الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين. اما بعد يقول الله جل وعلا واذ اخذ ربك من بني ادم من ظهورهم ذريتهم يخبر الله جل وعلا انه حين اخذ من بني ادم من ظهورهم من ظهور بني ادم حينما اخذ منها ذريتهم واشهدهم على انفسهم الست بربكم؟ قالوا بلى شهدنا كما مر معنا ان هذا الاشهاد المراد به الفطرة التي فطر الله الناس عليها وليس معنى ذلك انه انه نطقوا بذلك لانه لم يثبت في ذلك حديث صحيح وانما ثبت ان الله استخرج ذرية ادم من ظهره كما مر تقريره قالوا بلى شهدنا ان تقولوا قالوا بلى شهدنا بهذا. ما من مولود الا ويولد على الفطرة. والتوحيد مفطور في الناس يشهد فيه كل احد من كان على الفطرة التوحيد موجود عنده في قلبه. ثم قال ان تقولوا يوم القيامة لئلا اي لاجل الا تقولوا يوم القيامة انا كنا عن هذا غافلين. كنا عن التوحيد غافلين. ما علمنا وما عرفنا ذلك فهو مفطور في فطر الناس قال جل وعلا او تقول انما اشرك اباؤنا من قبل. او تحتج بحجة اخرى فتقول انما اشرك اباؤنا من قبل وكنا فمن بعدهم فالذي اشرك ووقع في الشرك اباؤنا ونحن وجدنا وجدنا اباءنا على هذا فهم الذين اشركوا ونحن اتبعناهم في هذا فلماذا نؤخذ بذنب الاباء؟ هم الذين كانوا على الشرك ونحن وجدناهم كذلك. لا. الفطرة مفطورة في قلوب العباد مع قيام الحجة ايضا بالرسل وانزال الكتب وقيام الحجة على الخلق. او تقولوا انما اشرك اباؤنا من قبل وكنا ذرية من بعدهم يعني فاتبعناهم نحو ذريتهم من بعدهم فاتبعناهم على ما هم فيه افتهلكنا بما فعل المبطلون تنزل بنا الهلاك والعذاب بما فعلوا المبطلون الذين فعلوا الباطل وهم اباؤنا. قال جل وعلا وكذلك نفصل الايات ولعلهم يرجعون. كذلك مثل بالتفصيل نفسر الايات ونبينها ونوضحها لعلهم ولعلهم يرجعون الى الحق فيتبعونه ويعملون بما فيه اه ثم قال جل وعلا واتل عليهم واتل عليهم نبأ الذي اتيناه اياتنا واتلو اي واقرأ وقص عليهم نبأ اي خبر الذي اتيناه اياتنا قال ابن مسعود هو رجل من بني اسرائيل يقال له بلعم ابن ابر وقال ابن عباس هو صيفي الراهب وقال كعب كان رجل من اهل البلقاء وكان يعلم الاسم الاكبر وكان مقيما من بيت المقدس اسمع الجبارين وقال ابن عباس في رواية هو رجل هو رجل من اهل اليمن يقال له بلعم اتاه الله اياته فتركها وقال مالك بن دينار كان من علماء بني اسرائيل وجاءت اقوال بهذا ولا نستطيع الجزم بواحد منها فالخلاصة انه رجل ممن كان قبلنا اتاه الله اياته. قال السعدي علمناه كتاب الله فصار العالم كبير والحبر النحرير فانسلخ من الاتصاف بالعلم بايات الله. يعني هو رجل علمه الله اياته ان كان من قوم موسى او بعد فعلمه الله كتابه في ذلك الزمان وعلمه العلم الشرعي فعلم ايات الله وفقه فيها وعرفها فانسلخ منها اي تركها نسأل الله العافية والسلامة عنها فانسلخ منها فاتبعه الشيطان. لما انسلخ من ايات الله وتركها اتبعه الشيطان اي استحوذ عليه استحوذ عليه وغلبه على امره. فمهما امره امتثله امتثل له واطاعه. فانسلخ منها فاتبعه الشيطان كان من الغاويين صار من الغاويين الهالكين الضالين الذين غووا طريق الحق واتبعوا طريق الغواية ولو شئنا لرفعناه بها. اي لو شئنا لوفقناه للعمل بها فيرتفع. في الدنيا الاخرة. وهاي الدليل ان العلم بالكتاب والعمل به رفعة. العمل بالشرع العلم به والعمل به به رفعة في الدنيا والاخرة ولو شئنا لرفعناه بها ولكنه اخلد الى الارض سكن الى الارض اخلده يعني اتبع الشهوات السفلية والمقاصد الدنيوية هكذا الذي يهتم بالدنيا ويكون همه ويترك الدين يقال اخلد الى الارض لدناءة ونقص الدنيا. قال جل وعلا ولكنه اخلد الى الارض واتبع هواه صار يتبع هواه وما تهواه الانفس والانفس تهوى الباطل وتهوى المعاصي وتهوى الشهوات كما قال النبي صلى الله عليه وسلم حفت النار بالمكاره حفت الجنة بالمكاره وحفت النار بالشهوات. فهذا الرجل اتبع هواه ومت هواه نفسه وترك الشرع الذي علمه الله واياه فمثله كمثل الكلب ان تحمل عليه يلهث او تتركه يلهث فلا يزال على هذه الحال لان الكلب اول اللهث لهث الكلب يكون عند الاعياء وعند شدة الحر وهو ادلاع لسانه من العطش فالكلب دائما يلهث يخرج لسانه ويلهث سواء كان في حر في في كل وقت. فهذا الذي اخلد الى الارض وانسلخ من ايات الله طبعا او اتبع هواه مثله مثل كمثل الكلب. ان تحمل عليه يلهث او تتركه يلهث آآ والمراد انه لا يزال على هذه الحال. وهو عدم اتباع الحق. واللهث وراء الدنيا اليها لا ينتفع سواء كلف بالشرع او لم يكلف امر او لم يؤمر نهي او لم ينهى هذه حاله. قال جل وعلا ذلك مثل القوم الذين ظلموا ذلك مثل القوم الذين ظلموا. آآ قبل ذلك نريد نقرأ عليكم حتى يتضح المعنى آآ قصة او قول ابن اسحاق قال ان بلعاما اندلع لسانه او اختلف المفسرون في معنى مثل الكلب فقال بعضهم اندلع لسانه على صدره فتشبيهه في الكلب في لهثه في كلتا حالتيه ان زجر وان ترك وقيل معناه فصار مثله في ظلاله واستمراره فيه وعدم انتفاعه بالدعاء الى الايمان وعدم الدعاء كالكلب. وعند نعم وعدم الاستجابة كالكلب في لهثه في حالته ان حملت عليه وان تركته يلهث في الحالين فكذلك هذا لا ينتفع بالموعظة والدعوة الى الايمان ولا عدمه نعم يعني كمثل الكلب يلهث قيل بعضهم انه اندلع لسانه عقوبة من الله فصار دائما لسانه على صدره وهذا بعيد والمراد به انه صار مثل الكلب ان تدعوه او لا تدعوه يلهث يلهث تدعوه الى الحق او لا تدعوه الى الحق هذه حاله. يعني لا يستجيب للحق قال جل وعلا ذلك مثل القوم الذين كذبوا باياتنا. هذا مثل القوم الذين يكذبون بايات الله ويتركون العمل بها ويخلدون الى الدنيا هذا كمثل الكلب يلهث في كلتا حالتيه في كلتا حالتيه آآ فاقصص القصص لعلهم يتفكرون فاقصص القصص يعني قص عليهم واتلوا عليهم القصص والاخبار التي جاءت الصحيحة التي جاءت في كتاب الله لعلهم يتفكرون لان القصص تجد الانسان يتفكر ويتعظ فالانسان ما يريد ان يكون مثله مثل الكلب هل يريد ان يكون خير من الكلب ويكون مستجيبا لامر الله منتفعا بامر الله. قال جل وعلا ساء مثلا القوم الذين كذبوا باياتنا. اي قبح هذا المثل وهو مثل القوم الذين كذبوا باياتنا والله قبح هذا المثل انسلخ من الايات واخذ الى الدنيا وصار مثله مثل الكلب هذا مثل القوم الذين كذبوا بايات الله جل وعلا وانفسهم كانوا يظلمون فجمعوا بين التكذيب بايات الله وعدم الايمان بها وايضا ظلموا انفسهم بفعل ما حرم الله جل وعلا عليهم. ثم قال جل وعلا من يهده الله فهو المهتد ومن يضل فاولئك هم الخاسرون من يهده الله هداية التوفيق فهو المهتدي حقا الذي يوفق والعمل الصالح ومن يضلل ويكتب عليه الظلال فلا فاولئك هم الخاسرون. لانه لا يستطيع لا يستطيع لا يستطيع احد ان يهديه. من بعد الله لكن لا شك ان هدايته وظلاله انما هو بمباشرته للاسباب المؤدية الى ذلك فالله جل وعلا قد قضى هذا ازلا لكنه باشر هذه الاعمال فكل موفق لما خلق له. فالذين امنوا وعملوا الصالحات هؤلاء وفقهم الله هداهم واولئك الذين اعرضوا ظلوا الصراط المستقيم فكانوا هم الخاسرين فالخسار لانهم اسكنوا انفسهم النار وابدلوا ذلك من الجنة فهذا اعظم الخسار. ثم قال ولقد نار جهنم كثير من الجن والانس لهم قلوب لا يفقهون بها. معنى ذرأنا ذرأنا يعني خلقنا وبثثنا خلقنا وجعلنا اوبتثنا اناس كثير لجهنم وهم اكثر الخلق لجهنم وهو اسم من اسماء النار وصفة من صفاتها كثيرا من الجن والانس ليس هذا خاصا بالانس بل كذلك كثير من الجن. لان الجن مكلفون كمن كما ان الانس مكلفون لهم قلوب لا يفقهون بها لهم قلوب جعل الله خلق لهم قلوبا لكن لا يفقهون بها. والفقه هو العلم النافع يفقه ويعلم عن الله حتى يعمل فكأنه لا قلب عنده. وهذا دليل ايها الاخوة ان العقل في القلب العقل في القلب العقل ليس في الرأس ان كان العلماء اختلفوا هل عقل الانسان في رأسه او في قلبه؟ الصواب وانه في قلبه لان الله قال لهم قلوب لا يفقهون بها فالفقه في القلب وليس في الرأس وان كان هناك ارتباط وثيق بين الرأس والقلب كما سبق ان ذكرنا ذلك ولهم اعين لا يبصرون بها. لهم اعين لا يبصرون بها الحق. قلوب لا يفقهون بها الحق فيفهمونه ويعملون بما فيه. ولهم اعين لا يبصرون بها الحق فيتبعونه ولهم اذان لا يسمعون بها سماع تفهم يسمعون الصوت لكن لا يسمعون السماع النافع الذي ينفعهم اولئك كالانعام هؤلاء الكثير من الجن والانس مثل الانعام التي لا تعقل ولا تدري ولا تفهم قال جل وعلا بل هم اضل بل هم اضل من الانعام لان الانعام آآ تعمل ما فيه مصلحتها وتجتنب ما فيه مضرتها فالله يسر الانعام تعرف مصلحتها تأكل ما ينفعها تجتنب الذي يضرها فهؤلاء الكفار مثل الانعام من حيث انهم لا يسمعون لا يعقلون لا يفهمون لكن الانعام خير منهم في هذا الباب في معرفة مصلحتها وما يضرها وما يضرها. اولئك امن بل هم اضلوا اضل من الانعام نعوذ بالله فان الانعام مستعملة فيما خلقت له ولها اذهان تدرك به مضرتها ممنفعتها اولئك هم الغافلون سبب هذا هو غفلتهم عن عن دين الله وعن ايات الله وعن مواعظ الله ثم قال جل وعلا ولله الاسماء الحسنى فادعوه بها وذروا الذين يلحدون في اسمائه سيجزون ما كانوا يعملون. ولله الاسماء حسنى فله الاسماء الحسنى البالغة الغاية في الحسن والكمال. فاسماء الله كلها حسنى بل هي في منتهى وغاية تن والجمال جاء الحديث ان لله تسعة وتسعين اسما مائة الا واحدة من احصاها دخل الجنة هذا في الصحيحين لكن جاء عند الترمذي عند ابي داود سرد هذه الاسماء وعدها فقال يحب الوتر هو الله الذي لا اله الا هو الرحمن الرحيم الملك القدوس سلام المؤمن المهيمن. لكن اه الصواب ان هذا مدرج من الولي ابن مسلم احد رواة الحديث هذا مدرج كما قال شيخ الاسلام ابن تيمية في الفتاوى في المجلد السادس صفحة ثلاث مئة واثنين وثمانين قال اليس من كلام تعيينها؟ تعيين الاسماء ليس من كلام النبي صلى الله عليه وسلم باتفاق اهل المعرفة بحديثه وقال قبل ذلك صفحة ثلاث مئة وتسعة وسبعين ان الوليد ذكرها عن بعض شيوخه الشاميين كما جاء مفسرا في بعض الطرق الحديث ولكن لا شك ان اسماء الله اكثر من تسعة وتسعين. ليس معنى هذا الحديث الاحصاء انها لا تزيد عن تسعة وتسعين. ولهذا شيخنا الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في القواعد المثلى عدى تسعة وتسعين اسما اخذ واحد وثمانين اسم من القرآن وثمانية عشر اخذها من السنة. واسماء الله اكثر من هذا الحاصل ان لله جل وعلا الاسماء الحسنى فادعوه بها. تعبدوا له. دعاء المسألة ودعاء العبادة ويناسب ان يدعو الانسان بما يريد. يا غفور اغفر لي يا رحمن ارحمني يا رزاق ارزقني. يا شافي اشفني. وهكذا فادعوه بها وذروا الذين يلحدون في اسمائه. ايتركوا الذين يلحدون في اسمائه سيجزون ما كانوا يعملون والالحاد في اسماء الله هو الميل بها عن وجهها. يشتقون اسماء للالهة من اسمائه. يقول اللات من من الله والعزة من العزيز او الالحاد الميل بها عن وجهها كالذي يؤول الصفات ايضا ينكر شيئا ما دلت عليه الصفات ويؤول كذا بكذا هذا ما يجوز في اول الاسماء والصفات. يجب ان تقول بظهيرها كما اخبر الله جل وعلا واعتقد رسوله واصحابه هذا كله من التأويل الالحاد هو الالحاد الميل بالشيء عن وجهه يلحدون باسماء الله يميلون بها عن وجهها فيقولون غير ما اراد الله سيجزون ما كانوا يعملون. هذا تهديد وتخويف من الله جل وعلا ان الله سيجزيهم على هذا العمل. لانهم الحدوا باسماء الله فاحذر ان تكون ممن يلحد في اسماء الله. بل اثبت اسماء الله وصفاته وفق ما جاءت في الكتاب والسنة الصحيحة من غير تحريف ولا تعطيل ومن غير تكييف ولا تمثيل. ثم قال جل وعلا وممن خلقنا امة يهدون بالحق وبه يعدلون. ممن خلق من الامم امة قائمة بالحق. يهدون بالحق يهدون به كما مر قريبا. يهدون يهتدونهم بانفسهم يعملون بما فيه ويهدون غيرهم يدلونه ويدعونه اليه وهم به يعدلون اي يقضون بالحق وينصفون الناس فكل حكمهم وقضاؤهم انما هو بالحق الذي هم يتبعونه ويعملون به. ثم قال جل وعلا والذين كذبوا باياتنا سنستدرجهم من حيث لا يعلمون. هذا تخويف واخبار من الله ان الذين كذبوا بايات الله ولم بايات الله التي جاءتهم وقامت عليهم بها الحجة سنستدرجهم. الاستدراج هو الاخذ بالتدرج شيئا فشيئا. او منزلة بعد منزلة قال جل وعلا سنستدرجهم من حيث لا يعلمون. يعني سنستدرجهم قليلا قليلا الى ان نهلكهم نوقعه في شر عملهم من حيث لا يعلمون من حيث لا يشعرون يظنون ان ما فيهم من النعم وهذه الامور انها خير لهم وهو رجل من الله حتى يوصلهم ويهلكهم من حيث لا يعلمون. واملي لهم ان كيدي متين. الاملاء هو الامهال. اي امهلهم حينا من الدهر ومدة من الزمان ثم اكيدهم ان كيدي متين. قال الطبري الكيد هو المكر. متين اي قوي جديد. فالله يمهلهم ثم بعد ذلك يكيدهم. فكيده متين وقوي. ولهذا يوقعهم بشر عملهم يجازيهم ويعذبهم على كفرهم بايات الله وتكذيبهم بها. ثم قال جل وعلا او لم يتفكروا ما بصاحبهم من جنة ان هو الا نذير مبين استفهام انكاري وتعجبي في نفس الوقت. فهؤلاء الذين هم كفار قريش الذين يصفون النبي صلى الله عليه وسلم بانه مجنون اولم يتفكروا ما بصاحبهم؟ وصاحبه هو النبي صلى الله عليه وسلم. اي صاحب دعوتهم ما بساعدهم من جنة جنون هم يقولون انه مجنون والجن هي الخبال الذي يعتري الانسان من اثر مس الجن ان هو الا نذير مبين. يتفكر ويتأملوا اين الجنون الذي يقولونه؟ اين اثر الجنون فيه؟ ما هي العلامة التي تدل على انه مجنون ايها الكذبة الفجرة تفكروا تأملوا تدبروا فوالله ليس بمجنون ان هو الا نذير مبين ما هو الا نذير ينذركم عذاب الله ينذر من عصى الله واستمر على الكفر بالعذاب الشديد وايضا انذاره بين من كثرة انذاره وترديده وايضاحه حتى تبين غاية التبين قلت عنه ان به جنة والله ليس بمجنون تزكية من الله عز وجل لنبيه. هكذا يجب العاقل لا يتبع الناس ويسير ورائهم يتأمل في الامور يا اخي فتأمل كم من انسان يقول ترى فلان مجنون ترى عقله فيه شيء اذا جلست معه ترى ان الكلام ليس كذلك. اليس المأمور بالتأمل فالنبي صلى الله عليه وسلم ليس تبي مجنون وقد نفى الله ذلك عنه زكاه بل هو نذير بين النذارة صلى الله عليه وسلم. وقد قام بالبلاغ المبين ثم قال جل وعلا اولم انظروا في ملكوت السماوات والارض هذا ايضا استفهام انكار وتعجب من حال هؤلاء الكافرين او لم ينظروا نظرة نظر تدبر تأمل وتفكر في ملكوت السماوات والارض. مر معنا ان الملكوت المراد بها ملك السماوات والارض. فالملكوت هي الملك لكن زيدت الواو والتاء عليها للمبالغة وملكوت السماوات والارض المراد ما خلقه الله عز وجل في السماوات والارض من الملك من المخلوقات من الايات التي والله انها تدل على الله جل وعلا اولا ينظر في ملكوت السماوات والارض وما خلق الله من شيء كل شيء خلقه الله فيه اية وفي كل شيء له اية تدل على انه واحد اولم يتفكروا اولم ينظروا في ملكوت السماوات والارض وما خلق الله من شيء وان عسى ان يكون قد اقترب اجلهم اجلهم تأملوا تدبروا في ملكوت السماوات الارض فيما خلق الله حتى يدلكم على الله حتى تعلموا ان الله هو المعبود وحده لا شريك له. فيحملكم ذلك على الايمان به والاستجابة له. وعلى وعدم معصيته وان عسى ان يكون قد اقترب اجله. والمعنى اي اولم ينظروا في توقع قرب اجلهم؟ لعل اجلهم قد قروا. وفاتهم حانت دنت. وهم لم يؤمنوا ولم يتفكروا اولا وانعس ان يكون قد اقترب اجلهم هل اجلهم قد اقترض ودنى؟ ولا شك ان الاجل قد اقترب ودنى من كل احد من الكافر والمسلم فباي حديث بعده يؤمنون؟ كانه يقول بادروا. انظروا في السماوات والارض وفيما خلق الله فبادروا قبل ان يفجأكم الاجل قبل ان يأتيكم الموت قد اقترب اجلكم ودنا منكم فستهلكون فان نفقت وخرجت ارواحكم عن الكفر لا ينفعكم شيء بل انتم الى النار وبئس المصير. ولهذا قال فبأي حديث بعده يؤمنون؟ استفهام انكاري. باي حديث بعد هذا الحديث تفكروا في ملكوت السماوات والارض. ما خلق الله بما صدق ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم في القرآن اي باي حديث يؤمنون ما هناك حديث يمكن ان يؤمن به ورذا وراء هذا فيه غاية البيان والله قد جاءهم من الانباء ما فيه مزدجر وبين الله عز وجل لهم كل شيء يتركهم جل وعلا قامت عليهم الحجة ثم قال جل وعلا من يضلل لله فلا هادي له ويذرهم في طغيانهم يعمهون. من يضل الله يكتب عليه الضلالة والشقاوة وعدم اتباع الحق فلا هادي له لا يهديه احد ولو جاءه ما جاءه من الايات. فهذا نبينا ابلغ الناس واعظمهم بيانا ورأوا ما رأوا من الايات ومع ذلك لم يهتدوا ويذرهم في طغيانهم يعمهون. يتركهم جل وعلا عقوبة جزاء وفاقا في طغيانهم وشرهم وتجاوزهم للحد وكفرهم يعمهون يتحيرون من العمة وهو الحيرة. فيبقون في هذا الظلال ولا يتوبون ولا يرجعون الى ان تخرج ارواحهم قال جل وعلا يسألونك عن الساعة ايان مرساها ان يسألك كفار قريش عن الساعة متى تقوم القيامة؟ ايان مرساها يعني متى ترسي؟ لان الساعة مثل السفينة سيأتي يوم ترسل وتثبت وتقع وتصيب الناس. اي ان مرساها متى وقوعها؟ ومتى مجيئها؟ وهذا تكذيب منهم تكذيب منهم قل انما علمها عند ربي يعني علم وقت الساعة وقيامها عند الله. لا يعلمه احد غيره. ولذا قال جبريل للنبي صلى الله عليه وسلم متى الساعة؟ قال النبي ما المسؤول عنها بالم من السائل افضل رسولين رسول الملائكة جبريل ورسول البشر محمد صلى الله عليه وسلم ما المسؤول عنها باعلم الاحسان ما يعرفون ذلك وهذا مما اختصه الله عز وجل اختص بعلمه. قال جل وعلا انما علمها عند ربي يختص به فهو الذي يعلمه وحده لا شريك له. لا يجليها لوقتها الا هو لا يظهرها لذلك الوقت الا هو هو الذي جل وعلا يظهرها ويبينها اذا اراد وقوع ذلك ثقلت في السماوات والارض لا تأتيكم الا بغتة فمعنى ثقلت يعني كما قال الطبري قال ثقلت الساعة على اهل السماوات والارض ان يعرفوا وقتها ومجيئها لخفائها عنهم. وقال بعض المفسرين ثقلت يعني ثقل ثقلت على اهل السماوات والارض ثقل شأنها لانها اذا جاءت تكور الشمس ويخسف بالقمر وتنتثر الكواكب وتنفطر الارظ تخر الجبال هدا فهي ثقيلة وقت نزولها ولهذا لا تقوم الا على الكفار. قال ثقلت في السماوات وفي الارظ استقبلت في السماوات