعناقهم يلتف ماله عليه ويكون شجاع ثعبان اقرع قد تقرع رأسه وتمزع شعره لشدة وكثرة السم الذي في رأسه فيلزمه وينهشه وينهشه اذا سيطوقون ما بخلوا به. اذا لم يفرح؟ كيف يفرح بمال ينتهي الامر انه يعذب به يوم القيامة في يوم كان مقداره خمسين الف سنة لو عاش الدنيا كلها فقير الامر بسيط لكن اذا انتهى الاخرة التي لا انقطاع لها يبقى معذبا بهذا المال سيطوقون ما بخلوا به يوم القيامة بين ان هذا التطبيق وهذا جعله طوقا في اعناقهم ان هذا يكون يوم القيامة يعذبون بذلك ولله ميراث السماوات والارض والله بما تعملون خبير لله ميراث السماوات والارض هو الذي يرثها. والمعنى ان كل شيء هالك الا وجهه الانس والجن يموتون فالله يرث الارض ومن عليها ليس المراد انها كانت خارجة عنه وعن قبضته. لا القصد انه كما انه كان هو كما انه الاول فلا اول له كذلك هو الوارث الباقي بعد بعد خلقه يموتون وعدمه ووجدوا ثم يموتون ويفنون والله يرثهم يرث الارض ومن عليه لانه الحي الذي لا يموت الحي الذي لا يموت هو الباقي بعد فناء جميع خلقه ولله ميراث السماوات والارض والله بما تعملون خبير خبير الخبير هو العليم الذي احاط ببواطن الامور ودقائقها فربك خبير يعلم السر واخفى. فاجعل اعمالك صالحة فانه لا يخفى على الله منها شيء وهو خبير بك وبعمله والجزاء من جنس العمل يوم الوقوف بين يدي الله عز وجل ثم قال جل وعلا لقد سمع الله قول الذين قالوا ان الله فقير ونحن اغنياء هذه مقولة اليهود اخزاهم الله وقبحهم فقد جاءوا الى النبي صلى الله عليه واله وسلم لما سمعوا قول الله من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له اضعافا كثيرة فقالوا يا محمد افتقر ربك فسأل عباده القرظ افتقر ربك فسأل عباده القرض فانزل الله لقد سمع الله قول الذين قالوا ان الله فقير ونحن اغنياء رواه ابن مردوية وابن ابي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما اذا هذا المراد به واليهود وهذه مقولة اليهود كلهم يقولون هذا فالعبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب لقد سمع الله قلنا ان سمع تأتي بمعنى الادراك وتأتي بمعنى الاجابة. هل هي هنا بمعنى الادراك او معنى الاجابة الادراك هنا الادراك لان الاجابة الله ما استجاب لهم استجاب لهم ماذا؟ لا لقد سمع وادرك بانه السميع يسمع اقوالهم فقد سمع الله قول الذين قالوا ان الله ان الله فقير قبحهم الله ونحن اغنياء وهالدليل على جرأة اليهود وجرأة الكفار عموما على الله ما قدروا الله حق قدره الله فقير؟ من الذي يرزقكم؟ من الذي اعطاكم هذا المال الذي بايديكم ما الذي يرزق خلقه كلهم ما الذي له ملك السموات والارض؟ هو الله وحده لا شريك له فما اجرأ الكفار على الله قال جل وعلا سنكتب ما قالوا سنكتب قولهم هذا في صحف الملائكة او سنحفظهم ونجازيهم عليه سنكتب ذلك ويجدونه مكتوبا في كتاب يقرأه كل واحد كل منهم كل واحد منهم يقرأ كتابه بنفسه لا ينكر ولا يجحد. سنكتب ما قالوا وقتلهم الانبياء ايضا ذكر فعلة اخرى من فعالهم الخسيسة. كما قالوا ان الله فقير ونحن اغنياء كذلك كانوا يقتلون الانبياء بغير حق لان قتل الانبياء ظلم جور ليس بحق لا يمكن ان يكون قتل الانبياء بحق فهذا من خبثهم قتلوا انبياء الله وتجرأوا على الله فما احلم الله قال جل وعلا ونقول ذوقوا عذاب الحريق سنكتب عليهم قولهم ونكتب عليهم قتلهم للانبياء ونقول لهم ذوقوا عذاب الحريق ويدل انهم يطعمونه ويجدون ذوقه ومسه نعوذ بالله عذاب الحريق عذاب الذي يحرق يحرقوا ابدانهم كما جاء في الحديث ان الكافر يعظم جسده حتى تكون مقعدته كما بين مكة والمدينة ويكون ضرسه مثل احد ثم يعذب حتى يصير مثل الذباب ثم وضخم جسمه ثم يحرق بالنار ابد الابد نعوذ بالله اداب محرق يلفح وجوههم ذلك اي ما سبق من العذاب وما اوقعه الله عز وجل بهم من العقوبات بما قدمت ايديكم. الباء للسببية بسبب تقديم ايديكم او بسبب الذي قدمته ايديكم ما ظلمهم الله بسبب افعالهم الجزاء من جنس العمل. ذلك بما قدمت ايديكم التعبير قدمت يداه وقدمت ايديهم يراد به العمل يعني ما عملوا لكن قدمت اليمين او اليد اما من باب التكريم لها او لان اغلب اعمال الانسان تكون بيده فعبر جزي على الكل او لان اليد هي المقدمة في الانسان. فالحاصل ان كل اعمالهم بكل اعمالهم التي فعلوها جاءنا له جزاءها عند الله عز وجل ولا يظلم ربك احدا ومن يعمل مثقال ذرة شرا شرا يره وان الله ليس بظلام للعبيد ما ظلمهم بهذا مظلان فعال صيغة مبالغة وليس معنى ذلك ان الله يعني لا يظلم كثيرا لكن يظلم قليلا لا الله لا يظلم لا قليل ولا كثيرا. ولهذا جاء في ايات اخرى ان الله لا يظلم الناس شيئا لا يظلم مطلقا فالله لا يظلم قليلا ولا كثيرا. جل وعلا بل هو الحكم العدل الذين قالوا ان الله عهد الينا الا نؤمن لرسول حتى يأتينا بقربان تأكله النار هذا قول يهود قالوا كذبا وافتراء على الله ان الله عهد الينا يعني اوصانا واخبرنا في كتبه التي انزلها على موسى او كتاب الذي انزله على موسى وكتابه الذي انزله على عيسى فالله اوصانا بهذا عهد الينا عهدا الا نؤمن لرسول حتى يأتينا بقربان حتى يأتينا بقربان تأكله النار والقرآن ما يتقرب به من الصدقة ونحوها وكانوا من قبلنا حتى في زمن ادم كما ذكروا في قصة قابيل وهابيل ان الله ان العبد اذا تقرب بقربة او قربان فتقبله الله تنزل نار بيضاء من السماء فتحرقه وهذا دليل ان الله قد قبله تنزل وباء ماء نار بيضاء من السماء فتحرق القربان اللي يتقرب به العبد. وهذا دليل ان الله قد قبله فهؤلاء اعداء الله يقولون ان الله عهد الينا ان لا نؤمن لرسولنا حتى يأتينا بقربان تأكله النار قال لا تؤمنوا باحد. اي رسول حتى لو جاءكم رسول حتى يأتي بقربان اذا قرب يتصدق به فتنزل نار تأكلها تأكل هذا القرآن وانتم تنظرون اليه. وكذبوا اعداء الله قال الله عز وجل قل قد جاءكم رسل من قبله بالبينات والذي وبالذي قلته جاءكم رسول من قبلي الرسل كانت تترى في بني اسرائيل بالبينات بالحجج والبراهين الواضحة والادلة الدالة على على الله جل وعلا وصدق رسله وبالذي قلتم منار من السماء فلم قتلتموه من ثلث صادقين؟ ما امنتم بهم لما جاءوكم بالايات وبالذي قلتم وطلبتم انتم تطلبون مني وتقول لن نؤمن لك حتى تأتينا بقربان قد جاءتكم رسل من قبلي بالبينات والدلائل وجاءوكم بالذي قلتم وطلبتموه فلم تؤمنوا ولكن قتلتموهم فلما قتلتموهم ان كنتم صادقين يعني تكذيب لهم وبيان كذب يهود وافتراءهم فان كذبوك فقد كذب رسل من قبلك جاؤوا بالبينات والزبر والكتاب المنير لتسلية من الله عز وجل لنبيه صلى الله عليه وسلم. يقول فان كذبوك كذبتك يهود ولم يؤمنوا بك فقد كذب رسل من قبلك هذه سنة الله في رسله واممهم الكافرة جاءوا بالبينات والزبر. جاءوا بالبينات بالحجج القاطعة. للعذر والزبر وهي الكتب والكتاب المنير قالوا هذا من من عطف الخاص على العامة والتوراة والانجيل قال بعضهم الكتاب المنير هو التوراة قال بعضهم هو الانجيل قال بعضهم بل كلاهما والمنير يعني الواضح الجلي المضيء. وهذا فيه بيان فضل هذا الكتاب على غيره من الكتب التوراة والانجيل فيها هدى للناس وبيان للناس قال جل وعلا كل نفس ذائقة الموت هذا حكم الله يا اخوان كل نفس ذائقة الموت ما من نفس منفوسة الا ستذوق الموت وتموت مات رسول الله صلى الله عليه واله وسلم كل من عليها فان اذا اين نحن عن هذه الحقيقة هذه حقيقة يا اخوان سنموت فمن مات من قبلنا ثم ماذا بعد الموت العمل بعد الموت الجزاء اليوم العمل كل نفس ذائقة الموت وانما توفون اجوركم يوم القيامة. التوفية هي اعطاء الشيء وافيا. وفاه اجره يعني اجره اجر عمله وانما توفون اجوركم يوم القيامة حينما تقفون لان الجزاء في الاخرة. فمن زحزح عن النار الفاء هنا للتفريع. لانها تفريع على ما سبق. توفية الاجور يوم القيامة فرع وبين وفصل بعضهم يقول باء الفصيحة الفاء الفصيحة فمن زحزح عن النار زحزح يعني ابعد والاصل في الزحزحة الجذب بسرعة فمن زحزح ابعد عن النار وادخل الجنة ادخله الله الجنة دار دار الكرامة دار كرامتي فقد فاز فوزا عظيما قال الزمخشري مستخدما تلبيسه ودسه للسم في العسل عند هذه الاية لا ليس عند هذه ليلة لكن نحو من هذه الاية لعله عند هذه الاية فمن زحزح عن النار ويدخل الجنة فقد فاز. قال اي فوز اعظم من هذا قال اي فوز اعظم من هذا؟ ما رأيكم في هذا الكلام صحيح لو قاله رجل من اهل السنة قلنا كلامك صحيح مئة بالمئة لكن الزمخشري والمعتزلة ينكرون رؤية الله. والمؤمنون رؤية الله عندهم اعظم نعيم في الجنة فدخول الجنة نعيم والنظر الى وجه الله الكريم زيادة للذين احسنوا حسنا وزيادة افضل نعيم. فالرجل يريد هنا ان ينكر الرؤية اي فوز اعظم من هذا من دخول الجنة نقول اعظم منه رؤية وجه الله الكريم الله يرزقنا واياكم رؤية وجهه الكريم قال وما الحياة الدنيا الا متاع الا متاع الغرور. فقد فاز يعني نال مبتغاه من الخير وما الحياة الدنيا هذه التي يغتر بها الكفار ويرون انها هي الحياة الا مساء الغرور. المتاع ما يتمتع به الانسان ثم يزول ولا يبقى وبتاع الغرور يعني كل الغرور هو الشيطان والغرور هو الاغترار. والشيطان غرور يوقع في الغرور يغر الناس ويوقعهم في الغرض في الاماني الباطلة والمواعيد الكاذبة اذا هذي حقيقة الدنيا متاع لكن هي مجرد متاع لكن غرور يا اخي والله لن تدخل معك قبرك تقف يتبع الميت ثلاثة عمله واهله وماله فيرجع اثنان ويبقى واحد يبقى مع العمل والباقي يرجع الدنيا خلاص ما هو مالك مالي مالي ليس من مالك الا ما اكلت فافنيت او لبست فابليت او تصدقت فامضيت وما سوى ذا ذاك او ذلك ذاهب تاركه الورثة اذا متاع غرور الان لا تغتر بالفلوس اللي عندك ورصيدك واموالك لا تغتر فيها لو خرجت روحك الان ما هي لك باقية لغيرك ثم قال جل وعلا لتبلغن في اموالكم وانفسكم ولا تسمعن من الذين اوتوا الكتاب من قبلكم ومن الذين اشركوا اذى كثيرا. لتبلغن في اموالكم انفسكم. تختبرون تصيبكم البلايا. هذا امر واضح ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الاموال والانفس والانفس والثمرات وبشر الصابرين لابد من الابتلاء يجيك احيانا في مالك احيانا في بدنك احيانا في ولدك لتبلغن في اموالكم وانفسكم نفسه يصيبه المرض يصيبه ولتسمعن من الذين اوتوا الكتاب من قبلكم ومن الذين اشركوا اذى كثيرا. تسمعون منهم سبا لكم وطعنا في دينكم. وطعنا في ربكم كما حصل من اليهود اخزاهم الله وستسمعون الشرك واذى كثيرا لكن اذى ما هو بظرر. يؤذيكم وتتألمون منه ولكن لا يضركم لانه كل نفس مما كسبت لان كل نفس مما كسبت رهينة وهذا الاذى سنسمعه من من اهل الكتاب اليهودي والنصارى الذي كان المفروض ان يتبعوا الحق ومن الذين اشركوا الكفار الخلاص الوثنيون لكن وش المخرج وان تصبروا وتتقوا فان ذلك من عزم الامور. فاصبروا على اذاهم وعلى ما تسمعون. وتتقوا الله عز وجل لا يخرجكم ما تسمعون عن مخالفة بحق لا ظلما لهم ولا تركا لدينكم فان ذلك من عزم الامور. قالوا عزم الامور العزم هو امضاء الرأي وعدم التردد بعد بيان السداد المراد هنا العزم في الخيرات العزم في الخير وفعل الخير. تتقوا وتصبروا وان تصبروا وتتقوا فان ذلك من عزم الامور. قال الشيخ السعدي اي من الامور التي يعزم عليها وينافس فيها ولا يوفق لها الا اهل العزائم والهمم العالية كما قال تعالى وما يلقاها الا الذين صبروا وما يلقاها الا ذو حظ عظيم فالموفق من وفقه الله ثم قال جل وعلا واذ اخذ الله ميثاق الذين اوتوا الكتاب لتبيننه للناس ولا تكتمونه. اخذ الله الميثاق وهو العهد الثقيل الشديد المؤكد من الذين اوتوا الكتاب من اليهود والنصارى. ونحن مأخوذ علينا العهد ايضا بهذا. اخذ عليهم بماذا؟ لتبينون انه للناس لتبينن الحق الذي انزل على رسلكم ووجدتموه في كتبكم لتبيننه للناس تظهرونه ولا تكتمونه تخفونه فماذا صنعوه؟ فنبذوه وراء ظهورهم. النبذ هو الطرح والالقاء طرحوه وتركوا البيان ولم يقوموا بالبيان بل كتموا الحق. فنبذوه وراء ظهورهم واشتروا به ثمنا قليلا. فبئس ما يشترون. اشتروا اي استعاظوا ثمنا قليلا استعاضوا بالحق الباء يدخل على المتروك ابدا ثمنا قليلا وهي الدنيا تركوا الحق من اجل ما تذهب المصالح التي بايديهم من اجل يبقى رئيسا يسجد له يعطى المال وهذا ثمن قليل. الدنيا كلها قليل. فبئس ما يشترون ما اشتروه واستعاضوا به عن البلاغ والبيان. وهو هذا المال القليل يقول جل وعلا لا تحسبن الذين يفرحون بما بما اتوا ويحبون ان يحمدوا بما لم يفعلوا فلا تحسبنهم بمفازة من العذاب ولهم عذاب اليم. لا تحسبن لا تظنن او لا تعتقدن ان هؤلاء الكفار الذين يفرحون بما اتوا فيما اتوه من القبائح ومن معاداة الرسل وهذه الفظائع والقبائح التي اتوها ردا للاسلام واتوها صدا عن النبي صلى الله عليه وسلم لا تحسب ويحبون ايضا ان يحمدوا بما لم يفعلوا. يحبون الرياء يحب احدهم ان يمدح بشيء لم يفعله هذا ما يجوز للانسان بل لا يحب الانسان المدح حتى اذا كان فعله لا ينبغي له لا يحبه ولا يريد من احد ان يمدحه. ولا يجوز مدح الانسان في وجهه ولو كان حقا. فما بالك ومن يحب ان يمدح بشيء لم يفعله اصلا فلا تحسبنهم بما فازة من العذاب مفازه يعني بنجاة بمنجاة من العذاب يعني هؤلاء سيعذبون ولن ينجوا ولن يفوزوا بل العذاب ينتظرهم ولهم عذاب اليم وهو عذاب اليم مؤلم موجع. نعوذ بالله من ذلك. ولله ملك السماوات والارض والله على كل شيء قدير لله ملك السماوات والارض مالكهما المتصرف فيهما خالقهما مالك شأنهما المدبر لهما تجري تجري السماوات والارض على امره والله على كل شيء قدير جل وعلا لا يعجزه شيء ثم قال سبحانه وتعالى ان في خلق السماوات والارض واختلاف الليل والنهار لايات لاولي الالباب. من هذه الاية فمن بعدها الى اخر السورة كان النبي صلى الله عليه وسلم اذا استيقظ من نوم الليل ليقوم الليل قرأ تلا هذه الايات. اول ما يستيقظ ومن السنة ان يقرأها المسلم ان في خلق السماوات والارض وفي اختلاف الليل والنهار خلق السماوات هذا الخلق العظيم وهذه الكواكب وما اودعه فيها. وهذه الارض بفجاجها وبحارها وانهارها وجبالها وسهولها واختلاف الليل والنهار يختلفان لا من حيث الطول والقصر ولا من حيث المنافع التي تكون فيهما ولا من حيث ضوئهما لايات لايات علامات بينات واضحة تدل على الله جل وعلا. لكن لمن لاولي الالباب الالباب جمع لبة هي العقول المستنيرة فيها عبرة تدعو الى الايمان. ولهذا لو تأمل في اول سورة الانعام لانها محجة مع الكفار فيها التركيز على هذه الاشياء العقلية لان الكفار لا يؤمنون بالكتاب والسنة لكن اقام عليهم الحجج العقية التي يؤمنون بها ولا ينكرونها هذه فيها عبرة حتى للكافر. لكن اذا كان عنده لب يعقل ويعي يتدبر كما قال الاعرابي قال ليل داج وسماء ذات ابراج وبحر ذو امواج البعثة تدل على البعير والاثر يدل على المسير. الا يدل ذلك على اللطيف الخبير بلى والله تدل على اللطيف الخبير دليل على الله وانه هو الاله المعبود وانه على كل شيء قدير وهو الذي يجب ان يعبد ويخص بالعبادة. قال جل وعلا الذين يذكرون الله هادئون هم اولوا الالباب ذكر شيئا من صفاته. يذكرون الله بانواع الذكر من القراءة قراءة القرآن والتسبيح والتحميد والصلاة يذكر الله قياما. طبعا هذا طبعا خاص بالذكر الذي هو اما التسبيح والتحميد او قراءة القرآن اما الصلاة لابد صلي قائما فان لم تستطع فقاعدا الحديث يذكر الله قياما في حال قيامهم وهم جالسون وعلى جنوبهم وهو مضطجع على فراشه او على سريره ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول خادمه كعب الربيعة يقول كان كنت آوي اليه اخدمه في النهار وآوي اليه في الليل ينام بجواره. قال فأسمعه يقول سبحان الله سبحان الله يسمع النبي صلى الله عليه وسلم. يقول سبحان الله سبحان الله سبحان الله سبحان ربي. قال حتى امل او تغلبني عيني ارقد والنبي يسبح ها على جنوبهم وعلى فرشهم ويتفكرون في خلق السماوات والارض. ولهذا ثبت ان النبي صلى الله عليه وسلم في حال صبا لما كان في بني سعد قالوا كان كثير النظر الى السماء دائما ينظر الى السماء ويتفكر فيها ويتفكرون في خلق السماوات