الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم. وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين. اما بعد يقول الله جل وعلا في سورة النساء يا ايها الذين امنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله ولو على انفسكم او الوالدين والاقربين ان يكن غنيا او فقيرا فالله اولى بهما فلا تتبعوا الهوى ان تعدلوا وان كلوا او تعرضوا فان الله كان بما تعملون خبيرا في هذه الاية الكريمة العظيمة توجيه كريم من رب العالمين مناديا عباده بوصف الايمان ذلكم الوصف الذي اذا قام في الانسان حمله على فعل الاوامر واجتناب النواهي حمله على الاستجابة لله ورسوله كونوا قوامين القوامين جمع قوام والقوام هو المبالغ في القيام بالشيء والمراد وهذه صيغة مبالغة قوامين قالوا ليتكرر منهم القيام بالقسط وهو العدل في شهادتهم دائما وابدا ليس مرة واحدة لان الزيادة في المبنى تدل على الزيادة في المعنى فقوموا بالشهادة كل وقت وحين وكلما طلب منكم ذلك وليكن ذلك بالقسط اي بالعدل فلا تعدلوا يمينا او شمالا بل اشهدوا بالحق لكم او لغيركم ذي القريب والبعيد للصديق والعدو ولهذا قال ولو على انفسكم وشهادة الانسان على نفسه تكون بالاقرار يقال فعلت كذا فيقول نعم يصدق هذه شهادة الانسان على نفسه وليس معنى ذلك انه يقول اشهد انني فعلت وفعلت لكن يقر اذا انت فعلت كذا فيقول نعم شهادة الانسان على نفسه هي اقراره بما فعله لان الصدق منجاة قال جل وعلا ولو على انفسكم او الوالدين حتى لو كان آآ نعم قبل ذلك قال شهداء لله كونوا قوامين بالقسط شهداء لله. كما قال جل وعلا واقيموا الشهادة لله ومعنى لله يعني ابتغاء وجهه ليس من اجل المصلحة لك والمنفعة. لو كانت تلك الشهادة على نفسك او على والديك لان حق الوالدين عظيم واعظم الحقوق على الانسان حق والديه فلا تشهد لهما بغير الصدق واشهد عليهما بالصدق ولو كان ظاهر الامر من هذه الشهادة انه سيترتب عليه مؤاخذة وسيكون الحق عليهم لا لا لخصمهم ولو كان ذلك والاقربين ويشمل جميع الاقارب ومنهم الوالدان من باب ذكر العام بعد الخاص لعظم حق الوالدين دائما ما يفردهم الله جل وعلا بالذكر ثم يذكر الاقربين بعدهم. والوالدان من الاقارب لكن عظم حق الوالدين يفردهما بالذكر وكذلك سائر الاقارب اخوك ابن اخيك عمك ابن عمك خالك سائر الطراوة والاقارب يشمل القرابة من النسب وهم كما هو مقرر خمس جهات الابوة والبنوة والاخوة والعمومة والخؤولة قال جل وعلا ان يكن غنيا او فقيرا فالله اولى بهما ان يكن المشهود له غنيا او يكون فقيرا فالله اولى بهما فلا تغير شهادتك وتشهد بغير العدل للغني من اجل غناه ولا للفقير من اجل فقره ولهذا قال ابن كثير في تفسيره لا ترعاه لغناه لغناه لا تراعيه يعني لا تراعيه لا ترعاه لغناه ولا تشفق عليه بفقره الله يتولاهما بل هو اولى بهما منك واعلم بما فيه صلاحهما اذا الله اولى بالناس واولى بخلقه من غيره وانت ايها العبد مأمور بالشهادة بالقسط والعدل فلا تأخذك رأفة بالفقير فتشهد له بغير الحق ولا ايظا تشهد الغني رجاء منفعته فلا تشهد الا بالقسط والعدل هكذا امرنا الله عز وجل ولهذا جاء في السيرة الصحيحة ان النبي صلى الله عليه وسلم ارسل عبد الله ابن ابي رواحة رضي الله عنه الى يهود خيبر وقال احرص عليهم ثمارهم فخرص لهم فخرص عليهم اه ولكن قبل ان يقوم بالخرس عرظوا له يهود عرظوا عليه الرشوة ارادوا يعطونه شيئا حتى يراعيهم بخرص ثمارهم فقال رضي الله عنه لقد جئتكم من احب الناس اليه وانكم لابغضوا الي من اخوانكم من القردة والخنازير ولكن لا لا يحملني حبي له وبغضي لكم الا اعدل معكم فقال اليهود بهذا قامت السماوات والارض بالعدل هذا الواجب على المسلم والشهادة تتعين في بعض المواطن اذا لم يكن هناك من يشهد غيرك او لم يرى هذا الامر الا انت فيجب عليك ان تشهد ولو كان على نفسك قال جل وعلا ولا تتبعوا الهوى الهوى المراد به هوى النفس وهو ميلها الى ما يخالف الشرع لكن قد يكون الهواء احيانا ممدوحا ان يكون هوى الانسان تبعا لما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم ويهوى الشرع ويهوى الخير لكن المراد هنا الهوى المخالف للشرع فلا تتبعوا الهوى ان تعدلوا يعني كراهة ان تعدلوا لا تتبعوا الهوى فنهاهم عن اتباع الهوى لكراهة عدم العدل كراهة عدم العدل قال بعض المفسرين فلا تتبعوا الهوى فلا تعدلوا ان اتبعتم الهوى حملكم على عدم العدل لانه شهد شهد بهوى نفسه وراعى بعض الامور لكن الشهادة بالعدل بالقسط هذه التي تحقق العدل والصدق قال وان تلووا او تعرضوا وان تلو او تعرضوا. قرأ من الولاية وان تلوا الشهادة وان تلو الشهادة وقرأت تلو وهذه قرأ بها الجمهور مأخوذة من الليل وهو التحريف وتعمد الكذب والمعنى تحرف الشهادة وتغيرها. تلو من الليل. ولهذا قال الله عز وجل وان تلووا يعني تحرف الشهادة او تعرض والمراد بالاعراض عن الشهادة هو كتمانها وعدم اظهارها فان فعلتم هذا وهذا او هذا كلاهما الله مطلع عليكم. ولهذا قال فان الله كان بما تعملون خبيرا عليما ببواطن الامور ويعلم ما حصل منكم من تحريف للشهادة كتمان للشهادة وسيجازي كل عامل بما عمل يوم يقفون بين يديه جل وعلا وعلى قراءة ابن عامر وان تلو من الولاية يعني وان تتولوا القيام بالشهادة فتتركوا شيئا منها او تكتموه او تعرضوا والاعراض هنا المراد به الكتمان فان الله بما كان بما تعملون خبيرا. فالحصر ان الله جل وعلا هدد الشهداء الذين يغيرون ويبدلون بالشهادة ولا يأتون بها بالقسط سواء حرفوا الشهادة وغيروها شهدوا لكن غيروا الحقيقة او انهم كتموا الشهادة ولم يشهدوا. وليس هناك احد غيرهم يعلم هذا الامر فدل على خطأ الامر وعظم الامر الا من شهد بالحق فلابد ان يشهد الانسان بالحق له او عليه ويحذر من كتمان الشهادة اذا لم يكن هناك غيره ويحذر ايضا من لي الشهادة وتحريفها او ترك شيء من شهادته مما يحصل فيه مصلحة للمشهود له. فيشهد بالحق الذي رآه ثم قال سبحانه وتعالى يا ايها الذين امنوا امنوا بالله ورسوله يا ايها الذين امنوا امنوا بالله ورسوله والكتاب الذي نزل على رسوله والكتاب الذي انزل من قبل ومن يكفر بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر فقد ضل ضلالا بعيدا يا ايها الذين امنوا نداء عزيز على النفوس يفرح به المؤمن اذا سمع يناديك ربك يناديك الله جل وعلا لتنتبه لاهمية ما سيأتي كما قال ابن مسعود اذا سمعت يا ايها الذين امنوا فارعها سمعك فانه اما خير تؤمر به واما شر تنهى عنه. وهنا خير تؤمر به وقال يا ايها الذين امنوا امنوا هل هذا من باب التكرار او تحصيله حاصل نقول لا قالوا يا ايها الذين امنوا يعني دخلوا في الايمان وتلبسوا به امنوا قالوا اثبتوا على ايمانكم او النور عليه يا ايها الذين امنوا دخلوا في الايمان وامن فعلا هو امن. امنوا وهذا امر لهم بالثبات على هذا الدين. والمداومة عليه ليس الايمان يؤمن يوم ويترك الايمان بعد ذلك بل يؤمن ويجب عليه ان يثبت ويحقق هذا الايمان ويستمر عليه وهكذا قال ابن كثير يأمر تعالى عباده المؤمنين بالدخول في جميع شرائع الايمان وشعبه واركانه ودعائمه وليس هذا من باب تحصيل الحاصل بل بل من باب تكميل الكامل وتقريره وتثبيته والاستمرار عليه كما تقول كما يقول امرؤ في كل صلاة اهدنا الصراط المستقيم ايبصرنا فيه وزدنا هدى وثبتنا عليه فامرهم بالايمان به وبرسوله الى اخر كلامه رحمه الله فالانسان وان كان على تقوى يقال له اتق الله ولقد وصينا الذين اوتوا الكتاب من قبلكم واياكم ان اتقوا الله اهدنا الصراط المستقيم. انت مهتدي ولله الحمد موحد تصلي ولكن كل يوم تسأل الله سبع عشرة مرة الهداية في الفرائض فقط لاهمية الهداية والمراد هداية التوفيق وهداية الانشاد. تسأل الله ان يعلمك ويبصرك ويبصرك بدينك وتسأله ان يرزقك العمل بداية التوفيق فالحاصل ان هذا ليس من باب تحصيل الحاصل بل هو من باب في زيادة افادة يا ايها الذين امنوا يعني تلبسوا بالايمان وصاروا من اهله اثبتوا على ايمانكم وحققوه. ولهذا قال الشيخ العثيمين ايضا في تفسيره اي حققوا ايمانكم واثبتوا عليه حقوا بايمانكم واثبتوا عليه امنوا بالله ورسوله. مر معنا الايمان بالله عز وجل يتضمن اربعة امور الايمان بوجوده جل وعلا وبربوبيته والوهيته واسمائه وصفاته والايمان يتضمن الاقرار التصديق عن اقرار. يصدق ويقر ويلتزم امنوا بالله ورسوله وهو نبينا صلى الله عليه واله وسلم والكتاب الذي نزل على رسوله وهو القرآن امنوا بالله وامنوا برسوله محمد صلى الله عليه واله وسلم وبكتابه الذي نزله عليه وهو القرآن والكتاب الذي انزل من قبل. وعملوا ايضا بالكتب التي انزلها من قبل النبي صلى الله عليه وسلم. ومنها التوراة والانجيل والزبور وصحف ابراهيم نؤمن ايمانا اجماليا وتفصيليا. فالاجمال في كل نؤمن بكل كتب كتب الله والتفصيل بما ذكر لنا ما اسمه نؤمن به بعينه هو الكتاب الذي عرفناه التوراة الانجيل القرآن الزبور صحف ابراهيم وذكر ابن كثير وغيره فائدة. يقول قال الله في القرآن نزل والكتاب الذي نزل على رسوله وقال في الكتب الاخرى انزل ما الفرق بينهما؟ من العلماء من يقول ليس هناك فرق هما مترادفتان ومنهم من يقول هناك فرق وهذا هو الصحيح وقال نزل يدل على نزوله مفرقا نزل مرة بعد مرة وانزل انزله دفعة واحدة ولهذا كانت السبل الكتب السابقة ظاهر الامر انها تنزل جملة واحدة بينما القرآن نزل مفرقا في ثلاث وعشرين سنة اذا هناك فرق وفائدة بين نزل وانزل. فنزل يدل على انه نزل مفرقا. موزعا وانزل يدل على انه نزل جملة واحدة قال والكتاب الذي انزل من قبل من قبل القرآن لان القرآن هو اخر الكتب كما ان نبينا صلى الله عليه وسلم هو اخر الرسل قال ومن يكفر بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر فقد ضل ضلالا بعيدا من يقابل الايمان بالكفر بدل ان يؤمن فيكفر بالله ويكفر بالملائكة ويكفر بالكتب وبالرسل وباليوم الاخر هذه اركان القدر او جل اركان قال آآ الايمان جل اركان الايمان لان اليوم الاخر هو القدر اه اليوم اليوم الاخر هو اليوم الاخر. بقي هنا القدر. قم بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر بقي الايمان بالقضاء والقدر ان كل شيء خلقناه بقدر قال فقد ظل ظلالا بعيدا ظل عن الصراط المستقيم والنهج القويم ظلالا ليس هينا ويسيرا بل ضلال بعيد واي ضلال اعظم من الكفر بالله ورسله وكتبه وملائكته واليوم الاخر ثم قال جل وعلا ان الذين امنوا ثم كفروا ثم امنوا ثم كفروا ثم ازدادوا كفرا لم يكن الله ليغفر لهم ولا ليهديهم سبيلا الذين امنوا دخلوا في الايمان لكن لم يثبتوا فيه ثم كفروا ارتدوا عن الايمان ثم امنوا بعد ذلك ايمانا غير ثابت. ولم ولم يخالط بشاشة القلوب ثم كفروا ثم ازدادوا كفرا ما امنوا ولو امنوا الايمان الشرعي وتابوا التوبة النصوحة النصوح لقبل الله عز وجل ذلك منهم ولكنهم ازدادوا كفرا الى كفرهم لم يكن الله ليغفر لهم لانهم ماتوا على الكفر وهذه هي اعمالهم امنوا مرتين وكفروا ثلاثة وازدادوا كفرا وما ظلمهم الله ولكن كانوا انفسهم يظلمون كل نفس بما كسبت رهينة قال ما كان الله ليغفر لهم لم يكن الله ليغفر لهم. يعني هم ما سلكوا طريق المغفرة والتوبة والرجوع والانابة الى الله سبحانه تعالى والاستغفار ولا ليهديهم طريقا ولا ليهديهم سبيلا اي طريقا الى الخير لا يوفقهم لطريق الخير حتى يسلكوه لان الجزاء من جنس العمل فلما زاغوا فزاغ الله قلوبهم والذين اهتدوا زادهم هدى واتاهم تقواهم فالجزاء من جنس العمل والانسان كما يعرفه جميع الناس مختار يختار ما يقدم على الامر الذي يريده وان كان هذا الاختيار لا يخرج عما قضاه الله وقدره لكنه لا يعلم ماذا قضى الله وماذا قدر فيقدم على الامور اقدام من هو حر في تصرفه يفعل الذي يختاره ويريده لكن ان كان هذا مما قضاه الله وقدره وقع والا حيل بينه وبينه ثم قال جل وعلا بشر المنافقين بان لهم عذابا اليما. البشارة هي الخبر الذي تتغير له بشرة الوجه يكون في الخير غالبا اكثر ما تكون البشارة بالخير في الخير بمعنى انها تقال لمن بشر بخبر سار فتتغير بشرة وجهه فرحا وشوقا لما سمع وقد تأتي البشارة بالعذاب والجامع بينهما تغير بشرة الوجه لكن في الخير تتغير بشرة وجهه فرحا وسرورا. وبالشر تتغير بشرة وجهه خوفا لسوء من سوء ما ما رآه وما عمله ولهذا قال بشر المنافقين والمراد بهم النفاق الاعتقادي وهو من عقد قلبه على الكفر بالله عز وجل واظهر في ظاهر امره الاسلام بان لهم عذابا اليما وهذا كما في قوله جل وعلا ذق انك انت العزيز الكريم. هذا توبيخ تبكيت نسأل الله العافية والسلامة لان لهم عذابا اليما اي مؤلما موجعا لمن لحق به لانهم ماتوا على الكفر نعوذ بالله الذين يتخذون الكافرين اولياء عندهم طوام كثيرة فكفروا وازدادوا كفرا وايضا يتخذون الكافرين اولياء يتولونهم من دون المؤمنين وهذا الفعل لا يصدر من مؤمن فان الولاء والبراء الولاء للمؤمنين والبراء من اعدائهم المشركين الكافرين هذا هو الواجب في حق كل مؤمن ولكن هؤلاء يتولون الكافرين لانهم معهم في الباطن هم في الحقيقة معهم في الباطن واذا خلوا الى شياطينهم قالوا انا معكم انما نحن مستهزئون قال جل وعلا ايبتغون عندهم العزة وهذا استفهام انكار وتوبيخ وتقريع فيبتغون عندهم العزة يطلبون ويبحثون عن العزة عند الكافرين فان العزة لله جميعا. العزة لله وحده لا شريك له. وله العزة كلها وهذا كما قال جل وعلا من كان يريد العزة فلله العزة ولرسوله من كان يريد العزة فلله العزة جميعا. في اية اخرى ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين ولكن المنافقين لا يعلمون والعلماء يقولون العزة ثلاثة اقسام يمكن هذا ان يقرر عند اسم العزيز كلما ذكر فيقول عزة ثلاثة اقسام عزة القهر والله جل وعلا له العزة جميعها الانواع الثلاثة كلها له فالاول عزة القهر وهو انه غالب غير مغلوب يقهر غيره على ما يريد فهو غالب غير مغلوب جل وعلا. ومنه قوله جل وعلا ولله العزة ولرسوله ومنها عزة القدر وهو انه ذو قدر عظيم لا نظير له جل وعلا. ليس كمثله شيء وهو السميع البصير. ولله المثل الاعلى وعزة الامتناع وهو امتناع النقص عليه فهو الكامل من كل وجه ويمتنع عليه النقص ولهذا قال فلله فان العزة لله جميعا عزة القهر وعزة القدر وعزة الامتناع جميعا كلها له سبحانه وتعالى اذا اذا اردت العزة والرفعة والقوة والكمال البشري فاطلبها من الله بطاعته جل وعلا والالتزام باوامره واجتناب نواهيه ولا تطلبنه ما من احد كائنا من كان العزة له جل وعلا ويهبها لمن يشاء من عباده ولهذا من النقص وظائف الايمان التسابق الى البشر فطلب العزة منهم سواء كانوا اصحاب الاموال او اصحاب الجاه او غير ذلك اطلبها ممن يملكها جل وعلا ومن العزة جميعها له سبحانه وتعالى قال وقد نزل عليكم في الكتاب ان اذا سمعتم ايات الله يكفر بها ويستهزأ بها فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره وقد نزل عليكم في الكتاب اي في القرآن. ويعني بذلك قوله جل وعلا في سورة الانعام. واذا الذين يخوضون في اياتنا فاعرض عنهم مع ان سورة الانعام متأخرة عن سورة النساء وهذا دليل ان السورة الواحدة قد يكون لا يلزم ان ان تكون السورة نزلت كلها جملة واحدة ولهذا جاء عن بعض الصحابة انه قال كان النبي صلى الله عليه وسلم اذا نزل عليه القرآن قال ضعوا هذه الاية في السورة التي تقول كذا وكذا فلا تقعدوا معهم حتى نعم وقد نزل عليكم في الكتاب ان اذا سمعتم ايات الله يكفر بها ويستهزأ بها هل هذه الايات هي الكونية او الشرعية من العلماء من اختار الشرعية ومنهم من اختار الكونية والذي يظهر العموم سواء سمعت احد يستهزأ بالايات الكونية بالشمس بالقمر بالسماء بالارض بالليل بالنهار او بشيء مما اودعه الله في الكون او يستهزئ بالايات الشرعية بالقرآن للنبي صلى الله عليه وسلم فلا تقعدوا معهم وهذا فيه دليل على ان انكار القلب هو اضعف مراتب الايمان يقتضيه مفارقة الابدان بعض الناس يقول والله انا انكر شرب الدخان او الموسيقى لكن يجلس في مجلس فيه الموسيقى والدخان مثلا او شيء مما حرم الله لا ما يجوز لك ان تجلس كذلك لو جلست في مجلس يخوض فيه قوم بالاستهزاء في الدين او باهل الدين او بايات الله او بشيء من ايات الله لا يجوز ان تبقى معهم لهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فان لم يستطع فبلسانه فان لم يستطع فبقلبه وذلك اضعف الايمان تغيير القلب يقتضي ان تفارق هذا المجلس ولا تبقى فيه الا اذا كان لا خيار لك ولا حيلة لك بدل ما يحصل موسيقى في الاماكن العامة في الطائرة او في المطارات الانسان ما ما يتصرف بهذا وان كان الامر بالمعروف والنهي عن المنكر شأنه عظيم لكن الشيء الذي لا يقدره الانسان بل عفا الله عنه عفا الله عن هذا الرجل لا يكلف الله نفسا الا وسعها قال جل وعلا فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره الخوظ هنا المراد به يعني حتى يتحدثوا والخوض يطلق بمعنى الحديث معنى التحدث ويطلق بمعنى الخوض في ما هو محرم او فيما هو مكروه وما لا فائدة فيه القصد هنا حتى يتحدثوا عن حديث في شيء اخر غير الاستهزاء بايات الله والكفر بها ثم قال انكم اذا مثلهم ان جلستم معهم وهم يستهزئون بايات الله ولم تتمعروا ولم تتغيروا فانكم اذا مثلهم قال الشيخ السعدي رحمه الله في تفسيره مثلهم لانكم رضيتم بكفرهم واستهزائهم والراضي بالمعصية كالفاعل لها والحاصل ان من حضر مجلسا يعصى الله به فانه يتعين عليه الانكار يتعين عليه الانكار عليهم مع القدرة او القيام مع عدمها. ما تنكر تنكر قم من هذا المكان اما تبقى تقول انك مؤمن وتغار على دين الله واهل الشر يستهزئون بالله وبرسوله او بكتابه او بدينه وتجلس معهم هذا غير مقبول قال جل وعلا ان الله انكم اذا مثلهم ان الله جامع المنافقين والكافرين في جهنم جمعا سيجمعهم جل وعلا جميعا. لانهم مستوون في الكفر فالمنافق هو النفاق الاعتقادي هنا وليس النفاق العملي لكن نفاق الاعتقاد الذي قد طوى قلبه على الكفر بالله جل وعلا اذا ما الفرق بينه وبين الكافر؟ ان الكافر يعلن ويظهر فهو كافر ظاهرا وباطنا واما المنافق فانه كافر باطنا في الحقيقة. واما في الظاهر يرائي يراءي الناس ولهذا جمع الله بينهما جزاء وفاقا في جهنم. وهو اسم من اسماء النار يدل على شدة ظلمة النار نعوذ بالله من ذلك. ثم قال جل وعلا الذين يتربصون بكم الذين يتربصون بكم الاصل في التربص هو الانتظار وترقب الحوادث ينتظر ويترقب ما يحدث ويقع فهم يتربصون بالمؤمنين الدوائر وينتظرون فيطمعون في نزول المصائب والحوادث بالنبي صلى الله عليه وسلم وباصحابه وهذا بيان لحقيقة المنافقين انهم ليسوا مع المؤمنين وان اظهروا الايمان في ظاهر امرهم الذين يتربصون بكم فينتظرون بالمؤمنين الدوائر. ينتظرون متى تحل بهم العقوبات؟ يفرحون بذلك فان كان لكم فتح اي نصر وتأييد وظفر وغنيمة ونحو ذلك اذا كان لكم فتح ومنه النصر والتأييد والغنيمة والظفر على الاعداء قالوا وهذا الفتح من الله يفتح به على عباده دليل على ان النصر من الله والامور بيده جل وعلا قالوا ان الم نكن معكم الم نكن معكم ايها المسلمون ايها المؤمنون وان كان للكافرين نصيب قالوا اذا كان الكافرين حظ مما انتصروا على المؤمنين او حصل لهم شيء قالوا الم نستحوذ عليكم المؤمنين قالوا الم نكن معكم لانه في الظاهر مع المؤمنين لكن الكافرين وهم معهم حقيقة قالوا الم نستحوذ عليكم ونمنعكم من المؤمنين والاستحواذ الاصل فيه الغلبة والاحاطة الاصل في الاستحواذ هو الغلبة والاحاطة والمعنى يقول الطبري الم نغلب عليكم حتى قهرتم المؤمنين نستحوذ عليكم قال المعنى الم نغلب عليكم حتى قهرتم المؤمنين ونمنعكم منهم بتخذيلنا اياهم حتى امتنعوا منكم هذا معنى الاستحواذ يقول نحن يعني استحوذنا عليكم يعني منعناكم وخذلنا عنكم وخذلنا المؤمنين وقال الشوكاني معنى نستحوذ عليكم اي نقهركم؟ الم نقهركم ونغلبكم ونتمكن منكم ولكنا ابقينا عليكم ابقينا عليكم. الحاصل ان الاستحواذ هنا انهم يقولون للكافرين ما يدل على انهم معهم. في الحقيقة استحوذوا عليهم منعوهم من الاعداء خذلوا الاعد اعداءهم هم مؤمنون ولهذا سيأتي انهم مذبذبين بين ذلك بين هؤلاء وهؤلاء فيقول الم نكن معكم؟ نعم في الظاهر كنتم. لكن في حقيقة الامر مع الكافرين هذا القرآن الم يستحوذ عليكم استحوذنا عليكم وغلبنا عليكم ومنعناهم من اذيتكم او خذلناهم عنكم الم نستحوذ عليكم ونمنعكم من المؤمنين نمنعكم من ان يعتدي عليكم المؤمنون او يقتلوكم او يلحق بكم الاذى لانهم منهم فالله يحكم بينكم يوم القيامة فالله يحكم بينكم بين المؤمنين والكافرين بين المؤمنين والمنافقين ولابد من هذا الحكم والله حكم عدل ولهذا قال فالله يحكم بينكم يوم القيامة من حكمة الله ان هذا لا يكون في الدنيا وان كان الحقيقة المتأمل يجد انه في الدنيا يجعل الله جل وعلا الدائرة لاهل الايمان الدائرة لهم لكن يبتلون مدة وكلما كانوا اقوى ما بامر الله كلما كانوا اقوم بامر الله جل وعلا كان الحكم لهم فان الله حكم عدل ولهذا لن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا كما في اخر الاية قال فالله يحكم بينكم يوم القيامة ولن يجعل للكافر ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا لن يجعل لهم للكافرين على المؤمنين طريقا ويجترح العلماء كيف لم يجعل الله للكافرين عن المؤمنين سبيلا فالجواب الاول ان هذا يوم القيامة وقد جاء رجل الى علي بن ابي طالب رضي الله عنه فقال يا امير المؤمنين كيف هذه الاية ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا فقال علي رضي الله عنه ادنه ادنه معنى اذنه يعني ادنو لكن هذي يسمونها هاء السكت قال اذنه ادنه ثم قال فالله يحكم بينكم يوم القيامة وليجعل الكافرين وليجعل الله الكافرين على المؤمنين سبيلا لاحظتم وجه الاستدلال الاية واضحة يقول فالله يحكم بينكم يوم القيامة. والليل على الكافرين على المؤمنين سبيلا في القيامة هذا الجواب. والجواب الثاني او تفسير الاية قالوا ولا يضيع الله للكافرين على المؤمنين سبيلا المراد به الاستئصال ليجعل لن يسلط الله الكافرين على المؤمنين ولن يجعل لهم سبيلا بحيث انهم يستأصلون المؤمنين والمسلمين ويقضون الاسلام ما يمكن ولو اجتمع عليهم من باقطارها كما في الحديث ولكن يكون بعضهم يهلك بعضا والحقيقة ان القول الاول واضح ومتجه لانه استدل بان ظاهر النص وان هذا يوم القيامة ثم قال جل وعلا ان المنافقين يخادعون الله وهو خادعوهم ان المنافقين الذين يظهرون الاسلام ويبطنون الكفر يخادعون الله فيعملون عمل المخادع يعملون عمل المخادع فاذن فسماه خداعا باعتبار فعلهم واعتقادهم لان هؤلاء المنافقين لما خدعوا المؤمنين واخذهم النبي صلى الله عليه وسلم بظواهرهم وان كان قد اعلمه الله بحقيقتهم فاخذهم المسلمون بظواهرهم. رأوا انهم قد خدعوا المسلمين بهذا فظنوا ايظا ان الامر يروج على الله كما راجع للخلق هذا لقلة معرفتهم بربهم سبحانه وتعالى ولهذا قال وهو خادعهم هم يخادعون ويفعلون فعل المخادع لكن لا يمكن ان يكون هذا في حق الله جل وعلا لان الذي يخدع الذي لا يدري يخفى عليه شيء يغيب عنه شيء اما الله جل وعلا فالسر عنده علانية ولا يخفى عليه شيء ولقد قال جل وعلا ولقد خلقنا الانسان ونعلم ما توسوس بنفسه. حديث النفس يعلمه جل وعلا فكيف بالافعال والاقوال لكن هذا لفرط جهلهم وقلة ايمانهم ومن مر معنا في اول سورة البقرة ان ذكرنا هذه الصفة وقلنا ان صفات الله جل وعلا منها ما يثبت له على سبيل الاطلاق ومنها ما يثبت له على سبيل التقييد والمجازاة تقول يخادعون الله وهو خادعهم ويمكرون ويمكر الله انما نحن مستهزئون الله يستهزئ بهم فتذكر هذا الوصف لله على سبيل التقييد والمجازاة ومنه ما يثبت لله مطلقا العزيز الحكيم العليم الرحمن اغلب الاسماء هذا ينظر الى اللغة العربية فما كانت دلالته في لغة العرب كمالا فانه يثبت لله مطلقا بدون تقييم. وما كان في اللغة يدل على الكمال وعلى ضده احيانا فلا يثبت لله منه الا ما كان كمالا لان الخداع للمخادع كمان والاستهزاء بالمستهزئ كمان والمكر بالماكر كمال ولهذا اثبت لنفسه خدع الكافرين والمنافقين فلا تقول الله مخادع هكذا او يخدع لا لابد من التقييم يقول الله مخادع للمخادعين يخدع المخادعين يمكر بالماكرين يستهزئ بالمستهزئين حتى تنص على ما كان كمالا من ذلك قال واذا واذا قاموا الى الصلاة وقال بعض السلف وهو خادعهم قالوا يعني يملي لهم حتى يستمروا في نفاقهم وظربوا مثالا لذلك قول الله جل وعلا يوم يقول المنافقون والمنافقات للذين امنوا انظرونا نقت باسم نوركم. قيل ارجعوا وراءكم فالتمسوا نورا فضرب بينهم بسور له باب باطنه فيه الرحمة وظاهره من قبله العذاب ينادونهم الم نكن معكم؟ قالوا بلى ولكنكم فتنتم انفسكم وتربصتم وارتبتم وغرثتم الاماني فجاء امر الله وغركم بالله الغرور فاليوم لا يؤخذ من فدية الايات والحصى ان هذا من خدع الله لهم يمشون مع المؤمنين يستضيئون بنورهم ففي اثناء طريقهم حينما كما في الحديث الذي في الصحيحين كل امة تعبد تتبع معبودها لك المؤمنين وانهم يقول ننتظر ربنا فذكر الحديث وفيه انهم يسيرون مع المؤمنين يستضيئون بنورهم فاذا وصلوا مكانا معينا ضرب بين المؤمنين وبينهم بسور سور سورة ركعة الجدار في الدنيا وهذا له باب هذا السور باطنه فيه الرحمة من جهة المؤمنين فيه الرحمة وظاهره من قبله العذاب. هذا من خدع الله لهم. يظنون انهم مع المؤمنين يظنون ينجون ساروا مع المؤمنين الذين نجاهم الله ولهم نور يضيء فيسيرون معهم يظنون انهم سينجون هذا من خادع الله لهم فيضرب بينهم بسور له باب فالحاصل انه يثبت والخداع لله على سبيل التقييد والمجازاة قال جل وعلا واذا قاموا الى الصلاة قاموا كسالى يراءون الناس ولا يذكرون الله الا قليلا. اذا من صفاتهم المخادعة لله جل وعلا والمؤمنين ومن صفاتهم انهم يقومون كسالى الى الصلاة فلا ينشطون لها ولا يفرحون بها لانهم انما يصلون رئاء الناس يصلون خوفا من النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه والا لا يحملهم هذا الذي يحمل المؤمن وهو حب الصلاة والتقرب بها الى الله. لا ولهذا اثقل الصلاة على المنافقين كما قال النبي صلى الله عليه وسلم العشاء والفجر لماذا لانها كانت في شدة الظلمة شدة الظلمة ما كان في كهربا ولا والشمس قد غابت والليل قد ظرب بظلامه فيقول الان ما يروننا ليش نروح نصلي لكن الظهر العصر المغرب يرونهم ولهذه يحافظون على الصلاة نعوذ بالله من حال النفاق واهله يقول جل وعلا واذا قاموا الى الصلاة قاموا كسالى اذا ينبغي لك يا اخي اذا قمت للصلاة لا تقوم وانت كسلان قم وانت نشيط قال ابن عباس وهو اسناد صحيح الى ابن عباس رواه عنه ابن مردوية قال يكره ان يقوم الرجل الى الصلاة وهو كسلان ولكن يقوم اليها طلق الوجه وجه الطلق يعني متهلل فرح بالصلاة ولكن ليقم اليها ولكن يقوم اليها طلق الوجه ويروى طليق الوجه منطلق يعني تهللت اسارير وجهه فرحا بهذه الصلاة طلق الوجه عظيم الرغبة شديد الفرح فانه يناجي الله وان الله امامه يغفر له ويجيبه اذا دعاه ثم يتلون عباس هذه الاية واذا قاموا الى الصلاة قاموا كسالى والله هذي فائدة عظيمة يا اخوان تظرب لها اباط الابل هباط الطائرات تضرب يأتي للصلاة لكن تجده كسلان ضايقة صدره يمكن بعض الامور في البيت لا انت ذاهب الان الى بيت من بيوت الله وستقف بين يدي الله ستصلي هذه العبادة تكفر عنك السيئات ترفع لك الدرجات تنجو بها من النفاق تزداد ايمانا فينبغي ان يمشي اليها وفرح مسرور بعدا عن مشابهة المنافقين الذين يقومون كسالى الى الصلاة ولهذا خلى الناس يعرفون اذا بغى اذا ارادوا ان توافق على امر يجونك وانت رايح للصلاة مبسوط ومسرور قوة الايمان اما اذا الصلاة ضايق صدرك اذا رجعت ما في اشكال لا ابتعد عن هذا هذا دليل ان الانسان يبغيه ان يراعي هذه الامور وان كان قد يعظ الانسان احيانا شيء يغلب عليه لكن تكون هذه حالة يكون فرح مسرور يقف بين يدي رب العالمين سبحانه وتعالى هذه الصلاة التي قال النبي صلى الله عليه وسلم فيها وجعلت قرة عيني الصلاة فاذا حزبه امر قال ارحنا يا بلال بالصلاة راحة طمأنينة واذا كنت تجد ثقل للصلاة وكسل عن الذهاب اليها راجع نفسك واجتهد في اصلاح نفسك هذه ما هي من علامات الايمان يراجع الانسان نفسه استغفر يتوب حتى يتخلص من هذه الامور والله المستعان قال جل وعلا يراعون الناس في اعمالهم كلها ومنها الصلاة يؤدونها من اجل رؤية الناس لهم. وكذلك بقية الاعمال يراؤون الناس ولا يذكرون الله الا قليلا. يعني الا ذكرا قليلا والايمان من علاماته الذكر الكثير يا ايها الذين امنوا اذكروا الله ذكرا كثيرة قال والذاكرين الله كثيرا والذاكرات هم الذكر المسلم لابد ان يذكر ربه في اليوم والليلة. الست تصلي لابد ستقرأ قرآن في الصلاة ستسبح ستحمد ستستغفر ستثني على الله لكن الذي جاء الحث عليه هو الاكثار من ذكر الله فما جاء ان ابا ذر قيل له كم تسبح يا ابا ذر؟ كان يسبح قال عشرة الاف ان لم تخطئ الاصابع ها نحن كثير من الناس اذا سبح مئة ما في احد اكثر منهم اكثر من ذكر الله. سبح استغفر كان شيخنا العلامة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله اية في هذا الباب كان يذكر الله احيانا وهو يأكل وهو يغسل يسمع درس العلم اذكر الله دائما سبحان الله والحمد لله لا اله الا الله والله اكبر رحمه الله نحسبه من الائمة الذي يقتدى بهم والله حسيب الجميع فالحاصل انك اكثر من ذكر الله سبحان الله! الحرمان هذا حرمان من الله عز وجل والا تجد بعض الناس يسافر بالسيارة تكون مسافة ساعة ساعتين او اكثر او اقل او بالطائرة وتجده صامت يعني هذا رجل عاقل لكن صامت لا يتكلم بشيء بس ينظر بعينيه هذا احسن حالا بعض الناس لا يتكلم ما يسكت لكن يتكلم بامر لا يجوز او يغني او ينشد ويقول اناشيد اسلامية ما في الاسلام ما في اناشيد وبعض الناس يتكلم بما يضره ايضا الغيبة النميمة الطعن في الناس يا اخي حرك لسانك والله هذي فرصة عظيمة واعلم انك اذا اكثرت من ذكر الله ابشر بطمأنينة القلب الا بذكر الله تطمئن القلوب. ولهذا ينصح الذي معه هم او وسواس بكثرة لله عز وجل حتى يطمئن قلبه قال جل وعلا ولا يذكرون الله الا قليلا مذبذبين بين ذلك لا الى هؤلاء ولا الى هؤلاء. الذبذبة الاصل فيها التردد بين امرين او بين شيئين ولهذا جاء في وصف المنافقين انهم كالشاة العائرة بين غنمين شاه مترددة بين غنمين فتجري الى هذه هذا القطيع من الغنم. فاذا جاءته شمته فلم فلم تعرفه فرجعت الى الفريق الثاني فاذا جاءته نفس الحال فرجعت فهم ذبذبون مترددون بين الاسلام في الظاهر والكفر في الباطن لا ليسوا كفارا خلص وليسوا بمؤمنين خلص قال مذبذبين بين ذلك لا اله لا الى هؤلاء ولا الى هؤلاء لا الى المؤمنين ولا الى اليهود لا الى المؤمنين ولا الى اعداء المؤمنين ثم قال جل وعلا ومن يضلل الله فلن تجد له سبيلا. هؤلاء قد اضلهم الله المنافقون النفاق الاعتقادي. قد اظلهم بسبب اعمالهم الخبيثة فمن اظله الله لن تستطيع او لن تجد له سبيلا طريقا الى الهداية والى الاستقامة والى التوبة عن عما كان عليه من باطل نسأل الله ان يهدينا واياكم سواء الصراط سواء السبيل. قال جل وعلا الحقيقي ينبه هنا على مسألة صلاة الجماعة فان صلاة الجماعة واجبة في حق الرجال على الصحيح من اقوال اهل العلم ومن الادلة التي ذكرناها بالامس صلاة الخوف فلم يرخص لهم في ترك الجماعة وان رخص لهم في ترك بعظ اعمال الصلاة ومنها هذه الاية اذا قاموا الى الصلاة قاموا كسالى هذا الذي كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه الصلاة في الجماعة حتى المنافقون الذين هم كفار في الباطن يقومون مع الناس وهذا شأن المسلمين الصلاة في الجماعة ومن ذلك الحديث يقول النبي صلى الله عليه وسلم اثقل الصلاة على المنافقين العشاء صلاة العشاء وصلاة الفجر ولو يعلمون ما فيهما او هما ولو حبوا ولقد هممت ان امر بالصلاة فتقام ثم امر رجلا فيصلي بالناس ثم انطلق معي برجال معهم ازم من حق. حزم من حطب بالضم حزم من حطب الى قوم لا يشهدون الصلاة. فاحرك عليهم بيوتهم هم بالنار والله لا يحرق النبي صلى الله عليه وسلم الذي قال الله عنه بالمؤمنين رؤوف رحيم لا يحرق على امر مندوب وعندما يحرق على ترك امر واجب ما هو على ترك امر مندوب وحديث ابن ام مكتوم في صحيح مسلم وان لم يصرح باسمه في صحيح مسلم. لكن صرح به في السنن انه اتى الى النبي صلى الله عليه وسلم وقال يا رسول الله اني رجل كفيف البصر شاسع الدار ليس لي قائد يلائمني اتجد لي رخصة ان اصلي في بيتي؟ قال نعم فلما ولى يعني ذهب الرجل قال اتسمع النداء الاذان؟ قال نعم. قال اجب لا اجد لك رخصة رجل اعمى وليس عنده قائد دائما يوديه ويجيبه فكيف بك ايها المبصر من الله عليك بنعمة البصر هذا من شكر هذه النعمة الذهاب الى المساجد والصلاة مع المسلمين وانما بنيت المساجد لهذا يزهر كل اللي بيصلي في بيته ستخلو المساجد واجتماع الناس في المساجد خير لهم المسجد بيت خير للمسلمين وهو مدرسته ولهذا من فظل الله لا تجد المسجد بايدي الكفار ولا المنتسبين للكفر من العلمانيين وغيرهم يبحثون عن منابر غير المسجد ما يأتونه لكن الاشكالية باهل البدع مات من اهل البدع؟ نعم يأتون المساجد لكن الانسان عليه ان يغشى المساجد ويصلي ما لم تكن طبعا يصلي مع الامام الذي غير المبتدع ولكن اذا ابتلي ببدعة او امام مبتدع فهذا فيه تفصيل ان كانت بدعته مكفرة لا يجوز الصلاة الصلاة وراءها وان كانت بدعته دون الكفر مفسقة فان الصلاة وراءه صحيحة فيصلي وراءه وراءه لفظل صلاة الجماعة. ولا يفرط فيها وكل نفس بما كسبت رأينا ثم قال سبحانه وتعالى يا ايها الذين امنوا لا تتخذوا الكافرين اولياء اولياء من دون المؤمنين. وقد مر معنا بيان حال اولئك الذين يتخذون الكافرين اولياء من دون المؤمنين فاعاد مرة اخرى النهي عن اتخاذهم اتخاذ الكافرين اولياء لاهمية الولاء والبراء في الاسلام لان المؤمن حقا لا يتولى اعداء الله. لا يتولى اعداء اعداء الله لا يتولى اعداء الدين اعداء المؤمنين كيف يتولاهم وهم اعداء لله كفروا بالله يسبون الله يشتمونه يطعنون في الدين كيف يحبهم رجل في قلبه ايمان ولهذا قال يا ايها الذين امنوا ان كنتم مؤمنين حقا لا تتخذوا الكافرين اولياء تتولونهم وتثقون بهم وتناصرونهم من دون المؤمنين. تختصون بهم دون اهل الايمان اتريدون ان تجعلوا لله عليكم سلطانا مبينا استفهام انكاري توبيخي اتريدون بهذا الفعل وهو اتخاذ الكافرين اولياء من دون المؤمنين تريدون ان تجعلوا لله عليكم سلطانا مبينا اي حجة بينة واضحة ظاهرة وهذا دليل على تحريم موالاة الكفار والحذر من ذلك لا موالاتهم ولا توليهم لان تولي الكفار التولي كفر والموالاة معصية وكبيرة والمؤمن لا يفعل هذا ولا هذا بل ولاؤه لاهل الايمان اعزة على الكافرين اذلة على المؤمنين. هذا وصف المؤمنين اعزة اليوم عزة وقوة وانفة على اهل الكفر تواظع ولين للمؤمنين لماذا؟ للقرابة لا للايمان الذي في القلوب هنيئا لمن ينطلق من هذا الانطلاق قال جل وعلا ان المنافقين في الدرك الاسفل من النار نعوذ بالله وهذا دليل ان النار دركات والاصل في الدرك هو الطبق من اطباق جهنم الطبق من اطباق جهنم والدرك والدرك يقابل الدرجة في الجنة فالجنة درجات والنار دركات ان المنافقين في الدرك الاسفل من النار نعوذ بالله تحت عبدة الاوثان هو عبد في الاصنام لانهم يظهرون يخدعون يظهرون الاسلام وهم مبطنون للكفر فالله جامع المنافقين والكافرين جميعا لكن المنافقين لكن المنافقين تحت الكافرين في الدرك الاسفل نعوذ بالله وهذا دليل على قبح فعلهم وشناعة جرمهم قال جل وعلا ولن تجد لهم نصيرا. سبحان الله لن تجد له نصيرين يتولى نصرتهم والدفاع عنهم فهم مخذولون حتى هؤلاء الذين نافقوا معهم وهم معهم في الباطن وربما يدافعون عنهم ويستحوذون عليهم ويمنعونهم من المؤمنين ويحولون بين المؤمنين وبينهم والله ما ينصرونهم يوم القيامة قال جل وعلا الا الذين تابوا واصلحوا واعتصموا لابد من التوبة وهي الرجوع من معصية الله الى طاعته. ومراد التوبة النصوح التي تقتضي ان تكون لله. ويقلع عن الذنب ويندم على فعله ويعزم ان لا يعود اليه ويكون ذلك في وقت قبول التوبة قبل بلوغ الروح الحلقوم وقبل طلوع الشمس من مغربها فلا بد من التوبة الى الذين تابوا واصلحوا وهو اصلاح العمل فيسمع عمله ويظهر على عمله انه فعلا قد تاب من موالاة الكفار وان يكون معهم فظهر من عمله انه صلحت حاله صلح عمله صار مع المؤمنين حقا يتولاهم ويحضر صلاتهم وينشطوا الى الصلاة اي الدعاوى اذا لم يكن عليها بينات فاصحابها ادعياء. الا الذين امنوا الا الذين تابوا واصلحوا واعتصموا اي تمسكوا اعتصموا بالله اي تمسكوا بعهد الله وميثاقه الذي عهد في كتابه وهو وجوب الايمان وفعل ما امر الله به لان الاعتصام هو التمسك يتصل بكذا يعني تمسك به واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا. اذا اعتصم بالله تمسك بعهد الله وميثاقه الذي عهد به في كتابه. واخلصوا دينهم لله وهذا ايضا كل هذه قيود لا بد منها يصلح العمل ويعتصم بالله وان كان الاعتصام بالله من العمل الصالح لكن نص عليه لاهميته فيكون مرجعه الكتاب والسنة يصدر عن الكتاب والسنة ولا يتعصب لاحد ولا يأخذ برأي احد ويترك الكتاب والسنة واخرصوا دينهم لله فعلوا ذلك مخلصين له الدين يبتغون وجهه ويرجون ثوابه لا رياء ولا سمعة فاولئك مع المؤمنين فاولئك مع المؤمنين من فعل هذه الامور صار من المؤمنين ومعهم ومن جملتهم وسوف يؤتي الله المؤمنين اجرا عظيما. يا الله من فضلك وسوف يؤتي الله المؤمنين اجرا عظيما والذي قال عظيم هو الله كيف لا يكون؟ كيف لا يكون عظيما وهو ان الله عز وجل يدخلهم الجنة التي عرضها السماوات والارض وفيها ما لا عين رأت ولا اذن سمعت ولا خطر على قلب بشر ثم قال جل وعلا ما يفعل الله بعذابكم ان شكرتم وامنتم وكان الله شاكرا عليما. ما يفعل الله بعذابكم ان شكرتم وامنتم وكان الله شاكرا عليما قال ابن كثير اي ان اصلحتم العمل وامنتم بالله ورسوله قال ما يفعل الله بعذابكم؟ اي ان اصلحتم العمل وامنتم بالله ورسوله وكان الله شاكرا عليما. وقال الطبري والكلام الطبري اوضح ان ابن كثير ذكر المعنى العام. يقول الطبري في تفسيره ما يصنع الله بكم ايها المنافقون ما يصنع الله ايها المنافقون بعذابكم ما يصنع الله ايها المنافقون بعذابكم ان انتم تبتم الى الله ورجعتم الى الحق يعني لا يعذبكم وقال الشوكاني هذه الجملة متظمنة لبيان انه لا غرظ له سبحانه وتعالى في التعذيب الا من اجل المجازاة على العصيان والمعنى اي منفعة له في عذابكم ان شكرتم وامنتم فان ذلك لا يزيد في ملكه شيئا. كما ان ترك عذابكم لا ينقص من فالحاصل ان الله عز وجل بين انه ما يريد تعذيب العباد ورحمته سبقت عذابه فما يفعل الله بعذابكم؟ ماذا يصنع بعذابكم؟ ماذا يريد من عذابكم؟ ان شكرتم وامنتم. لكن ان لم تشكروا وتؤمنوا عذابكم ويعذبكم ويفعل ذلك بكم هل جزاء من جنس العمل وكان الله شاكرا يشكر لعباده طاعتهم ومن اسمائه الشاكر جل وعلا ولهذا يجوز ان تدعو لاخيك تقول شكر الله لك عليما فهو شاكر يشكر للطائع طاعته وهو عليم بالشاكر وغيره. ويجازي كل عامل بما عمل. ثم قال جل وعلى لا يحب الله الجهر بالسوء من القول الا من ظلم لا يحب الله الجهر بالسوء بالسوء من القول الا من ظلم. وكان الله سميعا عليما. قال علي بن ابي طلحة عن ابن عباس وهذي من اصح روايات عن ابن عباس لا يحب الله ان يدعو احد على احد الا ان يكون مظلوما. فانه قد ارخص له ان يدعو على من ظلمه وقوله وذلك قوله الا من ظلم. قال المراد به الدعاء مراد بالجهر هنا الدعاء الا المظلوم وهذا يؤيده الحديث الذي رواه ابو داود عن عائشة رضي الله عنها قالت سرق لها شيء فجعلت تدعو عليه. سرق لها متاع. فجعلت تدعو على السارق. فقال النبي صلى الله عليه وسلم لا بكي عنه لا تسبحي عنه بالسين والباء والخاء ومعنى لا وهذا الحديث صححه الشيخ الالباني في صحيح الترغيب ومعنى لا تسب في قالوا معناه لا تخففي قالوا تسبخي مثل تخففي وزنا ومعنى وا زن ومعانا لا لا تسبكي يعني لا تخففي عليه. لانك اذا دعوت يخف عنه العذاب بهذا الدعاء الذي انتصرت لنفسك به لكن ان لم تدعي تأخذي حقك كاملا يوم القيامة قال الحسن البصري لا يدعو عليه يعني على من ظلمه. وليقل اللهم اعني عليه واستخرج حقي منه اللهم اعني عليه واستخرج حقي منه وفي رواية عنه قد ارخص له ان يدعو على من ظلمه من غير ان يعتدي عليه. هذي مشكلة لظلم الواحد يدعو بالليل والنهار ويكيل الدعوات اعتداء تجاوز الحد لا انت عبد لله لا بد تنضبط وتقف ولهذا جاء في الحديث عند مسلم وغيره قال النبي صلى الله عليه وسلم المستبان ما قال المستبان ما قالا فعلى البادئ ما لم يعتد المظلوم ما معنى هذا الكلام؟ المستبان الذي سب احدهما الاخر فاثم السب على البادية الذي بدأ السب ما لم يعتدي المسبوب المظلوم الانسان احيانا يقول لك اذن يا فاسق بعض الناس يقول انت الفاسق وانت الكافر وانت المجرم هذا تتجاوز لكن لو لما قال الفاسق قال انت الفاسق هذا الاثم على الاول ما عليه اثم لكن اذا تجاوز وزاد ما لم يعتدي المظلوم يعني تجاوز الحد والخير للانسان الا يجهر بالسوء ولا بالدعاء على المسلمين ولا يكون سيء اللسان لكن اذا ظلم فله ذلك له ان يدعو على من ظلمه لكن لا يعتدي لا يحب الله الجهر بالسوء من القول الا من ظلم. هذا القول الاول ان ان المراد به الجهر بالدعاء والثاني لا يحب الله الجهر بالسوء من القول الا من ظلم فيجوز او فيخير او يعني له ان ينتصر بقدر ما نيل منه بقدر ما فعل به يفعل وقد يكون دعاء وقد يكون غير الدعاء يسبه امامه فيسبه يقول عنه كلاما يرد عليه امامه مثله لا يحب الله الجهر بالسوء الا من ظلم. وكان الله سميعا عليما. سميعا لاقوال الخلق. سميعا لكل شيء علما بكل شيء ومن ذلك جهر من جهر منهم بالسوء ومن ظلم ومن ظلم وهذا يقتضي انه سيجازي كل عامل بعمله ثم قال جل وعلا ان تبدوا خيرا او تخفوه او تعفوا عن سوء فان الله كان عفوا قديرا هذا فيه اشارة الى ان الاولى بالانسان ان يعفو عن من ظلمه ولا يجهر بالسوء حتى ولو كان مظلوما هذا افظل واحسن وعلى مرتبة ان تبدوا خيرا هذا فيه حث على تهيج على فعل الخيرات او تخفوه او تعفو عن سوء ما تجهر ولك ان تجهر ولك ان تأخذ بحقك فان الله كان عفوا قديرا ختم الاية بالعفو بالعفو والقدير دليل على الحث على العفو اعفو عمن ظلمك ولا تخن من خانك فالله يحب العافين عن الناس لكن المشكلة الانسان اذا غضب يغلو صدره يرى انه لابد ينتقم. اين التخلق باخلاق القرآن ولهذا ادركت بعض طلاب العلم بعض المشايخ اذا قيل له كلام سيء غفر الله لك غفر الله لك كان شيخنا الشيخ عبد العزيز بن باز اذا غضب واغضب غضب على الرجل يقول سبح سبح سبح. يعني قل سبحان الله هذي اقوى عبارة همها بعض طلاب العلم نسأل الله ان يعفو عنا ولا ولا اهل الشوارع يقولون الكلام الذي يقوله. وين انت من العلم؟ وين انت من القرآن يا اخوان نحن الانسان ولهذا الله جل وعلا يقول للنبي صلى الله عليه وسلم وانك لعلى خلق عظيم. تقول عائشة كان خلقه القرآن. ها هذي هذا هذا القرآن هذا توجيه الله لك هذا نهيه وهذا امره تخلق باخلاق القرآن بالاخلاق التي وردت في القرآن قال جل وعلا نعم هنا في فائدة حديث ذكره ابن كثير وحسنه الشيخ الالباني في صحيح ابي داوود قال حسن صحيح يقول اه روى ابو داوود وابو بكر البزار عن ابي هريرة ان رجلا اتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال ان لي جار يؤذيني ان لي جارا يؤذيني فقال له اخرج متاعك فظعه على الطريق متاعك اغراضك اغراضه ما هي مثل اغراضنا الان نبي تطلع اغراضك من البيت تبي لك تريلا تخرجها لا اغراضه قليلة ياخذها كلها ويطلعه برا قال اخرج متاعك فضعه على الطريق فاخذ الرجل متاعه فطرحه على الطريق. ممر الناس في الشارع فجعل كل من مر به قال ما لك مالك ايش فيك فقال جاري جاري يؤذيني فيقول اللهم العنه اللهم اخزه قال فقال الرجل ارجع الى منزلك والله لا اوذيك ابدا ان كل مر لعنه ودعا عليه بالخزي ويعني مستحق عنده اعمال عمل فعله. هي مخالفة. وجاء عند ابي داوود فيه زيادة. قال فجعل كل ما مر به لعنه فجاء الى النبي صلى الله عليه وسلم فقال ما لقيت من الناس قال لقيت من الناس يلعنونني فقال النبي صلى الله عليه وسلم ان لعن الله فوق لعنهم ثم قال للذي اشتكى آآ نصرت او يعني اخذ بحقك او نحو من ذلك فسبحان الله بعض الناس ما ما يرى للجار قيمة واذا زاد الجار شوي وداه الشرطة دعا للشرب لا الجار يحتاج صبر عليه لكن اذا بلغ اذاه ممكن تفعل مثل هذا والله المستعان. ثم قال الله جل وعلا ان الذين يكفرون ان الذين يكفرون بالله ورسله ويريدون ان يفرقوا بين الله ورسله ويقولون نؤمن ببعض ونكفر ببعض ويريدون ان يتخذوا بين ذلك سبيلا اولئك هم الكافرون حقا. واعتدنا للكافرين عذابا مهينا