والارض لا تأتيكم الا بغتة. لا تأتي الا فجأة بدون مقدمات. ولهذا جاء في الحديث الصحيح قال النبي صلى الله عليه وسلم ولتقومن الساعة وقد نشر يرجولان ثوبهما بينهما فلا يتبايعانه ولا يطويانه. رجلا واحد يريد يشتري من واحد ثوب. ينشر الثوب يبي السقف فلا ينشرانه ولا يطويانه خلاص انتهت الامور. في لحظة قامت الساعة ولا تقومن الساعة وقد انصرف الرجل بلبن لقحته فلا يطعمه. اخذ لبن اللقحة لبن ناقة يريد يشربه ما يشربه ولا تقوم من الساعة وهو يليق حوضه فلا يسقي فيه. جالس يصلح حوض الابل اللي تشرب منه. فما ما يسقي في خلاص قامت الساعة وترك العشار عطلت شغل الناس بانفسهم لقيام الساعة ولا تقومون الساعة والرجل قد رفع اكلته الى فيه فلا يطعمها. رافع لقمته الى فمه ما وصلت من ما يستطيع يأكلها لانها تأتي بغتة فجأة وهذا الحديث رواه مسلم في صحيحه. والله المستعان. قال جل وعلا يسألونك كانك حفي عنها الحفي هو العالم بالشيء والمستقصي عنه بالسؤال والمعنى يسألونك كما قال الطبري كأنك قد استحفيت المسألة كانك قد استحفيت المسألة عنها فعلمتها. كانك عفي عنها كانك مشتغل لا هم لك الا الساعة. سألت كثيرا حتى اعلمك الله متى تكون؟ لا ما احد يعلم بالساعة ولا قيامها الا الله جل وعلا كانك عفي عنها قل انما علمها عند الله علم قيامها ووقت قيامها عند الله يختص به جل وعلا لا انا ولا غيري ولكن اكثر الناس لا يعلمون. اكثر الناس لا يعلمون ذلك. ولهذا هؤلاء المشركون يسألون النبي صلى الله عليه وسلم ويكثرون عليه من السؤال وهذه الاية نزلت في قريش وقيل في نفر من اليهود. لكن الصواب انها في قريش لانهم لان السورة مكية وكانوا يسألون عن وقت الساعة من باب بالاستبعاد والتكذيب وعدم وقوعها. ثم قال جل وعلا قل لا املك لنفسي قل لا املك لنفسي نفعا ولا ضرا يظهر يعلن لهم لا املك نفس لنفسي نفعا فانفعها فيه ولا ضرا اظرها به الا ما شاء الله الا الذي شاءه الله كتبه لي واقدرني عليه وامكنني عليه مما هو في قدرة الانسان فنعم واما ما سوى ذلك لا املك لنفسي نفعا ولا ضرا ولذلك لو كان يملك نفسا نفسه نفعا وضرا ما مات صلى الله عليه وسلم ما كسرت ربعيته يوم احد ما مات ابنه ابراهيم ما ماتت بناته سبحان الله. هذا وهو رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال ولو كنت اعلم الغيب لاستكثرت من الخير. لو كنت اعلم الغيب المطلق وماذا يقول؟ يكون استكثرت من الخير. قيل خير الاعمال الصالحة وقيل لا المراد بالخير هنا اي المال لان الخير يأتي في القرآن بمعنى المال وانه لحب الخير لشديد قال جل وعلا ولو كنت اعلم الغيب لاستكثر من خير اي من المال وفي رواية لعلمت ان اذا اشتريت شيئا ما اربح فيه فلا ابيع شيئا الا ربحت فيه وما مسني السوء نعم يعني من امور الدنيا لو كنت اعلم الخير اني احببت حب الخير عن ذكر ربي يعني المال. ويعتبر انه العمل الصالح. فالله يأمر النبي ان يعلن ويقول لو كنت اعلم الغيب لاستكثرت من الخير. وما مسني السوء. ما مسني الضرر ان انا الا نذير وبشير لقوم يؤمنون. ما انا الا نذير انذر واخوف الساعة والاهوال التي امامكم وبشير ابشر المؤمنين المطيعين والمتقين بالجنة والثواب العظيم. وايضا لقوم يؤمنون هم الذين ينتظرون ويخافون ما امامهم ويأخذون بالبشارة فيعملون بالاعمال الصالحة حتى حتى ينالوا البشارة. وهذا فيه رد على الذين يغلون بالنبي صلى الله عليه وسلم النبي ما يعلم من الغيب الا ما علمه الله. لو كنت اعلم الغيب لاستكثرت من الخير ولهذا عام الفتح عام الحديبية ناقته ظلت ولا يدري وينه اينها؟ حتى جاءه الخبر انها تعضد شجرة ما كان يعرف اين الناقة فيه فلا يجوز الغلو بالنبي صلى الله عليه وسلم لكن لا شك ان الله اطلعه على شيء من علم الغيب هذا مما علمه الله لكن ان يدعى فيه انه يعلم الغيب مطلقا كما يقول هؤلاء الذين يقيمون الموالد ويغلون فيه بانه حاضر وموجود وانه يعلم الغيب وينفع ويضر ويشفع ويدخل الجنة ويخرج من النار هذا كله غلو لا يجوز والعياذ بالله. ثم قال جل وعلا هو الذي خلقكم من نفس واحدة هذا كما مر في سورة النساء يا ايها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها. فهو جل وعلا هو الذي خلقكم ايها خلق من نفس واحدة وهو ادم عليه السلام وجعل منها زوجها وهي حواء ليسكن اليها هذي في بين الحكمة من الزواج يسكن اليها يطمئن اليها تكون سكنا له قرارا وراحة هذا من اعظم ما يكون سبحان الله السكن بين الزوجين. قال ابن كثير وجعل منها زوجها ليسكن اليها قال ليألفها ويسكن بها. كما قال تعالى ومن اياته ان خلق لكم من انفسكم ازواجا لتسكنوا اليها. وجعل الا بينكم مودة ورحمة قال فلا فلا الفت بين روحين اعظم مما بين الزوجين. ولهذا ذكر تعالى ان الساحر ربما توصل بكيد الى التفرقة بين المرء وزوجه. نعمة عظيمة مخلوق بعيد عنك لست منه وليس منك. يجمع الله بينكم وتحبه ويحبك وتسكن اليه ويسكن اليه تعيشون دون بقية الناس هذه من نعم الله عز وجل. فيجب ان ان يعقل هذا المعنى فكله سكن اصبر يا الزوج والزوجة كل منهم على الاخر ولا ولا يكدر هذه الحياة بسفاسف الامور وغلبة الرأي والتعنت على الرأي وعدم التسامح وعدم التغافل وعدم تجاوز عن الاخر لا حياة الا بهذه الامور. تريد الحياة سعيدة كل من الطرفين يغض بصره ويصبر على الاخر ويعالج الامور بالتي هي احسن ما في كمال يا اخوان ما في كمال. قال النبي صلى الله عليه وسلم في صحيح مسلم لا يفرك مؤمن مؤمنة مؤمنة لا يبغضها من كل وجه. ان كره منها خلقا رضي منها اخر. وكذلك عندي ايتها المرأة الزوج ليس بكامل. بشر يغضب ويرضى ويصيب ويخطئ فلا تستمر الحياة الا بالتغافل. تغافل عن الزلات والصبر والا يعيش الانسان في نكد. والله المستعان. قال جل وعلا فلما تغشاها منهم من قال ان هذا الكلام كله في ادم فالله خلق ادم وخلق منه زوجته فلما تغشاها حملت منه جاءهم الشيطان على ما سيأتي بيانه وقال كثير المفسرين وهو قول المحققين واختاره ابن كثير وابن تيمية وابن القيم وجمع من المفسرين ان فيه انتقال من النوع الى الجنس. فاول الاية هو الذي خلق من نفس واحدة وجعل منها زوجها هذا في ادم. ثم انتقل الى الجنس والى ذريته قال فلما تغشاها اي اذا تغشى الزوج زوجها اذا وطأ الزوج زوجته وليس المراد به ادم بل المراد به من بعد ذلك اي رجل يطأ زوجته فلما تغشاها حملت حملا خفيفا حملت المرأة قدر الله الحمل حملت حملا خفيفا في اول الامر فمرت به خبيث ما تشعر فيه اذا مرت به يعني استمرت تقوم وتذهب وتجيء لخفته فمرت به فلما اثقلت. يعني صارت صار حملا وثقل. صار مولودا جنينا نفخت فيه الروح. دعوا الله ربهما لان اتانا لان اتيتنا صالحا لنكونن من الشاكرين. دعا الزوج وزوجته من الذرية من بني ادم دعوا الله لان اتيتنا صالحا اي رجلا صالح الخلقة خلقته مستقيمة هذا هو المراد بالصلاح هنا وليس صلاح الايمان. لا المراد به صلاح البنية صلاح الخلقة كامل سليم الاعضاء لان اتيتنا صالحا لنكونن من الشاكرين. لنشكرك على هذه النعمة واعظم شكر الايمان بالله جل وعلا. يعني لنؤمنن بك ونتبع رسلك ونشكرك على هذه النعمة. هذا التفسير على انها في ذرية وهذا هو الصواب. ومن العلماء من قال ان هذه الاية انما هي في ادم وحواء. فلما ولد لادم وحواء كما جاء عن ابن عباس ولد جاءهم الشيطان قال سميه عبد الحارث لتطيعاني والا لاجعلن له قرني ايل. قرنا ذكر بعض الظباع الايل قرون طويلة في شق بطنك فيخرج منه. فابى ان يطيعه فولد المولود الاول ثم مات ثم جاءهم في المرة الثانية وقال لتطيعاني والا سمياه عبد الحارث. والا جعلت لها قرنية فابيا ان يطيعاه فخرج المولود فمات. فجاءهم في المرة الثالثة قال اما ان تطيعوني او افعل كما فعلت فاصابتهم محبة الولد شفقة الولد فاطاع قالوا سمياه عبد الحارث اطعام فقط في التسمية هكذا جاء وهذا لا يصح رفعه للنبي صلى الله عليه وسلم جاء من حديث البراء مرفوع النبي صلى الله عليه وسلم ولا يصح وجع عن ابن عباس وهذا القول مرجوح لا يصح. لماذا؟ لان الانبياء منزهون عن الشرك بالاجماع الانبياء لا يقعون في الشرك الامر الثاني هذا شرك لو كان ادم فعل هذا لاعتذر به لما يأتيه الناس يوم القيامة في حديث الشفاعة في البخاري وغيره فيقول ان ربي نهاني عن الاكل في الشجرة عن نهاني عن الاكل والشجرة فعصيته ما استطيع ان اشفع. لقال آآ ربي انا اشركت مع الله واطعت الشيطان. الشرك اعظم من من المعصية. اليس كذلك ادم ما ذكر هذا لانه ما فعلها اصلا ثم ايضا هذا الاسناد يقول ابن حزم هذا سند خرافة لا اصل له لا يثبت ولا يصح ثم ايضا في الاثر يقول انا صاحبكم الذي اخرجتكم من الجنة. سبحان الله يخبرهم انه هو الذي اخرجهم الجنة ويطيعونه بعدين قال له ترى انا عدوكم الاول الذي اخرجتكم من الجنة اطيعوني في الولد. هذا في تناقض على كل حال هذا هو الصواب ان المراد به انه في ذرية ادم والكفار خاصة فجنس الكافر. اذا وطأ زوجته وحملت ومرت خفيفا واستمرت ثم قالت دعا هو وزوجته الله لان اخرج لهم ولدا صالحا في خلقه كامل ما فيه عيب ولا فيه تشنج ولا كذا ولا كذا لا يكون من الشاكرين له على هذه النعمة يعبدونه ولا يشركون به شيئا. هذا هو الصحيح. ثم قال جل وعلا فلما اتاهما صالحا جعل له شركاء فلما اتى الله هذا الرجل وزوجه والمراد جنس الكافر المؤمن يعبد الله ويشكره. فلما اتاهما صالحا يعني ولدا سليم الاعضاء كامل الخلقة. جعل له شركاء فيما اتاهما يهودانه او ينصرانه او يمجسانه فعلوه مشركا. فتعالى الله عما يشركون يعني جل وارتفع وتقدس عن عن شركهم يجعلون مع الله شريكا تعالى الله ارتفع وتقدس وجل وعلا عما يشركون معه ويجعلونه شريكا له ثم قال جل وعلا ايشركون ما لا يخلق شيء وهم يخلقون؟ يشركون مع الله يجعلونه شريكا ما لا يخلق ما يستطيع ان يخلق اي شيء ولا ذباب وهم يخلقون هذه الالهة التي جعلوها شركاء مع الله هي مخلوقة لله الله هو الذي خلقه فكيف تعبد ولا يستطيعون لهم نصر ولا انفسهم ينصرون. ايضا لا يستطيعون ان ينصروا اتباعهم ومن يدعوهم ولا يستطيعون ان ينصروا انفسهم لانهم وان تدعوهم الى الهدى لا يتبعوكم وان تدعوا هذه الاوصاف الاصنام وما اشركتم به مع الله جل وعلا لا لا يتبعوكم يعني لا يجيبوا دعاءكم لا يتبعوكم سواء قال قيل انهم دعوهم الى الحق فابوا او طلبوا منهم شيء لا يتبعونه او لان من لان اذا دعوت انسان واجابك الى طلبك معناه اتبعك فاجابك الى ما تطلب فانتم اذا دعوتم هذه الاصنام لا يتبعوكم سواء ادعوتموه وانتم صامتون. هذا الصنم لو وقفت عنده وقلت اعطني كذا لا يسمع ولا يجيب ولا يطيع. وسواء دعوت او لم تدعو وانت صامت ساكت لا ينفع لانه ما ينفع ولا يضر ولا يعلم الغيب ولا يتكلم ولا يفعل شيئا من ذلك. فكيف يدعى ويتخذ شريكا مع الله؟ قال جل وعلا ان الذين تدعون من دون الله عبادا امثالكم هذا الذي يدعم ذلة كله عبد لله ان كل من في السماوات والارض الا اتي الرحمن عبدا. والله خالق كل شيء سواء كان حجر او شجر او صنم او وميت او ولي او ملك او غير ذلك ان الذين تدعون من دون الله عباد امثالكم. كيف تعبد مثلك كيف تعبد عبد مثلك؟ كلهم عبيد لله عز وجل. فادعوهم فليستجيبوا لكم ان كنتم صادقين. هذا على سبيل يعني التحدي ادعوهم كما تقولون فليستجيبوا لكم. يجيب طلبكم. ان كنتم صادقين. كنتم صادقين انهم ينفعون ويضرون والله يا ما ينفعون ولا يضرون. ولو استمروا يدعونهم الى يوم القيامة لا يستجيب لهم فكيف يدعى؟ من هذه حاله؟ الذي يدعى هو الذي يستجيب وينفع ويضر وهو الله سبحانه وتعالى. قال جل وعلا الهم ارجل يمشون بها؟ هذا زيادة في ابطال عبادة الالهة وانها لا تستحق ان تعبد. وليس فيها شيء من مؤهلات الالوهية ام لهم ايد ام لهم ارجل يمشون بها؟ الجواب لا ما لهم ارجل. ام لهم ايدي يبطشون بها؟ البطش الاخذ بقوة. لهم ايدي يبطشون بها خذهم بها؟ الجواب لا. ام لهم اعين يبصرون بها؟ الجواب لا. ليس لهم اعين طيب ام لهم اذان يسمعون بها؟ يسمعون من يناديهم ويطلب منهم؟ الجواب لا قل ادعوا شركاءكم ثم كيدوني فلا تنظرون. ادعو هؤلاء الشركاء من دون الله. ادعوهم ما ما يملكون شيء مما يستحقون به ان يعبدون. فادعوه بينت لكم حالهم وانهم لا لا ينفعون ولا يضرون فادعوهم وادعوا شركاؤهم ثم كيدوني انتم وهم لا تمهلوني لا تمهروني انتم هذه الاية اللي تزعمون انها هالة ادعوا ادعوهم تحدي من النبي صلى الله عليه وسلم لهم ثم كيدوني ائتوا بكل كيد لكم ولالهتكم ولا تنظروني لا تهملوني وقت طويل. لكن ما تملكون شيء لا انتم ولا الهتكم. ولا تنفعون ولا تضرون. النفع الضر بيد الله جل وعلا. هذا في غاية التحدي وابطال الالهة وانها لا تستحق ان تعبد. ثم قال ان وليي الله الذي نزل الكتاب ان وليي الله الذي نزل الكتاب وهو يتولى الصالحين هذا اولياؤكم انا وليي الله. هو الذي يتولاني وتولى امري وهو الهي ومعبودي الذي ينصرني وينفعني ويضرني ويدافع عني ان وليي الله وهو يتولى الصالحين ان ولي الله الذي نزل الكتاب الذي نزل القرآن الذي جئتكم به وادعوكم اليه وهو يتولى الصالحين ونعم الولاية الصالحين الذين جمعوا بين الاخلاص والمتابعة للنبي صلى الله عليه وسلم. والعمل بشرعه. فالله وليهم. واما المشركون الكافرون وليهم الشيطان. قال جل وعلا الذين تدعون من دونه لا يستطيعون نصركم ولا انفسهم ينصرون بيان بعد بيان وايظاح بعد ايظاح في عدم قدرة هذه الالهة على فعل شيء. فانا ولي الله هو الذي ينصرني ويدافع عني وينصر المؤمنين ويجعل العاقبة لهم بل ينصر كل صالح وكل مؤمن وانتم الذين تدعونهم من دون من دونه من دونه من دون الله. كل معبود من دون الله. لا يستطيعون نصركم. ما ينصرونكم بشيء ولا انفسهم ينصرون. هذا دليل على يعني العجز الذي لا عجز بعده ما ينصر من يدعوهم بل كذلك حتى انفسهم لانهم ما يملكون نفعا ولا ظرا فكيف يدعون من دون الله؟ قال او ان تدعوهم الى الهدى لا يسمعون. لو دعوتهم هذا تأكيد لما سبق تدعوهم الى الهدى. منهم ان يؤمنوا يدخلوا في الدين او الى الهدى ان يعملوا لكم يهدونكم او ينفعونكم لا لا يسمعون ما يسمعون ما لهم اذان جماد وتراهم ينظرون اليك وهم لا يبصرون. قيل اكثرهم ينظرون اليك ترى هذه الاصنام تنظر اليك وهم لا يبصرون. قالوا هذا على سبيل التنزه في الحجة وقال بعض المفسرين لا ترى هؤلاء الكفار الذين يعبدون الاصنام ينظرون اليك باعينهم لكن ما يبصرون الحق يعني ما بعد هذا البيان الذي مر من بيان وينظرون اليك ويسمعون قولك لكن لا يبصرون الحق فلا يتبعونه لا يبصرونه فيتبعونه. فهذه الاعين التي معهم لا يبصرون بها الحق ثم قال جل وعلا خذ العفو وامر بالعرف واعرض عن الجاهلين خذ العفو وامر بالعرف واعرض عن الجاهلين. هذا هذه الاية كما قال ابن كثير رحمه الله كما قال ابن سعدي رحمه الله قال هذه الاية جامعة لحسن الخلق جامعة حسن الخلق مع الناس وما ينبغي في معاملتهم والذي ينبغي ان يعامل الناس به ان يأخذ العفو اي ما سمحت به انفسهم. وما سهل عليهم من الاعمال والاخلاق. فلا يكلفهم ما لا تسمح به طبائعهم بل يشكر من كل احد ما يقابله او ما قابله به من قول او فعل من قول او فعل جميل او ما هو دون ذلك ويتجاوز عن ويتجاوز عن تقصيره ويغض طرفه عن نقصهم ولا يتكبر على الصغير لصغره ولا ناقص العقل لنقصه ولا الفقير لفقره. بل يعامل الجميع باللطف والمقابلة بما تقتضيه الحال وتنشرح له صدورهم. الى اخر كلامه رحمه الله. فهذه الاية اية عظيمة كغيرها من ايات الله. لكن والله هي في التعامل مع الناس لو طبقناها لسلمنا من شر كثير. خذ العفو العفو ما عفا من اخلاق الناس. قال بعض السلف ابن عباس خذ العفو اي الفضل وقال زيد ابن عبد الرحمن ابن زيد ابن اسلم امره بالعفو والصفح عن المشركين عشر سنين ثم امره بالغلظة عليهم واختاره ابن كثير. كأنهم يرون هذه الاية من سوى خذ العفو صوب ان الاية محكمة غير منسوخة. واذا جاء عن آآ عن هشام عن عروة من الزبير قال امر الله رسوله ان يأخذ العفو من اخلاق الناس. وفي رواية خذ ما عفا لك من اخلاقهم ما يعني ما ما ما ظهروه لك وما خذه. اقبله واصبر عليه لانك اذا ما تأخذه بعض الناس اي شيء اي خطأ يقع يخاصم الناس يا اخي تبي تتعب الناس كلهم اخطاء كأنت نفسك فيك اخطأ فخذ العفو واعف عن الناس اصبر تجاوز تغافل الا اذا كان عمر يتعلق بامر الشرع او بامر الله عز وجل اما انك كل انسان تبي تحاسبه كل انسان تبي توقفه وكل انسان والله لن تستطيع وستبقى في كبد ومشقة وعشق ضنكا مع الناس وهذا امر معروف ومعهود الخلق شأنه عظيم يا اخوان حسن الخلق يقول الله عز وجل خذ العفو وامر بالعرف العرف اي المعروف وهو كل حسن وفعل جميل اي بما عرف حسنه في الشرع هو المعروف فخذ العفو من الناس ما عفا وما ظهر والفضل ولا تحاسبهم على كل شيء واقبل منهم واصبر عليهم. وامر بالعرف بالمعروف واعرض عن الجاهلين اعلنوا عن الجاهل اتركه وليست كل انسان يجهل تمسك برأسه او تخاصمه او تفعل به ما هناك انفع من الاعراض عن الجاهلين ترتاح ويرتاح غيرك هل تبقى في حياتي يا اخي الحياة تراها سنوات معدودة يا اخي تبي تعيشها كلها كبد؟ تعيشها كلها مشاكل؟ كلها مطالبات خلاص ونون وكلها سب وشتم اعرض يا اخي ريح بالك الا ما لا بد منه هكذا كان النبي صلى الله عليه وسلم وهكذا كان الصحابة وهكذا كان العلماء ادركنا علما رحمهم الله ما اقول شيء يجهل عليهم بعض الطلاب بعض الناس وان يتعرضون له قد يقول لهم لهم قول لو رفع الى المحكمة قذف او ظرب او سجن او في علبه يعفون ويعرضون عنه. ولا يظيع شيء كل شيء يجده عند الله عز وجل تمثلوا هذه الاخلاق العظيمة تمثلوا هذه الاخلاق العظيمة يا اخوان. خذ العفو وامر بالعرف واعرض عن الجاهلين واما ينزغنك من الشيطان نزغ ينزغنت ان يصيبنك ويعرض لك نزغ من الشيطان الله اكبر الله اكبر الله اكبر الله اكبر اشهد ان لا اله الا الله اشهد ان لا اله الا الله اشهد ان محمدا رسول الله اشهد ان محمدا رسول الله حي على الصلاة لا حول ولا قوة الا بالله. حي على الصلاة اه حي على الفلاح حي على الفلاح ولا قوة الا بالله. الله اكبر الله اكبر. لا اله الا الله لا اله الا الله اللهم صلي على محمد وعلى ثم قال جل وعلا واما ينزغنك من الشيطان نزغ ان يصيبنك ويعرض لك لكن يدل انه يأتي عن فجأة وعن غفلة انزغ نزغا حاصل واما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله اصحابك الشيطان بشيء نزغك عرظ لك امر خطر بنفسك امر سوء فاستعذ بالله انه انه سمعنا استعيذ بالله من الشيطان الرجيم كما كما سيأتي واذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فاذا هم مبصرون. لان نزغ الشيطان يريد بها ان يوقعك في الظلال خطأ ولذلك الغضب رأى النبي صلى الله عليه وسلم رجلا يختصم مع رجل وقد احمر وجهه وانتفخ وديجاه انتفخت وديجاه قال النبي صلى الله عليه وسلم اني لاعلم كلمة لو قالها لذهب عنه الذي يجد اعوذ بالله من الشيطان الرجيم اغضبك انسان استثارك استعذ بالله من الشيطان الرجيم وهذا لا يعني انك اذا استعذت بالله انك ما ما تنكر المنكر ولا تأمر بالمعروف لأ لكن استعذ بالله لان هذا من الشيطان فاذا استعذ بالله من الشيطان الرجيم اعاذك منه لانه سميع عليم جل وعلا يسمعك ويعلم حالك وما وقع لك فتهدى وتوفق للصباب للصواب وما اكثر ما يحصل النزغ الان. كثير يحصل للانسان في حياته خاصة اذا حصل له ما يغضبه او يثيره فيستعيذ بالله من الشيطان الرجيم حتى لا يقع في الخطأ ثم قال انا على كل حال احيل على كلام ابن كثير هنا ذكر احاديث عظيمة يعني يستفاد منها قال وعلا ان الذين اتقوا اذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فاذا هم مبصرون. المتقون الذين اتقوا الذين اتقوا ربهم وهم المؤمنون. اذا مسهم طائف من الطائف ما طاف بك من وسوسة الشيطان قال الطبري اذا الم بهم طيف من الشيطان من غضب او غيره مما يصد عن واجب حق عليهم تذكر عقاب الله وثوابه وابصروا الحق فعملوا به طائف من الشيطان يصيبك يمر بك شيء يرزقك الشيطان يغضبك يثيرك تهم بامر سوء واذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا تذكروا ربهم تذكروا عقابه تذكروا ثوابه لمن استعاذ بالله ورجع عن الخطأ واستقام على الدين وعقاب الله لمن عصاه وبقي على فعل الشر فاذا هم مبصرون يبصرون الحق ويرونهم لان الشيطان اذا اغضبك كانه يغطى على عينيك. ولهذا الغظبان لا يدري ما يقول يغضب يغطى على عينيه قال النبي صلى الله عليه وسلم اذا غضب احدكم فليسكت اذا اغضبك انسان اسكت حتى يذهب عنك ما يغطي عينك يذهب عنك فوحة الغضب فعند ذلك تتكلم بما تراه مناسبا لكن ان بادرت وتكلمت حينما يأتيك الغضب كم من كلمة ادت الى قتل كم من كلمة ادت الى طلاق كم من كلمة ادت الى قطيعة لكن اصبر ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم والصبر ضياء اصبر حتى تبصر الطريق وترى ان هذا الطريق الصحيح او هذا الكلام الذي يجب ان اقوله ان اقوله قال جل وعلا واخوانهم يمدونهم في الغي ثم لا يبصرون. اخوانهم اخوان الشياطين من الانس وهم المستمعون لهم القائلون بقولهم يمدونهم يعني تساعدهم هذه الشياطين وتزيدهم من المد. يزيدونهم غيا وظلالا في الغي في الضلالة ثم لا يقصرون لا يبصرون في اعمالهم ودفعهم الى ذلك في اعمالهم ودفعهم الى ذلك. نعوذ بالله هكذا الذي لا يستعيذ بالله واذا نزعه الشيطان لا استعيذ بالله من الشيطان ويبادر هذا من اخوان الشياطين والشياطين ماذا يفعلون باخوانهم يمدونهم في الغيبة يزيدونهم في الشر ولا يقصرون حتى لا لا يقصر عن هذا العمل بل يزيد نعوذ بالله وفي ان هذا يراه الانسان في الغضب كما ضربنا مثلا قريبا من استجاب للشيطان وركبه الشيطان ما يزيد ويزيد الشر شر ومدى الكلمة يزيد الى ما هو اعظم. ضرب بالايدي يومه اشد الى القتل وما شابه ذلك والانسان ما يتخذ الشيطان اخا له فليحذر منه ويستعيذ بالله منه فان الشياطين يظلون بني ادم لانهم اعداء لهم. لهذا قال ابن كثير المد الزيادة يعني يزيدونه في الغي يعني الجهل يعني الجهل والسفه. ثم لا يقصرون معناه ان الشياطين تمد والانسان لا والانس لا تقصروا في اعمالهم بذلك كما قال علي ابن ابي طلحة عن ابن عباس عن قوله واخوانهم يمدونهم يمدونهم في الغي ثم لا يقصرون قال للانس يقصرون عما يعملون من ولا الشياطين تمسك عنهم. لا يقصرون الجميع. هؤلاء لا يقصرون لا يقصر عن العمل ويتركه بل يستمر فيه الاخ اخ الشيطان من الانس والشيطان لا يقصر عنه ايضا بل لا يزال يمده ويزيده حتى يكون في ابعد ما يكون ويزداد من الله جل وعلا ثم قال جل وعلا واذا لم تأتهم باية قالوا لو لاجتبيتها يقول هؤلاء كما قال ابن عباس قال لولا اجتبيته يقول لولا تلقيتها وقال مرة اخرى لولا احدثتها فانشأتها يقول يقول كفار قريش لك الخطاب لا يزال معهم السياق معهم اذا لم تأتيهم باية يعني اذا لم تأتهم باية من الايات التي اقترحوها اقترحوا ان تنزل عليهم الملائكة واقترحوا اه ان يأتيهم بكتاب من السماء يمسونه بايديهم واقترحوا الصفاء والمرأة تكون ذهبا فاذا لم تأتهم بالاية التي اقترحوها وطلبوها عليك لان الله سبحانه الا قضى انه انه لا يأتي بهذه الايات لهذه الامة. لانها امة مرحومة لان الاية لو جاءت ولم يؤمنوا اهلكهم الله فيقولون للنبي صلى الله عليه وسلم اذا لم تأتهم باية بالاية التي اقترحوها عليك لولا اجتبيتها لولا بمعنى هلا هلا اجتبيتها انت هل اجتبيت هذه الاية انت؟ انت جئت بها من عندك قال ابن عباس لولا تلقيتها وقال لولا احدثتها فانشأتها. من الاجتباء لو اصطفيت هذه الاية انت واتيت بها وهذا يعني يدل على شيئين اول انهم لا يؤمنون بالله والنبي يقول الايات من عند الله انا لا املكها انا لست الا بشرا رسولا ما املك شيئا من الايات. والامر الثاني يدل على شدة التكذيب والافتراء اكذب ما في اشكال. هاتها من عندك انت نعوذ بالله. قال قالوا لولا اجتبيتها هلا اجتبيتها؟ هلا يعني اختلقتها من قبل نفسك او اخذتها من قبل نفسك او جئت بها من قبل نفسك فقال الله عز وجل له قل انما اتبع ما يوحى اليه من رب قل لهم انا اتبع ما يوحى الي من ربه انا عبد لله رسول من رسله لا اتبع فيما اقول وافعل الا ما يحييه الله الي لا املك كالاتيان بالايات ولا استطيع ان اجتبيها واختلقها من نفسي انما اتبع ما يوحى الي من ربي ثم قال هذا بصائر اي هذا القرآن بصائر اي حجج وبينات تبصر من العمى وهي محاة من الله هذا القرآن اوحاه الله اليه بصائر يبصر بالحق ويدل عليه ليس من قول ولا اجتهادي ولا استطيع ان اجتبي الشيء من عندي به هذا كلام الله. بصائر بصائر من ربكم وهدى ورحمة هدى لمن اراد ان يهتدي به فيكون من المهتدين ويعمل بطاعة الله واثناء المعصية ورحمة يوصل الى رحمة الله ومن عمل به شملته رحمة الله وادخله الله الجنة لقوم يؤمنون لا يهتدي به لا يتبصر به ولا يهتدي ولا ينال رحمته الا المؤمنون الذين يؤمنون به يؤمنون بالله جل وعلا ويؤمنون بالنبي صلى الله عليه وسلم ويؤمنون بالقرآن يصدقون ويقرون ويعملون بمقتضاه. اما كانه يعلم ان هناك قرآن لكن لا اعمل به ولا يهتدي بهداه ما ينتفع بهذا ثم قال جل وعلا واذا قرئ القرآن فاستمعوا له وانصتوا لعلكم ترحمون. هذه الاية اكثر المفسرين على انها فيما تسمع في الصلاة الجهرية واذا قرأ القرآن فاستمعوا له وانصتوا لعلكم ترحمون وقال بعض اهل العلم بل هي عامة وهذا هو الاظهر انها عامة لكن تتأكد في حق في الصلاة. في الصلاة الجهرية. فهذا توجيه كريم من ربنا اذا قرأ القرآن فاستمعوا له. اذا قرأ القرآن عندك فاستمع له. وانصتوا تمام الانصات والتدبر والتأمل. فيما تسمع لعلكم ترحمون فالاجتماع ثم الانصات والتدبر والعمل سبب للرحمة فلا تحرم نفسك الرحمة يا عبد الله. والعلما يفرقون بين السمع والمستمع المستمع هو الذي ينصت لك يستمع لك هذا عليه ان ينصت ويتابع اما السامع وانت ماشي مر معه بجنبك واحد صاحب سيارة مشغل اذاعة القرآن طيب هذا سامع لأ المستمع الذي يعني بهذا الامر. ولهذا يقول المستمع يسجد مع القارئ والسامع لا يسجد والمستمع جالس يتابع القارئ يسجد معه اذا سجد واما واحد يسمع واحد يقرأ بعيد وهو يتكلم في درس مشغول بشيء لكن يسمع شيئا هذا ما يلزمه السجود وهذه الاية مستدلة بها استدل بها على مسألة القراءة. ذهب بعض السلف ان الانسان لا يقرأ في الصلاة الجهرية وراء الامام ويجب عليه ان يستمع وهذا ظاهر لا شك. لكن اختلفوا في قراءة الفاتحة هل يقرأ الفاتحة او يستمع؟ من العلماء من قال يستمع ولا يقرأ الفاتحة لان الله قال واذا قرأ القرآن فاستمعوا له وانصتوا لعلكم ترحمون والصواب ان الفاتحة تقرأ وقد ذكرت هذا في سورة الفاتحة واستدللت على ذلك بالحديث الصحيح لما قرأ الصحابة خلف النبي صلى الله عليه وسلم قال وانا اقول ما لي انازع القرآن لا تقرأوا خلف امامكم الا بفاتحة الكتاب فانه لا صلاة لمن لم يقرأ يعني فالانسان يقرأ سورة الفاتحة بسرعة بعد الفاتحة يقرأها بسرعة ثم يجمع بين الحسنين ثم يستمع لامامه. ثم قال جل وعلا واذكر ربك بنفسك تضرعا وخيفة ودون الجهر من القول بالغدو والاصال ولا تكن من الغافلين. اذكر ربك اذكر ربك يا عبد الله يعني اكثر من ذكره ثم ذكر اداب الذكر هنا ثلاثة احفظوها التضرع تذكر ربك وانت متذلل خاشع لله خاشع خاضع ما انت متكبر متعالي مترفع تذكر ربك تذكر العظيم جل وعلا تقوم متضرع متذلل مخبت هذا الادب الاول وخيفة ايضا خائف من الله جل وعلا تخشى من الله تخشى ان لا يجاب الدعاء تخشى ان يؤاخذك الله عز وجل بذنوبك العنا رغبا ورهبا ترغب وتخاف والله ليش ما تخاف يا اخي ليش ما تخاف وقلوب العباد بين اصبعهم من اصابع الرحمن وزيد ريك ما ما يعلمك انك تبقى على هذه الحال كم منا زاغوا يا اخوان وقد رأينا باعيننا ورأيتم من زاغ عن الدين كان على الدين ثم زاغ عنه فالانسان يجمع بين دعاء الله عز وجل متذللا له متضرعا خائفا منه جل وعلا ودون الجهر من القول وما جاء في بعض الايات خفية ما يجهر بالقول في الدعاء بالذكر عموما يذكر بين بين هذه الاداب العظيمة احفظها يا اخي التضرع والخوف من الله جل وعلا والاخفاء عدم الجهر فاذكر ربك حالة كونك متضرعا واذكر ربك في نفسك نفسك هذا غير الذكر مع الناس؟ الذكر مع الناس تشرح درس علم تعلم القرآن لابد من رفع الصوت لكن في نفسك ذكرك الذي يخصك انت متضرعا خائفا مخفيا ودون الجهر من القول بالغدو والاصال. الغدو جمع غدوة هي اول النهار. والاصال جمع اصيل وقيل جمع اصل اصل والاصل جمع اصيل. وهو اخر النهار من العصر الى اخر النهار اكثر من الذكر في اول النهار في اخر النهار الغدو اول النهار والاصال الاصيل هو اخر النهار من العصر فما بعد سبحان الله لا تغفل عن هذه الاوقات هذه جاءت احاديثا ان الذي يستمر يذكر الله من صلاة الفجر حتى تطلع الشمس له اجر عمرة وحجة تامة تامة وجاءت احاديث يحسونها بعض اهل العلم ايضا من العصر حتى تغيب الشمس له واجر عظيم هذا الغدو الاصال ولا تكن من الغافلين احذر من الغفلة دائم تذكر ربك دائم لا تغفل اذا تذكرت استغفر تب استغفر الله استغفر لا اله الا الله سبحان الله والحمد لله اذكروا الله لا تكن من الغافلين عن ذكر ربك هذا مقصد العبودية. ثم قال جل وعلا ان الذين عند ربك لا يستكبرون عن عبادته ويسبحونه ولو يسجدون. الملائكة الذين عند ربكم والملائكة لا يستكبرون عن عبادة الله ولا يستنكفون بل مستجيبون في غاية الاستجابة. ولا يتكبرون ويسبحونه ايضا ينزهونه عن كل نقص وعيب جل وعلا. يكثرون من من تسبيحه وله يسجدون يسجدون له ولا يسجدون لغيره وهذه الصفات في الملائكة ينبغي ايضا ان تستفيد منها فالملائكة لا يستكبرون وهذا يدل عليه تضرعا ما في كبر تضرع وخشية ويسبحون الله ينزهونه هذا من ذكر الله عز وجل. وله يسجدون وهذي اول اية فيها سجود التلاوة هذي اول موظع من مواظع سجود التلاوة في اخر سورة الاعراف وينبغي للقارئ ان يسجد اذا قرأ بنفسه واذا كانت الصلاة جهرية كذلك يسجد القارئ. وبهذا نكون قد اتممنا بفضل الله وجوده وكرمه ورحمته وتوفيقه وتسديده. هاتين السورتين العظيمتين. فنسأل الله العلي العظيم ان ينفعنا واياكم بما سمعنا وان يجعله حجة لنا ولا حجة علينا وان يجعلنا واياكم ممن يستمع فيتبعون احسنه وان يختم بالسعادة اجالنا وبالصالحات اعمالنا وان يجعل اخر كلامنا من الدنيا لا اله الا الله يجعلنا واياكم من اهل القرآن الذين هم اهل الله وخاصته. وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا محمد