والارض لانه خلق عظيم. ثم يقولون ربنا ما خلقت هذا باطلا والله ما خلق السماوات والارض باطلا ولا عبثا فقنا عذاب سبحانك فقنا عذاب النار. ما خلقت هذا باطلا عبثا سبحانك ننزهك عن هذا التسبيح والتنزيه والتبرئة لله عز وجل عن كل نقص وعيب على وجه التعظيم فقنا عذاب النار. قنا من الوقاية. قنا عذاب النار برحمتك وفضلك. ثم قال ثم قال عنهم ربنا انك من ادخل النار فقد اخزيته من ادخله النار فقد اخزاه. اي ادللته واهنته وفضحته. وما للظالمين من انصار. الظالمون الكافرون. ما لهم من انصار ينصرونهم ويتولون امرهم ويدافعون عنهم ثم قال جل وعلا ربنا عنهم ربنا اننا سمعنا مناديا ينادي للايمان قيل المنادي للايمان هو القرآن. واختاره ابن جرير الطبري. وقيل المنادي للايمان هو النبي صلى الله عليه وسلم وكل من القولين حق وصدق لكن القرآن باقي ينادي للايمان الى يومنا هذا. والنبي صلى الله عليه وسلم نادى من كانوا في زمانه ينادي للايمان تريد الايمان؟ اسمع القرآن واستجب لما فيه اننا سمعنا منادي ينادي للايمان فامنا هنيئا لمن اذا سمع النداء الى الخير والدعوة الى الخير استجاب لله. امر او تركع ثم دعوا ربهم فقالوا ربنا فاغفر لنا ذنوبنا. قال العلماء ان هذا فيه توسل الى الله بالعمل الصالح. يجوز ان ترسل الى الله بالعمل الصالح. ولهذا قالوا ربنا اننا سمعنا مناديا للايمان فامنا فاغفر لنا يتوسلون بايمانهم بالله عز وجل ويطلب من الله عز وجل ان يغفر لهم. يجوز ان تتوسل الله بعمله. اللهم اني اسألك بايماني بك وبتصديقي بك انك انت رب العالمين. وان محمدا رسولك اسألك ان تغفر لي وان تكفر عني سيئاتي فاغفر لنا ذنوبنا وكفر عنا سيئاتنا مرة معنا ان بعض العلماء قال الذنوب هي الصغائر هي الصغائر والسيئات هي الكبائر وقيل الذنوب يعني ما اه ما يكون بسبب ترك الواجبات والسيئات التي يكون فيها فعل المعاصي وقد يكون من باب التوكيد كما قال بعض المفسرين. اذا هم يسألون الله ان يغفر لهم ذنوبهم يسترها ولا يؤاخذون بها ويكفر عنهم السيئات التي عملوها. وتوفنا مع الابرار دعوا الله بحسن الخاتمة حسن الخاتمة والابرار جمع بر وهو الطائع لله الذي يعمل البر فقيل هم الذين بروا بالاباء بروا الاباء والابناء. الصواب ان البر اعم من هذا وتوفنا مع الابرار يعني مع جملة الابرار. سألوا سألوا الله حسن الخاتمة. ربنا واتنا ما وعدتنا على رسلك يعني على السنة رسلك على السنة رسلك وما جاءنا به من الحق من عندك وهو دخول الجنة والنجاة من النار. ولا تخزنا يوم القيامة. لا تفضحنا ولا تذلنا ولا تلحق بنا الخزي والذل والذل انك لا تخلف الميعاد. الله لا يخلف وعده ولا ميعاده. لانه وعد المؤمنين بانه ينجيهم ولا يخزيهم يوم القيامة فليعزهم ثم قال جل وعلا فاستجاب لهم ربهم اني لا اضيع عمل عامل منكم استجاب لهم استجاب لهم طلبهم هذا الانسان يا اخوان كما وعده الله عز وجل كذلك يسأل الله ويطلب الله ويدعو الله يتعبد الله بالدعاء فاستجاب لهم ربهم اني لا اضيع ملأ عامل منكم من ذكر او انثى من هنا بيانية سواء من الذكور او من الاناث بعضكم من بعض قيل بعضكم من بعض في النسب او بعضكم من بعض في الثواب. لهذا الباب فالجميع سيلقون ثواب اعمالهم