ان الذين يكفرون بالله ورسله يكفرون الكفر المعروف المخرج من الملة وهو ستر الحق واظهار ستر الايمان واظهار الكفر وعدم الايمان وكذلك يكفرون برسله ويريدون ان يفرقوا بين الله ورسله قال الطبري يريدون ان يفرقوا بين الله ورسله بان يكذبوا رسل الله. الذين ارسلهم الى خلقه احيه ويزعمون انهم افتروا على الله يزعمون ان هؤلاء الرسل افتروا على الله وذلك هو معنى ارادتهم التفريق بين الله ورسوله بنحلتهم اياهم الكذب والفرية على الله وادعائهم عليه الاباطيل. هؤلاء يريدون يفرقوا بين الله ورسوله. فيكذبون الرسول مع انه رسول والله الذي ارسله فيكذبونه وفيما جاء به هؤلاء يريدون ان يفرقوا بين الله ورسوله وها هو رسول الله والله الذي ارسله. وهو لم يفتري شيئا وانما جاء بالحق ويقولون نؤمن ببعض ونكفر ببعض. نؤمن بعض الكتاب ونكفر ببعض ويريدون ان يتخذوا بين ذلك سبيلا. قال بعضهم يقول نؤمن بنبينا موسى يقوله يهود. والنصارى يقول نؤمن بنبينا عيسى لكن لا نؤمن بمحمد واليهود يقول لا بمحمد ولا بعيسى. هؤلاء يؤمنون ببعض الكتاب ويكفرون بعض. هذا لا ينفع لابد ان تؤمن بجميع الكتاب. وان تحذر ان ترد شيئا منها وتكفر به قال جل وعلا ويريدون ان يتخذوا بين ذلك سبيلا. يريدون ان يتخذوا بهذا المنهج الذي هم عليه سبيلا وطريقا بين المؤمنين واعدائهم. يقول ابن كثير اي طريقا ومسلكا فاخبر الله عنهم بقوله اولئك هم الكافرون حقا بتجلية امرهم حقا هم الكافرون بعد هذه الصفات التي مرت هم الكافرون حقا. لانهم يزعمون ان هذا الايمان يكفي هم يزعمون انه يكفي يؤمنون ببعض ويكفرون ببعض ويقولون هذا الايمان يكفي وليسوا كالكافرين بكل الرسل فبين الله جل وعلا ان كفرهم كفر ان كفرهم كفر حقيقي وهو وهم الكافرون حقا لان من كذب رسولا واحدا فقد كفر بجميع الرسل قال الله جل وعلا كذبت قوم نوح المرسلين ونوح اول رسول ما كان هناك رسل. والله قال عن قومه كذبت قوم نوح والمرسلين كلهم. لان تكذيب رسول واحد والكفر واحد كالكفر بجميع الرسل. وقال جل وعلا كذبت عادل المرسلين. وقال كذب الثمود المرسلين. قال كذبت قوم لوط المرسلين مع ان هم كذبوا الا نبيهم. قال جل وعلا واعتدنا للكافرين عذابا مهينا. اعتدنا اي اعددنا وهيأنا عذابا مهينا يهين ويذل ويخزي من لحق به لشدته نعوذ بالله من ذلك والذين امنوا بالله ورسله ولم يفرقوا بين احد منهم بين احد منهم اولئك سوف يؤتيهم اجورهم وكان الله غفورا هذا خبر وهو يتضمن الحث على التخلق بهذا والذين امنوا بالله ورسله وامنوا بالرسل كلهم ولم يفرقوا بين احد منهم ما فرقوا قالوا نؤمن بالرسل الا بعيسى ومحمد او قال نؤمن بالرسل الا بمحمد صلى الله عليه وسلم هؤلاء فرقوا بين رسول الله ومن فرق بين رسول الله فامن ببعضهم وكفر ببعض فهو الكافر حقا فلا بد ان لا يفرق بين الرسل كما قال جل وعلا في اخر سورة البقرة امن الرسول بما انزل اليه من ربه والمؤمنون كل امن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين احد من رسله وقالوا سمعنا واطعنا ثم قال جل وعلا اولئك سوف يؤتيهم اجورهم الذين امنوا بالله حق الايمان. امنوا بالله ورسوله ولم يفرقوا بين رسله وامروا بما امر الله بالايمان به سوف يؤتيهم اجورهم وثوابهم وكان الله غفورا رحيما غفورا يغفر الذنوب ورحيما يرحم الخلق ومن رحمته انه يغفر ذنوب عباده ويوفقهم للتوبة فيتوبوا ثم قال جل وعلا يسألك اهل الكتاب يسألك اهل الكتاب ان تنزل عليهم كتابا من السماء اهل الكتاب المراد بهم اليهود لانهم الذين كان لهم مع النبي صلى الله عليه وسلم صولات وجولات وعداوات لانهم كانوا في المدينة وانما جاءوا للمدينة ليؤمنوا به اذا اذا خرج النبي صلى الله عليه وسلم فلما جاء الله به وبعث تنكروا له لانه لم يكن منهم اعداء الله. ولهذا جاء عن محمد بن كعب القرظي والسدي وقتادة قالوا سأل اليهود رسول الله صلى الله عليه وسلم ان ينزل كتابا من السماء كما نزلت التوراة على موسى فقال ابن جريج سألوه ان ينزل عليهم صحفا من الله مكتوبة الى فلان وفلان وفلان بتصديقه فيما جاءهم به. وهذا انما قالوه وعلى سبيل التعنت والعناد والكفر والالحاد. كما سأل كفار قريش قبلهم نظير ذلك كما هو مذكور في قوله وقالوا لن نؤمن لك حتى تفجر لنا من الارض ينبوعا. الايات اذا اهل الكتاب اليهود قالوا هذا قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم سألوه نريد تنزل علينا كتاب من السماء نقرأه انك رسول من عند الله هذا تعنت والا هم يعرفونه كما يعرفونه ابناءهم قال جل وعلا نعم اسألك ان تنزل عليهم كتابا من السماء ايضا لابد يكون من السماء لانهم اهل كتاب ويعرفون ان الله في السماء فقد سألوا موسى اكبر من ذلك هذا تسلية للنبي صلى الله عليه وسلم قد سألوا موسى يا نبينا اكبر مما سألوك ما هو؟ فقالوا ارنا الله جهرة. ومعنى جهرة يعني عيانا بيانا ارني الله يأتي الينا ننظر اليه باعيننا ومن انتم سبحان الله فاخذتهم الصاعقة وقد مر معنا ان الصاعقة فيها قولان قيل ان الصاعقة المراد بها الموت فصعقوا اي ماتوا مر معنا في سورة البقرة صعقوا كلهم ماتوا وذلك بنار نزلت عليهم من السماء. هذا قول لبعض المفسرين. وقال بعضهم الصاعقة الغشية العظيمة اغمي عليهم جاءهم الهول الشديد صاعقة اي غشية عظيمة فصرعوا. لكن لا يعني ذلك انهم ماتوا هذا عند قوله جل وعلا ثم بعثناكم بعد ذلك هذا بعدها فاخذت الصاعقة وانتم تنظرون فاخذكم الصاعقة وانتم تنظرون ثم بعثناكم بعد موتكم لعلكم تشكرون. قال ثم اتخذوا العجل من بعدي ما جاءتهم البينات سألوا الله هؤلاء اليهود انتقلوا كلام لليهود. سألوا الله سألوا موسى يريهم الله جهرة ثم اتخذوا العجل من بعده ما جاءتهم البينات. بعد ما جاءهم موسى بالحق وعرفوا الحق وعرفوا التوحيد. وذلك حينما نجاهم الله بعد ان اغرق فرعون في اليم وخرجوا مروا على قوم يعكفون على صنم لهم فقالوا اجعل لنا الها كما لهم الهة ثم بعد ذلك لما ذهب موسى الى بميقات ربي اتخذوا العجل صنع لهم السامري العجل فعبدوه من دون الله. قال جل وعلا فعفونا عن ذلك واتينا موسى سلطانا مبينا. عفونا عن ذلك تجاوزنا عنه ان تبنى عليهم على على ما مر معنا تفصيله واتينا موسى سلطانا مبينا اي حجة ظاهرة وهي الايات التي على انه رسول من عند الله وهي الايات التسع التي ذكرها الله عز وجل في كتابه والله اعلم وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا محمد