الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين اما بعد يقول الله جل وعلا واذكروا نعمة الله عليكم وميثاقه الذي واثقكم به. اذ قلتم سمعنا واطعنا واتقوا الله ان الله عليم بذات الصدور يذكر يأمر جل وعلا عباده المؤمنين ان يذكروا ويتذكروا نعمة الله عليهم. وهذا شامل لكل نعمه عليهم الشرعية والدنيوية ما بكم من نعمة فمن الله. ولئن شكرتم لازيدنكم. فينبغي للمسلم ان يتذكر نعم الله عليه. سواء من حيث الهداية الى الحق والى الاسلام والى طريق اهل السنة والجماعة وما يوفقه الله عز وجل له من الثبات على الدين وكذلك ما به من النعم من الصحة والعافية والمال والولد وغير ذلك اما الانسان يتذكر لانه اذا تذكر هذا ادعى الى الشكر والامتنان لله جل وعلا بذلك. ثم قال سبحانه وتعالى وميثاقه. ايضا واذكروا ميثاقه. واضافه جل وعلا الى لانه عن امره واذنه والمراد عهده الذي اخذه علينا وهذا العهد يحصل بالايمان هذا الميثاق الذي اخذه الله علينا وجوب الايمان به وبرسوله والعمل بهذه الشريعة العظيمة قال جل وعلا وميثاقه الذي واثقكم به اذ قلتم سمعنا واطعنا وهذه الاية لها سبب نزول عند بعضهم عند بعض المفسرين وهي انها نزلت في الصحابة رضي الله عنهم الذين بايعهم النبي صلى الله عليه واله وسلم بايعهم على السمع والطاعة في المنشط والمكره والصحيح ان الاية عامة يدخل فيها الصحابة قبل غيرهم ولكن ايضا هي عامة سواء سواء قلنا انها خاصة بالصحابة او فنقول العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب او نقول ان الاية عامة يدخل فيها الصحابة وغيرهم ولا بذلك اننا مخاطبون بهذا الخطاب قال جل وعلا اذ قلتم سمعنا واطعنا حينما اخذنا عليكم الميثاق وبايعتوا نبينا كما في حديث البراء وغيره قال بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على السمع والطاعة في منشطنا وكرهنا ومكرهنا واثرة علينا والا ننزع الامر اهله اذ قلتم سمعنا قولك واطعنا لما سمعنا وما امرتنا به واتقوا الله ان الله عليم بذات الصدور اه امر بالتقوى لان عليها مدار السعادة ومدار الامر وهي ملاك الامر وهي ان تجعل بينك وبين عذاب الله ووقاية بفعل اوامره واجتناب نواهيه ان الله عليم بذات الصدور والمراد عليم بالمضمرات وما تضمره صدوركم وما تخفونه في انفسكم فالله جل وعلا عليم به مطلع عليه وهذا يدعو الانسان الى ان يحسن العمل وان وان لا يرى الله جل وعلا منه ما يكره او ما هو معصية فانه عليم بالسر واخفى وما تحتوي عليه الصدور. ثم قال يا ايها الذين امنوا كونوا قوامين لله شهداء بالقسط يا ايها الذين امنوا مر الكلام عليها وان ما يأتي بعدها لا بد ان يكون امرا مهما اما امرا واما نهيا ولا يقوم به الا من كان متصفا بالايمان قال كونوا قوامين لله. مر معنا معنى القوام وانه شديد القيام انه صيغة مبالغة يدل على شدة القيام بالامر. والمراد كونوا قوامين لله يعني قوامين بالحق. في دين الله تأمرون بالمعروف تنهون عن المنكر تلتزمون به في في انفسكم وكونوا قوامين مستمرين على ذلك وليس احيانا دون احيان بل اثبتوا على هذا وقوموا لله الثبات على دينه ودعوة الخلق اليه والذب عن دينه جل وعلا شهداء جاء بالقسط ولتكن شهادتكم اذا شاهدتم اذا شهدتم تشهدون بالقسط اي بالعدل وقد مر معنا الكلام على ذلك مفصلا في الدرس في ليلة البارحة قال جل وعلا ولا يجرمنكم شنئان قوم على الا تعدلوا ولا يحملنكم بغض قوم الشنآن هو البغض لا يحملنكم بغض قوم على الا تعدلوا معهم اذا تعاملتم معهم او كان لهم موظوع عندكم وتوليتم ذلك لا يحملنكم بغضكم لهم على الا تعدلوا. اعدلوا هو اقرب للتقوى العدل والحكم بالعدل اقرب للتقوى. اقرب لان تتقوا الله جل وعلا. اقرب الى ان تتقوا اقرب لتقوى قلوبكم فالعدل اقرب للتقوى تتقي يزداد قلبك تقوى تزداد تقوى لله جل وعلا تتقي النار وهذه الاقوال متلازمة. اذا العدل سبب لجعل العبد من المتقين اعدله هو اقرب للتقوى واتقوا الله ان الله خبير بما تعملون. اعاد الامر بالتقوى مرة اخرى لاهميتها. ثم قال ان الله خبير بما تعملون قلنا مرارا ان الخبير هو العليم ببواطن الامور جل وعلا. فهو العلم وزيادة بما تعملون بالذي تعملونه ومقتضى ذلك ما دام انه خبير باعمالنا سيجازي كل عامل ما عمل ان خيرا فخير وان شرا فشر. ثم قال جل وعلا وعد الله الذين امنوا منكم وعملوا الصالحات لهم مغفرة واجر عظيم وعد الله والله لا يخلف الميعاد ووعده حق الذين جمعوا بين الايمان والعمل الصالح. هذا هو الايمان عند اهل السنة والجماعة. اعتقاد القلب ولفظ اللسان وقول اللسان وعمل جوارح. فالذين امنوا معناه صدقوا واقروا. صدقوا عن اقرار هذا عمل القلب تصدقوا عن اقرار وعملوا الصالحات العمل الصالح يشمل عمل اللسان وهو النطق ويشمل عمل الجوارح. والعمل الصالح هو كلما اجتمع فيه امران الاخلاص فيه لله والمتابعة لرسول الله صلى الله عليه واله وسلم. لهم مغفرة واجر عظيم. مغفرة لذنوبهم وتجاوز عن سيئاتهم ولهم الاجر العظيم وهو دخول الجنة وما اعده الله عز وجل لعباده المتقين. ثم بعد ان ذكر ما اعده للمؤمنين ثنى بذكر ما اعده للكافرين. فقال والذين كفروا وكذبوا باياتنا. جمعوا بين الكفر والجحود وستر الايمان وعدم الدخول فيه. وايضا التكذيب بالايات وهي العلامات الى البينات التي نصبها الله على الحق دالة عليه فكذبوا بها اولئك اصحاب الجحيم. والصاحب فيهم معنى الملازمة ومعنى اصحاب الجحيم يعني اصحاب النار الملازمون لها خالدين فيها ابد الاباد لا يقضى عليهم فيموتوا وما هم منها بمخرجين. يا ايها الذين امنوا اذكروا نعمة الله عليكم اذ هم قوم ان يبسطوا اليكم فكف ايديهم عنكم واتقوا الله وعلى الله فليتوكل المؤمنون. آآ قال بعض المفسرين كما جاء عن جابر قال ان النبي صلى الله عليه وسلم نزل منزلا وتفرق الناس بالعظة والعظة هي الاشجار السمر شجر السمر الكبير يستظلون تحتها وعلق النبي صلى الله عليه وسلم سلاحه بشجرة فجاء اليه اعرابي واستل سيفه ثم اقبل على النبي صلى الله عليه وسلم فقال من يمنعك مني؟ فقال الله عز وجل قال من يمنعك مني اعادها ثلاثا والنبي صلى الله عليه وسلم يقول الله فشام السيف يعني رده في غمده كان قد سله يريد قتل النبي صلى الله عليه وسلم. فرده في مكانه ثم جلس. عند النبي صلى الله عليه واله وسلم فدعا النبي صلى الله عليه وسلم اصحابه فاخبرهم وقيل ان ان قوما من العرب هموا بالفتك بالنبي صلى الله عليه وسلم فانزل الله هذه الايات جاء عن ابن عباس انها نزلت في قوم من اليهود صنعوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم ولاصحابه طعاما ليقتلوهم. فاوحى الله تعالى اليه شأنهم وكل هذه الاقوال يعني لا تخلو من من ضعف لكن رجح ابن جرير الطبري ان المراد بهم يهود بني النظير. قال انها في يهود بني النظير واستدل على ذلك بالسياق. وما جاء بعد ذلك عنهم قال في الاية تدل على انها في بني النظير. وعلى كل حال العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب. قال جل وعلا يا ايها الذين امنوا اذكروا نعمة الله عليكم ونعمة هنا مفرد مضاف والمفرد اذا اضيف يعم فنعم الله كثيرة ومنها ان نجى نبيه واصحابه من هذا العدو من هؤلاء القوم. اذ هم قوم ان يبسطوا اليكم ايديهم اي البسط يعني مد الايدي بالسلاح او بالقتل. فهموا بقتالكم فكف ايديهم عنكم. حال بينكم وبينهم ومنعهم وردعهم جل وعلا واتقوا الله وعلى الله فليتوكل المؤمنون. فاتقوا الله كثيرا ما يأمر الله بالتقوى لاهميتها ولا صلاح الا التقوى ولن يتقبل الله عز وجل من احد عملا الا ان يكون من المتقين. انما يتقبل الله من المتقين ثم قال وعلى الله فليتوكل المؤمنون. وقلنا ان التوكل هو الاعتماد على الله. وتفويض الامر اليه مع الاخذ بالاسباب. وعلى والله فتوكلوا ان كنتم مؤمنون. يتوكل الله يعتمد عليه ويفوض امره اليه ويأخذ بالاسباب. هذه في هذه الحياة هذا امام المتوكلين وقدوتهم صلى الله عليه وسلم يوم احد ظهر بين درعين لبس درعين على صدره من باب الاخذ بالاسباب والا هو امام المتوكلين صلى الله عليه واله وسلم. ثم قال سبحانه وتعالى ولقد اخذ الله ميثاق بني اسرائيل مر ان الميثاق هو العهد المؤكد الشديد والله جل وعلا اخذ منهم العهد والميثاق بطاعة الله عز وجل وبالايمان والاستقامة على الدين وسيذكر جملة مما اخذه عليهم فالحاصل ان العهد الذي اخذه الله عليهم اه ليس خاصا بهم وان كان في بني اسرائيل. ولهذا ابن كثير يذكر عبارة جميلة. يقول لما امر تعالى عباده المؤمنين بالوفاء وميثاقه الذي اخذه عليهم على لسان عبده ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم وامرهم بالقيام بالحق والشهادة بالعدل وذكرهم نعمه عليهم الظاهرة والباطنة فيما هداهم له من الحق والهدى شرع يبين لهم كيف اخذ العهود والمواثيق على كل من كان قبلهم. يعني اخذ العهد والميثاق ليس خاص بنا. بل كذلك على الامم التي قبلنا قال شرع يبين لهم كيف اخذ العهود والمواثيق على كل من كان قبلهم من اهل الكتابين اليهودي والنصارى. فلما نقضوا ومواثيقه اعقبهم ذلك لعنا منه لهم. وطردا عن بابه وجنابه. وحجابا بقلوبهم عن الوصول الى الهدى ودين الحق. وهو العلم النافع والعمل الصالح. اذا ايها الاخوة هذا كما نذكر دائما ان شرع من قبلنا شرع لنا ما لم يرد في شرعنا خلافه. وما قصه الله من اخبار الامم السابقة هو عبرة لنا وموعظة لنا. فانظر في بني اسرائيل لما نقظوا العهد والميثاق ما الذي اصابهم؟ وما الذي حصل لهم؟ فعلينا ان نحذر وان نفي بالميثاق الذي واثقنا الله به ونثبت على ديننا ونتمسك فيه ولا نترك شيئا منه والا لا فرق بيننا وبينهم. قال جل وعلا ولقد اخذ الله ميثاق بني اسرائيل واسرائيل كما مر هو يعقوب له اسمان يعقوب ابن اسحاق ابن ابراهيم ويقال اسرائيل ابن اسحاق ابن ابراهيم بنوه آآ عند الاطلاق من حيث العموم الاصل انه في اليهود. ولكن ايضا يشمل النصارى. قد يطلق ويراد به النصارى ارى ايضا لكن اغلب ما يطلق يطلق على اليهود آآ وبعثنا منهم اثني عشر نقيبا آآ الاصل في البعث هو اثارة الشيء من محله. وبعثنا منهم وذلك حينما امر موسى اسباط بني اسرائيل ان يخرج كل سبط رجلا منهم يكون نقيبا والنقيب هو كبير القوم او القائم بامورهم الذي ينقب عنها وعن مصالحهم قيل هو الامين الظامن على قومه والمراد وقيل عرفاء وقيل نقباء يعني كالأمير يكون مسؤولا عن قومه اثنا عشر نقيبا بنو اسرائيل كما تعرفون اثنا عشر سبطا اولاد يعقوب اولاد اثنى عشر رجلا كما حكاه الله عز وجل في القرآن في سورة يوسف قال يوسف اني رأيت احد عشر كوكبا. فهم اخوته وهو الثاني عشر بعد ذلك صار كل رجل من اولاد يعقوب وراءه قبيلة. ولهذا الاسباط في بني اسرائيل هي القبائل في العرب الاسباق في بني اسرائيل هي القبائل في العرب فبعث الله طلب موسى ان يخرج كل سبط كل قبيلة تخرج رجلا يكون نقيب مسؤول عنهم امام موسى وارسلهم موسى الى يعني يستشف اخبار الجبارين فالحاصل انهم النقباء هذا معنى النقيب. وبعثنا منهم اثني عشر نقيبا. وقال الله اني معكم لان اقمتم الصلاة. اني معكم هذي معية الحفظ والكلائة والنصر والتأييد. لان معية الله نوعان. معية عامة وهذه لجميع الخلق فالله مع جميع الخلق بعلمه واحاطته وسمعه وبصره ومعية خاصة وهي خاصة بالانبياء واتباعهم ومن مقتضياتها النصر والتأييد والحفظ والكلائة اني معكم لان اقمتم الصلاة اللام لام القسم لان اقمتم الصلاة واقامة الصلاة هو الاتيان بها في وقتها مع جماعة المسلمين الاتيان بها خالصة لله في وقتها مع جماعة المسلمين مع اكتمال شروطها واركانها وواجباتها وما تيسر من سننها لئن اقمتم الصلاة واتيتم الزكاة. والمراد صلاتهم التي فرضها الله عليهم والله اعلم. بكيفيتها. لكن فرض الله عليهم الصلاة واتيتم الزكاة اي اعطيتم الزكاة زكاة اموالكم لمستحقيها وامنتم برسلي صدقتم واقررتم بالرسل واتبعتموهم وعزرتموهم والتعزير هو التعظيم والتوقير هو التعظيم والتوقير عزرتم يعني عظمتموهم ووقرتموهم واديتم ما يجب لهم من الطاعة. واقرضتم الله قرضا سنة والمراد به الصدقات الانفاق في سبيل الله. اقرظتم ونسبه اليه من باب الحث عليه. اقرضتم الله. والى المراد اقراض عباده واعطاء المساكين والفقراء المحتاجين لكن اسنده الى نفسه الكريمة للحث عليه والتهييج عليه. فالذي يقرض ويتصدق ويعطي المساكين انما يقرض الله. وسيجد جزاء عند الله جل وعلا وحسنا قيل خالصا. يعني لا رياء فيه. وقيل الذي طابت به النفس تكون نفس طيبة حينما ينفق وقيل الحلال وكل ذلك حق لابد ان تكون يكون القرض او تكون الصدقات يبتغي بها وجه الله وان تكون نفسه طيبة بذلك غير كاره وان تكون من المال الحلال وما احل الله عز وجل لاكفرن عنكم سيئاتكم هذا جواب القسم ان فعلتم هذه الامور لاكفرن عنكم سيئاتكم وهذا دليل ان العبادات تكفر السيئات والسيئات هي الصغائر. ان تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم فملازمتك للصلاة وللعبادات هذه يكفر الله يكفر الله عنك بها الصغائر ولادخلنكم جنات تجري من تحتها الانهار. وعد من الله لهم ان استقاموا على ذلك ان يدخلهم جنات فللواحد منهم جنان كثيرة. وهذه الجنات تجري من تحتها الانهار. التي هي من اربعة انواع تجري من تحت هذه الانهار فيحصل لهم من الانس بها والاستمتاع ما لا يعلمه الا الله فمن كفر بعد ذلك الفاء هنا استئنافية كلام مستأنف ويجوز ان يكون الكلام هنا الفاء هنا هي اه الفصيحة والتفريعية التي تفرع ما بعدها على ما قبلها. فمن كفر بعد ذلك منكم فقد ضل سواء السبيل. كفر بعد اخذ الميثاق وما امره الله به ان يأتمر به فقد ظل سواء السبيل ظل وسط الطريق ووسط السبيل او سواء السبيل هو الصراط المستقيم. لان السبل كثيرة كما خط النبي صلى الله عليه وسلم خطا مستقيما وخط خطوطا متعرجة ومن جهات غير المستقيم. فقال هذا هو الصراط الموصل الى الله. هذا هو سواء السبيل وسط السبيل السبيل الاوسط الصراط المستقيم الذي يوصل الى الله وهو اقصر الطرق الى الله جل وعلا. قال جل وعلا نقضهم ميثاقهم لعناهم الباء للسببية. وماؤنا زائدة لتوكيد الكلام. فبسبب بنقضهم ميثاقهم فنقضوا الميثاق ولم يفوا به. وتركوا كثيرا مما امرهم الله به واخذ عليهم العهد به لعناهم الجزاء من جنس العمل فلما نقضوا لعنهم الله اي طردهم وابعدهم من رحمته. وجعلنا قلوبهم قاسية جعل قلوبهم صلبة لا تقبل الحق ولا تعي الخير ولا يدخل فيها جزاء وفاقا وجعلنا قلوبهم قاسية يحرفون الكلمة عن مواضعه. ومن قسوة قلوبهم انهم صاروا يحرفون الكلم. والتحريف هو الميل بالكلام عن وجهه والمراد انهم يحرفون ما انزل عليهم من في التوراة يحرفونه عن وجهه عن مواضعه عن وجهه الذي اراده الله. في غيرون ويبدلون يحرفون الكلام ويكتمون ونسوا حظا مما ذكروا به تركوا نسوا تركوا حظا نصيبا مما ذكروا به نسوا حظا من التوراة مما انزله الله على موسى في التوراة فتركوا بعضا منها تركوا العمل بها ولم يعملوا بها. ولا تزال تطلع على خائنة منهم ولا تزالوا تطلعوا على خيانة ونقظ للعهد وترك لما امرهم الله به ولا تزال تطلع على خائنة منهم الا قليلا منهم الا القلة القليلة ممن دخلوا في الاسلام وثبتوا على الحق عبد الله بن سلام وزيد ابن سعية واخوه قال جاءه عنهم واصفح فاعف المراد العفو يعني ترك مؤاخذتهم ترك مؤاخذتهم على ما فعلوا معك من الخيانة نحوها واصفح عنهم المراد الاعراض اعرض عنهم فاعف عنهم لا تؤاخذهم واعرظ عنهم اتركهم اسمع عنهم اعرض عنهم ولا تختلط بهم وجمهور المفسرين على ان هذا منسوخ بوجوب مؤاخذة الكفار في اقوالهم وافعالهم. وبعض العلماء يقول هو باق على ما هو عليه. وليس معنى هنا العفو انه يعني لا يطبق عليهم احكام الشريعة لكن يعفو عن حقه هو يعفو عن حقه هو واعفو عنه واصفح ان الله يحب المحسنين. وهذا دل هذا من الاحسان العفو والصفح. فمن عفا مع ما اجره على الله والعافين عن الناس هكذا ينبغي ان نستفيد من هذا يا اخوان هذه وان كانت في بني اسرائيل فهي لنا نحن ايضا. اعفوا عن من ظلمك واسمع عنه والفرق بين العفو والصفح العفو ترك مؤاخذته والاعراض التنحي عنه بالكلية لانه قد يعفو عنه لكن يبقى معه. يبقى معه وجليسه لا بالنسبة لليهود لا اعف عنهم اتآخذهم واترك مجالستهم اعرض عنهم لكن ايضا اذا كان الذي اخطأ عليك من الجاهلين الاسلام فانت تعفو عنه واعرض عن الجاهلين ابتعد لا خير في مجالسته وايضا علينا ان نحذر يا اخوان فان ترك ونقض العهد ترتب عليه امور فالله عز فبما نقضيهم ميثاقهم لعناهم لا تنقض عهد الله فتقع بك لعنته وطرده وابعاده لك من رحمته ويقسو قلبك ويجعلنا قلوبهم قاسية ويحرف الكلم يأتيه الحديث يؤوله اول اية يقول هذه في كذا هذه في كذا هذه في من كان كذا يأتي بتفسير ما سبق اليه ام يؤثر عن السلف؟ وايضا يكون عنده خيانة فيخون نفسه واعظم الخيانة خيانة النفس. ترك ما اوجب الله فعل المحرمات هذي خيانة. في حق الله جل وعلا. وفي حق نفسه فالواجب على انسان ان يحذر وهذا مما نعتبر به من اخبار من كان قبلنا قال جل وعلا او هنا قوله ان الله يحب المحسنين هذه زيادة امر تعفو وتصفح وتحسن خاصة في حق المسلم تعفو عنه وتصرف عنه وتحسن اليه ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم افضل الصدقة الصدقة على ذي الرحم الكاشح ومعنى الكاشح المجاهر بالعداوة يعني يعاديك يسعى ظدك بالليل والنهار افظل صدقة على مثل هذا الرجل هذا هو الاحسان ليس مجرد الصبر عليه. ثم قال جل وعلا ومن الذين قالوا انا نصارى بعد ان ذكر اليهود ذكر النصارى. لان اليهود اقدم زمانا وآآ والنصارى بعدهم لكنهم سلكوا مسلكهم ونقضوا العهود. ومن الذين قالوا انا نصارى هم اتباع عيسى. اخذنا ميثاقهم ايضا اخذنا عليهم العهد والميثاق بان يقوموا ان يؤمنوا بالله ورسوله ويقوموا بالاوامر التي امرهم الله بها ويتمسكوا بالانجيل وبدين عيسى فنسوا حظا مما ذكروا به نسوا اي تركوا فالنسيان هو هو الترك كما قاله في اليهود. ولهذا يا اخوان النسيان نوعان يأتي النسيان بمعنى الترك ويأتي بمعنى السهو والغفلة والله جل وعلا يقول وما كان ربك نسيا. المراد به السهو والغفلة. وقال نسوا الله فنسيهم. هنا بمعنى الترك تركوا امر الله فتركهم من رحمته ولهذا لا يقال بنفي النسيان مطلقا عن الله لابد من التفصيل ماذا يراد بالنسيان الترك بسبب الذنوب نعم الله ينساهم. واما الذي هو الذهول والغفلة لا حاشى وكلا. وما كان ربك نسيا. قال جل وعلا فنسوا حظا مما ذكروا به تركوا نصيبا مما ذكروا به. وهذا دليل يا اخوان ان الانسان يحرص على ان لا يترك شيء من الدين الحمد لله يا اخي انا مصلي صايم لكن كثير من الامور يتركها هؤلاء اليهود والنصارى ما تركوا كل شيء. نسوا حظا مما ذكروا به بعضا ونصيب مما ذكروا به. فتمسك بدينك كله خصائص الواجبات ولا تقول له انا يكفيني هذا يكفيني اصلي الصلوات الخمس فكان يصلي في بيتي لا تمسك بدينك كله قال جل وعلا فاغرينا بينهم العداوة والبغضاء الاغراء الاصل فيه حث احد على فعل فعل شيء وتحسينه له حث احد على فعل شيء وتحسينه اليه حتى لا يتوانى عنه والمراد ان اغريناهم يعني او لعناهم بالعداوة جعلهم يعني مولحين بالعداوة بينهم عداوة شديدة بين النصارى بين اقسام النصارى. ومولعون يؤزون ازا على هذه العداوة وان كانوا الان يظهرون لك انهم قسم واحد نحسبهم جميعا وقلوبهم ستة هم يتحدون ضد المسلمين لكن هم بينهم من الخلافة ما لا يحصيه الا الله. بل يكفر بعضهم بعضا فرق النصارى حتى فيما يسمونه انجيل فيه تكفير اليعقوبية للنسطورانية للنسطورية للملكانية فهم عندهم هذا الامر فاغرظنا بينهم العداوة جزاء وفاقا انتبهوا فترك شيء من الدين يؤدي الى العداوة والبغضاء. وكم يحصل بين المسلمين الان من العداوات والبغضاء والتشاتم وهذا والله اعلم بسبب الذنوب بسبب ان ما اخذنا ديننا كاملا والتزمنا به في جميع امورنا فان هذا فيه السلامة والنجاة فان هذا فيه السلامة والنجاة والله المستعان قال فاغرينا بينهم العداوة قالوا العداوة بالفعل والبغضاء في القلوب فافعالهم يعتدي بعضهم على بعض ويسب ويشتم والبغظاء في القلوب يبغظ بعظهم بغظا لا يعلمه الا الله فاغرينا بينهم العداوة والبغضاء الى يوم القيامة لا اله الا الله. هذا باقي في النصارى الى يوم القيامة ما ينتهي وفعلا الذي يعرف حالهم عن قرب هم يكفر بعضهم بعضا الان ولا يصلي بعضهم وراء بعض وكل له كنيسة تخصه بينهم عداوة لا يعلمها الا الله. هذا مصداق قول الله جل وعلا. وصدق الله وسوف ينبئهم الله بما كانوا يصنعون. سوف ينبئهم ويخبرهم ويجازيهم على اعمالهم. يوم القيامة بما كانوا يصنعون من من الصنائع والاعمال وما كانوا يكسبونه فالجزاء من جنس العمل فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره ثم قال تعالى يا اهل الكتاب قد جاءكم رسولنا يبين لكم كثيرا مما كنتم تخفون من الكتاب يا اهل الكتاب والمراد والله اعلم هنا انهم اليهود والنصارى هذا الذي انهم اليهود خاصة وان كان بعض المفسرين قال اليهود والنصارى لكن سياق الايات يشعر بانها في يهود يا اهل الكتاب قد جاءكم رسولنا وهو نبينا محمد صلى الله عليه وسلم. يبين لكم كثيرا مما كنتم تخفون من الكتاب من التوراة وان قلنا بالعموم من ما تخفون من التوراة والانجيل وهذا دليل انهم قد اخفوا كثيرا اخفوه حرفوه بدلوه غيروه فجاء النبي صلى الله عليه وسلم يبين لهم كثيرا مما اخفوه. قالوا من ذلك حكم الرجم وقصة اصحاب السبت والايمان بالنبي صلى الله عليه وسلم هذي كلها كانوا يخفونها ولا يظهرونها لا يظن ان كتابه يأمرهم بالايمان بالنبي صلى الله عليه وسلم. ولا يخفى ان الله مسخهم قردة وخنازير. ولا يظهرون ذلك بل يخفونه ولا يظهرون ايضا الرجل ولهذا جاءوا الى النبي صلى الله عليه وسلم وارادوا منه ان ارادوا منه حكم الله في الزانيين يريدون منه الجلد. فحكم عليهم بالتوراة فسيأتي ان شاء الله مفصلا ويعفو عن كثير سبحان الله اذا هم اخفوا كثير من من شريعته فالنبي صلى الله عليه وسلم بين لهم كثيرا واخفى كثيرا وترك ما لا فائدة في بيانه ولهذا يقول المفسرون ويعفو عن كثير يتركه ولا يبينه وبما ذكر غنية وكفاية وعلى كل حال هو يدل على كثرة ما عندهم بين لهم كثيرا وترك كثيرا لم يبينه. اذا هم اخفوا كثيرا مما في كتابهم. عليهم من الله ما يستحقون قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين النور قال الطبري يعني النور محمد صلى الله عليه وسلم الذي انار الله به الحق واظهر به الاسلام وقال السعدي واختاره شيخنا الشيخ ابن عثيمين النور هنا هو القرآن هو القرآن يستضاء به في ظلمات الجهالة وعماية الضلالة والقول متلازمان يعني سواء قلنا ان المراد به النبي صلى الله عليه وسلم او القرآن متلازمان لكن الذي يظهر والله اعلم هنا ان المراد به النبي صلى الله عليه وسلم لانه عطف عليه وكتاب مبين والاصل في العطف العطف يقتضي المغايرة فالمعطوف غير المعطوف عليه فقد جاءكم نور وهو النبي صلى الله عليه وسلم انار الله به الحق واظهر به الاسلام ومحق الشرك وهو نور لمن استنار به صلى الله عليه وسلم وكتاب مبين وهو القرآن. مبين يبين عن الحق ويظهره قال جل وعلا يهدي به الله من اتبع رظوانه. ليس كل احد يهتدي بهذا القرآن ولعل هذا يعني يؤيد من ايش؟ من سماه نورا او من قال ان النور هو القرآن. فالله يهدي بهذا الكتاب من اتبع رضوانه من اتبع رضا الله وما يرظيه من العمل يهديه الى سبل السلام ومعنى سبل السلام يعني طرق السلامة طرق السلامة من العذاب التي لا خوف على السائر فيها. هداية الى صراط مستقيم وقال ابن جرير الطبري سبل السلام السلام هو الله. الطرق الموصلة الى الله آآ ويخرجهم من الظلمات الى النور يخرجهم من ظلمات الجهل والكفر الى نور الشريعة الى النور كما قال جل وعلا الله ولي الذين امنوا يخرجهم من الظلمات الى النور والذين كفروا اوليائهم الطاغوت ويخرجونه من النور الى الظلمات فكتاب الله يخرج من اتبعه من ظلمات الجهل والكفر والنفاق وغير ذلك الى نور الهداية والايمان باذنه هو الاذن القدري باذنه الكوني القدري لان الاذن القدري الكوني بمعنى المشيئة وما من اذن شرعي الا وقد سبقه قدري. ومن ارادة كونية شرعية الا وقد سبقتها الكونية هذا امر مقرر عند اهل العلم. ويهديهم الى صراط مستقيم اي يرشدهم ويدلهم الى صراط مستقيم وهو الطريق الموصل الى الله جل وعلا وهذا فيه مدح وثناء لهذا القرآن. لهذا النبي صلى الله عليه وسلم. فاذا كان الله قال لهم ذلك فيجب اين نحن ان نتمسك بهذا القرآن ونهتدي بهديه ونتبع نبينا صلى الله عليه وسلم حتى نهدى الى الصراط المستقيم والى النور المبين ثم قال جل وعلا لقد كفر الذين قالوا ان الله هو المسيح ابن مريم. ليس كل النصارى يعني قالوا ان الله والمسيح منهم من قال ان المسيح هو ابن الله. منهم قال ثالث ثلاثة لكن هذه طائفة منهم يقول ابن عباس هؤلاء نصارى نجران. نصارى نجران وهو مذهب اليعقوبية والملكانية من النصارى من طوائف النصارى اليعقوبية والملكانية هذه عقيدتهم يقولون المسيح هو الله تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا. لقد كفر الذين قالوا ان الله هو المسيح ابن مريم. نعم كفروا الكفر الكفر المخرج من الملة واي كفر اعظم من هذا نعوذ بالله منه يجعل المسيح هو الله الله لا اله الا هو وحده لا شريك له. وعيسى عبد لله كما مر ذكر الادلة بالامس عليه. فهو لا يعبد ولكن يطاع ويتبع. فالعبادة حق الله سبحانه وتعالى. قال قل فمن يملك من الله شيء اراد ان يهلك المسيح ابن مريم وامه هذا استفهام للتوبيخ والتقريع من يملك من الله شيئا اذا اراد ان يهلك المسيح ابن مريم وهو ابن مريم وامه ومن في الارض جميعا. لا احد يملك شيء من ذلك يملكه الله فلو اراد شيئا فلا راد لقضائه. يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد وانما امره اذا اراد شيئا يقول له كن فيكون وهذا فيه تخويف من يملك لك من الله شيئا يا عبد الله؟ وما اهون الناس اذا على الله اذا عصوه فتريد النجاة تمسك بدينك حافظ عليه. فوالله لا احد يملك لك نفعا ولا ظرا ولا احد يحول بينك وبين الله ولا احد يمنع الله جل وعلا اذا اراد امرا. جل وعلا. فمن يملك من الله شيء اراد ان يهلك المسيح ابن مريم وامه كذلك معه بل ومن في الارض جميعا. لو اراد ان يهلك الارض ومن عليها. من يمنعه؟ لا احد اذا الجأوا اليه. واطلبوا ولايته بطاعته واتباعه. واتباع نبيه بطاعته جل وعلا واتباع رسوله صلى الله عليه وسلم. ثم قال ولله ملك السماوات والارض وما بينهما بين عظمة ملكه وعموم ملكه فله جل وعلا ملك السماوات والارض هو المالك لهما المتسرع فيهما المدبر لهما تجري على احكامه وما اراد جل وعلا وما بينهما كذلك يخلق ما يشاء والله على كل شيء قدير. يخلق ما يشاء كيف شاء فهو الخلاق وحده لا شريك له والله على كل شيء قدير لا يعجزه شيء. ثم قال وقالت اليهود والنصارى نحن ابناء الله واحباؤه. هذي من مقولاتهم الباطلة. ما عظم بما سبق وما اكثر نكولا اليهود وما اكثر مخازن اليهود. لكن هنا النصارى شاركوهم. وقالت اليهود والنصارى نحن ابناء الله آآ المعروف ان ان اليهود قالوا عزير ابن الله والنصارى قالت المسيح ابن الله لكن ما ادعوا انهم هم ابناء لكن جاء في هذه الاية فقال بعض المفسرين ومنهم شيخنا الشيخ ابن عثيمين رحمه الله يقول لا يريدون انهم ابناء الله بنوة الولادة لانه ما ادعى احد منهم ذلك ثم قال لكن هذا من باب المبالغة في المحبة والمودة. اي اننا كابنائه في مودته لنا وشفقته علينا واكرامنا واعزازنا وما اشبه ذلك. وجاء عن بعض المفسرين قال الابن عندهم في لغتهم بمعنى الحبيب ابناء الله واحباؤه ليس المراد انهم زعموا انهم انهم ابناء الله يعني ان الله ولدهم تعالى الله عن ذلك. ولكن يقصدون انهم مثل ابناء الله وان الله جل وعلا يعاملهم معاملة الابناء يعني دلل على قربهم من الله. هكذا قال بعض اهل العلم وعلى كل حال لو ان رجلا قال انا اقول بظاهر الاية قلنا قد اصبته لكنهم وجهوا هذا والله اعلم على كل حال ارتكبوا من الكفر الشيء الكثير الذي خرجوا به من ملة الاسلام. نحن ابناء الله واحباؤه قالوا من باب عطف العامة الخاص. لان المحبة عامة. للابناء ولغيرهم يعني الله يحبنا فامره الله ان يرد عليهم قل فلم يعذبكم بذنوبكم. ان كنتم ابناءه حقا كنت يحبكم واحباؤه ولكم قرب منه ومكانة عنده فلم يعذبكم بذنوبكم؟ لان الحبيب لا يعذب حبيبه اهو لان الله يحب المؤمنين يحب المتقين يحب المحسنين يحب الصابرين هؤلاء لا يعذبهم من يحبهم الله لا يعذبهم قطعا لكن انتم ايها اليهود والنصارى كذبة الله لا يحبكم لا يحب الكافرين وانتم كافرون لا يحب المعتدين لا يحب الظالمين. وكل هذه الصفات فيكم. فهذه دعوة لا دليل عليه بل الدليل ضدها ولهذا فلما يعذبكم؟ يعذبكم ولم يقولوا فلما عذبكم قالوا لاستمرار العذاب الواقع بهم في الدنيا والاخرة. مستمر عذاب الله على هاتين الطائفتين وهاتين الامتين. في الدنيا والاخرة بل انتم بشر ممن خلق. وهذا والله وهذا والله اعلم يرشح ان قولهم ابناء الله انهم يقصدون الولد حقيقة لانه قال لهم بل انتم بشر بل انتم بشر وهذا يرشح هذا القول بل انتم بشر ممن خلق يعني اسوة امثالكم اسوة البشر عموما من احسن اثيب على احسانه ومن اساء عوقب على اساءته قال جل وعلا يغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء. يغفر لمن يشاء وقد جعل الله اسبابا لمغفرة مرتين فمنها التوحيد وعدم الشرك. فمن فعل الاسباب التي تؤدي الى مغفرته غفر له ومن سلك الاسباب لتؤدي الى عذابه عذبه فليس يعني مغفرته وتأديبه هكذا صدفة كما يقولون لا هناك اسباب ان الله لا يغفر ان يشرك به ما دون ذلك. فمن اعظم اسباب المغفرة التوحيد. افراد الله بالعبادة واقامة الصلاة هذه اعظم الاسباب ويعذب من يشاء ولله ملك السماوات والارض اعاد بيان عموم ملكه في التأكيد على غناه جل وعلا فهو الغني الغنى المطلق ولا يحتاج الى احد ويحتاج اليه كل احد سبحانه وتعالى. قال جل وعلا واليه المصير. اليه المرجع ستصيرون اليه اليه المرجع والمآل. فاحسنوا العمل ولا تأخذكم الدعاوى وهذا كما يقال لليهود والنصارى يقال لنا مصيرنا الى الله فمن عمل صالحا فليبشر بالخير. ومن عمل غير ذلك فلا يلومن الا نفسه. وما زلت ممهلا يا عبد الله ما زلت في هذه الحياة اقبل على الله تب الى الله واقبل على الاعمال الصالحة لانها سبب للنجاة وان كان لا احد يدخل الجنة الا برحمة الله سبحانه وتعالى. ثم قال جل وعلا واذ قال موسى اذ هنا هي الظرفية الزمنية. قبلها معليش لا نبهوني تراي يا اهل الكتاب قد جاءكم رسولنا يبين لكم على فترة من الرسل. يا اهل الكتاب شامل لليهود والنصارى والكتاب اسم جنس يشمل التوراة والانجيل واهل كتابهم اليهود والنصارى. قد جاءكم رسولنا واضافه الى نفسه وهذه اضافة تشريف وتكريم قد جاءكم رسولنا ومن الفوائد ذكر الامين الشنقيطي يقول الله عز وجل ما خاطب نبينا صلى الله عليه وسلم باسمه ما ناداه باسمه تكريما له. لكن نادى نوح نادى ابراهيم ونادى غيره من من انبيائه. اما النبي صلى الله عليه وسلم ناداه بالوصفه. يا ايها الرسول يا ايها النبي لكن ما قال يا محمد هذا من تشريف الله وتعظيمه لرسوله صلى الله عليه وسلم. ولهذا الحقيقة ينبغي خاصة لمن يتعرض التفسير اذا جاء ذكر النبي صلى الله عليه وسلم يقول يا رسولنا يا نبينا يتعلم من هذا الادب العظيم. كثير من المفسرين حتى منهم الامام من جريد الطبري مع جلالته يقول يفسر هذا يقول يا محمد قل كذا وكذا. والله يا اخي تأدب بهذا الادب يا رسولنا يا نبينا نعم قال لقد جاءكم رسولنا يبين لكم على فترة من الرسل. الفترة اصلها السكون. يقال فترى الشيء اذا سكن ويقال هو الانقطاع. فترى الشيء اذا انقطع. وكلاهما معنى لغوي صحيح. والمراد هنا حين انقطاع الرسل الافات من الرسل اي انا على حين انقطاع من الرسل. فان بين نبينا صلى الله عليه وسلم وبين عيسى ست مئة سنة وهذا قول الجمهور قالوا ست ست مئة سنة وقيل ست مئة وعشرين سنة قال ابن ابن قال ابن كثير رحمه الله لا فرق بين القولين فمن قال ست مئة سنة يريد بالشمس بالميلادي ومن قال ست مئة وعشرين القمري وعلى كل حال ورد عدة اقوال ست مئة وست مئة وعشرين وورد خمس مئة وتسعة وستون ورد خمس خمسمئة وستون وخمسمائة واربعون واربعمائة وثلاثون وقيل تسعمائة لكن جمهور العلماء على انها ست مئة سنة ما بينهما. وذلك التاريخ الميلادي الان يدل كم الفرق بين التاريخ الميلادي والهجري بسم الله لا كم النبي صلى الله عليه وسلم ولد سنة كم تاريخ ميلاده؟ خمس مئة وواحد وسبعين هذا بالميلادي والهجري كم؟ يعني بحدود ست مئة تقريبا. الحاصل انها قرابة ست مئة. هذه فترة بين النبي صلى الله عليه وسلم وبين عيسى. فارسل الله هذا النبي صلى الكريم على فترة من الرسل على حين انقطاع من الرسل ان تقولوا انوى ما دخلت عليه بتأويل مصدر مفعول لاجله لئلا تقول او لاجل الا تقولوا ما جاءنا من بشير ولا نذير من اجل ان يقول اهل الكتاب ما جاءنا من بشير ولا نذير. بل من اجل لا يقول الناس كلهم. ما جاءنا من بشير ومر معنا ان البشير الذي يبشر والمراد به الاوامر والنذير الذي ينذر ويخوف والمراد به النواهي فقد جاءكم بشير ونذير وهو نبينا صلى الله عليه وسلم والله على كل شيء قدير والله على كل شيء قدير. وهذا بيان عموم قدرته سبحانه وتعالى. ثم قال جل وعلا واذ قال موسى لقومه يا قومه اذ هي الظرفية الزمنية وتقدير الكلام واذكروا حين قال اوحينا او وقت قال او زمن قال او ساعة قال تقدر بهذا المعنى الله اكبر الله اكبر الله اكبر اشهد ان لا اله الا الله. اشهد ان لا اله الا الله اشهد ان لا اله الا الله اشهد ان رسول الله ايام الصلاة حي على الصلاة حي على الله اكبر اكبر لا اله الا الله لا اله الا الله اللهم صلي وسلم على محمد وعلى اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة يقول الله جل وعلا واذ قال موسى لقومه اي واذكروا حين قال او اذكروا وقت قال موسى لقومه وهم بنو اسرائيل يا قومي اذكروا نعمة الله عليكم ونعمة مفرد مضاف والمفرد اذا اضيف يدل على العموم فيشمل نعم الله كلها ثم شرع يبين شيئا من هذه نعم ومن اعظم هذه النعم قال اذ جعل فيكم اي حين ووقت جعل فيكم انبياء فان الانبياء في بني اسرائيل كثر ولهذا في الصحيحين من حديث ابي هريرة قال النبي صلى الله عليه وسلم كانت بنو اسرائيل تسوسهم الانبياء اذا هلك كلما هلك نبي خلفه نبي وكان وكانت الرسل وكانت الانبياء في بني اسرائيل مثل العلماء في هذه الامة لهذا هذه الامة يبعث الله على رأس كل مئة سنة من يجدد لهذه الامة امر دينها. والعلماء كثر كانوا في صدر الاسلام والان موجودون الحاصل انهم فيهم انبياء كثر وهذه منة من الله عز وجل لان الانبياء للحق ويدعون اليه ويحذرون من من ضده اذ جعل فيكم انبياء وجعلكم ملوكا. جعل ايضا منهم ملوك يملكون امرهم ولهم ملك عظيم واتاكم ما لم يؤتي احدا من العالمين قالوا المراد اتاكم ما لم يؤت احدا من عالم زمانكم من عالم زمانكم والا قد اتى الله هذه الامة ما لم يؤتي غيرهم بل هذه الامة كنتم خير امة اخرجت للناس فقال بعض المفسرين بل الاية على ظاهرها والمراد ما اتاهم اياه من النعم ومنها المن والسلوى وتظليل الغمام واهلاك يقول هذه حتى هذه الامة لم لم تقع لهم ولكن اكثر المفسرين على ان المراد عالمي زمانهم ما لم يؤتي احد من العالمين ثم قال يا قوم ادخلوا الارض المقدسة يعني بعد ان ذكرهم بنعمة الله عليهم وما اعطاهم من النعم وكان هذا ادعى الى ان يشكروا هذه النعم فيستجيبوا لامر الله. قال لهم يا قوم ادخلوا الارض المقدسة والمقدسة قيل هي المطهرة اي المطهرة من الشرك وقيل المباركة والمراد به بيت المقدس وقيل بل المراد به الشام عموما وقيل المراد به اريحا فقط وقيل المراد به الطور ولكن اظهر الاقوال والله اعلم ان المراد به بيت المقدس. كما جاء ما يدل على ذلك الحديث الصحيح الان نشير اليه قصة يوشع ابن النون لما اراد دخول بيت المقدس عصر الجمعة وقال للشمس لما تضيفت الغروب امسكي اوقفي فاني مأمور وانت مأمورة. الحديث فهو بيت المقدس الارض المقدسة. يا قوم ادخلوا الارض المقدسة التي كتب الله لكم. كتب يعني قسمها وقدرها لكم. في سابق علمه شرع وامرهم ان يدخلوها لانهم كانوا فيها القوم الجبابرة ولا ترتدوا على ادباركم اي لا ترجعوا عن امري وتتركوا طاعتي وما اوجبته عليكم لان الارتداد على الدبر يعني ينحرف ويرجع يكون على امر فيتركه ويرجع القهقرة المراد ترك الدين وترك ما امروا به وما كانوا عليه من الايمان. فتنقلب خاسرين ان فعلتم ذلك خسارة عظيمة وهي الكفر بالله خسارة الدنيا والاخرة. قالوا يا موسى ان فيها قوم جبارين. هذه حجتهم اه بيت المقدس فيه قوم جبارين. والجبار من الادميين هو العاتي الذي يجبر الناس على ما يريد هو الرجل العاتي الذي يجبر الناس على ما يريد واصله من الاجبار والمراد به هنا الجبارين يعنون قوم عظام الاجسام قوم عظام الاجسام طوال متعاظمون وقال ابن كثير ذوي خلق هائل وقوى شديدة ذوي خلق هائل وكون شديدا. وقد خاض المفسرون خوضا هنا يستحي من بعضه كما قال ابن كثير منه انه ذكروا في صفات الجبارين قالوا ان موسى ارسل اثني عشر نقيبا يتجسسون اخبار العمالقة او الجبابرة فذهب الاثنى عشر فدخلوا مزرعة واحد منهم او حائط فجاء صاحب المزرعة ليجني ثمار من مزرعته ففروا امامه يجرون وكل بعد وهو يجني هو يجني ما هو ما يريد يطاردهم. كل بعد فترة يمسك واحدا منهم. ويضعه في كمه لما انتهى من قطف الثمرة واذا هو قد وضع اثنا عشر كلهم في كمه. فذهب بهم الى كملكهم وقال هؤلاء جاءوا فسألوه فقالوا ان ارسلنا موسى نخبره باخباركم. قالوا فاعطوهم حبة عنب اكبر من الرجل قالوا اذهبوا الى موسى واخبروه هذه قوتنا. فنكلوا بعد ذلك. وذكروا اشياء ومنها قالوا معهم عوج ابن عمق وهو من ابناء ادم لكنه عمر. يقول وكان طوله ثلاثة الاف وثلاث مئة وثلاثة وثلاثون وثلث ذراع قال ابن كثير متعجب من هذا القول قال تحرير الحساب. وهذا شيء يستحي منه يقول ابن كثير بالغوا مبالغات قال ويكفي ان خلقهم يعني كان فيه طول زائد نوعا ما والا النبي صلى الله عليه وسلم يقول خلق الله ادم طوله ستون ذراعا ولا يزال الخلق ينقص الى يومنا هذا فاطول البشر كان ادم طوله ستون ذراعا. بعد ذلك كل ذريتهم من بعدها بل ينقص الخلق. لكن لهم تميز على من كانوا معهم او في وقتهم كان عندهم يعني جبروت وقوة. قال جل وعلا قالوا يا موسى ان فيها قوم جبارين وانا لن ندخلها حتى يخرجوا منها. شوفوا الله يريد منهم ان يقاتلوا هؤلاء. يريد منهم ان يقاتلوا هؤلاء الجبابرة. يقول ما ندخله حتى يخرجوا منه. اذا خرجوا منها نحن ندخل قال قالوا قال عنهم فان يخرجوا منها فان داخلون. ان يخرج هؤلاء الجبابير نحن ندخل. اما ما داموا فيها ما نقرب هذه الارض. ما نقرب بيت المقدس قال رجلان من الذين يخافون انعم الله عليهما قالوا هذان رجلان يوشع ابن نون الذي هو فتى موسى فتى موسى الذي كان معه في قصة الخضر على السفينة واخر يقال له كالب ابن يثنى. وعلى كل حال هما رجلان يخافون الله رجلان مؤمنان يخافان يخافان من الله. وهذه هي قراءة الجمهور. وهناك قراءة شاذة بالظن يخافون قال رجلان من الذي قال رجلان من الذين من الذين يخافون يعني يخاف منهم وهذا فيه نظر بل المراد رجلان يخافان الله جل وعلا انعم الله عليهما انعم الله عليهما بالايمان والاستجابة وطاعة الرسول. هذي ترى نعمة عظيمة يا اخي. نعمة عظيمة ان الله من عليك انك من اهل السنة. انك مستقيم على دينك. والله هذه نعمة من الله لا بجاهك ولا بمالك ولا بعملك ولا ولا نعمة من الله انعم بها عليك منحة منحك الله اياها. فضلا منه وكرمه قال رجلان من الذين يخافون انعم الله عليهما ادخلوا عليهم الباب. المراد باب بيت المقدس. والابواب والمدن في القرى قديما مثل الشوارع الان. الشارع الرئيسي. ادخل عليهم الباب الذي يدخل على القرية منه ادخلوا عليهم الباب فاذا دخلتموه فانكم غالبون انظروا حال هذين الرجلين المؤمنين ادخلوا عليهم الباب ادخلوا باب المدينة. فاذا دخلتموه فانكم غالبون ستغلبونهم وتنتصرون عليهم وعلى الله فتوكلوا ان كنتم مؤمنين. اعتمدوا وفوضوا امركم الى الله وخذوا بالاسباب ان كنتم مؤمنين حق الايمان. وهذا التهييج وحث لهم على الدخول قالوا يا موسى انا لن ندخلها ابدا مخازي اليهود انا ارى انها لو جمعت في رسالة جامعية انها جديرة بحث سيجد مادة كبيرة جدا مخازن اليهود او معاصي اليهود او يعني اعتراضاتهم على انبيائهم. قالوا لن ندخل انا لن ندخلها سبحان الله. ابدا ما داموا فيها فاذهب انت وربك فقاتلا انا ها هنا قائلون. هذا قلة الادب والوقاحة وسوء يعني الكلام اذهب انت وربك. فقاتلا انا ها هنا قاعدون يعني انتم ما تريدون ان تكونوا من حزب من حزب الله وحزب موسى. ولهذا كما قال بعض الصحابة يوم بدر لما قام النبي صلى الله عليه وسلم مستشار الصحابة في القتال فقام ابو بكر واثنى ويعني تكلم ثم عمر والنبي صلى الله عليه وسلم يقول اشيروا علي. فعلم الانصار انه يريده. انه يريدهم لانهم تعاهدوا معه على ان يحموه في المدينة فقام سعد بن معاذ فيقال غيره. فقال يا رسول الله لعلك تعنينا سر حيث امرك الله فوالله لو سرت بنا الى برك الغماد وهي منطقة حول الليث الان يضرب بها المثل في البعد. بعض الروايات لو خضت تبينا هذا البحر لخضناه معك. ولا نقول كما قالت بني اسرائيل اذهب انت وربك فقاتلا انا ها هنا قاعدون. ولكن نقاتل بين يديك وعن يمينك وعن شمالك. فامض حيثما امرك الله. هذه امة النبي صلى الله عليه وسلم. انظروا ماذا قالوا لنبيهم. وهؤلاء المجرمون ماذا قالوا لنبيه ولهذا قال جل وعلا كنتم خير امة اخرجت للناس ولهذا يقول النبي صلى الله عليه وسلم الخير في وفي امتي الى يوم القيامة قالوا من قال ربي اني لا املك الا نفسي واخيه. لما قالوا هذه المقولة لا حيلة له فيه ما يملك امرهم. نكلوا وامتنعوا قال اني لا املك الا نفسي واخي. انا املك امر نفسي انا وامر اخي هارون وهناك مقولة يعني بعض المفسرين يقولون ان هارون اكبر من موسى ذكرها بعضهم او انه جاء عن قتادة لكن حقيقة بعد التتبع والاستقرار ما هناك غير هذا الاثر عن قتادة. والاصل ان موسى اكبر زمن قال ان هارون اكبر منه فليأت بالدليل على ما يقول. قال اني لا املك الا نفسي واخي فافرق بيننا وبين القوم الفاسقين يعني فاقضي بيننا وبينهم. وافتح بيننا وبينهم. وقيل فافرق اي فافصل بيننا وبينهم القوم الفاسقين الخارجين عن طاعتك. الفسق هو الخروج عن طاعة الله. جل وعلا. قال فانها محرمة اربعين سنة هذي اول العقوبات فانها محرمة عليهم يعني الخروج من هذا المكان ودخول بيت المقدس محرم عليهم اربعين سنة مع انهم في سيناء بجوار بيت المقدس على ما قال المفسرون فاربعون سنة محرم عليهم ان يدخلوا بيت المقدس يتيمون يتيهون في الارض التيه هو الحيرة والظلام يتحيرون في الارض يضلون ما يعرفون الطريق. وقد ذكر المفسرون انهم كانوا يخرجون في اول النهار يرحلون يريدون يخرجون من هذا المكان او يريدون بيت المقدس فيسيرون اليوم كله فاذا جاء وقت مغيب الشمس واذا هم في المكان الذي خرجوا منه مع انهم بعقولهم لكن هذه عقوبة من الله ولكن الله هو الرحمن الرحيم رغم هذا وعقبهم بهذا لكن كانوا في صحراء انزل عليهم المن والسلوى وظل لهم بالغمام ومع ذلك ما نفع فيهم. فما ارحم الله بالخلق سبحانه تعال. قال يتيمون في الارض اربعين نعم. فانها محرمة عليهم اربعين سنة. اربعين سنة يتيهون في الارض. فلا تأسأ القوم الفاسقين الاسى الحزن لا تحزن على هؤلاء الفاسقين الخارجين عن طاعة الله ومما ذكره العلماء ان موسى وهارون ماتا في التيه. مات هارون اولا ثم بعده موسى بثلاث سنوات ثم دخل الارض المقدسة على يد يوشع بالنون بعد اربعين سنة وان يوشع بالنون اوحى الله اليه فصار نبيا. ما هو الفرق بين النبي والرسول؟ ان الرسول من اوحي اليه بشرع وامر بتبليغه. النبي من امر بتبليغه شرع شريعة نبي قبله. ولهذا بنو اسرائيل فيهم الانبياء يحكمون الناس بشريعة موسى فقام فدخل الارض المقدسة بمن معه فلما دخلوها واوشكوا على فتحها واذا بالشمس قد تضيفت للغروب وكان يوم الجمعة واذا غابت الشمس ليلة السبت وهم منهيون عن القتال يوم السبت فقال ربي فقال للشمس ايتها الشمس انك مأمورة واني مأمور. فامسكي فاحبسي حتى يفتح الله علي فوقفت الشمس حتى فتح الله عليه هذه كرامة له فدخلوا الارض المقدسة بعد ان ذهب الجيل الاول ودخلوا على يد او مع يوشع ابن نون. قال جل وعلا واتلوا عليهم نبأ ابن ادم بالحق اذ قرب قربانا فتقبل من احدهما. ولم يتقبل من الاخر. واتلوا اي واقرأ عليهم وقص عليهم يا نبينا نبأ ابن ادم خبر ابن ادم بالحق فانه خبر بالحق وبالصدق من الله جل وعلا. وهذا من اخبار بني اسرائيل لكن هذا مما جاء في كتابنا هذا جاء عمل بالصدق والحق فهي بالحق والصدق لا خلل فيها اذ قرب قربانا فتقبل من احدهم القربان اسم لما يتقرب به المرء الى ربه من صدقة ونسك وصلاة ونحيا. يعني اسم لما يتقرب به من الطاعات وقد اختلفوا في سبب التقرب هذا. فقيل ان سببه ان قابيل وهابيل آآ او قبل ذلك كانت من سنة الله ان ادم يولد له في كل بطن ذكر وانثى يقول ابن كثير وكان من خبرهما فيما ذكره غير واحد من السلف والخلف ان الله تعالى شرع لادم عليه السلام ان يزوج بناته من بنيه بضرورة الحال لضرورة الحال ما فيه الا ادب هو واولاده. ولكن قالوا كان يولد له في كل بطن ذكر وانثى فكان يزوج انثى هذا البطن لذكر البطن البطن الاخر كان يزوج انثى هذا البطن لذكر البطن البطن الاخر. وكانت اخت هابيل دميمة. واخت قابيل وضيئة جميلة فاراد ان يستأثر بها على اخيه. فابى ادم ذلك الا ان يقرب قربانا. فمن تقبل منه فهي له فقربه فتقبل من هابيل ولم يتقبل من قابيل فكان من امرهما ما قصه الله. والذي تقربوا فيه الجمهور على انهم قابيل كان صاحب زرع صاحب حرث. وهابيل صاحب غنم فتقرب هابيل بشاة سمينة فتقبلها الله منه وتقبل وتقرب قابيل بحفنة زرع فرأى فيه سنبلة جيدة فحتها واكلها يعني تقدم بالشيء الرديء فلم يتقبل الله منه. عند ذلك حسد اخاه حسد اخاه فتقبل من احدهما وهو هابيل في قول الجمهور. ولم يتقبل من الاخر وهو قابيل قال لاقتلنك قال هو قابيل. حسده. قال انما يتقبل الله من المتقين. انت ما اتقيت الله في صدقتك وقربانك انما يتقبل الله من المتقين. لئن بسطت الي يدك لتقتلني ما انا بباسط يدي اليك لاقتلك. ان مددت يدك الي لتقتلني انا لن اقتلك اني اني اخاف الله رب العالمين. هذا الواجب الخوف الذي يمنع المؤمن عن القتل لعظم القتل اني اريد ان تبوء باثمي واثمك باثمي وباثم قتلي وبقية اثامي كلها اثم قتلي اثمك واثمك الاخر. واثامك الاخرى فتكون من اصحاب النار وذلك جزاء الظالمين فطوعت له نفسه قتل اخيه فقتله فاصبح من الخاسرين. حسنت انتبه بعض الناس يقول لا الحمد لله. انا نفسي اذا بغيت اذا هويت شيء ولا رغبت شيء سبحان الله يكون موافق للشريعة. انتبه. طوعت له نفسه قتل اخيه. فقتله فاصبح من الخاسرين ونتوقف هنا حتى نرجع بالغد ان شاء الله. ونذكر بعض الامور وفق الله الجميع العلم النافع والعمل الصالح. وصلى الله وسلم وبارك على مال عبده ورسوله نبينا