كاملا موفرا على حد سواء في الثواب والعقاب ثم قال فالذين هاجروا واخرجوا من ديارهم واوذوا في سبيله وقاتلوا وقتلوا. انظروا هذه الاعمال. هاجروا في سبيل الله خرجوا من ديارهم الى ديار الايمان واخرجوا من ديارهم وذنبهم انهم يشهدون ان لا اله الا الله ويؤمنون بالله واوذوا في سبيلي سبيل الله وفي سبيل الايمان حصل لهم اذى كثيرا وقاتلوا المشركين دبا عن الدين وقتلوا بعضهم قتل استشهد لاكفرن عنهم سيئاتهم يكفر الله عنهم السيئات ولهذا جاء في الحديث يغفر للشهيد كل شيء عند اول قطرة من دمه الا الدين يا اخوان الجنة تبي عمل الجنة احنا نشره ونبي الجنة وحنا اعمالنا ضعيفة انظروا هذه الاعمال التي ذكرها الله فلابد من عمل ولابد من جد واجتهاد لاكفرن عنهم سيئاتهم ولادخلنهم جنات تجري من تحتها الانهار فظلم من الله تكفير للسيئات ويدخلون الجنات وجنات فيها انهار تجري من تحتها من تحت اشجارها ثوابا اي فعلت ذلك بكم ثوابا من عند الله. اثيوبكم به على اعمالكم الصالحة. والله عنده حسن الثواب جل وعلا واحسن الثواب عنده واحسن ثواب واحسن ثواب ثوابه جل وعلا. ثم قال لا يغرنك تقلب الذين كفروا في البلاد. التقلب في في البلاد البلاد قالوا هو الذهاب والمجيء في الاسفار والامكنة لا تغتر بالكفار يذهبون هنا وهنا وينتقلون من بلد الى بلد لا يغرنك تقلب الذين كفروا في البلاد متاع قريب هذا الذي يحصل لهم من الذهاب والمجيء والسفر والتمتع بهذه الحياة هذا متاع قليل. يمتعون به لكنه قليل ومنتهي. متاع قليل ثم مأواهم جهنم نعوذ بالله ماذا ينفعهم هذا التقلب والسفر والذهاب والمجيء وهذا التمتع؟ اذا كان مأواهم ومرجعهم جهنم ثم مأوى جهنم وبئس المهاد لانها مهاد لهم مثل المهاد للصبي يفترشونها ويكونون بقعرها. وبوسط وبداخلها نعوذ بالله وبئس من افعال الذنب لكن الذين اتقوا ربهم لهم جنات تجري من تحتها الانهار لكن الذين اتقوا ربهم اتقوا ربهم من التقوى وهي الوقوف عند حدود الله. فعل الاوامر واجتناب النواهي. يجعلون بينه وبين عذاب الله وقاية لهم جنات كثيرة كل واحد منهم له جنات وان كان اهل الجنة اسمه جنس لهم جنات تجري من تحتها الانهار تجري من تحت اشجارها هذا غاية المتعة. انت الان اذا مررت اذا سال الوادي اذا جاء المطر وسال الوادي كم تجد من المتعة اذا وقفت على شفير الوادي ما يجري من تحتك تجد متعة او وقفت على النهر مع انه قد تغير لونه قد يكون كله تراب لكن تجده متعة كيف فكيف بانهار الجنة والوقوف على تجري يعده العلماء وقف قبيح. يعني لو الانسان قرأ ثم قال لكن الذين اتقوا ربهم لهم جنات تجري. نقول لا تقف على تجري لانه يعود الجريان على الجنات وهل الجنات تجري لا التي تجري الارهاق تجري من تحتها الانهار خالدين فيها هذه نعمة اخرى. ماكثين فيها ابد الابد ما ينقطع هذا النعيم. يقولون بعد الف سنة سينتهي نعيمنا. لا لهم ما ما يشاءون فيها ولدينا مزيد وما عند الله خير للابرار ما عند الله وما عده من الثواب. فهو خير لمن؟ للابرار الذين بروا باعمالهم. وعملوا البر واتقوا الله عز وجل في هذه الدنيا. ثم قال جل وعلا وان من اهل الكتاب لمن يؤمن بالله وما انزل اليكم وما انزل اليهم ذكر من امن من اهل الكتاب مثل عبد الله ابن سلام مثل مثل اصحمه النجاشي مثل مسلمة اهل الكتاب الذين اسلموا ومن اهل نعم ومن اهل الكتاب وان من اهل الكتاب لمن يؤمن بالله وما انزل اليكم وما انزل اليهم فينزلون بكتابهم بالتوراة هو بالانجيل وما انزل الينا وهو القرآن العظيم ومع ذلك خاشعين لله خاضعين متذللين مطيعين لا يشترون بايات الله ثمنا قليلا لا يستعيذون بايات الله ثمنا قليلا مثل اخوانهم من اليهود الذين استعاظوا عن الايمان بالاموال خشيوا ان لو دخلوا في الاسلام تذهب رئاستهم تذهب العطايا التي تعطى لهم فهم لم يشتروا بآية الله ثمنا قليلا اولئك لهم اجرهم عند ربهم. وهؤلاء يؤتون اجرهم مرتين كما ثبت الحديث. من امن بكتاب ابي ثم امن بالرسول صلى الله عليه وسلم يؤتيه الله اجره مرتين اولئك لهم اجرهم عند ربهم ان الله سريع الحساب حسابه سريع اذا صار اذا حاسب عباده وايضا احصاؤه لاعمال عبادة ما يحتاج الى وقت اذا جاء يجازيهم لانه محيط باعمالهم. وهذا فيه بيان سرعة ثواب ابي المؤمنين وايضا فيه سرعة عذاب الكافرين. فان الله سريع الحساب. ثم قال يا ايها الذين امنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون. يا ايها الذين امنوا يناديكم بالايمان بوصف الايمان. يا ايها الذين امنوا ان كنتم مؤمنون حقا اسمعوا موعظة الله لكم اصبروا لابد من الصبر وصابروا ورابطوا. يقول ابن كثير يقول ابن جرير اختلف في قوله اصبروا وصابروا فعن الحسن اصبروا على دينكم. اصبر على دينك تمسك به وصابروا الكفار رابطوهم يعني صابروهم دافعوا عن دينكم فاصبروا على الدين وصابروا اعداء الدين. وكونوا لهم بالمرصاد وقال بعض المفسرين اصبروا على الصلوات الخمس وصابروا انفسكم وهواكم والاظهر الاول اصبروا على دينكم وفي جميع شؤونكم وصابروا صابروا اعداء الدين وحاجوهم وجاهدوهم ودافعوا عن دينكم ورابطوا المراد المرابطة في الثغور قال بعضهم المرابطة هي لزوم الدين. ترابط على الدين ما هو تنشط للعبادة في رمضان. وتتركها في بقية الايام. ترابط مثل ما يرابط المجاهد على ثغور المسلمين يلزمها ولا يرجع الى اهله. ذلك العبادة يحتاج ان نرابط عليها ونثبت داومها ما هو ليست ايام ونترك ايام ورابطوا ويدخل فيه الرباط في سبيل الله. واتقوا الله لانها هي جماع هذه الامور جماع الخير كله تقوى الله ولن تصبر وتصابر وترابط الا اذا اتقيت الله واتقوا الله لعلكم تفلحون. فان تقوى الله سبب للفلاح والفلاح هو الفوز بالمطلوب والنجاة من المرهوب الفوز وادراك ما تريد ونجاتك مما تخاف وترهب وهذا لا يكون الا لاهل التقوى والايمان. وبهذا نكون قد انتهينا من تفسير سورة ال عمران والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات واسأل الله العلي العظيم ان يجعل هذه المجالس في ميزان حسناتنا جميعا وان يجعلها شاهدة لنا بين يدي الله عز وجل يوم نلقاه. ونسأل الله عز وجل ان يشكر لكم حسن استماعكم وصبركم وجلدكم ان المتكلم يهون عليه ان يصبر. لكن السامع ويصبر بهذا الوقت لكن اجركم على الله. وفق الله الجميع للعلم النافع والعمل الصالح وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله. واستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه