الرحمن الرحيم وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه هذه ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين. اما بعد يقول الله جل وعلا لنبينا صلى الله عليه واله وسلم يا ايها الرسول بلغ ما انزل اليك من ربك وان لم تفعل فما بلغت رسالته اه قبل ان نبدأ مما لا يخفى على الاخوة ان اليوم هو عصر الجمعة وهو فيه ساعة يستجاب للعبد فيها وايضا المطر الان قد اظلنا وقد ثبت الحديث ايضا ان عند نزول المطر دعوة مستجابة فلا ينبغي للانسان يفرط في مثل هذه الفرصة اما نحن انه ان رأينا ان نقطع نشوطا كبيرا تركنا وقتا للدعاء والا الله يعينك اه يقول الله جل وعلا يا ايها الرسول بلغ ما انزل اليك آآ خاطب الله عز وجل عبده ونبيه محمد صلى الله عليه وسلم بهذا الوصف العظيم يا ايها الرسول وهو يقتضي التعظيم والتبجيل والتكريم في ايتين من كتاب الله وكلتاهما في سورة المائدة هذه الاية ومرت معنا اية قبل ذلك يا ايها الرسول بلغ ما انزل اليك من ربك وان لم تفعل ان لم تبلغ كل ما انزل اليك فما بلغت رسالته وهذا يقتضي انه صلى الله عليه وسلم قد بلغ الرسالة وادى الامانة كاملة ولهذا قال صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه مسلم ما من نبي بعثه الله الا كان حقا عليه ان يبين لامته خيرا ما يعلمه لهم وان يحذرهم شر ما يعلمه لهم وفي صحيح مسلم انه صلى الله عليه وسلم قال في عرفة قال لاصحابه انكم مسؤولون عني فما انتم قائلون قالوا نشهد انك بلغت واديت ونصحت فقال صلى الله عليه وسلم اللهم فاشهد قالها ثلاثا ورفع يده الى السماء وجعل ينكثها اليهم الى الصحابة لانه كان على ناقته وهذا دليل على علو الله جل وعلا وانه في جهة السماء وانه لا حرج على المسلم ان يشير بيده وقد بلغ البلاغ المبين. لكن قال بعض المفسرين وان لم تفعل يعني ان لم تبلغ جميع ما انزل اليك فما بلغت رسالته لو بلغ بعضا وترك بعضا فما بلغ الرسالة ولكنه قد بلغ الرسالة صلى الله عليه واله وسلم كاملة لم يترك منها شيئا. ولهذا تقول عائشة كما في صحيح مسلم تقول لو كان محمد صلى الله عليه واله وسلم كاتما شيئا من القرآن لكتم هذه الاية وتخفي في نفسك ما الله مبديه وتخشى الناس والله احق ان تخشاه وذلك انه لما جاءه يستشيره زيد ابن حارثة كان قد تبناه قبل ذلك وقد تزوج الصبية زينب بنت جحش فجاءه يستشيره فكان يقول امسك عليك اهلك ووقع في نفسه صلى الله عليه وسلم انه ان ان تركها زيد ولم يأخذ بنصيحته ان تركها سيتزوج بها قال الله عز وجل وتخفي في نفسك ما الله مهديه. والله ما كتم شيئا صلى الله عليه وسلم. ولو كان كاتما لكتم هذا صلى الله عليه واله وسلم. قال والله والله يعصمك من الناس كان النبي صلى الله عليه وسلم في اول الامر يتخذ حراسا ومن ذلك ما رواه مسلم وغيره انه ارق ليلة صلى الله عليه واله وسلم بل هو في البخاري ومسلم من حديث عائشة قالت ان رسول الله صلى الله عليه وسلم سهر ذات ليلة ذات ليلة وهو جنبي وهو بجواري فقلت ما شأنك يا رسول الله يعني ما الذي حصل لك قال ليت رجلا صالحا من اصحابي يحرسني الليلة ليت رجلا صالحا من اصحابه حصن الليلة. قالت فسمعنا قعقعة السلاح صوت السلاح فقال من هذا؟ قال سعد سعد بن مالك سعد بن ابي وقاص رضي الله عنه فقال ما جاء بك؟ قال جئت لاحرسك يا رسول الله. قالت فسمعت غطيط رسول الله صلى الله عليه وسلم في نومه ثم انزل الله عز وجل عليه بعد ذلك والله يعصمك من الناس. لا يمكن ان يتعرض لك احد او ان يقتلك ابدا فترك الحراسة وهذا دليل على جواز او على ان اهل الشأن يتخذون حراسة لا حرج في هذا. والنبي صلى الله عليه وسلم كان يتخذ حراسة فلما عصمه الله ترك الحراسة والله يعصمك من الناس ان الله لا يهدي القوم الكافرين ان الله لا يهدي القوم الكافرين مراد هداية التوفيق والدلالة لان الجزاء من جنس العمل فمن كفر لا يستحق الهداية. ومن سلك طريق الهداية هداه الله جل وعلا. ولهذا قال جل وعلا والذين اهتدوا زاد هودا واتاهم تقواهم. وقال فلما زاغوا ازاغ الله قلوبهم جزاء وفاقا ثم قال سبحانه وتعالى قل يا اهل الكتاب لستم على شيء يعني لستم على شيء من دين الله لستم على شيء من الدين لان دينهم الذي يدعون دين محرف. قد اشتمل على الكفر والضلال لستم على شيء حتى تقيموا التوراة والانجيل تقيمها كما هي وتقومون بها. فتقيمون ما فيها من الاحكام. واول ذلك واعظمه افراد الله بالعبادة جل وعلا وعدم جعل المسيح ابنا له او ثالث ثلاثة قال حتى تقيموا التوراة والانجيل وهو شامل لليهود والنصارى كلهم على ظلال مبين وما انزل اليكم من ربكم وهو ما انزله الله على نبينا صلى الله عليه واله وسلم فلا يستقيم استقيموا دينهم الا اذا التزموا بدين النبي صلى الله عليه وسلم ومن كان منهم ملتزما بدينه ثم دخل بدين الاسلام ملتزما بدينه الصحيح. ثم دخل في دين الاسلام فانه يؤتى اجره مرتين فالحاصل ان ما هم عليه ليسوا على شيء من الدين وانما على ضلال. قال جل وعلا ولا يزيدن كثيرا منهم ما انزل اليك من ربك طغيانا وكفرا. كما مرت معنا البارحة ليزيدن الذي انزله الله عليك زيدن كثيرا من اليهود والنصارى طغيانا. يزدادون طغيانا الى طغيانهم ومجاوزة للحدود وكفرا بالله جل وعلا تكذيبا باياته لانهم سرقوا بهذا الدين ولم يتبعوه. وكان الواجب ان يزيدهم ايمانا لكن الحسد حملهم على ذلك. قال فلا تأس على القوم الكافرين. لا تحزن يا نبينا على القوم الكافرين ولا يصيبك الحزن بعدم ايمانهم. ليس عليك هداهم. ثم قال ان الذين امنوا والذين هادوا والصابئون والنصارى الذين امنوا هم المؤمنون والذين هادوا هم اليهود والصابئون تعددت فيهم الاقوال فقيل انهم قوم بين اليهود والنصارى قوم بين اليهود والمجوس. وقيل قوم بين النصارى والمجوس واصح الاقوال قول آآ قول وهب بن منبه انهم قوم باقون على فطرتهم قوم باقون على فطرتهم. فعبدوا الله عز وجل على فطرتهم. بقوا على فطرتهم فتعبدوا لله عز وجل ولم يحدثوا شركا ولم يحدث شركا لان الاصل في الانسان انه على التوحيد ما من مولود الا ويولد على الفطرة. والله جل وعلا يقول فطرة الله التي بطل النسا عليها فالاصل ان الناس على الفطرة. فاصح الاقوال وهو اختيار ابن كثير وهو الذي يستقيم مع ظاهر الاية. لانهم يدخلون الجنة المراد انهم قوم كانوا على فطرتهم وبقوا على ذلك لم يأتهم رسول وعبدوا الله ولم يحدثوا شركا فتقبل الله عز وجل منهم ان الذين امنوا والذين هادوا والصابئون والنصارى وهم اتباع عيسى من امن بالله واليوم الاخر هذا شرط قيد لابد منه من امن بالله الايمان الشرعي واليوم الاخر وهو الايمان بالقيامة والبعث والنشور وعمل صالحا عمل عملا صالحا. ولم يعمل عملا سيئا يتضمن الكفر والشرك فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون. قال ابن كثير عبارة كثير ما يكررها ابن كثير فلا خوف عليهم فيما يستقبلهم ولا هم يحزنون على ما فاتهم هذا اشارة الى عظم النعيم والثواب الذي سيثيبهم الله به. فلا خوف عليهم فيما يستقبلهم. هم امنون يوم يفزع الناس ويخافون ولا يحزنون على ما فاتهم في الدنيا فاتهم بعض النعيم او بعض الامور بعض الغنى او بعض الاشياء لا يحزنون على ذلك لان الله سبحانه وتعالى يعطيهم من الثواب ما ينسيهم كل شيء ويكونون في اعلى النعيم وافضل النعيم. ثم قال جل وعلا لقد اخذنا ميثاق بني اسرائيل وارسلنا اليهم رسلا يقول ابن كثير يذكر تعالى انه اخذ العهود والمواثيق على بني اسرائيل على السمع والطاعة لله ورسله فنقضوا تلك العهود والمواثيق واتبعوا ارائهم واهوائهم. وقدموها على الشرائع فما وافقهم منها قبلوه وما خالفهم ردوه اذا اخذ الله العهد والميثاق على بني اسرائيل وقد مر معنا بالامس ايضا اشارة الى هذا وهو العهد بالايمان باتباع الرسل وارسلنا اليهم رسلا ارسل الله الى بني اسرائيل رسلا وكما سبق ان ذكرنا الحديث الذي في البخاري كانت بنو اسرائيل تسوسهم الانبياء اذا هلك نبي خلفه نبي فكانت فيهم رسل وانبياء ومن رسل الله موسى وداوود وسليمان هؤلاء كلهم من رسل بني اسرائيل والانبياء كثير فقد ارسل الله اليهم رسلا لكن كلما جاءهم رسول بما لا تهوى انفسهم بما لا تشتهيه انفسهم والنفوس تشتهي الباطل امارة بالسوء فاذا جاءهم بما لا يريدون ولا يهوون مما هم عليه مقيمون من المعاصي فريقا كذبوا وفريقا يقتلون. فريقا كذبوهم وردوا عليهم. وفريقا لم لم يكتفوا بالتكذيب بل مدوا ايديهم قبحهم الله على انبياء الله فقتلوهم وممن قتلوه زكريا ويحيى قد قتلوه وقتلوا انبياء كثير فهم اعداء الرسل. قال جل وعلا وحسبوا الا تكون فتنة قال ابن كثير وحسبوا الا يترتب لهم شر على ما صنعوا فترتب حسبوا الا تكون فتنة. حسبوا الا يكون لهم شر او بلاء. على افعالهم هذه ويظنون انهم ينجون فعموا فعموا وصموا. وهذا اشارة الى انهم عموا عن الحق وصموا عنه فلا فلا يبصرون الحق ليتبعوه ولا يسمعونه ليعقلوه ويعوه والمراد انهم صموا اذانهم المراد سموها عن سماع الحق السماع الذي ينفعهم وانهم يسمعون القول ويبصرون الانبياء لكن كما قال جل وعلا صم صم بكم عميوا فهم لا يرجعون المراد ليس الالات الالات موجودة لكن المراد انهم عموا عن الحق وصموا عن سماعه فلم يتبعوه. قال ثم تاب عليهم جل وعلا ليتوبوا فتاب عليهم لانهم تابوا ورجعوا. ثم عموا وصموا كثير منهم. متقلبون والايمان لم يثبت في قلوبهم ولهذا بعد ذلك رجعوا رجعوا الى الكفر فعموا عن الحق وصموا اذانهم عنه كثير منهم وهذا من العدل الله عز وجل المرة الثانية ما قال كلهم قال كثير منهم هذا هو الواجب العدل اذا تكلم المتكلم ولهذا الله عز وجل ما قال كلهم بل قال كثير منهم. اذا هناك من لم يرتدوا وثبتوا على دينهم والله بصير بما يعملون. بصير بهم وباعمالهم. بصير بهم يبصرهم ويراهم وايضا خبير باعمالهم وما يفعلون وسيجازيهم عليها يوم القيامة ثم قال جل وعلا لقد كفر الذين قالوا ان الله هو المسيح ابن مريم وهم النصارى قالوا ان المسيح اه نعم قالوا ان الله هو المسيح ابن مريم. ومر معنا ان هذا قول اليعقوبية او الملكانية ولكن قاله النصارى والطوائف منهم ان الله هو المسيح ابن مريم هذا كفر وضلال فكيف يجعلنا العبد ربا ويشركون مع الواحد الفرد الصمد غيره. تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا وقال المسيح يا بني اسرائيل اعبدوا الله ربي وربكم هذا ارشاد لهم وتوجيه قال لهم هذا ولكن ما عملوا به. والا هو قال لهم اعبدوا الله الذي يعبد هو الله وحده لا شريك له. هو ربي وربكم ربي وربكم انا مربوب انا عبد مثلكم. وانا من البشر. وربنا جميعا. ثم قال انه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة انه من يشرك بالله ويقع في الشرك فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من انصار كفى بهذا تنفيرا من الشرك كفى والله بهذا تنفيرا وتخويفا وترهيبا من الشرك فان من اشرك بالله حرم الله عليه الجنة ومأواه النار يصير الى النار ويأوي اليها وما للظالمين من انصار. ليس له ناصر يتولى نصرته واعانته او الدفاع عنه. لانه عدو لله عز وجل ثم قال جل وعلا لقد كفر الذين قالوا ان الله ثالث ثلاثة وهم طوائف من النصارى ايضا قالوا ان الله ثالث ثلاثة. والالهة عندهم ثلاثة وهذا ايضا من كفرهم وضلالهم حيث جعلوا عيسى الها ومريم الها والله الها ولا هو اصطلاحات في هذا بعظهم يسمونه الاقاليم او الاب والابن على كل حال خلاصتها انهم جعلوا مع الله شركاء جعلوا عيسى وامه الهة مع الله تعالى الله عما يقولون. فرد الله عليهم فقال وما من اله الا اله واحد سبحانه وتعالى. وما من اله الا اله واحد هو الله وحده لا شريك له وان لم ينتهوا عما يقولون وهذا من رحمة الله وحلمه على العصاة فان انتهوا فالله جل وعلا يغفر لهم. مع ان قولهم قبيح وخبيث يجعلون لله شركاء قال وان لم ينتهوا عما يقولون ليمسن الذين كفروا منهم عذاب اليم لا يمسن اي ليصيبن ويمسهم العذاب وهو عذاب اليم اي مؤلم مؤلم لما وقع به. نسأل الله العافية والسلامة هو عذاب النار مع الخلود في النار قال جل وعلا افلا يتوبون الى الله ويستغفرونه وهذا من رحمته جل وعلا رغم انهم جعلوا اشركوا معه غيره يدعوهم الى التوبة يدعوهم الى التوبة والى ان يستغفروا الله عز وجل والتوبة هي الرجوع من المعصية الى الطاعة من معصية الله الى طاعته ويستغفرونه سفر وطلب الغفر ان يغفر الذنوب وان يسترها والله غفور رحيم. ختم الاية بهاتين الصفتين العظيمتين تأكيدا انه غفور يغفر الذنب اذا تاب العبد اليه توبة نصوحة ورحيم بالخلق ومن رحمته انهم مع كفرهم يدعوهم الى التوبة والاستغفار ولو فعلوا ذلك كل تاب عليهم وغفر لهم فوالله ما يهلك على الله الا هالك ولهذا الزم الاستغفار يا عبد الله اجعله هجيراك وديدنك دائما وابدا قد كان النبي صلى الله عليه وسلم يعدون له في المجلس الواحد ربي اغفر لي وتب علي انك انت التواب الغفور. وفي رواية انت التواب الرحيم مئة مرة في المجلس الواحد صلى الله عليه واله وسلم قال جل وعلا ما المسيح ابن مريم الا رسول قد خلت من قبله الرسل بين حقيقة المسيح ابن مريم عيسى الا رسول. رسول من البشر قد خلت من قبله الرسل ليس هو اول الرسل كما انه ليس هو اخر الرسل فما الذي جعلكم تدعون فيه الالوهية؟ وهو رسول من سائر الرسل. قبله رسل وبعده نبينا صلى الله عليه وسلم. فلم دعيتم فيه الالوهية هذا انكار عليهم وتبين لان بان ما ذهبوا اليه لا وجه له وما ما المسيح ابن مريم الا رسول قد خلت من قبله الرسل. وامه صديقة والصديقة كثيرة التصديق ومنه ومن يطع الله والرسول فاولئك مع الذين انعم الله عليهم من النبيين والصديقين وافضل الصديقين ابو بكر هذه الامة ابو بكر الصديق لكثرة تصديقه وامه كانت كثيرة التصديق وكانت مؤمنة مصدقة. وهذا اعلى المقامات التي تكون بعد الرسالة الصديقية وذهب ابن حزم ومن معه الى ان الله بعث من النساء رسلا المسألة هل بعث الله من النساء رسلا فذهب ابن حزم وبعض اهل العلم الى ان من النساء رسل. قالوا منهن ام عيسى وام موسى وام اسحاق سارة زوجة اه نعم زوجة اه يعقوب ام اسحاق ورد الجمهور عليهم بان هذا غير صحيح وانه ما بعث الله من النساء رسلا ولكن ما جاء انه اوحى اليهن المراد بالوحي هنا الالهام وليس هو الوحي الذي جعله الله لرسله نعم وامه صديقة كانا يأكلان الطعام يحتاجان الى اكل الطعام والتغذية بل والى خروج ذلك منهم ومن كان كذلك لا لا يصلح ان يكون الها لانه جل وعلا وهو يطعم ولا يطعم. فمن كان يأكل الطعام لا يمكن ان يكون الها هذا دليل عقلي قال جل وعلا انظر كيف نبين لهم الايات ثم انظر اني يؤفكون انظر يا نبينا كيف نبين ونوضح ونجلي ونظهر الايات الدلائل والعلامات الدالة على ان عيسى عبد لا يعبد ثم انظر انى يؤفكون كيف يصرفون على الحق ويصدون عنه لانهم ما حرصوا عليه ولا بذلوا اسباب ذلك ثم قال سبحانه وتعالى قل قل اتعبدون من دون الله ما لا يملك لكم ضرا ولا نفعا هذا استفهام انكاري وفي نفس الوقت توبيخي اتعبدون من دون الله لان كل من عبد احدا غير الله فقد عبد من هو دون الله؟ ومن هو سوى الله ما لا يملك لكم ضرا ولا نفعا. لا يملكون الضر ولا النفع ومن لا يملك الظر والنفع لا لا لا يستحق ان يكون الها وما يوصله بعض الناس او البعض اليك من نفع او ضر فهذا بتقدير الله عز وجل هو الذي جعل لك هذا النفع وهذا الظر ولكن جعل فلانا سببا اوصله اليك عن طريقه. والا النفع والضر من الله قال جل وعلا والله هو السميع العليم هو السميع جل وعلا لكل شيء وبكل شيء وهو العليم بكل شيء وكما ذكرنا اكثر من مرة ان عبارة وهو السميع بكل مسموع والعليم بكل معلوم او البصير بكل مبصر هذا قول باطل لان هذا مبناه على عقيدة المعتزلة وتأثرت بهم الاشاعرة وقالوا ان صفات الله لا تتعلق بالمستحيل وانما تتعلق بالممكن فهو سميع بكل مسموع لكن غير المسموح ما تتعلق به صفة السمع نقول ومن ادراكم ليس كمثله شيء وهو السميع البصير. ولهذا قال ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه مع انهم لن يردوا والله اخبر ان المستحيل لو وقع كيف يكون ومع ذلك اخبر انهم سيعودون فالحاصل اثبات فيه اثبات صفة السمع والعلم لله سبحانه وتعالى ليس كمثله شيء وهو السميع البصير قل يا اهل الكتاب لا تغلوا في دينكم الغلو هو مجاوزة الحد مجاوزة الحد الى ما لا يجوز. مدحا او ذمة. الغلو مجاوزة الحد الى ما ما لا يحل. قد يكون مدحا كما فعلت نصارى جعلت عيسى الها او ذما كما جعلت اليهود قبحهم الله عيسى عليه السلام ابن امرأة زانية او او ابن امرأة بغي فلا يجوز الغلو والله عز وجل نهى اهل الكتاب وكما قدمنا كل نهي لهم فهو نهي لنا شرعوا من قبلنا شرع لنا ما لم يرد في شرعنا خلافه لا تغلو في دينكم غير الحق. لا تجاوزوا الحدود في دينكم. فتقول بغير الحق. وهذا يشمل كل زيادة الدين خلوه او نقص قال جل وعلا ولا تتبعوا اهواء قوم قد ضلوا قال ابن كثير هم شيوخ الضلال شيوخهم مقدموهم الذين كانوا على الضلال ولا تتبعوا اهواء قوم قد ضلوا من قبل. من قبلكم قد ضلوا عن الصراط المستقيم واضلوا كثيرا لان الراهب او الحبر او العالم يقتدي به اناس ولهذا يقول زلة العالم زلة العالم لانه قدوة يتبع ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم انما اخشى على امتي منافقا سليط عليم اللسان او كما جاء ولهذا قد ظلوا بانفسهم واضلوا كثيرا من الخلق هم في رقابهم ويحملون اوزارهم كاملة يوم القيامة وظلوا عن سواء السبيل ظلوا واضلوا كثيرا وظلوا عن سواء السبيل وسواء السبيل وسط السبيل والمراد به الصراط المستقيم الذي هو دين تنام اهدنا الصراط المستقيم لانه اوسط السبل وهو سواؤها وسطها وهو الطريق الذي لا ينجو الا من سلكه. واما الطرق الاخرى فكلها تؤدي الى النار كما جاء في الحديث قال جل وعلا لعن الذين كفروا من بني اسرائيل على لسان داوود وعيسى ابن مريم لعن اي جاء اللعن لهم واللعن هو الطرد والابعاد من رحمة الله. فجاء على على السنة انبيائهم وجاء عن لسان داوود وجعل لسان عيسى وهذا دليل على كفرهم وانهم وقعوا في الكفر قديما وان هذا ديدنهم في كل وقت واوان ولهذا يقول بعض السلف قال ابن عباس من طريق العوفي غاية العوف لعنوا في التوراة والانجيل والزبور والفرقان بالتوراة والانجيل لان التوراة انزلت على موسى وداوود من اتباع موسى تذكر ما هو الدليل؟ الم تر الى الملأ من بني اسرائيل من بعد موسى اذ قالوا لنبي لهم فداوود بعد بعد موسى وكذلك التوراة والزبور الذي انزل على داوود والانجيل والقرآن ذكر الله كفرهم ولعنهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين قال جل وعلا ذلك بما عصوا يعني هذا اللعن والطرد والابعاد من رحمة الله والذي حصل لهم بسبب عصيانهم بما عصوا البال السببية. وما مصدرية او موصولة بسبب عصيانهم او بالذي عصوا به فما ظلمهم الله ولكن كانوا انفسهم يظلمون بما عصوا وكانوا يعتدون فعصوا ولم يطيعوا الاوامر واعتدوا تجاوزوا الحدود. ايضا جمعوا بين المعصية وعدم الاستجابة لاوامر الله واعتدوا تجاوزوا الحدود الى ما حرم الله في اعمالهم قال جل وعلا كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه لبئس ما كانوا يفعلون. كان لا ينهى بعضهم بعضا عن المنكر لا يتناهون عن منكر فعلوه وهذا من اخطر الامور ولذا قال الله جل وعلا كنتم خير امة اخرجت للناس لم تأمر بالمعروف وتنهون عن المنكر فلابد من الامر بالمعروف والنهي عن المنكر. وقد ذكر المفسرون وجاء فيه بعض الاحاديث لكن ضعيفة الاسناد لكن معناها حق لانه كان بنو اسرائيل يلقى الرجل اخاه فيجده على معصية فيأمره وينهاه فاذا كان الغد لا يمنعه ان يكون اكيله وشريبه وجليسه. ينهاها اليوم وغدا يجلس معه ويأكل ويشرب الدليل انه اذا كان على منكره ومعصيته فالواجب ان ينكر عليه ولا يفرح بالجلوس معه مؤاكلته ومشاربته. الا مع الامر بالمعروف والنهي عن المنكر وهذا وان كان في بني اسرائيل فهو كذلك في حقنا نحن ولهذا جاء في الحديث الصحيح حسنه الشيخ الالباني رواه الامام احمد وحسنه الشيخ الالباني ان النبي صلى الله عليه وسلم قال والذي نفسي بيده لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر او ليوشكن الله ان يبعث عليكم عقابا من عنده ثم لتدعنه فلا يستجيب لكم وايضا جاء في الحديث رواه الامام احمد حسنه ابن حجر والالباني النبي صلى الله عليه وسلم قال ان الله لا يعذب العامة بعمل الخاصة حتى يروا المنكر بين ظهرانيهم وهم قادرون على ان ينكروه فلا ينكرونه. فاذا فعلوا ذلك عذب الله الخاصة والعامة وجاء ايضا فيما رواه ابو داوود وحسنه الشيخ الالباني ان النبي صلى الله عليه وسلم قال اذا عملت الخطيئة في الارض كان من شهدها فكرهها وقال مرة فانكرها كان كمن غاب عنها. ومن غاب عنها فرظيها كان كمن شهدها فلابد من ان ان نتآمر بالمعروف ونتناهى عن المنكر كما قال النبي صلى الله عليه وسلم من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فان لم يستطع فبلسانه فان لم يستطع بقلبه وذلك اضعف الايمان وقد اشرنا ان الانكار بالقلب يقتضي مفارقة المنكر واهل المنكر وعدم الجلوس معهم كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه فعلوه لبئس ما كانوا يفعلون. بئس من افعال الذنب بئس هذا الفعل الذي كانوا يفعلونه فان الواجب ان يأمر بالمعروف ان ان يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر. ويتناهى المسلمون عن المنكر قال جل وعلا ترى كثيرا منهم يتولون الذين كفروا هذه الاية في المنافقين وان كان السياق في بني اسرائيل لكن يكون الكلام كلام مستأنف شديد ترى الذين ترى كثيرا منهم يتولون الذين كفروا. كثير من المنافقين يتولونهم يتخذونهم اولياء من دون المؤمنين ويميلون اليهم ويحبونهم ويناصرونهم يتولون الذين كفروا لبئس ما قدمت لهم انفسهم لان هذا الذي حصل بسبب بسبب انفسهم الامارة بالسوء قدمت ذلك لهم وحسنته وزينته فرغبوا فيه واتبعوه ان سخط الله عليهم قدمت لهم هذا العمل الذي كان سببا بسخط الله عليهم وغضبه فسخط الله عليهم لانهم تولوا الكفار تولوا اعداء الله صاروا اولياء لهم من دون المؤمنين ومن يتولهم منكم فانه منهم. كما مر معنا ليلة البارحة في شرح هذه الاية. قال جل وعلا وفي العذاب هم خالدون خالدون والخلود هو المكث المدة الطويلة ولكن اذا اكد بابدا فانه الذي لا نهاية له وقد اكد خلود الكافرين في عدة ايات في كتاب الله عز وجل اكد بابدا فاذا دخلوها لا يخرجون منها ابد الاباد. وكذلك المنافقون في الدرك الاسفل من النار. نعوذ بالله من ذلك قال جل وعلا ولو كانوا يؤمنون بالله والنبي وما انزل اليه ما اتخذوهم اولياء. ولكن كثيرا منهم فاسقون لو كانوا يؤمنون بالله والنبي حق الايمان يؤمنون بالله ربا وبالنبي صلى الله عليه وسلم رسولا ويؤمنون بما انزل اليه وهو القرآن انه حق فيتبعون ما فيه ما اتخذوا الكفار اولياء ما اتخذوهم اولياء نعم لان مقتضى الايمان بالله ورسوله وكتابه يقتضي ان يتول ان تتولى المؤمنين وان تبرأ من الكافرين ولا تتولى الكفار ابدا ولا يمكن ان يقع هذا كيف يمكن ان يوالي المؤمن المطيع لله عدو الله الكافر بالله لا يمكن قال جل وعلا ولكن كثيرا منهم فاسقون كثيرا منهم وهذا ايضا من العدل كلهم وانما كثيرا منهم فاسقون والفسوق هو الخروج من طاعة الله عز وجل الى معصيته فهم فاسقون اي خارجون عن طاعة الله سبحانه وتعالى الى معصيته ثم قال جل وعلا لتجدن لتجدن اشد الناس عداوة للذين امنوا اليهود والذين اشركوا لتجدن يا نبينا وهو كذلك لنا الخطاب لتجدن اشد الناس عداوة والعداوة هي ضد الولاية كن عدو لك يعني ضد ولايتك وضد الاقبال عليك فاشد الناس عداوة للمؤمنين للذين امنوا اليهود والذين اشركوا اشدهم اليهود وكذلك الذين اشركوا الوثنيون من اشد اعداء الناس من اشد اعداء المسلمين ولا يزالون كذلك فهم العدو ولهذا يجب الحذر منهم ولا تثق بهم ومهما اظهروا انهم يخدمونك او يخدمون دينك فاحذر فانها فان الامر ليس على ظاهره ولهذا يكيدون المسلمين ودينهم بالليل والنهار نسأل الله ان يرد مكرهم في نحورهم وان يكفي المسلمين شرورهم. قال جل وعلا ولتجدن اقربهم مودة اقربهم مودة ومحبة المودة هي خالص الود النصارى يودون المسلمين ولا شك هذا في من امن منهم هذا لا شك فيه ولكن حتى الكفار منهم هم اقرب الى المسلمين مين اليهود؟ وسائر الكفار وهذا امر ظاهر الان الذي ينظر في الاسلام الان في بلاد الدنيا وفي الغرب خاصة النصارى يدخلون في دين الله جماعات افواجا اما اليهود من اندر النادر ان يدخل في الدين والوثنيون كذلك قال جل وعلا ولا تجدن اقربهم مودة للذين امنوا الذين قالوا انا نصارى. لماذا ذلك بان منهم قسيسين ورهبان القسيس والقسيسين او القسيس القسيسون جمع قسيس قال وهو العالم الكبير العالم الكبير وقيل هم العلماء والخطباء علماؤهم وخطباؤهم ورهبانا الرهبان جمع راهب. هو الذي يغلب عليه الرهب وهو الخوف. والمراد بهم العباد الذين يمتازون او لا يتميزون بالعبادة كثرة العبادة وان كان عندهم جهل ليسوا مثل العلماء مثل الاحبار مثل القسيسين وانهم لا يستكبرون. لان منهم اناس اهل ديانة علماء وعباد هذا دليل ان ان العابد على خير عظيم ايضا صحيح انه لا يبلغ منزلة العالم لكن اذا كان عابد هذا شيء عظيم وسبب يعني القرب من الله جل وعلا. وانهم لا يستكبرون. ليس فيهم كبر كما يوجد في اليهود وفي المشركين الكفار عموما ففيهم تواضع ولين كثير منهم ما عندهم كبر على الاسلام ينظر في الاسلام ما هو فاذا وجده دينا صحيحا اتبعه وترك دينه اما اليهود وسائر الكفار عندهم ترفع واحتقار للاسلام واهل الاسلام. عليهم من الله ما يستحقون. قال جل وعلا واذا سمعوا ما انزل الى الرسول ترى اعينهم تفيض من الدمع هذه خصلة ثالثة جعلتهم اقرب الناس للمؤمنين انهم اذا سمعوا القرآن ما انزله الله على نبيه صلى الله عليه وسلم ترى اعينهم تفيض من الدمع مما عرفوا من الحق ومعنى تفيض قالوا فيض العين من الدمع امتلاؤها امتلاؤها من الدمع ثم سيلانه يعني تمتلئ عيونهم اولا بالدمع ثم تفيض تسيل خارج جفن العين اه كفيظ الاناء وذلك سيرانه عند شدة امتلائه كما قال الطبري اذا هذا من خوفهم من الله يبكون حينما يسمعون كلام الله جل وعلا مما عرفوا من اجل الذي عرفوه من الحق وعلموا انه حق من عند الله فلانت قلوبهم وقبلوه يقولون ربنا امنا فاكتبنا مع الشاهدين. ربنا امنا اي صدقنا عن اقرار صدقنا واقررنا بما جاء به وما انزلت على على محمد صلى الله عليه واله وسلم امنا به صدقنا واقررنا واتبعناه فاكتبنا مع الشاهدين قال ابن كثير اكتبنا من امة محمد صلى الله عليه وسلم لانهم هم الشهداء على الناس قال جل وعلا وكذلك جعلناكم امة وسطا لتكونوا شهداء على الناس فيكون الرسول عليكم شهيدا اه فامة النبي صلى الله عليه وسلم تشهد الانبياء على اممهم ثم يشهد لهم النبي صلى الله عليه وسلم ويزكيهم يعني فاجعلنا من امة محمد الذين يشهدون بالحق ويعملون به ومالنا لا نؤمن بالله وما جاءنا من الحق يعللون ذلك قال بعض المفسرين كأنه لامهم غيرهم اولامهم الكفار الذين لم يؤمنوا بالنبي صلى الله عليه وسلم فردوا عليهم ما لنا لا نؤمن اي شيء يمنعنا ما الذي يحول بيننا وبين الايمان وما جاءنا من الحق وهو الذي انزله الله على محمد صلى الله عليه واله وسلم ما الذي يمنعنا من هذا؟ ونطمع ان يدخلنا ربنا مع القوم الصالحين اي ونحن نطمع ان يدخلنا ربنا مع اهل طاعته نطمع ان يدخلنا ربنا مع اهل طاعته. فكيف لا لا نؤمن فمن اراد رحمة الله ويطمع ان يكون مع الصالحين فعليه ان يؤمن بما جاء بما انزله الله على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم ويؤمن بالنبي صلى الله عليه وسلم كما ذكرنا مرارا ان النبي صلى الله عليه وسلم قال والذي نفسي بيده لا يسمع بي من هذه الامة يهودي ولا نصراني ثم لا يؤمن بما جئت به الا حرم الله عليه الجنة او الا ادخله الله النار او كما قال النبي صلى الله عليه وسلم فلا احد يدخل الجنة الا من طريقه صلى الله عليه وسلم بعد الايمان به وبما انزل عليه مع القوم الصالحين وهذا فيه ثناء ودليل انه لا صلاح الان الا في امة محمد صلى الله عليه وسلم الصلاح الان لابد ان يكون مسلما مؤمنا متبعا للنبي صلى الله عليه وسلم والصالحون هم الذين جمعوا في عباداتهم بين اخلاصها لله والاقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم شرط قبول العمل ثم قال جل وعلا فاثابهم الله بما قالوا جنات تجري من تحتها الانهار تابهم اعطاهم ثوابا واجزل لهم المثوبة بما قالوا بسبب قولهم هذا وقول عظيم فيه بيان انه لا يمكن الرجل ان يكون صالحا الا ان يكون متبعا مؤمنا بما انزل على النبي صلى الله عليه وسلم وما جاء به النبي صلى الله عليه واله وسلم فاثابهم بما قالوا جنات تجري من تحتها الانهار لكل واحد منهم جنات اي بساتين تجري منها من تحتها الانهار وهذا غاية الانس والنعيم جريان الماء بل الانسان اذا رأى الوادي يجري وهو قد احمر لونه واختلط بالتراب يجد لذلك بهجة لا يعلمها الا الله. فكيف اذا كانت انهار الجنة من ماء غير اس ولبن لم يتغير طعمه. ومن خمر اللذة للشاربين ومن عسل مصفى نسأل الله الكريم من فضله قال خالدين فيها وهذه نعمة اخرى. ان هذا النعيم لا يزول في يوم من الايام بل خالدين فيها ابد الاباد ونعيمهم في ازدياد وهذا فضل الله يمن به على من يشاء. قال وذلك جزاء المحسنين. ذلك جزاء من الله جل وعلا للمحسنين الذين احسنوا القول والعمل احسن الاعتقاد امنوا صدقوا واقروا واحسنوا العمل سواء عمل اللسان او عمل الجوارح ولابد انهم محسنون لانهم عملهم حسن موافق للشرع والذين كفروا وكذبوا باياتنا اولئك اصحاب الجحيم كما ذكرنا مرارا ان هذا فيه دليل على وصف الله عز وجل القرآن بانه مثاني في ذكر الشيء ثم يثني بذكر ضده فبدأ ان ذكر ثواب المؤمنين المطيعين ذكر جزاء العاصين الكافرين قال والذين كفروا وكذبوا جمعوا بين الكفر وهو الستر والتغطية للحق وعدم الدخول فيه وبين التكذيب بالايات. التي جعلها الله عز وجل دليلا على على الحق ودليلا على الشرع ودليل عليه سبحانه وتعالى اولئك اصحاب الجحيم والصحبة فيها معنى الملازمة والجحيم وصف من اوصاف النار يدل على شدة تجحمها وتوقدها فاصحاب الجحيم اي الملازمون لها نعوذ بالله الملازمون لها الذين لا يخرجون منها ثم قال سبحانه وتعالى يا ايها الذين امنوا لا تحرموا طيبات ما احل الله لكم سامحونا اليوم نبي نمشي شوي لانه بقي علينا شيء من المقرر. فلا بد نمشي حتى ان شاء الله نختم صلاة العشاء باذن الله. يا ايها الذين امنوا لا تحرموا طيبات ما احل الله لكم. مرة اكثر من مرة التنبيه على اهمية هذا النداء فكما قال ابن مسعود اذا سمعتها فارعها سمعك فانه اما خير تؤمر به واما شر تنهى عنه. قال جل وعلا لا تحرموا طيبات ما احل الله لكم قال الطبري الطيبات الذي ذات التي تشتهيها النفوس وتميل اليها القلوب وهي ما احله الله لعباده لا تحرموا ما احل الله فان الله انما احل لكم الطيبات ولهذا امتن علينا بانه ارسل الينا رسولا يحل لنا الطيبات ويحرم علينا الخبائث فكل شيء حلال احله الله فهو طيب وخيره اكثر من ضرره ونفعه اكثر من ضرره آآ لا تحرموا ما احل الله لكم ولا تعتدوا لا تعتدوا اي لا تتجاوزوا الحدود لا تجاوزوا ما حد الله لكم وقفوا عندهم. وقال بعض المفسرين لا تعتدوا في الاسراف او فيما احل الله لكم. احل الله لك الطيبات لكن بعض الناس يعتدي يتجاوز فتجده يعمل وليمة يتجاوز الحدود فيها ويسرف ولا يحتاج الا القليل فيتجاوز حد الله عز وجل. فهو على كل حال منهي عن الاعتداء وهو مجاوزة الحد الى ما لا يجوز. ولا مانع من حمل الاية على مريض لا تتجاوزوا حدود الله وايضا لا تتجاوزوا الحد الشرعي فيما احل الله فتقع في الاسراف او في الامر المحرم ان الله لا يحب المعتدين وهي اثبات صفة المحبة وان الله جل وعلا يحب ويبغض ايضا فهو لا يحب المعتدي المتجاوزين لحدوده بل يبغضهم ويمقتهم. وكلوا مما رزقكم الله حلالا طيبا كلوا مما رزقكم الله حلالا اي ما كان مباحا في نفسه وطيبا قالوا في كسبه لانه قد يكون حلالا يعني مباحا لكن قد يكون كسبه عن طريق الربا او عن طريق الغصب فقد يكون حلالا لكن طريقة كسبه له بطريقة محرمة فالمراد كلوا مما رزقكم الله حلالا مباحا في نفسه طيبا في كسبه وحصولكم عليه. وهذا اخباره يقتضي ان ان يكون الانسان كذلك لا يأكل الا من الحلال الطيب الذي لم يقع فيه الاثم ولم يأته من طريق محرم. واتقوا الله الذي انتم به مؤمنون. اتقوا الله. وكثيرا ما يأمر الله عز وجل بالتقوى لانها ملاك الامر وانما يتقبل الله من المتقين. وهي ان يجعل العبد بينه وبين عذاب الله وقاية. بفعل اوامر الله واجتناب نواهيه ثم قال سبحانه وتعالى لا يؤاخذكم الله باللغو في ايمانكم ولكن يعاقبكم بما عقدتم الايمان اليمين قسمان اما يميل لغو وهي ما كانت غير مقصودة او يمين معقودة هو التي يقصدها الانسان فغير المقصودة يمين اللغو هي غير المقصودة. يقول لك انسان انت جئت للدرس اليوم يقول تقول لا والله اليوم ما جيت لا والله انا شغلت انت ما تقصد بهذا اليمين المعقودة هذا يجري على لسانك كلا والله وبلى والله واما اذا قصدت التأكيد قال لي انت متأكد؟ احلف لي ان كنت صادقا فيقول والله هنا مقصودة ومعقودة وهذا من رحمة الله لان الانسان الحقيقة لما يتأمل في نفسه يجد انه دائما يحلف وهو لا يقصد الحلف لا والله ما جيت والله اني تعبان والله اني شغلت ما تقصد اليمين المقصودة لغو يجري على اللسان هذا من رحمة الله لا يؤاخذه به لا كفارة ولا شيء لكن مع ذلك احفظوا ايمانكم لا ينبغي للانسان ان يكثر من من من هذا قال جل وعلا ولكن يؤاخذكم بما عقدتم الايمان ما قصدتم ما قصدتموه وصممتم عليه من الايمان فكفارته اطعام عشرة مساكين. كفارته اذا حنثتم اذا وقع الانسان في الحنف. يعني ما وفى باليمين. قال والله اي ما احظروا الدرس فحظر الدرس هنا حنف او قال والله ما ازور فلان فزاره بل ينبغي للانسان اذا حلف على شيء ورأى غيره خيرا من ان يكفر عن يمينه ويأتي الذي هو خير كما قال النبي صلى الله عليه وسلم قال اذا حلف احدكم على يمين فرأى غيرها خيرا منها فليكفر عن يمينه وليأتي الذي هو خير او احيانا تحلف على واحد ولا ينبغي الحلف. تحلف عليه يتغدى معك ما يتغدى معك ولا تحلف على احد قل حياك الله ان اراد والا لا تحلف واشد من هذا بعض العامة يرى ان انه ان لم يطلق دعوته ليست جادة وهذه مصيبة يعني الطلاق اعظم من الله؟ نعوذ بالله هذا من الجهل العظيم قال جل وعلا فكفارته اطعام عشرة مساكين. هذه هي الكفارة الوحيدة في القرآن التي جمعت بين التخيير والترتيب جمعت بين التخيير والترتيب فانت مخير بين ثلاثة امور. فاطعام عشرة مساكين من اوسط ما تطعمون اه وتعرفون المسكين اذا اهرب يشمل المسكين والفقير يشمل من يجد شيئا لا يكفي لحاجته ومن لا يجد شيئا المعدم من اوسط ما تطعمون قال بعض المفسرين من وسط طعامكم لا يلزمك ان تطعمه اطيب الانواع الا اذا رضيت انت اختيارا منك ولا تطعمه من الرديء وقال بعضهم من اوسط ما تطعمون من احسن طعامكم لان الوسط هنا يراد به الخيار. وكذلك جعلناكم امة وسطا يعني خيارا عدولا لكن الاظهر والله اعلم انه يطعم من الوسط كما هو حال الزكاة لا يلزم من اطيب المال ولا يجوز من اردى المال. لكن لو تبرع فجزاه الله خيرا وقدره نصف صاع ويدل عليه حديث كعب بن عجرة في صحيح مسلم لما مر به النبي صلى الله عليه وسلم والهوام تتساقط على وجه فقال له امسك شاة او اطعم ستة مساكين كل مسكين نصف صاع او صم ثلاثة ايام فهذا دليل على ان مقداره نصف نصف صاع وهو كيلو ونصف الان يقدر بكيلو ونصف تقريبا. لان الصاع اربعة امداد يعني مدان وذهب بعض اهل العلم الى انه مد ولهم حجة في حديث الرجل الذي جاء الى النبي صلى الله عليه وسلم وقد جامع امرأته قال هلكت. جاء بعض الروايات انه اعطاه خمسة عشر مدا مكتب وقال اطعمه اهلك. الحديث لكن الجمهور وهو الاظهر والله اعلم لان ذاك محتمل تقديرا انه نصف صاع اي مدان اي كيلو ونصف تقريبا من اوسط ما تطعمون اهليكم او كسوتهم او كسوة هؤلاء المساكين الى يكسى ثوبا. قال بعضهم يكسوه عمامة وقال بعضهم بل لابد من ثوب وعمامة والصواب والضابط في هذا ان يقال ما يصح ان يصلي فيه يكسى كسوة تصح صلاته فيها ما يعطى فانيلة مثلا ولا عمامة فقط؟ لا يعطى شيئا على الاقل يكسو عورته. مما هو معتاد بين الناس من لباسهم قميص ونحوه قال جل وعلا او تحرير رقبة. ومعنى تحرير رقبة يعني اعتاق رقبة. والرقبة لا بد ان تكون مؤمنة عند الجمهور وحلف في ذلك ابو حنيفة وحجة الجمهور قوله جل وعلا ومن قتل مؤمنا خطأ فتحرير رقبة مؤمنة وقالوا تقاس عليها والاطلاق هنا يقيد بما قيد به هناك فمن لم يجد هو مخير بين هذه الثلاثة الاطعام والكسوة وعتق الرقبة فان لم يجد هنا ينتقل هنا الترتيب ينتقل الى صيام ثلاثة ايام فصيام ثلاثة ايام الجمهور على انه مطلقا ما يلزم التتابع وجاء في قراءة ابي وابن مسعود ثلاثة ثلاثة ايام متتابعات لكن هذه قراءة شاذة لكن يستفاد منها في التفسير لا شك فالافضل ان يتابع بين هذه الايام لانه ابرأ واسرع في ذمته وان فرق بينها فالله قال في رمضان فعدة من ايام اخر وهو فرض فريضة ركن الدين آآ ذلك كفارة ايمانكم اذا حلفتم ما سبق الثلاثة يخير بين الثلاثة او ينتقل الى الصيام هذا كفارة ايمانكم اذا حلفتم وحلفتم اما اذا حلفت ومضت اليمين ولم تحنث فيها ما تكفر قال واحفظوا ايمانكم. قال الطبري لا تتركوها من غير تكفير لا تتركوها من غير تكفير. وقال بعض اهل العلم واحفظوا ايمانكم من جهة كثرة الحلف لا تحذف كثيرا وايضا لا تحنث في يمينك اذا حلفت. وان حلفت فبادر الى التكفير عنها ولا تتركها وين نحن نحلف بالليل والنهار ولا اظنن الا من رحم الله يتذكر الايمان بينما الامام احمد لما في الاحتضار اوصى اولاده قال اه اخرجوا عني كفارة يمين اظن اني ما كفرتها يتذكر اظن اني ما كفرتها. حنا اظن تعد وتخطئ والله المستعان. نسأل الله يعفو عنا. لكن عموما لا بد الانسان يحتاط لنفسه قال كذلك يبين الله لكم اياته كذلك اي مثل هذا البيان يبين الله لكم اياته ودلائله الايات والبينات الدالة على الحق لعلكم تشكرون الله على ذلك ومن شكر الله عز وجل اتباع الحق والاخذ بدلالة هذه الايات البينات آآ ثم قال سبحانه وتعالى يا ايها الذين امنوا انما الخمر والميسر والانصاب والازلام ليس من للشيطان الخمر معروف وهو كل مسكر وهو الذي اذا تناوله الانسان لا يدري ما يقول من اي نوع كان انما الخمر والميسر والميسر هو القمار الميسر هو هو القمار مأخوذ من السهولة واليسر لان اخذ مال الرجل لانه لانك او لانه اخذ مال الرجل بيسر وسهولة من غير كلفة وتعال اقامرك فيظعون شيء فقد يأخذ مال اخيه بدون اي شيء كما يحصل بعض الناس بعض الناس عندهم عادات يقول اذا لقى صاحبه قال وش رايك سعتك احسن ولا يقول ضع يدك على ساعتك والاخر يقول يقول قامت ايش معنى قامت؟ خلاص تعطيني ساعتك واعطيك ساعتي ولا يرجع في هذا انا مو بصحيح هذا من اكل الاموال هذا من الميسر كل شيء تأخذه بغير طريق حق ويأتي بيسر وسهولة فهو من الميسر ولهذا عرفه الفقهاء بانه كل كسب عن طريق المخاطرة والمغالبة كل كسب عن طريق المخاطرة والمغالبة وضابطه ان يكون الانسان فيه بين غارم بين غانم وغارم يا يغنم يا يغرم هذا كله حرام من الميسر. قال والانصاب. قال ابن عباس هي حجارة كانوا يذبحون قرابينهم عندها فهذه حرام ما يجوز هذا الفعل والازنام وقد سبق تعريفها وهي جمع زلم او جمع زلم وهي قداح الميسر لان الاستقسام هو طلب نعم الازلام هي قداح الميسر هي قداح الميسر وكانوا يستقسمون بها يعني يطلبون الحظ والنصيب يظربها كان احدهم اذا اراد ان يسافر او اراد امرا عنده ثلاثة قداح احد مكتوب عليه افعل والاخر لا تفعل والاخر غفل ما عليه شيء فان خرج لا تفعل ترك هذا الامر وان خرج يفعل فعله وان خرج غفلا اعاد مرة ثانية وهذا يعني فيه يعني يجعلونها كأنها تعلم الغيب وهي من الحرام الذي لا يجوز ولهذا قال رجس من عمل الشيطان والرجس هو النجس يعني نجس كما قال ابو نجير الطبري. وقال بعضه الرجس في كلام العرب كل منتن تعافه النفس هذه الامور نجس ونتن ومحرمة لا يجوز فعلها وهي من عمل الشيطان من عمل الشيطان لانها بتسويله بتسويله واغرائه لانها من تسويله واغرائه فهو الذي يحث عليها ويوقع الناس فيها فاجتنبوه لعلكم تفلحون. اجتنبوا هذا الامر لعلكم تفلحون والفلاح هو الفوز هو الظفر بالمطلوب والنجاة من المرهوب وسبق ان ذكرنا ونعيد باختصار ان الخمر مرت بمراحل ثلاثة وقيل باربع مراحل يسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما اثم كبير ومنافع للناس ولكن لم تحرم تحريما جازما ثم بعد ذلك لا تقربوا الصلاة وانتم سكارى. ثم جاء التحريم في سورة المائدة ولهذا قال عمر وغيره من الصحابة انتهينا انتهينا لما جاء هذا التحريم الصارم الواضح قال جل وعلا انما يريد الشيطان ان يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر الشيطان لما يحثكم على هذا فتعملون عمله وما اراد منكم يريد ان يوقع بينكم العداوة والبغضاء فان شرب الخمر وكذلك الميسر وهذه الامور توقع العداوة خاصة الخمر والميسر لماذا؟ لان الخمر قد يضرب كما حصل بعض الصحابة فزر انف سعد بن ابي وقاص وعبد الرحمن بن عوف بلا حية بعير. فبقي في طيلة عمره والشق في انفه وربما يقتل وربما كذلك الميسر يحدث بغظاء فيرى هذا الرجل الذي اخذ امواله وكان عنده ملايين فغلبه بالميسر واخذه وبقي هو فقير هذه من اسباب الشر فالخمر والميسر تورث العداوة والبغضاء. العداوة بين المسلمين والبغضاء والاسلام حريص على تصافي المسلمين وودادهم وان لا يكون بينهم عداوات ولا بغظاء انما المؤمنون اخوة المؤمن اخو المؤمن قال ويصدكم عن ذكر الله اضافة الى العداوات الى العداوة والبغضاء يصدكم يصرفكم يصرفكم عن ذكر الله عز وجل لانه يشتغل بهذه المقامرة طيلة عمره او يكون سكران لا يدري ما يقول حتى الصلاة ما يصلي وهذا دليل ان السعادة والنجاة هي ذكر الله. فاحرص دائما كن ذاكرا لله ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة ايضا. هل انتم منتهون لانه لا تقربوا الصلاة وانتم سكارى. وصاحب الميسر يشتغل فيه. يواصل الليل بالنهار بل هذا يلاحظ حتى في بعض اللعب بعض بعض اللعب التي يلعبونها الناس تضيع عليهم اوقاتهم وتجد لا يصلي مع الجماعة وربما يسهر في الليل ولا يصلي الفجر مع الناس تصد عن ذكر الله لانه ينشغل بها وتصد عن الصلاة فهل انتم منتهون؟ قال شيخنا الشيخ ابن عثيمين رحمه الله الاستفهام هنا بمعنى الاغراء بالانتهاء استفهام لكنه بمعنى الاغراء. يعني انتهوا يغريهم يحثهم على الانتهاء عن هذه الامور المحرمة التي ذكرها الله عز وجل في صدر الاية. ثم قال واطيعوا الله واطيعوا الرسول واحذروا اطيعوا الله واطيعوا رسوله هذا هو الواجب على المسلم ان يلزم طاعة الله في كل ما امره ويطيعه في الانتهاء عما نهاه وكذلك يطيع رسول الله بما امره ويطيعه في الانتهاء عما نهاه عنه واحذروا من معصيتهما احذروا من المعصية فانها ذنب وشؤم كبير وسبب للخسار في الدنيا والاخرة. ثم قال فان توليتم لم تطيعوا الله ورسوله توليتم اعرظتم ولم تطيعوا الله ورسوله فاعلموا ان ما على رسولنا البلاغ المبين على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم البلاغ المبين ان يبلغكم ويعلمكم المبين بلاغ بين حجة واضحة حتى تقوم عليكم الحجة وقد فعل صلى الله عليه واله وسلم كما مر معنا ثم قال جل وعلا ليس على الذين امنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا اذا ما اتقوا وامنوا وعملوا الصالحات ثم اتقوا وامنوا ثم اتقوا واحسنوا. والله يحب المحسنين غير انها نزلت في الذين كانوا يشربون الخمر من الصحابة رضي الله عنهم قبل تحريمها وماتوا وهم يشربون الخمر فقال الله عز وجل ليس على الذين امنوا وعملوا الصالحات يلاحوا فيما طعموا وهذا السبب لا يصح بل سبب نزول هذا وما كان الله ليضيع ايمانكم ولكن هذه هذا الكلام هنا مستأنف. فالله يقول ليس على الذين امنوا ليس على المسلمين على المؤمنين جناح اي اثم ولا حرج الذين امنوا وعملوا الصالحات لانه لا ايمان الا بعمل اركان الايمان القول والاعتقاد والنطق قول باللسان واعتقاد بالجنان وعمل بالجوارح والاركان وعملوا الصالحات ليس على الذين امنوا وعملوا الصالحات جناح اي اثم ولا حرج فيما طعموا يعني فيما ياكلون ما دام انهم ما احله الله لا حرج عليهم يأكلون ما شاءوا ما دام انه من الحلال الطيب ولا يحرم عليهم طعام معين والاصل في الاطعمة هو الحل هو الذي خلق لكم ما في الارض جميعا هذا هو الاصل الاصل في في الاطعمة الحل الا ما جاء الدليل يدل على تحريمه اذا ما اتقوا قال شيخنا الشيخ ابن عثيمين اذا ما اتقوا اي ما حرم ما حرم عليهم من المأكولات يأكلون بشرط ان يكونوا متقين يعني يتقون ما حرم الله عليهم من المأكولات وامنوا بالله وعملوا الصالحات فيما ياكلونه من المباحات ولم يستعينوا بها على معصية الله اذا عملوا الصالحات الثانية هنا الاولى عامة والثانية خاصة عملوا الصالحات لهذه الاطعمة التي استخدموها انتفعوا بها لاجل الاعمال الصالحة. ليس يعملوا بها امورا محرمة قال ثم اتقوا اي استمروا على تقواهم وامنوا استمروا على ايمانهم ثم اتقوا التقوى العامة اي اتقوا جميع المحرمات اي اتقوا جميع المحرمات واحسنوا بفعل الطاعات واحسنوا بفعل الطاعات والله يحب المحسنين اثبات صفة المحبة فالله يحب المحسنين الذين احسنوا العمل احسن الاعتقاد والعمل ثم قال الله جل وعلا يا ايها الذين امنوا لنبلونكم بشيء من الصيد تناله ايديكم ورماحكم ينادي عباده بوصف الايمان مخبرا انه سيبلوهم والابتلاء هو الاختبار ليبلونكم ليختبرنكم بشيء من الصيد المحرم عليكم اصطياده وذلك في حال الاحرام هالابتلاء وسماه الله ابتلاء ليبلونكم الله بشيء من الصيد تناله ايديكم يعني تدركوا ايديكم ورماحكم. يعني صيد لا يفر ولا يهرب يصيدونه بكل يسر وسهولة لكن ترى هذا اختبار وابتلاء فكيف بمن صار بهذه الاجهزة الحديثة الامور كلها قريبة عنده حتى بعض الامور التي حرمها الله انتبه انتبه لا يعني تيسير هذا الامر او وصوله اليك هذا والله ابتلاء واختبار هل تنجح بالابتلاء والا لا قال ليبلونكم بشيء من الصيد اي المحرم عليكم حال الاحرام تناله ايديكم ورماحكم يعني تستطيعون ان تصيدوه بايديكم من غير سلاح او بالرماح فقط ولا يحتاج الى السهم يعني صيده هين هذا ابتلاء ليعلم الله من يخافه بالغيب ليعلم الله من يخافه بالغيب اي في حال غيابه عن الناس هذا مشكلة الحقيقة بعض الناس مستقيم امام الناس لكن اذا خلا بالمعاصي ما يخاف الله بالغيب بالشهادة يخاف الله لا المهم اذا كنت خاليا من الناس فلا يراك الا الله هذا هو الذي هو المؤمن الحقيقي الذي يرتدع عن الذنوب مع الناس او هو وحده اما من يرتدع امام الناس واذا خلا بمحارم الله انتهكها نعوذ بالله هذا امر خطير والله المستعان قال فمن اعتدى بعد ذلك فله عذاب اليم من اعتدى على محارم الله عموما ومنها الصيد بعد ذلك يعني بعد ان عرف الحكم وانه لا يجوز فله عذاب اليم اي مؤلم موجع لمن لحق به يا ايها الذين امنوا لا تقتلوا الصيد وانتم حرم والمراد به صيد البر كما سيأتي لا تقتلوا الصيد وانتم حرم اي في حالة كونكم محرمين. متلبسين بالاحرام وهو نية النسك اللهم لبيك عمرة او اللهم لبيك حجا او اللهم لبيك عمرة وحجا وايضا يلبس ثياب الاحرام لكن المهم هو عقد النية فاذا كان محرما لا يجوز له ان يصيد الصيد صيد البر لا تقتلوا الصيد وانتم حرم. ومن قتله منكم متعمدا فجزاء مثل ما قتل من النعم فمن قتل الصيد منكم متعمدا قتله لكن لو انه رمى من غير قصد ان يصيد شيء او يجرب بندقيته فصاد صيدا هذا شيء يختلف لكن مع ذلك لا يجوز له ان يأكله ما دام الذي صاده محرم لكن لو صاده غير محرم وليس من اجل المحرم فهذا لا بأس به. اما لو صاده غير المحرمين للمحرم لا يجوز له اكله. وادلت على هذا نصوص السنة قال ومن قتله منكم متعمدا فجزاء مثل ما قتل من النعم فجزاء هذا مبتدأ خبره محذوف تقديره فعليه جزاء مثل ما قتل من النعم المثل هنا المراد به المقاربة في الخلقة مثل يعني قريبا منها في الخلقة لا يعني انه مثلها تماما ولهذا الصحابة حكموا على من صاد نعامة ببدنه انا ما هي مثلها من كل وجه لكن قريبة منها حكموا من صاد نعامة ان عليه بدنه ومن صاد بقرة الوحش عليه بقرة. ومن صاد حمامة عليه شاة وهكذا فالحاصل ان هذا جزاؤه ثلاثة اشياء اولا مثل ما قتل من النعم يحكم عليه بان يخرج والنعم النعم هي البقر الابل والبقر والغنم بهيمة الانعام فيلزمه هديا يخرج هديا الى الكعبة يرسله الى البيت وقوله هديا بالغا. نعم. وتقدير الكلام هكذا. فجزاء مثل ما قتل من النعم يحكم به ذو عدل منكم هديا فيهدي هديا الى البيت ودوا عدل منكم يعني ذو استقامة في الدين ذو استقامة ومروءة حكماني عدلان يرظى بحكمهما فيقالان فيقولان هذا الصيد مثيله كذا كما حكم بعض الصحابة قالوا بدنة النعامة فيها بدنة والبقرة الوحش فيها بقرة. والغزال فيه عنز هكذا حكموا. اثنان اذا هو عدل يحكمان ويقومان عليه وذلك يحكمان عليه بواحدة من بهيم من النعم وهي اما من البقر او من الغنم او من الابل ويكون الحكم الذي يحكمنا عليه يكون هديا لا بد ان يهديه الى البيت وقوله هديا بالغ الكعبة المراد بالغ مكة بالغ الحرم باتفاق العلماء انه لا يجوز ذبح الهدي داخل البيت داخل الكعبة لاجل فقراء الحرم يطعموا منه فقراء الحرم او يوزع على فقراء الحرم قال او كفارة طعام مساكين او كفارة ان لم يوجد المثل فانه يقوم. يقوم كم يساوي ويشترى بقيمته طعاما ويطعم هذا الطعام للمساكين يعطى كل كل مسكين نصف نصف صاع او مد على خلاف بين العلماء كما مر فمن لم يستطع يصوم عن كل مد او عن كل طعام مسكين يصوم يوما اذا هو صار العقوبة انه يلزمه من بهيمة الانعام ما يكون مماثلا للصيد ويرسله الى البيت يذبح بمكة او يحكم عليه بطعام يقابل قيمة هذا الصيد كم يساوي يساوي مئة صاع مثلا يعطى كل فقير كل مسكين يعطى نصف صاع فيوزع على خمسين مسكين وان لم يستطع يصوم عن كل مسكين يوم يصوم خمسين يوما مثلا هذه كفارة الصيد لمن كان محرما قال جل وعلا او كفارة من طعام ومساكين او عدل ذلك يعني ما يعادله مثله وبقدره او قدر او عدل ذلك صياما ليذوق وبال امره لاجل ان يذوق عاقبة امره الشديدة لانه ارتكب امرا محرما. لا يجوز له فعله فلا يستهان يا اخوان بالذنوب ما يستهان بالذنوب الله عز وجل يقول ليذوق وبال امره فيقول بعض الناس بسيط صيد قتل صيد ويدفع كفارة لا لابد من التوبة والاستغفار والا يقدم على مثل هذه الامور ولا يستهين بمعاصي الله قال عفا الله عما سلف مضى منكم من صيد قبل معرفة هذا الحكم وانتم محرمون عفا الله عنه وتجاوز عنه ومن عاد بعد ان عرف الحكم فينتقم الله منه الله عزيز ذو انتقام ينتقم منه وهو على خطر عظيم من نقمة الله وعذابه الله عزيز ذو انتقام جل وعلا عزيز له عز الغلبة والقهر وهو الذي لا يرى مجانبه وهو ذو انتقام ينتقم ممن عصاه اذا مات على ذلك ولم يتب الى الله توبة نصوحة فالحصر انه ختم الاية بهذا بهاتين الصفتين العظيمتين للتخويف والترهيب والتحذير حتى يرتدع المسلم ويعلم ان الامر ليس امرا هينا قال جل وعلا احل لكم صيد البحر وطعامه متاعا لكم وللسيارة بعد ان ذكر الله عز وجل حكم صيد البر للمحرم وانه حرام لا يجوز له ذلك وذكر كفارتهم اردف ذلك ببيان حكم صيد بحري وانه ليس مثل صيد البر ولهذا قال احل لكم صيد البحر وطعامه فصيد البحر قالوا هو ما يصطاد طريا يعني ما يصطاد ويخرج طريا وطعامه قالوا ما يقذفه؟ بعضهم قال ميتته وبعضهم قال مالحه ولكن الاظهر والله اعلم ان الصيد هو ما اصطاده الانسان بنفسه طريا هذا هو صيده وطعامه هو ما قذفه البحر لان السمك احلت لنا ميتتان ودمان. الحوت هو الجراد سمك حتى لو وجدته قد رمى به البحر على طرفه او وجدت سمكة ميتة تطفو فانها حلال وهذا طعامهم يجوز اكل هذا واكل هذا. احل لكم صيد البحر وطعامه متاعا لكم. تتمتعون به متاعا لكم وللسيارة. سيارة هم الذين يسيرون. يعني المسافرون الذين يسيرون كثيرا وسواء كانوا يسيرون في البحر او او يسيرون في البر وهو متاع تتمتعون به وتأكلونه تتمتعون به من الجوع. انتم وكذلك المسافرون بل كل الناس حلال صيد البحر قال وحرم عليكم صيد البر ما دمتم حرما هل دليل ان صيد البحر حلال في حال الاحرام وفي حال الحل لان صيد البر نص على تحريمه او بعد ان ذكر حل صيد البحر نص على تحريم صيد البر في حال الاحرام فدل على ان صيد البحر حلال للمحرم وغير المحرم واما صيد البر فانه في بحق المحرم حرام ولهذا قال وحرم عليكم صيد البر ما دمتم حرما يعني ما دمتم متلبسين بالاحرام ولم تحلوا من احرامكم ثم قال واتقوا الله الذي اليه تحشرون. امر بالتقوى لان التقوى عليها مدار الامر ولا يقوم الانسان بما اوجب الله عليه او يدع ما نهاه عنه الا اذا اتصف بالتقوى واتقوا الله الذي اليه تحشرون اي اجعلوا بينكم وبين عذابه وقاية بالانتهاء عما نهاكم عنه وفعل ما امركم به وهو الذي اليه تحشرون اي تجمعون وذلك يوم القيامة تقفون بين ايديكم بين تقفون بين يديه جل وعلا ويجازيكم على اعمالكم خيرا فخير وان شرا فشر ثم قال جل وعلا جعل الله الكعبة البيت الحرام الكعبة معروفة والبيت الحرام هذا وصف للكعبة وصف مخرج وصف مخرج لغيره وليس بيانا بل هو وصف مخرج لغير هذا البيت التي هي الكعبة لان هناك كعبات ابرهة حط له كعبة وهناك كعبات موجودة في هذه الازمنة لا المراد الكعبة التي هي بيت الله الحرام التي في مكة ولهذا قال البيت الحرام هذا الصفة مخرجة لبقية البيوت او بقية الكعبات فالمراد به الكعبة التي هي البيت الحرام التي بمكة جعل الله الكعبة البيت الحرام قياما للناس يقوم به مصالح دينه مصالح دينهم ودنياهم ففي الجاهلية كانوا يحجون ويعتمرون وكذلك في الاسلام جعلها الله جل وعلا من شعائر الحج والحج الى بيت الله والشهر الحرام كذلك جعل الله الشهر الحرام قياما للناس ان يقوموا دينهم به ولهذا لابد ان يعظم المسلم الشهر الحرام. وقد كان اهل الجاهلية يعظمونه وقوله للناس هنا يحتمل انه يقصد المؤمنين وغير المؤمنين ويحتمل انه خاص بغير المؤمنين يعني قبل الاسلام كان الله قد جعل الكعبة والشهر الحرام والهدي والقلائد جعلها مما يقوم به دين الناس فكانوا يعظمون البيت كانوا يعظمون الشهر الحرام كانوا يعظمون الهدي فلا يتعرض له احد ولا يقتله يعظمون القلائد سواء قلنا او الهدي المقلدة او الرجال الذين يتقلدون لحي الشجر قلادة يدل على انه ذاهب للبيت وانه يريد البيت كل هذا جعلها الله قياما يقوم به دين الناس ومصالحهم لكن هل هذا عام الى وقتنا هذا ام لا اما البيت والشهر الحرام والهدي فلا شك به شك انه باقي لكن القلائد ان كان المراد بها الهدي المقلدة فنعم وان كان به المراد به الرجل الذي يلبس قلادة حتى يسلم من عدوه يذهب الى البيت او يلبس من من شجر الحرم ويقول انا ما تتعرضون لي؟ لا اذا ارتكب حدا من حدود الله يقام عليه الحد حتى لو كان في مكة والله اعلم قال جل وعلا ذلك لتعلموا ان الله يعلم ما في السماوات وما في الارض ذلك ايضا اي ما اخبركم به وجعلوا ذلك قياما لدينكم وما سبقه من الاحكام لتعلموا ان الله يعلم ما في السماوات وما في الارض. يكونوا على علم وبينة والله يعلم ما في السماوات وما في الارض ولا يخفى عليه شيء جل وعلا وان الله بكل شيء عليم. ولتعلموا ان الله بكل شيء عليم لا يخفى عليه شيء سبحانه وتعالى. وقد احاط بكل شيء علما ثم قال جل وعلا اعلموا ان الله شديد العقاب وان الله غفور رحيم. اعلموا ايها الناس ان الله شديد العقاب اذا عاقب ومن ارتكب ما يوجب عقابه وعقابه شديد اليم وهو ايضا غفور رحيم لمن سلك الطريق المؤدي الى مغفرته ورحمته فتاب واناب واجتنب المعاصي وهذا فيه ترغيب وترهيب فيجب ان نعلم ذلك ونعتقده وننطلق منه قال جل وعلا ما على الرسول الا البلاغ والله يعلم ما تبدون وما تكتمون. ما على الرسول ما على نبينا ورسولنا صلى الله عليه وسلم الا البلاغ يبلغكم الدين ويبلغكم الرسالة وليس عليه هداكم والله يعلم ما تبدون وما وما تكتمون. ما تبدون تظهرون او تكتمون تخفونه الذي يتولى حسابكم هو الله. فالنبي عليه البلاغ والبيان وابلاغ الرسالة وقد بلغ البلاغ المبين ولكن محاسبتكم ومجازاتكم الى الله وهو عليم بما تظهرونه وعليم بما تخفونه فاحذروا ثم قال جل وعلا قل لا يستوي الخبيث والطيب ولو اعجبك كثرة الخبيث فاتقوا الله يا اولي الالباب لعلكم تفلحون لا يستوي الخبيث والطيب. قيل الخبيث هو الحرام والطيب الحلال وقيل الخبيث الكافر والطيب المؤمن وقيل الخبيث العاق العاصي والطيب المطيع وهي قريبة مما قبلها وقيل الخبيث الرديء والطيب الجيد قال الشوكاني رحمه الله الاعتبار بعموم اللفظ فيشمل المذكورات كلها فيشمل المذكورات كلها اذا كل هذه تدخل تدخل فيه لا يستوي الحرام مع الحلال ولا المؤمن مع الكافر ولا الردي مع الجيد والله خلق وفرق. قل لا يستوي الخبيث والطيب ولو اعجبك كثرة الخبيث بعض الناس يعجبه كثرة الخبيث يدخل في الربا في الميسر ويعجبه انه تأتيه اموال يضع مبلغ يعطونه نسبة ثابتة بالبنك ويعجب بهذا لا ولو كثر مالك لا يعجبك. والله انه نقمة ومحاربة لله ورسوله وعاقبته الى قل والى ذل لصاحبه اذا كان هذا المال كسبه من معاصي الله وبطرق قد حرمها الله قل لا يستوي الخبيث هو الطيب ولو اعجبك كثرة الخبيث فاتقوا الله يا اولي الالباب لعلكم تفلحون. اتقوا الله واجعلوا بينكم وبين عذابه وقاية بفعل اوامره واجتناب نواهيه لعلكم تفلحون تظهرون بالمطلوب وتنجون من المرهوب فتدخلوا الجنة وتنجون من النار. يا ايها الذين امنوا لا تسألوا عن اشياء تبدى لكم تسوءكم قيل ان هذا سؤال الايات. ائتنا بكذا اجعل لنا الذهب والصفا ذهبا ائتنا بكذا. وقيل بل المراد به يشمل كل ما سكت عنه الشارع ثم صار السؤال عنه سببا للمشقة فان الله احل اشياء وحرم اشياء وسكت عن اشياء رحمة بكم غير نسيان هذا من رحمة الله بعض الناس لابد يسأل يفتش والذي جاء في الحديث اشد المسلمين جرما في المسلمين رجل سأل عن مسألة فحرمت من اجل مسألته لا تسأل لا تسأل عن اشياء تبدى لكم تسوءكم الانسان الذي لا يعنيه لا يسأل عنه ليش تكلف نفسك ما ما لا يعنيه بل الانسان يكره له كثرة السؤال وقيل وقال لا تسألوا عن اشياء تبدى لكم تسؤكم تبدى لكم يظهر لكم حكمها يسوؤكم ذلك ويشق عليكم وتقعون في حرج. كما قال بعض الصحابة يا رسول الله الحج في كل عام قال لا ولو قلت نعم لوجبت ولو وجبت ما استطعتم فيقع الناس بسببها بسبب ذلك في مشقة تسوءه وان تسألوا عنها حين ينزل القرآن تبدى له. تسأل عن هذه الاشياء حين تنزل القرآن ووقت نزول القرآن في زمن النبي صلى الله عليه وسلم تبدى لكم وتظهر ويأتي الحكم فيها من الله. لكن تضيع حكم في الحرج والمشقة ولهذا كان الصحابة لا يسألون النبي صلى الله عليه وسلم قالوا كان يعجبنا ان يأتي الرجل العاقل من البادية فيسأل النبي صلى الله عليه وسلم ونحن نسمع لكم ما يسألوه يحك الامر في صدره سنة ما سأل النبي صلى الله عليه وسلم. بان لا يحرم من اجل مسألته. رضي الله عنهم وارضاهم قال وان تسألوا عنها وان تسألوا عنها حين ينزل القرآن تبدى لكم عفا الله عنها. هذه مما عفا الله عنه فاقبلوا عفو الله والله غفور حليم. يغفر الذنوب وحليم لا يعاجل بالعقوبة ومن حلمه جل وعلا انه عفا عن هذه الامور وما فرضها علينا قد سألها قوم من قبلكم فاصبحوا بها كافرين سألوا مثل اسئلتكم قال شوكاني قد سأل قوم يرجع الى المسألة المفهومة من لا تسألوا لكن ليست هذه هي المسألة بعينها بل مثلها في كونها مما لا حاجة اليه ولا توجبه الضرورة وقيل قد سألها قد سأل امثالها قوم من قبلكم فحرمت عليهم امور فلا تسألوا انتم قد سألها قوم من قبلكم سألوا مثل مسائلكم هذه مما سكت عنه فبين لهم حكمها وشق عليهم فاصبحوا بها كافرين. كفروا بها بعد ذلك ولم يعملوا. اتريد ان تكون مثلهم؟ تكونوا مثلهم فلا تسألوا عن اشياء ان تبدى لكم تسوءكم هذا فيه النهي عن السؤال الا ما احتاج اليه الانسان في امر دينه لكن هناك امور سكت الله عنها لا ينبغي السؤال والتفتيش عنها بهذا القدر اه لعلنا نستغل هذه الدقائق الباقية والله اعلم وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا محمد