الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام الاتمان الاكملان على المبعوث رحمة للعالمين نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فيسرنا في هذه الليلة المباركة ان نفتتح دورة الخليفة الراشد علي ابن ابي طالب رضي الله عنه العلمية الثامنة عشر وفي هذا المساء نفتتح درس في تفسير سورة النساء وما بعدها سورة ان شاء الله تعالى لشيخنا الفاضل الاستاذ الدكتور علي بن غازي التويجري حفظه الله تعالى المدرس في المسجد النبوي فليتفضل شيخ بما فتح الله عليه مشكورا باذن الله مأجورا ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله واصحابه ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين اما بعد فالحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه على ما يسر من هذه الدورة المباركة وعلى ما يسر من هذا الحضور المبارك فحيى الله هذه الوجوه الطيبة التي نحسبهم قد حضروا لتعلم العلم ومعرفة تفسير كتاب الله. فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم لاحد اصحابه لما جاء قال ما الذي جاء بك؟ قال جئت اطلب العلم قال مرحبا بطالب العلم فمرحبا بكم في بيت من بيوت الله. نسأل الله العلي العظيم ان يرزقنا واياكم الاخلاص. وان يرزقنا واياكم العلم النافع العمل الصالح وان يجعل هذه المجالس في ميزان حسناتنا يوم نلقاه. انه على كل شيء قدير اه على ما كنت درجت عليه اذكر نفسي واخواني بمراعاة مسألة الاخلاص وان نقصد بهذه بهذا الحظور التقرب الى الله سبحانه وتعالى بحضور مجالس الذكر بحضور هذا الدرس خاصة لانه بتفسير كلام الله وكم نجد انفسنا مقصرين مع كتاب الله لا من حيث القراءة ولا من حيث اه فهم معاني الايات نسأل الله ان يعفو عن تقصيرنا جميعا اه عليكم بالاخلاص وهذا يحتاج فقط نية صادقة في القلب ولا يحتاج ان يتلفظ الانسان ولا حتى بلسانه لكن يعقد قلبه وعلى انه يريد وجه الله بهذا الدرس وبهذه الدروس ويحتسب ذلك عند الله جل وعلا ويحسن الظن بالله فان الله جل وعلا فوق ما يظن عبده عبده به آآ يقول النبي صلى الله عليه وسلم اجتمع قوم في بيت من بيوت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه فيما بينهم الا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده لو لم يحضر لو لم يحصل للمسلم في هذه المجالس الا هذه والله لقد فاز فوزا عظيما. تنزل السكينة وشيان الرحمة تحفه الملائكة يذكرك الله جل وعلا في الملأ الاعلى والله انها لنعم عظيمة مع ما يحصل للانسان من الاجر والثواب اذا صبر وصابر في ذات الله جل وعلا. وايضا جاء في حديث عند الطبراني آآ جود اسناده العلامة الالباني رحمه الله في صحيح الترغيب قال من جاء الى المسجد لم يأته الا لخير يتعلمه او يعلمه فله اجر حاج كان من حجه هذه والله فرصة عظيمة وتعرفون الحج كم يحتاج من المشقة والنفقة الى غير ذلك. فاذا جاء لبيت من بيوت الله ليتعلم العلم. يتعلم الخير او يعلمه وهذا من كرم الله يعطي المعلم والمتعلم فله اجر حاج تاما حجه يعني قد اتم الله حجه ولا انسى قبل البدء ان اذكر بان هذه الساعة ساعة مباركة ساعة الجمعة فينبغي للانسان ان يكون له منها نصيب لان يا اخوة الانسان ما يبلغ الجنة بعمله ولا يمكن ان يكون الانسان دؤوب بالليل والنهار قائم على العبادة لكن يستغل هذه الفرص ما بين الاذان والاقامة ساعة الجمعة وقت السحر اوقات المناسبات هذه المباركة لا لا يفرط فيها ولو شيئا يسيرا من وقته اه ثم نبدأ بسورة النساء ونرجو الله الاعانة والتسديد. ونسأل الله ان يعيننا على شرح سورة النساء والمائدة وان شاء الله سنبدأ واذا رأينا ان الوقت اضطرنا نحتاج الى ان نخفف لكن يبدو لي والله اعلم ان الامور ان شاء الله ستسير يعني سيرة طبيعيا ما نحتاج الى ان نختصر. وان كان شرحنا كله مختصر فنقول وبالله نقول تفسير سورة النساء آآ هذه السورة لها اسماء فيقال لها سورة النساء ويقال لها سورة النساء الكبرى تفريقا بينه وبين سورة الطلاق لانها تسمى سورة النساء الصغرى فهي سورة النساء وهذا جاء فيه يعني جاءت السنة بهذا اه كما قال ابن مسعود قمت مع النبي صلى الله عليه وسلم فافتتح الصلاة فقرأ بالبقرة ثم بالنساء ثم بال عمران. فقد جاء تسميتها عن الصحابة وهذا اخذا من ذكر النساء في ثنايا هذه السورة. اه اما نوعها فمدنية ولا يكاد يختلف اهل العلم في ذلك ومما يدل على هذا القول آآ ما رواه البخاري عن ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها انها قالت ما نزلت سورة النساء الا وانا عند رسول الله صلى الله عليه واله وسلم. ورسول الله صلى الله عليه واله وسلم انما تزوج بعائشة في السنة الثانية من الهجرة فهذا دليل ان هذه السورة مدنية لانه كما مر معنا ان المدني ما نزل بعد الهجرة والمكي ما نزل قبلها هذا هو الاصطلاح المشهور المنضبط آآ ايضا مما يتعلق وبهذا نقول عدد ايات هذه السورة اه مئة وست وسبعون اية وعدد كلماتها ثلاثة الاف وسبع مئة وخمس واربعون كلمة ثلاثة الاف وسبع مئة وخمسة واربعون كلمة اه وعدد حروفها ستة عشر الف وثلاثين حرفا قال علماء العد لان هذه الامة قد عنوا بكتاب الله عناية عظيمة جدا لدرجة انهم عدوا الايات وعدوا الكلمات وعدوا الحروف فقالوا عدد حروف هذه السورة ستة عشر الف وثلاثين حرفا ولاحظ اذا قرأت سورة النساء مثلا كم سيحصل لك من الاجر والثواب؟ لان الحرف بحسنة والحسنة بعشر امثالها هذا اقل ما تضاعف الحسنة. من جاء بالحسنة فله عشر امثالها. لكن قد تضاعف الى سبع مئة ضعف كما جاء في الحديث القدسي في الصحيحين كل عمل ابن اية يقول الله عز وجل كل عمل ابن ادم له الحسنة بعشر امثالها الى سبع مئة ضعف الى اضعاف كثيرة بل في القرآن قال الله عز وجل مثل الذين ينفقون اموالهم في سبيل الله كمثل حبة انبت السبع سنابل في كل سنبلة مئة حبة والله يضاعف لمن يشاء والله واسع عليم فالمسلم يستغل مثل هذه الامور ويحتسب مثل هذا الاجر حينما يقرأ القرآن آآ مما يتعلق بهذه السورة او مما تكلم عليه العلماء آآ فضل هذه السورة وما ورد في فضلها اه اورد المؤلف اي اورد ابن كثير رحمه الله في تفسيره وبالمناسبة لاني قد اغلطوا قد تسمعون مني قال المؤلف انا الحقيقة من الله علي بسبب التدريس بالجامعة الاسلامية فلزمت تفسير ابن كثير اكثر من عشرين سنة ولهذا تكلمت اقول قال المؤلف رحمه الله درجا على هذا مع انني ايضا في هذا هذا التدريس انا اعتني بكلام بالكثير قبل غيره اركز على كلام الحافظ ابن كثير فربما تلاحظون ان الاغلب واغلب المعلومات انما هي من هذا التفسير المبارك الذي رزقه الله عز وجل القبول رحم الله مؤلفه رحمة واسعة. فيقول ابن كثير رحمه الله قال آآ روى ابن مردوية من طريق عبد الله بن لهيعة عن ابن عباس قال لما نزلت سورة النساء قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا حبس لا حبس اه معنى لا حبس يعني كما قال المناوي في فيض القدير قال اي لا يوقف مال لا يوقف مال ولا يزوى عن وارثه اشار به الى ما كان يفعله اهل الجاهلية من حبس مال الميت ونسائه بعد سورة النساء لا حبس ما يمنع حق احد عن احد لان فيها اية الفرائض واعطى الله كل ذي حق حقه. لكن الاسناد كما تلاحظون فيه باللهيعة والاسناد ضعيف. واورد المؤلف ما اورد ابن كثير رحمه الله عن ابن مسعود بسند وهو صحيح الاسناد الى ابن مسعود انه قال ان في سورة النساء لخمس ايات ما يسرني ان لي بها الدنيا وما فيها يعني خمس ايات في هذه السورة احب الى ابن مسعود من الدنيا وما فيها لفضلها ولعظم ما دلت عليه ثم ذكرها قال ففيها قوله ان الله لا يظلم مثقال ذرة جل وعلا ان الله لا لا يظلم مثقال ذرة فاطمئن والله لن يظلمك الله جل وعلا الثانية قال ان تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم وهذه نعمة عظيمة الصغائر اذا اجتنبنا الكبائر يكفرها ربنا جل وعلا عنا ولو لم يتم منها ولو لم نتب منها لكن الكبائر لابد لها من توبة على الصحيح وسيأتي ان شاء الله الكلام عليها قال وقوله ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء يفرح بها فرح عظيم ان من مات على التوحيد ان الله يغفر له ويدخله الجنة مباشرة او يعذبه ببعض ذنوبه ثم يدخله الجنة لكن اذا مات على التوحيد فهو من الناجين عاجلا او اجلا بخلاف من كان مشركا ومات على الشرك نعوذ بالله لا مطمع له في مغفرة الله جل وعلا قال وقوله ولو انهم اذ ظلموا انفسهم جاؤوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا لوجدوا الله توابا رحيما قوله ومن يعمل سوءا او يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفورا رحيما وآآ الحقيقة انه يكفي في فضل هذه السورة انها من كلام الله جل وعلا لان هذا القرآن صفة الله كلام الله منزل غير مخلوق يكفيها هذا شرفا وفضلا. ومما ورد في فضلها من الاحاديث العامة ما رواه الامام احمد وابن نصر وابن الضريس والبزار والبغوي في شرح السنة والبيهقي والحاكم وصححه وحسنه الالباني في الصحيحة عن عائشة رضي الله عنها عن رسول الله صلى الله عليه واله وسلم قال من اخذ السبع الاول فهو حبر من اخذ السبع الاول والسبع الاول مراد السبع سور الطويلة بدءا من البقرة فما بعدها فقرأه على عمران والنساء والمائدة والانعام والاعراف هذه السبع اطول فمن اخذ السبع الطوال فهو حبر ومعنى حبر يعني عالم وحبر حبر كلاهما لغة صحيحة المراد به العالم والمراد من اخذه يعني من اخذها قراءة وعلما وتدبرا فهما لما فيها ولهذا يقول ابن عمر او كان ابن عمر اقام على حفظ سورة البقرة ثمان سنوات ثمان سنوات في الموطأ بسند صحيح. وفي رواية ايضا اخرى عشر سنوات قال شيخنا العلامة الشيخ ابن عثيمين رحمه الله اه المراد حفظ ما فيها من الاحكام والمعاني. بحيث انه بعد ثمان سنوات صار يعمل بكل ما في هذه السورة وليس المراد حفظ اللفظ لاننا نرى في زماننا هذا من يحفظها في وقت اقل من هذا من هو اقل من الصحابة؟ ولا شك وهذا يدل عليه قول ابي عبد الرحمن السلمي التابعي قال حدثنا الذين كانوا يقرؤون القرآن كعبد الله ابن مسعود وعثمان ابن عفان انهم كانوا لا يتجاوزون عشر ايات من القرآن الا وقد حفظوها وعملوا بما فيها قال فتعلمنا العلم والعمل او كما قالوا تعلمنا العلم والعمل المراد به العمل الان يقرأ القارئ منا القرآن من اوله الى اخره ما استوقفه كلمة ما يستوقفه معناها فاما انه اما انه بمرتبة ابن جرير الطبري في فهم التفسير او الله يعوض علينا كلنا ذلك الرجل معقول من اول المصحف الى اخره ما تجد كلمة تستوقفك بل الانسان لو يستعرض الان بعض الايات تستوقفه فيحتاج الحقيقة الى مسألة تدبر والتأمل شأنها عظيم واظن جاء عن ابن عباس انه يقول يعني تدبر اية خير من ان اقرأ كذا وكذا جزءا بس انه بتدبر وتأمل ليعقل معنى ما يقرأ ويفهم لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان خلقه القرآن يعني كان يقرأه ويفهمه ويعمل بما فيه فلما جاء رجل يسأل عائشة رضي الله عنها ام المؤمنين كما في صحيح مسلم عن خلق النبي صلى الله عليه وسلم قال تقرأ القرآن قال نعم. قالت كان خلقه القرآن لا تسأل عن خلقه اقرأ القرآن تجد هذا هو خلق النبي صلى الله عليه وسلم. كل ما في القرآن هو يتخلق به امرا ويجتنب ما نهي عنه فيه آآ ومما جاء في فضلها ايضا ومن الاحاديث العامة ما رواه الامام احمد والبيهقي والطيالسي والطبري بسند صحيح عن واثلة بن الاصقع رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم اعطيت مكان التوراة السبع الطوال هذا محل الشاهد اعطيت مكان التوراة التي انزلت على موسى السبع الطوال والنساء احدى هذه السبع الطول و مكان الزبور المئين وهي كل سورة يزيد عدد اياتها على مئة ومكان الانجيل المثاني وهي السور التي عدد اياتها اقل من المئة وهي ليست من المفصل وفضلت بالمفصل فصل من قاف الى اخر آآ القرآن هذا هو المفصل فالحاصل انها سورة عظيمة بل اشتملت على بيان احكام الفرائض وهذا خاص بهذه السورة وفيها احكام كثيرة تتعلق بالنساء وبالرجال فهي سورة عظيمة يقول الله جل وعلا يا ايها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون يا ايها الناس اعبدوا ربكم الذي يا ايها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة اه ذكرنا ونعيد يا ايها الناس هذا نداء والنداء له اهمية في كلام العرب وهو لفت انتباه السامع الى اهمية ما سيأتي والله عز وجل ينادي الناس يا ايها الناس يعني انتبه لما تنادى وتخاطب به امر جلل امر عظيم وينادي بيا ايها الذين امنوا وكل ذلك ينبغي الانسان اذا سمع النداء ان يعتني بما بعده ويتفطن ويتنبه لانه امر مهم وهنا ننبه على مسألة وهي يا ايها الناس اه ذكر السيوطي في الاتقان وغيره ممن ذكروا علامات المكي والمدني قالوا من علامات المكي ان يعني من علامات السور المكية ان فيها يا ايها الناس تجد فيها يا ايها الناس ومن علامة المدنية يا ايها الذين امنوا لانه في مكة كان الناس اكثرهم على الكفر. لكن في المدينة كانوا على الايمان والاسلام نقول ان هذه هذا الظابط الذي ذكروه صحيح من حيث الجملة وبالاعم الاغلب لكن ليس على اطلاقه ليس كل صورة فيها يا ايها الناس تكون مكية فهذه السورة التي معنا سورة النساء سورة مدنية كما في البخاري تقول عائشة رضي الله عنها ما نزلت سورة النساء الا بعد ان تزوجني رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا بالمدينة ومع ذلك اولها يا ايها الناس كذلك سورة البقرة وبعض اهل العلم يحكي الاتفاق على ان سورة البقرة مدنية بالاتفاق ففيها يا ايها الناس في موطنين الاية رقم واحد وعشرين يا ايها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم يا ايها الناس يا ايها الناس اعبدوا ربكم والذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون وكذلك في الاية مئة وثمانية وستين يا ايها الناس كلوا مما في الارض حلالا طيبا. اذا يا اخوان يا ايها الناس اه الغالب انها اذا جاءت في سورة تكون مكية. لكن قد تأتي في السور المدنية كما في هذه السورة يا ايها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة. امر الله عز وجل بتقواه لان التقوى هي ملاك الامر وعليها مدار السعادة لان التقوى هي ان تجعل بينك وبين عذاب الله وقاية بفعل اوامره واجتناب نواهيه والتقوى كما قال طلق ابن حبيب التقوى ان تعمل بطاعة الله على نور من الله ترجو ثواب الله وان تدع معصية الله على نور من الله تخشى عقوبة الله وهذا من اجمع التعريف واحسنها حتى قال عنه شيخ الاسلام وابن القيم والذهب وابن رجب وجمع من اهل العلم قالوا هذا احسن ما عرفت به التقوى. هذا احسن ما عرفت به التقوى ان تعمل بطاعة الله على نور من الله ترجو ثواب الله وان تترك معصية الله على نور من الله تخشى عقوبة الله وكثيرا ما يأمر الله عز وجل بالتقوى والتقوى اما ان تأتي مطلقة او تأتي مقرونة بالبر تعاونوا على البر والتقوى فاذا جاءت مطلقة فهي تشمل فعل الاوامر وترك النواهي ان تجعل بينك وبين عذاب الله وقاية بفعل اوامره واجتناب نواهيه فاذا قلت لرجل اتق الله فانت تقصد قم بما امرك الله به من الاوامر واترك وانتهي عما نهاك الله عنه من النوايا هذا معنى اتق الله شاملة للدين. واذا جاءت مع البر فالتقوى تحمل على ترك المحرمات. تتقي ما حرمه الله عليه. والبر القيام بما امرك الله به فهي والبر كما يقال اذا اجتمع افترقا واذا افترقا اجتمعا لكن كثيرا ما تذكر التقوى وحدها فيدل على انها تشمل الامر بفعل المأمورات والنهي عن فعل المنهيات. يا ايها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة كأن قائلا قال لمن قال اتقوا ربكم قال لم؟ قال الذي خلقكم من نفس واحدة. ويدل على ان عظم نعمة الخلق وان خلقك نعمة من الله عليك ما خلقت نفسك ولا اوجدت نفسك فخلقك الخلاق جل وعلا. خلقكم من نفس واحدة وهو ادم ولا يختلف العلماء والمفسرون في ذلك كما جاء في الحديث كلكم لادم وادم من تراب فالخلق كلهم خلقهم الله من نفس واحدة وهو ادم وخلق منها زوجها خلق من هذه النفس التي هي ادم خلق منها زوجها التي هي حواء وقد ذكر المفسرون وهذا حق لا شك فيه ان الله لما انزل ادم الى الارض هو وزوجه انه وهبه ذرية فكانت زوجه اذا حملت تأتي بذكر وانثى فكان يزوج الذكر من انثى البطن الذي بعده وانثى ذاك البطن من ذكر والعكس يعني لا يزوج الرجل من اخته التي في بطنه لكن يزوجها من البطن الاخر ويزوج الرجل كذلك من اخته التي في البطن الاخر وهذه ضرورة حتى يعني يكثر الناس ثم حرم هذا في زمن موسى حرم نكاح الاخت هنا يقول خلقكم من نفس واحدة اذا هو ادم وخلق منها من هذه النفس زوجها والزوج هي امرأة الرجل هي امرأة الرجل والافصح ان يقال فلانة عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم. هذا الذي جاء به القرآن انه يطلق يطلق على امرأة الرجل يطلق عليها زوج لا شك انه في اللغة الفصيحة ايضا يجوز ان تقول زوجة بالتاء المربوطة كما في الحديث الذي في صحيح مسلم في قصة اعتكاف النبي صلى الله عليه وسلم وزيارة صفية له في المسجد ثم قام يقلبها الى بيتها فمر رجلان من الانصار فاسرعا فقال على رسلكما يعني على مهلكما انها صفية انها زوجتي صفية قال زوجتي لا يجوز تقول زوجتي وزوجي لكن القرآن الذي ورد فيه زوج وهو المراد هنا زوجها يعني زوجته التي هي حواء وحواء على الصحيح خلقت من ادم من احد اضلاعه كما قال الله جل وعلا في هذه الاية خلق منها خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها. اذا تدل على ان الله خلق حواء من ادم ويدل ايضا الصحيح الذي في الحديث الذي في الصحيحين ان المرأة خلقت من ضلع اعوج وان اعوج ما في الضلع اعلاها الحديث فاخبر انها خلقت من ضلع اعوج والاية تدل على انها خلقت من ادم. اذا خلقت حواء من ادم من احد اضلاعه وجاء عن ابن عباس وفي بعض الاخبار الاسرائيلية انها خلقت من ضلعه الايسر من قصيرا آآ ضلعه الايسر من جهة الصدر ولكن هذا يحكى لانه من اخبار بني اسرائيل التي اه لا تتعارض مع شرعنا نحن نجزم انها خلقت من ضلع لكن الله اعلم. اي ضلع هو ولهذا ابن كثير حكى مثل هذا على سبيل الجزم به آآ واورد ابن كثير اثر عن ابن عباس سنده جيد صححه احمد شاكر رحمه الله قال خلقت يقول ابن عباس خلقت المرأة من الرجل فجعلت نعمتها في الرجل نعمتها همتها وطلبها المرأة تبحث عن زوج تبحث عن رجل وخلق الرجل من الارض فجعلت نهمته في الارظ الاثر وهو اثر صحيح الى ابن عباس قال وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء. طبعا هناك اخبار اسرائيلية ما نقف عندها انها خلقت منه وهو نائم نام ثم خلقت منه فلما استيقظ قال من انت؟ قالت انا حواء. وذكروا اشياء كثيرة ما يترتب على معرفتها. ولا على الجهل بها امر قال وبث منهما منهما اي من النفس وزوجها من ادم وحواء وما نبث اي فرق ونشر بدليل انه فرقهم ونشرهم في اقطار المعمورة كما تلاحظون الان كل الارض الكروية قد انتشر الناس فيها وبث منهما رجالا كثيرا رجالا عددهم كثير قال ونساء اي ونساء كثيرا ايظا ونساء كثيرات. ايضا لكن اكتفى بوصف المعطوف عليه المعطوف الان يتبع المعطوف عليه نساء معطوفة على رجال بث رجالا ونساء وهن موصوفات بما وصف به الرجال ونساء كثيرات والواقع يشهد بهذا ولهذا تجد الشارع حل كما سيأتي اربع نسوة دليل على كثرة النساء بل جاء في الحديث انه في اخر الزمان تكثر النساء ويقل الرجال كما في البخاري وغيره تكثر النساء ويقل الرجال حتى يكون لاربعين امرأة وهي لفظ ايضا في الصحيح خمسين امرأة قيم واحد خمسين امرأة لا الذي يقوم عليهن رجل واحد دايرين الرجال سيقلون والنساء يكثرن والحاصل ان النساء كذلك كثيرات ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والارحام. اعاد الامر بالتقوى لتأكيد امر التقوى واهميته فلا صلاح للعبد الا بتقوى الله جل وعلا واتقوا الله الذي تساءلون به اي الذي يسأل بعضكم بعضا به فيقول اسألك بالله اسألك بالله ومعلوم ان من سئل بالله يجب ان يعطى من سألكم بالله فاعطوه ما لم يسأل هجرا يعني امر محرم او امرا ضارا وقد كان الناس يتساءلون بالله حتى في الجاهلية اذا اتقوا الله الذي تساءلون به يسأل به يسأل بعضكم بعضا به والارحام هذه قراءة الجمهور النصب واتقوا الله الذي تساءلون به والارحام يعني واتقوا الله الذي تساءلون به واتقوا الارحام فلا تقطعوها ولكن صلوها واحسنوا اليها وبروا بها فتكون الاية دالة على الحث على صلة الارحام او صلة الرحم وهذه القراءة لا اشكال فيها. وقرأ حمزة بالارحام وهي من القراءة السبع والارحام فاتقوا الله الذي تساءلون به والارحام عطفا للظاهر على المظمر عطفا للارحام على الظمير على الهاء في به تساءلون به وبالارحام وقد كان الناس يفعلون هذا واسألك بالله والرحم اسألك بالله واسألك بالرحم التي بيني وبينك. ولا حرج في هذا وليس هذا شركا كما قال بعضهم وهذه القراءة حق وثابتة ومتواترة لكن تعرفون اهل اللغة اه هناك مدرستان المدرسة البصرية والكوفية وهم لشدة عنايتهم باللغة صاروا احيانا يردون بعض القراءات مع ان الواجب اذا جاء الشيء في كتاب الله ان يقبل ما يقال اللغة تدله او ما تدله ولهذا قال البصريون هذا لحن لا تجوز القراءة به وجاء عن الفراء انه يقول لو صليت خلف امام يقرأ والارحام لاخذت نعلي ومظيت اخذت حذاء يوم مشيت نقول امضي لا لا اشكال هذه قراءة ثابتة حق ولهذا الكوفيون في هذا الباب يعني اخاف شوي من البصريين قالوا هي قراءة قبيحة اما ذاك يقول لا تجوز ابدا لكنه يقول يعني تجوز والحقيقة ان هذا القول لا يجوز ان يقال في حق قراءة ثبتت بالتواتر والله ما يجوز لكن لعله لما قالوا هذا الكلام اما ان القراءة ما ثبتت عندهم عن طريق التواتر لان القراءات ما دونت يعني وثبتت الا شوف القرن الثالث ولهذا تجد ابن جرير الطبري متوفى سنة ثلاث مئة وعشرة يرد قراءته احيانا مع ان له كتاب في القراءات لكن ما استقر امر القراءات كما استقر في زماننا وهذا احسن ما يجاب به عن ما رده ابن جرير الطبري انها ما ثبتت عنده من الطريق المتواتر الذي بعد ذلك استقر طريقا متواترا ما بلغته من هذا الطريق اه فالحاصل انه اذا ثبت القراءة يجب ان تقبل ولا يجوز ردها ونقول ان هذا يعني هذا ثابت في القرآن وثابت في شعر العرب فضلا عن كلامهم اما القرآن فان الله سبحانه وتعالى يقول فخسفنا به وبداره الارض عطف الدار على الهاء. فيجوز عطف الظاهر على المظمر نعم ليس هو الاكثر والافشى لكنه صحيح فصيح عربي يجب قبوله ويقول جل وعلا ايظا في كتابه وكفر به والمسجد الحرام عطف المسجد على الهاء اذا هذا موجود في غير اية من كتاب الله وكذلك في لغة العرب يقول الشاعر واليوم قد بت تهجونا وتشتمنا فاذهب فما بك والايام من عجب فما بك وبالايام فعظم فعطف اسم ظاهر على مظمر والاخر يقول اكروا على على الكتيبة لا ابالي افيها كان حتفي ام سواها فيها ام في سواها وقد يعني افاض في هذا ابو حيان في البحر المحيط وتلميذه السمين الحلبي في الدر المصون وذكر اكثر من احد عشر بيتا عن العرب كلهم يعطفون الظاهر على المظمر اذا لا ينبغي ان يقال ان هذه قراءة لا يجوز القراءة بها او شادة. ولهذا يقول ابو عمرو الداني رحمه الله في جامع البيان وائمة القراءة لا تعمل في شيء من حروف القرآن على الافشى في اللغة والاقيس في العربية بل على الاثبت في الاثر والاصح في النقل والرواية بل على الاثبت في الاثر والاصح في النقل والرواية اذا ثبتت عندهم لم يردها قياس عربية ولا فشو لغة لان القراءة سنة متبعة يلزم قبولها والمصير اليها ولهذا من القواعد المقررة عند المفسرين القراءة سنة متبعة القراءة سنة متبعة فاذا ثبتت لم يردها قياس عربية ولا فشو لغة فيجب قبولها وتخرج على هذا التخريج الذي ذكرناه واتقوا الله الذي تساءلون به وتتساءلون ايضا بالارحام فاخبر انهم كانوا يتساءلون بالله وايضا يتساءلون بالارحام وهذا يدل على عظم شأن الارحام ولم يقل لا تتساءلوا بالارحام وعلى القراءة الاولى لا يكون الحث على صلة الارحام. واتقوا الله الذي تساءلون به والارحام ان الله كان عليكم رقيبا آآ ذكرنا سابقا ان سيبغيه يقول كان من خصائصها انها مع الماضي والمستقبل سواء يعني حتى اذا عبر بها عن الماضي فهي من معنى المستقبل فالله كان ولا يزال عليما حكيما وهذا لا شك فيه ان الله كان وما زال ولا يزال جل وعلا متصفا بصفات الكمال وليس معنى ذلك انه كان في الماضي وفقط لا في الماضي والحاضر مستقبل فله الصفات الكاملة جل وعلا. وكان الله عليكم رقيبا اي رقيبا اي شاهدا حفيظا يحفظ عليكم اعمالكم وهذا فيه حث للمسلم على اصلاح العمل وفيه تحذير لهم من المعصية لان الله رقيب عليه يحفظ عليه عمله ويشاهد عمله آآ ثم قال الله جل وعلا واتوا اليتامى اموالهم ولا تتبدلوا الخبيث بالطيب واتوا اي واعطوا الايتاء والاعطاء والايتام جمع يتيم وفي اللواء يدل على الانفراد وهو في اصطلاح الشارع من فقد اباه قبل البلوغ من فقد اباه قبل الوضوء فهو اليتيم واتوا اليتامى اموالهم وهذا خطاب الاولياء وقيل للاوصياء فامرهم الله عز وجل ان يدفعوا اموال اليتامى اليهم اذا تحققت الشروط كما سيأتي قال ولا تتبدلوا الخبيث بالطيب وهذي في الحقيقة هذي هي حقوق الانسان. ان صح هذا التعبير الله عز وجل حتى هؤلاء اليتامى الذي مات ابوه والغالب عليه الضياع لا يعرف حقه وماله وما عليه. امر الله بحفظ حقه وامر باتاء حقه له ولا يعني انه يتيما ان تذهب حقوقه واتوا اليتامى اموالهم ولا تتبدلوا الخبيث بالطيب الخبيثة خلاصة ما ما ذكره المفسرون ان الخبيث هو الحرام المال الحرام الذي حرمه الله عليك والطيب هو الحلال الذي احله الله لك والاستبدال وضع الشيء مكان الاخر ولا تستبدل الخبيث بالطيب لا تأخذوا الخبيث عوضا عن الطيب والسلف ظربوا امثلة وهذا كله يعني من باب اختلاف التنوع فقال بعضهم لا تبدلوا الحرام من اموال الناس بالحلال من اموالكم وقال سعيد بن المسيب ولا تعطي مهزولا وتأخذ سمينا يعني يعطي شاة ياخذ من مال اليتيم شاة سمينة ثم يرد مكانة هزيلة هذا من استبدال الخبيث بالطيب وقال النخعي والضحاك لا تعطي زائفا وتأخذ جيدا يعني درهم زائف زيف مقلد تقليد بدرهم حقيقي ومثله تزوير العملات الان قديما كان يوجد شيء من هذا وهذه على كل حال اه على سبيل اه ضرب المثال والا الاية تشمل النهي عن اكل الحرام سواء مال اليتيم شاته درهمه او غير ذلك والحلال ما احله الله واباحه ولا تتبدل الخبيث بالطيب ولا تأكلوا اموالهم الى اموالكم ولا تأكلوا اموالهم الى اموالكم الاصل فيه مثل هذا اذا قال الانسان يقول اكل حقي مع حقه اليس كذلك يقول اكل حقي مع حقه ما تقول اكل حقي الى حقه لكن الاية هنا يقول ولا تأكلوا اموالهم الى ما قال مع ما هي الفائدة هذا يسمى التظمين يا اخوان يسمى التظمين وهو ان تعد الكلمة او الفعل بحرف فيدل على ان هناك معنى مظمن غير الذي بين ايدينا فالذي بين ايدينا لا تأكلوا حرم علينا اكل مال اليتامى والى دلتها على معنى اخر وهو مضمومة يعني لا تأكلوها وتضموها الى اموالكم قد يكون الانسان وايش الفائدة نقول لا اذا كان ما لك مال ايها الولي ما لك مال يجوز ان تأكل من مال الفقير من مال اليتيم كما سيأتي فمن كان فقيرا فليأكل بالمعروف لكن اذا كان لك مال ما يجوز ان تأكل من مال اليتيم من كان غنيا فليستعفف ولهذا افادنا تأدية هذا الفعل بالى افادنا معنى فعل اخر مظمن فدلتني الاية على انه يحرم علينا اكل اموالهم وظمها كذلك الى اموالنا لان هذا سبب لاكلها. فما دام لنا مال ما يجوز لنا ان نأكل من اموالهم قال ولا تأكلوا اموالهم الى اموالكم انه كان حوبا كبيرا. الحوب هو الاثم الحب هو الاثم ولكن بعض المفسرين يفرق بين الحب والاثم يقول اذا اذا اجتمعا فالحب يطلق على الكبائر والاثم على الصغائر لكن هذا امر ما هو متفق عليه فالحاصل ان الحب هو الاثم ان انه اي اكل اموال اليتامى كان حوبا اي اثما كبيرا عند الله جل وعلا وكبيرة من كبائر الذنوب والذي سيأتي الاية ان الذين يأكلون اموال اليتامى انما يأكلون في بطونهم نارا سيصلون سعيرا فهو من كبائر الذنوب قال جل وعلا وان خفتم الا تقسطوا في اليتامى فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع وان خفتم الا تقسطوا الا تقسطوا يعني الا تعدلوا ان خفتم عدم العدل في اليتامى فانكحوا ما طاب لكم من النساء وهذه الاية يبينها سبب نزول الاية وهو ما في الصحيحين من عن ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت اه نعم بل هو في البخاري هو في البخاري في البخاري وحده. عن عائشة ان رجلا كانت له يتيمة فنكحها وكان لها عذق والعذق والعذق اه يطلقان على النخلة وعلى ثمر النخلة وان رجلا كان له يتيمة وكان لها عذق وكان يمسكها عليه يعني كان لها نخلة وكان يمسكها على هذه النخلة ولم يكن لها من نفسه شيء يعني هو ما يريدها لكن يريدها من اجل النخلة لو طلقها او ما تزوج بها آآ ذهبت النخلة ذهبت وذهبت نخلتها معها لانها ملكها فهو يمسكها من اجل هذه النخلة قالت فنزلت فيه وان خفتم الا تقسطوا الاية واورده البخاري ايضا عن عائشة رضي الله عنها في قوله وان خفتم الا تقصوا باليتامى قالت يا ابن اختي هذه تقوله لعروة ابن الزبير لانه ابن اسماء اخت عائشة تقول له يا ابن اختي هذه اليتيمة تكون في حجر وليها تشركه في ماله ويعجبه مالها وجمالها فيريد وليها ان يتزوجها بغير ان يقسط في صداقها فيعطيها مثلما يعطي غيره يرغب يتزوج فيها ويعجبه مالها وجمالها. لكن يريد هي زوجها ولا يعطيها مهر او يعطيها شيئا قليل. لا يعطيها ما يعطي سائر النساء لانها ولي يعني هو وليها وفي حجره قال فنوهوا ان ينكحوهن الا ان يقسطوا لهن ويبلغوا بهن اعلى سنتهن في الصداق. وامروا بنكاح ما طاب لهم من النساء سواهن اذا هذا هو سبب اه نزول هذه الاية وان قلتم الا تقصوا الا تعدلوا في اليتامى يعني في النساء اليتيمات التي في حجوركم والتي تقومون عليهن فانكحوا ما طاب لكم من النساء ومعنى طابا يعني ما حل ومن النساء من هنا بيانية على قول بعض المعربين لبيان الجنس وهو جنس النساء وقيل بل هي تبعيضية هنا فانكحوا ما طاب لكم من بعض النساء فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع. اذا قيل لها سورة النساء لذكر النساء فيها وهذا من الالفاظ التي ذكرت فيها او ذكر فيها وهو فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاثة ورباع اه مثنى وثلاث ورباع هذه الفاظ معدول بها عن العدد الفاظ معدول بها عن العدد وتقدير الكلام فانكحوا ما طاب لكم من النساء ان شئتم اثنتين وان شئتم ثلاثا وان شئتم اربعة وهذا كما قال جل وعلا في وصف الملائكة جاء الملائكة رسلا اولي اجنحة مثنى وثلاثى ورباعي ولكن الملائكة ورد ان جبريل له ستمئة جناح اما النساء فلا يجوز ان يتزوج الرجل اكثر من اربع اذا معنى الاية فانكحوا ما طاب لكم من النساء اي ما حلا. وليس فقط ما حل فيه ايضا اشارة الى ان الانسان يختار المرأة التي تطيب له لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال المرأة تنكح المرأة لأربع بمالها وجمالها ونسبها ولدينها فاظفر بذات الدين تربت يداك وان جمع الله لك بين هذه الامور كلها فهذا خير عظيم يعني لو اجتمعت خصلتان افضل من خصلة واحدة مع الدين يعني خصلة اخرى مع الدين افضل من خصلة خصلة الدين فقط لكن الدين والجمال الدين والجمال والنسب حسب آآ الدين والمال والجمال ايضا هذي كله على كل حال آآ امر تطلبه النفوس. والله قال جل وعلا ما طاب لكم ليس فقط ما حل لكم لا يعني ما حل وطابت نفوسكم به رأيتم يعني ملت اليه رأيتموه طيبا. اذا احل الله عز وجل للرجل ان يتزوج اربعا لكن هذا مقيد كما سيأتي هو وهو قوله فان خفتم الا تعدلوا قالوا اذا خشي الا يعدل وهذا يعني حجة يركبها كثير من الناس وتركبها النساء كلهن الا ما رحم الله تقول ما يعدل ما في عدل نقول العدل يكفي ما يغلب على ظنه هو الاصل في المؤمن انه يقف عند حدود الله والعدل انما هو في المبيت والنفقة والكسوة اما مسألة الميل القلبي والحب القلبي هذا الانسان ما يكلف به ولن تستطيعوا ان تعدلوا بين النساء ولو حرصتم. قال الله عز وجل المراد به الامور القلبية يحب هذه اكثر من هذه النبي صلى الله عليه وسلم كان يحب عائشة اكثر من غيرها وما يترتب على المحبة القلبية ينشط لجماع هذه ولا ينشط للاخرى مثلا ما يلزم العدل بينهن في هذا الامر لكن اما مسألة المبيت يبيت عند اهله ثم يبيت عند هذه هذا لا بد منه واجب النفقة ينفق على هذه وينفق على هذه بنفس المستوى. اقصد نفس النوع ما ينفق على هذه من اطيب النفقة وهذه من اردى النفقة والكسوة كذلك وبعضهم يدخل الكسوة في النفقة لكن غالب النفقة في الاكل والشرب والكسوة فيما يلبس اه الله جل وعلا يقول فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاثا ورباع يعني ان شئتم اثنتين وان شئتم ثلاث وان شئتم اربعا واما من قال ان هذا يدل على انه يجوز ان ينكح الرجل تسعا قالوا كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم وقول قول للشيعة فنقول هذا القول باطل قول باطل لان الله جل وعلا لو اراد ان يقول تسعا لقال فانكحوا تسعا وهذا هو الاصل في العدد الاصل في العدد اذا اردت ان تخبر بعدد ماذا تقول تقول مثلا هذا الماء بخمسة دين دينارات مثلا خمسة دنانير تقول الخازن ولا تقول هذا بدينارين وثلاثة هذا الظعف هذا ظعف هذا كلام الناس العادي يترفعون عن مثل هذا. فكيف بكلام رب العالمين فالمراد هنا ان الله عز وجل اراد انكحوا ان شئتم اثنتين وان شئتم ثلاثا وان شئتم اربعا يجوز لكم هذا. واحدة وين اردت وان اردت ان تنكح ابن تيمية فذاك؟ وان ثلاثا فذاك وان ارت اربع فذاك اراد ان يحل ويبين حل هذه الاعداد وليس المراد المجموع. ولهذا ثبت بل اجمع اهل السنة على انه لا يجوز اي زوج الرجل اكثر من اربع بالاجماع والاجماع حجة قاطعة ما يجوز ان تخالف وثبت عند احمد وغيره ان غيلان الثقفي اسلم وعنده عشر نسوة عند احمد وغيره بسند صحيح فقال له النبي صلى الله عليه وسلم امسك اربعا وفارق سائرهن امسك اربعا وفارق سايرهن فاذا كان لا يجوز في شيء قد سبق قبل نزول الاية فكيف يجوز ابتداء من باب اولى لا يجوز ونحن نقول عسى الله يرحم الحال حنا الحين ما حنا مبلسين باللي يبي اكثر من اربعة ما هو مزحزح عن واحدة اي نعم لكنه يجب عليه ان يعدل ويتقي الله عز وجل والحقيقة ان هذه المسألة يعني ظاهر ان هذه السنة والله جل وعلا جعل الاصل التعدد فان خفتم الا تعدلوا فواحدة لكن كثير من المعددين الا من رحم الله يعطي صورة غير جيدة عن التعدد فاذا عد الظلم جار ذهب مع الجديدة وترك السابقة وهذا الحقيقة امر منكر لا يجوز له هذا ولهذا كثير من النساء بل كثير حتى من الرجال اذا ذكر التعدد عنده يخطر في باله ما يعرف وما رآه من بعض الصور فتجده ينصرف مع ان احنا نقول لا يجب على الانسان ان يتقي الله عز وجل وان يعدل ويلتزم بالسنة فكروا ان المرأة تزوج معها ضرة او اثنتين او ثلاث خير لها من ان تبقى الى ان تتجاوز الاربعين الى ان يفوت عليها عمره ولا ولا تتزوج لا تزوج ويأتيها ذرية يأتيها ولد صالح بنت صالحة يقوم بها بعد ذلك يحسن اليها اذا كبرت سنها وهي تبقى عالة على من النكاح خير الحقيقة وهذا العنوسة الان البيوت كثيرة جدا مليئة كله بسبب يعني عدم اعطاء مثال جيد وطيب فعلى الانسان ان يتقوا الله الرجال والنساء. انا اقول الرجال والنساء. النساء معلوم انه ما من امرأة الا وتغار من هذا ابدا غارت ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها لكن ما منع ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم من التعدد وسيأتي ان شاء الله في باب حسن المعاشرة زيادة بيان لهذا قال فان خفتم الا تعدلوا فواحدة ان كنتم الا تعدلوا حينما تنكحون اربعا لان بعض الناس يدري من نفسه انسان عاطفي ميال اذا كنت تعرف من نفسك يا اخي اتق الله لا تتزوج ثانية اقتصر على واحدة اه ومن القصص المشهورة ان شيخنا الشيخ عبد العزيز بن باز زاره شيخنا الشيخ ابن عثيمين سأله وهذا الحقيقة معروف عن الشيخ عبد العزيز رحمه الله اكثر من واحد من طلاب العلم ذكر انه يسأله انت معدد والا لا فقال لي الشيخ محمد العثيمين انت معدد يا شيخ محمد فمن المعددين فقال الشيخ انا من الموحدين يا شيخ يعني واحدة ولكن قالوا موحدية اهل التوحيد فتبسم الشيخ عبد العزيز بن باز فقال بل انت من الخائفين فان خفتم الا تعدلوا فواحدة ايه وهكذا العلماء حتى مزحهم حتى مزاحهم فيه فيه فيه فوائد ومما يذكر ايضا في هذا الباب وان كنا محتاجين للوقت ان الشيخ الالباني رحمه الله كان معروف آآ بالسرعة يعني اذا مشى يقول آآ الذي الخواجة الذي صنعها ادرى بها تمشي اللي في الطبلون كله كان يمشي بسرعة فزاره بعض طلاب العلم من المملكة فراح مع الشيخ مشوار رجع الشيخ يمشي مئة وثمانين يعني فهذا جن جنونه قال يا شيخ اتق الله يا شيخ لا تسرعي الشيخ ما ما يجوز الشيخ مسرع قال له قال الشيخ عبد العزيز بن باز يقول الذي يموت عن طريق السرعة هذا منتحر حكم القاتل لنفسه فالتفت الشيخ الالباني رحمه الله عليه وقال هذه فتوى من لم يجرب فن القيادة قال له هذا طالب العلم والله لاخبرن الشيخ عبد العزيز قال اخبره وسلم لي عليه فلما جاء الشيخ عبد العزيز اخبره قال فعل بنا كذا الشيخ وقلت له بانك تقول ان هذا انتحار قتل للنفس فقال هذه فتوى من لم يجنب يجرب فن القيادة فضحك الشيخ عبد العزيز قال بل هذه فتوى من لم يجرب دفع الدية خليفة من لم يجرب دفع الدية لو كان دفع كم رقبة ما عاد يسرع الحصر ان في كلامهم فوائد رحمهم الله جمعنا بهم في جنة الخلد. اه الا الله جل وعلا فان خفتم الا تعدلوا فواحدة او ما ملكت ايمانكم. يعني فاقتصروا على نكاح واحدة وقرأت فواحدة وقرأت واحدة وكلاهما قراءة سبعية فواحدة آآ قالوا تقديره فتكفي واحدة او المقنع واحدة او اللازم واحدة وقرأت واحدة على انها آآ فان خفتم الا تعدلوا نعم فواحدة اي فانكحوا واحدة على انها آآ وصف لي محذوف فانكحوا امرأة واحدة او يجوز ان نقول انها وقع عليها انها موضع مفعول به. فواحدة او ما ملكت ايمانكم ملك اليمين به الرقيق الرقيق المراد به النساء الرقائق لان الرق عجز حكمي سببه الكفر بالله عز وجل. حينما يقاتل المسلمون الكفار ويأبون ان يدخلوا في الاسلام ويبون ان يدخل ان ارفعوا الجزية عند ذلك يقاتلهم الامام فبعد ان يأسر نسائهم ورجالهم هو حر ان اراد يمن عليهم وان بدون شيء وان اراد ان يأخذ مقابل ذلك مالا وان اراد ان يضرب عليهم الرق ويجعلهم مماليك هذا هو الاصل في ملك اليمين او ما ملكت الايمان فهو المراد به الايماء المؤمنات ذلك ادنى الا تعولوا يعني اقتصاركم على واحدة وعلى ملك اليمين ادنى اي اقرب الا تعولوا الا تجوروا. اقرب الا تجوروا وهذا هو قول الجمهور وقال جاء عن سفيان والشافعي انهم قالوا تعول هنا بمعنى تفتقروا ذلك ادنى الا تفتقروا لكن رد ابن كثير هذا القول وقال هنا في هذا الموطن غير صحيح لانه لو كان لئلا تفتقروا فانه كما يخشى من الفقر وفي التعدد اذا عدد النساء يخشى من ملك اليمين لان ملك اليمين ما هو محدد بعدد له ان يتسرى بما شاء فالصواب ذلك ادنى الا تعولوا يعني الاقتصار على واحدة او على السراري ملك اليمين اقرب الا تجوروا بانها امرأة واحدة ما ما معها احد تقسم بينه والاماء لا يلزم القسم بينهن. ما يلزم العدل في القسم بينهن قال واتوا النساء صدقاتهن نحلة اتوا بمعنى اعطوا النساء صدقاتهن الصدقات جمع صدقة والمراد به وجمع صدقة وجمع صدقة كلها كله صحيح والمراد به المهور اتوا النساء صدقاتهن يعني مهورهن نحلة اي عطية النحلة يقال نحله كذا بمعنى اعطاه والمراد اعطوهن هذه المهور على على سبيل الهبة والنحلة والعطية طيبة نفوسكم بها لا على سبيل المقابلة والمجازاة اعطها هذا المهر على سبيل ان الهبة والنحل والعطية طيبة نفسك به. واتوا النساء صدقاتهن نحلة فان طبن لكم عن شيء منه نفسا فكلوه هنيئا مريئا. فان ابت نفس المرأة لك عن شيء من هذا الذي هذا الصداق وهذا المهر الذي اعطيتها فكلوه هنيئا مريئا. خذوه تموله هنيئا مريئا والهنيء والمريء قالوا وهو السائغ الذي لا تنغيص فيه الهنيء المريء هو الطعام السائغ الذي لا تنغيص فيه وقيل هو ما اتى بلا مشقة ولا حرج يأتيك مال بدون حرج بدون مشقة بدون كلفة هذا هو الهنيء المريء وقيل هو المحمود العاقبة الطيب والهضم وقيل غير ذلك. والحاصل ان الهنيء والمريء وصفان دالان على تمام الحل والجواز فاذا طابت نفس المرأة فخذ هذا المال هنيئا لك ومريئا تنتبع به لا يضرك وهو مأذون لك فيه مباح وهو طيب آآ وقوله نفسا هنا تمييز لانه قال فان طبن لكم اي شيء طاب قلوبهن لا قال نفسا والدليل انه لا بد من تمام الرضا فطيب النفس لا يكون الا عن تمام الرضا وهذا دليل انه لا يجوز للرجل ان يأخذ مال المرأة حتى ولو اقنعها لان الرجل عنده وسيلة اقناع وقد يقنع زوجته لكن ليعلم انها ان اعطته مجاملة او خوفا او اقنعها وهي غير راضية او مترددة ان ذلك لا يجوز له لابد من طيب النفس ومعلوم معنى طيب النفس آآ ثم قال جل وعلا ولا تنسوها اموالكم التي جعل الله لكم قياما. السهى الاصل في السفه هو الخفة والرقة هذا هو الاصل في السفه الخفة والرقة يقال ثوب سفيه اذا كان رقيت النسل الرقيق الصناعة النسج رديء النسج او كان قديم بالي يقال ثوب سفيه لانه خفيف والمراد بالشبهاء هنا الجمهور على انهم النساء والاولاد وهاد السوهاة اموالكم يعني النساء والاولاد لا تدفع مالك الذي مولك الله عز وجل وتجعله في يد الاولاد والاطفال او في يد النساء لان هؤلاء ما يحسنون التصرف وهذا شيء معلوم ولهذا الطفل اذا اشترى اخذ المال ويحطه بالفشفاش ولا بالعصير ولا بالشي يضيع عليك مالك والمرأة اذا اخذت المال تدخل محل عطورات تطلع بالفين ثلاثة الاف ممكن في شيء ضروري للبيت ما ما اشتروه. وان كان بعض الرجال مهوب بعيد عن النسا لكن الاصل يعني ان الرجال لانه هو الذي يجمع المال هو الذي تجب عليه النفقة والمطالب يعرف ان يقال له انفق هات مال. انفق هو يعرف قيمة المال ويمسك المال ويصرف في حقه فالمراد بالسفهاء هنا هم كما قال ابن عباس قال بنوك والنساء وقال سعيد بن جبير هم اليتامى وقال مجاهد وعكرمة وقتادة هم النساء والصواب العموم. قال الطبري رحمه الله والصواب من القول في تأويل ولا تدسها ان الله عم بقوله فلم يخصص سفيها دون فغير جائز ان يؤتى سفيها مالا صغيرا كان او كبيرا ذكرا كان او انثى والسفه ايضا قد يكون بسبب آآ الافلاس يعني يقول العلماء السفه او الحجر يعني وهذه الاية فيها الحجر على السفهاء وامساك المال. قالوا الحجر احيانا يكون بسبب الصغر احيانا يكون بسبب الجنون كن مجنون هذا يجب ان يحجر عليه احيانا يكون بسبب سوء التصرف رجل هكذا تصرفه سيء ما يحسن التصرف ابدا هذا يحجر عليه. احيانا يكون بسبب الافلاس يكون عليه ديون يفلس فيطالب اهل الدين اهل المال يطالبون يجوز للحاكم ان ان يحجر ان يحجر عليه يتصرف في امواله حتى يسد ما عليه وهذا على كل حال كله راجع الى الحاكم. ولا تدسوها اموالكم التي جعل الله لكم قياما. يعني جعل الله المال سبب لقيام الحياة. تقوم به حياة يأكلون يشربون يلبسون يشترون الدواب والسيارات فالمال قوام الحياة. وبه تقوم الحياة فلا يجوز ان تدفع مالك لمن يضيعه وهذا فيه المحافظة وحفظ المال قال وارزقوهم فيها مرزقهم فيها واكسوهم وقولوا لهم قولا معروفا اموالكم التي جعل الله لكم قياما وارزقوهم فيها. هذا من كمال هذه الشريعة. نهى ان يعطون المال يسلم بايديهم لكن ما يضيعون بل قال وارزقوهم فيها. يعني من هذا المال انفق عليهم وارزقهم ما يحتاجون اليه واكسوهم والمراد به الكسوة اللباس واشتروا لهم من اللباس ما يحتاجون اليه قال وقولوا لهم قولا معروفا قولوا لهم قول معروف بحسنه عند اهل الاسلام يعني اذا انفقت وهذا يقع فيه كثير من الناس اذا انفق يمر ذول تستاهلون ابشروا بالخير عسى الله يوسع علينا ابشروا انا ما قالوا عنكم جهدا يقول خيرا يقول قول معروف لان اذا اسمح للنفوس واطب للنفوس لكن بعض الناس كل ما انفق وذهبت اللوس قال ضيعتوني اكلت والذي ورائي والذي دوني ماذا؟ يا اخي الله يقول وقولوا قولا معروفا لا تفسد صدقتك لا تمن لا تقول كلام يفوت عليك الاجر هكذا ينبغي الانسان ينفق ومع ذلك يقول قولا جيدا طيبا ذكر بعض السلف قال هو ان يقول للصبي اذا اعطاه يقول ترى هذا المال مالك سادفعه لك او المال ذا سيرجع لك سيرجع لك هذا من القول المعروف وما شابه ذلك. فهكذا ينبغي الانسان ان يكون لسانه طيب دائما حتى في حال النفقة. لان الله جل وعلا يقول لا تبطلوا صدقاتهم بالمن والاذى ما الناس ينفق يبقى الراتب كله يصرفه لكن يسب اهل البيت سبا والاولاد يفسد ما فعل. اقول لهم قولا معروفا. قال وابتلوا اليتامى حتى اذا بلغوا النكاح فان انستم منهم رشلا فادفعوا اليهم اموالهم ولا تأكلوها اسراف وابتلوا اي اختبروا والمراد به الابتلاء واليتامى جمع يتيم كما مر معنا حتى اذا بلغوا النكاح ومعنى بلغوا النكاح يعني بلغوا الحلم بلغوا سن البلوغ كما قال جل وعلا واذا بلغ الاطفال منكم الحلم والعلماء يقولون ان علامات البلوغ ثلاث علامات مشتركة بين الرجال والنساء الاحتلام وهو ان يرى الماء الدافئ الذي يكون منه الولد. متى ما رأى الرجل او المرأة هذا فهو بالغ وهي بالغة والعلامة الثانية نبات شعر العانة وهو الشعر الخشن الذي ينبت حول القبل هذا فيه خلاف والصحيح انه علامة بلوغ. ويدل عليه حديث اه عطية القرظي رظي الله عنه قال عرظت على النبي صلى الله عليه وسلم يوم قريظة فكان من انبت قتل يعني من يهود بني قريظة ومن لم ينبت خلي سبيله فكنت ممن لم ينبت فخلوا ياء فخلوا سبيلي لانها علامة النبي حكم من نبتت عانته قال هذا بالغ يقتل ومن لم تبقى اعانته قال هذا صغير والا والعلامة السابقة الحديث رفع القلم عن ثلاثة ومن الصبي حتى يحتلم والعلامة الثالثة المشتركة بلوغ سن الخامس عشر. اذا لم يحصل هذا ولا هذا لم يحصل انزال احتلام ولم يحصل آآ نبات شعر العانة فاذا بلغ سنة اكمل خمس عشرة سنة وبدأ في السادسة عشرة هذا يحكم ببلوغه. كما في حديث ابن عمر قال عرظت على النبي صلى الله عليه وسلم يوم احد وانا ابن اربع عشرة سنة فلم يجزني وعرضت عليه يوم الخندق وانا ابن خمس عشرة سنة فاجازني حديث في الصحيحين فقال عمر ابن عبد العزيز لما بلغ هذا الحديث هذا هو الحد الفاصل بين الكبير والصغير وهناك علامتان تختص بها النساء وهي الحيض والحبل الحيض والحمل اما الحيض هذا محل اتفاق واما الحمل فيه فيه خلاف من العلماء من يقول لا لا تحمل المرأة الا بحيض وبعضهم يقول قد يحصل ان بعض النساء تحبل وهذا حق في الحقيقة وهناك وقائع تدل على هذا خاصة بعد الولادة الاولى قد تكون ما ما جاءت العادة فتحمل مرة اخرى وهي لم تأتيها العادة ولكن هذا نادر وقليل فالحاصل ان هذه العلامات كلها تدل على البلوغ. فاذا وجد هذه العلامات يختبرون قال وابتلوا اليتامى. قيل كيف يبتلون؟ قال يدفع للرجل المال الذي يختص به الرجال يدفع للرجل مالا ويقال له تولى النفقة على البيت فينظر كيف يتصرف ويسند للبنت عمل المطبخ وعمل المنزل فيقال اعملي فاذا رأوا تصرفه رشيدا هذا دليل على انه انسوا منه الرشد وقيل لا آآ يسند يعطى جزءا من المال ويقال تصرف به وقيل وهو الاظهر والله اعلم الا عند بعض الحالات ان المراد ان تتحرى في ابتلاءه يعني اختباره فتتحرى عن هذا اليتيم والغالب ان من عاش معك فترة طويلة انك تعرف انه عاقل انه رشيد او غير رشيد لكن احيانا تنتقل الولاية ويأتي عنده اطفال ايتام ولا يعرفهم وقد قاربوا البلوغ فيحتاج الى ان يدفع لهم شيئا من المال ينظر في تصرفاتهم قال وابتل اليتامى حتى اذا بلغوا النكاح فان انستم منهم رشدا انستم يعني ابصرتم ورأيتم ابصرتم ورأيتم منهم رشدا. ومعنى رشدا صلاحا في عقولهم واموالهم صلاحا في عقولهم واموالهم وتصرفاتهم فادفعوا اليهم اموالهم. اذا هذا هذه الشروط لابد منها في دفع المال لليتيم اذا بلغ النكاح بلغ الحلم ورأينا منه رشدا وصلاحا في عقله ودينه واختبرناه ننظر كيف يتصرف في هذه الحالة يجب ان يدفع اليه المال ولا يجب ان يتأخر فيه. فادفعوا اليهم اموالهم ولا تأكلوها اسراف وبدارا لا تأكلوا اموال اليتامى اسرافا الاسراف هو مجاوزة الحد الى ما لا يحل والاكثار في النفقة وبدارا من المبادرة وهي المسارعة فيا ايها الاولياء اتقوا الله لا تأكلوا اموال اليتامى اسرافا يعني قد يكون وليه فقير كان فقيرا فليأتوا بالمعروف لكن ما يسرف يقول انفق يا رجل ما دام المال بيدك بعد سنة او ستة اشهر او شهر ينتقل الى وسيدنا المال ما هو بيدك لا ما يجوز ان تسرف في المال ولا بدارا البدار المسارعة انفق من هذا المال ما دام في يدك لا يعني يبادرون كبرهم ولهذا اسرافا وبدارا يجوز ان تكون مفعول لاجله ويجب ان تكون حال ولا تأكلوها مبادرين كبرهم ومسرفين في الانفاق وازا يكون ولا تاكلوها حالة كونكم مسرفين ومبادرين كبرهم ولا تأكلوها اسرافوا بدارا ان يكبروا ان يكبروا انهم دخل عليهم في تأويل مصدر انه ما دخلت عليه في تأويل مصدر مفعول لاجله مخافة ان يكبروا او لاجل خوفكم من ان يكبروا لانه اذا كبر سيأخذ ماله والنفوس شحيحة على المال ولكن هذا حكم الله جل وعلا قال جل وعلا ومن كان غنيا فليستعفف. الاستعفاف هو الامتناع من الشيء وتركه قال استعفى عن كذا يعني امتنع منه وتركه كذلك يجب على الولي اذا كان غنيا ان يمتنع ولا يجوز له ان يأكل مال اليتيم ومن كان فقيرا فليأكل المعروف ان كان الولي ولي اليتيم فقيرا قد قضى الله عليه بالفقر فليأكب للمعروف المعروف ما عرف كفايته لمثله معرفة انه يكفيه اقل ما يكفيه ولهذا جاء ان رجلا جاء الى النبي صلى الله عليه وسلم والحديث سنده حسن قال يا رسول الله ان في حجري يتيم وله مال ولا مال لي فما يحل لي من ماله فقال له النبي صلى الله عليه وسلم كل غير مسرف ولا مبذر ومن غير ان تقي ما لك بماله كن غير مسلم ولا مبذر من غير ان تقي مالك بماله فيجوز له ان يأكل اه بما عرف على كفايته لمثله وقيل بما تعرف على انه لا يؤثر في مال اليتيم وقيل مثل اجرة المثل والحاصل انه بالمعروف يعني ماتوا عرف على كفايته من غير اسراف ولا مبادرة قال جل وعلا فاذا دفعتم اليهم اموالهم فيما سبق رأى حق اليتامى وهنا رأى حق الولي وهذا دليل على كمال هذه الشريعة فبدأ ان حفظ حقوق اليتامى وامر باعطائها وحذر من ان تؤكل اسرافا وبدارا قال فاذا دفعتم اليهم اموالهم ايها الاولياء والاوصياء فاشهدوا عليهم اشهد ان دفع المال ان فلان له عندي كيت وكيت فدفعوه واجعل شاهدا يشهد لان هذا فيه سد لباب الفتنة والمطالبة والعداوات لانه قد ينشأ اليتيم يكون فيه شيء بعد ما يصبح كبيرا يقول ما لي اكثر من هذا لكن تلعبت علي او انت ما اعطيتني الا كذا فيشهد ولا ينبغي للانسان ان يترك الشهادة لان الله امر بها قال فاشهدوا عليهم وكفى بالله حسيبا وانا حسيبا اي كافيا كفى بالله كافيا لعبده حسبي الله ونعم الوكيل حسبنا الله يعني الله كافينا وهذا فيه اشعار التوكل على الله عز وجل يعني الاخذ بالاسباب والاشهاد مع التوكل على الله سبحانه سبحانه وتعالى وطلب كفايته وكفى به حسيبا لكم ولهم للاولياء ان ضيعوا ولليتامى ان طالبوا بما ليس لهم اه سنعطيكم عشر دقائق ما رأيكم يكفي ولا تريدون زيادة لان اليوم ساعة الجمعة لان ان شاء الله قال الله جل وعلا للرجال نصيب مما ترك الوالدان والاقربون وللنساء نصيب مما ترك الوالدان والاقربون مما قل منه او كثر نصيبا مفروضا هذه الاية فيها الرد وابطال ما كان عليه اهل الجاهلية. فكانوا لا يورثون الا الرجال الاقوياء ويقولون ولا يورثون النساء ولا ولا الصغار. ويقولون انما يرث المال الذي يدافع عن القبيلة ويحمي العار اما النساء لا تركب الخيل وكذلك الاطفال فلا يعطون شيئا من المال. فبين الله ان للرجال صغارا او كبارا نصيب حظ مقدر مما ترك الوالدان والاقربون والوالدان من الاقربين لكن خصهم بالذكر لان الاصل ان الانسان يرث من والديه ولكن قد يرث ايضا من اقاربه فهذا يكون من باب ذكر العامي بعد الخاص وفي زيادة تأكيد على شأن الخاص وللنساء ايضا نصيب حظ مما ترك الوالدان والاقربون نصيبا مفروضا يعني قال نعم ما قل مما قل منه او كثر. يعني من القليل والكثير هذا حق الله هذا حكم الله فدل على اصالة النساء في الميراث. ولهذا تعرفون كثيرا ما يخاطب الله عز وجل الرجال والنساء تبع لهم لكن هنا افرد النساء بالذكر لماذا لبيان اصالتهن في هذا الميراث وابطالا لما كان عليه اهل الجاهلية نصيبا مفروضا اي حظا مقدرا حظا مقدرا وسيأتي تفصيل ذلك بعد ذلك. قال جل وعلا واذا حضر القسمة اولوا القربى واذا حضر القسمة اولوا القربى واليتامى والمساكين فارزقوه منه وقولوا لهم قولا معروفا. اصح الاقوال ان القسمة هنا المراد بها قسمة الميراث كانوا قديما اذا مات الميت بعد ذلك يقسمون تركته. الناس كانوا فقهاء في دين الله يعرفون كيف يقسمون الفرائض الان كثير من طلاب العلم ما يعرف الفرائض كان الناس فقهاء في دين الله فيقومون ويقسمون المال فيحظر يأتي الفقير يأتي الفقراء يأتي اليتامى يحظرون مع الناس قديما الحياة كانت يعني بسيطة ما هي معقدة مثل حياة الناس الان الناس يجتمعون لادنى شيء ادنى مناسبة او وليمة او يأتي احد غريب او يحصل امر الناس كلهم يجتمعون. الناس لم يكونوا بمثل هذه الكثرة فقال الله عز واذا حضر القسمة اولوا القربى يعني اذا حصل اذا حضر قسمة الميراث من اصحاب القرابة قرابة الميت غير الوارثين الوارث لا وصية لوارث. الوارث يأخذ حقه لكن لو لو حصل قريب حظر قريب غير وارث او حظر فقراء يتامى او مساكين يعطون وتنازع العلماء هل هذه الاية محكمة او منسوخة؟ فقال بعض اهل العلم انها منسوخة بالاية باية الفرائض يوصيكم الله في اولادكم للذكر مثل حظ الانثيين والنبي صلى الله عليه وسلم يقول ان الله اعطى كل ذي حق حقه ولا وصية لوالده وقال بعضهم بل هي محكمة وكما قال ابن عباس في البخاري قال ان هذه الاية محكمة ولا والله ما نسخت ولكنها مما تهاون به الناس طيب اذا كانت محكمة ما حكم اعطاء هؤلاء اذا حضروا قال الجمهور سنة وقال بعض العلماء بالوجوب والاظهر انه سنة لانه لو كان واجبا لحدد مقداره والله لم يذكر ذكر اصحاب الفرائض وما ذكر هؤلاء منهم لكن يكون على سبيل الندب ما طابت به النفس. وقد ثبت عن عبد الله بن عبد الرحمن بن ابي بكر انه لما توفي ابو عبد الرحمن ابوه عبد الرحمن بن ابي بكر اخو عائشة رضي الله عنها آآ قام وما ترك احدا في اهل من اهل البيت او كان حاضرا الا اعطاه شيئا وجاء عن عبيده السلماني انه قسم مالا فحضره يعني قسم تركة فحظره فقراء ومساكين فقام وذبح لهم شاة من التركة وقال لهم لو كان المال اكثر من هذا لزدناكم. لكن المال فيه قلة فالمراد انهم يعطون شيئا يعني يرد نفوسهم وحسرتهم وتكسرهم وهو لا يضر بالورثة شيئا يسيرا يذبح لهم شاة او يعطى كل واحد منهم مبلغ يسير او يعطى شيء لا يضر بالورثة وايضا يجبر خاطر خواطر هؤلاء ونفوسهم لما حضروا وهذا يأخذ وهذا يأخذ وهم لا يأخذون شيئا فهو على سبيل الندب على كل حال والله اعلم قال واذا حضر القسمة اولوا القربى واليتامى والمساكين. فارزقوهم منه اي من هذا المال الذي قسمتموه فارزقوهم منه وقولوا لهم قولا معروفا. اعطهم شيئا يجبر خواطرهم. وايظا قل لهم قولا معروفا. يعني معروفا بحسنه معروفا بحسنه لو كان المال فيه كثرة لزدناكم وسنعوضكم وما شابه ذلك كلام طيب لا يقول خذ ولا اشوفك مرة اخرى لا قولا معروفا سبحان الله شوفوا كيف يراعي الشارع اه يعني مشاعر الاخرين هذي ثاني اية مرت بنا قولوا قولا معروفا عشان يعتمد القول المعروف ويكثر على لسانه مع الناس كلهم الانسان ما يسع الناس ما له لكن يسع باخلاقه بحسن عبارته اه ونتوقف اه لعل نستغل هذه الدقائق الباقية والله اعلم وصلى الله وسلم وبارك على مال عبده ورسوله نبينا