الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين. اما بعد واعتذر للاخوة اننا في الحقيقة نمر مرورا سريعا اه لان لا نستطيع ان نأتي على التفصيل وعلى الايضاح الكامل اه نظرا لان الوقت نريد ان نستغل اكبر قدر ممكن نسمعه من التفسير. ولعلنا اقل ما يكون اننا اه نفتح لكم يعني بابا على التفسير لتعرفوا اهميته حتى تطلبوه بانفسكم وبطريق موسع وكما قيل ما لا يدرك كله لا يترك جله فنحن نأتي بما استطعنا ونختصر الكلام ولهذا ربما استشكل بعض الاخوة بعض الاشكالات فلا مانع ان شاء الله بعد الدرس من عنده اشكال اه عن اه اجلس معه وابين له حسب استطاعتي اه يقول الله جل وعلا قل اندعو من دون الله ما لا ينفعنا ولا يظرنا ونرد على اعقابنا بعد اذ هدانا الله كالذي استهوته الشياطين في الارض حيران له اصحاب يدعونه الى هدى ائتنا قل ان هدى الله هو الهدى وامرنا لنسلم لرب العالمين وان اقيموا الصلاة واتقوه. وهو الذي اليه تحشرون اه نعيد المعنى الاجمالي للاية السابقة يأمر الله عز وجل نبيه ان يقول منكرا وموبخا لاولئك الكفار الذين يريدون للمسلمين ان يتركوا اه التوحيد وعبادة الله جل وعلا ويرجعوا الى عبادة الالهة قائلا قل اندعو من دون الله ما لا ينفعنا ولا يضرنا لانه ليس معبود الا الله او من دون الله جل وعلا. فكل من دون الله جل وعلا لا يملك ظرا ولا نفعا ولا حق له في العبادة وما الا ليعبدوا الله مخلصين له الدين قال جل وعلا ونرد على اعقابنا بعد اذ هدانا الله تريدوننا ان نرتد على اعقابنا والعقب هي مؤخرة القدم. وهذا اشارة الى من يرتد عما كان عليه الى امر سابق اتريدوننا ان ان نرد على اعقابنا اي نرجع ونرتد عن الايمان بعد اذ هدانا الله الى ملة الكفر ونرجع ونرجع الى عبادة الاصنام ودعائها من دون الله قال جل وعلا كالذي استهوته الشياطين. هذه حال الذي يرتد عن دينه او يرجع كذلك الرجل الذي استهوته الشياطين يعني آآ اظلته في الطريق فكان مهتديا للطريق ففارق اصحابه المهتدين فتسلطت عليه الشياطين واضلته عن الهدى كالذي استهوته الشياطين في الارض في الارض وضرب ابن عباس مثلا بالغيلان الذي تتغير وتتخيل للانسان اذا كان في البرية في الصحراء خاصة اذا كان وحده ويدعونه وربما يسمع صوتا وربما ينادونه باسمه والطريق من ها هنا او يضيئون له نورا هنا اذا كان ضائعا فيذهب الى النور ثم لا يجده ويضيعون له نورا في مكان اخر يتلاعبون به. ليضلوه عن الطريق قال له اصحاب يدعو حيران فصار متحيرا لا يعرف الحق من الباطل وفي حيرة من امره وله اصحاب يدعونه الى الهدى له اصحاب اصحابه الذي الذين كانوا على الهدى يدعونه آآ ائتنا يعني ائت الينا هلم الينا الطريق من عندنا ثم قال قل ان هدى الله هو الهدى هدى الله على الحقيقة الهدى الحقيقي هو هدى الله وهو دينه الذي انزله كتابه الذي انزله ودينه الذي شرعه وما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم فهذا هو الهدى هذا هو هو الهدى الحقيقي هدى الله لا هدى غيره ولهذا كل من يدعى غيره فلا حق له في العبادة ولا يملك نفعا ولا ضرا قال وامرنا لنسلم لرب العالمين. امرنا الله عز وجل بالاسلام له. والاسلام هو الاستسلام لله بالتوحيد. والانقياد له بالطاعة والخروص من الشرك وهو رب العالمين الذي ربى جميع العالمين بنعمه انسهم وجنهم وسائر مخلوقاته جل وعلا. ثم قال جل وعلا وان اقيموا الصلاة آآ هذا فيه امر معطوه على قوله امرنا لنسلم الى رب العالمين وامرنا ان اقيموا الصلاة فامرهم الله عز وجل بالتوحيد وهو الركن الاول واقامة الصلاة واقامة الصلاة هو كما قال الشيخ السعدي ما حاصله هو الاتيان بها خالصة لله في اوقاتها مع جماعة المسلمين كاملة الاركان والشروط والواجبات وما تيسر من السنن هذا هو اقامة الصلاة الاتيان بها خالصة لله في اوقاتها مع جماعة المسلمين كاملة الاركان والشروط والواجبات وما تيسر من السنن واتقوه والتقوى هو ان تجعل بينك وبين عذاب الله وقاية بفعل اوامره واجتناب نواهيه واتقوه وهو الذي اليه تحشرون اليه تحشرون اي تجمعون. الحشر هو الجمع يحشر الناس ويجمعون في مكان واحد والمراد به يوم القيامة والبعث بعد والبعث النشور بعد الموت قال وهو الذي خلق السماوات والارض بالحق يمدح نفسه ويتمدح جل وعلا وهو المستحق للمدح والحمد وايضا ليعرف ليعرف عباده وخاصة ان الخطاب هنا مع قوم كفار شيئا من افعاله جل وعلا التي تدل على كماله وقدرته وانه هو المستحق ان يعبد قال وهو الذي خلق السماوات والارض بالحق قال ابن كثير اي بالعدل خلق السماوات والارض بالعدل اه قال الطبري وهو الذي خلق السماوات حقا وصوابا لا باطلا وخطأ وقيل المعنى خلق السماوات بكلامه وقوله لهما ائتيا طوعا او كرها فالحق معنى وهو معنى الاية يعني اتي طوعا او كرها فالحاصل ان الله جل وعلا خلق السماوات والارض واوجدهما على غير مثال سابق واوجدهما بالحق وبالعدل جل وعلا ويوم يقول كن فيكون ويوم قالوا ان الواو هنا استئنافية ويوم منصوب على الظرفية ويوم اي حينا ووقتا ويوم يقول كن فيكون يوم يقول جل وعلا ليوم القيامة كن فيكون فيكون كلمح البصر فتقوم الساعة بي سرعة عجيبة مثل لمح البصر ذلك هو يوم القيامة الذي يحاسب فيه العباد على اعمالهم وهو اليوم الاخر الذي يجازى كل عامل بعمله ويوم يقول كن فيكون قوله الحق جل وعلا قوله الحق واذا قال قولا فانه ينفذ ولابد من وقوعه فقوله الحق وهو الحق جل وعلا قال وله الملك قوله الحق وله الملك فقوله الحق وهو الحق الذي لا احق منه وله الملك له ملك السماوات والارض وما بينهما فهو الملك المالك المتصرف ذو الملك العظيم. ومن كان هذا وصفه وجب ان يخص بالعبادة ولا يدعى معه احد سواه يوم ينفخ في الصور عالم الغيب والشهادة يوم ينفخ في الصور وذلك عند قيام الساعة يأمر الله عز وجل اسرافيل فينفخ في الصور والصور الصواب انه قرن على هيئة البوق مثل القرن ارمي الشاة او نحوها يكون اعلاه واسع واسفله ضيق مثل البوق تماما والله اعلم بحقيقته لكن هو قرن ينفخ فيه. كما جاء النبي صلى الله عليه وسلم سأله اعرابي والحديث الصحيح اه رواه الامام احمد وصححه الشيخ الالباني قال اعرابي يا رسول الله ما السور؟ قال قرن ينفخ فيه قرن ينفخ فيه وايضا روى الترمذي وقال حديث حسن وصححه الشيخ الالباني ان النبي صلى الله عليه وسلم قال كيف انعم وصاحب القرن قد التقم قرنه وصاحب القرن قد التقم القرن وحنى جبهته يستمع متى يؤمر فينفخ يعني الامر قريب فالصورة المراد به ذلك القرن الذي على هيئة الذي ينفخ فيه اسرافيل اذا امره الله بقيام الساعة فينفخ فتقوم الساعة ثم ينفخ فيه اخرى فيبعث الناس النفخة الاولى للصعق ويموت من كان حيا ثم ينفخ في اخرى فاذا لهم قيام ينظرون ويوم ينفخ في الصور عالم الغيب والشهادة هذه صفة للذي خلق السماوات والارض فهو عالم الغيب وهو ما غاب عن الحواس ومنه الغيب المطلق او الغيب النسبي فهو عالم الغيب وهو عالم الشهادة. الشهادة المشهود الحاضر وهي الشهادة ضد الغيب فالله يعلم الغيب والشهادة قد احاط بذلك علما وهو الحكيم الخبير. الحكيم جل وعلا في افعاله واقواله. واحكامه واقداره وهو الخبير العليم ببواطن الامور ومآلاتها وما تكنه الصدور وحقائق الامور وكل هذا يدل على انه هو المستحق ان يعبد من يتصف بهذه الاوصاف العظيمة ثم قال سبحانه وتعالى واذ قال ابراهيم لابيه ازر اي واذكر حين قال او وقت قال ابراهيم لان اذ هنا ظرفية بمعنى حين او زمان او وقت واذكر اذ قال ابراهيم وهو ابراهيم الخليل عليه السلام لابيه ازر قال لابيه ازر وازر اسم ابيه اسم ابيه المؤرخون على ان على ان نسمى به اسمى به تارح تارح ولهذا كل المؤرخون سواء تاريخ الامم والملوك للطبري او البداية والنهاية او الكامل او غيرها من كتب التأريخ يقولون ان اسمه ان والد ابراهيم اسمه تارح اه قال بعضهم ان ازر كان اسما للصنم وكان تارح يلزم هذا الصنم فاطلق عليه اسم الصنم وقال بعضهم فلقب به وقال بعضهم وهذا قول ابن ابن جرير الطبري واستحسنه ابن كثير لعله كان له اسمان يقال له ازر ويقال له تاره كما ان يعقوب يقال له يعقوب ويقال له اسرائيل ولا مانع من هذا لان الله يقول لابيه ازر لابيه ازرا وازر فيها قراءتان هذه قراءة ازر لابيه ازر لان ازر ممنوع من الصرف وهو بدل من آآ ابيه وابيه مجرور فيقال ازر لابيه ازر وقرأ اه بالظم لابيه ازروا على انه منادى والمنادى المفرد يبنى على الظم لابيه يا ازر. تكون تقدر الكلام لابيه يا ازروا قال اتتخذ اصناما الهة اتتخذ هذا استفهام انكار على ابيه اصناما والاصنام كل ما كان مصورا على اي صورة والوثن ما عبد مما ليس له صورة وقد يطلق احدهما على الاخر اتتخذ اصناما الهة؟ تتخذها هذه الاصنام المصورة على صورة ادمي او على صورة كوكب او على صورة شجر او حجر تتخذها الهة تألهها وتعبد وتعبدها تجعلها الهة من دون الله هذا استفهام انكار ينكر عليه اني اراك وقومك في ظلال مبين اني اراك في فعلك هذا وهو عبادة الاصنام واتخاذها الهة انت وقومك معك الذين يفعلون فعلك في ظلال عن الحق مبين بين واضح غير خفي لانه دعوة الكواكب ودعوة الاصنام من دون الله قال جل وعلا وكذلك نوري ابراهيم ملكوت السماوات والارض كذلك نري اي مثل هذه القراءة وهي رؤيته لابيه وقومه انهم على ظلال مبين اراه الله جل وعلا ملكوت السماوات والارض ومعنى ذلك نريه اي نبين له وجه الدلالة هو في نظره الى خلقهما فاستدل بخلقهما على وحدانية الله وعلى انه المستحق ان يعبد هذا الذي عليه اكثر المفسرين. وذكر بعضهم شيئا من اخبار بني اسرائيل حكاه ابن جرير عن مجاهد وعطاء سعيد بن جبير والسدي واللفظ لمجاهد قال فرجت له السماوات فنظر الى ما فيهن فرجت السماوات هذا اراءة الله لابراهيم انه فرج وفتح له السماوات فنظر الى ما فيهن حتى انتهى بصره الى العرش وفرجت له الارض الاراضون السبع فنظر الى ما فيهن وزاد غيره فجعل ينظر الى العباد على المعاصي ويدعو عليهم فقال الله له اني ارحم وبعبادي منك لعلهم ان يتوبوا ويرجعوا قال وقد روى ابن مردوية في ذلك حديثين مرفوعين عن معاذ وعلي ولكن لا يصح اسنادهما والله اعلم اذا هناك اقوال لكن الاظهر والله اعلم ان المراد نريه اي بما نبين له وندله عليه حينما حينما نظر في السماوات والارض وفهم وعرف من ذلك اه وحدانية الله جل وعلا وانه رب كل شيء ومليكه قال وكذلك نري ابراهيم ملكوت السماوات والارض والملكوت مصدر كالرغبوت والرهبوت والجبروت وقالوا ان الواو والتاء في اخره للمبالغة في الصفة اي صفة الملك والمراد له ملك السماوات والارض فالملكوت ملكوت السماوات والارض هي ملك السماوات والارض. لكن زيدت الواو التافهة للمبالغة هكذا يقول بعضهم بعضهم لا يستحب كلمة المبالغة لكن رأيت ابن جرير الطبري وغيره يعبر فيها الحقيقة هو جمع من اهل العلم الموثوق بهم اه والمراد انه يدل على يعني عظمة السماوات والارض وعظمة ما فيهما من الملك وكذلك نري ابراهيم ملكوت السماوات والارض وليكون من الموقنين وليكن قيل ان الواو زائدة والمراد ليكون من الموقنين. نريه ملكوت السماوات والارض لاجل ان يكون من المؤمنين وقيل ان الواو هنا عاطفة وما بعدها لام التعليل ولاجلي ان يكون من الموقنين ولهذا ذكر بعضهم التقدير قال والتقدير فعلنا ذلك ليكون ليكون من المؤمنين او ليكون من المؤمنين من الموقنين اريناه ملكوت السماوات والارض. وعلى كل حال المراد ان الله اراهم ملكوت السماوات والارض لاجل ان يكون من الموقنين بالله سبحانه وتعالى الموحدين الذين لا شك عندهم في افراد الله جل وعلا بالعبادة وانه رب كل شيء ومليكه. وهذا نحتاجه بعد قليل بالترجيح لاحظوا هنا قال وكذلك نولي ابراهيم ملكوت السماوات والارض وليكون من الموقنين. اذا رأى السماوات والارض ورأى ملكوتهما فصار من الموقنين ثم ماذا بعد ذلك فلما جن عليه الليل الفاء تدل على التعقيب والترتيب يعني ما بعد الفاء حصل بعد ما بعد الذي قبلها فما الذي قبلها ليكون من الموقنين. يعني هو من الموقنين الانصار موقن ابراهيم ويعرف ربه ولا شك عنده في ذلك ثم قال ف فلما جن عليه الليل لان هذي مسألة نحتاجها هل ابراهيم كان ناظرا او مناظرا قال فلما جن عليه الليل رأى كوكبه. ومعنى جن عليه الليل يعني اظلمه. اظلم عليه وستره بظلامه فلما جن عليه الليل رأى كوكبا قال السدي هو كوب كوكب المشتري وقال الحسن هو الزهرة والله اعلم. المهم انه رأى كوكبا ونجما في السماء فلما رآه قال هذا ربي كان متميزا فلما افل ومعنى افلا يعني غابا وذهبا غاب هذا النجم وذهب فلما افل قال لا احب الافلين لا احب الالهة التي تغيب وتذهب الاله يجب ان يكون موجودا دائما لا يغيب لا احب الافلين. فلما رأى القمر بازغا والبزوغ هو الاشراق في بداية طلوعه. لما رأى القمر بازغا يعني مشرقا من بداية طلوعه لقوة اضاءته فلما رأى القمر بازغا قال هذا ربي فلما افلا قال لئن لم يهدني ربي لاكونن من القوم الضالين لان لم يهدني ربي احتج القائلون بان ابراهيم كان ناظرا يريد يتعرف الى ربه بهذا فقالوا هو يقول لئن لم يهدني ربي لاكونن من القوم الضالين نقول لا يلزم من هذا ان يكون ابراهيم غير مهتد بل كان مهتد وهو يبين اما في مستقبل امره ان لم يهده ربه في مستقبل امره او ان لم يثبته. كما اننا ولله الحمد مهتدون ونقول في الصلاة اهدنا الصراط المستقيم. فليس معنى هذا اننا لسنا مهتدين لكن نطلب من الله زيادة في الهداية والتوفيق قال لان لم يهدني ربي لاكونن آآ من القوم الضالين. ولهذا قال بعض المفسرين لان لم يهدني لان لم يثبتني على الهداية فلما رأى الشمس بازغة مشرقة لما طلعت قال هذا ربي هذا اكبر هذا ربي هذا اكبر. اذا كلما كان اكبر فهو احق بالالوهية. ولهذا الله جل وعلا في الصلاة وفي كل مكان تقول الله اكبر يعني اكبر من كل شيء الله اكبر من كل شيء فهو المستحق ان يعبد لا يعبد احد دونه جل وعلا. الله اكبر قال هذا اكبر فلما افلت اي غابت وذهبت قال يا قومي اني بريء مما تشركون اني بريء من كل ما تشركون به لان هذه كلها ما تصلح الهة تغيب تطلع ثم تغيب وتفقد ما تصلح ان تكون الهة ولهذا الله لا اله الا هو الحي القيوم لا تأخذه سنة ولا نوم جل وعلا ولهذا ايضا في الحديث في البخاري قال الله عز وجل ان الله لا ينام ولا ينبغي له ان ينام فهو الحي القيوم الحياة الابدية الكاملة التي لا يلحقها نقص ولا تأخذه السنة وهي النعاس ولا النوم فالهة تغيب ما ما تستحق ولا يجوز ان تعبد ليس فيها صفة الالوهية الاله يجب ان يكون هو اكبر اكبر كل شيء وهو الذي لا يغيب ولا تأخذه سنة ولا نوم. قال جل وعلا اني وجهت وجهي للذي فطر السماوات والارض والارض حنيفا وما انا من المشركين. وجهت وجهي يعني اخلصت ديني وافردت عبادتي للذي فطر السماوات والارض اي اوجدهما على غير مثال سابق اوجدهما على غير مثال سابق حنيفا يعني حالة كوني حنيفا والحنيف هو المائل عن الشرك الى التوحيد قصدا الحنيف هو المائل الى الشرك من المائل الى التوحيد او الماء العني الشرك الى التوحيد قصدا وارادة ولهذا قال وجهت وجهي اخلصت ديني وافردت عبادتي لله لفاطر السماوات والارض حالة كوني حنيفا موحدا مائلا عن الشرك وعن عبادة الاصنام والكواكب الى عبادة الله وحده لا شريك له. وما انا من المشركين البراءة من المشركين الاتيان بالتوحيد والبراءة من الشرك. هذا معنى لا اله الا الله اثبات التوحيد لله وحده لا شريك له وخصه في العبادة والبراءة من الشرك واهله وقد اختلف العلماء هل كان ابراهيم في قوله فلما رأى كوكبا قال هذا ربي هل كان ناظرا او مناظرا؟ ما الفرق بينهما؟ ان كان ناظرا معناه انه يريد ان ينظر من هذه العلامات يصل ويعرف ربه وان كان مناظرا لا انما فعل هذا من باب المناظرة لانه مع قوم يعظمون الكواكب ومنهم ابوه ولهذا ناظرهم في الكواكب وبين لهم انها لا تصلح عبادتها وهذا هو الحق الذي لا مرية فيه. وان كان ابن عباس جاء عنه ان ابراهيم كان ناظرا وابن جرير الطبري يرجح ان ابراهيم كان ناظرا لكن كل يؤخذ من قوله ويرد والصواب انه كان مناظرا مجادلا محاجا بادلة كثيرة منها ما سبق ان قدمناه وليكون من الموقنين فقد صار ابراهيم موقن بربه يعرف ربه على يقين ما عنده شك ثم بعد ذلك قال فلما جن عليه الليل. فالفاء تفيد الترتيب والتعقيب يعني انما حصلت المناظرة بعد ان صار من الموقنين الذين لا شك عندهم وايضا مما يدل على ذلك آآ قوله جل وعلا في غير ما اية قال ولقد اتينا ابراهيم رشده من قبل وكنا به عالمين اذ قال لابيه وقومه ما هذه التماثيل التي انتم لها؟ عاكفون بدليل انه انكر عليهم عبادة هذه الاصنام قد انكر على ابيه قبل ذلك فهو يعرف وايضا من الادلة آآ نفي كون الشرك الماضي عنه نفى الله عنه الشرك في الماضي فقال ولم يك من المشركين. قال عن ابراهيم في كتابه ولم يكن من المشركين. وقال وما كان من المشركين في موضعين من كتابه ونفي الكون الماظي وهذا كلام الامين الشنقيطي رحمه الله في اظواء البيان قال ونفي الكون الماضي يستغرق جميع الزمن الماضي فثبت انه لم يتقدم عليه شركا شرك يوما ما الله قال وما كان منهم لم يكن من المشركين هاي تدل على نفي الشرك ما كان في اي لحظة من اللحظات فكيف نقول انه كان مشرك لا يعرف ربه ويريد ان يصل الى معرفة ربه. ومن الادلة ايضا عطف نعم هذا سبق ومن الادلة ايضا قوله وحاجه قومه كما سيأتيه. اذا المسألة محاجه يا اخوان مجادلة يحاجه قومه لانهم يأتون بحجة على معتقدهم وهو على معتقد غير معتقدهم فهم عبدة الاصنام وهو يعبد الله ولهذا يتحاج معهم الرجل يحاجهم ويجادلهم يا اخي مناظرة هذه وايضا من الادلة قوله جل وعلا وتلك حجتنا اتيناها ابراهيم على قومه الله اتاه هذه الحجة على قومه لانه كان موحد وهم مشركون فناظروه وجادلوه فاتاه الله الحجة عليهم اذا ابراهيم كان مناظرا ولم يكن ناظرا ولم يكن مشركا في وقت من الاوقات عليه السلام قال جل وعلا وحاجه قومه قال اتحاجوني في الله وقد هداني ولا اخاف ما تشركون به الا ان يشاء ربي شيئا وسع ربي كل شيء علما افلا تتذكرون والاصل في المحاجة هي المجادلة بين اثنين فاكثر بحيث يدري كل واحد منهم بحجته هذه هي المحاجة. المجادلة بين اثنين فاكثر كل واحد يدلي بحجته على ما يقول اذا وحاجه قومه اي في ربه وفي عبادة الاصنام فقال منكرا عليهم هذا استفهام انكاري. اتحاجوني في الله يحاجون في عبادة ربي في افراده جل وعلا بالعبادة في انه هو الاله هو الرب المعبود وحده لا شريك له وقد هداني هداية التوفيق هنا هداية التوفيق وهداية التوفيق مستلزمة لهداية الارشاد والدلالة لانه لا هداية توفيق الا بعد هداية الارشاد والدلالة وقد هداني الى الحق الذي لا مرية فيه ولا اخاف ما تشركون به لا اخاف الهتكم ولا معبوداتكم لاني اعرف انها باطلة لا تستحق ان تعبد ولا تملك نفعا ولا ضرا ثم قال الا ان يشاء ربي شيئا. الاستثناء هنا قيل انه منقطع. وتقدير الكلام لكن اخاف الله لان الاستثناء المنقطع بمعنى لكن مديرها اكثر اهل التفسير لكن فكأن تقدير الكلام ولا اخاف ما تشركون به لكن اذا شاء ربي شيئا فانه قد وسع كل شيء علما ويقع ما شاءه واراده وقيل بل الاستثناء هنا متصل والمعنى لا اخاف من الهتكم في وقت من الاوقات الا وقت مشيئة ربي شيئا يقع لي بمشيئته وتقديره لا من اصنامكم فانه يصيبني واخاف من ربي لا اخاف من الهتكم قال ولا اخاف ما تشركون به الا ان يشاء ربي شيئا ثم بين سعة علم ربه جل وعلا وانه اذا اراد شيئا وشأى امرا فانما هو بناء على علمه الذي احاط بكل شيء فقال وسع ربي كل شيء علما ومعنى وسع يعني احاط علمه بكل شيء علمه محيط بكل شيء وسع كل شيء علما فليس هناك شيء يخفى عليه جل وعلا قد احاط بكل شيء فهو العليم الخبير افلا تتذكرون تتذكرون يعني تتعظون من التذكرة والعظة افلا تتذكرون تتعظون فتؤمنون وتوحدون الله وتفردونه بالعبادة وتدعون عبادة الاصنام وكيف اخاف ما اشركتم ولا تخافون انكم اشركتم بالله ما لم ينزل به عليكم سلطانا قالوا هذا استفهام للانكار عليهم والتقريع لهم وهذا قاله ابراهيم لما خوفوه بالهتهم معبوداتهم وانها تفعل بهم كما قال ابن كثير وغيره فقال لهم كيف اخاف ما اشركتم؟ تخوفونني بالهتكم؟ بالاصنام بالاوثان التي عبدتموها من دون الله ما اشركتم به تخوفونني الذي اشركتم به وجعلتوه شريكا لله كيف اخاف منه ولا تخافون انكم اشركتم بالله اي الفريقين احق بالخوف او بالامن الذي عبد الله وحده لا شريك له او الذي عبد الاصنام والاوثان التي لا تضر ولا تنفع وقد جاءته موعظة من ربه في بيان انها لا تنفع ولا تضر تضر ولا يجوز ان تعبد من دون الله قال جل وعلا ولا تخافون انكم اشركتم بالله ما لم ينزل عليكم ما لم ينزل به عليكم سلطانا كما سبق مرارا ابن عباس يقول السلطان في القرآن هو الحجة وانكم اشركتم بالله ما لم ينزل به عليكم حجة فانتم تعبدون هذه الاصنام بغير حجة ولا دليل فهل معنى ذلك ان هناك الهة تعبد على عبادتها على جواز عبادتها سلطان وحجة؟ لا لكن قالوا هذا هذه صفة كاشفة مبينة ان كل ما يشرك ويدعى من دون الله لا سلطان ولا حجة ولا دليل ولا برهان على عبادته من دون الله ولا يجوز ان يعبد قال جل وعلا فاي الفريقين احق بالامن ان كنتم تعلمون اي الفريقين الذي يعبد ربه وهو ابراهيم وحده لا شريك له او الذي يعبد الاوثان والاصنام من دون الله؟ اي الفريقين احق بالامن يأمن من العذاب ان كنتم تعلمون ان كنتم تعلمون صدق ما اقول لكم وما ابين لكم وما احتج عليه بكم فقالوا فقال الله الذين امنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم الجمهور على ان هذا فصل القضاء من الله لما قال ابراهيم فاي الفريقين احق بالامن ان كنتم تعلمون قال الله وفصل بين ابراهيم وبين قومه الذين امنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم اولئك لهم الامن وهم مهتدون اي الفريقين احق بالامن؟ الذين امنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم هذا فصل فصل الله او فصل القضاء من الله بين ابراهيم وقومه. وقال بعض المفسرين بل هذا من كلام قومه لما سألهم اي الفريقين احق بالامن؟ قالوا الذين امنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم. لكن هذا القول ضعيف لانهم لو كانوا يقرون بهذا ما احتاج ان ان يحاجوا ابراهيم ويناظروه الذين امنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم. امنوا اي صدقوا بقلوبهم واقروا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم لم يلبسوا لم يخلطوا ايمانهم وتصديقهم واقرارهم بظلم ومعنى بظلم بشرك كما جاء في بعض الاحاديث وقد جاء في الصحيح انه لما نزلت هذه الاية شقت على الصحابة رضي الله عنهم فقالوا يا رسول الله اينا لم يظلم نفسه اينا لم يظلم نفسه فقال النبي صلى الله عليه وسلم انه ليس الذي تعنون انه الشرك الم تسمعوا الى ما قال العبد الصالح ان الشرك لظلم عظيم وهذا المثال وهذا الحديث يجمع بين تفسير القرآن بالقرآن وتفسير القرآن بالسنة فالمفسر هو النبي صلى الله عليه وسلم وفسر الاية باية اخرى وهذا من اعظم واجل انواع التفسير تفسير القرآن بالقرآن لان تفسير القرآن بالقرآن قد يكون توقيفي وقد يكون اجتهادي لكن هنا توقيفي من النبي صلى الله عليه وسلم فلا شك ان هذا هو المراد بظلم اي بشرك الذين امنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم اولئك لهم الامن وهم مهتدون لهم الامن في الدنيا والاخرة ففي الدنيا يقول النبي صلى الله عليه وسلم امرت ان اقاتل الناس حتى يشهدوا ان لا اله الا الله واني رسول الله ويقيموا الصلاة هذا هو التوحيد. من قاله عصم ماله ودمه وحسابه على الله وكذلك الامر في الاخرة فالموحدون امنون يثبت الله الذين امنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الاخرة والمشركون غير امنين في الدنيا دمهم حلال ان لم يكن لهم عهد بسبب كفرهم وبالاخرة في فزعي وخوفي وعذاب الاخرة نعوذ بالله من ذلك وهم مهتدون مهتدون في الدنيا وفي الاخرة ففي الدنيا مهتدون الى الحق هم الموحدون وفي الاخرة مهتدون الى منازلهم في الجنة والكفار ظلال في الدنيا وفي الاخرة وهذا فيه فضل التوحيد يا اخوان فضل عبادة الله عز وجل. ولهذا قال شيخ الاسلام المجدد محمد بن عبد الوهاب رحمه الله باب الخوف من الشرك او نعم في كتاب التوحيد باب من حق التوحيد الذين امنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم لعله في هذا الباب وهذا من فقهه كيف استنبط من هذه الاية بيان فضل التوحيد وانه سبب للامن في الدنيا والاخرة والحمد لله على نعمة التوحيد ونسأل الله عز وجل ان يثبتنا واياكم عليها الى ان نلقاه قال جل وعلا وتلك وتلك حجتنا اتيناها ابراهيم على قومه اتيناها يعني لقناها ابراهيم وبصرناه بها هذه حجة وهي المناظرة مع قومه هذه حجة حجتنا يعني نسبها الله الى نفسه لبيان انه هو الذي هدى ابراهيم اليها ولقنه اياها وبصره اليها وبصره بها اتيناها ابراهيم على قومه ادري ان ابراهيم كان مناظر لقومه لانه يحاجهم ويجادلهم قال جل وعلا نرفع درجات من نشاء نرفع درجات من نشاء الله جل وعلا يرفع درجات من يشاء ودرجات هنا على هذه القراءة تمييز تقديرها نرفع من نشاء درجات وقرأ نرفع درجات من نشاء. بدون تنوين نرفع درجات من نشاء. والمعنى متقارب يعني لا يختلف باختلاف القراءتين اذا الذي يرفع من هو الله فاطلبوا الرفعة من الله وذلك بعبادته وتحقيق العبودية له والانجذاب اليه وعدم الالتفات يمينا او شمالا الرفعة من الله يرفع من يشاء ويخفض من يشاء وطريق الرفعة هو الاخلاص له جل وعلا وتحقيق العبودية له سبحانه وتعالى ان ربك حكيم عليم جل وعلا. حكيم يضع كل شيء في موضعه. في رفع من يستحق الرفعة وعليم بمن يستحق ان يرفع وبمن يستحق ان يهان فما يحصل كل هذا بناء على حكمة الحكيم الذي يضع كل شيء موضعه وبناء على علم على علمه الذي احاط بكل شيء ثم قال سبحانه وتعالى ووهبنا له اسحاق ووهبنا له اي لابراهيم ووهبنا له اسحاق ويعقوب كلا هدينا ونوحا هدينا من قبل وهب الله لابراهيم بعد هذه المحاجة والمناظرة مع قومه وهب له واكرمه واعطاه اسحاق من زوجته سارة وكانت امرأة عاقرا عجوزا كبيرة ومع ذلك من الله وجاد عليه بان وهب له منها ولدا بل ويلد هذا الولد ولدا في حياتهما ويكون نبيا ايضا هبة من الله بشارة عظيمة لكن يرد هنا سؤال لماذا لم يذكر اسماعيل لم يذكر اسماعيل لان لانه والله اعلم اسماعيل ولد لابراهيم وهو في العراق ولد له وهو في مع قومه ويحاج قومه. لكن هنا لما ذكر قصته مع قومه وكيف نصره الله عز وجل عليهم؟ ثم خرج ابراهيم من العراق الى الشام عند ذلك وفي اخر عمره وهب له اسحاق وابراهيم. ولهذا ذكر الله في ايات اخرى كثيرة ذكر اسماعيل بل ذكره في بعض الاحيان وحده في قصة الفداء الذبح العظيم وبناء الكعبة فهذا هو المراد وما قيل غير ذلك من الاقوال لا وجه له ولا ينبغي ان يعول عليه ووهبنا لان والدليل على ان هذا هو الحق ان ابراهيم ذكى ان الله ذكره بعد ذلك. ذكره مستقلا ذكره مستقلا كما سيأتي قال واسماعيل واليسع ويونس سيذكره لكن ذكر هبته اسحاق ويعقوب لان زوجته سارة كانت عجوز عقيم لا يولد لمثلها فخصه الله بالذكر ولانه حصل له هذا بعد ان حاجه قومه وفارق قومه واما اسماعيل فانه كان من امرأة صغيرة تلد مثلها من النساء. وايضا كان ابان منازعته لقومه ومحاجته لهم والله اعلم. ووهبنا له اسحاق ويعقوب كلا هدينا الله اكبر كلا هدينا يعني وكلا من اسحاق ويعقوب هدينا هديناه وجعلناه من المهتدين. بل جعلهم انبياء وهذه يا اخوان هي قرة العين يرزقه الله باب يهديه ويجعله نبيا وهذا الابن يلد ايضا في حياته وينجب ابنا ويجعله نبيا هذا فضل الله لان ابراهيم خليل الرحمن قال ونوحا هدينا من قبل وحنهدينا من قبل ابراهيم ومن قبل اسحاق ويعقوب ومن ذريته ومن ذريته. قيل ومن ذريته هنا راجع على ابراهيم. وهذا هو الظاهر والله اعلم لكن هذا القول يشكر عليه قوله ولوطا لان لوط هو ابن اخي ابراهيم هو لوط ابن هاران ابن اخي ابراهيم ولا يكاد يختلف المؤرخون في هذا ولا علماء التفسير ان لوط ابن اخيه فكيف يقول ومن ذريته فالقول الاول يقول ومن ذريتي الظمير راجع على ابراهيم لكن يشكل عليه ذكر لوط هنا ولكن يجاب عن هذا ان دخول لوط هنا من باب دخوله في العموم وهذا لا يؤثر كما قال الله عز وجل واذ قلنا للملائكة اسجدوا لادم فسجدوا الا ابليس وابليس ليس من الملائكة ان ابليس كان من الجن ففسق عن امر ربه اذا دخل ابليس مع الملائكة من حيث الجملة والنظر هنا الى العموم والغلبة والاكثر فكذلك لوط هنا دخل يعني ام ذريتي الاعم والاغلب من ذريته انهم بقية الانبياء. هذا هكذا اجابوا وهذا القول لعله اقوى القولين والقول الثاني يقول ومن ذريته عائد على نوح لانه قال ونوحا هدينا من قبل ومن ذريته من ذريتي نوح ومن ذريته داوود وسليمان وايوب ويوسف وموسى وهارون وكذلك نجزي المحسنين لان ابراهيم او نوح كان محسنا فالاحسان في عبادة في عبادة الله واتباع شرع الله هذا يجلو لك كل خير والله ستلقى من الخير ما لم يكن لك في الحسبان بس كن من المحسنين استقم على طاعة الله وانظر انظر كيف يأتيك الخير كترة قال جل وعلا وزكريا ويحيى وعيسى والياس كل من الصالحين عيسى هذا فيه دليل على ان ابن البنت يجوز ان ينسب الى ابيها لان عيسى ابن مريم ليس له اب ومن ذلك قال الله عز وجل عنه ومن ذريته ومن ذرية ابراهيم عيسى ولهذا ذكر ابن كثير يقول ارسل الحجاج وهذا اخرجه ابن ابي حاتم ارسل الحجاج الى يحيى ابن يعمر فقال بلغني انك تزعم ان الحسن والحسين من ذرية النبي صلى الله عليه وسلم تجده في كتاب الله وقد قرأته نعم قال بلغني انك تزعم ان الحسن والحسين من ذرية النبي صلى الله عليه وسلم اتجده في كتاب الله او هل تجده في كتاب الله؟ وقد قرأته من اوله الى اخره فلم اجده يعني سمعت انك تزعم ان الحسن والحسين من ذرية النبي وسلم كما جاء في القرآن وانا قرأت القرآن من اوله لاخره ما وجدت هذا الكلام الذي تقول هدول الحجاج كان يقرأ القرآن نعم قال اليس تقرأ سورة الانعام ومن ذريته داوود وسليمان حتى بلغ ويحيى وعيسى قال بلى قال اليس عيسى من ذريتي ابراهيم وليس له اب قال صدقت قال صدقت وذكر ابن كثير هنا مسألة في مسألة الوقف على كل حال نحن الوقت عندنا ما يسمح لنا يعني الوقت نحتاجه كثيرا فالحاصل ان عيسى نسب الى ابراهيم وهو ابن بنته. وليس له اب والياس كل من الصالحين. كل هؤلاء المذكورين من الصالحين الذين اصلح الله قلوبهم واعمالهم قال جل وعلا واسماعيل واليسع ويونس ولوطا وكلا فضلنا على العالمين وكلا من هؤلاء السابقين فضلنا على العالمين اما تفضيلا مطلقا لانهم انبياء او فضلنا كل واحد منهم على عالم زمانه ولا شك ان الله قد فظلهم على العالمين فظل الرسل على جميع العالمين لكن الرسل فيما بينهم تلك الرسل وفضلنا بعضهم على بعض افضلهم على الاطلاق نبينا صلى الله عليه وسلم ثم ابراهيم ثم موسى ثم بقية اولي العزم قال جل وعلا ومن ابائهم. طيب نعم ومن ابائهم وذرياتهم واخوانهم واجتبيناهم وهديناهم الى صراط مستقيم يعني معنى الاية اولا منه هنا للتضعيف للتبعيض من بعضه ليس كل ابنائهم واخوانهم وذرياتهم فمن فهدينا من ابائهم وذرياتهم او هدينا بعض ابائهم وذرياتهم واخوانهم واجتبيناهم وهديناهم الى صراط مستقيم. والاشتباه والاصطفاء والاختيار وهديناهم الى صراط مستقيم يعني وفقناهم الى الاسلام والى الطريق المستقيم وهو افراد الله جل وعلا بالعبادة والتوحيد ثم قال ذلك فضل الله ذلك هدى الله هدى الله يهدي به من يشاء من عباده ذلك هدى الله هدايته للانبياء وهدايته لابائهم او بعض ابائهم واخوانهم وذرياتهم هدى الله يملكه الله هدت هداية التوفيق وهدى التوفيق الذي يملكه الله ويخص به من يشاء ذلك هدى الله يهدي به من يشاء من عباده ولو اشركوا لحفظ عنهم ما كانوا يعملون وهذا يؤيد ان ما قاله بعض المفسرين في الاية السابعة قال ومن ابائهم وذرياتهم واخوانهم قال هنا الكلام هذا كلام اعتراضي يقف الى هنا وتقدير الكلام وهدينا من ابائهم وذرياتهم واخوانهم ايظا هديناهم ثم قال واجتبيناهم رجعا الى الرسل الذين سبق ذكرهم ثمانية عشر نبيا اجتميناهما اي اصطفيناهم وخصصناهم اه اجتبيناهم وخصصناهم بالهداية بهداية التوفيق الى طريق الحق ثم قال ذلك هدى الله يهدي به من يشاء من عباده ولو اشركوا لحبط عنهم ما كانوا يعملون لو اشرك هؤلاء الانبياء لحبط عنهم ما كانوا يعملون. لزال وذهب عنهم الذي عملوه من الاعمال الصالحة لان الشرك يحبط الاعمال ففيه ايها الاخوة خطورة الشرك تدرون كم عدد هؤلاء الانبياء ثمانية عشر نبيا عدوهم معي ابراهيم حديث عن ابراهيم ثم قال اسحاق ويعقوب ونوح وداوود وسليمان وايوب ويوسف وموسى وهارون عشرة وزكريا ويحيى وعيسى والياس واسماعيل واليسع ويونس ولوط كم هؤلاء ثمانية عشر قال ولو اشركوا لحفظ عنهم ما كانوا يعملون الله المستعان لو اشرك هؤلاء الانبياء لحبط عنهم ما كانوا ولهذا قال الله عز وجل لافضل الخلق لئن اشركت ولقد اوحي اليك والى الذين من قبلك لئن اشركت ليحبطن عملك وقد نعم الله اكبر الله اكبر الله اكبر الله اكبر اشهد ان لا اله الا الله اشهد ان لا اله الا الله اشهد ان محمدا رسول الله اشهد ان محمدا رسول الله حي على حي على الصلاة حي على الفلاح حي على الفلاح الله اكبر الله اكبر لا اله الا يقول الله جل وعلا ولو اشركوا لحبط عنهم ما كانوا يعملون لان الشرك الاكبر يحبط جميع الذنوب كما جاء في غير ما اية من كتاب الله عز وجل. وهذا دليل على خطره وعلى ان الواجب على المسلم ان يحذر منه اشد الحذر انه يبطل الاعمال ولو عبد الله مئة عام ثم وقع في الشرك لحبط عنه ما عمل من عمل اعوذ بالله من الشرك قال جل وعلا اولئك الذين اتيناهم الكتاب والحكم والنبوة اولئك اي جنس الانبياء السابقين الذين اتيناهم الكتاب انزل عليهم عليهم كتبا كل انزل عليه كتاب يخصه ومنهم من ارسله بدين النبي الذي قبله والحكم وهو الفهم بالكتاب ومعرفة ما فيه من الاحكام والنبوة غير اتاهم الله النبوة واختصهم بها فان يكفر بها هؤلاء قال ابن عباس فان يكفروا اهل مكة بها بملتك او بشريعتك او بما جئتهم به فان يكفر بها هؤلاء فقد وكلنا بها قوم ليسوا بها بكافرين قال المفسرون وهم المهاجرون والانصار فان يكفر بهذه الشريعة كفار مكة ويعرض عن الايمان بها فقد وكلنا بها قوما ليسوا بها بكافرين وهم المهاجرون والانصار والتابعون لهم فيصطفي الله عز وجل في كل وقت وزمان اقواما يؤمنون بهذه الشريعة العظيمة ولا يكفرون بها وليسوا بها بكافرين فيا له من فضل عظيم نسأل الله ان يجعلنا واياكم منهم وان يثبتنا واياكم على الحق قال جل وعلا اولئك الذين هدى الله اي الانبياء الذين سبق ذكرهم ثمانية عشر نبيا اولئك الذين هدى الله هداهم هداية التوفيق فبهداه مقتده اقتده الهاء هنا هاء السكت فاصل الكلام فبهداهم اقتدي لكن لما وقف عليها يؤتى بهذه الهاء ائتده خاصة اذا كان اخر الفعل اه حرف علة كما قال جل وعلا هلك عني مالية ما اغنى عني سلطانية والمعنى ما اغنى عني مالي هلك عني سلطاني لكن يؤتى بهذه الهاء وتسمى هاء السكت وهي لغة فصيحة عربية ولهذا اقتدي معناه اقتد قال ابن كثير كلاما جميلا اتلوه عليكم قال فبهداه مقتدى اي اقتدي واتبع واذا كان هذا امرا للرسول صلى الله عليه وسلم فامته تبع له فيما يشرعه ويأمرهم به يا اخوان لابد في هذا الدين من الاتباع نبينا صلى الله عليه وسلم عنه افضل الانبياء الله عز وجل يقول فبهداه مقتدر يهدى الانبياء الذين من قبله وكذلك امتي يجب عليهم ان يتبعوا ويقتدوا. لا تحدثوا دينا جديدا لا تأتوا بشيء من قبل انفسكم. كل ما تأتونه من امر الدين اقتدوا بالنبي صلى الله عليه وسلم. وباصحابه قال فبهداه مقتده قل لا اسألكم عليه اجرا. قل للذين اعرضوا عن دينك وكفروا به ولم يؤمنوا وهم كفار قريش. لا اسألكم عليه اجرا لا اسألكم على دعائي لكم وعلى هذا اتباع هذا الدين اجرا منكم ولا اريد منكم ثوابا ان هو الا ذكرى للعالمين ذكرى يتذكر به ذكرى للعالمين لمن اراد ان يتذكر ذكرى عبرة موعظة يذكر بالحق ويذكر بالله ويتذكر به الموفق ثم قال سبحانه وتعالى وما قدروا الله حق قدره قال ابن قال ابن كثير وما عظموا الله حق تعظيمه اذ كذبوا رسله اليهم وقيل ما قدروا الله حق قدره ما عرفوا الله حق معرفته اذا ما عرفوه حق معرفته ولا عظموه حقوق تعظيمه جل وعلا قال ابن عباس وهذه الاية نزلت في قريش وهو اختيار ابن جرير وقيل نزلت في طائفة من اليهود قيل في فنحاس رجل منهم وقيل في مالك بن الصيد والراجح انها في قريش لان الذين يقولون اذ قالوا ما انزل الله على بشر من شيء هذا لا تنكر اليهود الرسالة ولهذا هم يؤمنون بموسى وان الله انزل عليه فالذين كانوا يجحدون ان يكون انزل الله شيئا على احد من خلقه هم كفار قريش كما قال الله جل وعلا عنهم كما قال اكان للناس عجبا ان اوحينا الى رجل منهم من انذر الناس؟ كانوا يتعجبون من هذا وقال جل وعلا وما منع الناس ان يؤمنوا اذ جاءهم الهدى الا ان قالوا ابعث الله بشرا رسولا وقال جل وعلا قل من انزل الكتاب الذي جاء به موسى نورا وهدى للناس. فالحاصل ان هذه الاية مع كفار قريش فما قدروا الله حق قدره وما عظموا الله حق تعظيمه في قولهم قالوا اذ قالوا ما انزل الله على بشر من شيء ما في شي ما في شي اسمه رسالة هذا قول كفار قريش قل من انزل الكتاب الذي جاء به موسى نورا وهدى وهدى للناس لان كفار قريش كانوا يؤمنون بموسى ولكن يقول هذا جحودا ولهذا في قصة اليهوديين الذين جاء اليهما كعب الاشرف ومن معه لما جاءوا الى مكة ابان مكان النبي صلى الله عليه وسلم فيها قالوا انتم اهل الكتاب وانتم اهل العلم. احكموا بيننا وبين محمد. قالوا ما انتم وما محمد فذكروا القصة المشهورة قالوا نحن نكرم الحجيج نطعم الحجيج ونسقي الحجيج ومحمد صنبور لا عقب له فقالوا انتم اكرم واهدى سبيلا فمقتهم الله عز وجل على ذلك فالخطاب مع كفار قريش. فالله يقول وهذا استفهام للتقرير والتوبيخ قل من انزل الكتاب الذي جاء به موسى؟ التوراة التي جاء بها موسى من الذي انزلها؟ وانتم تقولون ما انزل الله على بشر من شيء ثم قال نورا وهدى حالان من التوراة. انزل الكتاب الذي هو التوراة وجعله نورا يهتدى به في ظلمات الجهل والكفر والضلال وهدى يهدي الى الحق والى الصراط المستقيم ثم قال تجعلونه قراطيس تبدونها وتخفون كثيرا هذا هو وجه من قال ان الاية في اليهود لان الله قال تجعلونها والصواب عنا تجعلونها فيها قراءتان فقرأ ابن كثير وابو عمرو ويعقوب بالياء يجعلونه يجعلونه قراطيس يبدونها ويخفونها هذه قراءة ابن كثير وابو عمرو ويعقوب والباقون قرؤوها بالتاء وعلى كل حال هذا لا يكفي ان نقول ان هذه الاية في يهود لان هذه الاية من سورة الانعام وسورة الانعام مكية والامر الثاني انه يجوز مثل هذا الاسلوب ويجوز ان يخص الله عز وجل اليهود في الخطاب لما جاء ذكر موسى والكتاب يجوز ان يخصهم بشيء من الذكر حتى يعلم المخاطبون ان هذا الكتاب وان كان انزله الله على موسى لكن قد حرفه اصحابه من بعده فالموجودون الان قد حرفوا وبدلوا وغيروا لا مانع. واني يتوجه الخطاب اليهم تجعلونه قراطيس تبدونها. مر معنا القراطيس جمع قرطاس وهو الصحيفة التي يكتب بها فالمراد انهم جعلوا الكتاب الذي انزل على موسى وهو التوراة صاروا ينسخون منه قراطيس ينسخون منه قراطيس يبدونها يظهرونها للناس وهي ما يريدونه من الاحكام وتخفون كثيرا يخفون كثيرا ما في التوراة والانجيل. كما اخفوا حكم الزاني رجم الزاني ان مرت القصة معنا اخفوا الحكم قالوا ابد يحمم وجهه ويطاف به على حمار فقال النبي اتوا بالتوراة حديث البخاري فلما جاء قارئهم عند اية الرجل وضع يده عليه وقال عبد الله بن سلام مره يرفع يده يا رسول الله فرفع يده واذا اية الرجم اذا يخفون كثيرا وليس قليلا يخفون وصف النبي صلى الله عليه وسلم وانه رسول الله حقا يخفون وصف القرآن يخبرون ان دين الاسلام هو الدين الحق انه يجب ان يتبع وتخفون كثيرا وعلمتم ما لم تعلموا. الخطاب هنا رجع الى كفار قريش ويدل عليه السياق وعلمتم ما لم تعلموا انتم نعم لا لا الصحيح انه مع اليهود انه مع اليهود وعلمتم ايها اليهود بما انزل الله في القرآن ما لم تعلموا انتم ولا اباؤكم قالوا هذا خطاب لليهود الموجودين في زمن النبي صلى الله عليه وسلم. لان التحريف قديم وقال بعض المفسرين بل الخطاب هنا لكفار قريش فالله اعلمهم بامور لانهم جهال ليسوا اهل كتاب ما لم يكونوا يعلم لا هم ولا اباؤهم فاعلمهم الله بهذا القرآن من خلال هذا القرآن امورا ما كانوا يعرفونها. لانهم ليسوا اهل الكتاب قال جل وعلا قل الله يعني الله جل وعلا هو الذي انزل الكتاب الذي جاء به موسى الجواب قوله جواب قوله قل من انزل الكتاب الذي جاء به موسى ولله الله الذي انزله. وان تقولون ما انزل الله على بشر من شيء ثم ذرهم في خوضهم يلعبون بين لهم ان الذي انزله هو الله وكذلك انزل القرآن ثم اتركهم في خوضهم في باطلهم ولعبهم وتكذيبهم يلعبون يستمرون لان انهم يفعلون فعل اللاعب الساهي الذي لا يأخذ الامام بجد ثم قال جل وعلا وهذا كتاب انزلناه مبارك مصدق الذي بين يديه ولتنذر ام القرى ومن حولها والذين يؤمنون بالاخرة يؤمنون به وهم على صلاتهم يحافظون وهذا كتاب اي القرآن هذا كتاب القرآن انزلناه دليل على علو الله وعلى انه منزل غير مخلوق. كلام الله تكلم به صفة الله مبارك اي كثير البركة كثير البركة لمن قرأه كثير البركة لمن عمل به تدير البركة لمن استشفى به كتاب مبارك من كل وجه ولهذا بعض المسلمين محروم من هذه البركة والله المستعان مبارك عليك بهذا الكتاب المبارك يا عبد الله تعلما وتعليما قراءة حفظا وعملا واستشفاء قال جل وعلا مصدق الذي بين يديه فهو مبارك كثير البركة ويصدق الكتب السماوية التي بين يديها التي امامه. انزلت قبله كالتوراة والانجيل والزبور وصحف ابراهيم وصحف موسى وغيرها مصدق الذي بين يديه ولتنذر ام القرى انزله الله تثير البركة لمن عمل به. يصدق الكتب السابقة وايضا انزله لتنذر به ام القرى لتنذر ام القرى وهي مكة وقيل لهم القرى قالوا لان القرى كلها تبع لها او لانها اول القرى عند العرب فاول قرية عند العرب هي ثم صارت قراهم بعد ذلك او لان جميع القرى تبع لها بحكم ان فيها بيت الله فهي مكة على كل حال لتنذر به ام لتنذر ام القرى ومن حولها. ايضا القرى التي حولها ولهذا انذر النبي صلى الله عليه وسلم كل اهل الجزيرة ودخل اهل الجزيرة في الدين قبل ان يموت النبي صلى الله عليه وسلم. ومن حولها كذلك يتخطى الى الشام قال جل وعلا والذين يؤمنون بالاخرة يؤمنون به كل من يؤمن بالاخرة وانه مبعوث ومجزي فانه يؤمن بهذا القرآن هذا وصف لاولئك المؤمنين من اهل الكتاب من اليهود خاصة وكذلك من امن به من المؤمنين ثم قال وهم على صلاتهم يحافظون يحافظون على صلاتهم يؤدونها في اوقاتها هاي دليل ان الصلاة من اعظم اعمال الايمان هي اذا خصها بالذكر بعد الايمان والمحافظة عليها في اوقاتها المحافظة على ركوعها وسجودها واركانها وشروطها وطهارتها ثم قال جل وعلا ومن اظلم ممن افترى على الله كذبا او قال اوحي الي ولم يوحى اليه شيء ومن اظلم لا احد اظلم في باب الافتراء. والافتراء هو الكذب والاستيلاء لا احد اظلم في باب الافتراء والاختلاق والكذب ممن افترى على الله الكذب وجعل له شريكا او جعل اصناما والهة شفعاء عند الله هذا اعظم الكذب قال او قال اوحي الي ولم يوحى اليه شيء او ادعى انه نبي. وان الله انزل اليه كتابا من عنده لا احد اظلم منه في هذا الباب ومن قال سأنزل مثل ما انزل الله. كذلك من قال انه يستطيع ان ينزل مثل ما ينزل الله على نبيه كما قال كفار قريش قالوا الذي اتيت به اساطير الاولين لو شئنا لقلنا لقلنا مثل هذا هذا لا احد اظلم منهم من اتصف بهذه الصفات في هذا الباب قال ولو ترى الظالمون في غمرات الموت والملائكة تباسط ايديهم اخرجوا انفسكم ولو ترى لو شرطية وجوابها محذوف تقديره لو ترى لرأيت امرا مخيفا امرا عظيما امرا مهولا ولو ترى اذ الظالمون في غمرات الموت. الظالمون هنا الكافرون الظلم الاكبر وهو الشرك في غمرات الموت غمرات الموت اي شدته الغمرة الغمرات جمع غمرة وهي الشدة والمراد به الام النزع وسكرات الموت اذ الظالمون في غمرات الموت والملائكة تباسط ايديهم اي مادوا ايديهم اليهم بالظرب كما جاء في اية اخرى. يضربون وجوههم وادبارهم لان ملك الموت كما مر معنا تقريره في اول الدرس له اعوان يساعدونه في استخراج الروح الى ان تبلغ الحلقوم فيتولى قبضها ملك الموت باسطوا ايديهم اخرجوا انفسكم يقول لهم هذا تبكيتا وتوبيقا وزيادة في عذابهم ونكالهم. اخرجوا انفسكم اليوم تجزون عذاب الهون اليوم عند خروج ارواحكم ايها الكفرة تجزون عذاب الهون. والهون والهوان بمعنى واحد وهو العذاب الذي يهين ويبقي صاحبه في الهوان والذل والخسار بما كنتم تقولون على الله غير الحق لان القول على الله بغير الحق هذا من اعظم الذنوب بما كنتم تقولون على الله غير الحق وكنتم عن اياته تستكبرون اي وبسبب استكباركم عن ايات الله وعدم الايمان بها وعدم اتباعها ولعل الوقت قد انتهى نكتفي بهذا القدر والله اعلم وصلى الله وسلم وبارك على مال عبده ورسوله نبينا محمد