بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. الرحمن الرحيم. وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين اما بعد. يقول الله جل وعلا في سورة الانعام في الاية الخامسة في الاية الخمسين الخمسين منها قل لا اقول لكم عندي خزائن الله ولا اعلم الغيب ولا اقول لكم اني ملك ان اتبع الا ما يوحى الي هل يستوي الاعمى والبصير افلا تتفكرون؟ يأمر الله عز وجل نبيه صلى الله عليه واله وسلم ان يبين لكفار قريش وغيرهم انه لا يملك خزائن رحمة الله. والخزائن جمع خزانة بكسر الخاء وهي في الاصل البيت او الصندوق الذي يهوي الذي يحوي ما تتوق اليه النفوس وتتطلع اليه والمراد به في الاية قال الطبري خزائن الله اي اي خزائن السماوات والارض وقال الشيخ السعدي اي مفاتيح رزقه ورحمته خزائن الله اي مفاتيح رزقه ورحمته فالنبي صلى الله عليه واله وسلم بين لهم انه لا يملك ذلك وانما هو عبد ورسول ارسله الله ولا اعلم الغيب فان الغيب لا يعلمه الا الله كما قال جل وعلا قل لا يعلم من في السماوات والارض الغيب الا الله قال في اية اخرى ولو كنت اعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسني السوء. والمراد هنا الغيب المطلق لان الغيب بيبان غيب مطلق وهذا لا يعلمه الا الله جل وعلا. وغيب النسبي يعني غيب بالنسبة اهل هذا وليس غيبا لمن هم في المكان الاخر الذي يحصل عندهم هذا الامر. والنبي صلى الله عليه وسلم لا يعلم من الغيب الا ما علمه الله واطلعه عليه ولا اعلم الغيب ولا اقول لكم اني ملك ايضا لا ادعي اني ملك اني ملك من الملائكة فبين انه لا يملك خزائن رحمة الله ولا يعلم الغيب وليس بملك وهكذا يعني نستفيد من هذا يا اخوان ان الانسان اذا اذا اضطر الى ان يتكلم عن نفسه او يبين حقيقة نفسه اذا ظن به او قيل عنه انه يبين عن حاله وما هو فيه. ولا يدعي ما ليس له او يفرح بذلك. بل يبين اذا احتيج الى ذلك فالله امر النبي صلى الله عليه وسلم ان يبين لهؤلاء لكفار قريش ولغيرهم انه لا يملك خزائن رحمته بالله هذا يختص بها جل وعلا ولا ولا يعلم الغيب فهذا يختص الله به وليس بملك من الملائكة وانما هو عبد من عباده الله من الانس ممن اختصهم الله واصطفاهم بالرسالة بل هو افظل الرسل صلى الله عليه واله وسلم قال ولا اقول لكم اني ملك ان اتبع الا ما يوحى الي يعني ما اتبع الا ما يوحى الي فانا في كل ما ادعوكم واقول لكم وكل ما افعل انما انا متقيد بوحي الله الذي اوحاه اي فلا ازيد فيه ولا انقص وهكذا يجب على المسلم ان يلتزم بالشرع فلا يزيد عليه ولا ينقص يتأسى بالنبي صلى الله عليه واله وسلم ثم قال جل وعلا قل هل يستوي الذين قل هل يستوي الاعمى والبصير افلا تتفكرون؟ وهذا استفهام انكاري لينكر ان يستوي الاعمى وهو الذي اعرض عن الحق ولم يؤمن وهو الكافر فلا يستوي هذا مع البصير وهو المؤمن الذي ابصر الحق فاتبعه وعمل به لا يستون عند الله جل وعلا. قل هل يستوي الاعمى والبصير؟ افلا تتفكرون التفكر هو اعمال الفكر والتدبر تفكروا في امركم تفكروا في هذا الامر لا لا يستوي الاعمى والبصير هذا امر يقر به الجميع فمن كان على الكفر فعليه ان يبصر وان يؤمن حتى يكون بصيرا ويحذر مما هو عليه من العمى والضلال ثم قال جل وعلا وانذر به الذين يخافون ان يحشروا الى ربهم. وانذر به راجع على ما يوحى اليه وهو والقرآن وانذر به اي بما يوحى اليك وهو القرآن والانذار هو الاعلان بموضع المخافة هذا هو الاصل المراد انذري الناس واخبرهم بما امامهم من الاهوال وخطر الكفر وخطر جزاء الكفر وبشرهم بالحق وبالايمان وبالجنة لمن اصلح عمله لله جل وعلا. وانذر به الذين يخافون ان يحشروا الى ربهم. والمراد بهم مؤمنون الذين يؤمنون بالبعث والنشور ويخافون ذلك اليوم يخافون يوم الجمع ويوم الحشر لان الناس سيقفون بين يدي الله جل وعلا حفاة عراة غرلا غير مفتونين وكل منهم مشغول بنفسه. حتى الانبياء اولو العزم لما يطلب منهم الناس ان يشفعوا الى يشفعوا لهم عند الله بالفصل بين العباد فقط كل منهم يعتذر ويقول نفسي نفسي ان الله قد غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله ولن يغضب بعده مثله او كما جاء في الحديث وتنتهي الى النبي صلى الله عليه وسلم ويقول انا لها انا لها الحديث في الصحيحين. فالحاصل ان من صفات المؤمنين يخافون يوم القيامة يخافون الحشر ولهذا هل حدثت نفسك انت بذلك؟ هل حدثنا انفسنا فتأملنا في يوم القيامة يجب ان نخاف ذلك اليوم فنصلح العمل الذي ينجينا. لانه يوم مهيل يوم تشخص الابصار فيه تتطاير فيه الصحف اما في اليمين واما في الشمال فهو والله يوم عصيب يوم سيمر بنا جميعا. سنقف نحن مع الناس نحن كل واحد منا سيقف في ذلك. اليوم مع الناس حافيا عاريا والعرق فيه على قدر عمله والشمس دانية منه قدر ميل هل خفنا ذلك اليوم؟ هل خفنا ذلك اليوم الخوف الذي يحملنا على العمل على اصلاح العمل الذي ينجي بفظل الله ورحمته من اهوال يوم القيامة فان الله يهونه على المؤمنين. يهونه على المؤمنين كما جاء في الحديث. هو يوم كان مقداره خمسين الف سنة والناس واقفون على الاقدام بلا ملابس ولا ثياب ولا احذية. والشمس دانية من رؤوسهم. خمسين الف سنة وقوف يوم عظيم لكن الله يهونه على المؤمن حتى جاء في بعض الاحاديث ان الله سبحانه وتعالى يهون ذلك اليوم على المؤمن حتى يكون كما بين الظهر والعصر وبعض الاحاديث حتى تكون قدر ما يصلي ركعتين هذا على اهل الايمان. اما اهل الكفر واهل الشر فهو يوم عسير. نعم. قال الله جل وعلا وانذر به اي بالقرآن ان وعظ به الذين يخافون ان يحشروا الى ربهم ليس لهم من دونه ولي ولا شفيع. لم يتخذوا من دونه ولي وليا يتولى امورهم ويدافع عنهم ولم يتخذوا من دون من دونه شفيعا يشفع لهم ويتوسط لهم عند غيره وهذا الاظهر في معنى الاية وقال بعض المفسرين اي في ذلك اليوم يوم يحشرون الى ربهم ذلك اليوم ليس لهم ولا لغيرهم ولي وليس من دون الله وليس لهم ولا لغيرهم شفيع اذا ذلك اليوم لا احد يجدي عن احد شيئا. قال جل وعلا لعلهم يتقون لعلهم اذا انذرتهم بالقرآن وبينت لهم ما امامهم من الاهوال وهذا اليوم يكون ذلك سببا لان يتقوا الله فيجعل بينهم وبين عذابه وقاية بفعل باوامره واجتناب نواهيه. ثم قال جل وعلا ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي. وسبب نزول هذه الاية هو ما رواه الامام مسلم عن سعد ابن ابي وقاص قال نزلت ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي في ستة من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم. انا وابن مسعود وابن مسعود منهم وكان المشركون قالوا له اي للنبي صلى الله عليه وسلم تدني هؤلاء يعني تقربهم وفي رواية كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في ستة نفر فقال المشركون للنبي صلى الله عليه وسلم هؤلاء لا يجترئون علينا. قال وكنت انا وابن مسعود ورجل من هذيل وبلال ورجلان لست اسميهما فوقع في نفس رسول الله صلى الله عليه وسلم ما شاء ان يقع فحدث نفسه فانزل الله ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي اذا هذا هو سبب نزول الاية وان الله نهى النبي صلى الله عليه وسلم ان يطرد وان يبعد هؤلاء الصحابة والضعفاء من مجلسه نزولا عند رغبة كفار قريش. وهكذا هم اتباع الانبياء هم الضعفاء. ولهذا جاء في اية اخرى قال الله جل وعلا واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه. ولا تعدو عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا ولا تطع من اغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان امره فرطا ومعنى يدعون ربهم قيل المراد به الدعاء الذي هو دعاء المسألة وقيل المراد به قراءة القرآن. وقيل المراد به العبادة مطلقا وهذا هو الصواب لان الدعاء بمعنى العبادة كما قال النبي صلى الله عليه وسلم الدعاء هو العبادة ودل القرآن على ذلك وقال جل وعلا وقال ربكم ادعوني استجيب لكم ان الذين يستكبرون عن ولم يقل عن دعائي لان الدعاء هو العبادة. ولهذا يقول العلماء ان الدعاء قسمان دعاء مسألة ودعاء عبادة. دعاء مسألة في سؤال وطلب وما سوى ذلك فهو دعاء عبادة. فانت حينما تمسك صائما صيامك هذا عبادة. تسأل الله به ان يغفر لك ذنبك وان يعطيك اجر الصائمين. لما تضع يدك اليمنى على اليسرى على صدرك وتستمع للامام هذا عبادة منك لسان حالك دلالة انك تدعو الله فمن يدعون ربهم يعني يعبدون ربهم فهو يشمل دعاء المسألة ودعاء العبادة الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي. الغداة هي اول النهار. والعشي هي اخر النهار. وقال بعضهم بل هي اول النصف الثاني من النهار. اول النصف الثاني من النهار. والقولان يعني بينهما ليس ببعيد معناهما عن بعض. فمن قال هو اول النهار الغدوة او الغدو والعشي اخر النهار هو صحيح اذا نظرنا او قسمنا من النهار الى اول واخر الى قسمين والعشية اوله منتصف النهار يعني صلاة الظهر من صلاة العشي كما جاء في الحديث. قال سلم بنا النبي وسلم من ركعتين في احدى صلاتي العشي والمراد بها صلاة الظهر. العشي الظهر والعصر صلاتي العشي صلاة الظهر والعصر وقال بعض اهل العلم بالغداة والعشي يعني اول النهار واخره وقال بعضهم بل المراد الصلوات الخمس يدعون ربهم يعني يصلون الصلوات الخمس والدعاء يحصل منهم في هذه الصلوات والصواب ان الاية اعم من ان تختص بالصلوات بل الصلوات والدعاء استغفار وقراءة القرآن وسائر الذكر. كله عبادة. الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه. شهادة من الله بانهم مخلصون يبتغون بعملهم هذا وجه الله. هذا امر لا يطلع عليه احد من الخلق. لكن الله يصدقك اصدق الله يصدقك التعامل مع الله ليس كالتعامل مع غيره. التعامل مع الله التعامل مع من يعلم السر واخفى. ترى تضحك على نفسك اذا اردت خادع كما قال الله عز وجل عن المنافقين يخادعون الله والذين امنوا وما يخدعون الا انفسهم خادع الله وهو خادعهم في التعامل يجب الانسان ان يكون مخلصا صادقا بل يجب عليه ان يكون صادقا في جميع احواله. فالحاصل ان هؤلاء يريدون بهذا الدعاء هذه العبادة وجه الله. ثم قال جل وعلا جل وعلا ما عليك من حسابهم من شيء وما من حسابك ما عليك من حسابهم من شيء وما من حسابهم حسابك عليهم من شيء. لماذا تطردهم؟ لست تحاسب عنهم ولا هم يحاسبون عنك كما قال جل وعلا ولا تزر وازرة وزرا اخرى وكما قال جل وعلا كل نفس بما كسبت رهين فلا يحاسب احد عن احد فلماذا تطردهم من مجلسك من الجلوس معك؟ اتركهم وهم يحاسبون عن اعمالهم وانت تحاسب عن نفسك. قال فتطردهم فتكون من الظالمين قالوا الفاء هنا فاء السببية واقعة في جواب النفي. فالحاصل انك ان طردتهم من مجلسك ولم تدنهم فانك تكون بذلك من الظالمين لانفسهم لان طردهم معصية والظلم هو وضع الشيء في غير موضعه. ولا يلزم من نهي النبي صلى الله عليه وسلم عن شيء يكون قد وقع فيها او يقع فيها لا يمكن هذا في مثل هذا ولا تكن من الجاهلين ولا تكن من الممترين وايات كثيرة لكن قطعا اذا كان النبي صلى الله عليه وسلم نهي عن هذا فغيره من باب اولى الذي يمكن ان يقع منه هذا الامر نحن من باب اولى قال جل وعلا وكذلك فتنا بعضهم ببعض وكذلك اي مثل هذا الفتن فتنا بعضهم ببعض. فتنا بعض الناس ببعض ففتنا كفار قريش بالمؤمنين. الذين امنوا ففتنوا فيهم. ووقعوا فيهم وكما قال ابن كثير يقول اي ابتلينا واختبرنا وامتحنا بعضهم ببعض ليقولوا اهؤلاء من الله عليهم من بيننا؟ وذلك ان رسول الله صلى الله عليه وسلم من كان غالب غالب من اتبعه في اول بعثته ضعفاء الناس من الرجال والنساء والعبيد والايماء. ولم يتبعهم من الاشراف الا قليل. كما قال قوم نوح لنوح وما نراك اتبعك الا الذين هم اراذلنا بادي الرأي. وكما قال هرقل ملك الروم لابي سفيان حين سأله عن تلك المسائل فقال له فاشراف الناس يتبعونه ام ضعفاؤهم؟ فقال ابو سفيان بل ضعفاؤهم قال هم اتباع الرسل هم اتباع الرسل قال قال ابن كثير والغرض ان مشركي قريش كانوا يسخرون بمن امن من ضعفائهم ويعذبون من يقدرون عليه منهم وكانوا يقولون اهؤلاء من الله عليهم من بيننا اي ما كان الله ليهدي هؤلاء الى الخير لو كان ما صاروا اليه خيرا ويدعنا كقولهم لو كان خيرا ما اليه الى اخر كلامه اذا فتن الله بعض الناس ببعض. ففتن الرؤساء قريش ورؤساء الكفار بالمؤمنين. وابتلاهم واختبرهم بهم ولهذا تسلطوا عليهم تعذيبا ومنعا وردا وصدا عن الاسلام وايضا ابتلاهم بهم في تكبرهم على الحق وقالوا لو كان هذا الحق هذا هو الحق من عند الله لهدانا الله له. كيف يختصون به وهم ضعفاء هذا ابتلاء واختبار من الله وقد يبتلى حتى طالب العلم احيانا بشيء من هذا انتبه لنفسك اياك والتكبر اياك والترفع مهما اعطاك الله عز وجل من العلم اياك ان تبغي او تعتد بنفسك او ترى ان لك على غيرك فضل لان المسلم اخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله والنبي صلى الله عليه وسلم يقول من تواضع لله رفعه. ثم قال جل وعلا وكذلك فتنا بعضهم ببعض ليقولوا اهؤلاء من الله عليهم؟ هذا استفهام استفهام انكار منهم وتهكم. هؤلاء الضعفاء من الله عليهم من بيننا بالهداية اقول هذا استهزاء واستبعاد هكذا كثير من الناس يظن ان الهداية والتوفيق انما هي بسبب الجاه او بسبب المال او بسبب النسب لا يا اخي الهداية لمن اتى باسبابها واستقام على دين الله جل وعلا وتواضع للحق وللخلق. قال جل وعلا اليس الله باعلم بالشاكرين هل استفهام تقريري اليس الله باعلم بالشاكرين؟ قال الطبري قال ابن كثير اليس هو اعلم بالشاكرين له باقوالهم وافعالهم وضمائرهم فيوفقهم ويهديهم سبل السلام ويخرجهم من الظلمات الى النور باذنه جل وعلا. فالله اعلم بالشاكرين. وهذا دليل ان الشكر لله جل وعلا باللسان وبالقلب وبالجوارح خاصة نعمة الايمان والهداية ان شكر ذلك من اسباب توفيق الله عز وجل للعبد فكن من الشاكرين. بقلبك مقرا معترفا شاكرا لله عز وجل ان هداك وجعلك من طلاب العلم جعلك من اهل السنة وجعلك العقيدة الصحيحة. فاشكروا الله على هذا والله ما نلت هذا بمال ولا بعلم ولا بجاه ولا ولا فكن شاكرا بقلبك على لسانك وايظا وليظهر على اعمالك فالشكر من اسباب التوفيق. فالله عز وجل معنى الكلام يقول اليس الله باعلم بالشاكرين؟ بلى اعلم بالشاكرين. ولهذا وفق هؤلاء الشاكرين الى الايمان وحرمكم ايها المتكبرون المتجبرون. ثم قال جل وعلا واذا جاءك الذين يؤمنون باياتنا فقل سلام عليكم. اذا جاءك مؤمنون هذي تزكية فقل سلام عليكم. قال ابن كثير فاكرمهم برد السلام عليهم فاكرمهم برد السلام عليهم وبشرهم برحمة الله الواسعة الشاملة. ولهذا قال كتب ربكم على نفسه الرحم. وهذا التفسير نظر لان الله عز وجل ما قال رد عليهم السلام. قال قل سلام عليكم. ما قال ابن كثير يقول فاكرمهم برد السلام. يريد ان يجمع من السنة ان القادم هو الذي يسلم وقال الطبري فقل سلام عليكم اي امنة الله لكم من ذنوبكم ان يعاقبكم عليها بعد توبتكم منه. وابن جرير الطبري لاحظ معنى السلام لان السلام يحمل معنى الامان. لما تقول السلام عليكم وهي الامان لكم والامانة لكم ولهذا قال معنى الاية امنة لكم. قل سلام عليكم اي امنة لكم من ربكم من ذنوبكم ان يعاقبكم عليها بعد ان بعد توبتكم منها. وقال الشوكاني امره الله ان يقول لهم هذا الكلام قل سلام عليكم تطييبا لخواطرهم واكراما. قال والسلام والسلامة بمعنى واحد. هذا يؤيد قول ابن كثير اي قول ابن جرير رحمه الله والحاصل هو قيل وهذا القول الرابع قيل السلام من جهة الله اي يبلغهم هذا السلام. قل الله يقول سلام عليكم والاقوال فيها قوة الحقيقة كلها فيها قوة. ولا يخرج المعنى عما ذكره العلماء في هذا ولا شك ان السلام سلام عليكم انه يحمل الامانة اي امنة الله لكم والامان لكم ما دمتم شاكرين مؤمنين امان لكم قال جل وعلا كتب ربكم على نفسه الرحمة اي اوجب وفرض تكرما منه وفضلا لانه يا اخوان لا احد يوجب على الله شيئا. والله جل وعلا اوجب على نفسه شيئا تكرما منه وتفضلا ووعد بذلك والله لا يخرج الميعاد وليس ان احد يوجب على الله ولهذا اهل السنة والجماعة يقولون لا يجب على الله شيء فهو يوجب وعلى نفسه تفضلا منه والمعتزلة ومن سار سيرهم يقولون لا بل يجب عليه ان ان يثيب المطيعين ويجب عليه ان يفعل كذا. الثواب الذي وعد عليه يجب عليه ان يفعل به. اهل السنة والجماعة يقولون لا لا يجب عليه. لكن هو كتبه على نفسه فهو اوجبه على نفسه لان الله لو عذب اهل السماوات والارض ما كان ظالما لهم جل وعلا قال كتب ربكم على نفسه الرحمة انه من عمل منكم سوءا بجهالة ثم تاب من بعده واصلح فانه غفور رحيم كتب اوجب على نفسه انه من عمل منكم سوءا بجهالة والجهالة يا اخوان كما قال قتادة قال اجتمعوا اجتمع اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فرأوا ان كل ذنب عصي الله به فهو جهلة. والحمد لله على ذلك يا اخوان لان الانسان احيانا يعمل الذنب عمدا ما هو بجاهل يعرف انه ما يجوز او يقدم عليه متعمدا لكن في الحقيقة هذا منه جهالة جهالة بحق من عصاه وان كان متعمدا لكن يجهل قدر الله وعظمة الله حقه ان يطاع ولا يعصى ويجهل بكونه العقوبة وعاقبة هذا الذنب ولكن من تاب من بعده تاب الله عليه. والله هذا الامر يا اخوان لو نسجد لله بالليل والنهار ونشكره على هذا ما ادينا هذا الحكم العظيم يعيش الانسان خمسين سنة اربعين سنة ستين سنة سبعين سنة قد يكون في الكفر وعبادة الاصنام والشر ثم يتوب الى الله فيختم الله له ويمحو عنه كل ما مضى اي نعمة اعظم من هذه؟ ولهذا السعيد الموفق من وفقه الله للاستغفار. الزم الاستغفار يا اخي. الزم الاستغفار دائما توبة الى الله جل وعلا ترانا نخطي نحن كلنا بالليل والنهار والالسن تخطئ والايدي تخطئ والاعين تخطئ والاقدام تخطيء وكل كي فنحتاج الى ملازمة الاستغفار ولهذا كان قدوتنا صلى الله عليه وسلم يستغفر في المجلس الواحد رب اغفر ذلني وتب علي انك انت التواب الغفور مئة مرة كما قال الصحابة. نعد له في المجلس الواحد. ربي اغفر لي وتب علي انك انت التواب الغفور. وفي لفظ اخر انك انت التواب الرحيم. وكان النبي صلى الله عليه وسلم يستغفر الله مئة مرة. وكان يستغفر صبيحة كل يوم مئة مرة فالزموا الاستغفار. ما حنا احنا ترى ما ينفع فينا الا كثرة الاستغفار. لاننا اصحاب ذنوب وخاصة في هذه الازمنة يعني الان يا اخوان سبحان الله وسائل المعاصي ومسائل الذنوب توفرت اكثر من قبل. الان هذا الجهاز الذي تحمله في جيبك تفتح تريد قد تريد اية من كتاب الله لكن كم يعرظ امام عينك وانت تستعرظ غير قاصد؟ كم يعرظ من الشر كم تسمع من المقاطع حتى بعض الاحيان من اهل الصلاح يرسل لك مقطع موعظة نصيحة تفتحها واذا هي موسيقى فيها يقول لك لا هذي محسنات اي محسنات يا اخي هذي موسيقى لا تظحك علينا. هي هي موسيقى هي صوت الموسيقى بالة بالفم بمحسنات بمقبحات هي موسيقى والله يا اخوان الانصار انسان يقحم للشر غصبا عنه. حين يأتيك مقطع من اخ طالب علم عزيز عليك تعرف انه من اهل الخير فتفتحه وقد تكون رافع الصوت واذا فيه موسيقى نسأل الله العافية والسلامة فنحتاج الى لزوم الاستغفار يا اخوان خير لنا لان الاستغفار شأنه عظيم. ولهذا جاء في الاثر بل هو حسنه الشيخ الالباني وغيره من اهل العلم. حديث قدسي قال الشيطان والذي نفسي بيده لا ازال فقال وعزتك وجلالك لا ازال اغويهم ما دامت ارواحهم في اجسادهم. شف عدو الله. قال الله عز وجل وعزتي وجلالي لا ازال اغفر لهم ما استغفروني استغفر الله بالليل والنهار فهو خير ورشد. قال كتب ربكم على نفسه الرحمة انه من عمل منكم سوءا بجهالة ثم تاب اذا بجهالة هنا المراد به ليس الجهلة التي تقابل العمد بل بجهالة هنا وصف للذنوب ان كل ذنب عصي الله به فهو جهالة متعمد عالم جاهل هو جهالة فمن تاب ثم تاب من بعده من بعد هذا الذنب وهذه الجهالة واصلح العمل. بعض الناس يقول استغفر الله واتوب اليه استغفر الله من شرب الدخان. استغفر الله من نظر الى ما لا يجوز النظر اليه. لكن هو مستمر على هذا العمل. لا قل واعمل فلابد من نطق اللسان وعمل الجوارح واصلاح العمل. فانه غفور رحيم جل وعلا. غفور يغفر الذنب ورحيم بالعبد ومن رحمته ان وفقه للتوبة وغفر له ذنبه ولا يهلك على الله الا هالك. ثم قال جل وعلا وكذلك نفسر الايات ولتستبين سبيل المجرمين. وكذلك الكاف دائما يا اخوان للتشبيه وهناك مشبه ومشبه به فدائما ما بعدك ما بعد كاف التشبيه هو المشبه والمشبه به قبل ذلك. ولهذا كثير منهم ما يقدر يقول مثلا هذا الامر فعلنا فيقول مثل هذا التفصيل وكذلك نوصل ايه؟ اي مثل ذلك التفصيل نفصل الايات ونبينها ونوضحها ولتستبين سبيل المجرمين. الواو عاطفة. واللام هنا للتعليم لاجل ان تستبين اي تظهر وتبين سبيل المجرمين. طريق المجرمين. لانها متى استبانت فاعرظ عنها المؤمن وتركها ولتستبين فيها ثلاث قراءات. قرأ نافع تستبين بالتاء ولتستبين سبيلا بالنصب وتقدير الكلام ولتستبين انت يا رسولنا طريق المجرمين تستبين لك تظهر تستوضحها وتظهر لك طريق المجرمين. وقرأ وقرأ حمزة والكسائي وابو بكر وليستبين سبيل بالرفع. وليستبين بالياء والسبيل بالرفع. والمعنى وليظهر سبيل وطريق المجرمين. وقرأ الباقون بالتاء ورفع سبيل. ولتستبين سبيل ولتظهر ارى وتستبين سبيله وطريق المجرمين لانها اذا ظهرت صار طريق المجرمين وطريق اهل الشر واظح جلي فاذا رآه المؤمن تركه واعرظ عنه لانه صار بين واضح لا عذر لاحد في سلوكه. ثم قال جل وعلا قل اني نهيت ان اعبد الذين تدعون من دون الله. نهيت والناهي له الله جل وعلا نهاني ربي ان اعبد الذين تدعون من دون الله. والمراد بها الاوثان والاصنام. هي التي يدعونها من دون الله ويجعلونها شركاء لله ثم امره ايضا ان يقول قل لا اتبع اهوائكم. لان هذه العبادة التي عبدتموها باهوائكم ما انزل الله بها من سلطان ما تتبعون فيها الا الاهواء والشيطان فامر الله عز وجل نبيه ان يقول قل لا اتبع اهوائكم. قد ظللت اذا وما انا من المهتدين. قد ظللت اذا اذا تنوير العوظ يعني قد ظللت ان اتبعت ان اتبعتوا اهوائكم قد ظللت عن الحق وزغت عنه وما انا من المهتدين ان فعلت ذلك. لست ممن هداه الله هداية التوفيق. ووفقه وسدده. وهذا فيه يا اخوان دليل على ان الانسان عليه ان يجهل بعقيدته وبدينه اذا طلب منه خلافة طلب منه ان يتنازل عنه ويضعف قل لا اتبع اهوائكم ابدا لا اتبع يا اخي غير منهج السلف غير ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه ولا تضعف في ذلك ابدا. لانك على الحق. هذا دين الله الذي انزله وارتضاه. ثم قال جل وعلا قل اني على بينة من ربي قال ابن كثير بينة اي بصيرة من شريعة الله التي اوحاها الي على بينة يعني على بصيرة وشريعة بينة ظاهرة لان فيها بيان الحق وهي ايضا بينة المعالم وهكذا يجب ان يكون الانسان على بينة من دينه يتعلم دينه ويعرف دينه ويكون على بصيرة ومعرفة ما يكون تقليدا لان كثيرا من المقلدين لو تدرأ تطرح عليه الشبهات اهتز ايمانه لابد الانسان يتعلم ويعرف لماذا اصلي وماذا اقول في الصلاة ولماذا افعل كذا ولماذا الله جعل كذا لانه قد يدخل المشككون وما اكثرهم سواء من فرق الضلال المنتسبين للاسلام او من الكفار. يطرحون على الناس شبهات والله المستعان. قل اني على بينة من ربي وكذبتم به. كذبتم به يحتمل انه راجع الى الى الله كذبتم بالله او كذبتم بالقرآن او كذبتم بالهدى الذي انا عليه وهي حق متلازمة باي واحد قيل من هذه الاقوال فهو مستلزم للاقوال الاخرى قد كذبتم به بالله ثم قال ما عندي ما تستعجلون به. ما نافية ليس عندي ما تستعجلون به لان انهم يستعجلون ما يستعجلون يعني يطلبون من النبي صلى الله عليه وسلم العجلة بالاتيان بالعذاب ان من الصادقين ان قلت انك صادق انك رسول الله وان على ظلال فاتنا بما تعدنا ان كنت من الصادقين بين لهم النبي صلى الله عليه وسلم انه عبد لا يملك هذا الامر مرده الى الله. فقال ما عندي ما تستعجلون به. ما تطلبون مني ان اطيعه بكم ليس بيدي ولا املكه انا عبد ثم قال ان الحكم الا لله فالحكم كله لله والاتيان بهذا العذاب او تأخيره وقوعه عدم وقوعه هذا الى الله وبيد الله فالحكم له جل وعلا ان الحكم الا لله يقص الحق وهو خير الفاصلين. يقص الحق هذه قراءة الجمهور. هذه قراءة نافع وابن كثير وعاصم لم يقص من القصص او من الحكم لان القص قص يقص يطلق على القصص ويطلق ايضا على الحكم يقص الحق يعني يفصل بالحق وقرأ وقرأ الباقون يقضي بالضاد بدل الصاد وليقضي والمعنى قريب من بعضه فهو جل وعلا. يقص الحق ويفصل بالحق ويحكم بالحق وهو جل وعلا يقضي بالحق بين عباده جل وعلا والله يقضي بالحق اه نعم ان الحكم الا لله يقص الحق وهو خير الفاصلين. وهو خير من فصل بين خلقه لانه يفصل بالحق ويحكم بالحق جل وعلا. ثم قال قل لو ان عندي ما استعيرون به قضي الامر بيني وبينكم والله اعلم بالظالمين. قل لو كان لو ان عندي ما تستعيرون به هذا اللي تطلبونه اتيكم به من العذاب او او الساعة او غير ذلك لو انه عندي واملك امره لقضي الامر بيني وبينكم. انزلته بكم وانتهى وقع بكم الهلاك وقظي الامر بيني وبينكم لانكم هلكتم وفنيتم ثم قال جل وعلا والله اعلم بالظالمين. وقظي الامر بيني وبينكم والله اعلم بالظالمين. هو اعلم بالظالمين المستحقين لهذا العذاب والظالمين جمع ظالم وهو عليم بالخلق كلهم لكنه نص عليهم لبيان وتأكيد ان ظلمهم وطغيانهم امر معلوم عند الله جل وعلا وهذا يقتضي انه سيجازي الظالم بظلمه. واعظم واعظم الظلم الشرك. ثم قال جل وعلا وعند مفاتح الغيب لا يعلمها الا هو. اي عند الله جل وعلا مفاتيح الغيب. تلاحظون يا اخوان هذه السورة الى الان كلها مركزة على جانب توحيد الربوبية وبيان صفات الله جل وعلا وافعاله وقدرته. لان الخطاب هنا مع قوم كفار لا يؤمنون بقال الله قال رسوله صلى الله عليه وسلم فهذا اعظم ما يقنعهم لانهم يؤمنون ويعلمون ان الله هو الذي خلق السماوات والارض وهو على كل شيء قدير وهو الذي يجير ولا يجار عليه وهو الذي بيده ملكوت كل شيء. فهو يقرر لهم هذا لانه شيء يقرون به حتى يجرهم ذلك ويستلزموا منه توحيد الالوهية ان يبردوا من كان من كانت هذه افعاله وهذا وصفه يفردوه بالعبادة ويخصوه بها دون من سواه. قال جل وعلا وعنده ومفاتيح الغيب. المفاتيح جمع مفتح. بفتح الميم وهو المخزن اي عنده مخازن الغيب. ويقال ايضا بكسر الميم. جمع مفتاح ويقال مفاتح ومفاتيح كلها صحيحة وعنده مفاتح الغيب اي عنده خزائن الغيب جل وعلا. فهو علام الغيوب بقول له وهو هو الذي يختص بالغيب. فالحاصل ان معنى الاية كما قال الشيخ السعدي وغيره وعنده مفاتح الغيب اي عنده دائن الغيب فهو الذي يعلمه. وهذا كما جاء في الحديث او مما يستشهد به الحديث الذي في الصحيح في البخاري وغيره. قال النبي صلى الله عليه وسلم مفاتح الغيب خمس لا يعلمها الا الله. ان الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الارحام وما لنفسهم ماذا تكسب غدا وما تدري نفس باي ارض تموت ان الله عليم خبير. وجاء في حديث اخر ان النبي صلى الله عليه وسلم قال خمس لا يعلمهن الا الله ثم قرأ الاية. وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها الا هو الا هو تدل على الحصر والاختصاص. اي هو مختص بعلمها. وعلمها محصور به لا يعلمها احد سواه. قال جل وعلا ويعلم ما في البر والبحر. يعلم ما في البر من الدواب وما في البر من الدواب وبني ادم والجن والانس والملائكة والاشجار والاحرى الجار علمه محيط بكل شيء ويعلم ما في البر والبحر. لاحظوا هذا تقرير توحيد الربوبية الذي يستلزم توحيد الالوهية لان الفاعل لهذه الاشياء هو المستحق ان يعبد جل وعلا. والله الذي يفعل هذه الاشياء وعلمه احاط بهذه الاشياء هو المستحق ان يفرد بالعبادة قال جل وعلا وما تسقط من ورقة من ورق الشجر اوراق الاشجار سواء في في البر او في البحر او في الانهار او في كل مكان. الا يعلمها. حتى قال بعض السلف يعلمها حتى حال سقوطها متى سقطت وكيف سقطت؟ وكم مرة تقلبت قبل ان تقع على الارض؟ فعلمه محيط جل وعلا. ومن كان كذلك هو الذي يجب ان يعبد سبحانه وتعالى ويخص بالعبادة. وما تسقط من ورقة الا يعلمها ولا حبة في ظلمات الارض ولا رطب ولا يابس الا في كتاب مبين ولا حبة كذلك في ظلمات الارض لان الحبوب حبوب الاشجار والنباتات تكون في باطن الارض والذي بعدما تنبت وتنمو يخرج النبات. اما هي في باطن الارض مدفونة فهو جل وعلا يعلمها وقد كتب ذلك عنده في اللوح المحفوظ ولا حبة في ظلمات الارض ولا رطب ولا يابس. لان الاشياء اما ان يكون رطبا واما ان يكون يابسا ولهذا يقول الشوكاني وقد شمل وصف الرطوبة واليوبوسة جميع الموجودات ولا رطب ولا يابس الا في كتاب مبين. يعني الا قد كتب الله ذلك في كتاب مبين وهو اللوح المحفوظ. وهو كتاب بين واضح يبين على الحق ويجليه اذا يا عباد الله تعلقوا بالله كل شيء يقع والله بعلمه وارادته الكونية حتى جلوسنا الان في هذا المجلس اغماضك لعينك او التفاتك برأسك هذا كله قد كتبه الله عز وجل عنده في كتابه في اللوح المحفوظ. نحن الان نجري على القدر هذا الخلق والايجاد كما تعرفون مراتب القدر العلم والكتابة والمشيئة والخلق. حين وقوع هذه الامور هذا يسمى الخلق. يعني خلق الامر ووجوده فهذا المجلس الان وجوده هو الان لكن الله قد علم ذلك وكتبه وشاء وجوده. كل هذا يدل على عظمة الله وان الامر بيده وانه يجب ان تتعلق بالله سبحانه وتعالى لانه هو الاله الحق وبيده كل شيء. ثم قال جل وعلا وهو الذي يتوفاكم بالليل ويعلم ما جرحتم بالنهار ومعنى يتوفاكم هنا المراد به الوفاة الصغرى قال ابن كثير يخبر تعالى انه يتوفى عباده في منامهم بالليل وهذا هو التوفي الاصغر. كما قال تعالى اذ قال الله يا عيسى اني متوفيك ورافعك الي. يعني منيمك كما مر معنا تفسير ذلك يعني منيمك ورافعك الي وانت نائم وليس المراد بالوفاة الكبرى لانه ينزل اخر الزمان ثم يتوفاه الله الوفاة الكبرى في اخر الزمان. وكما وقال قال الله يتوفى الانفس حين موتها والتي لم تمت في منامها فيمسك التي قظى عليها الموتى ويرسل الاخرى. اذا هنا الله يتوفاكم يعني ينيمكم المراد به الوفاة الصغرى وهي النوم. فالنوم وفاة ولهذا مرفوع القلم عن النائم وهو الذي يتوفاكم بالليل ويعلم ما جرحتم بالنهار ما جرحتم يعني ما كسبتم من الجرح والكسب يقول مر الكلام عليه في سورة المائدة وما علمتم من الجوارح الكواسب وانا ما جرحتم يعني ما ما كسبتم بالنهار. وهذا دليل ان الاصل في العمل هو في النهار. وفي الليل النوم. هذه سنة الله. ولهذا جاء في الحديث الصحيح قال النبي صلى الله عليه وسلم تحترقون تحترقون فاذا صليتم الفجر غسلتها. ثم تحترقون تحترقون فاذا صليتم الظهر غسلتها. الى ان قال ثم تحترقون تحترقون فاذا صليتم العشاء غسلتها ثم تنامون ولا يكتب عليكم شيئا لكن حنا مساكين حنا نجرح بالليل وبالنهار. حنا الان نسهر اكثرنا ما ينام في الليل ولا شيء يعني يهمل يا عبد الله. لكن السنة سنة الله وهي سنة النبي صلى الله عليه وسلم. وفيها البدن نم بالليل واستيقظ بالنهار هذه فطرة الله. كان النبي صلى الله عليه وسلم يكره النوم قبل العشاء والحديث بعدها قال جل وعلا ويعلم ما جرحتم من نهار ثم يبعثكم ثم يبعثكم فيه فيه راجع على النهار يعلم ما جرحتم بالنهار ثم يبعثكم فيه اي في النهار. ليقضي ليقضى اجل مسمى اجل مسمى يعني اجل محدد كل واحد له اجل محدد ينيمكم بالليل يعلم ما جرحتم بالنهار ويبعثكم في النهار هكذا تمر عليك الايام والليالي تبيت بالليل وتستيقظ بالنهار الى اجل مسمى ما هو على طول تبقى هناك اجل محدد مسمى وهو وقت خروج الروح اذا اني نهاية الامر الى الموت يا اخوان. نهاية الامر الى الوفاة. قال ليقضى اجل مسمى ثم اليه مرجع نعم ما هو الاجر المسمى يعني يأتي الموت وخلاص يصبح الانسان ترابا. لا ايضا يبقى في البرزخ ويرد الى الله يرجع الى الله ويرد اليه ثم ينبئكم بما كنتم تعملون. يخبركم بما كنتم تعملون في الليل والنهار الذي مر ذكره اذا انت هذه الاعمال التي الان نحن نعملها ومنها هذا المجلس الذي نحن فيه هذا سينبؤنا الله عز وجل به ويخبرنا بها ويجزينا عليه او يعاقبنا عليه فالانسان لو يستشعر يا اخوان هذا انا اظن ان الانسان يكف عن كثير من الذنوب. لو يستشعر هذه الامور ولهذا ولله المثل الاعلى الان في امور الدنيا لما يكون انسان له عند انسان شيء او مسؤول يقول طيب ورا ما تقول له كذا او تفعل به كذا؟ قال لا بس مشكلة انا لازم ارجع له. هو المدير. اذا يخشى عقوبته. او يخشى ان يفعل له شيئا لانه يعلم انه سيرجع اليه في امر من الامور في الغالب والا قد لا يرجع اليه اصلا. فكيف اذا كان الرجوع الى الله سبحانه وتعالى؟ لماذا لا تصلح عملك يا اخي يا اخوان احمدوا الله يجب ان نحمد الله انا لا زلنا في الحياة ما زلنا احياء نستطيع ان نقول نستغفر الله استغفر الله نستطيع نتوب من الناس من خلاص الان ما يستطيع والله يتوب ولا ولا يستقدم ولا يستأخر هذا من نغتبط بهذه الحياة التي نحن فيها ونتوب الى الله جل وعلا. وابشر بالخير ابشر بالخير. ابشر بالخير تب الى الله عود لسانك التوبة والاستغفار. واظن سبق ان ذكرته اكثر من مرة واذكره من باب الذكرى. يقول النبي صلى الله عليه وسلم ان الله يفرح توبة احدكم اشد من فرح صاحب الراحلة براحلته اظلها في ارض فلاة وعليها طعامه وشرابه فبحث عنها حتى ايأس منها فذكر الحديث قال فرجع الى الشجرة او الى رحل في اصل شجرة ينتظر الموت فاغفى اغفاءه نام ثم استيقظ واذا الراحلة واقفة وخطامها يتدلى فوقه ليست بعيدة قد لا يدركها وعليها طعامه وشرابه. فقام وامسك بخطامها وقال من شدة الفرح حتى الكلام ما استطاع يركز اخطأ خطأ عظيم كفر لو كان يقصده. فقال اللهم انت عبدي وانا ربك. هذا فرح عظيم والا لا؟ الله يفرح بتوبتك يا مسكين نحن اشد من فرح صاحب الراحلة الى راحلته. فلماذا لا نتوب الى الله؟ والله ما هو الا التقصير والذنوب. فتوبوا الى الله عودوا السنتكم وعلى التوبة والاستغفار هذا خير عظيم. قال جل وعلا اه ثم ينبئهم بما كنتم تعملون وهو القاهر عباده مر معنا القاهر ليلة البارحة وقلنا هو الغالب لغيره المكره له على ما يريد وقال ابن الجرير هو المدلل المستعبد خلقه العالي عليهم. وهو القاهر فوق عباده وهو يدل على علو الله سبحانه وتعالى. ويرسل عليكم حفظة وهم الملائكة حفظة يحفظونك من امر الله عز وجل. ويرسل عليكم حفظة حتى اذا جاء احدكم الموت توفته الرسل وهم لا يفرطون. يسر علينا حفظة قال الله جل وعلا له معقبات من بين يديه ومن خلفه يحفظونه من امر الله قال وان عليكم لحافظين كراما كاتبين يعلمون ما تفعلون. وقال عن اليمين وعن الشمال قعيد ما يلفظ من قول الا لديه رقيب عتيب اذا الله عز وجل وكل بنا حفظة. منهم من يحفظوننا نحن من امر الله لئلا يصيبنا ما لم يقضه الا هو يقدره علينا. وكذلك يحفظنا وهنا كحفظ يحفظون علينا اعمالنا. فلسنا متروكين سدى ولا مهملين وان كنا لا نرى هذا لكن هذه عقيدتنا نؤمن بالله ونؤمن بهذا ونصدق ونقر بان الله يرسل علينا حفظة يحفظننا من امر الله وانه ارسل علينا حفظة يحفظون اعمالنا ويكتبون ما نعمل وما نفعل وهم على ذلك اقوياء. قال جل وعلا حتى اذا جاء احدكم الموت توفته رسلنا وهم لا يفرطون. اذا جاءه الاجل مسمى جاءه الموت حانت ساعة الاجل. توفته رسولنا وهم الملائكة والناظر في هذه في التوفي يجد ان الله عز وجل يقول الله يتوفى الانفس حين موتها ويقول جل وعلا قل يتوفاكم ملك الموت الذي وكل بكم. وهنا يقول توفته رسلنا قال الامين الشنقيطي رحمه الله في اضواء البيان وهو قول ابن عباس ان هذه الايات حق يصدق بعضها بعضا فاسناده الى الله الله يتوفى الانفس لان التوفي يكون بامره جل وعلا وتقديره واسناده الى الملائكة لان ملك الموت له اعوان من الملائكة يساعدونه في انتزاع الروح من البدن. بل ان بالنسبة للكفار يضربون وجوههم وادبارهم ايضا. واسنده الى ملك الموت لانه الذي يتولى قبض الروح اذا بلغت الحلقوم فكل حق. والحاصل انه ان هنا يعني توفتهم رسلنا لانهم اعوان ملك الموت. فساعدوا في توفي هذه الانفس في انتزاع الروح واخراجها من اجزاء البدن حتى تبلغ الحلقوم ثم يتولى قبضها ملك الموت. وبهذا تجتمع النصوص توفته رسلنا وهم لا يفرطون يعني لا يضيعون ولا يقصرون فيما امر امروا به وما وكل اليهم ما يتأخرون دقيقة عن الاجر ولا يتقدمون دقيقة قال جل وعلا ثم ردوا الى الله مولاهم الحق هيردوا بعد الموت. ردوا هؤلاء الذين توفتهم رسلنا تفتهم الملائكة وقبظت ارواحهم. الى الله لان الانسان اذا مات رجع الى ربه اليه المرجع واليه المآل الى الله مولاهم الحق. فهو مولاهم المتولي لامرهم. ولشأنهم وهو الحق الذي لا مرية فيه فهو حق وقوله حق ووعده حق جل وعلا الا له الحكم وما اسرع الحاسبين الا له الحكم فهو يعني بعد ان ذكر هذه الامور التي لا يختلف فيها احد من الموت والرجوع الى الله ومجيء الاجل قال الا له الحكم وهذا تقرير بلى له الحكم فهو الذي يحكم بالخلق. والكون والدنيا والاخرة والسماوات والارض تجري على حكمه. وما حكم به جل وعلا وما قضى او قدره وهو اسرع الحاسبين قال الطبري وهو اسرع من حسب عددكم واعمالكم واجالكم وغير ذلك من اموركم ايها الناس وهو اسرع الحاسبين فحسابه اذا حاسب سريع وهو جل وعلا قد احصى على العباد خلقهم فهو اسرع من حاسب ومن جاز جل وعلا وهذا فيه ايضا اثبات قدرة الله جل وعلا. وان المتصف بهذه الصفات ان له حكم وانه اسرع الحاسبين. وانه هو الذي يجب ان يفرد ويعبد ويخص بالعبادة. والاية كما ذكرنا مرارا مناظرة مع قومه اذا كان في انقطاع لا يؤمنون بالله جل وعلا ابن كثير قال يذكر هنا حديث البراء وذكر حديث البراء فاذا جاء جاء احدكم الموت رسلنا حديث البراء في الصحيحين اصله وفي احمد والسنن وفيه وهو الحديث المعروف ان العبد اذا كان في انقطاع ان العبد المؤمن اذا كان في في انجلترا من الدنيا واقبال من الاخرة نزل اليه من من السماء ملائكة تبيض الوجوه. الحديث فهو مناسب ذكره هنا وهو كالتفسير والبيان والايضاح لهذه الاية. ثم قال جل وعلا قل من ينجيكم من ظلمات البر والبحر. الاستفهام هنا التقرير وللانكار والتوبيخ. فمن ينجيكم من ظلمات البر والبحر وظلمات البر بحر قالوا شدائدهما فالبحر تكون فيه ظلمات شدائد تحل بالناس في البواخر والسفن وكذلك في تنزل بالناس شدائد ومصائب وامور مد لهمة. فمن الذي ينجي منها؟ هو الله جل وعلا. قل من ينجيكم من ظلمات البر والبحر تدعونه تضرعا وخفية. وهذا عند الاضطرار يا اخوان عند الاضطرار حتى الكافر يدعو الله مخلصا له الدين عند الاضطرار لانه يرجع الى فطرته وهذا دليل يا اخوان ان الاصل في الانسان هو التوحيد. الاصل في الانسان هو التوحيد. مفطور على التوحيد. لكن يهودانه او ينصرانه او يمجسانه فعند الشدائد عند الشدائد عند كرب البر والبحر وشدائد البر والبحر هي تنزل عندما تنزل بكم الامور المظلمة المد الهمة الصعبة تلجأون الى من ينجيكم منها وتدعونه حالة كونكم متضرعين مخفين والتضرع والتذلل والخشوع وهذا من اسباب اجابة الدعاء. ان تدعو الله متذلل متخشع شيء متدلل متضرع. بعض الناس يدعو الله وهو مش مخر متكبر. حتى في دعائه. لابد ينكسر قلبك حين الدعاء متذلل خاشع لله. وايضا خفية تخفي ذلك. ولهذا قال من قال من السلف قال قال ابن عطية تضرعا تذللا تحقيقا للعبودية وخفية تحقيقا للاخلاص التضرع والتذلل تحقيق العبودية لله جل وعلا الخضوع له. وخفي تحقيقه للاخلاص لانه ما يريد يرفع صوته حتى يسمعه الناس. مخلص لله عز وجل بهذا الدعاء وهذا على كل حال من اداب الدعاء. الان تسمع بعض الاخوة يدعو ويرفع صوته في الدعاء. نعم يستثنى الدعاء في القنوت وما شابه ذلك الاصل في الدعاء حاول ما احد يسمع دعاءك يا اخي بينك وبين الله عز وجل وايضا فليكن قلبك منكسر متذلل. ما فيك ترفع وكبر وتعاظم. قال جل وعلا تدعونه تضرعا وخفية. لان انجانا من هذه هذه اللام موطئة للقسم. لان انجانا من هذه يعني من هذه الظلم او هذه او هذه الشدة لنكونن من الشاكرين اللام هنا واقعة في جواب القسم. لان انجانا موطئ اهل القسم. يعني كأن فيه قسم. والله لان انجانا من هذه لنشكرنه. لنكونن من من الشاكرين. وهذا دليل يا اخوان ان الشكر امر لا بد منه في السعة والرخاء شكر الله بالقلب وباللسان وبالجوارح. لنكونن من الشاكرين قل الله ينجيكم منها ومن كل كرب ثم انتم تشركون فقال الله عز وجل قل لهم ان الله ينجيكم منها من هذه الكرب وهذه الشدائد بل ومن كل كرب ثم وهذا تفيد الترتيب والتراخي بعد ذلك بعد هذا الانجاء والسلامة والعيش بامن وسلام تشركون انتم تشركون فما احلم الله على العباد لان هؤلاء قامت عليهم الحجة والانسان غالبا اذا مرت به ضائقة ومرت به شدة ما ينسى هؤلاء تمر بهم الشدائد يضطرب به البحر بل انت حتى انت احيانا تتأمل تقول انا سبحان الله ما ادري كيف عشت انا مر بي موقف يا شيخ ما ما كنت ولا كان احد ممن حولي يظن اني سابقى على وجهه. طيب ابقاك الله الان وانت سليم معافى. الا تشكر الله جل على تقر وتعترف تلزم طاعة الله جل وعلا سبحان الله وان تعدوا نعمة الله لا تحصوها وما بكم من نعمة فمن الله. فلو الانسان يتدبر ويتأمل حقيقة هذا يكفي. في اخلاص العبودية لله جل وعلا والتضرع اليه وشكره على هذه النعم. قال جل وعلا قل هو القادر على ان يبعث عليكم عذابا من فوقكم او من تحت ارجلكم او يلبسكم شيعا ويذيق بعضكم بأس بعض. وهذا جاء ان النبي جاء في البخاري ان النبي وسلم لما نزلت هذه الاية قل هو القادر على ان يبعث عليكم عذابا من فوقكم. قال صلى الله عليه واله وسلم اعوذ بوجهك قال او من تحت ارجلكم قال اعوذ بوجهك قال او يلبسكم شيعا ويذيق بعضكم بأس بعض؟ قال صلى الله عليه وسلم هذا اهون او قال هذا ايسر. ولهذا حفظ الله هذه الامة وامنها بفضله جل وعلا ثم ببركة دعاء النبي صلى الله عليه وسلم واستعادته بربه. من العذاب الذي يأتي من فوق. قالوا وهو الرجم من فوقكم قال الرجم ترجموا كما رجم قوم لوط وغيرهم من الامة التي اهلكت بالرجم بالحجارة من اعلى او من تحت ارجلكم قال وهو الخسف يخسف بكم او يلبسكم شيعا يعني يخرطكم ويجعلكم فرقا وجماعات. فالنبي صلى الله عليه وسلم قال هذا اهون وهذا هو الموجود الان وكم نشقى وتشقى الامة بسبب هذا الاختلاف والتفرق وهذه الفرق ولهذا لا نجاة من هذا الاختلاف والتفرق الا بالاعتصام بكتاب الله وفق سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وفهم سلف الامة. الكتاب والسنة بفهم سلف الامة ولهذا قوله قل هو القادر لانه لا يعجزه شيء فهو على كل شيء قدير وهو قادر ان يبعث عليكم عذاب من فوق بكم يهلك الامة بالرجم يرجمه حجارة من السماء فيهكون جميعا ولا يبقى منهم احد والشيء الذي من السماء لا يكاد يرد في الارض تستطيع انك تدافع او الذي يأتيك من امامك لكن من السماء ما لك قوة ولا ناصر. ولهذا هي اذا جاء حب البرد ولو كان صغيرا كم يتأذى به الانسان اذا كان مكشوفا له؟ لان الذي من السماء ما يدفع ما يدافع قال او من تحت ارجلكم اكثر المفسرين قالوا هو الخسف يخسف الله بكم الارض او يزلزل بكم الارض قال او يلبسكم شيعا. اللبس هو الخلط يلبسكم يعني يخلطكم ويجعلكم شيعا اي فرقا وينتج عن هذا الانقسام الى فرق وجعلكم فرقا ان يذيق بعضكم بعضا بأسه يذيق بعضكم كن بأس بعض فتجد بينهم بأس والبأس هو العذاب او القتل وكل ما يتعلق على وكل ما يتعلق بالمعاداة في الافتراء يذيق المتفرقون بعضهم بأس بعض. يؤذونهم بعضهم يقتل بعضا. بعضهم يسبهم يفعلون بهم ولله في ذلك حكمة لكن المخرج من كل هذه الامور التمسك بكتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم على وفق هدي الصحابة وفق هذه السلف الصالح هذا هو النجاة. ولهذا قال الله جل وعلا لنبيه ان الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا لست منهم في شيء ولهذا لما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح وان هذه الامة ستفترق على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار الا واحدة قالوا من هي يا رسول الله؟ قال من كان على ما انا عليه اليوم واصحابي. الزم هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم والصحابة والله نجاة في الدنيا والاخرة. والحمد لله هذا متيسر متيسر لمن يسره الله له ولا يزال في كل زمان من علماء السنة من يذب عن هذا المنهج ويبينه ويوضحه فما اراد ان يتبعه يجده سهلا ميسرا بينا واضحا لا خفاء فيه. واحسب وارجو ان شاء الله ان تكون هذه الدورة ممن يعني يسعون هنا في هذا الامر وفي بيان المنهج الصحيح والهدي والطريقة الصحيحة التي كان عليها النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه. وفق الطاقة والقدر والله المستعان قال جل وعلا انظر كيف نصرف الايات لعلهم يفقهون. تصريف الايات هو تنويعها. تارة بالترغيب بالترهيب والاتيان بها على وجوه مختلفة حتى يتبين الحق ويتضح ولا يبقى لاحد حجة لعلهم يفقهون. هذا التصريف منا والاتيان بالايات والبينات الدالة على الله عز وجل وعلى الحق. على وجوه مختلفة لعلهم يفقهون عن الله مراده والفقه والفهم فيفهمون مراد الله عز وجل من هذه الايات فيعملون بما دلت عليه من وجوب الايمان بالله واتباع نبيه والبعد عن معصيته. ثم قال جل وعلا الحقيقة ابن كثير رحمه الله قال بذكر الاحاديث بذكر الاحاديث في هذا الباب عند قوله البسكم شيعا ولعل فيما ذكر كفاية. ثم قال جل وعلا وكذب به قومك وهو الحق قل لست عليكم بوكيل. وكذب به اي بالقرآن. قال ابن كثير اي بالقرآن الذي جئت به والهدى والبيان. وهو الحق فهم وان كذبوا به ولم يصدقوا فهو الحق من عند الله فتكذيبهم لا يغيره. وهو الحق قل لست عليكم وكيل اي لست عليكم برقيب ولا حفيظ احفظ عليكم اعمالكم ما جعل الله وكيلا عليكم اراقب اعمالكم واحفظها عليكم فان كذبتم تكذبكم على انفسكم. ومردكم الى الله والله عليكم حفيظ وعليكم وكيل قال ابن كثير وكذب به قومك يعني قريش وهو الحق الذي ليس وراءه حق. شهادة الذي انزله في القرآن هو الحق وليس وراءه حق. وهو الحق الذي لا مرية فيه. قل لست عليكم بوكيل لست عليكم حفيظ ولست بموكل بموكل بكم كقوله وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر. اي انما علي وعليكم السمع والطاعة فمن اتبعني سعد سعد في الدنيا والاخرة ومن خالفني فقد شقي في الدنيا والاخرة. ولهذا قال لكل نبأ مستقر ابن كثير رحمه الله يعني يميل الى ذكر المعنى الاجمالي لكن المعنى الاجمالي عند ابن كثير يختلف عنه عند السعدي. السعدي رحمه الله يعبر بمعنى الاجمالي مطلقا. والشيخ وابن كثير رحمه الله يعبر بالمعنى الاجمالي ويحاول الربط بالايات بعضها في بعض. فيحاول الاقتصار على ان الاية التي قبل او بعده والتي هو في ثناياها ولكل شيء طريقة لكن ابن كثير في الحقيقة في جانب الرواية لا يشق له غبار ولا يدانيه احد تسير بالرواية ابن كثير. حتى ابن جرير الطبري مع جلالة قدره ليس مثل ابن كثير حقيقة. ومن اراد ان يعرف ذلك فليقرأ في التفسيرين وان كان في تفسير ابن جرير مزايا ليست في تفسير ابن ابن كثير لكن الحقيقة من اراد التفسير بالمأثور محضا لم يشب عليه بتفسير ابن كثير رحمه الله ولهذا كتب الله لها له القبول حتى قال بعضهم كل بيت ليس فيه تفسير كثير فهو فقير. صحيح. ولهذا نشر الله هذا الكتاب سبحان الله وهذا فضل الله يمن به على من يشاء كم من كتاب نشره الله ومؤلفه لا يكون في المقام مثل بقية العلماء في كثير من العلماء فوقه ولم ينشر الله عز وجل كتبهم لكن نشر هذا الكتاب. فهذا فضل الله يؤتيه من يشاء ويختص به من يشاء سبحانه وتعالى. ولهذا يحرص الانسان على التأليف اذا كان يعني ممن تبوأ للتأليف انه يزهد بعض الناس بالتالي يقول من سيقرأ بحثي من سيقرأ كلامي وشرحي للكتاب الفلاني والشيخ فلان والعالم الفلاني قد شرحوا هو تكلم عليه هذا صحيح من جهة لكن هل الناس كلهم سيطلعون على شرح الشيخ الفلاني؟ لا يمكن كثير من كثير من الناس يطلعون عليه وكثير من الناس يطلعون على شرحك انت فلا تحرم نفسك الاجر ولو شيئا قليلا. ولهذا هذا من بركة العلم والتأليف. كم نترحم نحن على هؤلاء العلماء؟ اكثر ما نترحم على ابائنا وامهاتنا هذا فضل الله وهذا دليل على فضل العلم وفضل التأليف كتابة في العلم يقول ابن القيم ما حاصله او معناه ان الكتاب او المؤلف هو الولد البار. ولد بار بالمؤلف ما ينقطع الاجر حتى بعد موته. كلما قال المؤلف رحمه الله وهذا هو سنة علمائنا اذا جاء يقرأ القارئ يقول قال المؤلف رحمه الله كثير من الشباب الان وهي طريقة متبعة بس انا ارى انها ما هي على ما كان عليهن. يبدأ يقول اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللحاضرين. طيب هذا الذي اجتمعتم على كتابه هو حقا يدعى له حقيقة هذا العلم النافع ولا بأس لكنك تلزم الدعاء لشيخك والحاضرين ما ادركنا العلما الكبار على هذا وان كان لا ان شاء الله لا نقول انه يصل الى حد البدعة لكن ولو العلم سنة متبعة. نعم ونسأل الله ان يغفر لنا ولشيخنا وللحاضرين نسأل الله ذلك ليس اقصد انكار هذا لكن اقصد يعني ان العلم انا ارى ان العلم سنة يا اخوان تأسي بمن كان قبلك في العلم سنة نعم قال الله جل وعلا لكل نبأ مستقر والاصل في النبأ كما مر معنا هو الخبر المهم الذي له شأن لكل نبأ مستقر يعني وقت لاستقراره كما قال ابن عباس. قال مستقر قال وقت لاستقراره يستقر فيه وقال الطبري يعني قرار يستقر عنده ونهاية ينتهي اليها. فيتبين حقه من صدق حقه وصدقه من كذبه. نعم لنبأ مستقر وحقيقة لابد يستقر وتأتي تلك الحقيقة وتقع لكل نبأ مستقر وسوف تعلمون. هذا تهديد سوف تعلمون ما توعدون به من العذاب سوف تعلمون حين ذاك حينما يستقر هذا الخبر وهذا النبأ الذي اخبركم الله به من قيم من الوفاء وقيام الساعة والعذاب او النعيم سيقع ذلك ويستقر وعند ذلك سوف تعلمون حقيقة ما كان يأمركم به نبيكم ويخبركم به ربكم. قال واذا رأيت الذين يخوضون في اياتنا اه مر معنا الخوظ والخوظ يعني خلاصته هو الخوض بالكلام الذي فيه الذي يتكلف فيها وفيه تكلف وكذب وخطأ وهو باختصار الخوظ هو في الكلام الباطل. لكن يكثر الحديث يخوضون يعني يكثرون القول والقال في الكلام الباطل. فالله جل وعلا يقول واذا رأيت الذين يخوضون في اياتنا فاعرض عنهم ومعنى ذلك انهم يخوضون يتكلمون بالباطل وهكذا لا يجوز للانسان ان يجلس في مجلس يخاض فيه بالباطل. اللهم الا ان ينكر ويكون بوجوده منع للباطل او اضعاف له. مصلحة ارجح. والا لا يجوز الجلوس في في المجالس التي يخاض فيها يسب الله ويسب النبي صلى الله عليه وسلم ويطعن في الدين او يحصل فيه المنكر. واذا رأيت الذين يخوضون في اياتنا فاعرض عنهم اي اتركوا مجالستهم. الاعراض عنهم يعني ترك المجلس الذي هو الذي هم فيه ولا يبقى معهم. حتى يخوضوا في حديث غيره يتحدثوا ويتكلموا في حديث غيره غير هذا الحديث الذي فيه خوض في ايات الله استهزاء بالقرآن او بالسنة او بايات الله او بالله او برسوله او بامر الدين حتى يخوضوا في حديثنا غيره واما ينسينك الشيطان فلا تقعد بعد الذكرى مع القوم الظالمين. واما ينسينك الشيطان نهينا لك عن معهم فتنسى انك منهي عن هذا فتمكث معهم فاذا تذكرت فلا تقعد. بعد التذكر. مع القوم الظالمين. هذا ان الناس يا اخوان ما يؤاخذ. ربنا لا تؤاخذنا ان نسينا او اخطأنا واحيانا يغيب والله عن الانسان الشيء وينسى ان هذا امر محرم او يكون مشغول بشيء ويغيب عن باله لكن متى ما تذكر الحق وجب ان يعمل بمقتضاه. ومن ذلك اذا نسي وجلس مع الخائضين ثم تذكر انه لا يجوز له الجلوس وجب عليه ان يقوم. وان يترك هذا المجلس بسم الله الرحمن الرحيم وهذه الاية هي التي اشار الله اليها في سورة النساء الاية مئة واربعين قال الله عز وجل وقد نزل عليكم في الكتاب ان اذا سمعتم ايات الله يكفر بها ويستهزأ بها فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره انكم اذا مثلهم هذه هي الاية وهذا دليل ان هنا الخوض انه يدخل فيه الاستهزاء. لانه قال في الاية الاخرى وقد نزل عليكم الكتاب ان اذا سمعتم من ايات الله يكفر بها ويستهزأ بها. ويدخل فيه الكفر بايات الله والاستهزاء بايات الله وبالله وبالرسول وبالدين وبالصحابة وباهل الفضل والصلاح حملة الدين فلا يجوز الجلوس معهم الا اذا كان الانسان منكرا عليهم يعني مخففا من شرهم. قال واما ينسينك الشيطان فلا تقعد بعد الذكرى مع القوم الظالمين لانهم ظالمون لانفسهم. وقد يكون فعلهم كفر او دون الكفر. فان كان استهزاء بالله وبرسوله وبنبيه الدين فهو كفر وان كان لم يبلغ حد الكفر هو ظلم ايضا للنفس لكن لا يصل الى حد الكفر لان الظلم الظلم درجات ظلم دون ظلم منه ما هو كفر ومنه ما هو دون ذلك. ثم قال وما على الذين يتقون من حسابهم من شيء ولكن ذكرى لعلهم يتقون ومع الذين يتقون ربهم اذا اتقوا الله جل وعلا وتجنبوهم ولم يجلسوا معهم ما عليهم من حسابهم من شيء ما يحاسبون عن هؤلاء كل نفس بما كسبت رهينة لكن اذا جلس وهم يخوضون يحاسب هو على عدم غيرته لله. وعدم ذبه عن الدين وعدم رده للباطل وعدم انكاره للمنكر قال ما عليك نعم ومع الذين يتقون من حسابهم من شيء ولكن ذكرى لعلهم يتقون. قال بعض المفسرين ولا لكن نهيناكم عن مجالستهم عبرة وعظة لهم لعلهم اذا رأوك قمت يتقون ويتعظون نعم ولا شك ان انكار المنكر بالقيام من المجلس انه يؤثر كثيرا. اذا انكرت على انسان وهناك منكر وانكرت وما امتنع لما تقوم وتخرج من مجلس هذا الحقيقة يتأثر كثير من الناس بهذا. فلعل هذا يكون عظة لهم لم يرون قيامك دليل على ان هذا امر لا يجوز بحال فلعلهم يتقون الله عز وجل فيتأثرون لما قمت وتركت ما هم فيه من الشر والباطل لعلهم يتقون الله ويتوبون اليه ويرجعون عن خوضهم ويؤمنون بالله ورسوله. ثم قال جل وعلا الذين اتخذوا دينهم لعبا ولهوا وغرتهم الحياة الدنيا وذكر به ان تبسل نفس بما كسبت. ليس لها من دون الله ولي ولا شفيع. وان تعدل كل عدل لا يأخذ منها اولئك الذين بما كسبوا لهم شراب من حميم وعذاب اليم مما كانوا يكفرون. يكفرون. قال وذري الذين اتخذوا. ذر يعني اترك اترك الذين اتخذوا دينهم لعبا ولهوا. مر معنا البارحة بيان معنى اللعب وهو كل قول او عمل في خفة وسرعة وطيش ليس له غاية ليس له غاية مفيدة بل غايته اراحة البال او تقصير الوقت. وان اللهو هو ما يشغل به الانسان يشغل به الانسان ترتاح اليه نفسه ولا يتعب في الاشتغال به عقله فالله جل وعلا قال اترك هؤلاء الذين اتخذوا دينهم مجموعة امور من من اللعب واللهو والعبث وغرتهم الحياة الدينية هؤلاء هم الكفار الحياة عندهم اتخذوا الدين لعب ولهو ما اخذه بجد واخذوه ودخلوا به والتزموا به وعملوا بمقتضاه لا اخذوه لعب ولهو غير جادين وغرتهم الحياة الدنيا. غرتهم الحياة الدنيا حتى اثروها على الاخرة. واغتروا بها وقدموها على الاخرة. وجعلوا همهم الدنيا وكفروا بالاخرة وذكر به اي بالقرآن او بالحساب والمجازاة كما في الايات السابقة. قالوا وذكر به اي بالقرآن ان تبسل نفس بما كسبت. ومعنى ان تبسل يعني قبل ان لا لا تبسل. ومعنى تبسل قال ابن عباس تفضح وقال الحسن عكرمة وابن عباس ايضا تسلم تبسل تسلم او تفضح او تحبس او تؤاخذ او تجازى كلها بمعنى واحد يعني هذه الاقوال كلها بمعنى واحد من قبل ان تبسل وخلاصة الابسال هو الاسلام للعذاب وقيل السجن والارتهان. طيب ما معنى ان تبسل. قال ابن جرير الطبري ان تبسل بمعنى الا تبسل في لا مقدرة قال بمعنى الا تبسل كما قال تعالى يبين الله لكم ان تضلوا بمعنى ان لا تضلوا. والمعنى وذكروا به ليؤمنوا ويتبعوا ما جاءهم من الحق فلا تبسلوا انفسهم بما كسبت من الاوزار لكن حذفت لا لدلالة الكلام عليها. والحاصل ان معنى ان تبسل يعني لئلا تبسل. ذكر بالقرآن ان لاجل الا تسلم ولا تحبس ولا تفضح نفس بعملها حتى تتوب. يا اخي اخلص الله يجزاك خير. لان لا سل هذا معنى الاية فذكر بالقرآن لئلا تبسل اي تحبس او تفضح نفس بما كسبت من العمل لانه اذا عملت السيئة ستفضح به يوم القيامة لكن ذكر بالقرآن لئلا هذه النفوس تتوب حتى لا تفضح ولا تخزى ولا تسلم للهلكة بسبب عملها لانها قد تابت منه ورجعت وذكر به ان تبسم نفس بما كسبت ليس لها من دون الله ولي ولا شفيع. ليس لهذه النفس ونفس كل احد في الاخرة من دون الله ولي يتولاها فيقوم بنصرتها. ولا شفيع يشفع لها فاذا كانت نفس كافرة ليس لها ولي يتولاها او يمنعها او يحول بينها وبين الله. او يشفع لها عند الله جل وعلا وان تعدل كل عدل لا يؤخذ منها. وان تعدل يعني تفتدي هذه النفس. كل فداء يوم القيامة ولو ملء الارض ذهبا ولو ولو تفتدي بكل شيء ما قبل منها الفداء ابدا وان تعدل كل عدل لا يؤخذ منها ثم قال اولئك الذين ابسلوا بما كسبوا. اولئك يعني الذين هذه حالهم ولم يتوبوا ولم يرجعوا اولئك الذين ابسلوا اي اسلموا للهلاك. اسلموا للهلاك بما كسبوا سبب كسبهم وعملهم الذي اجترحوه لهم شراب من حميم يعذبون به والحميم هو الماء الشديد الحرارة يشووا الوجوه بئس الشراب وساعة مرتفقة. هذا جزاء من مات على الكفر واتخذ الدنيا لعبا ولهوا واغتر بهذه الحياة. ولم يؤمن ولم يتذكر بالقرآن ولم يتعظ به. له عذاب من حميم وعذاب اليم لهم شراب من حميم الشراب الذي يشربونه من الماء الحار الذي قد بلغ الغاية في الحرارة اذا ادناه الى وجهه شوى وجهه وسقطت جلدة وجهه فيه يشوي الوجوه نسأل الله العافية والسلامة وعذاب اليم اي مؤلم موجع غير هذا الشراب لهم من العذاب والانكال والاغلال والنار عذاب تؤلمهم بما كانوا يكفرون اي بسبب كفرهم. بسبب كفرهم. لان الله جل وعلا لا يظلم احدا شيئا ثم قال جل وعلا قل اندعوا من دون الله ما لا ينفعنا ولا يضرنا ونرد على اعقابنا بعد اذ هدانا الله. وهذا الاستفهام استفهام انكار وتوبيخ قل اندعو من دون الله ما لا ينفعنا ولا يظرنا. وهذه الاية كما قال السدي لها سبب نزول. قال السدي قال المشركون للمسلمين اتبعوا سبيلنا واتركوا دين محمد فانزل الله قل اندعوا من دون الله ما لا ينفعنا ولا يضرنا ونرد على اعقابنا اي في كفر وهو استفهام انكار ينكرون او يأمر الله المؤمنين ان ينكروا على من اراد ان يعبد غير الله ويعبد الاصنام والالهة ويترك عبادة الله قل اندعوا والدعاء هو العبادة كما مر معنا تقريره. اندعو من دون الله ما لا ينفعنا ولا يظرنا؟ وكل من يدعى من دون الله لا يملك الضر ولا النفع الضر والنفع من الله فكيف ندعو من لا يملك النفع والضر؟ ونرد على اعقابنا بعد اذ هدانا الله؟ نرد على اعقابنا. الاعقاب عقب وهي مؤخرة القدم. والمراد به الارتداد عن الحق الذي صاروا اليه الى الشر الذي كانوا عليه الكفر ونرد على اعقابنا بعد اذ هدانا الله والمراد هداية التوفيق بعد ان هدانا وفقنا للايمان فامنا تريدون ان ندعوا من دون الله ما لا ينفع ولا يضر حتى نرد على اعقابنا بعد ان هدانا الله ونترك الايمان والاسلام ونرجع الى الكفر وعبادة الاصنام ونرد على اعقابنا بعد اذ هدانا الله كالذي استهوته الشياطين فنصبح او يصبح من رجع عن دينه وتحير فيه كالذي استهوته الشياطين. والاستهواء المراد به طلب هوى المرء. وقيل الاستواء مأخود من من الهوي. وهو ان يهوي من اعلى الى اسفل والمراد الذي استهوته الشياطين يعني اضلته في الارض استهوته يعني اظلته واسقطته في في الضلال وفي الهلكة. كالذي استهوته الشياطين يعني اظلته وسيرته فيما تريد كالذي استوته الشياطين في في الارض حيران له اصحاب. حيران حال فاصبح حيران. استهوته الشياطين واظلته سيرته بغير طريق الحق في غير طريق الحق فصار حيران متحير له اصحاب يدعونه الى الهدى حيران كان رجل مسافر في الطريق فعرضت له الجن. شياطين فصاروا ينادونه الطريق من ها هنا واصحابه السابقون يقول ائتنا نحن على الهدى ارجع الينا. فصار متحير هل يذهب مع هؤلاء او يرجع الى الاولين فصار حيران. لان الشياطين قد استولت عليه قال له اصحاب يدعونه الى الهدى ائتنا ادعونا للهدى ارجع الينا لانه متحير في الطريق والشياطين استهوته وتقول الطريق من ها هنا قل ان هدى الله هو الهدى. قبل ذلك نقرأ اثر ابن عباس من رواية علي بن ابي طلحة وهي اصلح الطرق عن ابن عباس يقول ابن عباس قل انا ادعو من دون الله ما لا ينفعنا ولا يضرنا قال هذا مثل ان ضربه الله للالهة ومن يدعو اليها وللدعاة الذين يدعون الى هدى الله وللدعاة الذين يدعون الى هدى الله كمثل رجل ضل عن الطريق تائها ضالا اذ ناداه مناد يا فلان ابن فلان هلم الى الطريق وله اصحاب يدعونه يا فلان هلم الى الطريق. فان اتبع الداعي الاول انطلق به حتى يلقيه الى الهلكة وهم الشياطين. وان اجاب من يدعوه الى الهدى اهتدى الى الطريق. وهذه الداعية التي تدعو في البرية من الغيلان او غني عنه هو نوع من الجن يتعرضون للناس فيها جرأة تعرض للانسان اذا كان في البرية وحده ولهذا صح عن عمر انه قال اذا تغيرت الغيلان فعليكم بالتكبير بعضهم يرفعه للنبي صلى الله عليه وسلم لكن لا يصح رفعه للنبي صلى الله عليه وسلم. لكنه ثابت من قول عمر وهو حق الانسان اذا كان في البر او حتى في بيته وشعر ان حوله شيء من الجنة ونحو ذلك فعليه ان يرفع صوته بالتكبير. هذا مما يطرد الشياطين. قال النبي صلى الله عليه وسلم من المؤذن اذا اذن ولى الشيطان وله ضراط نعم قال ابن عباس وان اجاب من يدعوه الى الهدى اهتدى الى الطريق وهذه الداعية التي تدعو في البرية من الغيلان يقول من يعبد هذه الالهة من دون الله فانه يرى انه في شيء حتى يأتيه الموت فيستقبل الندامة والهلكة. وقوله كالذي استهوته الشياطين في الارض هم الغيلان يدعونه باسمه واسم ابيه وجده فيتبعها وهو يرى انه في شيء فيصبح قد القته في هلكة وربما اكلته او تلقيه في مظلة من الارض يهلك فيها عطشا. فهذا مثل من اجاب الالهة التي تعبد من دون الله رواه ابن جرير عن ابن عباس طيب نكمل الاية فقط ونتوقف. كالذي استهوته الشياطين في الارض حيران له اصحاب اصحابه يدعونه الى الهدى. ائتنا قل ان هدى الله هو الهدى. وامرنا لن يسر من رب العالمين. حكم الله عز وجل لا. الهدى هو هدى الله. الذي انزله في كتابه وارسل به رسوله هذا هو الهدى الحقيقي الذي من اتبعه قد اهتدى واما غير سبيل الله فهو ضلال. عبادة الاصنام طاعة الشياطين طاعة الدعاة الى غير الحق. هذي كلها ظلال. ثم قال وامرنا لنسلم رب العالمين. امرنا الله عز وجل ان نسلم اي نستسلم وننقاد له. لانه رب العالمين مربيهم بالنعم نربي جميع العالمين بنعمه وهذا هو اتباع طريق الله ونتوقف والله اعلم وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا