بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد كان اخر اية تكلمنا عليها ليلة البارحة هي قوله جل وعلا ومن اظلم ممن افترى على الله كذبا او قال اوحي الي ولم يوحى اليه شيء ومن اولم معناه لا احد اظلم منه. وهذا نفي اه متضمن او استفهام متضمن للنفي ومشعر بالتحدي فلا احد اظلم اظلم منه واتحدى ان يكون هناك من هو اظلم منه والمراد لا احد اظلم منه في بابه فلا احد اظلم منه في باب الكذب والافتراء على الله عز وجل ممن افترى على الله الكذب وقال ان له ولد او له شركاء وجعل الاصنام شركاء لله جل وعلا فهذا اعظم الكذب واعظم واعظم الفريا او قال اوحي الي ولم يوحى اليه زعم انه اوحي اليه وان الله يوحي اليه قرآنا كما زعم مسيلمة والاسود العنسي وغيرهم ولم يوحى اليه شيء ومن قال سأنزل مثل ما انزل الله. ايضا من قال انه سينزل مثل ما انزل الله ايضا هذا بدليل انه يعارض ما جاء من عند الله مما يفتريه من القول كقوله تعالى واذا تتلى عليهم اياتنا قالوا قد سمعنا لو نشاء لقلنا مثل هذا ان هذا الا اساطير الاولين ثم قال جل وعلا ولو ومن قال سأنزل مثل ما انزل الله ولو ترى اذ الظالمون في غمرات الموت لو شرطية وجوابها محذوف لو رأيت لرأيت شيئا مخيفا او عظيما او مهولا او نحو ذلك ولو ترى اذ الظالمون والمراد بهم الكافرون هم من سبق ذكرهم الذين كذبوا على الله او قال قالوا اوحي الينا او قالوا سننزل مثل ما انزل الله في غمرات الموت اي سكرات الموت والام الموت حينما يحل بهم ولابد من ان يحل بهم الموت والملائكة باسط ايديهم والملائكة مادوا ايديهم اليهم بالظرب ويوبخونهم اخرجوا انفسكم لان ملك الموت له اعوان يساعدونه في انتزاع الروح من البدن حتى تبلغ الى الحلقوم وعند ذلك يتولى قبضها ملك الموت كما سبق الجمع بذا الجمع بذلك وهو قول ابن عباس وغيرهم من اهل العلم اخرجوا انفسكم اليوم وتجزون عذاب الهون. هذا اليوم يعني عند خروج الروح وهذا دليل ان العذاب يبدأ بخروج الروح من البدن حتى في البرزخ وان كان الاخرة اشد ويوم تقوم الساعة ادخلوا ال فرعون اشد العذاب قال النار يعرضون عليها غدوا وعشيا ويوم تقوم الساعة ادخلوا ال فرعون اشد العذاب فهم منذ ان تخرج ارواحهم او حتى قبل خروج الارواح في النزع وقد بدأ بهم العذاب نعوذ بالله الشرمدي الذي لا ينتهي. اليوم تجزون عذاب الهون والهون اي العذاب الذي يهين يهين ويذل ويخزي من لحق به والهون والهوان بمعنى واحد لحقه الهون ولحقه الهوان بمعنى واحد اي الذل والصغار نسأل الله العافية والسلامة بما كنتم تقولون على الله غير الحق البال السببية اي بسبب قولكم بسبب قولكم على الله غير الحق وكنتم عن اياته تستكبرون تترفعون وتتكبرون فلا تلينون للحق ولا للخلق لان العبادة تقتضي من العبد ان يخظع ويخشع ويتظرع لله سبحانه وتعالى والكافر متكبر متجبر قال جل وعلا ولقد جئتمونا فرادى كما خلقناكم اول مرة ولقد جئتمونا فرادى يخبر الله عز وجل هؤلاء الكفار وغيرهم ولقد جئتمونا فرادى ومعنى فرادى اي منفردين بلا مال ولا اثاث ولا رقيق ولا غير ذلك كما خلقناكم اول مرة لان الانسان اول ما يخلق واول ما يولد ليس معه شيء يخرج عريانا من بطن امه ليس له مال ولا ولد ولا جائة ولا غير ذلك ولقد جئتمونا فرادى وهذا دليل على ضعفهم انهم يرجعون الى حال الضعف ولا يستطيعون ان يدفعوا عن انفسهم ولا ان يفعلوا شيئا كما خلقناكم اول مرة اي على الصفة التي كنتم عليها عند خروجكم من بطون امهاتكم وتركتم ما خولناكم وراء ظهوركم تركتم ما خولناكم التخويل التمليك ما ملكناكم ومنه الخول الخول اي المال الذي يملكه الانسان ما خولناكم يعني ما ملكناكم واعطيناكم من الاموال. تركتموه ورأى ظهوركم لان الانسان اذا مات يترك المال وغصبا عنه ولهذا جاء في الحديث الذي في الصحيح في صحيح مسلم يقول النبي صلى الله عليه وسلم يقول العبد مالي مالي وهل لك من ما لك الا ما اكلت فافنيت او لبست فابليت او تصدقت فامضيت وما سوى ذاك او ما سوى ذلك ذاهب وتاركه للورثة حقيقة ما لك الذي تجمعه ليس لك منه الا احدى ثلاث اما ان تأكله تأكل وتشرب تستخدمه نعم هذا افنيته في حياتك قبل موتك هذا مال لك انتفعت به او لبست فابليت اشتريت به ثياب وملابس حتى بليت بل اذا لم تبلى الملابس وبقيت بعدك تورث بعدك تعطى غيرك او تصدقت فامضيت تصدقت شيء من مالك فامضيته امامك الى الاخرة. اذا هذا يا اخوان المال فلماذا الانسان يجمع المال ويجمع الارصدة؟ يقدم لنفسه لان هذا الذي يجمعه سيذهب ويتركه ولا يمكن ان ان ينتفع به لكن ان انفقه في طاعة الله وتصدق او جعل وقفا او غير ذلك وبنى مسجدا هذا الحقيقة المال الذي ينفعه ويجري له اجره من بعد موته قال جل وعلا وما نرى معكم شفعاءكم الذين زعمتم انهم فيكم شركاء وما نرى معكم شفعاءكم لانهم كانوا يعبدون غير الله ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله ويزعمون انهم ينفعونهم فيقول الله عز وجل ما نرى شركاءكم معكم اين هم الذين زعمتم وهذا دليل انه كان كذب باطل هم يقولون هذا وهؤلاء شركاؤنا وهذا زعم باطل كذب ما هناك احد يشفع عند الله عز وجل الا باذنه ولابد ان يكون موحدا والمشفوع فيه ايضا من اهل التوحيد اما ما يزعمه الكفار في شفاعة الهتهم فقد ابطله الله عز وجل في القرآن في غير ما اية وهو زعم باطل وما نرى معك شفعاءكم الذين زعمتم انهم فيكم وما نرى معكم شفعاءكم الذين زعمتم انهم فيكم شركاء ايجعلوهم شركاء مع الله قالوا هؤلاء شفعاؤنا عند الله اي جعلهم شركاء مع الله يعني يصرفون لهم شيء من العبادة. قال جل وعلا لقد تقطع بينكم وضل عنكم ما كنتم تزعمون لقد تقطع بينكم بينكم قرأت بينكم بالنصب على انها ظرف ولقد تقطع بينكم والفاعل مقدر تقديره تقطع الوصل بينكم بينكم هنا ظرف تقديره كلام تقطع الوصل بينكم يوم القيامة. انقطعت الصلة بينكم وبين شفعاؤكم الذين تزعمون انهم شفعاء وقرأ وهذه قراءة نافع قرأ نافع الكسائي وحفص بنصب بينكم على انه ظرف وقرأ الباقون بالرفع لقد تقطع بينكم بينكم فاسند التقطع الى البين الذي تقطع هو البين والبين هنا على قراءة الرفع المراد به كما قال مجاهد قال البين تواصلهم وقال قتادة وصلكم كيف هل بين بمعنى القطع او بمعنى الوصل قال السمين الحلبي آآ قال ابو الفتح والزهراوي والمهدوي وابو عمرو والزجاج وابو عبيد ان البين من الاضداد فهو مشترك يستعمل في الوصل والفراق البين كلمة البين من الاضداد تطلق على الوصل الاصل انها تطلق على الفراق لكن قد تطلق على الوصل فيكون لقد تقطع بينكم يعني وصلكم البين هنا بمعنى الوصل ويأتي البين بمعنى الفراق فهي من الابداد تستخدم للشيء ولضده وهذا على قراءة الجمهور لقد تقطع بينكم بالظم اي وصلكم وتواصلكم واما عن القراءة الاولى بينكم فتكون ظرف لقد تقطع الوصل بينكما او الاتصال بينكم ويكون الفاعل محذوف قال جل وعلا وظل عنكم ما كنتم تزعمون مظلة ذهب وزال عنكم ما كنتم تزعمون انهم شفعاؤكم عند الله وانهم شركاء مع الله هم ينفعون ذهب هذا ومضى وبمحل لانك ان كنتم تكذبون. تقولون هذا باطلا وزور وبهتانا ثم قال سبحانه وتعالى ان الله فالق الحب والنوى يتمدح جل وعلا ويمدح نفسه بذكر شيء مما يخلقه حتى تؤمن به القلوب السليمة لان القادر على هذه الاشياء هو المستحق ان يعبد لانه لا يفعل هذا الا الله وحده لا شريك له. فهو منفرد بهذا ولا يفعله غيره فمن كان كذلك هو الذي يجب ان يعبد. ولا يجوز ان يعبد من لا ينفع ولا يضر ولا يغني عن نفسه شيئا. فضلا عن ان يغني عن غيره ان الله فالق الحب والنوى الفلق هو الشق الفلق هو الشرق وفالق الحب ان يشقوا من الحب النبات اي يشق من الحب النبات فهو فالق الحب والنوى مال يخرج ما ما تخرجه الارض او ما يخرج من الارض لا يعدو ان يكون اما من الحب او من النوى. كل النباتات اما ان يكون اصلها حبة واما ان يكون اصلها نواة هذا هو الخارج من الارض لابد اما ان يكون حبة او نواة فالحب مثل القمح الشعير الارز هذي اصلها الحبوب واكثر النباتات اصلها الحبوب حبة توضع الحبة ثم تخرج او النواة والنواة مثل التمر مثل النخل مثل يعني النوى كل ما كل ما فيه عجم مثل التمر الذي بداخله يقال له نواة ومثل المشمش والخوخ وما شابه ذلك والحاصل ان الخارج من الارض اما ان يكون اصله الحبة واما ان يكون اصله النواة فالله جل وعلا هو الذي يفلق هذه الحبوب ويشقها وهي في باطن الارض فيفلقها ويشقها ويخلقها ويخرج منها نباتا وكذلك يفرق النواة يشقها ويخرج منها نباتا نخلا او غيره اذا الله هو المنفرد بهذا ولهذا من كان يفعل ذلك هو الذي يجب ان يخص بالعبادة وحده لا شريك له ان الله فالق الحب والنوى يخرج الحي من الميت. قال بعض المفسرين هذا تفسير لفلق الحب والنوى قال يخرج الحي من الميت وقال بعضهم الحي النبات يخرجه من الحبة او النخلة يخرجها من من نواة ميتة قاله بعضهم قال هذا كالتفسير وقال بعضهم لا ان الله فالق الحب والنوى هذا بيان من الله عز وجل ويخرج الحب ويخرج الحي من الميت ومخرج الميت من الحي هذا فيه افادة جديدة وهو ان الله هو الذي يخرج الحي من الميت ويخرج الميت ومخرج الميت من الحي جل وعلا فما هو الحي والميت قال ابن عباس يخرج النطفة الميتة من الحي نطفة ميتة يخرجها من الحي ويخرج من من النطفة بشرا حيا وقال السدي يخرج السنبلة من الحبة ويخرج الحبة من السنبلة سنبلة زرع اخضر حي ينمو ويزيد اخرجه من حبة ميتة وايضا يخرج من هذا الزرع يخرج منه الحبة الميتة وقال بعضهم يخرج الدجاجة من البيضة ويخرج البيضة من الدجاجة البيضة في الاصل ما فيها حياة ثم بعد مدة يخرج الله منها حيا يصيح ويتحرك ويخرجوا من هذا الحي يخرجوا من الدجاجة بيضة يخرجوا منها ميتا او ميتة ما الذي يفعل ذلك؟ هو الله وحده لا شريك له وبعضهم قال يخرج الحي وهو المؤمن من الكافر وهو الميت ومخرج الميت وهو الكافر من الحي فتجد رجل ابوه كافر كما كان حال الصحابة ابى ام كفار وهم احياء وقد يولد للمؤمن رجل ويصبح كافرا هذا ميت والصواب ان الاية تدل على كل ما وجد فيه هذا الوصف اخراج الحي من الميت او الميت من الحي كله داخل في دلالة الاية وتخصيص شيء دون شيء هذا تحكم لان الاصل حمل اللفظ على عمومه الا اذا قام دليلا على التخصيص اذا الله هو الذي يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي. فهذا هو المستحق ان يعبد. لانه لا يستطيع ان يفعل هذا احد سواه فمن كان منفردا بهذا الخلق وبهذا الايجاد دل على انه رب العالمين القدير الذي يجب ان يعبد ويخصص بالعبادة ولا يصرف شيء من العبادة لغيره. وكما قدمنا مرارا لان سورة الانعام سورة مكية مناظرة فيها والخطاب مع الكفار كفار قريش ما يؤمنون بكتاب ولا بسنة فيأتيهم بالامور العقلية المسكتة الواضحة البينة التي لا يختصم فيها اثنان. وتسلم لها العقول الصحيحة السليمة قال جل وعلا ذلكم الله فانى تؤفكم. ذلكم الذي يفرق الحب عن النوى. الذي يفرق الحب والنوى ويخرج الحي من الميت ومخرج الميت من الحي ذلكم هو ربكم جل وعلا. هو الله. ذلكم الله سبحانه وتعالى. والله ذو العبودية ذو الالوهية والعبودية على خلقه اجمعين فانى تؤفكون ان بمعنى كيف سوف تكون تصرفون عن الحق وهذا انكار استفهام انكار عليهم. فكيف تصرفون عن الحق؟ مع انه واضح الذي يفعل هذه الاشياء هو الله فكيف تصرفون عن الحق فلا تؤمنون به ولا توردونه بالعبادة. لان هذا امر ما تختلفون فيه ولا تنكرونه ثم قال جل وعلا فالق الاصباح هيظا هو الذي يفلق الصبح عن ظلمة الليل فهو شاق الضياء عن الظلام وكاشفه جل وعلا او هو شاق من ظلمة الاصباح فبينما الليل مدلهم مسود اذ فلقه الله وبدأ الصباح والضوء يخرج اوله طلوع الفجر الثاني الى ان تطلع الشمس ما الذي يأتي به من الذي يفلق الاصباح من الظلمة ويأتي بالظياء ثم يأتي بالظلمة من هو؟ ما احد يستطيع هذا غير الله؟ لا والله. اذا يجب ان يبرد يا اخوان بالعبادة. من كان كذلك سبحانه وتعالى قال فالك الاصباح وجعل الليل سكنا هالك الاصباح اي شق الضياع عن الظلام وقال بعضهم شاق عمود الصبح عن ظلمة الليل وسواده وقال مجاهد الاصباح اظاءة القمر وقال الظحاك اظاءة الصبح وهي متقاربة والمعنى واحد وجعل الليل سكنا يسكن فيه كل متحرك هذا هو الاصل تاع الليل للسكون والراحة هذه هي الفطرة فليس هذا خاص ببني ادم بل اكثر المخلوقات تسكن في الليل وهو الذي جعل الليل سكنا وجعل والشمس والقمر حسبانا اي جعل الشمس والقمر حسبانا. قال ابن عباس حسبانا يعني يجريان الى اجل لا قال ابن عباس المراد به عدد السنين والايام والشهور والحسبان مصدر كالغفران والشكران وما نجعلها حسبانا يعني جعلها حسابا اي علامة جعل الشمس والقمر حسبانا جعلها حسابا اي علامة علامة حساب للناس يحسبون بحركاتها اوقات الليل والنهار والشهور والفصول والاعوام هو الله سبحانه وتعالى قال وجعل الليل سكنا والشمس والقمر حسبانا يحسب به الناس الاوقات ويعرفون الايام والليالي والشهور والسنوات وهذا فضل الله جل وعلا لولا لولا ذلك لاختلطت الدنيا ولهذا يقول شيخنا الشيخ ابن عثيمين رحمه الله يقول لولا الاشهر لولا الاشهر الهلالية لولا القمر لاختلطت الدنيا ما هي البداية وما هي النهاية لكن هناك حساب شمسي او حساب قمري شمسي او قمري اذا الله جل وعلا هو الذي جعل الشمس والقمر حسبانا حسابا يحسب به الناس ويعرفون المواعيد والاوقات والشهور والسنوات قال جل وعلا ذلك تقدير العزيز العليم ذلك تقدير العزيز العليم الذي قدرها وقدر الشمس والقمر لا تتقدم ولا تتأخر لها وقت تأتي فيه ما يأتي وقت يصير كله ليل ويستمر سنة او يكون كله نهار ويستمر هذا تقدير العزيز العليم. قال ابن كثير ذلك تقدير العزيز قال ذلك تقدير العزيز العليم اي الجميع جار بتقدير العزيز الذي لا يمانع ولا يخالف العليم بكل شيء فلا يعزب عن علمه مثقال ذرة في الارض ولا في السماء الى اخر كلامه رحمه الله. اذا هذا تقدير الله. قدره واحسن تقديره فهو يجري على ما قدره الله وما خلقه له وهو العزيز الحكيم العزيز ذو العزة التي لا ترام والقوة وهو العليم الذي علم كل شيء واحاط علمه بكل شيء ومن ذلك جعله تقديره للشمس والقمر وجعلها حسابا وغير ذلك. هذا كله كله على علمه الذي احاط بكل شيء. ثم قال وهو الذي جعل لكم النجوم لتهددوا بها في ظلمات البر والبحر جعل لكم النجوم لماذا؟ لتهتدوا لاجل ان تهتدوا بها تهتدوا يعني تعرف الجهات الان الناس كثير من الناس مع هذه الوسائل الموجودة لا يدري ولا يعرف النجوم ولا يعرف اسمائها لو ينطفئ الجهاز الذي معه لا يدري اين يسير لكن هذه الكواكب والنجوم لا تنطفئ ولا ابدا موجودة دائما ولذلك الذي له عناية بالبر يعرف هذا يعرف ان النجم الفلاني دائما في وسط الشمال فاذا عرف الشمال عرف الجهة الاخرى يعرف اين يسير؟ هذا في الشمال اذا انا طريقي الى الغرب او الى الشرق او الى الجنوب وهناك نجوم تكون في الجنوب وهناك نجوم في اول ما تطلع ويظهر تعرف ان هذه جهة الشرق وهذه جهة الغرب ولهذا الله هو الذي جعل لنا النجوم لنهتدي بها في ظلمات البر والبحر ظلمات البر والبحر يحتمل المراد به ظلمة البر اذا اظلم الليل او ظلمة البحر اذا اظلم وكان الانسان في السفينة والباخرة او طرأت ظلمة على ذلك وهي ظلمة المطر. فاذا جاء المطر فان الظلمة تشتد يا اخوان ظلمة الليل وظلمة المطر وربما ظلمة الغبار معها كذلك اذا كان في السفينة في البحر فهي ظلمات ما يرى الانسان يده بعض الاحيان يده ما يراها لكن الله جعل هذه النجوم يعرف انه يسير باتجاه كذا واتجاه كذا هذه نعمة من الله سبحانه وتعالى والله نعمة عظيمة والا ضاع الناس صابهم التيه ما يستطيعون يعرفون اين يتجهون قال جل وعلا هو الذي جعل لكم النجوم لتهتدوا بها في ظلمات البر والبحر قد وصلنا الايات لقوم يعلمون قال ابن كثير او ذكر اثر قتادة وهو في صحيح البخاري ابن كثير قال وقد قال بعض السلف وهو في صحيح البخاري اثر قتادة قال جعلت هذه النجوم زينة للسماء ورجوما للشياطين وعلامات يهتدى بها فمن تأول فيها غير ذلك فقد اخطأ واضاع نصيبه وتكلف ما لا علم له به عدد الكواكب الى هذه الامور الثلاثة اما انها زينة للسماء زينا السماء الدنيا بمصابيح او علامات يهتدى بها وعلامات وبالنجم هم يهتدون او رجوما للشياطين لكن من قال انها الامر يعلمون ابراج يعرف بها كذا يولد عظيم يموت عظيم فقد اخطأ وتكلف ما لا علم له او به قال جل وعلا قد قد فصلنا الايات اي بيناها التفصيل هو البيان والايضاح الذي ما بعده بيان لكن لمن؟ لقوم يعلمون يعلمون الحق يعلمون مراد الله فيتبعونه واما الجهال الذين اغتروا بالهتهم فانهم لا تنفع فيهم العظات ولا العبر ثم قال سبحانه وتعالى وهو الذي انشأكم من نفس واحدة لا يزال جل وعلا يخبر عباده ويعلمهم بافعاله وربوبيته الدالة على ربوبيته ووحدانيته. وكثيرا ما يرد في القرآن او الاتيان بما يدل على توحيد الربوبية لتقرير توحيد الالوهية فما يذكره هنا من الايات وهو من توحيد الربوبية افعال الله كل هذا لتقرير توحيد الالوهية لاجل ان يفرد جل وعلا بالعبادة ولا يشرك معه غيره قال وهو الذي انشأكم من نفس واحدة وهو ادم كما قال جل وعلا يا ايها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء قال جل وعلا فمستقر ومستودع ان شاء انشأكم جميعا من نفس واحدة وهو ادم وجعل لجميعكم مستقرا ومستودع قال ابن قال ابن مسعود مستقر اي في الارحام ومستودع في الاصلاب مستقر في في ارحام الامهات ومستودع في الاصلاب فكل مخلوق في الاعم الاغلب الا ما جاء الدليل باستثنائه يكون اولا في صلب ابيه ثم في رحم امه وهذا القول الاكثر ورجحه ابن جاء ابن جرير وابن كثير فمستقر اي في ارحاف الارحام. ومستودع اي في الاصلاب وقال وقال ابن مسعود جعله عنه قول اخر عكس هذا القول. قال فمستقر في الاصلاب ومستودع في الارحام وقال سعيد بن جبير فمستقر في الارحام وعلى ظهر الارض وحيث يموت ومستودعون في اصلاب الرجال تقريبا هذا هو نفس القول لكن زاد فيه على ظهر الارض. يعني لهم مستقر في ارحام الامهات ثم بعد ذلك على الارض الى ان يموت وقال الحسن البصري المستقر الذي مات فاستقر به عمله وقال ابن مسعود مستودع في الاخرة وعلى كل حال هذا كله من باب اختلاف التنوع لا ليس اختلاف هنا فيه نوع اختلاف لكن اظهرها هو القول الاول والذي عليه الاكثر وهو ثابت عن ابن مسعود وايضا عن ابن عباس وابي عبد الرحمن السلمي ومجاهد وعطاء والنفع والضحاك وقتادة وجمع من اهل العلم اذا الله هو الذي خلقكم من نفس واحدة وجعل لكل نفس مستقر وهو قرارها في رحم الام ثم مستودع وهو كونها في كونه في صلب ابيه قال جل وعلا قد فصلنا الايات تفصيله والايضاح والبيان فصلنا وضحنا الايات وهي العلامات الدالة على الله سبحانه وتعالى وعلى انه هو هو الاله المعبود وعلى بطلان ما سواه فصلناها لقوم يفقهون. والفقه والفهم يفقهون عن الله مراده يفهمون عن الله قوله وبيانه وتفصيله قال جل وعلا وهو الذي انزل من السماء ماء فاخرجنا به نبات كل شيء وهو الذي انزل من السماء ماء كما قال جل وعلا وانزلنا من السماء ماء طهورا. صفة اخرى ماء وايضا هو طاهر بنفسه مطهر لغيره وقال جل وعلا ونزلنا من السماء مباركا اذا صفة اخرى. الله انزل ماء من السماء طهورا مباركا قال جل وعلا فاخرجنا به هذا يسمى الالتفات هذا الاسلوب في البلاغة يسمى الالتفات لانه يقول هو الذي انزل على سبيل الغيبة هو الذي انزل من السماء ماء لو استمر نفس الاسلوب لقال فاخرج به. لكن التفت من الغيبة الى التكلم قلبها اخرجنا به نبات كل شيء سبحان الله يقولون ان العدول عن الغيبة الى التكلم كما هنا على طريقة الالتفات له علة. قال اظهار العناية بشأن هذا المخلوق وما يترتب عليه اظهار العناية بشأن الماء وما يترتب عليه قال جل وعلا فاخرجنا به بالماء قيل ان البال السببية هنا اخرجنا به اي بهذا الماء وبسببه نبات كل شيء اين بات كل صنف من اصناف النباتات المختلفة وقيل انبتنا به رزق كل شيء جاء عن بعض العلماء معنى قال الطبري نبات كل شيء او هو جميع ما ينوي ما ينمو من الحيوان والنبات والمعادن لان كل ذلك يتغذى بالماء. كانه يذهب الى انها مثل قوله جل وعلا وجعلنا من الماء كل شيء حي فانبتنا فاخرجنا به نبات كل شيء فاخرجنا منه خظرا منه اي من الماء ايضا منه خضرا الخضر والاخضر بمعنى فالخضر هو النبات الاخضر او كل نبات لونه اخضر والمراد من هنا النبات الرطب الذي ليس بشجر وقيل هو هو ما يتشعب من الاغصان وقيل الذرة وكل هذا من باب بيان النوع لكن الخضر والاخضر اخرج بهذا الماء نباتا اخورا رطبا حيا ثم ايضا نعمة اخرى نخرج منه حبا متراكبا نخرج من هذا النبات الاخضر حبا متراكبا بعضه فوق بعض والمتراكب قالوا هو ان يخرج من الاغصان الخضراء حبا مركبا بعضه فوق بعض. وقيل ملتصق بعضه فوق بعض كما في السنبلة اذا تأملوا يا اخوان كم انزال الماء من السماء نعمة اخراج به النباتات نعمة اخراج النبات الاخضر منه نعمة اخراج الحبوب وجعلها متراكبة من النبات نعمة من تفكر في هذه الامور خلاص يأتيك الطعام جاهز كم مر بمرحلة قبل ذلك؟ ومن الذي فعل ذلك؟ هو الله وحده لا شريك له خلاص حنا الطعام جاهز كل شيء جاهز لكن والله مر بمراحل عظيمة لولا الله سبحانه وتعالى والله ما تستطيع تخلق حبة واحدة تأكلها ما تستطيع ولهذا وان تعدوا نعمة الله لا تحصوها لكن كما قيل اذا كثر الامساس قل الاحساس نحن تعودنا على هذه النعم خلاص والله لو شاء الله لقطعها عنا فلمات الناس جوعا لكنه تكفل لنا بهذا ان الله هو الرزاق ذو القوة المتين سبحانه وتعالى فمن يفعل بنا هذا حقه ان نعبده ونخلص له العبادة ونخصه بالعبادة ولا نعصيه نطيعه ولا نعصيه قال جل وعلا نخرج منه حبا متراكبا بعضه فوق بعض وهذا شيء عجيب السنبلة الان تبقى شهر شهرين ثلاثة اشهر واحبه فيها ما ما تسقط لو تريد تركب حبات في يدك هذه هذه الذي في السنبلة ما تستطيع تركبها ما تستطيع تحط حبة فوق حبة لابد تسقط والله يركبه بهذا النظام العزيز سبحان الله دليل على قدرته جل وعلا قال ومن النخل من طلعها قنوان ومن النخل معطوف على قوله فاخرجنا منه خضرا واخرجنا منه نخلا طلعها قنوان اي اخرجنا بهذا الماء كما اخرجنا الخضر وهو النباتات الخضراء الحبوب والثمار كذلك اخرجنا النخل وجعلنا طلعها عنوان والقنوان والقنوا والقن هو العذق وهو عرجون التمر عرجون التمر انت كلكم ترون النخل تعرفون القنوان القنو القنو او القنو هو العرجون الذي يتدلى من النخلة وفيه التمر او الرطب او البسر او البلح هذه نعمة من الله سبحانه وتعالى فجعل من النخل انبت النخل وجعل من من طلئها قنوان دانية قريبة تدنو سواء كانت النخلة قصيرة تمد يدك وتأخذ الرطب وتأكل منه ما في كلفة او دانية اذا كانت النخلة طويلة دانية عما فيها من نعبر عنهم هذي تفهمون هذا او لا؟ الذي هو الشيف الاخوان يمكن ما يعرفون الشيف اللي هو الاشواك التي فيها فيها الابر فالنخلة سبحان الله من جهة اصل النخلة فيها اشواك وخطيرة هذه الاشواك اذا ضربت يدك قد تأخذ نصف ساعة وانت تحس بالالم فما جعل الله القنو عند هذه الاشواك تتأذى لا جعلها دانية نازلة متدلية بس تتناول الرطب وتأكل ما الذي فعل ذلك؟ هو الله سبحانه وتعالى قال ومن النخل من طلعها قنوان دانية واطلع اطلع هنا يعني القنو داخل الطلعة الاصل انه يخرج في الوعاء يسمى الكفر في اللغة وهو وعاء آآ التمر قبل يعني اول ما يخرج يكون داخل وعاء ثم ينفتق ويبقى الوعاء ثم يخرج العرجون ثم ينمو ويمر بمراحل يحمر يصفر يصبح رطبا من الذي هيأه وخلقه واوجده والله. قال جل وعلا وجنات من اعناب ايضا فاخرجنا منه من هذا الماء خضرا واخرجنا جنات من اعناب. والاعناب جمع عنب وهو شجر الكرم شجر العنب المعروف الكرم او العنب وما شابهه من الاعناب. قال والزيتون والرمان. ايضا اخرجنا الزيتون. واخرجنا الرمان مشتبها وغير متشابه المشتبه والمتشابه التشابه والاشتباه قال مشتبها وغير متشابه التشابه والاشتباه مترادفان كالتساوي والاستواء وقالوا في معناه ومعناه التماثل في حالة مع الاختلاف في حالة اخرى او التماثل في وصف والاختلاف في وصف والمراد به في الاية كما قال قتادة قال مشتبها ورق مختلف مختلفا ثمرة كل النباتات غالبا خضراء متشابهة في اللون لكن مختلف غير متشابه من ناحية الطعن بل احيانا تكون النخل كله نخل متشابه كله نخل من حيث الشكل لكن من حيث الطعم مختلف تماما غير متشابه هذي سكرية وهذي عجوة وهذي كذا وهذي كذا سبحان الله سبحان الله مع انه يسقى بماء واحد وفي مكان واحد لكن طعم هذه مختلف عن هذه من الذي جعل ذلك هو العزيز الحكيم القدير جل وعلا ولهذا فعلا الانسان لو يتدبر ويتأمل والله تكفيه هذي عبر وعظات كلها تدل على انه لا اله الا الله وحده لا شريك له قال وقال الطبري يجوز ان المراد مشتبها في الخلق مختلفا في الطعم. كما اشرنا اليه قال وجنات من اعناب والزيتون والرمان مشتبها وغير متشابه انظروا الى ثمره. انظروا نذر نظر اعتبار الى ثمنه اذا اثمر وينعه شجرة ما فيها شيء يأتي وقت الله عز وجل يخرج منها الثمر فتبقى مدة يحفظها هذه المدة شهر شهرين ثلاثة اشهر اربعة اشهر خمسة اشهر ما تفسد في الغالب ما الذي يحفظها؟ معرضة للهواء والشمس وينعه ينعه يعني نضجه فوجود الثمر وخروج الثمر من الشجرة اية من ايات الله ونضجه وينعيه يعني نضجه يصبح ناضجا. التمر اول ما يخرج البلح لو تأكلون المر ما تستطيع تأكل منه فتمر به مدة ثم بعد ذلك يصبح ناضجا يانعا لذيذا ايضا هذه اية اعتبروا بها انظروا الى ثمنه انظروا الى ثمره اذا اثمر. لانه قد يأتي وقت ما يثمر. ما تثمر الشجرة اصلا فاثمارها وخروج الثمر منها اية وينعه اي نظجه وطيبه يصبح ناضجا طيبا ان في ذلكم لايات لقوم يؤمنون ان في ذلك في كل ما سبق ذكره ايات وعلامات ودلائل وبينات تدل على الله لكن لقوم يؤمنون بالله تؤمن قلوبهم ما يتكبرون او يعرضون فلا يتدبر هذه الايات الا المؤمنون الذين رزقهم الله عز وجل الايمان. ثم قال سبحانه وتعالى وجعلوا لله شركاء الجن اي جعلوا اي كفار قريش المشركون جعلوا لله شركاء الجن. شركاء مفعول به اول والجن مفعول به ثاني او شركاء مفعول به اول والجن بدل من شركاء جعلوا له شركاء هم الجن وخلقهم الواو هنا للحال والحال انه قد خلقهم جعلوا له شركاء من الجن والله هو الذي خلق الجن كيف يكون المخلوق شريك للخالق كيف يكون المخلوق شريك الخالق ولهذا الواو هنا للحال والحال انه خلقهم. ويحتمل انه راجع على الجاعلين الجن شركاء او الجن او كل وهذي كلها او كلا الامرين وهذا من سفه عقولهم والا كيف يجعل المخلوق شريكا للخالق؟ تعالى الله قال وجعلوا لله شركاء الجن وخلقهم والحال انه خلقهم وخرقوا له بنين وبنات بغير علم. خرقوا الخرق هو القطع والشق. هذا هو الاصل ومعنى خرقوا يعني اختلقوا وافتعلوا وكذبوا فاشتقوا له بنات. قالوا لله بنات ولله بنين هذا من فعل الكفار عليهم من الله ما يستحقون. وخرقوا له بنين وبنات بغير علم ما عندهم علم بهذا. افتراء. كذب زور وبهتان قال جل وعلا سبحانه وتعالى عما يصفون التسبيح والتنزيه لله هو التنزيه لله والتبرئة له عن كل نقص وعيب على سبيل التعظيم ينزه نفسه جل وعلا ويبرئ نفسه عن كل نقص وعيب على سبيل تعظيم نفسه جل وعلا لان هذا لا يليق به هذا الكلام الذي يقال منكر ولهذا كثيرا ما اذا ذكر الله عز وجل خلق نسبة الولد اليه او الزوجة يعقبه بالتسبيح يسبح نفسه ينزه نفسه تعالى الله عما يقولون وسبحان الله قال جل وعلا تعالى سبحانه وتعالى اي ارتفع فيدل على المبالغة في العلو ولهذا قال الطبري هذا من العلو والارتفاع فتعالى جل وعلا قدرا وتعالى سبحانه وتعالى مكانا فهو في جهة العلو وهو وله علو القدر وعلو القهر وعلو الذات سبحانه وتعالى عما يصفون عما يصفون يصفونه به من النقائص جعل الجن شركا له جعل له بنين جعل له بنات تعالى الله عن هذا القول الافك الاثم ثم قال سبحانه وتعالى ذلكم الله ربكم نعم بديع السماوات والارض بديع السماوات والارض البديع يعني مبدعهما على غير مثال سابق ومن ومن هنا قيل للبدعة بدعة. لماذا لانها لا نظير لها فيما سلف اذا قيل بدعة معناتها على غير مثال سابق. ابتدعت ان شئت. فالله بديع السماوات اي موجدهما ومحدثهما وخالقهما على غير مثال سابق لانه الخلاق وهو على كل شيء قدير بديع السماوات والارض وهنا كل هذا لاقامة الحجة على كفار قريش وغيرهم من المنكرين منكرين الاديان الذين لا دين لهم هذه حجج عقلية واضحة صريحة بينة ما ينكروها الا مكابر قال جل وعلا بديع السماوات والارض انى يكون له ولد؟ انى بمعنى كيف كيف يكون له ولد ولم تكن له صاحبة كيف تجعل له بنين وبنات وليس له صاحبة ليس له زوجة كما قال جل وعلا ما اتخذ صاحبة ولا ولدا فهذا من البهتان العظيم قال ابن كثير كيف يكون له ولد ولم تكن له صاحبة؟ والولد انما يكون متولدا بين شيئين متناسبين. والله تعالى لا يناسبه ولا يشابهه هو شيء من خلقه لانه خالق كل شيء فلا صاحبة له ولا ولد كما قال تعالى وقالوا اتخذ الرحمن ولدا لقد جئتم شيئا ادا الى اخر الايات اذا اما كيف يكون له ولد وليس له زوجة وخلق كل شيء خلق كل شيء يعني وهو الذي خلق كل شيء يعني يعني قدير ما هو بحاجة الى احد الذي خلق كل شيء واوجد كل شيء ليس بحاجة الى ولد ولا الى زوجة لانه على كل شيء قدير الزوج الذي يتزوج هذا بحاجة الى الزوجة بحاجة اليها ما تكمل حياته الا بزوجة. والزوجة ما تكمل حياتها الا بزوج والله جل وعلا هو خالق الاشياء غني عن كل احد ما يحتاج الى احد جل وعلا قال جل وعلا وخلق كل شيء كما قال خالق كل شيء وهو بكل شيء عليم فمن كان خالقا لكل شيء مستغنيا قديرا وايضا بكل شيء عليم يعلم كل شيء هذا هو الذي يجب ان يتخذ الها ويخلص له ويخص بالعبادة دون من سواه. ثم قال سبحانه وتعالى ذلكم الله ربكم ذلكم راجع على كل ما مر مما ما ذكره في الايات السابقة عن عظمته وكماله وخلقه وتدبيره وعلمه وعزته قال ذلكم الله ربكم هذا هو الله وهو ربكم جل وعلا الذي يجب ان تتخذوه ربا وتعبدوه وتفردوه بالعبادة وتلجأون اليه لا رب لكم سواه لا اله الا هو لا اله نافيا العبادة عما سوى الله عما سواه والا هو مثبتا العبادة له وحده لا شريك له ومعناها لا معبود حق الا هو جل وعلا. لا معبود بحق الا هو الا الله فلا يجوز ان يعبد احد سواه. ثم قال جل وعلا خالق كل شيء وهي صفة لربكم ربكم خالق كل شيء لا شريك له وهو الذي خلق كل شيء واوجد كل شيء فهو الخلاق ولا احد يخلق غيره هو الخلاق وحده لا شريك له خالق كل شيء فاعبدوه اعبدوه اي افردوه بالعبادة خصوه بالعبادة وحدوه فاعبدوه وهو على كل شيء وكيل فاعبدوه وهو جل وعلا على كل شيء وكيل. كل شيء رقيب وحفيظ قال ابن كثير اي حفيظ ورقيب يدبر كل ما سواه ويرزقهم ويكلأهم بالليل والنهار سبحانه وتعالى فاعبدوه وهو على كل شيء وكيل الذي وكلت اليه الموكولة اليه الامور. الموكول اليه لا تدركه الابصار وهو يدرك الابصار لا تدركه اي لا تحيط به لا تحيط به وقد اختلف العلماء وخلاصة خلافهم لاننا محتاجين الى الاختصار ثلاثة اقوال القول الاول لا تحيط به قالوا لا تراه لا في الدنيا ولا في الاخرة وهذا قول المعتزلة وهذا من ادلتهم وقال بعض السلف لا مروي عن عائشة وغيرها لا لا تدركه الابصار يعني لا تراه الابصار في الدنيا لكن في الاخرة جاء ما يدل يخصص هذا العموم فهي لا تراه في الدنيا لكن تراه في الاخرة وقال ابن عباس قتادة وهو الحق لا تدركه لا تحيط به هو لا يرى في الدنيا بنصوص اخرى لكن يرى في الاخرة ولكن حتى وان رأته ابصار المؤمنين لا تحيط به لعظمته جل وعلا هو العظيم هو الكبير ولهذا ولله المثل الاعلى اذا كنت بجوار جبل كبير ترى الجبل لكن ما تحيط بالجبل كله. ترى الجهة التي تليك ما تحيط به من جميع الجهات فالله لا تدركه لا تحيط به الابصار لعظمته وكماله جل وعلا هذا هو الصحيح لا لا تدركوا لا لا تحيط به. وقد دل القرآن على هذا قال الله جل وعلا عن فرعون حتى اذا ادركه الغرق قال امنت انه لا اله الا الذي امنت به اسرائيل حتى اذا ادركه الغرق يعني احاط به لما صار في البحر لما انطبق البحر عليه من كل جهة امن عدو الله ذلك ما ينفعه وايضا يدل عليه قوله جل وعلا قال اصحاب موسى انا لمدركون. يعني محاط بنا البحر امامنا وفرعون وجنده خلفنا وقال ايضا جل وعلا لموسى لا تخاف دركا ولا تخشى. ادخل البحر لا تخافوا دركا ولا تخشى لا تخاف انه ينطبق يحيط بك البحر ننجيك منه وهذا هو الصواب انها لا تدركه هنا بمعنى لا تحيط به. والمراد بالادراك هنا الاحاطة واما الرؤية يا اخوان فالرؤية ثابتة وهي متواترة جاءت في القرآن والسنة ولهذا يقول الناظم مما تواتر حديث من كذب ومن بنى لله بيتا واحتسب شفاعة ورؤية والحوظ ومسح خفينه وهذا بعضه هذا مما تواترت ولهذا احاديث الرؤيا وردت عن ثلاثة وعشرين صحابي عن ثلاثة وعشرين صحابيا من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وقد ذكر الله الرؤيا في القرآن قال جل وعلا وجوه يومئذ ناضرة الى ربها ناظرة تنظر الى الله عز وجل. وقال جل وعلا كلا انهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون. قال الشافعي لما حجب الكفار عن رؤيته دل على لان المؤمنين يرونه وقال جل وعلا للذين احسنوا الحسن وزيادة فسرها النبي صلى الله عليه وسلم من حديث صهيب في صحيح مسلم بان الزيادة هي النظر الى وجه الله الكريم واما نصوص السنة فمتواترة وكثيرة. منها ما في الصحيحين من حديث جرير ابن عبد الله البجلي رضي الله عنه قال انكم سترون ربكم كما ترون القمر ليلة البدر وحديث ابي هريرة ايضا في الصحيحين ان اناسا قالوا يا رسول الله هل نرى ربنا يوم القيامة؟ قال هل تضارون في القمر ليس دونه سحاب قالوا لا. قال هل تضارون في الشمس ليس دونها سحاب؟ قالوا لا. قال فانكم ترونه كذلك. سبحانه وتعالى وهي اعظم نعيم يحصل عليه اهل الجنة النظر الى وجه الله الكريم. اسأل الله العلي العظيم ان يجعلنا واياكم ممن ينظرون الى وجهه الكريم قال جل وعلا لا تدركوا الابصار وهو يدرك الابصار هو يحيط بالابصار ويحيط بكل شيء وهو اللطيف الخبير وهو اللطيف الخبير قال العلماء اللطيف هو هو الموصل اللطيف هو الموصل الشيء باللين والرفق وهو الرفيق بعباده. وقال ابن عباس اللطيف باوليائه والخبير الذي يعلم بواطن الامور. اللطيف الذي اللطيف باولياءه الذي يعلم دقائق الاشياء وهو الخبير الذي يعلم بواطنها ولهذا يقول ابن القيم وهو اللطيف بعبده ولعبده. واللطف في اوصافه نوعان ادراك اسرار الامور بخبرة واللطف عند مواقع الاحسان يعني اللطف الله لطيف بعباده من جهتين فهو لطيف بمعرفة اسرار الكون واسرار الامور وخباياها وايضا حينما يقع العبد في مصيبة يلطف به وينجيه ويجعل شأنه في سلامة وامن ولهذا يقول الشيخ السعدي اللطيف الذي احاط علمه بالسرائر والخفايا وادراك الخبايا والبواطن والامور الدقيقة فهو اللطيف الخبير. واعرف ان هناك رسالة رسالة دكتوراه في الجامعة الاسلامية في قسم العقيدة في اسم اللطيف رسالة كاملة كلها في اسم اللطيف سبحانه وتعالى ولله الاسماء الحسنى فادعوه بها يا لطيف الطف بنا فهو جل وعلا اللطيف بعباده الخبير ببواطن امور وحقائقها ودقائقها ثم قال سبحانه وتعالى اتبع قبلها قد جاءكم بصائر من ربكم قد جاءكم بصائر لماذا ما قال قد جاءتكم بصائر اليس قالت الملائكة واذ قالت الملائكة يا مريم قالوا لان جمع التكسير يجوز معه تأنيث الفعل وتذكيره جمع التكسير البصائر جمع تكسير يجوز ان تقول جاءكم بصائر ويجوز ان تقول جاءتكم بصائر جمع التكسير يجوز معه تأنيث الفعل وتذكيره. ولهذا قال الله جل وعلا واذ قالت الملائكة وقال في اية اخرى فسجد الملائكة سجد ما قال فسجدت الملائكة فيجوز التذكير والتأنيث قد جاءكم بصائر من ربكم. البصائر جمع بصيرة والاصل والاصل فيه نور في القلب والمراد بالبصائر هنا الحجة والبينة والبرهان الواضح بصائر بينات حجج ادلة واضحة قد جاءكم بصائر من ربكم. فمن ابصر من ربكم من الله جل وعلا. ومنها ما سبق من هذه الايات التي تكفي وتبصر من اراد الحق والله يتبصر ويعرف الحق فمن ابصر فلنفسه من عقل الحجة وفهمها واذعن لها واخذ بمقتضاها فلنفسه ابصاره ومعرفته واذعان الحق لنفسه. هو الذي ينتفع بهذا. اما الله عز وجل ما تنفعه طاعة الطائعين ولا تضره معصية العاصين. ومن عمي فعليها من عمي عن الحجة واعرظ عنها ولم ينتفع بها فعماه عليها اي على نفسه ذاك ابصر نفسه وهذا عمي على نفسه وهذا كما قال جل وعلا فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر. الله جل وعلا بين لكم الايات واظهر لكم الامر فمن تبصر فهذا نفعه راجع عليه ومن عمي فوبال ذلك راجع عليه قال جل وعلا وما انا عليكم بحفيظ لست عليكم بحفيظ احفظوا اعمالكم واراقبكم فمن ابصر فلنفسه ومن اهتدى في نفسه ومن ضل فعلى نفسي ومن عمي عن الحق فعلى نفسه وانا لست حفيظا عليكم ولست مسؤولا عنكم امركم الى الله ثم قال جل وعلا وكذلك نصرف الايات اي مثل هذا التصريف والتصريف كما مر معنا اكثر من مرة هو الاتيان بالايات على وجوه متنوعة ومتعددة ومختلفة اقامة للحجة ومثل هذا التصريف نصرف الايات والدلائل وبينات وليقولوا درست اللام هنا قيل انها لام العاقبة والصيرورة فنحن قد صرفنا الايات وبيناها الى ان صار امره معاقبة امرهم انهم يقولون درست ودرست فيها ثلاث قراءات القراءة الاولى دارست قرأ ابو عمرو ابن كثير دارست بالالف بالالف اي ذاكرت المدارسة مدارسة العلم يعني ذاكرت غيرك ودارست العلم مع غيرك هذا جئت به من غيرك انت سمعت هذا القرآن الذي تقول انه من عند الله هذا انت دارسته من كتب الاولين او من اناس فحصلت على هذا او وقرأ ابن عامر درست وليقولوا درست بفتح السين وتسكين التاء اي ان درست ومضت هذه الاخبار التي تقول اندرست مضت ان محت هذه اقوال قديمة اساطير الاولين التي تأتين بها. هذه الايات التي مرت معنا والجمهور قرأوا درست نعم درست بسكون السين وفتح الباء اي درست يا محمد كتب درست كتب الاولين الاول والقراءة الاولى والثالثة معناها متقارب. الا ان الثانية درست بمعنى صارت قديمة وقال ثوب دارس يعني قديم بالي وارد الاخبار تأتي بها اخبار قديمة اذا مع ما صرف الله عز وجل وبين واوضح من الايات وليقولوا انتهى وصار امر هؤلاء الكفار كفار قريش الى ان قالوا انك يا محمد دارست غيرك هذا القرآن وجئت به من غيرك من اخبار الامم السابقة. ما انتفعوا من هذه الايات التي صرفها الله عز وجل. وبينها لهم وليقولوا درست ولنبينه لقوم يعلمون ولنبينه اي القرآن لانها واضح درست يقول درست يعني هذه الاخبار القرآن الذي جئت به هذا من اخبار اساطير الاولين قال الله عز وجل ولنبينه لقوم يعلمون. نبين هذا القرآن ونوضحه لقوم يعلمون الحق ويؤمنون ويتبعون وينتفعون بما فيه. واما هؤلاء تقوم عليهم الحجة ولست عليهم بحفيظ. لكن تقوم عليهم حجة الله ثم قال جل وعلا اتبع ما اوحي اليك من ربك اتبع ما اوحي اليك من ربك هذا امر للنبي صلى الله عليه وسلم وهو امر لنا فالنبي رغم ما عارضوه به واعرضوا قال اتبع ما اوحي اليك من ربك لانه لا نجاة الا باتباع الحق فكن متبعا لا مبتدعا انتبه منهجنا منهج الاتباع ولهذا العلماء يفرقون بين ان بين المتبع والمقلد فيقول المتبع وهو الذي اتبع غيره ممن سبقه من العلماء بعد ان عرف دليله عرف دليله هذا يقال له متبع. فانت اخذت بقول الامام احمد والامام الشافعي والامام مالك وغيرهم من اهل العلم لانك عرفت ان الدليل الذي احتج به صحيح وصريح فانت يقال متبع والمقلد لا هو الذي يأخذ قول الغير من غير معرفة دليله ما دام الشيخ ابن باز يقول هذا هو الحق مثلا ما دام الايمان ظن يقول هذا هو الحق. لا هذا تقليد لكن الاتباع هو الاخذ بقول الغير بعد معرفة دليله. هذا هو الواجب اتبع. الله يقول لنبيه اتبع ما اوحي اليك وهو القرآن. اتبع ما اوحي اليك من ربك لا اله الا هو جل وعلا لا معبود حق الا الا هو نفيا عاما واثباتا خاصا. لا اله نافيا جميع ما يعبد نافذة العبادة عما سوى الله او الا هو مثبت للعبادة له واعرظ عن المشركين الاعراض هنا قال الطبري ودع عنك جدالهم وخصومتهم ثم نسخ ذلك بقوله فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم اذا الطبري وهذا جاء عن بعض السلف انهم يقولون ان هذه الاية منسوخة بل قالوا كل اية فيها واعرظ فهي منسوخة باية السيف اول كان النبي الله يأمر نبيه بالاعراب ثم نسخ ذلك باية السيف. وهذا القول ضعيف لان الاصل في القرآن الاحكام وليس النسخ ولهذا يقول ابن كثير واعرض عن المشركين ان يعفو عنهم واصفح واحتمل اذاهم حتى يفتح الله لك وينصرك ويظفرك عليهم. واعلم ان لله حكمة في اظلالهم فلو شاء لهدى الناس كلهم جميعا اذا هذا هو صحيح اخوان الاية محكمة لكن الاعراب هنا ليس بمراد اعرظ عن دعوتهم لا اعرظ عن اذاهم ادعهم الى اتبع ما اوحي اليك ادعوهم الى الحق لكن اعرض عما ينالك من السب والشتم والاذى وهكذا يجب على الداعية يا اخي اذا تريد تدعو الله عز وجل فكل من اذاك او سبك او شتمك ستخاصمه ما ما هذا منهج ولن تدعوا احدا اذا انت ادع الناس الى الحق لكن اعرض ايضا الاذى السب الشتم ينالك شيء يستهزأ بك فاعرض عن هذا والله الموعد ما يضيع شيء قال واعرظ عن المشركين يعني اعرظ عن اذاهم واستهزاءهم وما ينالك هذا لا تقف عنده وتحاسبهم عليه لكن ادعهم الى الحق واستمر على ذلك. قال ولو شاء الله ما اشركوا لو شاء الله جل وعلا والمشيئة يا اخوان كما سبق ان ذكرنا المشيئة مرادفة للارادة الكونية لان الارادة نوعان ارادة كونية وارادة شرعية فالمشيئة مرادمة للارادة الكونية ولو شاء الله يعني لو اراد الله ذلك كونا وازلا ولو شاء الله ما اشركوا وما جعلناك عليهم حفيظا ما جعل لك حفيظ تحفظ عليهم اعمالهم واقوالهم وافعالهم بل عليك البلاغ فقط وما انت عليهم بوكيل ايظا لست برقيب تراقبهم تتوكل عليهم تتوكل بامورهم فالله هو الحفيظ عليهم وعلى غيرهم وهو الوكيل عليهم وعلى غيرهم انما عليك البلاغ عليك الانذار والحمد لله على ذلك لو كنا مكلفين بان اذا دعونا احد لابد نصبح حنا نحفظ عليه اموره ونتوكل له ولابد نحاسبه على اعماله والله ما نستطيع ولا اولادنا ولا ولد واحد ما تستطيع لكن هذا الى الله انت عليك الدعوة والبيان عليك البلاغ فالحمد لله على توفيقه ورحمته بعباده ثم قال سبحانه وتعالى ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم لا تسبوا الذين يدعون من دون الله. يعني لا تسبون معبوداتهم. لا تسبون الذي يدعونه من دون الله اي الاصنام الهتهم ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله. عدوا بغير علم. وهذه الاية لها سبب نزول كما جاء عن ابن عباس قال قالت قريش يا محمد لتنتهين عن سبك الهتنا او لنهجون ربك فانزل الله عليه فنهاهم الله ان يسبوا اوثانهم فيسبوا الله عدوا بغير علم هادي يعني واضح ان النهي عن مسبة الهتهم لمصلحة والا سب الالهة والطعن فيها دين واجب يجب على كل انسان ان