بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. الرحمن الرحيم. وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله. نبينا محمد وعلى اله واصحابه ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين اما بعد. يقول الله جل وعلا في سورة النساء ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه. واعد له عذابا عظيما هذه الاية العظيمة تبين خطورة قتل النفس المؤمنة منى وان هذا من كبائر الذنوب حتى ذهب جمع من السلف الى ان قاتل النفس مؤمنة عمدا لا توبة له وهذا مأثور عن بعض السلف جاء عن بعض الصحابة من بعض التابعين وكل ذلك دليل على خطورة قتل النفس التي حرم الله. يقول الله جل وعلا ومن يقتل مؤمنا متعمدا فيخرج به قتل الخطأ لان القتل كما يقول الفقهاء ثلاثة اقسام. قتل عمد وشبه عمد وقتل خطأ فيقتل ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم. جزاؤه الذي يجازى به مقابل هذا الذنب نار جهنم خالدا فيها. والخلود هو المكث المدد الطويلة وغضب الله عليه نعوذ بالله من غضب الله وهذا دليل ان الله جل وعلا يتصف بالغضب. لمن يستحق ذلك فيغضب عليه وهذا هو الذي يجب ان يرهب منه ويخاف منه ان يغضب الله جل وعلا عليك ولعنه اي طرده وابعده من رحمته واعد له عذابا عظيما اعد وهيأ له عذابا عظيما اوصوهم بانه عظيم والواصف له هو الله جل وعلا. فما بالك في هذا العذاب؟ وقد جاء في السنة ما يؤيد هذه الاية منها ما في الصحيحين اجتنبوا السبعة الموبقات وذكر منها قتل النفس التي حرم الله الا بالحق ومنها وفي الصحيح ايضا عن ابن عمر قال لا يزال المرء في فسحة من دينه ما لم يصب دما حراما يعني لا يزال في فسحة يعني وسعة من امره وعظم عظم رجاء برحمة ما لم يصب دما حراما واذا سفك الدماء ضاقت عليه الامور. وجاء ايضا في الحديث عند الامام احمد وسنده صحيح كل ذنب عسى الله ان يغفره الا الشرك وقتل النفس التي حرم الله هذا ايضا يدل على خطورة قتل النفس التي حرم الله وايضا جاء في الصحيحين ان النبي صلى الله عليه وسلم يقول يأتي القاتل يأتي المقتول يوم القيامة ممسكا يد رأسه بيده ممسكا قاتله بيده اليمنى ورأسه باليد الاخرى تشخب اوداجه دما ويقول يا ربي سل هذا فيما قتلني سل هذا فيما قتلني والاحاديث في هذا كثيرة منها ايضا اول ما يقضى اول ما يقضى به يوم القيامة بين الناس الدماء ومنها قوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح لو اجتمع اهل الارض والسماوات على قتل نفس مسلمة او على قتل رجل مسلم لاكبهم الله في النار. لو اجتمع اهل السماوات والارض على قتل نفس مسلمة بغير حق اكبهم الله جل وعلا في النار. الدليل على عظم حق دم المسلم عند الله جل وعلا. وفي الحديث الاخر قال النبي سلم له زوال الدنيا اهون عند الله من قتل نفس مسلمة بغير حق ولهذا هذه الاحاديث اختلف السلف هل له توبة ام لا؟ فكما قدمنا ذهب البعض انه لا توبة لقاتل التي حرم الله وذهب جمهور اهل العلم ان له توبة. وهذا هو القول الصواب. قال جل وعلا الذين لا يدعون مع الله الها اخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله الا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلقى اثاما يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهانا الا من تاب وامن وعمل عملا صالحا فاولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وهذا نص حتى في الشرك الذي هو دعوة غير الله معه. اذا تاب العبد توبة نصوحا فان الله جل وعلا يغفر له ذلك ومنها قوله جل وعلا قل يا عبادي الذين اسرفوا على انفسهم لا تقنطوا من رحمة الله ان الله يغفر الذنوب جميعا ولم قل الا قتل النفس مع ان قتل النفس اهون من الشرك نعوذ بالله من هذه الذنوب كلها. ومنها قوله جل وعلا ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك. ما دون الشرك وقتل النفس دون الشرك وهناك ايضا احاديث صحيحة في السنة لكن لا يعني هذا ان الانسان يتهاون بامر القتل فهو شنيع وعظيم. ومن تاب توبة نصوحا فان الله يتوب عليه وما ذكر في الاية قال بعض العلم هذا جزاؤه ان جزاه الله هذه العقوبات التي ذكرت في الاية قالوا هذا جزاؤه ان جازاه الله وقد لا يجازيه اما بحسنات ماحية او مصائب مكفرة او حتى لو انه جازاه فانه يخرجه من النار. بعد ان يأخذ المظالم التي كانت عليه وينقيه فهذا هو القول الصحيح واما قوله خالدا فيها فالخلود اما ان يأتي مطلقا واما ان مقيدا بالابدية فان جاء مطلقا فانه لا يدل على الديمومة. وانما يدل على المدد الطويلة التي لا يعلمها الا الله. خالدا فيها سيمكث مدة طويلة انجازه الله. الله اعلم بها لكن اكد بابدا فهذا نعوذ بالله هو الذي لا ينتهي. كما اكد عذاب الكافرين في النار المشركين وكما اكد دخول المؤمنين الجنة بالابدية. وهنا لم يقل خالدا فيها ابدا. قال خالدا فيها. فهذا جزاهم ان جزاه الله فعلى المسلم ان يحذر من هذا اشد الحذر وان كان قد ابتلي بشيء من هذا يتوب الى الله التوبة النصوحة بشروطها المعلومة ويكثر من الحسنات والاعمال الصالحة. لعل الله جل وعلا ان يتجاوز عنه. ثم قال سبحانه على يا ايها الذين امنوا اذا ضربتم في الارض يا ايها الذين امنوا اذا ظربتم في سبيل الله فتبينوا ولا تقولوا لمن القى اليكم السلام لست مؤمنا. تبتغون عرض الحياة الدنيا فعند الله مغانم كثيرة كذلك كنتم من قبل فمن الله عليكم فتبينوا ان الله كان بما تعملون خبيرا. ينادي الله عز وجل عباده المؤمنين بوصف الايمان لان هذا الوصف هو الذي يحمل هو الذي يحمل من اتصف به على فعل ما يؤمر به واجتناب ما ينهى عنه. فلا يقوم بما بعد النداء بيا ايها الذين امنوا الا من كان متصلا بالايمان. سواء كان امرا او نهيا. يا ايها الذين امنوا اذا ظربتم في سبيل الله الظرب في الارض المراد بها السير فيها السير فيها وقد يكون للسفر وقد يكون للجهاد وقد يكون لهما وقد يكون لغير ذلك فقال الله جل وعلا اذا ضربتم في الارض اذا ضربتم في سبيل الله يعني اذا سرتم مسير للجهاد في سبيل الله ومشيتم في الارض فتبينوا اذا نعم في سبيل الله المراد الجهاد لاعلاء كلمة الله فتبينوا. قال يعني تثبتوا كما في سورة الحجرات يا ايها الذين امنوا ان جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا وقرأ فتثبتوا فالمراد باللسان مأمور بالتبين. يتبين امور يتثبت ما يتعجل ويدل على هذا سبب نزول الاية. فان هذه الاية نزلت كما روى الامام احمد بسند صحيح وهو في الصحيحين باختصار عن ابن عباس قال مر رجل مر رجل من بني سليم بنفر من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وهو يسوق غنما له فسلم عليهم فقالوا ما سلم علينا الا ليتعوذ منا فعمدوا اليه فقتلوه واتوا بغنمه. واتوا بغنمه النبي صلى الله عليه واله وسلم نزلت هذه الاية يا ايها الذين امنوا اذا ضربتم في سبيل الله فتبينوا. وايضا روى الامام احمد بسند حسن عن القعقاع ابن عبد الله ابن ابي حدرد قال بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم الى عظم فخرجت في نفر من المسلمين فيهم ابو قتادة الحارث بن ربعي ومحلم ابن جثامة فخرجنا حتى اذا كنا ببطن اظم مر بنا عامر بن الاضبط الاشعي على قاعود له يعني جمل على قاعود له معه متيع ووطب والمراد بالمتية يعني متاع قليل. والوطب المراد به اه يعني وعاء اللبن الذي يكون فيه اللبن او يكون فيه لبنا قليلا وقد يكون فيه السمن المهم ان الوطب يطلق على هذا الوعاء الذي فيه اللبن او السمن. ومعه متيع ووطب من لبن فلما مر بنا سلم علينا فامسكنا عنه وحمل وحمل عليه محلم ابن جثامة فقتله او بشيء كان بينه وبينه يعني في الجاهلية واخذ بعيره ومتيعه فلما قدمنا على النبي صلى الله عليه واله وسلم واخبرناه الخبر نزل فينا القرآن يا ايها الذين امنوا اذا ضربتم في سبيل الله فتبينوا. اذا هذان سببان. قال الحافظ الحافظ ابن حجر لا مانع قال هذه قصة اخرى ولا مانع ان ان تنزل الاية في الامرين جميعا. يعني لا مانع ان يكون هناك اكثر من سبب وتنزل الاية بعد هذه الاسباب فيكون كل منها سبب في نزول الاية فنزلت في هذا وفي هذا في هذا الاشجع وفي الرجل الذي من بني سليم اذا فتبينوا تثبتوا من البيان وطلب البينة حتى يكون الانسان على بينة من امره ومعرفة ودراية ولا تقولوا لمن القى اليكم السلام لست مؤمنا من سلم وجب ان يؤخذ بظاهر بظاهره الا اذا علمنا حاله انه مثلا من اهل الكتاب او غير ذلك اما الاصل ان من سلم انه مسلم نقبل منه السلام لان السلام معناه الامان. فاذا قلنا وعليكم السلام قلنا لك كأننا نقول لك الامان ان السلام اسم الله وهو متظمن السلامة والامن فيجيره ذلك ولا تقولوا لمن القى اليكم السلام لست مؤمنا تبتغون عرض الحياة الدنيا تقول لست مؤمنا لماذا؟ لانكم تبتغون تطلبون عرض الحياة الدنيا تظلمون متاع الدنيا تريدون المال الذي معه او الغنم والبعير او غير ذلك تبتغون عرض الحياة الدنيا فعند الله مغانم كثيرة عند الله جل وعلا المغانم الكثيرة فهو الذي يعطي الدنيا والاخرة. وهو الذي يعظم الاجر للمؤمنين ويمن عليهم بالرزق في الدنيا وكذلك بالجنة والنعيم المقيم في الاخرة اذا اطلبوها من الله ولا تطلبوها من الناس او تعتدون على على احد تقتلونه من اجل شيء من الدنيا لا تعتدوا على الناس واطلبوا ذلك من الله فان الخير كله بيديه جل وعلا. ثم قال كذلك كنتم من قبلي يعني قد كنتم من قبل هذه الحال كهذا الذي يسر ايمانه ويخفيه من قومه وهذا جاعن يعني جمع من السلف منهم ابن عباس وسعيد بن جبير يقول كنتم تستخفون بايمانكم كما استخفى هذا الراعي بايمانه وقيل تخفون ايمانكم في المشركين. فالحاصل انه كما انه الان يخفي ايمانه لخوفه من قومه هذا ليس مبرر لكم ان تقتلوه لانكم كذلك كنتم من قبل. في حال غلبة الكفار والمشركين كن من تخفون ايمانكم وتسرونه اتأيدونه بشيء كنتم عليه؟ قال فمن الله عليكم اي من الله عليكم بالايمان الدين وعدم الخوف والامن والاطمئنان فتبينوا هذا للتأكيد مرة بعد مرة ونرى في اول اية فتبينوا ثم في اخر الاية قال فتبينوا وهذا فيه التأكيد على مسألة التبين وعدم العجلة. حتى تتيقن انه ليس مسلم والا فانه لا يجوز التعرض للمسلم. ان الله كان بما تعملون خبيرا. كان وما زال جل وعلا بما يعمل الخلق خبيرا والخبير هو العليم ببواطن الامور. وهذا فيه تهديد وتخويف. فان عملتم عملا يخالف الشرع الله فان الله خبير باعمالكم عليم ببواطنها وبما يقع منكم وسيجازي كل عامل بعمله. ثم قال وعلا لا يستوي لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير اولي الظرر والمجاهدون في سبيل الله باموالهم وانفسهم هذه الاية كما روى البخاري عن البراء. وعن غيره ايضا عن ابي موسى قال وعن زيد ابن ثابت وملخص سبب النزول انه لما انزل انزل الله اولا على النبي صلى الله عليه وسلم لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير لا يستوي القاعدون من المؤمنين والمجاهدون في سبيل الله بدون غيري اولي الضرب. فكان ابن ابن ام مكتوم عند النبي صلى الله عليه وسلم. فقال فشكى اليه حاله طيب وانا انه رجل اعمى. فنزلت على النبي صلى الله عليه وسلم مباشرة غير اولي الظرر لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير اولي الضرر والمجاهدون في سبيل الله اي بعضهم يقول هذه هي اسرع اية نزلت بعد اية واقصر اية. اقصر اية نزلت غير اولي الضرر. بعضهم يقول من الفجر هي اقصر اية حتى يتبين لكم الخيط الابيض من الخيط الاسود من الفجر. الحاصل انها غير اولي الضرر نزلت بسبب ابن ام مكتوم ولهذا الضرر المراد به ما يمنع الانسان من الجهاد في سبيل الله لان الجهاد في سبيل الله يحتاج الى ان يكون الانسان سليم الاعضاء يكروا ويفروا ويهربوا يعني يستعدوا للجهاد والاعمال لا يستطيع هذا ولهذا قال العلماء غير اولي الظرر قالوا الظرر كالعمى والعرج والمرض ان يكون اعمى او يكون اعرج او يكون مريض وما شابه ذلك فهذا معذور ليس عليه جهاد. معذور من الله سبحانه وتعالى. اذا لا القاعدون من المؤمنين غير اولي الضرر. اذا صاحبوا الضرر او صاحب العذر ان كان حريصا على الجهاد والله يعلم ذلك من قلبه. لكن حبسه العذر فان الله يكتب له اجر المجاهدين في سبيل الله يدل على ذلك الحديث الذي في الصحيحين قال النبي صلى الله عليه وسلم ان اقواما بالمدينة ما سرتم مسيرا ولا قطعتم واديا الا وهم معكم شاركوكم الاجر حبسهم العذر حبسهم العذر وهذه نزلت يعني سبب هذه هذا الحديث الصحابة الذين جاءوا الى النبي صلى الله عليه وسلم وارادوا ان يخرجوا معه الى غزوة تبوك وليس عندهم ابل يركبون عليها فجاءوا الى النبي صلى الله عليه وسلم ليحملهم فلم يجد النبي صلى الله عليه وسلم ما يحملهم عليه فتولوا اعينهم تفيض من الدمع ولا يبكون انهم ما استطاعوا ولا وجدوا عند النبي صلى الله عليه وسلم بعيرا يحملهم عليه ليخرجوا للجهاد في سبيل الله هؤلاء كتب الله لهم اجر المجاهدين الذين خرجوا في سبيل الله فاذا صدقت نيته من عنده العذر فلا شك انه ينال الاجر العظيم لكن المراد في الاية لا يستوي القاعدون من المؤمنين من المؤمنين غير اولي الضرر يعني الذي ما في ضرر لكن ما يريد يخرج للجهاد لا يستوي هذا مع المجاهد في سبيل الله لا يستوي القائدون من المؤمنين غير اولي الظرر والمجاهدون في سبيل الله باموالهم وانفسهم جاهدوا في سبيل الله والجهاد في سبيل الله كما مر مرارا ان يقصد المجاهد اعلاء كلمة الله نصرة دين الله جل وعلا باموالهم فاخذوا اموالهم معهم وجهزوا انفسهم وكذلك انفسهم جاهوا بانفسهم خرجوا الى الجهاد في سبيل الله وتركوا الاهل والاوطان ثم قال فظل اللهم المجاهدين باموالهم وانفسهم على القاعدين درجة فضلهم الله المجاهدين فضل الله المجاهدين باموالهم وانفسهم على القاعدين درجة. هذه الدرجة قيل هي درجة الجهاد ومرتبة الجهاد لان النبي صلى الله عليه وسلم يقول وان ذروة سنام الاسلام الجهاد وقيل الدرجة هنا المراد بها الرفعة فضل الله المجاهدين باموالهم وانفسهم على القاعدين عن الجهاد درجة اي رفعة وهذه الرفعة على وجه الاجمال لكن جاء تفصيلها بعد ذلك قال وكلا وعد الله الحسنى والحسنى هي الجنة والثواب الجزيل. لان من وحد الله حافظ على الصلوات خمس قام بدينه سلب ما حرم الله عليه فانه من اهل الجنة الموحدون من اهل الجنة. لكن لا شك انهم متفاوتون في الجنة بدرجاتهم بحسب اعمالهم قال جل وعلا وكلا وعد الله الحسنى وفضل الله المجاهدين على القاعدين اجرا عظيما. فظل الله المجاهدين على اجرا عظيما كبيرا ومن ذلك ما جاء في الصحيحين ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ان في الجنة لمئة درجة اعدها الله للمجاهدين في سبيله ما بين كل درجتين كما بين السماء والارض وفي الصحيحين من حديث ابي سعيد الخدري رضي الله عنه. اذا هذا هو الاجر العظيم وايضا يغفر للشهيد كل شيء الا الدين واذا يشفع في سبعين من اهل بيته الى غير ذلك من الثواب العظيم الذي اعده الله للمجاهدين في سبيل الله. ثم قال درجات منه وهذا تفصيل وبيان لهذا الاجر الاجر العظيم. فدرجات بين الدرجة مئة درجة. بين الدرجة والاخرى كما بين السماء والارض. درجات منه مغفرة للذنوب يغفر للشهيد كل شيء الا الدين قال ورحمة من الله عز وجل لهم فيرحمهم ويجنبهم عذابه ويغفرهم جنته وكان الله غفورا رحيما. كان الله ما زال ولا يزال جل وعلا غفور لذنوب عباده رحيما بخلقه ومن رحمته ان يوفق العباد للتوبة فيغفر لهم ذنوبهم ثم قال جل وعلا ان الذين توفاهم الملائكة ظالمي انفسهم هذه كما قال البخاري عن ابن عن اكرمهم ابن عباس قال قطع على اهل المدينة بعث فاكتتبت فيه بل كما قاله محمد ابن عبد الواحد ابو الاسود قال قطع على اهل المدينة بعث يعني الزموا باخراج جيش لقتال لاهل الشام وكان ذلك في خلافة عبدالله بن الزبير على مكة قال فاكتتبت فيه يعني كتب اسمه من ضمنهم قال فلقيت عكرمة مولى ابن عباس فاخبرته فنهاني عن ذلك اشد النهي ثم قال اخبرني ابن عباس ان ناسا من المسلمين كانوا مع المشركين يكفرون سوادهم على رسول الله صلى الله عليه وسلم. يأتي السهم فيرى فيرمى به فيصيب احدهم فيقتله. فيقتله او يضرب عنقه او يضرب عنق عنقه فيقتل فانزل الله ان الذين توفاهم الملائكة ظالمي انفسهم. يعني الذين يقيمون يقيمون مع المشركين ويكثرون سوادهم ضد المسلمين فانه على خطر عظيم ولهذا فهم ذلك عكرمة فيما رواه عن ابن عباس وآآ روى ابو داوود جاء هناك سبب نزول اخر لكن في سنده ضعف اورده ابن ابي حاتم بعض اهل العلم يقول رجاله رجال الصحيح لكن متكلم في الحديث في الاثر نورده على كل حال وهو عند ابن ابي حاتم في ورواه ابن جرير الطبري ايضا عن عكرمة عن ابن عباس قال كان قوم من اهل مكة اسلموا. وكانوا يستخفون بالاسلام فاخرجهم المشركون يوم بدر معهم. فاصيب فبعضهم بفعل بعض قال المسلمون كان اصحابنا هؤلاء مسلمين واكرهوا فاستغفروا لهم فنزلت الا الذين توفاهم الملائكة انفسهم قالوا فيما كنتم؟ قال فكتب الى من بقي من المسلمين بهذه الاية لا عذر لهم. قال فخرجوا هم المشركون فاعطوهم الفتنة فنزلت هذه الاية ومن الناس من يقول امنا بالله الاية. على كل حال سواء ثبتت هذه الاسباب لان حتى الذي في البخاري ليس سببا صريحا لان السبب يطلق اطلاقها فيه زمن السلف يطلق على التفسير. ويطلق على السبب الذي هو سبب نزول الاية الذي اصطلح عليه المتأخرون لكن الصحابة كثيرا ما يقولون نزلت الاية في كذا ولا يعني انه سبب نزول الاية لكن يقصد ان الاية نزلت في مثل هذا الفعل يعني يريد التفسير فيها. كما لو انك سمعت رجلا يغتاب فتقول يا اخي في هذا نزل قوله جل وعلا ولا يغتم بعضكم بعضا ما تقصد انه نزلت الاية وما نزلت بسبب كلامك انت. لكن في مثل قولك وفعلك هذا ان الذين توفاهم الملائكة ظالمي انفسهم. هنا قال توفاهم الملائكة وفي اية اخرى قل يتوفاكم ملك الموت كالذي وكل بكم في اية مرت معنا في سورة في اول السورة حتى يتوفاهن الموت فمن هو المتوفي؟ هل هو الله او ملك الموت؟ قال الله يتوفى الانفس حين موتها. فتجد ان الله اسند الموت الى نفسه الى ملك الموت واسنده الى الملائكة فوجه الجمع بينها كما ذكر الامين الشنقيطي رحمه الله في دفع ايهام الاضطراب عن ال الكتاب بان اسناد الموت الى من ذكروا كل بحسبه فاسناده الى الله لانه عن امره وتقديره وارادته واسناده الى الملائكة الى ملك الموت لانه هو الذي يتولى قبض الروح عند الحلقوم. الخروج النهائي واسناده الى الملائكة لان ملك الموت معه اعوان من الملائكة. يساعدونه في نزع روح الميت. فبعض الاموات تضرب الملائكة وجوههم وادبارهم. فملك الموت له اعوان. فاسناده اليهم باعتبار مساعدتهم في اخراج روحهم فكل حق والقرآن لا يعارض بعضه بعضا. ان الذين توفاهم الملائكة ظالم انفسهم وذلك ببقائهم في مكان في بقائهم مع الكفار. ولهذا لا يجوز للمسلم ان يبقى مع الكفار اذا كان ما يستطيع ان يقيم شعائر دينه وقد ذكر ابن قدامة في المغني ان المسلم دين بلد الكفار لا يخلو من احوالهم ثلاثة. اما ان يمنع من اقامة شعائر الدين فلا يصلي ولا يصوم ولا يؤدي الشعائر فان هذا يجب عليه ان يهاجر ولا يجوز له البقاء. فتنطبق عليه هذه النصوص منها هذه الاية وينطبق عليه الحديث من جامع المشرك فهو مثله عند ابي داود وغيره والحالة الثانية ان يستطيع ان يقيم شعائر الدين. يستطيع ان يقيم شعائر دينه. فهذا يستحب له ويندب له ان يهاجر الى بلاد المسلمين يكثر سوادهم والحالة الثالثة ان يكون في بقائه من بلاد الكفر مصلحة للاسلام والمسلمين. كأن يكون كبيرا او مسئولا او داعية الى الله يدافع عن المسلمين يأتيهم بحقوقهم فهذا قالوا يندب له البقاء لان فيه نفع للاسلام والمسلمين ان الذين توفون الملائكة ظالم لانفسهم قالوا فيما كنتم يسألهم الملائكة على اي حال كنتم؟ في اي حال كنتم انتم؟ في هذا كان الذي انتم فيه قالوا قالوا كنا مستضعفين قالوا كنا مستضعفين ان يستضعفنا اهل الشرك بالله في ارضنا وبلادنا بكثرة عددهم وقوتهم فهم يستضعفوننا فقال فقالت الملائكة لهم؟ قالوا الم تكن ارض الله واسعة ولم يأتي الجواب هنا لماذا؟ لانه لا يختلف فيه اثنان ولا تنتطح فيه عنزان كما يقال. ولهذا من عادة القرآن انه اذا جاء الاستفهام عن شيء لا يختلف فيه ما يأتي الجواب ابدا هل من خالق غير الله؟ وهذا من مصحة القرآن وبلاغته لانه لو لو اجيب لقيل لربما قيل هذا امر خفي. لولا ان الله بينه خفي. لكن الله جل وعلا ما ذكر الجواب لانه ما احد يقول ارض الله ما هي بوالدة قال ولهذا اعرض عن هذا فقال فاولئك مأواهم جهنم قالوا الم تكن ارض الله واسعة فتهاجروا فيها؟ والهجرة هي الخروج من بلد الكفر الى بلد الاسلام. الخروج من بلد انظر الى بلد الاسلام من اجل من اجل الدين. من اجل دين الله عز وجل. فتهاجر فيها فاولئك مأواهم جهنم نعم اتى باسم الاشارة الدالة على البعيد لبيان انهم بلغوا منزلة بعيدة في الشر والمعصية. ولهذا قال فاولئك مأواهم جهنم مأواهم اي مرجعهم ومآلهم والذي يؤون اليه وينتهون اليه جهنم وهي نار جهنم وهذا اسم من اسمائها يدل على وصف من اوصافها. وهو شدة الظلمة فان جهنم لها عدة اسماء. كل فيه من البيان ما ليس بالاسم الاخر. وفيه من الوصف ما ليس بالاسم الاخر فجهنم يقولون ان المراد به شدة الظلمة. نار شديدة الظلمة نعوذ بالله من ذلك وساءت مصيرا. قبحت مصيرا مرجعا يصار اليه ويرجع اليه. الا المستضعفين من الرجال والنساء والولدان. هؤلاء استثناهم الله جل وعلا المستضعفين الذين استوعفوا حقيقة من الرجال وقد دعا النبي صلى الله عليه وسلم لبعض الصحابة كانوا مستضعفين حقا كما في البخاري قال بينما النبي صلى الله عليه وسلم يصلي العشاء اذ قال سمع الله لمن حمده. البخاري من حديث ابي هريرة. قال بينما النبي صلى الله عليه وسلم يصلي العشاء اذ قال سمع الله لمن حمده ثم قال قبل ان يسجد وهذا القنوت. قال قبل ان يسجد اللهم انجي عياش ابن ابي ربيعة. اللهم نج سلم ابن هشام اللهم نج الوليد ابن الوليد اللهم نج المستضعفين من المؤمنين الحديث اذا هناك مستضعفون فعلا لا يستطيعون. ولهذا الله عذرهم وذكر عذرهم قال لا يستطيعون حيلة ولا يهتدون سبيلا. لا يستطيعون حيلة للتخلص مما هم فيه ما عندهم اي حيلة ما لهم حيلة ابدا. ولا يهتدون السبيل ما يهتدون طريق الهجرة لو ارادوا ان يردوا يخرجون اما لظع فيهم واما لانهم نساء واما لانهم ولدان صغار ما يعرفون شيئا فهؤلاء معذورون ولهذا قال ابن عباس كما في البخاري كنت انا وامي من المستضعفين بمكة انه ما استطاع كان صغير سنه رضي الله عنه لهذا مات النبي صلى الله عليه وسلم وعمره ثلاثة عشر سنة تقريبا. فكان من المستضعفين. اذا الله عذر المستضعفين الذين لا يستطيعون حيلته ولا يهتدون سبيلا. فاولئك عسى الله ان يعفو عنهم. اولئك واتى باسم الاشارة الدال على البعيد لبيانه علو مكانتهم لانهم مؤمنون حقا لكن ما بايديهم حيلة. ما يستطيعون حيلة عسى الله ان يعفو عنهم عسى من الله واجبة. عسى من الله متحققة عسى الله ان يعفو عنهم. اذا هؤلاء يعفو الله عنهم ويعفو عنهم ولا ولا يؤاخذهم ببقائهم. ان وكان الله عفوا غفورا. عفوا يحب العفو عن عباده. وغفور يغفر الذنوب جل وعلا ولا يهلك على الله الا هالك. ثم قال ومن يهاجر في سبيل الله يجد في الارض مراغما كثيرا هذا وعد من الله. من يهاجر في سبيل الله يخرج من بلده التي هو فيها الى بلد الاسلام او الى بلد اخرى اذا ما استطاع يدخل بلاد الاسلام فقد وعده الله انه يجد مراغما كثيرا وسعة والمراغم تعددت اقوال المفسرين فيه وهي وهي متقاربة. فقال الطبري قال هو المضطرب في البلاد هو المفترض في البلاد والمذهب يذهبه الانسان وقال ابن عباس هو المراغم هو المتحول. والمذهب يعني يجد متحولا عما هو فيه. ويجد مذهب يذهب فيه وقال ابن زيد مهاجرا يجد مهاجرا يهاجر اليه وقال مجاهد المراغم المتزحزح عما يكره. يجد متزحزحا مما يكرهه وقال ابن كثير والظاهر والله اعلم ان المراغم التمنع الذي يحصل فيه الذي يحصل الذي يتحصن فيه عما يكره ويراغم به الاعداء. وعلى كل حال هذه الاقوال متقاربة والمعنى واحد. وخلاصته انه يجد في الارض مراغما مكانا يهاجر اليه ويأمن فيه وينجو من شر الاعداء هذا وعد من الله يجد في الارض مرارا كثيرا ما هو بمكان واحد ولا مكانين الارض واسعة مراغما كثيرا وسعة اكثر اهل العلم على ان المراد سعة في الرزق. هذا وعد من الله. يجد مكان غير المكان الذي هو فيه. لان بعض الناس يقول انا لا استطيع ان اعيش في هذا البلد لا اذا وصلت الى الدين اخرج تقربا الى الله وابشر ستجد اماكن خير من المكان الذي انت فيه. وستجد سعة في الرزق يدر الله عليك الرزق ويسوق اليك الرزق. هذا وعد من الله عز وجل. يحث على الهجرة في سبيل الله. خاصة اذا منع الانسان من دينه الانسان يعيش من اجل دينه وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون. لكن بعض الناس لا يقول للبلاد الاسلامية لو هجرت اليها ما اجد نفس العيشة ونفس الرخاء والحياة الطيبة في في البلد الذي انا فيه. اذا هذا ما قصده؟ آآ الدين هذا قصده الدنيا هذه مشكلة. كبيرة جدا. لكن اذا كان الانسان له جهود في الدعوة الى الله ونشر الاسلام فهذا بقاؤه خير ينفع الله به الاسلام والمسلمين قال يجد في الارض مرارا كثيرا وسعة ومن يخرج من بيته مهاجرا الى الله ورسوله نص على هذا القيد ان يكون الحامل له الهجرة الى الله ورسوله كما في الحديث فمن انما الاعمال بالنيات ولكل امرئ ما نوى ثم قال فمن كانت هجرته الى الله ورسوله هجرته الى الله ورسوله. ومن كانت هجرته لدنيا وامرأة ينكحها فهجرته الى ما هاجر اليه. والقصد ان يكون الحامل له على ذلك ابتغاء وجه لا تقرب الى الله لاجل ان يستطيع ان يقيم دينه والهجرة الى الرسول صلى الله عليه وسلم في حياته وبعد موته الهجرة تكون من بلد الطهر الى بلد الاسلام قال ثم يدركه الموت فقد وقع اجره على الله. يأتيه الموت يموت خرج مهاجرا لكن مات في الطريق. وما وصل الى المكان الذي هاجر اليه فقد وقع اجره على الله ثبت اجره على الله وله اجر المهاجر في سبيل الله. وينجو من اثم الاقامة بين اهل الكفر وعدم المهاجرة. وهذا من رحمة الله جل وعلا قال وكان الله غفورا رحيما غفورا يغفر الذنب رحيما بالخلق. ومن رحمته انه وفقهم للتوبة ثم غفر لهم ذنوبهم سبحانه وتعالى ثم قال ثم قال جل وعلا واذا ضربتم في الارض لان الحقيقة احرص اني ما اتجاوز النصوص الصحيحة التي اوردها ابن كثير حاول قدر الامكان اني اتي بها لان السنة تبين القرآن الحقيقة. ولهذا انا اوصي من يتصدى للتفسير او او يعلم الناس ان يحرص على ذكر اقوال ذكر النصوص النبوية الاحاديث وذكر اقوال السلف. لا يقتصر على المعنى الاجمالي المعنى الاجمالي هذا هو قولك انت. او المعنى الذي فهمته انت. لكن الخير للناس والانفع لهم ان يسمعوا حديث النبي صلى الله عليه وسلم واقوال الصحابة ومن معهم انهم اعلم منك بالقرآن. وانا حقيقة انا افضل هذا المنهج وهو التفسير بالاثر تذكر فيه الاثار لكن اكثر التفاسير خاصة المختصرة الان اكثرهم وتعتني بالمعنى الاجمالي فقط وان كان المعنى الاجمالي طيب ومن احسن التفاسير ولا تفسر بالمعنى الاجمالي تفسير السعدية رحمه الله هذا من افضل الكتب وفتح الله عليه به فتحا كبيرا. لكن لما تذكر شيء من الاحاديث تزين الكلام تزين الشرح بسنة النبي صلى الله عليه وسلم وبكلام السلف هذا خير عظيم. ينفعك انت وينفع غيرك لان الحديث هذا الذي تريده انتفع منه في تفسير الاية وقد تنتفع فيه في امور اخرى ايضا تعمل بها. قال جل وعلا واذا ضربتم في الارض فليس عليكم جناح ان تقصروا من الصلاة كما قدمنا ان الضرب في الارض هو السير فيها. والمراد هنا السير فيها للسفر. او الجهاد في سبيل الله واذا ضربتم في الارض فليس عليكم جناح ان تقصروا من الصلاة. ليس عليكم اثم ولا حرج ان تقصروا من الصلاة وقد قالت ام المؤمنين عائشة كما في الصحيحين فرضت الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ركعتين فزيدت في الحضر واقرت في السفر. وايضا جاء في الصحيح عن ابن عباس انه قال فرض الله الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم اربعا في الحضر وركعتين في السفر فالله جل وعلا يقول ليس عليكم جناح ان تقصروا من الصلاة اذا القصر