الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين. اما بعد يقول الله جل وعلا في سورة النساء يا ايها الذين امنوا يا ايها الذين اوتوا الكتاب امنوا بما نزلنا مصدقا لما معكم من قبل ان نطمس وجوه فنردها على ادبارها او نلعنهم كما لعنا اصحاب السبت وكان امر الله مفعولا ينادي الله جل وعلا اهل الكتاب والمراد بهم هنا يهود بني اسرائيل. اليهود من بني اسرائيل كما قال الطبري. قال اليهود من بني اسرائيل الذي يعني الذين كانوا حول مهاجر رسول الله صلى الله عليه واله وسلم ويناديهم يخبر انه اتاهم الكتاب. فمن اتاه الله الكتاب هو اعلم الناس بصدق النبي صلى الله عليه وسلم وبصدق ما نزل عليه فكان الواجب عليهم ان يبادروا الى الايمان بالنبي صلى الله عليه وسلم لان عندهم علم وعندهم كتاب وما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم يصدق ما في ايديهم. يا اهل يا ايها الذين اوتوا الكتاب امنوا بما نزلنا مصدقا لما معكم. وهو القرآن امنوا به اي صدقوا به واقروا به واعملوا بما فيه مصدقا لما معكم من التوراة من قبل ان نطمس وجوها وهذا تهديد وتخويف وتحذير لهم والطمس الاصل فيه ازالة الاثار طمس الشيء ازالة اثره والمراد به في الاية من قبل ان ان نطمس وجوها قال بعض المفسرين من قبل بان نطمس وجوها هو ردها الى الى الادبار فيكون الفاء هنا للتفريع. او للافصاح من قبل ان نطمس وجوههم فنردها اذا طمسها ردها الى الادبار. فتصبح وجوههم فتصبح وجوههم من قبل وقال بعض المفسرين وهو الاظهر والله اعلم من قبل ان نطمس وجوها المراد نطمسها فلا يبقى فيها سمع ولا بصر. نطمسها يعني نزيل ما فيها من السمع والبصر ثم ايضا نجعلها من جهة ادبارهم. وهذا والله اعلم هو الاظهر بان حمل الاية الرد على الادبار انه طمس الوجوه هذا يكون من باب التأكيد او البيان والاصل في كلام الله التأسيس ومعنى التأسيس يعني حمل القرآن على افادة معنى جديدا. لان التأكيد يؤكد شيء سابق اصله في القرآن حمله على التأسيس. اذا هدد الله هؤلاء ان لم يؤمنوا بعقوبتين طمس الوجوه وهو ازالة ما فيها من الاعين والفم والانف وما شابه ذلك ثم ردها وجعلها من جهة ادبارهم. من جهة اقفيتهم. جزاء وفاقا فنردها على ادبارها او نلعنهم كما لعنا اصحاب السبت. نلعنهم نطردهم من رحمتنا ونوقع عليهم العقوبة كما فعلنا باصحاب السبت واصحاب السبت المراد بهم الذين اعتدوا يوم السبت وصادوا الحيتان. وقد نهاهم الله جل وعلا عن ذلك كيوم السبت وسيأتي ان شاء الله الكلام فيها مفصلا في سورة الاعراف. كما لان اصحاب السبت وكان امر الله مفعولا. قال ابن كثير رحمه الله اي اذا امر بامر فانه لا يخالف ولا يمانع. كان امر الله مفعولا. اذا امر الله بامر فانه لا يمانع ولا يخالف يعني لابد ان يفعل ولابد ان يقع. ما امر به جل وعلا. ثم قال ان الله لا يغفر ان يشرك به ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء. هذه الاية العظيمة في بيان خطر الشرك وهو دعوة غير الله معه. وبين جل وعلا ان الناس من حيث جملة ينقسمون الى قسمين ومن حيث التفصيل الى ثلاثة اقسام فاما من حيث الاجمال الناس اما مشرك لا يغفر له واما غير مشرك مسلم ثم بين ان ما دون الشرك منهم من يغفر الله له مباشرة ويدخله الجنة. بقوله ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء لا يغفر ما دون ذلك لكل احد. لا لمن شاء. وبعضهم لا يغفر له حتى يعذبه. لكن انه بعد ذلك يخرجه من النار ويدخله الجنة. وصار الاقسام اثنان اجمالا مسلم ومشرك مشرك وغير مشرك وعلى التفصيل مشرك لا يغفر له وغير مشرك ينقسم الى قسمين قسم يغفر له وقسم لا يغفر له بل يعذبه الله عز وجل بذنوبه لكنه ينتهي به الامر الى دخول الجنة كما هي عقيدة اهل السنة والجماعة ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء اذا من عباد الله من يمن الله عليه بالمغفرة. والتوبة ويتجاوز عنه لاول وهلة وهو جواد كريم. ومن عباده من يدخله النار ولكن لا يخلد فيها لان اهل السنة والجماعة يقولون بالموازنة الموازنة بين الحسنات والسيئات ما لم تكن السيئة الشرك الشرك يحبط العمل كله. اذا وجد عند الانسان احبط جميع العمل. ولا ينفع معه عمل. لان اشركت ليحبطن عملك لكن ما دون الشرك يوازن فتوزن حسنات العبد وسيئاته ان رجحت السيئات ادخله الله النار لينقيه ويصفيه ثم يخرجه ويدخله الجنة. وان زادت الحسنات على السيئات ادخله الجنة من اول وهلة. والله على كل شيء قدير. قال جل وعلا ومن يشرك بالله فقد فقد افترى اثما عظيمة. الاصل في في الافتراء هو الكذب المتعمد محمد يعني بعض بعض العلماء اللغة يقول الافتراء مرادف للكذب. وقد يأتي هو مرادف للكذب لكن الحقيقة انه ان الترادف قليل في القرآن. والاصل ان كل كلمة تفيد معنى اخر ولهذا قالوا هنا في الافتراء وهو يعني الاصح قالوا الافتراء هو الكذب الذي لا شبهة للكاذب فيه هو الكذب الذي لا شبهة للكاذبين فيه. احيانا يكذب الانسان لكن عنده شبهة. توهم لكن الافتراء هو الكذب الذي لا شبهة فيه مشتق من الفري. وهو الجلد مثل ما يقطع الجلد يفرغ يقطع تحقيقا. لماذا؟ لان الشرك الذي يقع فيه متعمد لا شبهة له. لماذا؟ لان التوحيد فطرة. فطرة الله التي فطر الناس عليها ما من مولود الا ويولد على الفطرة. فالمشرك مهما كان هو يعرف ويعلم انه مفتري في فعله هذا وانه لا شبهة عنده فطر الله الناس على التوحيد ولهذا لما ذكر الله الصابئة الصابئة ذكر الله عز وجل انه يدخل من امن منهم وعمل الصالحات يدخله الجنة. قالوا هم من نشأ وبقي على فطرته ولم يأتيه نبي. فعبد الله على فطرته التي فطره الله عليها يدخل الجنة. لان الاصل في الانسان ان فطرته على التوحيد لكن لا شك ان كثيرا من الناس قد لوثت فطرهم كما في الحديث الصحيح يقول الله جل وعلا خلقت عبادي يعني على التوحيد فاجتالتهم الشياطين. اجتالتهم اخذتهم واوقتهم في الشرك. فالحاصل ان الافتراء ما هو الكذب الكذب المتعمد الذي لا شبهة للكذب فيه. فقد افترى اثما عظيما. اثما عظيما وذنبا عظيما ولا اعظم من الشرك. اعظم الذنوب واكبرها واسوأها واخطرها هو الشرك. نعوذ بالله من ذلك. فالواجب على المسلم ان يتجنبه. وقد جاءت الاحاديث جاءت الايات والاحاديث الكثيرة في التحذير من الشرك. قال الله جل وعلا ولقد اوحي اليك والى الذين من قبلك. هذا يقول للنبي صلى الله عليه وسلم لئن اشركت ليحبطن عملك. وقال جل وعلا انه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من من انصار وقال جل وعلا ان الشرك لظلم عظيم وقال بعد ان ذكر ثمانية عشر نبيا من انبيائه قال ولو اشركوا لحبط عنهم ما كانوا يعملون وفي الحديث الذي في الصحيحين لما قال ابن مسعود اي الذنب اعظم يا رسول الله؟ قال ان تجعل لله ندا وهو خلقك. هذا اعظم الذنب. وقال اجتنبوا السبع الموبقات. قالوا يا رسول الله قال الاشراك بالله الحديث وقال من مات وهو يدعي يدعو لله يدعو مع الله ندا دخل النار فالواجب على المسلم ان يحذر منه واشد الحذر من اكبره واصغره. حتى الاصغر كما ذكرنا بالامس قال النبي صلى الله عليه وسلم ان الشرك بهذه الامة اخفى من دبيب النملة اخفى من دبيب النمل قالوا كيف نتقيه وهو كذلك يا رسول الله قال قولوا اللهم انا نعوذ بك ان نشرك بك شيئا ونحن نعلم ونستغفرك لما نلعن. لما لا نعلم؟ ثم قال جل وعلا الم ترى الذين يزكون انفسهم قال الحسن وقتادة نزلت هذه الاية في اليهود والنصارى لانهم يقولون نحن ابناء الله واحباؤه ويقولون لن يدخل الجنة الا من كان هودا او نصارى ويقولون لن تمسنا النار الا اياما معدودات هذه تزكية ولا اعظم من هذه التزكية ولا شك ان النصارى واليهود داخلون فيها وكذلك من زكى نفسه والواجب على الانسان ان يبتعد عن تزكية النفس ولا تزكوا انفسكم ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم اياكم والتمادح. لان التمادح تزكية. اياكم والمدح. او التمادح وايضا ثبت انه لما سمع رجل يمدح رجلا قال ويحك قطعت عنق الرجل او قسمت ظهر الرجل وقال اذا رأيتم المداحين فاحثوا في وجوههم التراب ما في مسلم وغيره يجب الانسان يتجنب التزكية واذا كان ولابد طلب منه ذلك يقول بعد ان يذكر ما يلف يقول هكذا احسبه والله حسيبه المتر الى الذين يزكون انفسهم وهذا استفهام تعجبي من حالهم وقد يكون انكاره لكن الذي يظهر انه تعجب لان الله يقول الم تر يا نبينا يعني الم تعلم او ترى بقلبك الى الذين يزكون انفسهم فقال بل الله يزكي من يشاء بل هنا للاظراب والابطال يعني للاظراب والابطال. الاضراب يضرب عن الكلام الذي قالوه. فجاء بكلام غيره غيرها قولهم غير تزكيتهم لانفسهم فاضرب عن كلامهم وجاء بكلام يبطل قولهم فقال بل الله يزكي من يشاء سبحانه وتعالى. الله يزكي والتزكية هي التوثيق والتعديل فالله يوفق ويعدل ويزكي من يشاء من عباده وجعل لذلك طريقا وهو التوحيد الاتيان بالتوحيد وتجنب الشرك والاتيان بطاعة الله عز وجل. والحذر من معاصيه ولا يظلمون فتيلا لا يظلم الله احدا فتيل والفتيل هو الخيط الذي يكون في شق النواة. نواة التمر ظرب الله فيها ثلاثة امثلة في غاية القلة كما قال ابن عباس الفتيل وهو الخيط الذي داخله الذي يكون داخل نواة التمر. فقال هنا ولا يظلمون فتيلا والنقير وهي النقرة والحفرة التي في ظهر التمرة. في ظهر النواة ولا يظلمون نقيرا والقطمير القطمير هو الغشاوة الغلاف الغشاوة الرقيقة التي تحيط بالنواة ما يملكون من قطمير ثم قال جل وعلا وهذا دليل على كمال عدله سبحانه وتعالى كما قال ان الله لا يظلم الناس شيئا وما ربك بظلام للعبيد ثم قال انظر كيف يفترون على الله الكريم مر معنا ان الافتراء هو الكذب المحقق الذي لا شبهة فيه ما عندهم شبهة ولهذا هم يفترون على الله الكذب فيما يقولون وهم يعلمون ان ذلك لا يجوز وان محمدا رسول الله وان الله سبحانه وتعالى وحده لا شريك له ومع ذلك يفترون ويزعمون لله الولد ويزعمون له الصاحبة ويجحدون النبوات امين الم تر الى الذين نعم اه قال الله عز وجل انظر كيف يفتن على الكذب؟ قال ابن كثير في تزكيتهم انفسهم ودعواهم انهم ابناء الله واحباؤه وايضا ما سبق ان اشرنا اليه في الايات السابقات. قال الم ترى وكفى به كيف يفترون على الله الكذب؟ وكفى به كفى بصنيعهم هذا وافترائهم كفى به اثما مبينا. قولهم نحن ابناء الله واحباؤه ولنجمت النار اليها معدودات ليدخل الجنة الا ما كان هودا او نصارى. العزير ابن الله تكذيب النبي صلى الله عليه وسلم هذا كله من الافتراء وكفى بصنيعهم هذا اثما مبينا اثما بينا واضحا لا خفاء فيه وهو اعظم الذنوب ثم قال الم ترى الى الذين اوتوا نصيبا من الكتاب يعني هذا استفهام انكاري. الم تر الى الذين اوتوا نصيبا اي حظا حظا من الكتاب والمراد به التوراة فاعطاهم الله انزل عليهم الترات فعندهم حظ نصيب من كتاب الله عندهم التوراة وان كانوا قد حرفوا وبدلوا لكن عندهم فيها شيء صحيح هم يعرفون ذلك. الم تر الى الذين اوتوا نصيبا من الكتاب يؤمنون بالجبت والطاغوت يؤمنون بالجبت. قال الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه الجبت السحر والطاغوت الشيطان وتعددت عبارات العلماء في الجبت فقيل الجبت السحر كما مر وقيل الاصنام وقيل الشيطان وقيل الشرك وقيل الكاهن والصواب ان الجبتة يطلق على هذه الامور كلها قال الجوهري في الصحاح الجبت كلمة تقع على على الصنم والكاهن والساحر ونحو ذلك والطاغوت مشتق من الطغيان وهو الزيادة انا لما طغى الماء حملناكم في الجارية هذا اصل اشتقاق الكلمة في اللغة والطاغوت كل من عبد من دون الله ورضي بذلك فهؤلاء اليهود مع انهم اعطاهم الله نصيبا من العلم بما في كتابهم يؤمنون ويقرون ويصدقون بالجبت بالسحر وبالطاغوت عبادة الاصنام وعبادة غير الله عز وجل مع انهم قد اوتوا الكتاب يؤمنون بالجبت والطاغوت ويقولون للذين كفروا وهؤلاء اهدى من الذين امنوا سبيلا يقولون لكفار قريش انتم اهدى سبيلا من محمد صلى الله عليه وسلم ومن معه وجاء ذلك اسناد صحيح رواه الامام احمد وابن ابي حاتم انه جاء حيي بن اخطب وكعب بن الاشرف الى مكة بعد ان هاجر النبي صلى الله عليه وسلم الى المدينة ويقال انهم جاؤوا لتجميع الناس ضد النبي صلى الله عليه وسلم فجاءت معركة غزوة الاحزاب بعد ذلك بسبب سعيهم انهم جاؤوا الى اهل مكة فقالت لهم كفار مكة اينا خير؟ نحن ام محمد قالوا ما انتم وما محمد؟ قالوا محمد صنبور قطع ارحامنا وسفه الهتنا ونحن نطعم الحجيج ونسقهم الماء ونفك العاني ونفك الاسير قالوا انتم اهدى من محمد فاخزاهم الله وكذبهم وهم يعلمون ان النبي صلى الله عليه وسلم اهدى ويعرفون انه على الحق. يعرفونه كما يعرفون ابناءهم ولهذا يشهدون للمشركين الوثنيين عبدة الاصنام بانهم اهدى من النبي صلى الله عليه واله وسلم فتعجب من حالهم ويقولون للذين كفروا هؤلاء اهدى من الذين امنوا سبيلا. اهدى منهم طريقا سبيلا اي طريقا ومنهجا. وشير عتن اخزاهم الله وكذبهم. من اهدى من النبي صلى الله عليه وسلم سبيلا طريقا والله لا احد اهدى منه وهو طرق الانبياء. ان الدين عند الله الاسلام ومن يبدأ غير الاسلاميين فلن يقبل منه. قال جل وعلا اولئك الذين لعنهم الله. اي طردهم وابعدهم من ومن يلعن الله فلن تجد له نصيرا. من لعنه الله طرده وابعده من رحمته. واخزاه والله ليس هناك احد يتولى نصرته ولو اراد احد ان ينصره لا يستطيع فلا نصير له. ومعنى ذلك غاية الخذلان. وغاية الذل. ولهذا هؤلاء الذين اتخذوهم انصارا لهم يوم القيامة كلهم يقومون بين يدي الله حفاة عراة غرلا لا لا يجدون عن انفسهم شيئا. بل الانبياء وهم الانبياء يعتذرون بذلك اليوم. الى ان ينتهي امر الشفاعة الى نبينا صلى الله عليه وسلم. فمن ينصرهم لا ناصر لهم. ثم ثم قال جل وعلا ام لهم نصيب من الملك وهذا استفهام انكاري. ليس لهم نصيب من الملك الملك لله وحده لا له ملك السماوات والارض. فاذا لا يأتون الناس نقيرا لو كان لهم نصيب وحظ من الملك لا يؤتون الناس نقيرا. النقير هي النقرة التي في ظهر النواة لشدة بخل بخل يهود لو كان لهم شيء من الملك مع ان ملك الله عظيم لو كان لهم شيء من الملك ما يعطون الناس ولا مثل مقدار النقطة والنقرة التي في ظهر التموين. لشدة بخلهم. قال جل وعلا ام يحسدون الناس على ما اتاهم الله من فضله الحسد هو تمني زوال نعمة الغير. فالله ينكر عليهم الاستماع من انكار ام يحسدون اسوا المراد بالناس النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه النبي والصحابة الذين من الله عليهم بالايمان بالله جل وعلا وبهذا الدين العظيم ولا يزال اليهود يحسدونكم الى يومكم هذا يحسدون المسلمين على الايمان. مع ان هذا فظل الله الله الذي اتانا هذا الايمان. ومن به علينا ام يحسدون الناس على ما اتاهم الله من فضله؟ وهي النبوة بالنسبة للنبي صلى الله عليه وسلم والايمان لاتباعه فقد اتى الى ال إبراهيم الكتاب اتينا ال إبراهيم وهم الأسباط ال إبراهيم يعني عقبوا وابناء يعقوب يعني ال إبراهيم منهم إسماعيل واسحاق ويعقوب وابناء يعقوب اثنا عشر وصدقا منهم يوسف عليه السلام. وانتم ايها اليهود من الهم. ومنذ ذريتهم. فقد اتى الله اتاكم واتى انبيائكم النبوة اتاهم الكتاب انزل عليهم الكتب الانبياء والحكمة وهي السنن. واتاهم ملكا عظيما الى ملك سليمان وقيل الملك العظيم هو النبوة وقيل هو تأييدهم بالملائكة فلما تحسدون النبي صلى الله عليه وسلم؟ على ما اتاه الله من فضله؟ النبي وهذه الامة على الايمان على النبوة والايمان. وقد اتى الله ابائكم ومن انتم من نسله اتاهم الكتاب واتاهم النبوة فلما تحسدون هذه الامة؟ قال ابن جرير الطبري فقد اتينا ال إبراهيم يعني ايحسد هؤلاء اليهود الذين وصفت وصفهم في هذه الايات الناس فعلى ما اتاهم الله من فضله من اجل انهم ليسوا منهم. فكيف لا يحسدون ال إبراهيم وقد اتيناهم الكتاب كتاب الله الذي اوحاه اليهم كصحف ابراهيم وموسى يعني هذه النعمة التي اتاها الله النبي صلى الله عليه وسلم قد اتى مثلها من قبلهم من الانبياء. فلماذا لم تحسدوهم؟ ما تحسدون الا هذا النبي وامتهم على شدة عداوة اليهود. للمسلمين واليهودي هو اشد اعداء الاسلام. لتجدن اشد الناس عداوة للذين امنوا الذين اليهود والنصارى. والذين اشركوا نسأل الله العافية لازيدن اشد الناس عداوة للذين امنوا اليهود والذين اشركوا. نعم فهم اشد الناس. اليهود والوثنيون وعداوتهم لا تنفك ابدا النصارى خير منهم. ولهذا لو نظرنا خاصة في دول الغرب لوجدنا ان النصارى يدخلون في دين الله افواجا واعداد كبيرة. اليهود من اندر النادر ان يدخل في الاسلام. لان شديد العداوة للاسلام والايمان واهل ايمان. قال جل وعلا واتيناهم ملكا عظيما فمنهم من امن به. منهم من امن بالنبي صلى الله عليه وسلم وهم قليل مثل عبد الله ابن سلام وبعض الصحابة ومنهم من صد عنه اعرض عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن دينه وكفى بجهنم سعيرا. كفى بهؤلاء المعرضين عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن دينه كفى بهم عقوبة نار جهنم التي استعر بهم وتحرقهم وكفى بجهنم سعيرا. ثم قال جل وعلا ان الذين كفروا باياتنا سوف نارا بين مآل من كفروا بالله وكما ذكرنا مرارا ان الاصل في الكفر هو الستر والتغطية والمراد ستروا نعمة الايمان وغطوها واستبدلوها بالكفر بالله جل وعلا وعدم الايمان به. ان الذين كفروا اياتنا والايات هي الدلائل والبينات التي تبين الحق وتدل عليه. من الكتب وارسال الرسل وغير ذلك من الايات التي جعلها الله. ان الذين يكفرون ان الذين كفروا باياتنا سوف نصليهم نارا اي نارا قد سبق ان تكلمنا على معنى الصلي. وان كان الاصل فيه التسخين بالنار لكن اطلق بعد ذلك على كل من باشر امرا من الامور. وقال صلاة يعني دخله. سوف نصليهم نارا اي ندخلهم فيها وتحيط بهم كلما نضجت جلودهم يعني استوت واحترقت بدلناهم جلودا غيرها نعوذ بالله اذا احترقت الجلود بدلهم الله جلودا. غيرها. لماذا؟ ليذوقوا العذاب. لان الجلد هو محل الاحساس من الادم من ابن ادم. ولهذا اذا رأيت وخز الابرة اول ما تدخل الابرة تحس بالالم لكن بعد ذلك تحركها ما تحس بشيء. الالم والاحساس هو في الجلد. ولهذا اذا احترقت جلوده من شدة العذاب يبدلهم الله جلودا غيرها لاجلي ليذوقوا العذاب اي لاجل ان يذوقوا ويطعموا ويحس العذاب الذي كتبه الله لهم وهو اشد العذاب. ان الله كان عزيزا حكيمة كان ولا يزال جل وعلا عزيزا لا يمانع ذو العزة التي لا ترام فهو منيع الجانب وهو حكيم جل وعلا افعاله واقداره واقواله واحكامه جل وعلا ثم قال والذين امنوا وعملوا الصالحات كما قدمنا مرارا ان هذا دليل على ان القرآن مثاني. لانه ذكر الذين كفروا وما اعده لهم ثم ثنى للذين امنوا وعملوا الصالحات وما اعده لهم فقال ان الذين امنوا وعملوا الصالحات وهذا دليل لمذهب اهل السنة والجماعة ان الايمان قول واعتقاد وعمل. لان الايمان هو عن اقرار او التصديق مع الاقرار وهذا عمل القلب. وعمل الصالحات عمل اللسان تلفظ اللسان عمل وعملوا الجوارح عمل لابد من عمل الصالحات من لا بد ان يكون يجمع بين الايمان وهو الاقرار والتصديق والعمل الصالح ولهذا اهل السنة والجماعة يقولون الايمان قول واعتقاد وعمل ما يكفي اعتقاد والصالحات جمع صالحة وهو كل عمل اجتمع فيه امران. الاخلاص لله جل وعلا فيه واتباع النبي صلى الله عليه واله وسلم. والذين امنوا وعملوا الصالحات سندخلهم جنات تجري من تحتها الانهار. جنات وليست واحدة سبق ان ذكرنا ونذكر الحديث في الصحيحين ان اخر رجل يدخله الله جل ان اخر ان اخر رجل يخرجه الله من النار ويدخله الجنة تتراءى له الجنة بانها ملأى ما في مكان. قد اخذ اهل الجنة اماكنهم. فيقول الله جل وعلا له تمنى تمنى فيتمنى فيذكره الله حتى تنقطع به الاماني. يتمنى كذا ويتمنى كذا. ثم يقول الله جل جل وعلا له ايرضيك ان اعطيك مثل الدنيا؟ فذكر الحديث فيه لك الدنيا وضعفها وظعفها الى ان قال عشرة اضعافها. هذا اخر رجل يخرج من النار بعد ان يعذب فيها ما شاء الله. وهو اخر رجل يدخل الجنة له من عشرة اضعاف الدنيا من لدن ادم الى قيام الساعة ملك عظيم الا اذا قال جنات داخل جنة الخلد والجنات المراد بها البساتين ذات الاشجار الطويلة الملتف بعضها على بعض تجري من تحتها الانهار سبق ان ذكرنا الانهار اربعة انواع من الماء واللبن والخمر والعسل المصفى خالدين فيها ابدا بعض الاحيان يأتي خالدين فيها وبعض الايات جاء فيها التنصيص بابدا وهذا دليل على الخلود الذي لا نهاية له ابدا اذا جاءت مؤكدة ابدا فهي تدل على الخلود الذي لا ينتهي سواء ذكر في حق اهل الجنة او ذكر في حق اهل النار فليس هذا النعيم وهذا الخير لمدة مليون سنة وهو يتوقف. او مدة تريليون قال ابد الاباد نسأل الله الكريم من فضله. ولهذا كيف الانسان يفرط بهذه الدار العظيمة ويفضل عليها دار الدنيا يعيش فيها سبعين او ثمانين قل مئة سنة. مع ما فيها من الهم والغم والابتلاء والامور التي لا تخفى فينبغي للانسان ان يستعد لتلك الدار. هذا لما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم ذلك ذكر لاصحابه وما فيها وقال هل مشمر لا مشمر هل من مشمر لها؟ قالوا نحن يا رسول الله. نحن مشمرون. قال قولوا ان شاء الله. فعلينا ان نشمر ونجتهد. والعمر قليل. وكم قطعنا من الاعمار الان؟ كل منا قد قطع شوطا من عمري لا بد الانسان ينظر للاخرة وخير ما يجلي لك هذه الحقائق ويجعلها كأنها نظر ويجعلك تعقل الامور كتاب الله قراءة القرآن. تريد ان تتضح لك الرؤيا تتضح لك الامور عليك بكتاب الله اقرأه يا اخي. اقرأ كل يوم اربعة اجزاء كما كان جمهور الصحابة يختمون كل سبعة ايام اربعة اجزاء وشيء. اقرأ ثلاثة اجزاء تختم كل عشرة ايام ولا تقول ما عندي وقت يا شيخ والله عندنا وقت. اسأل نفسك كم تعطي الواتساب وهذه الاجهزة من الوقت ثلاثة اجزاء مع القراءة الحدر باذن الله في ساعة تقرأها. كم تعطي كم تعطي الواتساب الذي يستخدمه مو اكثر الناس خمس ساعات ست ساعات هذا ظياع اعمار يا اخوان. والله ظياع اعمار وظياع حسنات وضياع ابدان ايضا. تتضرر العين تتضرر اليد تتضرر الرقبة. يتضرر الاهل تترك تربيتهم ثلاث ذرة تترك اعمالك فالانسان ينتبه يا اخوان. هذه هي ثمرة العلم وهذه ثمرة قراءة القرآن ومعرفة تفسير القرآن. الانسان يأتمر ويتعظ حتى تتغير حاله الى الاحسن. ويشمر. قال جل وعلا خالدين فيها ابدا. لهم فيها ازواج مطهرة. ولهم في هذه الجنة ازواج مطهرة ما هي مثل ازواج الدنيا. ازواج مطهرة من الحيض والنفاس. والنخامة. والقدر والبول والغائط وغير ذلك. كاملات. عروبا اترابا. قاصرات وان كان ايضا الصحيح ان ازواج الدنيا الصالحة تدخل مع زوجها الجنة وتتبدل حالها وتتبدل حالها الى ان تكون من هؤلاء النساء كاملات كما قال الحسن في عربا اترابا قال كنا في الدنيا عمشا رمصا العمش الرمص في العين بسبب كبر السن. في الاخرة يعدن اذا كنا من اهل الجنة عربا اترابا لجعلناهن انا جعلناهن ابكارا شو الاية؟ انا انشأناهن انشاء. يعني ينشئهن الله ان شاء ان وخلقا غير هذا الخلق الذي في الدنيا. بحيث انه يصبح خلقا عظيما كاملا لا نقص فيه. وليست فيه هذه الافات التي في الدنيا الان ولهم فيها ازواج مطهرة وندخلهم ظلا ظليلا. قال ابن كثير ظليلا عميقا كثيرا ان طيبا انيقا ما هو ظل ليس ظلا تصيبهم الشمس من خلاله. منظر ظلا ظليلا عميقا كثيرا طيبا انيقا. ثم قال جل وعلا ان الله يأمركم ان تؤدوا الامانات الى اهلها يذكر اكثر المفسرين او كثير من المفسرين واهل السير ان سبب نزول هذه الاية ان النبي صلى الله عليه وسلم لما فتح مكة عام الفتح جاء بعد ان طاف بالبيت وطلب من عثمان عن ابن ابن طلحة مفتاح الكعبة لانه كان هو ساد الكعبة هو الحاجب. المفتاح معهم. في الجاهلية فلما جاء ليعطيه النبي صلى الله عليه وسلم طلب علي ابن ابي طالب رضي الله عنه ان يجمع النبي صلى الله عليه وسلم بني هاشم بين الحجاب والسقاية. اراد يضيف لهم المفتاح يعطيهم المفتاح كما ان عندهم سقيا الناس من زمزم وفي بعض الروايات ان الذي طلب ذلك العباس وان النبي صلى الله عليه وسلم دخل في البيت قل فيه ثم لما خرج واذا هو يتلو ان الله يأمركم ان تؤدوا الامانات الى اهلها فنزع في يد عثمان. هذا اصح ما قيل واسناده حسن. واما من قال انه ان النبي صلى الله عليه وسلم اراد ان يعطيها العباس فانزل الله عز وجل عليه ذلك. فان هذا لا يثبت وانما الذي يثبت ان النبي صلى الله عليه وسلم طلب من عثمان ابن ابي طلحة المفتاح ثم بعد ذلك رده اليه وان كان طلب علي او العباس المفتاح لك النبي صلى الله عليه وسلم ما اراد ذلك ولهذا تلا هذه الاية وفي بعض الروايات قال هذا يوم وفاء وبر. يقول النبي صلى الله عليه وسلم فنزع المفتاح في يد عثمان بن ابي طلحة. ان الله يأمركم ان تؤدوا الامانة وكما هو مقرر العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب. هذا هو المقرر هي وان نزلت في عثمان عن ابن ابي طلحة لكنها عامة وهو توجيه لنا. فالله يأمرنا ان نؤدي الامانات. التي اؤتمن اؤتي منا عليها كانت الامانات التي بين الناس او الامانات الشرعية التي ائتمن الله عليها. العبادات الوضوء الطهارة الغسل من الجنابة هذه كلها امانة هل تؤديها؟ ام لا؟ وان كان ظاهر الايات انها فيما بين الناس. ولكن الاية عامة. ان الله يأمركم ان تؤدوا الامانات الى اهلها ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم ادي الامانة الى من ائتمنك ولا تخن من خانك واذا حكمتم بين الناس ان تحكموا بالعدل يعني يأمر يأمر الله عز وجل يأمرنا اننا اذا حكمنا بين الناس فصار احدنا حاكما بين خصمين يجب ان يحكم بالعدل والقسط فلا يميل مع هذا ولا مع هذا. ثم قال بعد ذلك ان الله نعم ما يعظكم به. نعم ما اصلها؟ نعم وماء كما يقول علماء الصرف يقول اصلها نعم ماء ركبت منهما فانهم لما جاءوا اضافوا ماء مع نعمة طرحوا حركة الميم الاولى. نعمان الميم التي هي اخر نعمة طرحوا حركة الميم الاولى ونزلوهما منزلة كلمة واحدة نعما. وادغم ايمان وحركت العين الساكنة بالكسر بالتخلص من التقاء الساكنين وهي واقعة موقع التحريظ. موقع التحريظ على امتثال الامر. فكأنه بمنزلة يعني التعليل هنيئا يعني نعم هذا الامر. نعم ما امركم الله به. ولهذا يكون المعنى نعم ما يعظكم به من اداء الامانات والحكم بين الناس بالعدل وغير ذلك من اوامره وشرائعه نعم ما امرنا الله به وهذا ثناء ومدح لهذه الخصال اداء الامانات والحكم بين الناس بالعدل نعم ما امر الله به نعم الاوامر ثم قال جل وعلا ان الله كان سميعا بصيرا. سميعا يسمع كل شيء بصيرا يبصر كل شيء لا يخفى عليه شيء في الارض ولا في السماء. واظن ان سبق ان نبهنا على ان بعض التفاسير وهي موجودة في الشوكاني وغيره يقول سميعا بكل مسموع بصيرا بكل مبصر. هذا العبارة غلط لا تجوز لان هذه مبنية على رأي المعتزلة. ومن تأثر بهم ان صفات الله لا تتعلق بالمستحيل. تتعلق بالممكن ان فقط بصير بكل مبصر عليم بكل معلوم. والصواب ان صفات الله تتعلق بالممكن والمستحيل قال الله جل وعلا ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه. هل يرد الكافر؟ في ومن ورائهم برزخ الى يوم يبعثون. ما يمكن ان يرد. ولكن لو حصل هذا الامر المستحيل لعلم الله كيف يكون؟ ولهذا بعض كتب العقائد يقول وهو علم بما كان وما سيكون وما لم يكن لو كان كيف يكون. سبحانه وتعالى. وهنا ايضا اورد ابن وكثير وغيرهم من الائمة آآ اثرا آآ عند عن ابي هريرة ملخصه ان ابا هريرة كان اقرأ هذه الاية ان الله يأمركم ان تؤدوا الامانة الى اهلها الى قوله ان الله ان يعم يعظكم به ان الله كان سميعا بصيرا ويظع ابهامه على اذنه والتي تليها على عينه. ويقول هكذا سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأها ويضع اصبعيه. هذا تمثيل ولا ايش؟ لا قالوا هذا تحقيق هذا تحقيق ليحقق انه سمع حقيقي وبصر حقيقي فشبه يعني ليس هنا التشبيه للصفة بالصفة ولكنه تشبيه يعني ليس تشبيها للسمع بالسمع والبصر بالبصر لكنه اثبات ولهذا يقول البيهقي في الاسمى والصفات المراد بالاشارة تحقيق الوصف لله بالسمع والبصر تحقيق الوصف لله عز وجل بالسمع والبصر. قياسا الى محلي السمع والبصر منا لاثبات صفة السمع والبصر لله ويقول الشيخ فيصل ال مبارك في التعليقات السنية على العقيدة الواسطية معنى ذلك اثبات بصري والسمعي يعني لله سمع حقيقي وله بصر حقيقي. لا تشبيه السمع بالسمع ولا البصر بالبصر. هذه فائدة لانهم قد يفرح بها بعض ويقول هذا تشبيه او يقول الممثلة المشبه يقول النبي صلى الله عليه وسلم شبه واشار الى عينه نقول لا وهذا اثبات ان الله له بصر حقيقي حقيقة وله سمع حقيقي. ولكن ليس السمع كالسمع ولا البصر كالبصر ليس كمثله شيء وهو السميع البصير. ثم قال جل وعلا يا ايها الذين امنوا اطيعوا الله واطيعوا الرسول واولي الامر منكم. اطيعوا الله فافرد نفسه بفعل الطاعة اطيعوا الله ثم افرد رسوله واطيعوا الرسول واما اولي الامر فعطفهم على من قبلهم. قال واولي الامر منكم ولم يقل واطيعوا اولي الامر. في هذه الاية لماذا؟ قالوا لبيان ان طاعة ولاة الامر تبع لطاعة الله لا يستقلون بالطاعة بمعنى لو امروا بخلاف لو امروا بمعصية الله ما تجوز طاعتهم. وجاء في ذلك الحديث. على الامر على المرء المسلم السمع والطاعة ما لم يؤمر بمعصية. فاذا امر بمعصية فلا سمع ولا طاعة واولي الامر قال بعض العلماء هم الحكام والامرا وقال بعض العلماء او بعض المفسرين هم العلماء قال ابن القيم والصواب ان اولي الامر يشمل الامرين. فهم اولوا فهم اولوا العلم العلماء الذين يبينون للناس الحق والامراء الذين يحملون الناس على العمل بما بينه العلماء فاولئك منهم البيان باللسان واولئك منهم اقامة الناس على الدين بالسنان وفيه وجوب طاعة ولاة الامر في غير معصية الله وولاة الامر ما يأمرون به لا يخلو من امور ثلاثة اما ان يكون طاعة لله ولرسوله فيجب طاعتهم واما يكن معصية الله ورسوله فلا تجوز طاعته واما ان يكون امر مباح الاصل انه مباح فيجب طاعته فيما اباح الله اذا امروا به فيقول لك قف عند الاشارة اذا كانت حمراء هذا امر مباح اذا امر ولي الامر والزم بذلك يجب ومن لم يفعل فهو اثم ان طاعتهم هنا في غير معصية الله في امر مباح بل فيه مصلحة للمسلمين يحقق المصالح وهكذا المصالح المرسلة وقد جاءت احاديث كثيرة تحثه على السمع والطاعة لولاة الامر نذكر شيئا منها لان الحقيقة هذا امر مهم خاصة في هذا الزمان. لانه كثر من كثر من ينتسب الى الاسلام واول اولوياته معاداة الحكام والخروج عليهم وتكفير المسلمين والطعن على العلماء والاحاديث في هذا كثيرة ومنها ما رواه البخاري ومسلم عن ابي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من رأى من اميره شيئا فكره فليصبر فانه ليس احد يفارق الجماعة شبرا فيموت الا مات ميتة جاهلية. نعوذ بالله من ميتة الجاهلية وعن ابن عمر وروى الامام مسلم عن ابن عمر انه رضي الله عنهما انه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من خلع يدا من طاعة لقي الله يوم القيامة لا حجة له ومن مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية وفي صحيح مسلم اسمع للامير واطع وان ضرب ظهرك واخذ مالك وعند البخاري ومسلم قال النبي صلى الله عليه وسلم السمع والطاعة على المرء المسلم فيما احبه وكره ما لم يؤمر بمعصية فاذا امر بمعصية فلا سمع ولا طاعة وفي الصحيحين ايضا من حديث عبادة ابن الصامت رضي الله عنه قال قال بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على السمع والطاعة في منشطنا ومكرهنا وعسرنا اويسرنا واثرة علينا والا ننازع الامر اهله. قال الا ان تروا كفرا بواحا عندكم فيه من الله برهان وفي البخاري ايضا اسمعوا واطيعوا وان امر عليكم عبد حبشي كأن رأسه زبيبة والاحاديث في كبيرة والواجب على المسلم في هذه النصوص ان يأخذها تدينا يا اخوان تدينا تقربا الى الله طاعة لله وليس معنى السمع والطاعة انك تسمع وتطيع في المعصية او ترضى اذا وجدت معصية بل يجب اذا كان هناك معاصي ان تنكرها بقلبك وان تبغضها. وان تتبرأ الى الله منها لكن لا يعني ذلك ان تخرج على الحاكم. بل لا يعني ذلك ان تسبه وتذمه. ولهذا اذا اراد المسلم ان ينكر ما يرى من المعاصي لا يربطها بشخص لا يربطها بزيد وعمرو او يقول كذا حرام ولماذا يضعها الحاكم قل هذا منكر هذا الذي يجب عليك تبين للناس ما نزل اليهم من ربهم والله المستعان. قال فان تنازعتم في شيء فردوه الى الله والرسول. تنازعتم حصل بينكم منازعة وخصومة وهذا من طبيعة الناس فردوه الى الله والرسول. الرد الى الله اي الرد الى كتابه والرد الى الرسول صلى الله عليه وسلم الرد الى سنته. بعد موته صلى الله عليه واله وسلم ان كنتم تؤمنون بالله واليوم الاخر هذا حث وتهييج للمسلمين على وجوب الرد الى الله ورسوله ان كنتم تؤمنون بالله حق الايمان الايمان حقيقيا صادقا وكذلك ان كنتم تؤمنون باليوم الاخر والوقوف بين يدي الله جل وعلا. هم القيامة ذلك خير اي الرد الى الله ورسوله خير لكم في الدنيا والاخرة. واحسن تأويلا اي احسن عاقبة ومآلا تأويله يعني ما تؤول اليه الامور. احسن عاقبة وتأويلا. وليس التأويل هنا بمعنى التفسير وانما ما يؤول اليه الامر حقيقة الامر الذي يؤول اليه. هذا تأويل رؤياي من قبل اي خير لكم في الدنيا والاخرة واحسنوا عاقبة ومآلا في الاخرة ثم قال جل وعلا الم ترى الى الذين يزعمون انهم امنوا بما انزل اليك وما انزل من قبلك كل هذه الاية كثير من هذه الايات في بيان مخازي يهود وما عملوه وما فعلوه. والايات كثيرة جدا سواء في هذه السورة او في البقرة او في ال عمران كلها دليل على خبث يهود وعلى اعراضهم عن الحق وعلى معاندتهم للحق فقال الم تر الى الذين يزعمون انهم امنوا بما انزل اليك وما انزل من قبلك ما انزل اليك القرآن. يزعمون انه امن بالقرآن واتبعوا النبي صلى الله عليه وسلم وما انزل من قبلك على الامم الرسل السابقين من قبلك التوراة والانجيل وغيرها يريدون ان يتحاكموا الى الطاغوت. يريدون حينما يتحاكموا يتحاكموا الى الطاغوت والطاغوت هو كل ما تجاوز به العبد حده معبود او متبوع او مطاع والطواغيت كثيرون ورأسهم الشيطان ابليس وذكروا سبب نزول هذه الاية لكنه لا يثبت اسناد ضعيف. وبعضها ربما ثبت الى بعض التابعين لعله الى مجاهد او قتادة لكنه مع ذلك يكون مرسل. والمرسل له حكم الضعيف في الاصل فقالوا ان رجلا من اليهود كانت خصومة بين رجل من اليهود ورجل من الانصار. فقال اليهودي للانصاري تعال نتحاكم الى محمد. لانه يعلم ان النبي سلم لا اخذ الرشوة وقال الانصاري تعال نتحاكم الى يهود لانه علم انهم يأخذون الرشوة فيجعلون الحق له وان لم يكن له فانزل الله فيهم هذه الاية الم ترى وقيل بل ان هذه الاية ان رجلا من المنافقين لم يرظى بحكم النبي صلى الله عليه وسلم وقال نتحاكم الى اليهود واليهودي قال نتحاكم الى النبي صلى الله عليه وسلم فجاءوا الى عمر ابن الخطاب فقال احق ما يقول؟ قال قال نعم يقوله المنافق فدخل الى بيته واستل سيفه وجاء فقتل المنافق الذي لم يرضى بحكم النبي صلى الله عليه وسلم. لكن ان في كل القصتين نظر لكن معناهما حق فيجب التحاكم الى كتاب الله وسنة رسوله والى حكم الله ولا يجوز التحاكم الى الطاغوت الى غير حكم الله جل وعلا قال الم ترى الى الذين يزعمون انهم امنوا يزعمون الاصل في الزعم انه يطلق على الخبر الكاذب او المشوب مشوب بخطأ وان كان قد يأتي الزعم بمعنى القول زعمة اقالة لكن هذا يدل عليه القرينة والسياق. فالاصل في الزعم انه يطلق على الخبر الكاذب او ما فيه او ما هو مشوب به. الم تر للذين يزعمون انهم امنوا بما انزل اليك؟ اذا هم يزعمون الحقيقة ما امنوا حقيقة بما انزل اليك وما انزل من قبلك يريدون ان يتحاكموا الى الطاغوت وقد امروا ان يكفروا به. ان يكفروا به قال الله جل وعلا فمن فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد فقد استمسك بالعروة رفقا ومن لم يحكم بما انزل الله فاولئك هم الكافرون. اولئك هم الفاسقون. فاولئك هم الظالمون. ثلاث ايات كما سيأتي في سورة المائدة قال جل وعلا وقد امروا ان يكفروا به فالواجب عليهم ما دام امروا ان يكفروا بالطاغوت ان لا يتحاكموا اليه لانهم امروا بما زعموا انهم امنوا بما انزل بما انزل عليك وعلى من قبلك. ففيما انزل عليك وعلى من قبلك تحريم التحاكم الى الطاغوت. وهم قل انهم امنوا لكن هذا زعم فكيف يريدون التحاكم؟ الى الطاغوت؟ قال ويريد الشيطان ان يظلهم ضلالا بعيدا يوقعهم في الظلال البعيد والانحراف الكبير عن دين الله عز وجل قال واذا قيل لهم تعالوا الى ما انزل الله والى الرسول رأيت المنافقين يصدون عنك صدودا. اذا قيل لهؤلاء المنافقين تعالوا هلموا اقبلوا الى ما انزل الله الى القرآن والى الرسول الى نبينا صلى الله عليه واله وسلم امنوا به واتبعوه وخذوا منه. رأيت المنافقين يصدون عنك صدودا. المنافقين وهم جمع منافق وكل من اظهر الاسلام وابطن الكفر. ومراد النفاق الاعتقادي لان النفاق منه ما هو نفاق اعتقادي وهو الكفر المخرج من الملة ومنه ما هو نفاق عملي مثل الكذب واخلاف الوعي عد كما جاء في الحديث اربع من كن فيه كان منافقا خالصا. فذكر اذا حدث كذب واذا وعد اخلف الحديث. اذا المراد هنا النفاق الاعتقادي ولهذا قال رأيت المنافقين يصدون عنك الصدور يعرضون عنك اعراضا بليغا مع الكبر والترفع قال جل وعلا فكيف اذا اصابتهم مصيبة بما قدمت ايديهم؟ بيان لعاقبة امرهم فكيف حالهم وشأنهم اذا اصابتهم مصيبة وقعت فيهم مصيبة من مصائب الدهر وذلك بما قدمت ايديهم بسبب تقديم ايديهم. الباء للسببية وما مصدرية او موصولة. هذه المصائب ما اصابتهم هكذا بسبب اعمالهم كما قال جل وعلا وما اصاب من مصيبة وما نعم. وما اصابكم من مصيبة فبما كسبت ايديكم ويعفو عن كثير فكيف اذا اصابتهم مصيبة بما قدمت ايديهم ثم جاءوك يحلفون بالله ان اردنا الا احسانا جاءوا اليك يريدون يريدون ان تساعدهم في حل هذه المصيبة وفي رفعها تقبل منهم جاؤوا اليك يحلفون الايمان المغلظة وهم كذبة. ان اردنا الا احسانا وتوفيقا قال ابن كثير ان يعتذرون اليك ويحلفون ما اردنا بذهابنا الى غيرك وتحاكمنا الى اعدائك الا الاحسان والتوفيق اي المداراة والمصانعة لا اعتقادا منا صحة تلك الحكومة حكمهم كما اخبر تعالى عنهم في قوله فترى الذين في قلوبهم مرض يسارعون فيهم يقولون نخشى ان تصيبنا دائرة الحاصل انهم يقولون نحن ما اردنا بذهابنا اليهم نجعل يدا مع المنافقين مع الكافرين ويدا معك ان نريد بهذا الاحسان والتوفيق نوفق بينك وبينهم. ونحسن فيما يعود علينا فان كان لهم الفتح والغنيمة نحن معهم وان كان معكم نحن معهم نحن معكم. هذا كلام لا يقبل مسلم او كافر ما فيه. اما ان يكون من من حزب الله ورسوله والا يكون من حزب اعداء الله ولكن هؤلاء هم المنافقون في الظاهر مع النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه وفي الباطن مع مع الكفرة. نعوذ بالله من ذلك. قال اولئك الذين يعلم الله ما في يعلم الله عز وجل ما في قلوبهم وانهم يبطلون الكفر هم معتقدون للكفر وان اظهروا قالوا انا نؤمن بما انزل اليك وما انزل من قبلك فالله حقيقتهم وانت يا نبينا لك الظاهر. اولئك الذين يعلم الله يعلم الله ما في قلوبهم فاعرض عنهم وعظهم اعرظ عنهم قالوا المراد الاعراظ عن ظربهم او قتلهم يعني التعرظ لهم النهي عن التعرظ لهم في ابدانهم اعرضوا عنه في هذا الباب لا تظربهم لا تقتلهم لا تعزرهم وعظهم من الموعظة عقم عليهم الحجة عظهم بمواعظ الله بين لهم ما يجب عليهم وما يحرم عليهم وان فعلهم هذا لا يجوز وقل لهم في انفسهم قولا بليغا. قالوا القول البليغ اولا قوله وقل لهم في انفسهم قولا بليغة يعني اذا خلوت بهم بينك وبينهم قولا بليغا القول البليغ قالوا هو اجر الرادع قول يزجرهم ويردعهم تكون فيه قوة. وان كانت تعرض عنهم لا تتعرض لابدانهم بشيء لكن لابد ان تعظهم وان تقول لهم قولا بليغا قويا شديدا. قال الحسن هو التوعد بالقتل ان استداموا حالة النفاق. والذي يظهر انه ليس هذا هو المراد لان النبي صلى الله عليه وسلم من هي عن قتلهم. قتل المنافقين لكن المراد والله اعلم انه قولا شديدا فيه الشدة. يزجرهم زاجر واعظ قوي مؤثر فيهم حتى تقيم عليهم حجة الله جل وعلا. وامرهم الى الله. ثم قال جل وعلا وما ارسلنا من رسول الا ليطاع باذن لا هذه حكمة الله ما ارسل الله رسول الا فرض طاعته فرض طاعته على من ارسله اليهم ومعنى قوله الا باذن الله الذي يظهر ان الاذن هنا الكوني الا ليطاع لكن لا يطيع احد الا باذن الله انك لا تهدي من احببت ولكن الله يهدي من يشاء. لان الاذن نوعان اذن كوني واذن شرعي. الاذن الكوني وما هم بضارين به من احد الا باذن الله والاذن الشرعي ما قطعتم من لينة او تركتموها قائمة على اصولها ما قطعتم من لينة او تركتموها قائمة على اصولها الا باذن الله الشرعي. باذن الله الشرعي. لكن هنا المراد الكوني فما ارسل الله نبيا الا فرض طاعته على امته ولكن لا يطيعه احد الا باذن الله. الكوني وهي هداية التوفيق ولو انهم اذ ظلموا انفسهم جاؤوك فاستغفروا الله. ولو ان هؤلاء المنافقين اذ ظلموا انفسهم حين ظلموا انفسهم بفعل الذنوب والمعاصي. لان الذنب ظلم للنفس جاؤوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول جاءوك اي في حياتك لان النبي صلى الله عليه وسلم انما يطلب منه في حياته. واما بعد موته لا يجوز ان يطلب منه شيء. وقد اجمع الصحابة على ذلك فلم يسألوا النبي صلى الله عليه وسلم شيئا بعد موته وهم اعلم الناس بسنته وهديه بل اختلفوا والنبي صلى الله عليه وسلم لما يدفن بعده في غرفة عائشة لم يدفن بعد. من يكون الخليفة على ما هو معروف من خبر السقيفة. ما قالوا لماذا نختلف؟ نذهب الى النبي صلى الله عليه وسلم ونسأله. ايضا النبي ما دفن الان. لا ما ذهبوا اليه لانهم يعرفون لا يسأل الان قد مات صلى الله عليه وسلم كذلك جيش اسامة انفاذ جيش اسامة لما خالف عمر ابا بكر وعارضه فقالوا نذهب نسأل النبي صلى الله عليه وسلم فما يزعمه الصوفية وما يزعمه بعض الذين يغلون بالنبي صلى الله عليه وسلم وان النبي الان حاضر ناظر وانه يحضر بعظ المجالس ان يذهب اليه يرونه ويطلب منه هذا ضلال مبين. مخالف لاجماع الصحابة لكن في حياته نعم وهذا هو ظاهر القرآن هذا هو المراد في حياته بدليل اجماع الصحابة على عدم الذهاب اليه بعد موته من زار المسجد النبوي يذهب يسلم عليه صلى الله عليه وسلم. ويدعو للنبي صلى الله عليه وسلم ولا يطلب منه شيئا. ومن الامور العجيبة ان ابن كثير رحمه الله اورد هنا قصة العتب قال اورد جماعة منهم او ذكر جماعة منهم الشيخ ابو نصر ابن الصباغ في كتابه الشام الحكاية المشهورة عن العتبي. قال كنت جالسا عند قبر النبي صلى الله عليه وسلم فجاء اعرابي فقال السلام عليك يا رسول الله سمعت الله يقول ولو وانهم اذ ظلموا انفسهم جاؤوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما وقد جئتك مستغفرا لذنبي تشفعا بك الى ربي ثم انشأ يقول يا خير من دفنت بالقاء اعظمه وطاب من طيبهن القاع والاكم نفس فداء قبر انت ساكنه فيه العفاف وفيه الطهر والكرم. ثم انصرف الاعرابي قال فغلبتني عيني فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم في النوم فقال يا عتبي الحق الاعرابي فبشره ان الله قد غفر له هذه حجتهم الان. لكن هذه ايها الاخوة لا يعرف لها اسناد حتى يحكم عليه صحيح ولا ضعيف ولا منكر ولا باطل بدون اسناد يعني كذبة واظحة بيظاء ما ما هي بخفية حتى اسناد ما فيها ما له اسناد ومما يدل على بطلانها ان هذا العتبي واسمه محمد ابن عبد الله ابن عمر ابن معاوية العتبي مات سنة مئتين وثمانية وعشرين. هجري. وهذا الاعرابي كما في القصة جاء بعد موت النبي مباشرة جا وجد النبي قد مات بعد موته بايام فقال له هذه المقولة ما شاء الله هذا شيء عجيب العتبي مات سنة مئتين وثمانية وعشرين سنة سنة مئتين وثمان وعشرين هجرية كم كان عمره لما جاء الاعرابي؟ يعني هذا الرجل عاش تقريبا كم؟ مئتين واربعين سنة ولا مئتين وخمسين سنة ما سمعنا بهذا ولا يعرف ان احدا عاش هذا العمر. ثم لو كان الحقيقة كان صحابي العتبي. هو ليس بصحابي ولم يقل احد منهم انهم صحابة. فسبحان الله! كيف يبنى الدين على خرافات وكذب؟ كيف يترك الحق البين الواضح الجليل ما اجمعت عليه الامة فينبغي الانسان يتقي الله ويحذر ابني دينك على يقين لا ينفعك. عند الله جل وعلا الا ما جاء في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه واله وسلم او اجمعت عليه الامة ولهذا يقال لك في قبرك من نبيك فقط من الناس ما تسأل الا عن النبي. حتى شيخك ما يقال من شيخك لانه معصوم صلى الله عليه وسلم. ولهذا اخبر الله عز وجل يقول ماذا اجبتم المرسلين. نسأل الله ان يحفظنا واياكم بحفظه. قال ولو انهم اذ ظلموا انفسهم جاؤوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما. نقول النبي صلى الله عليه وسلم قد مات. انك ميت وانهم ميتون لكن باقي استغفر الله الان اذا اذنبت استغفر الله والجأ اليه وابشر برب غفور لله افرح بتوبة احدكم من صاحب راحلة اظلها في ارض فلاة وعليها طعامه وشرابه ثم وجدها فقال من شدة الفرح الذي لا يوصف لا يقضى قدره اللهم انت عبدي وانا ربك اخطأ يفرح الله بتوبتك لم لا نتوب اليه؟ الا نستحي من الله حق الحياة؟ الله المستعان. قال لوجدوا الله توابا رحيما ووجدوا الله توابا يتوب عليهم ورحيما بهم ومن رحمته ان وفقهم للتوبة ثم قبلها منهم وسمعت بعض طلبة العلم في بعض الجامعات يقول حدثني شخص انه ذهب الى تركيا فوقف على نسخة بخط ابن كثير. فلم يجد هذه القصة فيهم قصة العتبي ما هي موجودة فهذا احد امرين اما انها زيدت في تفسير ابن كثير او ان ابن كثير لما راجع النسخة مرة اخرى حذفها منها ان ابن كثير لا يرظى بمثل هذا والله اعلم. ولو رظي ابن كثير ما نرضى نحن الحق واضح ابلج ولله الحمد. لكنه من ائمة الدين رحمه الله قال جل وعلا فلا وربك لا يؤمنون لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم. لا اله الا الله. صدقة الله ومن اصدق من الله قيلا. من اصدق من الله حديثا؟ ومع ذلك اقسم جل وعلا قال ولا فلا وربك يعني لا والله لا يؤمنون لا يؤمن احد بالنبي صلى الله عليه وسلم الايمان الحق الذي ينفعه حتى يحكموك فيما شجر بينهم. يحكمك يرظونك حكما فيما شجر ما حصل بينهم من التشاجر والاختلاف والمنازعة حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم بعد التحكيم ايش؟ ثم لا يجدوا في انفسهم حرجا مما قضي. ما يجدوا في انفسهم ضيق ولا مشقة ولا تردد فلا يجدوا في انفسهم حرجا مما ثم لا يجدوا في انفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما سلموا لحكمك تسليما كاملا. ووالله لا يؤمن احدنا الايمان الحقيقي نافع الا اذا كان هذا حاله. يحكم الرسول صلى الله عليه وسلم في شأنه. ثم اذا وجد هذا حكم الله وهذا حكم رسوله لا يبقى في نفسه حرج ليت هذا الحكم ما هو هكذا او هذا الحكم فيه ويسلم تسليما كاملا ويرضى هذا حال المؤمنين سمعنا واطعنا. هذا مقتضى الايمان. فيجب انسان يتفطن لهذه الامور حتى لو جاء شيء على غير يعني مرادك عليك ان تأطر نفسك على الحق. سلم للحق فاعلم ان النبي صلى الله عليه وسلم كل ما حكم به هو الحق. ان هو الا وحي يوحى. وما عن الهوى ان هو الا وحي يوحى. الا اني اوتيت الكتاب ومثله معه. وقد ذكر بعض المفسرين ان هذه الاية نزلت وهذا وجاء في البخاري عن عروة ابن الزبير قال خاصم رجلا في في شريج الحرة وقال النبي صلى الله عليه وسلم اسق يا زبير ثم ارسل الماء الى جارك. اسقي ثم ارسل الماء الى ذلك. فقال الانصاري يا رسول الله ان كان ابن عمتك يعني من شأنه ابن عمتك قلت له اسقي قبلي وكان الزبير ابن صفية بنت عبد المطلب عمة النبي صلى الله عليه وسلم. قال فتلون وجه النبي صلى الله عليه وسلم فقال اسق يا زبير ثم احبس الماء حتى يرجع الى الى الجدر الجدر فيها اقوال لكن اظهرها انها القواطع التي تكون بين حياض النخل اول اراد انه يسقي النخل ولا يملأ فلما اتهمه استوفى للزبير حقه لان هذا حق له. قال اسقي حتى تملأ الحوض حتى يبلغ الجدر. ثم ارسل الماء اليه فنزل الله عز وجل هذه الاية يقول الزبير فما احسب هذه الاية الا نزلت في ذلك. لكن الصحابة رضي الله عنهم قد يقول نزلت الاية في كذا وهم لا يقصدون سبب النزول الذي تعارفنا عليه وانما يقصدون التفسير. يعني ان هذه المسألة تدخل في هذه الاية او هذه الاية نزلت في هذه المسألة وامثالها ثم قال الله جل وعلا ولو انا كتبنا عليهم ان اقتلوا انفسكم واخرجوا من دياركم ما فعلوه الا قليل منهم. يقول ابن كثير يخبر تعالى عن اكثر للناس انهم لو امروا بما هم مرتكبونه من المناهي لما فعلوه. لان طباعهم الرديئة مجبولة على مخالفة الامر وهذا من علمه تبارك وتعالى بما لم يكن او كان فكيف كان فكيف كان يكون؟ ولهذا قالوا ولو انا كتبنا عليهم ان اقتلوا انفسكم او اخرجوا من دياركم ما الا قليل منهم هكذا يذهب ابن كثير يعني يقول ان هذه الاية تدل على مخالفة الناس لما امروا به فلو انا امرناهم ان اقتلوا انفسكم. الناس الان يقتلوا بعضهم بعضا. ويعتدي بعضهم على بعض. يخرجون من ديارهم احيانا. لو سفرهم الله بهذا ما فعلوه وفعلا ان تجد الان النفس آآ تتطلع الى الشيء اذا امرت بشيء فقل عليك الانسان مثلا يحب القراءة في كتاب ما لو انه قرر عليه في الدراسة وقيل لابد تقرأ هذا الكتاب نختبرك فيه يقرأه بس من اجل الاختبار لكن تجده في الاختبارات يقرأ كتب اخرى ما شاء الله تنفتح عنده شهية القراءة في الكتب الاخرى طبيعة النفوس اذا امرت بشيء الا من رحم الله فهذا فبهذا فسر ابن كثير الاية انه لو لو امروا بما هم مرتكبونه الان لعصوا ولم يستجيبوا الا قليل منهم وقال الطبري ولو انا فرضنا على هؤلاء الذين يزعمون انهم امنوا بما انزل اليك المحتكمين الى الطاغوت ان يقتلوا انفسهم وامرناهم بذلك او ان يخرجوا من ديارهم مهاجرين منها الى دار اخرى سواها ما فعلوه. يقول ما قتلوا انفسهم بايديهم ولا هاجروا من ديارهم. فيخرجون عنها الى الله ورسوله طاعة لله ورسوله الا قليل منهم. فكأن ابن الطبري يجعلها في اليهود من سبق ذكرهم. وابن كثير يجعلها في عموم الناس. قال ما فعلوه الا قليل منهم؟ نعم. قليل وهم نادر القليل. لكن اغلب الناس يهلكون والله المستعان. ولو انهم فعلوا ما يوعظون به لو ان هؤلاء فعلوا ما يوعظون به واعاظهم الله به وامرهم به وامرهم رسوله لكان خيرا لهم واشد تثبيتا لكان خيرا لهم في الدنيا والاخرة واشد تثبيتا. قال ابن كثير تثبيتا تصديقا يثبتون على الدين ويصدقون فيه. فلا يتزحزح ايمانهم. واذا لاتيناهم من لدنا اجرا عظيما واذا اي حين ذاك او وقت ذاك يعني لو فعلوا ما يوعظون به ففي ذلك الوقت لو فعلوه لاتيناهم من لدنا من عندنا اجرا عظيما وهو الجنة هاي دليل فضل الاستجابة لله ورسوله وفعل ما يأمر الله به ورسوله. ولهديناهم صراطا مستقيما في الدنيا والاخرة. ففي الدنيا يهدون الى الصراط المستقيم اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين انعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين وفي الاخرة يهدون الى الجنة والى الثواب العظيم ومن يطع الله والرسول فاولئك مع الذين انعم الله عليهم من النبيين والصديقين فائدة عظيمة وهذا تفسير لما اجمل في قوله صراط الذين انعمت عليهم. هنا بين من هم المنعم عليهم؟ فقال ومن يطع الله والرسول فاولئك مع الذين انعم الله عليهم من النبيين والصديقين الصديقين جمع صديق وهو مبالغ في الصدق او وفي التصديق وهو المصدق قوله بفعله والشهداء وهم الذين يقتلون في سبيل الله والصالحين وحسن اولئك رفيقا. حسن اولئك رفيقا الرفيق المراد به المرافق لك الصاحب حسنت الصحبة وقيل له رفيقا قالوا لان الرف في الاصل هو لين الجانب وسمي الصاحب رفيقا لارتفاقك بصحبته ومنه الرفقة الصالحة ايوا ايوا نعم نعم اي والله حسن رفيقه ان يكون رفيقك النبي صلى الله عليه وسلم النبيين الصديقين والشهداء والصالحين اهل الجنة قال جل وعلا ذلك الفضل من الله وكفى بالله عليما. ذلك الفضل وهذا الانعام من الله. وكفى بالله عليما بمن يستحق وكفى بالله عليما بمن يستحق هذا الفضل فيهديه اليه ويسروا اسبابه له ويعينه عليه فهو العليم بكل شيء. فعلينا ان نسأله ونلجأ اليه ونعمل الاعمال التي ظاهرها يوصل الى ذلك. ولعلنا اه او نذكر سبب نزول اية ونختم بعظهم ذكر لهذه الاية سبب نزول وهو مروه ابن جرير وقد حسن اسناده لغيره بعض المعاصرين وقال ابن حجر رجاله موثوقون وقال الضياء المقدسي لا ارى باسناده بأسا قال عن سعيد بن جبير قال جاء رجل من الانصار الى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو محزون فقال له النبي صلى الله عليه وسلم ما لي اراك يا فلان ما اراك محزونا؟ قال يا نبي الله شيء فكرت فيه. فقال ما هو؟ قال نحن نغدو عليك ونروح. ننظر الى وجهك ونجالسك وغدا ترفع مع النبيين فلا نصل اليك يعني في الجنة فلم يرد النبي صلى الله عليه وسلم شيئا حتى اتاه جبريل بهذه الاية ومن يطع الله والرسول فاولئك مع الذين انعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن اولئك رفيقا. نسأل الله العلي العظيم ان يجعلنا واياكم من اهل الجنة وان يجعلنا من المرافقين لنبينا وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا محمد