يعتقد ان الالهة والاصنام لا يجوز ان تعبد ويجب ان ان تسب لكن اذا كان هناك افسد اعظم من المصلحة لا بد من مراعاة هذا. هذه فائدة مهمة. حين يكون الامر مشروع فسبوا الاصنام والاوثان والمعبودات غير الله دين مشروع مأمور به لكن اذا كان سيترتب على هذا مفسدة اعظم توقف لا تسب وهذا يقدرها طالب العلم احيانا قد يكون امرك بالمعروف منكر كما قال شيخ الاسلام وغيره والتلميذ ابن القيم قد يكون الامر بالمعروف منكرا اذا كان يؤدي الى منكر اعظم ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم لولا ان قومك حديث عهد بكفر لهدمت الكعبة وبنيتها على قواعد ابراهيم لا بد النظر بالمصالح والمفاسد ولهذا قال ولا تسبوا الذين يدعون من دونه يعني لا تسبوا الهتهم التي يدعونها من دون الله فيسبوا الله عدوا ومعنى عدوا عدوانا عدوا منهم عدوا اي عدوانا واعتداء بغير وجه حق اما انتم لو سببتم الهتهم فهذا حق لكن هناك مفسدة اعظم فلا تسبوها لئلا يسبوا الله. وهذا في وقت من الاوقات والا الاصل سبوا سبوا الالهة والاوثان فيسبوا الله عدوا بغير علم اي اعتداء منهم وظلم منهم بغير علم بل بجهل والا لو علموا الله عرفوا ربهم وعلموا العلم النافع والله لعلموا انه لا يستحق ان يسب جل وعلا وان هذه الاصنام هي التي تستحق ان تسب قال جل وعلا كذلك زينا لكل امة عملهم اي مثل ما زينا لهؤلاء المشركين عبادة الهتهم زينا لكل امة من الامم عملهم. المراد الامم الكافرة زينا لهم عملهم المخالف للشرع وهذا هو غاية الخذلان يقضى على المرء في ايام محنته حتى يرى حسنا ما ليس بالحسنة فلما يصل الانسان لهذه الدرجة نسأل الله العافية يرى ان عبادة الاوثان ودعوة الاوثان والكفر والشرك والظلم انه حسن وجميل هذا والله لا يكاد يرجع مثل هذا عن دينه لكن من تبين له عوره يرجع ويتوب والله سبحانه وتعالى زين ذلك لهم ابتلاء وليس معنى انه زينه ولم يقم عليهم الحجة بل ارسل لهم رسلا وانزل عليهم كتبا و دعتهم الرسل وبين لهم بطلان هذه الالهة واقاموا الحجة وظربوا لهم الامثال الى ان قامت الحجة فعاندوا وكفروا وعلموا ان ما هم عليه باطل لكن مع ذلك تمسكوا به زين في قلوبهم زين لي كل امة عملهم ثم الى ربهم مرجعهم ثم الى ربهم مرجعهم فينبئهم بما كانوا يعملون. يعني ليسوا مهملين متروكين مرجعهم ومآلهم ومردهم الى الله سيرجعون اليه ويقفون بين يديه ثم ينبئهم يخبرهم ويجازيهم بما كانوا يعملون. بالاعمال التي عملوها في الدنيا ما يلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد. وان عليكم لحافظين كراما كاتبين. ما في شي ترى يسقط او ينسى ستجازى بعمله. من يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره وهذا يتضمن من التهديد والتخويف والتوعيد والوعيد ما الله به عليم. لهؤلاء الكفار ثم قال سبحانه وتعالى واقسموا بالله جهد ايمانهم لان جاءتهم اية ليؤمنن بها اقسم اي حلفوا واقسم الاقسام جهد ايمانهم جهد اليمين هو اشد اليمين اشد اليمين واغلظه والمعنى انهم اقسموا اقساما وحلفوا ايمانا مغلظة قوية لئن جاءتهم اية ليؤمنن ليؤمنن بها ان جاءتهم اية من الايات علامة تأتيهم بها يطلبونها وطلبوها وجئتهم باية طلبوها ليؤمنن بهذه الاية وبما دلت عليه وهو الايمان بك واتباعك فقال الله عز وجل لنبيه قل انما الايات عند الله انا لست الها ولست ربا الايات التي يأتي بها هو الله ولست انا لماذا تطالبونني بهذا؟ انا عبد لا لا املك الا ما جعل الله لي ولست انا الاله وانا الرب ثم قال وما يشعركم انها اذا جاءت لا يؤمنون ولهذا لما في البخاري وغيره لما قالت كفار قريش يا محمد اجعل لنا الصفا ذهبا الصفا والمروة ذهبا قال ان جعلته لكم تؤمنون بي واتبعوني قالوا نعم فقام يدعو ربه ان يجعل الذهب ان الصفا والمروة ذهب فجاءه جبريل قال ان ربك يقول لك ان شئت جعلت لهم الصفاء المروة ذهبا لكن ان لم يؤمنوا اهلكتهم عذبتهم وان شئت تستأني بهم ترفق بهم قال بل استأني بهم النبي بل استأني بهم لعل الله يخرجهم من اصلابهم من يعبده النبي صلى الله عليه وسلم بالمؤمنين رؤوف رحيم ولهذا استأنى بهم فدخل الناس عام الفتح كل اهل مكة دخلوا في الدين ما بقي الا ثلاثة رجال هكذا ينبغي ان يكون الداعية رحيما بالخلق هؤلاء اغضبوك وازعلوك وطعنوا فيك وتكلموا فيك. صرت تدعو عليهم تريد لهم الهلاك نصبر عليهم لانك انت قدوتك من هو رحمة للعالمين فالحاصل ان الايات اذا طلبت وجاءت اذا لم يؤمنوا بها يهلكهم الله عز وجل والله رحم هذه الامة ولهذا ما جاءتهم ايات طلبوها لكن قوم صالح لما طلبوا الاية وجاءت لم يؤمنوا عذبهم الله هكذا الامة السابقة اذا جاءت الاية التي طلبوها ولم يؤمنوا بها اهلكهم الله. لكن هذه امة مرحومة ولهذا قال الله جل وعلا وما يشعركم انها اذا جاءت لا يؤمنون يعني وما يشعركم انها اذا جاءت هذه الايات التي طلبوها لا يؤمنون والمراد بالايات ما طلبوه واقترحوه عن النبي صلى الله عليه وسلم وهي ايات كثيرة اقترحوا عليه نزول الملائكة وقالوا لولا انزل عليه ملك وقالوا لولا انزل عليه اية من ربه وقال الذين لا يعلمون لولا يكلمنا الله او تأتينا اية ايات كثيرة طلبوها يريدون نزل ملك ملائكة لكن ما جاء الله بشيء منها لان الله كتب لهذه الامة الرحمة والا لو نزلت هذه الايات لاهلكهم الله جميعا ما بقي منهم احد الا من امن قال جل وعلا وما يشعركم الاشعاع الشعور كما مر معنا هو الاحساس ولهذا يقول ابن عاشور الاشعار الاعلام بمعلوم من شأنه ان يخفى ويدق امره فما يشعركم وما يعلمكم انها اذا جاءت هذه الايات التي طلبوها لا يؤمنون بها فعند ذلك يعذبون اذا لم يؤمنوا بها ثم قال جل وعلا ونقلب افئدتهم وابصارهم وتقليبها يعني هو صرفها عن الحق افئدتهم اي قلوبهم وابصارهم اعينهم فلا يؤمنون بالحق بقلوبهم ولا يبصرونه فيتبعونه كما لم يؤمنوا به اول مرة قالوا قال بعض اين حول بينهم وبين الايمان ولو جاءتهم كل اية كما حيل بينهم وبين الايمان اول مرة. يعني لما دعاكم النبي صلى الله عليه وسلم ولما دعاهم النبي صلى الله عليه وسلم لم يؤمنوا به فلو جاءتهم الاية كذلك يحول الله عز وجل بينه وبين الايمان ويقلب افئدتهم وابصارهم كما لم يؤمنوا به اولا مرة لم يؤمنوا بالنبي صلى الله عليه وسلم ما دعاهم الى الحق وانزل الله عليه القرآن وجاءهم بالقرآن كما لم يؤمنوا به اول مرة ونذرهم في طغيانهم يعمهون آآ نذرهم اين نتركهم في طغيانهم الطغيان وتجاوز الحد والمراد كفرهم وضلالهم الذي هم فيه يعمهون يعني يترددون ويتحيرون باقون متحيرون مترددون في طغيانهم وكفرهم فلا يؤمنون بالحق وبعض اهل العلم يقول ان قوله هنا وما يشعركم انها يقول انا هنا بمعنى ايش معنى لعلها يقول وهذا وارد في لغة العرب وما يشعركم انها اذا جاءت لا يؤمنون قال معنى الكلام وما يشعركم لعلها ان جاءت الايات لا يؤمنون قالوا هذا موجود في كلام العرب ومنه قول حاتم لزوجته لما كانت يعني تنكر عليه كثرة الانفاق قال ارني جوادا مات هزلا لانني ارى ما ترين او بخيلا مخلدا ارني جوادا مات هزلا لانني قالوا لعلني ارني جواد مات هزل فقر جوع لعلني ارى ما ترين او اكون بخيلا مخلدا ما احد يخلد لا البخيل ولا غيره هذا لكن هذا لكرمه فالحاصل لانني قال لعلني بمعنى لعلني هنا قال المفسرين وما يشعركم لعلها اذا جاءت لا يؤمنون ثم قال سبحانه وتعالى ولو اننا نزلنا اليهم الملائكة وكلمهم الموتى. يعني هم طلبوا ايات الله عز وجل بين انهم لو انه جاءهم بالايات التي طلبوها او بما هو او بغيرها لا يمكن ان يؤمن هؤلاء القوم. فقال ولو اننا نزلنا اليهم الملائكة نزل الملائكة من السماء وكلمهم الموتى الاموات خرجوا من قبورهم وكلموهم بان محمد رسول الله وان ما هو عليه هو الحق وحشرنا عليهم كل شيء قبلا كل شيء الدواب والاشجار والاحجار وقبل يعني عيانا يرونهم وينظرون اليهم او حشرنا كل شيء جماعات جماعات. لان قبلا فيها قراءتان القراءة الاولى قراءة الجمهور قبلا بالظم يعني جماعة الجماعة لو حشرنا كل شيء جماعة جئنا بجماعات الطير وبجماعة الابل وبجماعة الجن وبجماعة الانس وقرأت وهي قراءة نافع وابن عامر قبلا قبلا اي عيانا فيكون المعنى يختلف هنا باختلاف القراءتين لو اتيناهم بكل شيء قبلا عيانا يعاينونه ويرونه ويبين ان ان ما ما جئتهم به الحق او على القراءة الثانية قبلا جئنا بكل شيء حشرنا كل شيء وجمعناه وجعلناهم جماعات جماعات يأتونهم ويخبرون بصدقك ما كانوا ليؤمنوا يعني لا حيلة بهم قال جل وعلا ما كانوا ليؤمنوا الا ان يشاء الله ما كانوا لامهم. اذا القوم قد بلغ فيهم العناد والشر والكفر ما لا يمكن ان يؤمنوا باي اية يرونها لانهم ليس قصدهم ان الحق خافي عليهم او انهم ما جاءهم من الانباء ما فيه مزدجر او فيه عظة ولهذا قال الا ان يشاء الله قال ابن كثير قال ابن جرير الطبري ولا نعم اه او نكمل الاية قال الا ان يشاء الله ولكن اكثرهم يجهلون ولكن اكثر هؤلاء الذين يطلبون الايات يجهلون حقيقة الامر وان الامر مرده الى الله. قال الطبري ولكن اكثر هؤلاء المشركين يجهلون ان ذلك كذلك يحسبون ان الايمان اليهم والكفر بايديهم متى شاءوا امنوا ومتى شاءوا كفروا وليس ذلك كذلك بيدي اليس ذلك كذلك؟ ذلك بيدي لا يؤمن الا من هديته فوفقته ولا يكفر الا من خذلته عن الرشد فاهنته يعني كانه يلخص معنى الاية كانه يقول الا ان يشاء الله هنا يفسره يقول ايمان لا يمكن ان يؤمنوا ويقول يريد ان يبطل ما يعتقدون انهم هم يؤمنون بانفسهم او يكفرون بانفسهم. وان الايمان اليهم وبايديهم هم المتصرفون فيه هم المالكون له فبين الله لهم انهم جهال في حقيقة هذا الامر الايمان الى الله من شاء فاليوم ومن شاء نعم من يهده الله فهو المهتد ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا نعم هم لهم ان يبذلوا الاسباب لكنهم لا يخرجون عما قظاه الله وقدره في اللوح المحفوظ فالامر راجع اليه لكن لا حجة لهم في ذلك. لانهم امروا ونهوا واقيمت عليهم الحجة. فتنكبوا طريق الهداية واعرضوا بانفسهم وذلك تبع لما قضاه الله وقدره لكن لا يعلمون بما قضى الله وقدر الا بعد حصوله ثم قال جل وعلا وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا شياطين الانس والجن يوحي بعضهم الى بعض زخرف القول غرورا وكذلك اي نحن ذكرنا ونذكر دائما الكافي يا اخوان مثل هذه للتشبيه. فلابد هناك شيء مشبه ومشبه به فدائما ما بعد الكاف هو المشبه لكن المشبه به سابق يعبر عنه بالكاف طيب ما هو مشبه هنا؟ قال وكذلك جعلنا لكل نبي عدو شياطين الجن والانس قالوا ومثل هذا الجعل مثل جعل هؤلاء لا يؤمنون ولو جئتهم بكل اية جعلنا لكل نبي عدو شياطين الانس والجن مثل ما جعلنا ان هؤلاء لا يؤمنون بكل اية تأتيهم بها جعلنا لكل نبي عدوا اذا كل نبي له عدو وكذلك اتباع الانبياء لابد لهم من اعداء وكذلك اجعلنا لكل نبي عدوا مفعول به وشياطين الانس والجن بدل من عدو وقيل انه مفعول ثاني يعني من حيث الاعراب جعلنا عدوا وجعلنا شياطين الجن والانس لكن الاولى ان تعرف بدل لانه بيان للعدو فالعدو الذي جعله الله الانبياء عدو من الجن وعدو من الانس وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا هذا لحكمة بالغة ولو شاء الله لجمع الهدى اجمعين. لجمع الناس على الهدى اجمعين فلا يكون هناك عدو للانبياء شياطين الانس والجن. الشيطان مأخوذ من شطنة اذا بعد عن الخير والمراد بالشيطان اذا اطلق هو المتمرد العاتي الذي بلغ الغاية في الشر والفساد والشياط والشيطان يكون من الانس ويكون من الجن حتى بعض الانس شيطان وهذا ظاهر الاية شياطين الانس والجن يعني شياطين من الانس وشياطين من الجن ولهذا يخطئ من يظن ان الشياطين عالم مستقل. بعض الناس يقول الشياطين غير الجن لا الشياطين من وجد بهذه الوصفة هو الشيطان قد يكون من الجن وقد يكون من الانس وقد يكون من الدواب الكلب الاسود شيطان يقول النبي صلى الله عليه وسلم قد يكون من الانس فخلاصة من الانس والجن هو الشيطان هو كل متمرد عات في الشر والفساد بلغ الغاية في ذلك هذا شيطان ولهذا قال شياطين الانس والجن يوحي بعضهم الى بعض. الوحي هو الكلام بخفية فتحي شياطين الانس للجن والانس توحي للجن ايضا هذا ظاهر النص يعني يكلمونهم يلقون لهم شيئا يقول لهم شيئا شياطين شياطين الانس والجن يوحي بعضهم الى بعض زخرف القول يوحي بعضهم الى بعض ماذا؟ زخرف القول والزخرف هو القول المزخرف المزين المحسن يزينونه وهو بالحقيقة سم زعاف شر لكن يزخرفون اسمع الالهة وانها تنفع وتظر وتفعل وتفعل ومن دخل في هذا الدين كذا وكذا هذا كله زخرف. ولهذا قالوا الزخرف هو المزخرف المزين المزوق بالباطل اي زينه حسنه بالباطل وهو تزيين الباطل بالالسنة نعم زخرف القول غرورا غرور مفعول لاجله يعني يوحي بعضهم الى بعض الزخر والقول لماذا لاجل ان يغروا به بعض المسلمين او يغرون بها ايضا غير المسلمين ولهذا كل صاحب دين باطل يدعو الى دينه ويزخرفه ويزينه لاجل ان يغر به يريد من المسلمين يتركوا دينهم ويتبعوه. وكذلك من بقية الكفار. وان كان بعض المفسرين الطبري يقول يعني غرورا للمؤمنين يقول غرورا هنا للمؤمنين اصاب انه عام. اذا يوحي هؤلاء الشياطين يوحي بعضهم الى بعض زخرف القول يزخرفون القول لاجل ان يغروا به يغر به من كتب الله له الغرور سواء من اهل الايمان او من غيرهم غرورا ولو شاء ربك ما فعلوه الامر بيده لا يظن احد ان هذا زخرفتهم وغرورهم للناس انه خارج عن قضاء الله وقدره بل شاء الله ذلك كونا وازلا واراده كونا. ولهذا قال ولو شاء ربك ما فعلوه. يعني شاء ان يفعلوا هذا. ولو شاء ما فعلوه وما وما زخرفوا وما غروا احدا اذا الامر مرده الى الله جل وعلا لكن هم ينسب اليهم باعتبار فعلهم هم وهو يعتبر الى الله تقديرا الله قد قضاه وقدره ازلا وهم يباشرون ذلك بعد خلقهم ووجودهم لكن ما يقع شيء الا اذا كان الله قضاه وقدره قبل ذلك ولو شاء ربك ما فعلوه ثم قال فذرهم وما يفترون. ذرهم اتركهم وافتراءهم فان الله سبحانه وتعالى سيتولى مجازاتهم. لان هذا هو الافتراء والاختلاق والكذب ولكن ليس معنى هذا اترك دعوتهم لا يبين الباطل لكن ذرهم يعني اتركهم لانك قد بذلت وسعيت وفعلت فما عليك هداية القوم والان نتوقف هنا لانه ما بقي الا والله اعلم وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله