بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. الرحمن الرحيم. وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين اما بعد لا يزال الكلام مستمرا على سورة الاعراف. يقول الله جل وعلا واكتب لنا في هذه الدنيا حسنة وفي الاخرة انا هدنا اليك قال عذابي اصيبوا به من اشاءوا ورحمتي وسعت كل شيء يخبر الله سبحانه وتعالى او يجيب موسى في مقولته السابقة ان هي الا فتنتك في الاية السابقة. قال جل وعلا واختار موسى قومه سبعين رجلا لميقاتنا فلما اخذتهم الرجفة قال ربي لو شئت اهلكتهم من قبل واياي اتهلكنا بما فعل السفهاء منا ان هي الا فتنتك تضل بها من تشاء وتهدي من تشاء. انت ولينا فاغفر لنا وارحمنا وانت خير الغافرين. قال جل وعلا واكتب لنا وفي هذه الدنيا حسنة اي ان الله سبحانه وتعالى اخبر ان من دعاء موسى لربه انه بعد ان دعا الدعاء السابق في دفع المحظور هنا دعا بطلب تحصيل المقصود وهو ان الله سبحانه وتعالى يكتب للعبد في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة ومعنى اكتب لنا يعني اجعلنا ممن كتبت لهم في الدنيا حسنة ومعنى حسنة قال ابن جرير اي الاعمال الصالحة واكتب لنا في هذه الدنيا حسنة قال اي الاعمال الصالحة. وقال ابن وقال الشيخ السعدي رحمه الله واكتب لنا في هذه الدنيا حسنة من علم نافع ورزق واسع وعمل صالح وفي الاخرة اي واكتب لنا في الاخرة حسنة وهي ما اعده الله جل وعلا لاولاء لاوليائه الصالحين من الثواب وقيل معنا وفي الاخرة اي واكتب لنا المغفرة غفران الذنوب. فالحاصل ان المؤمن يدعو الله جل وعلا بان يكتب وله في هذه الدنيا حسنة فيوفقه للاعمال الصالحة واولها واعظمها الايمان بالله جل وعلا وعدم الاشراك به وايضا يرجو ان يكتب الله له في الاخرة حسنة وهو الثواب العظيم الجزيل دخول الجنة وما فيها من النعيم الذي اعده الله لمن عمل صالحا في هذه الحياة الدنيا. قال جل وعلا عن موسى انا هدنا اليك. يخبر موسى عنه وعن من معه ها انا هدنا اليك وهدنا بمعنى تبنى اليك والهود التوبة معنى هدنة يعني تبنى اليك ورجعنا. وهكذا ينبغي للمؤمن ان يسأل الله جل وعلا خير الدنيا والاخرة وان يتوب الى الله جل وعلا الا لان هذا من العمل الصالح في الدنيا. هذه هذا من الحسنة في الدنيا. التوبة الى الله جل وعلا والرجوع اليه انا هدنا اليك قال عذابي اصيب به من اشاء. قال الله جل وعلا عذابي اصيب به من اشاء. ممن كان شقيا كافرا معرضا متعرضا لاسباب العذاب. ورحمة من اشاءوا ورحمتي وسعت كل شيء اخبر الله جل وعلا انه يصيب بعذابه من يشاء من عباده ممن هو مستحق لذلك من هو مستحق لهذا بعمله واعراضه وعدم اتباعه للحق. ورحمتي وسعت كل شيء فسأكتبها للذين يتقون هذه الاية ورحمتي وسعت كل شيء مثلها قوله جل وعلا ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلما ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلما وهذه اية عامة في عموم رحمته سبحانه وتعالى. لكن هل هذه الاية من العام المخصوص؟ لانه قال فسأكتبها الذين يتقون بعض العلماء قال هذا قال هي رحمة الله واسعة لكل شيء وسعت كل شيء لكن انما يكتبها الله جل وعلا للذين يتقونه وقال بعض اهل العلم ينبغي ان نقول ان رحمة الله وسعت كل شيء. ورحمة الله رحمة عامة ورحمة خاصة رحمة الله قسمان رحمة عامة ورحمة خاصة. فالرحمة العامة وسعت كل شيء وشملت كل شيء. حتى الكفار رزقهم صحة ابدانهم ما اعطاهم من الاعين والاذان ما اعطاهم من الاموال هذا هذا من رحمة الله عز وجل فرحمة الله عامة تشمل كل احد. وهناك رحمة خاصة وهي دخول الجنة والنجاة من النار هذه للذين يتقون الله جل وعلا فالمؤمنون المتقون يدخلون في الرحمة العامة فمن فينا من النعم فمن الله جل وعلا من رحمته ولهم خاصة وهي دخول الجنة فان الكافر لا يدخل الجنة. وهذا تقريبا هذا القول ما لا اليه ابن القيم فقال المراد عند قوله ورحمتي وسعت كل شيء قال هذه رحمة عامة. وما من احد الا شملته رحمة الله ما من احد الا شملته رحمة الله حتى الكافر حتى ابليس هذي الرحمة العامة. قال ورحمتي هذه رحمة خاصة ذكر رحمة خاصة واستطرد في ذكرها وهذا كثير في القرآن الحاصل ان ان قوله هنا ورحمتي وسعت كل شيء هذا يدل على عموم رحمة الله فوسعت كل شيء ولحقت بكل شيء واصابت كل شيء فما من احد الا وقد شملته واصابته رحمة الله. الرحمة العامة. وقوله ساكتبها للذين يتقون. ليس معنى ذلك ان رحمة الله لا تصل الا الى المتقين. لا المراد الرحمة الخاصة وهي ايش؟ دخول الجنة والنجاة من النار تكون للمؤمنين فقط لكن رحمة الله عامة اذا وهذا احسن ما يقال حتى لا نقيد رحمة الله عز وجل نقول رحمة الله نوعان رحمة عامة هذه وسعة كل شيء كما قال الله جل وعلا وكما قال في الاية الاخرى ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلما والنوع الثاني رحمة خاصة وهذه خاصة بالمتقين. وهي دخول الجنة والنجاة من النار. قال ورحمتي وسعت كل شيء فسأكتبها للذين يتقون. وساكتبها ساجعلها اي اجعل الرحمن خاصة وان كان ظاهر الكلام انه معطوف على ما سبق لكن القرآن هذه من عادة القرآن يستطرد عموما ثم يذكر شيئا خاصا بعد ذلك سيأتي بعد ذلك فقوله ما سأكتبها ليس المراد ساكتب رحمتي كل الرحمة لا تكون الا للمتقين لا هذه رحمة خاصة يا اخوان وهذا امر يدل الواقع الان الدنيا كلها تشملها رحمة الله حتى الكفار وحتى الطير وحتى البهائم وحتى الدواب شملتها واصابتها رحمة الله لكن هذه رحمة خاصة بالمؤمنين فلهم رحمتان. رحمة عامة ورحمة خاصة. فسأكتبها للذين يتقون. قالوا يتقون الشرك والكبائر اكتبون يتقون الشرك والكبائر. وقال بعضهم يتقون الشرك والمعاصي كلها كبيرها وصغيرها وان كان عقيدة اهل السنة والجماعة ان من مات على غير الشرك فهو مرحوم مصيره الى الجنة ابتداء او انتهاء كما قال جل وعلا ثم اورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا سماهم مصطفين كلهم ثم ذكر قال فمنهم ظالم لنفسه والذي عمل بعض الذنوب والمعاصي وترك بعض الواجبات ومنهم مقتصد فعل الواجبات وترك المحرمات فقط ومنهم سابق بالخيرات فعلى الواجبات والمندوبات وترك المحرمات والمكروهات وبعض المباحات خشية الوقوع في المحرمات فساكتبها للذين يتقون والمعنى يتقون الله عز وجل وهي تقوى الله بفعل اوامره واجتناب نواهيه. ويؤتون الزكاة قيل المراد زكاة المال يؤدون زكاة مالهم قالوا وهذا كقوله واتوا حقه يوم حصاده وقيل بل المراد بالزكاة هنا هي زكاة النفوس. يزكون انفسهم قد افلح من زكاها. قد افلح من زكاها وقد خام من دساها قال ابن جرير او غيره قال الاية عامة تشمل اداء الزكاة التي هي حق المال وتشمل الزكاة الذي هي التزكي التطهر الايمان وعدم الشرك تشمل هذين الامرين لانه لا دليل على التخصيص ويؤتون الزكاة والذين هم باياتنا يؤمنون. اي يقرون ويصدقون لان الايمان هو الاقرار مع التصديق. والمراد به تصديق القلوب من الباطن يؤمنون لان من الناس من يقولوا امنا وهم لا يؤمنون وهم المنافقون. لكن ايمان يعني التصديق مع الاقرار هذا عمل القلب اه ثم قال سبحانه وتعالى هنا يعني ابن كثير رحمه الله ذكر يعني وهذا من فقهه رحمه الله آآ ذكر الحديث الصحيح قال النبي صلى الله عليه وسلم ان الله عز وجل ان ان لله عز وجل مئة رحمة وفي لفظ خلق الله مئة رحمة انزل منها رحمة واحدة يتراحم بها الخلق حتى ان الدابة لا ترفع حافرها عن ولدها وابقى تسعة وتسعين عنده ويوم القيامة يعني معنى الحديث يجعلها للمؤمنين. لكن هنا يرد اشكال يا اخوة ان الله خلق مئة رحمة هل رحمة الله مخلوقة هم؟ يظننا ذكرناها سبق ان ذكرنا في الدرس ولا لا؟ اذا كان سبق وذكرناه ما نذكره. نقول نعم يا اخوان رحمة الله قسمان رحمة مخلوقة ورحمة هي صفته فرحمة الله صفته. هذه غير مخلوقة ورحمة مخلوقة خلقها الله جل وعلا. فهذا الذي في الحديث ان الله خلق مئة رحمة هذا من رحمته لكن رحمة مخلوقة ومنها ومن رحمة المخلوقة الجنة. الجنة رحمة رحمة الله لكنها مخلوقة خلق الله الجنة فلا يشكل عليك نقول نعم الرحمة المنسوبة الى الله قسمان رحمته هي صفته وهذه ليست مخلوقة ورحمة مخلوقة كما في هذا الحديث لا اشكال بين الحديثين. قال جل وعلا ايضا هنا ذكر ابن كثير اثرا اخرجه الطبري عن قتادة بن جريج واللفظ لابن جريج قال لما نزلت ورحمتي وسعت كل شيء قال ابليس انا من كل شيء فطمع في رحمة الله قال الله جل وعلا فسأكتبها للذين يتقون. فاخرج ابليس. لانه ما اتقى الله عز وجل فقالت اليهود ونحن نتقي الله فقال ساكتبها للذين يتقون ويؤتون الزكاة. فقالت اليهود ونحن نتقي الله ونأتي الزكاة فانزل الله جل وعلا الذين يتبعون النبي الامي تبعون الرسول الذين يتبعون الرسول النبي الامي الذي يجدونه مكتوبا عندهم. فاخرج اليهود. اذا رحمة الله التي سيكتبها الجنة ودخول الجنة وما يعده للمتقين هذه لا تكون الا لمن امن بالله واتى الزكاة واتبع رسول الله. صلى الله عليه واله وسلم والا لطمع له في الجنة. قال جل وعلا الذين يتبعون الرسول النبي الامي. اخبر عن هؤلاء الذين اكتب لهم رحمته جل وعلا والذين يؤتون الزكاة وبايات الله يؤمنون فبين وزادهم بيانا ووصفا فقال الذين يتبعون الرسول النبي الامي الذين يتبعون نبينا محمدا صلى الله عليه واله وسلم كما جاء في الحديث في صحيح مسلم قال النبي صلى الله عليه وسلم والذي نفسي بيده لا يسمع بي من هذه الامة يهودي ولا نصراني ثم لا يؤمن بما جئت به الا حرم الله عليه الجنة بعد بعثة النبي صلى الله عليه وسلم لا يقبل دين غير الاسلام. لا يهودية ولا نصرانية ولا غيرها فبعد بعذته لابد من الايمان به والا الجنة حرام على من تعبد لله بغير ملته بغير شريعة رسول الله صلى الله عليه واله وسلم الذين يتبعون الرسول النبي الامي. والامي هو الذي لا يقرأ ولا يكتب. فلم يكن يقرأ صلى الله عليه وسلم ولم يكن يكتب ومع ذلك جاء بهذا القرآن العظيم. الذي لا يستطيع احد ان يأتي بمثله لا الجن ولا الانس ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا وهذا اية على انه رسول الله ودليل على انه رسول الله صلى الله عليه وسلم وايضا كان افصح الناس اتاه الله جوامع الكلم مع انه لا يقرأ ولا يكتب فهذه معجزة ومناسبة لقريش لان قريش يفتخرون بالفصاحة وباللغة فارسل الله اليهم هذا النبي صلى الله عليه وسلم لا يقرأ ولا وجاءهم بما لم يستطيعوا ان يأتوا بمثله وكان افصح الناس واتاه الله جوامع الكلم صلوات الله وسلامه وبركاته عليه لكنه رسول ارسله الله اليه. ونبي نبأه وايظا هو امي لا يقرأ ولا يكتب. ثم قال الذي يجدونه مكتوبا عنده في التوراة والانجيل. يجده اليهود والنصارى في التوراة والانجيل لكنهم كتموا وحرفوا وبدلوا. والا يجدونه مكتوبا مبشر به. في كتبهم ومأمورون باتباعه حين خروجه صلى الله عليه وسلم وبعثته ويعرفونه كما يعرفون ابناءهم. ولكنهم كفروا وجحدوا. الذي يجدونه مكتوب عندهم في التوراة والانجيل ثم ذكر شيئا من صلى الله عليه وسلم. يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر. يأمر يأمرهم بالمعروف. والمعروف كل ما عرف حسنه في الشرع كل ما عرف حسنه في الشرع وينهاهم عن المنكر وهو كل ما عرف قبحه وسوءه في الشرع هذا وصف النبي صلى الله عليه وسلم فكونوا يا اتباعه مثله. تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر. قال جل وعلا ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبث ايضا يحل لهم الطيبات في مأكولاتهم ومشروباتهم وملبوساتهم وغير ذلك فيحل لهم ما ما كان طيبا طيبا سواء كان في اكله او في شربه او في لبسه او في غير ذلك ويحرم عليهم الخبائث جمع خبيث سواء كان خبيثا لوصفه او لذاته فجاء هذا النبي العظيم تحليل الطيبات فنأكلها حلالا لنا مباحة وايضا يحرم علينا كل خبيث لان الخبيث ضار. وكل خبيث وكل ما حرمه الله فهو فضرر هو اكثر من نفعه وما احله الله فنفعه اعظم من ضرره. قال جل وعلا يسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما اثم كبير ومنافع للناس واثمهما اكبر من نفعهما. ولهذا حرمه الله عز وجل تحريما ابديا لكن قد يكون هناك بعض الاضرار فيما احل الله شيء يسير لكن لا يساوي شيئا ولا يعادل شيئا مع ما فيه من المنافع ولا يدخل في هذا الثوم والبصل او يشكل على احد يقول كيف؟ الثوم والبصل حلال. والنبي يحرم عليهم الخبائث والنبي صلى الله عليه وسلم يقول من اكل من هاتين الشجرتين الخبيثتين فلا يقربن مسجدنا هذا. نقل الخبث في الحديث هاتين الشجرتين الخبيثتين خبز الرائحة فقط ليس خبث الاصل وخبث ذاتها لا خبث رائحتها يعني رائحتها خبيثة رائحته خبيثة هذا المراد هو ليس خبث انها تقابل الطيب يعني مما حرمه الله لا البصل والثوم مما احله الله لكن الخبث هنا له مرائحة خبيثة ولهذا من اماتهما طبخا لا شيء عليه. والطب الحديث والناس كذلك منافع الثوم والبصل للناس. لكن المراد خبث الرائحة. قال جل وعلا ويحرم عليهم الخبائث ويضع عنهم اسر هم الاغلال التي كانت عليهم جاء بدين اليسر والسماحة فيذروا عنهم اصرهم والاسر المراد به الثقل في لغة العرب الاسر هو الثقل ويطلق على العهد ايضا. والمعنى يضع النبي صلى الله عليه وسلم عنهم التكاليف الشاقة الثقيلة يضع النبي صلى الله عليه وسلم عنهم التكاليف الشاقة الثقيلة يراعي عن اليهود والنصارى. كان عليهم تكاليف كما مر معنا في سورة الانعام. حرم عليهم الشحوم بعض الشحوم وحرم عليهم كذا. كان عليهم اثار واغلال. كان احدهم لا يصلي الا اذا انتهى الى محرابه. كان اذا اصاب البول بدنه لا بد يقرضه بمقراط او ثوبه كان عليهم اثار واغلال شاقة عليهم فجاء هذا النبي العظيم بوظع هذه الاثار والاغلال ان اتبعوا هذا الدين. ان اتبعوا هذا الدين. والاغلال جمع غل. جمع غل بالظم وهو في الاصل اطار من حديد يجعل في رقبة الاسير حلقة من حديد توضع في رقبة الاسير. هذا هو الغل والمراد به في الاية هو التكليف والعمل الذي يؤلم ولا يطاق. هو التكليف والعمل الذي يؤلم ولا يطاق. يعني زيادة على الاثار اعمال تؤلم العمل بها يؤدي الى الالم الشديد لا تطاق. بيسر وسهولة. فوضع هذا النبي العظيم الاصال والاغلال التي كانت عليهم. قال جل وعلا فالذين امنوا به وعزروه. امنوا بهذا النبي صلى الله عليه وسلم وصدقوا واقروا واتبعوه وعزروه اي عظموه ووقروه لان التعزير هو التعظيم والتوقير لابد من تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم ايمان بالقلب وتعظيم باللسان وبالاعمال. لا يظهر منك اعمال او اقوال تدل على النبي صلى الله عليه وسلم انتقاص قدره او الاستهزاء به او بشيء من سنته وعظموه نعم وعزروه ونصروه. ايضا نصروه قاموا بنصرته. دخلوا معه في الدين وقروه اجلوه عظموه وعيظ قاموا بنصرته بالجهاد معه والقتال معه. فنصروه ونصروا دينه واتبعوا النور الذي انزل معه وهو القرآن ايضا. اتبعوا القرآن فقدموه بين ايديهم وعملوا بما فيه فصاروا تابعين له اولئك هم المفلحون. اولئك اسم اشارة دالة على البعيد لبيان علو من جمع هذه الصفات. قد بلغ والله منزلة عظيمة. فهم المفلحون اي المدركون ما طلبوا الناجون ما منه رهبوا الفائزون بما طلبوا مدركون له ان جون ما منه هربوا وخافوا. وهذا الفلاح العظيم اي فلاح اعظم من هذا ثم قال جل وعلا قل يا ايها الناس اني رسول الله اليكم جميعا امره الله عز وجل ان يعلن للناس جميعا اني رسول الله اليكم جميعا وهذه خاصة به صلى الله عليه وسلم ولهذا قال الله عز وجل في اية اخرى واوحي الي هذا القرآن لانذركم به ومن بلغ. من بلغه القرآن. من عربي او عجمي او يهودي او نصراني او غير ذلك وقال جل وعلا تبارك الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا للعالمين كلهم ما قال المسلمين للعرب لاهل مكة لاهل المدينة لاهل الجزيرة لا وهذا العموم الذي دلت عليه الايات دلت عليه السنة والحديث الذي في الصحيحين قال النبي صلى الله عليه وسلم فضلت على الانبياء بخمس. بعض الروايات فضلت على الانبياء بستة كلها في الصحيح. وذكر منها الى الناس كافة وكان الرجل قبلي يبعث الى قومه خاصة. صلوات الله وسلامه عليه. وايضا جاء في الحديث الذي سبق ان اشرت واليه قريبا والذي نفسي بيده لا يسمع بي من هذه الامة يهودي ولا نصراني. ثم لا يؤمن بي الا بما جئت به الا حرم الله عليه الجنة هذه من خصائصه صلى الله عليه وسلم لان دينه كامل اكمل الاديان. ولانه نبي الساعة ولان دينه محفوظ صلى الله عليه وسلم فهو دين الله باق الى ان يأذن الله عز وجل بقيام الساعة اني رسول الله اليكم جميعا. فاذا كان فمقتضى هذا انه رسول الى الناس جميعا ان يتبعوه. من ارسله الله الى الجميع. اذا فاتبعوه وامنوا به الذي له ملك السماوات والارض سبحانه وتعالى. الذي رسول الله وهو الذي له ملك السماوات والارض الذي هو الله جل وعلا. له ملك السماوات والارض يملكهما. فهو المالك لهما خلقا خلقا وايجادا وتصريفا وتدبيرا فهو الذي خلق السماوات والارض وما فيهن وما بينهن وهو المالك لهما يتصرف فيهما كيف شاء. وتجريان على امره وقضائه وقدره وهذا هو الملك العظيم الذي لا اعظم منه. الذي له ملك السماوات والارض لا اله الا هو. لا اله انا فيا العبادة عما سواه جل وعلا. والا هو مثبت العبادة وحده لا شريك له. وهذا هو معنى لا اله الا الله لا معبود بحق الا هو جل وعلا وهذا يقتضي انه لا يصرف شيء من العبادة الا لله سبحانه وتعالى ولا يجوز صرف شيء منها لغيره. لا اله الا هو يحيي ويميت وهو الذي يحيي وهو الذي يميت هو الذي يخلق الاشياء ويحييها بعد موتها او يخلقها من عدم ويحييها ثم يميتها بعد ذلك. وهذا شيء تقر به العرب. يقر به الكفار الخلق والحياة. فهنا ذكر توحيد الربوبية ايضا لاجل ان يقروا بتوحيد الالوهية. يحيي ويميت امنوا بالله ورسوله. امنوا بالله الذي له ملك السماوات والارض. صدقوا واقروا واجمعوا بين ايمان القلوب والاقرار عقيدة القلب وبين نطق اللسان وبين عمل الجوارح فامنوا بالله ورسوله صلى الله عليه وسلم. لابد من الايمان بالنبي صلى الله عليه وسلم. من يريد الجنة لابد يؤمن به صلى الله عليه وسلم. من لا والى النار وبئس المصير. فامنوا بالله ورسوله النبي الامي اكد اميته لان هذه اية معجزة رجل لا يقرأ ولا يكتب ويأتي بهذا الخير العظيم. وهذا القرآن وهذه السنة صلوات الله وسلامه وبركاته عليه. الذي ان يؤمنوا بالله وكلماته. فهو عبد لا يعبد هو يؤمن بالله ويقر ويعترف ويعبد ربه وكلماته قيل كلماته هو عيسى ابن مريم قاله مجاهد وقيل كلماته اياته وقال الطبري الصواب ان كلماتي هنا يعم جميع كلمات الله فلا يخصص شيء دون شيء فهو يؤمن بعيسى ابن مريم ويؤمن بايات الله ويؤمن بالقرآن ويؤمن بكل اية من ايات الله فهو السباق اليها صلى الله عليه وسلم من هذه الامة. وكذلك فليكن اتباعه الذي يؤمن بالله وكلمته واتبعوه لعلكم تهتدون. لعلكم تهتدون. اعاد الامر بالايمان باسلوب او بلفظ مختلف وهو يؤدي نفس امنوا بالله ورسوله. واتبعوه. ولهذا يا اخوان الاتباع احد شرطي قبول العمل فالعمل لا يقبله الله الا اذا كان خالصا لله وصاحبه متبعا فيه رسول الله صلى الله عليه واله وسلم عام فلا يقبل العمل الا بهذين الشرطين الاخلاص والمتابعة الاخلاص لله والمتابعة لرسول الله. صلى الله عليه وسلم. وهذا كما قال ابن ابي العز الحنفي في شرح الطحاوية قال توحيدان لا لا غنى للعبد عنهما. توحيد المرسل وتوحيد الرسل. وتوحيد المرسل توحيد المرسل وهو الله جل وعلا الاخلاص له. افراده بالعبادة. وتوحيد المرسل بالاتباع توحيد النبي صلى الله عليه وسلم بالاتباع يفرده بالاتباع. من عمل عملا ليس عليه امر فهو رد. واتبعوه لعلكم تدوم لعلكم تهتدون الى الحق والى الطريق المستقيم. فلا يحصل الاهتداء الا بالايمان بالله ورسوله واتباع رسوله صلى الله عليه واله وسلم. ثم قال سبحانه وتعالى ومن ومن قوم موسى امتي يهدون بالحق وبه يعدلون من هنا للتبعيظ ومن بعظ قوم موسى ليس كل قوم موسى. امة يهدون بالحق ويهدون يشتمل على يهتدون به هم يهتدون ويعملون به ويهدون غيرهم ويرشدونه اليه وبه يعدلون والعدل هنا القضاء. فيعدلون في احكامهم يقضون بشرع يعدلون بالحق بالحق الذي انزله الله فهم يهدون اليه يهتدون بانفسهم ويعملون به ويهدون غيرهم اليه يدعونهم اليه ويحثونهم عليه اذا حكموا بين الناس حكموا به فيعدلون به به يعدلون اي بالحق يعدلون فيعدلون في حكمهم وبالحق يعطون وبالحق يأخذون وهذا يعني مدح لهم وآآ الله ذكر هذا في غير اية عن بني اسرائيل عن المؤمنين فقال من اهل الكتاب امة قائمة يتلون ايات الله اناء الليل هم يسجدون. وقال جل وعلا وان من اهل الكتاب لمن يؤمن بالله وما انزل اليكم وما انزل اليهم خاشعين لله لا يشترون بايات الله ثمنا قليلا. وقال جل وعلا والذين اتيناهم الكتاب من قبله هم به يؤمنون واذا يتلى عليهم قالوا امنا به انه الحق من ربنا انا كنا من قبله مسلمين. اولئك يؤتون اجرهم مرتين بما صبروا له اجر دينه الذي كان عليه هذا من اهل الكتاب واجر اتباعه للنبي صلى الله عليه واله وسلم. وذكر هنا ابن كثير ذكر خبرا كما قال ابن كثير قال وقد ذكر ابن جرير في تفسيرها خبرا عجيبا فساقه عن ابن جريج بلغني ان بني اسرائيل لما قتلوا انبيائهم وكفروا وكانوا اثنتي عشرة اثني عشر سبطا تبرأ سبقا منهم مما صنعوا واعتذروا وسألوا الله عز وجل ان يفرق بينهم وبينهم. ففتح الله لهم نفقا في الارض فساروا فيه حتى خرجوا من وراء الصين فهم هنالك حنفاء مسلمون يستقبلون قبلتنا اخبار بني اسرائيل عجيبة. فيها حق وفيها باطل نفى حظر نفقا هذا هذا يحتاج الى ما ما يصدق هم في الصين وينهم؟ الان خلاص الناس عرفوا الصين وجو الصين وذهبوا وراء الصين ودون الصين على كل حال لا شك ان منهم طائفة بلا شك يهدون بالحق وبه يعدله. من بني اسرائيل وهذا ليس وهذا دليل انهم ليسوا كلهم على ملة واحدة. لكن في اخر الزمان حين بعثة النبي صلى الله عليه وسلم كانوا كلهم على على ضلال. قد حرفوا وبدوا واعتقدوا ان عزير ابن الله والنصارى اعتقدوا ان المسيح ابن الله فبعث الله النبي وقد مقت العالم كله فقلوبهم كلها فاسدة الا بقايا وكان اخرهم كما قال سلمان في قصة تنقله بين الصالحين من النصارى قال لا اعرف احدا على ما نحن عليه لما جاءه الموت الثالث منهم لكن قد او شكك او شك عليك زمن نبي وارشده الى المدينة فهاجر او فذهب الى المدينة التماسا لنبوة النبي صلى الله عليه وسلم لكن هذا قبل ذلك ثم قال جل وعلا وقطعناهم وقطعناهم باثنتي عشرة اسباطا امما. هذه الاية قد مر معنا تفسيرها كاملا في سورة البقرة لكن لا مانع ان نعيدها باختصار. يقول الله جل وعلا وقطعناهم اي فرقناهم. قوم موسى فرقناهم اثنتي عشرة اثني عشرة اسباب اسباطا يعني جعلناهم قبائل شتى جعلناهم قبائل شتى ينقسمون الى الى اثنتي عشرة قبيلة. والسبط في بني اسرائيل هو كالقبيلة في العرب السبت في بني اسرائيل مثل القبيلة في العرب. انا جعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا فالسبط هو القبيلة هو القبيلة ولذلك جعلهم قبائل يعني اسباط اثنا عشر صفتا بعدد ابناء يعقوب لان يعقوب عليه السلام له اثنى عشر ولدا بنص القرآن. قال قال يوسف اني رأيت احد عشر كوكبا والشمس والقمر رأيتهم لي ساجدين. احدى عشر كوكبا هنا اخوته وهو الثاني عشر. فجعل الله من بعد ذلك الاسباط من بني اسرائيل هم قبائل كل قبيلة تنتهي الى رجل من ابناء يعقوب وقطعناهم اثنتي عشرة اسباطا امما هو من؟ وهذا ايضا يدل على انه جعلهم اسباط وجعلهم امم كثيرة ليس جماعا قليلة فانقسموا الى اثنى عشر قبيلة او اثنى عشر سبت وكل سبت صار امة كاملة اعداد هائلة كبيرة منهم قال جل وعلا وقطعناهم اثنتي عشرة اسباطا امما. واوحينا الى موسى اذ استسقاه قومه. وعهينا الى موسى حين يستسقيه قومه ويطلبون منه ان يسقيهم وهذا انما كان في التيه. لما جاءوا في صحراء سيناء وامرهم موسى ان يدخلوا الارض المقدسة وهي بيت المقدس قالوا اذهب انت وربك فقاتلا انا ها هنا قاعدون. ان هؤلاء قوم جبارين. ما نريد ندخل عليهم. فضرب الله عليهم التيه اربعين سنة ما يستطيعون يخرجون من ارض محصورة قليلة. يمشون في الصباح يريدون الخروج واذا غابت الشمس وهم في نفس المكان الذي خرجوا منه. كما ذكر المفسرون وكانوا في صحراء يحتاجون الى الماء يحتاجون الاكل يحتاجون الى الشراب. فمن رحمة الله عز وجل ان الله جل وعلا جعل معهم حجرا. قيل حجرا مربعا قيل غير ذلك المهم ان هناك حجر جعله الله. فامر الله موسى اذا استسقاه قومه طلبوا منه السقيا وطلبوا منه الماء اي ان ان اضرب بعصاك الحجر يضرب هذا الحجر بعصاه. فانبجست منه اثنتا عشرة عينا. فتنفجر من هذا الحجر الانبجاس هو في جار خروج الماء بشدة وبكثرة. اية معجزة فينفجر منها اثنتا عشرة عينا بعدد اسباط بني اسرائيل اتناشر سبط اثنعشر قبيلة تنفجر من هذا الحجر اثنعش عينا كله يشرب من جهته. قال جل وعلا قد علم كل اناس مشربهم. كل سبط يعرفون مشربهم. هذي العين التي يشربون منها والاخرون يعرفونها ما يشربون منه. قال وظللنا عليهم الغمام. ايضا من رحمة الله عليهم في التيم ما في صحراء قاحلة فظلل عليهم الغمام الغمام والسحاب. ظلله جعله يظلهم ويكون بينهم وبين الشمس فيحول بينهم وبين ضوء الشمس وحرارتها فيظلهم سبحان الرحمن الرحيم. سبحان الجواد الكريم. مع انهم عصاة اذهب انت وربك فقاتل. لان ها هنا قاعدون ومع ذلك تتنزل عليهم هذه الرحمات من الله جل الله اعلم. يسقيهم الماء ويظلهم السحاب. وايضا انزلنا عليهم المن والسلوى والمن كما مر معنا قال الشيخ بن سعدي رحمه الله المن نسمع اسم جامع لكل رزق حسن اسم جامع لكل رزق حسن يحصل بلا تعب ومنه الكمأة والزنجبيل والخبز وغير ذلك. يعني قال هذا في سياق كلام هناك اثار ان ان الكمأة بل هذا حديث في البخاري الكمأة من المن وماؤها شفاء للعين وتعرفون الكمأ انتم والا لا ايه تعرفون الفقع؟ تعرفون الزبيدي الكمأ مثل البطاطس يخرج من الارض اذا جاء المطر في وقت الوسم في اول ابانه. يخرج الله عز وجل هذا كما مثل البطاطس معروف اهل البلد هذا يعرفونه اذا جا هذا الوقت من احسن ما يعني يتنزهون باحضاره ويستخرج منه ويعصر ماؤه وتداوى به العين والحديث في البخاري. وموجود في في اماكن كثيرة. حتى الان يزرع بعض الاماكن يزرعونه زراعة في المملكة في جهات يزرعون مثل هذا. موجود في المغرب وموجود في اماكن كثيرة. الحاصل ان هذا هذا من المن والمن اكثر هذا طعام كثير رزقهم الله عز وجل وانزله عليهم. وانزلنا عليهم المن والسلوى والسلوى اظهر الاقوال ان المراد بها طائر السومانا طائر السومانا طائر يأتيهم في اول الاسبوع جماعات افواج. فيصطادونه من غير مشقة ولا لحم. طيور. فيصطادون منه ويأخذون حاجة اسبوع وفي الاسبوع الاخر يأتيهم طائر مثلهم جماعات مثله يأكلون منها. نعم من الله جل وعلا رغم ما هم فيه. قال جل وانزلنا عليهم المن والسلوى كلوا من طيبات ما رزقناكم. دل ان هذه اشياء طيبة ايضا هذه التي ارزقهم جل وعلا رغم عصيانهم وما ظلمونا ولكن كانوا انفسهم يظلمون. ما ظلمونا بفعلهم ذلك وعدم طاعتهم ونقولهم ومعصيتهم ما ظلموا الله لانهم لا يبلغون ظره فيظرونه جل وعلا كما انهم لا يبلغون نفعه وينفعونه لكن يظرون انفسهم. لان الظلم وضع الشيء في غير موظعه. وما ظلمونا ولكن كانوا انفسهم يظلمون. ظلموا انفسهم بهذه الاعمال وعرضوا نفسهم انفسهم لعقوبة الله جل وعلا. قال جل وعلا واذا قيل واذ قيل لهم اي واذكر حين قيل لهم او وقت قيل لهم اسكنوا هذه القرية وهي بيت المقدس على اظهر الاقوال. بيت المقدس التي دخلها دخلوها مع يوشع بالنون لان بني اسرائيل لما ابوا الدخول الى بيت المقدس ضرب الله عليهم التيه فمات موسى وهارون كلاهما في في الحيرة التي وقعوا فيها. ثم دخل بهم فتى موسى الذي كان معه في السفينة وهو يشعب النون صار نبيا بعد ذلك يحكمهم بشريعة موسى. فدخل بهم بيت المقدس. فلما دنا من بيت المقدس وقاتل الكفار في بيت المقدس. استمر قتال حتى الى ما بعد صلاة العصر فنظر الى الشمس قال ايتها الشمس انك مأمورة وانا مأمور. فقفي حتى يفتح الله علي. فوقفت الشمس حتى فتح الله الله عليه ففتح بيت المقدس ودخل هو. وهذه هي القرية التي قال الله عز وجل واذ قيل لهم اسكنوا هذه القرية وكلوا منها حيث شئتم منها من من اي جهة منها حيث شئتم من ما احله الله واباحه لكم وقولوا حطة ومعنى حطة اي قولوا اللهم حط عنا ذنوبنا حطة يعني استغفروا الله اطلبوا منه ان يحط عنكم ذنوبكم قولوا حطة لذنوبنا يعني اللهم حط ذنوبنا حطة اغفر ذنوبنا مغفرة من عندك. اراد منهم ان يتوبوا ويستغفروه حطة وادخلوا الباب سجدا والباب؟ قالوا هو بيت باب بيت دخول المقدس لما حين دخولهم وتغلبهم قال امرهم ان يدخلوا الباب سجدا. قالوا وكما قال بعض السلف قال سجدا اي ركعا والدليل ان الركوع سجود. ان الركوع سجود لانه كيف يدخلون الباب وهم ساجدين؟ الساجد يلزم الارض بجبهته ويديه باعضائه السبعة ما يستطيع يمشي وهو ساجد لكن المراد هنا انه امرهم ان يدخلوا راكعين خاضعين لله جل وعلا. واثناء الدخول يكونوا الراكعين. والدليل ان الركوع سجود ولهذا ما يجوز بعظ الناس اذا جا يسلم عليك يخظع لك يلين لك ما يجوز يا اخي هذا الخضوع هذا حرام ما ما تحيي احدا بهذه التحية بالخضوع له. لكن انت انسان طويل او تريد تسلم على رجل جالس هذا الخضوع وهذا الانحناء ليس مقصودا. انت ما تتقرب اليه بهذا لانك انت واقف وهو جالس هذا شيء اخر. لكن بعض الناس انت واقف وهو واقف اذا جاء عليك خضع لك. او بعض المغنيين او المطربين او اصحاب هذه الاشياء يحيي جمهوره ويخضع لهم. هذا سجود لغير الله لا يجوز لا يجوز السجود لغير الله بنو اسرائيل تنكروا كما في البخاري عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال قيل لهم حطة وادخلوا باب السجادة فقالوا حبة في شعرة عندما يقول حطة قالوا حبة في شعرة. وبعض الروايات الصحيحة قالوا حنطة الله ما يريد تقول حبة او تقول حبة حنطة او شعيرة الله يقول قولوا اللهم اغفر لنا ذنوبنا حط عنا ذنوبنا توبوا الى الله فهذا من تبديلهم فبدلوا ما قيل لهم. ودخلوا يزحفون على استههم على مؤخراتهم دخلوا بدل ما يدخلوا الراكعين دخلوا يزحفون على استائهم على مؤخراتهم اعداء الله. فحرموا وبدلوا. قال جل وعلا سنزيد نعم وقولوا حطة اي حط عنا حين دخول الباب. قولوا اللهم حط عنا ذنوبنا ايغفر لنا وادخلوا الباب سجدا اي خاضعين راكعين لله جل وعلا. نغفر لكم خطاياكم لكم خطيئاتكم اذا فعلتم ذلك تبتم الى الله واستغفرتموه واطعتم دخلتم خاضعين متذلين لله عز وجل نغفر لكم خطيئاتكم وهي ذنوبكم التي اقترفتموها سنزيد المحسنين كذلك سنزيد المحسنين الذين يزيدون باحسانهم وفي اعمالهم سنزيدهم ثوابا وفق اعمالهم قال جل وعلا فبدل الذين ظلموا منهم قولا غير الذي قيل لهم. بدلوا غيروا حرفوا حطة قالوا حنطة. حبة في شعر وكذلك السجود بدلوه الدخول زحفا على استههم ومؤخراتهم. فبد الذي قولا غير الذي قيل لهم فارسلنا عليهم رجزا من السماء ارسلنا عليهم رجل الرجز هو العذاب. قيل هو الطاعون وقيل غير ذلك. فارسلنا عليهم عذابا من السماء اصابهم بما كانوا يظلمون بسبب ظلمهم الباء للسببية وما موصولة او مصدرية والظلم وضع الشيء في غير موضعه فانزلنا عليهم رزا عذابا من السماء بسبب ظلمهم وعدم طاعتهم وعصيانهم لله سبحانه وتعالى. ثم قال جل وعلا واسألهم عن القرية التي كانت حاضرة البحر هذه مرة الاشارة اليها في سورة البقرة لكن لا مانع نعيد الكلام وعليها قال الله جل وعلا واسألهم عن القرية اي سل هؤلاء اليهود آآ الذي الذين معك والذين الحاضرون معك في مدينة اسأل هؤلاء واسألهم وهذا سؤال للابناء لكن الذي حصل حصل للاباء وقال واسألهم عن القرية هذه القرية قيل هي ايلة وقيل هي مقنع وقيل هي مدين قال الطبري والصواب ان يقال هي قرية حاضرة البحر وجائز ان تكون ايلة ومدينة او مقنع وغير ذلك الله اعلم هي قرية لكنها كانت حاضرة البحر ومعنى حاضرة البحر اي بحظرة البحر كانت على والبحر حاضرة البحر يعني بحضرة البحر على طرفها. ساحلها على البحر. حاضرة البحر اذ يأتون في في السبت وذلك ان الله سبحانه وتعالى حرم على اهل قرية من قرى بني اسرائيل وكانت هذه القرية على البحر بحضرة البحر والقرب وقريبة منه بسبب ذنوبهم واعتدائهم حرم الله عليهم ان يصطادوا السمك والحيتان يوم السبت واحل لهم ان يصطادوا ستة ايام. بقية الاسبوع كله يصطادون به فابتلاهم جل وعلا بسبب ذنوبهم فكانت الحيتان تأتي يوم السبت شرع. كثيرة ظاهرة من كل حدب وصوب تأتي الاسماك. لكن هم ممنوعون من الصيد ثم بقية الاسبوع لا يرون ولا سمكة. تغيب كلها تذهب في بطن البحر. عقوبة من الله قال اذ يعدون في السبت معنى يعدون يعني يصيدون في السبت وذلك انه لما طال عليهم الامد السبت تأتي بكثرة وبقية الايام ما يأتي شيء. امتنعوا ثم بعد مدة بدأوا بالتحايل ففعل اناس منهم يرمي الشباك الشبكة التي يصطاد بها يوم السبت في البحر. فاذا امتلت بالسمك الحيتان اغلقها وتركها في البحر ثم اذا جاء يوم الاحد اخذها قال انا صدتها يوم الاحد هالحين وبعضهم بعض المفسرين ذكر كما سبق ان اشرنا الى هذا اذا جاء يوم السبت يحفر حفرة بجوار البحر. فيفتح البحر عليها. فاذا دخلت الاسماك فيها اغلق ما بينها وبين البحر اتركها يوم السبت فيما هي فيه. يوم الاحد يصيدها. يقول ستة وهو يوم الاحد ليس يوم السبت هذا اعتداء يعدون يعني يتجاوزون الحد فيفعلون ما حرمه الله عليهم ومنعهم منه فلما رأى بعضهم هؤلاء فعلوا ولم يحصل شيء تتابعوا. فانقسمت بنو اسرائيل في هذه القرية الى ثلاثة اقسام قسم اعتدوا واكلوا وارتكبوا ما حرم الله وقسم سكتوا وتركوه. وقسم امروهم بالمعروف ونهوهم عن المنكر وقاموا بحجة الله عليهم ثلاث اقسام والدليل هذه الاية الدليل هذه الاية كيف قال اذ يعدون في السبت ثم ذكر قال بعد ذلك واذ قالت امة منهم لم تعظون قوما الله مهلكهم او معذبهم عذابا شديدا. اذا تلك طائفتان قوم نهوا وعظوا وقوم انكروا عليهم. هؤلاء ما فيهم فائدة. وهؤلاء الذين اعتدوا فصاروا ثلاثة اقسام فلما جاء اخذهم الله بالعذاب اهلك الذين اعتدوا. واخبر عن نجاة الذين امروا بالمعروف ونهوا عن المنكر وسكت عن الذين سكتوا وان كان كما قال عكرمة لابن عباس ونظره وبين له ان حتى الذين سكتوا نجوا لماذا؟ لانهم انكروا المنكر في قلوبهم لكن هم يقولون هؤلاء ما فيهم فائدة يشتعظونهم له. لكن ما اقروهم. ولهذا اذا انكر العبد المنكر ولو بقلبه ينجو قال النبي صلى الله عليه وسلم من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فان لم يستطع فبلسانه فان لم يستطع فبقلبه وذلك اضعف الايمان ما وراء هذا الشيء من الايمان لكن مقتضى التغيير المنكر بالقلب اذا كان الانسان في منكر يفارق هذا المنكر ولا يجلس معهم يشربون الخمر ياكلون الخنزير يفعل المعاصي يغتابون يفعلون الذنوب ويجلس معهم. مقتصد الايمان انكر عليهم ما استجابوا فارق هذا المجلس. نعم قال جل وعلا واسألهم عن القرية التي كانت حاضرة البحر اذ يعدون يعني يعتدون امر الله يتجاوزونه ما حرمه عليهم فيصيدون الحيتان في السبت في يوم السبت. اذ تأتيهم حين تأتيهم حيتانهم حيتان جمع حوت يوم سبتهم شرعا ظاهرة على الماء من كل حدب وصوب تأتي قريبة منهم. ظاهرة. ويوم لا يسبتون لغير هذا اليوم لغير يوم السبت لا تأتيهم ما يأتيهم شيء من السمك والحيتان كذلك نبلوهم بما كانوا يفسقون نبلوهم نختبرهم بسبب فسقهم. هذا الابتلاء من الله عز وجل لهم في امر الصيد صيد الحيتان يوم السبت جاء في بقية الايام هذا ابتلاء من الله واختبار. بما الباء للسببية وماء مصدرية بسبب فسقهم وهو خروجهم عن الله ومعصيتهم لله جل وعلا. ثم قال جل وعلا واذ قالت امة منهم. واذكر حين قالت امة منهم من اهل هذه القرية من بني اسرائيل لم تعظون قوما الله مهلكهم او معذبهم؟ كما سبق ان اشرنا ان الطوائف ثلاث طائفة عصت وطائفة انكرت انكروا على من انكروا قالوا ما فيهم فائدة. لم تعظون هؤلاء؟ الله سيهلكهم ويعذبهم لا يسمعون ولا يرعون فماذا قال لهم اولئك؟ قالوا نعم. قالوا معذرة الى ربكم نفعل هذا اعذارا الى الله. ونؤدي فرضه علينا في الامر بالمعروف والنهي عن المنكر. هكذا الانسان اذا رأى منكرا ورأى على منكر ينكر عليه ولو كان يغلب على ظنه انه لن يستجيب له اقل شيء معذرة يا اخي تعذر الى الله ولعلهم يتقون لعلهم يتوبون من معصية الله ولعلهم يؤمنون فهم فعلوا هذا لامرين وان كان يعني الذي يظهر من الكلام انهم كأنهم حتى هم يرون انه بعيد يعني رجوعهم عن الباطل واستماعهم للمعروف الذي امروا به. لكن قاموا بذلك معذرة الى الله يعذرني لو بتعذر على الاقل تنكر بلسانك ولعلهم يتقون لعلهم يتقون الله ويتركون هذا الامر المحرم. هذا لان الامر بالمعروف والنهي عن المنكر ينبغي ان يستحضر هاتين النيتين الاعذار الى الله جل وعلا واسقاط الحق وايضا رغبة في في هداية هؤلاء المدعوين لعل الله يتوب عليه لعله يقلع عن الذنب ويترك الذنب قالوا لما تعظون قوما؟ لاذ قالت امة منهم لم تعظون قوما الا هم ملكا او معذبهم عذابا شديدا قويا بسبب عصيانهم قالوا معذرة الى ربكم ولعلهم يتقون. يتقون الله فيخافونه ويقلعون عن الذنب. فلما نسوا ما ذكروا به نسوا الترك هنا فلمن اي تركوا ما نهاهم الله عنه من صيد السمك يوم السبت انجينا الذين ينهون عن السوء الامر بالمعروف والنهي عن المنكر نجاة يا عباد الله. نجاة انجينا الذين كانوا ينهون عن السوء والسوء والذنب معصية واخذنا الذين ظلموا بعذاب بئيس اخذنا الظالمين بعذاب اصبناهم وانزلنا بهم عذابا بئيس والبئيس قيل هو الاليم. وقيل هو الشديد وقيل هو الموجع وكلها حق اخذهم الله بعذاب اليم شديد موجع لما حل بهم نعم واخذنا الذين ظلوا باداب بئيس بما كانوا يفسقون بسبب فسقهم. بسبب ذنوبهم لا يعذب الله احدا الا بذنب الا عمل عمله وما ربك بظلام للعبيد. فالامر بالمعروف والنهي عن المنكر نجاة يا اخوان وسلامة وذكر لنا بعضهم انه في حياة الشيخ ابن عثيمين رحمه الله جاء اليه رجل في مسجده رجل كبير السن فقال له يا شيخ انا كنت في احدى الدول مسافر للعلاج فكنا بطائرة انتقلنا بطائرة من بلد من مدينة الى مدينة في هذا البلد فلما علونا الطائرة واذا ببعض ابناء جنسي من المملكة يقول واذا هم شباب يشربون الخمر. قال فترددت هل انكر عليهم ام لا قال ثم قمت اليه. فانكرت عليهم ونصحتهم قال وذاك اخر العهد لا ادري ماذا حصل. قال فما الا وانا في المستشفى قلت ما الذي جاء بين المستشفى؟ ما الذي؟ فقالوا له الطائرة التي كنت فيها سقطت وهلكوا كلهم ما نجى الا انت الامر بالمعروف والنهي عن المنكر نجاة يا اخوان. حنا حتى هذه القصة نذكرها استئناسا. حتى لو ما وقعت هذه القصة يكفينا الله قول الله عز وجل لما نسوا ما ذكروا به انجينا الذين كانوا ينهون عن السوء نجاة. الامر بالمعروف والنهي عن المنكر. ثم قال جل وعلا فلما اتوا والعتو هو تجاوز الحد. في الكبر والاعراض عن الحق. فلما اتوا يعني تجاوزوا في معصية الله ما نهوا عنه ففعلوا وارتكبوا ما نهاهم الله وبالغوا في ذلك قلنا لهم كونوا قردة خاسئين كونوا قردة فجعلهم الله قردة خاسئين ذليلين حقيرين صغيرين جزاء وفاقا وهنا ينبه على اشياء الامر الاول ان بعض الناس اذا رأى القردة قال هؤلاء اليهود نقول لا القردة خلقت في قديم الزمان لما خلق الله الخلق مخلوقات حيوانات موجودة لكن مسخ الله اهو اولئك العصاة من اليهود على هيئة تلك القردة. هذا الامر الاول. الامر الثاني انه ما من امة تمسخ فتبقى فوق ثلاث ليال كما جاء في الحديث الصحيح. ما من امة يمسخها الله قردة او خنازير او غير ذلك فتبقى فوق ثلاث ليال. بعد ثلاث يام يموتون كلهم ما يبقى منهم احد الامر الثالث انه لا يكون لهم نسل. هذه كلها جاءت فيها احاديث صحيحة. لا يكون لهم نسل يتزاوجون بعد ان صاروا قردة وهو يولد لهم لا. بل يهلكون بعد ثلاث ايام لا يبقى لهم بقية فمسحهم الله على هيئة القردة والذكر اظن سبق ان ذكرناه في سورة البقرة انهم مسخوا ليلا كان بينهم وبين المؤمنين جدار فيه باب لما اصبحوا قام المؤمنون الى اعمالهم وهؤلاء لم يخرج منهم احد من القرية. من مكانهم. ففتحوا الباب عليهم واذا هم قردة يتعاوون الرجال والنساء. فكان احدهم يقف فيأتي اليه قرد فيتمسح به ويدور حوله في علم انه من اقاربه. لكن لا يدري من هو والله على كل شيء قدير. فقد مسخهم الله قردة. قال جل وعلا واذ تأذن ربك ليبعثن عليهم الى يوم القيامة من يسومهم سوء العذاب ان ربك لاسريع العقاب وانه لغفور رحيم تأذن قال ابن كثير تفعل من الاذان اي اعلم قاله مجاهد وقال غيره امر تأذن ربك يعني اعلم ربك او امر ربك واخبرك قرأ ليبعثن عليهم ليبعثن على هؤلاء اليهود الذين يعصون الله عز وجل ويرتكبون الذنوب والمعاصي ليبعثن يرسلن عليهم الى يوم القيامة من يسومهم سوء العذاب. وقد اختلف من هو المراد؟ ما المراد بقوله يسومهم سواء الى يوم القيامة يسومهم سواء سوء العذاب. قالوا المعنى يرسل الله على اليهود بسبب عصيانهم من يفعل بهم ذلك؟ فقيل اول من اخذ الجزية على بني اسرائيل هو موسى. اخذ عليهم سبع سنين وقيل ثلاث عشرة سنة. وكان هو اول من ضرب والخراج عليهم قال ابن كثير ثم كانوا في قهر الملوك من اليونانيين والكيدانيين. ثم صاروا الى قهر قهر النصارى. واذلالهم واخذهم منهم الجزية والخراج ثم جاء الاسلام ومحمد صلى الله عليه وسلم فكانوا تحت صغاره وذمته يؤدون الخراج والجزاء او جزية قال ابن عباس هي المسكنة واخذ الجزية. وقال ابن ابي طلحة هي الجزية والذين يسومونهم سوء العذاب محمد صلى الله عليه وسلم وامته الى يوم القيامة اذا اختلفوا من الذي يسومه سوء العذاب؟ فقيل انه امة النبي صلى الله عليه وسلم وهذا قول حق لا شك فيه. وقيل بل بدءا من زمن موسى كان موسى ياخذ عليهم الجزية ثم بعد ذلك الكلدانيون ومن الذي تولوا عليهم ثم النصارى ثم في زمن النبي سلم تؤخذ عليهم الجزية حتى يعطوا الجزية عن يدوا وهم صاغرون مقابل نكولهم ومعصيتهم وشرهم. اذا واذ تأذن اي اعلم واخبر ربك ليبعثن اي ليرسلن على بني اسرائيل على اليهود الى يوم القيامة ويستمر هذا الامر الى يوم القيامة من يسومهم سوء العذاب. يسومهم الصوم يعني يذيقهم ويديم ذلك عليهم. يعذبهم يذيقهم العذاب ويديم ذلك عليهم. وسوء العذاب قالوا هو الجزية وقيل المسكنة والجزية فمن يبعث الله عليهم من يسومه يعني يكون مستضعفين ينزل بهم العذاب والاخزاء ان ربك لسريع العقاب وانه لغفور رحيم. ان ربك سريع العقاب اذا عاقب فعقابه السريع لمن يستحق ذلك وهو الغفور الرحيم. ذو ذو الصفح والعفو والتجاوز عمن تاب ورجع واناب. وهذا جمع بين الترغيب والترهيب. ثم قال جل وعلا وقطعناهم في الارض امما. قطعناهم يعني فرقناهم ومزقناهم. مزق الله اليهود في الارض امما. يعني طوائف. جماعات. الطائفة هنا وطائف يسكنون في تلك البلاد وطائفة يسكنوا في تلك البلاد ويحاولون يجمعون انفسهم لكن لا يمكن ان يتم لهم ذلك لجميعهم وقطعناهم في الارض امما منهم الصالحون ومنه دون ذلك اذا بعد ما حصل منهم قسم الله عز وجل اليهود الى طوائف وفراق. فكانوا في بداية الامر او المال فرقهم كان منهم اناس صالحون. مستقيمون على دين الله عز وجل. ومنهم دون ذلك دون الصلاح قال بعض المفسرين يعني كانوا يقعون في بعض الذنوب يرتكبون بعض الكبائر بعض لكنهم ايضا مسلمون لكن عندهم ذنوب ومعاصي واستدل بقوله جل وعلا ثم اورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات فمنهم صالحون السابقون بالخيرات والمقتصدون ومنهم دون ذلك يرتكبون الذنوب والمعاصي لكن واضح ان هذا يعني هذا هذه الامة هؤلاء الامم وهؤلاء الناس لا شك انهم خير من هو اسوأ منهم. فيهم ناس صالحون وصحيح وفيهم ناس دون ذلك سواء الذنوب والمعاصي او الكفر شرك لكن هم خير ممن جاء بعدهم من لا خير فيه. قال جل وعلا وبلوناهم بالحسنات والسيئات بل وان اختبرناهم بالحسنات وهي الخصب والرخاء فينعم الله عليهم ويفتح عليهم احيانا وبالسيئات وهي الجذب الشديد ينزل به يعني المحل وتصيبهم عدم المطر تنبت الارض تصيبهم سنة يبلغه الله عز وجل بهذا وهذا. لعلهم يرجعون. ها ما يصيب الناس يا اخوان اما من رخاء يفتح. او شدة تقع في الناس هذا كله عظة وعبرة كما مر معنا من اجل ان يتفكر الناس يتدبروا وينتبهوا ويستيقظوا من من نوم وغفلتهم لعلهم يرجعون الى الله. والرجوع الى الله والرجوع اليه بالتوبة. من الذنب والاستقامة على الطاعة قال جل وعلا فخلف من بعدهم خلف ورثوه خلفه وريث الكتاب. بعدما ذهب هؤلاء الذين منهم الصالحون ومنهم دون ذلك خلفهم وجاء بعدهم جيل وقوم قوم سوء كما قال الطبري قال فخلف خلف سوء ومبدل منهم خالفوا سوء وخلف خالف سوء ومبدل منهم بالسوء فقال فخلف من بعدهم خلف لا خير فيهم ورثوا الكتاب ورثوا الكتاب اي تعلموا الكتاب اخذوا كتاب من قبلهم توراة موجودة فورثوا الكتاب وورثوا الدين الذي الذي في كتاب التوراة وعلموا ولكن لم يعملوا به. ضيعوا العمل به فورثوا الكتاب لكن يأخذون عرض هذا الاديان الادنى. العرض الاصل فيه المال. ومن قول النبي صلى الله عليه وسلم ليس الغنى عن كثرة العرض وانما الغنى غنى النفس فكانوا يأكلون الاموال بغير حق. يأخذون عرض هذا الادنى. كل شيء يعرض امامهم يأكلونهم طريق الربا عن طريق الرشوة اذا حصلوا شيء اكلوه بغير وجه حقه. هذا الخلف الجديد الذي جاء بعدهم يأخذون عرض هذا ادنى. ومع ذلك ويقولون سيغفر لنا اما انهم يتوبون توبة لا يصدقون فيها توبة غير صادقة لانهم اذا جاءهم عرضوا مثله اخذوه واما انهم لم يتوبوا اصلا وانما يقولون هذه معاصي سيغفر لنا. يقولون على الله يتجرأون لانهم يعرفون ما عند الله. فيأكلون المال بالحرام ويقولون سيغفر لنا. هذا بسيط يغفر الله لنا هذا ويتجاوز عنا. اما يعني امنة من عذاب الله ويقولون سيغفر لنا وان يأتيهم عرض مثله يأخذوه. يأتيهم عرض مثله مرة اخرى. عرض مال يأتي انسان الى قضاتهم وحكامهم يقول خذ هذه الرشوة واحكم لي على فلان او خذ هذا المال يأخذه ايضا. مستمرون في الاخذ وهذا الدليل يا اخوانا ان الانسان ما لا يجوز له ان يأخذ ما ليس له. ليس اذا هيأت لك الامور او مكنت لك او جعلت مسؤولا عن المال تستطيع انك تأخذ منه تغطي فعلك وفسادك ما يحل لك هذا حرام حرمه الله عليك ما يجوز لك ان تأخذه هذا فعل اليهود لا تتشبه بهم الحرام ما حرمه الله حرام عليك حتى لو جاءك سائغا وجاءك من يتبرع به ويعطيك اياه. يقول هذه هدية ما يجوز لك يجب ان تمتنع قال وان يأتيهم عرض مثله يأخذوه ثم قال منكرا عليهم. الم يؤخذ عليهم ميثاق ميثاق الكتاب الا يقولوا على الله الى الحق ودرسوا ما فيه استفهام انكاري توبيخي تقريعي لهم. الم يؤخذ عليهم ميثاق الكتاب ميثاق الكتاب يعني ما في التوراة فان الله قد بين لهم في التوراة واخذ عليهم العهد انه لا يجوز لهم ان يأكلوا اموال الناس بالباطل ولا يأكل الحرام اخذ عليهم الميثاق والعهد بهذا. وكل ما في الكتاب هو ميثاق الان ما في القرآن من الاحكام والتحليل والتحريم هذا ميثاق عهد يجب ان نقوم به ونأخذ به مأخوذ علينا هذا العهد والميثاق قال الم يؤخذ عليهم ميثاق الكتاب الا يقولوا على الله الا الحق؟ لا يقول على الله الا الحق ولا يقول الباطل ولا يقول العزير ابن الله ولا يقول هذا المال حلال لنا او مقابل كذا لا يتكلمون بكلمة على الا بالحق والصدق والحق الذي اراده الله ولا يتكلم بالباطل. ودرسوا ما فيه. درسوا ما فيه معطوف على ورثوا تقدير الكلام فخلف من بعدهم خلف ورثوا الكتاب ودرسوا ما فيه. وما بينهما جوابين افتراضي اوكي يعني ما بينهما اعتراض كلام معترض ومعنى درسوا ما فيه يعني علموا وقرأوا ما فيه ورثوا الكتاب وعلموه درسوا ما فيه من الدراسة قرأوه فقهوه علموا ان الله حرم عليهم اشياء وحلل لهم اشياء لا يجوز ان يقولوا على الله بغير الحق قال ودرسوا ما فيه؟ ثم قال والدار الاخرة خير للذين يتقون. افلا تعقلون الدار الاخرة ما عند الله الجنة لان هي الدار الاخرة مقابل الدنيا الدار الدنيا من الدنو والاخرة متأخرة خير لكن لمن؟ للذين يتقون. يتقون الله بفعل اوامره واجتناب نواهيه. يتقون الله بعدم اكل الحرام. يتقون الله بقول الحق افلا تعقلون؟ العقل هو الفهم. الا تعقلون عن الله مراده؟ تفهمون فتعملون بما اذا عليكم به العهد والميثاق فتنال الدار الاخرة وتكون من اهلها وتنجو من عذاب الله عز وجل. ثم قال جل وعلا والذين يمسكون بالكتاب واقاموا الصلاة انا لا نضيع اجر المصلحين الذين يمسكون بالكتاب يمسكون بها قراءتان يمسكون بتخفيف يمسكون بالتشديد بالتخفيف يمسكون بتخفيف الميم وتسكينها من امسك يمسك ويمسكون بفتح الميم وتشديد السين من مسك يمسك. وهم الجمهور قراءة الجمهور والذين يمسكون بالكتاب اي يستمسكون به فيعملون بما فيه. تمسك بالكتاب وامسك به يعني عمل بما فيه. فاستمسك بالذي اوحي اليك. يعني امسك به وعظ عليه بالنواجذ واعمل بما فيه اعمل بما فيه امر ونهيان فتفعل الامر وتجتنب النواهي واقاموا الصلاة. اذا الكتاب هنا ورد به التوراة. واقاموا الصلاة اتوا الصلاة على الوجه المطلوب منهم واقامة الصلاة في حق المسلمين الاتيان بها خالصة لله في اوقاتها مع جماعة المسلمين كاملة الاركان والشروط والواجبات ومتى ترى من السنن فالحاصل ان من تمسكوا من بني اسرائيل بكتابهم بالتوراة وعملوا بما فيه واقاموا الصلاة فصلوا الصلاة التي فرضت عليهم وشرعت لهم انا لا نضيع اجر المصلحين. الله لا يضيع اجر عامل بل يحفظ لهم اعمالهم ويحصيها لهم ويثيبهم عليها ان خيرا فخير وان شرا فشر فهنا في حفظ اعمال المصلحين الذين اصلحوا العمل وعملوا الصالحات كما تقدم اصلاح العمل يكون لله خالصا ويتابع فيه الشرع فالله لا يضيع اجر المصلحين. لكن بالنسبة للكفار غير المصلحين والمجرمين يقول جل وعلا وقدمنا الى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا يحبطه الشرك ويفسده ويزيله الشرك. نعوذ بالله من ذلك. ثم قال جل وعلا واذ نطقنا الجبل فوقهم كانه ظلا والنطق النطق قالوا هو الزعزعة ثم الرفع نطقه يعني زعزعة وحركه ثم رفعه ولهذا عبر كثير من المفسرين نطقنا يعني رفعنا رفعنا فوقهم الجبل وقال الطبري واذكر يا محمد اذ اقتلعنا الجبل فرفعناه فالنتج فيه معنى القلع والزحزحة والتحريك اولا ثم رفعه ثانيا. هذا ان بلغت القرآن وان كان جاء في اية اخرى ورفعناه وفوقهم الطور بميثاقهم ورفعنا فوقكم الطور خذوا ما اتيناكم بقوة والمراد ان الله سبحانه وتعالى الجبل هنا جاء مفسرا بانه جبل الطور. جبل الطور جبل معروف كبير جدا. في في شمال في صحراء سيناء لكن اذا كنت في مدينة اسمها حقل في المملكة في شمال المملكة اذا هذا المكان سكنت فيه تنظر الى جبل الطور ليس بينك وبينه الا مسافة قرابة ثلاثة كيلو او شيء من هذا من البحر. جبل عظيم فالحاصل ان الله قلع جبل الطور ورفعه فوقهم لماذا؟ لما ابوا ان يأخذوا بالاحكام. الاحكام التي بالتوراة ابوا ان يأخذوا فيها فنتق الله الجبل ورفعه فوقهم من اجل ان انه سيوقعه عليه ولهذا قال واذ نطقنا الجبل فوقهم كانه ظلة الظلة السحابة تعلوك السحابة تكون فوقك فهذا الجبل الذي كان على الارض رفعه الله حتى كان فوقهم. مثل السحابة لما تكون فوقك. والله على كل شيء قدير كانه ظله وظنوا انه واقع بهم. خافوا انه سيقع بهم هذا الجبل لان الله جل وعلا قال خذوا ما اتيناكم بقوة. ورفعنا فوقهم الطرب من ميثاقهم بسبب الميثاق. يريد ان يأخذوا الميثاق العهد الذي يأخذ هذا ما في هذا الكتاب ويعملون فيه ومعنى بقوة يعني بجد ونشاط خذوه واعملوا بما فيه. قال وظنوا ان وظنوا انه واقع بهم. ذكر بعظ المفسرين انهم سجدوا على الارض على جباههم من الجهة اليسرى الجهة اليسرى وجعلوا ينظرون في العين الاخرى هل يقع او لا يقع؟ ولهذا قال اليهود الان تقريبا هذه طريقتهم في العبادة حين السجود. يسجد على طرف رأسه على عينه اليسرى وينظر الى اعلى والله اعلم على كل حال هم ينظرون الى الجبل فوقهم ولذلك خروا اعداء الله سجدا خروا ساجدين خشوا ان يقع بهم الجبل. قال وظنوا انه واقع بهم خذوا ما اتيناكم بقوة خذوا ما جئناكم بما اتيناكم اياه على لسان موسى في التوراة والانجيل من الاحكام والاوامر والعهود والمواثيق بقوة بجد ونشاط وعدم استهانة وترك واعراظ لعلكم تتقون. لعلكم اذا فعلتم ذلك يكون سببا لتقواكم فاذا فعلتم ذلك حصلت لكم التقوى التي بها النجاة بين يدي الله جل وعلا. ثم قال جل وعلا واذا اخذ ربك من بني ادم من ظهورهم ذريتهم. واذ كما مر معنا مرارا انها بمعنى واذكر انها ظرف زمان بمعنى حين او وقت وتقدير الكلام واذكر حين اخذ ربكم بني ادم ظهورهم اخذ من بني ادم من ظهورهم ذريتهم وهذه الاية الحقيقة آآ تحتاج الى وقفة وسنقف ان شاء الله معها قال الله جل وعلا واذ اخذ ربك من بني ادم من ظهورهم ذريتهم واشهدهم على انفسهم الست بربكم؟ قالوا بلى شهدنا ان تقولوا يوم القيامة انكن عن هذا غافلين. آآ خلاصة ما يقال في هذه الاية ان العلماء اختلفوا فيها على قولين رئيسين المشهورين اما القول الاول ان المراد بالاخذ هنا هو اخذ العهد والميثاق لما خلق الله ادم استخرج ذريته من ظهره وانطقهم واشهدهم الست بربكم؟ قالوا بلى شهدنا فالمراد بالعهد والميثاق هنا هو العهد الذي اخذه الله على بني ادم وهم في ظهر ادم لما خلق ادم. وهو قوله الست بربكم الو بلى شهدنا انت ربنا فهم امرهم الله بهذا واخذ عليهم العهد واقروا بالسنتهم. هذا القول الاول وعليه طوائف من السلف والقول الثاني قال ان هذا العهد المراد به الفطرة التي فطر الله الخلق عليها وليس وقت خلق ادم بل كل انسان يولد يولد على الفطرة. فهذا هو العهد والميثاق وهذا هو القول الراجح ان شاء الله وساذكر الادلة على هذا قال ابن كثير يخبر تعالى انه استخرج ذرية بني ادم من اصلابهم انتم تقولون هذا وقت خلق ادم لا هذا يقول واذ اخذ من بني ادم ما قال من ادم الاية يقول الله عز وجل واذا اخذ ربك من بني ادم من ظهورهم ذريتهم. ما قال اخذنا من ادم من ظهر ادم من بني ادم ايضا من ظهور بني ادم هذا ظاهر القرآن. فكيف ان تقولون انه ظهر ادم؟ الحقيقة انا كنت اظن يعني اولا كنت اميل للقول الاول لكن بعد البيان تبين لي ان هذا القول هو الصحيح ان المراد ان الله اخذ من ظهورهم يعني من ذرياتهم ما من مولود الا ويولد على الفطرة هذا هو المراد. فالاخذ هنا بلسان الحال لا بلسان المقال لسان حالهم فطرهم الله على هذا. فاقروا بذلك وليس لسان قولهم. يقول ابن كثير يخبر تعالى انه استخرج ذرية بني ادم من اصلابهم. شاهدين على انفسهم لاحظ لان ابن كثير يرجح هذا القول الثاني قال انه استخرج ذرية بني ادم من اصلابهم شاهدين على انفسهم ان الله ربهم ومليكهم وان لا اله الا هو كما انه تعالى فطرهم على ذلك وجبلهم عليه. قال تعالى فاقم وجهك للدين حنيفا. فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله. وفي الصحيحين عن ابي هريرة رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كل مولود يولد على الفطرة. وفي رواية على هذه الملة. فابواه يهودانه وينصرانه ويمجسانه كما تولد البهيمة جمعاء يعني مجتمع خلقها لا نقص فيها فهل تحسون فيها من جدعاء؟ يعني جدعت اذنها وفي صحيح مسلم من حديث عياض بن حمار رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الله اني خلقت عبادي حنفاء ما خلقت يعني هذه الفطرة خلق ما هو بقول اني خلقت عبادي حنفاء فجاءتهم الشياطين فاجتالتهم عن دينهم وحرمت عليهم ما احللت لهم هذا كلام ابن كثير ثم قال رحمه الله بعد ان استعرض نصوص الاحاديث الواردة في ذلك والاحاديث الواردة في هذا يا اخوان فيها احاديث تدل على ان الله لما خلق ادم استخرج من ظهره ذريته وقال هؤلاء الى النار ولا ابالي وهؤلاء الى الجنة ولا ابالي. استخرجه امثال الذر هذا احاديث صحيحة لا شك في ذلك. لكن الإشكال بالإستشهاد. ان الله استشهدهم وقال لهم قولوا اني انا ربكم وانهم قالوا شهيد على هذا. هذا هو فقط وجه الاشكال. لكن لا شك الاحاديث صحيحة. ان الله خلق ادم واستخرج من ظهره ذريته. وانه استخرج سوداء وقال هؤلاء الى النار ولا ابالي. مستخرجة ذرية بيضاء. قال هؤلاء الى الجنة. هذا لا شك فيها احاديث ثابتة لكن ورد في حديثين انه استنطقهم وقال لهم الست بربكم؟ اخرجهم من ظهر ادم ثم استنطقهم. الستم؟ قالوا بلى. هذا في حديثين فقط انظروا ماذا يقول ابن كثير بعد ان ذكر الاقوال الاحاديث كلها واستقصاها وهذا ما يتميز به هذا التفسير العظيم فهذه الاحاديث دالة على ان الله عز وجل استخرج ذرية ادم من صلبه وميز بين اهل الجنة واهل النار. واما الاشهاد عليهم هناك هذا هو محل الشاهد. واما الاشهاد عليهم هناك بانه ربهم فما هو الا في حديث كلثوم ابن جبر عن سعيد بن جبير عن ابن عباس وفي حديث عبدالله بن عمرو وقد بينا انهما موقوفان لا مرفوعان كما تقدم ومن ثم ومن ثم يعني ومن هناك ومن ثم قال قائلون من السلف والخلف ان المراد بهذا الاشهاد انما وفطرهم على التوحيد انما المراد بهذا الاشهاد فطرهم على التوحيد ما هو بكلام لسان حالهم فطرهم على التوحيد انما هو فطرهم على التوحيد كما تقدم في حديث ابي هريرة وعياض ابن حمار الذي قرأته عليكم ومن رواية الحسن البصري عن الاسود بن سريع وقد فسر الحسن البصري الاية بذلك قال ولهذا قال واذ اخذ ربك من بني ادم ولم يقل من ادم من ظهورهم ولم يقل من ظهره ذريتهم اي جعل نسلهم جيلا بعد جيل وقرنا بعد قرن كما قال تعالى وهو الذي جعلكم خلائف الارظ وقال ويجعلكم خلفاء الارض وقال وانشأ كما انشأكم من ذرية قوم اخرين. هذا الكلام ابن كثير وهو واضح انه يرجح ان اخذ العهد والميثاق انما كان لسان الحال فطر الله عباده فطر الله الذرية ابنك الان اذا ولد فطر على التوحيد مفطور على التوحيد. هذا هو العهد وهذا هو الاشهاد. اشهده الله لسان حاله بما يراه مجبول مغروس في فطرته التوحيد فابواه يهودانه او ينصرانه او يمجسانه. هذا هو القول الراجح. ومما يرد وممن رجحه ايضا شيخ الاسلام واختم من الوقت ظاق علينا فالمفروض نعطيكم عشر دقائق لكن اقرأ عليكم كلام شيخ الاسلام قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله في درء تعارض النقل فان هذه الاية فيها قولان. الاول من الناس من يقول هذا الاشهاد لما استخرجوا من صلب ادم آآ كما نقل ذلك عن طوائف من السلف ورأوه ورواه بعضهم مرفوعا الى النبي صلى الله عليه وسلم. وقد ذكره الحاكم لكن رفعه ضعيف. وانما المرفوع الذي في السنن كابي داود والترمذي وموطأ مالك فيه حديث ابي هريرة وحديث ابن عمر وانه استخرجهم ليس في هذه انهم نطقوا ولا كلموه ليس بهذه الكتب انهم نطقوا وتكلموا لكن استخرجهم. نعم ثم قال فاما نطقهم فليس في شيء من الاحاديث المرفوعة الثابتة. ولا يدل عليه القرآن فان القرآن فيه واذ اخذ ربك من بني ادم من ظهورهم ذريتهم واشهدهم على انفسهم. فذكر الاخذ من ظهور بني ادم لا من ادم وذرياتهم يتناولوا كل من ولده وان كان كثيرا. كما قال في تمام الاية وتقول انما اشرك اباؤنا من قبل تقريبا وايضا السعدي له كلام في هذا لكن هذا خلاصته يا اخوان ان العهد هنا المراد به الفطرة التي فطر الله عليها عباده وليس ان الله خلق بني ادم ثم جعلهم ينطقون وقد ذكر شيخ الاسلام في بعض كتبه قالوا فنحن لا نذكر شيئا من هذا العهد وكان الله اخذ ذلك علينا وانطقنا واحيانا وتكلمنا به لكنا نذكر هذا العهد لا نذكر شيئا من هذا العهد. والله انما يؤاخذ العباد ويحاسبهم على ما يذكرونه ويعقلونه لا خفاء فيه. والله اعلم وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد