بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. الرحمن الرحيم. وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين. اما بعد يقول الله جل وعلا في سورة الاعراف في قصة شعيب مع قومه قال الملأ الذين استكبروا من قومه لنخرجنك يا شعيب والذين امنوا معك من قريتنا او لتعودن في ملتنا قال الملأ والملأ في الغالب انه يطلق على الرؤساء والاكابر والقادة الذين يكون الامر لهم وهم الذين يعارضون الانبياء. كما قال جل وعلا وكذلك جعلنا في كل قرية اكابرا مجرميها ليمكروا فيها وما يمكرون الا بانفسهم وما يشعرون. وهذه حكمة بالغة ان الذي يعارض الحق هم اقوى الناس وقادة الناس رؤساء الناس ثم بعد ذلك ينتصر عليهم الحق. وتكون العاقبة لاهل الحق وحتى اقوى الناس واكبر الناس ورؤوس ناس يهلكهم الله عز وجل فالحق اقوى من كل احد الحق اقوى من كل احد. قال جل وعلا قال الملأ الذين استكبروا من قومه لان كل من كفر بالله ولم يؤمن بالانبياء فان انه مستكبر ان في صدورهم الا كبر ما هم ببالغيه. فما يمنعهم من الايمان الا الكبر والترفع ولهذا كان اتباع الانبياء من الضعفاء والمساكين ما فيهم كبر اما هؤلاء الكبر حال بينه وبين الايمان. قال قال الملأ الذين استكبروا من قومه لنخرجنك يا شعيب والذين امنوا معك. هددوهم باخراجهم من قريتهم هو ومن امن معه او لتعودن في ملتنا او ترجعون في ملتنا. فتصبحون على ملة ملة هؤلاء القوم او ملتنا وهي ملة الكفر وهذا يرد فيه نعم في ملتنا قال او لو كنا كارهين هذا استفهام تعجبي يقول شعيب متعجبا من هذا الطلب وهذا الامر الذي لا يمكن ان يقع او لو كنا كريم تريدون ان ان نتابعكم على دينكم وملتكم الباطلة ونحن كارهون لها مبغضون لها لعلمنا ببطلانها قد افترينا على الله كذبا افترينا اي اختلقنا على الله الكذب. ان رجعنا الى ملتكم والى ما انتم عليه من الكفر قد قد افترينا على الله كذبا ان ان عدنا في ملتكم بعد اذ نجانا الله منها بعد اذ نجانا الله منها وما يكون لنا ان نعود فيها ظاهر هذا الجزء من الاية ان شعيب يعني كأن شعيب كان على ملتئم ثم نجاه الله منها من هذه الملة وما يكون له ان يعود فيها كأنه يفهم ان شعيب كان على الكفر. كان على ملة قومه نقول لا ليس الامر كذلك فقوله ما يكوننا ان نعود فيها اذ نجانا الله منها وما يكن لنا ان نعود فيها اما انه لانه هو رأس المؤمنين فيتكلم بلسانه بلسان اتباعه من المؤمنين الذين كانوا على هذه الملة ثم دخلوا في الاسلام هذا جواب اجاب به بعض اهل العلم اه تقريبا هو اظهر اظهر الاجوبة انه عبر بذلك لانه رأسهم وكبيرهم وقال بعض اهل العلم لا مانع ان يعبر الانسان بضمير الجمع عن اناس يعبر عنهم بامر من الامور وان لم يكن هو منهم في هذا الشيء. كما قال جل وعلا واذ قلنا للملائكة اسجدوا لادم فسجدوا الا ابليس. ابليس لم يكن من الملائكة. كان من الجن وعلى كل حال لا اشكال شعيب عليه السلام لم يكن مشركا ولم يكن على ملة قومه. قال جل وعلا وما يكون لنا ان نعود فيها الا ان يشاء الله ربنا. قال امام المفسرين الامام الطبري الا ان يكون يعني يفسر الا ان يشاء الله. قال الا ان يكون سبق لنا في علم الله انا نعود فيها فيمضي فينا حينئذ قضاء الله فينفذ مشيئته علينا او فتنفذ مشيئته علينا اذا هذا معنى الاستثناء ما يكون لنا هذا من جهة اعتقادنا الان الا ان يشاء الله اذا كان الله قد قظى وقدر ان نرجع الى الكفر فمشيئة الله نافذة. وهذا فيه ادب الانبياء. الادب مع الله عز وجل وعدم الثقة بالنفس بعض الناس دائما يسند الامور الى نفسه. الا ان يشاء الله يا اخي قلوب العباد بين اصبعين من اصابع الرحمن. يقلبونها حيث شاء هل تضمن انك تبقى على ما انت عليه الان من الخير؟ والله ما احد يضمن يا اخوة لان الرجل ليعمل بعمل اهل الجنة حتى لا يبقى بينه وبين النار حتى لا يبقى بينه وبينها الا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل اهل النار نعوذ بالله فيدخله قال جل وعلا عن شعيب وسع ربنا كل شيء علما. وسع يعني قد احاط علمه بكل شيء. فكل شيء يعلمه جل وعلا وسع كل شيء علما يعلم كل شيء لا يخفى عليه شيء في الارض ولا في السماء على الله توكلنا والتوكل هو الاعتماد على الله وتفويض الامر اليه مع الاخذ بالاسباب الاعتماد على الله تعتمد تفوض امرك اليه مع الاخذ بالاسباب ما هو تعتمد على الله وتفوض امرك اليه ولا تأخذ الاسباب بل عدم الاخذ بالسبب الاسباب هذا من التواكل هذه يعارض القدر ولهذا لو ان رجلا تقي نقي صائم مصلي عالم قال انا متوكل على الله عز وجل معتمد عليه انه يرزقني ولدا صالحا لكن ما اريد اتزوج جنون هذا لابد من الاخذ بالاسباب. ولهذا امام المتوكلين صلى الله عليه واله وسلم يوم احد ظهر بين عين لبس درعين عن الحرب حتى لا يصيبه السهام صلى الله عليه وسلم. على الله توكلنا ربنا افتح بيننا وبين قومنا. ربنا افتح الفتح والاستفتاح هو طلب الفتح من الله يطلبون من الله الفتح وهو نصرتهم واهلاك عدوهم. هذا الاستفتاح يعني يطلبون من الله ان يفتح بينهم وبين قومهم بنصرتهم واهلاك عدوهم ربنا افتح بيننا وبين قومنا بالحق وانت خير الفاتحين الله جل وعلا خير الفاتحين قال الامام ابن سعدي رحمه الله وفتحه تعالى لعباده نوعان خير الفاتحين فتح الله لعباده نوعان الاول فتح العلم بتبيين الحق من الباطل والهدى من الضلال هذا اول فتح يحصل هذا النوع الاول يفتح الله عليك بالعلم يفتح على اوليائه وعلى المؤمنين بالعلم وعلى معرفة الهدى واتباع الهدى من الضلالة واتباع الهدى بدلا من الضلال والفتح الثاني فتحه بالجزاء فتحه جل وعلا بالجزاء وايقاع العقوبة على الظالمين والنجاة للصالحين فايهما طلبوا الذي يظهر انهم طلبوا الامر الثاني فتح الجزاء افتح بيننا وبين قومنا بالحق يريدون ان يفتح الله عز وجل بينهم وبين قومهم بنصرتهم واهلاكهم وعدوهم ثم قال جل وعلا وقال الملأ الذين كفروا من قومه لان لان اتبعتم شعيبا انكم اذا لخاسرون. سبحان الله كيف يمهل الله لا يهمل هكذا اعداء الرسل ما يقتصر على عدم الايمان هو بل لا يؤمن ولا يريد من غيره ان يؤمن بل ايضا يقعدون بكل صراط يوعدون ويصدون عن سبيل الله ويتهددون من اراد ان يؤمن بالله قال جل وعلا وقال الملأ وهم القادة والرؤساء كابر القوم الذين كفروا من قومه من قوم شعيب يعني لمن تبعه لان اتبعتم شعيبا انكم اذا لخاسرون خسرتم وافلستم لان الخسارة تطلق مقابل الربح هذا حسب زعمهم بل والله قد افلحوا وانجحوا قال جل وعلا فاخذتهم الرجفة فاصبحوا في دارهم جاثمين قال ابن كثير رحمه الله وقال تعالى اخبارا عنهم في سورة الشعراء فكذبوه يعني قوم شعيب كذبوه كذبوا شعيب فاخذهم عذاب يوم الضلة انه كان عذاب يوم عظيم وما ذاك الا لانهم قالوا له في سياق القصة فاسقط علينا كسفا من السماء ان كنت من الصادقين اخبر انه اصابهم انه اصابهم عذاب يوم الظلة وقد اجتمع عليهم ذلك كله كله. وقد اجتمع عليهم ذلك كله اصابهم عذاب يوم الظلة فهي سحابة اظلتهم فيها شرر ونار ولهب ووهج ووهج عظيم هذه الظلة لانه يظل من اعلى فاصابهم عذاب يوم الظلة اصابهم هذا العذاب واصابهم الرجفة هنا واصابتهم الصيحة وهكذا يعني ابن كثير رحمه الله اجمع بين النصوص يقول وقد اجتمع عليهم ذلك كله اصابهم عذاب يوم الظلة وهي سحابة اظلتهم فيها شرر من نار ولهب ووهج عظيم. ثم جاءتهم صيحة من السماء ورجفة من الارض شديدة من اسفل منهم فزهقت الارواح وفاضت النفوس وخمدت الاجسام. فاصبحوا في دارهم جاثمين اي على وجوههم وايديهم صرعى لا يتحركون نعوذ بالله من عذاب الله ثم قال الذين كذبوا شعيبا كأن لم يغنوا فيها سبحان الذين كذبوا شعيب وكان لهم صولة وجولة وذهاب ومجيء كأن لم يغنوا فيها. كأن لم يغنوا في الارض. ومعنى يغنوا يعني يقيموا تقول غنيت بالمكان اذا اقمت فيه مدة طويلة والله جل وعلا يقول كان لم يغنوا يعني كأنهم لم ينزلوا في هذا المكان قط ولم يعيشوا فيه. هلكهم الله ذهبوا كامس الغابر اين هم واين قوتهم وصولتهم فان لم يغنوا كانه لم لم يعيشوا ولم يبقوا في هذا المكان ولم يكونوا من اهله قال جل وعلا كان لم يغنوا فيها. الذين كذبوا شعيبا كانوا هم الخاسرين. الذين كذبوا شعيب كانوا هم الخاسرين خسروا انفسهم اعظم الخسارة. فاحلوها دار البوار واسكنوها النار. بدل ان تكون في انه النعيم المقيم وهذا رد على قولهم لان اتبعتهم شعيبا شعيبا انكم اذا لخاسرون. ثم قال جل وعلا وما ارسلنا في قرية من نبي الا اخذنا اهلها بالبأساء والضراء يخبر جل وعلا ان من حكمته انه ما ارسل من نبي من انبيائه في قرية امة بلدة الا اخذنا اهل نعم فتولى عنهم وقال يا قومي لقد ابلغتكم رسالات ربي. تولى عنهم. يعني لما اهلكهم الله تولى عنهم. يقول ابن جرير فادبر شعيب عنهم شاخصا من بين اظهرهم شاخصا يعني شخصا يعني تنحى وابتعد شاخصا من بين اظهرهم حين اتاهم العذاب وقال يا قومي لقد ابلغتكم رسالات ربي ونصحت لكم. كما ذكرنا بالامس ان الانبياء يتصفون باربع صفات لابد من تحققها فيه وهي البلاغ والامانة والنصح والفصاحة وهناك صلات اخرى لكن هذه التي ذكرها غالبا القرآن غالبا ما يذكرها عند ذكر الانبياء. قد ابلغتكم رسالات ربي ما ارسلني الله به اليكم. بلغته لكم حتى سمعتموه وفهمتموه وعقلتموه. ونصحت لكم غاية النصح لانني اقول انقذوا انفسكم من النار فكيف عسى على قوم كافرين؟ اسى يعني احزن كيف احزن على قوم كافرين اهلكهم الله وهو اخوهم يعني من جهة النسب وهذا دليل انه لا يحزن على الكافر المجرم عدو الله الذي يؤذي المؤمنين اذا اهلكه الله يفرح بهلاكه ما يحزن عليه ولهذا قال كيف وهذا استفهام قيل انه تعجبي وقيل انكاري على نفسه لان نفسه لان نفسه كانت تنازعه يعني كيف هلك قومه واقاربه فقال كيف اسى يسلي نفسه او ينكر كيف احزن على قوم كفار بالله عز وجل لا يحزن عليهم ثم قال جل وعلا وما ارسلنا في قرية من نبي حكمة بالغة. ما ارسل الله في اي قرية من القرى ارسل اليها نبي الا اخذ اهلها بالمأساء والضراء اولا فان لم يعتبر بهذا اخذهم بالرغد رغد العيش وسعة الرزق وفتح الارزاق ثم اخذهم اخذ عزيز مقتدر قال جل وعلا وما ارسلنا من في قرية من نبي الا اخذنا اذى بالبأساء والضراء خلاصة ما قاله العلماء كما قال ابن كثير البأساء ما يصيب الابدان من الامراض والاسقام البأسامة يصيب الابدان من الامراض والاسقام. فاخذهم الله عز وجل بامراض تحل بهم وعاهات والضراء تتعلق بالابدان بالاموال ما يصيبهم في اموالهم يصيبهم فقر يصيبهم شدة نقص في الاموال في الامطار فيأخذهم الله بالامرين وقال القرطبي عكس كان ابن كثير تماما قال آآ البأساء هي الاصابة في الاموال النقص في الاموال والفقر والظراء هي ما يصيب الابدان من الامراض ونحوها. والامر في هذا يسير لان البساء والظرات تدل على ان الله جل وعلا اصابهم في ابدانهم واصابهم في اموالهم وكل ذلك ليعتبره لان من حكمة الله انه اذا نزلت البأس والشدة والمصيبة فتاب الناس ورجعوا هذا يكون سبب خير عليهم ولهذا انظروا يا اخواني اذا حل بنا مصيبة او وقعت بنا امر سواء كارثة من السماء او امر انظر حال الناس ان كانوا قالوا استغفر الله ونتوب اليه والله هذا بسبب ذنوبنا فرأيت من الناس توبة ورجوع هذا والله خير فلولا اذ جاءهم بأسنا تضرعوا وان رأيت الناس كما يحصل الان بعض من يتكلم بهذه يقول هذه كوارث طبيعية هذه كوارث طبيعية يعني كان حال الطبيعة كذا هذي عادة دايم تحصل مثل الاشياء ذي هذا تهوين يا اخي منها الله جل وعلا يقول وما اصابكم من مصيبة فبما كسبت ايديكم. والله ما يصيبنا الشي اللي بسبب هالذنوب التي ارتكبناه وهذا كما انه عام كذلك خاص اذا نزل بك شيء اتهم نفسك قل لماذا اصابني استغفر الله واتوب اليه. والله ما اصابني الا بسبب ذنوبي. هذه عقوبة عاجلة لان النبي صلى الله عليه وسلم يقول اذا اراد الله بعبده خيرا اصاب منه قبل موته واذا اراد بعبده شرا امسك عنه حتى يوافي به صحيح ان هذا خير لك ان صبرت وانبت وتبت الى الله واحتسبت لكن هو هذا الذي اصابك وان كان خير عاقبته خير لك ان امر المؤمن كله له خير ان اصابته ظراء صبر فكان خير له وان اصابته سراء فكان خيرا له لكن ايضا هذا الذي اصابك كان بسبب ذنوبك ذاك المؤمن مع انه عقوبة على ذنبه يصبح خيرا له لانه يتوب الى الله ويرجع ويصبر على مصيبته هذا الذي يورثه القرآن يا اخوان هذا الانسان اذا لزم القرآن عرف علم تفسير القرآن ولازم قراءته بالليل والنهار هذه الامور تتجلى عنده وتظهر يحيى قلبه. لكن اذا كان الاية ذي ما يمر عليها الا بعد شهرين ثلاثة اشهر مرة واحدة يا انسان لكن اهل القرآن الذين دائما يقرأون القرآن سبحان الله تحيا قلوبهم لان هذه المواعظ تتكرر عليهم بعظهم يختم كل سبعة ايام كل سبعة ايام تمر عليه هذه الموعظة بعضهم كل عشرة ايام بعضهم كل نصف شهر بعضهم كل شهر فيعقل هذه المعاني ويتذكرها ويستحضرها. فيبدأ يطبق ويعمل فالخير كل الخير بقراءة القرآن يا عباد الله لا تضحك على نفسك لا تقول انا طالب علم وانت مالك ورد من القرآن هل علمه كتاب الله عز وجل كيف كان النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه؟ كيف كان ائمة الحديث الامام البخاري والامام احمد والائمة كيف كانوا مع القرآن يعني كثير من السلف كان جمهور السلف يختمون في سبعة ايام وكثير منهم كانوا يختمون كل ثلاثة ايام ما يقولون انا ما عندي وقت يا شيخ عمل ومشاكل ودورة بس اعطنا وقت الواتساب هذا وتويتر والفيسبوك. هالوقت الذي تضع علاج جزاك الله خير عطنا. عطنا ثلاثة ارباعه فقط للقرآن. انظر كم تختم نضيع والله اعمارنا واذا تكلمنا نقول والله مشغولين والله عندنا اوقات ما يعلمها الا الله عز وجل الموفق من وفقه الله يا اخوان لكن هذا القرآن يهدي للتي هي اقوم. الزمه وابشر بكل خير. الزمه قراءة تدبرا ابشر بكل خير. والله انه نعم الصاحب اذا لزمته اما اذا كان ما شاء الله اذا دخلت المسجد تقرأ قرأت شوي من سورة البقرة اقيمت الصلاة ترك باسل فتحت ما ادري وين وقفت ابدأ من اول سورة البقرة. ودايم اول سورة البقرة ما تقرا قرآن يحتاج الانسان عليه والله يا اخوان انه رشد خير هدى نور الزموه في كل اموركم وانظروا ماذا يحصل لي لكم كيف تتحسن احوالكم نسأل الله عز وجل ان يعظنا واياكم. بما ينفعنا قال جل وعلا وما ارسلنا في قرية من نبي الا اخذنا اهلها بالبأساء والضراء لماذا؟ لعلهم يتضرعون. لعلهم يتذللون يخشعون يخضعون الى الله قال جل وعلا ثم بدلنا مكان السيئة الحسنة اذا لم يتضرعوا ولم يرجعوا بدلنا مكان السيئة وهي البأساء والضراء ما يصيبهم في اموالهم وما يصيبهم في ابدانهم بدلنا المكانة الحسنة. والحسنة قال قال المفسرون هي الرخاء والسعة والنعمة رخاء في العيش سعة نعمة ارزاق قال حتى عفوا قالوا عفوا كلمة عفا من الاضداد يقال عفا الشيء اذا اندرس وانمحى وتقادم ويقال عفى الشيء اذا كثر وهم هو وهو كذلك هنا حتى عفو يعني حتى كثرت اموالهم واولادهم وزاد عددهم ثم قالوا وهذا لعدم الشكر وقالوا قد مس اباءنا الضراء والسراء هيضيع ما يتعظون ان اصابتهم الظراء والسراء ما يتعظون وان اصابتهم النعماء والخير ورغد العيش ايضا ما يتعظ. ماذا يقولون يقول قد نسأ اباءنا الضراء والسراء. هذا الدهر هكذا تارات تارة كذا وتارة كذا. اباؤنا من قبل مر بهم بأس وضراء ثم جاءهم رغد العيش هذا شيء طبيعي. هذا ما هو تحذير هذه ما هي اية من الله. ينكرون قال جل وعلا فاخذناهم بغتة وهم لا يشعرون نعوذ بالله اخذناهم اي بالعذاب بغتة اي فجأة ليكون اكثر حسرة عليهم وهم لا يشعرون لا يحسون ما عندهم احساس لسوء ما هم عليه. لانه لو كانوا يشعرون ويحسون تركوا ما يضرهم وهذه ايضا الله جل وعلا ظرب عليهم ذلك. وامات قلوبهم حتى انها لا تشعر. قال جل وعلا فلو ان اهل القرى امنوا واتقوا له واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء من السماء. لو ان اهل القرى امنوا والمراد بالايمان اهل القرى طبعا هي المدن يا اخوان القرعة جمع قرية وهي المدينة التي فيها عدد من الناس او جماعة من الناس لكن قيل اهل قرى لاجتماع الناس فيها يجتمعون ولهذا لو كانت بيوت متفرقة ما هي ما تسمى قرية لكن لا تكن قرية الا اذا كانت من القرء وهو الجمع يعني متقاربة متلاصقة. المدن هي القرى الان قال ولو ان اهل القرى امنوا اي صدقوا بقلوبهم واقروا واتقوا هذا بالنسبة للجوارح اتقوا الله جل وعلا بفعل الاوامر واجتناب النواهي لفتحنا عليهم بركات من السماء. هكذا قرأ الجمهور. وقرأ ابن عامر لفتحنا وزيادة المبنى تدل على زيادة المعنى. فالتحني في مبالغة كثرة ما يفتح الله به عليهم لو اطاعوا الله. اهل القرى لو اتقوا الله امنوا واتقوا اتقوا لفتحنا عليهم البركات لفتحنا عليهم بركات السماء وبركات الارض وعد الله. لفتحنا عليهم بركات من السماء والارض قال اكثر المفسرين بركات من السماء قالوا هو المطر النافع. من السماء والارض تخرج النبات النافع فعل الناس ورزق الناس اما من السماء واما من الارظ من هاتين الجهتين ومن لرزقناهم من كل شيء قال جل وعلا ولكن كذبوا فاخذناهم بما كانوا يكسبون. لكن اهل القرى ما امنوا ولا اتقوا. كذبوا رسلهم وابوا ان يؤمنوا اخذناهم بالعذاب بما كانوا يكسبون بسبب كسبهم واعمالهم. وما ظلمناهم ولكن كانوا انفسهم يظلمون. ثم قال جل وعلا افأمن اهل القرى ان يأتيهم بأسنا بياتا وهم نائمون؟ هذا استفهام انكاري. واهل القرى قيل انها مكة هنا فمن اهل القرى يعني اهل مكة والصواب العموم صحيح مكة تدخل بهذا لكن كل اهل القرى مكة وغيرها. كل الامم التي ارسلت اليهم رسلهم ولم يؤمنوا تعرضوا لعقوبة الله عز وجل قال افأمن اهل القرى ان يأتيهم بأسنا اي عذابنا بياتا يعني في الليل وهم نائمون يبيتهم بالليل نعوذ بالله وهذا من اشد العذاب لانه يأتي بغتة والناس نائمون فيجتاحهم العذاب او او امن اهل القرى ان يأتيهم بأسنا ضحى وهم يلعبون؟ او امنوا ايضا يأتيهم بأسنا عذابنا ضحى في وقت الضحى بعد طلوع الشمس وارتفائها وهم يلعبون اي مشتغلون بما لا فائدة لهم به وهي الدنيا ادنى لعب فكان الانسان ما ليس همه الا الدنيا هذا هذا يشتغل باللعب اذا يا اخوان الله على كل شيء قدير. فقد يأتي بالعذاب ليلة والناس نائمون فيفجأهم بذلك. وقد يأتيهم جهرة نهارا ضحى وهم في اعمالهم وفي في دنياهم لانه استحقوا ذلك بسبب اعراضهم عن الحق وتكذيبهم وعدم الايمان قال جل وعلا افأمنوا مكر الله؟ استفهام توبيخ وانكار امنوا مكر الله والله جل وعلا يمكره خير الماكرين. لكنه يمكر بالماكرين جل وعلا افأمنوا مكر الله فلا يأمن مكر الله الا القوم الخاسرون قال الشيخ السعدي افأمنوا مكر الله حيث يستدرجهم من حيث لا يعلمون ويملي لهم ان كي ان فكيدهم متين جل وعلا هذا والله مما يخوف يا اخوان اذا كنت مقيم على المعاصي احذر هذا والله يا اخي استدراج من الله لك يا ترى الرزق دار والخيرات وتيسر الامور وانت راعي ذنوب تعرف ذنوبك مقيم عليها والخير يزداد؟ هذا استدراج من الله ومكر به منه بك فاتق الله في نفسك وراجع نفسك واستقم على دين الله حتى تكون من اولياء الله. ثم قال جل وعلا اولم يهدي للذين يرثون الارض من بعد اهلها ان لو نشاء واصبناهم بذنوبهم ونطمع على قلوبهم فهم لا يسمعون وهو لم يهدي قال الطبري اولم يبينوا هاد الاستفهام تقريري لانه قد بين لهم اولم يبين اولم يبينوا للذين يستخلفون في ارضي بعد هلاك اخرين قبلهم كانوا اهلها فساروا سيرتهم وعملوا عملهم ان لو نشاءوا اصبناهم بذنوبهم اولا يهدي الذين يرثون الارض هم ورثوا الارض من قبلهم ممن قبلهم. حلوا بارض وصاروا اهلها بعد قوم سابقين سبقوهم كانوا على الارض فاهلكهم الله لانهم فسقوا وعصوا فاخذهم الله بالعذاب اليس بذلك هداية وبيان؟ لكم يا من ترثون الارض بعدهم اذا فعلتم فعلهم ان يكون مصيركم مصيرهم او لم يهدي الذين يرثون الارض من بعد اهلها ان لو نشاءوا اصبناهم بذنوبهم اصبناهم اي اخذناهم اصابهم العذاب بذنوبهم بسبب بذنوبهم وهو كفرهم وتكذيبهم وعدم الايمان ونطمع على قلوبهم ايضا والطبع هو الختم. فنطبع على القلوب القلوب ونختم عليها بحيث تكون غلفا لا يدخلها الحق ولا تبصره ولا تراه ولا تنتفعوا به نعوذ بالله فهم لا يسمعون اذا طبع على قلوبهم وختم عليها صاروا لا يسمعون الحق. لا يسمعون سماع السماع الذي ينفعهم يسمعون الكلام لكن القلوب مطبوع عليها تسمع من هنا ويخرج من هناك ولا تنتفع بما تسمع من الحق وهذا كله بسبب الذنوب فلما زاغوا لزاغ الله قلوبهم. ثم قال جل وعلا تلك القرى نقص عليك من انبائها التي مر ذكرها مرة معنا قص الله في هذه السورة المباركة قصة نوح مع قومه وهود مع قومه وصالح مع قومه ولوط مع قومه وشعيب مع قومه فتلك القرى نقصوا عليك من انبائها نقص نتلو ونخبرك بقصصهم واخبارهم من انبائها من اخبارها ولقد جاءتهم رسلهم بالبينات جاءت تلك القرى واولئك القوم المكذبين. جاءتهم رسلهم وانبياؤهم بالبينات والدلائل الواضحات الدالة على الحق فما كانوا ليؤمنوا بما كذبوه من قبل فما كان هؤلاء ليؤمنوا بسبب تكذيبهم ما كانوا ليؤمنوا بسبب تكذيبهم التكذيب هو الذي حال بينهم وبين الايمان فما كانوا ليؤمنوا بما كذبوا من قبل. اختلف معناه من قبل فقال بعض المفسرين من قبل اي لما اخذ الله عليهم الميثاق فان الله سبحانه وتعالى حين اخرجهم من ظهر ادم اخذ عليهم الميثاق هذا معنى من قبل وهذا فيه اشكال سيأتي ان شاء الله له مزيد بيان. والقول الثاني فما كانوا ليؤمنوا لما سبق في علم الله عز وجل من قبل ما سبق في علم الله عز وجل ان هؤلاء لا يؤمنون في اللوح المحفوظ وهذا القول رجحه ابن ابن كثير فابن جرير الطبري واستحسنه ابن كثير وهذا والله والله اعلم يكون معنا هكذا فما كان هؤلاء هؤلاء الجماعات وهؤلاء الكفار ليؤمنوا بسبب تكذيبهم من قبل ذلك لماذا؟ لانهم قبل ذلك كتب الله عليهم الشقاء. في اللوح المحفوظ وانهم لا يؤمنون. فهم لا يخرجون عن قضاء الله وقدره وان كانوا حينما جاءتهم الرسل كانوا مختارين دعتهم الرسل واقامت عليهم الحجة فكانوا يختارون في امرهم ويفعلون ولهم ارادة وقوة ومع ذلك ما سلكوا طريق الحق لكن هم يؤاخذون على اعمالهم وكسبهم. لكن في اللوح المحفوظ انهم لا يؤمنون لكن لا يدرون ما في اللوح المحفوظ حتى يحتجوا به. فاختاروا هذا الطريق بنفسهم بانفسهم وهذا لعله اظهر آآ هو اظهر المعاني قال الطبري اولاها بالصواب قول من قال ذلك ان ما سبق ان من سبق في علم الله تبارك وتعالى انه لن يؤمن به فلن يؤمن ابدا والله اعلم. قال جل وعلا فما كانوا ليؤمنوا بما كذبوا من قبل كذلك يطبع الله على قلوب الكافرين. كذلك اي مثل هذا الطبع او مثل هذه الكتابة التي كتبها الله عز وجل يطبع على قلوب الكافرين يختم عليها على قلوب الكافرين الظالمين لانفسهم الذين ستروا الحق وغطوه فلا تبصروا الحق ولا تتبعوه ولا تؤمن به. وما وجدنا لاكثرهم من عهد وان وجدنا اكثرهم لفاسقين العهد قيل هو الوصية التي اوصى الله بها جميع العالمين ما اوصاهم الله به من الايمان ترك الشر والاستقامة على دين الله ما وجد لاكثرهم عهد مع انا اخذنا عليهم العهد جاءتهم رسل وعهدوا اليهم بهذا ودعوهم اليه فما وجدنا لاكثرهم عهد ما استقاموا على هذا العهد وقال الطبري فما وجدنا لاكثرهم من عهد اي من وفاء بما وصيناهم به من توحيد من توحيد الله واتباع رسله والعمل اذا ما وجدنا لاكثرهم من عهد قال من وفاء بتوحيد الله واتباع رسوله وطاعته ما وجد لي اكثر معه وان توضع اكثر من في الارض يضلوك عن سبيل الله. اخرج بعث النار من ذريتك اخرج من كل الف واحد هذا اكثر الخلق قال جل وعلا وان وجدنا اكثرهم لفاسقين وجدنا اكثر هؤلاء الناس فاسقين اي خارجين عن طاعة الله. لان الفسق في الاصل هو الخروج. يقال فسقت الرطبة اذا خرجت من قشرتها اذا امسكت على الرطبة وضغطت عليها بيدك يخرج لبها من قشرتها التي يحيط بها. هذا هو الاصل الخروج والفسق في القرآن في حق الكفار او العصاة هو الخروج عن طاعة الله. وقد يكون فسقا كفرا كما هنا وقد يكون فسقا دون فسق. معصية لكن لا تبلغ حدها الكفر ثم قال جل وعلا وقال موسى ثم ابعثنا من بعدهم موسى هنا بدأ قصص موسى وافرد الله عز وجل قصة موسى لاهميتها ولكثرة ما فيها من العبر والعظات لان اكثر ما حصل منهم يحصل في الناس الان ولهذا اكثر القصص ذكرا في القرآن وتكرارا قصة موسى مع فرعون ولهذا ذكر الله هنا مطولة في صفحات ليعتبر بها الانسان ويتعظ. قال جل وعلا ثم بعثنا من بعدهم موسى باياتنا الى فرعون وملئه. بعثنا من بعد هذه الام دليل ان موسى بعد نوح وهود صالح ولوط وشعيب هذي كلها امم قبل موسى موسى بعدهم قال ثم بعثنا من بعدهم موسى باياتنا بالايات والعلامات الدالة على صدقه العصا واليد وغير ذلك من الايات التي سيأتي الاشارة اليها. الى فرعون وملأه. فرعون وهو ملك مصر في زمان موسى ويقال ان فرعون يطلق على كل من كان ملكا من القبط يقال له فرعون ثم بعثنا من بعدهم موسى باياتنا الى فرعون وملأه وقومه ورجالاته وجنده فظلموا بها. ظلموا بهذه الايات يعني وضعوها في غير موضعها فبدل الايمان بها جهدوا بها وكفروا اعرضوا فظلموا بها. فانظر كيف كان عاقبة المفسدين؟ انظر كيف كان عاقبة هؤلاء المفسدين؟ اغرقهم الله في اليم فذهبت الاجسام للغرق والارواح للحرق. النار يعرضون عليها غدوا وعشية ويوم تقوم الساعة ادخلوا ال دعونا اشد العذاب نعوذ بالله هذه عاقبة المفسدين احذر من الفساد يا اخي عاقبته وخيمة قال جل وعلا وقال موسى يا فرعون اني رسول من رب العالمين جاء الى فرعون يخاطبه. فيخبره انه رسول من رب العالمين من الله جل وعلا حقيق على الا اقول على الله الا الحق. معنى حقيق قال بعضهم جدير بذلك وحري. جدير وحري ان لا اقول على الله الا الحق لا اقول الا الصدق ما اكذب على الله هذه الصفة في الانبياء امناء ناصحون مبلغون لرسالة الله. وقال بعض المفسرين حريص على الا اقول على الله الا الحق وقال بعضهم واجب علي وكلها بمعنى كلها حق هو يبين لفرعون انه جدير الا يكذب على الله حق عليه الا يكذب على الله. حريص على الا يكذب على الله اذا هو صادق فيما جاءك بيك او انا صادق فيما جئتك به حقيق على الا اقول على الله الا الحق الذي ارسلني به ما زدت ولا نقصت. قد جئتكم ببينة من ربكم قد جئتكم ببينة. قال ابن كثير اي بحجة قاطعة من الله اعطانيها دليلا على صدقي فيما جئتكم به فارسل معي بني اسرائيل قال ابن كثير اي اطلقهم من اسرك وقهرك اطلقهم من اسرك وقهرك ودعهم وعبادة ربك وربهم فانهم من سلالة من سلالة نبي كريم وقال القرطبي خلهم خليهم يعني خلي سبيلهم ارسلهم. ارسل شيئا تركه وكان يستعملهم فرعون. وقال الشوكاني امره ان يدع بني اسرائيل يذهبون معه ويرجعون الى اوطانهم وهي الارض المقدسة وقد كانوا باقين لديه مستعبدين ممنوعين من الرجوع الى وطنهم. كان يستعبدهم فرعون وقومه. يذبحون الرجال ويستحوون النساء يستحيون النساء فارسل معي بني اسرائيل قال ان كنت جئت باية فات بها ان كنت من الصادقين ان كنت يا موسى جئت باية على ما من عند الله فات بها ان كنت صادقا. وهذا فيه حث له وتحدي ان يأتي بكل ما عنده فقال قال فالقى عصاه القرآن يا اخوان يختصر في موضع ويبسط في موضع يجمل في مكان يقيد في مكان هنا كأنه مباشرة بعد هذا القول القى عصاه لكن سيأتي هذه السورة وفي غيرها انه شاور قومه وانه ارسل في المدائن حاشرين وانه يعني القرآن ولهذا اذا اردت فهم القص القصة كاملة بتفاصيلها اجمع كل الايات الواردة. فالحسنة ان هذا حصل اول ما لقي موسى فرعون فالقى عصاه فاذا اي ثعبان مبين مبين يعني يبين لمن رآه انه ثعبان لا يشك فيه. حية ذكر عصى صارت حية ما هو تخييل حية بين انها حية وقد ذكروا كلام وان كان الاسناد فيه يعني ما فيه حديث الفتون عن ابن عباس قال فتحولت حية عظيمة فاغرة فاها مسرعة الى فرعون فلما رأى فرعون انها قاصدة اليه اقتحم عن سريره سقط وفر عن سرير الملك اقتحم عن سريره واستغاث بموسى ان يكفها عنه ففعل وقال قتادة تحولت حية عظيمة مثل المدينة وجاء عن السد انه ذعر منها فرعون لما جاءته ووثب من سريره واحدث وذكروا اشياء كثيرة الله اعلم بصحتها لكن لا شك انه خاف خوفا شديدا منها فالقى عصاه فاذا هي ثعبان مبين ونزع يده فاذا هي بيضاء للناظرين. نزع يده من جيب درعه ادخلها في جيب درعه فنزعها فاذا هي بيضاء تتلألأ من غير سوء يعني من غير برص كما جاء في الاية الاخرى سورة النحل من غير سوء يعني ما هي بيضاء فيها برص فيها مرض لا كان موسى رجل ادمي فادخل يده فخرجت على غير هيئة جسمه بيضاء تتلألأ. اية حتى يصدق فرعون انه رسول من رب العالمين. لان هذي ما ما احد يستطيع يفعلها هكذا لكن انظروا ماذا قال عدو الله هو وقومه وبئس القوم. قال الملأ من قومه. قال الملأ من قوم فرعون ان هذا لساحر عليم يريدون انه يأخذ باعين الناس بخداعه اياهم حتى يخيروا اليهم العصا حية والادم ابيظ اليد الادم تميل الى السمرة بيظاء. فهو عليم بالسحر متظلع به. لماذا؟ لانك قوم فرعون كانوا يتميزون بالسحر. ولهذا بعث الله كل نبي واعطاه اية فيما يتميز به قومه. حتى يكون اقوى لاعجازهم واقامة الحجة عليهم فبعث الله عيسى يبرئ الاكمع والابرص. واذا المدى باذن الله لان قومه كانوا مشهورين بالطب. كما يقال. موسى كان قوم مشهورين بالسحر فارسل اليهم بهذه الاية ابطلت سحرها نبينا صلى الله عليه وسلم ارسله الى قريش وكانوا مشهورين بالفصاحة. يقيمون اسواق لسماع الشعر ونقد الشعر فارسله الله واعطاه القرآن الذي هو افصح الكلام. وتحداهم ان يأتوا بمثله قال قال الملأ من قوم فرعون ان هذا لساحر عليم يريد ان يخرجكم من ارضكم فماذا تأمرون يعني اول كلام قال الملأ والاية الثانية يقول يريد ان يخرجكم من ارضكم كان هو نفس كلام الملأ قالوا يريد ان يخرجنا من ارضنا خلونا ارضكم قال بعض اهل العلم هنا اخبر الله ان الذي قال لساحر عليم هم قوم فرعون. واخبر في سورة الشعراء ان القائل هو فرعون. فقال للملأ حوله ان هذا لساحر عليم جمع ابن كثير بينهما فقال انه قال انه قاله فرعون هو الذي قال انه لسحر عليم. فوافقه قومه وما لؤوه وقالوا مثل قوله ففرعون قال انه لساحر عليم لما رأى هذا وقومه قالوا انه لساحر عليم هكذا الاتباع دائما يتابعون رؤوسهم فكل منهم قال كلا الفريقين فهنا اخبر ان قومه هم الذين قالوا ثم اخبر ان الذي قال يريد ان يخرجكم من ارضكم هو فرعون لنفهم ان كل ان كلا منهم قال هذا القول فهنا الذين قالوا قومه لكن تمام الكلام عن فرعون قال يريد ان يخرجكم حتى نقف ونبحث نعم هنا انتقل الى فرعون لانه ايضا قال نفس القول قبلهم كما في سورة الشعراء اذا قال الملأ من قوم فرعون ان هذا لساحر عليم يريد ان يخرجكم من ارضكم يريد ان يخرجكم من ارضكم فماذا تأمرون دائما الناس يعني هذا مما يستثار به شعور الناس هو اللي بيطلعك من بيتك ويخرجك من بلدك يطردكم ويحل مكانكم حتى يلهب مشاعرهم ويحثهم على شدة عداوة موسى حتى يقفوا صفا واحدا ولكن لا ينفعهم ذلك. ولو جاءوا بمن جاؤوا يريد ان يخرجكم من ارضكم فماذا تأمرون؟ قال بعض من ملككم يا معشر القبط بتقديم بني اسرائيل عليكم فاي شيء تأمرون نفعل في امره استشيرهم قالوا ارجه واخاه ارجه من الارجاء ارجه واحد تقول ارجه كذا الامر تقول ارجه السكت ومعنى ارجه كما قال بعض المفسرين قال اخره ارجه اخره. وقال بعضهم احبسه ارجه واخاي يعني اخرهم شوي اعطهم موعد اضرب لهم موعد وابعث في المدائن وارسل في المدائن حاشرين. ارسل بما نبعث. الرسل الى المدائن. يعني المدن والمماليك التي تتبعك. مملكتك ارسل اليها رجالا حاشرين يحشرون الناس يجمعونهم حتى يدلونهم على اسحر الناس سوي استنفار عام وكل مدينة يأتيها رسول منك ويجمع الناس يقول من اسحر البلد؟ اقوى ساحر من هو يريده فرعون قالوا يأتي ما جمعوا خلاصة السحرة من كل البلاد سبحان الله ليقضي الله امرا مفعولا لانه اذا كان اسحر الناس امنوا كلهم وهم لا احد فوقهم في السحر من من قومهم خروا سجدا وعلموا ان الذي جاء به موسى ليس سحر لتكون اقامة الحجة على على فرعون وقومه اقامة لا عذر بعدها قالوا ونعم ارجه اخاه وارسل في المدائن حاشرين يأتوك بكل ساحر عليم ما هو بالساحر لا ساحر كثير العلم في السحر وجاء السحرة فرعون قالوا ان لنا لاجر ان كنا نحن الغالبين شاركوه جاءوا الى فرعون قالوا اننا للاجر لنا اجر تعطينا اجر فلوس وما قام شيء اجرة على هذا العمل قال نعم ان كنا نحن غالبين ان غلبنا موسى لانهم يرونهم هم اعلم السحرة ويظنون موسى ساحر قال نعم وانكم لابن المقربين. اعطيكم اجر واقربكم. خليكم من الحاشية حاشية الملك ها يريد يحثهم على ان يبذلوا كل ما عندهم ليقضي الله امرا كان مفعولا قالوا يا موسى اما ان تلقيها واما ان نكون نحن ملقين. جاء الصحراء واجتمعوا يوم الزينة كما جاء في اية اخرى واجتمع الناس هل انتم وحضر الناس فقالوا لموسى اما ان تلقي واما ان نكون نحن موقنين. اما ان تبدأ بالالقاء تلقي سحرك الذي معك ونحن نأتي بسحر بعده يغطي عليه او ان او نحن نبدأ بالسحر وانت بتأدين قال القوا وهذه حكمة ايضا لانهم اذا القوا بهذا السحر الذي استرهبوا الناس وخافوهم ورأوا انه سحر عظيم وكبير ثم تأتي عصا موسى تلقفه كله وتقضي عليه ايه يظهر الحق ظهر الحق وهو بطل الباطل قال جل وعلا عن موسى قال القوا فلما القوا سحروا اعين الناس يعني خيلوا الى اعين الناس بما احدثوه من التخييل انه حقيقة. ان هذا الذي يرونه الحيات التي تسعى انها لها حقيقة في الخارج ما هو فقط تخييل لا هذي لها حقيقة يعني هي حيات حقيقية ان لها حقيقة في الخارج ولم يكن الا مجرد صنعا وخيال سحر. قال جل وعلا سحروا اعين الناس واسترهبوهم ايخافوهم ارهبوهم استرهبوا الناس اخافوهم بما رأوا التقيل. كان السحرة خمسطعشر الف ساحر. وقيل ثلاثون الف ساحر وقيل سبعون الف ساحر كل ساحر يأتي بما يأتي به من الحيات اذا هذا يخيف ولا شك. قال واسترهبوهم وجاؤوا بسحر عظيم كما قال جل وعلا في اية اخرى؟ فاذا حباله وعصيهم يخيل اليه من سحرهم انها تسعى فاوجس في نفسه خيفة موسى قلنا لا تخف انك انت الاعلى والق ما في يمينك تلقى ما صنعوا انما صنعوا كيد ساحر ولا يفلح الساحر حيث اتى سبحان الله قال الله جل وعلا واوحينا الى موسى لانه رسولنا الذي ارسلناه اوحينا الى الى موسى ان القي عصاك اطرح عصاك التي بينك القها على هذه الحيات. القي عصاك فاذا هي تلقف ما يأفكون. تلقف يعني تأكل وتبتلع تأكلها وتبتلعها تلقف ما يأفكون والافك والكذب. ما يعني ما يكذبون به يخيلون للناس من ناحية ما هي بحيات حبال وعصي فاذا هي تلقف ما يأفكون فوقع الحق وبطل ما كانوا يعملون فوقع الحق وبطل ما كانوا يعملون كله بطل سبحان الله حيا واحدة عصى تصير حية وتأكل الاف العصي والحبال وهي كلها حيات تتحرك والله هذا ليس سحر هذا ليس سحر ولهذا اعلم الناس بهذه الامور السحرة ولهذا والقي السحرة ساجدين. ما يقبل الامر عندهم يمكن انه ساحر لا لانهم اعلم الناس بالسحر سبحان لتقوم الحجة على فرعون وعلى قومه هؤلاء اعلم الناس بالسحر ويعلمون قطعا ان هذا ليس سحر ولهذا سجدوا لو كان يظن السحر او كانوا يعلمون انه سحر قالوا نعيد الكرة مرة ثانية. لا وبطل ما كانوا يعملون وقع الحق تبين انه ليس بساحر وان هذه اية من عند الله وانه رسول الله حقا وبطل ما كانوا يعملون من تخييل وسحر فغلبوا هنالك اي فرعون وقومه وسحرته وانقلبوا صاغرين ذليلين مقهورين اخزاهم الله جل وعلا والقي السحرة ساجدين. قال ابن عاشور الالقاء مستعمل في سرعة الى الارض الالقاء مستعمل في سرعة الهوي الى الارض اي لم يتمالكوا ان سجدوا بدون تردد ولا تريث والمعنى القوا انفسهم على الارض اعترافا لان هذا ليس بسحر واتبعوا موسى والقي السحرة ساجدين قالوا امنا برب العالمين. الله اكبر ها هو فرعون امنا برب العالمين. رب موسى وهارون ربي نبي الله موسى الذي يدعو اليه ورب هارون. نبي الله الذي يدعو اليه. كلهم يدعون الى الى الله جل وعلا قال فرعون امنتم به قبل ان اذن لكم قبل ان نتجاوز هذه الايات احيل آآ كثير من الناس يبتلى بالسحر وقد ذكر بعض اهل العلم علاج السحر منهم وهبي ابن منبه وليث ابن ابي سليم وذكره الائمة من بعدهم في كتبهم ومن من ذكره شيخنا الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله في رسالة اسمها حكم السحر والكيانة. وذكر الشيخ عبد الرحمن بن حسن فتحي المجيد الشيخ سليمان في تيسير حميد وجمع من اهل العلم وتبعتهم انا وذكرته في كتاب سميته تبصير البشر في تحريم السحر رسالة اسمها تبصير البشر بتحريم السحر وهي موجودة على الانترنت بس ادخل الاسم وتخرج لك. آآ ونقلت هذا عنهم قالوا ان من ابتلي بالسحر فان من علاجه ان يأتي سبع ورقات من سدر اخضر ويدقها ويضعها في اناء او قدر يسع ماء كثيرا يضعها ثم يصب عليه ماء ثم يقرأ اية الكرسي ويقرأ المعوذات ويقرأ قل ايها الكافرون ويقرأ الايات التي ورد فيها ذكر السحر في سورة الاعراف الايات التي معنا من اية مئة وسبعة عشر الى اية مئة وتسعة عشر وفي سورة يونس من الاية تسعة وسبعين الاية اثنين وثمانين. وفي سورة طه من الاية خمسة وستين للاية تسعة وستين ثم ينفث في هذا الماء ثم يشرب منه ثم يغتسل ويزول عنه السحر باذن الله عز وجل وان لم يزل من اول مرة يكرر مرة ثانية وثالثة ورابعة هذا من علاج السحر قال جل وعلا قال فرعون امنتم به قبل ان اذن لكم اولا هذه قراءة حفص بهمزة واحدة وقرأ الجمهور اامنتم به بصيغة الاستفهام بهمزتين قالوا فيجوز في هذه هذه الاية امنتم انه اخبار. انه اخبر. امنتم به. ويجوز انه يكون استفهام لكن حذفت همزة الاستفهام قالوا وهذا كثير سائغ في لغة العرب انها تحذف همزة الاستفهام ولكن المعنى يبقى ظاهرا. فيكون هنا المعنى ايضا فيعون يقول امنتم به صدقتموه اتبعتموه واقررتم بما جاء به قبل ان اذن لكم يرى انه هو ربهم ما يفعلون شيء. حتى اذا اسمح لكم اعطيكم الاذن ان هذا لمكر مكرتموه في المدينة. شف عدو الله هذا مكر مكرتموه في المدينة. اتفاق بينكم وبين موسى كلكم سحرة. وهذا كبيركم. موسى كبيركم الذي علمكم السحر. فاتفقتم علي وعلى قومي ففعلتم ما فعلتم ان هذا لمكر مكرتموه في المدينة لتخرجوا منها اهلها. يغر اتباعه هذا الكلام فعلت هذا واتفقتم مكرتم لتخرجوا اهلها الاقباط منها وتكون لكم الارض تطردون هؤلاء المساكين من ديارهم ومن ارضهم ما يقول انا مبطل صاحب الشر ما يقول ترى انا مبطل انا مجرم. اتبعوني. يقول لا انا مصلح وهذا النبي مفسد احذروا منه قال جل وعلا عنه فسوف تعلمون هذا تهديد سوف تعلمون ماذا انزل بكم من العقوبة. لاقطعن ايديكم وارجلكم من خلاف. ومعنى من خلاف يعني يقطع اليد اليمنى مع الرجل اليسرى او الرجل اليسرى مع اليد اليمنى يقطع اليد اليمنى مع الرجل اليسرى او اليد اليسرى مع الرجل اليمنى. هذا معنى من خلاف. فيقال ان اول من قطع من خلاف هو فرعون يخالف بين العضوين في القطع لو قطعن ايديكم وارجلكم من خلاف ثم لا اصلبنكم اجمعين وقال في سورة طه ولاصلبنكم في جذوع النخل هنا قال اسلبنكم لكن فسرت الاية الاخرى انه تهددهم بان يصلبهم في جذوع النخل يأتي على ساق النخلة ويصلبهم عليه يربطهم حتى يراهم الناس لكن هل فعل ذا؟ اجمعين ما يترك منهم احدا السبعين الف او الثلاثين الف او الخمسطعشر الف يقتل بالالاف لكن هل فعل ذلك ام لم يفعله؟ هذه المسألة حقيقة تعرض لها المفسرون فمنهم من قال فعل ذلك ومنهم من قال لم يفعله تهدد ولم يتمكن وحال الله بينه وبين ذلك والله اعلم. لكن لا شك انه هدد بهذا. قال جل وعلا عن السحرة هم المؤمنون حقا بعد قالوا انا الى ربنا منقلبون ومعنى الانقلاب الرجوع الى الله بالتوبة. ننقلب عما كنا عليه الى الله فنتوب اليه ونؤمن به ونطيع امره ورسوله. وامر رسوله وما تنقموا منا ما تنكروا علينا يعني ما تنكر علينا يا فرعون وما تجد علينا الا ان امنا بايات ربنا يعني تهددنا بالقتل تريد قتلنا لماذا؟ وش؟ تنقل علينا ماذا؟ ما هي الجريمة التي فعلناها ما تنقموا منا الا انا امنا بالله. الذي يؤمن بالله يجب ان يقال جزاك الله خيرا ما هو يعد مجرما مفسدا مذنبا وما تطلب منا الا ان امنا بايات ربنا ها هذه عصا اية ما هو سحر بايات ربنا لما جاءتنا رب نفرغ علينا صبرا وتوفنا مسلمين ربنا يعني يا ربنا منادى افرغ اي انزل وصب علينا وارزقنا صبرا على ديننا نثبت عليه حتى لا نفتن وتوفنا مسلمين توفنا على الاسلام وعلى الايمان بك فالله اكبر في اول النهار رؤوس السحرة وفي اخره مؤمنون بل في لحظات صاروا مؤمنين صاروا من اهل الجنة فالتوبة الى الله جل وعلا متى ما حصلت والله خير عظيم. مهما عملت من الذنوب. انظر هؤلاء السحرة والساحر كافر على الصحيح وكم افسدوا؟ وكم صدوا؟ فلما رجعوا وتابوا الى الله ادخلهم الله الجنة لا تتعاظم الذنوب مهما كان عندك من ذنب تب الى الله فان الله يغفر الذنوب جميعا قال جل وعلا وقال الملأ من قوم فرعون اتذر موسى وقومه ليفسدوا في الارض وياذرك والهتك ها جلساء السوء الملأ الرؤوس والقادة والكبراء يحرضون فرعون على خبثه ما يحتاج تحريض. لكن هم ايضا يحرظونه على المؤمنين. ها يجتمع اهل الشر الكبار والصغار ظد صاحب الحق وما هي الا فترة فيعليه الله عليهم ويرفعه ويهلكهم جميعا. القوة بالحق يا اخوان ما هي بالاشخاص هذا الدين القوة فيه تريد تكون قوي الزم هذا الدين واعمل به قال جل وعلا وقال الملأ من قوم فرعون اتذر موسى تترك موسى وقومه ليفسدوا في الارض يعني يفسدوا ارضك ارض مصر يفسدوا خدمك وعبيدك والارض التي انت فيها ليفسدوا في الارض ويدرك والهتك يدعك يترك عبادتك والهتك قال الحسن كان لفرعون اله يعبد يعبده في السر وقال بعضهم كان فرعون يعبد بقرة يعبد البقر وقال بعضهم كان في عنقه جمانة لؤلؤة او شيء من هذا وكان يسجد لها اذا فرعون مع انه قال انا ربكم الاعلى لكن هو كان يعبد الها وهذا دليل يا اخوان ان اتخاذ الاله فطرة ما احد يقدر يعيش بدون اله ما تستطيع هذه النفس لن تعيش الا تعتقد لها اله فمنهم من عبد الله على الفطرة ومنهم من اتخذ صنما او وليا او قبرا او غير ذلك وهذا نص القرآن يا اخوان ما احد يستطيع يقول ويا درك والهتك هذي جلساء فرعون اعلم الناس بي والله حكى ذلك على سبيل الاقرار اذا كان له الهة يعبدها من دون الله لو كان يعبد الله لاتبع موسى وهناك قراءة لكن ضعيفة جاءت عن ابن عباس وغيره وهي درك والهتك والهتك بمعنى وعبادتك هذا المعنى صحيح ما في اشكال. يذرك وعبادتك. يعني ما يتخذك ربا. لكن القراءة المتواترة والهتك والهتك. اذا فرعون له الهة كان يعبدها. قال جل وعلا عن فرعون قال سنقتل ابناءهم ونستحي نساءهم. نقتل ابناء الذكور ونستحي نساءهم نترك البنات وهذا غير القتل باستحياء النساء وقتل الاولاد الذي كان قبل ولادة موسى لان موسى ولد في السنة التي كان يقتل بها الاولاد فامه وضعته في تابوت ورمته في البحر اذا فرعون هذا متسلط يقال انه حكم مصر اربعمئة سنة ولا شك انه بس موسى الان كم عمر موسى؟ موسى بعث وعمره اربعون سنة وهذا الفعل كان يفعله قبل ولادة موسى وبعد ما نظره موسى هذه كم سنة؟ قرابة خمسين سنة طال مكثه او اكثر الله اعلم. على كل حال هنا سنقتل ابناءهم ونستحي نسائهم بدليل انه يريد عقوبة ثانية. غير العقوبة الاولى مرة اخرى عدو والله قال سنقتل ابناءهم ونستحي نساءهم وانا فوقهم قاهرون. وعالونا عليهم بالقهر والملك والسلطان. نقهرهم على ما نريد قال موسى لقومه استعينوا بالله واصبروا. استعينوا اطلبوا العون من الله على ما انتم فيه. على ما ينزل بكم من هذه المصائب. واصبروا الصبر مفتاح الفرج اصبر على ما اصابك. يا ايها الذين امنوا اصبروا وصابروا ورابطوا. انما يوفى الصابرون اجرهم بغير حساب قال النبي صلى الله عليه وسلم من يتصبر يصبره الله قال والصبر ضياء وقال الفاروق رظي الله عنه في البخاري وجدنا خير عيشنا بالصبر لابد ان تصبر على كل شيء تصبر على نفسك على ولدك على اخوانك على وظيفتك على صلاتك على عبادتك ما تعيش بدون صبر صبرك بقدر رفعتك وتفريج امورك. قال وسيأتي عاقبة صبرهم كيف نصرهم الله لما صبروا. استعينوا بالله واصبروا ان الارض لله يورثها من يشاء من عباده اصبروا على ما انتم فيه والارض ارض الله وهو المالك لها المتصرف فيها ويورثها لمن يشاء يسلمها او يجعل يجعل ورثتها وسكانها واهلها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين. اذا لكم اذا اتقيتم الله العاقبة للمتقين العاقبة المحمودة والتمكين في الارض وتوريث الارض هذه للمتقين الذين يتقون الله. فاتقوا الله واصبروا فسيروا الامر اليكم. هذا وعد عظيم. وهم الان في في شدة قال الله جل وعلا قالوا اوذينا من قبل ان تأتينا من بعد ما جئتنا قال قومه اوذينا من قبل ان تأتينا كان يقتل نسائنا استحياء لتقتل رجالنا ويستحيى نساؤنا. من قبل ان تأتينا وانت في مدين او قبل ان تولد. ومن بعد ما جئتنا حتى بعد ما جيت ان استمرت علينا هالامور هي لكن اصبروا اصبروا لا تستعجل الفرج قريب لا لا تستبطئ الفرج. قال جل وعلا قالوا اوذينا من قبل ان تأتينا ومن بعد ما جئتنا قال عسى ربكم ان يهلك عدوكم ويستخلفكم في الارض فينظر فينظر كيف تعملون عسى من الله واجبة عسى من الله واجبة متحققة فهنا فعسى الله عسى الله ان يهلك عدوكم متحقق. سيهلك الله عدوكم الله لا يخلف الميعاد سيهلك عدوكم فرعون وقومه ويستخلفكم في الارض يجعلكم خلفاء تملكون الارض تتولون عليها تصبحون اهل هذه الارض او تصبحون انتم اهل الارض تملكونها ويكون لكم شأن ويستخلفكم في الارض فينظر كيف تعملون ينظر كيف تعملون تطيعون مساكم الله على طاعة الله ولا تفعلون مثل ما فعل فرعون وقومه لان الله جل وعلا لا يخفى عليه شيء من اعمال العباد. وهذا تذكير لهم وتخويف وملك الارض في الارض قال بعض المفسرين استخلفوا على مصر في زمن داوود ابن سليمان كانت له ملك الارض كلها. وقيل الارض المراد الارض المقدسة دخلوها مع يوشع بالنون بعد موت موسى وهارون ثم قال جل وعلا ولقد اخذنا ال فرعون بالسنين ونقص من الثمرات لعلهم يرجعون. اخذناهم يعني اصبناهم واختبرناهم وابتليناهم بالسنين ال فرعون قومه وهو معهم بالسنين جمع سنة وهو الجدب الجذب والدهور اصابتهم سنين مجدبة لا نبات فيها لا ينزل المطر اخذناهم بالسنين ونقص من الثمرات ثمرات تنقص ما تثمن. حتى قال رجاء بن حيوة كانت النخلة لا تحمل الا ثمرة واحدة نخلة فيها ثمرة واحدة صحابهم الله عز وجل عاقبهم سنين محل جدب لا ينزل المطر والثمرات نقصت كثيرا لماذا؟ لعلهم يتذكرون لعلهم يدكم يتعظون ويرجعون الى الله. ويعلمون ان ما اصابهم بسبب ذنوبهم. فيؤمنون. اذا اذا اصابتك الظراء اصبر نفسك لان عندك شي قال جل وعلا فاذا جاءتهم الحسنة قالوا لنا هذه جاءتهم الحسنة يعني الخصب والسعة والخير جاءهم ما يفرحهم. كثرت الدنيا عليهم قالوا لنا هذه نستحقها نحن بعملنا هذا لنا بما نستحقه عند الله. وان تصيبهم سيئة سيئة المراد هنا يعني ما يكرهون من البأساء والضراء ضيق في الارزاق، كثرة الامراض، والمصائب. يتطير بموسى. التطير التشاؤم بمرئي او مسموع او معلوم يتطيرون هذه من صفة الكفار يتطيرون من موسى يقولون هذا ما جانا الا بسبب موسى. هذا الذي اصابنا بشؤم موسى وما يدعو اليه يتطير بموسى ومن معه من معه كذلك بالمؤمنين يتشائمون بالمؤمنين قال الله جل وعلا الا انما طائرهم عند الله. قال ابن عباس الا انما طائرهم مصائبهم وقال وقال بعضهم اي ما قضي عليهم وقدر عليهم من الله. طائرهم يعني ما اصابهم هذا الذي وقع فيهم. وما قضي عليهم وما قدر عليهم هذا من الله ما هو موسى الله الذي كتب هذا عليهم بسبب ذنوبهم الا انما طائرهم عند الله ولكن اكثرهم لا يعلمون لا يعلمون العلم النافع ولهذا يظنون ان ذلك كله من موسى وهو من الله والله هو الذي ارسل موسى. ثم قال جل وعلا وقالوا مهما تأتنا به من اية لتسحرنا بها فما نحن لك بمؤمنين نعوذ بالله عناد قال ابن كثير هذا اخبار من الله جل وعلا عن تمرد قوم فرعون وعتوهم وعنادهم للحق واصرارهم على الباطل في قولهم مهما تأتنا به من اية لتسحرنا بها فما نحن لك بمؤمنين يقولون اي اية جئتنا بها ودلالة اي اية ودلالة وحجة اقمتها رددناها فلا نقبلها منك ولا نؤمن بك ولا بما جئت به قال الله فارسلنا عليهم الطوفان. ها عقوبة مهما تأتينا باية مهما تأتينا باية دلالة بينة حجة لتسحرنا بها ها ما يزالون انت ساحر. رغم ما جاء من الايات ما يزال نقول انت ساحر. لتسحرنا بها فما نحن لك بمؤمنين؟ انت ساحر ليس المؤمنين لا مصدقين ولا مقرين ولا متبعين لك والى ما تدعو اليه فارسلنا عليهم الطوفان عقوبات والطوفان قيل هو الغرق. كثرة الامطار. ارسل الله عليهم السماء. فتتابعت الامطار حتى غرقت ثمارهم وعلى الماء فوق الارض وقيل ان الطوفان هو الطاعون اصابهم الطاعون وقيل الطوفان هو المطر الشديد. اه نعم. على كل حال الذي يظهر من الطوفان الماء ارسل الله عليهم ماء كثيرا مفسدا. يفسد عليهم زروعهم ويفسد عليهم حياتهم لان المطر اذا كثر وزاد علا على وجه الارض يتضرر الناس بهذه هذه اية من الله عز وجل فارسلنا عليهم الطهان والجراد. الجراد تعرفونه طائر من الفراش عجيب هذا هذا المخلوق حلال يجوز اكله في البخاري اكلوه مع النبي صلى الله عليه وسلم سبع سنين لذيذ جدا اذا وجدته كله ولا يذكى ولا شيء احلت لنا ميتتان ودمان فاما الميتتان فالحوت والجراد. ما يحتاج يدك. امسكه وحطه بالنار ولا اذا سقط في النار قدامك خذه ما في اشكال وهذا عجيب الجراد سبحان الله ما يأتي عشر جرادات مئة جرادة الف جرادة يأتي بالملايين اذا جاء ارأيت بعض الاحيان وانا جالسا نصف ساعة او ساعة تقريبا الاربع والجو كله مليء. طائر الجراد ذاهب بالملايين وقرأت دراسة عنه يقولون هذا من اخطر البهائم في الاكل يقولون اذا جاء في مكان كيلو يكون في خمسين مليون جرادة خلال يوم واحد تأكل مئة الف طن مئة الف طن ونحن ادركنا شيء من هذا قديما كان اذا حل اذا جاء في الليل مثلا وهذه المشكلة اذا جاء بالليل الناس ما رأوه وحل على الزرع او على النخل طلوع الشمس ما ترى الا اعواد في النخل. السعف كله ذهب الزروع يأكلها كلها ما يبقي شيء سبحان الله! فارسل الله عليهم الجراد يأكل زروعهم فارسلنا عليهم الطوفان والجراد والقمل. القمل قيل هو الدبأ ودبه هو ولد الجراد. الجراد عجيب يأتي يبيت في هذه في هذا المكان الاناث تضع مؤخرتها في الارض قد تكون الارض صلبة بيدك ما تستطيع. هي تدخلها مع انها لحمة خفيفة وتبيظ فيها واذا جاء الربيع ولو بعد سنوات يخرج البيض بعد سبع سنوات من هذا المكان اية ثم ماذا؟ ادباء ما يستطيع يطير مثل الجراد الجراد يعني ينزل في هذا المكان يهلكه لكن يطير وما يوقع الا بعد ثلاث مئة كيلو او اربع مئة كيلو تسلم هذه المنطقة التي بينها. الدبلة ما فيه. ما يطير. يقفز يقفز. فاذا مر على ارض مسحها كلها. مسح شامل ما يترك شيئا سبحان الله قال وقال بعض العلماء القمل هو البراغيث. وقال بعضهم دواب سود صغار. وقال بعضهم هو الوسواس هو القمل؟ السوس؟ السوس الذي يكون في الدقيق قال بعضهم بعض المفسرين قال انهم ارسل الله عليهم المطر فقال يا موسى ادعوا الله يمسك عنا المطر فدعا فامسك المطر فانبتت الارض احسن ما يكون فقالوا هذا الذي نريد دليل ان الله رضي عنا فارسل الله الجراد عليهم اكل زرعه قالوا يا موسى ادعو الله لنا يمسك عنه فدعا الله فاخذوا البقية ووضعوه فقال خلاص الان لا جراد ولا ما عندنا مشكلة فنحن الحق فلم يؤمنوا به ولم يرسلوا معه بني اسرائيل. فسلط الله عليه السوس فيخرج احدهم المحصول عنده ما يخرج منه شيء اذا طحنه فعند ذلك قالوا ادعوا الله يرفع عنا هذا فرفعه الله عنهم نؤمن بك ونصير معك بني اسرائيل فلم يفعلوا فارسل الله عليهم الضفادع الظفدع معروف لا يجوز قتله نهى النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث عند ابن ماجة بسند صحيح صححه الشيخ الالباني نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن قتل سرد والضفدع والنملة والهدهد. هذه الاشياء لا يجوز قتلها لان النبي نهى عن قتلها والنهي يقصد التحريم وعند الترمذي عند ابي داود والنسائي بسند صححه الشيخ الالباني ان طبيبا جاء الى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله الظفدع اجعلها دواء فقال النبي صلى الله عليه وسلم فنهاه عن قتلها. قال لا تقتله والضفدع يقفز يعيش بالماء ويعيش بالصحراء يقولون سلطه الله عليهم فكانوا في مجالسهم تغشاهم الضفادع لدرجة ان يعني ما هي مبالغات طبعا يقول لدرجة ان يعني غشتهم حتى ان الرجل بالاخير اذا تكلم دخل الضفدع في فمه فقالوا يا موسى ادعوا الله ان يكشف عنا فدعا لهم فكشف عنهم وابوا ان يؤمنوا بها ان يرسلوا معه بني اسرائيل فارسل الله عليهم الدم انقلبت الانهار والابار بل حتى انيتهم يضعون فيها الماء ثم ينقلب واذا هو دم عبيط ايات لعلهم يرجعون. قال جل وعلا فارسلنا عليهم الطوفان والجراد والقمل والضفادع والدماء ايات ايات مفصلات علامات دلائل مفصلات تفصل الحق تبينه توضحه تجليه ان موسى على الحق وانه لا اله الا الله ومع ذلك فاستكبروا وكانوا عنها وكانوا قوم مجيبون. استكبروا ترفعوا ما امنوا بهذه الايات وما امنوا بموسى ولا امنوا برب العالمين وكانوا قوم مجرمين من الذين اجرموا وبلغوا الغاية في الاجرام وارتكاب المعاصي والذنوب. قال جل وعلا اولما وقع عليهم الرجز قالوا يا موسى ادعو لنا ربك. الرجز العذاب المذكور فيما سبق الطوفان والجراد والقمل والضفادع قال بعض المفسرين جاءت رواية عن السدي وعن ابن جبير وعن غيره انها كما ذكرنا لكم متتابعة جاءتهم الاولى فقال ادعو لنا ربك فدعا فلم يؤمنوا ولم يرسلوا بني اسرائيل فارسل الله الاية الثانية. وقال بعض المفسرين ظاهر الامر انها جاءتها كل جائتهم كلها مع بعضهم مع بعضها وقال بعضهم الرجس والطاعون ولما وقع عليهم رجز قالوا يا موسى ادعو لنا ربك بما عهد عندك. بما عهد عندك يعني بما اوصاك وعهد اليك ها يعرفون انه رسول رب العالمين وان الرب هو الله وليس فرعون ما اهلك الله قوم الا بعد تيقنهم ومعرفتهم وقيام الحجة عليهم بانه لا اله الا الله وحده لا شريك له قال جل وعلا قالوا يا موسى ادع لنا ربك بما عهد عندك لان كشفت عنا الرجزا انزلت عنا العذاب الذي نزل بنا لنؤمنن لك لنصدقن بك ونقر بما جئت به ولانرسلن معك بني اسرائيل نرسل بني اسرائيل بدل حبسهم واستعبادهم واستعمالهم في الخدمة نرسلهم معك يذهبون يرجعون الى بلادهم المهم نوصلهم ونرفع عنهم ما كنا نمسكهم به فلما كشفنا عنهم الرجاء اي العذاب الى اجل هم بالغوه اذا هم يمكثون كشفنا عنهم العذاب استجاب الله دعاء موسى فدعم موسى وكشف الله عنهم لكن الى اجل الى وقت هم بالغون سيبلغون هذا الاجل هناك اجل ووقت محدد اجله الله لهم يأتي عليهم يعذبهم ويغرقهم في البحر ولا يبقي منهم احد هذا لكن مع هذه العهود التي ابرموها فاذا هم اذا هم يمكثون. يمكثون العهود. قال لا نؤمن لك نكثوا ما امنوا وصلنا معك بني اسرائيل ما ارسلوا بني اسرائيل قال جل قال جل وعلا فانتقم واحل منهم فانتقمنا منهم فاغرقناهم في اليم بانهم كذبوا باياتنا وكانوا عنها غافلين. انتقمنا منهم لما عتوا وتمردوا انتقم الله منهم اي عذبهم واحل بهم لقمته فاغرقناهم في اليم كما قال جل وعلا في سورة الشعراء فاوحينا الى موسى ان اضرب بعصاك البحر فانفجر فانفلق فكان كل فرق كالطود العظيم وازلفنا ثم الاخرين ازلفنا ثم هناك بهذه الامواج العاتية هذه الطرق في البحر وازلفنا ثم الاخرين وانجينا موسى ومن معه اجمعين ثم اغرقنا الاخرين اغرقهم في اليم في البحر فاغرقناهم في اليم بانهم بسبب انهم كذبوا لانهم كذبوا باياتنا كلها الكثيرة. تسع ايات كلها كذبوا فيها ولم يؤمنوا وكانوا عنها غافلين. كانوا عن هذه ايات او عن هذه العقوبة والنقمة غافلين يعني معرضين متغافلين ناسين لها لا يعملون بها والله اعلم وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا محمد