ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله واصحابه ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين اما بعد يقول الله جل وعلا في سورة الانعام وهو الذي انشأ جنات معروشات وغير معروشات والنخل والزرع مختلفا اكله والزيتون والرمان متشابها وغير متشابه يقول جل وعلا ممتنا على خلقه وهو الذي انشأ جنات معروشات هو الذي انشأ وخلق وجعل لكم جنات والجنات جمع جنة والمراد البساتين وهي الاشجار التي قد عظمت او البساتين المزارع التي عظمت اشجارها وكثرت حتى صارت تجن وتستر ما بداخلها فقيل له جنة بهذا الاعتبار لكثرة اشجارها وتعانق اغصانها او لكثرة هذا النبات صار يجن ما بداخله فهو جل وعلا الذي انشأ هذه الجنات وهي جنات معروشات وغير معروشات. ومعنى المعروشات كما قال ابن عباس قال ما عرشه الناس ما عرشه الناس وغير معوشات ما خرج في البر والجبال من الثمرات ولخص بعض اهل العلم قول ابن عباس هذا لان له لان له قولان وقال يعني خلاصة قول ابن عباس ان المعوشات ما انبته الناس وعرشوه ما انبتوه يعني بانفسهم وغير معروشات ما انبته الله جل وعلا في الصحاري في الجبال هذا قول ابن عباس القول الثاني ان المعروشات هي من بسط على وجه الارض مما يعرش مثل الكرم والزرع والبطيخ وغير المعوشات ما قام على ساق مثل النقل وسائر الاشجار اذا المعروشات هي النباتات التي تنبسطوا على وجه الارض يعني ليس لها سوق اذا خرجت تنبسط على وجه الارض وغير المعروشات هي ذات السوق التي لها ساق مثل النخل ونحوه والقول الثالث قيل المعروشات المرفوعات المرفوعات على الاعمدة وغير المعوشات غير المرفوعة. وهذا تقريبا يدخل في القول الذي قبله او الذي قبل الذي قبله ولم يذكر ابن جرير الا القول الاول الذي هو قول ابن عباس ان المعروشات ما عرشه الناس وانبتوه بانفسهم وغير المعروشات ما انبته الله جل وعلا في الجبال والبر ونحو ذلك الحاصل ان الجنات كلها المعروشات وغير المعروشات كل الجنات الله هو الذي انشأها لكم حتى الذي انبتموه انتم؟ من الذي انبته؟ الله جل وعلا او ما كان منبسطا بلا ساق. الله الذي انبته او او كان له ساق فالله الذي انبته قال جل وعلا والنخلة والزرع مختلفا وكلوا هذا من باب عطف الخاص على العامة لان النخل والزرع وكذلك الزيتون والرمان هو من هذه الجنات لكن افرده بالذكر وخصها وخصها بالذكر لما فيها من الفظيلة او لما فيها من الفوائد تميز على غيرها والا هي داخل اظن الجنات ولا شك والنخلة والزرع مختلفا اكله. ومعنى اكله قال الطبري ثمره مختلفا اكله مختلف ثمره وقيل مختلف ما يخرج منه مما يؤكل من الثمرات والحب. وهذا كل الذي قبله. وقيل مختلف في الطعم مختلفا اكله يعني مختلف في الطعم. ثمره مختلف. بعضه حلو بعضه حامض. بعضه مز بعضه بين بين هذه ايضا من الله سبحانه وتعالى هو الذي جعلها كذلك اكله هذه قراءة الجمهور اكله بضمتين بضم الهمزة والكاف وقرأ نافع ابن كثير بضم الهمزة وسكون الكاف اكله قرأ اكله والجمهور اكله والمعنى لا يختلف باختلاف آآ القراءتين قال والزيتون والرمان كذلك انشأ الزيتون وانشأ الرمان متشابها وغير متشابه متشابه في اللون مختلف بالطعم وتشابه من وجه مختلف من وجه اخر متشابه في اللون او متشابه في النوع لكنه مختلف في الطعم فهذه شجرة طعمها حلو والتي بجنبها طعمها مز بين بين واو هذه حامضة وهذه كذا وهذي اية من ايات الله ويدل على قدرته ورحمته ولطفه بالخلق وكله يسقى بماء واحد في مكان واحد بل يحتمل ان يكون ايضا ويشمل اذا كان النوع واحد. النخل كله نخل او كله زيتون فهو متشابه من حيث النوع لكنه من حيث الطعم مختلف هذا شديد الحلاوة وهذا دون ذلك وهذا امر معروف في النوع الواحد يختلف. النوع الواحد يختلف. التمر يختلف بعضهم عن بعض. الزيتون يختلف بعضه عن بعض البرتقال يختلف بعضه عن بعض. التفاح يختلف بعضه عن بعض. هذا كله دليل على قدرة الله جل وعلا. وعلى لطفه ورحمته ان اخرج لنا هذه الارزاق نأكلها ما يعني ليس علينا الا ان نأكلها. تأتينا يسخرها الله حتى تثمر وتصبح بين يديك قال جل وعلا كلوا من ثمره اذا اثمر احتمل ان قوله كلوا من ثمره راجع على اقرب مذكور. وهو الزيتون الرمان اي كلوا من ثمر كل واحد منهما ويحتمل انهم يعودوا على الجميع كذلك يعود على النخل وعلى الزرع فكلوا من ثمره اذا اثمر وحصل فيه الثمر ونضج وهذا امر اباحة. اباح الله لنا ذلك. ثم قال جل وعلا واتوا حقه يوم حصاده اتوا حقه يوم حصاده اه هذه الاية مشكلة لان هذه في سورة الانعام وسورة الانعام مكية والزكاة انما فرضت بعد هجرة النبي صلى الله عليه وسلم الى المدينة ولهذا فيها ثلاثة اقوال منهم من قال واتوا حقه يوم حصاده قال هذه هي الزكاة المفروضة هذه الزكاة المفروضة المعروفة فيكون الله عز وجل امرهم بالزكاة لكنه ما بين لهم المقادير والتفاصيل الا في المدينة قال بهذا بعض اهل العلم وقال بعضهم واتوا حقه يوم حصاده هذا حق فرضه الله عليهم ولم يصل الينا يعني بيانه لكن فرض الله عليهم اخراج شيء فكانوا اذا حصدوا يوم الحصاد يعطون القبضة وما سقط من السنبل فكانوا يعطون شيئا وقيل وهو القول ثالث تقريبا ان هذا كان واجبا ومعينا لكنه نسخ منسوخ من عشر او نصف العشر نسخ الله ذلك بالزكاة في المدينة بحيث ان الحبوب والثمار يخرج منها نصف العشر اذا كانت تسقى بالنواظح وبالالات او يخرج منها العشر اذا كان اثريا. اذا كان ينبت على المطر قالوا نعم هذا مقدار معين لكنه نسخ ومنهم من قال هو مقدار اه كان موجودا لكنه وكانوا يعرفونه وهو على كل حال. القول الثاني مثل القول الاول تقريبا لكن هل يسمى هذا نسخا؟ ابن جرير الطبري رجح هذا القول وسماه نسخا وابن كثير كانه يقول في تسمية هذا نسخا نظر لانه قد كان شيئا واجبا في الاصل ثم انه فصل بيانه. كانه كان مجمل ثم فصل. ولهذا وهذا لا يعد نسخا. على كل حال حقه يوم حصاده الاظهر والله اعلم ان الله فرض عند حصاد الثمار والزروع على المسلمين لما كانوا بمكة واد غير ذي زرع لكن قد يكون لهم زروع في غير مكة او بجوار مكة فرض عليهم ان يخرجوا شيئا من اموالهم يخرجون حقه حقا لم يرد لنا بيانه. لكن بعد ان هاجر النبي صلى الله عليه وسلم المدينة فرظ الله الزكاة وهي نصف العشر او العشر في الحبوب والثمار او آآ بهيمة الانعام او النقدين كما هو مفصل مبين او عروض التجارة واتوا حقه يوم حصاده ولا تسرفوا انه لا يحب المسرفين. الاسراف هو مجاوزة الحد مجاوزة الحد الى ما لا يحل والاسراف لا يجوز في كل شيء والمراد به في الاية فيه اقوال. فقال بعض المفسرين كانوا يعطون يوم الحصاد شيئا ثم تباروا فيه واسرفوا فانزل الله ولا تسرفوا وجاء ان ثابت ابن قيس ابن شماس جد نخلا له فقال لا يأتيني اليوم احد الا اطعمته فاطعم حتى امسى وليست له ثمرة فانزل الله تعالى ولا تسرفه انه لا يحب المسرفين. وهذا فيه نظر لان ثابت ابن قيس بن شماس في المدينة هذه الاية مكية وقيل وقال ابن جريج نهوا عن السرف في كل شيء نهوا عن السرف في كل شيء وقال اياس بن معاوية ما جاوزت به امر الله فهو سرق قال السدي لا تسله لا تعطوا اموالكم وتقعدوا فقراء وقال يا محمد بن كعب لا تمنع الصدقة فتعصوا ربكم فهناك اقوال اخرى منها قول ابن زيد قال ولاسره انه لا يحب المسرفين قال هذا المراد به السلطان نهي ان يأخذ من رب المال فوق الذي الزمه الله به هذا فيه نظر لان الاية مكية في ذلك الوقت وما كان هناك سلطان للمسلمين وقيل الاسراف هنا هو منع الصدقة والحق الذي امر الله به. اذا هذه اقوال متعددة وهذا ما يسمى بايش بالتنوع اختلاف تنوع ولهذا رجح الطبري وهو الصواب قال انه نهى عن الاسراف في كل شيء نهى عن الاسراف في كل شيء. هذا اختيار الطبري بينما ابن كثير يميل الى ان هذا خاص بالاكل نهى عن الاسراف في الاكل قال بدليل سياق الايات كلوا من ثمره اذا اثمر واتوا حقه يوم حصاده. قال فالذي يظهر انه نهي عن الاسراف في الاكل ولكن الله اعلم الراجح هو مذهب اليه بن جرير لان الاصل حمل اللفظ على عمومه الا بدليل على التخصيص. فالله نهى عن الاسراف في كل شيء ويدخل في في دخول اوليا الاسراف في الاكل او في الصدقة او في اخراج المال قال جل وعلا ومن الانعام حمولة وفرشا اي وانشأ لكم وخلق لكم من الانعام حمولته وفرشا. الجمهور على ان الانعام هي الابل والبقر والغنم ومنهم من قال غير ذلك ومن الانعام حمولة وفرشا قال ابن والحقيقة هو ودي اذكر حديث في صحيح البخاري قال النبي صلى الله عليه وسلم كلوا واشربوا والبسوا سيأتي ان شاء الله الحديث كلوا واشربوا والبسوا وتصدقوا في بغير اسراف ولا مخيلة. هذه يعني قاعدة هذا الذي يرجح العموم. كلوا واشربوا وتصدقوا والبسوا من غير اسراف ولا مخيلة او ما اخطأتكم خصلتان الاسراف والمخيلة هذا دليل على ان الاسراف محرم يا اخوان في كل صوره وكل انواعه. ثم قال جل وعلا ومن الانعام حمولة وفرشا قال ابن عباس الحمولة هي ما يركب من الابل. قال الحمولة والفرش كلها بالابل لكن الحمولة هي ما يحمل عليه ويركب. والفرش الصغار صغار الابل التي لا يركب عليها هذا قول ابن عباس وكانه نظر الى ان انه ليس هناك شيء من بهيمة الانعام الاقسام الثلاثة ما يركب الا الابل البقر لا تركب والغنم لا تركب فقال هي في الابل لكن الحمولة ما يركب عليه ويحمل والفرش الصغار التي لا تحمل وقال ابن عباس في رواية علي ابن ابي طلحة الحمولة الابل والخيل والبغال والحمير. وكل شيء يحمل عليه. واما الفرش فالغنم الفرش الغنم وهذا القول جيد لكن الاشكال هل يقال ان الحمير من من بهيمة الانعام هو قال بهذا بعض اهل العلم لكن معروف بهيمة الانعام انها ثلاثة انواع وهل الخير ايضا تدخل فيها هذا هذا وجه الاشكال على هذا القول اختار هذا القول الاخير اختاره ابن جرير الطبري وقال احسب انه قيل للغنم فرشا او للفرش فرشا دنوه من الارض لانه قريب من الارض وجاء عن السدي انه قال الحمولة الابل وام الفرش فالفصلان والعجاجيل والغنم يعني صغر الابل وصغار البقر والغنم والخلاصة ان هذه الاية تدور على ان الحمولة ما يحمل فالله الذي انشأ لنا بهيمة الانعام التي تركب ويحمل عليها وكذلك انشأ لنا الفرش وهي الغنم. وقال الشوكاني قولا هو جميل لكن اشكال احيانا الانسان يتوقف لما لم يجد احد يقول بهذا القول من المتقدمين يبقى في النفس حرج. والا قول الشوكاني شامل. فيقول الشوكاني رحمه الله يقول الحمولة ما يحمل عليه من الابل. والفرش ما يتخذ من الوبر والصوف والشعر فراشا يفترشه الناس فكأنه زاد شيء ان الفرش المراد به الوبر والصوف الذي يؤخذ من الابل ومن الغنم وتعمل منه الفرش لكن الصحابة وجمهور السلف على ان الفرش هي الغنم وعلى ان المأمأ ما يركب يعني هي الابل او الحمولة هي الابل فالحاصل ان ان هذه منة من الله فهو الذي انشأ لنا الابل وانشأ لنا الغنم. وعلى القول بانه الابل والبقر والخيل والبغال والحمير فكذلك هو الذي انشأه واوجدها وعلى القول بان الان ان الفرش هي الوبر والصوف فلا شك ان هذا كله هو الله الذي اوجده وانعم به على عباده وكما ذكرنا ونذكر ان سورة الانعام مجادلة ومحاجه مع قوم كفار لا يؤمنون بدلالة النصوص لكن يناظرون بالادلة العقلية والايات وتوحيد الربوبية الذي يلزمهم الاقرار به فاذا التزموا الاقرار به لزمهم توحيد الالوهية وهو افراد الله جل وعلا بالعبادة قال جل وعلا كلوا مما رزقكم الله هذا كله الله الذي رزقكم اياه سواء ما سبق من الجنات المعرشات وغير المعروشات وبهيمة الانعام كلوا مما رزقكم ولا تتبعوا خطوات الشيطان لا تتبعوا خطوات الشيطان وخطوات الشيطان اوامره وطرائقه مثل ما امر قريش فجعلوا البحيرة والسائبة والوصيلة والحام وحرموا اشياء هذا كله من خطوات الشيطان هذا رزقكم الله فكلوا منه وليس شيئا محرما عليكم من ذلك قال انه لكم عدو مبين. ان الشيطان لكم عدو. بينوا العداوة. ظاهر العداوة. فكيف يتخذ العدو؟ بين العداوة ويتخذ وليا ويطاع ان الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا ثم قال جل وعلا ثمانية ازواج ثمانية منصوبة لكن ما هو الناصب لها قيل انها منصوبة على البدل من حمولة ومن الانعام حمولة وفرشا ثمانية ازواج هذه الانعام ثمانية ازواج بدلا منها. وقيل انها منصوبة بفعل مقدر او مظمر. تقديره وانشأ ثمانية ازواج. او وخلق ثمانية ازواج المهم ان ثمانية منصوبة اما بفعل مقدر او على البدل على البدل من الفرش نعم ثمانية ازواج. اذا خلق الله لكم ثمانية ازواج. والازواج جمع زوج. والزوج ما معه اخر من جنسه يزاوجه ما معه اخر من جنسه يزاوجه فيكون منها النسل ولهذا بنو ادم زوج ذكر وانثى الطير كذلك تجد ذكر وانثى سبحان الله الله جل وعلا جعل بهيمة الانعام ازواج. ذكر وانثى وهي ثمانية اقسام. ثمانية اقسام ثناء ثمانية انواع فبدأ بالغنم بالظأن والماعز فقال ثمانية ازواج احل او انشأ واباح لكم ثمانية ازواج ثم بدأ بتفصيلها من الضأن اثنين ذكر وانثى الظأن فيها ذكر وفيها انثى. ومن المعز اثنين هي ذكر وانثى. هذه اربعة قال قل الذكرين حارة مع ام الانثيين؟ الاستفهام انكاري على كفار قريش يحرمون الذكر دون الانثى او يحرمون الانثى دون الذكر او ما في بطون هذه الانعام فقال الله عز وجل موبخا لهم ومنكرا عليهم ومكذبا لهم قل الذكرين حرم ام الانثيين حرم الذكرين ذكر الضأن وذكر المعز او انثى الضأن وانثى المعز قل عاد ذكرين حرما ام الانثيين اما اشتملت عليه ارحام الانثيين ام حرم ما في بطون هذه ما في بطونية العنز والشاة قال نبئوني بعلم ان كنتم صادقين. اخبروني اخبروني عن هذا التحريم ولكن بعلم ويقين ان كنتم صادقين ان كنتم صادقين فيما تقولون طبعا ما عندهم علم يتبعون الشيطان ويتبعون اهواءهم ثم قال جل وعلا ومن الابل اثنين ومن البقر اثنين ذكروا الابل وانثى الابل. الجمل والناقة. ومن البقر. البقرة والثور. ذكر وانثى. هذي اربعة واربعة من من الضأن والمعز هذه ثمانية كما بدأ في اول الاية. قال جل وعلا قل اذكرين حرم ام الانثيين هل حرم الجمل والثور ام حرم الناقة والبقرة؟ اما اشتملت عليها ارحام الانثيين ام حرمة ما في الجنين الذي في بطن الناقة وبطن البقرة قال ام كنتم شهداء اذ وصاكم الله بهذا؟ الوصية هي العهد المؤكد الشديد ام كنتم شهداء شاهدين حاضرين موجودين لما وصاكم الله بهذا التحريم الذي تزعمون وهذا كله من باب الانكار عليهم ومن باب قطع حجتهم. وبين انهم كذبة ثم قال فمن اظلم ممن افترى على الله كذبا افترى اختلق على الله الكذب لان ما ذكروه من الانعام محرم على ذكورنا محرم خالصة لذكورنا ومحرم على ازواجنا البحيرة السائبة يأكل منها الرجال دون النساء او النساء. هذا كله افتراء وكذب على الله ما انزل الله به من سلطان ولهذا قال فمن اظلم ممن افترى على الله كذبا ليضل الناس بغير علم لاجل ان يضل الناس عن الصراط المستقيم وهذا بغير علم وبغير علم هنا صفة كاشفة ليس معنى انه يجوز الافتراء اذا كان بعلم لا بل الافتراء كله بغير علم والكذب كله بغير علم وهذا في خطورة اظلال الناس. بعظ الناس يحب يتميز فيأتي ببدع ويأتي باشياء يضل الناس عن الحق. ويل له فمن اظلم ممن افترى على الله كذبا ليضل الناس بغير علم ان الله لا يهدي القوم الظالمين. لا يهديهم هداية التوفيق للايمان فلا يهديهم فلا يوفقون للايمان. لانهم ظالمون والظلم وانه المراد به الكفر. الظلم الاكبر لان الظلم درجات فمنه ما هو كفر ان الشرك لظلم عظيم وفيه ما هو معاصي دون ذلك. والحاصل ان هذه الاية تضمنت تحريم ما فعله هؤلاء القوم وبيان انهم كذبة فيما يقولون هذا فيه دليل على شدة خطورة التحليل والتحريم لا تقول هذا حلال وهذا حرام الا عندك حجة وبرهان اذا وقفت بين يدي الله عز وجل تدري بها وتكون صحيحة صريحة قال جل وعلا قل لا اجد فيما اوحي الي محرما على طاعمي يطعمه الا ان يكون ميتة او دما مسفوحا بعد ان ذكر هذه المحرمات وبين انهم كذبة فيما قالوا قال قل لهم لا اجد فيما اوحي الي وانا رسول الله واوحى الله الي فلا اجد فيما اوحاه الله الي من الحق ومن القرآن محرما من المحرمات التي على طاعم يطعمه ومعنى طاعمي يطعمه على اكل يأكله يعني لا اجد ان الله حرم لا اجد شيئا مما حرمتم حراما وقيل معناه لا اجد من الحيوانات شيئا حراما سوى ما سيأتي. الا ان يكون ميتة او دما مسفوحة اذا الله عز وجل امره ان يصرح ويبين انه وهو رسول الله. والله يوحي اليه انه لا يجد في في القرآن الذي اوحاه الله اليه شيئا محرم من هذه الامور التي ذكرتم لا يجد حرام طعاما يحرم على احد ان يطعمه ويأكله او اكلا على من يأكله الا ان يكون هذه الاشياء التالية. الا ان يكون ميتة. والميتة كما مر معنا في سورة المائدة هي كل ما مات حدفاء فيه من غير تذكية ولا اصطياد. كل ما مات حتفأن فيه بغير تذكية ولا اصطياد او دما مسموحا الدم معروف. لكن قال هنا مسموحا مسموحا اي مصبوبا هذا من رحمة الله عز وجل ولهذا قال عكرمة لولا هذه الاية لتتبع الناس ما في العروق كما اتبعته اليهود لان الله قال اودما مسفوحا يعني الذي يصبح من الذكاة لكن دم داخل اللحم تاخذ اللحم بداخله دم في عروقه هذا معفوف عنه تضعه في القدر يتغير لون القدر ويسمع كله دم هذا لا بأس به هذا ليس محرما المحرم الدم المسفوح هذا ما هو بمسفوح مسفوح يعني المصبوب السائل الكثير. هو الذي يكون من منحر الشاة او البقرة او او الناقة اذا نحرت يخرج من الدم. هذا محرم ولا شك فيه او كذلك ما كان يفعله اهل الجاهلية. يقومون بفصد البعير او الشاة يفسدونها ويستخرجون الدم منها وهي حية فيجمعون الدم فثم من ذلك يأكلونه يتركونه حتى يصبح دما عبيطا. نعوذ بالله ثم يأكلونه هذا شك هذا انه محرم. لكن الدم الذي في العروق ذبحت الذبيحة ولما وضعت اللحم واذا في الماء فيه تغير اللون هذا معفون عنه لان الله قال اودما مسبوحا لكن لو قال دما فقط او كما في الاية هناك الدم دون ان تقيد هذه الاية لصار الدم كله حرام والحمد لله على سعة هذه الشريعة وسماحتها او ده من مسموح او لحم خنزير. الخنزير كله حرام. لحمه وشحمه. لكنه اخبر عن الشحم اللحم لانه هو هو المقصود في الاكل ما يذبح الذبيحة ما يذبحها من اجل الشحم من اجل اللحم. والشحم تابع له فالخنزير كله حرام فانه رجس كل هذا الميتة والدم المسفوح ولحم الخنزير رجس اي نجس ونكد هذا نجس نتن لا يجوز اكله. لا يجوز اكله. لماذا؟ لان الميتن رجس نيسا نتنة قبيحة مضرة بالبدن كذلك الدم كذلك لحم الخنزير ثم قال او فسقا اهل لغير الله به فسقا هنا معطوف على ايش؟ ميتة الا ان يكون ميتة او دما مسموحا او لحمك خنزير او فسقا اهل لغير الله به. لان فسقا هذا وصف لما اهل به لغير الله ما اهل به لغير الله وهو ما ذبح على غير اسم الله. لان الاهلال رفع الصوت. فكان اذا ذبحوا لالهتهم يهل يعني يرفع صوته بذكر اسم الصنم على الذبيحة فهذا لا يحرم لانه رجس منتن نجس لا يحرم لانه ذكر عليه غير اسم الله فقال او فسقا اهل به لغير الله لكن هنا يرد اشكال اليس في سورة المائدة محرمات غير ما ذكر هنا وجاء في الاحاديث ايضا فقالوا هذا يقول ابن كثير فعلى هذا يكون ما ورد من التحريمات بعد هذا في سورة المائدة وفي الاحاديث رافعة رافعا لمفهوم هذه الاية مفهوم المخالفة لانه هذا المنطوق حرم هذه الانواع فمفهوم المخالفة ان ما سواها حلال لكن ذاك المفهوم مفهوم المخالفة يقيد لما جاءت به النصوص الصريحة ومنها نعم وما ذبح على على النصب وايضا منها المنخنقة والموقودة والمتردية والنطيحة واكيلة السبع وجاء في الاحاديث يحرم كل ذي ناب من السباع وكل ذي مخلب من الطير هذه تكون رافعة لمفهوم الاية اما المنطوق فهو باقي كما هو لكن المفهوم الذي يفهم منه ان غير الموجود حلال رفع هذا المفهوم بالادلة الاخرى. نعم قال فمن اضطر غير باغ ولا عاد؟ اضطر الى الاكل من هذه المحرمات غير باغ ولا عاد غير متجاوز للحد غير باغ يعني غير ظالم باغ في هذا الاكل متجاوز لما احل الله ولا عاد اي معتد مسرف لكن له ان يأكل بقدر حاجته. هذا قول تقريبا هذا الذي مال اليه ابن كثير وقد مر الكلام عليه. وبعض العلماء قال غير باغ على السلطان وغير معتد على الناس اه ومنهم من قال غير عاد يعني اكل غير باغ اكن فوق حاجته ولا عاد يعني لا يكون هم معتد في اكلها هو ليس بحاجة اليها وليس مضطرا اليها. على كل حال لابد ان يكون الاكل من هذه بقدر الظرورة من غير ان يكون قصده البغي على الناس او البغي في اكل هذه الميتة او هذا المحرم وغير معتد متجاوز بل يأكل يأكل بقدر حاجته ولا يستمر متى ما اغناه الله يمتنع. غير نعم فان ربك فمن اضطر غير باغ ولا عاد فان ربك غفور رحيم. فان ربك جل وعلا غفور رحيم. غفور يغفر الذنب ويغفر لمن اكل من هذه ورحيم بالخلق حيث اباح لهم هذه المحرمات عند الاضطرار اليها لان لا يهلكوا ثم قال جل وعلا وعلى الذين هادوا حرمنا كل الذي ظفر. ظفر وعلى الذين هادوا الذين هادوا هم اليهود فالله جل وعلا يقول وحرمنا على اليهود كل ذي ظفر والظفر المعروف ما يتعلق بالانسان. مثلا لكنه بالنسبة للدواب كما قال القرطبي قال يسمى الحافر ظفرا من باب الاستعارة وقال الحكيم الترمذي الحافر ظفر والمخلب ظفر قال القرطبي مؤيدا لهذا الكلام لان كليهما يقص ويؤخذ منهما وكلاهما جنس واحد عظم لين رخو لانه هو المراد هنا بالظهر ما هو مراد ان حرم عليهم اكل بني ادم؟ لا سيأتي ان المراد به حرم عليهم اكل الابل والنعامة والوز والديك وما شابه ذلك اذا هذا هو الظهر هذا هو الظهر من بهيمة الالعاب. ولهذا يقول ابن يقول ابن عباس او يقول ابن جرير لان قول ابن جرير جامع ثم نذكر قول ابن عباس قال يقول تعالى وحرمنا على اليهود كل ذي طهر وهو من البهائم والطير ما لم يكن مشقوق الاصابع هو من البهائم والطير ما لم يكن مشقوق الاصابع فالابن لها خف ان عملها خف الوز ما هي مشقوقة هالاصابع قال ما لم يكن مشقوق الاصابع كالابل والنعام والوز والبط وقال علي ابن ابي طلحة عن ابن عباس هو البعير والنعامة وقال سعيد بن جبير هو الذي ليس بمنفرج الاصابع ليس منفرج الاصابع يعني متصل قدموا قدماه او نعم رجلاه غير منفرجة الاصابع وقال قتادة او قال مجاهد كل الذي ظفر قال النعامة والبعير. النعامة والبعير. شقا شقا فقال ابن جريج للقاسم ابن ابي ابن ابي بزة ما شقا شقا قال كل ما لا يفرج من قوائم البهائم قال ومن فرج اكلته اليهود قال انفرجت قوائم البهائم العصافير فكان يهود تأكلها ولم تنفرج قائمة البعير اي خفه ولا خف النعامة ولا قائمة الوز فلا تأكل اليهود الابل ولا النعام ولا الوز. ولا كل شيء لم تنفرج قائمته الى اخر الكلام. اذا هذا اقوال السلف جمعها قول ابن ابن جرير رحمه الله بان كل ذي ظفر المراد به من البهائم والطير الم يكن مشقوق الاصابع حرمه الله عليهم وعلى الذين هادوا حرمنا كل ذي ظهر اي كل ما لم يكن مشقوق الاصابع كالابل والنعام والوز ونحوه ومن الغنم ومن البقر والغنم حرمنا عليهم شحومهما ايضا وحرم عليهم ايضا من البقر والغنم الشحوم الا ما حملت ظهورهما او الحوايا وما اختلط بعظم اذا ايظا حرم الله على اليهود على اليهود شحوم البقر والغنم. الا ثلاثة انواع والباقي كله حرام وحرمنا نعم ومن البقر والغنم حرمنا عليهم شحومهما الا ما حملت ظهورهما او الحوايا الشحوم هنا احرمنا عليهم شحومهما قال السدي يعني الثروب وشحم الكليتين والثروب جمع ثرب الثروب جمع ثرب والثرب قالوا هو الشحم الرقيق الذي يكون على الكرش كرش البهيمة والامعاء عليها شحم رقيق هذا حرمه الله عليهم حرم عليهم شحم الثروب او الثروب وشحم الكليتين فحرم الله عليهم هذا لا يجوز لهم اكله والصواب انه حرم عليهم كل شحوم البقر والغنم الا ما استثناه. ما الذي استثني قال الا ما حملت ظهورهما قالوا ما علق بالظهر من الشحوم ما علق بالظهر قال الشحم الذي يكون في الظهر هذا حلال لهم. سواء ظهر البقر او ظهر الغنم ظهور البقرة والغنم وقال السدي وابو صالح الالية مما حملت ظهورهما. الالية مؤخرة الشاة هذي مما حملت ظهورها لانها مرتبطة بالعصعص في الضهر فهذه ايضا حرام نعم هذه حلال لهم قال او الحوايا والحوايا قالت قال الطبري الحوايا جمع جمع واحدها حاوياء وحاوية وحوية وهي ما تحوى من البطن وهو ما تحوى من البطن فاجتمع واستدار وهي بنات اللبن وهي المباعر وتسمى المرابض وفيها الامعاء تقريبا هي التي نسميها نحن الامعاء ايش الان الامعاء الدقيقة يسمونها الامعاء الدقيقة ما كان في المباعر المبعض هذا حلال من الشحم الذي يكون في الامعاء فيقولون العامة انا ما ادري ايش يقولون يقول يسمونها القصبان ولا ايش يسمونها مصارين قصبان اي هي هذه الشحم الذي فيها كان حلال لهم مستثنى يجوز لهم ان يأكلوه هذه هي الحوايا آآ او الحواية او ما اختلط بعظم ما اختلط من الشحوم بالعظام فهو حلال لهم ان العظام تختلط فيها اذا كسرت العظم الساق او الذراع تجد بداخله شحن مخ هذا حلال له ليس محرما عليه اذا حرم الله عليهم شحوما البقر والغنم الا اذا كان مما تحمله ظهور هذه البهائم او كان في الحوايا وهي الامعاء والمصارين والمرابض والمبائر او كان مختلط بعظم فهذا يجوز لهم ان يأكلوه. قال جل وعلا او ما اختلط بعظم ذلك جزيناهم ببغيهم وانا لصادقون ذلك اي هذا التضييق اننا حرمنا عليهم الشحوم وحرمنا عليهم كل ذي ظفر هذا التحريم جزيناهم ببغيهم. لانهم بغوا وتجاوز الحدود وظلموا وانا لصادقون لعادلون فيما جزيناهم به او وانا لصادقون اننا حرمنا عليهم هذا. لان يهود تقول هذا حرمه اسرائيل حرمه يعقوب فنحن نحرمه لا الله الذي حرمه عليهم وليس اسرائيل لكن حرمه الله عليهم بسبب بغيهم ادري ان البغي سبب كل سوء وسبب كل شر قال جل وعلا سيقول الذين اشركوا لو شاء الله ما اشركنا ولا اباؤنا سيقول الذين اشركوا سيقولون هذا لو شاء الله ما اشركنا ولا اباؤنا يحتجون بان الله سبحانه وتعالى تركهم على ما هم عليه. فيقول لو كان الله غير راضي عما نحن فيه او لا يريد الشرك ما وقعنا فيما لا يريد ربنا فالله تركنا اشرك اباؤنا ثم نحن جئنا بعدهم فلو كان الله لا يريد هذا ما وقع نعم نعم. فان كذبوك فقل ربكم ذو رحمة واسعة ولا يرد بأسه على القوم المجرمين فان كذبوك يعني مخالفوك من المشركين واليهود ومن شابههم فقل لهم ربكم رحمتي واسعة صاحب رحمته واسعة ورحمته وسعت كل شيء وكتبها للذين يتقون الذين يسلكون الاسباب التي توصل الى رحمته وذو عقاب نعم ولا يرد بأسه عذابه عن القوم المجرمين. الذين اجرموا فساءت فعالهم واقوالهم قال ابن كثير رحمه الله هذه الاية اشتملت على الترغيب والترهيب فالله جل وعلا لانه رحمن رحيم ما قطع ولا يأس اليهود ولا المشركين من التوبة فرغبهم تريدون ان تتوبوا توبوا الله جل وعلا ذو رحمة. ربكم ذو رحمة واسعة وان ابيتم الا ما انتم عليه فلا يرد بأسه عن القوم المجرمين قال ابن كثير وهذا كثيرا ما يجمع الله جل وعلا بين الترغيب والترهيب وقال كما هنا وقال ان ربك سريع العقاب وانه لغفور رحيم كما مر معنا في سورة الانعام وقال وان ربك لذو مغفرة للناس على ظلمهم وان ربك لشديد العقاب. وقال نبئ عبادي اني انا الغفور الرحيم وان عذابي هو العذاب الاليم وقال غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب. وقال ان بطش ربك لشديد انه يبدي يبدي ويعيد وهو الغفور الودود ولهذا بعض العامة لما تنصحه وتقول لا تسوي كذا هذا خطر عليه. قال الله غفور رحيم هذا اخذ بشق وترك الشق الاخر نقول هذه الايات كلها لازم تجمع بينهما. غفور رحيم شديد العقاب فغفور رحيم لمن استقام على شرعه وشديد العقاب لمن عصاه نعم ثم قال سيقول الذين اشركوا لو شاء الله ما اشركنا. هذه حجة ابليسية شيطانية يحتج المشركون يقولون لو شاء الله وقد سبق ان ذكرنا ان المشيئة في القرآن ترادف ايش؟ من الارادة الارادة الكونية. يعني لو اراد الله ذلك كونا لو اراد الله يعني كأنهم يقولون اه لو اشاء لو شاء الله لنا عدم الشرك ما اشركنا لكن لما سكت عنا وتركنا نشرك هذا لان الله يريد ذلك لانه اشرك اباؤنا ثم نحن اشركنا والله جل وعلا تركنا على ما نحن فيه سيقول الذين اشركوا لو شاء الله ما اشركنا ولا اباؤنا ولا حرمنا من شيء. اذا نحن ما نحن عليه من الشرك الله يريد لانه لو كان ما يريده ما جعلنا نشرك وكذلك ما حرمناه على انفسنا من لو كان الله لا يريده لا يريده ما حرمنا وما استطعنا لان الله لا يريده قال الله جل وعلا كذلك كذب الذين من قبلهم. سبحان الله ما اشبه الليلة بالبارحة ولكل قوم والي فقد كذب قبلهم قوم قالوا مثل مقالتهم الى ان ذاقوا بأسنا حتى نزل بهم عذابنا وهذا فيه تخويف وتهديد لهم. لا تغتروا. الله حرم عليكم الشرك وحرم عليهم تحريم البهائم بغير علم. والايات التي مرت معنا تدل على هذا. فلا يجوز لكم الاحتجاج بهذا. تتبعون الشيطان ما تهواه الانفس وتتركون امر الله جل وعلا وتحتجون على صحة ما تفعلون بان الله ما منعكم من ذلك انتبهوا فقد كذب قوم من قبلكم فاحل الله بهم بأسه وعذابه واخذهم وانتم على الطريق ان لم تتوبوا وترجعوا فيه تخويف وتهديد لهم. قال حتى ذاقوا بأسنا ثم قال قل هل عندكم من علم فتخرجوه لنا عندكم علم بان الله راض عنكم وانه مقر لكم على الشرك مقر لكم على هذا التحريم لا تخرجوه لنا تظهروه لنا وتبينونه هذا هذا دليلنا هذا العلم الذي عندنا الجواب لا ما عندهم علم اصلا بل يتبعون خطوات الشيطان ومتى هو الانفس ثم قال ان تتبعون الا الظن وان انتم الا تخرصون ان هنا نافية لا ان تتبعون الا الظن وان انتم. النافية الثانية ويجوز ايضا ان تكون هي المؤكدة المخففة فانتم فيما تقولون وتفعلون ما تتبعون الا الظن. وهو الاعتقاد الفاسد توهم اجتهادات عقلية ما عندكم حجة ولا سلطان ظنون اعتقادات فاسدة تسويل الشيطان وان انتم الا تخرصون من الخرس والتخمين هذا كله تخرص وكذب على الله جل وعلا. ما عندكم من علم وهذا ابطال لحجتهم فالله جل وعلا حرم الشرك واحل بهيمة الانعام الا ما ذكر تحريمه فمن فعل غير ذلك فمن اشرك او حرم غير ما حرم الله فقد قال على الله بغير علم وشرع من قبل نفسه واحل وحرم ما لم ما لم يحله الله ولم يحرمه. والتحليل والتحريم حق الله جل وعلا. ومن فعل ذلك فانه كافر. من فعل خلاف ما امره الله عز وجل فانه مشرع والمشرع هو الله سبحانه وتعالى ثم قال قل فلله الحجة البالغة فلو شاء لهداكم اجمعين. لله عليكم الحجة البالغة. حجة الله بالغة قائمة عليكم. قال ابن كثير اي له الحكمة التامة والحجة البالغة في هداية من هدى واظلال من اضل له الحكمة التامة والحجة البالغة. في هداية من هدى واضلال من اضل. وقال الطبري يعني بالبالغة انها تبلغ مراده في ثبوتها على من احتج عليه من خلقه انها تبلغ مراده جل وعلا في ثبوتها على من احتج بها عليه من خلقه. نعم حجة الله قائمة عليكم وهي بالغة. والله بالغ امره وهي حجة بليغة قاطعة لعذركم فالله جل وعلا حرم عليكم الشرك وحرم عليكم تحريم البهائم. فهاتوا برهان ان كنتم صادقين. فما عندكم حجة وحجة الله عليكم قائمة بالغة ومتأكدة قال جل وعلا فلو شاء لهداكم اجمعين لو شاء لهذا الخلق كله جل وعلا لكن لحكمة بالغة لا يستوي المؤمن والكافر لا يستوي الذي يترك هوى نفسه مع الذي يتبع هوى نفسه هو الشيطان ولهذا هذه الاية لها نظائر كثيرة في كتاب الله جل وعلا قال ولو شاء الله لجمعهم على الهدى وقال ولو شاء ربك لامن من في الارض وقال ولو شاء ربك لجعل الناس امة واحدة ايات كثيرة لو شاء واراد الله ذلك كونا وازى لكنه لم يشأه لحكمة بالغة لهداكم اجمعين قل هلم شهداءكم الذين يشهدون ان الله حرم هذا؟ هل هم يعني احضروا هلموا هلموا يعني هاتوا احضروا جيئوا بشهدائكم الذين يشهدون ان الله حرم هذا الذي حرمتموه من الحروف والانعام هاتوا شهود يشهدوا ان الله حرم الوسيلة البحيرة الحام كذا هاتوا شهود يشهدون قال جل وعلا فان شهدوا فلا تشهد معهم لانهم قد يأتون بشهود لان الكافر كذاب كاذب فاجر لكن لا يمكن ان تقول لا يجوز لك ان تقول بالباطل او تشهد بالباطل. ولهذا قال الله لنبيه فان شهدوا فلا تشهدوا معهم ان جاءوا بشهود وشهدوا ان الله حرم هذا فلا تشهد لان هذا زور. وشهادة زور وبهتان وكذب فلا تشهد معهم ولا تتبع اهواء الذين كذبوا باياتنا لان كل افعالهم لان كل افعالهم هذه يتبعون اهواءهم ما تهواه الانفس شهوات الانفس ما يتبعون الحق ولا يتبعون الدليل ولا تتبع اهواء الذين كذبوا باياتنا كذبوا بها عقدوا القلوب على التكذيب بها وكذلك الجوارح لم تعمل مستكبر الذين كذبوا باياتنا والذين لا يؤمنون بالاخرة لا يؤمنون باليوم الاخر والبعث والنشور لانهم لو كانوا يؤمنون بالبعث والنشور لاصلحوا العمل استعدادا لذلك اليوم لكنهم لا يؤمنون بالاخرة ويقولون انما هي حياتنا الدنيا نموت ونحيا والذين لا يؤمنون بالاخرة وهم بربهم يعدلون. يعدلون يعني يعدلون به غيره يعني يشركون من عدل مع الله غيره وجعله عدلا له وندا له وشبيها له فقد وقع في الشرك هم يعدلون يعني يشركون لانهم يدعون له عديل ونظير ومثيل تعالى الله عما يقولون ويفعلون ثم قال جل وعلا قل تعالوا اتلوا ما حرم ربكم عليكم الا تشركوا به شيئا تعالوا اي هلموا واقبلوا. اتلوا عليكم اقرأ عليكم ما حرم ربكم عليكم هذا الذي حرمه الله فقال جل وعلا الا تشركوا به شيئا والمعنى اتلوا عليكم تحريم الاشراك تعالوا هلموا واقبلوا اتلوا عليكم تحريم الشرك من لا تشركوا به شيئا وشيئا نكرة في سياق النفي. النهي والنكرة في سياق الله تدل على العموم لا تشرك به شيئا من الاشياء. ولو ذبابا ولو شيئا يسيرا هذا هو المحرم قال جل وعلا وبالوالدين احسانا قالوا تقدير الكلام واحسنوا بالوالدين احسانا فهناك فعل مقدر محذوف يدل عليه المصدر الموجود قوله احسانا يدل على المحذوف وهو واحسنوا بالوالدين احسانا وقد سبق ان تكلمنا على هذا لكن هنا يرد اشكال الاحسان للوالدين محرم الا مأمور به مأمور به. والله يقول قل تعالوا اتلوا ما حرم ربكم عليكم قال الطاهر بن عاشور قلت طاهر بن عاشور رحمه الله في التحرير والتنوير الحقيقة تفسيره جيد جدا طبعا هو في العقيدة على مذهب الاشاعرة لكن في الاستنباط وحل الاشكالات هذا الرجل والتعريفات مصطلحات العلوم الحقيقة تفسيره عمدة في هذا الباب في غير باب الاعتقاد. فيقول يقول الاحسان الامر بالاحسان الى الوالدين يتضمن النهي عن الاساءة اليهما يعني فكأنه هنا يقول لما قالوا احسنوا بالوالدين احسانا هذا متظمن ولا تسيءوا للوالدين يعني حرم عليكم الاساءة الى الوالدين قال اه الاحسان الامر بالاحسان الى الوالدين يتضمن النهي عن الاساءة اليهما بطريق فحوى الخطاب نعم وانما عدل عن النهي عن الاساءة الى الامر بالاحسان اعتناء بالوالدين. اعتناء بالوالدين اي ببر الوالدين يعني يجيب. الله عز وجل يقول تعالوا اتلوا ما حرم ربكم عليكم. لكن نجد انه امر بالاحسان للوالدين قال هو لما ذكر الاحسان بالوالدين هذا من باب العناية ببر الوالدين ويفهم من الامر ببرهما تحريم الاساءة والعقوق معهما والاحسان للوالدين يشمل الاحسان اليهم في كل ما عرف حسنه في الشريعة وسبق ان تكلمنا على هذا الباب ولا لا ما تكلمنا عن احسان الوالدين وبر الوالدين نعم ما تكلمنا على كل حال الاحسان الى الوالدين يشمل كل ما عرف حسنه في الشرع او بين المسلمين ولهذا ذكر الاحسان ولم يخص شيء بعينه لان الاحسان يتغير من وقت الى اخر. فالاحسان في زمننا الان مثلا في جوانب عندنا جاءت وامور وحصلت تستطيع ان تحسن او يجب عليك ان تحسن لوالديهم من خلالها ما كانت موجودة قديما. وهذا من بلاغة القرآن فكل شيء فيه احسان للوالدين فانت مأمور به. ولهذا يقول الله جل وعلا في غير مآية يعني الله سبحانه قرن الاحسان الى الوالدين بالامر بعبادته لعظم حق الوالدين. والنبي صلى الله عليه وسلم يقول رضا الله في رضا الوالدين بين ان من اكبر الكبائر عقوق الوالدين وانا الحقيقة ما ما استعديت كنت اظن انا شرحنا هذا لكن عموما بر بوالديك. قال الله جل وعلا وقضى ربك الا تعبدوا الا اياه الوالدين احسانا اما يبلغن عندك الكبر احدهما او كلاهما فلا تقل لهما اف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما فمن البر بالوالدين انك ما ترفع صوتك عليه ولا تقل له قول سيء ولا تنهره بل تقول قولا لطيفا لان بعض الناس قد لا اه لا ينهر لا ينهر والديه يرفع صوته عليهما لكن ما يقول قول كريم يقول يا شيبة يا عجوز ويخفض صوته لا لابد ان يكون القول كريم. انظر الى ابراهيم ماذا يقول؟ يا ابتي يخاطب اباه الكافر وايضا ادعوا لهم هذا من البر والاحسان اليهما. وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا هذا الباب يا اخي كثير من الناس غافل عنه. يا اخي ادع لوالديك كل يوم يا اخي ما الذي يمنعك من الدعاء لهم كل يوم فان كانوا امواتا وان كانوا احياء قل اللهم اغفر لوالدي وارحمهما كما ربياني صغيرا يا اخي لانه ثبت في الحديث الصحيح ان النبي صلى الله عليه وسلم يقول ان الرجل ليبلغ المنزلة في الجنة فيقول يا ربي بم بلغت هذا فيقول الله له هذا باستغفار ولدك لك من بعدك باستغفار ولدك لك من بعدي استغفر لوالديك. طبعا اذا كانوا ماتوا على الاسلام بل قال النبي صلى الله عليه وسلم ان من من ابر البر صلة الرجل اهل ود ابيه بعد توليه يصل اناس ليش؟ اصحاب له اصدقاء لا هؤلاء اصحاب الوالد وثبت ان ابن عمر لقيه رجل من الاعراب هو فهش له وبش واكرمه واعطاه حمارا. كان عمر ابن عمر يتروح عليه يركب عليه. اذا مل من ركوب الناقة كساه عمامة واعطاه حمارا فلما ذهب الاعرابي قال اصحابه لو يرحمك الله يا ابا عبد الرحمن الاعرابي يرظيهم القليل لو اعطيت الامامة تكفي قال ان اباه كان ودا لعمر والده كان صاحبا لوالدي وقد سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول ان من ابر البر صلة الرجل اهل ود ابيه بعد توليه يا اخوان لا بد من البر والاحسان للوالدين انتبه كثير من الناس نعوذ بالله قلبت الموازين عنده لطيف مع زملائه واصدقائه وشديد على والديه. ينهر ويتكلم ويغضب. الله جل وعلا قال فلا تقل لهما اف. يعني لو امراك بامر ما تريده ما تقول اف حرام عليك التأفف فكيف بعض من يعني اظله الله يضرب والديه او يمد يده نعوذ بالله فالحاصل هما بابان من ابواب الجنة فالزمهما فان كنت ممن من الله عليك بوجودهما معك الان او وجود احدهما فالزم هذا الباب قبل ان يغلق اسارع بالاحسان اليهما وان كانا قد توفاهم الله فالدعاء الدعاء لهم الصدقة عنهما اذا جيت تصدق تبي تعطي مسكين بقلبك تنوي ما يحتاج تتكلم. هذا عني وعن والدي صدق عنهم وابشر بالخير. قال النبي صلى الله عليه وسلم بروا اباءكم تبركم ابناؤكم الجزاء من جنس العمل قال جل وعلا وبالوالدين احسانا ولا تقتلوا اولادكم من املاق من املاق اي من فقر ومن جوع كانوا بعضهم يقتل اولادهم من اجل الفقر خشية الفقر والجوع نحن نرزقهم نحن نرزقكم واياهم لا تقتلوهم من اجل الجوع. نحن نرزقكم انتم انتم خائفين على رزقكم نرزقكم واياهم ونرزق ابناءكم ان الله هو الرزاق ذو القوة المتين وما من دابة في الارض الا على الله رزقها وهو الرزاق جل وعلا. لا تخف حتى هذه ترى بدت تنتشر الان في مجتمعات بعض المجتمعات والمسلمين يقول ولدين وخلاص ليش؟ قال من ينفق عليهم من اين انفق عليهم؟ انت اللي تنفق عليهم ينفق عليهم ربك الذي ينفق عليك انت الله الرزق ما يأتي بالقوة ولا بالشطارة ولا بالشهادة ولا يسوقه الله حيث شاء فما ماتت نفس قبل ان تستكمل رزقها كما في الحديث قال النبي صلى الله عليه وسلم ان روح القدس نفث في روعي انه لن تموت نفسا حتى تستكمل رزقها نعم. قال ولا تقربوا الفواحش ما ظهر منها وما بطن. الفواحش جمع فاحشة وهي المعاصي والقبائح كل امر قبيح يقال له فاحشة قال جل وعلا ولا تقروا الفاحشة ما ظهر منها وما بطن ما ظهر وصار جهرة كما مر معنا او بطن صار خافيا تجنبوا الفواحش والذنوب والمعاصي كلها ولا تقتلوا النفس التي حرم الله الا بالحق لا تقتلوا احدا الا بالحق كما قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث لا يحل دم دم امرئ مسلم الا باحدى ثلاث التارك لدينه المفارق للجماعة والنفس بالنفس الثيب الزاني الثيب الزاني هذا بالحق اما انه محصن زنا يرجى او ارتد عن دينه يقتل او ايش قتل نفسا وهذا كثير القتل ما يحصل قصص اذا قال الله جل وعلا ولا يقتلون النفس التي حرم الله الا بالحق. هذه هذه القتل وهذه قتله بهذا هذا بالحق ومن ما سوى ذلك ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم وخالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه واعد له عذابا عظيما اعوذ بالله قال النبي صلى الله عليه وسلم لا يزال المؤمن في فسحة من دينه ما لم يصب دما حراما وهي من كبائر الذنوب قتل النفس التي حرم الله قال جل وعلا ولا تقتلوا النفس التي حرم الله الا بالحق ذلكم وصاكم به لعلكم تعقلون. ذلكم ما سبق من هذه الاحكام وصاكم وعهد اليكم به لعلكم تعقلون عن الله مراده فتفهمون فهما يحملكم على العمل والاستقامة والوقوف عند حدود الله جل وعلا. ثم قال سبحانه وتعالى ولا تقربوا مال اليتيم الا بالتي هي احسن حتى يبلغ اشده نهى عن قربان مال اليتيم حتى يشمل كل تصرف يؤدي الى الاضرار به اية اخرى قال ان الذين يأكلون اموال اليتامى ظلما انما يأكلون في بطونهم نارا وسيسرون سعيرا. كما في سورة النساء. هنا قال لا تقربوا النهي هنا اعم من النهي السابق لماذا؟ نهى عن قربان حتى الوسائل التي تنتهي الى اكل المال الوسيلة التي تؤدي الى اكمل اليتيم حرام. فضلا عن اكل مال اليتيم مباشرة وهذه هي حقوق الانسان في الحقيقة بهذه الشريعة العظيمة ولا تقربوا مال اليتيم واليتيم سبق ان ذكرنا انه كل من فقد اباه قبل البلوغ كل من فقد اباه قبل البلوغ هو يتيم. اما اذا كان فقد اباه بعدما بلغ احتلم او نبتت عانته او بلغ سن خمس عشرة هذا ما هو بيتيم هذا رجل ولا تقربوا مال اليتيم الا بالتي هي احسن اي الا بالحالة التي هي احسن لا تقربوه الا بالحال التي هي احسن كالتجارة فيه وتنميته واصلاحه مأمور الولي باصلاحه والقيام عليه. ولا تقربوا مال اليتيم الا بالتي بالتي هي احسن حتى يبلغ اشده والاشد معناه القوة وهو استحكام قوة شبابه وسنه وكذلك يكون عنده معرفة في الامور وتجربة. هذا بلوغ الاشد. لان الله قال في اية اخرى وابتلوا اليتامى حتى اذا بلغوا النكاح فان لستم منهم رشدا. فبلوغ الاشد يراد به البلوغ بلوغ القوة والقدرة على تصريف المال وايضا صلاح العقل يكون عنده قدرة على على تصريف المال. بعضهم يجي عمره ثلاثين سنة وتعطيه المال يضيعه لا المراد انه يبلغ ويشتد عوده ويقوى شبابه وكذلك يكون عنده خبرة ومعرفة في تصريف الاموال. حتى يبلغ اشده واوفوا الكيل والميزان او في الكيل والكيلو حجم والميزان ثقل فالان اذا جئت بالصاع ووضعت فيه حتى يمتلئ هذا صاع هذا كيل يقال كيل لانه لو وزنته يمكن هذا الصاع ياتي ثلاثة كيلو. لو وضعت في هذا الصاع حديد يجي خمسة كيلو. مثلا فالكيل يعتبر به الحجم والوزن يعتبر به الثقل وامر الله عز وجل بالعدل في كليهما. قال جل وعلا واوفوا الكيل والميزان بالقسط بالعدل والوفاء التام لا تنقصوا الميزان قال لا نكلف نفسا الا وسعها هذا اذا اجتهد الانسان في الكيل والوزن اجتهد وحرص على الحق وسعه لكن حصل خلل خارج عن وسعه وطاقته لا شيء لا نكلف نفسا الا وسعها. لان احيانا قد يكيل ويجتهد ويملأ يكيل بالميزان لكن بعد مدة يتبين له ان الميزان كان فيه خلل فيه نقص وهو ما قصد مجتهد وحريص لا يكلف الله نفسا الا وسعها اذا حصل شيء خلل في القيل او الوزن بعد اجتهادك وبذل الوسع والطاقة لا يكلف الله نفسا الا وسعها وقد جاء في حديث صحيح ان النبي صلى الله عليه وسلم قال اذا وزنتم فارجحوا اذا وزنتم فارجحوا. هذه السنة الان الحمد لله هذا الذي يفعله الناس يضع الكيلو في كفة او يضعه على الميزان هذا الذي يوضع فوقه فلابد يرجح يعني لابد يزيد عن الكيلو اذا كان بكفتين لابد يزيد المكيل بالكيلو يرجح واذا كان هذه الموازين التي يوضع فوقها فلابد يزيد كيلو ولابد يزيد فوق الكيلو قليلا اذا وزنتم فارجحوا ابراء للذمة ولا ينقص عليه شيء قال جل وعلا واذا قلتم فاعدلوا واذا قلتم فاعدلوا اي فاعدلوا بالاحكام والشهادات لان القول اما ان تجعل حاكما انت تحكم بين الناس فاعدل ولو كان ذا قربى لو كان ابوك او اخوك او ابنك او الشهادات تقول يطلب منك الشهادة اعدل بالشهادة ولا تزورها او تخفي شيئا منها. فالحاصل ان القول هنا يشمل الاحكام والشهادات واذا قلتم فاعدلوا قولوا العدل ولا تجور واذا قلتم فاعدلوا ولو كان ذا قربى لو كان من القرابة وبعهد الله اوفوا عهد الله يشمل العهد الذي بين الناس عاهدت رجل بينكم عهود مواثيق اوفي بالعهد واوفي بالعقد ويشمل ايضا الوفاء بالعهود وهي اوامر الشريعة التي اخذ الله علينا العهد بها اخذ الله علينا العهد وامرنا نقوم بهذه الواجبات ونترك هذه المحرمات او في بهذا العهد يا عبد الله افعل الواجبات واترك المحرمات وكذلك اوفي بالعقود التي بينك وبين بني ادم وبعهد الله اوفوا ذلكم وصاكم به لعلكم تذكرون. ذلكم ما سبب من هذه الامور كلها وصاكم اي عهد اليكم عهدا مؤكدا شديدا لعلكم تذكرون تتعظون من التذكرة والعظة والاعتبار فتعون ما تسمعون وتعملون به. ثم قال جل وعلا وان هذا صراطي مستقيما فاتبعوه وان هذا صراطي مستقيما صراط الله هو الصراط المستقيم الذي الذي يقول القارئ في سورة الفاتحة اهدنا الصراط المستقيم. وهذا الصراط اي الطريق الموصل اليه مستقيما لا اعوجاج فيه كما خط النبي صلى الله عليه وسلم خطا مستقيما وقال هذا يوصل الى الجنة. هذا صراط الله. وخط خطوطا متحرجة على رأس كل في طريق شيطان يدعو الى النار وان هذا صراطي مستقيما لا اعجاز فيه وهو دين الاسلام فاتبعوه ولا تتبعوا السبل. فاتبعوا الصراط اتبعوا الاسلام ولا تتبعوا السبل ولهذا وحد السبيل لان الحق واحد يا اخوان وجمع السبل لان طرق الشر ما تحصى كثرة ولهذا انت تبع السبيل الوحيد الصراط المستقيم الذي هو صراط الله وهو دينه ولا تتبعوا السبل الى الطرق المتفرقة الملتوية فتفرق بكم عن سبيله تفرق بكم وتذهب بكم يمينا وشمالا عن سبيل الله وطريقه المستقيم الذي يوصل الى رضاه والجنة ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون وصاكم بهذا لعلكم تتقون الله فتتبعون سبيله وتتركون السبل الاخرى وتستقيمون على دين الله هذا فيه بيان يا اخوان اهمية لزوم منهج السلف لانه هو الطريق المستقيم كما قال النبي صلى الله عليه وسلم وستفترق هذه الامة على ثلاث وسبعين كلها بالنار الا واحدة. قالوا من هي؟ قال من كان على ما انا عليه اليوم واصحابي فالصراط المستقيم الكتاب والسنة بفهم سلف الامة كتاب السنة بامام الصحابة بفهم التابعين لهم باحسان الى يومنا هذا. هذا هو الصراط المستقيم الذي حينما يقال افعل كذا اترك كذا ما يقول شيخي يقول واهل بلدي يقولون يقول افعل افعل كذا لان الله يقول او لان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا تفعل كذا لان الله حرم ذلك او حرمه رسوله هذا منهج السلف هذا الصراط المستقيم الذي قم على الكتاب والسنة لكن بفهم سلف الامة ما هو بفهم الخوارج او بفهم غيرهم من الفرق الضالة قال جل وعلا ثم اتينا موسى الكتاب ثم اتينا موسى الكتاب يقول ابن جرير ثم اتينا موسى الكتاب تقديره ثم قل يا محمد مخبرا عنا بان اتينا موسى الكتاب بدلالة قوله قل تعالوا اتلوا ما حرم عليكم يعني ثم قل لهم ان ربي اتى موسى الكتاب. وموسى ابن عمران والكتاب الذي اتاه الله هو التوراة تماما اي كاملا جامعا لما يحتاج اليه في شريعته ثم اتينا موسى الكتاب وهو التوراة تماما اي كاملا جامعا لما يحتاج اليه او لما يحتاج اليه في شريعته على الذي احسن اتيناه الكتاب تام اتيناه الكتاب وجعلناه تاما لاحسان موسى جازيناه بذلك لانه من المحسنين. هذا قول قال على الذي احسن يعني جزاء على احسانه على احسانه العمل وقيل على الذي احسن يعني اتيناه الكتاب اتماما لنعمتنا على الانبياء. الانبياء اتممنا نعمتنا. اتممنا نعمتنا عليهم بانزال الكتاب اضافة الى النبوة فهو نبي وانزلنا عليه الكتاب اتممنا عليه نعمتنا فانزلنا عليه كتابا وقيل تماما على الذي احسن اي تماما على احسان الله له يعني هذا احسان على احسان فالله احسن اليه ثم اتم عليه الاحسان ايضا واتاه الكتاب او عاطينه الكتاب على احسانه. ومعلوم انه لا لا تنال النبوة بالعمل. ما في عمل يعمله الانسان حتى يصبح نبيا. اصطفاء من الله جل وعلا فالحاصل ان الله عز وجل اتم نعمته على موسى بان انزل عليه الكتاب وجعله تاما فزاده وزاده احسانا الى احسانه عليه من قبل سبحانه وتعالى وتفصيلا لكل شيء تفصيلا لكل شيء مما يحتاجون اليه من الحلال والحرام لبني اسرائيل تفصيلا لما يحتاجون اليه من الحلال والحرام وهدى ورحمة وجعله الله هدى يهتدى به من الضلالة. فمن اتبعه واخذ به في زمن موسى وقبل ان يحرف ويبدل فهو يهدي الى الحق والى طريق مستقيم ونورا ورحمة فمن اتبعه دخل في رحمة الله. فصار من المرحومين لانه يدعو ويوصل الى رحمة الله لمن التزم به وعمل به. وهذا قبل ان يحرف ويبدل لعلهم بلقاء ربهم يؤمنون قل لهم هذا ليهود واهل الكتاب الذين تناظرهم وكان جزءا من الكلام فيما سبق معهم قل لهم هذا لعلهم بلقاء ربهم يؤمنون لان من يؤمن باليوم الاخر يصلح العمل يا اخوان. كثيرا ما يقرن الله بين الايمان به والايمان باليوم الاخر. لاهمية اليوم الاخر يحمل على المراقبة وان يحسب الانسان حسابه يوقن ويؤمن بان هناك بعث ونشور ويوم اخر غير هذا اليوم يحمله ذلك على اصلاح العمل واليهود يفعلون في علما لا يؤمن باليوم الاخر بل يقولون من تمسنا النار الا اياما معدودة لكن نذكرهم بهذا لعلهم بلقاء ربهم يؤمنون الايمان النافع الذي ينفعهم وهو العمل بكل ما جاء به النبي صلى الله عليه واله وسلم ثم قال وهذا كتاب انزلناه مبارك الواو استئنافية وهذا كتاب اي القرآن. انزلناه مبارك اي كثير البركة كثير البركة في قراءته في العمل به في الاستشفاء الاستشفاء به من كل وجه فانزلناه مبارك فاتبعوه فاتبعوه واتقوا لعلكم ترحمون فاتبعوا هذا الكتاب المبارك الذي هو القرآن واتقوا الله ان تخالفوا له امرا لعلكم ترحمون وتدخلون في رحمة الله جل وعلا. وهذا دليل انه بعد بعثة النبي صلى الله عليه وسلم لا يقبل الله دينا غير دينه فلا يقبل من اليهودي ان يبقى على يهوديته ولا النصراني يبقى على نصرانيته. لان النبي صلى الله عليه وسلم يقول في صحيح مسلم والذي نفسي بيده لا يسمع بي من هذه الامة يهودي ولا نصراني ثم لا يؤمن بما جئت به الا حرم الله عليه الجنة فدينه عام لجميع الخلق صلى الله عليه واله وسلم. بخلاف غيره من الانبياء فقد كان يبعث الى قومه خاصة ثم قال جل وعلا ان تقولوا انما انزل الكتاب على طائفتين من قبلنا ان تقولوا لان لا تقولوا هذا الخطاب يظهر ان الاية السابقة بهذه الاية تدل على ان الخطاب مع العرب مع هذه الامة فقال هذا كتاب انزلناه مبارك فاتبعوه واتقوا لعلكم ترحمون. لان لا تقولوا انما انزل الكتاب على طائفتين من قبلنا قال لا تحتجوا وتقولون الكتاب انزل على طائفتين على اليهود والنصارى اليهود انزل عليهم انزل على نبيهم التوراة والنصارى انزل على نبيهم الانجيل احنا ما انزل علينا كتاب. اذا انزل الله عليكم القرآن لئلا تقولوا انما انزل الكتاب على طائفتين من قبلنا وان كنا عن دراستهم الغافلين كنا غافلين عن تلاوة دراسة كتبهم او دراسة الكتابين التوراة والانجيل كنا غافلين عنها لان ما نعرف لغتهم ولا نحسنها فنحن غافلون عنها ما نعرفها هذا هذه حجة وقال عن دراستهم مع انه قال طائفتين قالوا لان كل طائفة جماعة. الطائفتين اليهود جماعة والنصارى جماعة. ولهذا قال عن دراستهم باعتبار افراد المجموعتين وليس باعتمار الطائفتين وان كن عن دراستهم اي عن تلاوة كتبهم ولغاتهم غافلين لاننا نحسنها ولا نعرفها او تقول لو انا انزل علينا الكتاب لكنا اهدى منهم ولان لا تقولوا ايضا في احتجاجكم واعتذاركم فقولوا لو ان انزل علينا الكتاب لكنا اهدى من اليهود والنصارى الله انزل الكتاب قطعا لحجته قطعا لحجة انهم ما يعرفون ما في الكتب السابقة وهم غافلون عنها لا يعرفونها فلم يأخذوا بها. او يقولوا ايضا لو انزل علينا كتاب مثل ما انزل عليهم كنا احسن منهم انزل الله عليكم الكتاب وقطع الحجة ما بقى عليكم الا اتباع قال او تقول لو انا انزل علينا الكتاب لكنا اهدى منهم فقد جاءكم بينة من ربكم وهو هذا الكتاب انزلناه مباركا جاءكم بينا وسماه هنا بينة لانه يبين الحق ويدل عليه ويحذر من الشرك فهو بين باعتبار وهو كتاب باعتبار وقد جاءكم بينة من ربكم طيب قال جاءكم بينا. ليش ما قال جاءتكم بينة؟ بينة مؤنث ولا لا بين مؤنث والا لا طيب قال جاءكم بينة ما قال جاءتكم بينة نعم المؤنث تأنيثا مجازيا يجوز ان يذكر الفعل معه ويؤنث مثل جمع التكسير قال الملائكة قالت الملائكة جاءتكم بينة جاءكم بينة يسمى هذا المؤنث تأنيث مجازي وهو مؤنث نعم ايش لا نحن الان نتكلم على تأنيث البيع. لو قال جاءتكم بينة لا اشكال في هذا بل نصيح لكن يقول المؤنث المجازي يعني ليس مؤنث حقيقي مثل الشمس مثل البينة مثل هذا يجوز معك ان تؤنث الفعل او تذكره. وبكل وبكلاهما جاء القرآن. جاء بهذا وبهذا. نعم. فقد جاءكم بينة من ربكم وهدى ورحمة اذا جاءكم القرآن بينة يبين الحق ويدل عليه ويبين الباطل ويحذر منه. وايضا هو هدى يهدي الى الحق وهو ايظا رحمة مثل التوراة بل وزيادة فمن التزم به رحمه الله وساقه واوصله الى رحمة الله فمن اظلم ممن فمن اظلم ممن كذب بايات الله وصدف عنها مر معنا ولا نعيد الكلام ان معنا ومن اظلم لا احد اظلم في هذا الباب لا احد اظلم في باب التكذيب والصدف ممن كذب بايات الله وصد فعله لا احد اظلمه لانه جمع بينها سيئتين. كذب بالحق وصدف اي اعرض وصد غيره عنه اعرض هو بنفسه وصد غيره عنه. فجمع بين سيئتين كذب بالحق وصد غيره وصرفه عنه. واعرض بنفسه عنه فمن اظلم ممن كذب بايات الله وصدف عنها سنجزي الذين يصطفون عن اياتنا سوء العذاب بما كانوا يصدفون تهديد وتخويف يقطع القلوب. سنجزي وهذا واقع ولابد من الجزاء. سنجازي كل من صدف عن اياتنا وعن القرآن وعن الحق اسوأ العذاب او سوء العذاب وهو اشده واقواه عذاب لا يقادر قدره ها ومن هنا يجب على المسلم ان يحذر ان يكون صادا عن دين الله. ان لم تكن داعيا الى الحق والى الهدى والى منهج السلف والى ما عليه النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه. احذر ان تكون صادا عن ذلك فالامر خطير جدا والصد احيانا يكون بالقول واحيانا يكون بالفعل يعني الانسان يصد عن الدين وعن الحق بافعاله طريقته كن طالب علم او يظن به العلم فيبدأ يفعل افعال مخالفة للشريعة ويصد عن دين الله. انسان يتقي الله في نفسه فيعمل بالحق ويحذر من مخالفة الحق لا قولا ولا فعلا سنجزي الذين يصدفون عن اياتنا اي يصرفون ويصدون غيرهم يعرضون ويصدون غيرهم عنها. سوء العذاب وهو اسوأه واشده واقواه بما كانوا يصدفون بسبب صدفهم عن الحق. فما ظلمهم الله ولكن كانوا انفسهم يظلمون. ثم قال جل وعلا هل ينظرون الا ان تأتيهم الملائكة هذا اخبار في اخبار وهو متضمن للتوعد والوعيد للكافرين يتوعدهم الله فهل ينظر هؤلاء ومعنى ينظر؟ ينتظر يقال نظر كذا وانتظر كذا بمعنى فهؤلاء المكذبون المقيمون على تكذيبهم وكفرهم ما ينظرون ولا ينتظرون الا ان يأتيهم الملأ الا ان تأتيهم الملائكة او يأتي ربك وسيأتي الكلام عليها مفصلة ولهذا قال الطبري هل ينتظر هؤلاء العادلون بربهم الاوثان والاصنام؟ هل ينتظر هؤلاء بربهم الاصنام على اوثانا والاصنام الا ان تأتيهم الملائكة بالموت فتقبض ارواحهم او ان يأتيهم ربك يا محمد اذا ينظر معنى ينتظر يقال ينظر كذا وينتظر كذا نظر كذا وانتظر كذا بمعنى وعلى هذا تدور اقوال المفسرين حتى الامام ابن كثير يعني الدندنة حول هذا المعنى يقول الله جل وعلا هل ينظرون وهذا استفهام يتضمن الانكار بعضهم قال يتضمن النفي قال يتضمن النفي لانه بمثابة المنتظر لانهم بمثابة المنتظرين لذلك. والاظهر والله اعلم انه استفهام انكار اي استفهام تقرير هل ينظر هؤلاء؟ يعني ما ينتظر هؤلاء الا ان يحل ان يحل بهم كذا وكذا فهو استفهام للتقرير والاخبار عن حالهم وما سيحل بهم. هل ينظرون الا ان تأتيهم الملائكة تأتي الملائكة بالموت او يأتي ربك اتيانا حقيقيا يليق بكماله وجلاله فالله جل وعلا يأتي جل وعلا والله يجيء ويجب على المسلم ان يثبت ذلك قال جل وعلا وجاء ربك والملك صفا صفا هل ينظرون الا ان تأتيهم الملائكة او يأتي ربك وهم القول وجاء امر ربك هنا هذا هذا تأويل لا يجوز لماذا؟ لان يا اخواني الذين عطلوا الصفات ما عطلوا الا بعد ان قام التشبيه في اذهانهم تشبهوا اولا ثم عطلوا ثانيا والله يقول ليس كمثله شيء وهو السميع البصير لماذا يشكل عليك المجيء والاتيان؟ تظن مثل اتيان المخلوق لا يا اخي ليس كمثل شيء وهو السميع البصير. طيب ذات الله ان تثبت لله ذاتا لا تشبه الذوات فله الصفات لا تشبه الصفات هالباب واحد ولهذا يجب ان يسلم ويعتقد ما جاءت به النصوص ويحذر من التكييف او التشبيه او التمثيل كما ان لله يد وله سمع وله بصر ويغضب ويرضى ويرحم ويعلم ليس كمثله شيء وهو السميع البصير. ويأتي ويجيء ليس كمثله شيء وهو السميع البصير سبحانه وتعالى. هذه عقيدة السلف ويجب الانسان ان يقول بها وان يقطع باب التشبيه ولا يفكر في الكيفية. قال جل وعلا او يأتي ربك او يأتي بعض ايات ربك يوم يأتي بعض ايات ربك لا ينفع نفسا ايمانها لم تكن امنت من قبل او كسبت في ايمانها خيرا بعض ايات ربك جاء الحديث الصحيح في بيانها انها طلوع الشمس من مغربها صح بذلك الحديث رواه البخاري قال النبي صلى الله عليه وسلم لا تقوم الساعة حتى تطلع الشمس من مغربها فاذا رآها الناس الناس امن من عليها فذلك حين لا ينفع نفسا ايمانها لم تكن امنت من قبل او كسبت في ايمانها خيرا وله طرق في البخاري وغيره كلها تدل على ان بعض ايات ربك المراد بها طلوع الشمس من مغربها. فاذا طلعت الشمس من مغربها انتهى الايمان. الكافر لا يمكن يؤمن والعاصي لا يمكن يتوب والمؤمن الذي هو مؤمن باق على ايمانه وذلك ان الشمس تطلع من جهة المغرب ممكن يكون هناك اثار كثيرة ما تثبت لكن مما ذكروه انها تطلع من جهة المغرب حتى تصل منتصف السماء ثم ترجع وتغيب وتشرق كبقية الايام. من جهة المشرق لكن هذا الوقت اذا طلعت من مغربها اغلق باب التوبة ما في توبة لا الكافر يستطيع ان يتوب من كفري ولا العاصية الكاسب للذنوب يستطيع ان يتوب من معاصيه وذنوبه. ولهذا يشرع للمسلم التوبة الاستغفار دائما وابدا قال يوم يأتي بعض ايات ربك لا ينفع نفسا ايمانها. يعني اذا ارادت تؤمن بعد طلوع الشمس من مغربها لم تكن امنت من قبل اذا كانت لم تؤمن قبل طلوع الشمس من مغربها. او كسبت في ايمانها خيرا نسبت عملا صالحا ثم قال جل وعلا قل انتظروا انا منتظرون هذا تهديد. تهديد شديد ووعيد اكيد انتظروا هذا الامر ووقوعه فانا منتظرون لانه سيحل بكم ونكتفي بهذا القدر والله اعلم. وصلى الله وسلم وبارك على ما على عبده ورسوله نبينا محمد