بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. الرحمن الرحيم. وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا محمد. وعلى اله واصحابه ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين. اما بعد يقول الله جل وعلا ولتصغى اليه افئدة الذين لا يؤمنون بالاخرة. وليرضوه وليقترفوا ما هم مقترفون. هذه الاية بعد جل وعلا وكذلك جعلنا لكل نبي عدو شياطين الانس والجن يوحي بعضهم الى بعض زخرف القول غرورا. فيوحي بعضهم الى بعض زخرف القول القول المزخرف المزين لاجل ان يغروا به فيغرون به بعض المسلمين به ايضا بني ادم ولو تميلوا به الكفار ولو شاء ربك ما فعلوه فذرهم وما يفترون ثم قالوا ولتصغى اليه افئدة الذين لا يؤمنون بالاخرة. اذا هم يفعلون هذا يوحون هذا اه قول المزخرف لاجل ان يغروا الناس وكذلك ليستميلوا به قلوب الذين لا يؤمنون بالاخرة. وهو قوله ولتصغى اليه. ومعنى تصغى اي تميل. اصغى الى كذا يعني ما قال له واستمع له فيحصل به اغترار بعض المسلمين وكذلك ميل قلوب الكفار الذين لا يؤمنون بالاخرة يميلون الى هذا القول المزخرف ويغترون به ويتبعونه. ولتصغى اليه افئدة الذين لا يؤمنون بالاخرة يميلون اليه لانهم لا يؤمنون بالاخرة فيميلون الى كل قول يخالف الحق. قال جل وعلا وليرضوه وليقترفوا ما هم مقترفون ايظا يرظونه ويقيمون عليه ولا يطلبون بدلا منه وليقترفوا ما هم مقترفون. ايضا لاجل ان يعملوا الاقتراف هو الكسب والعمل. ما هم مغترفون لكن الاقتراف يطلق على العمل الذي يكون فيه الذي يكون معصية وذنب يسمى اقتراف وقد يعملوا ما هم عاملون من السيئات فالحاصل ان الله سبحانه وتعالى اخبر ان ان من حكمته جل وعلا ان جعل لكل نبي عدوا من شياطين الجن والانس وانهم يزخرفون القول ليغروا به بعض المسلمين وبعض الكفار وكذلك ايضا هذا القول المزخرف تصغي اليه وتميل اليه وتتبعه قلوب اولئك الذين يؤمنون باليوم الاخر ويرضون به فيقترفوا ما هم مقترفون اي يكتسبوا من السيئات والاعمال السيئة ما يقترفون وعند الله سبحانه وتعالى الموعد والجزاء. ثم قال سبحانه وتعالى افغير الله ابتغي حكما. هذا الاستنكار هذا الانكار او هذا الاستفهام استفهام انكار. فامره الله عز وجل ان لهم افغير الله ابتغي حكما ينكر على كفار قريش ومعنى حكما اي يفصل بيني وبينكم فتريدون مني ان اطلب غير الله جل وعلا حكما وهو جل وعلا الذي يفصل الحكم فلا اطلب غير الله حكما بيني وبينكم لانه يعلم حالي وحالكم افغير الله ابتغي حكما وهو الذي انزل اليكم الكتاب المفصل هو الذي انزل اليكم الكتاب بواسطة نبيه مبينا يبين الحق ويفصله ويظهره فهو الذي انزل علي الكتاب وانا جئتكم بهذا الكتاب وهو يعلم بي وبكم فانا ارتضيه حكما ولا ارتضي حكما سواه جل وعلا والذين اتيناهم الكتاب يعلمون انه منزل من ربك بالحق. والذين اتيناهم الكتاب هم اليهود والنصارى. يعلمون والكتاب جنس الكتاب التوراة والانجيل. يعلمون انه اي القرآن المنزل عليك منزل من ربك من الله وبالحق وببيان الحق فلا تكونن من الممترين. لا تكونن من الشاكين. وهذا شرط والشرط لا يلزم وقوعه. هذا شرط ولا الزم من وقوع هذا الشرط فالنبي صلى الله عليه وسلم لم يشك في وقت من الاوقات ثم قال جل وعلا وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا. تمت لان التمام هو بلوغ الشيء الى احسن ما يبلغه وما يراد منه وكلمات ربك قال الطبري هو القرآن وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا. وقال قتادة صدقا فيما فيما يقال عدلا فيما حكم صدقا فيما قال عدلا فيما حكم. قال ابن كثير صدقا في الاخبار وعدلا في الطلب. فكل ما اخبر به فحق لا مرية فيه ولا شك وكل ما امر به فهو العدل الذي لا عدل سواه وكل ما نهى عنه فباطل فانه لا ينهى الا عن مفسدة اذا تمت كلمة ربك اتم الله عز وجل هذا القرآن بانزاله عليك صدقا وعدلا صدق في الاخبار وعدلا في الاحكام فلا اصدق منه ولا اعدل منه. لا مبدل لكلمات الله لا مغير لكلام الله عز وجل ولا مبدل له. وهو السميع العليم. فلا يستطيع احد ان يبدل القرآن او يغيره انا نحن نزلنا الذكرى وانا له لحافظون. ولا احد يستطيع ان يغير ويبدل كلمات الله الازلية عما اراده الله وان كان السياق هنا والله اعلم انه في القرآن لا احد يبدله ولا يغيره فهو كلام الله حقا لا يزاد فيه ولا ينقص ثم قال جل وعلا وان تطع اكثر من في الارض يضلوك عن سبيل الله يسلي الله عز وجل نبيه صلى الله عليه وسلم ويخبره عن حال اكثر اهل الارض. فقال ان تطع اكثر من في الارض يضلوك عن سبيل الله. لانهم على على الشر وعلى الباطل ان يتبعون الا الظن وانهم الا يخرصون. ان نافية ما يتبعون الا الظن ما عندهم يقين بما هم عليه وانه من عند الله وانه حق. ما يتبعون الا ظنا يظنون ظنا. ليس عندهم يقين ولا علم به ان هم وان هم الا يخرصون الخرس هو التقدير والحجز يعني هم يتخرصون الحق ويخمنونه ليس عندهم حق الحق فيما قال الله وقال رسوله صلى الله عليه وسلم واكثر الناس على الضلال يعبدون الله باهوائهم وبعادات ابائهم. اظلتهم الشياطين. ثم قال جل وعلا ان ربك هو اعلم من يضل عن سبيله وهو عالم بالمهتدين. هذا تعليل بما سبق وان تطع اكثر من في الارض يضلك عن سبيل الله. فاخبر جل وعلا انه اعلم من يضل. ومن هنا اسم طول منصوب بنزع الخافض. خافض حرف الجر. منزوع محذوف لان معنى الكلام ان ربك هو اعلم بمن يضلوا لمن ظل عن سبيله فالله جل وعلا اعلم عليم وهو اعلم من غيره بكل من ظل زاغ عن سبيله وطريقه المستقيم وكذلك هو اعلم بالمهتدين الذين اهتدوا واستقاموا على الدين وهذا فيه ترغيب وترهيب فيا من استقمت ابشر فان الله عليم بك ويا من عصيت احذر فان الله عليم بك وبافعالك. ثم قال جل وعلا فكلوا مما ذكر اسم الله عليه ان كنتم باياته مؤمنين. الفاء هنا قيل هي الفاء الفصيحة. وقيل هي فاء التفريع فكأنه بعد ان ذكر ما ذكر من بطلان الهة المشركين وما ذكره فرع عليه جملة من الاحكام بعد ذلك الا فكلوا مما ذكر اسم الله عليه ان كنتم باياته مؤمنين. وهذا دليل انه لا يجوز للانسان آآ ان يأكل من ما لم يذكر اسم الله عليه وان ما ذكر اسم الله عليه انهر الدم فانه حلال يؤكل. ولهذا قال فكلوا مما ذكر اسم الله عليه لا ما ذكر عليه اصنام الالهة اسماء الاصنام والالهة التي يعبدونها من دون الله. ان كنتم باياته ودلائله والقرآن مؤمنين حقا فلا يبقى في نفوسكم شيء وكلوا مما ذكر اسم الله عليه. ثم قال وما لكم الا تأكلوا مما ذكر اسم الله عليه. هذا استفهام انكار. ما لكم لما لا تأكلون مما ذكر اسم الله عليه؟ ما الذي يمنعكم؟ من الاكل مما ذكر اسم الله عليه وقد فصل لكم ما حرم عليكم فان ما ذكر اسم الله عليه حلال. لما لا تأكلون؟ تظنونه حراما لا الحرام فصله الله لكم بينه. فصله تفصيلا بينه ومن ذلك قوله جل وعلا حرمت عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير وما اهل لغير الله به والمنخنقة والموقوذة والمتردية والنطيحة اكل السبع الاية فالله فصل وبين ووضح المحرمات فما عدا تلك المحرمات فهو حلال. فلما لا تأكلون مما ذكر اسم الله عليه هذا ليس منخنقة ولا موقودة ولا متردية ولا نطيحة ولا ولم يهل به لغير الله ثم قال جل وعلا وان كثيرا نعم. وقد فسر لكم ما حرم عليكم الا ما اضطررتم اليه. هذا دليل ان الانسان اه لا يجوز له ان ان يأكل ما فصل الله له تحريمه هذه المحرمات ما يجوز ان يأكل منها لكن عند الاضطرار يجوز له ان يأكل لو انه كان في طريق او في صحراء فقضى فانتهى ما عنده من الزاد فوجد ميتة ان لم يكن منها مات هذا اضطرار حالة اضطرار يجوز له ان يأكل منها. بل قال بعض اهل العلم يجب عليه ان يأكل لئلا يموت. لان الله يقول ولا تقتلوا انفسكم اذا الله فصل لنا المحرمات فلا يجوز اكلها الا عند الاضطراب يجوز للانسان ان يأكل بقدر الظرورة. قال جل وعلا وان كثيرا ليضلون باهوائهم بغير علم. كثيرا من المشركين يضلون باهوائهم يتبعون الشيطان والهوى فيحرمون البحيرة والسائبة والوصيلة والحام ويحرمون اشياء من عندهم ليس عندهم علم بهذا التحريم وانما هو اتباع الشيطان واتباع الاهواء ما تهواه انفسهم هوى اتباع الهوى وليس اتباع الحق وان كثيرا ليضلون باهوائهم بغير علم ان ربك هو اعلم بالمعتدين. هو اعلم هو اعلم بالمتجاوزين للحدود اعلم بالمرتكبين ما حرم الله عليهم. ومنهم هؤلاء الذين يضلون الناس بغير علم ويحل و يحرمون في الانعام وفق اهوائهم. ثم قال جل وعلا ولا تأكلوا نعم. وذروا ظاهر الاثم وباطنه. بعد ان ان بين ان كثيرا من الناس يضلون باهوائهم ارشد عباده جميعا ان يتركوا ظاهر الاثم وباطنه. اتركوا الاثم اتركوا المعصية اتركوا الذنوب ما كان ظاهرا بينا وما كان خفيا باطنا. ما كان جهرا وعلانية ما كان سرا اتركوا الذنوب كلها قال مجاهد ظاهر الاثم وباطنه معصيته في السر والعلانية ونحوه قول قتادة اذا اتركوا الذنوب كلها الظاهر وكثير من الناس يترك الذنب الظاهر امام الناس. لكن اذا خلا بالمعاصي ولم يره احد انتهك المحرمات. فيجب عليك ان تذر وتترك الذنوب صغيرها وكبيرها. سرها وعلانية جهرها وباطنها في كل وقت واوان لان الله يراك ويبصرك ويعلم حالك في اي وقت وفي اي مكان كنت. ثم قال جل وعلا ان الذين يكسبون الاثم سيجزون بما كانوا يكسبون الاثم ويعملون الاثام والذنوب سيجزيهم الله جل وعلا بما اقترفوه. ودائما الذنب قال ان يقال فيه اقترف كذا اشارة الى انه اثم فالله سيجزيهم بما كانوا يقترفونه من العمل ولهذا امرهم في اول الاية ان يتركوا ظاهر الاثم وباطنه فانه سيجازي كل عامل بعمله. ثم قال جل وعلا ولا تأكلوا مما لم يذكروا اسم الله عليه في الايات التي مرت قريبا امر بالاكل مما ذكر اسم الله عليه. ثم حرم في هذه الاية الاكل مما لم يذكر اسم الله عليه فقال ولا تأكلوا مما لم يذكر اسم الله عليه سواء ذكر عليه اسم الصنم او تعمد الذابح عدم ذكر اسم الله عليه وما لم يذكر عليه اسم الله الاصل انه ذكر عليه اسم غيره من الالهة والاصنام او الاولياء وغير ذلك فهذا لا يجوز الاكل منه لانه اهل به لغير الله حرام. وتنازع العلماء فيما اذا نسي المسلم التسمية فذبح ذبيحته ولم يسمي الله. ولم يذكر اسم الله عليها. هل تدخل في هذه الاية ولا تأكل مما لم يذكر اسم الله عليه؟ قال بهذا اهل العلم ما قالوا النص واضح وقال بعض اهل العلم انه يجوز ان يؤكل او يباح اكل يباح اكل ذبيحة المسلم اذا نسي ان يذكر اسم الله عليها لان هذا العموم مخصوص بقوله جل وعلا ربنا لا تؤاخذنا ان نسينا او اخطأنا. قال النبي صلى الله عليه وسلم ان الله تجاوز لام لامتي عن الخطأ والنسيان فاذا نسي المسلم ان يسمي فان ذبيحته حلال على الصحيح على قول جمهور اهل العلم. واما اذا تعمد ترك التسمية فانه ولا يجوز الاكل منها وتدخل في دلالة الاية. ولا تذكر مما ولا تأكل مما لم يذكر اسم مما لم يذكر اسم الله عليه وان انه لفسق وانه يعود على ما لم يذكر اسم الله عليه. هذا الذي لم يذكر اسم الله عليه فسق ومعصية لان الفسق هو الخروج عن طاعة الله. فوصف هذا هذه الذبيحة بانها فسق يعني حرام ما يجوز اكلها وقيل بل هو راجع على الاكل. الاكل منها فسق وقيل العمل نفسه عدم ذكر اسم الله وذكر اسم غيره فسق ومعصية لا لا يجوز والمعنى يعني هذه الامور الثلاثة اذا قيل باحدها استلزم المعاني الاخرى. ولكن ظاهر السياق انه يعود على الاكل. لا تأكلوا مما لم يذكر اسم الله عليه. وانه اي الاكل ويجوز ان يعود على آآ الشيء المذبوح ولم يسمى الله جل وعلا عليه قال وان الشياطين ليوحون الى اوليائهم ليجادلوكم. الشياطين هنا على الصحيح المراد بهم الشياطين الجن واولياؤهم هم قريش كفار قريش ويدل على ذلك الحديث الذي اخرجه الترمذي وابو داود والنسائي بسند حسن كما يقول الترمذي وصححه الالباني اني عن ابن عباس ان اناسا اتوا النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا يا رسول الله انأكل ما نقتل ولا نأكل ما يقتله الله صح؟ انأكل ما نقتل؟ يعني الذين نذبحه ونذكيه ولا نأكل ما قتل الله ما يقتل الله الميت او نحوها الله الذي قتلها فانزل الله عز وجل ولا تأكلوا مما لم يذكر اسم الله عليه وان اطعتموهم الى اخر الاية وان اطعتموهم انكم لمشركون وقيل ان الشياطين هنا المراد بهم اهل فارس واولياءهم كفار قريش لانهم ارسلوا الى كفار قريش وقولوا وقولوا لمحمد ولاصحابه يأكلون ما قتلوه بسكين ولا يأكلون ما قتله الله بشمشار او بشمشر ومراد به السيف وفيه عدة اثار لكن سندها ضعيف. وقيل بل ان الشياطين هنا هم اليهود كفار يهود في مكة ارسلوا الى اوليائهم كفار قريش وقالوا لهم قولوا لمحمد كيف تأكل مما اكلته كيف تأكل مما ذبحته بيدك وتحرم ما ذبحه الله لكن الاول الدليل عليه واظح صحيح الحديث ان الشياطين هنا هم شياطين الجن. يوحون الى اوليائهم يلقون في انفسهم واولياءهم كفار قريش ليجادلوكم فيقول تأكلون ما قتلتم بانفسكم وما قتله الله تحرمونه ليجادلوكم والاصل المجادلة المحاجة وان اطعتموهم انكم لمشركون. ان اطعتم اطعتموهم في الاكل مما لم يذكر اسم الله عليه. واطعتموه في كل ما يأمرونكم فيه بما هو كفر وخلاف للحق انكم لمشركون. قال الطبري حيث عدلتم عن امر الله لكم وشرعه الى قول غيره فقدمتم عليه غيره فهذا هو الشرك كقوله اتخذوا احبارهم ورهبانهم اربابا من عند الله لانهم اطاعوهم في معصية الله. فالحاصل انه لا يجوز لاحد ان يطيع احدا في مخالفة الشرع ويجب عليه ان يتبع الشرع. ثم قال جل وعلا الحقيقة نحن نضطر الى الاختصار والا في بعض المسائل لكن ان شاء الله نأتي على ما استطعنا والتوفيق باذن الله عز وجل. ثم قال جل وعلا اومن كان ميتا فاحييناه وجعلنا له وجعلنا له نورا يمشي به في الناس كمن مثله في الظلمات او من كان ميتا يعني كان كافرا على الكفر والكفر موت وهو اعظم الموت فاحيينه بالايمان فصار من المؤمنين وجعلنا له نورا وهو القرآن وقيل هو الاسلام وهما متلازمان. وجعلنا له نورا يمشي به في الناس يعني يهتدي به كيف يسلك وكيف يتعامل مع الناس لان المسلم اذا اعتنق الاسلام ظهر هذا على تصرفاته وتعاملاته يمشي به في الناس كمن مثله في الظلمات وهي ظلمات الجهل والكفر والاهواء والمراد به الكافر كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها باق في ظلماته لا يخرج منها وقد قال بعض اهل العلم ان الميت هو ابو جهل الباقي في الظلمات وان الذي احياه الله هو عمر ابن الخطاب رضي الله عنه وقيل الذي احياه الله عمار وقيل العباس والباقي في ظلمات الجهل هو ابو جهل في ظلمات الكفر وهذا لا يصلح ان يكون تفسيرا لكن ان يذكر على سبيل النوع ممن احياه الله بالاسلام وكان قبل ذلك كافرا عمر والعباس وعمار لكن المراد هنا ما هو اعم من ذلك؟ كل من من الله عليه بالايمان بعد الكفر فقد احياه الله. حياة طيبة وانقذه من الكفر فلا تستوي حاله مع حال من هو في الظلمات والكفر والشك والجهل والضلال ليس بخارج منها كذلك زين للكافرين ما كانوا يعملون اي كما زين كما جعلنا بعظ الناس في الكفر وزينا له ذلك وليس بخارج منه. كذلك زينا للكافرين ما كانوا يعملون. مثل هذا التزيين زينا للكافرين عملهم فزين الشر في قلوبهم. وهذا من من الله على المؤمنين انه حبب اليهم الايمان وزينه في قلوبهم والكفار على الضد من ذلك نعوذ بالله ولكن لا يعني هذا انهم معذورون بل هم اقدموا على العمل باختيارهم وارادتهم وعصوا من يدعوهم الى الهدى ثم قال جل وعلا وكذلك جعلنا في كل قرية اكابر مجرميها اي كما زينا للكافرين ما كانوا يعملون. كذلك جعلنا في كل قرية من القرى التي جاءت التي جاءتهم رسلهم جعلنا اكابر المجرمين فيها هم الرؤساء والقادة حكمة بالغة فيعارض الدين ويعارض الرسل رؤساء وكبراء وقادة القرى ثم يغلبهم النبي والمؤمنون فقوة الدين قوة ذاتية. فمن عارضه اهلكه الله وقضى عليه ومن تمسك به صار قويا. ولهذا قال وكذلك جعلنا في كل قرية اكابر مجرميها. يعني من الرؤساء والعظماء وخصهم بالذكر لانهم اقدر على الفساد من غيرهم. والناس يتبعونهم ليمكروا فيها لاجل ان يضلوا الناس. كما قال ابن كثير قال المراد بالمكر هنا دعاؤهم الى الضلالة بزخرف من والفعال كما قال عن قوم نوح ومكروا مكرا كبارا وقال ايضا عن الكفار وقال الذين وقال الذين استضعفوا للذين للذين استكبروا بل مكر الليل والنهار يمكرون يعني كفر وزخرفة الباطل والدعوة الى الباطل. والصد عن سبيل الله. ليمكروا فيها. قال جل وعلى وما يمكرون الا بانفسهم حقيقة مكرهم هذا راجع على انفسهم لا يظرون الله شيئا ولا يظرون النبي شيئا ولا يظرون المؤمنين شيئا فمكرهم هذا عائد عليهم وسيعذبون بذلك لانهم ما يظرون الا انفسهم وما يمكرون الا بانفسهم وما يشعرون ما يحسون. لانهم لو حسوا ان ما يفعلونه وبال عليهم وسيرجع عليهم بالوبال لتركوا. لكن اعمى الله قلوبهم حتى رأوا انهم على الحق. وان الانبياء ومن واتباع الانبياء انهم على ظلال فما يحسون بخطر ما هم فيه فيبقون على كفرهم الى ان يلاقوا جزاءهم ثم قال سبحانه وتعالى واذا جاءتهم اية قالوا لن نؤمن حتى نؤتى مثل ما اوتي رسول الله. اذا جاءت هؤلاء الرؤساء وهؤلاء الكفار اية وعلامة بينة من عند الله عز وجل تدل على صدق الرسول قالوا لن نؤمن حتى نؤتى مثل ما اوتي رسول الله لن نؤمن حتى نؤتى نحن الكتاب او حتى تأتينا الملائكة مثل ما تأتي الرسل ويأتينا ملك وهذا من زيادة شرهم وعنادهم وتكبرهم وترفعهم عن الحق لن نؤمن حتى نؤتى مثل ما اوتي رسول الله. فرد الله عليهم الله اعلم حيث يجعل رسالته الله عليم بمن يستحق الرسالة من يستحق ان يكون رسولا يصطفي ويختار من عباده من يصلح للرسالة وانتم لستم كفؤا للرسالة فكيف تطلبون ان تؤتوا مثل ما اوتوا لا يمكن هذا فضل الله يختص به من يشاء وهو العليم الحكيم. اعلم هو اعلم جل وعلا بكم وبانبيائه فهو العليم. ولذلك يجعل رسالته ونبوته حيث يشاء. فيجعلها في الانبياء بين الاخيار عباد الله المخلصين قال جل وعلا سيصيب الذين اجرموا صغار عند الله سيصيب الذين اجرموا صغار اي ذل وهوان. وهذه عاقبة الاجرام يا اخواني الكفر شرك بل حتى الذنوب والمعاصي. والله انها ذلة وصغار في الدنيا والاخرة فيصيب سيقع ويصيب هؤلاء الذين اجرموا واكثروا الاجرام والافعال الخبيثة والصد عن سبيل الله صغار هوان وذلة وصغار عند الله جل وعلا وفوق ذلك عذاب شديد عذاب اليم فهم في حال ذل وهوان وصغار ويمسهم عذاب شديد وهو عذاب النار وما اعده الله فيها اعدائه بما كانوا يمكرون بسبب مكرهم يمسهم العذاب بسبب مكرهم ليس هكذا بدون سبب لا ولكن وما يمكرون الا بانفسهم. هذا عاقبة مكرهم الله عز وجل يمسهم ويصيبهم بالعذاب الشديد. ويذلهم ويخزيهم بسبب اعمالهم فما ظلمهم ولكن كانوا انفسهم يظلمون. ثم قال جل وعلا فمن يرد الله ان يهديه ويشرح صدره للاسلام. اخبار من الله عز وجل ان من اراد هدايته شرح صدره للاسلام. يعني وسع قدره وقبل الحق فاتسع صدره للحق يشرح صدره ان يوسعه. فيقبل الحق وينشرح له ويتسع له. كما قال الله جل وعلا. الم نشرح لك صدرك يعني وسعناه وحسنا لك الحق حتى قبلته فمن يرد الله ان يهديه ويشرح صدره للاسلام. تجد المؤمن ينشرح ويحب الاسلام ويرضى به ويعتنقه. ومن يريد ان يظله يجعل صدره ضيقا حرجا ومن يرد كفره يجعل صدره ضيقا يضيق بالدين يضيق بالاسلام ما يقبله حرجا وهو اشد الظيق يجعله ظيقا وايظا يصيبه باشد الظيق حتى لا يقبل شيئا من الدين يصبح حاله كحال الذي يصعد في السماء الذي يصعد في السماء يضيق عليه النفس. سواء قلنا المراد به صعود الجبال فانه يتعب ويضيق نفسه وكلما ارتفع وقلت الجاذبية ضاق عليه النفس او حتى لو قلنا صعود بالطائرات الان لولا انه يكيف الجو داخل الطائرة ويوفر الاكسجين مات اهل الطائرة ما يستطيعون لانه يقل الاكسجين اذا كل ما صعد الانسان الى اعلى ولهذا بعض المناطق العالية كثير من الناس يتضايق ما يستطيع يسكن فيها يضيق به النفس لانه صعد الى اعلى فكذلك الكافر والعياذ بالله حاله مع الاسلام كحال الذي يصعد في السماء فيظيق صدره في ضيق بالاسلام ولا يقبله. ولهذا قوله حرجا الحرج قالوا هو اشد الظيق وهو الذي لا ينفذه شيء لشدة ضيقه وليس للخير فيه منفذ وحرجا فيها اكثر من قراءة القراءة الاولى قرأ نافع وابو بكر حرجا حرجا بالكسر والباقون حرجا بالفتح وقبلها ايظا ظيقا قرأ ابن كثير ضيقا بفتح الظاد بالتخفيف فتح الضاد وتسكين وتسكين الياء ضيقا مع التخفيف وقرأ الجمهور ظيقا بالتشديد كانما يصعد في السماء. يصعد ايضا فيها اكثر من قراءة. قرأ شعبة بتشديد الصاد وتخفيف العين والف بينهما. يصعد كانما يصاعد في السماء وقرأ ابن كثير كانما يصعد بالتخفيف كانما يصعد في السماء. باسكان الصاد مخففة. وقرأ الباقون بالتشديد يصعد والمعنى لا يختلف يعني يصعد او يصعد او يتصاعد المراد انه يصعد الى جهة العلو والذي يصعد الى جهة العلو يضيق قدره فكذلك حال الكافر مع الاسلام اذا جاءه والعياذ بالله كأنما يصعد في السماء كذلك يجعل الله الرجس على الذين لا لا يؤمنون. مثل هذا الجعل الذي جعله الله عز وجل عليهم يجعل وهو العذاب وقيل الرجس هنا الشرك وكاين الخبز والفساد كذلك مثل هذا الجعل يجعل الله الرجس والشرك على الذين لا يؤمنون لا يؤمنون بالله ولا يقرون ولا يصدقون ولا تؤمن قلوبهم ولا يعملون بما جاءهم من الحق ثم قال جل وعلا وهذا صراط ربك مستقيما لما ذكر طريق الضالين عن السبيل نبه على الصراط المستقيم قال هذا صراط ربك وهو دين النبي صلى الله عليه وسلم ما عليه النبي صلى الله عليه وسلم واشار اليه بالقرب لوضوحه طريق واضح بين ايدي الناس كل مولود يولد على الفطرة وهذا صراط ربك مستقيما استقيم حال صراط حالت كونه مستقيم لا اعوجاج فيه كما تقول في سورة الفاتحة اهدنا الصراط المستقيم قد فصلنا الايات لقوم يتذكرون فصلنا وضحنا وبين الايات والدلائل الدالة على الحق وعلى طريق الله المستقيم على دينه لكن لقوم يتذكرون يتعظون بمراعظ الله ويعتبرون بخلاف المعرظين لهم دار السلام عند ربهم وهو وليهم بما كانوا يعملون وهذا هذا للقوم المؤمنين الذين يتذكرون فلهم عند ربهم يوم يلقونه دار السلام اي الجنة وقال لها دار السلام لسلامتها من الافات. ولسلامة من دخلها من كل بؤس لهم دار السلام عند ربهم وهذه مزية اخرى لانهم عند الله ومن اوليائه وهو وليهم ايظا هو الذي يتولاهم في الدنيا والاخرة. فيتولى امرهم وينصرهم يهديهم في الدنيا سددهم ويكفيهم شر اعدائهم وفي الاخرة يتولاهم ويدخلهم في الجنة. بما كانوا يعملون بسبب عملهم وليس معنى ذلك ان عملهم موصل الى الجنة لا. قال النبي صلى الله عليه وسلم ما منكم احد يدخل الجنة بعمله. قالوا ولا انت يا رسول الله؟ قال ولا انا الا ان يتغمدني الله برحمته لكنه جل وعلا جعل هذا العمل القليل الذي ليس مكافئا للجنة جعله سببا لدخول الجنة برحمته سبحانه تعالى فناظروا انظروا يا اخوان الذين يدخلون النار والذين يدخلون الجنة كلهم بما كانوا يعملون فانظر لنفسك دخول الجنة بعمل ودخول النار بعمل. فاعمل بالعمل الذي يقربك من الجنة ويكون سببا بعد رحمة الله في دخولها. واحذر من العمل الذي يكون سببا في دخول النار. ثم قال جل وعلا ويوم يحشرهم جميعا. اي واذكر يوم يحشرهم جميعا يعني يحشر الجن واوليائهم والانس يحشر الجميع ويوم يحشرهم جميعا يا معشر الجن قد استكثرتم من الانس يحتمل انه يحشرهم جميعا يحشر الناس كلهم. ويقول للانس والجن الذين تولى بعضهم بعضا ما سيذكره الله ويحتمل انه هنا يكون يوم يحشرهم. الخطاب هنا راجع على من سيأتي الكلام معهم او من سبق الكلام المعهود الذهني واذكر يوم يحشرهم والحشر هو الجمع المراد به يوم القيامة. يوم يحشرهم جميعا ما يترك احدا جل وعلا. يا معشر الجن قد استكثرتم من الانس المعشر الجماعة يا جماعة الجن قد استكثرتم من الانس من اغوائهم واضلالهم قال اولياؤه وقال اولياؤهم من الانس ربنا استمتع بعضنا ببعض يوبخ الله عز وجل شياطين الجن قد استكثرتم من اغلال واظلال وازلال الانس فيرد عليهم الانس الكفار لانهم ينطقون بالحق في ذلك الوقت. قالوا ربنا استمتع بعضنا ببعض. وبغنا اجلنا الذي اجلت لنا ومعنى استمتاع استمتاع الجن بالانس واستمتاع الانس بالجن قالوا استمتاع الجن بالانس هو انهم يطيعونهم. ويعبدونهم ويستعيذون بهم. اذا نزل واد يقول اعوذ بعظيم هذا الوادي من شر قومه. هل استمتاع الجن بالانس يعبدونهم يطيعونهم يستعيذون بهم؟ يخافونهم. واستمتاع الانس بالجن هو طاعتهم لهم في الشهوات وقيل نعم. اه استمتاع الجن استمتاع الجن بالانس هو طاعة الانس لهم. وعبادتهم لهم واستمتاع الانس بالجن انهم يحققون لهم بعض الشهوات او بعض الامور كما يفعل السحرة وغيرهم واتباع الجن يحصل لهم شيء من المصالح هذا استمتاع وقالها غيره وقال بعض اهل العلم يقول ابن كثير ان اولياء الجن من الانس قالوا مجيبين لله تعالى بهذا ثم اورد اثر الحسن قال استكثر نعم. قال ما كان استمتاع بعضهم ببعض الا ان الجن امرت وعملت الانس وقال محمد بن كعب ربنا استمتع بعضنا ببعض قال الصحابة في الدنيا مصاحبتهم فيما بينهم في الدنيا واورد ابن جريج كان الرجل في الجاهلية ينزل الارض فيقول اعوذ بكبير هذا الوادي من شر سفهاء قومه. فهنا يستمتع الجن بطاعة واستعاذة الانس فيه. والانس يستمتع بانه انجو ويسلم من شر الجن لا يصيبونه في هذه الارض ربنا استمتع بعضنا ببعض وبلغنا اجل الذي اجلت لنا. الاجل والوقت الذي اجلته لنا والامد بلغناه فنحن في عذاب الله نعوذ بالله واعترافهم منهم وبلغنا اجل الذي اجلت لنا. قال النار مثواكم. النار مثواكم خالدين فيها الا ما شاء الله النار مثواكم مآلكم تثوون فيها وترجعون وتقطنون وتقيمون فيها خالدين فيها اي ماكثين فيها مددا طويلة. بل جاء في اية اخرى خالدين فيها ابدا. يعني لا نهاية لهذا الخلود الا ما شاء الله هل يعني هذا ان الكافر لا يخلد في النار؟ لا قال ابن قال ابن جرير الطبري الا ما شاء الله من قدر مدة ما بين مبعثهم من قبورهم الى مصيرهم الى الى جهنم. فتلك المدة التي استثناها الله من خلودهم في النار. لانهم من موتهم يبقون في البرزخ في الارض ما يكونون في النار لكن يأتيهم من عذاب النار ويعرضون عليها ومقدار فهذا معنى قوله الا ما شاء الله يعني هذه المدة التي ما بين موتهم الى قيام الساعة حتى يرجعوا الى النار. هذا معنى استثناء ونحوه قول الزجاج قال من مقدار حشرهم من قبورهم ومقدار مدتهم في الحساب. هذه المدة هي التي الا ما شاء الله. يقفون الحساب. اما بعد ذلك مثواهم النار. يقيمون فيها خالدين فيها ابد الاباد الا ما شاء الله ان ربك حكيم عليم جل وعلا. حكيم في افعاله واقواله واقداره وكذلك عليم بمن يستحق الهداية فيوفقه لها ومن يستحق النار فيسره لعملها فكل ذلك بناء على علمه الذي احاط بكل شيء وحكمته التي تضع كل شيء موضعه. الا وكذلك نولي بعض الظالمين بعضا بما كانوا ويكسبون اي نجعل بعضهم يتولى بعض فيكون فيكونون اولياء لبعضهم ثم يتبرأ بعضهم من بعض يوم القيامة وقال بعض المفسرين نسلط ظلمة الجن على ظلمة الانس وقال بعض المفسرين نسلط الظلمة بعضهم على بعض فيهلكه ويذله فكل هذه محتملة نولي بعضهم بعضا نجعلهم يتولونهم في الدنيا ويتولونهم في الاخرة فيتولى هؤلاء بعضهم بعضا في الدنيا يصيرون اولياء ثم في الاخرة كلهم في النار او اننا نسلط بعض الظالمين على بعض نوليهم اياهم. او ان نسلط ظلمة الجن على ظلمة الانس كل هذا محتمل والنص محتمل له كله اذا وكذلك نولي بعض الظالمين بعضا بما كانوا يكسبون. بسبب كسبهم سبحان الله لا يظلم ربك احدا فانتبه من الظلم يا عبد الله. لان لا يولي الله عليك والي من يظلمك كما ظلمت بسبب كسبك وهذا حكم عدل من الله جل وعلا وكل احكامه عدل. قال جل وعلا يا معشر الجن قد يا معشر الجن والانس. الم يأتكم رسل منكم يقصون عليكم اياتي وينذرونكم لقاء يومكم هذا يا جماعة الجن والانس الم يأتكم رسل منكم تنازع العلماء لان ظاهر الاية يخاطب الجن والانس يقول الم يأتكم رسل منكم؟ الم يجيئكم رسل منكم قال الضحاك هذا دليل ان الجن منهم رسل والصواب ان الرسل من الانس وليس من الجن ولهذا اجابوا بعدة اجوبة عن هذه الاية. قالوا معناها الرسل منكم اي في مجموعكم الصادق بخصوص الانس فقط. الله يخاطب الان يا انس ويا جن فالان الخطاب لهم جميعا الم يأتكم رسل منكم؟ لا يرجع اليهم جميعا. هو يرجع لبعض هذه المجموعة وهم الانس قال وهذا كثير في القرآن. قد يطلق المجموع ويراد به البعض كما قال جل وعلا فنادوا صاحبهم فتعاطى فعقر فعقروا مع انه العاقر واحد والله جل وعلا يقول فعقروها نعم ايش؟ ايش الاية فكذبوه فحقروها قال عن قوم ثمود كلهم فعقروها. مع ان الذي عقرها من؟ واحد قدار ابن سالف. اشقاهم وحيمر ثمود قالوا فهذا وارد مثل هذا في القرآن يخاطب المجموعة وهو الفاعل واحد. فهنا خاطب مجموع الجن والانس والرسل انما هم من الانس فقط. وهذا هو قول جماهير اهل العلم وقال بعضهم ان الانس منهم نذر والرسل من ان الجن منهم النذر والانس منهم الرسل كما قال الله جل وعلا واذ صرفنا اليك نفرا من الجن يستمعون القرآن فلما حضروه قالوا انصتوا فلما قضي ولوا الى قومهم منذرين فلا رسل من الجن. وانما الرسل من الانس. لكن هنا باعتبار المجموع. وان كان الجن ليس منهم. لكن مجموع الانس والجن منهم الرسل وهم من طائفة الانس يا معشر الجن والانس الم يأتكم رسل منكم استفهام تقريري يقصون عليكم اياتي قال السعدي يقصون عليكم ايات الواظحات البينات التي فيها تفاصيل الامور تفاصيل الامر والنهي والخير والشر والوعد والوعيد. بلى جائتهم رسلهم يقصون ويتلون ويبينون لهم اياتي ايات الله الدالة على الحق وينذرونكم لقاء يومكم هذا ينذرونكم يخوفونكم لقاء هذا اليوم وهو يوم القيامة. فيقول احذروا من يوم القيامة. احذروا من هذه الاعمال تعذبون عليه يوم تقفون بين يدي الله فابوا قال جل وعلا وينذرونكم لقاء يومكم هذا؟ قالوا شهدنا على انفسنا. شهدنا على ذلك. لكن متى يوم لا ينفع مال ولا بنون. قالوا شهدنا على انفسنا وغرتهم الحياة الدنيا. السبب انهم غرتهم الحياة الدنيا ظروفها وزينتها فاغتروا بها واخذوها. وركنوا اليها ولم يأخذوا بالايمان. وورتهم الحياة الدنيا وشهدوا على انفسهم انهم كانوا كافرين. اقروا هذا الجحود الذي يقع هالحين في هذه الازمنة هذا مؤقت لكن يوم القيامة يقرون ويعلمون ويتمنون الرجوع كما مر معنا في ايات لكن لا ينفعهم ذلك ثم قال جل وعلا ذلك ان لم يكن ربك مهلك القرى بظلم واهلها غافلون ذلك راجع على اقرب مذكور وهو اتيان الرسل. اتيان الرسل اليهم ذلك ان لم يكن ربك يعني ذلك اي ارسال الرسل الى الناس يقصون عليهم ايات الله بسبب ان الله لم يكن مهلك مهلك القرى بظلم واهلها غافلون وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا لابد ان يقيم الحجة عليهم هذا من عذر الله لا احد احب اليه العذر من الله. ولهذا ارسل الرسل وانزل الكتب. فما عذب الله قوما الا بعد ان يأتيهم نذير رسول ما يعذبهم غافلون. نعم الله اكبر الله اكبر