الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين اما بعد في الاية السابقة يقول الله جل وعلا ولكل جعلنا مواليا مما ترك الوالدان والاقربون والذين عقدت ايمانكم فاتوهم نصيبهم ان الله كان على كل شيء شهيدا هذه الاية قال بعض المفسرين ان قال انها منسوخة نسختها اية الميراث آآ نسخها قوله جل وعلا واولو الارحام بعضهم اولى ببعض في كتاب الله فيقولون هي منسوخة والجمهور على ان الاية محكمة وليست منسوخة ولهذا من قال انها منسوخة قال معنى قوله جل وعلا فاتوهم نصيبهم اي فاتوهم نصيبهم من الميراث لانه كان في صدر الاسلام يتوارثون عن طريق المعاقدة والمحالفة ويتوارثون ايظا عن طريق المؤاخاة التي جعلها النبي صلى الله عليه وسلم بين الانصار والمهاجرين فيقول هذا المراد يعني اتوهم نصيبهم من الميراث لكن الاية نسخت فلا يعمل بحكمها نسخ حكمه وتلاوتها باقية والجمهور يقولون لا الاية محكمة ولكن النصيب هنا ليس المراد به الميراث انما النصيب الذي اذن فيه الشارع الميراث بينه الله عز وجل واعطى كل ذي حق حقه لكن المراد بالنصيب هنا من الاعانة النصرة الرفادة يوصي له بالثلث فما دون هذا هو النصيب هذا القول اصح لماذا؟ لان النبي صلى الله عليه وسلم قال لا حلف في الاسلام وايما حلف كان في الجاهلية لم يزده الاسلام الا شدة والاصل الاحكام لان من يقول هذه الاية منسوخة نقول هات الدليل لان الاصل الاحكام ولا يقال بالنصف الا بدليل صحيح صريح ولهذا الاصل هو الاحكام ثم قال الله جل وعلا الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض قال ابن كثير اي الرجل قيم على المرأة اي هو رئيسها وكبيرها والحاكم عليها ومؤدبها اذا اعوجت والقوامون جمع قوام والقوام هو الذي يقوم على شأن غيره او الذي يقوم على شأن شيء ويصلحه يقال قوام وقيام وقيم وقيوم كلها بمعنى الذي يتولى القيام على شؤون غيره او شأن غيره فالرجال قوامون على النساء يعني قائمون بشؤونهن ومسؤولون عنهن قائم عليها من حيث محافظتها على دينها ومن حيث النفقة عليها ومن حيث كسوتها ومن حيث جميع الامور. يجب عليه ان يكون قواما بحق. يقوم على مصلحتها ورعايتها وحفظها وصيانتها وتوفير ما تحتاج اليه مما احله الله جل وعلا وهذا فيه تفظيل على للرجال على النساء ايضا الرجال قوامون على النساء بما فضل الله والباء هنا للسببية وما مصدرية فتقدير الكلام الرجال قوامون على النساء بتفضيل الله لهم بتفضيل الله لهم. ويجوز ان تكون ما موصولة تقدير الكلام بالذي فضلهم الله بسبب الذي فضلهم الله به والعلماء يقولون ان التفظيل الذي جعله الله للرجل قول الرجال على النساء نوعان تفضيل وهبي وهب وهبه الله للرجال دون النساء وقد مر ظرب امثلة لذلك فيهم الجهاد وفيهم النبوة فيهم الامامة وهذا وهبي وهبه الله لهم دونهن والنوع الثاني تفضيل كسبي تفضيل لكن يكتسب يكسبه العبد وهو ما دل عليه بقوله وبما انفقوا فضلهم على فضل الله الرجال النساء من جهة النفقة عليهن ينفقون عليهن يكدون يفدحون لابد المرأة قد حفظ لها الاسلام النفقة ان كان زوجا ينفق وان كان ابا ينفق وان كان عند اخيها ينفق فالله فضل الرجال على النساء تفضيلا وهبيا موهبة منه وتفضيلا يكون بالكسب كسبي يكسبه وهو الانفاق فظل الله بعظهم على بعظ وبما انفقوا من اموالهم وبسبب انفاقهم من اموالهم. وهذا دليل ان الانفاق شأنه عظيم اذا كان في وجوه الخير ثم قال فالصالحات قانتات فالصالحات اي فالنساء الصالحات الصالحات جمع صالحة وهي كل امرأة جمعت بين الاخلاص لله واتباع رسول الله صلى الله عليه وسلم فهذه من الصالحات صالحة تعمل بطاعة الله مستقيمة على دين الله عز وجل فالصالحات قانتات ومعنى قانتات اي مطيعات لان القنوت دوام الطاعة القانت هو الملازم للطاعة اي مطيعات لله جل وعلا ثم لازواجهن هذه من الصفات التي تدل على صلاح المرأة قنوتها طاعتها لله جل وعلا وثباتها ومداومتها على ذلك وطاعتها لزوجها في غير معصية الله. كذلك قانتات حافظات للغيب اي حافظات لغيب ازواجهن اذا غاب عنها زوجها فهي حافظة له في نفسها وحافظة له في ماله وحافظة له في ولده فهذه من صفات الصالحات حافظات للغيب بما حفظ الله بما بما حفظ الله يحتمل ان المعنى يعني يحتمل ان تكون مصدرية ماء مصدرية فهن حافظات للغيب بسبب حفظ الله لهن فهن حافظات للغيب بسبب حفظ الله لهن. حفظهن الله ووفقهن فحفظن غيب ازواجهن. هذا على ان ما مصدرية ويجوز ان تكون موصولة حافظات للغيب بالذي استحفظن يعني بما استحفظهن الله. الله امرهن بحفظ غيب ازواجهن والمعنى متقارب فهن حافظات للغيب بحفظ الله لهن وبما امرهن الله به من الحفظ مرة ان تحفظ زوجها في حال غيبته في نفسها وماله وولده وفي جميع شؤونه حافظات للغيب وقد جاء في احاديث كثيرة لكن المقام يعني يضيق بنا نذكر شيئا من الاحاديث الواردة في ذلك وهو ما رواه الامام احمد والنسائي عن ابي هريرة رضي الله عنه بسند صحيح كما في السلسلة الصحيحة ان النبي صلى الله عليه وسلم سئل اي النساء خير اي النساء خير فقال خير النساء التي تسره اذا نظر وتطيعه اذا امر ولا تخالفه في نفسها ولا ماله بما يكره ولا تخالفه في نفسها ولا ماله بما يكره وجاء في حديث رواه الامام احمد حسنه لغيره الشيخ الالباني في صحيح الترغيب ان النبي صلى الله عليه وسلم قال اذا صلت المرأة خمسها وصامت شهرها وحفظت فرجها واطاعت زوجها قيل لها ادخلي الجنة من اي ابواب الجنة شئت هذا فضل عظيم وتيسير تيسير على المرأة ما كلفت بما كلف به الرجل صلت خمسها ما هو لازم في في المسجد في البيت تصلي افضل صامت شهرها حفظت فرجها ووقعت في الفاحشة اطاعت زوجها قيل لها ادخل الجنة من اي الابواب شئت فلتحمد النساء الله جل وعلا على هذا الفضل وهذا التيسير عليهن منه جل وعلا ثم قال جل وعلا واللاتي تخافون نشوزهن اللاتي تخافون نشوزهن؟ يعني ظهر لكم من العلامات ما جعلكم تخافون من نشوزهن والنشوز هو العلو والارتفاع ومنه النشز من الارض المكان المرتفع ومعنى نشوزهن يعني ترفعهن ترفعهن على الازواج ومعصية الزوج لان الناشز العاصية ناشز ترفعت على الزوج لم تطع امره واللاتي تخافون نشوزهن فعظوهن. يبدأ معها بالموعظة الحسنة فتذكر بالله وبما عليها من الحقوق وعظم حق الزوج كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لو كنت امرا احدا ان يسجد لاحد لامرت المرأة ان تسجد لزوجها لعظم حقه عليها. وجاء في حديث يحسنه الالباني لو كان قال لامرأة لو كان زوجي في كله جرح من صديد فازلتيه بلسانك لم تؤدي حقه او نحو من ذلك فعظم حقه عليها عظيم ولهذا حق الزوج مقدم حتى على الوالدين قال له كنت امرا احدا اي يسجد لاحد لامرت المرأة ان تسجد لزوجها ما قال لابيها وامها لا شك وان كان لهن مثل الذي عليهن بالمعروف لها على زوجها ايضا ان يعاملها المعاملة الحسنة الطيبة كما اشرنا الى شيء من ذلك اه في الدرس الماظي ليلة البارحة قال واللاتي تخافون نشوزهن فعظوهن توعظ وتذكر تخوف بالله واهجروهن واهجروهن في المضاجع. الهجر الاصل فيه الترك والهجر في المضاجع يعني في مكان النوم ولهذا جاء في الحديث الصحيح من حق المرأة او النبي صلى الله عليه وسلم نصح رجل قال ولا ولا تضرب الوجه ولا تهجر الا في البيت ما يجوز للرجل ان يظرب امرأته مع وجهها بل لا يجوز لاحد ان يظرب احدا مع وجهه لا زوجة ولا ولدا ولا دابة ولا شخصا بعيدا لان النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن الضرب في الوجه ولما رأى حمارا قد ظرب ووسم والدم يمشي من منخريه كما في مسلم قال لعن الله من فعل هذا. الم اكن قد نهيت عن الضرب فلا يجوز الظرب في الوجه يا اخوان حتى ابناءك اذا اردت تؤدب اياك ايا الوجه فانه حرام ضربه قال واهجروهن في المضاجع. اذا المضاجع جمع مضجع وهو مكان الاضطجاعة. مكان النوم اذا الهجر لا يكون الا في المضجع ما يكون امام الناس او حتى امام اهل البيت وانما يتحدث معها امامهم شيئا طبيعيا واذا خلى وجاؤوا الى المضجع هناك يهجر قالوا الهجر هو هجر كلامها بعضهم قال هجر كلامها وهجر جماعها وبعضهم قال هو هجر هو هو هجر مضجعها لا تنم معها والاظهر الذي عليه كثير من المفسرين ان المراد انه يهجرها يعني ينام معها لكن يوليها ظهره ولا يتكلم معها وهذا في الحقيقة ابلغ في رد المرأة الناشز العاصية لانه لو قيل لو ترك البيت لها او ذهب الى غرفة اخرى وهي ناشز ربما قالت الحمد لله فرج الله عني لكن يكون بجوارها ولا يكلمها. هذا من اصعب ما يكون. يعني لو لو رجل يجلس بجوارك لا يتكلم انت تجد منه فتضايقوا منه فكيف يعني اذا كانت الزوجة التي له عليها الحق فالحاصل انها تهجر في المضجع ولا تهجر في غير المضجع لان المقصود الاصلاح ما هو المقصود النكاية والتشهير قال واضربوهن وهذه المراتب يتدرج بها الموعظة ثم الهجر ثم الظرب وترك الضرب خير من فعله لان قدوتنا صلى الله عليه وسلم كما تقول عائشة تقول ما ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم احدا بيده لا امرأة قال خادما ولا دابة الا ان يكون جهادا في سبيل الله ولما نهى النبي صلى الله عليه وسلم وايضا والحديث الصحيح نهى عن ضرب النساء جاء عمر بن الخطاب رضي الله عنه الى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله دائرة النساء ذائرة يعني ترفعت فرخص النبي صلى الله عليه وسلم في الضرب فطاف ببيت النبي صلى الله عليه وسلم او بيوت النبي صلى الله عليه وسلم بعد ذلك نساء كثير يشتكين من ضرب ازواجهن فما زاد النبي صلى الله عليه وسلم على ان قال ليس اولئك بخياركم ليس اولئك بخياركم لكن ما نهى عن الظرب الله امر به وقد تصل الامور الى هذا الحد وعلى كل حال الانسان ينطلق من واقعه الذي يعيش فيه اذا كان الظرب سيسبب مشكلة وقضية ترفع عليك وضرر اعظم ارض بما دونه اي نعم الانسان ينظر في في المصلحة والمفسدة هذي لابد من النظر فيها لان بعض البلدان يعني الانظمة فيها الله المستعان شديدة جدا ابدا والمرأة كل الحقوق لها وليس للرجل شيء من اله لكن عموما الانسان يلتزم بالشريعة ويتقي الله ما استطاع والضرب الحقيقة تركه خير من فعله. فالنبي صلى الله عليه وسلم لم يضرب احدا من ازواجه قال فان اطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلا. ان اطاعتك المرأة ورجعت عن نشوزها وترفعها فاطاعتك طبعا في غير معصية الله اما معصية الله لا يجوز لها ان تطيع زوجها في معصية الله فان اطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلا. لا تطلبوا السبل سبيل طريقا تبحثون عن طريق تريدون ان يكون لكم عليها يد او تضربونها او يكون لكم عليها قول انتبه لا تبحث عن السبل التي تريد ان تستغلها تتمكن من التسلط عليها فلا تبغوا عليهن سبيلا ان الله كان عليا كبيرا عليا هو العلي جل وعلا وهو الكبير ولا اكبر منه فان كنت قد علوت على هذه المرأة وصرت انت رئيسها والمسؤول عنها فان الله هو العلي الاعلى جل وعلا وهو فوقك وفوقها وله العلو المطلق وهو الكبير جل وعلا وهذا تحذير وتخويف للازواج الذين يبغون ويبحثون عن السبل التي يتسلطون فيها على النساء هذا وعيد من الله سبحانه وتعالى لهم ثم قال جل وعلا وان خفتم شقاق بينهما فابعثوا حكما من اهله وحكما من اهلها. الشقاق هو النزاع لانه احيانا يبدأ الزوج بالموعظة والهجر ورغم الظرب ويبقى الشقاق او يكون الشقاق من الطرفين يعني الاية السابقة فيما اذا كان الشقاق والنشوز من جهة المرأة فقط لكن احيانا قد يكون النشوز من الرجل ومن المرأة الرجل ايضا يترفع ولا يعطي الحقوق التي عليه ويهمل وربما تكون المرأة مثله فاذا وصلوا الى هذه الحال امر الله ببعث حكمين وهذا من حرص الاسلام على بقاء الزوجية على بقاء عقد الزوجية هذا يدلك على الخطأ الذي يقع فيه كثير من الازواج مجرد ما يغضب على المرأة يطلق لا شوفوا حرص الشارع تسلك مسالك من اخرها يبعث حكما من اهله وحكما من اهلها قالوا والفقهاء قديما انه ان الامام اذا حكم الحكمين بانهما يبقيان ويراقب كل واحد منهما قال يسكنان بجوار رجل ثقة بحيث انه يخبر عن تصرفهم وما يحصل منهم. كل ذلك من حرص الشارع على عدم الطلاق هذا طلق وريح بالك لا لانه احيانا قد يكون سبب النزاع والشقاق امور يمكن حلها يذكر المسلم بربه تذكر المرأة بربها ويبقى عقد الوفاق وعقد الزواج خاصة اذا كان هناك ذرية لانه ظلم كبير جدا على الذرية يشقون بهذا الطلاق لان اجتماع الوالدين مع بعض هذا لا يعدله عند الاطفال شيء بهجة وانسا وراحة بال. لمن اصلح الله شأنه قال وان خفتم شقاقا بينهم يعني نزاع فابعثوا حكما من اهله وحكما من اهلها لان الحكم الذي من اهله يعنيه امر قريبه ويجتهد في مصلحته وهي يبعث حكم ايضا من اهلها لانه تعنيه مصلحتها وما يعود عليها بالنفع ان يريد اصلاحي يوفق الله بينهما ان يريدا اي الحكمين ان يريد اي الحكمان يريد الحكمان خيرا اصلاحا يوفق الله بينهما يوفق الله بينهما في الصلح فيصطلح الزوجان وهذا اظهر لان القاعدة ان عود الضمير على اقرب مذكور فاقرب مذكورهما الحكمان فقال بعضهم هذا راجع على الزوجين ويفهم من سياق الكلام ان يريد اصلاحا يريد الزوجان الاصلاح يوفق الله بينهما وان كان الاول اظهر لكن لا شك انه ينبغي ان يريد الحكمان الاصلاح ويريد الزوجان ايضا اصلاح فان هذا سبب لان يوفق الله جل وعلا بينهما بين الحكمين فيتفقان على حكم وكذلك بين الزوجين فيصطلحان على ما حكم عليهما به ان الله كان عليما خبيرا كان وما زالا ولا يزال عليما بكل شيء حكيما في شرعه واقواله وافعاله واحكامه وقدره جل وعلا ومن ذلك ما شرعه من هذا الحكم من بعث الحكمين من اهل الزوج والزوجة لاجل الاصلاح بينهما وهناك احكام كثيرة تتعلق بهذا الامر لكن المقام ما يسمح والا في خلاف هل هما وكلان او حكمان واصح القولين انهما حكمان بمعنى انهما يحكمان واذا حكما لزما تنفيذ قولهما اما لو كان وكيلان لا يلزم الزوج ولا الزوجة تنفيذ ما حكم به. لكن الصحيح انهما حكماني والله سمى سماهما حكما من اهله وحكما من اهلها ثم قال جل وعلا واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا. واعبدوا الله واعبدوا الله كما قال جاء عن ابن عباس في التفسير اذا مر بك اعبد الله فهو بمعنى وحدوا الله عبادة الله وافراده جل وعلا بالعبادة افردوه بالعبادة التي هي اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الاقوال والاعمال الظاهرة والباطنة واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا هذا امر بالتوحيد ونهي عن ضده الذي هو الشرك وهذا هو معنى لا اله الا الله فان الله اعبدوا الله ولا اله الا الله هذا لا تشركوا بالله شيئا ولا تتخذوا معه الها اخر والشرك يشمل ينقسم الى شرك اكبر وهو دعوة غير الله معه مثل الذبح لغير الله ودعاء الاصنام ودعاء الاموات وطلب تفريج الكربات منهم فالطواف بقبورهم وما شابه ذلك هذا كله من الكفر الاكبر الذي يخرج من الملة من الشرك الاكبر وصاحب هذا الشرك خالد مخلد في نار جهنم ان الله انه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من انصار ولا تشركوا به شيئا. نعم. والنوع الثاني شرك اصغر وهو كل ما جاءت تسميته في النصوص شركا ولا يصل الى حد الاكبر او كل وسيلة توصل الى الشرك الاكبر من الاقوال والاعمال وهو قسمان الشرك الاصغر ايضا وهو ليس اصغر يعني صغير بل كما قال العلامة ابن قاسم في حاشية كتاب التوحيد الشرك الاصغر اشد خطرا من كبائر الذنوب عند اهل السنة والجماعة. باجماع اهل السنة والجماعة الشرك الاصغر قول الانسان والنبي وحياتك لولا الله وفلان هذا اشد خطرا من كبائر الذنوب من الزنا من السرقة باجماع اهل السنة ولا يعني ذلك ان الزنا والسرقة امرها بسيط وهين لا لكن دليل على خطر الشرك نعوذ بالله منه والنوع الشرك ايضا الاصغر ينقسم الى قسمين شرك جلي وشرك خفي والشرك الجليل ينقسم الى قسمين ايضا شرك في الاقوال مثل الحلف بغير الله مثل لولا الله وفلان انا بالله وبك وشرك في الاعمال مثل تعليق التميمة او الطيرة وما شابه ذلك والنوع الثاني من الشرك الاصغر هو الشرك الخفي وهو شرك الارادات والنيات منه الرياء يعمل الانسان العمل يريد به وجوه الناس هذا خفي لا احد يستطيع ان يعلم ما في قلبك من الناس لكن الله يعلم ذلك ولا يخفى عليه فالواجب على من نصح نفسه ان يحذر من الشرك ويتجنب الشرك اصغره واكبره وان يحرص على سماع شروح كتب التوحيد والعقائد قص كتاب التوحيد للشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله لانه في الشركة المتعلق بالالوهية الشرك المتعلق بتوحيد الالوهية اعمال العباد وان كان ذكره بعض ما يدل على الصفات ذكر بابين وتعرض ايضا بعض المسائل تتعلق شرك الربوبية لكن جله ثمانية وستون بابا في توحيد الالوهية وفي ما يضاد ذلك او يناقضه فسماعه هو الحقيقة مفيد جدا للعبد وقبل ذلك سماع القرآن والاكثار من قراءة القرآن يمحص القلوب وينقيها من الشرك بشرط ان يكون الانسان اعلى معتقد اهل السنة وفهم اهل السنة طريقة اهل السنة ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه التابعون لهم باحسان قال جل وعلا ولا تشركوا بالله شيئا شيئا نكرة في سياق النهي والنكرة في سياق النهي تدل على العموم لا تشركوا به ولو ذبابا وفي الاثر دخل النار رجل في ذباب لانه ذبح ذبابا للصنم قال جل وعلا وبالوالدين احسانا ايوة احسنوا بالوالدين احسانا. فهناك فعل مقدر يدل عليه المصدر الموجود احسانا احسانا هذا مصدر من فعل تقديره واحسنوا بالوالدين احسانا وهذا يشمل جميع انواع الاحسان كلها ولهذا قال احسنوا ما قال انفقوا تصدقوا اعطوا كل نوع من الاحسان يدخل في هذه الاية وانت مطالب به واظن انا تكلمنا عليه في في دروس ماظية قبل ذلك واحسنوا بالوالدين وبالوالدين احسانا وبذي القربى يعني واحسنوا الى ذوي القربى وهم قرابة الرجل وذو القربى قرابة الرجل من جهة امه وابيه وهم خمس جهات كما هو مبين ذكره اهل العلم الابوة والبنوة والاخوة والعمومة والخؤولة. هؤلاء هم قرابة الانسان وهم متفاوتون واليتامى جمع يتيم وهو كل من فقد اباه قبل البلوغ فينبغي الاحسان اليهم. ومن ذلك مسح رأسه كما جاء في الحديث انه ان مسح رأس اليتيم يكون له بعدد شعره حسنات ويعوضهم هذا لما فقدوا اباهم يعوضهم يعوضهم المسلمون بشيء من حنانهم. والاحسان اليهم والمساكين وهو كل من لا يجد وهو كل من يجد مالا لا يكفي لحاجته وكل من لا يجد مالا اصلا احسن اليهم اعطائهم والصدقة عليهم والجار ذي القربى وهو الجار ذو القرابة يكون جار لك هذا حق الجوار وهو ايضا من اقاربك والجاري الجنب وهو ان يكون جارا لك ولكنه مجانب لك يعني هو ليس قريبا لك ليس من ذوي القربى مسائل المسلمين ليس بينك وبينه قرابة لكنه بجانبك فهذا هو الجار الجنب والصاحب بالجنب قيل الصاحب الجنب هي الزوجة وقيل الصاحب الجنب هو الصاحب الملازم لك الذي يكون بجنبك دائما لانه كثير مما يكون الانسان له صديق وصاحب معه دائما اذهب معه ويجيء معه فهذا له حق خاص زيادة بالاحسان اليه لانه لزمك صار صاحبا لك لان الصبح تدل على الملازمة. وابن السبيل نعم والجاري الجنبي والصاحب بالجنب وابن السبيل ابن السبيل هو المسافر وقيل هو الضيف ولا فرق بين القولين لان الضيف انما يكون ضيفا اذا جاء من سفر ومن مكان بعيد فانت مأمور بالاحسان الى ابن السبيل وابن السبيل يعني ابن الطريق لملازمته للطريق اطلق عليه ابنا له فهذا ايضا له حق المسافر اذا مر بك الضيف له حق ولا تغلق بابك دونه تحسن اليه تطعمه وان كان الحمد لله وسع الله على المسلمين الان الضيف ما يحتاج يذهب الى احد بل يريد الخلاص من الناس لكن قديما ما كان هناك شي اسمه فنادق وفيه سكن وفيه كذا يأتي البلد ما يجد احد اذا لم يستقبله احد من اهل البلد ما يجد مأوى ولا مسكنا ولا مأكلا ويكون كما قيل في المثل ان رجلا جاء الى رجل ضيف له يريد ان يستقبله ويدخله بيته فقال المسجد ادفى لك المسجد ادفى من بيتي ترى المسجد يعني جو دافي. يعني رح للمسجد ماني بمستقبلك والله المستعان قال جل وعلا وما ملكت ايمانكم ملك اليمين هما الاماء والمماليك العبيد ذكرا كان او انثى يجب الاحسان اليهم ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم هم اخوانكم خولكم جعلهم الله تحت ايديكم فمن كان اخوه تحت يده فليطعمه مما يطعم ويلبسه مما يلبس وجاء في بعض الاحاديث انه اذا جاء بالطعام يدعى اليه فان كان فيه قلة يعطى لقمة او لقمتين كانه ولي حره وانضاجه كما قال النبي صلى الله عليه وسلم ينبغي الاحسان اليهم وهذا يجرنا الى الاحسان ايضا الى الخدم الان وان كانوا ليسوا مماليك الخدم كما يظن بعضهم يظن ان السائق او الخادمة عنده انهم مماليك لا هؤلاء احرار مثلك الا ان الله سبحانه وتعالى جعل لهم رزقا عندك واعطاك الله وافقرهم ينبغي الاحسان اليهم من باب اولى واحرى قال ان الله لا يحب من كان مختالا فخورا. اثبات صفة المحبة لله وان الله يحب محبة حقيقية وانه يبغض فالله لا يحب من كان مختالا وهو المتكبر المختال ذو الخيلاء المتكبر فخورا الفخور هو كثير الفخر الذي يفخر على الناس بما اعطاه الله ولا يشكر الله على نعمه فتجد دائما يفخر بنسبه او بحسبه او بماله ويترفع على الناس وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم اياكم اياكم والمخيلة قال اياكم اياكم والاسراف فان الاسراف من المخيلة اياكم والاسراف فان الاسراف من المخيلة. او كما قال النبي صلى الله عليه وسلم نعم قال اياكم اياك اياك واسبال الازار فان اسبال الازار من المخيلة وان الله لا يحب المخيلة وجاء ايضا ان الله يبغض ثلاثة وذكر منهم المختال الفخور ومما يعني جاء ايضا في المملوك انه لا يكلف من العمل ما يطيق. قال النبي صلى الله عليه وسلم للمملوك طعامه وسسوته ولا يكلف من العمل الا ما يطيق. رواه مسلم وهذا ايضا يندرج على الخدم لا يكلفون ما لا يطيقون وايضا ثبت عند احمد النبي صلى الله عليه وسلم قال عند في مرض موته الصلاة الصلاة وما ملكت ايمانكم يعني احسن اليهم حث على الصلاة وعلى الاحسان الى ملك اليمين. ثم قال جل وعلا الذين يبخلون ويأمرون الناس بالبخل اختلف في موقع الذين فمنهم من قال الذين مبتدأ والكلام مستأنف والله يخبر عن الذين يبخلون ويأمر الناس بالبخل ومنهم من قال لا هذا بدل من قوله مختالا فخورا الذين ان الله لا يحب من كان مختالا فخورا وهم الذين يبخلون ويأمر الناس بالبخل وهذا فيه تحذير من البخل والبخل ضد الجود وفيه لغتان البخل والبخل البخل والبخل مثل الرشد والرشد والحزن والحزن والكره والكره كلها هذه فيها لغتان والمعنى لا يختلف اختلافهما وهو قيل فيه في تعريفه هو هو الامتناع من اخراج الواجب. البخل هو الامتناع من اخراج الواجب وقيل هو الامتناع من اداء الانسان ما اوجب الله عليه هو من معنى التعريف السابق وقيل هو الانقباض عن اخراج المال بدون عوظ وكلها اقوال حق متقاربة هذا هو البخل امتناع الانسان من اداء ما اوجب الله عليه سواء كان طعاما او غيره فهؤلاء الذين ذكرهم الله في هذه الاية بعد ان ذكر في الاية السابقة الاحسان والبر بالوالدين والاحسان الى اولي القربى واليتامى والمساكين وملك اليمين ذكر هؤلاء الذين يبخلون في هذه الحقوق فلا يوصلونها الى اهلها فيبخلون بما امرهم الله فقال الذين يبخلون ويأمرون الناس بالبخل وقد جاء في حديث صحيح ان النبي صلى الله عليه وسلم لما سئل لما والحديث في صحيح مسلم له قصة ان الانصار جاؤوا الى ان او ان بني سلمة جاءوا الى النبي صلى الله عليه وسلم فقال من سيدكم قالوا الحر بن قيس على انا نبخله وسيدا لكنه بخيل قال واي داء ادوى من البخل اي داء ادوم من البخل؟ نعم هذا عيب كبير جدا بل سيدكم عمرو بن سلمة او كما قال صلى الله عليه واله وسلم بل سيدة عمرو بن الجموح عمرو بن الجموح. والحديث في الصحيح فالحاصل ان البخل داء سيء واي داء ادوى من البخل وايضا جاء في حديث اخر ان النبي صلى الله عليه وسلم وهو ايضا في عند البخاري في الادب المفرد بسند صحيح قال اياكم والشح فانما اهلك من كان قبلكم الشح امرهم بالقطيعة فقطعوا وامرهم بالفجور ففجروا اذا البخل مذموم الذين يبخلون ويأمرون الناس بالبخل هؤلاء جمعوا بين سيئتين يتصفون بالبخل ويدعون غيرهم اليه ويأمرون غيرهم بالبخل ويكتمون ما اتاهم الله من فضله يكتمون ولا يظهرون ما انعم الله عليه عليهم به من النعم واما بنعمة ربك فحدث وان الله كما جاء في الحديث ايضا ان الله اذا انعم على عبد ان الله يحب ان يرى اثر نعمته على عبده اذا انعم عليه او كما قال صلى الله عليه وسلم فينبغي للانسان ان يتحدث بنعم الله ويظهرها ولا يكتمها بعظ الاغنيا البخلا الان ابدا يظهر البخل واذا قيل كذا دائما حتى في هيئته وطريقته لا تكتم ما انعم الله الله عليك الله الذي من عليك بهذا المال. نعم لا تسرف ولا تبذر ولا تختال. لكن اظهر نعمة الله عليك. حدث بنعمة الله ان الله اعطاك واقناك هؤلاء يكتمون ما اتاهم الله من فضله واعتدنا للكافرين عذابا مهينا اعتدنا اي اعددنا وهيأنا للكافرين بالله جل وعلا الساترين لنعمه المغطين لها عذابا مهينا اي عذابا يهين ويخزي ويذل من لحق به وهذا فيه اه التحذير والتخويف من البخل وامر الناس به ومن كتمان نعمة الله وعدم اظهارها اذا انعم الله عز وجل على العبد فينبغي له ان يظهر النعمة والامور كلها بيد الله جل وعلا لان بعض الناس قد لا يظهر بعض النعم من باب الطيرة من باب الخوف من العين من باب من باب نعم الانسان يكون وسطا لكن لا يترك التحدث بنعمة الله كله خشية العين وخشية حسد الناس كل شيء بقضاء وقدر والعبد اذا اتقى الله عز وجل وقع من اتقى الله كفاه ولهذا جاء في حديث رواه البخاري في الادب المفرد ورواه ابو داوود بسند صححه العلامة الالباني ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول في دعائه واجعلنا شاكرين لنعمه شاكرين نعمتك مثنين بها عليك قابليها واتممها علينا مثنين بها عليك شاكرين لنا وممثلين بها عليك وهذا هو المراد به بخله بالمال وقال البخل بالمال وبفعل المعروف وقال بعض المفسرين المراد به اليهود والمراد بالبخل بخلهم عدم ذكر وصف النبي صلى الله عليه وسلم وما عندهم في كتابهم. وهذا لا شك انه حق وانهم اليهود قد بخلوا لكن سياق الايات يدل على ان الاية هنا عامة وانها في المال دون العلم آآ قال جل وعلا والذين ينفقون اموالهم رياء الناس لما ذكر البخيل الممسك الذي لا يخرج شيئا اردفه بذكر المنفق رياء وهذا مما يدل على ان القرآن مثاني لانه يذكر الشيء ويثنى بظده احيانا تذكر الجنة ثم تذكر النار يذكر المؤمنين ثم يذكر الكافرين يذكر المطيع ثم يذكر العاصي ذكر هنا البخيل ثم ذكر ضده الذي هو المرائي وكلا الامرين ذميم البخل والرياء والذين ينفقون اموالهم رئاء الناس رياء الناس مصدر لانهم اشتقوا من الرؤية لانه لا هم لفاعله الا ان يراه الناس ويتحدثون عنه ولا يؤمنون بالله ولا باليوم الاخر اضافوا الى ذلك امر اخر خطير وهو الكفر بالله انهم كفرة بالله جل وعلا لا يؤمنون به ولا يؤمنون ايضا بيوم القيامة اليوم الاخر الذي هو اخر الايام الذي يستقر الناس بعده او فيه على جزاء اعمالهم ان خيرا فخير وان شرا فشر وليس بعده يوم ثم قال جل وعلا ومن يكن الشيطان له قرينا فساء قرينا وهذا اشارة الى انه انما حملهم على الرياء الشيطان وما انما حملهم على هذه المخالفة هو الشيطان. لانهم اتخذوه قرينا والقرين هو الصاحب والصديق المقترن به دائما ولهذا ومن يتخذ الشيطان ومن يكن الشيطان له قرينا فساء قرينا اي قبح هذا القرين قرينا لانه يأمر بالفحشاء وهو عدو لك ان الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا. فكيف يتخذه قرينا وخليلا؟ يسمع له ويلزمه لا تسأل في اي واد هلك والانسان انما يؤتى من قبل نفسه ولهذا حث النبي صلى الله عليه وسلم على مصاحبة الجليس الصالح لانه يعينك ويفيدك اما الجيش السوء فانه يهينك ولا يعينك ويجرك الى ان ترتكب او الى ارتكاب ما حرم الله عليك ثم قال جل وعلا وماذا عليهم لو انفقوا لو انفقوا وماذا عليهم لو امنوا بالله واليوم الاخر وانفقوا مما رزقهم الله وكان الله بهم عليما وماذا عليهم؟ يعني ما الذي يضرهم ما الذي يضرهم لو انهم امنوا بالله واليوم الاخر والله ما يضرهم بل ينفعهم لو امنوا بالله ربا ما يجب الايمان به وامنوا باليوم الاخر واعتقدوه وعملوا ما ينجيهم في ذلك اليوم وانفقوا مما رزقهم الله. المال الذي عندهم رزق من الله هو الذي رزقهم. ما تملكوهم وهكذا الله رزقهم اياه وساقه لهم وقدره لهم. فلما لا ينفقون من رزق الله وانفقوا مما رزقهم الله وكان الله بهم عليما كان بهم عليما عليما باحوالهم عليما بافعالهم عليما بسرائرهم فماذا عليهم لو فعلوا ذلك وهذا انكار عليهم استفهام يقتضي الانكار على يعني الانكار عليهم على بقائهم على ما هم عليه ولهذا يقول ابن كثير اي واي شيء يكرههم لو امنوا بالله وسلكوا الطريق الحميدة وعدلوا عن الرياء الى الاخلاص والايمان بالله رجاء موعوده في الدار الاخرة لمن يحسن عمله او يحسن عمله وانفق مما رزقهم الله في الوجوه التي يحبها الله ويرضاها ومما ذكره ابن كثير ان ان عدي بن حاتم رضي الله عنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن ابيه حاتم الطائي فقال له ان ابا كرامة امرا فبلغه اراد الرياء اراد السمعة واعطاه الله السمعة يضرب به المثل الى الان اكرم من حاتم وهذا الحديث رواه الامام احمد في المسند وحسنه اه الشيخ الالباني في صحيح ابن حبان في تعليقه على صحيح ابن حبان وقبله قال عدي يا رسول الله ان ابي كان يصل الرحم ويفعل كذا وكذا اينفعه؟ قال ان اباك اراد امرا فبلغه وايضا عبد الله ابن جدعان كما في صحيح مسلم انه كان ينفق ويعتق يعتق الرقاب الكثيرة وينفق ويطعم الحجيج هل ينفعه ذلك؟ قال لا انه لم يقل يوما من الدهر رب اغفر لي خطيئتي يوم الدين يدل على ان الرياء شأنه خطير عليك بالاخلاص واجعل اعمالك كلها لله خالصة لا تقدم على عمل الا وانت تحتسب وتريد به وجه الله سبحانه وتعالى واحذر من الرياء فانه داء الصالحين قال النبي صلى الله عليه وسلم اخوه ما اخاف عليكم الرياء فسئل عنه فقال الشرك الاصغر قال اخوهم اخف عليكم الشرك الاصغر فسأل عنه فقال الرياء الحديث هذا خاف على الصحابة الاتقياء الانقياء اولو العلم والايمان يجب على الانسان يخاف ولهذا الرياء شأنه خطير. ومداخله كثيرة قال النبي صلى الله عليه وسلم الرياء في هذه الامة اخفى من دبيب النمل والله المستعان قالوا كيف نتقيه وهو كذلك يا رسول الله؟ قال قولوا اللهم انا نعوذ بك ان نشرك بك شيئا ونحن نعلم ونستغفرك لما لا نعلم قال جل وعلا ان الله لا يظلم مثقال ذرة وان تك حسنة يضاعفها ويؤتي من لدنه اجرا عظيما بيان لكمال عدله سبحانه وتعالى فالله لا يظلم مثقال ذرة والذرة قيل هي النملة وقيل الذرة هي الهباء الذي يتطاير في ضوء الشمس اذا دخل مكانا مظلما اذا دخل ضوء الشمس في مكان مظلم في غرفة مظلمة تلاحظ اجسام بيضاء تتطاير هذا هو الهباء لا وزن لها فالله لا يظلم هذا المثقال وليس المعنى انه يظلم اقل من هذا لا بل الله لا يظلم شيئا كما جاء في اية اخرى ان الله لا يظلم الناس شيئا سبحانه وتعالى فالله لا يظلم مثقال ذرة وان تك حسنة يكون عمل العبد حسنة تكن فعلته حسنة يضاعفها له. الحسنة بعشر امثالها كما قال جل وعلا في اية اخرى من جاء بالحسنة فله عشر امثالها هذا من رحمة الله بل قد يضاعف له الى سبع مئة ضعف الى اضعاف كثيرة كما في الحديث القدسي كل عمل ابن ادم له الحسنة بعشر امثاله الى سبع مئة ضعف الى اضعاف كثيرة فله الحمد والمن جل وعلا قال ويؤتي من لدنه اجرا عظيما وهو الجنة يعطي يؤتي يعطي من لدنه الجنة لانه واحد يدخل الجنة بعمله كما قال النبي صلى الله عليه وسلم قال ما احد يدخل الجنة بعمله قالوا ولا انت يا رسول الله؟ قال ولا انا الا ان يتغمدني الله برحمته فهو يؤتيها من لدنه هبة من عنده جل وعلا رحمة منه بخلقه والا ما نستحق ما احد يستحق الجنة بعمله. حتى الانبياء قال جل وعلا فكيف اذا جئنا من كل امة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا؟ هذا استفهام تعجبي من حال هؤلاء المنافقين من حال الكافرين بالله عز وجل من امة النبي الكفرة من امة النبي صلى الله عليه وسلم. قال فكيف اذا جئنا من كل امة بشهيد؟ كيف يكون حالهم؟ اذا جئنا من كل امة بشهيد لان الله جل وعلا يأتي يوم القيامة من كل امة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا قال جل وعلا وكذلك جعلناكم امة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول شهيدا عليكم ما بقي دقيقتها طيب قفلنا الله اكبر الله اكبر الله اكبر اكبر اشهد ان لا اله الا الله اه اشهد ان لا اله الا الله اشهد ان محمدا رسول الله اشهد ان محمدا رسول الله حي على الصلاة لا حول ولا قوة الا بالله هيا على الصلاة لا حول ولا قوة حيا على الفلاح ايها الفلاح الله اكبر الله اكبر لا اله الا الله لا اله الا الله اللهم صلي على محمد انك حميد مجيد. اللهم رب هذه الدعوة التامة ما شاء الله الوقت مر بسرعة اليوم يقول الله جل وعلا فكيف اذا جئنا من كل امة بشهيد يشهد عليها وهم الانبياء يشهدون على اممهم وجئنا بك على هؤلاء شهيدا تشهد عليهم وهذا دليل ان ذلك اليوم يوم عظيم وشديد وخطير ولهذا ثبت في مسلم ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لعبدالله بن مسعود اقرأ علي القرآن قال ااقرا عليك وعليك انزل؟ قال نعم انا اني احب ان اسمعه من غيري. قال ابن مسعود فقرأت من اول سورة النساء حتى بلغت وهذا الموضع فكيف اذا جئنا من كل امة بشهيد فقال لي حسبك حسبك يعني يكفي يكفي فنظرت اليه فاذا عيناه تذرفان صلى الله عليه وسلم اي نعم هذا النبي وهو شهيد علينا فكيف بنا نحن ها ينبغي ان يعد الانسان العدة لما امامه وقوله حسبك حسبك هذا والله اعلم يدل على ان قول صدق الله العظيم ما لم ما لها اصل النبي ما قال له صدق الله العظيم اسكت قال حسبك يكفيك يكفي يكفي توقف قال يومئذ يود الذين كفروا وعصوا الرسول ذلك اليوم وهم يوم يأتي الله من كل امة بشهيد ويأتي بالنبي شهيدا علينا ذلك اليوم يود الذين كفروا وعصوا الرسول لو تسوى بهم الارض وتسوى قرأت تسوى وتسوى تسوى وتسوى وهناك قراءة اخرى ما هذه من القراءة العشر ام لا ما ادري على كل حال المشهور قراءة تسوى وتسوى والمعنى معنيان اما تسوى يعني يجعلون والارض سواء ولهذا يتمنى الكافر يا ليتني كنت ترابا يتمنون انهم يكونون تراب هم والارظ سواء او تسوى بهم الارض يعني تنشق تتسوى فوقهم يدخلون في باطنها وذلك لشدة الاهوال التي يرونها يومئذ يود الذين كفروا وعصوا الرسول لو تسوى بهم الارض ولا يكتمون الله حديثا ولا يكتب ما يستطيعون ان يكتموا شيئا بل لما يحاولون يكذبون ويجحدون والله ربنا ما كنا مشركين يختم الله عز وجل على افواههم وتتكلم جوارحهم ايديهم وارجلهم وجوارحهم بما كانوا يعملون فذلك اليوم لا يكتمون الله حديثا بل يظهرون كل شيء ولو ارادوا ان يجحدوا ختم على افواههم وتكلمت جوارحهم فلابد ان يعد المسلم العدة لهذا اليوم ما في جحود ما في خفاء بل لا بد ان يظهر كل شيء على حقيقته هذا غير الملائكة الكاتبين وصحيفة العمل ثم قال الله جل وعلا يا ايها الذين امنوا لا تقربوا الصلاة وانتم سكارى. هذه الاية في المرحلة الثانية من مراحل تحريم الخمر فان المرحلة الاولى يسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما اثم كبير ومنافع للناس ثم جاءت المرحلة الثانية ضيقت عليهم زيادة يا ايها الذين امنوا لا تقربوا الصلاة وانتم سكارى اوقات الصلوات ما يشربون الخمر ثم جاء التحريم في سورة المائدة انما الخمر والميسر والانصاب والازلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه فبهذه الاية نهى الله عز وجل عن قربان الصلاة. وهو فعلها واداؤها وانتم سكارى والسكارى جمع سكران والسكر مأخوذ من الغلق لانه يغلق عقل الانسان والسكران هو الذي لا يدري ما يقول السكران هو الذي لا يدري ما يقول لان الله يقول حتى تعلموا ما تقولون لا تقربوا الصلاة وانتم سكارى يعني في حال السكري لان السكران لا لا يعقل ولا يدري الصلاة لابد لها من حضور قلب وخشوع واقبال حتى تعلموا ما تقولون وهو زوال السكر زوال السكر عنهم بحيث يصبح يعلم ما يقول ويدري ما يقول ولا جنبا هنا نهى عن قربان اماكن الصلاة الاول نهي عن قربان الصلاة ثاني نهي عن مكانها ولا جنبا الا عابري سبيل. يعني لا تقربوا المساجد الا عابري سبيل وعابر السبيل قالوا هو المجتاز الذي يجتاز المسجد ويقطعه من جهة الى اخرى والنبي صلى الله عليه وسلم نهى ان يتخذ المسجد طريقا لكن كان الصحابة ابوابهم تفتح على ابواب بيوتهم تفتح على مسجد النبي صلى الله عليه وسلم. فيجلب احدهم فيخرج من فلابد ان يمر مع المسجد ظرورة فهذا معفو عنه ولا جنبا الا عابري سبيل. اي لا ايها الجنب لا يجوز لك ان تمر بالمسجد او تمكث في المسجد الا اذا كنت عابرا تجتازه وهذا لا حرج. وقيل ان عابر السبيل المراد به هن المسافر المسافر يجوز له ان يصلي وهو جنب وهذا فيه نظر لانه سيأتي حكم المسافر وان كنتم مرضى وعلى سفر في نفس الاية فهذا هو الاظهر ولا جنبا الا عابر سبيل نهى عن قربان المسجد للجنب الا اذا كان عابرا من جهة الى اخرى اذا توظأ الجنب فانه يجوز له ان يمكث في المسجد فقد جاء عند الامام احمد وسعيد بن منصور بسند صحيح ان الصحابة كانوا اذا اجنبوا يذهبون يتوضأون فيعودون ويجلسون في المسجد فدل على جواز ذلك بشرط ان يتوضأ والجمهور يقولون لا لا يجوز للجنب ان يدخل المسجد حتى يغتسل لان رفع الجنابة بيده يستطيع ان يرفعها بالاغتسال. واذا ما وجد ماء يتيمم ويطهر ولا جنب الا عابر سبيلا حتى تغتسلوا حتى تغتسلوا عند الاغتسال يصبح طاهرا يجوز له ان يقرب المسجد وان يصلي وان كنتم مرضى او على سفر او جاء احد منكم من الغائط او لامستم النساء فلم تجدوا ماء فتيهم من صعيد طيبا ان كنتم مرضى والمرض كما قال العلماء هو عبارة عن خروج البدن عن حد الاعتدال والاعتياد الى الاعوجاج والشذوذ والمراد المرض الذي يخشى معه الضرر او تأخر البرق تأخر الشفاء وان كنتم مرضى هذا يجوز له ان يتيمم وان كنتم مرضى او على سفر كنتم مسافرين اوجى احد منكم من الغائط والغائط المراد به قضاء الحاجة والاصل في الغائط هو المكان المنخفظ فكانت العرب اذا اراد احدهم يقضي حاجته عمد الى مكان منخفظ حتى لا يراه الناس ثم اطلق بعد ذلك على الخارج من الانسان سمي باسم المكان او جاء احد منكم من الغائط او لامستم النساء وملامسة النساء فيها قراءة لامستم ولمستم وابن عباس يقول لامستم اي جامعتم. ويقول الملامسة اللمس والملامسة قل مباشرة هي الجماع ولكن الله كريم يكني بما يشاء لكن الله كريم يكني بما يشاء وذهب ابن مسعود ومعه الى ان المراد باللمس هنا مجرد اللمس والصواب قول ابن عباس ان المراد لامستم النساء جمعتموهن لانه لو كان المراد مجرد اللمس لانتقض الوضوء اليس كذلك ولهذا ابن مسعود ومن معه يرون انك اذا مسست المرأة وجب عليك ان تتوضأ لانه قال اولى مسلم النساء فلم تجدوا ماء فتيهم ام سعيد طيبا والصواب ان المراد هنا الجماع والدليل عليه اكثر من حديث منها حديث ام المؤمنين عائشة عند الترمذي وغيره بسند صحيح كان النبي صلى الله عليه وسلم يقبل بعض نسائه ثم يقوم يصلي ولا يتوضأ فقال هشام بن عروة لعله انت فضحكت رضي الله عنها واذا ثبت عنها انها في الصحيحين انها تقول كنت اصلي بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم وكان المكان ضيقا فاذا سجد كنت انا كنت نائمة انام بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم وكان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي فاذا اراد ان يسجد غمز رجلي فكففتها فكان كلما سجد غمز رجله حتى تكفها. لمسها ما انتقض وضوءه. ما قال ابطلت علي وضوئي يا عائشة وثبت ايضا انه كان انها افتقدته ليلة فجعلت تبحث عنه في ظلمة الليل فوقعت يدها على باطني قدمي قدميه فالدليل ان السنة الصاق القدمين مع بعضهما على باطن قدميه يد واحدة على باطن قدميه واذا هو يقول اللهم اني اسألك اللهم اني اسألك العفو اللهم اني اسألك معافاتك اللهم اني اللهم اني اعوذ برضاك من سخطك ومن معافاتك من عقوبتك وبك منك فهو كان يدعو اذا لمست يده ولم ينقض الوضوء وهذا الحقيقة هو المناسب لتيسير الشريعة لان لو قلنا ان الوضوء من مس المرأة واجب اكثر الحجاج ما يستطيعون يحجون ولا المعتمرون لازم يمسك يد مرته ولابد يمس امرأة ولذلك الصواب ان مس المرأة لا ينقض الوضوء لا بشهوة ولا بغير شهوة هو اختيار شيخنا الشيخ عبد العزيز بن باز اه اختيار شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله واختيار شيخنا الشيخ عبد العزيز بن باز ايضا انه لا ينقض الوضوء الى هنا لامستم النساء يعني جامعتموهن. وايضا شيخنا الشيخ ابن عثيمين يرى هذا الرأي وقال مما يدل على ان الملامسة هنا الجماع انه قد ذكر الحدث الاصغر قبله قال او جاء احد منكم من الغائط والاصل في الكلام التأسيس للتأكيد يبنى على معنى جديد ويفيد شيئا حكما جديدا ليس حدثا اصغر وانما الحدث الاكبر. قال فلم تجدوا ماء فتيمموا صعيدا طيبا اه التيمم هو قصد وهو قصده التيم هو ظرب الارض باليدين ظرب الارض باليدين ثم مسح الوجه والكفين بنية الطهارة فهو ان وصفته اصح ما ورد فيه حديث عمار ان يضرب الارض بكفيه ثم يمسح بهما وجهه ثم يمسح يمسح كفيه ظاهر باطن اليسرى بظهر اليمنى وباطن اليمنى بظاهره اليسرى مرة واحدة هذا اصح ما ورد. ورد حديث التيمم ضربتان لكنه ضعيف الاسناد النبي قال انما يكفيك ان تقول هكذا لكن ان كان فيه تراب ينفخ وقد ورد فيه حديث في ذلك ان النبي نفخ في بعض الاحيان اذا كان هناك تراب يخشى ان يعلق بالوجه فتيمموا صعيدا طيبا. الصعيد هو ما صعد على وجه الارض ولهذا منهم من قال من صعد على ما صعد على وجه الارض مطلقا حتى من الاشجار والاحجار ويختار هذا شيخ الاسلام ابن تيمية ومنهم من قال ان الصعيد المراد به ما صعد على وجه الارض من جنسها من جنسها يدخل فيه الجص والنورة والاحجار والجبال والاظهر والله اعلم شيخ الاسلام يختار العموم والمسألة فيها يعني تفصيل فلم تجدوا معا فتيمموا صعيدا طيبا. طيب الطيب قيل هو الحلال وقيل هو الطاهر وكلاهما مقصود لابد ان يكون الصعيد طيبا حلالا لا يكون مغصوبا وان يكون ايضا طاهرا ليس بنجس والا فلا يرفع الحدث فامسحوا بوجوهكم وايديكم تمسح بالوجه واليدين على ضوء ما اشرنا اليه ان الله كان عفوا غفورا. عفوا يعفو عن العباد وغفور يغفر الذنوب وسبب نزول هذه الاية هو قصة عائشة لما فقدت عقدا لها ثم باتوا على غير ماء فلما اصبحوا نزلت اية التيمم ثم لما بعثوا البعير وجدوا العقد تحته وقال اسيد ابن حضير ما هذه باول بركتكم؟ يا ال ابي بكر هذا هو الصحيح ان اية التيمم ان الذي نزل بسبب عقد عائشة هي اية التيمم التي في النساء وليست التي في المائدة وستأتي في المائدة. لان سورة النساء متقدمة بدليل انه ذكر الخمر هنا لا تقربوا الصلاة وانتم سكارى هذا دليل انها قبل الاحزاب لان الاحزاب الخمر حرمت عام الاحزاب واما سورة المائدة فهي من اخر ما نزل الذي نزل بسبب قصة عائشة او اية التيمم ذات السبب هي اية سورة النساء التي معنا ثم قال جل وعلا الحقيقة انه ضاق علينا الوقت ما ادري انا كان ودنا نذكر احكام يعني متعلقة بهذا الباب لكن قدر الله وما شاء فعل ثم قال جل وعلا المتر الى الذين اوتوا نصيبا من الكتاب يشترون الضلالة ويريدون ان تضلوا السبيل يقول الطبري المتر قال الطبري اختلف فيه فقيل معناه الم تخبر وقال اخرون الم تعلم والصواب الم تر بقلبك يا محمد لان الرؤيا هنا ليست بصرية وقد تكون بصرية في بعض المواطن الم الم ترى الى الذين اوتوا نصيبا وهم اليهود اوتوا نصيبا حظا من الكتاب وهو التوراة يشترون الضلالة يشترون الضلالة ويأخذونها ويستبدلونها بالهداية ويريدون ان تضلوا السبيل ولا يقتصرون على هذا هم يشترون الضلالة ويأخذونها بدل الايمان ويريدون من المسلمين ان يضلوا السبيل ايضا ويظل الصراط المستقيم والصراط السوي ويتبعونه. قال والله اعلم باعدائكم وكفى بالله وليا وكفى بالله نصيرا. اي الله اعلم هؤلاء اليهود لكم قد يظهرون لكم امرا يظهر منه انهم ليسوا باعداء لكن في الحقيقة هم العدو والله اعلم باعدائكم وكفى بالله وليا فاتخذوه وليا جل وعلا وناصرا وكفى به نصيرا واتخذه نصيرا فتولوه واتخذوه وليا واطلبوا ولايته واطلبوا نصرته واعانته عليهم وعلى غيرهم من الذين هادوا يحرفون الكلم عن مواضعه من هنا يجوز ان تكون للتبعيض من بعض الذين هادوا ويجز ان تكون للبيان لبيان الجنس من اليهود والاظار انها للتبعيظ من الذين هادوا يحرفون الكلمة عن مواظعه كلم المراد به الكلام يعرف هنا كلام الله جل وعلا. وكذلك يحرفون الكلام الذي يقولونه للنبي صلى الله عليه وسلم عن مواضعه عن صوابه وعن قصده ويقولون سمعنا وعصينا لما دعوا الى الايمان ما قالوا سمعنا واطعنا قالوا سمعنا وعصينا. سمعنا قولك وعصيناك لن نتبعك واسمع غير مسمع وهذا دعاء على النبي صلى الله عليه وسلم معناه اسمع لا اسمعك الله دعاء عليه قبحهم الله وهذا تحريف الكلم عن مواضعه وراعنا الاصل ان معنى راعنا يعني من المراعاة ولكن هم يقصدون الرعونة راعنا يعني احمق عليهم من الله ما يستحقون. هذا من تحريف الكلم عن مواضعه وراع عليا بالسنتهم يقولون هذا لين تحريفا من الليل وهو تحريف الكلم عن مواضعه لين بالسنتهم وطعن في الدين. يقولون هذا تحريفا راعنا وهم لا يقصدون راعنا من المراعاة. وانما من الرعونة واسمع غير مسمع يريدون الدعاء لاسمع لا سمعت لين وايظا يريدون الطعن في الدين لانهم يطعنون في النبي صلى الله عليه وسلم ويستهزئون به ويذمونه وهذا طعن في الدين ولا شك ولو انهم قالوا سمعنا واطعنا واسمع وانظرنا لكان خيرا لهم. لو انهم قالوا بدلا من ذلك سمعنا واطعنا امرك وانظرن اذا ارادوا منه شيء ان يراعيهم قالوا قالوا انظرنا يعني راعنا انتظرنا امهلنا بدل ان يكون راعنا لكان خيرا لهم كان ذلك خيرا لهم في الدنيا والاخرة واقوم قولا واقوى ويكونون اقوى محالا عند الله جل وعلا ولكن لعنهم الله بكفرهم فلا يؤمنون الا قليلا لعنهم الله بسبب كفرهم السببية اللعن هو الطرد والابعاد من رحمة الله طردهم الله وابعدهم من رحمته بسبب كفرهم وما ظلمهم ولكن كانوا انفسهم يظلمون فلا يؤمنون الا قليلا. الا قليلا يحتمل ان المراد وقد مر معنا الا قليلا يعني الا ايمانا قليلا لا يكفي في الايمان ويحتمل انها الا قليلا الا قليلا منهم الذين امنوا من اليهود قليل والصواب ان الاية تشمل الامرين الذين امنوا اليهود قلة وغير اليهود الذين يقولون انهم مؤمنون ايمانهم ايمان قليل لا يفي ولا يكفي للايمان ونكتفي بهذا القدر والله اعلم وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا محمد