هنا هو قصر العدد قصر العدد من اربع الى ركعتين ومعلوم انه انما تقصر الرباعية واما الفجر والمغرب لا تقصران. وهذا قول الجمهور وذهب بعض اهل العلم الى ان الاية هنا تشمل قصر العدد وقصر الصفة نزولا عند الاحاديث النبوية الصحيحة او الاثار التي جاءت عن الصحابة ومنها ما جاء عن ابن عباس في صحيح مسلم انه قال صلاة المقيم اربعا والمسافر ركعتين والمجاهد ركعة. وجاء بلفظ واعدل الان غاب عني لكن يقصد ابنه عباس نعم قال فرظ الله الصلاة على لسان نبيكم في الحضر اربعا وفي السفر ركعتين وفي الخوف ركعة وقالوا هذا عند المسايفة عندما يلتقي بالعدو في ذلك الزمان ويبدأون الضرب ضيوف مع العدو في حين وقت الصلاة. او يكاد ينتهي. فالجمهور يرون انه تصلى الصلاة بحسب الحالة التي هو عليها ولو انه يصلي ركعة واحدة ولو انه يصلي وهو يكر ويفر يضرب ويركع ويكبر وقال بهذا جمع بل هذا رأي واختار البخاري انه اذا شق عليه الامر صار ما يستطيع ان يصلي فانه يؤخر الصلاة حتى يخرجها وقتها. ويصلي بعد ذلك. والجمهور يرون ان هذا نسخ حديث ابي سعيد لما ذكرت قصة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم يوم قريظة صلى العصر بعد المغرب قالوا وكان هذا قبل ان تنزل هذه الاية يرون انها منسوخة وبعض اهل العلم لا يرى انها منسوخة لكن يقول عند الاضطرار الى الحاجة اليها. فالحاصل ان من العلماء من قال ان تقصروا يشمل العدد ويشمل الصفة ايضا الصفة في بعض الاحيان لا لا يركع ولا يسجد لكنه يكبر للركوع ويكبر للسجود هذه من الصفات التي نص عليها اهل العلم من الصحابة وغيرهم والجمهور على ان القصر هنا بالعدل خاص بالعدد. يعني الاربع تصبح ركعتين. قال ان خفتم ان يفتنكم الذين كفروا. ان خفتم من الكفار ان يفتنوكم اعتدوا عليكم لكن هذا القيد غير معتبر لانه لو قلنا بهذا القيد فقط لا يجمع لا يقصر الا المجاهد في سبيل الله لكن جاء في البخاري وغيره من حديث يعلى بن امية قال سألت عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقلت بل هو في مسلم عند احمد ومسلم وابي داوود. عن يعلى بن امية قال سألته عمر بن الخطاب قلت فليس عليكم جناح ان تقصروا من الصلاة ان خفتم من يفتنكم الذين كفروا وقد امن الناس الان امن الناس فقال لي عمر ابن الخطاب عجبت مما عجبت منه فسألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك فقال صدقة تصدق الله بها عليك يعني كان في اول الامر ما يقصر الا من خرج باي الجهاد في سبيل الله. فتصدق الله علينا ان كل من ضرب في الارض خرج وسافر حتى لو للنزهة يريد يتنزه وعند الجمهور بسفر مباح فان له ان يقصر الصلاة. وعند بعض اهل العلم حتى لو خرج لسفر محرم. اختاره شيخ الاسلام ابن تيمية لكن الجمهور يقولون اذا خرج في سفر طاعة او سفر مباح فانه يقصر. اذا يكون هذا القيد جاءت السنة ببيان اه جواز القصر المسافر وان لم يكن خائفا او لم يكن ايضا اه خرج لاجل الجهاد في سبيل الله ثم قال ان الكافرين كانوا لكم عدوا مبينا. كافرين كانوا لكم ايها المؤمنون عدوا مبينا بين العداوة ما تخفى عداوة الكفار وهذا امر يجب ان نعقله. يجب ان نعقله جميعا والله ان الكفار اعداء للمؤمنين. وان اظهروا غير ذلك. فيجب ان نتعامل معهم بناء على ذلك وخاصة في جانب الدين فهم يهدمون الدين ويريدون القضاء عليه. ود الذين كفروا لو تكفنونهم. يعني يحبون ترك هذا الدين. اما اذا اذا تركتم هذا الدين تكونون سواء ما عندهم مشكلة ولن ترضى عنك اليهود والنصارى حتى تتبع ملتهم. فالواجب على المسلم وخاصة الذي يبتلى بالاقامة بينهم. اه ان ان يعني يلاحظ هذا الامر ويستحضر مسألة الولاء والبراء وحب المؤمنين وكراهة الكافرين. ولا لهذا ان يظلمهم او يسيء اليهم او يكون تعامله معهم سيء لا. لكن القلوب تعقد على بغظ عدو الله هذا الذي كفر بالله وحب المؤمنين ولو لم يكن ولو حصل له ظلم من المسلمين بعض الناس الان تجد انه انكسرت الحواجز عندهم ما في ولا اوبراء. كل الناس كلهم هذا غير صحيح لهذا الذي يبتلى بهذا عليه ان ان يقرأ كتب الولاء والبراء فالكفار عدو بين للمؤمنين في كل وقت واوان وفي كل زمان اي نعم عودا على بدء نقول ان خفتم ان يفتنكم بعض اهل العلم ذهب ان هذا خرج مخرج الغالب وبعض اهل العلم يقول لا خص بالسنة صدق ان تصدق الله بها عليكم. وبعضهم قال هذا خرج مخرج الغالب. لان الغالب في اسفار النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة في اول الدعوة. كان الخوف. ما الخائفين من الناس لان الناس كلهم كفار. فخرج هذا مخرج الغالي. لكن الصراحة ان السنة واضحة في هذا وبينة. صدقة تصدق الله بها عليكم فاقبلوا صدقته ثم قال جل وعلا واذا كنت فيهم فاقمت لهم الصلاة. هذا بيان كيفية صلاة الخوف. وقال جل وعلا واذا كنت فيها فيهم يا نبيان اصحابك فاقمت لهم الصلاة يعني جاء وقت الصلاة فقمت لتصلي بهم ولهم فلتكن طائفة منهم معك وليأخذوا اسلحتهم اذا امره الله ان يقسم الجيش طائفتين. وهذا جاء صريحا بالحديث الذي في الصحيحين حديث صالح ابن خوات قال صلى النبي صلى الله عليه وسلم صلاة الخوف فقسم الجيش الى طائفتين فقام فصلى وصلت وراءه طائفة فركع بهم ثم قام ثم سجد بهم وهم وراءهم والطائفة الاخرى تقف باتجاه العدو يحملون الاسلحة. فلما رفع من سجود الركعة الاولى الى الركعة الثانية اطال القراءة. وهذه الطائفة التي وراءه اكمل الركعة الباقية لانفسهم اكملوا لانفسهم ثم سلموا ثم ذهبوا تجاه العدو وجاءت الطائفة التي قبل العدو دخلت مع النبي صلى الله عليه وسلم فركع بهما الركعة الثانية له والاولى له ثم سجد بهم ثم جلس للتشهد ثم قاموا واكملوا الركعة الباقية عليهم. ثم شهدوا معه فسلم بهم هذا ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم في الصحيحين. هذي احدى الصيغ الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم. وثبت ايضا وهو سبب نزول الاية ان النبي صلى الله عليه وسلم كان جهة عسفان مع اصحابه وكان المشركون امامهم ومعهم خالد بن الوليد او كان قائد الجيش خالد بن الوليد ولم يكن قد اسلم ذاك رضي الله عنه وارضاه. فصلى النبي صلى الله عليه وسلم اصحابه الظهر. فقال الكافرون مكة لقد كانت عندهم مرت بي كانوا في صلاة هي احب اليهم من انفسهم واولادهم. هذي مهمة الكلمة دي. الكفار يعرفون وهم الكفار قدر الصلاة عند المؤمنين. عند المسلمين غير المسلمين اليوم ما يعرف قدر الصلاة والله والله المستعان. ما للصلاة قيمة هنا. اللي يصلي واللي ما يصلي. يصلي متى ما استيقظ صلى لا بد انسان يعرف قيمة الصلاة احب اليهم من انفسهم الصحابة الى النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه. يقول النبي صلى الله عليه وسلم جعلت قرة عيني في الصلاة. ولما طعن عمر ودخل عليه بعض التابعين بعض اصحابه قال كيف عمر؟ قالوا كما تراه. قال ايقظوه لانه كان يثعب الجرح دما فقال ايقظوه ولن توقظوه بشيء هو افزع له من الصلاة. فقالوا الصلاة امير المؤمنين فهب عمر قال ها ام نعم ولا حظ في الاسلام لمن ترك الصلاة. لها قيمة الصلاة عند منين؟ اذا فاتته يحزن يضيق صدره اذا قيل له صل. قفز من فراشه. هكذا يجب هذا هو الايمان الحقيقي الصلاة. الحاصل انه كانوا قالوا مرت عليهم صلاة وستأتي عليهم اخرى يعنون العصر فاذا دخلوا فيها ميلوا عليهم نميل عليهم. فنزل جبريل على النبي صلى الله عليه وسلم يخبره بهذه الاية فصلى النبي صلى الله عليه وسلم والعدو بينه وبين البيت. فصفهم صف الجيش صفين فصلى فقام وركع فركعوا قام وقاموا جميعا وركع وركعوا جميعا ورفع من الركوع فركعوا ورفعوا جميعا. ثم سجد فسجد الصف الاول والصف الثاني واقف ينظر العدو ثم لما قاموا من السجود ووقفوا سجد الصف الثاني ثم قاموا للركعة الثانية فتقدموا خلف النبي صلى الله عليه وسلم ورجع الصف الاول مكان الصف الثاني. فركع بهم الركعة الثانية كالمرة الاولى ثم لما جلس للتشهد ركع الصف الثاني سجدوا سجدوا ثم سلم بهم جميعا وصفات صلاة الخوف اكثر من صفة. اه ذكر ابن القيم في ذكر ابن القيم في زاد المعاد. قال الامام احمد كل حديث يروى في ابواب صلاة الخوف فالعمل به جائز. وقال ستة اوجه او سبعة تروى فيها كلها جائزة يعني صلاة الخوف هي اكثر من صفة كلها جائزة. ما دام ثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم. فالحاصل ان هذه الصفة التي معنا في الاية هذه ثابتة وفعلها النبي صلى الله عليه وسلم يعني اجتمع عليها القول والفعل. هذا كلام ربنا وفعل ذلك النبي صلى الله عليه وسلم كما في حديث صالح ابن خوات قال فلتكن طائفة منهم معكم وليأخذوا اسلحتهم يعني حتى اثناء الصلاة المصلون يأخذون الاسلحة ما ينزلونها هذا حب الاسلام لاستعداد المؤمن واخذ الحيطة والحذر حينما يلاقي العدو فاذا سجدوا فليكونوا من ورائكم. اذا سجد النبي صلى الله عليه وسلم والصف الاول يكون الاخرون لا فاذا سجدوا يعني فاذا صلوا الطائفة الاولى صلوا مع النبي صلى الله عليه وسلم بل يكونوا من ورائكم يعني فلينصرفوا ويقفوا تجاه العدو ويأتي الذين لم يصلوا فليكونوا من ورائكم ولتأتي طائفة اخرى. هذه الطائفة التي كانت تقوم بالحراسة. الطائفة الثانية. وتأتي طائفة اخرى لم يصلوا فليصلوا معك وليأخذوا حذرهم لابد من الحذر والانتباه. للعدو وليأخذوا حذرهم واسلحتهم يأخذون الحذر يكون حذرين ويحملون سلاحهم معهم واسلحتهم قال ود الذين كفروا لو تغفلون عن اسلحتكم ود وتمنى واحب الكفار لو تغفلون عن اسلحتكم وامتعتكم. الاسلحة والمتاع الرحل الذي معكم بعضكم يميلون عليكم ليلة واحدة يقضون عليك ولا جناح عليكم ان كان بكم اذى من مطر او كنتم مرضى ان تضعوا اسلحتكم وخذوا حذركم. رخص للمؤمنين ان كان بهم اذى اصابهم اذى مطر ينزل عليهم المطر. فكونه يحمل السلاح وهو يصلي في المطر والزلق يكون عليه مشقة لا مانع ان يترك سلاحه بجواره او كان مريض كان مريض بسبب جراحات الجراح والاصابات التي في الجهاد وحمل السلاح او جعل الدرع يؤذيه يؤلمه في الجروح التي به او نحو ذلك ان تضعوا اسلحتكم لا حرج تضع سلاحك بجوارك لكن وخذوا حذركم ضعه وخلك حذر. فطن منتبه للعدو لان لا يميلوا عليكم ميلة واحدة. ان الله اعد للكافرين عذابا مهينا. اعد هيأ جل وعلا للكافرين عذاب مهينا اي مذل مذلا مخزيا اذا وقع به. يقع بهم ويذلهم ويخزيهم. اذا هذه هي هذه في صلاة الخوف. واستدل بعض اهل العلم بهذه الاية على وجوب صلاة الجماعة وهو استدلال صحيح وحجة قوية. كيف هذا اذا كان النبي صلى الله عليه وسلم ما رخص للنبي صلى الله عليه وسلم في حال الخوف لم يرخص للنبي واصحابه في ترك الجماعة مع انه رخص لهم يفارقون الامام. يكملون لانفسهم الاخرون ايضا يفارقون النبي وهم معه وهو جالس يتشاد يقومون يكملون صلاتهم فسمح لهم بهذه الافعال وتركوا كثيرا من متابعة الامام وامور لو فعلها الانسان وهو مقيم بطلت صلاته تجاوز عنها ولم يتجاوز عنه جماعة الجماعة لازمة لهذا يجب على المسلم ان يصلي الصلوات الخمس في الجماعة ولا تتهاون يا عبد الله تراك انت في قبرك ما تسأل الا عن عملك كل نفس بما كسبت رهينه. وبعض الناس دينه مع الناس ان احسنوا احسن وان اساءوا اساء. فتجد كل من ينشطون لصلاة الجماعة فينشط معها لكن يذهب الى مكان ما يصلون الجماعة يترك الجماعة لا دينك يجب الدين يجب ان تعقد قلبك عليه ولا تتأثر باحد من جهة تركه او فعله تثبت عليه. صلي. صلي صلاة الجماعة وقد كان الصحابة رضي الله عنهم سبق ان ذكرنا هذا يؤتى بالرجل المعذور منهم المريض يهادى بين الرجلين حتى يقام في الصف. مع انه يعرف انه معذور مريظ بل مرض شديد ما يستطيع يمشي وحده حتى يعظد يمسكه رجل عن يمينه ورجل عن شماله حتى يقام في الصف. لما رسول الله وانت معذور. لما يعرف من فضل صلاة الجماعة حتى لو كان معذورا هذا بعض الناس لو زكام بسيط يقول هذا عذر يفرح. وبعض الناس لو يأتيه ما يأتيه من المرض يحاول قدر الامكان. ويجاهد نفسه ان يصلي هذا هو الايمان يصلي في الجماعة اقصد فعلينا ان نحرص على الجماعة والله انها رشد وخير واجر عظيم. كم يحصل لك من الاجر؟ قال النبي صلى الله عليه وسلم صلاة الرجلين ازكى يعني اطهر عند الله من صلاة الرجل وحده. وصلاة الثلاثة ازكى من صلاة الرجلين. وكلما زاد العدد كان اكثر اجرا عند الله سبحانه وتعالى ثم قال جل وعلا فاذا قضيتم الصلاة فاذكروا الله قياما فاذكروا الله قياما وقعودا وعلى جنوبكم اذا قضيتم الصلاة فاذكروا الله هذا عام شامل سواء كان في الخوف او في غير الخوف في حال قصر الصلاة او في غير حال قصر الصلاة. لكن في حال الجمع نص العلماء على ان الذكر يكون بعد الصلاة الثانية. يعني كل صلاتين تجمعان الى بعضهما فالذكر يكون بعد الصلاة الثانية. ليس بعد يعني يأتي بذكر بعد الاولى ثم يأتي بذكر بعد الثانية لا يرخص له فيكون الذكر بعد الصلاتين. بعد الصلاة الثانية فاذا قضيتم الصلاة فاذكروا الله قياما. لاحظوا انه نص على جميع الاحوال. على جميع احوالكم. اذكروا الله. قياما الوقوف وقعودا وهو الجلوس. وعلى جنوبكم هذا الاضطجاع النوم يقول ابن عباس في رواية علي بن ابي طلحة ومن اصح الروايات عن علي عن ابن عباس قال واذكروا الله كثيرا في قوله واذكروا الله كثيرا ليس ليس هذه الاية لكنها يعني شبيهة بها ونفس الدلالة. قال يقول لا يفرض الله على عباده فريضة الا جعل لها حدا معلوما ثم عذر اهلها في حال عذر في حال عذرهم غير الذكر غير الذكر فان الله لم يجعل له حدا ينتهي اليه ولم يعذر احدا في تركه الا مغلوبا على عقله. فقال فاذكروا الله قياما وقعودا وعلى جنوبكم بالليل والنهار في البر والبحر السفر والحظر والغنى والفقر والسقم والصحة والسرور والسر والعلانية وعلى كل حال لان ذكر الله سعادة ذكر الله عظيم والله ان الموفق من وفقه الله الى ذكره فبعض الناس موفق سبحان الله حتى لو ما كان يقرأ قرآن ولا هو في درس علم تجده مشتغل في الذكر يسبح يذكر الله يحمد يستغفر وبعض الناس قد يسافر مشوار طويل او يبقى ساعة ساعتين ما يتكلم بكلمة. ولا يذكر الله هذا حرمان الا بذكر الله تطمئن القلوب. والله عز وجل امرنا بالذكر على جميع احوالنا. فاذكروا الله قياما وقعودا وعلى جنوبكم فاذا اطمأننتم اي خوفكم من عدوكم وقيل امنتم وهي بمعنى اطمأننتم يعني امنتم وزال عنكم الخوف فاقيموا الصلاة ان الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا. اقيموا الصلاة واقامة الصلاة كما ذكرنا مرارا. والاتيان بها خالصة لله في وقتها مع جماعة المسلمين كاملة الاركان والشروط والواجبات وما تيسر من سننها فاقيموا الصلاة ان الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا. الصلاة عليكم ايها المؤمنون كتاب موقوت. قالوا موقوت اي مفروضا في وقته وقال ابن مسعود موقت بوقت وموقت بوقت قال ابن مسعود للصلاة وقت كوقت الحج ما تؤدى الا فيه. الحج ما عاد ما احد يستطيع يحج في غير شهر الحج. ما يستطيع يقف بعرفة في اي يوم من السنة الا في اليوم التاسع عمل جمار ما يستطيع يرمي الا ايام منى. ايام التشريق. الصلاة كذلك لها وقت محدد لهذا من البلية ان بعض الناس يكون في عمل فاذا نام يجمع صلاتين او ثلاثة. يقول والله يا اخي عملي هذا زفت متعب متعب جدا. بينما اذا جاء العمل يفز من نومه لا يوقظه احد. يتجهز ويمشي. لا يا اخي الله جل وعلا يقول وما خلقت الجن والانس الا ليعبدوا. ان ترحلك الله للصلاة. خلقك لتصلي. فان كان عندك عمل فعلا يحول بينك وبين الصلاة في وقتها فاترك هذا الامر اترك هذا العمل لكن الغالب ان الاعمال يمكن ممكن انه يعمل ويصلي الصلاة في وقتها. لكن ما حط يعني ما وضع في قلبه انه يريد من الصلاة. فلابد يا اخواني يحافظ الانسان على صلاته. لان هذا الذي ينفعه يوم يلقى الله جل وعلا. قال ان الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا ولا تهنوا بابتغاء القوم. يعني ولا تهنوا يعني لا تضعفوا ولا لا تضعه ولا تكسلوا في طلب القوم وهم الكفار طلب اعدائكم لا تضعفونا عن هذا لما تضعفون لا تضعف لا ولا تهمه في ابتغاء القوم ثم قال ان تكونوا تألمون فانهم يألمون كما تألمون ان كنتم تألمون يصيبكم والالم بيسبب الجراحة والاصابات التي حصلت لكم في المعركة. فانهم هم يألمون كما تعلمون. ومع ذلك ما امتنعوا عن قتالهم وترجون من الله ما لا يرجون. انتم ترجون من الله سبحانه وتعالى. النصر والثواب عظيم الذي اعده للمجاهدين في سبيله ترجون من الله يؤيدكم تأييده وهم لا يرجون شيئا من هذا هم يريدون فقط قتلكم. ما يرجون ثواب من الله. ولا اجر ولا نصر ولا تمكين. فسبحان الله كيف تضعفون انتم ايها المؤمنون وترجون من الله ما لا يرجون وكان الله عليما حكيما. كان الله جل وعلا عليما بكل شيء حكيما فيما شرع من كم؟ حكيما في في احكامه في اقواله في افعاله في اقداره. فهذا هو الخير وهذا الامر على مقتضى الحكمة فلا تهنوا ولا تضعفوا ولا تجبنوا ايها المؤمنون وانتم الاعلون وترجون من الله ما لا يرجع. ما لا يرجو ما لا يرجو الكفار. والله جل وعلا يقول عن المؤمنين قل هل تربصون بنا الا الحسن النصر او الشهادة في سبيل الله. وهذا مما يحث المؤمن على الاقلام على الجهاد في سبيل الله. ثم قال جل وعلا انا انزلنا اليك الكتاب بالحق انا انزلنا اليك الكتاب بالحق لتحكم بين الناس بما اراك الله هذه الاية تدل على ان القرآن نزل بالحق ومتلبسا بالحق فهو حق وما فيه حق والذي انزله هو الحق جل وعلا وهذا فيه ثناء على هذا الكتاب العظيم من رب العالمين لانه كلام الله لا يأتيه الباطل بيديه ولا من خلفه. فهو حق من الله وهو يتضمن الحق في خبره وطلبه انا انزلنا اليك الكتاب والكتاب هو القرآن بالحق لتحكم بين الناس. اذا انزل الله قرآن لاجل ان يحكم به النبي صلى الله عليه وسلم بين الناس وهذا كما انه خطاب للنبي صلى الله عليه وسلم خطاب لامته. فيجب ان يحكم القرآن في حياة الناس وفي جميع امورهم ويحكم فيهم ويحكم فيهم بمقتضاه. لتحكم بين الناس بما اراك الله. اي بما علمك الله والهمك لا بهواك بما علمك الله والهمك لا بهواك ولا تكن للخائنين خصيما لا تكن للخائنين خصيما فعيل بمعنى مفعول يعني ولا تكن مخاصما خصيما يعني مخاصما عنهم. خصيما يعني مخاصما لا تكن مخاصما عن الخائنين. خائنين جمع خائن الاصل ان الخيانة بمعنى الجناية والظلم والاثم وهنا المراد خيانتهم عدم ايمانهم وهي في المنافقين. هذه الاية في المنافقين وخلاصة هذه وقد جاء فيها سبب نزول اكثر من طريق وفي الحقيقة ضعيف الاسناد. جاء من طريقين كل منهم ضعيف لكن مع ذلك معناهم صحيح المعنى صحيح. وانا ساذكرها لكم يعني هو الذي كل ما ورد في من اسباب النزول في هذه الاية فهو مرسل والمرسل من انواع الضعيف عند الجمهور. لكن معنى الاية يدل عليه وخلاصة ما ذكروا ان ما رواه قتادة بن النعمان قال كان اهل بيت منا قالوا لهم بنو ابيق بنو ابيرق بشر وبشير ومبشر. وكانوا ينعتون وكان بشير رجلا منافقا ينعت بالنفاق يقول فجاءت يعني خلاصة الكلام جاءت حملة من الشام معهم دقيق يبيعون دقيق اشترى عمي رفاعة ابن زيد. من هم دقيقا؟ فوضعه في مشربة الله. المشربة غرفة صغيرة مستودع. كانوا يضعون فيه الطعام. وكان المستودع المشرب وهذه فيها سلاح فوضع الدقيق عندها فعلم بنو ابيرق وكانوا اهل الفقر حاجة قبل الاسلام وبعده فجاءوا ونقبوا حفروا من تحت الغرفة المشربة وسرقوا الطحين والسلاح. الدقيق والسلاح فلما اصبحوا بحثوا وقال بعض الروايات وجدوا اثر الدقيق فعلموا انهم انه سرقه بنو ابيرق. فقال رفاعة بن زيد لقتادة بن نعمان بن اخيه قال اذهب الى النبي صلى الله عليه وسلم واخبره الخبر. وقل اننا نريد السلاح فقط. اما الدقيق ما نريده. الدقيق لهم فجاء الى النبي صلى الله عليه وسلم واخبره فقال النبي صلى الله عليه وسلم سامر في ذلك سامرهم بذلك فدعاهم او كلموا قوما من قومهم فلجأوا الى النبي صلى الله عليه وسلم او جاء رجل يقال له اسيد بن عمرو فكلموه في ذلك واجتمع اناس معه فجاؤوا الى النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا ان قتادة بن النعمان وعمه وعمه او عمد الى اهل بيت منا اهل دين وصلاح يرمونهم بالسرقة من غير بينة ولا ثبت قال قتادة فاتيت النبي صلى الله عليه وسلم فكلمته فقال لي عمدت الى اهل بيت الى اهل بيت ذكر منهم اسلام وصلاح ترميهم بالسرقة على غير ثبت ولا بينة قال فرجعت ولوددت اني خرجت من بعض مالي ولم اكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك فاتاني عمي رفاعة فقال يا ابن اخي ما صنعت فاخبرته فانزل الله عز وجل القرآن انا انزلنا اليك الكتاب بالحق لتحكم بين الناس بما اراك الله ولا تكن للخائنين خصيما. الاية اذا هذا هو سبب نزول الاية. فالله عز وجل اخبر انه انزل عليه القرآن بالحق لاجل ان يحكم بالناس بين الناس به بالحق بهذا القرآن. قال ولا تكن للخائنين خصيما. ومعنى خصيما مخاصما عنهم لا تكن خصيم اي مخاصما عن الخائنين وهم المنافقين الذين اظهروا الاسلام واقطروا الكفر لا تكن مخاصما عنهم تخاصم اهل الايمان قتادة وعمه هذا معنى الاية. واستغفر الله ان الله كان غفورا رحيما. استغفر الله مما صدر منك ان كان قد صدق ان الله كان وما زال ولا يزال غفورا يغفر الذنوب رحيما بالخلق جميعا وهذا اذا كان النبي صلى الله عليه وسلم امر بالاستغفار فغيره من باب اولى نحن من باب اولى ولا تجادل عن الذين يختانون انفسهم ان الله لا يحب من كان خوانا اثيما. المجادلة هي المخاصرة. لا تجادل عن الذين يختانون انفسهم ظلموا انفسهم وقعوها في الجناية بسبب هذه السرقة. وبسبب هذه هذه الفعلة ان الله لا يحب من كان خوانا اثيما. الدليل ان الله عز وجل يوصف بالمحبة. يحبه جل وعلا ويبغض فلا يحب من كان خوالا كثير الخيانة اثيما واقعا في الاثم مرتكب للاثام. هذا دليل على حال اولئك القوم ثم قال عنهم يستخفون من الله من الناس ولا يستخفون من الله. يستترون اذا ارادوا الفعلة من الناس ولا يفعلون الامر المحرم لان لا يراهم الناس خوفا من الناس. ولا يستترون ولا يستفتون من الله ما يستترون من الله. ولهذا اذا خلوا بالذنوب فعلوا ما يشاؤون وهو معهم جل وعلا معهم بعلمه واحاطته وسمعه وبصره فالله مع خلقه جميعا يعلم ما هم عليه يسمعهم يبصرهم وهو معهم اذ يبيتون ما لا يرضى من القول. يدبرون الامر ويديرونه في الليل. يدبرون من الاقوال الاعمال في الليل اذا اجتمعوا ما لا يرضاه الله من القول. ومن ذلك قولهم بان انهم ظلمونا وانما سرقنا الى غير ذلك من مما فيه مخالفة لا ترضي الله ولا ولهذا نحن قلنا ان سبب الاية سبب النزول وان كان ضعيفا لكن دلالة الاية تدل عليه. الاية تدل على هذا المعنى من حيث الجملة قال جل وعلا اذ يبيتون ما لا يرظى من القول وكان الله بما يعملون محيطا. كان الله وما زال ولا يزال بعباده محيطا ومن ذلك كان محيطا ببني ابيرق ومن معهم ممن خالفوا قد احاط بهم علما فهو يعلمه وما يفعلون ولا يخفى عليه شيء من اقوالهم وهو محيط بهم. ثم قال ها انتم هؤلاء جادلتم عنهم في الحياة الدنيا قالوا ها هنا للتنبيه تقديره كلام ها انتم يا هؤلاء الهاء للتنبيه. اانتم اصلها اانتم فوضعت الهاء بدل الهمزة او قلبت الهمزة هاء على خلاف بين المعربين. تقدير كلامها انتم يا هؤلاء وهو ذلك الرجل الذي جاء الى النبي صلى الله عليه وسلم وقومهم الذين دافعوا عن بني ابيرق. ها انتم يا هؤلاء جادلتم عنهم في الحياة الدنيا. جادلتم تخاصمتم عنه في الحياة الدنيا وقلت انهم اهل بيت واهل بيت اهل بيت اهل دين وصلاح جادلتم عنهم في الحياة الدنيا بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم فمن يجادل الله عنه يوم القيامة الدنيا جادلتم عنهم وخاصمتم عنهم لكن اذا وقفوا بين يدي الله من يجادل عنهم لانه بين يدي الله لا تحق الامور على حقيقتها ولا يتكلمون الا من رضي الرحمن قولا. وقال صوابا. اما الكذبة الفجرة ويختم على افواههم وتتكلم جوارحهم ها انتم هؤلاء جادلتم عنهم في الحياة الدنيا فمن يجادل الله عنهم يوم القيامة؟ امن يكون عليهم وكيلا من يجادل عنهم يوم القيامة؟ او من يكون يتوكل عن هؤلاء لان الوكيل هو القائم بتدبير الامور هو القائم بتدبير اموره عن غيره. يوكل شخص غيره ليقوم بتدبير الامور. فمن يكون وكيلا يوم القيامة يتوكل للدفاع عنهم والمجادلة ولم يأتي الجواب ولم يأتي الجواب فهذا دليل على انهم مذنبون اثمون وحجتهم منقطعة في الاخرة. فهذه عبرة وعظة لهم ان يتوبوا ويرجعوا الى الله. حتى يكونوا اولياء له فيكون هو وليهم وناصرهم ولا يبقوا على هذه الحال من النفاق او من اذية المؤمنين ثم قال جل وعلا ومن يعمل سوءا او يظلم نفسه ومن يعمل سوءا او يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفورا رحيما. نلاحظ اول السوء هو الذنب الذي يسوء فاعله عاقبته او تسوء فاعله عاقبته. تسوء عاقبته فاعله في الاصول انه يسوءه. والظلم وضع الشيء في غير موضعه. والسوء اذا اطلق يشمل جميع الذنوب والظلم اذا اطلق يجمع يشمل جميع الذنوب. لكنهما مثل الفقير والمسكين والايمان والاسلام. اذا اجتمع افترقا واذا افترقا تمام قال الشيخ السعدي رحمه الله ما حاصله؟ ان السوء عند الاطلاق يشمل جميع الذنوب. وكذلك الظلم عند الاطلاق يشمل جميع الذنوب لكن اذا اقترن احدهما بالاخر يفسر السور بالظلم الذي يسوء الناس يعني الظلم المتعلق بالناس الذي يسوء الناس وهو ظلمهم في دمائهم واموالهم واعراضهم. ويفسر ظلم النفس بالذنوب والمعاصي التي بين العبد وبين ربه اذا هنا نقول من يعمل سوءا هذا ما يتعلق فيما بين الانسان وبين الناس يعمل سوءا مع الناس او يظن نفسه هذه الذنوب التي بينه وبين ربه وهذه هي الذنوب الذنوب اما ان تكون بينك تخصك ظلم لنفسك او بحق ربك او ظلم مع الناس انظروا ماذا قال ومن يعمل سوءا او يظلم نفسه يعني اي ذنب يعمله اي ذنب اي ذنب يشمل الذنوب كلها ثم يستغفر الله يطلب من الله ان يغفر له استغفر الله استغفر الله التوبة النصوح بشروطها يجد الله غفورا رحيما يجزي الله غفورا يغفر له ذنبه ورحيما يرحمه ويتجاوز عن سيئاته ولهذا يا اخوان هذه الاية لما نزلت خاف منها ابو بكر او قبل ذلك نوجد حديث علي يقول علي رضي الله عنه وقد رواه الامام احمد بسند صحيح كان اذا حدثني احد بحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم استحلفته وحدثني ابو بكر صدق ابو بكر فقال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من ما من مسلم يذنب ذنبا ثم يتوضأ فيصلي ركعتين ثم استغفر الله لذلك الذنب الا غفر له وقرأ هاتين الايتين ومن يعمل سوءا او يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفورا رحيما والذين فعلوا فاحشة والذين اذا فعلوا فاحشة وظلموا انفسهم الاية. اذا يا اخوان ينبغي لنا ان نفرح بهذا الانسان اذا وقع كل خطاء بعض الذنوب تمر بك ذنب كبير او ذنب احسنوا حل وافضل حل قم توظأ وصلي ركعتين الله. فيغفر الله عز وجل لك هذا الذنب. مع ان هذه الاية ظاهرها انه يغفر لك اذا استغفرت ولو لم تصلي. لكن اذا صليت هذا في زيادة قرب الى الله. ومن اسباب اجابة الدعاء اه ومن ومن يعمل سوءا او يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفورا رحيما ومن يكسب اثما فانما يكسبه على نفسه. ان يكسب اثم جريرته وعائدته عليه فعاقبته عائدة عليه هو دون غيره كما قال جل وعلا ولا تزر وازرة وزرا اخرى. وقال جل وعلا كل نفس بما كسبت رهينة. فانما يكسبه على نفسه وكان الله عليما حكيما. عليما احق اطعمه بكل شيء حكيم يضع كل شيء موضعه. ومن يكسب خطيئة او اثما ثم يرمي به بريئا فقد احتمل بهتانا واثما مبينا يكسب خطيئة وذنب وقال العلماء هنا خطيئة اي كبيرة من كبائر الذنوب او اثما قالوا صغيرا صغيرة من صغائر الذنوب ثم يرمي به بريئا يتهم به بريئا كما اتهم بنو ابيرق فقد احتمل بهتانا واثما مبينا. حمل بفعله هذا حمل بهتانا. والبهتان هو ان يقول على الانسان ما لم يقل والبهتان هو الكذب على البريء بما ينبهت منه. يعني اشد من الكذب. يكذب عليه بشيء ينبهت ويتحير منه. فقد احتمل بتانا واثما مبينا واضحا لا غموض فيه ولا شك ان عاقبة الاثم وجريرته خطيرة على الانسان فالواجب على الانسان ان يتقي الله وان يقرئ عن الذنب ونكتفي بهذا القدر والله اعلم وصلى الله وسلم مبارك معنا على عبده ورسوله نبيا