الله اكبر الله اكبر اشهد ان لا لا اله الا الله اشهد ان لا اشهد ان لا اله الا الله اشهد ان محمدا رسول الله اشهد ان محمدا رسول الله اه حي على الصلاة لا حول ولا قوة الا بالله. حي على الصلاة اه لا حول ولا قوة الا بالله. حي على الفلاح لا حول ولا قوة حيان الله اكبر الله اكبر اكبر لا اله الا الله. اللهم صل على محمد وعلى كما صليت على ابراهيم اللهم رب هذه الدعوة يقول الله جل وعلا ذلك ان لم يكن ربك مهلك القرى بظلم واهلها غافلون لا يمكن ان بظلم منهم حتى لو كان كفرا او شركا وهم غافلون لم يأتهم نبي ورسول يدعوهم الى الى الهدى ويبينوه لهم كما قال جل وعلا وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا ثم قال جل وعلا ولكل درجات مما عملوا. لكل عامل في طاعة الله ومعصيته وفق اعمالهم مما عملوا ان خيرا وان شر وما ربك بغافل عما يعملون. والله جل وعلا ليس بغافل ولا بساه ولا بلاه عما يعمل العاملون ان خيرا وان شرا فما تعمل عملا الا والله جل وعلا عليم به مطلع عليه. ولا يضيع منه شيء. ثم قال جل وعلا وربك الغني ذو رحمة فهو الغني عن جميع خلقه من جميع الوجوه جل وعلا ذو الرحمة وهو مع غناه ذو رحمة صاحب رحمة رحيم بخلقه جل وعلا رحيم بالخلق وهذا من كماله غني عنهم ورحيم بهم يذهبكم ويستخرج من بعدكم ما يشاء ان يشأ يذهبكم اي يعذبكم يميتكم اذا خالفتم امره ويستخلف من بعدكم ما يشاء يأتي بقوم اخرين يؤمنون به ويستقيمون على دينه. كما انشأكم من ذرية قوم اخرين ويستغفر من بعدكم ما يشاء كما انشأكم من ذرية قوم اخرين. كما انكم انتم من ذرية قوم قد ماتوا وهلكوا. فالله جاء بكم من بعدهم فان كذبتم ولم تؤمنوا ذهب الله بكم واتى بقوم اخرين يؤمنون به ويتبعون دينه ونبيه كما انشأكم من ذرية قوم اخرين انما توعدون لآت يعني انما توعدون من امر المعاد والقيامة لاتي لات يعني سيأتي ولابد وما انتم بمعجزين لن تعجزونا على ان نعيدكم ونبعثكم مرة اخرى فيوم القيامة ات وسنبعثكم ولا يعجزنا ذلك ونجازيكم على اعمالكم ثم قال جل وعلا قل يا قومي اعملوا على مكانتكم اني عامل يا قومي يأمر الله نبيه ان ينادي قل يا قومي اعملوا على مكانتكم اي على الطريقة التي انتم عليها. قال ابن كثير استمروا على طريقتكم وناحيتكم. ان كنتم تظنون انكم على هدى وانا مستمر على طريقتي ومنهجي اعملوا على مكانتكم وعلى طريقتكم وما انتم عليه هذا من باب التهديد والوعيد الشديد اني عامل اني عامل بطريقتي وهو الايمان بالله واتباع شرعه اني عامل فسوف تعلمون من تكون له عاقبة الدار. وذلك حينما تقوم القيامة ونقف بين يدي الله تعرفون من تكون له عاقبة الدار العاقبة الحميدة عاقبة الدار يعني كان عاقبته دخول الجنة صار الامر عاقبته حميدة له بخلاف من كفر بالله جل وعلا يدل عليه قوله انه لا يفلح الظالمون لكن الذين اطاعوا الله عز وجل ستكون لهم العاقبة الحميدة ودخول الجنة. واما الظالمون لا يفلحون لان مئالهم الى النار وبئس المصير ثم قال سبحانه وتعالى وجعلوا لله مما ذرأ من الحرث والانعام نصيبا هذا من ضلالات كفار قريش انهم جعلوا من حروثهم وانعامهم من زروعهم ومن الانعام يقولون من هذه الزروع نصيب لله حظ نصيب لله. هذا لله. وهذا للالهة لاصنامهم. فاذا ذهب شيء مما سموه نصيب الله الى حظ الاصنام قالوا اتركوه الصنم فقير. الهتنا فقيرة واذا وقع شيء من نصيب الصنم في ذي النصيب الذي زعموا انه لله اخذوه وقالوا والله غني عنه فقد وقعوا في الخطأ من جهتين اولا انهم جعلوا لله نصيب وهو غني. ولا حاجة له الى ما جعلوه من نصيب. الامر الثاني انهم لما جعلوا هذا ايضا جاره في القسمة وما انصفوه فاخذوا حق الله بحق الهتهم وهذا من سفههم وظلال عقولهم. فقال جل وعلا وجعلوا لله مما ذرأ. يعني مما خلق هو الذي خلق كل شيء. من الحرث اي الزروع والثمار والانعام نصيبا اي جزءا وقسما وحظا. فقالوا هذا لله بزعمهم هذا الشيء من هذا المال هذا لله هذا نصيب الله وهذا لشركائنا هذا شيء منه لشركائنا وهم الاله الذين نعبدهم فما كان لشركائهم فلا يصلوا الى الله. ما كان من النصيب نصيب الشركاء لا يصل الى الى الله والى نصيب الله. يأخذونه ويردونه وما كان لله فهو يصل الى شركائهم ما كان من نصيب الله اذا كان اذا وقع في نصيب الهتهم تركوه هذا جور مع انه اصل هو لا يجوز لكن حتى مع هذا الفعل هم جائرون كاذبون جائرون غير عادلين قال جل وعلا ساء ما يحكمون. قبح هذا الحكم الذي حكموا به. اولا الحكم انهم جعلوا لله نصيبا. والامر الثاني انهم ما عدلوا وفي القسمة ثم قال سبحانه وتعالى وكذلك زين لكثير من المشركين قتل اولادهم شركاؤهم اي مثل ما زينت الشياطين لهؤلاء ان يجعلوا نصيبا لله من الحرث والانعام ونصيب للشركاء كذلك زينت الشياطين للمشركين قتل اولادهم زينوا لهم قتلى اولاده فيقتلوا ولده يقتل الرجل بنته خشية العار يئدها او يقتل ولده خشية املاق. خشية الجوع هذا كله من تزين الشيطان وكذلك زين لكثير من المشركين قتل اولادهم شركاؤهم شركاؤهم هم الذين زينوا لهم. وتقدير الكلام وكذلك زين شركاء المشركين لهم قتل اولادهم. زين شركاء المشركين للمشركين قتل اولادهم. هذا معنى الاية. على هذه القراءة وكذلك زين لكثير من المشركين قتل اولادهم شركاؤهم. لماذا زينوا لهم قتل اولادهم؟ قال ليردوهم ليوقعوهم في ودع وهو الظرر الشديد وليلبسوا عليهم دينهم ايضا وليخلطوا عليهم دينهم ويظنون هذا دينا. قال جل وعلا ولو شاء الله ما فعلوه. كل ذلك واقع بمشيئته وقدرته جل وعلا. ولو شاء افعلوه ما فعلوه اشارة الى الارادة الكونية فذرهم وما يفترون وما يفترون. فدعهم واجتنبهم وما هم فيه من الافتراء والكذب ودليل على قبح وسوء هذا العمل الذي هم فيه. ثم قال جل وعلا وقالوا هذه انعام وحرث حجر لا يطعمها الا من نشاء. ايضا من ضلالات كفار وغيرهم ظلالة المشركين المسلمين قالوا هذه انعام وحرث انعام ما هي مثل العام معروفة الابل والبقر والغنم وحرف اي زروع. حجر يعني محجورة. محجورة على من نشاء لا يطعمها الا من محجورة محرمة ما يأكلها ولا ينالها الا من نشاء. وهذا معنى حجر يعني ممنوعة لاصنامهم او حرام الا لمن يشاؤون وقالوا هذه انعام وحرث وحرث حجر لا يطعمها الا من نشاء وكانوا يحتجرونها عن النساء والاولاد ويجعلونها للرجال بزعمهم سمى الله هذا زعما زعم قول الباطل هذا باطل. الله اذا احل الشيء احله للجميع للرجال والنساء واذا ما حرمه على الجميع بهيمة الانعام اما ان تكون حلال للجميع واما ان تكون محرمة على الجميع قال وانعام حرمت ظهورها وانعام لا يذكرون اسم الله عليها. هذي كلها افتراءات فجعلوا نصيبا من الانعام والزروع الحروف لا محجورة ممنوعة ليس كل احد يناله ينالها لكن يا نوى ينالها من يشاؤون هم للرجال دون النساء. او للاصنام دون غيرها. وكذلك ايضا حرم هؤلاء الجهلة انعاما حرموا ظهورها. وانعام حرمت ظهورها. قالوا هذه لا تركب الوسيلة او الحام او البحيرة هذه ما يجوز ان تركب خلاص هذه مسيبة السوائب هذه للاصنام هذه لالهتنا حرام ظهرها ما يجوز ان تركب. من الذي قال هذا؟ هذا من افتراءاتهم. الله ما حرم هذه الامور وانعام حرمت ظهورها وانعام لا يذكرون اسم الله عليها قالوا هي ما ذبحوها لالهتهم وقيل لا يذكرون اسم الله عليها لا يحجون عليها انعام لا يحجون عليها وقيل لا يذكرنا اسم الله عليها في شأن من شأنها. ان ركبوا لان ركبوا ولئن حلبوا ولئن ذبحوا ولان عملوا يقول خلاص هذه هذه البهائم او هذه الحروف ما يذكر اسم الله عليها هذا تشريع باطل تشريع الشيطان تشريع العقول الفاسدة لكن هذي من ظلالات الكفار التي حكاها الله عنهم وكانوا يفعلونها تعامل لا يذكر اسم الله عليها ثم قال افتراء عليه. كل ما سبق افتراء افتروا ذلك افتراء وكذبا واختلاقا. والله لم يأذن به ولم يأمر به جل وعلا افتراء عليه سيجزيهم بما كانوا يفترون سيجزيهم ويحاسبهم بما كانوا يفترونه دليل ان هذه الافعال ما تذهب سدى. هذا هذا تشريع هذا قول على الله بغير علم يحل يحللون ويحرمون من قبل اهوائهم وانفسهم ثم قال جل وعلا وقالوا ما في بطون هذه الانعام خالصة لذكورنا ومحرم على ازواجنا. ما في بطون هذه الانعام قالوا هذه الانعام في بطونها حلال للذكور ومحرم على الاناث. ما هو الذي في بطونها؟ قيل اللبن. لبن هذه الانعام يسمونها عينة هذه حلال للذكور بالرجال حرام على النساء وقيل بل ما في بطونها المراد به الجنين. الاجنة التي في بطونها فالجنين او المولود الذي في بطني هذه البهيمة هذا حلال للذكور وليس حلال للاناث وان يكن ميتة فهم فيه شركاء لكن ان ولد هذا الجنين ميتا مات هنا يجوز ان تأكل منهن الاناث يأكل منه الرجال والنساء شوفوا الافتراء والكذب والتشريع من قبل العقول. قال وان يكن ميتة فهم فيه شركاء اذا كان ما في بطونها وهو الاجنة ان خرج ميتا او مات هنا يجوز يأكله الرجال والنساء اما اذا لم يكن ميتا وخرج حيا او ذكي وذكيت امه فانه خاص بالذكور. قال جل وعلا سيجزيهم وصفهم قال الطبري سيثيب ويكافئ هؤلاء المفترين عليه الكذب في تحريم ما لم يحرمه الله وتحليلهم ما لم يحل يحلله الله سيجزيهم على ذلك اشد العذاب سيجزيهم وصفهم وهو قولهم على الله غير الحق. وما وصفوا من هذه الانعام ما حرموا وصفهم اي قولهم تحريم هذا وتحليل هذا انه حكيم عليم جل وعلا حكيم في جميع افعاله واقداره واحكامه عليم بهم وبكل شيء قد احاط علمه بكل شيء ولهذا سيجازيهم على افتراءاتهم. ثم قال جل وعلا قد خسر الذين قتلوا اولادهم بغير علم قال الطبري اي قد هلك هؤلاء المفترون على الله الكذب العادلون به الاوثان والاصنام في قتل اولادهم قد خسروا اعظم الخسارة الذين قتلوا اولادهم خشية العيلة او الفقر او خشية العار وفعلهم ذلك سفها بغير علم سفه سفاهة سفاهة عقول بغير علم ما عندهم علم بهذا الذي يفعلونه. سفها بغير علم وحرموا ما رزقهم الله افتراء على الله وايضا قد حرموا ما رزقهم الله هذه البهائم بهيمة الانعام لهم للذكور والاناث هم حرموا ما رزقهم الله هذا رزق الله حرموا ما رزقهم الله وكل ذلك افتراء على الله كذبا تكذيبا وتخرصا بالباطل. فقول على الله بغير حق. قد ضلوا وما كانوا مهتدين ظلوا عن الصراط المستقيم وما كانوا مهتدين فيما احلوا وحرموا كم بقي؟ خلاص؟ والله اعلم وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا محمد