بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. الرحمن الرحيم. صلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين اما بعد. يقول الله جل وعلا ولولا فضل الله عليك ورحمته لهمت طائفة منهم ان يضلوك. وما يضلون الا انفسهم وما يضرونك من شيء. وانزل الله عليك الكتاب والحكمة وعلمك ما لم تكن تعلم. وكان فضل الله عليك عظيما. يقول الله عز لنبيه ولولا فضل الله عليك ورحمته لهمت طائفة منهم ان يضلوك قال بعض اهل التفسير المراد بها تنبيه النبي صلى الله عليه وسلم على كذب بني ابيرق وقيل المراد العصمة والنبوة. هذا فضل الله عليه ورحمته له فلولا فضل الله على النبي صلى الله عليه وسلم ورحمته لهمت طائفة اي جماعة منهم من المنافقين او من اعداء الدين مطلقا ان يضلوك يضلونك عما انت عليه. وتقع في الظلال او تقول بقولهم لكن الله سبحانه وتعالى ذو فضل عليك وذو رحمة وما يضلون الا انفسهم هؤلاء الذين يريدون ان يضلوك لا يضلون الا انفسهم لانه قد نالك فظل الله ورحمته فضل الله ورحمته وكذلك اعطاك النبوة وعصمك فالمعصوم هو رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي لا ينطق عن الهوى ولا يقول الا الحق وما يضلون الا انفسهم وما يظرونك من شيء ايظا ظررهم راجع على انفسهم كل نفس بما كسبت رهينة ولا تزر وازرة وزر اخرى وما يضرونك من شيء وانزل الله عليك الكتاب والحكمة انزل عليك القرآن والسنة فالكتاب القرآن والحكمة هي السنة كما قال صلى الله عليه وسلم الا اني اوتيت الكتاب ومثله معه وانزل الله عليك الكتاب والحكمة وعلمك ما لم تكن تعلم علمك بالوحي ما لم تكن تعلم من قبل وكان فظل الله عليك عظيما في كل شيء. ومن اعظمه النبوة رسالة والعصمة والله ذو فضل على جميع عباده المؤمنين. فيمتن الله عز وجل على نبيه بما ذكر في هذه الاية فلله الفضل والمن ولا احد الا وفضل الله ونعمته وعليه سابغة ما بكم من نعمة فمن الله فله الفضل وله الحمد وله الشكر على ذلك ثم قال جل وعلا لا خير في كثير من نجواهم الا من امر بصدقة او معروف او اصلاح بين الناس لا خير في كثير من نجواهم اي الناس. لا خير في كثير مما يتناجى به الناس. والمناجاة او النجوى هي المسارة في الحديث المسارة يعني يسر بالحديث الى شخص اخر يقال تناجى القوم وانتجوا اذا اذا بالحديث فتجد ان الناس يتناجون يتنادى اثنان او ثلاثة دون بقية الناس فلا خير في كثير مما يتناجى به الناس الا اذا كان هذا الامر الذي يتناجون به امر بصدقة يأمر بالصدقة سواء الزكاة او الصدقة المطلقة صدقة التطوع. فقد يحصل هذا بعض الناس تجد انه يسر الى شخص بينه وبينه ويقول له يا فلان ترى هذا الرجل محتاج او بني فلان محتاجين او وجارنا عليه حاجة ما يجد ما يأكل فتصدق عليه او يحثه على الصدقة مطلقا هذا خير هذا من خير ما يتسار به الناس ويتناجى به الناس. الا من امر بصدقة او معروف والمعروف يشمل جميع انواع البر. لكن خص الصدقة لاهميتها وعظم شأنها قال النبي صلى الله عليه وسلم اتقوا النار ولو بشق تمرة الصدقة تطفئ غضب الرب والبر المعروف يشمل جميع انواع البر. او كانت تسار والمسارة والمناجاة بين الناس في الامر بالبر بالمعروف او اصلاح بين الناس او كان هذا التناجي من اجل ان يصلح بين شخصين او يتناجى مع شخص ليقنعه بالصلح او يتنازع مع الاخر او يتناجى مع بعض اخوانه ليسعوا في الصلح هذا خير عظيم ولهذا جاءت الاحاديث في فضل الاصلاح بين الناس قال النبي صلى الله عليه واله وسلم والحديث في الصحيحين في البخاري ومسلم من حديث ام كلثوم بنت عقبة تقول قال النبي صلى الله عليه وسلم ليس الكذاب الذي يصلح بين الناس فينمي خيرا. او يقول خيرا ينمي يعني يبلغ ينوي الكلام اليه يبلغه او يقول خيرا وقالت لم اسمعه يرخص في شيء مما يقوله الناس الا في ثلاث في الحرب والاصلاح بين الناس وحديث الرجل وامرأته وحديث المرأة زوجها وهذا فيه بيان الامور التي يجوز الكذب فيها. فالنبي صلى الله عليه وسلم يقول ليس الكذاب الذي يصلح بين الناس يقول خيرا يبلغ خيرا او يقول خيرا. هذا ليس هذا ليس كذاب. ولو كان هذا الذي قاله لم يقع الذي جاء في الحديث الاخر في صحيح مسلم من قولها قالت ولم اسمعه يرخص في شيء مما يقوله الناس الا في ثلاث. يعني لم يرخص في الكذب الا في ثلاثة اشياء ومنها الاصلاح بين الناس فيجوز ان تكذب اذا كان من باب الاصلاح. تأتي الى هذا الرجل تقول له يا فلان خصمك فيحبك ويثني عليك ويدعو لك بخير وذكرك اليوم في المجلس بخير وهو لم يقل شيئا. يجوز هذا ويذهب الى الاخر ويقول له كذلك لان هذا من باب الاصلاح بين الناس بل ذكر بعض الدعاة يقول اصلح بين رجلين سعى في الصلح بينهما جاء الى احدهم فقال فلان يقول عنك كذا قال لا ما يقول عندي كذا ابدا اعرفه جيدا. قال تكذبني؟ قال اذا احلف احلف بالله انه قالها هذا الكلام يقول هو اصلا ما قال كذب انا اردت ان اقرب بينهم. قال فتأملت واذا انا ان لم احلف لا لا يصطلحان. قال فحلفت على الكذب كذب وحلف قال فاصطلحا وانتهت المشكلة لكن يقول بقي في نفسي شيء كثير. مسألة الحلف قال فذهبت الى الشيخ ابن باز رحمه الله في اتى فاخبرته بالذي وقع وانني كذبت ثم حلفت على الكذب فقال ان عادوا فعد. ان عادوا فعد. هذا اصلاح بين الناس. ان عادوا الى الاختلاف عد الى الكذب واحلف الكذب لان هذا يراد به الاصلاح بين الناس او في الحرب. من اجل مصلحة المسلمين. او كذب الرجل على امرأته والمرأة على زوجها وهذا يجب ان يوقف عنده ليس المراد ان الرجل لا يتعامل مع امرأته الا بالكذب وهي لا تتعامل معه الا بالكذب لا ليس هذا وان المراد احيانا وانما المراد ان الامور احيانا تضيق. فيقع موقف يعني لو لم يكذب الرجل لترتب عليه مشكلة. كما لو انه جاء متعبا من العمل لما دخل البيت قالت له لابد ان تشتري لي غرفة نوم جديدة نوع كذا وكذا. طيب امهليني قالت ما فيه. ما اجلس عندك ولا الا تتوافق اذا ما توافق يقول ابشري بس خليه يأتي الراتب وابشري ان شاء الله اشتري لك. بعد ما تروح الامور وتخف ما يلزمه ان ينفذ هذا الرأي. لانه كان يخشى مشكلة وان وفى لها فهو خير او هي ايضا كذبت عليه في امر خشية انه يسبب مشكلة ويسبب لكن ليس المراد انه لا تعامل بين الزوجين الا بالكذب نعوذ بالله المراد اذا ضاقت الامور وصار الكذب مصلحته اعظم من الصدق في هذا الباب. لان لا يترتب عليه مفسدة اعظم ومما جاء بفضل الاصلاح ما رواه الطبراني في الكبير بسند حسن لغيره كما يقول الشيخ الالباني قال النبي صلى الله عليه وسلم الا ادلك على صدقة يحبها الله ورسوله؟ تصلح بين الناس اذا تباغضوا وتفاسدوا وجاء ايضا في حديث رواه الامام احمد وصححه الالباني بل قال قبله الترمذي حسن صحيح صححه البزار والالباني وقد رواه الامام احمد وابو داوود والترمذي. عن ابي الدرداء قال النبي صلى الله عليه وسلم الا اخبركم بافضل من درجة الصيام والصلاة والصدقة؟ بافضل من درجة الصلاة الصيام والصلاة والصدقة؟ قالوا بلى يا رسول الله قال الاصلاح بين الناس قال اصلاح ذات البين اصلاح ذات البين. قال وفساد ذات البين هي الحالقة الحديث ومما جاء في ذلك ايضا ما رواه الامام احمد الترمذي بسند صحيح عن اسماء بنت يزيد قالت قال النبي صلى الله عليه وسلم لا يحل الكذب الا في ثلاث. وذكر الحديث السابق. كذب الرجل على امرأته وكذب في الحرب والكذب يصلح بين الناس. والاحاديث في هذا كثيرة وينبغي ان يكون من بيننا من يسعى بالاصلاح بين الناس. لان كثير او يوجد من بين المسلمين من هم متهاجرون مختلفون. لا ترفع اعمالهم وهم يصلون ويصومون ويفعلون واعمالهم محبوسة كما في الحديث تعرض الاعمال على الله كل يوم اثنين وخميس فيغفر لكل لكل مسلم الا مشرك او مشاحن. ويقول اخروا هذين حتى فيصطلح اخروا هذين حتى يصطلحا الحديث فينبغي ان يكون من بيننا من يسعى في الاصلاح اذا علم الاختلاف سواء بين الزوجين بين الاخوة بين الجيران فلا خير في كثير مما يتناجى به الناس الا في هذه الامور ومنها الاصلاح بين الناس قال لا خير في كثير من نجواهم الا من امر بصدقة او معروف او اصلاح بين الناس ومن يفعل ذلك ابتغاء مرضات الله. هكذا ينبغي ان نفعل هذا طلبا لمرضاة الله مخلصين به لله لا لاجل مقصد غير ذلك. ابتغاء وجه الله مرضاة الله فسوف نؤتيه اجرا عظيما. يعني يبتغي بهذا مرضاة الله. ليرضى الله عنه. المراد به ان يكون مخلصا به تقرب به الى الله فسوف نؤتيه اجرا عظيما. وعد من الله والله لا يخلف الميعاد فسيؤتيه الله اجرا عظيما ومن اعظم الاجر دخول الجنة. ثم قال جل وعلا ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا. اي المشاقة هي المعاداة والمخالفة وقيل مأخوذة من من الجانب والشق يكون في شق غير شق السنة غير شق النبي صلى الله عليه وسلم وجانبه. او من المشاقة والمعاداة فمن يشاقق الرسول من بعد ما تبين ظهر له الهدى. لان النبي صلى الله عليه وسلم انما جاء بالهدى والنور فاذا علم ان هذه سنة النبي صلى الله عليه وسلم ظهر له ذلك ويتبع غير سبيل المؤمنين اي غير طريقهم وهم وما هم عليه من دين الاسلام والتمسك باحكامه نوليه ما تولى. نتركه وما تولاه وقد تولى غير سبيل المؤمنين. وشاق الرسول فتركه على ما تولاه هو عين عين الهلاك له. ولهذا قال ونصله جهنم ندخله نار جهنم وساءت مصيرا اعوذ بالله. قبحت مصيرا لمن يصير اليها ومكانا ومرجعا. يرجع اليه فدلت هذه الاية العظيمة على خطورة مخالفة السنة وقد قال الشافعي رحمه الله اجمعت الامة على ان من استبانت له سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكن له ان يدعها قول احد وقال ابو حنيفة اذا جاءت السنة عن رسول الله فعلى العين والرأس واذا جاءت عن الصحابة فعلى العين والرأس واذا جاءت عن التابعين فهم رجال ونحن رجال ويقول الامام ما لك كل يؤخذ من قوله ويرد الا صاحب هذا القبر. ويشير الى قبر النبي صلى الله عليه وسلم يقول الامام احمد عجبت لقوم عرفوا الاسناد وصحته يذهبون الى رأي سفيان والله يقول فليحذر الذين يخالفون عن امره ان تصيبهم فتنة او يصيبهم عذاب اليم. اتدري ما الفتنة الفتنة الشرك لعله اذا رد شيئا من امر الرسول صلى الله عليه وسلم يقع في قلبه شيء شيء من فيهلك نعوذ بالله لا يجوز ان يشاق الرسول ويتخذ شقا غير شقه او يعادي السنة ويكون ضدها وليس معها. هذا من اخطر الذنوب وكذلك سبيل المؤمنين وطريقهم وما كانوا عليه وهديهم. ولهذا استدل العلماء بهذه الاية على حجية الاجماع. قالوا هذا دليل على حجية الاجماع. اذا اجمعت الامة على شيء. لا فهم مجمعون على الحق ولا يجوز ان يخالف ثم قال ثم قال جل وعلا ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء. ومن يشرك بالله فقد ضل ضلالا بعيدا وسبقت الاية معنا الاية رقم ثمانية واربعين وهي مثل هذه الاية الا ان اخرها ومن يشرك بالله فقد افترى اثما عظيما. وهنا وقد ضل ضلالا بعيدا وهذا دليل ان من اشرك بالله حصل له الامران. كذب وافترى اشد الكذب والافتراء على الله لانه يعرف التوحيد من الشرك وايضا ظل ضلالا ليس بالهين وليس قريبا يدل على هلكته فيما ذهب اليه. وقد سبق الكلام على الاية مفرداتها. ثم قال جل وعلا ان يدعون من دونه الا اناثا وان يدعون الا شيطانا مريدا. ان يدعون ان هنا هي النافية بمعنى ما يدعونه ما يدعون من دونه ما يدعو المشركون من دونه من دون الله والمراد بها كل ما يدعى من دون الله. يشملها كلها. لا اله الا الله لا معبود حق الا الله. ما لكم من اله غيره فكل ما يدعى من دونه في الحقيقة انما يدعون اناثا صح عن عن ابي ابن كعب انه قال مع كل صنم جنية مع كل صنم يعبد من دون الله معه جنية وهذا ثابت عنه رضي الله عنه وثبت ان العز لما جاء لما قطع الشجرات خالد بن الوليد رضي الله عنه ثم جاء الى النبي صلى الله عليه وسلم هدم البناء وقطع الشجرات فجاء الى النبي وقال العزة قال له النبي صلى الله عليه وسلم ما فعلت شيئا يا خالد فرجع خالد اليها فلما جاء واذا بامرأة لها شعر كثير يعني ناشرة رأسها واذا الناس حولها الذين كانوا يعبدونها فلما رأوها فروا في الجبل وقالوا يا يا عزة دونك خالد فلما جاء خالد جعلت تولول وتصيح وتحثو التراب على رأسها فقتلها خالد رضي الله عنه اذا العزة كانت جنية. اذا هؤلاء الذين يعبدون الاصنام يعبدون الجن. كل صنم معه جنية. ولهذا قال الله عز وجل ايه يدعون من دونه الا اناثا ما يدعون من دونه الا اناثا. وهي نساء الجن كل صنم فيه امرأة من الجن وقال بعضهم معنى الاية ما يدعون من دونه الا اناثا يعني ان كفار قريش او المشركون انما يعبدون اناثا اللات العزى منات الثالث في اخرى كلها اناث وقال بعضهم ان الانثى تطلق بمعنى الموتى ان يدعون من دونه الا اناثا اي الا امواتا وهذا القول يحتاج الى تأمل لانه ما يعرف ان الانثى تطلق بمعنى الميت وجاء ايضا عن الحسن انه قال الاناث كل شيء ميت ليس فيه روح. هذا مثل قول ابن عباس ولكن اظهر القولين اي ان يحمل تحمل الاية على ظاهرها خاصة انه ثبت عن ابي فيقول الا اناثا يعني الا آآ جنيات في في الاصنام كل صنم معه جنية. وان يدعون من دونه الا شيطانا مريدا وما يدعون من دون الله الا شيطانا مريدا فاذا دعوك هذا الصنم فانما يدعون الشيطان لان لانه هو الذي امرهم بذلك هو الذي امرهم بذلك. ولهذا يقول الله جل وعلا الم اعهد اليكم يا بني ادم الا تعبدوا الشيطان انه لكم عدو مبين الناس يعبدون الاصنام لكن الحقيقة يعبدون الشيطان. لانه هو الذي امرهم بهذا وقال جل وعلا اخبارا عن الملائكة انهم يقولون يوم القيامة عن المشركين الذين ادعوا عبادتهم عبادة الملائكة في الدنيا بل كانوا يعبدون الجن اكثرهم بهم مؤمنون هذه الايات كلها تؤيد انهم انما يعبدون الجن ويعبدون الشيطان لانه هو الذي امر بهذا امرهم بهذا وحسنه لهم فوقعوا فيه مريضا قد تمرد على امر الله جل وعلا فعصى وكفر واستكبر وصار عدوا لكل مؤمن ان الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا ثم قال جل وعلا لعنه الله يعني هذا الشيطان المريد الذي بلغ الغاية في التمرد والشر والفساد لعنه الله اي طرده وابعده من رحمته. لما ابى ان يسجد لادم في الجنة وقال لاتخذن من عبادك نصيبا مفروضا. اقسم بين يدي الله ان يحتنك ذرية ادم. كلهم ان يحتنك الذرية الا عباد الله المخلصين هنا قال وقال اي قال لله وبين يديه لاتخذن من من عبادك ذرية ادم نصيبا حظا مفروظا مقدرا معلوما قال مقاتل ابن حيان من كل الف تسعمائة وتسعة وتسعون كما ولعله يشير بل هو يشير الى حديث الحديث الذي رواه البخاري ان النبي صلى الله عليه وسلم قال يقول الله يوم جل وعلا يوم يا ادم اخرج بعث النار من ذريتك. فيخرج من كل الف تسعمائة وتسعة وتسعين الى النار واحدا الى الجنة والله المستعان قال ولاضلنهم هذا مما قاله الشيطان ولاضلنهم عن الحق وعن الصراط المستقيم لانهم يضلون عن الحق ويتبعون طرق الضلال والطرق المنحرفة. ولامنينهم الاماني جمع امنية الاماني جمع امنية وهي ما يقدره الانسان في نفسه يحسبه حقا وليس بحق. هي الاشياء التي يقدرها الانسان بنفسه. يحسبها حقا وليست بذلك وكيل الامنية او هي تقدير غير الواقع واقعا. الانسان يتخيل شي ما يمكن ان يقع. يتخيله واقعا يتمناه تمانية تمني وقيل تقدير شيء في النفس ممكن الوقوع او ممتنع. امنية يقدر الانسان في نفسه شيء مجرد يفكر فيه يقدره وهو قد يقع وقد لا يقع او قد يكون ممتنع الوقوع او ممكن الوقوع. اذا الشيطان بمعنى انه يزين لهم ترك التوبة. ويعدهم الاماني بحيث انهم سيحصلون كذا وهم لم يعملوا ولم يعملوا العمل الذي يوصلوا اليه فهو يضيع اعمارهم في الاماني. وهذه مشكلة كبيرة. كل انسان منا الان عنده اماني. يقول ما ودي ان احفظ القرآن انا ودي اتصدق وبكذا انا ودي ابني مسجد انا طيب هذا يماني جيدة لكن متى تسويها؟ متى تفعل؟ لا ينقطع عليك العمر الانسان ما يدري ماذا يعرض له بعد ذلك. فالحاصل ان الشيطان هنا يمني اتباعه لسبب المؤمنين يمنيهم اماني بحيث يغترون فيه وهي مجرد امنية ما تقع ولامنينهم ولامرنهم فليبتكن اذان الانعام كما انه يضيع يضيعهم بالاماني الباطلة كذلك ايضا يأمرهم بتشقيق اذان الانعام فليبتكن والتبتيك والبتك هو شق هو الشق والمراد به هو البدء البدك والشق والقطع هو القطع والشق. يقال سيف باتك والمراد انه امرهم بقطع اذان الانعام البحيرة السائبة فيقطعون اذانها بحسب اصطلاحاتهم انها ولدت خمسة اولاد مثلا اه فبعد ذلك اجعلوها للالة يقطعون اذنها ويسيبونها للالهة السائبة او غير ذلك من الاستراحات التي كانت عندهم. فهذه الاشياء التي كانوا يفعلونها من قطع اذان الانعام ثم تركها تقربا لالهتهم هذا من امر الشيطان فلا يجوز قطعها. لكن اذا كان على سبيل الوسم لمصلحة يسم دابته هذا لا بأس به. لكن تفتيك وتقطيع الاذان او هذا كله لا يجوز وهذا من امر الشيطان ولامرنهم فليبتتن اذان الانعام ولامرنهم فلا يغيرن خلق الله فلامرنهم ولامرنهم فليغيرن خلق الله قالوا تغيير خلق الله مثل الوشم الوشم الذي يوضع سواء في الوجه او في اليد هذا من من تغيير خلق الله ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم لعن الله الواشمة والمستوشي والمستوشمة ومنه وقيل ان خلق الله المراد به دينه وقيل المراد به خصي الدواب هذا من تغيير خلق الله ومن تغيير خلق الله ما يجعل في الوجه غير الوشم هناك بعض القبائل في افريقيا يضعون علامات على وجه الرجل والمرأة هذا من تغيير خلق الله يكون كيا واضحا هذا كله من تغيير خلق الله لا يجوز. وهذا كله من امر شيطان والشيخ السعدي يميل هنا الى العموم يعني يميل الى العموم وان تغيير خلق الله يدخل فيه تغيير المخلوقات وتغيير الفطرة كذلك يقول رحمه الله ولامرنهم فليغيرن خلق الله هذا يتناول تغيير الخلقة الظاهرة بالوسم بالوشم والوشر وشر الاسنان والنمص ننصل الشعر شعر الحاجب والتفلج للحسن ونحو ذلك مما اغواهم به الشيطان فغيروا خلق الله ويتظمنوا تغيير الخلقة الباطنة وهي التوحيد فان الله خلقه عباده حنفاء قال تعالى فاقم وجهك للدين حنيفا فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله. ذلك الدين القيم. اذا تغيير الخلق هنا تغيير الخلقة والباطن. تغيير العقيدة. ولعل هذا الذي عاناه من قال خلق الله دين الله يعني التوحيد والفطرة التي هي قلوبهم. امرهم كما جاء في الحديث. اني خلقت عبادي حنفا واجتالتهم شياطين فالحاصل ان كل تغيير في خلق الانسان في الوجه خاصة هذا من تغيير خلق الله ولهذا نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الوسم في الوجه ونهى عن الضرب في الوجه ولامرنهم فليغيرن خلق الله ومن يتخذ الشيطان وليا من دون الله فقد خسر خسرانا مبينا لان من يطيع الشيطان في هذه الامور قد اتخذه وليا له تولاه وجعله وليا يطيعه ويأتمر بامره. فقال الله ومن يتولى ومن يتخذ الشيطان وليا من دون الله لانه اما ان يطيع الله فيكون وليا لله واما ان يطيع الشيطان في معصية الله. فمن اتخذ الشيطان وليا فلا شك انه من دون الله ان الشيطان عدو يأمر بمعصية الله ولا يأمر بطاعة الله فقد خسر خسرانا مبينا خسارة هي ضد الربا المراد به الهلاك. قيل فقد هلك وخسر الدنيا والاخرة وهو وهي خسارة بينة. خسران مبينا واضحا بينا لا غموض فيه ولا خفاء. ثم قال يعدهم ويمنيهم. الشيطان يعدهم الشيطان يعد اتباعه. وهؤلاء الذين اطاعوه ويدعونه ويدعون الاصنام. يئدوا بالوعود الكاذبة ويمنيهم بالاماني التي لا تقع او لتؤدي الى التسويف وما يعدهم الشيطان الا غرورا ما يعدهم الشيطان الا باطلا خديعة وكذبا فكيف يغترون به؟ وهو عدوهم. ولهذا هذه الوعود كلها غرور يغرهم بها باطلة كذب مخادعة لا حقيقة لها. قال جل وعلا اولئك مأواهم جهنم ولا يجدون عنها محيصا. هؤلاء الذين اتخذوا الشيطان وليا من دون الله واستمعوا له هؤلاء مأواهم جهنم. اولئك وقال اولئك باسم الاشارة الدالة على البعيد. لبعد مكانتهم في الهلكة والشر مأواهم مرجعهم والمأوى الذي يسيرني اليه وينتهون اليه في الاخرة. جهنم وهي سلكم النار التي اعدها الله عذابا لاعدائه وهي شديدة الظلمة ولا يجدون عنها محيصا لا يجد هؤلاء عنها مصرفا ولا مندوحة يريدونها غصبا عنهم ما يستطيعون ان ينصرفوا عنها او يذهبوا الى مكان اخر ثم قال جل وعلا والذين امنوا وعملوا الصالحات سندخلهم جنات تجري من تحتها الانهار. القرآن وثاني فلما ذكر عذاب الكفار واولياء الشيطان اردف ببيان ما اعده الله لاولياءه المؤمنين والذين امنوا جمعوا بين الايمان والايمان يشمل اعمال القلوب والتصديق عن اقرار يصدقون ويقرون بقلوبهم وعملوا الصالحات وهذا يشمل عمل اللسان وعمل الجوارح لان الايمان عند اهل السنة ما عن قول واعتقاد وعمل وعملوا الصالحات سيدخلهم جنات. سندخلهم جنات تجري من تحتها الانهار. سيدخلهم الله جل على جنات كثيرة وليست جنة واحدة. تجري من تحت اشجارها الانهار فيزدادون نعيما وانسا وبهجة الى ما هم فيه خالدين فيها ابدا وهذه نعمة اخرى عظيمة. فهذا النعيم الذي هم فيه نعيم مقيم وهم لا يخرجون منه خالدين فيها ابدا لا يأتي يوم ويخرج من هذا النعيم فيقع في الشقاء او في العذاب لا. لكن اهل النار منهم من هم اهلها لا يخرجون ومنهم المؤمنون يخرجوا من النار فيدخل الجنة فينتقل من من العذاب الى النعيم لكن من دخل الجنة فقد نجى وهو خالد فيها ابد الابد. وهذا من فظل الله جل وعلا قال وعد الله حق وعدكم الله بهذا وعدا وعد وعدا هو وعد الله حق لا يدخله الخلف او التغير ومن اصدق من الله قيلا هذا استفهام يراد به النهي وهو ابلغ في النفي فلا احد اصدق من الله قيلا قولا وهو اصدق القائلين واتحدى ان يكون هناك من هو اصدق منه لان هذه من فوائد الاستفهام. يدل على النفي المشعر بالتحدي يدل على النفي ويشعر بالتحدي كأنه يقول لا احد اصدق من الله قيلا واتحدى ان يكون هناك احد اصدق من الله قيلا زيادة معنى وبيان ثم قال جل وعلا ليس بامانيكم ولا اماني اهل الكتاب مر معنى الاماني انه ما يقدر الانسان في نفسه سواء كان ممكن او مقتنعا او ممتنعا ليس بامانيكم ولا امني الكتاب من يعمل سوءا يجزى به وذكروا في سبب هذا بسبب نزول هذه الاية كما قال قتادة ذكر لنا ان المسلمين واهل الكتاب افتخروا فقال اهل الكتاب نبينا قبل نبيكم وكتابنا وكتابنا قبل كتابكم فنحن اولى بالله منكم. وقال المسلمون نحن اولى بالله منكم نبينا خاتم النبيين وكتابنا يقضي على الكتب التي قبله. فانزل الله ليس بامانيكم ولا اماني اهل الكتاب وانزل ومن احسن دينا ممن اسلم وجهه لله وهو محسن واتبع ملة ابراهيم حنيفا فافلج الله حجة المسلمين على من ناوأهم من اهل الاديان وروي عن السدي ومسروق والضحاك وابي صالح وغيرهم وروي ايظا عن ابن عباس من طريق العوفي وروي عن عن ابن عباس من طريق العوف وفيه انهم قالوا قال اهل قال تخاصم اهل الاديان فقال اهل التوراة كتابنا خير الكتب ونبينا خير الانبياء. وقال اهل الانجيل مثل ذلك. مثل ذلك. وقال اهل الاسلام لا دين الا وكتابنا نسمع عن كل كتاب ونبينا خاتم النبيين. وامرتم وامرنا ان نؤمن بكتابكم ونعمل بكتابنا. فقضى الله بينهم ليس بامانيكم ولا اماني اهل الكتاب من يعمل سوءا يجزى به وخير اخير بين الاديان يعني ذكر خيرا وخير بين الاديان فقال ومن احسن دينا ممن اسلم وجهه لله وهو محسن واتبع ملة ابراهيم حنيفا الى قوله واتخذ الله ابراهيم خليلا. وهناك اثر مثل هذا. وقال الامير الشنقيطي رحمه الله في اضواء البيان لم يبين هنا شيئا من امانيهم ولا من اماني اهل الكتاب لكنه اشار الى ذلك في مواضع اخر كقوله تعالى في امان العرب وقالوا نحن اكثر اموالا واولادا وما نحن بمعذبين. وقوله عنهم ان هي الا حياتنا وما نحن من مبعوثين. وقال في اهل الكتاب وقالوا لن يدخل الجنة الا من كان هودا او نصارى تلك امانيهم وقال تعالى وقالت اليهود والنصارى نحن ابناء الله واحباؤه. ثم قال وهذا لا يعارض قول قتادة انه المسلمون واهل الكتاب ان المسلمين واهل الكتاب تفاخروا وهو الذي سبق ان ذكرناه قال لان العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب فالحاصل انه كان هناك مفاخرة او تمني واماني فقال الله جل وعلا ليس بامانيكم ايها المسلمون ولا باماني اهل الكتاب وما يتمنونه. فمن يعمل سوءا يجزى به من يعمل سوءا يجزى به وهذا كما قال جل وعلا فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ويا مثقال ذرة شرا يره ولهذا لما سمع الصديق رضي الله عنه هذه الاية خاف رضي الله عنه خاف الحديث رواه الامام احمد والحاكم والبيهقي في السنن الكبرى وغيرهم بسند صححه الشيخ الالباني قال ابو بكر يا رسول الله كيف الصلاح بعد هذه الاية ليس بامانيكم ولا اماني اهل الكتاب من يعمل سوءا يجزى به. فكل سوء عملناه جزينا به اه يحسب حساب السوء يعد ذنوبه رظي الله عنه فقال النبي صلى الله عليه وسلم وقال النبي صلى الله عليه واله وسلم غفر الله لك يا ابا بكر الست تمرض الست تنصب؟ يعني تتعب الست تحزن الست تصيبك اللأواء شدة قال بلى قال فهو ما تجزون به هذا ما تزون به ويدل عليه الحديث الاخر وهو ايضا في البخاري وغيره قال النبي صلى الله عليه وسلم ما يصيب المسلم من هم ولا غم ولا نصب وهو التعب ولا وصب وهو المرض. الا الله به من خطاياه. حتى الشوكة يشاكها الا كفر الله به من خطاياه. اذا من يعبس ان يجزى به. فما يصيبك الان من الهم من غم حادث سيارة بعظ الامور يظيق صدرك بها هذا هذا جزاء من الله مجازاة على بعض الذنوب يكفرها عنك والا كل بني ادم خطاء ما في احد ما يخطئ فكما قال النبي صلى الله عليه وسلم عجبا لامر المؤمن ان امره كله له خير. ان اصابته ضراء صبر فكان خيرا له. وان اصابته سراء شكر فكان خيرا له فالحمد لله على ذلك ولهذا ايضا جاء في الحديث الاخر اذا اراد الله بعبده خيرا اصاب منه قبل موته فيرجع ان شاء الله ان تكون هذه الجلطات التي تصيب بعض الناس وخاصة كبار السن او السرطان وبعض الامراض التي تصيبهم في اخر اعمارهم وتبقى معهم مدة ثم يأتيهم الاجل يرجى ان شاء الله انها من دلائل الخير وان الله جل وعلا ابتلاهم بهذا ليكفر عنهم اذا اراد الله بعبده خيرا اصابه منه قبل موته واذا اراد بعبده الشر امسك عنه حتى يوافي به جاء في الحديث الاخر المؤمن كخامة الزرع تكفأه الريح دائما. والمنافق مثل شجرة الارز لا تسقط الا مرة واحدة ولكن اذا سقطت لا تقوم من يعمل سوءا يجزى به ولا يجد له من دون الله وليا ولا نصيرا. الله المستعان. لا يجد له من دون الله وليا يتولاه ويدافع عنه ولا نصيرا يقوم بنصرته اذا فعليه ان يحذر من فعل السوء وان يكثر من التوبة والرجوع الى الله جل وعلا. فانه نعم المولى ونعم النصير. ثم قال ومن اعمل من الصالحات من ذاك او انثى وهو مؤمن فاولئك يدخلون الجنة ولا يظلمون نقيرا من يعمل من الصالحات من ذكر او انثى وهو مؤمن لا بد من من الايمان يا اخوان لابد من الايمان. والا ما تقبل ما يقبل العمل لو عمل الصالحات الكافر ما تقبل منهم وهذا من الذكر والانثى من عمل صالحا مين ده كان او انثى وهو من المؤمنين فاولئك يدخلون الجنة ولا يظلمون نقيرا. يدخلهم الله برحمته الجنة. كانت هذه الاعمال سبب من الاسباب ادخلهم الله بها الجنة ولا يظلمون نقيرا. والنقير هو النقرة التي في ظهر النواة ولا هذا المقدار يظلمون لا يظلمهم الله شيء شيئا من اعمالهم ان الله لا يظلم الناس شيئا وما ربك بظلام للعبيد. بل يضاعف لهم الحسنات من جاء بالحسنة فلهم عشر امثالها. جل وعلا ثم قال ومن احسن دينا وهذا استفهام انكاري يراد به النفي ودينا تمييز من احسن اي شيء دينا. وتقدير الكلام لا احد احسن دينا ممن اسلم وجهه لله وهو محسن. واتبع ملة ابراهيم حنيفا واتحدى ان يكون هناك احد احسن منه دينا. هذا معنى الاستفهام. فلا احد احسن دينا ممن اسلم وجهه. بمعنى اسلم اي استسلم المراد به الاخلاص استسلم لله وانقاد له بالتوحيد والخلوص من الشرك استسلام يدل على الاخلاص لله جل وعلا وهو محسن قالوا هذا يدل على الاتباع وهو محسن في عمله. اي متبع فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم. وهذان هما شرط قبول العمل الاخلاص والمتابعة. فلابد من هذين الامرين واذا كان الحديث تتحدث مع كفار غير مؤمنين تذكر شرطا ثالثا. الذي في الاية السابقة او قبل السابقة وهو مؤمن في الاية السابقة وهو مؤمن. الشروط ثلاثة الايمان والاخلاص والمتابعة للنبي صلى الله عليه وسلم. لكن اذا كان الكلام مع المسلمين المؤمنين الذين قد اسلموا تنص على الشرطين وهم الاخلاص والمتابعة. واتبع ملة ابراهيم حنيفا لان نبينا صلى الله عليه وسلم امر باتباع نبي الله ابراهيم وذلك بغير ما اية ومنها قوله جل وعلا في سورة في سورة الانعام قل انني هداني ربي الى صراط مستقيم دينا قيما ملة ابراهيم حنيفا وما كان منه وايضا قال جل وعلا ان ابراهيم كان امة قانتا لله حنيفا ولم يكن ولم يك شاكرا. نعم. ولم يكن من المشركين شاكرا لان عمره اجتباه وهداه الى صراط المستقيم واتيناه في الدنيا حسنة وانه في الاخرة لمن الصالحين لا هذا في في بيان فضل ابراهيم لكن في امر النبي صلى الله عليه وسلم له جاء في عدة ايات نفس الموضوع في نفس الاية ها؟ ان اتبع ملة ابراهيم حنيفا. نعم. فالحاصل ان الله عز امر نبينا باتباع ابراهيم. ونحن اتباع النبي صلى الله عليه وسلم. فمن اسلم وجهه لله واتبع ابراهيم فهذا هو الذي ينجيه الله جل وعلا ويدخله الجنة. لان ابراهيم ابو الانبياء. وكل نبي بعثه الله بعده فهو على دينه وملته الله اكبر الله اكبر اللهم اشهد اشهد ان لا اله الا الله اشهد ان محمدا رسول الله اشهد قال حي على الصلاة حي على الفلاح الله اكبر لا اله الا الله لا اله الا الله اللهم صل على محمد يقول جل وعلا ومن احسن دينا اي لا احد احسن دينا ممن اسلم وجهه لله وهذا المراد به الاخلاص ومحسن المراد به متابعة النبي صلى الله عليه وسلم. واتبع ملة ابراهيم حنيفا لان ملة ابراهيم الحنيفية هي عبادة الله وحده لا شريك له وعدم الشرك والحنيف هو المائل عن الشرك الى التوحيد قصدا. واتخذ الله ابراهيم خليلا. هذا خبر من الله ان الله اتخذ ابراهيم خليلا. والخليل هو الذي تخللت قلبه مودة محبة الله بحيث لم يبقى فيه مكانا لاحد سواه. هذا هو الخليل. الخليل من تخللت محبة الله قلبه فلم يبق في قلبه مكانا لسوى ربه. وقد اتخذ الله ابراهيم خليلا واتخذ نبينا صلى الله عليه واله وسلم خليلا. ولهذا يقول العلماء ان افضل الانبياء نبينا صلى الله عليه وسلم. ثم ابراهيم ثم موسى. ثم بقية اولي العزم آآ قال نعم واتخذ الله ابراهيم خليلا ولله ما في السماوات وما في الارض وكان الله بشيء بكل شيء محيطا. لله في السماوات وما في الارض ملكا خلقا وملكا وتدبيرا فهو الملك ذو الملك العظيم. وهو المتصرف بما في السماوات والارض فهي كلها له خلقا وملكا وتدبيرا. وكان الله وبكل شيء محيطا لعظمته سبحانه وتعالى قد احاط بكل شيء كل ما في السماوات وما في الارض وما بينها قد احاط به فله الحمد وله المن. ولهذا علمه نافذ في جميع ذلك لا يخفى عليه يخاف من عباده ثم قال او يستفتونك في النساء قل الله يفتيكم فيهن. الاستفتاء هو طلب الفتوى وهو طلب السائل من من المسؤول بيان الحكم الشرعي. الاستفتاء طلب الفتوى وهو طلب السائل من المسؤول ان يبين له الحكم الشرعي. ويستفتونك في النساء قل الله يفتيكم فيهن وما يتلى عليكم في الكتاب. يعني يسألونك عن النساء وسيأتي من هن النساء اللاتي استفتوا فيهن. وقد سبق معنى شيء من الايات وسيأتي في اخره السورة خاصة ايات الفرائض يستفتون كافي النساء قل الله يفتيكم فيهن. وما يتلى عليكم ماء هنا معطوفة على لفظ الجلالة وهذا من باب عطف فهذا معطوه عن لفظ الجلالة. قل الله يفتيكم فيهن والذي يتلى عليكم يفتيكم فيهن فما هو الذي يفتى علينا او ما هو الذي يثلى عليه؟ وما يتلى عليكم في الكتاب في يتامى النساء التي لا تؤتمنهن ما كتب لهن. مرت معنا الاية وشرحناها وهي قوله جل وعلا وان خفتم الا تقسطوا في اليتامى فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثلا وثلاث وربع الاية وذكرنا قول عائشة هناك قالت هو رغبة الرجل او هو نزلت في الرجل تكون عنده اليتيمة يعجبه مالها وجمالها ويرغب في نكاحها من غير ان يقسط لها فنهوا عن ذلك فنزلت او فنزلت الاية وان خفتم الا تحصوا في اليتامى. اذا الله يفتينا وما انزله علينا في الكتاب من الايات السابقة وايات في الفرائض هذه كلها تفتينا في من؟ في يتامى النساء يعني النساء اليتيمات. في يتامى النساء اللاتي لا تؤتونهن ما كتب لهن وترغبون ان تنكحون. وقد مر معنا بنزول الاية وان خفتم الا تقسطوا باليتامى. وفي بعض الروايات عنهم المؤمنين عائشة وانه بعد ان نزلت هذه الاية وان خفتم الا تبسطوا باليتامى آآ استفتى الناس رسول الله صلى الله عليه وسلم في شأن اليتيمات فانزل الله هذه الاية. يعني الحكم ما سبق ان بينته لكم والمراد انه افتاهم بان بان يتقوا الله ويعدلوا فيهن ويعطونهن مثل ما يعطون غيرهن. اذا رغب في نكاحها واذا لم يرغب في نكاحه يتركها تتزوج من غيره وقد كانوا يمسكونها من اجل مالها مما يتزوج بها ويأخذ مالها وان كان لا تعجبه لا يتزوج بها لكن يمنعها. من الزواج حتى يكون المال له حتى تموت ويرثها قولي له يفتيكم نعم يفتيكم فيهن وما يتلى عليكم في في الكتاب في يتامى النساء اللاتي لا تؤتونهن ما كتب لهن وترغبون ان تنكحوهن والمستضعفين من البلدان. وايضا يفتيكم في المستضعفين من الولدان وان تقوموا لليتامى بالقسط. وايضا افتيكم بان تقوموا لليتامى بالقسط بالعدل يقول ابن كثير المستضعفين في من البلدان كانوا في الجاهلية لا يورثون الصغار ولا البنات. وذلك في قوله لا تؤتونهن ما كتب لهن فنهى الله عن ذلك. وبين لكل ذي سهم سهمه فقال للذكر مثل حظ الانثيين وان تقوموا اليتامى بالقسط. قال الطبري والذي افتاهم في امر المستضعفين من البلدان ان يؤتوهم من الميراث لانهم كانوا لا يورثون الصغار واولاد الميت فامرهم ان يقسطوا فيهم ويعطوهم فرائضهم على ما قسم الله في كتابه. ويقصد قوله ان تقوموا بالقسط بالعدل وهو قسمة اعطاءهم حقوقهم وفق ما امر الله به. وما تفعلوا من خير فان الله كان به عليما. هذا حث على فعل الخير مطلقا مهما تفعل من خير فان الله به عليم. وسيثيبكم عليه ويجازيكم. ثم قال وان امرأة خافت من بعلها نشوزا او فلا جناح عليهما ان يصلح بينهما صلحا والصلح خير. ان امرأة خافت من بعلها ظهرت منه بعض العلامات نشوزا والنشوز الاصل به الترفع والتعالي. وهو عدم اعطاء الحقوق. فرأت من زوجها استعلاء بنفسه الى غيرها عليها وارتفاعا عليها فلا يعطيها حقوقها او اعراضا رأته اعرظ عنها فلا جناح عليهما ان يصلح بينهما صلحا. يقول ابن كثير يقول تعالى مخبرا ومسرعا عن حال الزوجين في حال نفور الرجل المرأة تارة في حال نفور الرجل على المرأة وتارة في حال اتفاقه معها. وتارة عند فراقه لها. فالحالة الاولى اذا ما خافت المرأة من لزوجها ان ينفر عنها او يعرض عنها. فلها فلها ان تسقط عنه حقها او بعضه من نفقة او كسوة او مبيت او غير ذلك من الحقوق من الحقوق عليه. وله ان يقبل ذلك منها فلا جناح عليهما. فلا فلا جناح عليها في ببذلها ذلك له ولا عليه في قبوله منها. ولهذا قال فلا جناح عليهما اي الصالحا بينهما صلحا ثم قال والصلح خير اي من الفراق. يعني خلاصة هذه الاية ان المرأة اذا رأت من زوجها نشوزا واعراضا وترفعا خشية انه يظلمها او انه لا يعطيها حقوقها او انه سيطلقها. هذا جاء فيه بعض الاثار عن بعض الصحابة. انه في الرجل آآ لعل لعله يعني تكبر عنده امرأته او تكون دميمة او يكرهها لامر حصل منها او لامر من الامور فيرغب في فتقول له لا تطلقني انا اتنازل مثلا عن المبيت. اتنازل عن النفقة مثلا ولكن اتركني معك ومع اولادي. لا بأس بهذا. قال الله جل وعلا فلا جناح عليهما ان يصلح بينهما صلحا. ما دام على هذا وتراضى يعني ثم قال والصلح خير. الصلح خير من الطلاق. يعني تبقى معه مع اولادها ولو كان ما يقسم لها بالمبيت او ما ينفق عليها خير لها من ان يطلقها وتفارق اولادها كما ذكرنا ليلة البارحة ينبغي الحرص على مسألة البقاء بقاء عقد الزوجية ولو تتنازل المرأة عن حقوق كثيرة وهو يتنازل عن حقوق كثيرة لكن يبقيان مع مع بعض هذا خير والصلح خير. قال واحضرت الانفس الشح. هذا بيان من الله عز وجل ان الله جعل الشح حاضرا للنفوس. احظرت الانفس الشح يعني جعل الله الشح حاضرا في نفوس الزوجين قيل جعله حاضرا في نفس الزوجة الخاصة. قاله بعض المفسرين. لانها لو كان عمرها سبعين سنة او ثمانين سنة اذا تزوج تقول تقسم لي في المبيت تغار تشع والصواب انه في نفوس الخلق كلهم جعل الله الشح في نفوس الرجال والنساء. الازواج وغير الازواج. ولهذا انظر اذا اختلفت مع انسان على قارورة صحة. صار بينكم شد قارورة الصحة ذي كانها قارورة ذهب. ما تريد تتنازل احضر السح النفوس ولهذا ينبغي للانسان الذي يريد الاصلاح والتصالح ان يحذر من هذا الشح الذي في نفسه فيتنازل ولا يقول لا بس لماذا فعلت كذب احضرت الانفس الشح فانتبه لهذه الشح لان لا يطغى عليك او يفسد الصلح. واحضرت الانفس الشح وان تحسنوا وتتقوا تحسنوا في عبادة الخالق وقيل تحسنوا الى ازواجكم فلا تطلقوهن او تتركون لهن الحقوق يعني ما تطلب منها ان تتنازل عن بعض حقوقها فتحسن اليها. تقسم لها وتنفق عليها حتى ولو كنت تكره منها شيئا وان تحسنوا وتتقوا فان الله كان بما تعملون خبيرا. علم ببواطن الامور وهذا حث منه جل وعلا للازواج على ان يحسنوا الى ازواجهم ولا يلجأوا ازواجهم الى ان تسقط شيئا من حقها. ثم قال ولن تستطيعوا ان تعدلوا بين النساء ولو حرصتم. لن تستطيعوا ان تعدلوا العدل التام لان هناك امور يمكن ان يعدل بها الانسان بل يجب النفقة والكسوة والمبيت. لكن هناك امور تتعلق بالقلب النبي صلى الله عليه وسلم كان يحب عائشة اكثر من غيرها ولما قسم بين نسائه قال اللهم هذا قسمي فيما فيما املك فلا تلمني فيما تملك ولا املك. وهو الحب. ولهذا قال العلماء يترتب على الحب القلبي امور ينشط لهذه المرأة التي يحبها فيجامعها مثلا كل ليلة اي يميل اليها محبة انسا ولا يميل الى الاخرى هذه امور ما يكلف الحب وما يترتب عليه حب القلب وما يترتب عليه من الجماع ونهوه ولهذا قال ولن تستطيعوا ان تعدلوا بين النساء ولو حرصتم. لو كنت حريص جدا. ولكن هل اتميلوا كل الميل؟ لا تميل في كل الامور ايضا تميل في الكسوة في النفقة في المبيت لكن ميل القلب هذا امر معفو عنه. فتذروها كالمعلقة قال ابن عباس لا ذات زوج ولا مطلقة. فتذر هذه الزوجة مثل المعلقة معلقة لا ذات زوج تأتيها حقوقها من زوجها ولا مطلقة تذهب وتزوج باخر. قال وان تصلحوا وتتقوا فان الله كان بما تعملون. فان الله كان غفورا رحيما. وهذا حث ايضا الازواج وان تصلحوا ما بينكم وبين زوجاتكم. وحث للزوج والزوجة. وتتقوا الله جل وعلا في جميع اموركم فان الله كان غفورا رحيما. وهذا حث منهم للاصلاح فيما بينهم. واتقاء الله هي تعطيه حقوقه. وهو يعطيها حقوقها فان الله كان غفورا يغفر الذنب رحيما بالخلق ومن ذلك ان وفقهم للاصلاح فيما بينهم. قال وان يتفرقا يغني الله كلا من سعته. يتفرق الزوجان يطلقها فتفارقها او تختلع منه. يغني الله كل من لان الله واسع عليم يغني كل واحد منهم من سعته ورزقه وتيسيره وكان الله واسعا حكيما واسعا في صفاته واسعا في رزقه جل وعلا حكيما في كل شيء حكيما في اقداره وافعاله واحكامه جل وعلا ثم قال سبحانه وتعالى ولله ما في السماوات وما في الارض ولقد وصينا الذين اوتوا الكتاب من قبلكم واياكم ان اتقوا الله. هذه مرت الاية فلله ما في السماوات قلقا وملكا وتدبيرا وهو المالك لها المتصرف بها جل وعلا. وما في الارض كذلك ثم قال ولقد وصينا الذين اوتوا الكتاب من قبلكم وهم اليهود والنصارى واياكم وايضا وصيناكم ان اتقوا الله. ولهذا يقول العلماء هذه وصية الله للاولين والاخرين. وصية الله للاولين والاخرين هي الوصاية بالتقوى ولهذا احسن ما توصي احد اذا قال لك وصني اوصني يا اخي قل اتق الله. اتق الله بعظ الناس يظن ان ذاقته اتق الله يقول ايش ايش مسوي انا انا اتقى منك. لا يا اخي هذه وصية الله الاولين والاخرين. الاخرين كما قال طلق بن حبيب ان تقع بطاعة الله على نور من الله ترجو ثواب الله وتترك معصية الله على نور من الله تخشى عقوبة الله. وهي اعظم ما يؤمر به ويوصى به. ان اتقوا الله وان تكفروا فان لله ما في السماوات وما في الارض تكفروا فلا تؤمنوا ولا تتقوا فان لله ما في السماوات وما في الارض اعاد من باب التأكيد وبيان عظم ملكه وغناه عن خلقه جل وعلا فليس محتاجا اليهم. فان لله ما في السماوات وما في الارض وكان الله غنيا حميدا. غنيا عن كل احد حميدا اي محمودا قالوا حميد فعيل بمعنى مفعول. محمود فهو المحمود جل وعلا على كل حال وهو المستحق للحمد والثناء جل وعلا. ولله ما في السماوات وما في الارض وكفى بالله وكيلا. ايضا اكد عموم ملكه وانكم انتم وازواجكم واموالكم وكل ما في السماوات والارض لله ملكا وتدبيرا وخلقا وايجادا وكان الله على ذلك قديرا. لانه لا يعجزه شيء وهو على كل شيء قدير. وانما امره اذا اراد شيئا ان يقول له كن فيكون قال من كان يريد ثواب الدنيا فعند الله ثواب الدنيا والاخرة. وكان الله سميعا بصيرا هذا حق هذا حث من الله عز وجل على ارادة ثواب الاخرة. فمن الناس من يجاهد يريد الدنيا مثلا او يكون عمله يريد به الدنيا. فقال الله عز وجل من كان يريد ثواب الدنيا فعند الله نعم؟ نعم ان يشأ يذهبكم ايها الناس ويأتي باخرين. وكان الله على ذلك قديرا. ان يشأ. والمشيئة ايها الاخوة المشيئة مرادفة للارادة الكونية. المشيئة مرادفة للارادة الكونية. يعني ان يشأ يريد ذلك كونا يذهبكم ايها الناس يفنيكم ويميتكم ويأتي باخرين غيركم. وكان ذلك وكان الله على ذلك قديرا ها كان الله على ذلك قديرا لانه لا يعجزه شيء. وقبل ذلك ولله ما في السماوات وما في الارض وكفى بالله وكيلا. وكفى بالله قلنا ان الوكيل هو القائم على امر القائم على امر وعلى شأنه. وكفى بالله وكيلا فنعم المولى ونعم الوكيل وهذا فيه حث على التوكل عليه جل وعلا. ثم قال من كان يريد ثواب الدنيا فعند الله ثواب الدنيا والاخرة. وكان الله سميعا بصيرا. اي اطلبوا ثواب الدنيا والاخرة من الله فهو المالك لثواب الدنيا والاخرة فاطلبوه منه وليكن همكم طلب ثواب ولا مانع ان يطلب الانسان ثواب الدنيا بعد ان يكون هدفه ثواب الاخرة كمن كمن زكى يريد وجه الله والتقرب اليه وطاعته بهذه الزكاة ويريد ايضا ان ينمي الله ماله او تصدق بصدقة يتقرب بها الى الله ويريد ان يشفى بها من مرضه وما شابه ذلك آآ نبدأ لنقف الامام موجود والله اعلم وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا محمد